id
stringlengths 0
141
| title
stringlengths 1
119
| text
stringlengths 50
119k
| url
stringlengths 31
171
| hash
stringlengths 32
32
| metadata
dict |
|---|---|---|---|---|---|
26 ديسمبر
|
26 ديسمبر
|
26 ديسمبر أو 26 كانون الأول أو يوم 26 \ 12 (اليوم السادس والعشرون من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الستون بعد الثلاثمائة (360) من السنة، أو الحادي والستون بعد الثلاثمائة (361) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 5 أيام على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/26 ديسمبر
|
5b0104a50a923975524632c037147de5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.088179",
"source": "Wikipedia"
}
|
14 يوليو
|
14 يوليو
|
14 يوليو أو 14 تموز أو 14 يوليه أو يوم 14 \ 7 (اليوم الرابع عشر من الشهر السابع) هو اليوم الخامس والتسعون بعد المئة (195) من السنوات البسيطة، أو اليوم السادس والتسعون بعد المئة (196) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 170 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/14 يوليو
|
a693970ef2e5a90a8fc78de504595862
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.088395",
"source": "Wikipedia"
}
|
1 أكتوبر
|
1 أكتوبر
|
1 أكتوبر أو 1 تشرين الأول أو يوم 1 \ 10 (اليوم الأول من الشهر العاشر) هو اليوم الرابع والسبعين بعد المئتين (274) من السنوات البسيطة، أو الخامس والسبعين بعد المئتين (275) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 91 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/1 أكتوبر
|
297a6bca71eb29016c8fd9eccc34c27f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.088606",
"source": "Wikipedia"
}
|
قرص مرن
|
قرص مرن
|
القرص المرن' أو القرص اللين أو القريص هو وسيط لتخزين البيانات، يتألف من قطعة دائرية رفيعة مرنة (من هنا جاء الاسم) من مادة مغناطيسية مغلفة ضمن حافظة بلاستيكية مربعة أو دائرية. تتم قراءة وكتابة البيانات إلى القرص المرن باستخدام سواقة أقراص مرنة. كانت الأقراص المرنة شائعة الاستخدام في الثمانينات والتسعينات، خاصة مع الحواسيب المنزلية، ابل 2، وماكنتوش وكومودور 64 وحواسيب اي بي ام المنزلية، لتوزيع البرامج وتبادل البيانات وأخذ النسخ الاحتياطية. قبل اختراع الأقراص الصلبة، كانت الأقراص المرنة تستخدم لتخزين نظام تشغيل وبرامج الحاسوب المنزلي أيضا، حيث أن نواة العديد من أنظمة التشغيل في ذلك الوقت كانت تخزن على ذاكرة القراءة فقط ( ROM ) ، أما نظام التعامل مع الأقراص فيخزن على أقراص مرنة، كنظام التشغيل دوس. في بدايات التسعينات، ونتيجة لتزايد حجم البرامج، كانت الكثير من البرامج توزع على مجموعة من الأقراص المرنة، حتى نهاية التسعينات حيث بدأ منتجو البرامج باستخدام الأقراص الليزرية. كما أن انتشار الإنترنت بشكل واسع أدى إلى استخدام أجهزة تخزين ونقل بيانات أخرى ذات سعات أكبر، كايثرنت وسواقات اليو إس بي. مما أدى إلى تضاؤل استخدام الأقراص المرنة. على الرغم من ذلك، تابع مصنعو الحواسيب الإبقاء على سواقات الأقراص المرنة في الحواسيب التي يبيعونها، للمحافظة على التوافقية مع الأجهزة القديمة، ولانه من المضمون أن تعمل سواقة الأقراص المرنة دون الحاجة لبرنامج قيادة. تصنف الأقراص المرنة دائما بوحدة الإنش، حتى في البلاد التي تستخدم نظام الواحدات القياسي. للأقراص المرنة نفس بنية الأقراص الصلبة. يتميز القرص المرن بتكونه من قرص واحد (بوجه واحد أو وجهين). مقسم إلى مجموعة من الدوائر بنفس المركز متباعدة بمسافة متساوية تسمى مسارات. ترقيم المسارات يبدأ من مركز القرص إلى حوافه، يختلف عددها من قرص مرن لأخر. كل مسار مقسم بدوره إلى مقاطع بنفس السعة، قد يكون عددها متساويا (مثل ما هو الحال مع سواقات PC وبسعة 512 بايت) أو متغيرا حسب طول المسار (مثل ما هو الحال مع سواقات Macintosh) لرفع طاقة تخزينها. ويمثل المقطع أصغر جزء يمكن قرأته من القرص. لحساب سعة قرص مرن، نقوم بالعملية التالية: سعة القرص = عدد الأوجه × عدد المسارات × عدد المقاطع بمسار واحد × سعة المقطع اعطت شركة أي بي ام قسم تطوير التخزين مهمة تطوير جهاز لتخزين البيانات على ان يكون رخيص الثمن في عام 1967، وذلك لاستخدامه في تحميل البرامج إلى مزوداتها ذات الرقم 370، حيث ان تلك المزودات كانت أول مزودات تستخدم ذاكرة انصاف النواقل التي تتطلب إعادة تحميل البيانات بعد قطع التيار الكهربائي واعادته، تضمنت تلك المزودات سواقات اشرطة، الا انها كانت بطيئة وكبيرة. كما أن أي بي ام احتاجت لوسيلة لارسال التحديثات للزبائن دون أن تكلف أكثر من 5 دولارات. أول النتائج كان قرص مرن بقياس 8" للقراءة فقط، بسعة 80 كيلوبايت، في البدية، استخدم القرص وحده، ولكن وبعد أن أصبح الغبار مشكلة عند التعامل مع القرص، تم تغليفه بمادة بلاستيكية. وأصبح الجهاز الجديد جزءا قياسيا من المزود 370 في عام 1971. في العام 1973، اطلقت أي بي ام اصدارا جديدا من القرص المرن، وذلك ضمن نظام ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/قرص مرن
|
f73708c060a5ba89857ede7b79b499d6
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.089901",
"source": "Wikipedia"
}
|
كارل ماركس
|
كارل ماركس
|
كارل هانريش ماركس تلفظ بالألمانية: فيلسوف وناقد للاقتصاد السياسي ومؤرخ وعالم اجتماع ومنظر سياسي وصحفي وثوري اشتراكي ألماني؛ درس القانون والفلسفة في جامعتي بون وبرلين، تزوج عام 1843 من الناقدة المسرحية والناشطة السياسية الألمانية جيني فون ويستفالين. بسبب منشوراته السياسية فقد نزعت الجنسية عنه وأصبح عديما لها لعقود أثناء عيشه في لندن مع زوجته وأطفاله، خلال حياته طور أفكاره بالتعاون مع صديقه فريدرك إنجلز. كتاباته الأشهر هي البيان الشيوعي ورأس المال بأجزائه الثلاثة. كان لفكره السياسي والفلسفي تأثير هائل على التاريخ الفكري والاقتصادي العالمي واستخدم اسمه للتعبير عن مدرسة فكرية كثيرة التطورات وهي المدرسة الماركسية. نظريات ماركس والمعروفة بأنها التفسيرات الماركسية؛ ترى بأن المجتمعات البشرية تتطور من خلال الصراع الطبقي ضمن نمط الإنتاج الرأسمالي، وهذا الصراع يتجلى بين الطبقات البرجوازية الحاكمة والمالكة لوسائل الإنتاج من جهة والطبقات العاملة المعروفة باسم البروليتاريا وهي الطبقات التي تبيع قوة عملها من خلال عائد الأجور وتمكين وسائل الإنتاج. استخدم ماركس منهج المادية التاريخية النقدي ليتنبأ بأن الرأسمالية ستنتج توترات داخلية في النظم الاجتماعية والاقتصادية ما سيؤدي لتدميرها ذاتيا واستبدالها بنظام يعرف بنمط الانتاج الاشتراكي، حيث رأى أنها تفرز أزمات نتيجة عدم استقرارها الجزئي وهذا من شأنه أن يؤدي لوصول الطبقة العاملة لمرحلة الوعي الطبقي ما يدفعها للاستيلاء على السلطة السياسية وإنشاء المجتمع الشيوعي في نهاية المطاف وهو مجتمع لا طبقي مكون من الارتباط الحر بين المنتجين. ناضل ماركس من أجل تنفيذ مبادئه بحجة أن الطبقة العاملة يجب أن تقوم بعمل ثوري لإسقاط الرأسمالية وتحقيق التحرر الاجتماعي والاقتصادي. وصف ماركس بأنه أحد أكثر الشخصيات تأثيرا في تاريخ البشرية وتعرضت أعماله للمدح والانتقاد. مهد عمله في رأس المال لنظريات عديدة حول علاقة العمل برأس المال. عديد النقابات العمالية والفنانين والأحزاب السياسية في جميع أنحاء العالم تأثروا بأفكاره وعملوا على تطويرها أو تكييفها مع مجتمعاتهم، يستشهد بماركس باعتباره أحد المهندسين المعماريين الرئيسين في علم الاجتماع الحديث. ولد كارل هانريش ماركس في 5 مايو 1818 في مدينة ترير التابعة لمملكة بروسيا؛ لعائلة يهودية لكن أبوه كان قد اعتنق المسيحية اللوثرية قبل ولادته بسنة واستبدل اسم هرشل ماركس ليفي ليصبح هنريش ماركس. ماركس هو الطفل الثاني لعائلة تكونت من ثمانية أطفال، والده كان محاميا منحدرا من عائلة حاخامات يهود وهو نسب مشابه لأقربائه من أمه فهم كانوا حاخامات يهود أيضا. مدينة ترير التي ولد فيها كارل ماركس كانت جزءا من مقاطعة نهر الراين السفلي التابع للملكة بروسيا، والد ماركس هو أول من تلقى تعليما علمانيا في العائلة وأصبح محاميا يتمتع بدخل مريح واعتبر أن العائلة من الطبقة العليا حيث إضافة لدخل الوالد من المحاماة كانت العائلة تمتلك عددا من المزارع قرب نهر موزيل وتنتج من خلالها النبيذ عالي الجودة. لم يكن والده متدينا بل كان من رجال عصر النهضة واهتم بأفكار إيمانويل كانط وفوليتير؛ انتهج الليبرالية الكلاسيكية ودفع باتجاه تطبيق إصلاحات دستورية في بروسيا المتمتعة آنذاك بنظام حكم ملكي مطلق. بعد عمله في المحاماة بأربع سنين انتقل للعيش مع عائلته في عقار مكون من عشر غرف بالقرب من يورتا نيجرا، زوجته هنرييت برسبرغ كانت يهودية هولندية من عائلة تمتلك تجارة مزدهرة؛ وأسست لاحقا شركة فيليبس، أما أختها صوفي برسبرغ فتزوجت من ليون فيليبس وكانت جدة لكل من جيرارد وأنطون وفريتس فيليبس. شركة ليون فيليبس كانت تنتج التبغ الهولندي الفاخر وقد اعتمد ماركس وزوجته عليها في وقت لاحق للحصول على قروض أثناء إقامتهما في لندن. ماركس لم يكن يهوديا في الدين بل في العرق وحسب، اهتم بالأفكار الفلسفية الهيجلية بشكل خاص عندما كان طالبا في جامعة بون وبعدها في جامعة برلين. بحلول عام 1836 كان ماركس قد نضج نوعا ما وأصبح يناقش والده في الأدب والسياسة والقانون وقد أثنى والده عليه وكتب له في إحدى الرسائل من ذات العام «إذا شاءت إرادة الله، فلاتزال أمامك حياة طويلة لتعيشها لخيرك ولخير عائلتك -وإذا كان حدسي صحيحا- لخير البشرية» كان ماركس قد التقى بجيني فون ويستفالين في العام نفسه وبدأ في تبادل رسائل الغرام معها. كتب ماركس مقالات لعدة صحف لعل أبرزها صحيفة لاغازيت دو كولونيا. قضى ماركس صيف وخريف عام 1836 في ترير وخلال هذه الفترة أصبح أكثر جدية اتجاه دراسته وفي الفترة نفسها قابل جيني فون ويستفالين وهي فتاة متعلمة من الطبقة الحاكمة في بروسيا، كانت جيني على علاقة بشاب أرستقراطي لكنها قطعت علاقتها به لأجل الارتباط بماركس ليخلقا علاقة مثيرة للجدل بسبب الاختلاف العرقي والطبقي بينهما ورغم هذه الفوارق إلا أن ماركس استطاع إنشاء صداقة مع والدها لودفيج فون ويستفالين. برغم حصول ماركس على قبول لدراسة القانون في برلين إلا أنه كان مفتونا بالفلسفة ومقتنعا بأن لا شيء يمكن أن ينجز بدونها. زاد اهتمام ماركس بالفيلسوف المتوفي حديثا هيغل والذي نوقشت أفكاره بشكل واسع حينها من خلال الندوات الثقافية وخلال فترة نقاهة قضاها في ستارلا انضم لنادي الأطباء وهي مجموعة من الطلاب الذين ناقشوا الأفكار الهيغلية، من خلال هذه المجموعة انخرط بتنظيم راديكالي عرف باسم الهيغليين الشباب واللذين كانوا يجتمعون حول لودفيغ فيورباخ برونو باور. كان الهيغليون الشباب متفقين مع ماركس حيث انتقدوا الفرضيات الميتافيزيقية الهيغلية لكنهم تبنوا الأسلوب الجدلي لتوجيه النقد الاجتماعي والسياسي والديني من وجهة نظر يسارية. في عام 1838 توفي والد ماركس وهو ما أثر على ماركس الذي بقي يعتز بذكرى والده طوال حياته. أنهى ماركس كتابة قصته العقرب وفيليكس عام 1837 وهي القصة الوحيدة التي كتبها كما أنهى مسرحية شعرية بعنوان دراما ألينم إضافة لبعض قصائد الحب التي كتبها لجيني؛ هذه الأعمال الأدبية لم تنشر أثناء حياته، لاحقا تخلى عن اهتمامته الأدبية لأجل أهداف أخرى من بينها تعلم الإنكليزية والإيطالية ودراسة تاريخ الفن وترجمة الأعمال الكلاسيكسة اللاتينية إضافة لانشغاله بالعمل على أطروحة الدكتوراه الفرق بين الفلسفتين الديموقريطية والأبيقورية عن الطبيعة والتي وصفت بأنها عمل جريء يوضح أن اللاهوت يجب أن يخضع للحكمة المتعالية للفلسفة. أثارت الأطروحة الجدل خصوصا بين الأساتذة المحافظين في جامعة برلين ما دفع ماركس لإرسال الأطروحة لجامعة جينا الأكثر ليبرالية والتي وافقت على مناقشتها ومنحته عليها درجة الدكتوراه في أبريل 1841. بدأ التعاون بين ماركس وبرونو باور على تعديل الفلسفة الهيغلية عام 1840 وفي عام 1841 بدأ بالتخطيط لإنشاء مجلة تحت عنوان أرشيفات إلحادية لكن المجلة لم تصل مرحلة النضج أبدا. حاول ماركس أن يراعي اهتمامه الأكاديمي لكن حظر هذه الأعمال كان يتزايد حيث عارضت حكومة بروسيا بشكل متزايد الليبرالية الكلاسيكية والهيغليين الشباب، ما دفعه للانتقال إلى كولونيا عام 1842 ليعمل كاتب في صحيفة راديكالية هي راينيش تسايتونج ولاحقا أصبح رئيس تحريرها وزاد تعبيره عن آرائه الاشتراكية كما وضح اهتمامه بعلم الاقتصاد، وانتقد اليميمنية الأوربية في حكومة بروسيا وبعض الشخصيات الليبرالية والاشتراكية واعتقد أنهم يأتون بنتائج عكسية. هذه الآراء دفعت الحكومة البروسية لرقابة الصحيفة وإزالة محتويات من الأعداد قبل الطباعة لضمان خلوها من المواد «المثيرة للفتنة» وقد علق ماركس «يجب أن تقدم صحيفتنا للشرطة حتى يشموها، وإذا شم أنف الشرطة أي شئ غير مسيحي أو بروسي، لن يسمح للصحيفة أن تظهر». حظرت الصحيفة عام 1843 بعد طلب من الإمبراطور الخامس عشر لروسيا نيكولاي الأول وذلك بعد نشرها مقالا ينتقد بشدة الملكية في بروسيا. في 11 أكتوبر 1843 وبعد زواجه من جيني وصل معها إلى باريس التي كانت عاصمة العالم الفكرية؛ وأصبح محررا في صحيفة الحولية الألمانية الفرنسية وهي صحيفة يسارية أنشأها الاشتراكي الألماني أرنولد روج للتقريب بين الراديكاليين الألمان والفرنسيين. بعد وصوله سكن ماركس مع زوجته في سكن جامعي بشارع فانو، إلا أن ظروف الحياة أجبرتهم على تغيير مكان السكن بعد ولادة ابنتهم جيني. رغم محاولة الصحيفة جلب كتاب مختلفي الجنسيات الأوروبية إلا أن الألمان هيمنوا عليها ولم تحوي إلا كاتب وحيد غير ألماني هو الشيوعي الروسي ميخائيل باكونين. شارك ماركس بمقالين هما نقد فلسفة الحق عند هيغل وحول المسألة اليهودية، وقد قدم في مقاله الثاني أرائه حول الطبقة العمالية وشرح قوتهم الثورية ووضح اعتناقه للشيوعية، رغم نشر مقال واحد فقط إلا أن ذلك يعد نجاحا نسبيا وفي الغالب فقد نشر المقال بسبب تضمينه قصيدة غنائية لهاينرش هاينه يسخر فيها من لودفيج ملك بافارايا وهو ما دفع الولايات البروسية إلى حظر الصحيفة ومصاردة النسخ المستوردة، لكن وبسبب عدم توفر المقالات الفرنسية فإن الصحيفة تتعرض للفشل حتى اسمها لم يعد صحيحا «الحوليات الفرنسية-الألمانية» ما يدفع أرنولد روج للتأخر في دفع رواتب ماركس وصولا لعدم تمويل النسخ المستقبلية من الصحيفة ما أدى لانهيار علاقة الصداقة بينه وبين ماركس. بعد انهيار الصحيفة بدأ ماركس بالكتابة للصحيفة الألمانية الراديكالية اليسارية إلى الأمام وهي الصحيفة الوحيدة التي لم تكن تخضع للرقابة ولها علاقات مع رابطة العدالة المكونة من الاشتراكيين المثاليين؛ حضر ماركس بعض لقاءاتها لكنه لم يشارك، شكل عمله في الصحيفة أساسا لصقل وجهات نظرة حول الاشتراكية المبنية على أفكار الديالكتيكية المادية لهيغل وفيورباخ وفي نفس الوقت أنتقد الليبراليين والاشتراكيين الأخرين الموجودين في أوروبا. في 28 أغسطس 1844 التقى ماركس لأول مرة بفريدرك إنجلز والذي سيصبح صديقه المقرب لاحقا، كان إنجلز بروسيا أيضا ومحبا لفلسفة هيجل وكان من عائلة غنية. اللقاء كان في مقهى لاريجونس وعرض إنجلز على ماركس عمله حديث النشر ظروف الطبقة العاملة في إنجلترا في عام 1844 وتحدث معه عن الطبقة العاملة التي ستكون وفق رؤية إنجلز فاعل وأداة آخر ثورة بالتاريخ؛ بعدها قررا كتابة نقد حول الأفكار الفلسفية لصديق ماركس السابق برونو باور ونشر العمل عام 1845 تحت عنوان العائلة المقدسة. على الرغم من انتقاد ماركس لباور إلا أنه تأثر بشكل متزايد بأفكار الشباب الهيغليين ماكس شتيرنر ولودفيغ فويرباخ، لكن في النهاية تخلى ماركس وصديقه عن مادية فويرباخ. خلال فترة معيشته في المنزل 38 بشارع ريو فانيو في باريس؛ انكب ماركس بدارسة مكثفة للاقتصاد السياسي فقرأ آدم سميث وديفيد ريكاردو وجيمس مل وآخرون إضافة لقراءة أعمال الاشتراكيين الفرنسيين خصوصا هنري دو سان سيمون وشارل فورييه وقراءة التاريخ الفرنسي. دراسة الاقتصاد السياسي هي التي سيتابعها ماركس طوال حياته وينتج منها أهم أعماله وهو كتاب رأس المال بمجلداته الثلاثة. استندت الماركسية بشكل عام على ثلاث دعائم هي جدلية هيغل والاشتراكية الطوباوية الفرنسية والاقتصاد الإنكليزي، ومع دراسته السابقة لجدلية هيغل كانت دعائم الماركسية الثلاث قد تكونت خلال إقامته في باريس مع حلول خريف 1844. كان ماركس يضطر غالبا لإهمال دارسته في الاقتصاد السياسي ليس فقط بسبب مطالب الحياة اليومية بل وأيضا لكونه صحفيا في صحيفة متطرفة إضافة لتوجيهه لجهود حزب سياسي خلال سنوات الانتفاضات الثورية المحتمل حدوثها، لكنه بقي منجذبا بشكل كبير لفهم العوامل الداخلية للرأسمالية. أثنى ماركس على أفكار فيورباخ وانطلق منه في تحليله «للعمل المغترب» «كلما ازداد انتاج العامل للثروة، وكلما ازداد انتاجه قدرة وحجما، يزداد العامل فقرا»؛ وبعدها حلل مفهوم الاغتراب، ما يشير إلى أن مخطط الماركسية تكون بذهنه في أواخر 1844 أو أوائل 1845 حيث وضع العديد من السمات الأساسية للرؤية الماركسية لكنه احتاج لتدوين كل تفصيلة لتوضيح نقده الجديد للاقتصاد السياسي. وعليه فقد كتب الكثير من المخطوطات الاقتصادية والفلسفية. دراسة ماركس المستمرة للاقتصاد السياسي والرأسمالية دفعه لإدراك ضرورة أن يبنى منهجه الجديد على أساس مادي متطور. كتبت غالبية المخطوطات الاقتصادية والفلسفية بين أبريل وأغسطس من العام 1844، لكن ماركس أدرك سريعا أنها تأثرت ببعض أفكار فيورباخ غير المتشقة ما دفعه للانفصال عن مادية فيورباخ لصالح المادية التاريخية. هذا الانفصال دفع ماركس بعد انتقاله لبروكسل لكتابة أطروحاته الحادية عشر حول فيورباخ واشتهرت باسم «الأطروحة 11» والتي تنص على أن الفلاسفة فسروا العالم بطرق مختلفة، لكن الهدف هو تغيره. انتقد ماركس في عمله الفلسفات السابقة بشكل عام فهي تصف العالم المجرد فقط، المادية عند فيورباخ بشكل خاص بوصفها مادية تأملية وانتقد المثالية على اعتبارها تختزل الممارسة والنظرية، وهذه كانت الإشارة الأولى للمادية التاريخية حيث قدم ماركس حجة مفادها أن العالم لا يتغير بالأفكار ولكن من خلال الممارسة والنشاط الفعلي والمادي. في عام 1845 استجابت الحكومة الفرنسية لبرقية الملك البروسي الطالبة بإغلاق صحيفة إلى الأمام وطرد ماركس من فرنسا لينتقل للعيش في بروكسل. مع عدم القدرة على البقاء في فرنسا واستحالة العودة إلى ألمانيا غادر ماركس إلى بروكسل عام 1845 رفقة زوجته جيني التي كانت حاملا وابنته المريضة جينين؛ فرض على ماركس مثل كل المهاجرين التوقف عن العمل بالسياسة لذلك كان مطالب بالبحث عن وظيفة لكنه كان يمقت هذا التصرف وقرر الاعتماد على كتاباته لكسب عيشه وفي انتظار الفرصة للكتابة استطاع أن يحصل على منزل فسيحا في بروكسل. وتحول إلى قيادي شيوعي بارز وأنشأ علاقات مع الاشتراكيين المنفيين من جميع أنحاء أوروبا مثل موزس هس وكارل هاينزن وجوزيف ويدماير . انضم إنجلز لهم في أبريل 1845 بعد مغادرته ألمانيا وأصبح ماركس وإنجلز أعضاء في رابطة العدل وكلفوا بكتابة البرنامج السياسي لرابطة والذي سيعرف لاحقا بالبيان الشيوعي. انضمت صديقة إنجلز ماري بيرنز لهم بعد مغادرتها لندن. في منتصف يوليو من العام 1845 يغادر ماركس وإنجلز إلى لندن للقاء قادة حركة الميثاقية وهي من أولى الحركات البريطانية التي أنشئت لدعم الطبقة العاملة. هذه الرحلة كانت الأولى لماركس إلى إنجلترا وقد كان إنجلز دليله فيها حيث أمضى عامين في مانشستر من نوفمبر 1842 حتى أغسطس 1844. إضافة لإتقانه للغة الإنكليزية فقد أنشأ إنجلز العديد من العلاقات مع قادة الجركة الميثاقية وعمل مراسلا للصحف الاشتراكية الإنكليزية، استغل ماركس الرحلة للنظر في الموارد الاقتصادية المتاحة للدراسة في مكتبات مختلفة في لندن ومانشستر. متعاونا مع إنجلز بدأ ماركس في كتابة الأيديولوجيا الألمانية كتب العمل -الذي سينظر إليه على أنه مقدمة أفضل معالجة لمفهوم المادية التاريخية- في 1846. من خلال هذا الكتاب انفصل ماركس عن فيورباخ وبرونو باور وماكس شتينر والهيغلين الشباب إضافة لانفصاله عن كارل غرون وحركة الاشتراكيين الحقيقيين واللذين كانوا يعتمدون على المثالية في فلسفتهم بينما قدم ماركس وإنجلز في الكتاب المادية بوصفها المحرك الوحيد لحركة التاريخ. ورغم الكتابة بالأسلوب الساخر إلا أن الرقابة على أعمال ماركس حالت دون نشر الكتاب الذي لم ينشر بشكل رسمي حتى عام 1932. بعد انتهائه من كتابة الأيديولوجيا الألمانية شرع ماركس في كتابة نص لتوضيح موقفه من نشاطات الحركات الثورية بوجهة نظر «فلسفية علمية»، وعنون نصه الجديد بعنوان متهكم هو بؤس الفلسفة للحيلولة دون وقفه في الرقابة. الهدف من العمل الجديد كان التمييز بين الاشتراكيين الخياليين وفلسفته الاشتراكية؛ ففي حين كان هدف الخياليين إقناع شخص واحد في كل مرة بالانضمام لهم فإن ماركس رأى أن الأشخاص يميلون في غالبية المناسبات للتصرغ وفق مقتضاياتهم ووفق مصالحهم الخاصة وبالتالي لا يوجد فائدة من إقناع شخص واحد في كل مرة والأفضل هو توجيه الخطاب لطبقة كاملة من المجتمع -الطبقة العاملة في هذه الحالة- وبذلك يمكن إحداث تغيير جذري في المجتمع. العمل قدم عام 1847 ليكون ردا على «الفلسفة البرجوازية الصغيرة» للاشتراكي اللاسلطوي الفرنسي بيير جوزيف برودون الذي عبر عن أفكاره في كتابه فلسفة الفقرة عام 1840. أدت الحركات العمالية التي اندلعت في أوروبا عامي 1846 1847 للضغط على ماركس من قبل رابطة العدل لكتابة بيان الحركة؛ لكن ماركس أجل العمل على البيان بسبب انشغاله بكتابة مقالين مهمين أولهما ناقش موضوع التبادل الحر والثاني اهتم بالاستغلال وعرف فيما بعد بالعمل المأجور ورأس المال. شكل هذين العمليين منعطفا في تفكير ماركس وأسسوا مع أعماله السابقة القواعد الأساسية للعمل الأكثر شهرة والذي سيعرف باسم البيان الشيوعي. بقي ماركس مرتبطا برابطة العدل واعتقد أنها تنظيم راديكالي مطلوب لتحفيز الطبقة العاملة في أوروبا للبدء بحراك جماهيري يوصلها إلى السلطة. لكن لتنظيم الحراك العمالي كان على الحركة أن تكف عن توجهها السري وتعلن عن نفسها باعتبارها حزب سياسي وقد أدرك أعضاء الحركة هذه الحقيقة وأعلنوا في يونيو 1847 تنظيم الحركة لتكون مجتمعا سياسيا علنيا يستقطب الطبقات العاملة مباشرة، هذا التنظيم الجديد كان يسمى العصبة الشيوعية، وقد شارك ماركس وإنجلز في كتابة المبادئ الأساسية للحركة الجديدة. بدأ ماركس مع إنجلز بكتابة البيان الشيوعي في ديسمبر 1847 وحتى يناير 1848 ونشر لأول مرة في 21 فبراير 1848. البيان حول العصبة الشيوعية من السرية للعلنية ووضح أهدافا ونواياها لعامة الناس. السطور الأولى للبيان حددت الأساس الرئيس للماركسية «إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى صراعات طبقية» يشرح ماركس عبر فصول البيان صراعات المصالح بين الطبقة البرجوازية والطبقة العمالية ويقدم البيان حجته لإثبات اختلاف العمل بين العصبة الشيوعية وباقي الأحزاب الاشتراكية والليبرالية حيث عملت وحدها لتحقيق مصالح العمال والإطاحة بالمجتمع الرأسمالي واستبداله بالاشتراكية. في نفس العام شهدت أوروبا العديد من الاحتجاجات والتي عرفت لاحقا باسم ثورات 1848 أو الربيع الأوروبي. في فرنسا أدت الاحتجاجات لإسقاط النظام الملكي وإنشاء الجمهورية الفرنسية الثانية وقد كان ماركس داعما لمثل هذه التمردات خصوصا بعد حصوله على ميراث والده قرابة 6000 فرنكا (1700 تالر)؛ الميرات منذ 1838 لكن عمه حجبه عنه، وادعى أنه استهلك ثلثها لأجل تسليح عمال بلجيكيين كانوا يخططون لنشاط ثوري، وبرغم الجدل حول صحة ادعاءات عمه إلا أن وزارة العدل البلجيكية اتهمت ماركس بذلك واعتقلته لاحقا ما أجبره على الفرار إلى فرنسا ظنا منه بأن الأمان سيكون مع السلطة الجديدة. بقي ماركس لفترة قصيرة في باريس ونقل مركز العصبة الشيوعية إلى المدينة وأنشأ مع عدد من الاشتراكيين البروسيين نادي العمال البروسيين في فرنسا على أمل انتقال الثورة إلى بروسيا. علم 1848 عاد إلى كولونيا وبدأ بإصدار كتيب يدوي بعنوان مطالب الحزب الشيوعي في ألمانيا، ودافع مع خلال كتيبه على أربع نقاط فقط من بيانه الشيوعي معتبرا أن على البرجوازية البروسية أن تطيح بالملكية الإقطاعية والأرستقراطية قبل أن تتمكن الطبقة العاملة من الإطاحة بالبرجوازية. في الأول من يونيو بدأ بنشر صحيفة جريدة نهر الراين الجديدة وقد ساعده في تمويلها حصوله على ورثت والده المتبقية؛ الصحيفة صممت لنشر جميع أخبار أوروبا وفق رؤية كارل ماركس وتفسيره للأحداث، ورغم مساعدة زملائه في العصبة الشيوعية إلا أن التأثير المهيمن كان لماركس في التحرير ووفق إنجلز فقد ظلت الصحيفة «دكتاتورية بسيطة لماركس». خلال تحريره للمقالات الصحفية كان يتعرض مع الاشتراكيين للمضايقات من قبل الشرطة وقد قدم للمحاكة عدة مرات ووجهت له تهم مختلفة مثل إهانة رئيس النيابة العامة وارتكاب جنحة صحفية والتشجيع على التمرد المسلح؛ ورغم هذه التهم إلا أنه كان يبرأ في كل مرة. في تلك الأثناء كان البرلمان البروسي ينهار وقدم الملك فريدرش فيلهلم الرابع حكومة جديدة مؤيدة للرجعية نفذت إجراءات لطرد اليسار والحركات الثورية من البلاد. ونتيجة لذلك أغلقت صحيفة الراين الجديدة وأمر ماركس بمغادرة البلاد في 16 يوليو وعاد إلى باريس التي كانت تشهد ثورة مضادة حيث طرد لاعتباره تهديدا سياسيا، مع اقتراب ولادة طفله الرابع وعدم قدرة زوجته على العودة لبلجيكا أو بروسيا فقد لجأ إلى لندن في أعسطس 1849. في أغسطس 1847 وصل ماركس إلى لندن حيث سيبقى فيها لآخر حياته؛ وانتقل مقر العصبة الشيوعية لنفس المدينة أيضا لكن وجود العصبة في لندن تحت إدارة ماركس لم يمنعها من الانقسام حيث بدأ فصيل داخلها بقيادة أوغست ويلش وكارل شابر في التحريض على انتفاضة فورية إذ اعتقدوا أن بداية الانتفاضة في العصبة الشيوعية ستؤدي لتحريض الطبقة العاملة بأكملها في جميع أنحاء أوروبا وستنضم تلقائيا لهم. ماركس وإنجلز احتجوا على ذلك معتبرين أن مثل هذه الانتفاضة غير المنظمة ستكون مغامرة وربما ستكون انتحارا للعصبة الشيوعية. انتفاضة بهذا الشكل ستسحق بسهولة من قبل الشرطة والقوات المسلحة للحكومات الرجعية في أوروبا، وقد أكد ماركس أن هذا من شأنه أن يهدد العصبة الشيوعية بأكملها فالتغيرات لا تتحقق بين ليلة وضحاها من خلال جهود بعض من الرجال. بدلا من ذلك يجب أن تكون التغيرات من خلال التحليل العلمي للظروف الاقتصادية للمجتمع ومن خلال التحرك نحو الثورة عبر مراحل مختلفة من التنمية الاجتماعية. شعر ماركس بعد فشل الانتفاضات التي انطلقت في أوروبا عام 1848 بأن الطبقة العاملة يجب أن تشجع على الاتحاد مع العناصر التقدمية من البرجوزاية بهدف هزيمة الأرستقراطية الإقطاعية، بعبارة أخرى يجب على الطبقة العاملة أن تنضم إلى القوى البرجوازية والديمقراطية لتحقيق خاتمة ناجحة للثورة البرجوازية قبل التأكيد على أجندتها. بعد الصراع الذي هدد وجود العصبة الشيوعية عاد رأي ماركس ليسود وغادرت مجموعة ويليس/شاير العصبة وخلال تلك الفترة انخرط ماركس بشدة في جمعية تعليم العمال الألمان . عقدت الجمعية أولى اجتماعاتها في شارع جريت ويندمل وسط لندن، وأيضا عانت من انقسامات حيث مال بعض أعضائها لفصيل ويليس/شاير ولنفس الأسباب التي أدت لانقسام العصبة الشيوعية، لكن ماركس خسر المعركة واستقال في 17 سبتمبر 1850. في الفترة الأولى في لندن كان ماركس ملتزما بشكل كبير بدراساته لدرجة أنه وعائلته عاشوا في فقر مدقع كما أنه كان منبوذا بسبب نشاطه الثوري، وكان يعتمد في دخله الأساسي على صديقه إنجلز المالك لمصدر دخل كبير من والده الصناعي. دفع الفقر الشديد ماركس لترك الغرفة التي استأجرها في شارع سيلشي بعد أن طرد منها للانتقال لكوخ صغير في أسوأ الأحياء صيتا في المدينة وهو حي سوهو والذي لقبه كاتب سيرة جيني بشارع الموت. في هذه الأثناء كان لماركس صحيفته في بروسيا وكان مساهما للمتحالفين معه أيديولوجيا إضافة لسهولة الوصول للطبقة العاملة في لندن وبذلك تحول مع إنجلز للصحافة الدولية حيث نشرت أعمالهم في إحدى المرات في ست صحف في إنجلترا والولايات المتحدة وبروسيا والنمسا وجنوب أفريقيا. كانت أرباح ماركس الرئيسية تأتي من مقالاته المكتوبة باللغة الإنكليزية لجريدة نيويورك تريبيون:17 إضافة لبعض الصحف البرجوازية وقد ترجمت مقالاته للألمانية بواسطة فيلهلم بيبير. صحيفة نيويورك ديلي تريبيون كانت قد تأسست في أبريل من العالم 1841 على يد هوراس غريلي وضمت هيئة تحرير من البرجوازيين التقدميين منهم جورج ريبلي ورئيس التحرير تشارلز دانا والذي كان فوريوري الاعتقاد الاقتصادي وناشطا لأجل التحرر من العبودية إضافة لكونه صلة الوصل مع ماركس. العمل الجديد كان وسيلة استغلها ماركس للوصول إلى جمهور وراء الأطلسي وإظهار لحربه الخفية مع هنري تشارلز كاري. الصحيفة والتي كانت تباع بسنتين كان لها شعبية واسعة بين أفراد الطبقة العاملة وبأكثر من 50000 نسخة لكل إصدار فقد كانت الصحيفة الأكثر توزيعا في الولايات المتحدة الأمريكية.:14 حيث كانت الصحيفة تحمل خطاب تقدمي يعكس موقف مؤسسها.:82 مقال ماركس الأول نشر في 21 أغسطس 1852 وكان حول الانتخابات البرلمانية البريطانية. في الفترة من ديسمبر 1851 وحتى ماركس 1852 عمل ماركس على كتيب نظري عن الثورة الفرنسية 1848 بعنوان الثامن عشر من برومير لويس نابليون واستكشف فيه مقاهيم المادية التاريخية والصراع الطبقي وديكتاتورية البروليتاريا وانتصار البروليتاريا على الدولة البرجوازية. في أبريل 1857 دعا دانا ماركس لكتابة مقالات بشكل أساسي عن التاريخ العسكري وتقديمها سيكلوبيديا أمريكا الجديدة وهي فكرة صديقه جورج ريبلي وهو المحرر الأدبي في صجيفة تريبيون. نشر في الصحيفة 67 مقال لماركس وإنجلز أغلبها كتبها إنجلز وماركس أجرى بعض الأبحاث عنها. مع أواخر خمسينات القرن التاسع عشر تضاءل الاهتمام الأمريكي بالشؤون الأوروبية وتحولت مقالات ماركس لموضوعات تتركز حول أزمة العبودية والحرب الأهلية الأمريكية 1861. دفع الركود الاقتصادي في الولايات المتحدة دانا لتعديل طريقة عمل ماركس وأخبره في 21 مارس 1857 أنه سيدفع له أجار مقال واحد اسبوعيا سواء نشر أم لم ينشر وسيدفع مقابل المقالات الأخرى إذا نشرت فقط. في شهر أكتوبر من نفس العام أوقفت الصحيفة تعاملها مع جميع مراسلي أوروبا باسثناء ماركس وتايلور واختزلت أعمال ماركس لمقالة واحد في الأسبوع، وبين سبتمتبر وأكتوبر 1860 كانت قد نشرت خمس مقالات فقط ولم يستأنف ماركس نشاطه فيها إلا في سبتمبر 1861 وحتى مارس 1862 عندما كتب له دانا لإبلاغه عدم وجود شواغر لنشر التقارير والمقالات القادمة من لندن بسبب الشؤون الداخلية الأمريكية. في عام 1868 أنشأ دانا صحيفة ثانية وهي شمس نيويورك وكان هو رئيس تحريرها. يمكن القول بأن فترة الخمسينات والستينات من القرن التاسع عشر حددت فلسفيا ماركس الهيغلي الشاب وماركس صاحب الأيديولوجية العلمية الأكثر نضجا والمرتبطة بالماركسية البنيوية رغم أن الكثير من الفلاسفة والمؤرخين لا يقبلون بهذا الطرح. بالنسبة لماركس وإنجلز فقد كانت ثورات 1848 1849 أساسية في تطوير نظريتهما في الاقتصاد والتقدم التاريخي، وبعد فشل هذه الثورات ظهر الزخم الثوري مستهلكا ولن يتجدد دون أزمة اقتصادية. مشأ الخلاف بين ماركس وزملائه في العصبة الشيوعية اللذين وصفهم بأنهم «مغامرون» اذ اعتقدوا أن قوة الإرادة يمكن أن تكون كافية لخلق الظروف الثورية في حين رآى ماركس أن الظروف الاقتصادية هي الشرط الأساسي. الركود الاقتصادي الذي بدأ في الولايات المتحدة عام 1852 بعث الأمل بالنشاط الثوري لدى ماركس وإنجلز ومع ذلك فقد نظر للاقتصاد بأنه غير ناضج لتحقيق الثورة المطلوبة، لكن أي أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة لن تؤدي إلى عدوى ثورية تنتقل لاقتصادات أوروبا فقد كانت أنظمة مغلقة، ومع انتشار حالة الذعر 1857 في أمريكا؛ تحطمت كل النماذج الاقتصادية وعرفت أول أزمة مالية عالمية حقيقية. بعد الإخفاقات التي منيت بها الثورات في أوروبا سعى ماركس لفهم أكبر لنمط الإنتاج الرأسمالي وذلك لتقديم نقد مناسب، ولتحقيق ذلك قضى أوقاتا طويلة يدرس في المتحف البريطاني ومع حلول عام 1857 كان قد دون أكثر 800 صفحة من الملاحظات حول رأس المال وملكية الأرض والعمل المأجور والدولة والتجارة الخارجية والسوق العالمي. هذه الملاحظات المجمعة لم تظهر حتى عام 1939 حيث نشرت تحت عنوان أسس نقد الاقتصاد السياسي. نشر ماركس مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي عام 1859، وهو أو عمل وجه فيه نقدا جادا للاقتصاد؛ الهدف من الكتاب أن يكون معاينة لكتابه الذي سينشر لاحقا وهو رأس المال. في عمله هذا توسع ماركس في شرح نظريات قيمة العمل التي دعا إليها ديفيد ريكاردو. استقبل العمل بحماس وبيعت نسخه بسرعة. المبيعات الناجحة لكتاب مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي حفزت ماركس في أوائل الستينات لإنهاء عمل رأس المال والذي سيكون عمله الرئيس خلال حياته حيث ناقش رأس المال ونظريات فائض القيمة وانتقد منظري الاقتصاد السياسي لا سيما آدم سميث وديفيد ريكاردو. يشار دائما لنظرية فائض القيمة باعتبارها المجلد الرابع لرأس المال وهي واحدة من الأطرحات الأولى الشاملة لتاريخ الفكر الاقتصادي. استمر ماركس بكتابة المقالات الصحفية لنيويروك ديلي تربيون فقد كان متأكدا بأن السياسة التحريرية تقدمية، لكن رحيل تشارلز دانا عن رئاسة التحرير في أواخر 1861 أدى لتغيير السياسة القديمة في النشر. لم تعد الصحيفة تتخذ موقفا قويا في سبيل إلغاء عقوبة الإعدام ودعمت سلاما فوريا للاتحاد بين الولايات مع بقاء العبودية ضمن الكونفدرالية الجديدة، كان ماركس مختلفا بشدة مع هذا الموقف ما دفعه للانسحاب من الصحيفة في 1863. انضم ماركس عام 1864 لرابطة العمال الدولية والتي عرفت بالأممية الأولى وانتخب في مجلسها العام مع أوائل انطلاقاتها وشارك في النضال ضد الجناح اللاسلطوي المتمركز حول ميخائيل باكونين (1814-1876)، وعلى الرغم من نجاح ماركسفي مواجهة باكونين إلا أنه أيد نقل مركز عمل الرابطة من لندن إلى نيويورك عام 1872 ما أدى لتدهور الأممية الأولى. الحدث السياسي الأهم للأممية الأولى كان كومونة باريس (1871) عندما تمرد مواطنو باريس على حكومتهم واستولوا على المدينة لمدة شهرين، وردا على القمع الدموي لهذا التمرد كتب ماركس أحد أشهر كتيباته الحرب الأهلية في فرنسا دفاعا عن الكومونة. عام 1867 نشر المجلد الأول من رأس المال وهو عمل حللت فيه عملية الإنتاج الرأسمالية. وضع ماركس في هذا العمل نظريته الخاصة بالقيمة والمتأثرة بتوماس هودجسكين وقد أقر ماركس بالعمل الرائع لهودجسكين في الدفاع عن العمالة ضد مطالبات رأس المال ، وقد دافع هودجسكين عن عمله في أكثر من نقطة وجهت له في رأس المال. اقتبس ماركس من هودجسكين الاعتراف بتغريب العمل في ظل الإنتاج الرأسمالي « لم يعد هناك أي مكافأة طبيعية للعمل الفردي. كل عامل ينتج فقط جزء من الكل، وكل جزء ليس له قيمة أو منفعة في حد ذاته؛ لا يوجد شيء يمكن للعامل أن ينتهزه، ويقول: هذا هو المنتج ، سأحتفظ بهذا لنفسي» في المجلد الأول من رأس المال أوضح ماركس مفهومه لفائض القيمة والاستغلال وقال أنه يؤدي في النهاية لانخفاض معدل الربح وانهيار الرأسمالية الصناعية. مجلدا رأس المال الثاني والثالث بقيا مخطوطات عمل عليهم ماركس حتى نهاية حياته ونشرا بواسطة إنجلز بعد وفاته، نشر المجلد الثاني عام 1893 تحت عنوان رأس المال: المجلد الثاني؛ عملية تداول رأس المال ونشر المجلد الثالث بعد عام تحت عنوان رأس المال: المجلد الثالث؛ عملية تداول رأس المال ككل. تظرية فائض القيمة مشتقة من المخطوطات الاقتصادية المترامية والتي كتبها ماركس بين 1861-1863 وتعتبر مسودة ثانية لرأس المال، وتمتد هذه المخطوطات من الجزء الأخير للمجيد الثلاثين حتى النصف الأول من المجلد الثاني والثلاثين ضمن الأعمال المجمعة لماركس وإنجلز. بينما تمتد المخطوطات الاقتصادية الأكبر المكتوبة بين عامي 1861-1863 من بداية المجلد الثلاثين وحتى لمجلد الرابع والثلاثين؛ الجزء الأخير من المجلد الرابع والثلاثين يتكون من المخطوطات المكتوبة في 1863-1864 والتي مثلت مسودة ثالثة لرأس المال وجزء كبير منها ليكون ملحقا في طبعة المجلد الأول. في عامي 1905 1910 نشرت طبعات مختصرة لفائض القيمة وترجمت للإنكليزية ونشرت في لندن عام 1951، لكن نسخة كاملة نشرت في موسكو عامي 1963 1971 باعتبارها المجلد الرابع لرأس المال. تدهورت صحة ماركس خلال العشر سنوات الأخيرة ولم يكن قادرا على بذل نفس الجهد السابق. خلال حياته تمكن من التعليق بشكل كبير على السياسات التي عاصرته لا سيما في بروسيا وروسيا وقد قدم نقدا لبرنامج جوتا عارض فيه ميل أتباعه إلى التسوية مع اشتراكية الدولة الذي قدمه فرديناند لاسال عن طريق حزب اشتراكي موحد. وقد بدا ذلك واضحا من خلال الشعار الذي روجه ماركس من كل حسب قدرته إلى كل حسب حاجته. في 8 مارس 1881 أرسل ماركس إلى فيرا زاسوليتش متحدثا عن فكرة تجاوز روسيا لمرحلة التطور الرأسمالي وبناء الشيوعية على أساس الملكية المشتركة للأرض والمميزة للمجتمع الريفي الروسي أو اختصارا واعترف ماركس بأن المشاعية الريفية في روسيا هي نقطة الارتكاز للتجديد الاجتماعي في روسيا إضافة إلى أنه حذر من أن الانتقال إلى الاشتراكية في روسيا دون المرور بمرحلة رأسمالية للقضاء على التأثيرات الضارة التي تهاجمها الجماعات الريفية من كل الجهات، فإذا ما قضي على هذه التأثيرات ستخلق الظروف الطبيعية للتطور العفوي في المجتمع الريفي. وأشار في نفس الرسالة إلى أن جوهر النظام الرأسمالي يكمن في الفصل التام بين المنتج ووسائل الإنتاج. في المسودة الأولى للرسالة يكشف ماركس عن شغفه بعلم الإنسان بدافع إيمانه بأن الشيوعية المستقبلية ستكون عودة لمستوى أعلى من شيوعية ما قبل التاريخ وكتب «الاتجاه التاريخي لعصرنا هو الأزمة القاتلة التي يمر بها الإنتاج الرأسمالي في الدول الأوروبية والأمريكية حيث وصل إلى ذروته، وهذه الأزمة ستنتهي بتدمير نمط الإنتاج الرأسمالي، وعودة المجتمع الحديث إلى أعلى شكل من الأشكال القديمة للجمع والالتقاط» مضيفا «حيوية المجتمعات البدائية كانت أكبر بما لا يقاس من حيوية المجتمعات السامية واليونانية والرومانية وغيرها، وبعبارة أوضح حيوية المجتمعات الرأسمالية الحديثة». قبل وفاته، طلب ماركس من إنجلز كتابة هذه الأفكار التي نشرت عام 1884 تحت عنوان أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة. أنجب ماركس وزوجته ويستفالن سبعة أطفال لكن وبسبب الظروف الصعبة التي عانوها في لندن لم يبلغ منهم إلا ثلاثة أطفال فقط والأطفال هم: جيني كارولين (1844-1883)، لورا ماركس (1845-1911)، إدغار (1847-1855)، هنري إداورد (1849-1850) جيني إيفلين فرانسيس (1851-1852)، إليانور ماركس (1855-1898) إضافة لطفل توفي قبل تسميته عام 1857 وبحسب بول لافارج زوج لورا ماركس فإن والدها كان أبا محبا. زعمت بعض الأقاويل عام 1862 أن ماركس ملك طفلا من علاقة خارج إطار الزواج واسمه فريدي وقد أنجبه من هيلين ديموت وهي مديرة منزله لكن هذه الأقاويل محل خلاف بسبب عدم وجود أدلة واضحة تؤكدها. استخدم ماركس الأسماء المستعارة بشكل كبير عند البحث عن استئجار منزل أو شقة وذلك غالبا لجعل تعقبه من السلطات أمرا صعبا؛ فأثناء وجوده في باريس استخدم "السيد رامبوز" وفي فترة تواجده في لندن كان يوقع خطاباته باسم أ.ويليامز، وكان أصدقاءه يشيرون عليه باسم "المستنقع" وذلك بسبب شعره الأسود المجعد وبشرته الداكنة بينما شجعه أطفالة على استخدام اسم "السجين القديم "تشارلي" كما منح أصدقائه وأفراد عائلته أيضا أسماء مستعارة فأشير لفريدرك إنجلز باسم "عام" ولهيلين مديرة المنزل باسم "لينيش أو نيم" وأخذت إحدى بناته اسم "كوي كوي إمبراطورة الصين" وأشير للورا باسم "كاكادو أو خويخوئيون". على الرغم من أن ماركس كان يشرب الكحول إلا أنه أصبح يكثر من الشرب بعد انضمامه لنادي ترير للشرب غالبا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وبقي يشرب بكثرة طوال حياته. عانى ماركس من مشاكل صحية كثيرة، وقد وصفها هو بأنها «بؤس الوجود». الكثير من المؤلفين وكتاب سيرته الشخصية حاولوا تفسير حالته وقد أرجع كاتب سيرته فيلنر بلومنبرغ حالته إلى مشاكل الكبد والمرارة المرافقة لماركس منذ العام 1849، وقد تفاقمت المشاكل بسبب أسلوب الحياة غير المناسب وتصاحبت النوبات المرضية بصداع والتهاب في العين وآلام عصبية في الرأس وآلام روماتيزمية؛ في عام 1877 ظهرت عليه أعراض اضطراب عصبي خطير تسبب له في الأرق وقد حاربه ماركس بتعاطي المخدرات، وتفاقم الاضطراب بسبب العمل الليلي المفرط ونظام الغذاء غير الصحي. ماركس كان محبا للتوابل وللأسماك المدخنة والكافيار والخيار المخلل وهي وجبات غير ملائمة لمرضى الكبد إضافة إلى ذلك فماركس لم ينقطع عن الشرب، وكان مدخنا شرها وبسبب سوء وضعه المادي فقد اضطر لاستهلاك السجائر ذات النوعية الرديئة. اشتكى ماركس كثيرا من الدمامل وهي مصاحبة لأمراض الكبد وقد تكون عائدة لنفس الأسباب وبسببها عانى من صعوبة بالجلوس أو العمل واقفا، وحسب قول بلومنبرغ فغالبا ما أتته حالات تهيجية بسبب مشاكل الكبد: «إن المرض أكد امتلاك ماركس لسمات معينة مثل هجاءه اللاذع الذي لم تخف حدته إضافة لتعبيراته التي قد تكون وقحة وقاسية؛ ورغم إيمانه الأعمى بأقرب أصدقائه إلا أن الأخير اشتكى من عدم ثقته بنفسه وعدم عدله بالنسبة لهم، فقد كانت آراءه قاسية ليس فقط تجاه الأعداء بل اتجاه الأصدقاء أيضا لدرجة أن الأشخاص الأقل حساسية قد يشعرون بإهانة كبيرة ،ربما كان هناك أحدا ممن لم ينتقدهم بهذه الطريقة؛ لكن حتى انجلز لم يستثنى من ذلك.» وفقا للمؤرخ برينستون فإن ماركس أصيب بالتهاب رئوي وهو في سن المراهقة أو التهاب الجنبة ما أدى لإعفائه من الخدمة العسكرية البروسية، وفي وقت لاحق وأثناء عمله على رأس المال (الذي لم ينته) عانى من ثلاث محن وهي: تفاقم مرض الكبد الذي قد يكون وراثيا، والإرهاق الناتج من السهر والنظام الغذائي السيئ وهو ما نتج عنه إلتهاب العين نتيجة كثرة العمل الليلي، أما البلاء الثالث فهو انفجار الدمامل والتي قد تكون نتجت بسبب جميع المماراسات غير الصحية التي ميزت أسلوب حياة ماركس وكثيرا ما كان إنجلز يحث ماركس على الإقلاع عن هذه العادات الخطيرة. اطروحة البروفيسور بريستون رجحت أن السبب وراء هذه العادات الخطيرة هي تضحية عقابية بسبب الشعور بالذنب والأنانية التي زرعها والده به. عام 2007 أجرى طبيب الجلدية سام شوستر من جامعة نيوكسل تشخيصا بأثر رجعي للمرض الجلدي الذي أصاب ماركس، وبحسب شوستر فإن ماركس لم يكن يعاني من مشاكل في الكبد بل من التهاب الغدد العرقية القيحي وهي حالة معدية تنشأ من انسداد القنوات المفرزة لجريبات الشعر. هذه الحالة لم تعرف في الأبحاث الطبية الإنجليزية حتى عام 1933 ما يعني أنها كانت مجهولة بالنسبة لأطباء ماركس وهي حالة قد تسبب آلاما في المفاصل (قد تشخص على أنها التهاب روماتزمي) وآلاما في العين، ولأجل هذا التشخيص الرجعي فقد نظر شوستر في المادة الأولية وهي مراسلات ماركس/إنجلز المجمعة والمنشورة في خمسين مجلدا؛ وعليه فقد رآى شوستر «على الرغم من أن ماركس وزوجته والأطباء كانوا يطلقون على الآفات الجلدية (الدمامل) أسماء عدة، إلا أنها كانت متكررة ومؤلمة وثابتة المواقع ما سهل تشخيصها لاحقا» وقد لوحظت هذه «الدمامل» في الإبطين والأربية حول الشرج والأعضاء التناسلية (القضيب وكيس الصفن) والمناطق فوق العانة والجانب الداخلي من الفخذين وهي المواقع الشائعة للتهاب الغدة العرقية القيحي. زعم البرفيسور شوستر أن هذا التشخيص هو الأقرب للواقع. شوستر حاول دراسة الآثار الاجتماعية والنفسية المحتملة للمرض وأشار إلى أن الجلد هو أحد أعضاء التواصل وأن التهاب الغدد العرقية القيحي ينتج عنه ضيق نفس حاد يترافق مع الكراهية والاشمئزاز والاكتئاب من الصورة الذاتية وهي مشاعر رآى شوستر الكثير من الأدلة التي تؤكدها من خلال مراسلات ماركس وأنجلز، ومضى أيضا في السؤال عما إذا كانت هذه الآثار النفسية والاجتماعية كانت عقلية أيضا وساهمت في تطوير نظرية ماركس عن الاغتراب. بوابة شيوعية بوابة اشتراكية تأثر ماركس بالعديد من المفكرين قبله ويتضح هذا التأثر من خلال أعماله؛ لعل أبز ما تأثر: تظهر رؤية ماركس للتاريخ والتي سميت لاحقا بالمادية التاريخية تأثير دعوة هيغل للنظر إلى الواقع والتاريخ بشكل جدلي (كييفت رؤية ماركس بشكل مثير للجدل على يد إنجلز ولينين لتكون مادية جدلية). إلا أن هيغل فكر بالمثالية ووضع الأفكار بالمقدمة بينما قلب ماركس الفلسفة الهيغلية مدافعا عن أسبقية المادة على الفكرة، جيث رآى هيغل أن الروح هي الدافع للتاريخ واعتبر ماركس أن هذا اللغز غير ضروري إذا أنه يحجب الحقيقة الإنسانية وأفعالها المادية التي تشكل العالم. واعتبر أن الهيغلية يجب أن تقلب رأسا على عقب، وبرغم كره ماركس للمصطلحات المثالية عند هيغل إلا أنه استخدمها في العديد من أعماله ففي البيان الشيوعي كتب «شبح يطارد أوروبا - شبح الشيوعية. لقد دخلت جميع قوى أوروبا القديمة في تحالف مقدس لطرد هذا الشبح» ووضف رأس المال بأنه «استحضار للأرواح التي تحيط بمنتجات العمل». رغم أن ماركس استوحى أفكارا من الاشتراكيين وعلماء الاجتماع الفرنسيين إلا أنه انتقد الاشتراكيين الخياليين واعتبر أن مجتمعاتهم الصغيرة ستكون مهمشة ومليئة بالفقر فالتغيير يجب أن يكون على نطاق واسع في النطاق الاقتصادي لكي يحدث تغييرا. اسهامات ماركس الهامة في
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/كارل ماركس
|
9eb4586dcecaf5512daaffa31b323645
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.105630",
"source": "Wikipedia"
}
|
زيوس
|
زيوس
|
زيوس، أو زوس . يلقب عند الإغريق «أب الآلهة والبشر» أو كما في اليونانية القديمة: πατὴρ ἀνδρῶν τε θεῶν τε, patḕr andrōn te theōn te. في معتقدات الإغريق الدينية هو أب الآلهة والبشر. فهو الذي يحكم آلهة جبل الأوليمب باعتباره الأب الوريث. زيوس هو إله السماء والصاعقة في الميثولوجيا الإغريقية. نظيره الروماني هو جوبيتر، ونظيره في الميثولوجيا الهندوسية هو إندرا وفي الإتروسكانية الإله تينيا. تكمن قوة زيوس في حكمه لقوى الطبيعة الرهيبة التي كان الإغريق يخشونها كالبرق والرعد والسماء الواسعة. قام كرونوس بابتلاع أطفاله الخمسة الذين أنجبهم من زوجته ريا: هستيا، ديميترا، هيرا، هاديس وبوسيدون وذلك لخوفه من أن ينتزعوا السلطة منه مثلما فعل هو مع أبيه أورانوس. وعندما أنجبت ريا طفلها زيوس قامت بإخفائه في جزيرة كريت وأعطت زوجها حجرا ملفوفا بملابس وابتلعه. وفي كهف في جبل إدا في جزيرة كريت نشأ زيوس. تتعدد الروايات حول طفولته فتقول رواية أن غايا قامت برعايته، ورواية أخرى تقول أن العنزة أمالثيا كانت ترضعه مع الحوريتين إديا وأدراستيا ورواية أخرى مع صحبة بعض الكوريت الذين كانوا يرقصون ويحدثون ضجة حتى لا يسمع بكاء الطفل، وروايات أخرى كل منها تقول بأن الحوريات كانوا يرعونه مثل الحوريات آدامنثيا وسينوسورا وأدارستيا وميليسا التي كانت تجلب العسل للطفل، وتقول إحدى الروايات أنه نشأ عند عائلة من رعاة غنم وحصلوا على وعد بألا تتعرض الذئاب لأغنامهم. عندما شب زيوس، قام بإجبار أبيه كرونوس على استفراغ إخوته من بطنه. تختلف الروايات في كيفية قيامه بذلك، تقول رواية أن ميتيس أعطت زيوس شرابا قدمه لكرونوس وبدأ في إخراج أبنائه، وتقول رواية أن زيوس شق بطن كرونوس وأخرج إخوته. وقام بتحرير إخوة كرونوس والسايكلوبيين وذوي المئة ذراع والعمالقة من تارتاروس (الجحيم) وقتل كامبي الذي كان يقوم على حمايتهم والحفاظ على حياتهم. في ثيساليا دارت المعركة بين كرونوس مع بعض المردة الذين انضموا له مثل أوقيانوس وابنته ستيكس مع أولادها زيلوس (الحماسة)، نيكه (النصر) وبيا (القوة) والأوليمبيين بقيادة زيوس الذي انضم إليه السايكلوبيون وقدموا له الصواعق لأنه حررهم واستخدم زيوس الصواعق في رمي المردة حتى أصبحت الصواعق سلاحه المشهور، وانضم اليه ذوو المائة عين وكانوا يقومون بخلع الأحجار الضخمة من الجبال ويقذفونها على المردة. ظلت المعركة لعشر سنوات حتى انتصر الأولمبيون وأرسل زيوس كرونوس وحلفائه إلى تارتاروس. بعد المعركة وتربع زيوس على عرش الأوليمب، تقاسم السلطة مع أخويه الكبيرين، فحصل زيوس على السماء والهواء، بوسيدون على المياه، وهاديس على عالم الموتى. غضبت إلهة الأرض غايا من استحواذ زيوس على السلطة وما فعله بأبنائها المردة فتزوجت من تارتاروس وأنجبت منه وحشا ضخما يدعى تايفون يملك مئة رأس وأرسلته لمهاجمة زيوس، ودارت معركة ضخمة بينهما إلى أن أحرق زيوس رؤوسه المئة بالصواعق وأرسله إلى جبل أثينا وقد تزوج نصف امرأة ونصف أفعى تسمى إيشيدنا. وتقول رواية أخرى أن زيوس أرسله إلى جبل أثينا. هناك الكثير من الأساطير حول النساء اللاتي قام زيوس بمعاشرتهن، سواء كانوا زوجات شرعيات أو عشيقات، آلهة أو بشر. زاد عدد عشيقاته على 115 عشيقة أنجب منهن أكثر من 140 مولودا ، كثير منهم آلهة وأبطال كان لهم دور كبير في أحداث الأساطير مثل أفروديت وإلهات الحسن وهيرميز وآريز وإلهات الإلهام وهرقل. أولى زوجاته الشرعيات كانت ميتيس ثم تيميس والثالثة منيموسين ثم هيرا أشهرهن والتي لم يتزوج بعدها. بعد أن خرجت هيرا من أحشاء من كرونوس قام رييا والدتها بنقلها إلى مكان بعيد وجعلت ثيتس تقوم برعايتها إلى أن جاء أخوها زيوس وأحبها وخطفها من ثيتس وتزوجها، وأصبحت هيرا تتمتع بسلطة كبيرة في الأوليمب، فهي تحكم مثل زيوس بالرعود والصواعق وبإشارة من يدها تثير العواصف، ويحترمها الآلهة وكذلك زيوس إلا أنه في بعض الأحيان قد تحدث بعض الخلافات ويتوعدها زيوس بالعقوبات. وفي إحدى المرات قامت هيرا بتدبير انقلاب ضد زيوس إلا أنه تصدى لها وعاقب هيرا وقام بتعليقها على الأرض وربط إلى رجليها سندانين وعرضها للجلد. من أشهر عشيقاته أوروبا التي سميت قارة أوروبا باسمها ، وهي امرأة فينيقية قام زيوس بإغوائها بتحوله إلى ثور أبيض جميل اندس في قطيع والدها عندما كانت تتمشى على شاطئ البحر وعندما شاهدت الثور بالغ الجمال قاموا بمداعبته والتربيت عليه وجلست أوروبا على ظهره، فأسرع زيوس وركض نحو البحر وسبح إلى جزيرة كريت وكشف عن هويته وأخبرها أنه يحبها وأصبحت أوروبا أول ملكة لجزيرة كريت. تعتبر هيرا سابع زوجات زيوس بحسب سرد هسيودوس، في حين تشير روايات أخرى إلى كونها زوجته الأولى والوحيدة. تذكر قصيدة ثيوغونيا إنجاب الزوجين لثلاثة أطفال، آريز، وهيبي، وإيليثيا. وفي حين يذكر هسيودوس أن هيرا أنجبت هيفيستوس بمفردها، بعد ولادة أثينا من رأس زيوس، فإن روايات أخرى، بما في ذلك رواية هوميروس، تذكر أن هيفيستوس كان سليلا لزيوس وهيرا. يتناول مؤلفون مختلفون توصيفا للعلاقة الفتية ما بين زيوس وهيرا. يوصف الاثنان في الإلياذة بأنهما اضطجعا مع بعضهما البعض لأول مرة قبل أن ينفى كرونوس إلى تارتاروس، دون علم والديهما. يذكر أحد الشارحين في الإلياذة أنه، وبعد نفي كرونوس إلى تارتاروس، قام أوقيانوس وتثيس بتقديم هيرا لزيوس حتى يتزوجها. وبعد مدة قصيرة من زواجهما، أنجبت هيرا هيفيستوس، بعد أن اضطجعت سرا مع زيوس في جزيرة ساموس. وتسترا على فعلتها هذه، ادعت أنها أنجبت هيفيستوس بمفردها. وبحسب شارح آخر في الإلياذة، يقول كاليماخوس في قصيدته إيتيا، أن زيوس اضطجع مع هيرا لمدة ثلاثمئة عام في جزيرة ساموس. بحسب أحد الشروح الواردة في قصائد ثيوقريطس الرعوية، يلمح زيوس، في يوم من الأيام، هيرا وهي تفترق عن بقية الآلهة، ويعكف على مجامعتها محولا نفسه إلى طائر وقواق، ليحط على جبل ثورناكس. يفتعل زيوس عاصفة مريعة، وعندما تصل هيرا إلى الجبل وترى الطائر، والذي يجثم على حجرها، تشعر بالشفقة تجاهه، وتضع عباءتها عليه. ومن ثم، يعود زيوس إلى هيئته الحقيقية ويمسك بها، وحينما ترفض مجامعته لأجل أمهما، يقطع عليها وعدا أنها ستصبح زوجته. وبالمثل، يشير باوسانياس إلى تحول زيوس إلى وقواق لإغواء هيرا، ذاكرا الموقع على أنه جبل ثورناكس. بحسب إحدى روايات بلوطرخس، كما سجلها يوسابيوس في كتابه «التحضير الإنجيلي»، فقد تربت هيرا على يد حورية تدعى ماكريس في جزيرة وابية، حين اختطفها زيوس واصطحبها إلى جبل كيثايرون، حيث وجدا جوفا مظللا، فكان بمثابة «حجرة زفاف طبيعية». وعندما جاءت ماكريس للبحث عن هيرا، أوقفها كيثايرون، وهو الإله الراعي لهذا الجبل، قائلا إن زيوس كان راقدا مع ليتو. يحدثنا فوتيوس في كتابه «المكتبة»، أنه في كتاب «التاريخ الجديد» لبطليموس هيفايستيون، تأبى هيرا الاضطجاع مع زيوس، وتختبأ في كهف تلافيا له، قبل أن يقنعها أخيل، وهو رجل من الفانين، بالزواج من زيوس، وهو ما يؤدي إلى اضطجاع الزوج مع بعضهما. يذكر ستيفانوس البيزنطي اضطجاع زيوس وهيرا مع بعضهما للمرة الأولى في مدينة هرميون، بعد مجيئهما إليها من جزيرة كريت. كذلك يذكر كاليماخوس، في مقطع من قصيدته إيتيا، اتحاد الزوجين الذي حدث في ناكسوس. جاء مؤلفون مختلفون على ذكر زفاف زيوس وهيرا، رغم عدم وجود رواية كاملة حول الأمر. يذكر أحد شارحي قصيدة «آرغونوتيكا» لأبولونيوس الرودسي عن فيريسيدس قوله إن غايا أحضرت شجرة تنتج تفاحا ذهبيا كهدية زفاف عندما تزوج زيوس وهيرا. ينسب إراتوستينس وهيجينوس قصة مماثلة إلى فيريسيدس، وفيها تصاب هيرا بالذهول من الهدية، وتطلب زراعة التفاح في حديقة الآلهة قرب جبل أطلس. أما أبولودوروس فيربطه بتفاح هيسبيريديس الذهبي، ويقول إن غايا وهبت التفاح لزيوس بعد الزواج. يذكر ديودور الصقلي موقع الزواج على أنه في أرض أهالي مدينة كنوسوس قرب نهر ثيرين، بين ما ينسب لاكتانتيوس إلى فارو قوله إن الاثنان تزوجا في جزيرة ساموس. ثمة عدة قصص يتلقى فيها زيوس النصيحة، ويتمكن من مصالحة هيرا الممتعضة. ذكر باوسانياس، أن هيرا انسحبت إلى جزيرة وابية التي ترعرعت فيها، بعد شعورها بالغضب من زوجها، يطلب زيوس، الذي يعجز عن حل الموقف، النصيحة من كيثايرون، حاكم مدينة بلاتايا، والذي يفترض أن يكون أذكى رجل على وجه الأرض. ينصحه كيثايرون بعمل تمثال خشبي وإلباسه زي عروس، ومن ثم التظاهر أنه في صدد الزواج من بلاتايا، وهي ابنة أسوبوس. تندفع هيرا إلى هناك على الفور عندما يبلغها الخبر، لتكتشف الحيلة بعد تمزيقها ملابس العروس، وتنتابها راحة كبيرة مما يقود إلى تصالح الزوجين. أما بحسب إحدى روايات بلوطرخس، كما سجلها يوسابيوس في كتابه «التحضير الإنجيلي»، تنسحب هيرا إلى كيثايرون حين تشعر بالغضب من زوجها، ويذهب زيوس إلى ألالكومينيوس، وهو إنسان دنيوي، والذي يقترح عليه أن يتظاهر بالزواج من شخص آخر. وبمساعدة ألالكومينيوس، يصنع زيوس تمثالا خشبيا من شجرة بلوط، ويلبسه زي عروس، ويسميه ديدال. وحين تجرى الاستعدادات للزفاف، تندفع هيرا نزولا من جبل كيثايرون، وتتبعها نسوة بلاتايا، ليتصالح الزوجان بعد كشفها للخدعة، وينتهي الأمر بالفرحة والضحك الذي ينتاب جميع الحاضرين. حين اجتمعت الآلهة في ميكون لمناقشة الحصص التي سيحصلون عليها بعد التضحية، قرر التيتان (الجبار) بروميثيوس خداع زيوس حتى ينال البشر أفضل الحصص. ضحى بروميثيوس بثور كبير، وقسمه إلى كومتين. ووضع في كومة كل اللحم ومعظم الشحم، وغطاها بمعدة الثور المقززة، في حين زين عظام الكومة الثانية بالشحم. وثم، قام بروميثيوس بدعوة زيوس للاختيار، فاختار زيوس كومة العظام. مثل هذا سابقة بالنسبة للأضاحي، فأصبح البشر يحتفظون بالشحم لأنفسهم ويحرقون العظام للآلهة. قرر زيوس، الذي استشاط غضبا من مكيدة بروميثيوس، حرمان البشر من استعمال النار. غير أن بروميثيوس سرق النار من جبل أوليمبوس، وأخفاها في ساق من الشمر، وأعطاها للبشر. زاد هذا من غضب زيوس، الذي عاقب بروميثيوس من خلال تقييده بجرف، فكان النسر يلتهم كبده باستمرار، فإذا حل الليل نبت له كبد جديد. وفي النهاية، تحرر بروميثيوس من بؤسه على يد هرقل. ثم قرر زيوس، وهو غاضب من الإنسان، أن يمنح البشرية هدية عقابية تنوب عن النعمة التي حصلوا عليها. إذ أمر هيفيستوس أن يخلق أول امرأة من تراب، الموصوفة «الشر الجميل»، والتي سوف يكدر نسلها على الجنس البشري. وبعد أن نفذ هيفيستوس ذلك، ساهمت عدة آلهة أخرى في خلقها. أطلق هرمس على المرأة اسم «باندورا». زوجت باندورا من إبيمثيوس، وهو شقيق بروميثيوس. أعطاها زيوس جرة تحتوي على الكثير من الشرور. فتحت باندورا الجرة، وأطلقت كل هذه الشرور، وهو ما عاد على البشرية بالبؤس. ولم يتبق في الجرة سوى الأمل. صدم زيوس من التضحيات البشرية وغيرها من مظاهر الانحلال البشري حين كان على قمة جبل أوليمبوس. وقرر إهلاك البشرية وإغراق العالم بمساعدة أخيه بوسيدون. وبعد الطوفان، لم يتبق سوى ديوكاليون وبيرا. يعد هذا السرد حول الطوفان من الأفكار الشائعة في الأساطير. عندما طلب هاديس الزواج من ابنة زيوس، بيرسيفوني، وافق زيوس ونصح هاديس باختطاف بيرسيفوني، لأن والدتها ديميتير كانت لن تسمح لها بالزواج من هاديس. في «الثيوغونيا الوجدانية» الأورفكية (القرن الأول قبل الميلاد)، يرغب زيوس الزواج من والدته ريا. وبعد أن رفضت ريا الزواج منه، يتحول زيوس إلى ثعبان ويغتصبها. تحمل ريا وتنجب بيرسيفوني. ثم يتزاوج زيوس، وهو على هيئة ثعبان، مع ابنته بيرسيفوني، وهو ما يؤدي إلى ولادة ديونيسوس. استجاب زيوس لصلاة كاليروي في أن يسرع نمو سليليها، أكارنن وأمفوتيروس، اللذين أنجبتهما من ألكمايون، حتى يتمكنا من الثأر لأبيهما الذي قضى على يد فيغيوس وابنيه. قبل العصر القديم في اليونان، كانت هناك تصورات كثيرة لزيوس إلا أنها لم تتشكل في نمط إلا في بدايات العصر القديم، وكانت تصوره يحمل الصاعقة بيده أو أحيانا يوقف نسرا على يده. وفي العصر الكلاسيكي نجده يحمل صولجانا وجالسا على مقعد، ويعتبر تمثال زيوس في الأوليمب الضخم والذي يبلغ ارتفاعه 13 متر من العاج والذي قام به النحات اليوناني المعروف فيدياس نموذجا لتصور زيوس في الفن في تلك الفترة والذي ظل موجودا حتى العصر الهيلينستي. وظهر بعد ذلك بكثرة في لوحات الفنانين الأوربيين لا سيما في عصر النهضة التي تعتبر فترة الشغف بالميثولوجيا اليونانية. الثلاثة الأوائل: اللاحقات: ربات الفصول الجيل الأول: الجيل الثاني: الجيل الثالث:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/زيوس
|
d47ee83190938b21ce992b3410c3848c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.109029",
"source": "Wikipedia"
}
|
هجري
|
تقويم هجري
|
التقويم الهجري القمري أو التقويم الإسلامي أو التقويم العربي هو تقويم قمري، أي أنه يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر، مكون من 12 شهرا قمريا في عام ذي 354 أو 355 يوما. ويستخدمه المسلمون حاليا خاصة في تحديد شهر رمضان، والأشهر الحرم، وأشهر الحج، والأعياد، وعدة الطلاق، وعدة الحامل، ودفع الزكاة. تتخذ بعض البلدان الإسلامية (مثل المغرب والسعودية) التقويم الهجري تقويما رسميا لتوثيق المكاتبات الرسمية في دوائر الدولة. تحولت التعاملات لصالح التقويم الميلادي عن التقويم الهجري كون التقويم الميلادي يعمل به كل بلدان العالم . أشتهر إن عمر بن الخطاب هو الذي اعتبر الهجرة النبوية مبدأ للتاريخ الإسلامي وجعل هجرة رسول الله من مكة إلى المدينة في 12 ربیع الأول (21 سبتمبر عام 622 ) مرجعا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته بالتقويم الهجري. بيد ان عدد من الباحثين في الشأن التاريخي يرون أن أول من أعتبر تاريخ الهجرة النبوية بداية لتاريخهم هو النبي مستشهدين على ذلك بأن النبي كان يؤرخ رسائله وكتبه إلى أمراء العرب وكبار الشخصيات وزعماء القبائل بالتاريخ الهجري. وقد سبق عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب في كتابة التاريخ حيث روي في عدة أخبار ومنها ما روي عن سعيد بن المسيب: وعلى الرغم من أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين، إلا أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان يستخدم منذ أيام الجاهلية. أول یوم هذا التقویم الجمعة 1 محرم 1 الموافق ل16 تموز/يوليو عام 622 والموافق ل10.622 بحسب التقويم الإنساني. شهور التقويم الهجري اثنا عشر شهرا، أربعة منها حرم، وهي: رجب (7)، والأشهر الثلاثة المتوالية ذو القعدة (11) وذو الحجة (12) ومحرم (1). تعرف هذه الشهور بأسمائها العربية كما وجدها رسول الله حينما بعث. لكنها عرفت بأسماء مختلفة عند العرب قبل اجتماعهم على الأسماء الحالية قبل البعثة النبوية بقرنين (200 عام) ، فقد كان يسمى شهر رمضان مثلا «ناتق». كما أن لها أسماء أخرى غير عربية عند شعوب مسلمة أخرى كالأمازيغ الذين لهم أسماء مختلفة للشهور الهجرية، فيسمى شهر ذي القعدة مثلا في اللغة المزابية «جار لعيود»، ومعناه: بين الأعياد، لكونه يأتي بين شهر شوال الذي فيه عيد الفطر وشهر ذي الحجة الذي فيه عيد الأضحى. يتكون التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا أي أن السنة الهجرية تساوي 354 يوما تقريبا، بالتحديد 354.367056 يوما، والشهر في التقويم الهجري إما أن يكون 29 أو 30 يوما (لأن دورة القمر الظاهرية تساوي 29.530588 يوم). وبما أن هناك فارق 11.2 يوم تقريبا بين التقويم الميلادي الشائع والتقويم الهجري فإن التقويمين لا يتزامنان مما يجعل التحويل بين التقويمين أكثر صعوبة. في سنة 412 ، وقبل البعثة النبوية ب200 سنة وبمكة المكرمة اجتمع العرب سواء من رؤساء القبائل أو الوفود في حج ذاك العام أيام كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد، لتحديد أسماء جديدة للأشهر يتفق عليها جميع العرب وأهل الجزيرة العربية بعد أن كانت القبائل تسمي الأشهر بأسماء مختلفة، فتوحدوا على الأسماء الحالية. ورد بالقرآن في سورة الكهف: ﴿ولبثوا في كهفهم ثلاث مئة سنين وازدادوا تسعا﴾ وفي تفسيرها: عند أهل الكتاب أنهم لبثوا ثلثمائة سنة شمسية وهنا ذكر ثلثمائة قمرية والتفاوت بين الشمسية والقمرية في كل مائة سنة ثلاث سنين فيكون في ثلثمائة تسع سنين فلذلك ﴿وازدادوا تسعا﴾. عموما يوجد فرق حسابي قدره ثلاث سنوات كل مائة عام بين التقويمين ولم يكن العرب أهل علم بالحساب ولم يكونوا يعرفون كيف يحسبون السنين الميلادية والهجرية، أي باختلاف سنين الشمس والقمر؛ لأنه يتفاوت في كل ثلاث وثلاثين وثلث سنة فيكون في ثلثمائة تسع سنين، ولذلك ذكر الفرق في القرآن وازدادوا تسعا ليبين لهم الفرق بين التقويم المستخدم في عهد أهل الكهف وهو تقويم شمسي والتقويم القمري المستخدم عند العرب، فأخبرهم الله بذلك توضيحا لهم. تقويم أم القرى هو تقويم قمري يعتمد على دورة القمر لتحديد الأشهر وكذلك جزء منه تقويم شمسي لتحديد فصول السنة، وهو التقويم الرسمي للمملكة العربية السعودية الذي تؤرخ به على المستويين الرسمي والشعبي. ويعتمد إحداثيات (خط الطول وخط العرض) للكعبة المشرفة في مكة المكرمة أساسا لتقويم أم القرى، ويعتمد على ولادة الهلال فلكيا حال غروب القمر بعد غروب الشمس في مكة المكرمة. التقويم الهجري المجدول (Tabular Islamic calendar)، تقویم هجري يعتمد علی محاسبة عددية (مجدول) يستخدمه المؤرخون لتسهيل حسابه. فالشهور في هذا التقويم توالي من 30 يوم في الأشهرالفردية مثل محرم و29 يوم في الأشهر الزوجية مثل صفر. وشهر الآخر (ذو الحجة) في السنوات الكبیسة یكون 30 یوما. وتكون 11 سنة كبیسة في كل من 30 سنة. في طریقة العد التيار للتقویم الهجري المجدول إذا تم تقسيم السنة الهجرية علی عدد 30 ويتبقی عدد من أعداد: (2 - 5 - 7 - 10 - 13 - 16 - 18 - 21 - 24 - 26 - 29) تكون السنة سنة كبیسة. هذا التقویم یمكن أن یكون متغایر مع تقويم أم القرى أو تقاویم هجریة (طرق العد) أخری في یوم أو یومان. فالعلاقة بين التاريخ الميلادي وطريقة العد التیار للتقویم الهجری المجدول هي كالتالي: الأول من يناير 2000 (سبت) يتوافق مع 24 من رمضان 1420. وتاریخه الیوم یكون: 21 جمادى الثانية 1446 هجري مجدول. طريقة العد الكويتية طریقة من التقویم الهجري المجدول التي تستخدمها مايكروسوفت للتحويل بين التواريخ الهجرية والميلادية، تكون سنواتها الكبیسة الإحدی عشرة من دورة ال30 سنة هي سنوات: 2, 5, 7, 10, 13, 15, 18, 21, 24, 26, 29.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/هجري
|
aada247aa9b914c1429a8ecf63d64e7d
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.110691",
"source": "Wikipedia"
}
|
أخيل
|
أخيل
|
أخيل أو أخيليس أحد الأبطال الأسطوريين في أساطير الإغريق. هو ابن بيليوس ملك فثيا من حورية البحر ثيتس حفيدة التيتانية تيثيس ابنة أورانوس وغايا. كان له دور كبير في حرب طروادة التي دارت أحداثها بين الإغريق وأهل طرواده. وهو البطل المركزي في إلياذة هوميروس. حسب الأسطورة، فإن أخيل هو الابن الوحيد لثيتس، وهي امرأة عشقت الإله الأعظم زيوس في العصور القديمة. قامت ثيتس بغمر ابنها في مياه نهر ستيكس، الذي كان يعتقد أنه سيجعله يصبح خالدا، لكنه تمت الإشارة إلى عدم غمر كعب قدمه اليسرى، الأمر الذي تسبب في وفاته فيما بعد. أجاممنون، ملك هيلاس، قرر شن حرب على طروادة بسبب خطف بريام، ابن ملك طروادة، لزوجة منلاوس ابن ملك هيلاس. دعت الآلهة أجاممنون إلى طلب مساعدة أخيل، الذي كان معروفا بشجاعته وفطنته العسكرية. قدم أخيل للمشاركة في الحرب، لكنه تركها بعد خلافه مع أجاممنون بشأن فتاة تدعى بريسيز. وفي هذه الحرب، كان لأخيل صديق حميم يدعى بتروكلوس الذي حاول إقناع أخيل بالعودة للحرب، لكن أخيل رفض ذلك. بعد وفاة بتروكلوس على يد هكتور، انضم أخيل مرة أخرى للحرب وتمكن من الانتقام من هكتور. ثم أرسل الهيلانيين حصان خشبي عملاق لطروادة، والذي حمل بداخله أشجع محاربيهم، الذين تمكنوا من فتح أبواب طروادة وتدميرها. وفي نهاية المطاف، نجح باريس، ابن ملك طروادة، في قتل أخيل بسهمه، طاله في المكان الذي لم يغمره ماء النهر، وهذا ما أدى إلى وفاته. ولكن على الرغم من مصيره المأساوي، فإن أخيل ظل يحتفى به أحد من أكثر الأبطال شهرة في الأساطير اليونانية. قامت الحرب بين أهل طروادة والإغريق، وفشل اليونانيون أول الأمر في أخذ المدينة، ولما علموا بأن أخيل هو الذي سيحقق لهم النصر، حسب نبوءة أحد الكهنة، قاموا بالبحث عنه حتى وجدوه. واستطاع الداهية أوديسيوس أن يعثر على أخيل وعرض عليه الأسلحة والخيول فتحركت نفس أخيل لها، وانضم إلى جيش الإغريق. استطاع أخيل أن يحقق انتصارات باهرة لجيش أجاممنون طوال تسع سنوات من الحرب الضروس. وبعد إحدى المعارك، وجد رجال أخيل بنت ملك طروادة بريسيس فاعطوها إلى أخيل ولكن أخيل أحبها وهي أحبته ثم وضع أجاممنون يده على برسيس بنت ملك طروادة، ورفض أن يعيدها لوالدها. احتدم الخلاف بينه وبين أخيل، فقام أخيل باعتزال الحرب، ثم بدأت الهزائم تتوالى على جيش الإغريق. عندما رأى فطرقل هزائم قومه، حاول أن يدفع أخيل للقتال مرة أخرى، ولكن أخيل رفض ذلك، فقام فطرقل بارتداء خوذة أخيل ودرعه وذهب مع المقاتلين ظنا منهم أنه أخيل. وفي المعركة قام هكتور ابن ملك طروادة بقتل فطرقل ظانا أنه قتل أخيل نفسه. ولما علم أخيل بقتل ابن عمه صمم على الانتقام من هكتور. استطاع أن يلحق الهزيمة بالطرواديين وأن يقتل هكتور، واستطاع أن يقتل أجاممنون الذي كان يحول قتل بريسيس، إلا أنه وفي النهاية صوب بارس أخو هكتور سهمه نحو وتر أخيل فمزقه فسقط أرضا، ثم تمكن بارس من أن يجهز عليه.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أخيل
|
afe38fdf5d695f55326c58305176cf63
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.111621",
"source": "Wikipedia"
}
|
21 فبراير
|
21 فبراير
|
21 فبراير أو 21 شباط أو يوم 21 \ 2 (اليوم الحادي والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم الثاني والخمسون (52) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 313 يوما لانتهاء السنة، أو 314 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/21 فبراير
|
1a8d49134cf8fd2cc7ab22bbf12a2a3e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.111821",
"source": "Wikipedia"
}
|
اليونان
|
اليونان
|
- في أوروبا (أخضر فاتح ورمادي غامق) اليونان، أو رسميا الجمهورية الهيلينية ، والمعروفة أيضا منذ العصور القديمة باسم هيلاس هي دولة بلقانية ذات نظام جمهوري برلماني تقع في جنوب شرق أوروبا. وفقا لتعداد عام 2021، بلغ عدد سكان اليونان حوالي 10,432,481 نسمة. أثينا هي عاصمة البلاد وأكبر مدينة، تليها سالونيك. التراث الثقافي الفريد لليونان وصناعة السياحة الكبيرة وقطاع الشحن البارز والأهمية الجيواستراتيجية تصنفها كقوة متوسطة. وينعكس الإرث التاريخي الغني لليونان بانتساب 18 موقعا موجودا بها لقائمة اليونسكو للتراث العالمي. تحتل اليونان موقعا استراتيجيا على مفترق الطرق بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتقع على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة البلقان، وتشترك في الحدود البرية مع ألبانيا إلى الشمال الغربي، ومقدونيا الشمالية وبلغاريا إلى الشمال وتركيا إلى الشمال الشرقي. تتكون اليونان من تسع مناطق جغرافية وهي: مقدونيا، ووسط اليونان، والبيلوبونيز، وثيساليا، وإبيروس، وجزر بحر إيجة (بما في ذلك دوديكانيسيا)، وتراقيا، وكريت، وجزر البحر الأيوني. يقع بحر إيجة إلى الشرق من البر والبحر الأيوني إلى الغرب، والبحر الأبيض المتوسط إلى الجنوب. لدى اليونان أطول خط ساحلي في حوض البحر الأبيض المتوسط والحادي عشرة في العالم بطول 13676 كم (8498 ميل)، ويضم عددا كبيرا من الجزر، منها 227 مأهولة بالسكان. ثمانون في المئة من اليونان جبلية، ويعد جبل أوليمبوس أعلى قمة بارتفاع 2918 مترا (9573 قدما). التاريخ اليوناني هو واحد من أطول تواريخ البلدان، وتعتبر البلاد مهد الحضارة الغربية، بعد أن كانت مهد الديمقراطية، والفلسفة الغربية، ودورة الألعاب الأولمبية، والأدب الغربي، والتأريخ، والعلوم السياسية، والمبادئ العلمية، والرياضيات، والدراما الغربية، بما في ذلك كل من التراجيديا والكوميديا. تم توحيد الإغريق أولا تحت فيليب المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد. غزا ابنه الإسكندر الأكبر بسرعة كثيرا من مناطق العالم القديم، ونشر الثقافة اليونانية والعلوم من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى نهر السند. ضمتها روما في القرن الثاني قبل الميلاد، وأصبحت اليونان جزءا لا يتجزأ من الإمبراطورية الرومانية وخليفتها، والإمبراطورية البيزنطية. شهد القرن الأول الميلادي تأسيس الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية، والتي شكلت الهوية اليونانية الحديثة، ونقلت التقاليد اليونانية إلى العالم الأرثوذكسي على نطاق أوسع. وقعت البلاد تحت الهيمنة العثمانية في منتصف القرن الخامس عشر، وظهرت الدولة الحديثة في اليونان في عام 1830 بعد حرب الاستقلال. اليونان هي جمهورية برلمانية موحدة ودولة متقدمة مع اقتصاد متطور مرتفع الدخل، وتعد نوعية الحياة ومستوى المعيشة فيها مرتفع للغاية. اقتصادها هو الأكبر في البلقان، حيث أنها مستثمر إقليمي مهم. تعتبر اليونان، العضو المؤسس في الأمم المتحدة، والعضو العاشر الذي ينضم إلى المجتمعات الأوروبية (سلف الاتحاد الأوروبي) وكانت جزءا من منطقة اليورو منذ عام 2001. كما أنها عضو في العديد من المؤسسات الدولية الأخرى، بما في ذلك مجلس أوروبا، ومنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومنظمة التجارة العالمية، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية. تختلف أسماء أمة اليونان والشعب اليوناني عن الأسماء المستخدمة في لغات أخرى، والمواقع والثقافات. على الرغم من أن الإغريق أطلقوا على البلاد هيلاس أو إلادا (اليونانية: Ἑλλάς أو Ελλάδα) واسمها الرسمي هو جمهورية اليونان، باللغة الإنجليزية أنه يشار إلى اليونان، والتي تأتي من مصطلح اللاتينية اليونان العظمى كما يستخدمه الرومان، والتي تعني حرفيا «أرض الإغريق»، ومشتق من الاسم اليوناني Γραικός. تعود تسمية اليونان نسبة لقبيلة الإيوانيين (اليونانية: Ἴωνες) وهم من أهم القبائل الإغريقية من سكان منطقة إيونية في غرب الأناضول. وتسمية هذه القبيلة تتبع لیاوان بن یافث (حسب سفر التكوين) أو الشخصية الاسطورية إيون. وكانت الإمبراطورية الأخمينية أول من أطلق تسمية (Yauna) على الشعب اليوناني، بينما أطلق عليهم المصريون القدماء تسمية ((j-w-n(-n)، الآشوريون (Iawanu)، والبابليون (Yaman أو Yamanaya). يعود أقدم دليل موثق على وجود أجداد البشر في جنوب شبه جزيرة البلقان إلى حوالي عام 270,000 . في كهف بترالونا الواقع بمنطقة مقدونيا. وقد عثر على أدلة أثرية على فترات العصر الحجري الثلاثة (القديم والمتوسط والحديث) مثل تلك التي عثر عليها في كهف فرانتشثي. ولقد عرفت شواطئ بحر إيجة ظهور أولى الحضارات في الضفة الشمالية للبحر المتوسط، عرفت أولى الحضارتين باسم المينوية والميسينية. تلت الفترة الأولى، عصر مظلم استمر حتى حوالي 800 قبل الميلاد. عرفت البلاد عهدا جديدا مع ظهور الحضارة اليونانية. كانت بلاد اليونان عبارة عن تجمع من المدن المستقلة وهي أسبرطة العسكرية وأثينا المدنية والديمقراطية وغيرهما من المدن، قامت هذه المدن بإنشاء مستعمرات تجارية على طول البحر الأبيض المتوسط، كما قاومت محاولات توسع الفرس في المنطقة، وانقذت أوروبا من غزاة أباطرة الفرس خصوصا في معركة ماراثون البرية ومعركة سالاميس البحرية عام 480 . شكلت ثقافة هذه المنطقة المنبع الرئيس للحضارة الهيلينية، انتشرت هذه الحضارة في أرجاء واسعة من العالم بعد قيام إمبراطورية الإسكندر الأكبر المقدوني. كانت الإمبراطورية الرومانية الشرقية، بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، تعرف تقليديا باسم الإمبراطورية البيزنطية (ولكنها كانت تسمى ببساطة «مملكة الرومان» في وقتها) واستمرت حتى عام 1453. مع رأس المال في القسطنطينية، كانت لغتها وثقافتها اليونانية وكان دينها في الغالب المسيحية الشرقية الأرثوذكسية. منذ القرن الرابع، عانت أراضي البلقان التابعة للإمبراطورية، بما في ذلك اليونان، من تفكك بسبب الغزوات البربرية. أدت الغارات والدمار الذي تعرض له القوط والهون في القرنين الرابع والخامس والغزو السلافي لليونان في القرن السابع إلى انهيار كبير في السلطة الإمبراطورية في شبه الجزيرة اليونانية. بعد الغزو السلافي، احتفظت الحكومة الإمبراطورية بالسيطرة الرسمية على الجزر والمناطق الساحلية فقط، ولا سيما المدن ذات الأسوار المكتظة بالسكان مثل أثينا وكورنثوس وسالونيك، بينما صمدت بعض المناطق الجبلية في الداخل من تلقاء نفسها واستمرت في الاعتراف بالسلطة الإمبراطورية. خارج هذه المناطق، يعتقد عموما أن قدرا محدودا من الاستيطان السلافي قد حدث، وإن كان على نطاق أصغر بكثير مما كان يعتقد سابقا. ومع ذلك، فإن وجهة النظر القائلة بأن اليونان في العصور القديمة المتأخرة قد مرت بأزمة تدهور وتجزئة وهجرة سكانية تعتبر الآن عفا عليها الزمن، حيث تظهر المدن اليونانية درجة عالية من الاستمرارية والازدهار المؤسسي بين القرنين الرابع والسادس بعد الميلاد (وربما لاحقا أيضا). في أوائل القرن السادس، كان لدى اليونان ما يقرب من 80 مدينة وفقا لتاريخ سيناكديموس، وتعتبر الفترة من القرن الرابع إلى القرن السابع الميلادي واحدة من الازدهار العالي ليس فقط في اليونان ولكن في شرق البحر الأبيض المتوسط بأكمله. حتى القرن الثامن، كانت جميع اليونان الحديثة تقريبا تحت سلطة الكرسي الرسولي لروما وفقا لنظام البطريركيات الخمس. نقل الإمبراطور البيزنطي ليو الثالث حدود بطريركية القسطنطينية غربا وشمالا في القرن الثامن. بدأ الانتعاش البيزنطي للمقاطعات المفقودة في نهاية القرن الثامن وأصبحت معظم شبه الجزيرة اليونانية تحت السيطرة الإمبراطورية مرة أخرى، على مراحل، خلال القرن التاسع. تم تسهيل هذه العملية من خلال التدفق الكبير لليونانيين من صقلية وآسيا الصغرى إلى شبه الجزيرة اليونانية، بينما في نفس الوقت تم القبض على العديد من السلاف وإعادة توطينهم في آسيا الصغرى وتم استيعاب البقية القليلة. خلال القرنين الحادي عشر والثاني عشر، أدت عودة الاستقرار إلى استفادة شبه الجزيرة اليونانية من نمو اقتصادي قوي - أقوى بكثير من نمو أراضي الأناضول في الإمبراطورية. خلال ذلك الوقت، كان للكنيسة اليونانية الأرثوذكسية دور فعال في انتشار الأفكار اليونانية إلى العالم الأرثوذكسي الأوسع. بعد الحملة الصليبية الرابعة سقوط القسطنطينية في يد «اللاتين» في عام 1204، انقسمت اليونان القارية بين ديسبوتية إبيروس اليونانية (الدولة الخلف البيزنطية) والحكم الفرنسي (المعروف باسم فرانكوكراتيا)، في حين أن بعض الجزر أصبحت تحت حكم البندقية. ترافق إعادة إنشاء رأس المال الإمبراطوري البيزنطي في القسطنطينية في عام 1261 استعادة الإمبراطورية من شبه الجزيرة اليونانية، على الرغم من أن إمارة أخايا الفرنجية في بيلوبونيز وديسبوتية إبيروس اليونانية المنافسة في الشمال بقيت قوى إقليمية مهمة في القرن الرابع عشر، بينما ظلت الجزر إلى حد كبير تحت سيطرة جنوة والبندقية. خلال عهد سلالة باليولوج (1261–1453) ظهرت حقبة جديدة من الوطنية اليونانية مصحوبة بالعودة إلى اليونان القديمة. كما اقترحت الشخصيات البارزة في ذلك الوقت أيضا تغيير اللقب الإمبراطوري إلى «إمبراطور اليونان»، وفي أواخر القرن الرابع عشر، كان يشار إلى الإمبراطور كثيرا باسم «إمبراطور اليونان». وبالمثل، في العديد من المعاهدات الدولية في ذلك الوقت، أطلق على الإمبراطور البيزنطي لقب «إمبراطور الإغريق» (Imperator Graecorum). في القرن الرابع عشر، فقدت الإمبراطورية البيزنطية جزءا كبيرا من شبه الجزيرة اليونانية في البداية على يد الصرب ثم العثمانيين. بحلول بداية القرن الخامس عشر، كان التقدم العثماني يعني أن الأراضي البيزنطية في اليونان كانت مقتصرة بشكل أساسي على أكبر مدنها آنذاك، سالونيك، وبيلوبونيز (ديسبوتية المورة). بعد سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين عام 1453، كانت المورة واحدة من آخر بقايا الإمبراطورية البيزنطية التي صمدت ضد العثمانيين. ومع ذلك، فقد سقطت أيضا في يد العثمانيين في عام 1460، استكمالا للغزو العثماني للبر الرئيسي لليونان. مع الغزو العثماني، هرب العديد من العلماء اليونانيين البيزنطيين، الذين كانوا حتى ذلك الحين مسؤولين إلى حد كبير عن الحفاظ على المعرفة اليونانية الكلاسيكية، إلى الغرب، آخذين معهم مجموعة كبيرة من الأدب وبالتالي ساهموا بشكل كبير في عصر النهضة. سيطر الأتراك العثمانيون على اليونان في القرن الرابع عشر الميلادي، وكانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية البيزنطية، ومقسمة إلى دويلات صغيرة. واحتل العثمانيون العاصمة البيزنطية، أي القسطنطينية (الآن إسطنبول) عام 1453م، وأصبحت عاصمة للدولة العثمانية، ومنح العثمانيون اليونانيين المسيحيين حرية العبادة، بالإضافة إلى منحهم الحكم الذاتي المحلي. قويت رغبة اليونانيين للاستقلال عن طريق العمل الجاد والتعليم. وازدادت طبقة التجار عددا وثراء فتوسعوا في الصناعة، والتجارة، وطوروا أسطولا تجاريا ضخما، وبنوا عددا كبيرا من المدارس، وتعلم كثير من اليونانيين في الدول المتقدمة. وفي عام 1814م، قام تاجر يوناني يسكن أوديسا في روسيا، بإنشاء جمعية الصداقة، التي أسهمت في تنظيم حركة ضد العثمانيين أدت إلى قيام الثورة اليونانية. بدأت حرب الاستقلال اليونانية عام 1821م، وتغلب اليونانيون على الأتراك العثمانيين، وسيطروا على مناطق متعددة في اليونان. وفي عام 1825م، وبمساعدة الأسطول المصري اقتحم الأتراك اليونان من الشمال، وأعادوا السيطرة على المناطق التي حررها اليونانيون، ولكن ذلك لم يوقف الثورة. وفي عام 1827م اتفقت فرنسا وروسيا وبريطانيا على استعمال القوة لإنهاء المعارك، وقام أسطول بحري للدول الثلاث بتدمير الأسطول العثماني والمصري في معركة نافارينو، ثم أعلنت روسيا الحرب على الدولة العثمانية في عام 1828م، فانسحب الأتراك من اليونان لمحاربة الروس. وبعد انسحاب المصريين أصبحت اليونان دولة مستقلة عام 1829م. عقدت اتفاقية لندن عام 1830م، واعترفت كل من فرنسا وروسيا وبريطانيا باليونان دولة مستقلة، وتعهدوا بحمايتها. وفي عام 1832م نودي بالأمير أوتو ليكون أول ملك لليونان، وتم تثبيت الحدود السياسية للدولة. وبلغ سكان المملكة اليونانية الجديدة نحو 800,000 نسمة، وكانت أراضيها نصف مساحة اليونان الحالية. وكان يوجد نحو ثلاثة ملايين يوناني في الأراضي التي ظلت بيد الأتراك و200,000 يوناني في الجزر الواقعة تحت السيطرة البريطانية. وأصبح ضم تلك المناطق لليونان الهدف الكبير لليونانيين. أصبح أول ملك لليونان في عام 1832م، ونظرا لعدم وجود دستور بالبلاد تمتع الملك ومستشاروه بسلطة غير محدودة، ولم يوجد نفوذ للشعب أو للأفراد أو القادة على الحكومة. وفي عام 1843م قامت ثورة سلمية، وأجبر الملك على قبول الدستور. وبذلك أصبحت اليونان دولة ملكية دستورية في عام 1844م. وأجبرت ثورة 1862م أوتو على التخلي عن العرش، وعين مكانه الأمير جورج الأول عام 1863م. منح اليونانيين حرية أكثر من أوتو، فصدر في عام 1864م تشريع جديد حدد سلطة الملك، وأعطى سلطة أكبر للبرلمان. وفي العام نفسه، أعادت بريطانيا الجزر الأيونية لليونان، وبالمقابل وعد جورج بعدم تشجيع اليونانيين على الثورة ضد الأتراك. حصلت اليونان على إقليم ثيسالي ومنطقة أرتا جنوبي إبيروس من الدولة العثمانية عام 1881م. وفي عام 1897م، وخلال ثورة كريت ضد الأتراك، اشتعلت حرب بين اليونان والدولة العثمانية. وبعد خسارة اليونان للحرب، نظمت الدول الأوروبية اتفاق سلام منحت بموجبه كريت حكما ذاتيا في عام 1898م. قامت مجموعة من ضباط القوات المسلحة بثورة سلمية عام 1909م، تزعمها إلفثيريوس فينيزيلوس، الذي وافق البرلمان على تنصيبه رئيسا للوزراء عام 1910م. وقام فنيزلوس بإجراء تغييرات كبيرة في الاقتصاد والقوات المسلحة والخدمة المدنية في اليونان، وظل رئيسا للوزراء حتى عام 1933م. وفي عام 1913م قتل الملك جورج، وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الأول. بدأت عام 1914م، وطالب فنيزلوس بمحاربة ألمانيا مع دول التحالف، ولكن الملك قسطنطين جعل اليونان محايدة، فأنشأ فنيزلوس حركة ثورية دعمها الحلفاء، الذين أقاموا قواعد عسكرية لهم في سالونيك لمهاجمة بلغاريا. وفي عام 1917م أجبر الملك قسطنطين على التخلي عن العرش لابنه ألكسندر الأول، ودخلت اليونان الحرب بجانب الحلفاء في 2 يوليو 1917م. وفي سبتمبر 1918م، تحرك جيش الحلفاء شمالا، وهزم البلغاريين الذين وقعوا معاهدة الاستسلام في سالونيك، وانتهت الحرب في 11 نوفمبر. أعطت معاهدة السلام التي تلت الحرب العالمية الأولى اليونانيين الأراضي التي حلموا بها، فحصلت من الأتراك على منطقة شرق تراقيا، وبعض الجزر الإيجية، وسيطرت مؤقتا على إقليم أزمير، وحصلت اليونان من بلغاريا على منطقة غربي إقليم تراقيا. توفي الملك ألكسندر عام 1920م، وعاد قسطنطين الأول للعرش، وفي عام 1921م جدد قسطنطين الحرب ضد الأتراك، وكانت النتيجة هزيمة ساحقة لليونانيين عام 1922م، أدت إلى قيام ثورة عسكرية أجبرت قسطنطين على التخلي عن العرش، وخلفه ابنه جورج الثاني. وانهارت الدولة العثمانية بثورة عام 1922م، وأعلنت الجمهورية التركية في السنة التالية. وفي عام 1923م نالت اليونان بموجب معاهدة لوزان الأراضي التركية التي استولت عليها بعد الحرب العالمية الأولى. وأوصت المعاهدة بإنهاء الخلاف بين تركيا واليونان، وتطلب ذلك تهجير 1,250,000 يوناني من تركيا، و400,000 تركي من اليونان. وبعد الهجرة اليونانية الكبيرة بقي بعض اليونانيين تحت السيطرة الأجنبية في شمالي أبيروس في ألبانيا، وفي قبرص التي كانت واقعة تحت سيطرة بريطانيا، وفي جزر دوديكانيز التي كانت واقعة تحت السيطرة الإيطالية. أدت ثورة عام 1923م إلى تنحية جورج الثاني عن العرش، وفي السنة التالية أعلنت اليونان جمهورية. واستمرت الجمهورية حتى عام 1935م، حيث انقسم الشعب اليوناني ما بين مؤيد لها ومؤيد لرجوع الملك، وضعف الاقتصاد اليوناني، لعدم مواكبته للنمو السكاني المرتفع، بسبب زيادة عدد المهاجرين من تركيا، وارتفاع معدل المواليد. عادت الملكية لليونان على إثر انتخابات عام 1933م، وفشلت ثورتان للجمهوريين في عامي 1933م و1935م، وأعادت الحكومة جورج الثاني إلى العرش عام 1935م. وفي انتخابات 1936م، كادت مقاعد الجمهوريين تتساوى مع مقاعد الملكيين، وبذلك أصبح تحقيق التوازن بيد الشيوعيين، الذين حصلوا على 15 مقعدا من أصل 300 مقعد في البرلمان. ونتيجة لذلك سمح الملك جورج للجنرال جونس ميتاكساس بتكوين حكومة عسكرية استبدادية. وحل الملك البرلمان في 4 أغسطس 1936م، ولم يعلن تاريخا لإجراء انتخابات جديدة. واستمرت دكتاتورية ميتاكساس حتى موته عام 1941م. الحرب العالمية الثانية بدأت هذه الحرب عام 1939م، وأعلنت اليونان حيادها. وفي 28 أكتوبر 1940م، هاجمت إيطاليا اليونان، فدحرها اليونانيون إلى داخل ألبانيا. وبمساعدة ألمانيا للجيش الإيطالي هزمت اليونان في 6 أبريل 1941م، فاحتل الألمان وحلفاؤهم اليونان، ودمروا اقتصادها. وأنشأ اليونانيون حركات مقاومة سرية، كانت الأفضل على مستوى أوروبا. وبدأ الألمان الانسحاب من اليونان عام 1944م، حيث دخلتها القوات البريطانية في أكتوبر. واندلعت الحرب الأهلية في أثينا في ديسمبر، ودامت حتى عام 1945م. وقد انتهت الحرب العالمية الثانية في مايو 1945م، وكانت اليونان من الأعضاء المؤسسين للأمم المتحدة. أجريت الانتخابات في مارس 1946م، وتكونت حكومة ملكية، وعاد جورج الثاني إلى العرش في سبتمبر. وفي نهاية عام 1946م حدث تمرد شيوعي ضد الحكومة، سبب اندلاع حرب أهلية استمرت حتى عام 1949م. وانهزم المتمردون بسبب المساعدات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة التي تلقتها اليونان من الولايات المتحدة الأمريكية. وتوفي الملك جورج عام 1947م وخلفه على العرش أخوه بول الأول. وفي العام نفسه استعادت اليونان جزر دوديكانس بعد إبرام معاهدة سلام مع إيطاليا. وساد في الخمسينيات استقرار سياسي ونمو اقتصادي، وانضمت اليونان إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952م. وفي عام 1953م سمح للولايات المتحدة بإنشاء قواعد عسكرية في اليونان. وحدثت أزمة بين اليونان وتركيا بسبب جزيرة قبرص، حيث طالب اليونانيون القبارصة بالانضمام إلى اليونان، ونظموا حركة ثورية دعمتها الحكومة اليونانية. وواجه ذلك معارضة من بريطانيا وتركيا. وتم الاتفاق بين اليونان وتركيا وبريطانيا على منح قبرص استقلالها عام 1960م. في عام 1952م صدر قانون يعطي المرأة حق الانتخاب، وشغل مناصب سياسية في اليونان. وفي خمسينيات القرن العشرين، في عهد كارمانليس، حدث تطور كبير في الاقتصاد اليوناني بسبب المساعدات من الولايات المتحدة. واستقال كارمانليس في عام 1963م. أصبح جورج باباندريو من حزب الاتحاد المركزي رئيسا للوزراء في نوفمبر عام 1963م. وتوفي الملك بول عام 1964م وخلفه على العرش ابنه قسطنطين الثاني، ثم وقعت مجابهة بين قسطنطين وباباندريو على سلطة الملك السياسية والسيطرة على الجيش، وقام قسطنطين بعزل باباندريو في 1965م، مما أضعف الحكومة. وللوصول إلى استقرار في الحكومة، تم حل البرلمان في 14 أبريل 1967م، ولم تجر انتخابات، رغم تحديد 28 مايو موعدا لها. وفي 21 أبريل 1967م حاصر الجيش قصر الملك، ومكاتب الحكومة، والزعماء، ومحطة الإذاعة. وشكلت لجنة مكونة من ثلاثة عسكريين حكومة مستبدة. وقد تكونت اللجنة من الكولونيل جورج بابا دوبولوس قائدا، والعميد ستيليانس باتاكوس، والكولونيل نكولوس ماكريزوس. وقامت اللجنة بتقييد الحريات، ومنع أي نشاط سياسي، وأجرت اعتقالات واسعة، وفرضت رقابة شديدة على الصحف، وألغت مئات المنظمات الخاصة التي لم تؤيدها. وبقي قسطنطين ملكا بدون سلطة، فحاول في 13 ديسمبر 1967م عزل اللجنة العسكرية، ولكنه فشل، فهرب مع عائلته إلى إيطاليا. وعينت اللجنة وصيا على العرش مكان الملك، وأعلن بابادوبولوس نفسه رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع. وللحصول على تأييد الشعب، قام بإطلاق سراح السجناء، عدا 200 سجين أغلبهم من الشيوعيين، وقلل الرقابة على الصحافة، وألغى ديون الفلاحين للبنوك. وفي عام 1968 أعلن عن دستور جديد أعطى سلطة أكبر لرئيس الوزراء، وعلق حرية الصحافة والانتخابات النيابية، وكثيرا من الحقوق الفردية. إعادة الديمقراطية. فشل انقلاب قام به ضباط من الجيش في مايو 1973م، واتهمت حكومة الملك قسطنطين بتدبير الانقلاب. وفي يونيو 1973م أعلن بابادوبولس نهاية الملكية وبداية عهد الجمهورية، وأصبح رئيسا لليونان في أغسطس، وبدأ يحضر للانتخابات البرلمانية. وفي 25 نوفمبر قامت مجموعة عسكرية بانقلاب، فعزلت الحكومة وعين الفريق فيدون جيزكس رئيسا. تجدد النزاع بين تركيا واليونان على قبرص عام 1974م، وتم الاتفاق على هدنة؛ لمنع توسع الحرب بين الدولتين، فأثر ذلك في الحكومة، وأدى إلى انهيارها، فاستدعى القادة العسكريون قسطنطين كارمانليس، ليصبح رئيسا للوزراء في 24 يوليو 1974م. وفي نوفمبر، أجريت أول انتخابات منذ عشر سنوات، وفاز فيها حزب الديمقراطية الجديد بزعامة كارمانليس. وفي ديسمبر، اقترع الشعب لجعل الدولة جمهورية، ووضع دستور جديد للدولة عام 1975م. وفي انتخابات 1977م فاز حزب الديمقراطية الجديد. وفي عام 1980م استقال كارمانليس، وخلفه جورج راليس رئيسا للوزراء. وانتخب كارمانليس رئيسا مرة أخرى عام 1990م. وفي عام 1981م أصبحت اليونان عضوا في المجموعة الأوروبية (الآن الاتحاد الأوروبي). في انتخابات 1981م سيطر حزب الحركة الاشتراكية اليونانية على البرلمان، فتشكلت أول حكومة اشتراكية في اليونان، وأصبح زعيم الحزب أندرياس باباندريو ابن رئيس الوزراء السابق جورج باباندريو رئيسا للوزراء. ووسعت الحكومة برامج الرعاية الاجتماعية، وزادت الدخل الفردي، وخططت لتخفيف التضخم والبطالة. وكسب الحزب الانتخابات مرة أخرى في عام 1985م، وبقي باباندريو رئيسا للوزراء لفترة ثانية. وخسر حزب الحركة الاشتراكية الانتخابات في عام 1989م، وتشكلت حكومة ائتلافية ضعيفة، ما لبثت أن انهارت في بداية 1990م. وفاز حزب الديمقراطية الجديد في انتخابات نيسان 1990م، وأصبح قسطنطين متسوتاكس رئيسا للوزراء. وعاد حزب باباندريو للحكم إثر انتخابات عام1994م. وفي يناير 1996م، قدم باباندريو استقالته إثر إصابته بمرض عضال وانتخب ممثلو حزب الحركة الاشتراكية اليونانية في البرلمان وزير الصناعة الأسبق كوستاس سميتس خليفة له. وفي يونيو 1996م، رحل باباندريو وأقيم عليه حداد رسمي. وفي أكتوبر فاز حزب الحركة الاشتراكية اليونانية في الانتخابات، وظل سميتس رئيسا للوزراء. تبلغ مساحة اليونان حوالي 131,957 كيلومترا مربع، مقارنة مع الدول العربية، فمساحتها تعادل مساحة كل من الأردن وفلسطين مجتمعة. تشكل الجزر اليونانية حوالي ربع هذه المساحة، حيث يبلغ عددها الإجمالي حوالي 9841 جزيرة. جزيرة كريت هي أكبرهم، حيث تبلغ مساحتها حوالي 8260 كم². تقع اليونان في جنوب وجنوب شرق أوروبا في الجزء الجنوبي من البلقان، تفصل قناة كورينث شبه جزيرة بيلوبونيسوس عن أراضي اليابسة اليونانية الشمالية. يبلغ مجمل طول الساحل اليوناني حوالي 15,000 كم ومجمل حدود برية تبلغ 1,160 كم. ما يقارب من 80% مساحة البلاد هي عبارة عن مرتفعات جبلية، جاعلة من اليونان من أكثر بلاد أوروبا ارتفاعا عن مستوى سطح البحر. يحتوي غرب اليونان على بحيرات عدة. سلسة الجبال الرئيسية تدعى بيندوس، يبلغ ارتفاع أعلى قممها 2,636 متر. تعتبر هذه السلسة امتدادا لسلسلة جبال الألب الدينارية، حيث تنحدر جنوبا لتصل في النهاية إلى جزيرة كريت. في الواقع، فإن الجزر الواقعة على امتداد هذا الخط كانت يوما ما عبارة عن قمم لهذه السلسلة الجبلية إلى أن تم تغطيتها بمياه البحر المتوسط، جبل أوليمبيا أو أوليمبوس هو أعلى جبال البلاد، حيث تبلغ ارتفاع قمته 2,925 متر فوق سطح البحر. تقع سلسلة رودوفه (Rhodope) الجبلية في شمال البلاد، تغطيها الغابات بشكل كثيف. تتواجد السهول في شرق اليونان وفي الشمال أيضا. كما أن حوالي نصف مساحة البلاد تغطيها الغابات. مناخ اليونان ينقسم إلى ثلاثة أنواع: مناخ البحر المتوسط، المناخ الألبي (نسبة إلى جبال الألب) والمناخ المعتدل. المناخ الأول يتميز بحرارته صيفا واعتداله شتاء. تتمع اليونان بمعدل درجات حرارة ثابتة ومعتدلة بشكل عام. تسقط الثلوج في فصل الشتاء على المرتفعات وحتى على أثينا وعلى جزيرة كريت أحيانا. معدل الخصوبة البالغ 1.4 طفل لكل امرأة أقل بكثير من معدل الإحلال البالغ 2.1، وأحد أدنى المعدلات في العالم، وأقل بكثير من أعلى مستوى بلغ 5.5 طفل في عام 1900. يبلغ متوسط العمر في اليونان 44.2 عاما، وهو سابع أعلى معدل في العالم. في عام 2001، كان 17٪ من السكان يبلغون من العمر 65 عاما أو أكثر، و68٪ تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاما، و15٪ كانوا 14 عاما أو أقل. بحلول عام 2016، ارتفعت نسبة السكان الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو أكثر إلى 21٪، بينما انخفضت نسبة من تبلغ أعمارهم 14 عاما أو أقل إلى أقل قليلا من 14٪. بدأت معدلات الزواج في الانخفاض من حوالي 71 لكل 1000 نسمة في عام 1981 إلى 51 في عام 2004. وشهدت معدلات الطلاق زيادة من 191 لكل 1000 زواج في عام 1991 إلى 240 لكل 1000 زواج في عام 2004. إلى جانب أغلبية السكان اليونانية، هناك أقليات عدة، أهمها: بسبب قرب اليونان من قارتي أفريقيا وآسيا، فهناك العديد من الجاليات الأجنبية المقيمة في البلاد، يشكل المهاجرون معظمهم. أهم هذه الجاليات: الألبان، البوسنيون، العرب (السوريون، العراقيون، المصريون) وغيرهم. يستغل بعض المهاجرون غير القانونيون اليونان كمحطة عبور إلى بلدان أوروبية أخرى. طوال القرن العشرين، هاجر ملايين اليونانيين إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وكندا وألمانيا، مما أدى إلى إنشاء جالية يونانية كبيرة. بدأت الهجرة الصافية في إظهار أرقام إيجابية منذ سبعينيات القرن العشرين، ولكن حتى بداية التسعينيات، كان التدفق الرئيسي عبارة عن المهاجرين اليونانيين العائدين أو اليونانيين البنطيين وغيرهم من روسيا وجورجيا وتركيا وجمهورية التشيك وأماكن أخرى في الكتلة الاشتراكية السابقة. اللغة اليونانية هي اللغة الرسمية واللغة الأولى في البلاد، الذي يعود تاريخها منذ حوالي 3,500 عام. اللغة المتداولة الآن في اليونان هي اليونانية الحديثة منها. يبلغ عدد متحدثيها في العالم حوالي 15 مليون نسمة، معظمهم في اليونان نفسها. معظم السكان يدينون بالديانة المسيحية الأرثوذكسية حيث 98% من السكان مسيحيون أرثوذكس. رسميا يضمن الدستور اليوناني حرية الأديان ولا يحدد دينا رسميا للبلاد، ولكن يشير إلى مركز الأرثوذكسية المهم في المجتمع اليوناني. بالنسبة للمسلمين فهم يشكلون ما نسبته 1.3% من السكان، معظمهم من أصل تركي أو بلغاري، وهم مقيمون في تراقيا (شمال شرق البلاد). بالإضافة إلى نحو مليون عامل عربي يقيمون في اليونان بصفة شرعية وغير شرعية لأسباب اقتصادية. ولا يوجد أي مسجد في العاصمة أثينا، وترفض الحكومة التصريح بإقامة مساجد في العاصمة . الموقف قد يكون ناشئا من العداوة التاريخية مع تركيا، هناك أيضا أقليات مسيحية أخرى كالكاثوليك والبروتستانت. تبدأ السنة الميلادية في اليونان كباقي الدول الأوروبية بعيد رأس السنة في 01-01 ويسمى (Πρωτοχρονιά-prothxronia) ضمن الدستور اليوناني المعدل عام 1974م الحقوق المدنية للمواطنين، كما حدد صلاحيات رئيس الجمهورية، الذي أصبح من الآن وصاعدا يتم انتخابه بشكل غير مباشر من الشعب، أي يتم تزكيته من مجلس الجمهورية. يتكون الأخير من رئيس الوزراء ورؤساء جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان، إضافة إلى جميع رؤساء الوزراء السابقين الذين منحوا الثقة من البرلمان لمرة واحدة على الأقل. تزكية المجلس هي ليست إلزامية. يلعب رئيس الوزراء ومجلس الوزراء الدور التنفيذي الرئيسي في النظام السياسي اليوناني. يناط رئيس الجمهورية في المقابل ببعض المهام الإدارية والفخرية، الذي يتم انتخابه كل خمس سنوات من قبل البرلمان. يسمح بإعادة انتخابه مرة واحدة فقط. البرلمان اليوناني يتكون من مجلس واحد به 300 عضو منتخب لفترة نيابة تبلغ أربعة سنوات. تطبق اليونان نظام انتخابي معقد يعتمد على القوائم، يؤهل الأحزاب الكبيرة من السيطرة على البرلمان ويهمل الأحزاب الصغيرة. يجب على أي حزب يريد تمثيل نفسه في البرلمان الحصول على 3% من نسبة نتائج الانتخابات العامة. يعتمد النظام البرلماني اليوناني على مبدأ ديدلوميني الذي يعني بالعربية «الثقة المعلنة»، التي يتم منحها من البرلمان لرئيس الوزراء وطاقمه الوزاري. يتم منح هذه الثقة إذا حصل الفريق الوزاري على أغلبية أصوات نواب البرلمان، أي أصوات 151 عضوا، كما يتم تجديدها أو حجبها كل عام مع تقديم الطاقم الوزاري لتقرير ميزانية الدولة. أهم الأحزاب السياسية اليونانية هي: تقسم اليونان إلى 13 إقليم رئيسي (يدعى باليونانية nomoi، مفردها nomos)، والتي بدورها تنقسم إلى 51 تقسيما إداريا (مقاطعة) و147 تقسيما فرعيا تسمى قضاء. لعبت العلاقات اليونانية مع كل من الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة، تركيا والدول العربية دورا مهما في تحديد توجه السياسة الخارجية على مدى السنين السابقة. فكان لانضمام اليونان إلى الاتحاد الأوروبي عام 1981 أثرا إيجابيا على الاقتصاد اليوناني وداعما للسياسة اليونانية الخارجية مع دول أخرى وخاصة مع تركيا، التي تربطها مع اليونان علاقات مهمة، يشوبها التوتر في معظم الأحيان. تركيا هي الجارة الكبرى لليونان والمنافس الرئيسي لها في منطقة جنوب البلقان وشرق المتوسط وفي حلف الناتو. ترجع أسباب توتر هذه العلاقة إلى مئات السنين إلى الوراء وخاصة منذ بداية الاحتلال العثماني لليونان وحتى الاستقلال في 1821. تزايدت خاصة مع تزايد النزاعات الحدودية وبعد التدخل العسكري التركي عام 1974 في جزيرة قبرص، التي يجمعها مع اليونان اللغة، الثقافة والدين. اتبعت الحكومات اليونانية السابقة، التي غلب عليها الطابع الاشتراكي، سياسة داعمة للحقوق العربية في الصراع العربي الإسرائيلي، نبع هذا الموقف كتحالف استراتيجي غير معلن بين الدول العربية واليونان، ضد التهديد التركي ودعمها من كل من الولايات المتحدة وإسرائيل. اليوم تسعى اليونان إلى تركيز علاقاتها الخارجية ضمن اطار العلاقات الخارجية للاتحاد الأوروبي. تتبع اليونان سياسة اقتصادية شبه رأس مالية مع وجود قطاع عام كبير ومساهمته بحوالي نصف الناتج القومي الإجمالي للجمهورية. كما وتلعب السياحة دورا مهما في جلب العائدات. كذلك تعد اليونان بلدا رائدا في النقل البحري، حيث تعد الأولى عالميا في امتلاك الحاويات، والثالثة من حيث امتلاك السفن التي تحمل علمها. يساهم الاتحاد الأوروبي بحوالي 2,4% من الناتج القومي اليوناني. تحسن أداء الاقتصاد اليوناني بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. قامت الحكومة اليونانية في التسعينات من القرن الماضي بإتباع سياسة اقتصادية شديدة كي تستطيع اليونان اللحاق بتطبيق العملة الأوروبية الموحدة اليورو في عام 2001. اتضح فيما بعد بأن الحكومة اليونانية في هذه الفترة، قدمت
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/اليونان
|
6d28ca44931a3e395b3c079d7fa2d2b8
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.139877",
"source": "Wikipedia"
}
|
22 يوليو
|
22 يوليو
|
22 يوليو أو 22 تموز أو 22 يوليه أو يوم 22 \ 7 (اليوم الثاني والعشرون من الشهر السابع) هو اليوم الثالث بعد المئتين (203) من السنوات البسيطة، أو اليوم الرابع بعد المئتين (204) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 162 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/22 يوليو
|
5b256b0c8e3ad361c8b613741ff5d362
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.140108",
"source": "Wikipedia"
}
|
26 أكتوبر
|
26 أكتوبر
|
26 أكتوبر أو 26 تشرين الأول أو يوم 26 \ 10 (اليوم السادس والعشرين من الشهر العاشر) هو اليوم التاسع والتسعين بعد المئتين (299) من السنة، أو الثلاثمائة (300) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 66 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/26 أكتوبر
|
bb1a2150aaf9063f09fae097abdc63b3
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.140316",
"source": "Wikipedia"
}
|
27 يوليو
|
27 يوليو
|
27 يوليو أو 27 تموز أو 27 يوليه أو يوم 27 \ 7 (اليوم السابع والعشرون من الشهر السابع) هو اليوم الثامن بعد المئتين (208) من السنوات البسيطة، أو اليوم التاسع بعد المئتين (209) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 157 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/27 يوليو
|
1f6d2fd867c4e220956a79cb2411f5ac
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.140550",
"source": "Wikipedia"
}
|
13 أكتوبر
|
13 أكتوبر
|
13 أكتوبر أو 13 تشرين الأول أو يوم 13 \ 10 (اليوم الثالث عشر من الشهر العاشر) هو اليوم السادس والثمانين بعد المئتين (286) من السنوات البسيطة، أو السابع والثمانين بعد المئتين (287) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 79 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/13 أكتوبر
|
f98414880cfbbb271672d2b69779c78e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.140764",
"source": "Wikipedia"
}
|
29 مارس
|
29 مارس
|
29 مارس أو 29 آذار أو يوم 29 \ 3 (اليوم التاسع والعشرون من الشهر الثالث) هو اليوم الثامن والثمانون (88) من السنة البسيطة، أو اليوم التاسع والثمانون (89) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 277 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/29 مارس
|
a793e51deb10c14ca60cfb4a2fb4e280
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.140972",
"source": "Wikipedia"
}
|
23 ديسمبر
|
23 ديسمبر
|
23 ديسمبر أو 23 كانون الأول أو يوم 23 \ 12 (اليوم الثالث والعشرون من الشهر الثاني عشر) هو اليوم السابع والخمسون بعد الثلاثمائة (357) من السنة، أو الثامن والخمسون بعد الثلاثمائة (358) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 8 أيام على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/23 ديسمبر
|
2bdbf8eddac900033a312ba59ad1fd0b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.141186",
"source": "Wikipedia"
}
|
طاوية
|
طاوية
|
الطاوية هي تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم المدارس الفلسفية الصينية. ومعناها في الطاوية هو المبدأ الذي هو مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة. تختلف الطاوية عن الكونفوشيوسية في عدم التشديد على الطقوس الجامدة والنظام الاجتماعي، ولكنها تتشابه في أن فيها كامل الانضباطات والسلوكيات التي تحقق «الكمال» من خلال أن يندمج الفرد مع إيقاعات الكون غير المخطط لها والتي تسمى «الطريق» أو «داو». تختلف الأخلاق الطاوية ضمن المدارس المختلفة داخلها، ولكن بشكل عام تميل إلى التأكيد على الوو وي wu wei (والذي يعني العمل بدون نية أو غرض مسبق)، والطبيعية، والبساطة، والعفوية، بالإضافة للكنوز الثلاثة: الرحمة، والتقشف، والتواضع. تعود جذور الطاوية إلى القرن الرابع قبل الميلاد على الأقل. رسمت الطاوية المبكرة مفاهيمها الكونية من مدرسة ين يانج (الطبيعيين أو علماء الطبيعة)، وتأثرت بعمق بأحد أقدم نصوص الثقافة الصينية «أي تشينج»، الذي يعرض نظاما فلسفيا حول كيفية الحفاظ على السلوك البشري بالتزامن مع الدورات المتغيرة الطبيعة. قد يكون للقانوني شين بوهاي (حوالي 400 - 337 قبل الميلاد) تأثيرا كبيرا أيضا، مما يفسر السياسة الواقعية الخاصة بالوو وي. ويعتبر كتاب «طاو تي تشينغ» -كتابا مدمجا يحتوي على تعاليم تنسب إلى الفيلسوف والحكيم "لاو تسي"- ركن أساسي للتقليد الطاوي، جنبا إلى جنب مع كتابات جوانغ زي الأخيرة. تغلغلت
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/طاوية
|
0f29e0d719e70d664ef71f8f7282d1ef
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.144183",
"source": "Wikipedia"
}
|
موشيه ديان
|
موشيه ديان
|
موشيه ديان (العبرية משה דיין؛ ولد في 20 مايو 1915 في كيبوتس دغانيا – توفي في تل أبيب في 16 أكتوبر 1981)، هو عسكري وسياسي إسرائيلي. يترجم اسمه بالعبرية «القاضي موسى»، ويعتبر من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تأثيرا على إسرائيل في الثلاثين سنة الأولى من وجودها، مثل بشخصيته الإسرائيلي الجديد (التسابار- الذي ولد في إسرائيل)، وهو الذي يحمل السلاح بيد والمعول بيد أخرى، رؤيته العسكرية ساهمت في بلورة منهجية قوة الردع للجيش الاسرائيلي جيشا هجوميا ومبادرا. تولى مناصب رئاسة أركان الجيش الاسرائيلي ووزارة الزراعة والدفاع والخارجية. لعب أدوار أساسية في حروب إسرائيل الأولى، اعتبر بطل النصر في إسرائيل في حرب 1967، وتم تحميله مسؤولية الفشل في حرب أكتوبر 1973، ضمن منصبه كوزير للخارجية ساهم في بلورة اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر. تعتبر شخصية دايان من أكثر الشخصيات الإسرائيلية تنوعا وتركيبا وإثارة للجدل، فإلى جانب دهائه وقدرته العسكرية والسياسية والعملية الهائلة التي جعلته محط الأنظار، تميز بنمط الحياة المتطرف، الفضائح الشخصية والعاطفية، شغفه باقتناء وسرقة الآثار القديمة من المناطق المحتلة، وتوجهه المستهين بالقواعد والنظم وعلاقته المتوترة بأسرته. ولد موشيه شموئيل دايان في كيبوتس «دغانيا» على ضفاف بحيرة طبريا بفلسطين عام 1915 لأبوين يهوديين هاجرا من أوكرانيا واستقر بهما المقام في فلسطين عندما كانت تحت الحكم العثماني وبعد أقل من سنتين قامت الثورة العربية الكبرى في الحجاز وأصبحت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. تلقى دايان تعليمه الابتدائي في مستوطنة «نهلال» التي انتقلت أسرته إليها بعد أن ضاقت بالعيش على أسلوب الحياة الاشتراكية كيبوتس دغانيا، التحق بعدها بمدرسة الزراعة للبنات التي أنشئت خصيصا لتعليم المهاجرات الزراعة، فكان بذلك أول صبي يلتحق بتلك المدرسة، وعندما بلغ 14 عاما، التحق دايان بمنظمة الهاجاناه العسكرية والبالماخ في بداية تكوينها قبيل الحرب العالمية الثانية. تعرف في المدرسة الزراعية إلى روت شفارتس ابنة أحد المحامين الأغنياء في القدس، وتزوجا عام 1935. وبعد إنهائه الدراسة استمر بممارسة الزراعة في نهلال. مع بداية الثورة الفلسطينية عام 1936، سمحت سلطات الانتداب البريطاني بإنشاء قوة الشرطة للمستوطنات اليهودية، التي تتألف من أعضاء من الهاجاناه، تسمى «نوتريم»، وبعد أن خدم دايان لفترة وجيزة كدليل في الجيش البريطاني، تجند في شرطة الاستيطان اليهودي. وفي ديسمبر 1937 التحق بدورة لقادة الأقسام تحت إشراف إسحاق ساديه، من مؤسسي الهاجاناه والبلماح، وكان من بين المتدربين تحت إمرته إيغال آلون من قيادات البلماح وقيادات إسرائيل لاحقا. في 1938-1939 كان عضوا في «الوحدات الميدانية» بقيادة ساديه والدوريات الليلية الخاصة بقيادة ضابط المخابرات الإنجليزي أورد وينجت والتي تميزت بخفة الحركة والانقضاض السريع على المراكز العربية ليلا، في هذه الأطر تعلم العقيدة القتالية الهجومية، التي استخدمها خلال حياته العسكرية. ابتدع ديان في هذه الفترة طريقة أطلق عليها «السور والبرج»، لإقامة مستوطنات إسرائيلية جديدة بشكل خاطف، وتحت أنف الإنجليز، إذ تستولي مجموعة مسلحة على قطعة من الأرض ليلا وتنشئ عليها برجا للمراقبة وتنصب بعض الخيام وتحفر حولها الخنادق وتحيطها بالأسلاك الشائكة، أقامت الهاجناه 53 مستوطنة من هذا النوع بين الأعوام 1936 1939. في بداية الحرب العالمية الثانية حظرت بريطانيا النشاط العسكري، إلا أن دايان اسر مع مجموعة من 43 متدرب لديه عند محاولتهم الهرب بعد كشف معسكر تدريبهم، حيث داهمتهم قوة عربية وفيما بعد تم اعتقالهم وتحويلهم للمحاكمة، حكم عليهم 10 سنوات سجن في قلعة عكا القديمة، إلا أنهم خرجوا لاحقا بعد تدخل الزعيم الصهيوني حاييم وايزمان في فبراير عام 1941. عند إطلاق سراح دايان من السجن، كانت بريطانيا وفرنسا الحرة، قد قررتا تحرير لبنان وسوريا من قوات حكومة فيشي بالتعاون مع بعض القوات اليهودية، وبدأ إسحاق ساديه بتنظيم قوة قتالية التي من شأنها أن تساعد في عمليات الاستطلاع البريطانية، قوة شكلت نواة منظمة البلماح لاحقا. في يونيو 1941 انضم دايان إلى الكتيبة الإسترالية السابعة في مهمة ضد قوات جيش فيشي في سوريا، تم كشف هذه العملية ونشأ عنها تبادل لإطلاق النار، خلال هذه المناوشات ضرب قناص فرنسي عين منظار دايان، مما أدى إلى إصابته المباشرة، وفقدانه لعينه بشكل كامل نتيجة لشظايا الزجاج، ومنذ ذلك الحين بدأ بارتداء غطاء العين الأسود والذي عرفت شخصيته به، بعد هذه المشاركة في قتال قوات المحور قلدته الحكومة البريطانية أعلى الأوسمة العسكرية. عاد دايان بعد إصابته إلى مزرعته في نهلال وواصل أنشطته كجزء من الهاجاناه. في عام 1945 انتقل إلى تل أبيب، وفي ديسمبر 1946 سافر إلى مدينة بازل لإشغال عضوية الكونغرس الصهيوني، بين الأعوام 1939 - 1945، أنجب أولاده الثلاثة، ياعيل (أصبحت كاتبة وعضو كنيست)، إيهود (أودي) فنان تشكيلي، واساف (اسي) مخرج وممثل إسرائيلي كبير. في فبراير 1947 تم استدعائه لإشغال مهمة ضابط لشؤون العرب، من قبل يعقوب دوري، قائد أركان الهاجاناه وأول قائد أركان للجيش الاسرائيلي لاحقا، وقد أصبح باديا أن الحرب باتت وشيكة. شغل دايان العديد من الأدوار المهمة في حرب 1948، ففي العام 1947 تمت ترقيتة ليكون واحدا من هيئة أركان الهاجاناه وكان مختصا بتجنيد ومتابعة العملاء المكلفين بجمع
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/موشيه ديان
|
abc220bbf04fb0c87520274b7a7ba88c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.148375",
"source": "Wikipedia"
}
|
عز الدين سليم
|
عز الدين سليم
|
عز الدين سليم (1943- 17 مايو 2004)، رئيس سابق لمجلس الحكم العراقي الانتقالي. ولد عبد الزهراء عثمان محمد في يوم 23 مارس/آذار عام 1943م السابع عشر من ربيع الأول 1362ه. وكانت ولادته في قرية (الهوير) التابعة إداريا إلى مدينة البصرة الواقعة في جنوب العراق. كان عبد الزهراء عثمان محمد الولد البكر لوالده. دخل بين الرابعة والخامسة من عمره في الكتاب لتعليم القرآن، حيث لم يكن في منطقة (الهوير) وما حولها من القرى القريبة مدرسة ابتدائية، ولا غيرها، وكانت الأمية متفشية جدا في هذه المناطق وغيرها من مناطق العراق، وفي المنطقة الجنوبية على نحو الخصوص، ولولا الكتاتيب القليلة، لانعدمت القراءة والكتابة. وفي عام 1952م أسست الحكومة «مدرسة الهوير الابتدائية» ودخل فيها في الصف الأول الابتدائي، وبعد إكمال دراسته الابتدائية انتقل إلى مدينة القرنة التي تبعد حوالي 30 كم عن محل سكنه. أكمل الدراسة في قضاء القرنة، وحصل على شهادة المتوسطة. ولم يكن في البصرة يوم ذاك جامعة، وإنما على الطالب البصري إذا أراد أن يكمل دراسته الجامعية أن يذهب إلى بغداد، مما اضطره إلى الدراسة في دار المعلمين. أنهى دراسته الأكاديمية عام 1964م ومارس مهنة التدريس في العراق والكويت في عام 1965م إلى عام 1980م، حيث درس العربية والتاريخ والاجتماعيات في المدارس وعلى مراحل مختلفة. اهتم بالتأليف والتثقيف، وكتابة المقالات العلمية منذ عام 1967م، حتى صدر له أول كتاب عام 1969م، بعد مشاركته في مسابقة التأليف العالمية عن سيرة الصديقة فاطمة بنت الرسول، حيث فاز كتابه الزهراء فاطمة بنت محمد بالجائزة الثانية. ثم واصل الكتابة الفكرية والعلمية، حيث صدرت له عشرات الكتب في السيرة، العقيدة، التاريخ، السياسة، والثقافة العامة منها: 1 محمد رسول الله () عرض ميسر لسيرته الطاهرة. 2 أمير المؤمنين عرض ميسر لسيرته الطاهرة. 3 فاطمة بنت محمد. 4 الصديقة الزهراء بين المحنة والمقاومة. 5 سيرة الإمام الحسن. 6 سيرة الإمام الحسين. 7 خلفيات ثورة الحسين. 8 ثورة الحسين قراءة جديدة. 9 الإمام علي بن الحسين. 10 سيرة الإمام الباقر. 11 الحركة التغييرية عند الإمام الصادق. 12 هكذا تحدث الرضا. 13 الإمام الجواد مكانته الدينية، ظروفه السياسية. 14 المعارضة السياسية في تجربة أمير المؤمنين. 15 الإمامة في الرسالة الإسلامية. 16 التعددية وأخلاقية الحوار في الإسلام. 17 التعددية والحوار. 18 الشهيد الصدر رائد حركة التغيير في العراق. 19 هكذا نقرأ التاريخ. 20 مكانة الإنسان في الإسلام. 21 دور المساجد في حياة المسلمين. 22 أبحاث في شؤون النهضة. 23 الحجاب الإسلامي. 24 المرأة ودورها المغيب. 25 المرأة في ظل المجتمع الإسلامي. 26 أم المؤمنين خديجة بنت خويلد سلام الله عليها. 27 أبو طالب الصحابي المفترى عليه. 28 معالم على الطريق. 29 من حصاد التجربة. 30 حديث الغدير: رواته ظروفه معطياته الحضارية (الكتاب الذي فاز بالجائزة الثانية في مسابقة التأليف العالمية للكتابة عن الغدير، بمناسبة مرور أربعة عشر قرنا عليه). 31 شاه عبد العظيم الحسني: سيرته ومسنده. 32 التربية الإسلامية: عرض للمباديء العامة. 33 الإسلام ورسالته الخالدة (الكتاب الذي كان يطبع باسم محمد أبو المجد). 34 آية التطهير: دراسة في المداليل والأهداف. 35 سيرة الأئمة محاولة لتقويم المنهج. 36 العقدة القرشية في حركة أحداث التاريخ. 37 قضايا وأبحاث سياسية. 38 الفقر دراسة وعلاج. 39 تلخيص كتاب التوحيد للشيخ الصدوق. 40 تحقيق كتاب الملهوف على قتلى الطفوف. 41 الشباب مشاكل وحلول. 42 القيمة الحضارية للشريعة الإسلامية. 43 تفسير سورة القدر. 44 تفسير سورة التوحيد. 45 تفسير سورة التكاثر. 46 تفسير سورة الكوثر. 47 مكانة الصحابة عند المسلمين. 48 هل يحتاج القرآن إلى قيم. 49 الاختلاف المركزي بين السنة والشيعة. 50 من بنود منهاج الأئمة في البناء والتغيير. 51 المفاصل الرئيسية لقضية الإمامة من خلال حديث الإمام الصادق. 52 المرأة التي زوجها الله. 53 حول تشكيل العقل السليم. 54 الثورة الإسلامية في إيران من منظور حضاري. 55 ضوء على خط السير. 56 لماذا الصوم؟. 57 وصية الإمام علي لولده محمد بن الحنفية. 58 بين المساواة والمرونة. 59 الهدف والأسلوب. 60 صفحات من أيامي الكتاب الذي أوصى بطبعه بعد وفاته. 61 حوارات في الحركة الإسلامية المعاصرة الكتاب الذي أوصى بطبعه بعد وفاته. 62 التحرك الإسلامي في مدينة البصرة. 63 نهج البلاغة النصوص الكاملة. 64 الإسلام مباديء وتطبيقات. 65 تاريخ الشيعة المعاصر. وهناك مجموعة كبيرة من الأبحاث والدراسات والكراسات التي سوف تنشر ضمن سلسلة (هذا بلاغ للناس) في مؤسسة الشهيد عز الدين سليم الثقافية، منها: 1 الإنفاق في الشريعة الإسلامية. 2 التبشير. 3 الأصالة والتجديد. 4 قضية النبوة من خلال المنطق العلمي. 5 الإمامة لماذا وإلى أين؟ 6 دعوة محمد (): دراسة في الوسائل. 7 الحج. 8 على طريق النهضة. 9 حول مفهوم الانغلاق على الذات. 10 صلح الإمام الحسن. 11 نظرة قرآنية للعمل الاجتماعي. 12 موقفنا من المصطلحات الحديثة. 13 هوامش على دفتر التاريخ. 14 التاريخ يعيد نفسه. 15 النية: المعيار الإسلامي لتقييم العمل. 16 حول عبد الله بن سبأ. 17 تعدد الرسالات. 18 العبادة في الإسلام: الأبعاد والمضامين. منذ الستينيات عرف عز الدين سليم في الصحف والمجلات الثقافية في العراق والكويت ولبنان، نذكر منها: 1 مجلة التضامن الإسلامي النجف. 2 مجلة رسالة الإسلام بغداد. 3 مجلة المنطلق بيروت. 4 مجلة الجهاد طهران. 5 مجلة رسالة التقريب طهران. 6 مجلة رسالة الثقلين طهران. 7 أشرف على إصدار صحيفة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الصادرة في طهران اثنتي عشر عاما اعتبارا من عام 1983م. 8 كان عضوا في هيئة تحرير مجلة التقريب بين المذاهب الإسلامية لعدة سنوات ثم رئيسا لها في طهران. 9 كان أحد المؤسسين لدار التوحيد في الكويت والذي تغير اسمه بدار البلاغ في طهران فيما بعد، وله العشرات من المؤلفات في ذلك المركز الثقافي. 10 ساهم في كتابة كثير من الصحف والمجلات السياسية، والثقافية، والدينية وله مئات الأبحاث المنشورة في تلك المنابر. 11 كان أحد المشرفين على المركز الإسلامي للدراسات السياسية الذي أسس في طهران منذ عام 1981م، بواسطة عدد من المثقفين العراقيين المهاجرين، وكانت له عشرات الأبحاث السياسية التقرير السياسيn الذي كان يصدره المركز لعدة سنوات. 12 أشرف على كتابة رسائل علمية في مرحلة الماجستير والدكتورا. 13 أسس المركز الوطني للدراسات الاجتماعية والتاريخية في مدينة البصرة بعد سقوط النظام البعثي عام 2003م. 14 له المئات من المحاضرات المسجلة التي ألقاها على الكادر الإسلامي في مجال العقيدة، والسيرة، والتاريخ، والفقه، والسياسية. استمر سليم في ممارسة مهام عمله كرئيس دوري لمجلس الحكم الانتقالي إلى أن تم اغتياله في 17 مايو 2004 بتفجير سيارة مفخخة تزامنت مع مرور موكبه في حي الحارثية قرب أحد مداخل المنطقة الخضراء حيث مقر الحكومة العراقية وقد تبنى تنظيم القاعدة عملية الاغتيال. • انتمى في أثناء دراسته الأكاديمية إلى الحركة الإسلامية، إذ مارس العمل السياسي التنظيمي منذ بدايات شبابه، وسجن مرات عديدة أيام حكم حزب البعث للعراق، حتى صدر عليه حكم الإعدام، مما اضطره إلى مغادرة الوطن وممارسة نشاطه العلمي والسياسي خارج العراق بأسماء مستعارة، كمحمد أبو المجد وفرج الله منتظر وعبد الله سعيد العبادي ومحمد مزهر وأشهرها عز الدين سليم. • وفي عام 1961م، عمل عز الدين سليم ضمن تنظيم (الدعوة الإسلامية) في العراق الذي عرف إعلاميا بحزب الدعوة فيما بعد وتدرج في التنظيم حتى أصبح أحد قيادييه. في عام 1975م اعتقل في محافظة البصرة ونقل إلى مديرية أمن الديوانية بتهمة انتمائه للتنظيم المذكور ثم أطلق سراحه بأعجوبة بعد عدم التعرف على شخصيته، وطورد في نهاية نفس العام مرة ثانية، مما اضطره إلى الهجرة خارج العراق. • غادر العراق إلى الكويت سرا وعاش فيها خمس سنوات وباشر العمل ضد النظام العراقي آنذاك مع عدد من الناشطين العراقيين منهم السيد هاشم الموسوي، وبعد انكشاف عملهم غادر إلى إيران في بداية عام 1980م. • في عام 1980م ظهرت اختلافات في قيادة الدعوة، فشكل عز الدين سليم ومجموعة من العاملين (حركة الدعوة الإسلامية). • عمل عضوا في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق منذ تأسيسه عام 1983م. • ثم تسلم مسؤولية الإشراف على إعلام المجلس الأعلى لأكثر من خمسة عشر عاما. • كان عضوا في الشورى المركزية للمجلس الأعلى أكثر من عشر سنوات، ومسؤولا للجنة الثقافية المركزية في المجلس. • ترك العمل في المجلس الأعلى عام 2001م. • كان عز الدين سليم أحد المؤسسين لاتحاد القوى الإسلامية العراقية الذي تأسس في طهران، ثم صار أمينا عام للاتحاد. • شارك في فعاليات المعارضة الوطنية في المهجر، حيث كان عضوا في مؤتمر صلاح الدين عام 1992م، وكان عضوا في مجلسه التنفيذي، وشارك في اجتماعات السليمانية التداولية. • ثم شارك في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن الذي عقد قبل سقوط نظام صدام حسين، وتم اختياره عضوا في لجنة المتابعة والتنسيق التي انبثقت من مؤتمر لندن وحضر اجتماعها الأول في أربيل قبل سقوط نظام صدام حسين بأسابيع. • عاد إلى العراق في 17/5/2003م وقد استقبل استقبالا حاشدا من قبل الجماهير. • كان عز الدين سليم عضوا في مجلس الحكم العراقي منذ تأسيسه حتى اغتياله. • كان أحد المؤسسين للبيت الإسلامي الذي تأسس في بغداد بعد سقوط النظام العراقي. • تسلم رئاسة مجلس الحكم العراقي في 1/5/2004م، أثر تصويت أكثرية أعضاء المجلس لرئاسته. اغتيل عز الدين سليم في صباح يوم الاثنين المصادف 17/5/2004م من قبل جماعة التوحيد والجهاد المرتبطة بالقاعدة، في نفس التاريخ الذي دخل فيه العراق قبل عام، ومعه رفيق دربه وصديقه المقرب طالب قاسم الحجامي (أبو محمد العامري)، وابن أخيه ابن أسعد عبد الإمام عثمان، وأربعة من الحماية الشخصية هم: نزار حسين، حسين نعمه خلف، صادق جعفر، علي صبار.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/عز الدين سليم
|
dc26dda12fc4be0eb3f4d9f98f40b60e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.151199",
"source": "Wikipedia"
}
|
كونفوشية
|
كونفوشية
|
الكتب الأربعة الكتب التقليدية الخمسة أخرى الكونفوشية أو الكنفوشية : هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية، طورت عن طريق تعاليم كونفيشيوس (孔夫子) وأتباعه، تتمحور في مجملها حول الأخلاق والآداب، طريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية. أثرت الكونفشيوسية في منهج حياة الصينيين، حددت لهم أنماط الحياة وسلم القيم الاجتماعية، كما وفرت المبادئ الأساسية التي قامت عليها النظريات والمؤسسات السياسية في الصين. انطلاقا من الصين، انتشرت هذه المدرسة إلى كوريا، ثم إلى اليابان وفيتنام، أصبحت ركيزة ثابتة في ثقافة شعوب شرق آسيا. عندما تم ادخالها إلى المجتمعات الغربية، جلبت الكونفشيوسية انتباه العديد من الفلاسفة الغربيين. رغم أن الكونفشيوسية أصبحت المذهب الرسمي للدولة الصينية القديمة، لم تشق هذه طريقها حتى تصبح ديانة بالمعنى المعروف، كان يعوزها وجود هياكل أساسية، وطبقة من الكهنوتية (رجال الدين). حظي كونفيشيوس (孔夫子) بمكانة رفيعة لدى رجال أهل العلم في الصين، كانوا يطلقون عليه ألقاب ال«معلم» وال«حكيم»، إلا أن تبجيلهم إياه لم يرق أبدا إلى درجة التأليه (من الألوهية). يبدو أن بعض المؤرخين في الغرب أساء فهم هذا التصور، نظرا لملازمة مفهوم عبادة الأسلاف للديانة الصينية. لم يكن كونفيشيوس (孔夫子) نفسه يدعي أنه إله. عكس الديانات الأخرى، لم تكن المعابد التي شيدت على شرف كونفيشيوس أماكن لتجميع طوائف من الأتباع المنتمين، ولكن مبان عمومية مخصصة لمراسيم سنوية وبالأخص يوم عيد ميلاد كونفيشيوس. بسبب الطبيعية الأساسية الدنيوية (لادينية) لهذه الفلسفة، فشلت كل المحاولات التي كانت تهدف لأن تجعل من الكونفيشيوسية عقيدة دينية. تدور الكونفوشية حول السعي إلى وحدة الذات الفردية وإله السماء (تيان)، أو مثلما يقال، حول العلاقة بين الإنسانية والسماء. مبدأ السماء (لي وداو)، تنظيم الخلق ومصدر السلطة الإلهية، أحادي في بنيته. قد يدرك الأفراد إنسانيتهم، ويتحدون مع السماء من خلال التأمل في مثل هذا النظام. يمتد هذا التحول في الذات ليشمل الأسرة والمجتمع لخلق مجتمع ائتماني متناغم. درس جويل ثورفال الكونفوشية كدين مدني منتشر في الصين المعاصرة، فخلص إلى أنها تعبر عن نفسها في العبادة الواسعة الانتشار لخمسة كيانات كونية: السماء والأرض (دي)، والسيادية أو الحكومة (جون)، والأسلاف (سين)، والأسياد (شي). السماء ليست بعضا من الوجود المسبق في العالم الزمني. وفقا للباحث ستيفان فويكتونغ، في علم الكونيات الصينية، وهو ليس كونفوشوسيا فحسب، بل تشترك فيه جميع الأديان الصينية، «يخلق الكون نفسه من فوضى أولية من الطاقة المادية» (هاندون وسي)، وينظم من خلال قطبية يين ويانغ الذي يميز أي شيء في الحياة. بالتالي فالخلق هو تنظيم مستمر، فهو ليس خلق من لا شيء. يين ويانغ هما الخفي والمرئي، المتقبل والنشط، وعديم الشكل والمشكل؛ ويميزان الدورة السنوية (الشتاء والصيف)، والمشهد (المظلل والمشرق)، والجنسين (الإناث والذكور)، بل وحتى التاريخ الاجتماعي السياسي (الفوضى والنظام). تهتم الكونفوشية بإيجاد «طرق وسط» بين اليين واليانغ في كل شكل جديد للعالم. توفق الكونفوشية بين كل من القطبين الداخلي والخارجي للتهذيب الروحي، أي تهذيب الذات والخلاص في العالم، التي جمعت في المثل العليا «خشنة من الداخل طيبة من الخارج». تترجم الرن إلى «الإنسانية» أو الجوهر السليم للإنسان، وهي رمز العقل الرحيم، إنها الفضيلة الممنوحة من السماء وفي الوقت نفسه الوسائل التي يمكن للإنسان أن يحقق بها وحدانية مع السماء بفهمه لأصله وبالتالي الجوهر الإلهي. تعرف في داتونغ شو أنها «تشكيل جسد واحد مع كل الأشياء» «عندما لا تفصل الذات عن الآخرين.. يثار التعاطف والتراحم». يشير تيان، وهو مفهوم رئيسي في الاعتقاد الصيني، إلى «إله السماء»، القطب الشمالي في السماء ونجومها المغزلية، والطبيعة الأرضية وقوانينها التي تأتي من السماء، إلى «السماء والأرض» (أي، «كل الأشياء»)، وإلى القوى المذهلة خارج سيطرة الإنسان. هناك مثل هذا العدد من الاستخدامات في الاعتقاد الصيني إذ لا يمكن إعطاء ترجمة واحدة في الإنجليزية. استخدم كونفوشيوس المصطلح بطريقة باطنية. وكتب في كتاب تعاليم كونفوشيوس (7.23) أن تيان أعطاه الحياة، وأن تيان يراقبه ويحكم عليه (6.28، 9.12). يقول كونفوشيوس في 9.5، إن الشخص قد يعرف حركات تيان، وهذا يعطي شعورا بأن يكون له مكان خاص في الكون. يقول كونفوشيوس في 17.19، إن تيان تحدث معه، ولكن ليس بالكلمات. يحذر العالم روني ليتلجون من أن تيان لم يفسر على أنه شخصية إلهية تشبه إله الأديان الإبراهيمية، بمعنى خالق متعال أو آخروي. إنه بالأحرى يشبه ما يعنيه الطاويون من قبل داو: «الطريقة التي تكون بها الأشياء» أو «انتظام العالم»، والتي يساويها ستيفان فويكتونغ مع المفهوم اليوناني القديم المتمثل في «الطبيعة» مثل توليد الأشياء، وتجديدها، والنظام الأخلاقي. يمكن مقارنة تيان أيضا بتقاليد براهمان الهندوسية وكتاب فيدا المقدس. أوضح الباحث بروميس هسو، في أعقاب روبرت بي. لودين، 17:19 («ماذا يقول تيان أبدا؟ ومع ذلك، هناك أربعة فصول تتعاقب وهناك المئات من الأشياء قادمة إلى الوجود. ماذا يقول تيان؟») مما يعني أنه على الرغم من أن تيان ليس «شخصا يتحدث»، لكنه «يفعل» باستمرار من خلال إيقاعات الطبيعة، ويبلغ «كيف يجب أن يعيش ويتصرف البشر»، على الأقل لأولئك الذين تعلموا أن ينصتوا إليه بعناية. قال زينغونغ، تلميذ كونفوشيوس، إن تيان وضع السيد على الطريق ليصبح رجلا حكيما (9.6). يقول كونفوشيوس في 7.23، إنه لم يعد لديه أدنى شك في أن تيان أعطاه الحياة، ومنه طور فضيلة الحق (دا). يقول في 8.19، إن حياة الحكماء تتشابك مع تيان. يقول كونفوشيوس في كتاب تعاليم كونفوشيوس فيما يتعلق بشخصية الآلهة التي تحيي الطبيعة (شن، الطاقات تنبع وتستنسخ من تيان)، إنه من المناسب (يي) للناس أن يعبدوهم (جينغ)، وإن كان ذلك من خلال الشعائر المناسبة (لي)، التي تعني احترام المواقع وحسن التقدير. كان كونفوشيوس نفسه سيد الطقوس والقرابين. ردا على تلميذ سأل عما إذا كان من الأفضل التضحية لإله الموقد أو لإله الأسرة (مقولة شائعة)، يقول كونفوشيوس في 3.13، يجب على الفرد أولا أن يعرف ويحترم السماء، لكي يصلي للآلهة بشكل مناسب. يوضح في 3.12 أن الطقوس الدينية تنتج تجارب ذات معنى، وعلى المرء أن يقدم تضحيات شخصية، ويؤثر في الوجود، وإلا «فهو مثل عدم التضحية على الإطلاق». للشعائر والتضحيات للآلهة أهمية أخلاقية: فهي تخلق حياة طيبة، لأن المشاركة فيها تؤدي إلى التغلب على الذات. يخبرنا كتاب تعاليم كونفوشيوس في 10.11 أن كونفوشيوس أخذ دائما جزءا صغيرا من طعامه ووضعه في أوعية القرابين كقربان لأسلافه. طورت الحركات الأخرى، مثل الموهية التي امتصت لاحقا من الطاوية، فكرة أكثر ألوهية عن السماء. يشرح فويكتونغ أن الاختلاف بين الكونفوشية والطاوية يكمن في المقام الأول في حقيقة أن الأولى تركز على تحقيق نظام السماء المليء بالنجوم في المجتمع البشري، في حين أن الأخيرة تركز على التأمل في داو الذي ينشأ بصورة عفوية في الطبيعة. ومثلما وضح ستيفان فويكتونغ، فالنظام القادم من السماء يحفظ العالم، ويتعين على الإنسانية أن تتبعه في إيجاد «طريق وسط» بين قوى اليين واليانغ في كل شكل جديد للعالم. يعرف الوئام الاجتماعي أو الأخلاق على أنه النظام الأبوي، والذي يعبر عنه في عبادة الأسلاف، والأسلاف المؤلهين في خط الذكور، في أضرحة الأسلاف. توصف القوانين الأخلاقية الكونفوشيوسية بأنها إنسانية. قد يمارسها جميع أفراد المجتمع. تتسم الأخلاق الكونفوشيوسية بتشجيع الفضائل، التي تشتمل عليها الثوابت الخمس، والتي صاغها علماء الكونفوشيوسية من التقاليد الموروثة خلال عهد سلالة هان الحاكمة. الثوابت الخمسة هي: وترافق هذه مع سيزي الكلاسيكية، التي تفرد أربع فضائل، أحدها مدرج ضمن الثوابت الخمسة: ما تزال هناك عناصر أخرى كثيرة، مثل تشاون (الصدق)، شو (الرحمة والمغفرة)، ليان (الصدق والنقاء)، شي (العار، والقضاء، وحس الصواب والخطأ)، يونغ (الشجاعة)، وين (اللطيف والطيب)، لانغ (الخير، طيب القلب)، غونغ (المحترم، الموقر)، سيين (المقتصد)، ران (التواضع، تحقيق الذات). دونت مبادئ المدرسة الكونفشيوسية في تسع من الكتابات الصينية القديمة والتي تم توارثها عن كونفشيوس وأتباعه، تمت كتابتها أثناء فترة حكم سلالة «تشو» (周朝)، عرفت تلك الفترة نشاطا مكثفا للمدارس الفلسفية. يمكن تقسيم هذه الكتابات إلى قسمين رئيسين: تم تناقل تعاليم كونفشيوس بالطريقة الشفوية، لاحقا تم تدوين هذه التعاليم في مؤلف ال«لون-يو». يبدو المعلم (كونفشيوس) كما لو أنه يريد أن يظهر نفسه بمظهر الأخلاقي (الذي يكتب في الأخلاقيات) المحافظ، في وقت عرفت فيه البلاد اضطرابات كبرى ميزها حالة الانفلات السياسية، والتحولات الاجتماعية التي تلت انحلال مملكة «تشو» إلى ممالك اقطاعية متحاربة. حملت حالة الهيجان التي عرفتها البلاد كونفشيوس ومفكريين آخرين، على تدبر الطريقة المثلى لاسترجاع وحدة المملكة، أصبحوا ورغما عنهم فلاسفة ومبدعين (من باب أنهم أوجدو أو سنوا أفكارا جديدة) في آن واحد. نادى كونفوشبوس بمبدأ سيادة الشعب. فهو يقول أن الأمة هي صاحبة السيادة ومصدر السلطة. وعلى الرغم من اعتناقه للمذهب التيوقراطي واعترافه بالحق الإلهي للأباطرة. لم يرتب على هذه الفكرو نتائجها الطبيعية إذ حارب السلطان المطلق للأباطرة. وعد سلطة الملك غير مشروعه مالم تقترن برضى الشعب حتى انه حبذ الثورة على الحاكم الذي يستبد بالسلطة أو يسيء استخدامها. تميزت فلسفته باتجاهات اشتراكيه واضحه. وجعل من أهداف الحكومة التي يسميها «الهيئة العادله المستقيمه» العناية بالإنتاج القومي حتى توفر للشعب الحاجات الضروريه. كما دعى إلى اقامة عداله اجتماعية واعانة المرضى والعاجزين عن العمل. كما دعا إلى اتحاد شعوب العالم جميعا في «جمهورية عالمية واحده» يرى كونفشيوس أن النظامين السياسي والاجتماعي يشكلان وحدة متكاملة. الفضائل والمناقب الشخصية للحكام ورجال البلاط (الأرسطقراطيين) وحدهما كفيلان بأن يضمنا عافية الدولة. يتم استتباب النظام عن طريق نشر شعائر ال«لي» (禮) والموسيقى، كانت الموسيقى الصينية المعاصرة للفترة من أهم العناصر في الشعائر والممارسات الدينية. أقر «كونفشيوس» بتفوق الموسيقى، عند استعمالها بوظيفتها الروحانية وسلطانها على أفئدة الناس. كان كونفشيوس يستحب القصائد الصينية القديمة، والتي كانت تنظم عادة في صيغة موسيقية، كان يشيد بقيمتها الحضارية. كان يرى أن الدولة التي تمتلك موسيقى وشعائر خاصة بها، يتم اختيارهم من بين الأعراف والتقاليد الموجودة، يمكن أن تنتج مواطنين سعداء ويتمتعون بقدر كاف من الفضيلة، يجعل الدولة في غنى عن تشريع القوانين حتى تضمن حسن انضباطهم. سيعم البلاد الأمان وتصبح القوانين بلا فائدة. جاب كونفشيوس بلاد الصين بحثا عن الحاكم المثالي الذي يريد (ويستطيع) تبني هذه التعاليم، ولكنه كان يحاول عبثا. تتمحور الفكرة العامة للأخلاقيات الكونفشيوسية في مفهوم ال«رن» (仁)، والتي يمكن ترجمتها «إنسانية» أو«طيبة القلب». «رن» هي الفضيلة السامية والتي تمثل أفضل ما في النفس البشرية. في عصر كونفشيوس كان مفهوم ال«رن» مقرونا برجال الطبقة الحاكمة، مع الزمن تحول مدلوله وأصبح يعني طبقة «النبلاء»، على أن هذا المفهوم أصبح أشمل فيما بعد. في العلاقات الإنسانية على غرار تلك التي تجمع بين شخصين، يتجلى ال«رن» (仁) عبر عدد من المفاهيم الأخرى: سياسيا كان كونفشيوس يدعو إلى حكومة أبوية (تسلطية) يقودها حاكم يحظى بالاحترام ومطاع بين رعيته. يجب على الحاكم أن ينمي أخلاقه لتبلغ الكمال، حتى يكون مثالا يحتذي به شعبه. في الميدان التربوي كانت «كونفشيوس» آراء تقدمية، كان يدعو إلى تعميم التعليم بين كل أبناء الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية. أنظر أيضا: Nine Schools of Thought ومدارس الفكر المئة
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/كونفوشية
|
858cdc04cd5179bdfaa815051bff9772
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.154467",
"source": "Wikipedia"
}
|
أدب
|
أدب
|
الأدب هو أحد أشكال التعبير الإنساني عن مجمل عواطف الإنسان وأفكاره وخواطره وهواجسه بأرقى الأساليب الكتابية التي تتنوع من النثر إلى النثر المنظوم إلى الشعر الموزون لتفتح للإنسان أبواب القدرة للتعبير عما لا يمكن أن يعبر عنه بأسلوب آخر. يرتبط الأدب ارتباطا وثيقا باللغة ، فالنتاج الحقيقي للغة المدونة والثقافة المدونة بهذه اللغة يكون محفوظا ضمن أشكال الأدب وتجلياته والتي تتنوع باختلاف المناطق والعصور وتشهد دوما تنوعات وتطورات مع مر العصور والأزمنة، وثمة العديد من الأقوال التي تناولت الأدب ومنها ما قاله وليم هازلت (إن أدب أي أمة هو الصورة الصادقة التي تنعكس عليها أفكارها). الكلمة مختلفة في أصولها وتطورها، قيل إنها من الأدب بمعنى الدعوة إلى الولائم، أو مفرد الآداب -جمع دأب- بعد قلبها إلى آداب، وتدل على رياضة النفس على ما يستحسن من سيرة وخلق، وعلى التعليم برواية الشعر والقصص والأخبار والأنساب، وعلى الكلام الجيد من النظم والنثر وما اتصل بهما ليفسرهما وينقدهما. فكانت العلوم اللغوية تندرج تحت الاسم، ثم أخذت تستقل بنضج كل منها. فابن الأنباري في نزهة الألباء في طبقات الأدباء يترجم للنحاة وللغويين والشعراء والكتاب. وأطلق بعضهم الأدب على التأليف عامة، فترجم ياقوت الحموي في معجم الأدباء للمؤلفين في جميع أنواع المعرفة. وأطلقه بعضهم على النظم والثقافات الضرورية لفئة من المجتمع، كما في كتب أدب الكتاب والوزراء والقضاة وغيرها، وأدخل بعضهم فيه المهارات الخاصة، كالبراعة في اللعب بالشطرنج والعزف على العود. وللأدب الآن معنيان: عام يدل على الإنتاج العقلي عامة مدونا في كتب، وخاص يدل على الكلام الجيد الذي يحدث لمتلقيه لذة فنية، إلى جانب المعنى الخلقي. وكان الأدب شفويا في الجاهلية شعرا، وخطبا، وانضم إليهما في أواخر العصر الأموي الكتابة الفنية. وكان القدماء يصنفون الشعر، تبعا لموضوعاته، إلى فخر، وغزل، ومدح، وهجاء، وغيرها. والكتابة إلى رسائل ديوانية، وإخوانية، ومقامات. واختلفوا في القصص. وخضعت هذه التقسيمات كلها لتغيرات كبيرة، تبعا للاتصال العربي بالأدب الغربي، واتخاذ المفاهيم الغربية أساسا للتصنيف. فن القول أو فن التعبير بالكلمة الساحرة. وثمرته آثار نثرية أو شعرية تتميز بجمال الشكل وتنطوي، غالبا، على مضمون ذي بعد إنساني يضفي عليها قيمة باقية. ويطلق لفظ الأدب أيضا على مجموع هذه الآثار المنتجة في بلد ما، أو لغة ما، كالأدب العربي، والأدب الإنكليزي، والأدب الفرنسي، أو على مجموع الآثار المنتجة في عهد معين كالأدب الأموي، والأدب العباسي، والأدب الأليصاباتي (نسبة إلى الملكة أليصابات أو أليزابيث الأولى). وعدة الأديب: موهبة أصيلة، وثقافة رفيعة، وتفكير حصيف، وحس مرهف، وخيال مبدع، ولغة سليمة، وعبارة رشيقة، وأسلوب طلي. وهنا ينشأ السؤال: لماذا نقرأ الأدب؟ إننا نقرأ الأدب للمتعة في المقام الأول. والمتعة قد تتخذ أشكالا مختلفة. فمن الناس من يقرأ الأدب لتزجية أوقات الفراغ، ومنهم من يقبل عليه ابتغاء الفرار من عالمه الذاتي وولوج عوالم الآخرين. ثم إننا كثيرا ما نقرأ الأدب طلبا للمعرفة والاطلاع؛ فنحن نجد متعة في التعرف إلى حياة الناس في بلد معين أو منطقة معينة؛ وما أكثر ما نجد الحلول لمشاكلنا الشخصية حين نلتقي على صفحات الكتب أناسا تشبه مشاكلهم مشاكلنا إلى حد قريب أو بعيد، وما أكثر ما يساعدنا الأدب على فهم مواقف عجزنا عن فهمها في الحياة الواقعية. ولكن لماذا ينشئ الأديب أدبه؟ إن من الأدباء من يفعل ذلك لمجرد التعبير عن عواطفه وأفكاره أو لمجرد الرغبة في إنتاج أثر فني، ولكن كثرة الأدباء اليوم تتخذ من الأدب وسيلة لتحليل النفس البشرية أو منبرا للنقد الاجتماعي والدعوة إلى الإصلاح أو الثورة. يقسم الأدب، تقليديا، إلى «نثر» «شعر» والنقاد الغربيون يقسمونه إلى تخييل أو أدب تخييلي fiction، لاتخييل أو أدب لا تخييلي nonfiction. ويشمل الأدب التخييلي الرواية novel، والأقصوصة أو القصة القصيرة short story، والأدب المسرحي/ دراما drama، والشعر poetry. ويشمل الأدب اللاتخييلي المقالة essay، والسيرة biography، والسيرة الذاتية autobiography، والنقد الأدبي literary criticism، وغيرها. في العصر الجاهلي: لا يكاد الباحث يجد أي نص في العصر الجاهلي يستخدم كلمة «أدب»، وكل ما يجده هو لفظة «آدب» بمعنى الداعي إلى الطعام، قال طرفة: بعد الإسلام: يرد فعل «أدب» بمعنى «هذب»، في حديث النبي محمد «أدبني ربي فأحسن تأديبي»، ويرى بعضهم أن معنى تهذيبيا خلقيا كهذا ربما كان شائعا في العصر الجاهلي، ولكن ليس ثمة نصوص تؤيد هذا الرأي. ويبدو أن المجاز قد ساعد في انتقال دلالة الكلمة من المعنى الحسي وهو الدعوة إلى الطعام إلى المعنى الذهني وهو الدعوة إلى المكارم. ويداخل الكلمة في العصر الأموي، معنى جديد، إلى جانب معناها التهذيبي الخلقي هو المعنى التعليمي، فتستخدم في الإشارة إلى «المؤدبين» وهم نفر من المعلمين كانوا يلقنون أولاد الخلفاء الشعر والخطب واللغة وأخبار العرب وأنسابهم وأيامهم في الجاهلية والإسلام. وقد استمر الجمع بين معنيي التهذيب والتعليم في العصر العباسي كما يلاحظ في كتاب الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع. «باب الأدب» من «ديوان الحماسة» لأبي تمام، «كتاب الأدب» لابن المعتز. بوجه عام يمكن القول إن الكلمة كانت تطلق في القرنين الثاني والثالث الهجريين وما تلاهما من قرون على معرفة أشعار العرب وأخبارهم، وكان المؤلفون العرب يصنفون كتبا ينعتونها بأنها كتب أدب مثل «البيان والتبيين» للجاحظ (ت255ه)، «عيون الأخبار» لابن قتيبة (ت276ه)، «الكامل في اللغة والأدب» للمبرد (ت285ه)، «العقد الفريد» لابن عبد ربه (ت328ه)، «زهر الآداب» للحصري (ت453ه). الواقع أنه «لم تقف الكلمة عند هذا المعنى التعليمي الخاص بصناعتي النظم والنثر وما يتصل بهما من الملح والنوادر، فقد اتسعت أحيانا لتشمل كل المعارف غير الدينية التي ترقى بالإنسان من جانبيه الاجتماعي والثقافي». بهذا المعنى الواسع يجدها الباحث لدى إخوان الصفا في القرن الرابع الهجري عندما استخدموها في رسائلهم للدلالة على علوم السحر والكيمياء والحساب والمعاملات والتجارة فضلا عن علوم القرآن والبيان والتاريخ والأخبار. ويبدو أن هذا المعنى الواسع كان الأساس الذي استند إليه ابن خلدون (ت808ه) في إطلاق لفظة الأدب على جميع المعارف سواء أكانت دينية أم دنيوية، فالأدب فيما يراه «لا موضوع له ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها، وإنما المقصود به عند أهل اللسان ثمرته، وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم. ثم إنهم إذا أراد أحد هذا الفن قالوا الأدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها، والأخذ من كل علم بطرف». مما يجدر ذكره أن الكلمة استخدمت منذ القرن الثالث الهجري، إلى جانب دلالتها على المعاني التي تقدمت الإشارة إليها، للدلالة على السنن التي يجب أن تراعى عند فئة اجتماعية معينة كالكتاب أو الندماء أو الوزراء أو القضاة وغير ذلك، ويمكن للمرء أن يشير في هذا الموضع إلى كتاب «أدب الكاتب» لابن قتيبة «أدب النديم» لكشاجم (نحو عام 350ه)، وسواهما من الكتب التي تناولت أدب القاضي وأدب الوزير وأدب الحديث وأدب الطعام وآداب السفر وغيرها. منذ بداية التلاقي بين العرب والأوربيين بعيد الحملة الفرنسية على مصر، أصبحت الكلمة تستخدم في العربية الحديثة للدلالة على ما يقابل كلمة «literature « الإنكليزية، «Littérature» وهي تشير اليوم إلى «الأدب» بوصفه واحدا من الفنون الجميلة الستة أو السبعة، على اختلاف التعريفات ووجهات النظر والتوكيدات التي يلاحظها المرء لدى النقاد العرب ومؤرخي الأدب ودارسيه من العرب المحدثين. استخدمت كلمة «Litteratura» «ليتراتورا» اللاتينية المشتقة من كلمة «Littera» «الحرف» أول ما استخدمت ترجمة لكلمة «grammatiké» «غرامتيكي» اليونانية، وهي معرفة القراءة والكتابة. وما لبثت أن استخدمت بعدها للدلالة على التبحر والثقافة الأدبية. فشيشرون ينعت قيصر بهما عندما يذكر أن لديه أدبا وحسا جيدا وذاكرة وتأملا ودأبا. وفي القرن الثاني للميلاد استخدمت الكلمة للدلالة على «مجموع من الكتابة»، إذ يجد المرء كلا من تيرتوليان وكاسيان Cassian يقابل بين الكتابة الزمنية الوثنية litteratura والكتاب المقدس Scriptura. ويبدو أن الكلمة في العصور القديمة كانت تستخدم عامة للدلالة على مجموع الأدب اليوناني وتاريخ الأدب ودراسته وما يتصل بذلك من معارف. تختفي الكلمة بهذا المعنى في العصور الوسطى ليقتصر استخدام كلمة «ليتراتوس» «litteratus» على من يعرف القراءة والكتابة. يلحق الشعر بالنحو والبلاغة بوصفهما يؤلفان - مع المنطق - ما يعرف بالفنون الحرة الثلاثة. ولكن الكلمة لا تلبث أن تعود مع عصر النهضة إلى الظهور. يلاحظ استخدام كلمة «لتراي - litterae» «آداب» مقترنة غالبا بالصفة انساني«humanae» تمييزا لها من الكتابات المقدسة، أو بالصفة «bonac» نعت مديح لها. وترد بهذا المعنى في جميع كتابات إراسموس Erasmus، ورابليه Rabelais، ودي بيليه Du Bellay، ومونتيني Montaigne، وآخرين في حين يستخدم درايدن Dryden الكلمة للحديث عن «الآداب الجيدة» good letters. وفي القرن السابع عشر ينبثق مصطلح «Belles Lettres» «الأدب بوصفه فنا جميلا»، فيقترح شارل بيرو Charles Perrault على كولبير Colbert إنشاء أكاديمية تضم قسما خاصا «Belles Lettres» يشمل النحو والفصاحة والشعر. ويبدو أن هذا المصطلح كان مطابقا في دلالته لمصطلح «الآداب الإنسانية» letters humanies كما يرد في معجم تريفو Dictionnaire de Trevoux الذي يعود إلى عام 1704م، ولا ينطوي على أي من الدلالات غير المستحبة التي تتضمنها صفة «belletistic» التي تستخدم اليوم للدلالة على المغالاة في تذوق الأدب لذاته استنادا إلى ذاتية المتلقي من دون أخذ المعايير النقدية أو الأغراض الأخلاقية أو القيم الجمالية والفنية بالحسبان. وسرعان ما انتشر المصطلح الفرنسي خارج فرنسة، إذ استخدمه توماس رايمر Thomas Rymer في إنكلترة عام 1692، ويغدو هيو بلير Hugh Blair عام 1762 أول أستاذ للبلاغة والأدب بوصفه فنا جميلا Belles Lettres في جامعة أدنبره. ويطالع المرء في الحقيقة مصطلح «الأدب» بمعنى الثقافة الأدبية أو التبحر أو ببساطة معرفة اللغات الكلاسيكية منذ العقود الأولى للقرن الثامن عشر. فعلى سبيل المثال يعرف الأدب في طبعة عام 1721 لمعجم تريفو بأنه «مذهب، معرفة معمقة للآداب»، وثمة في «الموسوعة العظيمة» مقالة بتوقيع J.D أي Jaucourt Le chevalier تعرف الأدب بأنه مصطلح «يعني التبحر ومعرفة الأدب بوصفه فنا جميلا. وقد استخدمت الإنكليزية المصطلح بالطريقة نفسها فجون سيلدن John Selden عالم الآثار يوصف بأنه «شخص ذو أدب لا حدود له»، وبوزويل Boswell يصف الإيطالي جوسيبي باريتي Giuseppe Baretti بأنه «إيطالي ذو أدب مرموق». وظل هذا الاستعمال سائدا حتى القرن التاسع عشر. فجون بثرام John Pethram يؤلف عام1840م كتابا بعنوان «تخطيط لتقدم الأدب الأنكلو سكسوني في وضعه الحاضر في إنكلترة» يستخدم فيه كلمة الأدب بمعنى دراسة الأدب أو معرفته. وهكذا يتبين للمرء أن مصطلح «الأدب» قد استخدم منذ مطلع القرن الثامن عشر في أوربة للدلالة على «مجموع من الكتابة» body of writing على الرغم من أنه يصعب أحيانا إيجاد تفريق واضح في الاستخدام المتزامن بين كل من «الثقافة الأدبية» «التبحر». وقد شاع هذا الاستخدام في كل من اللغات الفرنسية والإيطالية والألمانية والإنكليزية، وثمة أمثلة عديدة في كل منها لمؤلفات تستخدم المصطلح بهذا المعنى، وجميعها يشير إلى «أنواع الكتابة كلها بما فيها تلك الأنواع المتسمة بطبيعة التبحر كالتاريخ، واللاهوت، والفلسفة، وحتى العلوم الطبيعية». ولم تضيق دلالة المصطلح لتشير إلى ما ندعوه اليوم بالأدب الخيالي imaginative literature (القصيدة، الحكاية، المسرحية) بوجه خاص، إلا ببطء شديد. وباختصار يمكن القول إن مصطلح «الأدب» «literature» أو «الآداب» « letters» قد فهم في العصور القديمة وفي عصر النهضة على أنه يشمل جميع الكتابات النوعية التي يمكن أن تدعي الخلود. ولم ينبثق، إلا ببطء شديد المفكحة أيضا في القرن الثامن عشر، الرأي القائل بأن هناك فنا للأدب يضم الشعر والنثر بمقدار كونه «تلفيقا خياليا» imaginative fiction، ويستبعد ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أدب
|
2908db984954166e02d3befe1ed11f13
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.158082",
"source": "Wikipedia"
}
|
نثر عربي
|
نثر عربي
|
النثر العربي هو كل نثر أدبي مكتوب باللغة العربية، وهو يعد بالإضافة إلى الشعر العربي من الأشكال الأدبية للكتابة قد يكون فيه سمات جمالية كالطباق والسجع وغيرها، وتعتبر معظم الأعمال الأدبية نثرا. يتكون النثر من الكتابة التي لا تلتزم بأية هياكل رسمية خاصة (غير القواعد النحوية) أو هو كتابة غير شعرية. النثر هو الكتابة ببساطة عن شيء دون المحاولة بالضرورة أن يكون ذلك بطريقة جميلة، أو باستخدام الكلمات الجميلة. كتابة النثر يمكن بالطبع أن تتخذ شكلا جميلا ليس بفضل الميزات البلاغية التجميلية للكلمات (القوافي، الجناس ) ولكن بدلا من ذلك استخدام النمط، والتنسيب، أو إدراج الرسومات. هناك منطقة واحدة من التداخل هي «شعر النثر» والذي يحاول أن ينقل المعلومة الفكرة باستخدام النثر فقط مع إثراء الجمالية النموذجية للشعر. لم يصل إلينا من النثر الجاهلي على كثرته إلا ما علق في أذهان الرواة من نفائس الخطب والأمثال، وشيء من سجع الكهان. ومن الواضح أن النثر أسبق من الشعر في الوجود؛ وذلك لأن النثر ليس إلا ترقيما لما يتبادل بين الناس من كلام. إذا لا نستطيع أن نرضخ بسهولة لقول القائل: إن العرب لم يعرفوا النثر الفني قبل الإسلام، ولابد أنه كانت هناك استعمالات واسعة للنثر، ككتابة العقود، وتبادل الرسائل بين القبائل. ومن خصائص النثر الجاهلي الذي وصلنا أنه خال من التأنق والتعقيد، جار مع الطبع البدوي الساذج، قوي اللفظ، متين التركيب، قصير الجملة، موجز الأسلوب. وهذا ما حدا بالدكتور شوقي ضيف أن يسمي هذا النوع من الكتابة بمذهب الصنعة. ولما ظهر الإسلام ظهرت صفحة جديدة في النثر العربي. اتسعت الخطابة في العصر الإسلامي اتساعا شديدا، متأثرة بالحوادث الدينية والسياسية التي كانت قد طرأت على العالم العربي آنذاك. كما كثر استعمال الكتابة الفنية في هذا العصر، وأخذت ترقى وتنضج، وامتزاج العرب مع غيرهم من الأمم. ولكن مع كل هذه التحولات ظل مذهب الصنعة مسيطرا على النثر العربي، ولم يتحلل من قيوده، ولم تختلف خصائصه كثيرا عن خصائص النثر الجاهلي. وفي العصر العباسي برزت طائفة من الكتاب تعنى بالمؤلفات الطويلة المفصلة؛ إما ترجمة، كابن المقفع؛ وإما تأليفا، كسهل بن هارون، والجاحظ، وقد التزم هؤلاء مذهب الصنعة أيضا. ولكننا عندما ننتقل إلى كتاب الدواوين في هذا العصر نجدهم قد أبدعوا أسلوبا جديدا في الكتابة يعنى عناية بالغة بالزخرف والتأنق، وأطلق الدكتورشوقي ضيف على هذا النوع من الكتابة مذهب التصنيع؛ لاعتماده بشكل كبير على السجع والبديع والمحسنات اللفظية. واستحدث هذا المذهب ابن الحميد، وتبعه جماعة من الكتاب؛ لموافقته ذوق العصر العباسي الذي يتسم بالدعة والترف. ومن هؤلاء الكتاب ابن العميد، الذي تم هذا النوع من الكتابة عل يده وفي أواخر القرن الرابع؛ وفقا لما وصلت إليه الحضارة العربية من رقي وتعقيد، ظهر مذهب جديد في النثر العربي، يقوم على تصعيب طرق الأداء والتعبير وتعقيدها، حتى صار هذا النوع من الكتابة عند بعض الأدباء غاية تقصد لذاتها. ظهرت طلائع هذا المذهب، الذي سماه شوقي ضيف بمذهب التصنع، في كتابات الخوارزمي، وبديع الزمان؛ وبلغ أوجه في مؤلفات أبي العلاء المعري. وظل مذهب التصنع يحتكر صناعة النثر في البلاد العربية والإسلامية، ولم يظهر إلى الوجود مذهب بعده، بل كل من جاء بعد أبي العلاء من الكتاب لم يكن إلا مقلدا لمن سبقوه، وخمدت جذوة الإبداع عند أدباء العرب، واستمر النثر ينتقل من أديب مقلد إلى آخر أسوأ منه، حتى وصل إلى الحضيض في العصر العثماني. وبالرغم من ذلك ظهر في عصر الانحطاط كتاب خرجوا على الأطوار السائدة، وألفوا كتبا مرسلة خالية من التعقيد والصناعات اللفظية، بل كانوا دعاة لتجديد النثر. ومن هؤلاء الكتاب ابن خلدون، ومقدمته كلها تشهد له بالبيان والوضوح. ومن ثورته على هذا النثر المعقد ما جاء في مقدمته: «وقد استعمل المتأخرون أساليب الشعر وموازينه في المنثور، من كثرة الأسجاع، والتزام التقفية، وتقديم النسيب بين يدي الأغراض. والمنثور إذا تأملته من باب الشعر وفنه، ولم يفترقا إلا في الوزن. واستمر المتأخرون من الكتاب على هذه الطريقة، واستعملوها في المخاطبات السلطانية، وقصروا الاستعمال في هذا المنثور كله على هذا الفن الذي ارتضوه، وخلطوا الأساليب فيه، وهجروا المرسل وتناسوه، وخصوصا أهل المشرق. وصارت المخاطبات السلطانية لهذا العهد عند الكتاب الغفل جارية على هذا الأسلوب". ومن هؤلاء الثوار على النثر المصنوع القلقشندي، صاحب «صبح الأعشى في صناعة الإنشا». فقد تجنب الأسجاع والترصيع والولوع بالبديع، وتخلى عن التعقيد، إلا نادرا. فكتابه «صبح الأعشى» أكثره مرسل، إلا النادر القليل، كمقدمة الكتاب التي جاءت مسجعة. لما اتسعت رقعة الدولة العربية الإسلامية ، ظهرت كتابة الرسائل والعهود في أول أمرها على أساس الإيجاز، ثم أصبحت تفصيلية تجري علية الإدارة وأمور الجيوش والخراج . فبرزت مؤسسات إدارية مثل : ديوان الخراج، ديوان الخاتم لتسجيل رسائل الخليفة وختمها حتى لا يطلع عليها أحد سوى المرسل إليه، وديوان الرسائل لكتابة رسائل الخليفة. ولكن أول من حضر تفوقه في صناعة الكتابة التفصيلية هو ( أبو العلاء سالم مولى هشام بن عبد الملك ) الذي كان يجيد العربية واليونانية ، ثم تلميذه ( عبد الحميد بن يحيى ) الذي نقل تقاليد الفرس إلى الكتابة العربية، وصار إمام في هذه الصناعة حتى لقب «بالكاتب» تعضيما لشأنه . هذا بوابة الجاهلية بوابة الدولة الأموية بوابة الدولة العباسية بوابة الأدب بوابة الشعر
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/نثر عربي
|
0240adab09d20c390e8399843c9d6802
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.159708",
"source": "Wikipedia"
}
|
شعر عربي
|
شعر عربي
|
الأنماط المميزات أنواع أنماط أنواع مميزات أغطية الرأس ملابس نظرية أجناس فنون موسيقية فلكلور اللغة أنواع إسلامي شعر مواضيع أشكال بحور الشعر المفاهيم النصوص كائنات أماكن كتب شخصيات عربية خيالية آلهة العرب الشماليين آلهة العرب الجنوبيين الشعر العربي وله تعريفات عدة وتختلف تبعا لزمانها وقديما فقد عرف الشعر (منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعرا)، (ابن منظور: لسان العرب)، وعرف أيضا (هو: النظم الموزون، وحده ما تركب تركبا متعاضدا، وكان مقفى موزونا، مقصودا به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعرا) ولا يسمى قائله (شاعرا)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزونا، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعرا؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده، فكأنه لم يشعر به"، وعلى هذا فإن الشعر يشترط فيه أربعة أركان، المعنى والوزن والقافية والقصد)(الفيومي)، وقال الجرجاني (إن الشعر علم من علوم العرب يشترك فيه الطبع والرواية والذكاء). وعرفه الشريف الجرجاني (في اللغة: العلم، وفي الاصطلاح كلام مقفى موزون على سبيل القصد، والقيد الأخير يخرج نحو قوله تعالى: «الذي أنقض ظهرك، ورفعنا لك ذكرك» فإنه كلام مقفى موزون، لكن ليس بشعر، لأن الإتيان به موزونا ليس على سبيل القصد، والشعر في اصطلاح المنطقيين: قياس مؤلف من المخيلات، والغرض منه انفعال النفس بالترغيب والتنفير، كقولهم: الخمر ياقوتة سيالة، والعسل مرة مهوعة.)(كتاب التعريفات) فالوزن شرط لازم في جميع أنواع الشعر، القديم، وقيل في فضله (فيه الحق والصدق والحكمة وفصل الخطاب، وأنه مجنى ثمر العقول والألباب، ومجتمع فرق الآداب، والذي قيد على الناس المعاني الشريفة، وأفادهم الفوائد الجليلة، وترسل بين الماضي والغابر، ينقل مكارم الأخلاق إلى الولد من الوالد، ويؤدي ودائع الشرف عن الغائب إلى الشاهد، حتى ترى به آثار الماضيين مخلدة في الباقين، وعقول الأولين مردودة في الآخرين، وترى لكل من رام الأدب وابتغى الشرف وطلب محاسن القول والفعل منارا مرفوعا، وعلما منصوبا، وهاديا مرشدا، ومعلما مسددا، وتجد فيه للنائي عن طلب المآثر والزاهد في اكتساب المحامد داعيا ومحرضا، ولاعثا ومحضضا، ومذكرا ومعرفا، وواعظا ومثقفا) دلائل الإعجاز، أما القافية فهي لازمة في معظم أنواع الشعر القديم وهي (هي الحرف الأخير من البيت، وقيل: هي الكلمة الأخيرة منه)(كتاب التعريفات)، لكن الشعر الحديث أخذ يقلص من دور القافية الخارجية، فاستعمل الشعر المرسل، أي الشعر دون تقفية خارجية، وإن كان قد سعى، في الواقع، إلى تعويضها بنوع من التقفية الداخلية، التي لايمكن الاستغناء عنها، بالنسبة لأي نوع من أنواع الشعر، وفي أي فترة من فترات الشعر العربي، شعر ما قبل الإسلام ويشير بعضهم إليه بالعصر الجاهلي، أو إسلامي أو أموي أو عباسي أو أندلسي أو حديث. وكان الشعر العربي، قبل الإسلام، ديوان العرب، وعلمهم الذي لم يكن لهم علم أصح منه. واستمر بعد تلك الحقبة فنا أدبيا بارزا إلا أنه نوفس من قبل العديد من الفنون الأخرى مثل الخطابة والرسائل وغيرها. ما يميز الشعر العربي أنه قد التزم بالوزن والقافية، في مجمل أنماطه، وفي مختلف أجياله، وإن جاءت بعض المحاولات المعاصرة خالية من الوزن والقافية، مثل قصيدة النثر(ظهر مصطلح قصيدة النثر في الأدب العربي في مجلة شعر سنة 1960 للدلالة على شكل تعبيري جديد انتهت إليه الكثير من الأشكال التجريبية التي جربها جيل النصف الأول من القرن العشرين، كالنثر الشعري والشعر المنثور والشعر الحر. ويعد في مرحلته بمثابة الثورة الأخيرة على عمود الشعر العربي في بعده الإيقاعي خاصة). كان الشعر في عصر ما قبل الإسلام وسيلة عربية، وكانت العرب تقيم الأفراح إن برز من أبنائها شاعر مبدع، فالشعر عند العرب قديما كان يرفع من شأن قبيلة ويحط من قيمة أخرى. وكان الشعر، في صدر الإسلام، وسيلة من وسائل الدفاع عن رسالة الإسلام ضد مشركي قريش. كما كان الشعر، في عهد بني أمية، وفي عصر العباسيين، وسيلة من وسائل الفرق السياسية والفكرية المتنازعة، قصد تبليغ آرائها، والدفاع عن مبادئها، في مواجهة خصومها. وهكذا كان للشعر العربي دور بارز في الحياة الأدبية والفكرية والسياسية، والشعر يتطور حسب تطور الشعوب العربية والإسلامية، وحسب علاقاتها بالشعوب الأخرى، من فرس وروم وبربر وغيرها. وبرزت في الشعر فنون جديدة متطورة، من حيث المضمون، ومن حيث الأسلوب واللغة، ومن حيث الأوزان والقوافي، وما إليها، حيث ظهر إلى جانب شعر الوصف، وشعر الأطلال، شعر الغزل العذري، والشعر السياسي، والشعر الصوفي، والشعر الاجتماعي والوطني، وشعر الموشحات، والشعر المعاصر الحديث. لم يتفق النقاد العرب على تحديد أغراض الشعر، وسبب اختلاف تقسيمهم هو اختلاف مناهجهم فمنهم من يختار أقل عدد من الأغراض ثم يفرع عنها، ومنهم من حاول الربط بين الغرض وبين الانفعال النفسي للشاعر، كما حاول بعضهم أن يجد صلة بين أغراض الشعر وأوزانه. وقد قسم الشاعر أبوتمام ديوان الحماسة إلى عشرة أبواب : (باب الحماسة - باب المراثي - باب الأدب - باب النسيب - باب الهجاء - باب المديح والأضياف باب الصفات - باب السير والنعاس - باب الملح - باب مذمة النساء) ورأى الناقد حازم القرطاجني أن للشعر ثمانية أغراض هي: التهنئة - التأسي - التأسف - التعزية - التفجيع - المديح - الهجاء - الرثاء ولابن حجة الحموي قسمة نسبها لبعضهم ترى أن " بيوت الشعر أربعة: فخر ومديح وهجاء ونسيب" هو أن يذكر الشاعر محاسن نفسه وقبيلته فيتباهى بها ويعدد المناقب والمكارم. ومن أشهر أبياته قول عمرو بن كلثوم: أبا هند فلا تعجل علينا *** وأنظرنا نخبرك اليقينا بأنا نورد الرايات بيضا *** ونصدرهن حمرا قد روينا وقول السموأل: وما قل من كانت بقاياه مثلنا *** شباب تسامى للعلى وكهول وما ضرنا أنا قليل وجارنا *** عزيز وجار الأكثرين ذليل وقول طرفة: أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه *** خشاش كرأس الحية المتوقد هو أن يثني الشاعر على الشخص بما فيه من صفات حسنة وبما فعل من أفعال البر والخير، والمدح هو عكس الهجاء. ومن سوائر أبيات المديح بيت زهير: تراه إذا ما جئته متهللا *** كأنك تعطيه الذي أنت سائله وقول جرير: ألستم خير من ركب المطايا *** وأندى العالمين بطون راح وقول حسان بن ثابت: يغشون حتى ما تهر كلابهم *** لا يسألون عن السواد المقبل معلقة النابغة هي أحسن مثال وأكمله على شعر الاعتذار، وهو شعر يبدأ الشاعر فيه بالتبرأ من التهمة والخيانة، ويظهر الولاء والاتباع، فيقول: فلا لعمر الذي مسحت كعبته *** وما هريق على الأنصاب من جسد والمؤمن العائذات الطير تمسحها *** ركبان مكة بين الغيل والسعد ما قلت من سيئ مما أتيت به *** إذا فلا رفعت سوطي إلي يدي ثم يذكر أنه لا مهرب له ولا منجى من بطش هذا الممدوح، فيقول: أنبئت أن أبا قابوس أوعدني *** ولا قرار على زأر من الأسد مهلا فداء لك الأقوام كلهم *** وما أثمر من مال ومن ولد لا تقذفني بركن لا كفاء له *** وإن تأثفك الأعداء بالرفد ثم يأتي فيها بالمدح ويذكر أفضال المخاطب عليه، (ولذلك ألحقت الاعتذاريات بالمدح) فيقول : فما الفرات إذا هب الرياح له *** ترمي أواذيه العبرين بالزبد يمده كل واد مترع لجب *** فيه ركام من الينبوت والخضد يظل من خوفه الملاح معتصما *** بالخيزرانة بعد الأين والنجد يوما بأجود منه سيب نافلة *** ولا يحول عطاء اليوم دون غد هو تعبير الشاعر عن غضبه وسخطه أو تعييره غيره بما يكره، وكان شعر الهجاء في الجاهلية وصدر الإسلام شديد الوقع والأثر فإنه يضر بالسمعة ويجعل من الرجل والقبيلة هزؤة في القبائل، فربما اتهم الرجل الحسن السيرة فقبح بين الناس وسفل، وربما قتل الشاعر نفسه بهجاءه. واتفق النقاد على أن السب والشتم المقذع هو أنزل أنواع الهجاء في الجودة الشعرية وإنما يكون الهجاء العالي بالمعنى الثقيل على نفس المهجو مثل قول جرير: فغض الطرف إنك من نمير *** فلا كعبا بلغت ولا كلابا وقول الشاعر: قوم اذا استنبح الاضياف كلبهم *** قالو لأمهم بولي على النار وقول الحطيئة: دع المكارم لا ترحل لبغيتها *** واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي وقول الشاعر: لو كان يخفى على الرحمن خافية *** من خلقه خفيت عنه بنو أسد هو ذكر النساء والتشبيب بهن وذكر محاسنهن الجسدية، والغالب في الشعر أن الغزل وذكر الصبا يكون في المطلع، ثم يتمم الشاعر بالتأسي والتصبر أو يتخلص إلى غرض اخر كالمدح، ولم يرو في شعر الجاهلية نسيب تفضل فيه المرأة لصفة نفسية خلقية فيها إلا قصيدة الصعلوك الشنفرى: تبيت بعيد النوم تهدي غبوقها *** لجارتها إذا الهدية قلت تحل بمنجاة من اللوم بيتها *** إذا ما بيوت بالمذمة حلت كأن لها في الأرض نسيا تقصه *** على أمها وإن تكلمك تبلت أميمة لا يخزى نثاها حليلها *** إذا ذكر النسوان عفت وجلت ظهر في العصر الإسلامي نمط جديد في شعر النسيب وهو الشعر العذري، تميز هذا النوع من الشعر بالعفة وعدم التفحش في الغزل وفيه يذكر الشاعر معاناته بعد فراق محبوبته ومن أشهر الشعراء العذريين: جميل بثينة، وكثير عزة، وعروة بن حزام والمؤنسة لجميل بثينة هي أشهر الشعر العذري كله، يقول فيها: سقى الله جارات لليلى تباعدت *** بهن النوى حيث احتللن المطاليا ولم ينسني ليلى افتقار ولا غنى *** ولا توبة حتى احتضنت السواريا ولا نسوة صبغن كبداء جلعدا *** لتشبه ليلى ثم عرضنها ليا خليلي لا والله لا أملك الذي *** قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا قضاها لغيري وابتلاني بحبها *** فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا بسبب عدم شيوع التدوين عند العرب كحال كل الأمم آنذاك لم تدون أشعار الشعراء العرب قبل الإسلام، وإنما كان رواتهم، وهم عادة من ناشئة الشعراء، يتولون مهمة حفظ ذلك الشعر وإشاعته بين الناس. وهؤلاء الرواة الذين هم من ناشئة الشعراء قد قويت قرائحهم بعد ذلك، فأصبحوا أو أصبح بعضهم من الشعراء المشاهير. فقد روت ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شعر عربي
|
b1ac4b315312f46d8524f04cc3d23f81
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.164158",
"source": "Wikipedia"
}
|
أبو عامر المنصور
|
المنصور بن أبي عامر
|
أبو عامر محمد بن أبي عامر (الجزيرة الخضراء 327 - 392 / مدينة سالم 938- 1002 )، المشهور بلقب الحاجب المنصور هو عسكري وسياسي أندلسي ومستشار للخلافة الأموية في الأندلس، وحاجب الخليفة هشام المؤيد بالله والحاكم الفعلي للخلافة. ولد في قرية على مشارف طرش من عائلة ذات أصول يمنية، ذهب شابا إلى قرطبة لتعلم الفقه. بعد بدايات متواضعة، دخل القصر وتدرج في المناصب في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، ونال ثقة زوجة الخليفة صبح البشكنجية أم الخليفة هشام المؤيد بالله، التي كانت وصية على عرش ولدها بعد وفاة زوجها الحكم. بفضل هذه الحماية وكفاءته، قام بسرعة بجمع العديد من المناصب. فقد شغل في خلافة الحكم الثاني مناصب إدارية مهمة، مثل مدير دار سك العملة، ووكيلا لعبد الرحمن أول أولاد الخليفة، ثم وكيلا لهشام بعد وفاة عبد الرحمن. وولي خطة المواريث، ثم صار قاضيا على أشبيلية ولبلة وأعمالهما. كانت وفاة هذا الخليفة عام 976 إيذانا ببدء عهد الخلافة الذي سيطر عليها. فقد عاونت صبح الحاجب المنصور على إقصاء جميع منافسيه، وهو وما أحسن استغلاله لأبعد مدى، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بأن حجر على الخليفة الصبي، وقيد سلطته هو وأمه. بصفته حاجبا للخلافة، فقد مارس سلطة غير عادية في الخلافة الأندلسية، في جميع أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية وفي جزء من المغرب العربي. وقام بتأسيس دولة داخل دولة وعرفت تلك الدولة باسم الدولة العامرية، وتمثلت بفترة حجابته للخليفة المؤيد بالله هو وأبناءه عبد الملك المظفر وعبد الرحمن شنجول، وقام بإرساء قواعد الحكم لأبناءه، إلا أن الأمر لم يستمر طويلا حيث انتهت سيطرتهم على حكم الأندلس بعد أقل من عقد من الزمن على وفاته، بعد أن ساد الأندلس فترة من الاضطرابات التي نتجت عن التصارع على الخلافة. بعد أن تمكن الحاجب المنصور من مقاليد الحكم التفت إلى توسع الدولة شمالا، فحرك بحملاته العسكرية حدود الممالك المسيحية في الشمال إلى ما وراء نهر دويرة، فبلغت الدولة الأموية في الأندلس أوج قوتها في عهده. فقد نجحت غزواته ضد الممالك المسيحية وفي وقف تقدمهم نحو الجنوب مؤقتا. على الرغم من انتصاراته العسكرية الوفيرة، إلا أنه بالكاد استعاد الأراضي. ولد أبو عامر محمد بن أبي حفص عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر محمد بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك المعافري. سنة 327 / 939 في الجزيرة الخضراء في بيت من أعيان تلك المدينة. كان أبوه عبد الله من أهل التقى والورع، وقد مات في رحلة عودته من الحج ودفن في طرابلس. أمه هي بريهة بنت يحيى بن زكرياء التميمي من أهل بيت من أشراف قرطبة يسمون ببني برطال. جده لأمه يحيى بن إسحاق وزير وطبيب الخليفة عبد الرحمن الناصر لدين الله. وجده عبد الملك المعافري كان من الداخلين للأندلس مع طارق بن زياد. ونال مكافأة على أدائه المتميز في فتح كارتيا بأن نال مزرعة في طرش، التي تتبع كورة الجزيرة الخضراء بالقرب من مصب نهر جواديارو. ومع ذلك كانت الأسرة متوسطة الحال ومتواضعة وريفية. قدم محمد بن أبي عامر إلى قرطبة شابا لطلب العلم والأدب والحديث، فدرس الأدب على يدي أبي علي البغدادي وأبي بكر بن القوطية، والحديث على يدي أبي بكر بن معاوية القرشي راوي النسائي. ولكن وفاة والده وظروف الأسرة السيئة أدت إلى تخليه عن دراسته، وبدأ بممارسة مهنة كاتب عدل. فبدأ حياته بفتح دكان بجوار قصر الخليفة ومسجد قرطبة يكتب فيه الرسائل والعرائض لأصحاب المصالح، فلفت نظر من في القصر بأسلوب كتابته وبجزالة عباراته. التحق ابن أبي عامر بخدمة الخليفة الحكم المستنصر بالله عندما رشحه الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي ليكون وكيلا لعبد الرحمن أول أولاد الخليفة، وهو ما عينه عليه الخليفة بموافقة من أم عبد الرحمن صبح البشكنجية، فعين لذلك في 9 ربيع الأول 356 ، ثم ولاه دار السكة في 13 شوال 356 ، ثم ولي خطة المواريث في 7 محرم 358 ، فقاضيا على أشبيلية ولبلة وأعمالهما في 12 ذي الحجة 358 . وبعد وفاة عبد الرحمن صغيرا، بقي في خدمة أم الخليفة إلى أن أنجبت ولدها الثاني هشام، فأصبح وكيلا لهشام في 4 رمضان 359 . وفي جمادى الآخرة 361 ، جعله الخليفة الحكم على الشرطة الوسطى. في هذا الوقت تقريبا تزوج من أخت رئيس حرس الخليفة. فبدأ يثري نفسه، فبنى لنفسه منزلا في الرصافة، بالقرب من القصر القديم لعبد الرحمن الأول، وفي فترة خدمته لصبح البشكنجية، لجأ إلى استمالتها بحسن خدمتها وإتحافها بالهدايا، والتي أشهرها نموذجا مبهرا لقصر من الفضة أنفق عليه قدرا كبيرا من المال، وأهداه إليها في الفترة التي ولي فيها دار السكة. مما أثار ذلك عددا من رجال الدولة الذين رأوا في صعوده في المناصب ما يقلقهم، فاتهم لدى الخليفة بالاختلاس من مال السكة، فأمر الخليفة بالتحقق من ذلك، وكان ابن أبي عامر قد أنفق منه بالفعل، فلجأ إلى صديقه الوزير ابن حدير ليقرضه ما نقص من أموال السكة، فأقرضه المال الذي سد به العجز. ولكن مع ذلك فقد عزل عن منصب رئيس دار سك العملة في جمادى الأولى 361 / مارس 972 ، ولكنه حافظ على باقي المناصب بما فيها الوكيل لولي العهد هشام المؤيد بالله. ثم أنفذه في شوال 362 / 973 بأموال كثيرة إلى المغرب، حيث تم تكليفه بالجوانب اللوجستية والإدارية والدبلوماسية لحملة الخلافة ضد الأدارسة ولاستمالة زعماء البربر إلى جانبه، ثم أرسل مرسومه بتوليته قاضيا لقضاة عدوة المغرب. كانت أهمية الحملة في المغرب، وكون المنصور قاضي إشبيلية ومسؤولا عن منشآتها، فسهل ثقة الخليفة وحاجبه من نيله تلك المسؤولية. وأعطيت له سلطة الحكم على الأهالي والعسكر والإشراف الكامل على الحملة. ومن مهامه الأساسية استمالة أعيان المنطقة بالهدايا الرسمية لكسب ولائهم للخليفة. فكانوا إلى جانبه في انتصاراته العسكرية تقويض مواقع العدو. ولكنه بعد انتصاره على الأدارسة عاد مريضا إلى بلاط قرطبة في ذي الحجة 363 / سبتمبر 974 . وبعد تعافيه استئنف مهامه. ولكنه لم يعد إلى شمال إفريقيا أبدا. أتاحت له خبرته بالإشراف على القوات المجندة في الحملة المغاربية الفرصة لتقدير الفائدة السياسية المحتملة لهؤلاء إذا حقق سيطرته. فأقام علاقات مع زعماء القبائل في المنطقة ومع والد زوجته المستقبلي القوي غالب، الذي أدار الجوانب العسكرية للعملية. لقد كانت قدرته على إدارة الجوانب التنظيمية والمالية للحملة، معترف بها على نطاق واسع ومكافأتها بعدها بأشهر بإعادة تعيينه على رأس دار سك الخلافة، وهو بداية نجاحه السياسي. في الأشهر الأخيرة من مرض الحكم عينه قائدا للشرطة، وهو المنصب الثاني بعد الوزير الأول المصحفي، التي احتوى الجزء الأكبر منها من البربر الذين جلبهم الخليفة من المغرب لتشكيل قوة موالية له تضمن وصول ابنه الصغير إلى عرش الخلافة. كانت وفاة الخليفة الحكم الثاني في صفر 366 / أكتوبر 976، وإعلان ابنه هشام خليفة طفرة في حياة المنصور السياسية. كما أنه أيضا مثل حدثا حاسما في تاريخ الخلافة، والتي منذ ذلك الحين تميزت بهيمنته واحتوائه التدريجي على الخليفة الأموي الثالث. وقد مرت الأندلس في ذاك الوقت بأزمة خلافة خطيرة، لأن الخليفة المعين هشام المولود سنة 354 /965 أصغر من أن يحكم، فهو بالكاد بلغ ثماني أو تسع سنوات عندما ربطه والده بالحكم سنة 364 / 974م، وبالتالي كان قاصرا عند وفاة والده. كان هذا وضعا استثنائيا لأنه لم بحدث من قبل أن كانت الإمارة أو الخلافة في يد قاصر. ورفضت بعض مدارس الفقه الإسلامي وصول قاصر إلى منصب الخليفة، لكن التقليد الأموي الأندلسي عزز نقل الإرث من الأب إلى الابن. وعلى الرغم من جهود الحكم في سنوات حكمه الأخيرة من خلال ربطه به لضمان خلافته من بعده، إلا أن البيئة العامة في ذلك الوقت كانت منقسمة. فالحاجب المصحفي أيد تعيين وصي على الخلافة، بينما رغب الصقالبة إعطاء اللقب إلى المغيرة عم هشام وهو بعمر السابعة والعشرين. فبعد وفاة الخليفة الحكم، كان لدى صقالبة القصر خطة تهدف إلى تنحية ولي العهد الصبي هشام، وتولية عمه المغيرة بن عبد الرحمن الناصر لدين الله بدلا منه. وفي سبيلهم لتنفيذ ذلك، استدعى زعماؤهم الحاجب جعفر بن عثمان المصحفي وأنبؤوه بخبر وفاة الخليفة، ومخططهما بتولية المغيرة. تظاهر المصحفي بموافقتهم، وعمل من جانب آخر على إفشال ذاك المخطط خشية أن يزيد نفوذ الصقالبة في القصر. انصرف المصحفي من القصر، وقرر مع عدد من كبار رجال الدولة وزعماء البربر من بني برزال، ضرورة التحرك السريع لإفشال هذا المخطط، وكان القرار يقتضي قتل المغيرة بن عبد الرحمن نفسه لقطع السبيل أمام مخطط الصقالبة. تولى محمد بن أبي عامر تنفيذ ذلك القرار، فاقتحم قصر المغيرة ومعه مئة جندي، وأبلغه بوفاة الحكم وتنصيب هشام الثاني خليفة له؛ فأظهر عم هشام الولاء له، فتردد المنصور ولكن أصر المصحفي وطالبه بوجوب اغتيال المغيرة مهما كان الأمر قائلا:«غررتنا من نفسك، فأنفذ لشأنك أو فانصرف نرسل سواك». فدفع إلیه المنصور برجال فقتلوه خنقا أمام زوجته ثم شاعوا أنه قتل نفسه وكان عمره یومئذ 27 سنة. وهكذا انتهي الأمر بقتل مرشح الصقالبة، وتنصيب ولي العهد هشام خلفا لأبيه. حيث اعتمد المصحفي على الحرس البربر الذي أنشأه الحكم لابنه لمواجهة الصقالبة. فدبت بعدها الوحشة بين الحاجب المصحفي والصقالبة بعد فشل مخططهم، فبدأوا في كيد المؤامرات ضده، فلجأ إلى تقسيمهم، فكان نصيب ابن أبي عامر منهم خمسمائة فتى. ولكي يستميلهم أغدق المنصور عليهم وأجزل لهم العطاء، فأحبوه واستقوى بهم، ثم ما لبث أن انضم إليه بنو برزال وهم من زعماء البربر وصاروا تحت قيادته، فاشتدت بهم قوته. استلم هشام الثاني الخلافة في صفر 366 / أكتوبر 976 ولقب المؤيد بالله. وشارك المنصور في مراسم جمع الأعيان لأداء قسم الولاء أمام القاضي. وبعدها بستة أيام عين هشام المصحفي حاجبا والمنصور مندوبا للحاجب، وقد بلغ من العمر حينها 36 عاما. والمنصب ذو أهمية فريدة كحلقة وصل بين والدة الخليفة الجديد -بممارسة إدارة الحكم أمام الصبي هشام- والإدارة التي رأسها المصحفي، المكونة منه والمنصور وغالب قائد الجيش. ولتحبيب السكان بالخليفة الجديد وتعزيز مكانته بينهم، ألغيت ضريبة زيت الزيتون التي كان الناس بقرطبة يشكون منها. فبينما تمكن تحالف المصحفي والمنصور من تقويض قوة الصقالبة التقليدية في البلاط، إلا أن سرعان ما تدهورت العلاقات بينهما. فقد عجز الحاجب من مواجهة أزمة هيبة الخلافة بسبب مكائد التوريث والتوغلات المسيحية التي كادت أن تصل سنة 365 / 976 إلى العاصمة قرطبة. فقد هاجمت كونتية قشتالة قلعة رباح بين طليطلة وقرطبة، مستغلة ظروف التناحر السياسي في العاصمة بعيد وفاة المستنصر. ولم تدرك قشتالة أنها خدمت في هجومها هذا مصلحة المنصور، ونقلته إلى القمة بشكل غير مباشر. فقد كانت المحنة التي نزلت بالقلعة في منتهى الشدة، وتركت صداها في العاصمة، دون أن يحرك الحاجب ساكنا. فأشار ابن أبي عامر على المصحفي أن يقود الجيش لمنازلتهم، فجهزه بمائة ألف دينار، وأمره بقيادة الجيش. فقد كان المنصور على عكس الحاجب، يميل إلى الرد العسكري على الغارات المسيحية وكان على استعداد لقيادة الجيش للانتقام. في حين كان المصحفي يميل إلى إستراتيجية دفاعية في الرد العسكري. وعلى الرغم من القوة العسكرية لقرطبة، إلا أنها كادت أن تسلم الأراضي الواقعة شمال نهر يانة إلى الدول المسيحية. وبفضل تأثير صبح حصل غالب الناصري على حكم الثغر الأدنى وقيادة جيوش التخوم. وفي 3 رجب 366 / فبراير 977م غادر العاصمة في حملته الأولى نحو أراضي قشتالة، حيث لا يزال يتبع إستراتيجية احتواء الدول المسيحية التي تم الحفاظ عليها خلال العهد السابق. ففي تلك الحملة حاصر حصن الحامة، وتمكن من نهب ضواحي شلمنقة بانيوس دي ليديسما وأسر ألفي سجين أحضرهم إلى قرطبة بعد 53 يوما، على الرغم من أنه لم يستولي على أي حصن. فتعززت مكانته داخل الدولة ليبرهن أمام الشعب قدراته العسكرية إضافة إلى ما عرفوه من قدراته الإدارية. بعد عودته إلى قرطبة، بدأ محمد بن أبي عامر في التخطيط لإزاحة الحاجب جعفر المصحفي من طريقه إلى قمة السلطة، فاستغل سوء العلاقات بين جعفر المصحفي وغالب الناصري صاحب مدينة سالم بسبب اتهام جعفر لغالب بالتقصير في الدفاع عن الحدود الشمالية أمام حملة الممالك المسيحية في الشمال على حدود الدولة بعد وفاة الخليفة، كما استغل حسن علاقته بصبح أم الخليفة التي كانت تساعده على إنفاذ ما بدا له من مراسيم باسم الخليفة، وشاعت شائعات بأن حبا عظيما نشأ بين صبح ومحمد بن أبي عامر، حتى ذهب البعض إلى زواج ابن أبي عامر من أم الخليفة في السر. وفي يوم الفطر عام 366ه /976م خرج المنصور بجيشه والتقى بجيش غالب في مجريط، وافتتحا معا حصن مولة وغنما فيها الكثير، وكان فضل الانتصار يعود إلى غالب، ولكنه تنازل ونسب الانتصار للمنصور وبعث للخليفة ينبئه بحسن تدبير المنصور في تلك الحملة، فارتفعت أسهمه لدى القصر والعامة على حد سواء. ثم أقنع حليفته صبح أم الخليفة، باستصدار مرسوم خلافي من ابنها بعزل محمد بن جعفر المصحفي من حكم ولاية قرطبة، وتوليته حاكما عليها بالإضافة إلى منصب قائد جيش المدينة. وبذلك سیطر على الجیش والحكومة معا، وكانت المدینة حینها تعاني من اضطرابات أمنیة وذیوع الفساد والفسق، فضبط أمرها. لجأ جعفر لوسيلة يوقف بها هذا التحالف بين غريميه غالب والمنصور، بأن طلب يد أسماء بنت غالب للزواج من ابنه محمد بن جعفر، فأسرع المنصور لإفشاله بأن طلب أسماء لنفسه، وهو ما وافق هوى غالب فأنكحها له، فتم الزواج في شهر محرم 367 / 977م. وفي صفر من نفس العام خرج المنصور في غزوته الثالثة، فاجتمع بصهره غالب في طليطلة، فتوجها نحو مدینة شلمنقة وما جاورها، فاقتحما حصن المال وحصن رنیق، وعادا سويا من تلك الحملة إلى قرطبة بالغنائم حيث تم زفاف أسماء إلى ابن أبي عامر من قصر الخلافة، وأصدر الخليفة أمره برفع القائد غالب لرتبة الحجابة بالمشاركة مع الحاجب جعفر المصحفي، وهو ما عده جعفر انتقاصا من سلطته. وفي 13 شعبان 367 / 26 مارس 978م أتت نكبة الخليفة لجعفر المصحفي بأن أصدر مرسومه بإقالة الحاجب جعفر المصحفي، وسجنه هو وأبنائه وأقاربه
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أبو عامر المنصور
|
09c50f5f363928f82e92613dde72990f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.171745",
"source": "Wikipedia"
}
|
مالكوم إكس
|
مالكوم إكس
|
مالكوم إكس (19 مايو 1925 - 21 فبراير 1965)، واسمه عند مولده: مالكوم ليتل، ويعرف أيضا باسم الحاج مالك الشباز، هو داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكي من أصل إفريقي (إفريقي أمريكي)، صحح مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا بعد أن انحرفت بقوة عن العقيدة الإسلامية، ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى اغتيل بسبب دعوته ودفاعه عنها. بالنسبة لمحبيه: كان مالكوم إكس رجلا شجاعا يدافع عن حقوق السود، ويوجه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض بأنهم قد ارتكبوا أفظع الجرائم بحق الأمريكيين السود. وأما أعداؤه ومبغضوه فيتهمونه بأنه داعية للعنصرية وسيادة السود والعنف. وقد وصف مالكوم إكس بأنه واحد من أعظم الإفريقيين الأمريكيين وأكثرهم تأثيرا على مر التاريخ. قتل والده على يد مجموعة من العنصريين البيض عندما كان مالكوم إكس صغيرا، كما أن واحدا على الأقل من أعمامه قد أعدم دون محاكمة، وأما أمه فقد وضعت في مستشفى للأمراض العقلية عندما كان في الثالثة عشر من عمره، فنقل مالكوم إكس إلى دار للرعاية. وفي عام 1946م، أي عندما كان عمره عشرين سنة، سجن بتهمة السطو والسرقة. في السجن، انضم مالكوم إكس إلى حركة أمة الإسلام، وعندما أطلق سراحه عام 1952م ذاع صيته واشتهر بسرعة، حتى صار واحدا من قادة الحركة. وبعد عقد من الزمان تقريبا، صار مالكوم إكس المتحدث الإعلامي لهذه الحركة. ولكن بسبب وقوع خلاف بينه وبين رئيس الحركة إلايجا محمد، ترك مالكوم إكس الحركة في مارس 1964م. سافر مالكوم إكس بعد ذلك في رحلة إلى أفريقيا والشرق الأوسط، أدى خلالها مناسك الحج، ثم عاد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فأنشأ منظمة المسجد الإسلامي ومنظمة الوحدة الإفريقية الأمريكية. وفي شهر فبراير سنة 1965م، أي بعد أقل من سنة من تركه لحركة أمة الإسلام، قام ثلاثة من أعضاء الحركة باغتياله. تحولت أفكار مالكوم إكس ومعتقداته تحولا جذريا خلال حياته، فعندما كان متحدثا باسم حركة أمة الإسلام كان ينشر أفكار التفرقة بين الأمريكيين البيض والسود، ويحرض السود على البيض ويغذي أفكار العنصرية لديهم، وأما بعدما ترك الحركة عام 1964م، فإنه يقول في ذلك: «لقد قمت بالعديد من الأمور التي آسف عليها إلى الآن، لقد كنت شخصا متبلد الإحساس آنذاك، أوجه نحو طريق معين وأسير فيه». تحول مالكوم إكس إلى المذهب السني، فابتعد عن العنصرية والتفرقة، وأعرب عن رغبته بالعمل مع دعاة الحقوق المدنية، مع أنه كان لا يزال يشدد على ضرورة إعطاء السود حق تقرير المصير والدفاع عن النفس. ولد مالكوم في 19 مايو 1925 في مدينة اوماها في ولاية نبراسكا وكان الرابع بين ثمانية أبناء. والدا مالكوم هما إيرل ليتل ولويز ليتل. كان والده من أتباع ماركوس غارفي الذي أنشأ جمعية بنيويورك ونادى بصفاء الجنس الأسود وعودته إلى أرض أجداده في أفريقيا. أما أمه فكانت من جزر الهند الغربية لكن لم تكن لها لهجة الزنوج، وضعته وعمرها ثمانية وعشرون عاما، كانت العنصرية في ذلك الوقت في الولايات المتحدة ما زالت على أشدها، وكان الزنجي الناجح في المدينة التي يعيشون فيها هو ماسح الأحذية أو البواب. كان أبوه إيرل ليتل قسيسا معمدانيا وناشطا سياسيا في أكبر منظمة للسود آنذاك وهي الرابطة العالمية لتنمية الزنوج وعصبة المجتمعات الأفريقية. كانت حياة عائلة مالكوم سلسلة من النكبات فقد شهد الأب مقتل أربعة من إخوته الستة على يد العنصريين البيض، وتعرض لمضايقات وتهديدات من قبل العنصرين البيض بسبب نشاطاته السياسية، فرحل إلى مدينة لانسنغ في ولاية ميشيغان في العام 1928م. وبعد عدة شهور أحرقت منظمة كوكلوكس كلان العنصرية منزل العائلة فرحلت العائلة من جديد إلى ضواحي مدينة لانسنغ، وفي العام 1931 قتل والد مالكوم بصورة وحشية على يد العنصريين البيض ولكن السلطات ادعت أنه مات دهسا، فقامت أمه بتربية أطفالها الثمانية دون مورد للرزق لا سيما أن السلطات حجبت عنها كل الإعانات أو الحقوق المالية، وفي عام 1939 أصيبت أمه بانهيار عصبي فأدخلت مصحة للأمراض العقلية. كان والد مالكوم إكس حريصا على اصطحاب ابنه معه إلى الكنيسة في مدينة لانسينغ حيث كانت تعيش أسرته على ما يجمعه الأب من الكنائس، كان مالكوم يحضر مع أبيه اجتماعاته السياسية في الجمعية العالمية لتقدم الزنوج التي تكثر خلالها الشعارات المعادية للبيض وكان الأب يختم هذه الاجتماعات بقوله: كان الأب يحب ابنه للون بشرته الفاتح قليلا عنه أما أمه فكانت تقسو عليه لذات السبب وتقول له: في عام 1931 عندما بلغ مالكوم سن السادسة قامت جماعة عنصرية بيضاء بقتل والده وهشمت رأسه، ووضعوه في طريق حافلة كهربائية دهسته حتى فارق الحياة، وتم الادعاء لاحقا أنه مات منتحرا، فكانت صدمة كبيرة للأسرة وبخاصة الأم التي أصبحت أرملة وهي في الرابعة والثلاثين من عمرها وتعول ثمانية أطفال، فترك بعض الأبناء دراستهم وعملت الأم خادمة في بعض بيوت البيض لكنها كانت تطرد بعد فترة قصيرة لأسباب عنصرية. لم يفقد مالكوم والده فقط على يد العنصريين البيض بل فقد أربعة من أعمامه أيضا على يد أولئك العنصريين. بدأت أحوال أسرة مالكوم أكس تتردى بسرعة ماديا ومعنويا وباتوا يعيشون على المساعدات الاجتماعية من البيض الذين كانوا يماطلون في إعطائها. حاولت الأم أن تحصل على أي معونة اجتماعية لكي تستطيع أن تستمر في تربية الأولاد لكن لم توافق الهيئات الاجتماعية على إعطائها أي معونة، وكانت الأم تأبى أن تأخذ الصدقات حتى تحافظ على الشيء الوحيد الذي يمتلكونه وهو كرامتهم، غير أن قسوة الفقر سنة 1934 جعلت مكتب المساعدة يتدخل في حياتهم، وقبلها كان الموظف الأبيض فيه يحرض الأبناء على أمهم، وأصبح الأطفال السود أطفال الدولة البيضاء، وتحكم الأبيض في الأسود بمقتضى القانون. مع هذه الظروف القاسية عانت والدة مالكوم أكس من صدمة نفسية تطورت حتى أدخلت مستشفى للأمراض العقلية قضت فيه نصف حياتها، فتجرع مالكوم أكس وأخوته الثمانية مرارة فقد الأب والأم معا، وأصبحوا أطفالا تحت رعاية الدولة التي قامت بتوزيعهم على بيوت مختلفة، بعد أن أودعت الأم في المستشفى سنة 1939 أنفصل مالكوم وأشقائه وأرسلوا إلى منازل تبني مختلفة، بقيت الأم في مستشفى الأمراض العقلية حتى قام مالكوم وإخوته بإخراجها بعد 26 سنة. التحق مالكوم بالمدرسة وهو في الخامسة من عمره والتي كانت تبعد عن مدينته ثمانية أميال، كان هو وعائلته الزنوج الوحيدين بالمدينة؛ لذا كان البيض يطلقون عليه الزنجي أو الأسود، حتى ظن مالكوم أن هذه الصفات جزء من اسمه، كان الفتى الصغير عندما يعود من مدرسته يصرخ مطالبا بالطعام ويصرخ ليحصل على ما يريد ويقول في ذلك:«لقد تعلمت باكرا أن الحق لا يعطى لمن يسكت عنه، وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على ما يريد.» تردت أخلاق مالكوم وعاش حياة التسكع والتطفل والسرقة فتم طرده من المدرسة وهو في السادسة عشرة من العمر وأودع سجن الأحداث، واستكمل تعليمه الثانوي وهو في السجن، كان مالكوم في تلك الفترة شابا يافعا قوي البنية وكانت نظرات البيض المعجبة بقوته تشعره بأنه ليس إنسانا بل حيوان لا شعور له ولا إدراك، كان بعض البيض يعاملونه معاملة حسنة، غير أن ذلك لم يكن كافيا للقضاء على بذور الكراهية والعنصرية في نفس الشاب الصغير؛ لذلك يقول: تردد مالكوم على المدرسة الثانوية وهو في سجن الإصلاح، أما صفة الزنجي فكانت تلاحقه كظله، شارك مالكوم في الأنشطة الثقافية والرياضية بالمدرسة، وكانت صيحات الجمهور في الملعب له: يا زنجي يا صدئ تلاحقه في الأنشطة المختلفة، كما أظهر مالكوم الشاب تفوقا في التاريخ واللغة الإنجليزية. كان مالكوم إكس ذكيا نابها تفوق على جميع أقرانه فشعر أساتذته بالخوف منه مما حدا بهم إلى تحطيمه نفسيا ومعنويا والسخرية منه، فقد تخرج من الثانوية بتفوق وحصل على أعلى الدرجات بين زملائه وكان يطمح أن يصبح محاميا غير أنه لم يكمل تعليمه وترك الدراسة بعد أن أخبره أحد المدرسين الذين كان يربطه به علاقة احترام وتقدير متبادل أن حلمه بالذهاب إلى كلية الحقوق بعيد كل البعد عن الواقع كونه زنجيا، ونصحه ألا يفكر في المحاماة لأنه زنجي وألا يحلم بالمستحيل لأن المحاماة مهنة غير واقعية له وأن عليه أن يعمل نجارا، كانت كلمات الأستاذ ذات مرارة وقسوة على وجدان الشاب لأن الأستاذ شجع جميع الطلاب على ما تمنوه إلا صاحب اللون الأسود لأنه في نظره لم يكن مؤهلا لما يريد، فكانت هذه هي نقطة التحول في حياته، فترك بعدها المدرسة وتنقل بين الأعمال المختلفة التي لا تخص الزنوج. وبعد خروجه من الثانوية وبعد معاناته المتكررة قبلها في العديد من منازل التبني وبعد خروجه من سجن الأحداث في عام 1940 انتقل مالكوم إلى بوسطن للعيش مع أخته غير الشقيقة إيلا ليتل كولينز وعمل وقتها كماسح أحذية وفيها أخذته الحياة في مجرى جديد، وأصيب بنوع من الانبهار في المدينة الجميلة، وهناك انغمس في حياة اللهو والمجون، وسعى للتخلص من مظهره القوي، وتحمل آلام تغيير تسريحة شعره حتى يصبح ناعما. ثم انتقل إلى نيويورك للعمل بها في السكك الحديدية، وكان عمره واحدا وعشرين عاما وكانت نيويورك بالنسبة له جنة، لعيشه في حي هارلم تحديدا، ومارس هناك شتى أنواع الإجرام من سرقة وقوادة وتجارة المخدرات بل وتظاهر بالجنون ليتجنب التجنيد الإجباري إبان الحرب العالمية الثانية. وتعرف على مجتمعات السود ورأى أحوالهم الجيدة نسبيا هناك وبعد عودته إلى بوسطن لاحظ الجميع التغير الذي طرأ عليه. ترك مالكوم المدرسة بعد أن أحبطه معلمه المقرب - معلم التاريخ - فتنقل بين الأعمال المختلفة المهينة التي كان يعمل بها الزنوج من نادل في مطعم فعامل في قطار إلى ماسح أحذية ثم في المراقص حتى أصبح راقصا مشهورا، وعندها استهوته حياة الطيش والضياع فبدأ شرب الخمر وتدخين السجائر، وكان يجد في لعبة القمار المصدر الرئيسي لتوفير أمواله إلى أن وصل به الأمر لتعاطي المخدرات بل والاتجار فيها، ومن ثم سرقة المنازل والسيارات. كل هذا وهو لم يبلغ الواحدة والعشرين من عمره بعد حتى وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة. ففي عام 1941 رحل مالكوم إلي مدينة بوسطن في ولاية ماساشوسيتس حيث عمل في مسح الأحذية هناك وغسل الصحون، ثم عمل في السكة الحديد، وانخرط في عالم الإجرام. ثم انتقل في العام 1943 إلى نيويورك للعمل بها في السكك الحديدية أيضا وكان عمره واحدا وعشرين عاما. وعمل في بيع السندوتشات لكنه فصل من عمله بسبب تعاطيه الكحول والمخدرات فعاد إلي بوسطن عام 1945، وفي السنة التالية اعتقل عدة مرات بتهمة حمل السلاح والسرقة. بعد هذا تنقل بين عدة أعمال فعمل بائعا متجولا، وتعلم البند الأول في هذه المهنة وهو ألا يثق بأحد إلا بعد التأكد الشديد منه. وعاش فترة الحرب العالمية الثانية وشاهد ما خلفته الحرب من خراب ودمار ووقع في جرائم مختلفة، وعاش خمس سنوات في غفلة شديدة، وفي أثناء تلك الفترة أعفي من الخدمة العسكرية لأنه صرح من قبيل الخديعة أنه يريد إنشاء جيش زنجي. فاتهم بالجنون. وقع هو ورفاقه في قبضة الشرطة وصدر بحقه حكما مبالغا فيه بالسجن لمدة عشر سنوات بينما لم تتجاوز فترة السجن للبيض خمس سنوات لإشراكه فتاتين من البيض في عملياته، ولأنه كان صديقا لفتاة بيضاء وهي جريمة منكرة في ذلك الوقت من تاريخ العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية. بعد ما ألقت الشرطة القبض على مالكوم وحكمت عليه سنة 1946 بالسجن عشر سنوات، زج به إلى سجن تشارلز تاون العتيق، وقد كان عنيدا يسب حراسه حتى يحبس حبسا انفراديا، وتعلم من الحبس الانفرادي أن يكون ذا إرادة قوية يستطيع من خلالها التخلي عن كثير من عاداته، وفي عام 1947 تأثر بأحد السجناء ويدعى بيمبي الذي كان يتكلم عن الدين والعدل فزعزع بكلامه ذلك الكفر والشك من نفس مالكوم، وكان بيمبي يقول للسجناء: وفي عام 1948 انتقل مالكوم إلى سجن كونكورد وكتب إليه أخوه فيلبيرت أنه اهتدى إلى الدين الطبيعي للرجل الأسود، ونصحه ألا يدخن وألا يأكل لحم الخنزير، وامتثل مالكوم لنصح أخيه ثم علم أن إخوته جميعا في دترويت وشيكاغو قد اعتنقوا الإسلام، وأنهم يتمنون أن يسلم مثلهم، وقد اعتنق جميع إخوة مالكوم أكس الدين الإسلامي على يد إلايجا محمد فسعوا لإقناع مالكوم بالدخول في الإسلام بشتى الوسائل والسبل، وأرسلوا إليه الرسائل التي تقول إحداها أن في الإسلام ليس للرجل الأبيض أن يستعبد الأسود فكلهم خلقوا سواسية، فتأمل الرسالة وأعلن إسلامه، فتحسنت أخلاقه وسمت شخصيته وأصبح يشارك في الخطب والمناظرات داخل السجن للدعوة إلى الإسلام. ثم انتقل مالكوم إلى سجن ينورفولك الذي تميز بأنه مخفف في عقوباته، والذي يقع في الريف ويحاضر فيه بعض أساتذة الجامعة من هارفارد وبوسطن وبه مكتبة ضخمة تحوي عشرة آلاف مجلد قديم ونادر، وفيه زاره أخوه ويجالند الذي انضم إلى حركة أمة الإسلام هو الآخر. بالرغم مما تنطوي عليه حياة السجون عادة من مظاهر للفساد إلا أنها ربما أتاحت له أن يراجع موقفه لا سيما وقد فقد حريته، من هذا المنطلق جعل مالكوم حياته داخل السجن امتدادا لحياته خارجه من تعاطي للمخدرات وممارسة للرهانات إلا أن بعضا من المناقشات بين السجناء بدأت تلفت انتباهه، ثم ما لبث أن وصله عدة رسائل من إخوته يبلغونه فيها اعتناقهم لدين جديد دين للسود قادر على إنقاذهم وعلى إنهاء عصر سيطرة الشيطان الأبيض، لم يكن هذا الدين سوى أجزاء مبعثرة من دين الإسلام قام رجل ادعى النبوة يدعى إليجاه محمد بالدعوة إليه مؤسسا بذلك جماعة أطلق عليها أمة الإسلام في أمريكا حيث كان مبنيا بالأساس للجنس الأسود من البشر معتبرا أن البيض ليسوا إلا شياطين تحكم الأرض وأن الله هو إله للسود وحسب، فقد كانت تلك الحركة تنادي بأفكار عنصرية منها أن الإسلام دين للسود، وأن الشيطان أبيض والملاك أسود، وأن المسيحية هي دين للبيض، وأن الزنجي تعلم من المسيحية أن يكره نفسه لأنه تعلم منها أن يكره كل ما هو أسود. فكان لديها مفاهيم مغلوطة وأسس عنصرية منافية للإسلام رغم اتخاذها له كشعار، فقد كانت تتعصب للعرق الأسود وتجعل الإسلام حكرا عليه فقط دون بقية الأجناس، في الوقت الذي كانوا يتحلون فيه بأخلاق الإسلام الفاضلة وقيمه، أي أنهم أخذوا من الإسلام مظهره وتركوا جوهره . ورغم ما حوته هذه الدعوة من انحرافات وشذوذ إلا أنه وجد فيها الدعوة التي جاءت لإنقاذ السود وهو أحدهم وقد عانى ما عانى في حياته من فقد لأبويه وضياع لإخوته وبني جنسه. أسلم مالكوم على أفكار حركة أمة الإسلام واتجه في سجنه إلى القراءة الشديدة والمتعمقة فقرأ مواضيع كثيرة خاصة في تاريخ الرجل الأسود، وبعض الأمور التي كونت تفكيره مثل القراءة عن الجينات وكيف أن الرجل الأسود قد ينتج أبيضا ولا يمكن لرجل أبيض أن ينتج أسودا، وزاد قاموسه من الكلمات الإنجليزية أكثر من استطاعة أي رجل عادي، وانقطعت شهيته عن الطعام والشراب وحاول أن يصل إلى الحقيقة وكان سبيله الأول هو الاعتراف بالذنب، ورأى أنه على قدر زلته تكون توبته، فلم يقاطع المراسلة مع إليجاه محمد طوال فترة إسلامه في السجن إلى أن خرج. نصحه بيمبي -زميله في السجن- بأن يتعلم، فتردد مالكوم على مكتبة السجن وتعلم اللغة اللاتينية، كما انقطع عن التدخين وأكل لحم الخنزير وعكف على القراءة والإطلاع فقرأ آلاف الكتب في شتى صنوف المعرفة، فأسس لنفسه ثقافة عالية مكنته من استكمال جوانب النقص في شخصيته. فبدأ يحاكي صديقه بيمبي المثقف والمتعلم في تثقيف نفسه، ثم حفظ المعجم فتحسنت ثقافته، حيث شرع بنسخ كلمات القاموس كلمة إثر كلمة، فبدا السجن له كأنه مرحلة اعتكاف علمي وانفتحت بصيرته على عالم جديد فكان يقرأ في اليوم خمس عشرة ساعة، وعندما تطفأ أنوار السجن في العاشرة مساء كان يقرأ على ضوء المصباح الذي في الممر حتى الصباح. وقرأ قصة الحضارة وتاريخ العالم، وما كتبه النمساوي مندل في علم الوراثة، وتأثر بكلامه في أن أصل لون الإنسان كان أسود، وقرأ عن معاناة السود والعبيد والهنود الحمر من الرجل الأبيض وتجارة الرقيق، وقرأ أيضا لمعظم فلاسفة الشرق والغرب، وأعجب بسبينوزا لأنه فيلسوف أسود، فغيرت القراءة مجرى حياته، وكان هدفه منها أن يحيا فكريا لأنه أدرك أن الأسود في أمريكا يعيش أصم أبكم أعمى بسبب بعده عن القراءة أو التعلم، ودخل في السجن في مناظرات أكسبته خبرة في مخاطبة الجماهير والقدرة على الجدل، وبدأ يدعو غيره من السجناء السود إلى حركة أمة الإسلام فاشتهر أمره بين السجناء، فأكسبته هذه المناظرات العديدة قوة الحجة وفصاحة اللسان. حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة داخل السجن، فصدر بحقه عفو وأطلق سراحه، فالحكم عليه كان بالسجن لمدة 10 سنوات إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد أن قضى بالسجن 7 سنوات فقط. فخرج من السجن بآراء تتفق مع آراء إليجاه محمد في أن البيض عاملوا غيرهم من الشعوب معاملة الشيطان، فعمل في صفوف أمة الإسلام يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة وشخصيته القوية. ظهرت في أوائل القرن العشرين حركة بين السود في أمريكا تبنت الإسلام بمفاهيم خاصة غلبت عليها الروح العنصرية عرفت باسم «أمة الإسلام»، على يد رجل أسود غامض الأصل اسمه والاس فارد ظهر فجأة في ولاية ديترويت داعيا إلى مذهبه بين السود، اختفى بصورة غامضة بعد ذلك بأربع سنوات، فحمل لواء الدعوة بعده إليجا محمد وصار رئيسا لأمة الإسلام. كانت هذه الحركة تدعو إلى تفوق الجنس الأسود وسيادته على الأبيض، ووصف البيض بأنهم شياطين وأن الملاك أسود والشيطان أبيض، فكانت عقيدة منحرفة باطلة أشبه بالحركات الباطنية، فقد أعلن زعيم الحركة إليجا محمد بأنه رسول من الله، وأن الإله ليس شيئا غيبيا بل يجب أن يكون متجسدا في شخص وهذا الشخص هو «فارد» الذي حل فيه الإله وهو جدير بالدعاء والعبادة، لذلك فالصلاة عندهم هي قراءة الفاتحة مع دعاء مأثور والتوجه نحو مكة واستحضار صورة «فارد» في الأذهان. كان إليجا محمد لا يؤمن إلا بما يخضع للحس، لذلك فهو لا يؤمن بالملائكة والغيبيات والبعث عنده عقليا للسود الأمريكيين فقط، والصوم عندهم في شهر ديسمبر من كل عام مع إلزام كل عضو بالحركة أن يدفع عشر دخله لصالح الحركة، ويمكن القول أن هذه الحركة كانت تنظر للإسلام على أنه إرث روحي فقط سوف ينقذ السود من سيطرة البيض عليهم. راسل مالكوم إليجا محمد وتأثر بأفكاره وبدأ يراسل كل أصدقائه القدامى في الإجرام وهو في السجن ليدعوهم إلى الإسلام، خرج مالكوم من السجن سنة 1952 وهو ينوي أن يعمق معرفته بإليجا محمد، فذهب إلى أخيه في دترويت وهناك تعلم قراءة الفاتحة، واشترى لنفسه حقيبة وساعة يد ونظارة بعد إطلاق سراحه من السجن مباشرة، وقال عمل بعدها مع أخيه في دترويت في محل لبيع الأثاث، وبعد عدة أشهر حضر أحد نشاطات حركة أمة الإسلام حيث خطب إليجا محمد، انضم بعدها رسميا إلى منظمته، وتحول إلى حياة الزهد والتعلم. عند ذهابه إلى المسجد، تأثر مالكوم بأخلاق المسلمين، واسترعت انتباهه عبارتان: بدأ مالكوم بعدها يدعو الشباب السود في البارات إلى هذه الحركة فتأثر به كثيرون، لخطابه المفوه ذي الحماس الشديد، فذاع صيته حتى أصبح في فترة وجيزة إماما ثابتا في مسجد دترويت بعد أن كان مساعد إمام، فتفرغ تماما للدعوة فكان وقته كله مسخر لها. نظرا لقدرات مالكوم التنظيمية والقيادية والخطابية فقد تدرج مالكوم شيئا فشيئا ضمن الجماعة إلى أن أصبح الداعية الأول خلف مؤسس الجماعة في أمة الإسلام يدعو إلى الانخراط فيها بخطبه البليغة وشخصيته القوية حتى استطاع جذب الكثيرين للانضمام إلى هذه الحركة. اعتلا مالكوم أعلى المناصب في المنظمة إلى أن تقلد منصب المتحدث الرسمي للحركة، كما يرجع الفضل لمالكوم لازدياد أتباع المنظمة من 500 شخص في عام 1952 إلى 30.000 شخص في عام 1963. ففي العام 1953 أصبح مالكوم مساعدا لإمام مسجد رقم 1 في ديترويت فأماما لمسجد رقم 88 في بوسطن، ثم تنقل للعمل في عدة مساجد في مدن أميركية مختلفة، وفي العام 1959 ذهب في رحلة طويلة إلى مصر والسعودية وإيران وسوريا وغانا، والتقي بالرئيس جمال عبد الناصر، وكان من المفروض أن يزور مكة ولكنه اضطر إلى العودة بسبب مرضه. غير مالكوم اسمه من مالكوم ليتل إلى مالكوم إكس - حرف الإنجليزية X - وكان هذا إجراء معهودا من قبل المنضوين في تلك المنظمة وهو يرمز إلى الاسم الأخير الذي سلب منهم جراء استعبادهم علي يد البيض، فقد فسر مالكوم الاسم الذي اختاره لنفسه بقوله: وبما أن السود في أمريكا منفصلون عن أصولهم وجذورهم، فقد فضل مالكوم استخدام إكس على اللقب الذي منح لأجداده من قبل مالكيهم بعد جلبهم من أفريقيا إلى أمريكا كعبيد بدلا من «ليتل» نظرا لضياع اسم العائلة الحقيقي أثناء فترات العبودية السابقة التي عانى منها أجداده، ولنفس الأسباب قام العديد من أعضاء حركة أمة الإسلام بتغيير ألقابهم إلى إكس لاقتناعهم بآراء مالكوم، كان مالكوم من الأتباع المخلصين لأمة الإسلام وكان على قناعة أن العبودية الأمريكية للزنوج أضاعت الكنى الأصلية للمواطنين السود بعد أن سماهم البيض بأسماء مسيحية وقام مالكوم على هذا الأساس بتغيير كنيته، كناية عن ضياع كنيته الأصلية. تزوج مالكوم في هذه المرحلة من إحدى فتيات أمة الإسلام بيتي شباز - بيتي سانرس سابقا - وكان له منها أربع فتيات، وقد سمى الأولى أتيلا، على اسم القائد «أتيلا الهوني» الذي نهب روما. في نهاية عام 1959 بدأ ظهور مالكوم في وسائل الإعلام الأمريكية كمتحدث باسم حركة أمة الإسلام، فظهر في برنامج بعنوان: الكراهية التي ولدتها الكراهية وأصبح نجما إعلاميا انهالت عليه المكالمات الهاتفية وكتبت عنه الصحافة وشارك في كثير من المناظرات التلفزيونية والإذاعية والصحفية فبدأت السلطات الأمنية تراقبه خاصة بعد عام 1961، بل راقبه مكتب المباحث الفدرالي عن كثب وتنصت على مكالماته التلفونية وزرع الجواسيس في الحركة. بدأت في تلك الفترة موجة تعلم اللغة العربية بين أمة الإسلام لأنها اللغة الأصلية للرجل الأسود - كما يقولون - وكانت دعوة مالكوم في تلك الفترة تنادي على أساس أن للإنسان الأسود حقوقا إنسانية قبل حقوقه المدنية، وأن الأسود يريد أن يكرم كبني آدم، وألا يعزل في أحياء حقيرة كالحيوانات وألا يعيش متخفيا بين الناس. في عام 1962 عين مالكوم إماما قوميا في منظمة أمة الإسلام. وفي العام التالي وعقب اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي أصدر إليجاه محمد أوامر لجميع الأئمة بعدم التعليق على مقتله، لكن مالكوم خالف هذا الأمر وصرح بأن «سلاح كينيدي قد ارتد إلى نحره وحصد ما زرعه وبأسرع مما توقع هو نفسه»، فعمد إليجا محمد إلى تجميد عضوية مالكوم في المنظمة، وكانت الخلافات قد نشبت بينهما قبل ذلك بعدة أشهر فقدم مالكوم استقالته من المنظمة وذهب في رحلة قام خلالها بأداء فريضة الحج. بالقدر الذي كان مالكوم إكس منهمكا فيه بالدعوة لأمة الإسلام بالقدر الذي بدأت تثار حول مؤسس الجماعة إليجاه محمد الأقاويل والشائعات، فقد قيل أنه على علاقة وثيقة بكل السكرتيرات اللواتي خدمن في مكتبه، لكن سبب الانفصال التام بين مالكوم وبين أمة الإسلام كان تصريحا له عقب اغتيال الرئيس الأمريكي كيندي، خصوصا أن الرئيس الراحل كان محبوبا من قبل السود لتعاطفه معهم. وفي مطلع ستينيات القرن العشرين اختلطت الأمور على مالكوم نتيجة الشائعات القائلة أن الأب الروحي لأمة الإسلام إليجا محمد منغمس بعلاقات جنسية غير شرعية ولبعد الأمة عن حركة الحقوق المدنية، وبالرغم من تبني أمة الإسلام لموقف معاد للبيض، إلا أن الحركة لم تمارس أي من النشاطات في الجنوب الأمريكي حيث العنصرية على أوجها تجاه السود. ومن ثم جاء انفصاله عن أمة الإسلام فعليا وتكوينه لمنظمته الخاصة المنشقة عن أمة الإسلام وأسماها مؤسسة المسجد الإسلامي في عام 1964. عاش كلا من مالكوم ولوثر في نفس الفترة، كان كل واحد منهما خطيبا ملهما لا تنقصه الشجاعة ولا الحجة والفصاحة، كانا متقاربين في السن يراوحان على نفس المدن ويحفهما أتباع كثر ومخاطر أكثر، وقد اغتيلا في النهاية في فترة متقاربة. كانت الخطابة هي ما رسمت نقاطا مفصلية للسود في تاريخهم، فقد كانت رفيقة درب للسود الأميركيين في نضالهم، في تلك الفترة كان مالكوم صاحب كاريزما خطابية أكثر إثارة، فحرارته واندفاعه كانتا خير ترجمان لغضب السود وحنقهم، وإن كان لوثر قد قرأ خطبة الحلم - خطبة القرن في أميركا - من ورقة وبكلمات هادئة متقطعة فإن مالكوم لم يقرأ خطبه من ورقة قط ولم تكن كلماته أبدا متقطعة بل كانت كالرصاص لا يهادن. إن الاختلاف الرئيسي بين الاثنين كان في مسألة اختيار الطريق، لقد كان هدف لوثر واضحا ومحددا وهو أن يدرك الجنس الأبيض أن الكيان الأسود هو قطعة أصيلة في موزاين هذا المجتمع وأن يتساوى الجميع في حقوقهم تحت ظل مجتمع واحد، أما مالكوم فكان هدفه وهدف أليجا محمد من قبله هو القطيعة الكاملة مع البيض وانتظار أحد أمرين إما قارعة إلهية تهلك البيض جميعا أو العودة بالسود إلى أفريقيا أرضهم الأم، هاجم مالكوم مارتن لوثر مرارا واتهمه مع أتباعه بالجبن والمهادنة والركون إلى الشيطان الأبيض، وكان لوثر دائما في موقع المدافع كان يحاول شرح وجهة نظره وإيصال خطته النضالية من غير زوائد، وفي لقاء تلفزيوني قال عنه مالكوم: بدأ مالكوم في طور جديد من حياته عندما قرأ كتابا في تعاليم الإسلام وعن فريضة الحج فأدى الحج في سنة 1379 الموافق عام 1964، وزار العالم الإسلامي ورأى أن الطائرة التي أقلعت به من القاهرة للحج بها ألوان مختلفة من الحجيج، فعلم أن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط - كما كان يعتقد - بل هو دين لكل البشرية، قضى بمكة اثنى عشر يوما ورأى فيها المسلمين بيض وسود كلهم على قلب رجل واحد وبينهم المساواة والمحبة، ولم يكن بينهم أي تمييز. فرأى الإسلام الصحيح عن كثب وتعرف على حقيقته وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه، كما تعلم هناك الصلاة الصحيحة التي كان يجهلها تماما. تأثر مالكوم تأثرا شديدا بمشهد الكعبة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين ويقول في ذلك: ورأى الحجيج بعضهم شديدي البياض زرق العيون، لكنهم مسلمون ورأى أن الناس متساوون أمام الله بعيدا عن سرطان العنصرية. التقى مالكوم في رحلة الحج بعدد من الشخصيات الإسلامية البارزة منها الدكتور عبد الرحمن عزام صهر الملك فيصل ومستشاره، وبعد هذه الرحلة غير مالكوم اسمه إلى الحاج مالك شباز، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاما، وخرج بمعادلة هي: فتلك الصورة التي رآها في الحج غيرت مفاهيمه بإنشاء أمة مسلمة تتكون من السود والبيض معا - وهو عكس دعوة جماعة أمة الإسلام - فعاد برسالة جديدة يدعو فيها جميع الأعراق والأجناس إلى التعايش بسلام، وعاد باسم جديد كذلك هو الحاج مالك شباز الذي يشير إلى أصوله الأفريقية ليتابع نضاله ضد التمييز العنصري في أمريكا ناشرا فهمه الصحيح للإسلام، فالإسلام كما يذكر مالكوم: يقصد بذلك المسيحية التي حملها المستعمر في حملاته الصليبية على العالم، لقد أصبحت بذلك دعوة مالكوم عالمية فزار العديد من بلاد العالم وخصوصا في القارة السمراء مؤسسا بذلك منظمة الوحدة الأفروأمريكية. التقى مالكوم الملك فيصل بن عبد العزيز بعد انتهائه من الحج غادر مالكوم جدة في إبريل 1964 والتقى بأحمد بن بلة في الجزائر وجمال عبد الناصر وكثير من رؤوساء الدول الأفريقية، وفي زيارته قابل العديد من العلماء بالسعودية ودخل مصر والسودان والحجاز وتهامة والتقى مع علمائها وقابل شيخ الأزهر ومفتي مصر حسنين مخلوف، وكانت الزيارة بمثابة حياة جديدة وبعث جديد له، فأعلن إسلامه من جديد وعاد لأمريكا ليبدأ مرحلة جديدة وخطيرة من حياته. تخلص مالكوم من عنصريته الأمريكية في مكة المكرمة نهائيا، ذلك الأمريكي الأسود الذي أسلم على يد جماعة عانت اضطهاد البيض - حركة أمة الإسلام - فقادتها العنصرية البيضاء إلى عنصرية سوداء ورغم أن الإسلام جعل من مالكوم قائدا ينافس مارتن لوثر كينغ شعبية وتأثيرا إلا أنه ظل حاقدا على كل ما هو أبيض فعجزت أمريكا عن اقتلاع عنصريته ومعاناته بل كرستها، أما في مكة فتلاشت عنصريته حين رأى الأبيض والأسود يأكلون من الطبق الذي يأكل منه، ويلبسون الملابس التي يلبسها، ويتوجهون للواحد الأحد عندها كتب من مكة المكرمة عن إسلام بلا فوارق أو ألوان. عاد مالك الشباز لأمريكا سنة 1380 وأعلن براءته من مبادئ حركة أمة الإسلام العنصرية وحاول إقناع زعيمها إليجاه محمد بأخطائه بل ودعاه لزيارة الكعبة ولكنه غضب بشدة واعتبره منشقا عن الحركة وطرده منها فشكل مالك جماعة جديدة سماها «جماعة أهل السنة» وبدأ يدعو للدين الإسلامي الحق بصورته الصحيحة، وبنفس الحماس السابق المعهود عنه أخذ مالكوم في دعوة المسلمين السود وغيرهم للإسلام وكثر أتباعه خاصة من السود، واشتعلت الفتنة بينه وبين إليجا بعد اتهام مالكوم إليجاه بالزنى. لم تعجب هذه الأفعال زعيم أمة الإسلام إليجا محمد فهدد مالك شباز وأمره أن يكف عن دعوته الحقة وشن عليه حملة إعلامية شديدة لصد الناس عنه ولم تكن هذه الأمور والتهديدات تزيد مالكوم إلا إصرارا ومواصلة للدعوة بين الناس. وفي 14 فبراير بعد صدور أوامر من أمة الإسلام بقتله أضرموا النار في بيته لكنه نجى، وأخذت الصحف الأمريكية في شن حرب ضده ووصفه بأنه يريد أن يدمر أمريكا ويثير ثورة بين السود، والعجيب أن مالكوم عندما كان يدعو لدعوة أمة الإسلام ذات الطابع العنصري مجدته الصحف وفتح التلفاز له أبوابه، وعندما بدأ يدعو للإسلام الصحيح والسنة الصحيحة هاجموه وحاربوه. لقد كان خروج مالكوم من جماعة أمة الإسلام بمثابة ولادة ثانية له عقب الأولى داخل السجن، فقد بدأ يبصر الأشياء على حقيقتها، وتحرر من أغلال ذاك التنظيم ليبرز زعيما لا منافس له بين السود الأمريكيين منافحا عن حقوقهم لكن هذه المرة بعيدا عن ذاك التعصب الأعمى، متأثرة في هذه المرحلة من حياته برحلة الحج التي تعرف من خلالها على العالم الإسلامي وعلى دين الله الصحيح، فوجد فيه رسالة لتحرير الإنسان كل الإنسان مهما كان لونه وعرقه من أغلال العبودية والاستغلال، رسالة كانت أمريكا في ذاك الوقت في أمس الحاجة لفهمها لأن الإسلام كما ذكر مالكوم أثناء حجه: وليس أبلغ من كلمات لوصف هذه الرحلة من ما ذكره مالكوم بنفسه حيث قال: وقد أضحى أعلى صوتا وأقوى حجة فثار الحقد والضغينة في قلوب جماعة أمة الإسلام ومؤسسها، وقد بدأ رصيدها في الانحدار لتتخذ القرار بإسكاته عن طريق التهديد المتواصل أو قتله إذا اقتضى الأمر، وهذا كله يجري تحت نظر وسمع وكالة المخابرات الأمريكية. زاد مالكوم من نشاطه رغم التهديدات بقتله، فقد قال مالكوم لأحد الصحفيين: هناك في الحج بعدما تعرف مالكوم على الإسلام - وكيف ينادي بالمساواة بين الأعراق - تخلى عن اعتقاده بأن البيض شياطين، وعقب ذلك أسس منظمة أسماها مؤسسة المسجد الإسلامي وأخرى حملت اسم منظمة اتحاد الأفارقة الأميركيين، وأخذ يتجه بأفكاره نحو الاشتراكية محاولا في هذه المنظمة الأخيرة أن يجد أرضية مشتركة للنضال تضم جميع المناضلين السود، وعلى الرغم من سعيه إلى الابتعاد عن النزاع مع منظمة أمة الإسلام إلا أن خصاما علنيا نشب بين الطرفين فيما بعد، وأمرته المنظمة بإخلاء بيته لأنه ملك لها، نذر مالكوم نفسه للدعوة إلى الإسلام الحقيقي وحاول تصحيح مفاهيم جماعة أمة الإسلام الضالة، فقوبل بالعداء والكراهية منهم وبدءوا بمضايقته وتهديده فلم يأبه لذلك، وظل يسير في خطى واضحة يدعو إلى الإسلام الصحيح الذي يقضي على جميع أشكال العنصرية، إلى الإسلام اللاعنصري - كما أسماه - ونادى بأخوة بني الإنسان بغض النظر عن اللون ودعا إلى التعايش بين البيض والسود - وهو أحد أسباب العداء مع أمة الإسلام - وأحجمت الصحف الأمريكية عن نشر أي شيء عن هذا الاتجاه الجديد، واتهموه بتحريض السود على العصيان فرد قائلا: بتنامي الخلافات بين مالكوم ومنظمة أمة الإسلام، قامت المنظمة بإعطاء أوامرها بقتل مالكوم إكس، ومباشرة وفي 14 شباط / فبراير 1965 قامت مجموعة بإضرام النيران في بيته إلا أنه نجا وعائلته من النيران، وفي الحادي والعشرين من نفس الشهر الموافق 18 شوال 1384 صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، وخلال المحاضرة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها، وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره، وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلا، أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسده ليلقى مصرعه على الفور. تم القبض على القتلة الذين تبين أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر من إليجا محمد بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم فلم يدن إليجا محمد بشيء. كانت وفاة مالكوم إكس نقطة تحول في سير حركة أمة الإسلام حيث تركها الكثيرون والتحقوا بجماعة أهل السنة وعرفوا دينهم الحق، وتغيرت كثير من أفكار الجماعة خاصة بعد رحيل إليجا محمد وتولية ابنه «والاس محمد» الذي تسمى «وارث الدين محمد» فصحح أفكار الجماعة وغير اسمها إلى البلاليين نسبة إلى الصحابي بلال بن رباح، وجعل المسلمين السود الأمريكيين أقرب ما يكونوا إلى تيار الإسلام الوسطي وكان كل ذلك صدى لأفكار ودعوة مالكوم إكس. وبعد شهر واحد من اغتيال مالكوم إكس أقر الرئيس الأمريكي جونسون مرسوما قانونيا ينص على حقوق التصويت للسود وأنهى الاستخدام الرسمي لكلمة نجرو - كلمة إنكليزية تعني الزنجي وتعتبر إهانة في الغالب - التي كانت تطلق على السود في أمريكا. قامت شرطة نيويورك بالقبض على مرتكب الجريمة - توماس هاجان - وثارت عدة نظريات تقول بأن اغتيال مالكوم إكس كان مؤامرة وقف وراءها مروجو المخدرات أو الإف بي آي أو السي آي ايه، لكن من الراجح أن هذه العملية كانت من عمل منظمة أكبر من منظمة أمة الإسلام، فمالكوم إكس قد تدرج في منظمة أمة الإسلام وهو يعرف مقدرتها وهذا كان أكبر من قدراتها، علق أليكس هيلي كاتب سيرة مالكوم بأن: في أبريل عام 2010 أطلقت السلطات الأمريكية سراح توماس هاجان - قاتل مالكوم إكس - من سجن نيويورك بموجب عفو بعد 45 عاما من حادثة الاغتيال، وكان توماس هاجان - 69 عاما - هو الشخص الوحيد الذي اعترف بدوره في اغتيال مالكوم، اعترف هاجان بأنه أطلق النار على مالكوم إكس أثناء إلقائه خطبة في حي هارلم عام 1965 لكنه أصر على أن الرجلين الآخرين المدانين معه في نفس المحاكمة لا علاقة لهما بالأمر وتمسك الرجلان الآخران بأنهما بريئان، فأطلق سراحهما بموجب عفو في الثمانينات من القرن الماضي. وتقدم هاجان - الذي أبدى الندم على فعلته مرارا - بستة عشر طلبا للعفو خلال سنوات سجنه لكن لم يستجب لطلبه إلا في شهر مارس 2010، يذكر أن السلطات الأمريكية قد سمحت لهاجان بقضاء خمس ليال في الأسبوع في منزله خلال السنوات الاثنتين والعشرين الأخيرة من فترة سجنه. تعد مأساة استعباد الأفارقة السود على يد المستوطنين الأمريكيين طوال 400 عام أحد أشد فصول التاريخ عنفا ووحشية في المقابل نشأت فصول من المقاومة والنضال قام بها الأفارقة السود منذ الأيام الأولى لاستعبادهم وإلى يومنا هذا، مشكلة ملحمة من البطولة والنضال تكاد لا توازيها تجربة أخرى في العالم من حيث تنوعها وعمقها التاريخي وآثارها على التاريخ الإنساني، ويعد مالكوم إكس من أهم قادة الحركة التحريرية رغم أن فترة نشاطه السياسي لا تتجاوز العقد من الزمان. تنبع أهمية حقبة مالكوم من عدة أسباب، فقد ظهر في فترة كان التيار السائد فيها هو تيار اللاعنف في حين كان مالكوم ينادى بأن على السود الأخذ بأسباب القوة وبالدفاع عن النفس بكل الوسائل الضرورية فكان أن جذب عددا كبيرا من الناس إلى المقاومة العنيفة التي شكلت - مع التيارات التحريرية الأخرى - ضغطا على الحكومة الأمريكية دفعها إلى إجراء تغييرات جذرية في القوانين المجحفة بحق السود. كذلك طور مالكوم الكثير من الأفكار والمبادرات التي غيرت من مسار نضال السود في أميركا ومهدت السبل لظهور عدة منظمات وأفكار على الساحة السياسية بعد غيابه مثل حزب الفهود السود وفكرة قوة السود، فشكلت أفكاره مكونا أساسيا لا غني عنه من مكونات نضال السود في أمريكا. أمضى مالكوم إكس السنوات الأخيرة من حياته وهو مشغول في أغلب وقته بتفريغ على الأقل ساعة أو ساعتين يوميا في نهاية اليوم وهو منهك ولا يتركها أبدا، إلا في حالة سفر، وقد تكون على الهاتف، وهو يقابل أليكس هيلي ويخبره بقصة حياته. وقد استمر الوضع هكذا حتى توفي مالكوم عام 1965، فأكمل أليكس هيلي القصة بذكر طريقة وفاته وبتفصيل كبير ومن
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مالكوم إكس
|
204470e8f56156fb41af337a2866888e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:27:29.182594",
"source": "Wikipedia"
}
|
23 فبراير
|
23 فبراير
|
23 فبراير أو 23 شباط أو يوم 23 \ 2 (اليوم الثالث والعشرون من الشهر الثاني) هو اليوم الرابع والخمسون (54) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 311 يوما لانتهاء السنة، أو 312 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/23 فبراير
|
8cd391379a7339c381102b24b4bacecb
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.851680",
"source": "Wikipedia"
}
|
9 أكتوبر
|
9 أكتوبر
|
9 أكتوبر أو 9 تشرين الأول أو يوم 9 \ 10 (اليوم التاسع من الشهر العاشر) هو اليوم الثاني والثمانين بعد المئتين (282) من السنوات البسيطة، أو الثالث والثمانين بعد المئتين (283) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 83 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/9 أكتوبر
|
789cdb7cf8a775d4b7fd4381b7bf80f3
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.851900",
"source": "Wikipedia"
}
|
10 مارس
|
10 مارس
|
10 مارس أو 10 آذار أو يوم 10 \ 3 (اليوم العاشر من الشهر الثالث) هو اليوم التاسع والستون (69) من السنة البسيطة، أو اليوم السبعون (70) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 296 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/10 مارس
|
5914c5d0caec1973339ce7b9315b2075
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.852095",
"source": "Wikipedia"
}
|
كردستان
|
كردستان
|
كردستان أو بلاد الكرد هي منطقة جغرافية ثقافية في الشرق الأوسط، تمتد من جبال زاغروس إلى الجزيرة الفراتية، وهي اليوم مكونة من أجزاء في جنوب شرق تركيا وشمال العراق وشمال غرب إيران وتمتد بحسب بعض التعاريف إلى أجزاء من جنوب القوقاز. شهدت المنطقة العديد من السلالات والإمارات والمشيخات الكردية عبر التاريخ. بدأت القضية الكردية في العصر الحديث بالظهور حين قسمت كردستان لأول مرة بين دولتين بعد معركة جالديران التي اندلعت في عام 1514 بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والصفويين بقيادة إسماعيل الصفوي. أبرمت الدولتان في عام 1555 معاهدة أماسيا التي نصت على تعيين الحدود، والتي تم بموجبها تقسيم كردستان رسميا. وتبعتها معاهدة زهاب في عام 1639 ومعاهدة أرضروم الأولى في عام 1823 ومعاهدة أرضروم الثانية في عام 1847 واتفاقية طهران في عام 1911 واتفاقية ترسيم الحدود في عام 1913. وعقب الحرب العالمية الأولى وتبعاتها من سقوط الدولة العثمانية، قسمت الأراضي التي يقطنها الكرد في السلطنة بين تركيا والعراق. حدث ذلك على الرغم من أحكام معاهدة سيفر، التي رسمت حدود الدولة التركية الناشئة مع جيرانها، كانت قد نصت على إقامة دولة كردستان المستقلة في جنوب شرق الأناضول، إلى جانب اقتراح إجراء استفتاء في آب/ أغسطس عام 1922 في المناطق الكردية الواقعة ضمن ولاية الموصل، لضمها إلى دولة كردستان المقترحة. ومع ذلك، أخضعت المنطقة لتركيا بموجب معاهدة لوزان بين تركيا وبريطانيا وفرنسا. وقررت عصبة الأمم في جمعيتها السابعة والثلاثين في 16 ديسمبر عام 1924 في جنيف، ضم جميع الأراضي الواقعة تحت "خط بروكسل" إلى المملكة العراقية لتلحق مناطق ولاية الموصل بالمملكة في عام 1925. شهد القرن العشرون العديد من الثورات الكردية وقيام كيانات كردية مختلفة في إيران وتركيا مثل الدولة الكردية (1918-1919)، ومملكة كردستان، وكردستان الحمراء وجمهورية أرارات وجمهورية مهاباد. يتضمن التاريخ الحديث للكرد أعمال عنف وإبادة وتمردات إلى جانب النزاعات المسلحة المستمرة. اكتسبت كردستان العراق لأول مرة وضع الحكم الذاتي في اتفاقية عام 1970 مع الحكومة العراقية بعد سنوات من القتال، وتمكن كرد سوريا الذين شاركوا في الحرب الأهلية السورية من السيطرة على مناطق واسعة من سورية أقاموا فيها حكما ذاتيا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا غير المعترف بها. تواصل الحركات الكردية السعي إلى مزيد من الحقوق الثقافية والحكم الذاتي أو الاستقلال في جميع أنحاء كردستان. عثر على أحد أقدم السجلات لعبارة "أرض الكرد" في وثيقة مسيحية آشورية من العصور القديمة المتأخرة، يذكر فيها مار عبديشوع في إجابته على سؤال مرزبان الساساني عن مكان نشأته، أن عائلته استقرت في منطقة واقعة في أرض الكرد بعد طردهم من قبل الوثنيين. وتقع المنطقة المذكورة في الوثيقة بحسب شمس الدين المقدسي وياقوت الحموي، على المنحدرات الجنوبية الغربية أو الجنوبية لجبل الجودي وجنوب مدينة جزرة الواقعة اليوم على الحدود التركية السورية. وفي مقطع آخر من نفس الوثيقة ذكرت منطقة نهر خابور أيضا على أنها واقعة في أرض الكرد. كما أشير إلى أراضي الكرد في
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/كردستان
|
4bb8fd5303ca08c02335c3315281b259
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.854676",
"source": "Wikipedia"
}
|
البايات الحسينيون
|
البايات الحسينيون
|
البايات الحسينيون أو آل الحسين بن علي: سلالة من البايات حكمت في إيالة تونس سنوات 1705-1957 . وتنحدر أصولها من كريت كان مؤسس السلالة الحسين بن علي (1705 - 1735م) قائدا على فرقة الخيالة في الجيش العثماني. بعد اضطراب الأوضاع السياسية في إيالة تونس، استولى على الحكم على حساب المراديين ثم أخذ يستقل بالأمر حتى أصبحت دولته كيانا قائما بذاته (على حساب الأتراك العثمانيين). أدت الحروب العائلية التي عرفتها دولة الحسينيين في تونس في عهد ابن أخ المؤسس علي باشا (1735-1756 ) إلى غزو البلاد سنة 1756 ، ثم قيام وصاية على الإيالة من طرف إيالة الجزائر (الدايات). استعادت الدولة عافيتها أثناء عهد علي باي بن حسين (1759-1782 ) ثم حمودة باشا بن علي (1782 - 1814 ). سميت هذه الفترة بالفترة الذهبية. بعد أن احتلت فرنسا الجزائر سنة 1830م، أصبحت تونس تحت رحمة القوى الأوروبية، كما أصبح اقتصادها مرتبطا بها أكثر. حاول أحمد باي (1837-1855 ) ثم محمد الصادق بن حسين (1859-1882 ) القيام بإصلاحات على الطريقة الأوروبية. ابتداء من سنة 1869 أصبحت الدول الأوروبية تتدخل مباشرة في تدبير الشؤون المالية الدول (الخزينة) كما تم تعطيل الأصلاحات السابقة. سنة 1881 وبموجب معاهدة باردو، صارت البلاد التونسية تحت الحماية الفرنسية. تأرجحت سياسة البايات بين الإملاءات الفرنسية ورغبتهم في دعم المطلب الشعبي والمتمثل في الاستقلال، كان الحزب الحر الدستورى يتزعم القوى الشعبية. قام الفرنسيون سنة 1943 بخلع الباي منصف باي بن الناصر باي بعد أن أبدى نزعة وطنية. مع قيام الجمهورية سنة 1957 ، قام الحبيب بورقيبة بدوره بخلع آخر البايات الحسينيين الأمين باي بن محمد الحبيب (1943-1957م). منذ استبدال نظام البايات في تونس، بقيت توجد عائلة ملكية إلى يومنا هذا ويرأسها أكبر أولياء العهد حتى موته، وهذه قائمة رؤساء البيت الملكي في تونس:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/البايات الحسينيون
|
ef24373646e023306776f918c628ca05
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.856062",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الإخشيدية
|
الدولة الإخشيدية
|
الدولة الإخشيدية أو الإمارة الإخشيدية أو دولة بنو الإخشيد، وتعرف اختصارا وفي الخطاب الشعبي باسم الإخشيديون، هي إمارة إسلامية أسسها محمد بن طغج الإخشيد في مصر، وامتدت لاحقا باتجاه الشام والحجاز، وذلك بعد مضي ثلاثين سنة من عودة الديار المصرية والشامية إلى كنف الدولة العباسية، بعد انهيار الإمارة الطولونية التي استقلت بحكم الديار سالفة الذكر وفصلتها عن الخلافة العباسية طيلة 37 سنة. كان مؤسس هذه الدولة محمد بن طغج مملوكا تركيا، عينه الخليفة العباسي أبو العباس محمد الراضي بالله واليا على مصر، فأقر فيها الأمن والأمان وقضى على المتمردين على الدولة العباسية، وتمكن من الحد من الأطماع الفاطمية بمصر. فلما تمكن من ذلك منحه الخليفة لقبا تشريفيا فارسيا هو «الإخشيد» تكريما له ومكافأة على عمله. وما لبث الإخشيد أن سار على طريق أحمد بن طولون مؤسس الإمارة السابقة لإمارته، فاستقل بمصر عن الدولة العباسية، واستولى على أغلب أجناد الشام: فلسطين ودمشق وحمص والأردن عدا حلب التي تركها للحمدانيين. ثم ضم الحجاز إلى دولته، وكان ابن طولون قد حاول أن يضمها إليه فلم ينجح. وكان الإخشيد واليا حازما يقظا خبيرا بالحرب، شديد الحذر والحيطة على نفسه، فاعتمد على جنده وحرسه وخدمه. وبعد وفاة الإخشيد، تولى أبو المسك كافور شؤون الحكم، نيابة عن ولدي الإخشيد: أنوجور وعلي. وكان كافور مملوكا حبشيا اشتراه الإخشيد بثمانية عشر دينارا كما يقال، وجعله خادمه الخاص. ولما مات علي انفرد كافور بالحكم، ونشط إلى توسيع رقعة إمارته مستفيدا من تضعضع الدولة الحمدانية، ورضى الخلافة العباسية عنه. وقد استطاع كافور أن يصمد أمام هجمات الفاطميين القادمين من إفريقية. وأمضى كافور في الحكم، نيابة وأصالة، اثنين وعشرين سنة، من أصل 34 سنة من حياة الدولة الإخشيدية كلها. واعتبر من الشخصيات التاريخية النادرة بحيث يعتبر بلوغه قمة الحكم وهو الخادم المملوك، أول حادثة من نوعها في التاريخ الإسلامي، وإن كانت قد تكررت فيما بعد. وقد استغل كافور الظروف السياسية التي كانت قائمة في أيامه لمصلحته، فاستفاد من ضعف الخلافة في بغداد، ومن الخلاف الناشب بين أمراء الدويلات المجاورة، وحافظ على التوازن في الصراع القائم بين الدولة العباسية المتداعية في بغداد والدولة الفاطمية النامية في إفريقية. وبموت كافور، ضاع التوازن السياسي الذي كان يحافظ عليه. فقد خلفه أبو الفوارس أحمد، حفيد الإخشيد، وكان عمره أحد عشر سنة، ولم يستطع أن يقاوم القوات الفاطمية التي استولت على مصر، وأسقطت الدولة الإخشيدية. وبدأ في مصر والشام عهد جديد هو العهد الفاطمي. ينتسب الإخشيديون إلى «الإخشيد»، وهو لقب فارسي قديم منحه الخليفة العباسي أبو العباس محمد الراضي بالله لأبي بكر محمد بن طغج بن جف في شهر رمضان من سنة 327ه الموافق فيه شهر تموز (يوليو) سنة 939م بناء على طلبه، وإنما لقبه بذلك لأنه لقب ملوك فرغانة وهو من نسلهم، والمعروف أنه كان يسيطر على هذا الإقليم كبار الملاك الإقطاعيين والفرسان، وأميرهم هو أكبرهم من حيث السعة الإقطاعية ويسمى «دهقان» ولقبه «إخشيد»، ويعني «الذكي» أو «النبيه». ومحمد بن طغج هذا هو مؤسس الدولة الإخشيدية، والراجح أنه عندما ترقى في المناصب القيادية ووصل إلى منصب الولاية أراد أن يصل نسبه بملوك فرغانة إعلاء لشأن أسرته، ولذلك لقبه الخليفة الراضي بهذا اللقب عندما أضحى صاحب الديار المصرية والشامية لأنه كان فرغانيا. ومهما يكن من أمر، فقد قدم جف بن يلتكين، جد محمد، إلى الخليفة العباسي أبو إسحق محمد المعتصم بالله مع طائفة من الضباط الترك، والمعروف أن التدخل التركي في شؤون الخلافة بدا واضحا في عهد هذا الخليفة الذي بويع في ظل صراع عنيف بين العرب من ناحية وبين الفرس من ناحية أخرى، واختلال في التوازن بين العصبيات القومية التي تكونت منها الدولة العباسية، وقد فقد ثقته بالعرب والفرس ما دفعه إلى تقريب العنصر التركي، وخص الترك بالنفوذ والسلطان، وقلدهم قيادة الجيوش، ومكن لهم في الأرض، وأقطعهم قطائع في سامراء. وظلت قطائع جف تنسب إليه حتى بعد زمن ابن خلكان المتوفى سنة 681ه الموافقة لسنة 1282م. انتقل جف بعد وفاة المعتصم إلى خدمة ابنه الخليفة أبو جعفر هرون الواثق بالله، وعندما توفي هذا في سنة 232ه الموافقة لسنة 847م، دخل في خدمة أخيه أبو الفضل جعفر المتوكل على الله، وظل في عداد حاشيته إلى أن توفي ببغداد في الليلة التي قتل فيها المتوكل، أي ليلة 3 شوال 247ه الموافق فيه 10 كانون الأول (ديسمبر) 861م، والتحق ابنه «طغج»، بعد وفاته، بخدمة أحمد بن طولون، ويبدو أنه انضم بعد ذلك إلى إسحق بن كنداج والي الموصل وخصم ابن طولون، وما جرى بعد ذلك من التفاهم بين خمارويه بن أحمد بن طولون وبين إسحق بن كنداج، أن عاد طغج بن جف إلى العمل تحت إمرة الطولونيين، فعينه خمارويه واليا على دمشق وطبرية، وأرسله في سنة 281ه الموافقة لسنة 894م لغزو البيزنطيين، فخرج من طرسوس على رأس الجيش وتوغل في آسيا الصغرى، وهزم البيزنطيين في مواقع عدة عند أبواب قيليقية وفي غربها، وأدى انتصاره هذا إلى أن يزحف إلى عمق الأراضي البيزنطية على امتداد الساحل، وأن يتوغل في جوف الأناضول حتى طرابزون على البحر الأسود، ثم عاد إلى دمشق محملا بالغنائم. ويبدو أن خمارويه غضب على طغج بن جف بعد هذه الحملة لأنه كان قد طلب منه القبض على راغب مولى الموفق بالله أبو أحمد طلحة ولي العهد العباسي، والمعروف أن راغب هذا كان قد نزل بطرسوس للجهاد ضد الروم، ثم غلب على هذا الثغر بعد أحمد بن طغان العجيفي، لكن الاستقبال الودي الذي لقيه طغج منه جعله يأنس إليه ويبقي على حياته وبخاصة بعد تدخل أهل طرسوس الذين ارتاحوا في ظل حكمه، واشترك الرجلان في غزو البيزنطيين. وعندما عاد طغج بن جف إلى خمارويه، راح يتلمس الأعذار لتصرفه وامتناعه عن التخلص من راغب، ويبدو أن خمارويه لم يقتنع بتبريراته وقرر التخلص منه، غير أنه قتل قبل أن يحقق ذلك. وعندما تولى هرون بن خمارويه حكم مصر، كان طغج بن جف يحكم الشام مستقلا عن مصر إلى حد ما، فكتب إليه القائدان الطولونيان بدر الحمامي والحسين بن أحمد الماذارئي لاستقطابه، لا سيما وأن هرون بن خمارويه كان صغيرا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره وكان قادة الجند يسيرون شؤون الدولة وفق أهوائهم ومصالحهم الخاصة، وبعد مفاوضات جرت بين الطرفين نجح القائدان الطولونيان في الوصول إلى تفاهم معه يقضي بعودة الشام إلى حظيرة الدولة الطولونية وإقرار طغج بن جف على حكمها. وتصدى طغج بن جف في سنة 289ه الموافقة لسنة 902م لجموع القرامطة الذين تقدموا باتجاه الشام هربا من مطاردة الجيوش العباسية، فعاثوا فيها فسادا، لكنه هزم أمامهم وعاد إلى دمشق، وجدد قتاله لهم في العام التالي، إلا أنه هزم أيضا. وكان طغج بن جف من بين القادة الذين لم يرضوا عن قتل هرون بن خمارويه، ولم يعترفوا بخلفه شيبان بن أحمد بن طولون، وانضموا إلى الجيش العباسي الزاحف إلى مصر بقيادة محمد بن سليمان الكاتب للقضاء على حكم الطولونيين. وكافأه الوالي العباسي بأن عينه واليا على قنسرين، لكنه لم يستمر طويلا في منصبه، فقد اصطحبه محمد بن سليمان الكاتب معه إلى بغداد هو وابنه وأخاه، وهناك دب الخلاف بينه وبين العباس بن الحسن وزير الخليفة أبو محمد علي المكتفي بالله، فدس له عند الخليفة الذي زجه في السجن مع ابنه محمد، وتوفي في سجنه في سنة 294ه الموافقة لسنة 907م، وأطلق الخليفة محمد بن طغج من السجن، فلازم الوزير العباسي إلى أن قضى عليه الحسين بن حمدان التغلبي - أول أمراء الحمدانيين - واشترك محمد بن طغج وأخوه عبيد الله معه في التخلص منه أخذا بثأر والدهما، وهرب محمد إلى الشام، وفر أخوه عبيد الله إلى شيراز. كانت الدولة العباسية قد ضعفت وقلت هيبة الخلافة في نفوس ولاة الأقاليم البعيدة وأهلها لأسباب مختلفة، من أبرزها بروز «الشعوبية»، وهي نزعة ترمي إلى تفضيل «الشعوب» الأعجمية على «القبائل» العربية. وقد ظهرت هذه النزعة في الدولة العباسية لأسباب كثيرة أبرزها التنوع العرقي في الدولة العباسية متناثرة الأطراف، واستخدام الخلفاء العباسيين للعجم في قصورهم وفي أجهزة الدولة. فقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين، بعد أن كان الأمويون يعتمدون على العنصر العربي في إدارة دولتهم وقيادة جيوشهم. وبعد فترة اعتمدوا على الترك بعد أن ضعفت ثقتهم بالعرب والفرس كما أسلف. وقد ازداد نفوذ الترك في الدولة العباسية حتى سيطروا على مقدرات الدولة، وهيمنوا على الخلافة بعد انقضاء عهد الخليفة أبو جعفر هرون الواثق بالله، فسيطروا على كافة الأقاليم وأنابوا فيها عمالا عنهم، وقد شكل هذا التدبير خطوة سياسية على طريق انفصال الولايات عن الإدارة المركزية، إذ طمع الوكلاء بولاياتهم، واستقلوا بها منتهزين فرصة ضعف السلطة المركزية، وعدم معرفة الخليفة بما يجري في الولايات لاطمئنانه إلى من ولاهم من الترك. ومن العوامل الداخلية التي شجعت على انتشار الحركات الانفصالية، اتساع رقعة الدولة العباسية، حتى غدت إمبراطورية تبسط جناحيها على كافة أنحاء المنطقة الممتدة من حدود الصين وصولا إلى المغرب الأوسط في شمال أفريقيا. ولكن هذا الاتساع في المساحة، بدلا من أن يكون عامل قوة في كيان الدولة، انقلب إلى عامل ضعف فساعد على تفسخها وتفككها، ذلك أن بعد المسافة بين أجزاء الدولة وبين عاصمتها، وصعوبة المواصلات في ذلك الزمن، جعلا الوالي في البلاد النائية يتجاوزون سلطاتهم ويستقلون بشؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجيوش القادمة من عاصمة الخلافة لإخماد حركاتهم الانفصالية، والتي لم تكن تصل إلا بعد فوات الأوان. جاء قيام الدولة الطولونية كإحدى النتائج الحتمية لتنامي الفكر الشعوبي وظاهرة استقلال الولاة بولاياتهم عن الدولة العباسية. وكان مؤسس هذه السلالة، وهو أحمد بن طولون، قد عين نائبا على مصر من قبل الوالي بايكباك التركي في سنة 254ه الموافقة لسنة 868م. ومنذ أن قدم ابن طولون مصر، عمل على ترسيخ حكمه فيها. وكان يتخلص من سلطة الوالي الأصيل بإغرائه بالمال والهدايا التي كان يرسلها إليه. وعندما طلب إليه الخليفة أبو إسحق محمد المهتدي بالله أن يتولى إخضاع عامل فلسطين المتمرد على الدولة، سنحت له الفرصة التي كان ينتظرها، فقد أنشأ ابن طولون جيشا كبيرا من المماليك الترك والروم والزنوج ودعم حكمه به. وقد أخذ من الجند والناس البيعة لنفسه على أن يعادوا من عاداه ويوالوا من والاه. وبفضل هذا الجيش استطاع أن يقضي على الفتن الداخلية التي قامت ضده، واستطاع أن يرفض طلب ولي عهد الخليفة أبا أحمد طلحة بن جعفر الموفق بالله الذي كان يستعجله إرسال المال ليستعين به على القضاء على ثورة الزنج بالبصرة. ومنذ ذلك الوقت أصبحت دولة ابن طولون مستقلة سياسيا عن الخلافة العباسية. وعندما طلب الخليفة إلى ابن طولون أن يتخلى عن منصبه إلى «أماجور» والي الشام، رفض ابن طولون ذلك، وتوجه إلى الشام وضمها إلى مصر. وعمد ابن طولون بعد استقلاله بالديار المصرية والشامية على إصلاح أحوالها وتعميرها، ولم ينفصل دينيا عن الخلافة، كونها مثلت في نظره وفي نظر جمهور المسلمين ضرورة دينية لاستمرار الوحدة الإسلامية، ولأنها تشكل رمزا يربط أجزاء العالم الإسلامي المختلفة، فحرص على أن يستمر الدعاء للخليفة العباسي على منابر المساجد في مصر والشام، واعترف بسلطته الروحية والدينية. وبعد وفاة ابن طولون جاء ابنه خمارويه الذي لم تفلح دولة الخلافة في أن تزيح حكمه عن الشام، فاضطرت إلى أن تعقد معه معاهدة صلح ضمنت للدولة الطولونية حكم مصر والشام مقابل جزية تؤديها. وبعد خمارويه الذي مات اغتيالا في دمشق، تولى الحكم ولداه أبو العساكر جيش ثم هرون. ولم يكن هرون قادرا على مقاومة هجمات القرامطة الذين أخذوا يغيرون على المدن الشامية، فاضطر الخليفة أبو أحمد علي المكتفي بالله إلى أن ينقذ دمشق من القرامطة بجيوش يرسلها من العراق. وكان انتصار المكتفي على القرامطة تجربة ناجحة دفعته إلى أن يتخلص من الحكم الطولوني العاجز، فوجه قواته البحرية والبرية إلى مصر، فدخلت الفسطاط وأزالت الحكم الطولوني الذي دام 37 سنة، وأعادت مصر إلى كنف الدولة العباسية. عادت مصر والشام إلى أحضان الخلافة العباسية على أثر سقوط الإمارة الطولونية، تحكمها مباشرة بواسطة ولاة تعينهم من قبلها. وعندما دخل محمد بن سليمان الكاتب مدينة الفسطاط دعا للخليفة أبو أحمد علي المكتفي بالله على المنابر، وكتب إليه يبشره بالفتح، ثم ورد كتاب الخليفة بولاية أبي موسى عيسى بن محمد النوشري على مصر، وكان هذا من بين القادة الذين قدموا مع محمد بن سليمان الكاتب وشاركوا في القضاء على الإمارة الطولونية، ثم عاد إلى العراق، ولكنه لم يكد يصل إلى دمشق حتى وافاه كتاب الخليفة بولايته على مصر، فعاد أدراجه، وكان محمد بن سليمان لا يزال فيها، فوصل إليها في 7 جمادى الآخرة 292ه الموافق فيه 16 نيسان (أبريل) 905م، فخلع عليه وطاف به في الفسطاط وعليه الخلعة، ثم خرج مع جنده إلى الشام تاركا مصر تحت حكم عيسى النوشري. وأجرى الخليفة تعيينات إدارية مساعدة لعيسى النوشري. فقد عين علي بن حسان أعمال الإسكندرية، ومهاجر بن طليق ثغر تنيس ودمياط، ورجلا يعرف بالكندي الأحواف، وموسى بن أحمد برقة وما والاها، ومحمد بن ربيعة الصعيد وأسوان، وأبا زنبور الحسين بن أحمد الماذرائي أعمال الخراج بمصر. وكانت فاتحة أعماله هدم ميدان أحمد بن طولون، وقد بيعت أنقاضه بأبخس الأثمان، ثم قضى على من تبقى من أتباع الطولونيين وشرد فئة أخرى منهم ولاحق الجند الذين شغبوا عليه فقبض على جماعة منهم وقتلهم ما أحدث اضطرابات داخلية عنيفة. وحدث في غضون ذلك أن ظهر أمر عبيد الله المهدي، مؤسس الدولة الفاطمية في المغرب، وقد صادفت دعوته نجاحا كبيرا في تلك البلاد على يد الدعاة الذين أرسلهم إليها، وذلك نتيجة للظروف السياسية والاجتماعية التي كانت تعيش في ظلها. وغدا الشيعة الإسماعيلية بين سنتي 288 و296ه الموافقة لما بين سنتي 901 و908م أصحاب السلطان المطلق في جميع الجهات إلى الغرب من مدينة القيروان. وبعد نجاح الداعية أبي عبد الله الشيعي في مهمته الدعوية، أرسل الرسل إلى بلدة سلمية في الشام مقر الإسماعيليين، وكان عبيد الله المهدي ما يزال فيها، يدعوه للمجيء إلى إفريقية. ولما كان العباسيين يلاحقون العلويين بلا هوادة، خرج عبيد الله المهدي من سلمية إلى الرملة في شهر رجب سنة 289ه الموافق فيه شهر حزيران (يونيو) سنة 902م، متخفيا بزي التجار، واصطحب معه ولده محمد، وبعد مضي سنتين يمم وجهه صوب مصر وأقام في الفسطاط بعيدا عن الأنظار ليتجنب رقابة السلطة وملاحقتها، لكن سرعان ما انكشف أمره وترصده الوالي عيسى النوشري حتى قبض عليه، ولكنه سرعان ما أطلق سراحه مخالفا بذلك أمر الخليفة، ولعله تأثر ببعض خاصته من الشيعة الإسماعيليين أو أنه تلقى رشوة منه. وحدث في عهد عيسى النوشري أيضا أن لجأ أبو مضر زيادة الله الأغلبي، آخر الحكام الأغالبة، إلى مصر هربا من الفاطميين بعد أن فشل في وقف التمدد الشيعي باتجاه بلاده، فنزل أولا بالجيزة، ولما أراد الدخول إلى الفسطاط منعه عيسى النوشري، ثم سمح له شرط أن يدخلها وحده من غير جند. توفي عيسى النوشري في 26 شعبان 297ه الموافق فيه 10 أيار (مايو) 910م، وعين بعده أبو منصور تكين في 2 ذي الحجة 297ه الموافق فيه 12 آب (أغسطس) 910م، وفي تلك الفترة كانت شوكة الفاطميين بالمغرب تقوى شيئا فشيئا، وأبدى عبيد الله المهدي عزم الفاطميين ورغبتهم الأكيدة في سحق العباسيين وتزعم العالم الإسلامي روحيا وسياسيا، ولما كان الوصول إلى المشرق وعاصمة الخلافة بغداد يمر بمصر الواقعة تحت السيطرة العباسية، قرر عبيد الله المهدي ضرب الدولة العباسية في هذه الولاية والاستيلاء عليها كخطوة أولى. وفي سنة 301ه الموافقة لسنة 914م جهز عبيد الله المهدي جيشا جرارا عهد بقيادته إلى ولي عهده أبي القاسم محمد القائم بأمر الله ودفعه باتجاه مصر للسيطرة عليها. سار القائم إلى إلى مصر يوم الخميس 15 ذي الحجة 301ه الموافق فيه 13 تموز (يوليو) 914م وأسرع قائد مقدمة الجيش حباسة بن يوسف بمغادرة برقة ونجح في دخول الإسكندرية في 8 محرم 302ه الموافق فيه 3 آب (أغسطس) 914م. وبعد وصول القائم إلى الإسكندرية، سار بجيشه إلى الفسطاط حيث اصطدم بقوات الوالي العباسي على مقربة من الجيزة، فاضطر تحت ضغط القتال أن يتراجع إلى الإسكندرية مجددا. وفي الوقت الذي كان فيه القائم يستريح من عناء القتال في الإسكندرية، أرسل الخليفة العباسي أبو الفضل جعفر المقتدر بالله قوة عسكرية إلى مصر بقيادة مؤنس الخادم، وهو من كبار القادة العباسيين، ومما لا شك فيه بأن القائم لم يكن قادرا على مواجهة الجيش العباسي وجيش ولاية مصر معا، وكذلك انتفاضة الأهالي ضده، فاضطر إلى الانسحاب إلى إفريقية. تولى بعد ذلك حكم مصر الوالي زكا الأعور في 12 صفر 303ه الموافق فيه 27 آب (أغسطس) 915م، فطارد أنصار الفاطميين الذين كاتبوا عبيد الله المهدي وحثوه على غزو مصر، فقبض على كثير منهم، فسجن فئة وأعدم فئة فعظمت هيبته في عيون الناس، وعمل على إقرار الأمن وتحصين الإسكندرية تحسبا لأي هجوم فاطمي جديد. لكن العلاقة بين الوالي الجديد والسكان ساءت بسبب تبنيه رأي المعتزلة بشأن خلق القرآن، كما انقلب عليه الجند بسبب تأخره في دفع رواتبهم. وفي تلك الفترة عاود الفاطميين الكرة على مصر، يرافقهم هذه المرة أسطول بحري، فتمكنوا من دخول الإسكندرية مجددا، وأخذ الوالي العباسي يعمل على التصدي لهم، ولكن عصيان الجنود لأوامره ورفضهم التعاون معه في الدفاع عن الديار المصرية جعله يخرج بمجموعة صغيرة من الجنود إلى معسكره في الجيزة ولكنه أصيب بوعكة صحية مفاجئة وتوفى على إثرها. وعين مرة أخرى أبو منصور تكين على ولاية مصر لمواصلة الدفاع عنها ضد هجمات الفاطميين، وحفر خندقا بمعسكر الجيزة بخلاف الخندق الذي حفره الوالي السابق، وجاءت قوات إضافية من بغداد للدفاع عن السواحل المصرية وبالفعل تمت هزيمة الفاطميين والرجوع عن نوياهم خوفا من الدخول في معركة نتائجها ليست في صالح الدولة الفاطمية. وما كاد تكين يرتاح من عناء الضغط الفاطمي حتى أقدم مؤنس الخادم على عزله عن ولاية مصر، ثم أعاد تعيينه بعد ثلاثة أيام بناء على طلبات المصريين، ثم أعاد عزله مرة أخرى بعد أربعة أيام من إعادته وأبعده عن مصر، وعين بدلا منه هلال بن بدر ثم أحمد بن كيغلغ، ثم أعيد تولية أبو منصور تكين للمرة الرابعة، فبقي قائما على أمور مصر إلى أن توفي في 16 ربيع الأول 321ه الموافق فيه 16 آذار (مارس) 933م. شهدت مصر بعد وفاة تكين صراعا حادا على السلطة بين الولاة والجيش العباسي المرابط في الولاية والقادة الماذرائيين وأنصارهم الذين كانت لهم سلطة في البلاد منذ العهد الطولوني، فساد الاضطراب الداخلي وساءت الإدارة، ولم ترجع الأمور لنصابها إلا بتعيين محمد بن طغج الإخشيدي واليا بعد بضعة شهور. كان محمد بن طغج قد اتصل بعد خروجه من العراق إلى الشام بأبي العباس أحمد بن بسطام عامل الخراج فيها، وظل معه يخدمه في صيده، ويجمع له الجوارح حتى عرف باسم «بازيار بن بسطام»، أي «صاحب الباز بن بسطام»، وهو الذي يحمل البيزان والصقور المعدة للصيد. وعندما تقلد ابن بسطام خراج مصر سنة 296ه الموافقة لسنة 909م، صحبه محمد بن طغج إليها، واستمر في خدمته إلى أن توفي في السنة التالية، فالتحق بخدمة ابنه أبي القاسم علي بن أحمد بن بسطام الذي خلفه على خراج مصر، وظل في خدمته حتى تم عزله سنة 300ه (912 - 913م)، فاتصل بأبي المنصور تكين والي مصر، واشترك مع القوات العباسية في التصدي للغزو الفاطمي على مصر، وبخاصة الحملة التي قادها حباسة سنة 302ه الموافقة لسنة 914م، وأبلى فيها بلاء حسنا ما لفت نظر تكين، فقربه إليه ووثق صلته به حتى أضحى منه بمثابة الابن. وعندما عزل تكين عن ولاية مصر وأسندت إليه ولاية دمشق رافقه محمد بن طغج، فولاه تكين عمان وجبال الشراة نيابة عنه، وسنحت له الظروف أن يظهر مواهبه العسكرية وإخلاصه للخلافة عندما أنقذ قافلة حجاج قادمة من العراق والشام من غارة نفذها أعراب من لخم وجذام، فشكره الحجاج وأسهبوا في الحديث عن شجاعته في بغداد ما لفت نظر الخليفة، فخلع عليه وزاد في رزقه. وعندما أعيد تكين إلى ولاية مصر في سنة 307ه الموافقة لسنة 919م، صحبه محمد بن طغج، فولاه على الإسكندرية، وظل مقيما فيها إلى أن غزاها الفاطميون مرة ثانية بقيادة القائم، فأبدى شجاعة في القتال وأدى دورا فاعلا في هزيمتهم وإجبارهم على العودة إلى المغرب. استغل محمد بن طغج وضعه المتقدم فوثق علاقته بكبار رجال الدولة في بغداد ومصر، فأنعم عليه مؤنس الخادم بأن قلده الحوفين الشرقي والغربي بأمر من الخليفة، كما اتصل بأفراد الأسرة الماذرائية في مصر وحصل منهم على
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الإخشيدية
|
3f138ce3ae90c2b5b637ec51b5577acf
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.875406",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الطولونية
|
الدولة الطولونية
|
الدولة الطولونية أو الإمارة الطولونية أو دولة بني طولون، وتعرف اختصارا وفي الخطاب الشعبي باسم الطولونيون، هي إمارة إسلامية أسسها أحمد بن طولون التغزغزي التركي في مصر، وتمددت لاحقا باتجاه الشام، لتكون بذلك أول دويلة تنفصل سياسيا عن الدولة العباسية وتتفرد سلالتها بحكم الديار المصرية والشامية. قامت الدولة الطولونية خلال زمن تعاظم قوة الترك في الدولة العباسية وسيطرة الحرس التركي على مقاليد الأمور، وهو ذاته العصر الذي كان يشهد نموا في النزعة الشعوبية وتغلب نزعة الانفصال على شعوب وولاة الدولة مترامية الأطراف، فكان قيام الدولة الطولونية إحدى النتائج الحتمية لتنامي هذا الفكر. نشأ مؤسس هذه السلالة، أحمد بن طولون، نشأة عسكرية في سامراء التي كانت حاضرة الخلافة الإسلامية حينها، ولما عين الخليفة أبو عبد الله المعتز بالله الأمير بايكباك التركي واليا على مصر في سنة 254ه الموافقة لسنة 868م، وقع اختيار بايكباك على ابن زوجته أحمد بن طولون ليكون نائبا عنه في حكم الولاية. ومنذ أن قدم ابن طولون مصر، عمل على ترسيخ حكمه فيها. وكان يتخلص من سلطة الوالي الأصيل بإغرائه بالمال والهدايا التي كان يرسلها إليه. وعندما طلب إليه الخليفة أبو إسحق محمد المهتدي بالله أن يتولى إخضاع عامل فلسطين المتمرد على الدولة، سنحت له الفرصة التي كان ينتظرها، فقد أنشأ ابن طولون جيشا كبيرا من المماليك الترك والروم والزنوج ودعم حكمه به. وقد أخذ من الجند والناس البيعة لنفسه على أن يعادوا من عاداه ويوالوا من والاه. وبفضل هذا الجيش استطاع أن يقضي على الفتن الداخلية التي قامت ضده، واستطاع أن يرفض طلب ولي عهد الخليفة أبا أحمد طلحة بن جعفر الموفق بالله الذي كان يستعجله إرسال المال ليستعين به على القضاء على ثورة الزنج بالبصرة. ومنذ ذلك الوقت أصبحت دولة ابن طولون مستقلة سياسيا عن الخلافة العباسية. وعندما طلب الخليفة إلى ابن طولون أن يتخلى عن منصبه إلى «أماجور» والي الشام، رفض ابن طولون ذلك، وتوجه إلى الشام وضمها إلى مصر. لم يفكر ابن طولون بعد استقلاله السياسي عن الخلافة، بالانفصال الديني عنها لأن الخلافة مثلت في نظره وفي نظر جمهور المسلمين ضرورة دينية لاستمرار الوحدة الإسلامية، ولأنها تشكل رمزا يربط أجزاء العالم الإسلامي المختلفة، فحرص على أن يستمر الدعاء للخليفة العباسي على منابر المساجد في مصر والشام، واعترف بسلطته الروحية والدينية. وشرع أحمد بن طولون في القيام بأعمال عمرانية تعبر عن مدى اهتمامه الشديد بمصر، وتعكس تطلعاته إلى إقامة إمارته الخاصة، فأسس ضاحية للفسطاط هي القطائع اتخذها عاصمة لإمارته، وبنى فيها مسجده المشهور، وقوى الجبهة الداخلية من خلال تنمية موارد الثروة، ومضاعفة الدخل في ميادين الإنتاج، وأصلح أقنية الري، والسدود الخربة. وبعد وفاة ابن طولون جاء ابنه خمارويه الذي لم تفلح دولة الخلافة في أن تزيح حكمه عن الشام، فاضطرت إلى أن تعقد معه معاهدة صلح ضمنت للدولة الطولونية حكم مصر والشام مقابل جزية تؤديها. وبعد خمارويه الذي مات اغتيالا في دمشق، تولى الحكم ولداه أبو العساكر جيش ثم هرون. ولم يكن هرون قادرا على مقاومة هجمات القرامطة الذين أخذوا يغيرون على المدن الشامية، فاضطر الخليفة أبو أحمد علي المكتفي بالله إلى أن ينقذ دمشق من القرامطة بجيوش يرسلها من العراق. وكان انتصار المكتفي على القرامطة تجربة ناجحة دفعته إلى أن يتخلص من الحكم الطولوني العاجز، فوجه قواته البحرية والبرية إلى مصر، فدخلت الفسطاط وأزالت الحكم الطولوني الذي دام 37 سنة، وأعادت مصر إلى كنف الدولة العباسية. «الشعوبية» نزعة ترمي إلى تفضيل «الشعوب» الأعجمية على «القبائل» العربية. ولعل أصل هذه التسمية يعود إلى ما فهمه بعض المفسرين من الآية القرآنية: ﴿وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا﴾، فقالوا أن «شعوبا» تعني «الشعوب المتحضرة». وقد ظهرت هذه النزعة في الدولة العباسية لأسباب كثيرة أبرزها التنوع العرقي في الدولة العباسية متناثرة الأطراف، واستخدام الخلفاء العباسيين للعجم في قصورهم وفي أجهزة الدولة. فقد اعتمد العباسيون في تأسيس دولتهم على الفرس الناقمين على الأمويين، بعد أن كان الأمويون يعتمدون على العنصر العربي في إدارة دولتهم وقيادة جيوشهم. وقد كافأ الخلفاء العباسيون الأولون أنصارهم من الفرس فجعلوهم وزراء وقادة. ولكن هؤلاء الخلفاء لم يلبثوا أن أدركوا أن نفوذ الوزراء الفرس قد فاق نفوذهم، فتخلصوا منهم: هكذا فعل أبو جعفر المنصور عندما قتل وزيره أبا مسلم الخراساني، وهكذا فعل هرون الرشيد عندما فتك بوزيره جعفر بن يحيى البرمكي ونكل بأسرته. وقد غذى هذا الصراع السياسي بين الفرس والعرب في مطلع العهد العباسي نزعة «شعوبية» ترمي إلى تفضيل الشعوب غير العربية على العرب، وتقول إن هذه الشعوب تتفوق على العرب في الحضارة، وفي الأدب، والشعر. وقام جدال طويل بين طرفي النزاع، وانتصر لكل فريق أبناؤه من الشعراء والمؤلفين والساسة. وهذا الانشقاق بين رعايا الدولة أدى إلى ولادة أولى الحركات الانفصالية عن الدولة العباسية، بقيادة القائد العسكري طاهر بن الحسين الذي أنشأ الدولة الطاهرية في خراسان سنة 821م. ومن العوامل الداخلية التي شجعت على انتشار الحركات الانفصالية، اتساع رقعة الدولة العباسية، حتى غدت إمبراطورية تبسط جناحيها على كافة أنحاء المنطقة الممتدة من حدود الصين وصولا إلى المغرب الأوسط في شمال أفريقيا. ولكن هذا الاتساع في المساحة، بدلا من أن يكون عامل قوة في كيان الدولة، انقلب إلى عامل ضعف فساعد على تفسخها وتفككها، ذلك أن بعد المسافة بين أجزاء الدولة وبين عاصمتها، وصعوبة المواصلات في ذلك الزمن، جعلا الولاة في البلاد النائية يتجاوزون سلطاتهم ويستقلون بشؤون ولاياتهم دون أن يخشوا الجيوش القادمة من عاصمة الخلافة لإخماد حركاتهم الانفصالية، والتي لم تكن تصل إلا بعد فوات الأوان. وساعد ضعف الخلفاء العوامل السابقة على أن تبرز وتقوى وتعمل عملها في إضعاف الدولة، فاستغل الولاة هذا الضعف، وقد بلغ الأمر ببعضهم أن أقاموا في بغداد وأوفدوا نوابا عنهم لإدارة ولاياتهم، ولم يلبث هؤلاء النواب أن تطلعوا إلى الاستقلال بهذه الولايات، وجعلوا مناصبهم وراثية في أبنائهم. وهكذا نشأت دويلات لا يربطها بالخلافة العباسية إلا تبعية اسمية. كان الأمويون أول من استقدم الترك من بلادهم بعد اعتناقهم الإسلام، واستخدموهم في الجيوش وأجهزة الدولة. وبعد سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية على أنقاضها واستقرار دعائمها في عهد أبي جعفر المنصور، برز عدد من الشخصيات التركية الذين كان عددهم يزداد شيئا فشيئا بتوافدهم على دار الخلافة، فاستخدمهم الخلفاء العباسيون في العصر العباسي الأول في قصورهم وائتمنوهم على أسرارهم، وأسندوا إليهم أمر سلامتهم الشخصية. وكان أبو جعفر المنصور أول خليفة عباسي اتخذ الترك بطانة وموظفين، فقرب حمادا التركي ووثق به وجعله من خاصته وأمناء سره. وبلغت ثقته به حدا أنه كان لا يأمن أحدا على أسرار سجلات الدولة غيره، وكان يصر المفتاح في كم قميصه. ونفر أبو جعفر المنصور من استخدام العرب في قصوره، ولم يرض بأن يعمل في خدمة قصره أو حرمه، أحد من العرب، وفضل عليهم عناصر أخرى كالترك. وهو أول من ولاهم الحجابة، فاختار حمادا التركي حاجبا له بعد أن توطدت دعائم الدولة، كما ولاه السواد. واستخدم أبو عبد الله محمد المهدي عددا من الترك في قصوره مثل شاكر التركي، وهو أحد قادة الجيش في فارس، وفرج الخادم الذي برز في عهد هرون الرشيد فيما بعد، ويحيى بن داود الخرسي الذي ولاه مصر في سنة 162ه الموافقة لسنة 778م. وأدى الجند الترك في عهده دورا بارزا في محاربة الخوارج عندما ثاروا بقيادة عبد السلام اليشكري في سنة 160ه الموافقة لسنة 776م في باجرما. وتوسع هرون الرشيد في استخدام الترك في قصوره ودوائره وجيشه، فكان أبو سليم فرج الخادم التركي أحد قادة جيشه، وقد طلب منه الخليفة تعمير مدينة طرسوس وإكمال بنائها وذلك في سنة 170ه الموافقة لسنة 786م، ومسرور الخادم الذي يعد بحق من أقرب الناس إلى هرون الرشيد الذي وثق به ثقة تفوق الوصف، وقد أسند إليه مهمة التخلص من أبرز شخصية برمكية في دار الخلافة العباسية، وأقربها إلى نفس الخليفة، وهو جعفر بن يحيى البرمكي، فنفذ مسرور المهمة بدقة. وضمت حاشية الرشيد بعض الترك، واستخدم الجواري من فرغانة وأشروسنة وغيرهما، وأضحى بعضهن محظيات، مثل ماردة بنت شبيب، أم المعتصم، التي تعد من أحظى النساء لدى الرشيد، وهي تركية. وتوسع أبو جعفر عبد الله المأمون في استخدام الترك في قصوره وجيوشه، واستقدمهم من بلاد ما وراء النهر بعد أن دخلوا في الإسلام. وازدحمت وفودهم على بابه، وكان يبالغ في إكرام من يرد بابه من ملوك الترك. ووصل بعض هؤلاء الترك إلى مناصب قيادية، منهم طولون، والد أحمد مؤسس الدولة الطولونية، وكاوس وقد عينه المأمون واليا على أشروسنة، وابنه الأفشين حيدر الذي يعد من كبار قادة المأمون وأحد الذين قدموا خدمات جليلة للدولة بما قاموا به من قمع العديد من الثورات. ولما بويع للمعتصم بالخلافة، كان الصراع بين العرب والفرس، الذين حظوا بعطف المأمون خلال السنوات الأولى من خلافته، قد بلغ مبلغا مرتفعا، واختلت التوازنات بين العناصر التي تكونت منها الدولة العباسية، وقامت حركات مناهضة للدولة ذات خلفيات فارسية، فبدأت ثقة المعتصم بالفرس تضعف. ومن جهة أخرى، لم يركن المعتصم إلى العنصر العربي، ولم يثق بالعرب نظرا لكثرة تقلبهم واضطرابهم وقيامهم ضد الخلفاء، بالإضافة إلى أنهم فقدوا كثيرا من مقومات قوتهم السياسية والعسكرية فأصبحوا أقل خطورة وأضعف شأنا. حملت هذه المعطيات المعتصم على أن يوكل أمر سلامته الشخصية إلى فرقة من العنصر التركي، لا سيما أن طباع هؤلاء النفسية والجسدية تتوافق مع مهتمهم. وأضحى لهذا العنصر أثر كبير في الحياة السياسية والاجتماعية، وأصبح الحرس التركي دعامة من دعائم الخلافة أيام حكمه، من واقع الحفاظ على دولته والإبقاء على خلافته في ظل الصراع العربي - الفارسي، فاستخدم الترك في الجيش على نطاق واسع وجعلهم تحت إمرة قادة منهم، مسددا بذلك ضربة عنيفة للقادة والجند العرب، ولسياسة أبي جعفر المنصور التقليدية التي كانت تستهدف حفظ التوازن في الجيش بين الفرق العربية والفرق الأعجمية، وأسكن المعتصم الترك مدينة سامراء التي بناها خصيصا لهم. انتقلت عاصمة الخلافة إلى سامراء التي ظلت ما يقرب من خمسين سنة حاضرة دولة الخلافة العباسية، وأضحت مقرا للعصبية التركية الجديدة. ومنذ عهد المعتصم أخذت تظهر على مسرح الحياة السياسية شخصيات تركية أدت دورا كبيرا في الحياة العامة، أبرزها الأفشين وأشناس وإيتاخ ووصيف وسيما الدمشقي، وقد خدموا الدولة وساندوها في حروبها الداخلية ضد الحركات المناهضة التي نشبت في أجزائها المختلفة، وفي حروبها الخارجية ضد الإمبراطورية البيزنطية. ومع مرور الزمن أخذ هؤلاء الترك يتجهون إلى تكوين كيان خاص بهم سواء في كنف الخلافة أو منفصلا عنها، كما طمع بعضهم في الاستئثار بشؤون الحكم في العاصمة حين أدركوا أن الخلافة لا يمكنها الاستغناء عن خدماتهم. وتعد خلافة أبو جعفر هرون الواثق بالله مرحلة انتقال بين عهدين: الأول هو عهد سيطرة الترك على مقدرات الدولة مع بقاء هيبة الخلافة، والثاني هو عهد سيطرة الترك مع زوال هيبة الخلافة وهبوط مكانة الخلفاء. ثبت الترك في عهد الواثق أقدامهم في الحكم، وحصل رؤساؤهم على نفوذ كبير حتى اضطر الخليفة أن يخلع على أشناس لقب «السلطان» معترفا له بحقوق تتجاوز نطاق المهام العسكرية، فكان بذلك أول خليفة استخلف سلطانا، وأسند إليه أعمال الجزيرة الفراتية والشام ومصر، كما عهد إلى إيتاخ بولاية خراسان والسند وكور دجلة. نتيجة لهذا التوسع في الصلاحيات ازداد نفوذ الترك داخل العراق وخارجه، فهيمنوا على دار الخلافة وأحكموا سيطرتهم الفعلية على كافة أقاليمها، ثم خطوا خطوة أخرى حين اعتقدوا أنه لا بد من السيطرة على شخص الخليفة حتى يستمر سلطانهم بوصفه مصدر هذا السلطان، فأحاطوا به يراقبون تحركاته، ويشاركون في المناقشات السياسية، ومن أجل ذلك، لم يذهبوا إلى ولاياتهم، وأنابوا فيها عمالا عنهم. وقد شكل هذا التدبير خطوة سياسية على طريق انفصال الولايات عن الإدارة المركزية، إذ طمع الوكلاء بولاياتهم، واستقلوا بها منتهزين فرصة ضعف السلطة المركزية، وعدم معرفة الخليفة بما يجري في الولايات لاطمئنانه إلى من ولاهم من الترك. وخطا الترك خطوة إضافية من أجل تشديد قبضتهم على الخلافة، فأخذوا يتدخلون في اختيار الخلفاء وتوليتهم، وكان الواثق هو آخر الخلفاء الذين تمت توليتهم على التقليد الذي كان متبعا من قبل، وعندما مات الواثق لم يعهد لابنه محمد بفعل صغر سنه، فنشب الصراع بين فئتين رئيسيتين بشأن اختيار الخليفة. تألفت الفئة الأولى من كبار رجال الدولة من أبناء البيت العباسي والوزير محمد بن عبد الملك الزيات وقاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد، وهم أهل الحل والعقد في بيعة الخليفة، وقد رشحوا محمد بن الواثق. وتمثلت الفئة الثانية بقوة الترك النامية، وقد رشحت هذه الفئة جعفر بن المعتصم، ونجحت في فرضه، وتلقب «بالمتوكل على الله». شكلت هذه الحادثة سابقة خطيرة في تولية الخلفاء بعد ذلك، إذ أضحى القادة الترك أهل الحل والعقد، لا تتم الخلافة إلا بموافقتهم ورضاهم، يرفعون الرجل الذي يرتضونه، والعكس صحيح، فأحكموا بذلك قبضتهم على شؤون الخلافة، يصرفون الأمور بإرادتهم. وكان أن أدرك المتوكل ومن بعده ابنه المنتصر حقيقة موقف الترك الضاغط على الخلافة، وشعرا باستبدادهم بشؤونها، وقلة احترامهم لشخص الخليفة، فحاول كلا منهما التخلص منهم وتحجيمهم، فتنبه هؤلاء إلى الخطر المحدق بهم، فتخلصوا من الخليفتين وقتلوهما. وهكذا أصبح الترك سادة الموقف بحق في عاصمة الخلافة، ولا يقوى على منازعتهم أحد. نشطت الدعوة العلوية في مصر منذ أيام أبي جعفر المنصور (136 - 158ه \ 753 - 775م) واستمرت طيلة العصر العباسي الأول، وما حدث من اضطهاد العباسيين للعلويين في المشرق الإسلامي، أجبرهم على الفرار إلى الجهات البعيدة عن مقر الخلافة العباسية، ومنها مصر. وسبب الخلاف الشديد بين العلويين والعباسيين هو بطبيعة الحال أن العلويين اعتقدوا بأن العباسيين مغتصبين للسلطة مثل الأمويين، على الرغم من أن بني العباس من آل البيت، الذين اعتقد العلويين بأحقيتهم بالخلافة. ويبدو أن الخلفاء العباسيين بعد أبي جعفر لم يتعرضوا للعلويين في مصر، ولعل مرد ذلك يعود إلى إخلادهم إلى الهدوء من جهة ومحاولة هؤلاء استقطابهم من جهة أخرى، وبقي الوضع على ذلك حتى اعتلاء المتوكل سدة الخلافة، وهو الذي أبغض العلويين؛ فأرسل كتابا إلى والي مصر إسحق بن يحيى يأمره بإخراج آل علي بن أبي طالب منها، فأخرجوا من الفسطاط في شهر رجب سنة 236ه الموافق فيه شهر كانون الثاني (يناير) سنة 851م، إلى العراق ومن هناك أبعدوا إلى المدينة المنورة، واضطر الذين بقوا في مصر إلى الاختفاء بفعل أنهم أصبحوا غير آمنين على أنفسهم، واستأصل خلفه يزيد بن عبد الله شأفة هؤلاء وحمل منهم جماعة إلى العراق على أقبح وجه. وأقر الخليفة المنتصر يزيد بن عبد الله على ولايته بمصر، وأمره بألا يقبل - يلتزم - علوي ضيعة، ولا يركب فرسا، ولا يسافر من الفسطاط إلى طرف من أطرافها، وأن يمنعوا من اتخاذ العبيد إلا العبد الواحد، وإن كانت بينه وبين أحد من الطالبيين خصومة من سائر الناس، قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة. اضطربت أوضاع مصر على أثر خلع الخليفة أبو العباس أحمد المستعين بالله في شهر محرم سنة 252ه الموافق فيه شهر كانون الأول (ديسمبر) سنة 856م، ومبايعة الخليفة المعتز وذلك بفعل اضطراب الوضع في بغداد، وكانت فرصة للطامحين للقيام ضد الحكم العباسي. فقد ثار جابر بن الوليد المدلجي في الإسكندرية في ربيع الآخر 252ه الموافق فيه آذار (مارس) 866م، فاشتد أمره وقويت شوكته وبسط نفوذه على منطقة واسعة في الدلتا، وجبى خراجها، ولم يستطع والي مصر يزيد بن عبد الله أن يقضي على حركته، فأرسل الخليفة المعتز قوة عسكرية بقيادة مزاحم بن خاقان تمكنت من هزيمته، وقبض مزاحم عليه، فكافأه الخليفة بأن عينه واليا على مصر بدلا من يزيد بن عبد الله وذلك في ربيع الأول سنة 253ه الموافق فيه آذار (مارس) 867م. وعلى هذا الشكل تتابعت الحركات العلوية في مصر منذ عهد الخليفة العباسي المتوكل بهدف القضاء على الحكم العباسي فيها وتأسيس دولة علوية في ربوعها، وكان الذي شجعهم على الخروج الأوضاع المضطربة في المشرق الإسلامي بعامة، حيث قامت الإمارات الانفصالية، وفي بغداد بخاصة حيث الصراع على النفوذ بين الخلافة والترك، وظل الوضع على هذا الحال إلى أن جاء أحمد بن طولون إلى مصر وأسس إمارته. ترجع أصول أحمد بن طولون إلى قبيلة التغزغز التركية، وتحديدا إلى أسرة كانت تقيم في بخارى. كان والده «طولون» الذي نسبت إليه الدولة التي أسسها أحمد لاحقا، كان مملوكا جيء به إلى نوح بن أسد الساماني عامل بخارى وخراسان، فأرسله بدوره هدية إلى الخليفة المأمون مع من أرسل من المماليك الترك في سنة 200ه الموافقة لسنة 816م. أعجب الخليفة المأمون كثيرا بهذا المملوك التركي الذي ظهر عليه علامات النجابة والإخلاص، فحظي عنده، وازدادت مكانته لديه، فأسند إليه وظائف عدة نجح في إدارتها بشكل لافت، فعينه رئيسا للحرس، ولقبه بأمير الستر، واستمر مدة عشرين سنة يشغل هذا المنصب الهام. أنجب طولون عددا من الأبناء من بينهم أحمد الذي يكنى بأبي العباس، الذي ولد في 23 رمضان 220ه الموافق فيه 22 آب (أغسطس) 835م في بغداد من جارية تدعى «قاسم»، ونشأ في كنف والده ورعايته مختلفا عن نشأة أقرانه أولاد العجم، فحرص على الابتعاد عن جو الترك العابثين والآثمين، وكان يعيب عليهم ما يرتكبوه من منكرات، فاشتهر بين معارفه بالتقوى والصلاح، وبنفس الوقت بالشدة والقوة والبأس نظرا لتربيته العسكرية. ويبدو أن الحاجة كانت ماسة في ذلك الوقت إلى ضابط شاب يخدم في ثغر طرسوس، له بأس لقاء العدو والرغبة في الجهاد، وله من التقوى ما يناسب الجو الديني الخالص الذي شاع في المدينة، نظرا للأهمية الاستراتيجية والعسكرية الفريدة لهذه المدينة الواقعة على الحدود بين آسيا الصغرى والشام، حيث تلتقي بلاد المسلمين ببلاد البيزنطيين؛ وفي نفس الوقت كان أحمد بن طولون قد طلب من الوزير عبيد الله بن يحيى أن يكتب له أرزاقه في الثغر سالف الذكر، وعرفه رغبته في المقام به، فوافق على طلبه وكتب له به. بناء على هذا، خرج أحمد بن طولون إلى ثغر طرسوس وقضى فيه سنوات شبابه بعيدا عن الوسط التركي في العراق، وأخذ العلم والحديث والآداب عن كبار العلماء الطرسوسيين، كما تزوج وأنجب، وتطلع إلى الاشتراك في الصوائف التي كانت تغزو الروم، كما تعرف عن قرب على الشام وما كانت تمتاز به من الأهمية العسكرية، وربما كانت أيامه الأولى فيها فاتحة طموحه في توليها مع مصر. خطا أحمد بن طولون خطواته الأولى نحو الشهرة عندما توفي والده في سنة 240ه الموافقة لسنة 854م وهو في العشرين من عمره. فقد فوض إليه الخليفة العباسي المتوكل ما كان لأبيه من الأعمال العسكرية المختلفة، وسرعان ما أتيح له أن يستولي على إمرة الثغور ودمشق وديار مصر. وعلى هذا الشكل دخل أحمد بن طولون في خضم الحياة السياسية المضطربة آنذاك في العراق، وهو يتمتع باحترام الترك وثقتهم، كما نال ثقة الخلافة واحترامها، فكانت علاقته بكل من الخليفتين المتوكل والمستعين جيدة، وقد بدأت صلته بهذا الأخير خلال عودته من طرسوس، عندما انضم إلى قافلة تجارية قادمة من بيزنطة تحمل طرائف ومتاع رومية للخليفة، فأنقذها من قطاع طرق أعراب تعرضوا لها في منطقة الرها، فاحتفظ له الخليفة بالجميل ومنحه ألف دينار. وكان أحمد بن طولون على العكس من الكثير من قادة الحرس الترك، يظهر احترامه وتقديره للخليفة إن دخل عليه أو تحدث عنه. وعندما نفي الخليفة إلى واسط، نتيجة صراعه مع المعتز والترك، سمح له هؤلاء باصطحاب أحمد بن طولون معه، فكان رفيقه في معتقله، ولا شك بأن هذا الاختيار وقبول الترك به كمرافق للخليفة، مرده إلى الثقة التي حصل عليها من الجميع. وأثبت أحمد بن طولون أنه جدير بهذه الثقة، فعامل الخليفة المستعين بالحسنى، ورفض طلبا لقبيحة، والدة المعتز، بقتله مقابل تقليده واسط، وكان جوابه: «لا يراني الله أقتل خليفة له في رقبتي بيعة وأيمان مغلظة أبدا»، فسلم الخليفة سليما لأعدائه وهو يدرك مصيره المحتوم. وكان لموقفه هذا الأثر الكبير في نفوس الترك فأعظموا فيه دينه وعقله، وكبر في نظرهم، وباتوا يتطلعون إلى هذا الشاب ليتسلم زعامتهم، كما عظم في أعين البغداديين. برز بايكباك التركي على المسرح السياسي على أثر الصراع الذي انتهى بمقتل الخليفة المستعين وتولية المعتز. وكان هذا القائد التركي في مقدمة القادة الترك الذين أداروا هذا الصراع، وقد تقاسموا الأعمال والنواحي فيما بينهم. فأقطع المعتز بايكباك أعمال مصر ونواحيها، ويبدو أنه خشي مغادرة عاصمة الخلافة حتى لا يتعرض للعزل، وآثر أن يبقى قريبا من مركز السلطة يشارك في اتخاذ القرارات، وأناب عنه أحمد بن طولون في مصر، وقد فضله على غيره لما عرف عنه من حسن السيرة وبفعل قرابته له، فهو زوج أمه. سار أحمد بن طولون إلى مصر برفقة أحمد بن محمد الواسطي، ودخلها يوم الأربعاء 23 رمضان 254ه الموافق فيه 15 أيلول (سپتمبر) 868م. وكانت السياسة السائدة آنذاك أن يتولى السلطة في مصر أكثر من شخص حتى يراقب بعضهم بعضا. فكان عامل الخراج أحمد بن محمد بن المدبر، ذو السيرة السيرة السيئة في المجتمع المصري بفعل شدته وقسوته، وهو من دهاة الناس وشياطين الكتاب. وكان شقير الخادم على البريد، وهو غلام قبيحة والدة المعتز، يراقب أعمال كبار الموظفين وسلوك الناس ويعلم الخلافة بذلك، وهو دائما يدس بين هذه القوى المتعددة، وكان بكار بن قتيبة على القضاء، وعلى الإسكندرية إسحق بن دينار، وعلى برقة أحمد بن عيسى الصعيدي. وما أن استقر أحمد بن طولون في الفسطاط حتى اصطدمت مصالحه مع هذه القوى، فساءت علاقته بابن المدبر الذي حاول استقطابه بعشرة آلاف دينار، فرفض ابن طولون الهدية وردها بفعل أنه دخل مصر وهو مفعم بتطلعات سلطوية تفوق كل حد. أدرك ابن المدبر أنه أمام رجل طموح قد يشكل خطرا عليه، فراح يحيك المؤامرات للتخلص منه أو إبعاده عن مصر، فأرسل تقريرا إلى دار الخلافة أوضح فيه بأن أحمد بن طولون رجل لا يؤتمن لا على ولاية مصر ولا حتى على طرف من الأطراف واتهمه بأنه ينوي الاستقلال بمصر. تصدى أحمد بن طولون لهذه المؤامرة التي صاغها ضده ابن المدبر واستقطب بعض التجار في مصر والعراق، فاستخدمهم لاستمالة أولي الأمر في بغداد عن طريق بذل المال، وقد نجح في هذا المضمار حيث مكنته هذه السياسة من الاستمرار في حكم مصر على الرغم من كثرة الوشاة والكتب المتلاحقة من ابن المدبر وشقير الحاجب، كما كانت دعما آخر له إضافة إلى دعم بعض القادة الترك المهيمنين على مقدرات الخلافة مثل بايكباك ويارجوخ. واستمال أحمد بن طولون الوزير الحسن بن مخلد عن طريق بذل المال أيضا، فأرسل له هذا الكتب التي كان يبعثها ابن المدبر وشقير الحاجب ضده. وبهذا الأسلوب السياسي كشف ابن طولون أعداءه واطلع على حقيقة موقفهم منه، لذلك قرر التخلص منهم حتى تخلو له الساحة السياسية، فاستدعى شقير الحاجب واعتقله، ولم يستحمل الأخير هول الصدمة، فمات. التفت أحمد بن طولون بعد ذلك إلى التخلص من ابن المدبر بفعل خطره عليه ووقوفه حجر عثرة في وجه مشروعاته الكبرى في مصر، فكتب إلى الخليفة المهتدي يطلب منه صرفه عن خراج مصر وتعيين محمد بن هلال مكانه، وهو أحد أصدقائه. ولما كان بايكباك مهيمنا على دار الخلافة، فقد وافق الخليفة على طلبه. وساعدت الظروف السياسية، التي حدثت في بغداد، أحمد بن طولون في تثبيت أقدامه في مصر، فقد حدث أن قتل بايكباك في سنة 256ه الموافقة لسنة 870م وخلفه القائد التركي يارجوخ وهو ختن ابن طولون، فكتب إليه: «تسلم من نفسك لنفسك»، وهي إشارة واضحة لتسليمه مصر كلها، ولكنه استثنى الخراج الذي ظل بيد أحمد بن المدبر، الذي أضحى محدود السلطة في ظل هيمنة ابن طولون. سار أحمد بن طولون بخطى ثابتة للسيطرة على الأمور كلها في مصر، فخرج على رأس قوة عسكرية إلى الإسكندرية واستخلف طغلغ على الفسطاط وطخشي بن يلبرد على الشرطة. وعندما وصل إليها في رمضان سنة 257ه الموافق فيه حزيران (يونيو) 871م استقبله عاملها إسحق بن دينار بالترحاب، فأقره عليها، كما استلم برقة من أحمد بن عيسى الصعيدي، فعظمت بذلك منزلته وكثر قلق ابن المدبر وغمه. وبذلك بدأت مرحلة جديدة في تاريخ مصر. توفي يارجوخ في سنة 259ه الموافقة لسنة 873م وهو صاحب إقطاع مصر الذي كان أحمد بن طولون يحكمه بالنيابة عنه ويدعو له على منابره بعد الخليفة، فأقره الخليفة المعتمد واليا عليها، وبذلك أضحى حاكم مصر الشرعي من قبل الخلافة مباشرة، وتعد هذه السنة سنة تأسيس الإمارة الطولونية. وفي سنة 263ه الموافقة لسنة 877م، ورد كتاب المعتمد إلى أحمد بن طولون يطلب منه إرسال خراج مصر، فرد عليه قائلا: «لست أطيق ذلك والخراج بيد غيري»، فما كان من المعتمد عندئذ إلا أن قلده خراج مصر وولاه إمرة الثغور الشامية على أثر اضطراب أوضاعها. فأضحى بذلك سيد الديار المصرية كلها والمشرف العام على جميع أعمالها العسكرية والإدارية والقضائية والمالية، وقام بضرب الدينار الأحمدي رمزا لهذا الاستقلال. واجه أحمد بن طولون في بداية حياته السياسية حركات ثورية عدة اتسم معظمها بالطابع الديني المذهبي بفعل النزاع الذي كان سائدا خلال هذه المرحلة، وكان التصدي لها يحقق أكثر من حاجة، منها إقرار الأمن في الداخل، والإخلاص للبيت العباسي، والدفاع عن الخلافة العباسية، وتثبيت مركزه بوصفه عاملها القوي. فقد استطاع القائد بغا الكبير بعد أن فر من بغداد أن يستقر في منطقة الكنائس بين برقة والإسكندرية، ورفع راية العصيان في سنة 255ه الموافقة لسنة 869م، وادعى نسبا علويا لاستقطاب الأنصار، واتخذ اسما هو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن طباطبا، ثم سار إلى صعيد مصر، فكثر أتباعه وادعى الخلافة. كان من الطبيعي أن يتصدى أحمد بن طولون لمثل هذه الثورات التي تشكل خطرا على وضعه الداخلي، فأرسل إليه القائد بهم بن الحسين اصطدم به وتغلب عليه وقتله. وفي سنة 256ه الموافقة لسنة 780م قامت حركة ثورية أخرى بقيادة إبراهيم بن محمد بن الصوفي العلوي، فهاجم إسنا، فدخلها ونهبها، وعاث فسادا في نواحيها، فأرسل إليه أحمد بن طولون القائد ابن يزداد، فتغلب العلوي عليه وأسره، فأرسل ابن طولون جيشا آخر بقيادة بهم بن الحسين اصطدم به في نواحي إخميم وهزمه وقتل كثيرا من رجاله، ونجا هو، فسار إلى الواحات فأقام مدة ثم ظهر في نواحي الأشمونين في سنة 259ه الموافقة لسنة 873م. فوجه إليه ابن طولون جيشا بقيادة ابن أبي المغيث فوجده قد أصعد (ذهب إلى الصعيد) لقتال رجل ظهر هناك زعم أنه عبد الحميد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، فتقاتلا قتالا شديدا أسفر عن انهزام العلوي، فولى هاربا إلى أسوان، فعاث فيها وقطع كثيرا من نخلها. فسير إليه ابن طولون جيشا بقيادة بهم بن الحسين وأمره بطلبه أين كان. فسار في أثره، وعندما علم بذلك هرب إلى عيذاب، وعبر البحر إلى مكة، وتفرق أصحابه. وعندما وصل إلى مكة بلغ خبره واليها، فقبض عليه وسجنه ثم أرسله إلى ابن طولون، فطيف به في البلد، ثم سجنه مدة وأطلقه، فذهب إلى المدينة المنورة فأقام بها إلى أن مات. لم يضع القضاء على حركة ابن الصوفي حدا لحركات التمرد واستئصال الفتنة في الصعيد، فقد ظهر رجل من أتباعه يكنى أبو روح، واسمه «سكن»، خرج في سنة 260ه الموافقة لسنة 874م في بوادي بحيرة الإسكندرية وثار ضد الحكم الطولوني للثأر له؛ والتفت حوله طائفة كبيرة، فقطع الطريق وأخاف السابلة، فوجه إليه أحمد بن طولون قائده يلبق الطرسوسي على رأس جيش كثيف، لكنه هزمهم وردهم على أعقابهم. وأهمل أحمد بن طولون أمر أبي روح مدة من الزمن، حتى إذا علم بأنه يغزو الفيوم أرسل جيشين للإجهاز عليه، فهزموه وأصحابه شر هزيمة وقتلوا كثيرا منهم ومن استسلم أسر. وتصدى أحمد بن طولون لحركة عبد الحميد بن عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، المكنى «أبو عبد الرحمن العمري»، على الرغم من أن هذه الحركة لم تكن موجهة مباشرة ضد الطولونيين وإنما قامت ضد قبائل البجا، الذين كانوا يغيرون على المناطق السكنية المتاخمة للثغور الجنوبية لمصر، فخرج هذا العمري غضبا للمسلمين وكمن لهم في طريقهم، فلما عادوا خرج عليهم وقتل قائدهم ومن معه ودخل بلادهم فنهبها وأكثر القتل فيهم، وتابع عليهم الغارات حتى أدوا له الجزية ولم يؤدوها لأحد قبله. واشتدت شوكة العمري وكثر أتباعه ما أثار أحمد بن طولون الذي لم يكن يقبل بوجود أي قوة، مهما كان نوعها، يمكن أن تشغل أي دور قد يكون منافسا لسلتطه ولوجوده الشخصي في مصر، وقد خشي أن يتجاوز حربه ضد البجا فيطمع في مصر كلها لذلك رأى في بقائه انتقاصا لسيادته؛ فأرسل إليه جيشا كثيفا، فلما تصافوا للقتال تقدم العمري وأخبر قائد الجيش أنه لا يطمع في مصر ولا رغبة له في حرب ابن طولون، وأنه لم يخرج للفساد ولم يتعرض أو يؤذي أهل البلاد سواء أكانوا مسلمين أم من أهل الذمة، وأن خروجه كان طلبا للجهاد فقط. فرفض قائد الجيش ذلك وقاتله فانهزم أمامه وعاد أدراجه إلى الفسطاط يجر أذيال الخسارة. ولم تمض أشهر ذات عدد حتى وافى أحمد بن طولون غلامان زعما أنهما من غلمان العمري وأنهما قتلاه وأتيا برأسه تقربا منه وحظوة، فأمر بقتلهما، وغسل رأس العمري وكفنه وطيبه ودفنه. وفي سنة 261ه الموافقة لسنة 875م ثار أهل برقة على الحكم الطولوني وأخرجوا أميرهم محمد بن فروخ. ويبدو أن الثورة كانت أشد خطرا، بدليل اهتمام أحمد بن طولون بإخمادها وتسخيره الجيش والأسطول في القضاء عليها، فأرسل إليهم ثلاثة جيوش برية تساندهم حملة بحرية وأمر القادة بالرفق بأهل برقة واستعمال اللين، فإن انقادوا وإلا السيف. ففعل القادة ما أمرهم به أميرهم، وطمع أهل برقة، ففتحوا الباب الذي عليه أحد الجيوش بقيادة أبي الأسود الغطريف ليلا وأوقعوا بعسكره وقتلوا منهم، كان الغطريف من بينهم، فلما عرف ابن طولون بذلك كتب إلى سائر القادة يأمرهم بقتال أهل المدينة، فنصبوا عليهم المجانيق وجدوا في قتالهم، فاضطروا إلى طلب الأمان، وفتحوا الباب للجيش الطولوني، فدخل إلى المدينة، وقبض على جماعة من رؤساء الفتنة وحملوا إلى الفسطاط، بينما أعدم بعضهم صلبا. يعود اهتمام أحمد بن طولون بالشام إلى مرحلة الشباب، وتحديدا إلى الأيام التي قضاها في ثغر طرسوس، حيث أدرك أهمية ثغورها في الدفاع عن الداخل الإسلامي ضد الأطماع البيزنطية. وأتاحت له ثورة عيسى بن الشيخ في فلسطين والأردن الفرصة كي يتدخل في الشؤون الشامية من واقع تكليف الخليفة أبو العباس أحمد المعتمد على الله له إخماد ثورته. وإذا كانت جهوده لم تثمر إلا أن هذه الحركة لفتت نظره إلى أهمية الشام ومدى تأثيرها السياسي والعسكري على مشروعاته في مصر، كما دفعته إلى تكوين جيش خاص به لاستخدامه في التوسع. ورأى ابن طولون أن عليه أن يتوسع باتجاه الشرق في الشام والوصول إلى حدود العراق والأناضول لضرورات عسكرية وسياسية، أهمها ضمان تدخله في شؤون الخلافة والدفاع عن أمنه في مصر، فالشام هي مفتاح مصر، وأي غاز سواء أكان بيزنطيا أو عباسيا أو شاميا حتى، لا بد له وأن ينطلق من هذه البلاد نحو مصر. كما دفعه عامل الجهاد الديني إلى ضم هذا الإقليم تمهيدا للسيطرة على ثغوره والدفاع عن بلاد المسلمين أمام توثب البيزنطيين، لا سيما وأن الروم أخذوا يضغطون بشكل متواصل على مناطق الثغور الإسلامية وبخاصة بعد خلافة المتوكل، وعجز الخلافة العباسية عن التصدي للهجمات البيزنطية. هذا بالإضافة إلى أهمية الشام الاقتصادية بالنسبة لمصر وحاجتها لمواردها الأولية كالأخشاب لصناعة السفن، بالإضافة للموارد الأخرى التي يحتاجها ابن طولون في مشروعه التوسعي. وفي تلك الفترة كانت الثغور الشامية مضطربة إما بفعل النزاعات بين الولاة الذين كانت تعينهم الخلافة أو بسبب مقتل هؤلاء قبل وصولهم إليها لتسلمها، بالإضافة إلى أنهم لم يقيموا فيها وأنابوا عنهم من يتولى إدارتها ويجبي خراجها ويغزو بأهلها، وكان من بين هؤلاء الولاة أحمد بن طولون نفسه الذي أناب عنه من يحصل خراجها ما أثار الأمير أبي أحمد الموفق طلحة أخي الخليفة المعتمد، فتشاور مع الأخير واتفقا على عزل ابن طولون وتعيين محمد بن هرون التغلبي، وكان يتولى الموصل، غير أنه قتل في الطريق على شاطئ دجلة سنة 260ه الموافقة لسنة 874م. فاختار الخليفة محمد بن علي بن يحيى بدلا منه وقلده الثغور، لكن هذا قتل أيضا بعدما ألب سيما الطويل التركي المتسلط على الثغور أنصاره فيها ودعاهم إلى الثورة على الوالي الجديد، فتم تعيين أرخور بن أولغ طرخان التركي بدلا منه، لكن هذا تشاغل بملذاته، وكان غرا جاهلا، أساء السيرة واستولى على كل ما لاح له، وأخر الميرة والأرزاق عن سكان حصن لؤلؤة، ففقدوا بذلك القدرة على الصمود في وجه هجمات البيزنطيين، فسقط الحصن بأيديهم. فاستاء الخليفة من ذلك ورأى من الأفضل إعادة تسليم المنطقة إلى أحمد بن طولون، فارتدت إليه ولاية الثغور مرة أخرى. وقد أسفر هذا عن نتائج بالغة الأهمية إذ وضح للسكان أن الثغور لن يحميها بشكل فعال إلا أحمد بن طولون، وأن جهاد البيزنطيين لن يتحقق إلا تحت رايته. وما حدث آنذاك من وفاة أماجور والي الشام، وتعيين القادة الترك ابنه علي واليا على هذا البلد مكان والده وكان صبيا، بالإضافة إلى ازدياد وضع الموفق حرجا بفعل وقوعه تحت ضغط ثورة الزنج التي أنهكت قواه؛ أتيح لابن طولون استغلال الأوضاع المؤاتية ليثب على الشام ويضمها إلى مصر، فلم يعترف بولاية علي بن أماجور، وأرسل إليه كتابا يعزيه بأبيه ويخبره بأن الخليفة قد قلده الشام كلها مضافا إلى الثغور الشامية، وأنه قادم ليعلن الجهاد ضد البيزنطيين، ويطلب منه أن يقدم للجيش الطولوني ما يحتاج إليه من الميرة والعلف والتسهيلات الأخرى. ولم يكن أمام علي بن أماجور الضعيف إلا أن يستجيب لطلبه فأعلن الولاء والطاعة له ودعا له على المنابر. خرج أحمد بن طولون من القطائع في شهر شوال سنة 264ه الموافق فيه شهر حزيران (يونيو) سنة 878م وسار إلى الرملة حيث وافاه عاملها محمد بن رافع، فقدم له الميرة والعلف وفروض الولاء والطاعة وخطب له على المنابر، فأبقاه ابن طولون في عمله. وأعلن والي مصر أثناء تقدمه في فلسطين، أنه قدم للجهاد، فجاءته العساكر والمطوعة، فضمها إلى جيشه وتقدم نحو دمشق، فخرج علي بن أماجور وأركان دولته لاستقباله والوفاء بحقه في الرئاسة، وانضموا إليه وأعدوا له الميرة والعلف. ومكث أحمد بن طولون أياما عدة في دمشق نظم خلالها أوضاعها الإدارية والعسكرية ودعي له على منابرها، وضم جندها وقادتهم إلى جيشه، ثم تابع تقدمه نحو حمص وعزل واليها عيسى الكرخي بفعل سوء سيرته وشكوى الحمصيين من ظلمه حرصا منه على كسب ودهم. ثم تقدم بعد ذلك إلى حماة فملكها وسار إلى حلب ودخلها، ثم تقدم إلى منطقة الثغور حيث فتح قنسرين والعواصم، وضرب الحصار على أنطاكية بعد أن رفض واليها سيما الطويل الدخول في طاعته، فاقتحمها بالاتفاق مع سكانها وقاتل حاميتها حتى استسلمت له، وقتل واليها على أيدي الأهالي الحاقدين عليه لشدة ظلمه وسوء تدبيره. كان من الطبيعي بعد سقوط أنطاكية أن يتوجه أحمد بن طولون إلى بقية الثغور الشامية، فدخل المصيصة وأضنة وانتهى به المطاف في طرسوس المدينة المحببة إلى قلبه، فامتنع واليها عن استقباله والترحيب به وأغلق الأبواب في وجهه، وفي رواية أخرى أن ابن طولون دخل المدينة في جمع عظيم دون أن يعارضه أحد. كان باستطاعة أحمد بن طولون أن يمضي في تحقيق غايته الجهادية إلى أبعد مدى، كما كان بإمكانه دخول بغداد نفسها، غير أن التطورات السياسية في مصر وخروج ابنه العباس عليه، والأخبار المزعجة التي وصلت إليه اضطرته إلى طي فكرة الجهاد مؤقتا والعودة إلى القطائع ليقضي على الثورة، إلا أنه كان عليه أن يؤمن أطراف إمارته في شمال شرقي الشام حيث بعض المتسلطين الذين رأى فيهم خطرا يهدد بلاده ومكتسباته، لذلك قرر ضرب هذه القوى، فأرسل جيشا إلى الرقة وجيشا آخر إلى حران، فضمهما إلى الأملاك الطولونية. ودخلت مدن ساحل الشام تحت حكم ابن طولون وأهمها طرابلس وعكا ويافا وذلك بالتزامن مع دخوله إلى دمشق. وهكذا دخلت الشام في مرحلة جديدة في تاريخ علاقتها مع مصر، إذ أضحتا تابعتين لقيادة واحدة تقوم في وقت واحد بتحريك الجيوش والأساطيل وقيادتها وتنسيق الأعمال فيما بينها. وبدأ الأسطول الطولوني نشاطه انطلاقا من قواعده في الشام، فهاجم جزر بحر إيجة ومدن اليونان، كما كلفت الخلافة أحمد بن طولون، على الرغم من العداء المستحكم بينهما، بمهمة الدفاع عن حدودها البرية المحاذية لبلاد الروم وبخاصة على جبهة الفرات في شمالي العراق التي هددت بغداد نفسها. كان أحمد بن طولون قد عين حاجبه لؤلؤ الذي اشترك معه في السيطرة على الشام حاكما عاما عليها قبل أن يقفل ويعود إلى مصر، فاتسع بذلك سلطان هذا الحاجب وخطب له على المنابر بعد الخليفة وابن طولون، وكتب اسمه على السكة. وبعد سنة 268ه الموافقة لسنتي 881-882م توضحت بوادر الشقاق بين أحمد بن طولون وغلامه لؤلؤ بدافع عاملين: الأول مالي، فقد شدد ابن طولون على غلامه في جباية الضرائب، وكان عامل الخراج تابعا مباشرة لابن طولون ويأتمر بأمره ما كبل يدي لؤلؤ، فأبدى سخطه واستولى على قسم من الخراج. أما العامل الثاني فسياسي ويتعلق بتعيين أحمد بن طولون صهره محمد بن فتح بن خاقان واليا على ديار مضر من دون أن يستشير لؤلؤ. وعلمت الخلافة بما حصل، فاستغل محمد بن سليمان الكاتب هذا الخلاف لضرب ابن طولون، فحث لؤلؤ على الانضمام إلى أبي أحمد الموفق طلحة وإرسال الخراج إليه. وفشلت مساعي ابن طولون في إعادة غلامه إلى الطاعة. واستولى لؤلؤ على مليون دينار، ثم انحاز إلى الموفق وانضم إليه. وهاجم لؤلؤ أثناء ذهابه إلى العراق، بالس ونهبها، واستولى على قرقيساء. نتيجة لهذا التطور السياسي، اضطر أحمد بن طولون للخروج إلى الشام لوضع حد لحركة غلامه لؤلؤ، وكان يأمل أن يلحق به قبل أن يدخل إلى العراق، لأن من شأن ذلك أن يهدد كيان دولته، لذلك جد في السير حتى لا تفوته هذه الفرصة وبخاصة أن الموفق كان على وشك القضاء على ثورة الزنج وأضحى بوسعه استعمال ورقة لؤلؤ للضغط عليه، ولما وصل إلى دمشق كان لؤلؤ قد فر إلى العراق وانضم إلى الموفق. استغل أحمد بن طولون وجوده في دمشق ليعيد سيطرته على مناطق الثغور، والمعروف أن «يازمان» خادم الفتح بن خاقان قد استبد بها بتحريض من الموفق وأعلن التمرد على الطولونيين، وراح يستقطب الأنصار ويضيق على السكان، فخشي ابن طولون سوء العاقبة وطمع البيزنطيين، فرأى أن يلجأ إلى السياسة لإقناع يازمان بالعودة إلى طاعته، وكلف في الوقت نفسه نائبه خلف الفرغاني وأقره القيام بغزو البيزنطيين في خطوة لاستقطاب السكان. رفض يازمان دعوة أحمد بن طولون، فكلف هذا خلف الفرغاني القبض عليه، غير أن أنصاره في طرسوس طردوا الفرغاني وولوا عليهم يازمان وتركوا الدعاء لابن طولون على المنابر ولعنوه، وعندما علم بذلك خرج بنفسه لتأديب الثائر، ولما وصل إلى المصيصة أرسل وجوه من معه إلى يازمان يدعوه مجددا إلى الطاعة، في خطوة سياسية أخيرة مقابل منحه الأمان، ولكن يازمان رفض الدعوة أيضا وأصر على المقاومة، وتحصن في أضنة، فحاصره ابن طولون وقد عسكر في مرج المدينة في شهر جمادى الآخرة سنة 270ه الموافق فيه شهر كانون الأول (ديسمبر) 883م، فعمد يازمان إلى تفجير مياه نهر البردان، وكان الفصل شتاء والبرد شديدا والأمطار غزيرة والثلوج كثيفة، فكاد الجيش أن يغرق بعد أن غرق المرج، واضطر ابن طولون أن يرحل عن المدينة في جنح الليل من دون أن يحقق نجاحا، فأقام أياما في المصيصة قبل أن يعود إلى دمشق ثم إلى مصر. وهكذا فشل أحمد بن طولون في المحافظة على مكتسباته كاملة في الشام. اتجه أحمد بن طولون في أواخر أيامه إلى تحسين الأجواء بينه وبين الموفق، فأبدى الأخير استعداده نظرا لأن الخلاف لم يصب في المصلحة العامة للمسلمين، وأدى إلى إضعاف مصر والعراق على حد سواء، واشترط أحمد بن طولون أن يكون تكريم الخليفة العباسي ورد اعتباره إليه بندا أساسيا في الصلح، فقبل الموفق وبادر بتكريم الخليفة ورد إليه اعتباره وأطلقه من محبسه. وكانت الخطوة التالية اعتراف الخلافة بشرعية حكم في مصر والشام، وقد أبدت استعدادها لتنفيذ ذلك لولا أن المنية وافت ابن طولون يوم الأحد في 10 ذي القعدة 270ه الموافق فيه 10 أيار (مايو) 884م، فاجتمع قادة الجند واختاروا أبا الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون خلفا لوالده تنفيذا لوصية الأخير، وإرضاء للجند الذين فضلوه والتفوا من حوله للمحافظة على تراث الإمارة ومكاسبها، وكان عمره عشرين سنة. والواقع أن أحمد بن طولون ترك وصية لابنه ضمنها خلاصة تجاربه السياسية، وحدد له فيها الخطوط العامة للسياسة التي يجب أن يتبعها، فأشار عليه بالمحافظة على بيعة الخليفة كونها أمانة في عنق كل أمير وهي ما يضفي على دولته مقوماتها الشرعية، ونصحه بالحفاظ على الجيش وإبقائه موحدا وخاضعا له ومواليا لدولته، وضمان ولاء عبيده ومواليه والاستمرار بالتسلح والاستعداد العسكري الدائم والقضاء على المؤامرات المنبعثة من العراق، وكسب ود أهل البلاد والفوز برضاهم وتعاونهم، والاعتدال في النفقات وعدم الإسراف في المال. ولم يخالف خمارويه وصية والده التي عدها ميثاقا لسياسته في مصر والشام وفي علاقاته مع الخلافة العباسية في بغداد، باستثناء الناحية الاقتصادية حيث مال إلى البذخ والإسراف في الترف. واجه خماروية في بداية حياته السياسية مشكلة رفض أخيه العباس مبايعته والاعتراف بحكمه، بعد أن كان والده قد قمع ثورته التي قام بها سابقا أثناء تغيبه في الشام، واستنادا إلى وصية أحمد بن طولون لابنه هذا كان عليه أن يتولى حكم الشام ومنطقة الثغور ويعترف بحكم خمارويه ويخضع له ويذعن بالطاعة، إلا أنه لم يفعل، إذ لم يشأ أن يتنازل عن حقه في خلافة والده بوصفه الابن الأكبر، وكان يتوهم أن خمارويه لا يقوى قلبه على مناهضته. واستدعاه رجال الدولة وخواص الأولياء والغلمان، ثم أحضروا المصحف لأخذ البيعة منه، لكنه تردد، وكشف عن نيته في العصيان، ما أثار الريبة في نفوس قادة الجند الذين كانوا يكرهونه لتعاليه وجفوته، فكان رفضه البيعة لأخيه أو تباطؤه فيها بمثابة النهاية المحتومة، فقد قتل بعد ذلك بأيام. وبعد أن اجتاز خمارويه بنجاح مشكلة رفض أخيه العباس الاعتراف بحكمه، وحقق وحدة القيادة السياسية والعسكرية، ووحد الأسرة الطولونية، انصرف إلى الاعتناء بتنمية القوة العسكرية، فأسس جيشا قويا اعتنى بتدريبه وتسليحه وزيادة عدد أفراده، ثم سارع إلى تنظيم أمور الشام بسبب أهميتها في دعم سلطته في مصر، لا سيما وأن الموفق كان قد انتهى من أمر الزنج بالبصرة واستقام له الأمر، فتفرغ لمصر ليأخذ بثأره القديم، مستغلا وفاة أحمد بن طولون وحداثة خمارويه في السن. أسند خمارويه قيادة أهم المدن والمناطق الشامية لأفضل قادته، وكتب بعدها إلى الخلافة العباسية يطلب إقراره على ما بيده من المناطق مقابل الدعاء للخليفة والطاعة التامة له، غير أن الموفق رفض طلبه، ما أغضب خمارويه، فأظهر استياءه، الأمر الذي عد نذيرا باستمرار النزاع واستئناف العمليات العسكرية. جمع الموفق بين القوة والدهاء في الحرب مع خمارويه، فاستغل إسحق بن كنداج، أمير الموصل والجزيرة الفراتية، الذي كان يرى أنه أحق بولاية الشام ومصر، وامتدت يداه إلى الداخل الطولوني لبذر بذور الشقاق والفرقة واستغلال ما ينتج من عداوات، فاستقطب أحمد بن محمد الواسطي الذي كان قد أقسم على أن يهدم كل ما بناه خمارويه وأحمد بن طولون، بعد أن قام خمارويه بتقديم محبوب بن جابر على الواسطي، الذي كان الأخير يعتبره من أتباعه ودونه في المنزلة، بالإضافة لتخوفه من غدر خمارويه نظرا لأنه هو (أي الواسطي) كان من أشار عليه بقتل أخيه العباس، فخشي أن ينتقم منه. ولما أرسله خمارويه على رأس جيش إلى العراق لحرب العباسيين، اتصل به الموفق وألبه على سيده. تصدى خمارويه للمحاولات العباسية القاضية بإقصائه عن الشام وانتزاع مصر منه، فأسرع في تجهيز الحملات العسكرية البرية والبحرية لإبعاد الحلف المناهض للطولونيين عن هذه البلاد، وانتزاع الاعتراف بشرعيته من العباسيين بقوة السلاح. تقدمت الجيوش الطولونية إلى الشام، وما أن وصلت إلى فلسطين حتى ظهرت المؤامرة، فقد انضم الواسطي إلى الجيوش العباسية معلنا صراحة خيانة سيده. وأسرعت القوات العباسية بدحر الجيش الطولوني، وسيطرت على الرقة وقنسرين والعواصم، كما هزمت جيشا ضخما يقوده خمارويه نفسه عند الطواحين على نهر أبي فطرس في جنوبي فلسطين قرب الرملة. وانهمك أفراد الجيش العباسي في جمع الغنائم والأسلاب، ففاجأهم الطولونيون وهم على هذه الحال، فقلبوا الهزيمة إلى نصر. وخشي العباسيون من عودة خمارويه، فتوجهت قواتهم الباقية إلى دمشق للاحتماء بها، فأغلق سكانها الأبواب في وجوههم ومنعوهم من دخولها، وكان لموقفهم هذا، المساند للطولونيين، تأثير واضح في مجرى الأحداث السياسية من واقع إعادة توحيد البلدين تحت الحكم الطولوني، وانسجاما مع شعورهم ضد العباسيين. وتمكن الطولونيون بقيادة سعد الأيسر من استعادة زمام المبادرة واستعاددة معظم مدن الشام، فدخل سعد الأيسر دمشق وخطب فيها لخمارويه، وأرسل إليه يبشره بالفتح، فسر هذا وخجل للهزيمة التي ألحقت به، فأكثر من الصدقات، وأطلق سراح الأسرى. ولى خمارويه قائد جيشه سعد الأيسر على الشام، فعمل هذا على نشر الأمن وتحقيق الاستقرار، وتصدى لهجمات الأعراب على قوافل الحجاج، فأمن بذلك طريق الحج. وظل خمارويه مدة سنة تقريبا لا يتدخل مباشرة في شؤون الشام، ما أعطى الفرصة لسعد الأيسر كي يعمل لمصلحته متجاوزا المصلحة العامة العليا، ويبدو أنه تطلع نحو الاستقلال عن مصر، فاستخف بسيده واتهمه بالتخاذل والجبن والانهماك باللهو، وكانت أخباره تصل إلى مصر، فتخوف منه خمارويه وقرر القضاء عليه، فدبر له مكيدة في الرملة وقتله. غضب سكان دمشق لمقتل أميرهم، فثاروا ضد خمارويه ولعنوه في الجامع الأموي، فما كان منه إلا أن توجه إلى المدينة ودخلها، ولم ينتقم من أهلها، بل استقطبهم عن طريق الإغراء بالمال والعطايا، فاسترد سلتطه ليس على دمشق فحسب، بل على البلاد كافة. وأرسل خمارويه الحملات العسكرية لمحاربة أعدائه في ديارهم متبنيا سياسة الهجوم، فبدأ بابن كنداج الذي كان ألعوبة بيد الموفق، وانحاز إليه في هذا الصراع محمد بن أبي الساج حاكم الأنبار بفعل أن مصلحته الآن تقضي بذلك، ودعا له على منابر أعماله. واصطدم الحليفان بقوات إسحق بن كنداج على مقربة من الرقة في منطقة البليخ وانتصرا عليها. وفر ابن كنداج إلى ماردين وتحصن بها. وطاردت القوات الطولونية جنوده المنهزمين حتى وصلت إلى سامراء. وسيطر خمارويه على منطقتي الجزيرة الفراتية والموصل وعين ابن أبي الساج عاملا عليهما نيابة عنه، واضطر ابن كنداج إلى الدخول في طاعته ورضي بأن يكون أحد عماله، ودعا له في أعماله التي بيده. وما أن عاد خمارويه إلى مصر حتى خرج عليه ابن أبي الساج بتحريض من الموفق، وانقض على أملاك الطولونيين في منطقة الجزيرة الفراتية، فاضطر خمارويه إلى الخروج مرة أخرى إلى الشام على رأس جيش كبير، والتقى بالقوات العباسية التي كان يقودها ابن أبي الساج في ثنية العقاب بالقرب من دمشق وانتصر عليها، وطارد ابن أبي الساج حتى الموصل، ثم تبعه حتى تكريت وانتصر عليه. وعلى هذا الشكل قضى خمارويه على أعدائه الذين اجتموا ضده، وأقر الأمن على حدوده الشرقية، وامتد نفوذه من برقة إلى الفرات ومن الأناضول إلى النوبة، وأضافت الخلافة أرمينية إلى أملاكه نظير ما بذله من جهود في منطقة الجزيرة الفراتية، واعترف الخليفة بسلطانه على تلك البلاد وأقره عليها، فاستقر له ولأولاده من بعده حكم مصر والشام الوراثي مدة ثلاثين سنة، كما اعترف «يازمان»، المستبد بالثغور، بحكمه ودعا له على منابر الثغور. وفي 18 رجب 279ه الموافق فيه 14 تشرين الأول (أكتوبر) 892م توفي الخليفة العباسي وبويع أبو العباس أحمد بن الموفق بالخلافة وتلقب بلقب «المعتضد بالله»، فجدد اعتراف الخلافة بولاية خمارويه وولده طيلة ثلاثين سنة على المناطق التي سيطر عليها، وتمت مصاهرة بين البيتين العباسي والطولوني، إذ زوج خمارويه ابنته قطر الندى للخليفة المعتضد. كان خمارويه قد بنى قصرا بسفح جبل قاسيون المشرف على دمشق أسفل دير مران، يشرب فيه الخمر، فقتل في قصره هذا على أيدي خدمه بسبب انحلاله، في 28 ذي القعدة 282ه الموافق فيه 18 كانون الثاني (يناير) 896م. وكان والي الشام الأمير طغج بن جف في القصر في تلك الليلة، وعندما علم بذلك طارد القتلة وكانوا نيفا وعشرين خادما، فأدركهم وقبض عليهم وقتلهم، وحمل أبا الجيش في تابوت من دمشق إلى مصر، وكان يوم دخوله عظيما حيث استقبله جواريه وجواري غلمانه ونساء قادته بالصياح وما تصنع النساء في المآتم، وخرج الغلمان وقد حلوا أقبيتهم، وفيهم من سود ثيابه وشقها، فكانت في البلد ضجة وصرخة حتى دفن. جرى ذلك في الوقت الذي لم يكن يقدر أنه سيقتل في نشوة النصر وذروة الظفر، لتتصدع الإمارة من بعده وتهوى. شكل مقتل خمارويه المفاجئ بداية نهاية الدولة الطولونية، حيث بدا البيت الطولوني وكأنه فرغ من الرجال القادرين على مواصلة مسيرة الدولة بنجاح، وبدت النظم التي وضعها المؤسس، والتي صمدت طيلة ستة وعشرين سنة، كأنها بنيت على الرمال، فسارت الإمارة في خطى سريعة نحو الضعف والانحلال، وتهاوى ملك بني طولون في نحو عشر سنوات. اختار بطانة خمارويه ابنه أبو العساكر جيش ليكون حاكما على مصر والشام مكانه، ولم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، متجاوزة أعمامه أبناء أحمد بن طولون البالغين والقادرين على ملء الفراغ، وذلك للحفاظ على امتيازاتها، فبايعته وهو صبي لم يؤدبه الزمان ولم تحصنه التجارب والعرفان. ولم يكن جيش بالأمير القادر على تحمل المسؤولية التي أوكلت إليه، فقد انصرف إلى اللهو والشراب، وأحاط نفسه بطبقة فاسدة من الزنوج والروم، لا وزن لأفرادها ولا قدر لهم، ولم يكن لهم عهد بتقاليد البلاد وآداب العامة، وقد دفعوه إلى الانغماس بالملاهي والتجرد من الأخلاق. دفعت هذه التطورات بعض القادة من المغاربة والبربر والخزر، الذين يميلون إلى أحمد بن طولون وأبنائه، إلى الطلب من جيش التنحي عن العرش وتولية أحد أعمامه، فرفض الطلب، وأقدم على قتل عمه أبي العشائر نصر، وهو من القادة الطولونيين الذين برزوا في معركة الطواحين، ورمى برأسه إلى الثائرين. واضطر القادة الترك الذين شاركوا الثائرين في توجهاتهم إلى الفرار من مصر، فتوجهوا إلى الكوفة، حيث رحب بهم الخليفة المعتضد وأرسل عددا من القادة والأمراء لاستقبالهم. كما استغل والي الشام طغج بن جف زعزعة الوضع الداخلي في مصر، وخرج على الحكم الطولوني، رافضا أن يخضع لأمير صغير وحاشيته الفاسدة، فأسقط اسمه من الخطبة واستقل بحكم ما بيده من الأعمال. كان خروج طغج بن جف على هذا النحو من النذر الخطرة التي برزت في هذه المرحلة من حياة الطولونيين لأنه يعرض حدود الدولة الشرقية للخطر، ومما زاد الأمر صعوبة وخطورة أنه كانت تحت إمرته قوات طولونية كبيرة، ويتحكم بموارد الشام مع وفرتها وكثرتها، الأمر الذي كان له أثر كبير في زعزعة الحكم الطولوني. ولم تكن منطقة الثغور لترضى أيضا أن تذعن لحكم أمير طفل، فأعلن أحمد بن طغان، نائب الطولونيين في الثغور، عدم رضاه عما آلت إليه الأوضاع، فخرج عن طاعة الدولة المتداعية والانصياع للأمير الصغير جيش، وقرر خلعه بعد مدة وجيزة من توليته. واشتدت الفتنة في مصر ضد حكم جيش، وامتدت إلى حاشيته والمحيطين به، فقام عدد من قادة الجند والموالي بخلعه وسجنه يوم 10 جمادى الآخرة 283ه الموافق فيه 25 تموز (يوليو) 896م، ونهبوا داره، ثم ما لبثوا أن قتلوه بعد عدة أيام. اجتمعت القوى النافذة وقادة الجند، يوم خلع جيش، وأسرعوا في تولية أبي موسى هرون بن خمارويه، وكان صغيرا لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، متظاهرين بالولاء للبيت الطولوني، لكن الواقع أنهم خشوا أن يتولى الحكم أحد الرجال الطولونيين الكبار فيقف ضد تطلعاتهم ويحاسبهم على أعمالهم، لذلك اتفقت أهواؤهم على تنصيب من لا يقدر على التصدي لعبثهم، ضاربين بذلك الإمارة من داخلها وساروا بها نحو الهاوية. شهد عهد هرون أحداثا داخلية خطيرة دفعت الإمارة إلى نهايتها المحتومة. فقد رأى القيمون على تسيير الأمور أنهم أضعف من أن يواجهوا الأمور المستجدة، وتراجعوا أمام التحديات والتصدي للأخطار الكبيرة التي ظهرت على مسرح الأحداث السياسية في الشام والثغور، في الوقت الذي انهمك فيه هرون باللهو والسكر، وأدركوا أنهم أضعف من أن يخضعوا طغج بن جف، لذلك استقطبوه بالسياسة، فأرسلوا إليه سفارة تساومه في الاعتراف بحكم هرون مقابل الاحتفاظ بنفوذه في الشام، فنجحت هذه في مهمتها وسويت الأمور في الشام وتقررت جميع أعمالها، لكن على الرغم من ذلك فإن الأمور في مصر ازدادت سوءا، إذ تقاسمت الحاشية السلطة والوظائف العامة مشكلة مراكز قوى داخل الدولة، وراحت تعمل لمصلحتها، فاحتكرت السلطة وتحكمت بشؤون الدولة، وأصبح لها الكلمة الأولى في تسيير الأمور، وقد سيطر بضعة أفراد منها على بضع طوائف من الجند، فأصبحوا لا يأتمرون إلا بأمر من سيطر عليهم بحيث صاروا له كالغلمان. واختص كل واحد من هؤلاء القادة بسلطات إدارية واسعة. فقد تولى أبو جعفر بن أبى الوصاية على الأمير الصغير، وتصرف بدر الحمامي في شؤون الشام يصلح أمرها كيف يشاء. وعمدوا إلى التضييق على أنصار أحمد بن طولون، فنكلوا بهم وشتتوا شملهم. وعلى هذا الشكل تفتتت وحدة الدولة والجيش. وشهد عهد هرون أيضا أحداثا خارجية خطيرة أكملت حلقات التدهور، وأدت بالنهاية إلى سقوط الإمارة الطولونية. ففي سنة 284ه الموافقة لسنة 897م، وبينما كان أحمد بن طغان نائب الطولونيين على الثغور منهمكا بحرب البيزنطيين، أقدم راغب الخادم مولى الموفق، الذي كان قد نزل طرسوس للجهاد، أقدم على إسقاط الدعاء للطولونيين ودعا لبدر مولى الخليفة المعتضد. ورأى الخليفة العباسي أن الفرصة مؤاتية للتدخل في الشؤون الطولونية والقضاء على استقلال هذه الإمارة وإعادة المناطق التي سيطرت عليها إلى حظيرة الدولة العباسية، خصوصا بعد أن غادر أحمد بن طغان طرسوس عائدا إلى مصر وكلف نائبة دميانة القيام بأمر المدينة، فدفع الخليفة راغبا إلى الاصطدام بدميانة وبالقائد العسكري يوسف بن الباغمردي الذي عين خلفا له، وأسفر الصدام عن انتصار راغب، فاعتقل خصميه وحملهما مقيدين إلى بغداد، فانحسر بذلك النفوذ الطولوني عن الثغور وبخاصة في طرسوس، وأضحى وجودهم في هذه المنطقة أمرا لا قيمة له. وجاءت الضربة القاضية للنفوذ الطولوني في الثغور من الأهالي أنفسهم، فقد قدمت وفود منهم على الخليفة تطلب منه العناية بشؤونهم وضبط أمور ثغرهم، وتعيين من يقودهم للجهاد ضد البيزنطيين، وبخاصة أنهم أضحوا بغير أمير، بعد أن طردوا الوالي الطولوني بسبب سوء تصرفاته. ويبدو أن الخليفة ارتضى هذه التبعية، فعين ابن الأخشيد أميرا على الثغور. وتطلع الخليفة بعد ذلك إلى منطقة الجزيرة الفراتية وأعالي الفرات من ديار ربيعة وديار مضر، لاقتطاعها من ملك الطولونيين، واضطر هؤلاء تحت ضغط الأحداث السياسية والعسكرية المتمثلة بخروج بعض مدن الشام وثغورها، بالإضافة إلى ما أصابهم من الوهن، إلى مقايضة وجودهم فيها مقابل اعتراف الخلافة بحقوقهم في مصر والشام، وذلك في سنة 285ه الموافقة لسنة 898م. كما أبرم الخليفة معاهدة مذلة مع الطولونيين أجبرهم فيها على التنازل عن أعمال حلب وقنسرين والعواصم، وأن يدفعوا أربعمائة وخمسين ألف دينار سنويا إلى بيت المال في بغداد، متعمدا إرهاقهم ماديا في سبيل خلق مبرر لتدخله المباشر، وأن يوافقوا على تعيين مندوب يمثل الخليفة في مصر ليقوم بالإشراف على أوضاعها. ازداد الوضع الطولوني في الشام خطورة على أثر ظهور قوة جديدة قدر لها أن تقضي على ما بقي للطولونيين من نفوذ بموجب الاتفاق الأخير مع العباسيين، وهيبة في النفوس، وتعلي كلمة الخلافة وتظهرها بمظهر المنقذ للعالم الإسلامي، وتحلها من أية وعود أعطتها للطولونيين، وتمنحها سندا شرعيا لغزو مصر واستئصال بني طولون منها. هذه القوة الجديدة هي قوة القرامطة الذين اجتاحوا الشام ونشروا الفوضى والاضطراب في جميع أرجائها، ولم يفلح الجيش الطولوني بالوقوف في وجهها ورد خطرها، فضاعت هيبة الطولونيين في نفوس الناس، وارتفعت صيحات النقمة والاحتجاج في أرجاء العالم الإسلامي في غربي آسيا، وتدفقت الرسائل من علماء وأعيان مصر والشام إلى دار الخلافة لالتماس المساعدة. كانت الخلافة تنتظر الفرصة المؤاتبة للتدخل وإثبات وجودها وتأكيد مكاسبها في الشام، وإظهار ضعف الطولونيين، خاصة بعد وفاة المعتضد واعتلاء أبو أحمد علي المكتفي بالله سدة الخلافة، فقرر التصدي للقرامطة وضربهم في الشام في خطوة أولى، ومن ثم القضاء على الطولونيين فيها وفي مصر في خطوة ثانية. سار الخليفة في جيش عرمرمي إلى الموصل ومنها راح يرسل الجيوش الواحد تلو الآخر إلى الشام للقضاء على القرامطة. توجه الجيش الأول إلى حلب وتعداده عشرة آلاف مقاتل، وعسكر أفراده في وادي بطنان القريب من المدينة، فباغتتهم القوات القرمطية وهزمتهم، وقتلت كثيرا منهم، ونجا القائد أبو الأغر مع نفر من جنوده لا يتجاوزون الألف، ودخل بهم إلى حلب، فطاردتهم القوات القرمطية وحاصرت المدينة، غير أنه تمكن بمساعدة سكانها من رفع الحصار بعد اصدامات ضارية مع المحاصرين، وقتل منهم أعدادا كثيرة، ووصل الخليفة في غضون ذلك إلى الرقة، وأرسل جيشا كثيفا لمطاردة القرامطة والقضاء عليهم، بقيادة محمد بن سليمان الكاتب، فالتقى بهم بالقرب من حماة وهزمهم، واستأصل شأفتهم، ووضع حدا لخطرهم في الشام، وذلك في سنة 291ه الموافقة لسنة 904م. كما قبض على الزعيم القرمطي الحسن بن زكرويه مع ثلاثمائة ونيف من مرافقيه، فأرسلوا إلى الخليفة الذي أمر بإعدامهم فورا. وما كاد محمد بن سليمان الكاتب يفرغ من الاحتفال بالنصر على القرامطة حتى تلقى أمرا من الخليفة بأن يستعد لحرب الطولونيين، فمضى لتنفيذ هذه الرغبة، واستعان بالقادة أنفسهم الذين شاركوه في حرب القرامطة ومعظمهم ممن خدم في الجيش الطولوني وفروا في عهد أبو العساكر جيش، وهم أعرف الناس بمصر ومسالكها، فأعد جيشا تعداده عشرة آلاف مقاتل أغلبهم من الخراسانية الأشداء. ودعم الخليفة هذا الجيش البري بحملة بحرية، فأرسل قائد الأسطول العباسي في الشام ومصر كي يفرض حصارا بحريا على الثغور الطولونية ويقطع الإمدادات عنهم. تقدم محمد بن سليمان الكاتب على رأس جيشه إلى دمشق ودخلها من دون مقاومة، وانضمت إليه بقايا القوات الطولونية في الشام، وولاة الطولونيين الناقمون على هرون، ثم تابع تقدمه حتى دخل فلسطين، فقدم له عاملها الطولوني وصيف بن سوار تكين الطاعة، وانضم إلى قواته. حاول هرون التصدي للجيوش العباسية واستقطاب ولاة الشام إلى صفه مجددا، غير أنهم لم يستجيبوا له، وخلال هذا الوقت كان الأسطول العباسي قد بلغ مدينة تنيس، حيث التقى بالأسطول الطولوني وهزمه شر هزيمة وسقطت المدينة بيده، ثم لحق به حتى دمياط حيث هزمه للمرة الثانية واستولى على مراكبه وأسر بحارته، ثم تقدم نحو الفسطاط فأحرق الجسر الشرقي الذي يصلها بالروضة، وخرب الجسر الغربي الذي يصلها بالجيزة، فقطع بذلك الإمدادات عنها ممهدا الطريق للقوات البرية لاقتحامها. وفي ظل هذه الظروف الحرجة قتل هرون وهو ثمل على يد عماه شيبان وعدي ليلة الأحد في 19 صفر 292ه الموافق فيه 31 كانون الأول (ديسمبر) 904م، وخلفه شيبان. وما كاد محمد بن سليمان الكاتب يقف على تمزق الطولونيين وتفرق قواتهم على هذا الشكل، واطمأن إلى ضعف المقاومة الطولونية، حتى تقدم من فلسطين إلى مصر. وتقهقرت قوات شيبان بن أحمد فدخلت العاصمة للدفاع عنها، فطاردتها القوات العباسية حتى وصلت إلى الفسطاط والقطائع وضربت الحصار عليهما، كما تقدم الأسطول العباسي وحاصرهما من النهر. وتعرضت المدينتان للضرب المتواصل من البر والنهر في ظل مقاومة طولونية ضارية، ما دفع محمد بن سليمان الكاتب إلى أن يعرض الاستسلام على شيبان مقابل تأمينه وتأمين رجاله، وعندما علم هؤلاء بذلك تركوه وانضموا إلى الجيش العباسي، فاضطر شيبان عندئذ إلى طلب الأمان له ولأهله فمنح أياه، لكن العساكر لم تعلم بهذا الصلح، لذا حدث في اليوم التالي أن اشتبك الجيشان وانهزمت القوات الطولونية ودخل الجنود العباسيون القطائع بقيادة محمد بن سليمان، الذي نقض الأمان الذي منحه لشيبان، وعامل الأسرة الطولونية بقسوة، فأخرجها من مصر وأرسل أفرادها، البالغ عددهم عشرين شخصا، إلى بغداد مع قادتهم ومواليهم، ونقل معهم آثارهم وتحفهم، واستصفى أموالهم. وهكذا سقطت الدولة الطولونية وعادت مصر ولاية عباسية كما كانت قبل سبع وثلاثين سنة، وتولاها محمد بن سليمان الكاتب بناء على أمر الخليفة. بعد أن استقل أحمد بن طولون بمصر عن الدولة العباسية، حاول الارتقاء بالفسطاط ليضاهي بها مركز الخلافة في بغداد وسامراء. ولما ضاقت به الدار التي يسكنها بعد الاستكثار من العبيد والرجال؛ قرر أن يتوسع، فاختار مكانا يقع إلى أقصى الشمال الشرقي من العسكر بين جبل يشكر وسفح المقطم، قرب دار الإمارة، وأسس ضاحية جديدة تسمى «القطائع» على مساحة تقدر بميل مربع، وذلك في سنة 257ه الموافقة لسنة 870م، فاختط فيها قصرا وأمر أصحابه وغلمانه وأتباعه أن يختطوا لأنفسهم حوله، فاختطوا وبنوا حتى اتصل البناء بعمارة الفسطاط، ثم قطعت القطائع وسميت كل قطيعة باسم من سكنها. فكانت للنوب قطيعة مفردة تعرف بهم، وللروم قطيعة أخرى، وللفراشين قطيعة مفردة، ولغيرهم من كل صنف من الغلمان قطيعة مفردة تعرف بهم. وبنى القادة مواضع متفرقة ومتعددة، فعمرت القطائع عمارة حسنة، وتفرقت فيها السكك والأزقة، وبنيت فيها المساجد والكنائس، والطواحين، والحمامات، والأفران، والأسواق، فصارت مدينة كبيرة أعمر وأحسن من مدن الشام. وكانت عمارة المباني سواء السكنية أم الدينية على النمط السامرائي الذي كان شائعا في ذلك الزمان في دار الخلافة. كما شيد فيها بيمارستان كان المرضى يعالجون فيه ويوزع عليهم الدواء بالمجان. وبنى أحمد بن طولون قصره الجديد، فأتقن بناءه، وجعل له حديقة غناء، وميدانا فسيحا لعرض الجيش والضرب فيه بالصوالجة، فسمي القصر كله «الميدان». وأنشأ هذا القصر الكبير على طراز قصور خلفاء بغداد، وأقام فيه المظلات، وكان له أبواب للدخول والخروج، ولكل باب اسم، وهي: باب الميدان، وباب الصوالجة، وباب الخاصة، وباب الجبل، وباب الحرم، وباب الدرمون، وباب دعناج، وباب الساج، وباب الصلاة الذي عرف أيضا بباب السباع. وكان الطريق الذي يخرج منه ابن طولون ويعرج منه إلى القصر واسعا، فقطعه ابن طولون بحائط وبنى فيه ثلاثة أبواب كبيرة. وكانت الدروب متصلة كلها، واحد إلى جانب واحد. وكانت الأبواب المذكورة تفتح في يوم العيد أو يوم عرض الجيش أو يوم صدقة، وباستثناء هذه الأيام لا تفتح إلا بترتيب في أوقات معينة. والأثر الباقي حتى اليوم من أعمال ابن طولون العمرانية هو مسجده المعروف بجامع ابن طولون، وهو من أقدم المساجد الباقية بالقاهرة. وقد بني هذا الجامع في جبل يشكر بعد أن ضاق المسجد القديم الملاصق للشرطة بالمصلين خصوصا في صلاة الجمعة، وكان ابن طولون قد وجد فوق الجبل مبلغا من المال في المكان المعروف بتنور فرعون، فاستثمره في بناء الجامع والعين المعروفة بعين أبي بن خليد. وتولى رجل مسيحي حاذق في الهندسة بناء الجامع والعين في سنة 263ه الموافقة لسنة 877م، وبعد أن فرغ من بناءه في شهر رمضان سنة 265ه الموافق لشهر آذار (مارس) سنة 879م، بيضه وخلقه وعلق فيه القناديل، وفرش فيه الحصر العبدانية والسامانية، وحمل إليه صناديق المصاحف، ونقل إليه القراء والفقهاء. وكان بناءه قياسا واقتباسا من بناء جامع سامراء. وهذا الاهتمام بالعمران لدى ابن طولون، تحول عند ابنه خمارويه إلى إسراف وتبذير، فقد زاد في إنشاءات قصر أبيه، وحول الميدان إلى بستان زرع فيه أنواع الرياحين وأصناف الشجر المطعم العجيب، وأنواع الورد والزعفران والنيلوفر، وغرس أشجار النخيل والمشمش واللوز وهجن بعضها، وحفر السواقي لسقايتها، وابتنى برجا من خشب الساج سرح فيه الطيور كالقماري والدباسي والنونيات. وأنشأ في داره مجلسا برواقه سماه «بيت الذهب»، طلى جدرانه كلها بالذهب المجاول باللازورد المنقوش، وحفرت صوره وصور نسائه على الخشب بالحجم الطبيعي. وبنى خمارويه أيضا في داره دورا للسباع جعل فيها بيوتا بآزاج، كل بيت يسع أسدا ولبؤة، وخصص لكل صنف من الدواب اصطبلات. وكان لتبذيره هذا أثر في إضعاف الدولة لاحقا. زالت جميع هذه الآثار المعمارية الطولونية ولم يبقى منها سوى المسجد، فعندما دخل الجيش العباسي القطائع قام بإحراقها ونقل متاعها وأثاثها إلى عاصمة الخلافة، في محاولة لإزالة آثار تلك الدولة التي استعصت على الخلافة طيلة سنوات طويلة. كان أحمد بن طولون بحاجة إلى المال لتنفيذ مشروعاته في مصر والتمكين لنفسه فيها، واضطرته هذه الحاجة إلى إجراء إصلاحات اقتصادية للسيطرة على موارد البلاد وتنميتها من واقع ضبط الخراج وتحسين الإنتاج. ففيما يتعلق بضبط الخراج، فالمعروف أن أوضاع مصر الاقتصادية كانت قبل قدوم أحمد بن طولون إلى مصر في غاية السوء، وقد بدأت دلائل الاضطراب الاقتصادي منذ عهد الخليفة أبي جعفر المنصور، عندما أمر بأن يرسل الولاة إلى العاصمة قدرا معلوما من الخراج، وأهمل في الوقت نفسه مراقبتهم، فاندفع هؤلاء في فرض ضرائب جديدة على السكان واشتطوا في جبايتها، ثم دخل الإقطاع التركي في العصر العباسي الثاني من خلال اقتسام الولايات بين القادة الترك، وقد حملوا معهم سياسة ضريبية وزراعية متعسفة بهدف مضاعفة الخراج والحصول على الأموال بشتى الطرق. وعندما آل الخراج إلى ابن المدبر زاد الضرائب أربعة أضعاف عما كان عليه. ففرض ضريبة على الكلأ، وعلى المصايد، وعلى أشجار النخيل، والسنط، واللبخ، واحتكر مادة النطرون، فانهارت بذلك الحياة الاقتصادية، وتدهور الإنتاج، وأضحت البلاد على شفا الإفلاس. وكان على أحمد بن طولون أن يقوم الأوضاع الاقتصادية حتى ينتشل البلاد من عثرتها ويبني اقتصادا سليما. وكانت خطوته الأولى في هذا السبيل السيطرة على الخراج، فأقصى ابن المدبر عنه وجعل ديوان الخراج خاضعا له خضوعا مباشرا ومطلقا. وعين موظفين في الإدارة المالية يثق بهم ويدينون له بالولاء والطاعة، وعزل من اشتهر بالفساد، وفرض رقابة صارمة على موظفي هذا الديوان ووضع حدا لنهبهم وسلبهم بحيث لم يعد باستطاعتهم أن يفرضوا ما طاب لهم من ضرائب من دون رقيب، على نحو ما كانو يفعلون. وحظر الارتفاق على العمال، وكان تدبيره هذا من أنجح الخطوات التي اتخذها لضبط أوضاع البلاد وكف أيدي العابثين عن التلاعب. وعمد أحمد بن طولون إلى إصلاح العملة، فسك الدينار الطولوني الجديد الذي امتاز بثقل وزنه وخلوه من الغش، الأمر الذي أعاد الثقة المالية والطمأنينة إلى السوق. وكان اعتماده على الخراج بوصفه المورد الضريبي الأول، واعتقد أنه لو أحسن توزيعه وضبطه وجبايته، لأضحى من أهم الموارد المالية في البلاد، لذلك لوحظ بأنه منذ أن بدأ رقابته على المالية العامة رغب بنفسه عن أدناس المعاون، وألغى الجبايات الظالمة القديمة التي لم تتجاوز حصيلتها مائة ألف دينار في السنة، كما ألغى ضريبة الكلأ والمصايد والأخشاب، وأباح للناس استخدام النطرون. فارتفع خراج مصر نتيجة هذه الإصلاحات فبلغ رقما لم يبلغه من قبل، فقد أصبح نحوا من أربعة ملايين وثلاثمائة ألف دينار. وفيما يتعلق بتحسين الإنتاج، فقد عمل أحمد بن طولون على حماية الفلاحين والمنتجين على حد سواء، وبث الطمأنينة والاستقرار في نفوسهما من خلال ما أجراه من إصلاحات إدارية قضت على الفتن الداخلية. وحمى الفلاح من جشع العمال وطمعهم، ووفر له الأرض الزراعية وحاجته من الماء، فأصلح أقنية الري، وحفر الجديد منها، كما أصلح السدود الخربة، ومنع ممارسات متعهدي الضرائب على الفلاحين، فتحسنت أوضاع مصر الزراعية وتضاعف الدخل الزراعي، ودخلت الدولة في ميادين الإنتاج الزراعي كمساهم. واستولى أحمد بن طولون على الأراضي الزراعية التي تركها أصحابها، وتولى زراعتها بنفسه، كما عمد إلى استغلال الأملاك التي كانت لصاحب إقطاع مصر، وكان يرسل إلى سكانها الأصليين نصيبا من خراجها، وكان يشرف على هذه الأراضي ديوان خاص اسمه ديوان الأملاك. واهتم أحمد بن طولون بإصلاح الوضع التجاري ليعيد إلى التجارة الثقة والحيوية، وإذ لم يحتكر التجارة ولا المساهمة فيها إلا أن إصلاحاته هدفت إلى إصلاح العملة ليعيد الثقة إليها ما أدى إلى ارتفاع الميزان التجاري، واستعاد التجار الثقة بالاقتصادي المصري، وأقبلوا على الأسواق. والمعروف أن أموال مصر التي كانت ترسل إلى بغداد أضحت تصرف في البلاد، فتحسن وضع الجند والموظفين والغلمان، وأضحت مصر مركزا لنشاط اقتصادي كبير. وضرب أحمد بن طولون نطاقا حول حدود مصر لحماية اقتصادها، فلا تتسرب الكتب ولا نفيس الأمتعة إلا بإذنه. وشمل الإصلاح الصناعي تشجيع صناعة النسيج في تنيس والإسكندرية والبهنسا والأشمونين ودمياط وإخميم، كما راجت صناعة الأسلحة، وعمرت دور الصناعة فساهمت في حركة التصنيع. تأمن لأحمد بن طولون نتيجة هذه الإصلاحات أموال طائلة حيث بلغ الخراج وحده أربعة آلاف ألف دينار مع رخاء الأسعار، وكان كل ذلك معينا لابن طولون في خطوته نحو الاستقلال. كان الإسلام هو الدين الأكثر انتشارا في ربوع الدولة الطولونية، وكان أغلب الأهالي في مصر والشام من أهل السنة والجماعة، وكان هناك فئة أقل عددا من الشيعة الاثنا عشرية تستوطن بعض أنحاء الشام كجبل عامل جنوبي لبنان، وبعض مدن وقرى الساحل والداخل. وكان القضاء على المذهب الحنفي، وهو المذهب الرسمي للدولة العباسية، على أن المذاهب الإسلامية الأخرى كانت رائجة ومنتشرة، وكان من يطلب التقاضي وفق المذهب المالكي أو الشافعي أو الحنبلي يجاب إلى طلبه. نبغ في عهد الدولة الطولونية عدد كبير من الفقهاء والمحدثين، منهم من علماء المالكية محمد بن عبد الله بن الحكم المصري المتوفى سنة 268ه الموافقة لسنة 881م، الذي تولى الإفتاء بمصر، وكان فقيه مصر على مذهب الإمام مالك، وكانت تشد إليه الرحال من المغرب والأندلس، وله مصنفات كثيرة. ومن المالكية أيضا محمد بن أصبغ بن الفرج (. 275ه \ 888م) وروح بن الفرج أبو الزنباع الزبيري (. 282ه \ 895م)، وأحمد بن محمد بن خالد الإسكندراني (. 309ه \ 921م). أما الشافعية فقد نبغ منهم الربيع بن سليمان المرادي (. 270ه \ 883م)، صاحب الإمام الشافعي، وهو الذي روى أكثر كتبه، وقال الشافعي عنه: «الربيع راويتي»، «ما خدمني أحد ما خدمني الربيع». ومن فقهاء الشافعية أيضا قحزم بن عبد الله الأسواني (. 271ه \ 884م)، وهو من أصل مسيحي، وكان من جملة أصحاب الشافعي الآخذين عنه، وكان مقيما بأسوان، ومنهم كذلك أبو القاسم بشر بن منصور البغدادي (. 302ه \ 914م)، الذي جاء إلى مصر وتفقه على المذهب الشافعي. أما الفقهاء الحنفية، فمن أشهرهم القاضي بكار بن قتيبة الثقفي (. 270ه \ 883م)، ومنهم أيضا أحمد بن أبي عمران (. 285ه \ 898م)، وكان من أكابر الحنفية وهو شيخ الطحاوي. نعم أهل الذمة في عصر الدولة الطولونية بالهدوء والاستقرار، فتحسنت أحوالهم، وباشروا طقوسهم الدينية بحرية تامة. وأحسن الأمراء الطولونيون معاملة أهل الذمة وخاصة النصارى منهم. وكان أحمد بن طولون لا يتواني عن الدفاع عن حقوقهم والاقتصاص لهم من عماله وقادته. ومما تجدر الإشارة إليه، أن ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الطولونية
|
a0317082fff5a0fe44b9ff1b211f074e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.904161",
"source": "Wikipedia"
}
|
مروانيون
|
مروانيون
|
المروانيون سلالة کردية سنية حكمت في شمال سوريا وجنوب الأناضول، سنوات 990-96/1084 . المقر: ميافارقين. بعد وفاة عضد الدولة البويهي (983 )، بدأت الدولة البويهية في الانحلال. قام أحد قادة العشائر کردیة (مروان) واسمه أبو علي بن مروان (990-997 ) بإنشاء إمارة مستقلة في ديار بكر وميافارقين. بسبب الحروب المتواصلة مع جيرانهم، وضع المروانيون أنفسهم تحت حماية الفاطميين. يشير الكاتب والمؤرخ السوري محمد جمال باروت في كتابه التكوين التاريخي الحديث للجزيرة السورية، الصفحة 235 إلى أن المروانيون اتخذوا من مدينة ميافارقين عاصمة لهم، وكانت اللغة الکردیة هي اللغة المحكية والرسمية في إمارتهم. عرفت الدولة أوجها السياسي أثناء عهد كل من أبي منصور (997-1011 ) ثم نصر الدولة أحمد (1011-1064 ). قام الأمراء المروانيون بتشجيع حركة العمران وبناء المدن، كما شجعوا العلماء والأدباء في دولتهم. قام المروانيون بصد غزوة لإحدى قبائل الغز (الأغوز) التركمانية في المنطقة سنة 1/1042 . بعد سنة 1061 بدأ أفراد الأسرة في التناحر وأخذت الدولة تضعف. وضع هؤلاء أنفسهم تحت وصاية السلاجقة منذ 71/1070 . إلا أن حركتهم هذه لم تشفع لهم، فقام السلاجقة بطردهم وأجلوهم عن منطقة ديار بكر نهائيا سنة 1084 . سنة 1096 يتم القضاء على آخر الحكام من أفراد الأسرة. کتب ابن بطلان کتابه (دعوة الاطباء) للامیر نصر الدولة ابی نصر احمد بن مروان بن دوستک الکردی الحمیدی الملقب صاحب الدولة نصیر الدین امیر میافارقین ودیار بکر الذی ملک هذه البلاد بعد ان قتل اخوه أبو سعید منصور بن مروان فی قلعة الهنتاج لیلة الخمیس خامس جمادی الاولی سنة 401 ، وکان رجلا مسعودا عالی الهمة حسن السیاسة کثیر الحزم قضی من اللذات وبلغ من السعادة ما یقصر الوصف عن شرحه. حکی ابن الازرق الفارقی فی تاریخه انه لم ینقل عن نصیر الدولة انه صادر احدا فی ایامه سوی شخص واحد قص قصته. قد عاش الامیر نصیر الدولة 77 سنة وکانت امارته 55 عاما. جاء ذکر ذلک فی وفیات الاعیان لابن خلکان وفی تاریخ الحکماء لابن القفطی وفی مختصر الدول لابن العبری.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مروانيون
|
889dd26caca630695e153e63d12b11a8
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.922508",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة السامانية
|
الدولة السامانية
|
الدولة السامانية أو السلالة السامانية أو السامانيون أو بنو سامان، هي دولة فارسية إسلامية أسسها أربعة إخوة من ذرية سامان بن خدات، واستمرت نحو قرنين من الزمان، وذلك منذ عام 819 ، حتى 999 . نشأت الدولة السامانية بداية كإمارة إسلامية تابعة للخلافة العباسية وتعمل في الذود عن أراضي المسلمين ضد الغارات التركية. وقد وصلت الدولة في ذروة عهدها في حكم الأمير إسماعيل الساماني، حيث ضمت الدولة مناطق عديدة في ما يعرف اليوم باسم أفغانستان، وأجزاء واسعة من إيران، وطاجكستان، وتركمنستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وأجزاء من كازاخستان، وباكستان، وذلك من العاصمة الأولى سمرقند ثم بخارى. تأسست الدولة السامانية على يد أربعة إخوة، هم نوح، وأحمد، ويحيى، وإلياس، وجميعهم أبناء أسد بن سامان خدا، والذي عرفت السلالة بانتسابها إليه. كان لكل من الإخوة جزء يحكمه من أراضي خراسان بتفويض ومباركة من الخليفة العباسي عبد الله المأمون باعتبارهم تابعين للخلافة. في عام 892 ، قام إسماعيل بن أحمد الساماني بمحاربة الصفاريون الذين خرجوا على طاعة الخليفة في بلاد المشرق، حتى تمكن من القضاء عليهم وإرسال عمرو بن الليث الصفاري أسيرا إلى الخليفة، لتصبح المنطقة التي تشمل خراسان وما وراء النهر تحت سلطة السامانيين. أسس الأشقاء الأربعة: نوح، وأحمد، ويحيى، وإلياس الدولة السامانية- وحكم كل منهم أرضه الخاصة تحت السيطرة العباسية. عام 892، وحد إسماعيل الساماني (892- 907) الدولة السامانية تحت راية حاكم واحد، بالتالي، وضع نهاية فعالة للنظام الإقطاعي الذي يتبعه السامانيون. أصبحت الدولة السامانية مستقلة عن السلطة العباسية في عهده أيضا. ينحدر مؤسس السلالة السامانية من أسرة (فارسية). أصبح أحفاده الأربعة بعد 819 ولاة من قبل الطاهريين على كل الأراضي التابعة لتورانيين أسلاف توركمان من سمرقند، فرغانة، شاش وهراة. تلى نصر الأول بن أحمد (874-892 ) أباه في الولاية على سمرقند سنة 864 . بعد سقوط دولة الطاهريين سنة 874 أصبح واليا على ما وراء النهر من قبل العباسيين ثم استقل بالأمر. قام أخوه إسماعيل (892-907 ) بالقضاء على دولة الصفاريين (حتى سنة 903 ) ثم ضم إليه أفغانستان وأجزاء كبيرة من فارس مع خراسان. بلغت الدولة أقصى اتساعها أثناء عهد نصر الثاني (914-943 ): من بغداد، كرمان ومازندان (على الخليج العربي) حتى تركستان وحدود الهند. بعد 945 أزاح البويهيون السامانيين عن ماوراء النهر وخراسان. في عهد منصور الأول (961-976 ) ثم نوح الثاني (976-997 ) عرفت الحياة الفكرية عصر ذهبيا، وأصبحت العاصمة بخارى مركزا للثقافة التركية الأوزبكية وآدابها. بعد حروب طويلة مع القبائل الفارسية الطاجيكية الضاربة على حدود الدولة الشرقية أنهكت الدولة. استولى الغزنويون سنة 994 على خراسان ثم ضم القراخانات مناطق ما وراء النهر سنة 999م. قتل آخر الأمراء السامانيين سنة 1005م أثناء محاولته الفرار. تعتبر الدولة السامانية جزءا من فترة النهضة الفارسية، التي شهدت إنشاء الحضارة والهوية الفارسية التي نقلت الخطاب والتقاليد الإيرانية إلى مشهد العالم الإسلامي. قاد ذلك لاحقا إلى تشكيل الثقافة التركية الفارسية. شجع السامانيون الفنون، ما أدى إلى تطور العلوم والأدب، بالتالي، أدى ذلك إلى جذب العلماء، مثل الرودكي، وأبو القاسم الفردوسي، وابن سينا. في فترة السيطرة السامانية، كانت بخارى ندا لبغداد في أوج تألقها. يلاحظ العلماء أن السامانيين أحيوا اللغة والثقافة الفارسية أكثر من الدولتين البويهية والصفارية، مع استمرار اللغة العربية في رعاية العلوم والدراسات الدينية أيضا. اعتبروا أنفسهم أسلاف الإمبراطورية الساسانية. في أحد المراسيم المشهورة، أعلنت السلطات السامانية «أن اللغة الفارسية هي السائدة في المنطقة، وأن الملوك الفرس هم ملوك هذه المملكة». آل سامان أو السامانيون من عائلة عرفت بالرياسة قبل الإسلام وبعده، فقد كان جدهم بهرام بن خشنش الساماني عاملا على آذربيجان قبل حلول الإسلام بين ظهرانيهم. ولما ولي المأمون العباسي خراسان لأبيه هارون الرشيد قربهم إليه ورفع منهم واستعملهم أمراء على مناطق نفوذهم. ولما عاد المأمون كخليفة إلى بغداد في سنة 204 للهجرة استخلف أبناء أسد الساماني على أهم المدن في خراسان. فجعل نوح بن أسد على سمرقند وأحمد بن أسد على فرغانة ويحيى بن أسد على الشاش وأشروسنة وإلياس بن أسد على هراة، فلما ولي طاهر بن الحسين خراسان أبقاهم على أعمالهم هذه، ثم توفي نوح بن أسد. فولي أخوه أحمد بن أسد بعده ثم استخلفه ابنه إسماعيل على أعماله بسمرقند. في سنة 261 للهجرة. في ربيع الأول من سنة 287 للهجرة، تمكن عمرو ابن الليث الصفار حاكم نيسابور (أخو يعقوب الصفار) من قتل عدو الخلافة العباسية الأول في ذلك الوقت رافع بن هرثمة بعد معركة عنيفة ويبعث برأسه للخليفة العباسي المعتضد. ويطلب من الخليفة توليته بلاد ما وراء النهر الغنية، ومراد كل طامع ثمنا لذلك. وكما هو ديدن كل من يقف على رأس السلطة السياسية في بغداد الخليفة أو وزراؤه، متغلب واحد قوي موال في كل مصر من أمصار الدولة، هو المطلب الثابت للخلافة. ولذا أرسل الخليفة العباسي لواء الخلافة وخلعا وهدايا سنيه إلى نيسابور ورضا الخلافة عن سعي عمرو بن الليث الصفار لبسط نفوذه على بلاد ما وراء النهر. كان عمرو بن الليث الصفار يستصغر أمر، إسماعيل بن أحمد الساماني على بلاد ما وراء النهر، فبعث إليه من نيسابور جيشا متواضعا في العدة والعدد، وجعل على ذلك الجيش خليفته وحاجبه واخص أصحابه وأكبرهم عنده الأمير محمد ابن بشير. تقدم محمد بن بشير بجيشه إلى مدينة آمل، المدينة التي بإزاء بلاد ما وراء النهر، ولكن الأخبار كانت قد وصلت سريعا إلى إسماعيل بن أحمد الساماني، فعبر إليهم بجيشه نهر جيحون فأدركهم فور وصولهم، وهم على قدر كبير من التعب، فأوقع بهم هزيمة فادحة قتل في المعركة ستة آلاف مقاتل بينهم أمير الجيش نفسه محمد بن بشير. وانهزم الباقون إلى نيسابور وهم بأسوأ حال. فكان وقع الهزيمة الغير متوقعة في نفس عمرو بن الليث الصفار كالصاعقة. فجهز فور عودة طلائع جيشه، جيشا كثيفا، وجمع الكثير من المتطوعة وأطلق المال لهذا الجيش وأحسن عدته، ورغم أن جميع أصحابه وكبار قادته أشاروا عليه بإنفاذ الجيوش تحت إمرة قادته الكبار والذين خبروا القتال طويلا وأن لا يخاطر هو بنفسه. عزم عمرو على أن يقود كتائب هذا الجيش بنفسه ليسترد مهابته التي بددتها هزيمته، بعث إسماعيل بن أحمد الساماني كتابا إلى عمرو بن الليث الصفار جاء فيه: تقدم عمرو بن الليث الصفار أمير بلاد ما وراء النهر على رأس جيشه بعد أن أتم كامل استعداداته للمواجهة الحاسمة، ولأن الحرب خدعة، واصل الأمير إسماعيل الساماني كتبه إلى عمرو الصفار التي يطلب فيه المصالحة، ويتعطفه بلين الخطاب لإيهامه بأنه على غير استعداد للمواجهة. ولكن الحقيقة كانت غير ذلك. بلغ جيش الصفار نهر بلخ في موسم الفيضان، فاستعصى عليه العبور لشدة جريان مياه النهر، فأشار عليه قواده بالرجوع، ولكنه أبى إلا المواجهة، وقال: «لو شئت أن أسكر هذا النهر ببيدر من الأموال وأعبره لفعلت». انتفع إسماعيل بن أحمد الساماني من التحرك المكشوف لخصمه عمرو بن الليث الصفار فعبر إلى الضفة الغربية لنهر جيحون بسرعة خاطفة، وأحاط بجيش خصمه من كل ناحية لكثرة جموعه، والصفار لم يزل يعالج معدات العبور إلى الضفة الشرقية. انتبه عمرو إلى الحقيقة المرعبة وبشكل مفاجئ أنه محاصر تماما، فأسقط ما في يده، وبعث بكتاب إلى إسماعيل يخبره فيه بأنه وافق على الصلح الذي أراد، وطلب المحاجزة، ولكن إسماعيل هو الذي يأبى هذه المرة ولن يقبل إلا بالمناجزة، فندم حينئذ عمرو بن الليث الصفار على ما فعل. اشتبك الجيشان في معركة حامية كثر القتل فيها بين الفريقين، وبالرغم من وجود عمرو بن الليث الصفار مقاتلا بين جنوده إلا أن المباغتة حطت من معنوياتهم. لم يدم القتال بين الجيشين حتى تفكك جيش عمرو بن الليث الصفار، وتفرق في كل ناحية طلبا للنجاة. فأمر من تبقى معه من الجنود، أن يسيروا في الطريق الواضح وأن يغذوا السير حتى ينصرف الذين يتبعونه خلف جملة جيشه، وسلك هو طريقا آخرا ظن أنه منجيه. فوحلت به دابته ودواب من معه. فمضى أصاحبه في سبيلهم وتركوه وحده، ولم يكن له في نفسه حيلة، فأدركه جنود إسماعيل وأخذوه أسيرا. وصل خبر أسر عامل الخلافة وثقتها الأمير عمرو بن الليث الصفار إلى الخليفة المعتضد العباسي في بغداد. وبما أن الحق عند الخليفة هو دوما مع القوي المنتصر، عرف الخليفة المعتضد بما فعل إسماعيل بن أحمد الساماني بعمرو بن الليث الصفار في بغداد، وبذا برز إسماعيل بن أحمد الساماني في ذلك الزمان واشتهر بين رجالات السياسة في البيت العباسي وقادة جيوشهم، الأمر الذي مهد فيما بعد لفرض ملك آل سامان كأمر واقع معترف به. أرسل الخليفة المعتضد إلى الأمير إسماعيل الساماني الخلع والهدايا وأقره واليا على ما كان في يده وما انتزعه من الصفارين في المعارك الأخيرة. وفي واحد من المواقف القليلة بين الخصوم في مثل تلك الظروف، خير إسماعيل بن أحمد الساماني أسيره الأمير عمرو بن الليث الصفار بين المقام عنده أو إنفاذه إلى الخليفة المعتضد، وحتى يكمل عمرو بن الليث الصفار مسلسل قراراته الخاطئة اختار الترحيل إلى بغداد. فبعث به إسماعيل إلى هناك فلما وصل موكبه.خرج رجال الخليفة على مبعدة من العاصمة لاستقباله، فأدخلوه إلى بغداد مشتهرا على جمل وطيف به في المدينة إذلالا له، ومن ثم أودع السجن وبقي به محبوسا حتى اخرج وقتل في عام 289 للهجرة بعد عام واحد من أسره. محمد بن زيد العلوي صاحب طبرستان والذي لم يستغل الفراغ الذي حصل في خراسان بعد سماعه بأسر عمرو بن الليث الصفار واضطراب حكم الصفارين فخرج من طبرستان نحو خراسان ظنا منه أن إسماعيل الساماني اكتفى بكسر جيش الصفار وأسره وأنه لا يتجاوز عمله ولا يقصد خراسان وأنه لا دافع له عنها. أرسل إليه إسماعيل الساماني يقول له "إلزم عملك ولا تتجاوزه ولا تقصد خراسان، وأقره على جرجان التي في يديه عاملا له عليها، فأبى ذلك محمد زيد. فندب إليه القائد محمد بن هارون. فجمع جمعا كثيرا وراجل وسار نحو محمد بن زيد فالتقوا على باب جرجان واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أصحاب محمد بن زيد وقتل منهم بشر كثير وأصابت بن زيد ضربات وأسر ابنه زيد بن محمد بن زيد ونهب بن هرون عسكره وما فيه، ثم مات محمد بن زيد بعد أيام من جراحاته التي أصابته وحمل ابنه زيد بن محمد إلى الأمير إسماعيل بن محمد الساماني فأطلق سراحه. في سنة مئتين وتسعين للهجرة أمير الجيوش السامانية محمد بن هارون الذي كان قد حارب محمد بن زيد العلوي وتولى طبرستان لإسماعيل بن أحمد الساماني، يخلع طاعة الأمير الساماني ويسير إلى الري ويقتل واليها (الدتمش التركي) ويستولي عليها. إسماعيل بن أحمد الساماني يبعث بجيشه على جناح السرعة فيهزم محمد بن هارون ويلجئه إلى الديلم مستجيرا بهم، ويدخل إسماعيل الري ويقطعها لبارس الكبير على أن يحضر له الأمير المشاقق محمد بن هارون قسرا أو صلحا، فكاتبه بارس وضمن له إصلاح حاله مع الأمير إسماعيل فقبل محمد قوله دون أن يظن أنها خديعة، فما أن وصل حتى قيد وحمل إلى بخارى وقتل فيها. في منتصف صفر سنة مئتين وخمس وتسعين للهجرة، توفي إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان وبلاد ما وراء النهر بعاصمة الدولة السامانية بخارى، وولي بعده ابنه أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني. خرج الأمير الجديد إلى سمرقند في أول فعل قام به، وقبض على أقوى منافسيه على زعامة البيت الساماني عمه إسحاق بن أحمد لئلا يخرج عليه ويشغله. ومن سمرقند توجه إلى جرجان إذ امتنع عاملها بارس الكبير من حمل الأموال إلى بخارى بعد سماعه بموت إسماعيل، فهرب بارس إلى بغداد خوفا منه في أربعة آلاف فارس بعد أن كتب إلى المكتفي العباسي يستأذنه في المسير إليه. وأتت كتب المكتفي يعهد بالولاية إلى المتغلب الجديد أحمد بن إسماعيل الساماني. توفي المكتفي بالله العباسي ابن المعتضد بن الموفق بن المتوكل، وتولى أمر الخلافة من بعده أخوه جعفر بن المعتضد ولقب بالقاهر. وفي 296ه الوزير العباس بن الحسن يجمع القواد والقضاة في عاصمة الخلافة بغداد ويخلع المقتدر ويبايع ابن المعتز وسمي المرتضي بالله، ها هنا وقفات قلما تتكرر في التأريخ فبعد بضعة أيام يخلع المرتضي ويعود المقتدر العباسي خليفة من جديد. يطلب المقتدر من نصر بن أحمد الساماني أن يضم إليه سجستان وما تبقى من الأعمال التي لم تزل في يد الصفارين. في رجب سنة مئتين وثمان وتسعين للهجرة استولى أبو نصر أحمد بن إسماعيل الساماني على تاجيك نشين وبها المعدل بن علي بن الليث الصفار فأخذه وأخذ أخاه محمد بن علي بن الليث أسيرين بعد أن كسروا جيشه، واستولوا على عسكره، واستعمل عليها سيمجور الدواتي. وكتب أحمد إلى المقتدر بالقبض عليهما، فطلب منه المقتدر أن يحملهما إلى بغداد. وبعد أن أتم أحمد بن إسماعيل الساماني سلطانه ودعم ملكه أطلق عمه إسحاق بن أحمد من محبسه بعد أن زال خطره، وولاه سمرقند وفرغانه. ورد كتاب عامل طبرستان أبو العباس صعلوك يخبر أحمد بن إسماعيل الساماني بظهور الحسن بن علي والملقب بالأطروش واستيلائه على طبرستان وانه أخرجه عنها بعد أن كسر جيش السامانيين فيها، وأنه خارج بجموع غفيرة من الديلم، فغم الأمير ذلك ونفر بجيشه إلى هناك. وكان له أسد يربطه كل ليلة على باب مبيته فلا يجسر أحد أن يقربه، فلما كان في بعض الطريق أغفل الخدم إحضار الأسد تلك الليلة فدخل إليه جماعة من غلمانه فذبحوه على سريره وهربوا، وكان قتله ليلة الخميس في الثالث والعشرين من جماد الآخرى سنة إحدى وثلاثمئة، فحمل إلى بخارى ودفن بها ولقب حينئذ بالكذاب. تولى الأمر بعد الأمير أحمد بن إسماعيل الساماني ولده أبو الحسن نصر ابن أحمد وعمره ثمان سنين ولقب بالسعيد وبايعه أصحاب أبيه بعد الدفن مباشرة. ولما حمله خدم أبيه ليظهر للناس خافهم وظن أنهم يريدون قتله كما فعلو بأبيه، فقالوا: لا إنما نريد أن تكون موضع أبيك أميرا علينا، فسكن روعه، استصغر الناس نصرا واستضعفوه لحداثة سنه وظنوا أن أمره لا ينتظم مع قوة عم أبيه الأمير إسحاق بن أحمد صاحب سمرقند، وهو شيخ السامانيه في ذلك الحين. وعلى غير العادة في مثل أحوال كهذه، تولى تدبير دولة الأمير الصغير أبو عبد الله محمد ابن أحمد الجيهاني صاحب أبيه، فأمضى الأمور وضبط المملكة. واتفق هو وحشم نصر ابن أحمد على تدبير الأمر فأحكموه. خرج شيخ السامانيه إسحاق ابن أحمد ابن أسد الساماني بسمرقند وعصى بها وقام ابنه إلياس بأمر الجيش وقوي أمرهما فسارا نحو بخارى عاصمة السامانيين. فسير نصر بن أحمد بن إسماعيل الساماني إليه القائد حمويه ابن علي في عسكر كثيف وكان ذلك في شهر رمضان فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق إلى سمرقند، ثم جمع وعاد مرة ثانية فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم إسحاق أيضا وتبعه حمويه إلى سمرقند فملكها قهرا، واختفى إسحاق وطلبه حمويه ووضع عليه العيون والرصد، فضاق بإسحاق الحال فأظهر نفسه واستأمن إلى حمويه فأمنه وحمله إلى بخارى، فأقام بها إلى إن مات، وأما ابنه الياس فإنه سار إلى فرغانة واستتر بها. بعد أن فرغ الأمير الساماني من أمر عمه إسحاق أرسل الجيوش تحت قيادة مقدم السامانية بن صعلوك لمعالجة الناصر الحسن بن علي الإطروش. فالتقى العسكران بمدينة سالوس على ساحل بحر قزوين. وبعد معارك ضارية انهزم مقدم السامانية بن صعلوك بعد أن ترك في ساحة المعركة أربعة آلاف قتيل من جماعته. حاصر الحسن بن علي الإطروش بقية جيش السامانيين ثم أمنهم على أنفسهم فخرجوا إليه فغنم كل ما كان في عسكرهم وأخلى سبيلهم. وكان الحسن بن الأطروش هذا أحد جنود محمد بن زيد، وكان زيدي المذهب، شاعرا مفلقا، ظريفا، حسن النادرة، وله مناقضات في الشعر مع الشاعر العربي ابن المعتز في سنة ثلاثمئة وسبع للهجرة أحمد بن سهل كبير القواد السامانيين ومخضرمهم، والمقدم على الجيوش في الحروب التي خدم بها آل سامان. يخالف بنيسابور ويستولي عليها ويسقط خطبة السعيد بن أحمد الساماني وينفذ رسولا إلى بغداد يخطب لنفسه أعمال خراسان من الخلافة العباسية. ويتوجه من نيسابور إلى جرجان وبها القائد العسكري قراتكين فيهزمه ويستولي عليها ثم يقصد مرو ويضمها إليه أيضا. فأرسل إليه السعيد نصر الساماني الجيوش من بخارى مع حمويه بن علي وحاصر مرو، فخرج أحمد بن سهل عن مرو نحو حمويه فالتقوا في مدينة مرو الروذ، فانهزم أصحاب أحمد وحارب هو حتى نال منه الإعياء فنزل عن دابته وطلب الأمان، فأخذوه أسيرا وأنفذوه إلى بخارى، فمات بالحبس فيها. في سنة ثلاثمئة وتسع للهجرة تأتي الأخبار إلى عاصمة السامانيين بخارى بهزيمة القائد قراتكين والي نيسابور أمام ليلى بن النعمان الديلمي قائد جيوش بن الإطروش وأسر القائد الثاني بارس مع ألف من الفرسان السامانية وسقوط نيسابور بيد الإطروش. أنفذ السعيد نصر الساماني من بخارى إلى نيسابور القائد العسكري حمويه ابن علي ومحمد بن عبد الله البلغمي وأبو جعفر صعلوك وخوارزم شاه وسيمجور الدواتي على رأس جيش جرار، التقى العسكران بمدينة طوس فاقتتلوا أشد القتال فانهزم أصحاب ليلى بن النعمان بعد أن مالت الكفة عليهم في الميدان. ومضى ليلى منهزما فقبض عليه وأنفذ إلى حمويه، فقطع رأسه ونصبه على رمح في وسط العسكر ومضى به إلى الأمير الساماني. وردت الأخبار عن خروج الياس بن إسحاق بن أحمد الساماني بفرغانة والذي كان قد ظهر سابقا قبل عدة سنين مع أبيه إسحاق بن أحمد شيخ السامانية وبعد هزيمتهم هرب واختبأ في فرغانة. استعان عند خروجه بمحمد بن الحسين بن مت، وجمع من الترك فاجتمع معه ثلاثون ألف عنان، وأنه سيقصد سمرقند لأخذها. فسير إليه الأمير نصر الساماني أبا عمر محمد بن أسد في ألفين وخمسمئة رجل فقط من خاصة أتباعه وأمرهم أن يتحركوا بسرية تامة وأن يكمنوا له خارج سمرقند يوم ورود الياس إليها. فلما وردها الياس لم يكن يعلم بالكمين واشتغل هو ومن معه بالنزول فلما أمسوا على غير تعبئه خرج الكمين عليهم من بين الشجر ووضعوا السيوف فيهم فانهزم إلياس وأصحابه وقتل من جماعته خلق كثير من بينهم قائد جيوشه محمد بن الحسين بن مت فقطع رأسه وأنفذ إلى بخارى، في سنة ثلاثمئة وثمان عشرة للهجرة خرج السعيد نصر بن أحمد الساماني من عاصمته بخارى قاصدا نيسابور. متولي الإطعام في سجن بخارى أبو بكر الخباز يخرج أخوة السعيد بن أحمد الساماني ثلاثتهم يحيى ومنصور وإبراهيم من السجن. ومن فورهم نهبوا دور الإمارة والخزائن وقصر أخيهم الأمير الساماني، وأطلقوا سراح السجناء. وجعلوا الخباز قائدا على جيوشهم بعد أن اجتمع لهم خلق كثير ممن وافقهم من جنود السامية والسجناء والمطوعة. وانتظم لهم الأمر في بخارى عاصمة السامانيين وقويت شوكتهم. والأمير السعيد لم يزل في نيسابور. وأيضا كان أبو بكر محمد بن المظفر قائد جيوش السامانيين بجرجان. وصلت أنباء العاصمة بخارى المفاجأة إلى الأمير السعيد نصر بن أحمد الساماني في نيسابور فقفل راجعا إليها. بعد أن بعث إلى قائد جيوشه أبي بكر محمد بن المظفر ليوافيه إلى بخارى. وصل نصر بن أحمد الساماني سريعا إلى النهر ليعبر إلى بخارى فوافته قوات الخباز التي أوكل إليها مهاجمة عسكر الأمير حينما يعود إلى عاصمته، فاقتتلوا ساعة ولم تلبث جنود الخباز أن انهزمت وتركته وحيدا ليأسره الأمير ويأخذه إلى عاصمته بخارى، وهناك ألقي الخباز في ذات التنور الذي كان يخبز فيه للسجناء، بعد أن أضرموا النار في جوفه. خرج الأمير السعيد الساماني بعد أن أعاد سلطانه في بخارى. في إثر أخوته الذين هربوا صوب هرات وكان قد سبقه إليها قائد جيوشه محمد بن المظفر فاجتمعوا هناك، فاستأمن أخواه منصور وإبراهيم إليه. وأما أخوه الثالث يحيى فقد هرب إلى نيسابور. فكان الأمير السعيد في إثره لا يمكنه من الاستقرار، فحصره بها وبذل له الأمان فجاء إليه، فأكرمه وأحسن إليه، فيما تمكن أخوه إبراهيم من الإفلات من قبضته والمضي إلى بغداد في رجب سنة ثلاثمئة وإحدى وثلاثين للهجرة توفي السعيد نصر بن أحمد الساماني صاحب خراسان وما وراء النهر بعد معاناته ثلاثة عشر شهرا من مرض السل، ولم يكن بقي من مشايخ دولتهم أحد. فقد سعى بعضهم ببعض طلبا للرياسة والسلطان فهلك بعضهم ومات البعض الآخر، وكانت ولاية السعيد ثلاثين سنه. وولي مكانه ابنه نوح بن نصر بن أحمد الساماني وبايعه الناس ولقب بالأمير الحميد، وفوض أمره إلى أبي الفضل محمد بن أحمد الحاكم. في سنة ثلاثمئة وأربع وثلاثين للهجرة الأمير الحميد نوح بن نصر الساماني يعزل والي خراسان أبا علي بن محتاج ويولي مكانه إبراهيم بن سيمجور. أبو علي بن محتاج عامل خراسان المعزول يكاتب إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني والذي استقر في بغداد بعد فراره قبل سنين عده، ويستقدمه إليه ويبايعه ويملكه البلاد التي بين يديه. قدم إبراهيم الساماني وهو عم الأمير الحميد الساماني بنحو تسعين فارسا واجتمع له الكثير من الجيوش فملك نيسابور وتقدم صوب مرو فخرجت له الجيوش مؤيده. فملكها في جمادى الأولى سنة مئتين وخمس وثلاثين للهجرة. ثم تقدم إلى عاصمتهم بخارى وهو بجمع كثيف من العساكر. وصلت أخبار إبراهيم بن أحمد بن إسماعيل الساماني إلى الأمير نوح وأنه توجه إليه في بخارى بعد أن ملك أغلب أراضي خراسان فترك العاصمة وتوجه إلى سمرقند بعد أن أيقن أن لا طاقة له لصد الجيوش الكثيفة التي زحفت صوبه، فدخلها إبراهيم في جمادى الآخرة سنة ثلاثمئة وخمس وثلاثين وبايعه الناس، ولكنه ما لبث أن دعا إلى ابن أخيه محمد بن نصر أخ الأمير نوح الساماني وبايعه وجعل من نفسه قائدا لجيوشه بعد أن رأى ميل الناس إلى ولد أخيه. جمع الأمير نوح بن نصر الساماني القواد والأجناد في نيسابور وبذل لهم أمولا كثيرة، وتقدم صوب العاصمة بخارى، بجمع كثيف من العساكر وحاصر العاصمة وضيق عليهم طويلا فما كان من عمه إبراهيم وأخيه محمد إلا أن خرجا من البلد طالبين الأمان فقبض عليهم الأمير نوح وسمل أعينهما ودخل العاصمة في رمضان سنة مئتين وخمس وثلاثين للهجرة، وأنفذ جيوشه إلى بقية الأعمال بقيادة منصور بن قراتكين وولاه خراسان وأعاد الأمر كله إليه. في سنة ثلاثمئة وست وثلاثين للهجرة، الدولة البويهية اليافعة بقيادة ركن الدولة البويهي تتقدم صوب طبرستان وتنتزعها من الدولة السامانية بعد أن هزمت القائد وشمكير عامل الأمير نوح بن نصر الساماني عليها وتسير منها إلى جرجان فتملكها. فسير الأمير نصر قائد جيوشه منصور بن قراتكين من خراسان إلى جرجان وبصحبته وشمكير القائد المنهزم من المعركة، وبعد معارك حامية انتصرت جيوش نوح بن نصر الساماني على جيوش البويهيين، وفرقوا العساكر في البلاد واستقر الأمر لهم من جديد. وفي سنة ثلاثمئة وثلاث وأربعين للهجرة مات الأمير نوح بن نصر الساماني والذي كان يلقب بالأمير الحميد وولي بعده ابنه عبد الملك فاستعمل بكر بن مالك قائدا على جيوشه وأنفذه في أول محرم إلى الري لمقاتلة ركن الدولة البويهي فدخلوا أصفهان واستولوا على خزائن الدولة البويهية ونهبت دور العامة في أصفهان، فاتصل ركن الدولة البويهي بالأمير عبد الملك الساماني واصطلحا، على أن يحمل ركن الدولة وعضد الدولة البويهيين إليه كل سنة مئة وخمسين ألف دينار، وعادت جيوش السامانيين إلى خراسان، في سنة ثلاثمئة وست وستين للهجرة، مات عامل السامانيين على غزنة أبو إسحاق البتكين ولم يخلف من أهله وأقاربه من يصلح للتقدم لقيادتهم، فاجتمع عسكره واتفقوا على زوج ابنته القائد التركي سبكتكين لما عرفوه من قدرته على القيادة فقدموه عليهم وولوه أمرهم. شرع سبكتكين هذا بعد أن جمع العساكر الغزنوية في مهاجمة الأراضي الهندية في معارك يشيب لها الولدان، وشن الغارات تلو الغارات عليها، فاحتل من بلادهم قلاعا حصينة على شواهق الجبال ونهب ما فيها من الأموال. وقتل من الهنود ما لا يدخل تحت الإحصاء. ففي عام واحد فقط أدخل خمسمئة ألف من نسائهم وصبيانهم أسواق النخاسة. عظم شأن سبكتكين بين الأمراء وارتفع قدره بين الناس وتعلقت الأطماع بالاستعانة به، فأتاه الأمراء يطلبون وده ودعمه. مثل طغان صاحب ولاية بست مستعينا به مستنصرا دون السامانيين الذي هو عامل لهم عليها. بعد أن غلب على إمارته قائد تركي اسمه بابي تور وأخرجه عنها. فأعاده سبكتكين على مدينته بعد أن هزم بابي تور هزيمة نكراء. وكر راجعا صوب أراضي الخيرات الضعيفة الملوك أرض الهند والتي أثرته وجعلته مشروع مؤسس دولة السامانيين فيما يأتي من الأيام. جيبال ملك الهند وبعد أن رأى أن بلاده تملك من أطرافها، يحشد مئة ألف مقاتل من الجيوش المدعمة بالفيول ويشرع في استعادة ما أخذ من الأراضي الهندية، يشخص إليه سبكتكين من عاصمته غزنة ومعه عساكره وخلق كثير جدا من المتطوعة، فالتقوا بالقرب من (عقبة غورك) الهندية واقتتلوا أياما كثيرة وصبر الفريقان. سقطت الأمطار بغزارة واشتد البرد حتى هلك خلق كثير من الجانبين وعميت عليهم المذاهب. تناوب جيش الغزنويين القتال فأدرك الهنود التعب، ثم حمل سبكتكين الغزنوي واختلط بعضهم ببعض فانهزم الهنود وأخذهم السيف من كل جانب وأسر منهم ما لا يحصى، وسار الغزنويون نحو الهند يقتلون أهلها ويخربوا كل ما مروا عليه من بلادهم وقصدوا لمغان وهي من أحصن قلاعهم فدخلوها عنوة. ولما قوي سبكتكين بعد هذه الوقعة أطاعه الأفغان والخلج وصاروا في طاعته. في سنة ثلاثمئة وأربع وثمانين للهجرة الأمير نوح الساماني يرسل كتابا لمحمود بن سبكتكين في غزنة يوليه فيه خراسان. ليستعيد هرات ونيسابور وسائر الأعمال التي خرجت عن طاعة الأمير نوح الساماني. بعد أن أعلن أبو علي بن محتاج وفائق العصيان على الأمير الساماني والهيمنة على ما في أيديهما من أعمال. وكانوا قد اعدوا جيشا كثيفا لاحتلال بخارى وإسقاط حكم السامانيين فيها، بالإستعانة بالأمير بغراخان صاحب كاشغر وبلاساغون المتاخمتين لحدود الصين وكاتبوه على ذلك. جمع سبكتكين أمير غزنة العساكر وحشد الأتباع فور وصول كتاب الأمير الساماني إليه وتجهز يريد خراسان. وفور وصول الأنباء للأميرين المخالفين على السامانيين راسلا فخر الدولة بن بويه يستنجدانه ويطلبان منه عسكرا فأجابهما إلى ذلك وسير إليهما عسكرا كبيرا. فالتقى الجيشان في هراة واقتتلوا قتالا عنيفا، انحاز بعض أمراء الحرب إلى الأمير الساماني بعد أن رؤوا الغلبة لعسكره. فانهار الجيش المخالف وانهزم الجنود وركبهم أصحاب سبكتكين يأسرون ويقتلون وينهبون. وواصل السير صوب المدينة المخالفة الثانية نيسابور فملكها نوح ثانية دون قتال واستعمل عليها وعلى جيوش خراسان محمود بن سبكتكين ولقبه سيف الدولة. وفي سنة ثلاثمئة وسبع وثمانين توفي الأمير الرضي نوح بن منصور الساماني واختل بموته ملك آل سامان وضعف أمرهم ضعفا ظاهرا وطمع فيهم أصحاب الأطراف، فقام بالملك بعده ابنه أبو الحرث منصور بن نوح وبايعه الأمراء والقواد وسائر الناس وفرق فيهم بقايا الأموال فاتفقوا على طاعته. وقام بأمر دولته وتدبير شؤونها القائد العسكري بكتوزون. وفي هذه السنة أيضا توفي عامل غزنة القوي سبكتكين وخلف ابنه محمود بن سبكتكين وتلقب بالسلطان وهو أشهر رجال البيت الغزنوي والذي سيعرف فيما بعد بالسلطان يمين الدولة محمود الغزنوي، المؤسس الفعلي للدولة الغزنويه، والتي ستلتهم لاحقا سابقتها دولة أل سامان. السلطان يمين الدولة محمود الغزنوي يكاتب الأمير الساماني الجديد منصور بن نوح ويطلب تولية خراسان بدل بكتوزون لما له ولوالده من فضل على الدولة السامانيه، ولكن الأمير الساماني يبذل له ولاية ما يشاء من الأعمال سوى خراسان، فأعاد الطلب مرات عده وكان الجواب ذاته في كل مرة، في هذه الظروف بكتوزون قائد جيوش الدولة السامانيه يخلع الأمير الساماني من الملك ويقبض عليه ويأمر بسمل عينيه بمعاونة جماعة من أعيان العسكر وأقاموا أخاه عبد الملك الساماني مقامه في الملك بعد سنة وسبعة أشهر من إمرته.وماج الناس بعضهم في بعض في بلاد ما وراء النهر وخوارزم لهذا الحدث، الأمر الذي قوى نفس يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي وطمع في الاستقلال بالملك فسار نحو بخارى عازما على القتال. سمع عبد الملك ابن نوح الساماني وبكتوزون قائد جيوشه بمسير السلطان الغزنوي إليهم. تجهزوا للقتال وساروا إليه فالتقوا بمرو واقتتلوا أشد قتال رآه الناس حتى أدركهم الليل فانهزم بكتوزون قائد الجيوش السامانية إلى نيسابور بعد أن لحقت بعسكره خسائر فادحة. تبعه السلطان محمود الغزنوي ليمنعه من تنظيم قواته، والتقاط الأنفاس، فأدركه على أبوابها فأوقع به وقيعة مؤلمة. وعاد يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي إلى بلخ مستقر والده فاتخذها دار ملك له. واتفق أصحاب الأطراف بخراسان على طاعته واستقر ملك محمود بخراسان كلها، فأزال عنها اسم السامانية وخطب فيها للقادر بالله العباسي، وبإقامة الخطبة هذه، يكون ملكه قد أصبح شرعيا لدى حكومة بغداد فاستقل بملكها منفردا. اجتمع الأمير الساماني المهزوم في بخارى هو وبكتوزون وغيرهما من الأمراء وقواد الجيش فقويت نفوسهم وشرعوا في جمع العساكر من المدن التي بقيت تحت أيديهم في بلاد ما وراء النهر وعزموا على العود إلى خراسان لاستعادتها من الغزنويين. بلغ خبرهم يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي. فبعث بالقائد العسكري إيلك خان قائد جيوش الغزنويين متسلحا بأدوات الملك في ذلك الزمان (الحيلة والخديعة)، فسار في جمع الأتراك إلى بخارى وأظهر لعبد الملك المودة والموالاة والحمية له فظنوه صادقا ولم يحترسوا منه وخرج إليه بكتوزون وجميع الأمراء والقواد، فلما اجتمعوا إليه قبض عليهم وسار سريعا حتى دخل بخارى فلم يدر عبد الملك الساماني ما يصنع لقلة عدده لما دهموه فاختفى ونزل إيلك الخان دار الإمارة وبث الطلب والعيون على عبد الملك حتى ظفر به فأودعه السجن فمات بها وكان آخر ملوك السامانية وانقضت دولتهم على يده. وحبس معه أخوه أبو الحرث منصور بن نوح الذي كان في الملك قبله وأخواه أبو إبراهيم إسماعيل وأبو يعقوب ابنا نوح وعماه أبو زكريا وأبو سليمان وغيرهم من آل سامان وأفرد كل واحد منهم في حجرة. في سنة ثلاثمئة وتسعين للهجرة خرج أبو إبراهيم إسماعيل بن نوح من محبسه بعد أن تنكر بزي الجواري التي تخدم السجن. فظنه الموكلون على السجن جارية. فلما خرج استخفى عند عجوز من أهل بخارى وحينما سكن الطلب عنه سار من بخارى إلى خوارزم وتلقب بالمنتصر وجمع إليه بقايا القواد السامانية والأجناد فكبر جمعه وسير قائدا من أصحابه في عسكر إلى بخارى فبيت من بها من الغزنويين فهزمهم وقتل منهم وكبس جماعة من أعيانهم وتبع المنهزمين إلى حدود سمرقند فلقي هناك عسكرا جرارا جعله الغزنويون لحفظ سمرقند فانضاف إليهم المنهزمون فحطوا من معنوياتهم. وفور اشتباك المنتصر الساماني معهم ولوا منهزمين وتبعهم عسكر المنتصر فغنموا أثقالهم وعادوا إلى بخارى فاستبشر أهلها بعود السامانية. بلغ الخبر الأمير يمين الدولة محمود الغزنوي فسار مجدا نحو نيسابور فلما قاربها سار عنها المنتصر الساماني وظل يتنقل من مدينة إلى أخرى والغزنويون في إثره، عاد المنتصر إلى نيسابور في آخر شوال سنة إحدى وتسعين وثلاثمئة فجبيت له الأموال بها. فأرسل إليه يمين الدولة جيشا بقيادة أخيه منصور بن سبكتكين من نيسابور فالتقوا بمدينة سرخس واقتتلوا قتالا ضاريا فانهزم المنتصر وأصحابه وأسر أبو القاسم علي ابن محمد بن سيمجور وجماعة من أعيان عسكر السامانيين وحملوا إلى المنصور فسيرهم إلى غزنة وذلك في ربيع الأول سنة ثلاثمئة واثنتين وتسعين للهجرة. وسار المنتصر الساماني تائها حتى وافى الأتراك الغزية وكان لهم ميل إلى آل سامان فحركتهم الحمية واجتمعوا حوله. في شوال سنة ثلاثمئة وثلاث وتسعين سار الساماني بجيش من الأتراك الغزيه نحو جيوش الغزنويين لإعادة ملك السامانيين، فتوجه إلى سمرقند وبها القائد التركي إيلك الخان، فاشتبكوا في معركة رهيبة. فأوقع السامانيون بالجيش الغزنوي خسائر فادحة وأسروا معظم قواد ذلك الجيش واستولوا على الأثقال والأموال وعادوا إلى أوطانهم. طارت الأخبار سريعا إلى محمود الغزنوي فبعث برسالة إلى القواد العسكريين الذين مع الأمير الساماني ينذرهم بالويل إن هم لم يطلقوا القواد الأسرى، فاجتمعوا على إطلاق الأسرى تقربا إلى محمود الغزنوي بذلك. ومخافة من عقابه بعد أن أدركوا أن الملك قد أدبر عن السامانيين. فخاف المنتصر الساماني حينئذ فاختار من أصحابه جماعة يثق بهم وسار بهم إلى مدينة آمل فلم يقبلوه فعبر النهر إلى بخارى فدفعوه عنها وكلما قصد مكانا رده أهله خوفا من معرته. في سنة ثلاثمئة وخمس وتسعين للهجرة زحف جيش الغزنويين في قضه وقضيضه قاصدا الأمير الساماني بعد أن علموا تراجع الغزية الذين كانوا معه إلى أوطانهم. فالتقوا به بنواحي مدينة أشروسنة فانهزم المنتصر وأكثر الغزنويون في أصحابه القتل. وسار المنتصر منهزما حتى عبر النهر، فسير يمين الدولة العساكر خلفه ففارق مكانه وسار وهم في أثره، فلما ضاقت عليه المذاهب عاد إلى ما وراء النهر وقد ضجر أصحابه وسئموا من السهر والتعب والخوف، ولأن الناس دائما على دين القوي، فارقه كثير منهم إلى يمين الدولة محمود الغزنوي فأعلموه بمكانه.فلم يشعر المنتصر الساماني إلا وقد أحاطت به الخيل من كل جانب فقاتلهم ساعة ثم فر من المواجهة والتجأ دخيلا بحلة من العرب فصانعوه حتى أظلم الليل، ثم وثبوا عليه وقتلوه وبعثوا برأسه إلى يمين الدولة السلطان محمود الغزنوي تقربا له وطمعا بالمكافأة. وكان ذلك خاتمة أمر السامانيين وابتداء أمر الغزنويين. شكل نظام الدولة السامانية على غرار النظام العباسي، الذي شكل بدوره على غرار النظام الساساني. حكم الأمير الدولة، بينما حكم المقاطعات حكام معينون أو حكام إقطاعيات محلية. كانت مسؤولية الحكام والحاكمين المحليين جمع الضرائب وتزويد الحاكم الساماني بالجنود عند الحاجة. كانت خراسان أهم مقاطعة في الإمبراطورية السامانية، وحكمها في البداية أحد أقرباء الحاكم الساماني أو أمير إيراني محلي (مثل عائلة مهتجد)، لكن نقل الحكم لاحقا إلى أحد أكثر عبيده موثوقية. كان يحكم خراسان عادة الأسفهسلار (القائد العام). على غرار الخلافة العباسية، بإمكان العبيد الأتراك استلام مناصب عليا في الدولة السامانية، ما منحهم قوة كافية أحيانا لتسيير الحاكم تقريبا. أحيا السامانيون الثقافة الفارسية برعاية الرودكي، وأبو علي البلعمي، وأبو منصور الدقيقي الطوسي. صمم السامانيون على نشر الإسلام السني، وقمعوا الإسلام الشيعي، ولكنهم كانوا أكثر تساهلا مع الشيعة الاثنا عشرية. نشر السامانيون العمارة الإسلامية والثقافة الفارسية الإسلامية موغلة في آسيا الوسطى. بعد إنهاء أول نسخة مترجمة إلى الفارسية من القرآن، خلال القرن التاسع، بدأت الشعوب التي تعيش تحت راية الإمبراطورية السامانية تتقبل الإسلام بأعداد كبيرة. عن طريق العمل التبشيري المتعصب، اعتنق قاطنو نحو 30000 خيمة من الأتراك الإسلام، ولاحقا خلال حكم الغزنويين، اتبع أكثر من 55000 المدرسة الفكرية الحنفية. أدى اعتناق الأتراك الكبير للإسلام في النهاية إلى تأثير متزايد للغزنويين، الذين حكموا المنطقة لاحقا. شكلت الزراعة والتجارة الأساس الاقتصادي للدولة السامانية. عمل السامانيون بشكل كبير في التجارة- حتى مع أوروبا، وتشهد على ذلك آلاف العملات المعدنية السامانية التي وجدت في بلدان البلطيق واسكندنافية. يعتبر الفخار المعروف باسم البضاعة السامانية ذات النقوش إسهاما خالدا آخر قدمه السامانيون إلى تاريخ الفن الإسلامي، ويتضمن: أطباقا، وأوعية، وأباريق فخارية مطلية بالأبيض ومزينة بكتابات بالخط العربي فقط، عادة ما تكون مكتوبة بشكل أنيق ومتناغم. تكون العبارات العربية المستخدمة في هذا النوع من التزيين عبارة عن أمنيات طيبة عامة، أو تعليمات إسلامية لآداب المائدة. بدأ كل من فرغانة، وسمرقند، وبخارى تصبح فارسية اللغة في المناطق الخوارزمية والصغدية الأصل خلال فترة الحكم الساماني. انتشرت اللغة الفارسية وأدت إلى انقراض اللغات الإيرانية الشرقية مثل اللغة الباخترية والخوارزمية، وبقي عدد ضئيل من متحدثي اللغة اليغنوبية المنحدرين من السلالة الصغدية بين السكان الطاجيكيين القاطنين في آسيا الوسطى. حدث ذلك بسبب الحقيقة التي تقول إن الجيش العربي الإسلامي الذي غزا آسيا الوسطى كان يحتوي على بعض الفرس ممن حكموا المنطقة لاحقا مثل السامانيين. جلب السامانيون اللغة الفارسية إلى آسيا الوسطى. في القرنين التاسع والعاشر، بلغت الحياة الفكرية في بلاد ما وراء النهر وخراسان مستوى عاليا. قال نعمان نيغماتوفيتش نيغماتوف، «كان من المحتم أن تقوم السلالة السامانية المحلية، التي تسعى للحصول على دعم الطبقات المتعلمة، برعاية التقاليد الثقافية، والتعلم، والأدب والترويج لها. أصبحت البلدات السامانية الرئيسية- بخارى، وسمرقند، وبلخ، ومرو الشاهجان، ونيسابور، وخجنده، وبونجيكاث، وفوسي، وترمذ وغيرها، المراكز الثقافية الرئيسية في الدولة. اجتمع العلماء، والشعراء، والفنانون، ورجال علم آخرون من العديد من البلدان الإسلامية في بخارى عاصمة الدولة السامانية، حيث أنشئت أرضية خصبة لازدهار الفكر الإبداعي، بالتالي أصبحت أحد المراكز الثقافية الأكثر تميزا في العالم الشرقي. أنشئت مكتبة تعرف باسم صيوان الحكمة في بخارى، وتعرف بغناها بأنواع عديدة من الكتب. بسبب الحفريات المكثفة في نيسابور، في إيران في منتصف القرن العشرين، يظهر الفخار الساماني بشكل واضح في الفن الإسلامي حول العالم. تصنع هذه الأواني الخزفية من الفخار بنسبة كبيرة، وتتميز إما بنقوش خطية لأمثلة عربية، أو زخارف مجردة ملونة. عادة ما تخاطب الأمثال العربية قيم ثقافة «الأدب»، والضيافة، والكرم، والتواضع. يعود الوعاء الذي يحمل النقوش العربية في الصورة إلى الفترة السامانية خلال القرن العاشر في إيران. وهو مطلي باللون الأبيض، ويحمل زخارف باللون الأسود تحت طلاء شفاف. يحمل زخرفة خطية في جميع أرجائه. تطول هذه الزخرفة في بعض النقاط، وتقصر في نقاط أخرى، لتصل إلى درجة تبدو فيها وكأنها اختفت. ثمة نقطة سوداء في مركز الوعاء. في حال ألقيت نظرة عن كثب على الوعاء، توجد شقوق وعلامات اكتسبها الوعاء على مر الزمن. ما كان ذات يوم وعاء أبيض، تلطخ ببقع صفراء في أجزاء منه الآن. يبدو الخط مدروسا ومخططا بشكل جيد، والمسافات بين الأحرف جيدة، ويتوزع القول بشكل مثالي على جميع أطراف الوعاء. قد يعود سبب ذلك إلى عادة الفنان في التدرب على الورق قبل الوعاء. يترجم القول إلى التالي: «يقي التخطيط قبل العمل من الندم، ويعطي الرخاء، والسلام».
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة السامانية
|
2cdaf62cc0220f8981e886740b59fc97
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.932823",
"source": "Wikipedia"
}
|
علمانية
|
علمانية
|
العلمانية أو العالمانية أو اللائكية أو الدنيوية هي المبدأ القائم على فصل الحكومة ومؤسساتها والسلطة السياسية عن السلطة الدينية أو الشخصيات الدينية. تعرف العلمانية كمبدأ ومنهج فكري يرى أن التفاعل البشري مع الحياة يجب أن يقوم على أساس دنيوي وليس ديني. ويروج للعلمانية بشكل شائع على أنها فصل الدين عن شؤون الدولة. ويمكن توسيعها إلى موقف مماثل فيما يتعلق بالحاجة إلى إزالة أو تقليل دور الدين في أي مجال عام. تختلف مبادئ العلمانية باختلاف أنواعها، فقد تعني عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية. كما تكفل الحق في عدم اعتناق دين معين وعدم تبني دين معين كدين رسمي للدولة، وحماية الدولة للأقليات الدينية ومساواتهم بباقي المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو المذهب. وبمعنى عام، فإن هذا المصطلح يشير إلى الرأي القائل بأن الأنشطة البشرية والقرارات -وخصوصا السياسية منها- يجب أن تكون غير خاضعة لتأثير المؤسسات الدينية. تعود جذور العلمانية إلى الفلسفة اليونانية القديمة، لفلاسفة يونان أمثال إبيقور (311 .- 270 .)، غير أنها خرجت بمفهومها الحديث خلال عصر التنوير الأوروبي بدءا من عام 1685م؛ بسبب حرب الثلاثين عاما (1618م-1648م) بين الكاثوليك والبروتستانت، والتي أدت لمقتل 8 مليون شخص أي ما يقرب من ربع أو ثلث سكان أوروبا آنذاك، مما جعل بعض المفكرين يبحثون عن طريقة للتخلص من الصراعات والحروب الدينية والطائفية عبر حياد الدولة تجاه الدين، وفصل السلطة السياسية عن المؤسسات الدينية، وقد نشأت على يد عدد من مفكري عصر التنوير من أمثال جون لوك ودينيس ديدرو وفولتير وباروخ سبينوزا وجيمس ماديسون وتوماس جفرسون وتوماس بين وعلى يد عدد من أعلام الفكر الحر خلال العصر الحديث من أمثال بيرتراند راسل وكريستوفر هيتشنز. وينطبق نفس المفهوم على الكون والأجرام السماوية، عندما يفسر النظام الكوني بصورة دنيوية بحتة، بعيدا عن الدين، في محاولة لإيجاد تفسير للكون ومكوناته. ولا تعتبر العلمانية شيئا جامدا، بل هي قابلة للتحديث والتكييف حسب ظروف الدول التي تتبناها، وتختلف حدة تطبيقها ودعمها من قبل الأحزاب أو الجمعيات الداعمة لها بين مختلف مناطق العالم. وتوصف العلمانية من قبل خصومها بأنها إلحاد عملي وأنها أحد المذاهب الإلحادية، بما يعرف بفصل سلطة الدين عن الحكومة. كما جاء في (الموسوعة العربية العالمية) الصادرة في السعودية؛ بينما لا تعتبر العلمانية نفسها ضد الدين كمعتقد وممارسات، بل تزعم الوقوف على الحياد منه لكنها تدعوا لمنع اعتماد الدولة في تشريعاتها القانونية والسياسية على رجال الدين، ولكن هذا ليس معناه رفض كل التشريعات الدينية، ففي الواقع أثرت التعاليم الأخلاقية للكتاب المقدس وخاصة الوصايا العشر في صياغة القانون المدني الحديث والأخلاق العلمانية الغربية. كما توصف الحضارة الغربية بأنها ذات تكوين ثقافي يهودي مسيحي. كما تزعم العلمانية أنها تحفظ للدين قدسيته من الإستغلال السياسي الذي يفرغه من محتواه القيمي والأخلاقي ويبتذله في سوق الكسب والتجارة والمزايدات السياسية، وأن العلمانية تحمي وتكفل التدين الشخصي، لكنها تمنع المتدين من التدخل في الحياة الشخصية للآخرين، وفرض فهمه القاصر للدين ونمط حياته علي باقي المجتمع بالقوة. العلمانية في العربية منسوبة إلى «علم» على غير قياس بمعنى عالم، كذلك عالمانية مشتقة من «عالم»، مع ذلك «علمانية» هو المصطلح الأكثر رواجا واستخداما في العالم العربي خصوصا من قبل العلمانيين أنفسهم. أما في اللغات السامية في السريانية تشير كلمة ܥܠܡܐ (نقحرة: علما) إلى ما هو منتم إلى العالم أو الدنيا، أي دون النظر إلى العالم الروحي أو الماورائي، وكذلك الأمر في اللغة العبرية: עולם (نقحرة: عولم) والبابلية وغيرهم؛ وبشكل عام، لا علاقة للمصطلح بالعلوم أو سواها، وإنما يشير إلى الاهتمام بالقضايا الأرضية فحسب. يتكون secularism من مقطعين secular+ism وقد أتت secular من الفرنسية القديمة seculare والتي أتت بدورها من اللاتينية المتأخرة saecularis بمعنى عالمي، أو يتعلق بجيل أو عصر، والتي أتت من اللاتينية الكلاسيكية saeculum بمعنى العصر، المدى الزمني، العمر، الجيل، سلالة. أول استعمال لكلمة العلمانية عثر عليه في كتاب «مصباح العقل» من القرن العاشر الميلادي لمؤلفه ساويرس بن المقفع في سياق الفصل بين من هو كاهن ومن ليس كاهنا حيث قال «أما المصريون فرأوا أن يكون الأسقف، بالإسكندرية خاصة، بتولا لم يتزوج في حال علمانيته». وتقدم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بانها: «حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الدنيوية بدلا من الاهتمام بالشؤون الآخروية. وهي تعتبر جزءا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ عصر النهضة؛ الداعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به، بدلا من فرط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الأخير. وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلا من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة، سعت العالمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية». أقدم التلميحات للفكر العالماني تعود للقرن الثالث عشر في أوروبا حين دعا مارسيل البدواني في مؤلفه «المدافع عن السلام» إلى الفصل بين السلطتين الزمنية والروحية واستقلال الملك عن الكنيسة في وقت كان الصراع الديني الدينيوي بين بابوات روما وبابوات أفنيون في جنوب فرنسا على أشده؛ ويمكن تشبيه هذا الصرع بالصراع الذي حصل بين خلفاء بغداد وخلفاء القاهرة. وبعد قرنين من الزمن، أي خلال عصر النهضة في أوروبا كتب الفيلسوف وعالم اللاهوت وليم الأوكامي حول أهمية: «فصل الزمني عن الروحي، فكما يترتب على السلطة الدينية وعلى السلطة المدنية أن يتقيدا بالمضمار الخاص بكل منهما، فإن الإيمان والعقل ليس لهما أي شيء مشترك وعليهما أن يحترما استقلالهما الداخلي بشكل متبادل.» غير أن العلمانية لم تنشأ كمذهب فكري وبشكل مطرد إلا في القرن السابع عشر، ولعل الفيلسوف سبينوزا كان أول من أشار إليها إذ قال أن الدين يحول قوانين الدولة إلى مجرد قوانين تأديبية. وأشار أيضا إلى أن الدولة هي كيان متطور وتحتاج دوما للتطوير والتحديث على عكس شريعة ثابتة موحاة. فهو يرفض اعتماد الشرائع الدينية مطلقا مؤكدا إن قوانين العدل الطبيعية والإخاء والحرية هي وحدها مصدر التشريع. وفي الواقع فإن باروخ سبينوزا عاش في هولندا أكثر دول العالم حرية وانفتاحا آنذاك ومنذ استقلالها عن إسبانيا، طور الهولنديون قيما جديدة، وحولوا اليهود ومختلف الأقليات إلى مواطنين بحقوق كاملة، وساهم جو الحرية الذي ساد إلى بناء إمبراطورية تجارية مزدهرة ونشوء نظام تعليمي متطور، فنجاح الفكرة العلمانية في هولندا، وإن لم تكتسب هذا الاسم، هو ما دفع حسب رأي عدد من الباحثين ومن بينهم كارن أرمسترونغ إلى تطور الفكرة العلمانية وتبينها كإحدى صفات العالم الحديث. الفيلسوف الإنكليزي جون لوك كتب في موضوع العلمانية: «من أجل الوصول إلى دين صحيح، ينبغي على الدولة أن تتسامح مع جميع أشكال الاعتقاد دينيا أو فكريا أو اجتماعيا، ويجب أن تنشغل في الإدارة العملية وحكم المجتمع فقط، لا أن تنهك نفسها في فرض هذا الاعتقاد ومنع ذلك التصرف. يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، وألا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر. هكذا يكون العصر هو عصر العقل، ولأول مرة في التاريخ البشري سيكون الناس أحرارا، وبالتالي قادرين على إدراك الحقيقة». تعريف مختصر للعلمانية يمكن إيضاحه بالتصريح التالي لثالث رؤساء الولايات المتحدة الإمريكية توماس جيفرسون، إذ صرح: «إن الإكراه في مسائل الدين أو السلوك الاجتماعي هو خطيئة واستبداد، وإن الحقيقة تسود إذا ما سمح للناس بالاحتفاظ بآرائهم وحرية تصرفاتهم». تصريح جيفرسون جاء لوسائل الإعلام بعد أن استعمل حق النقض عام 1786 ضد اعتماد ولاية فيرجينيا للكنيسة الأنجليكانية كدين رسمي، وقد أصبح الأمر مكفولا بقوة الدستور عام 1789 حين فصل الدين عن الدولة رسميا فيما دعي «إعلان الحقوق». ويفسر عدد من النقاد ذلك بأن الأمم الحديثة لا يمكن أن تبني هويتها على أي من الخيارات الطائفية، أو تفضيل الشريحة الغالبة من رعاياها سواء في التشريع أو في المناصب القيادية، فهذا يؤدي إلى تضعضع بنيانها القومي من ناحية، وتحولها إلى دولة تتخلف عن ركب التقدم بنتيجة قولبة الفكر بقالب الدين أو الأخلاق أو التقاليد. أول من ابتدع مصطلح (سكيولرزم Secularism) هو الكاتب البريطاني جورج هوليوك عام 1851، غير أنه لم يقم بصياغة عقائد معينة على العقائد التي كانت قد انتشرت ومنذ عصر التنوير في أوروبا؛ بل اكتفى فقط بتوصيف ما كان الفلاسفة قد صاغوه سابقا وتخيله هوليوك، من نظام اجتماعي منفصل عن الدين غير أنه لا يقف ضده إذ صرح: «لا يمكن أن تفهم العلمانية بأنها ضد المسيحية هي فقط مستقلة عنها؛ ولا تقوم بفرض مبادئها وقيودها على من لا يود أن يلتزم بها. المعرفة العلمانية تهتم بهذه الحياة، وتسعى للتطور والرفاه في هذه الحياة، وتختبر نتائجها في هذه الحياة». بناء عليه، يمكن القول أن العلمانية هي أيديولوجيا انطلاقها من اعتبارها كطريقة للحكم، ترفض وضع الدين أو سواه كمرجع رئيسي للحياة السياسية والقانونية، وتتجه إلى الاهتمام بالأمور الحياتية للبشر بدلا من الأمور الأخروية، أي الأمور المادية الملموسة بدلا من الأمور الغيبية. يمكن تصنيف العلمانية إلى نوعين، "صلبة" "ناعمة". تعتبر العلمانية "الصلبة" الافتراضات الدينية غير شرعية من الناحية المعرفية وتسعى إلى إنكارها قدر الإمكان. يؤكد التنوع "الناعم" على الحياد والتسامح والليبرالية. القول بأن "الوصول إلى" الحقيقة المطلقة "أمر" مستحيل، وبالتالي فإن الشك والتسامح يجب أن يكونا المبدأ والقيم الغالبة في مناقشة العلم والدين ". تنقسم العلمانية إلي نمطين أو نموذجين وهم «علمانية جمهورية»، «علمانية ليبرالية - تعددية» من المختلف عليه وضع تعريف واضح للدولة العلمانية؛ وفي الواقع فهو تعريف يشمل ثلاث جوانب أساسية، ويتداخل مع مفهوم دين الدولة أو الدين ذو الامتياز الخاص في دولة معينة. هناك بعض الدول تنص دساتيرها صراحة على هويتها العلمانية مثل الولايات المتحدة وفرنسا وكوريا الجنوبية والهند وكندا. بعض الدول الأخرى، لم تذكر العلمانية في دساتيرها ولكنها لم تحدد دينا للدولة، وتنص قوانينها على المساواة بين جميع المواطنين وعدم تفضيل أحد الأديان والسماح بحرية ممارسة المعتقد والشرائع الدينية، وإجراء تغيير في الدين بما فيه الإلحاد أو استحداث أديان جديدة بما يشكل صونا لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات الدينية، وهي بالتالي تعتبر دولا علمانية. هناك الشريحة الثالثة من الدول وتنص دساتيرها على دين الدولة معين كمصر ومالطا وموناكو واليونان غير أن دساتيرها تحوي المبادئ العلمانية العامة، كالمساواة بين جميع مواطنيها وكفالة الحريات العامة، مع تقييد لهذه الحريات، يختلف حسب الدول ذاتها. في مالطا وهي دولة تتخذ المسيحية الكاثوليكية دينا لها يعتبر الإجهاض محرما بقوة القانون، وذلك مراعاة للعقائد الكاثوليكية، ومع ذلك فإن نسب تقييد الحريات العامة في مالطا هو أقل بكثير مما هو عليه في دول أخرى كمصر حيث تعتبر مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ما أدى إلى قيود حول تغيير الدين أو بناء دور عبادة غير إسلامية إلى جانب تشريع تعدد الزوجات وغيرها من القضايا المرتبطة بقانون الأحوال الشخصية، المثل المصري ينطبق على عدد من الدول الأخرى، ما دفع بعض الباحثين لاجراء تعديلات اصطلاحية فأحلت «الدولة المدنية» بدلا من «الدولة العلمانية» واقترح البعض «دولة مدنية بمرجعية دينية»، غير أن ذلك حسب رأي بعض الباحثين يفرغ مبادئ المساواة والحريات العامة من مضمونها ويحصرها في قالب معين ما يعني دولة دينية وإن بإطار مدني. أما الدول الأقرب لنموذج مالطا فمن المتفق عليه وصفها دولا علمانية، إلى جانب بعض التحفظات كعبارة «حياد الدولة تجاه الدين» بدلا من «فصل الدولة عن الدين». لا يزال النقاش يدور في الدولة المصنفة علمانيا حول مدى الالتزام بفصل الدين عن الدولة؛ ففي فرنسا جدول العطل الرسمية مقتبس بأغلبه من الأعياد الكاثوليكية، وكذلك تقدم الدولة من أموال دافعي الضرائب تمويلا للمدارس الدينية؛ أما في الهند وهي أيضا دولة تنص على العلمانية الكاملة، تقدم الدولة سنويا إعانات للحجاج المسلمين وصل في عام 2007 إلى 47454 روبية عن كل حاج هندي. أما دستور أستراليا وهي دولة علمانية رغم عدم ورود العبارة صراحة، يذكر في المادة السادسة عشر بعد المئة، على عدم تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة، ومع ذلك فإن الدستور ذاته يبدأ بعبارة « بتواضع، نعتمد على نعمة الله المتعالي» ، وسوى ذلك فإن الحكومة الأسترالية تدعم الصلاة المسيحية في المدارس الحكومية وتمول المدارس الدينية التي تعد القسس الجدد وكذلك رجال الدين. الحال كذلك في سويسرا وفي الولايات المتحدة الإمريكية، وإن بدرجات متفاوتة لا تشمل في جميع الظروف تقييد أي حرية دينية أو ممارسة للشعائر الدينية أو تمييز بين معتنقي مختلف الأديان في مناصب الدولة والحياة العامة فهي من المبادئ المشتركة بين جميع الدول المصنفة كعلمانية. تماشيا مع الإيمان بفصل الكنيسة عن الدولة، يميل العلمانيون إلى تفضيل أن يتخذ السياسيون قراراتهم لأسباب علمانية بدلا من أسباب دينية. وفي هذا الصدد، فإن قرارات السياسة المتعلقة بموضوعات مثل الإجهاض، ومنع الحمل، وأبحاث الخلايا الجذعية الجنينية، والزواج المثلي، والتربية الجنسية تركز بشكل بارز من قبل المنظمات العلمانية الأمريكية مثل مركز التحقيق . غالبا ما يعارض الأصوليون الدينيون الشكل العلماني للحكومة، بحجة أنه يتعارض مع طبيعة الدول الدينية تاريخيا، أو ينتهك حقوقهم في التعبير عن أنفسهم في المجال العام. على سبيل المثال في الولايات المتحدة أصبحت كلمة «علمانية» معادلة لكلمة «معاداة الدين» بسبب هذه الجهود. ومع ذلك غالبا ما تدعم الأقليات الدينية العلمانية كوسيلة للدفاع عن حقوقها ضد الأغلبية. في دراسة الدين، تعتبر الديمقراطية الحديثة بشكل عام علمانية. يرجع هذا إلى حرية الدين شبه الكاملة (المعتقدات الدينية بشكل عام ليست معرضة لاعتماد قانوني أو اجتماعي) بالإضافة إلى انعدام سلطة رجال الدين على القرارات السياسية. على الرغم من ذلك، توصلت بعض الأبحاث التي قام بها مركز بيو للأبحاث أن الأمريكان يشعرون بالراحة أكثر مع لعب الدين لدور رئيسي في الحياة العامة، بينما في أوروبا نجد أن تأثير الكنيسة على الحياة العامة في تراجع مستمر. انشغل علم الاجتماع الحديث منذ ماكس فيبر بمشكلة السلطة في المجتمعات العلمانية مع وجود العلمنة كعملية اجتماعية أو تاريخية. يشمل علماء القرن العشرين الذين ساهمت أعمالهم في فهمنا لهذه الأمور كلا من كارل بيكر وكارل لوفيت وهانز بلومنبيرغ وماير هاوارد أبرامز وبيتر . بيرغر وبول بينيشو وغيرهم الكثير. أصبحت بعض المجتمعات علمانية أكثر كنتيجة لبعض العمليات الاجتماعية بدلا من كونها نتيجة أعمال حركات علمانية مخلصة. تعرف هذه العملية باسم العلمنة. زعم عالم الاجتماع بيتير . بيرغر أن العالم الحديث لا يمكن وصفه بعد الآن بأنه علماني أو بأنه يتحول نحو العلمانية بسرعة. بدلا من ذلك يمكننا وصفه على أنه جماعي. وصف جورج هوليوك العلمانية في كتابه المنشور في عام 1896 العلمانية الإنجليزية كما يلي: أكد هوليوك على أن العلمانية والأخلاق العلمانية يجب ألا يهتما على الإطلاق بالتساؤلات الدينية (لأنها غير مرتبطة بها)، وبالتالي يجب التمييز بينها وبين الفكر الحر القوي والإلحاد. في ذلك الأمر اختلف هوليوك مع تشارلز برادلو مما أدى إلى انقسام الحركات العلمانية بين من يتفقون مع الحركات المناهضة للدين وأن النشاط غير ضروري أو مطلوب وبين من يرون أنه كذلك. غالبا ما يوصف الجدال الأخلاقي المعاصر في الغرب بأنه «علماني». توصف أعمال بعض فلاسفة الأخلاق المشهورين أمثال ديريك بارفت وبيتر سينغر وحتى كل مجال الأخلاقية الحيوية المعاصرة بأنها علمانية بشكل كامل أو أنها غير دينية. على الرغم من تعدد وتنوع وجهات النظر الفلسفية للعلمانيين الأخلاقيين، إلا أنهم يتشاركون عموما في واحد أو أكثر من هذه المبادئ: يطبق العديد من هذه المبادئ في علم الأخلاق، ويستخدم المنهج العلمي للإجابة على الأسئلة الأخلاقية. الدولة العلمانية هي ضد الثيوقراطية، وبالتالي تعتبر حكما مدنيا، وإن كان من الممكن وجود علمانية - عسكرية. ولا يحدد كون الدولة علمانية بدين الدولة بمقدار ما يحدده طبيعة دور رجال الدين في الدولة. الثيوقراطية كنظام حكم، هي حكم طبقة من رجال الدين إما نتيجة حق إلهي أو نتيجة «حفظ الشريعة» الإلهية، وتكون إما مباشرة عن طريق إدارتهم للدولة مباشرة، أو غير مباشر عن طريق الحق بتمرير أو الاعتراض على التشريع والإدارة. غالبا، ما يشكل رجال الدين في الدول الغير علمانية طبقة أو هيئة ذات صلاحيات، وتكون «سلطة غير منتخبة، وربما وراثية، وغير كفوءة، بل ومطلقة غير مقيدة في الغالب، ووضع السلطة المطلقة في يد طبقة واحدة، مفسدة مطلقة». يمكن وضع العديد من الأمثلة التاريخية حول التحالف بين السلطة ورجال الدين، ودفاع رجال الدين عن مصالحهم ومصالح الطبقة السياسية باسم الدين: الأمر ذاته وجد بصيغة مختلفة في مصر قبل محمد علي، ولذلك فأول ما قام به محمد علي باشا حين بنى دولة مصر الحديثة، «تقليم أظفار» الطبقة الدينية. الدكتور عبد الحي أحمد المنعم أستاذ الشريعة بجامعة إيموري يقول: «فرض أو تقرير الشريعة عبر القوة القسرية للدولة، ينفي طبيعتها الدينية، لأن المسلمين حينها سيرعون تطبيق شريعة الدولة، ولن ينجزوا بحرية ما يفرض عليهم كمسلمين»، في ذات البحث لا ينفي نعيم حق المسلمين في الاحتكام بقضايا الأحوال الشخصية كازواج والطلاق والإرث للشريعة، شرط أن يكون بحرية. أخيرا، فإن نظرية السلطة هي التصادم الأبرز بين بعض الأجنحة الدينية والعلمانية، فمن منظور ديني «الله هو صاحب السلطة، وهو صاحب التشريع، فلابد من وجود هيئة تمثله وتعمل على الحفاظ على «الحق الإلهي» في الشرع»؛ هذه الفكرة تعتبر تأصيل فكرة الحكم الثيوقراطي في العصور الحديثة؛ وفي المقابل فإن أوساط دينية أخرى تعلم أن «الله أوكل الإنسان الأرض ليسوسها ويتسلط عليها؛ فهذه الوكالة هي سلطة سياسة الأرض أي تنظيمها وإدراتها، وبوصفها سلطة تنظيم وإدارة فهي تشريع»، وتعتبر الفكرة السابقة مسيحية أساسا، ومقبولة في أوساط أخرى. يمكن القول أن دور رجال الدين في المجتمع العلماني سوى دور الدين، هو إبداء الرأي أو قيادة جماعات ضغط، فرجل الدين يعمل في قلب المجتمع ولا يفرض نفسه عليه من فوق كسلطة، مع الحفاظ على ما تنص عليه وثيقة الحقوق. يري بعض المسلمون بأن العلمانية كفر في الإسلام لأنها تستبدل الشرع المنزل من الله بأهواء البشر حسب ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية:﴿ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ٦٠﴾ ﴿وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون ٤٩﴾ ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ٥٠﴾ اما الحاكم بغير ما أنزل الله إذا كان مستحلا لذلك أو يري أن الشريعة غير صالحة لهذا الزمان أو أن القانون الوضعي أفضل من الشريعة أو مساو لها فهو كافر كفرا أكبر مخرج من الملة، وأما إذا كان غير قادر علي إقامتها أو لهوي في نفسه مع إقراره بوجوب التحاكم لما أنزل الله فهو فاسق مرتكب لكبيرة من الكبائر. وللإسلام وجهة نظر أخرى حول ارتباط الدولة بالدين: 1/ الدولة في الإسلام ضرورة لابد منها، وذلك لتبليغ الدين بالدعوة والجهاد في سبيل الله، ولإنفاذ الأحكام الشرعية، وصيانة الحقوق، ووصول الدين إلى أهدافه وأغراضه في حفظ الدين والنفوس والعقول والأعراض والمال وغيرها. 2/ إبعاد الإسلام عن الحكم وتعطيل صلاحياته، ستصبح كثير من أحكامه وتشريعاته حبرا على ورق؛ لأنه لا يمكن تنفيذ تلك الأحكام من قبل الفرد وحده، كتنفيذ القصاص، وجباية الزكاة، وتأمين الطرق، ونشر الأمن، وفض الخصومات، والجهاد، وما شابه ذلك ولأن الإسلام يعلو ولا يعلي عليه فلا تعلوه القوانين الوضعية الغربية. 3/ جاء الإسلام لتنظيم علاقة الناس بربهم، وجميع شئون الحياة، والدين عند الله تعالى هو الإسلام، والإسلام كما يدل عليه اسمه هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك. 4/ أوامر الله ونواهيه شملت الحياة بأسرها، فليس هناك جانب من جوانب الحياة أو شيء من نظمها إلا ولله تعالى فيه حكم، فحياتنا العقدية، والاجتماعية، والتربوية والاقتصادية، والسياسية، وضع لنا أصول التعامل فيها، وفصل لنا بعض جوانبها تفصيلا. 5/ القرآن اشتمل على كل نافع من خبر ما سبق، وعلم ما سيأتي، وكل حلال وحرام، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ومعاشهم ومعادهم، : {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين}. قال ابن كثير: "قال ابن مسعود: قد بين لنا في هذا القرآن كل علم وكل شيء. وقال مجاهد: كل حلال وكل حرام، وقول ابن مسعود أعم وأشمل. من ناحية أخري يقبل بعض المسلمون بالعلمانية الجزئية بإعتبارها لا تتعارض مع الإسلام، حيث أن لا يمكن تطبيق كل أحكام الإسلام حتي في زمن الصحابة والخلفاء. ويقبل بعض المسلمون بالعلمانية بإعتبار أن لا يجب الحكم بالشريعة حرفيا حاليا بل بمبادئها العامة مراعاة للأوضاع الراهنة والمصالح والمفاسد. تقبل بعض الجماعات المسيحية العلمانية بإعتبار أن يسوع المسيح لم يأتي بشريعة وأنه جاء ليخلص العالم لا ليدينه وأنه جاء ليغير كثير من التشريعات القاسية والجامدة الموجودة في العهد القديم، كما أن يسوع المسيح لم يؤسس لدولة وقال «مملكتي ليست من هذا العالم». في حين تري الأصولية المسيحية بأن يجب أن يتم الرجوع للتشريعات الموجودة في العهدين القديم والجديد في صياغة القوانين والسياسة والحياة العامة كما تعارض القبول بالمثلية والمساكنة والإجهاض والتحول الجنسي والطلاق وغيرها من الأمور، وإقامة الدولة وفقا للمبادئ المسيحية. السياق الثقافي للكنائس المسيحية تغير بشكل ملحوظ. أصبحت الثقافة غير دينية بشكل واضح أكثر مما كانت عليه من قبل. أدت عملية العلمنة في المجتمعات الغربية إلى اغتراب الثقافة العامة الحالية عن المسيحية. لا تقبل اليهودية الأرثذوكسية بالعلمانية، حيث يجب أن يكون النظام القانوني والسياسي هو الشريعة اليهودية أو (الهلاخاة) والتي هي عبارة عن فقه الأحكام والعقوبات الجنائية الواردة في التوراة. بينما تقبل اليهودية الإصلاحية واليهودية المحافظة والحركات التنويرية اليهودية العلمانية بإعتبار أن الشريعة اليهودية وقتية ولم تعد صالحة لهذا الزمن كما يرون أن التلمود أو الشريعة الشفوية عمل بشري ويجب أن يتم فهم نصوص التوراة حسب ما توصل له العلم الحديث. العلمانية بمعنى أشمل قد تعني فصل الدين عن الممارسات (ومن ضمنها الحياة الشخصية) قد يكون هو الأكثر تميزا من معارفها بمعناها الضيق والذي يعني فصل الدين عن الدولة مع بعض مبادئ الليبرالية، حيث تذكر الموسوعة البريطانية ذلك المعنى ضمن الليبرالية. من جهة اخرى فإن الديمقراطية بمعناها الضيق وهو حكم الأغلبية بدون الاهتمام لحريات الأفراد وهو ما يدعى بالديمقراطية اللاليبرالية، فإنها بهذا المعنى لا تقتضي فصل الدين عن الدولة بالضرورة بل تعتمد على اختيار أغلبية الشعب التي قد تكون دينية كما يمكن أن تكون لادينية. لكن إذا أدخلنا حرية التعبير اللازمة لمنافسة عادلة للمعارضة السياسية في تعريف الديمقراطية فيستلزم ذلك فصل الدين عن الدولة بما يسمح بحرية الأفراد في التعبير بلا قيود دينية إذ بدون هذه الحرية لا يمكن للسياسيين والمفكرين العلمانيين أن يعبروا عن آرائهم مما يخل بمبدأ الحرية الأساسية للدعاية الانتخابية التي يمكن أن تتضمن ما هو مخالف للدين. كذلك فإن العلمانية بمعناها الضيق ليست الا جزءا من معنى الليبرالية فهي تفصل الدين فقط عن الدولة وهذا لا يكفي لضمان حرية وحقوق الأفراد بينما تفصل الليبرالية جميع المعتقدات الشمولية عن الدولة سواء كانت دينية أو غير دينية، ومن أمثلة انتهاك حريات وحقوق الأفراد لأسباب غير دينية: حكم ستالين في الاتحاد السوفيتي السابق، وحكم هتلر في ألمانيا النازية. أما المعنى الأشمل للعلمانية المتمثل بفصل الدين عن الحياة والاهتمام بها على حساب الدين فهو واحد من الخيارات التي تتيحها الليبرالية لأفرادها كما تتيح لهم أيضا الاهتمام بالدين على حساب الحياة إذا رغبوا ذلك بشرط عدم إرغام الأفراد على أي رأي معين بشأن الدين أو غيره. مرت العلمانية الشاملة بثلاث مراحل أساسية: اتسمت هذه المرحلة بسيطرة الفكر النفعي على جوانب الحياة بصورة عامة، فلقد كانت الزيادة المطردة من الإنتاج هي الهدف النهائي من الوجود في الكون، ولذلك ظهرت الدولة القومية العلمانية في الداخل والاستعمار الأوروبي في الخارج لضمان تحقيق هذه الزيادة الإنتاجية. واستندت هذه المرحلة إلى رؤية فلسفية تؤمن بشكل مطلق بالمادية وتتبنى العلم والتكنولوجيا المنفصلين عن القيمة، وانعكس ذلك على توليد نظريات أخلاقية ومادية تدعو بشكل ما لتنميط الحياة، وتآكل المؤسسات الوسيطة مثل الأسرة. هي مرحلة انتقالية قصيرة استمرت فيها سيادة الفكر النفعي مع تزايد وتعمق آثاره على كافة أصعدة الحياة، فلقد واجهت الدولة القومية تحديات بظهور النزعات العرقية، وكذلك أصبحت حركيات السوق (الخالية من القيم) تهدد سيادة الدولة القومية، واستبدل الاستعمار العسكري بأشكال أخرى من الاستعمار السياسي والاقتصادي والثقافي، واتجه السلوك العام نحو الاستهلاكية الشرهة. في هذه المرحلة أصبح الاستهلاك هو الهدف النهائي من الوجود ومحركه الحرية واللهو والتملك، واتسعت معدلات العولمة لتتضخم مؤسسات الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية الدولية وتتحول القضايا العالمية من الاستعمار والتحرر إلى قضايا المحافظة على البيئة والمساواة بين المرأة والرجل وبين الناس وحماية حقوق الإنسان ورعاية الحيوان وثورة ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/علمانية
|
ef68eb8ea4834d0d13fa5a31c0e20b00
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.968153",
"source": "Wikipedia"
}
|
البحرين
|
البحرين
|
البحرين (رسميا: مملكة البحرين يحيط البحرين مياه الخليج العربي من كافة الجهات، غير أن لديها جسرا صناعيا في الجزء الغربي منها يربطها مع المملكة العربية السعودية، مع وجود مخطط لربطها بجسر آخر. يبلغ عدد سكان البحرين 1,577,059 نسمة، منهم 727,352 مواطن بحسب إحصائية رسمية عام 2023. يعود أقدم ذكر للبحرين إلى حضارة دلمون قبل خمسة آلاف عام، إذ ذكرت في الكتابات المسمارية القديمة. أطلق الإغريق على جزيرة البحرين اسم تايلوس يبدأ تاريخ البحرين الحديث، حين شن حاكم الزبارة، أحمد الفاتح من أسرة آل خليفة العربية، حملة عسكرية انتهت بفتح البحرين عام 1783 منتصرا على الشيخ نصر آل مذكور، مؤسسا لحكم الأسرة الخليفية لنحو قرنان ونصف من الزمان حتى الوقت الحاضر. دخلت البحرين في الحماية البريطانية اثر مطلب حاكمها محمد بن خليفة لحمايتها من الخطر الإيراني والتركي على شكل اتفاقية في سنة 1861، ولم تكن البحرين الوحيدة، فقد دخلت دول خليجية أخرى تحت الوصاية البريطانية. نالت البحرين استقلالها في عهد الشيخ عيسى بن سلمان سنة 1971. انضمت البحرين منذ استقلالها إلى العديد من المنظمات الدولية، أبرزهم الأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وجامعة الدول العربية وحركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وهي أحد الأعضاء المؤسسين لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. عينت البحرين حليفا رئيسيا خارج حلف الناتو في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن عام 2002. أجري استفتاء شعبي وطني عام 2002 في عهد الملك الحالي حمد بن عيسى، تحولت فيه مسمى البلاد من دولة البحرين إلى مملكة البحرين، واستبدل لقب الأمير بالملك، في تبني للنظام الملكي الدستوري، وأجري إصلاحات وقوانين عديدة لتعزيز مسيرة التنمية في البلاد. شهدت البحرين تطورا اقتصاديا كبيرا منذ اكتشاف أول بئر نفط في البحرين عام 1932، وهو أول بئر اكتشف في الخليج العربي. سعت البحرين منذ أواخر القرن 20، إلى تنويع اقتصادها لتصبح أقل اعتمادا على النفط من خلال الاستثمار في قطاعي المصارف والسياحة. اعتبارا من عام 2023، أصبحت البحرين في المرتبة 34 في مؤشر التنمية البشرية في العالم، وهي الثانية عربيا. صنف البنك الدولي مملكة البحرين من ضمن البلدان مرتفعة الدخل. في القطاع المصرفي، تعد العاصمة المنامة موطنا لأكثر من 400 مؤسسة مالية، أشهرهم مركز البحرين التجاري العالمي، ومرفأ البحرين المالي، لتظهر كالمركز المالي الرائد في المنطقة. يعزى نمو القطاع المصرفي، لتبني اقتصاد السوق المفتوح، وتنظيم السياسات المالية المستقرة على الصعيد الاقتصادي. في قطاع الآثار، أعلنت قلعة البحرين، ومسار اللؤلؤ، ومدافن دلمون من مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 2005 و2012 و2019. في القطاع الرياضي، تحتضن البحرين بطولة للفورمولا 1 في حلبة البحرين الدولية منذ 2004. أقدم تسمية عرفت بها البحرين أتت من الألواح المسمارية البابلية تحت اللفظ «mât tâmti» وتعني حرفيا بلاد البحر، «mât» هي المثوى والأرض بينما «tâmti» تعني البحر، ويوضح المستشرق الألماني فرتز هومل، قائلا: «إن التسمية العربية (البحرين) . لم تكن في الأصل إلا ترجمة للمصطلح البابلي لها mât tâmti = "بلاد البحر"». البحرين اسم مثنى منصوب لكلمة بحر يشير إلى وجود اثنين من البحار. ذكر مصطلح البحرين في القرآن الكريم 4 مرات، غير أنه لا يشير للجزيرة الحالية. عرفت البحرين تاريخيا بأنها منطقة واسعة من جنوب البصرة حتى نواحي عمان منذ العصر الراشدي، وجزيرة أوال جزءا منها. اختلف الروايات حول سبب تسمية البحرين بهذا الاسم، فقد رجح الرحالة ياقوت الحموي أن التسمية جاءت من بحيرة الأصفر ذو الماء الراكد على باب الأحساء، حتى البحر الأخضر، فسمي البحرين نسبة لهما. يشير المؤرخ القلقشندي بأن تسميتها تشير لكون الإقليم يضم مياه الخليج العربي، وبحيرة الأصفر في الأحساء، أما المؤرخ جاسر الحمد فيشير إلى أن تسميتها ناتجة عن كون جزيرة أوال تقع بين مجرى فارس وبر العرب، وفي رأي آخر فسر التسمية لكون الإقليم الممتد من القطيف إلى الأحساء يحوي على عيون كثيرة أشبه بالبحر وهو يجاور مياه الخليج العربي، لذا سمي بالبحرين. وذكر أن مصدرها من القبائل الحميرية التي عاشت في هذه المنطقة فهي مشتقة من «بحر» وهو اليم، وين وهي أداة للتعريف، فيراد بها: «البحرين» وتعني المقاطعة البحرية، إما لأنها كانت تقع على الخليج العربي أو لأنها تشبه البحر في غزارة مياهها وكثرة عيونها. وأطلق عليها الآشوريون «مات تمتم» أي الأراضي البحرية. عرف الإغريق الجزيرة باسم تايلوس (Tylos) بينما عرفت قبيل ظهور الإسلام باسم أوال. وقد سميت بذلك نسبة إلى صنم على شكل رأس ثور على إقليم البحرين بما فيها الجزيرة الصغيرة المحتفظة بالاسم حاليا في العام 2300 قبل الميلاد وذكر الآكادي أن بالبحرين قبيلة تدعى «آكاروم» كانت تدفع له جزية سنوية سيطرت الإمبراطورية الأخمينية على الإقليم في القرن الرابع قبل الميلاد ثم سقط كامل الساحل المطل على الخليج بالإضافة لسلطنة عمان بيد الإمبراطورية البارثية في القرن الثالث قبل الميلاد ورث الساسانيون الفرس الإمبراطورية البارثية في القرن الثالث الميلادي إذ شن الملك أردشير الأول حملة عسكرية على المنطقة وضم البحرين وعمان وهزم «ساتيران» الوالي البارثي على المنطقة وعين ابنه شابور حاكما على البحرين كانت المحافظة الساسانية مقسمة لثلاث أقسام، قسم يشكل حاليا الهفوف في السعودية وقسم يشكل القطيف والقسم الثالث هو الجزيرة الصغيرة التي تحمل اسم مملكة البحرين حاليا بقيت المنطقة خاضعة للساسانيين حتى وصول إسلام وفي فترات متعددة كان يحكمها قبائل عربية يعينون من الفرس وكان والي البحرين وقت ظهور الإسلام هو المنذر بن ساوى من بني تميم ومقره مدينة هجر (هجر الحالية)، وأكثر سكان الإقليم من قبائل عبد القيس وبني بكر بن وائل من ربيعة إلى جانب بني تميم. وقد كانت جزر البحرين، مركزا لكنيسة المشرق، ثم صار إقليم البحرين من أوائل الأقاليم التي اعتنقت الإسلام، وولى النبي محمد عليها العلاء الحضرمي في 629 (العام السابع للهجرة) وبعثه برسالة سلمها إلى حاكمها المنذر بن ساوى التميمي. وفي الفتنة الثانية التي تلت موت الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، احتلت طائفة النجدات من خوارج بلاد البحرين ثم استعادها الأمويون زمن عبد الملك بن مروان. ومن آثار العصر الأموي في جزر البحرين بقايا مسجد الخميس، وهو من أقدم مسجد في التاريخ، وكان بناؤه في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز. وبعد استيلاء العباسيين على الخلافة سنة 750 (132 ) جعلوا بلاد البحرين وعمان تحت ولاية اليمامة. وقد كانت جزر أوال أول الأقاليم التي انسلخت عن القرامطة، وذلك عندما استقل بها أبو البهلول العوام من بني عبد القيس سنة 1058 وخطب للخليفة العباسي القائم بأمر الله في صلاة الجمعة. وحاول القرامطة استعادة الجزر سنة 1066 فصدهم أبو البهلول عنها في معركة بحرية، وانقض عرب البحرين على القرامطة في هجر على إثر ذلك فسقطت دولتهم سنة 1076 على يد العيونيين مستعينين بالسلاجقة. وبسقوط القرامطة تناوب على حكم بلاد البحرين ببرها وجزرها عدة سلالات عربية، حيث استولى ابن عياش على القطيف وأوال من أبي البهلول العوام، ثم بسط العيونيون حكمهم على كافة بلاد البحرين سنة 1076 ، تلاهم بعد ذلك العصفوريون سنة 1252 ، ثم الجروانيون سنة 1330 . وتخلل ذلك احتلال أتابك فارس التركي لجزر البحرين بين 1235 1253 . وبعد سنة 1330 صارت بلاد البحرين تدفع الجزية لحكام هرمز، وفي هذه الفترة تظهر لأول مرة في ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/البحرين
|
04da3b634f968ee5c855077a30ad081e
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.976490",
"source": "Wikipedia"
}
|
أسبوع
|
أسبوع
|
الأسبوع هو وحدة زمنية أطول من اليوم وأقصر من الشهر. يكون طول الأسبوع سبعة أيام رغم أنه لا أصل فلكي لهذه المدة. ولكن هناك اعتقاد بأن تقسيم الأسبوع إلى سبعة أيام مرتبط بأمر الدين، ومأخوذ منه، وله تعلق بأخباره وأحكامه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «فكل أمة ليس لها كتاب ليس في لغتها أيام الأسبوع، وإنما يوجد في لغتها اسم اليوم والشهر والسنة، لأن ذلك عرف بالحس والعقل، فوضعت له الأمم الأسماء، لأن التعبير يتبع التصور، وأما الأسبوع فلم يعرف إلا بالسمع، لم يعرف أن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش إلا بأخبار الأنبياء الذين شرع لهم أن يجتمعوا في الأسبوع يوما يعبدون الله فيه، ويحفظون به الأسبوع الأول الذي بدأ الله فيه خلق هذا العالم ؛ ففى لغة العرب والعبرانيين ومن تلقى عنهم: أيام الأسبوع، بخلاف الترك ونحوهم فإنه ليس في لغتهم أيام الأسبوع لأنهم لم يعرفوا ذلك فلم يعبروا عنه». يختلف يومي بداية ونهاية الأسبوع من حضارة لأخرى، وفي الحضارة العربية، حسب ابن منظور في كتاب لسان العرب فإن الأسبوع يبدأ في يوم الأحد وينتهي في يوم السبت، أسلوب تسمية أيام الأسبوع قد يختلف بين لغة وأخرى: ففي بعض اللغات، كالعربية والعبرية والفارسية، اشتقت أسماء أيام الأسبوع من الأرقام، بينما لغات أخرى قد تشتقها من أسماء الآلهة والأجرام السماوية وغيرها. قد يسبق أو يلحق يوم الأسبوع كلمة «يوم»، كما هو الحال في اللغة الفارسية والإنگليزية واليابانية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/أسبوع
|
1702d4139b00b703491dd26733557383
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.977029",
"source": "Wikipedia"
}
|
بوريون
|
بوريون
|
البوريون: سلالة تركية حكمت في دمشق سنوات (1103-1154 ). مؤسس السلالة ظاهر الدين طغتكين (1103-1128 ) كان من المماليك، ثم أصبح من جنود السلاجقة في الشام. عين سنة 1095 أتابكا (قائدا) على الشام من قبل الأمير السلجوقي «دقاق بن تتش». منذ 1103 أصبح حكم دمشق وراثيا في أبناءه. استطاع أربعة من أبناءه الاحتفاظ بموقعهم رغم الظروف الصعبة. دام الوضع حتى سنة 1145 تاريخ خلع الزنكيين لآخر الأمراء البوريين مجير الدين أبق (1134-1154 ). عندما انتقل داعية الباطنية المدعو بهرام إلى دمشق من حلب دعا إلى مذهب الإسماعيلية وأظهر شخصيته، وأعانه على ذلك وزير طغتكين «أبو طاهر المزدقاني» فعظم شره، فخاف من أهل دمشق وطلب من طغتكين حصنا يأوي إليه هو وأتباعه، فأشار عليه المزدقاني بتسليمه قلعة بانياس غربي دمشق. فاستلمها وجمع فيها أصحابه، فعطم شره في البلاد، فأفاق طغتكين على ذلك ولكن توفي قبل أن يعمل شيئا، وعندما خلفه ابنه تاج الملك بوري على حكم دمشق أفرط المزدقاني في حماية الباطنية، فعرض على الصليبيين تسليمهم دمشق مقابل إعطائه هو والباطنيين مدينة صور بدلا عنها، وحدد أحد أيام الجمع لتنفيذها، حيث يكون المسلمون في المساجد مما يسهل فتح أبواب المدينة للفرنجة بسهولة. ولكن تم كشف المؤامرة قبل موعدها، فقتل السلطان بوري وزيره الخائن وأحرق جثته وعلق رأسه على باب القلعة ونادى بقتل الباطنية، واستمر أهل دمشق يذبحونهم في منتصف رمضان 523 / 1129م حتى قتل منهم ستة آلاف نفس، وعند ذلك استنجد داعيتهم إسماعيل العجمي بالصليبيين ليحموه هو وأصحابه مقابل تسليمه قلعة بانياس لهم. وصي العرش الصف المظلل باللون الأخضر يدل على وصاية معين الدين أنر. حل الزنكيون محل سلالة البورية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بوريون
|
a2d5fd553aab33b63dda61aa7c3d4eab
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.977622",
"source": "Wikipedia"
}
|
بنو هود
|
بنو هود
|
بنو هود: سلالة عربية من ملوك الطوائف في الأندلس، حكموا في سرقسطة ما بين 1039-1110 تنتسب إلى هود عبد الله ابن موسى بن سالم الجذامي من قبيلة جذام. استولى مؤسس السلالة سليمان بن هود (1039-1046 ) على سرقسطة على حساب بنو تجيب. قام خلفاؤه، أحمد الأول المقتدر (1046-1081 ) ثم أحمد الثاني المستعين (1085-1110 ) بتشجيع حركة العمران (بناء الجعفرية) . قاد بنو هود حركة المقاومة ضد أتباع الموحدين في الأندلس. مع سقوط سرقسطة في أيدي الموحدين سنة 1110 فر عبد الملك (1110-1136 ) إلى الرويضة. استمر فرع بني هود هناك في الحكم حتى حدود سنة 1146 .
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بنو هود
|
0434bfde1e7c77131a314ba15c22191c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.977930",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الأرتقية
|
الدولة الأرتقية
|
الدولة الأرتقية، نسبة إلى أرتق بن أكسب، ومنه سلالة الأراتقة أو الأرتقيين أو بني أرتق التركمانية، حكمت جنوب شرق الأناضول (ديار بكر ومردين) وشمال الجزيرة الفراتية، ما بين 1098 - 1232 ، (واستمرت بعض الفروع حتى 1408 ). بعد انتصار السلاجقة في معركة ملاذكرد جاء الأرتقيون إلى الأناضول مع القبائل التركية الأخرى. كان مؤسس السلالة «أرتق بن أكسب» حاكما للقدس وفلسطين من قبل السلاجقة عام 1086 . خلفه أبناؤه سنة 1091 . قام الفاطميون بطردهم من فلسطين سنة 1098 . فرت الأسرة إلى شمال العراق وشرق سورية واستطاعت أن تؤسس إمارة جديدة. أسس سقمان (1098-1104 ) فرعا حكم في ديار بكر وحصن كيفا (1098-1232 )، كما قام أخوه إيلغازي (1104-1122م) والذي شغل منذ 1101 منصبا مهما لدى دولة العباسيين (متصرف بغداد). بتأسيس فرع حكم في ماردين وميافارقين (1104-1408 ) ثم فرعا آخر حكم في خرتبرت (هاربوت) (1185-1233 ). في بدايات عهد حكم الأسرة كانت رسميا تحت سلطة السلاجقة ثم وضعت نفسها تحت سلطة الزنكيين ثم الخوارزمشاهات. لم تعرف دولة الأرتقيون الاستقلال الحقيقي إلا مع ظهور الإمارات الصليبية في بلاد الشام. بلغت الدولة أوجها في عهد نصر الدين محمود (1201-1222 ) في ديار بكر. قضى الأيوبيون سنة 1232 على هذا الفرع، ثم جاءت نهاية فرع ماردين على يد الخرفان السود (القراقويونلو) سنة 1408 . قائمة الأمراء في خرتبرت:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الأرتقية
|
b644fcc466f595e3d707c6e48a0754eb
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:05.978432",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الإلخانية
|
الدولة الإلخانية
|
الدولة الإلخانية أو الدولة الإيلخانية أو دولة مغول فارس (بالفارسية: دولت ایلخانی؛ بالمغولية: ᠬᠦᠯᠢᠭ ᠦᠨ ᠤᠯᠤᠰ) هي دولة قامت بداية كإحدى خانيات إمبراطورية المغول، واحتلت الركن الجنوبي الغربي منها، وحكمها آل هولاكو، تيمنا بمؤسس هذه السلالة هولاكو خان، وذلك خلال القرن الثالث عشر الميلادي. شكلت البلاد الإيرانية المعاصرة لب هذه الدولة، التي ضمت أيضا أجزاء واسعة من البلاد المجاورة لإيران، كالعراق وأذربيجان وأرمينيا وأواسط تركيا وشرقها، إضافة إلى أفغانستان وبعض پاكستان وتركمانستان. بدأت الإلخانية تتشكل بعيد الغزو المغولي لخوارزم في عهد جنكيز خان، إلا أنها لم تصبح دولة قائمة وفعلية إلا في عهد حفيده هولاكو بن تولي خان، ومع بداية تفتت الإمبراطورية المغولية سنة 1259م أصبحت الدولة الإلخانية دولة مستقلة بنفسها بحكم الأمر الواقع، على أن حكامها استمروا يقدمون فروض الولاء والطاعة إلى الخاقان الأكبر في خان بالق، واتخذوا لأنفسهم لقب «إلخان» أو «إيلخان» بمعنى «الخان الصغير» أو «الخان الخاضع» للدلالة على هذه التبعية وإن كانت إسمية. اشتهر مغول فارس بقساوتهم الشديدة مع جيرانهم المسلمين، وقد استغلوا التنازع والتصادم بين القوى الإسلامية، الذي أدى إلى أن تسعى بعض هذه القوى إلى تأييد المغول ومساندتهم، فاستطاع هؤلاء أن ينفذوا إلى ديار الإسلام ويقهروا هذه القوى جميعها، الواحدة تلو الأخرى، هذا في الوقت الذي كان فيه المشرق الإسلامي في صراع آخر مع القوى الصليبية في المنطقة؛ فشكل المغول في بداية عهدهم خطرا على الوجود الإسلامي ذاته. تمكن هولاكو خان من إبادة طائفة الحشاشين الإسماعيليين بداية، ثم أنزل بالمسلمين ضربة مزلزلة عبر قضائه على الخلافة العباسية وقتل الخليفة وأهل بيته وتدمير دار الخلافة بغداد، ثم واصل تقدمه في بلدان المشرق الإسلامي، فسيطر على الجزيرة الفراتية وديار بكر وآسيا الصغرى، واستمر بالزحف على الشام فاستولى على حلب وفتحت دمشق أبوابها أمام جيوشه، حتى بات يسيطر على بلاد إيران والعراق وآسيا الصغرى وأرمينية والشام، فكون منها الدولة الإلخانية. شرع المغول يطرقون أبواب مصر بعد ذلك في محاولة لاحتلالها حتى يسهل عليهم تثبيت أقدامهم في الشام، لكن ظهرت في البلاد المصرية آنذاك قوة إسلامية فتية هي قوة المماليك، الذين استطاعوا بقيادة السلطان سيف الدين قطز من كسر المغول في معركة عين جالوت، فأوقفوا الزحف المغولي غربا وتمكنوا من طرد المغول من الشام وإعادتها إلى حظيرة الإسلام. وتحالف المماليك مع مغول القبيلة الذهبية المسلمين لقتال الإلخانيين، مما أدى إلى اندلاع حروب عديدة بين هؤلاء الأنسباء. وشكل هذا الوضع التاريخي عامل إغراء للغرب الأوروپي لمحاولة تكوين حلف مغولي - صليبي لتطويق العالم الإسلامي الشرقي وإنهاء الوجود الحضاري والسياسي للأمة الإسلامية، لكن مشروعات التحالف فشلت لأسباب متنوعة. تعاقب على عرش إلخانية فارس بعد وفاة هولاكو أبناؤه وأحفاده وغيرهم من غير سلالته، لكن أفراد هذه الأسرة عجزوا عن مد نفوذهم إلى المناطق الجنوبية الغربية، إذ تعرضوا لهزائم متكررة على يد المسلمين تحت راية المماليك، الذين عملوا على نبذ الخلافات في سبيل التصدي والصمود للخطر الكبير المجاور لهم، هذا في الوقت الذي تعرضت فيه الأسرة الإلخانية لانشقاقات داخلية صدعت كيانها. وكان من أهم آثار الحروب التي قامت بين المماليك والإلخانيين المستقرين بفارس أن ظهرت فجوة قامت سدا منيعا بين العالمين الإسلامي والمغولي، وأخذ التأثير العربي يخف ويتراجع في البلاد الإيرانية، ويحل مكانه تأثير فارسي ممزوج بالصبغة المغولية، مما مهد الطريق أمام إيران لتتغير وتتميز عن جيرانها بعد بضعة قرون، خلال العصر الصفوي. تناغم المغول - رغم قساوتهم - مع جميع الأديان في البلاد الخاضعة لهم، في زمن السلم، وأخذوا منذ أواخر القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، يعتنقون الإسلام بتأثير مزدوج من النسبة العالية للسكان المسلمين الذين خضعوا لهم، وبدافع الترك الذين تمازجوا معهم وانصهروا في بوتقتهم، وقد برهن الإلخانيين عن تساهل كبير أمام جميع الأديان والمعتقدات من دون أن يفرقوا عند اعتناقهم الإسلام بين المذاهب الإسلامية، وكان الإلخان محمود غازان أول حكام المغول الذي أعلن الإسلام دينا رسميا لدولته. لم ينتج عن الغزو المغولي أي تغيير يذكر في البلاد التي سيطر عليها المغول من الوجهة الإثنية، لكن برزت بعض الخصائص والمميزات التي حملها هؤلاء معهم من مواطنهم الأولى، إلا أن النظام الذي وضعته الدولة الإلخانية يصعب التمييز فيه بين ما هو من أصل إيراني وما هو من أصل مغولي أو صيني، وما هو من إبداع أصيل. وشهدت الدولة الإلخانية حركة تجارية نشطة على الطرق التجارية القديمة، إلا أنها عجزت عن إعادتها إلى نشاطها السابق لقيامها، بعد أن أخذت الدولة المملوكية تسيطر عليها تدريجيا. وكغيرها من الدول المغولية الأخرى، باستثناء القبيلة الذهبية وسلطنة مغول الهند، لم تتجاوز الدولة الإلخانية القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي. فإلى جانب الانقسامات الداخلية التي وقعت في قلب هذه الدولة فعطلت كل نشاط فيها، وشلت كل حركة، برزت المطالب القومية في الولايات يغذيها فريق من ذوي الأطماع، وسرعان ما تجزأت ولاياتها إلى دويلات وإمارات وتوزعت بين أبناء البلاد وأمراء أتراك ومغول. فقد سيطر الترك على الولايات الغربية، وأضحى شمالي العراق وأذربيجان وأرمينية، طوال أكثر من قرن، مسرحا لنزاعات بين إمارتين تركمانيتين متخاصمتين: القره قويونلوية الشيعية، والآق قويونلوية السنية، واحتدمت المنافسة بينهما واستطالت، فأثرت في بعض النواحي على تكوين الدولة العثمانية وعلى إنشاء إيران الحديثة على يد السلالة الصفوية. أما ما تبقى من إيران فقد ظل سائرا وفقا للتقاليد التي عمل بها من قبل، ولم يخرج عن الحدود التي رسمتها له الدولة الإلخانية إلا في التقسيم السياسي الذي أصاب البلاد آنذاك. أدى احتكاك المغول الإلخانيين بالحضارة والثقافة الإسلامية إلى اقتباسهم الكثير من عادات وتقاليد المسلمين، بالإضافة لغيرهم من الشعوب التي أخضعوها كالأرمن والكرج، ولكنهم، وبفعل بداوتهم، لم يسخروها لرفع مستواهم الحضاري وإنما اندفعوا نحو استنزاف خيراتها المادية، في حين تركوا ما فيها من تراث علمي وقيم روحية بأيدي أبنائها، ونشأ نتيجة ذلك، أن ارتفع المستوى المادي للمغول بعامة بينما بقي تكوينهم الحضاري على ضعفه، فلم ينبغ من بينهم عالم واحد في أي علم من العلوم سوى الحرب، واقتصر اقتباسهم من الحضارات التي استوعبوها على أسباب المتعة فقط، مما كان له دور بارز في إضعافهم وانهيار دولتهم بسرعة. كذلك، مما قصر عمر هذه الدولة أن الحكام المغول لم يستطيعوا كسب ثقة المحكومين المسلمين، فالمسلمون لم ينصاعوا للحكم المغولي بسهولة ولم يرضوا عنه بسبب وثنية المغول (في البداية) التي لا تبيح لهم موالاتهم، فضلا عن التفاوت الحضاري بين الطرفين وانعكاس ذلك على سلوك كل منهما. وأما المغول، من جهتهم، فقد اتصفوا بالعنجهية والغرور بعد انتصاراتهم الساحقة على جميع الشعوب التي هاجموها والتي جعلتهم يعتقدون بأنهم يملكون من المزايا التي رفعتهم فوق مستوى هؤلاء، ودعم هذا الاعتقاد تهالك بعض الوصوليين من أبناء البلاد الخاضعة لهم وتملقهم للحكام، فكانت النتيجة أن بقي المغول يمثلون طبقة عسكرية حاكمة منعزلة عن المحكومين الذين لا يهمها منهم سوى الطاعة ودفع الضريبة، ولم يؤد اعتناق المغول الدين الإسلامي إلى إزالة هذه النظرة وإذابة الفوارق بين الحاكمين والمحكومين. تعود تسمية الدولة الإلخانية أو الإيلخانية(1) إلى هولاكو خان الذي لقب «إيلخان»، وهي كلمة مكونة من مقطعين: «إيل» بمعنى تابع أو مطيع، «خان» بمعنى ملك أو حاكم، والمقصود أن حاكم الدولة الإلخانية تابع للخاقان الأعظم الذي كان يقيم في قراقورم ثم انتقل إلى خان بالق في الصين. وبذلك يكون معنى «إيلخان» أو «إلخان»: الملك التابع أو الخان التابع وفق أكثر الآراء شيوعا، وقد أصبح علما مميزا لحكم أسرة هولاكو التي توارثت الحكم بعد وفاته. قيل أيضا أن «إيلخان» لقب تركي مركب من لفظين هما: «إيل» بمعنى «قبيلة»، «خان» بمعنى سيد، وبذلك يكون معنى «إيلخان»: سيد القبيلة أو رئيس العشيرة. وقال باحثون آخرون إن هذا اللقب يعني «قائد السلام» أو «خان السلام» أو «قائد بلاد فارس»، وذهبت الباحثة دوروتيا كرافولسكي أن المصطلح يجب أن يترجم بمعنى «الخان الذي يجلب السلام». وقد بقي هذا الاسم قائما حتى قطعت الرابطة وثيقة الصلة بين الإلخانية والخاقان المغولي بدخول حكام إيران المغول في الإسلام نهائيا سنة 695ه الموافقة لسنة 1296م، إذ حذف اسم الخاقان المغولي من السكة الإلخانية، وحل لقب «الخان» بدلا من لقب إلخان أو إيلخان، ومع ذلك فقد جرت العادة أن يقال لخلفاء هولاكو الذين حكموا إيران، منذ ذلك الوقت وحتى وفاة آخر حكام هذه الأسرة سنة 736ه الموافقة لسنة 1335م، اسم سلاطين مغول فارس أو دولة إلخانية فارس. قامت إمبراطورية المغول على يد القائد الكبير جنكيز خان، الذي نجح في توحيد جميع القبائل المغولية تحت رئاسته سنة 1206م، وجمع شتات بلاد المغول في دولة موحدة قوية، ثم تطلع للتوسع على حساب جيرانه، فبدأ بالصين أولا ثم تطلع إلى الغرب حيث امتدت أراضي الدولة الخوارزمية، القائم على عرشها آنذاك السلطان علاء الدين محمد بن تكش خوارزمشاه (منذ سنة 596ه الموافقة لسنة 1199م)، الذي اتصف بالطموح والشره، وانتهج سياسة قائمة على الشقاق والنزاع مع الدول الإسلامية المجاورة ومحاولة ضمها الواحدة بعد الأخرى. وكان الخورازميون قد أخذوا، في عهد السلطان سالف الذكر، يتدخلون في شؤون الخلافة العباسية للسيطرة عليها، لكن الخليفة العباسي أبو العباس أحمد الناصر لدين الله تصدى لطموحاتهم، وهداه تفكيره إلى الاستعانة بالمغول، فكتب إلى جنكيز خان يعرض عليه مهاجمة الدولة الخوارزمية من الشرق في الوقت الذي يهاجمها هو من الغرب، والواقع أن جنكيز خان قرر - في ذلك الوقت - أن لا تكون علاقاته بجيرانه الخوارزميين قائمة على القوة، ورأى أن مشكلاته في آسيا الشرقية، واضطراره إلى توطيد نفوذه في الصين، تحول بينه وبين إشعال الجبهة الغربية، لذلك رفض العرض العباسي، وتوجه إلى عقد معاهدة تجارية مع الدولة الخوارزمية، يمليها على الخوارزميين، وتتضمن بعض نصوصها معاني التبعية للمغول. قبل السلطان الخوارزمي أن يعقد معاهدة تحالف وصداقة مع جنكيز خان، فاتخذت العلاقة بين الطرفين اتجاها إيجابيا، لكن الأطماع السياسية لمحمد خوارزمشاه، المتمثلة بالتوسع على حساب جيرانه - بما فيهم المغول - ووراثتهم، سرعان ما بدلت العلاقة الطيبة بأخرى عدائية. فإن خوارزمشاه كان يهدف من وراء السفارات المتبادلة بينه وبين المغول إلى التجسس والاستطلاع على أحوال جيرانه، ولم يرغب بأي حال الدخول في علاقات تجارية مع مغولستان. وفي ظل هذه النظرة السياسية قام ثلاثة من التجار الخوارزميين من سكان بخارى برحلة إلى ممالك المغول للتجارة، فأكرمهم جنكيز خان، ولما عزموا على العودة، أرسل معهم قافلة تحمل أمتعة مختلفة لتصحبهم إلى ممالك السلطان لتبادل التجارة هناك، وقد بلغ عدد أفرادها أربعمائة وخمسين رجلا بقيادة أربعة من كبار تجار المسلمين، وعندما وصلت القافلة إلى مدينة فاراب (أوترار) على الساحل الغربي لنهر سيحون، أجهز عليهم «ينال خان» حاكم المدينة وابن خال السلطان، وقتل جميع أفراد البعثة التجارية بتهمة أنهم جواسيس، وسلب البضاعة. لم يكن بوسع جنكيز خان أن يتجاهل هذا الاستفزاز، غير أن ما اتصف به من الاتزان والتعقل، حمله على أن يرسل سفارة مؤلفة من ثلاثة رجال، إلى محمد خوارزمشاه للاحتجاج على الغدر، وطلب منه تسلم حاكم فاراب، لكن السلطان رفض الطلب ورأى به تعبير عن الضعف والاستسلام، فتماسك وتجلد وأبى وأمر بقتل أولئك الرسل فقتلوا، ويقول ابن الأثير إن السلطان الخوارزمي لم يقتل الرسل الثلاث بل قتل زعيمهم وأطلق صراح الاثنين الآخرين بعد أن حلق لحيتهما، حتى يرويا قصة مصرع الرسول المغولي لجنكيز خان كما شاھدھا، فقطع بذلك كل أمل في التفاهم مع المغول، وأضحت الحرب بين الطرفين أمرا لا مفر منه. تحركت الجيوش المغولية، التي بلغ عديدها نحو مائتي ألف جندي مقسمة على أربعة جيوش، في خريف سنة 615ه الموافقة لسنة 1218م، نحو بلاد ما وراء النهر. ولما لم يتمكن السلطان محمد خوارزمشاه من معرفة المكان الذي ستتوجه إليه، وزع جيشه البالغ أربعمائة ألف جندي على المدن الهامة مثل بخارى وسمرقند، وعلى القلاع الرئيسية المنتشرة على طول نهر سيحون شرقا وممرات فرغانة في الغرب، وقد أضعف هذا التوزيع قدرة الجيش الخوارزمي على الرغم من تفوقه العددي. كانت مدينة فاراب أول مدينة هاجمها المغول، فقد ضرب الجيش الأول، بقيادة إبني جنكيز خان جغتاي وأوقطاي، حصارا مركزا عليها، وكان يدافع عنها حامية مؤلفة من خمسين ألف جندي بقيادة ينال خان سالف الذكر، بالإضافة لعشرة آلاف آخرين بقيادة قراجة، حاجب السلطان محمد. وعلى الرغم من أن هذه القوة المدافعة كانت على جانب كبير من الكفاءة القتالية والقدرة على الصمود، إلا أن الذعر الذي استولى على السكان حين ظهر المغول، بالإضافة إلى نشوب الخلاف بين القادة بشأن استمرار المقاومة؛ أضعف القدرة على الصمود. فقد غادر قراجة المدينة مع أتباعه، وذهب إلى المعسكر المغولي، فشك كل من جغتاي وأوقطاي بنواياه وقتلاه مع جنوده جميعا. استمر حصار المدينة خمسة أشهر تخللته مناوشات بين الطرفين كانت عنيفة أحيانا، غير أن المغول ما لبثوا أن استولوا عليها عنوة، فنهبوها وقتلوا جميع سكانها انتقاما، ووقع ينال خان في أيدي جغتاي وأوقطاي، فاقتاداه إلى معسكر أبيهما أمام سمرقند، فنكل به تنكيلا حتى مات. تساقطت مدن وبلدات ما وراء النهر الواحدة تلو الأخرى بيد المغول بقيادة أبناء جنكيز خان، فاستولى الجيش الثاني بقيادة جوجي خان على سغناق الواقعة على بعد أربعة وعشرين فرسخا من فاراب، ثم زحف باتجاه مدينة جند وحاصرها أسبوعا حتى سقطت في يده، فذبح أهلها ودمرها، ثم سار قاصدا إقليم خوارزم، فيما تابعت بقية الجيوش المغولية الاستيلاء على بلاد ما وراء النهر. كانت خطوة جنكيز خان التالية السيطرة على إقليم خوارزم، فتقدم في خريف سنة 617ه الموافقة لسنة 1220م صوب ترمذ واستولى عليها بعد حصار، وقتل جميع سكانها، وفي تلك الأثناء كان السلطان الخوارزمي محمد خوارزمشاه يفر من أمام المغول متنقلا من مكان إلى آخر، فقصد نيسابور ثم توجه نحو عراق العجم وبسطام واجتاز الري، ثم ذهب إلى قلعة فرزين، وروادته أفكار باللجوء إلى بغداد والارتماء في أحضان الخليفة العباسي الذي كان عدوه بالأمس القريب عله يجد مخرجا من المأزق الذي هو فيه، لا سيما وأن القادة الخوارزميين انفضوا من حول السلطان، كل يريد النجاة بنفسه بعدما رأوا شدة المغول ووحشيتهم، لكنه عدل عن تلك الفكرة وتوجه إلى إقليم مازندران جنوبي بحر الخزر (قزوين)، والتجأ إلى إحدى جزره حيث تمكن منه الإعياء والمرض، فتوفي ودفن بالجزيرة المذكورة سنة 617ه الموافقة لسنة 1220م، بعد أن عين ابنه جلال الدين منكبرتي خلفا له. أدت وفاة السلطان محمد إلى مزيد من التشرذم في صفوف الخوارزميين، فقد عارض الجيش اعتلاء جلال الدين منكبرتي العرش، ووقعت بعض المنازعات الأسرية بخصوص هذا الأمر، ما دفع جنكيز خان إلى الإسراع بإرسال ما يزيد عن مائة ألف جندي بقيادة ثلاثة من أبنائه هم: جوجي وجغتاي وأوقطاي، لاجتياح العاصمة الخوارزمية جرجانية، الواقعة قرب دلتا نهر جيحون، فتعرضت لأسوأ أنواع المحن والشدائد والقتال الضاري، واقتحمها المغول أخيرا في شهر صفر سنة 618ه الموافق لشهر نيسان (أبريل) 1221م، فقتلوا كل الرجال وسبوا النساء والأطفال، ثم حطموا السد الذي يمنع ماء جيحون عن المدينة، فانسابت المياه إلى داخلها وهدمت الأبنية، وأغرقت من أفلت من السكان أو هلك تحت الأنقاض، وساق المغول نحو مائة ألف من أصحاب الحرف والمهن إلى مغولستان. وعلى هذا الشكل سيطر المغول على إقليم خوارزم، ومنحه جنكيز خان لابنه جوجي. أحاط المغول بإقليم خراسان بعد أن استولوا على بلاد ما وراء النهر وخوارزم، وكان جنكيز خان حريصا على الاستيلاء على بقية الأقاليم التي تتكون منها الدولة الخوارزمية، ومطاردة من بقي من زعمائها. بعد أن استولى على ترمذ، عبر نهر جيحون وتوجه نحو مدينة بلخ التي استسلمت طوعا، فأعطى جنكيز خان أهلها الأمان أولا، ثم نكث بوعده وقتل جميع السكان ودمر المدينة تدميرا وأزال كل معالم الحضارة والعمران التي كانت في تلك البقعة. سار جنكيز خان بعد ذلك نحو الطالقان بهدف إخضاع المدن الواقعة في أعالي نهر جيحون، وعهد إلى ابنه تولي خان بمهمة الاستيلاء على خراسان، ووضع تحت أمره جيشا مؤلفا من سبعين ألف جندي. ولما كانت الأوضاع مضطربة في خراسان نتيجة وفاة السلطان محمد الخوارزمي، فقد استغل تولي هذا الأمر واستطاع أن يستولي على المدن الثلاث الكبرى في الإقليم المذكور، وهي: مرو ونيسابور وهراة، ثم لحق بوالده إلى الطالقان. ولما سقطت البلاد الأخيرة بيد المغول أضحى بوسع جنكيز خان أن يزحف لمواجهة السلطان جلال الدين منكبرتي، الذي كان يقاتل المغول من مكان إلى آخر، حتى وصل مدينة غزنة ورابط فيها، وتمكن من إنزال هزيمة قاسية بالمغول في موضع يقال له «بلق»، وانتقم منهم انتقاما شديدا لما فعلوه ببلاده وشعبه والمسلمين عموما، لكن النزاع الذي وقع بين القادة الخوارزميين بشأن اقتسام الغنائم، حال دون استثمار هذا الانتصار ولقاء المغول في معركة حاسمة، مما سمح لجنكيز خان بأن يلقي بكامل ثقله العسكري على السلطان الخوارزمي، فأجبره على الارتداد أمام الزحف المغولي حتى بلغ شاطئ نهر السند، فتعقبه مسرعا حتى بلغه وهو يعد السفن لعبور النهر، فاضطر المسلمون إلى خوض معركة لم يكونوا مستعدين لها، وذلك في شهر شوال سنة 618ه الموافق فيه شهر تشرين الثاني (نوڤمبر) 1221م، ومع ذلك فقد نجح السلطان جلال الدين في أن يشق طريقا له وسط الجموع المغولية، فعبر النهر ويمم وجهه صوب الهند مع عدد من أتباعه، وانتقم جنكيز خان من سكان غزنة فقتلهم جميعا باستثناء أرباب الحرف والصناعات، ودمر المدينة. كان إقليم غزنة آخر الأقاليم الخوارزمية التي خضعت للمغول، لأن جنكيز خان آثر العودة إلى مغولستان بسبب اضطراب الأوضاع في شمال الصين والتبت، وهكذا غادر الأقاليم الغربية في سنة 619ه الموافقة لسنة 1222م بعد أن ثبت الحكم المغولي في بلاد ما وراء النهر وخوارزم، ونصب عليها حكاما مدنيين، وترك الكثير من بلادها خاوية على عروشها بعد موجة القتل والتدمير التي أحدثها. سمح انشغال جنكيز خان بأمور الصين للسلطان جلال الدين منكبرتي أن يغادر الهند ويستعيد السيطرة على بعض أقاليم الدولة الخوارزمية، لكنه بدل أن يعمل على حماية العالم الإسلامي من خطر المغول، قام بمهاجمة الخليفة العباسي، الناصر لدين الله، كما هاجم أذربيجان واحتل تبريز واتخذها قاعدة للوثوب على الكرج، ولم يلبث أن دخل قصبتها تفليس في سنة 623ه الموافقة لسنة 1126م، ولم يمض الكثير من الوقت حتى فرض سيطرته على الهضبة الإيرانية وأذربيجان، واتخذ أصفهان عاصمة له. وفي يوم 11 رمضان 624ه الموافق فيه 28 آب (أغسطس) 1227م، توفي جنكيز خان في ينشوان ببلاد شيا الغربية، فخلفه ابنه أوقطاي على العرش، وصرف النظر بداية عن أمور الدولة الخوارزمية وشؤون غربي آسيا بعامة، لكنه لم يلبث أن قرر الاهتمام بشؤون الغرب مرة أخرى بعد أن علم بمحاولة جلال الدين منكبرتي إحياء الدولة الخوارزمية، فأرسل في سنة 628ه الموافقة لسنة 1231م جيشا لقتاله قوامه ثلاثون ألف جندي بقيادة جرماغون نويان وصحبه القائد بايجو، فتقدم إلى تركستان حيث طلب مددا من أمراء المغول وحكامهم في خوارزم، وضم إليه قوات أخرى غير نظامية حتى بلغ تعداد جيشه ما يقارب المائة ألف. سار هذا الجيش الضخم إلى إيران، فاستولى أفراده على الري وهمذان، وواصل زحفه حتى حدود أذربيجان، واستفاد مما خلفه المغول في حروبهم السابقة في خراسان من الخراب والدمار والخوف، فلم يصادف أية مقاومة أثناء اختراقه لهذا الإقليم إلى أن وصل إلى الأقاليم الغربية. اقتصر اهتمام المغول، في هذه المرحلة، على مطاردة جلال الدين منكبرتي والقضاء عليه، لأن هذا يكفل لهم إحكام سيطرتهم من جديد على أقاليم الدولة الخوارزمية. وفوجئ السلطان الخوارزمي بالمغول وهم قاب قوسين أو أدنى من بلاده، فطاردوه وأرغموه على التقهقر إلى سهول مراغة وموقان عند مصب نهري الرس والكر، ثم توجه إلى أخلاط للاحتماء بها والتمس المساعدة من الخليفة العباسي والأمراء المسلمين للوقوف صفا واحدا في وجه المغول، وحذرهم عاقبة إهمالهم، لكن أحدا لم ينهض لمساعدته، فاضطر أن يغادر أخلاط وتوجه إلى آمد في أعالي نهر دجلة، فلحق به المغول واصطدموا به وتغلبوا عليه وقتلوا كثيرا من جنوده، وتفرق من نجا في النواحي، وكان السلطان نفسه من ضمن من فر، فهام على وجهه حتى بلغ إحدى قرى ميافارقين، واحتمى أخيرا بجبال كردستان حيث قتله أحد الأكراد في 15 شوال 628ه الموافق فيه 16 آب (أغسطس) 1231م. وبمقتل هذا السلطان، زالت الدولة الخوارزمية عن مسرح الحياة السياسية، واستتب ملك المغول في خوارزم وخراسان وفارس. بعد أن تخلص المغول من أخطر عدو لهم، أضحى الطريق مفتوحا أمامهم لاستئناف التوسع على حساب المسلمين. فأقام القائد المغولي جرماغون في سهول موقان وأران وراح يشن منها حملاته العسكرية ضد الأراضي الإسلامية المشرفة على العراق بالإضافة إلى أرمينية والكرج، وينشر فيها الخراب والدمار على عادة المغول. وهاجمت فرقه العسكرية ديار بكر وأرزن وميافارقين وماردين ونصيبين وسنجار، وتقدمت حتى بلغت ساحل الفرات، وارتكب أفرادها من الأعمال الوحشية ما أثار الرعب والخوف في قلوب الناس. وأرسل جرماغون قوة عسكرية إلى أذربيجان، فاستولى أفرادها على المدن واحدة بعد أخرى، وساعدهم في ذلك أن حكام المدن التي كانت تتبع الخوارزميين ثاروا على الحكم الخوارزمي بعد أن علموا باختفاء السلطان - إذ لم يكن معروفا على وجه التحقيق بعد المصير الذي آل إليه - فقبضوا على الجنود الفارين والمشردين وقطعوا رؤوسهم وأرسلوها إلى المغول، كما اعتدى الفلاحون والرعاة على من وجدوهم من الخوارزميين، انتقاما منهم لما فعلوه بهم من قبل، بعدما سخروا كل موارد الدولة لتحقيق أهدافهم العسكرية على حساب جيرانهم من المسلمين، دون اهتمام بما قد يترتب على هذه السياسة من كراهية الأهالي لحكامهم. تابع جرماغون مخططه التوسعي باتجاه الشمال، فهاجم بلاد الكرج واستولى على معظم مدنها بما فيها العاصمة تفليس، وفرت ملكة البلاد روسودان إلى قوتيس. وعلى الرغم من الوحشية التي عامل بها المغول الكرجيين، فإن هؤلاء أذعنوا لهم ودفعوا الجزية. وأعاد جرماغون الملكة روسودان إلى الحكم، واعترفت بالمقابل بسيادة المغول، وتساهل القائد سالف الذكر مع الكرجيين بعض الشيء كونهم مسيحيين، نظرا لأن من أجداده من كانوا نصارى على المذهب النسطوري، على أنه خرب مدينة آني عاصمة أرمينية، وقتلت عساكره عددا كبيرا من سكانها لأنهم قاوموهم، كما عاملوا سكان مدينة قارص معاملة سيئة، على الرغم من أنهم استسلموا لهم سريعا، ولم ينج من المذبحة التي ارتكبوها بحقهم سوى الأطفال والصناع. كانت آسيا الصغرى الهدف التالي للمغول، يدفعهم في ذلك الخلافات والصراعات الدائرة بين السلاطين والأمراء السلاجقة والأيوبيين في كل من الجزيرة الفراتية والأناضول وشمالي الشام، مما أضعف الجبهة الإسلامية وزادها تفتيتا. فمهد هذا الأمر الطريق أمام المغول لشن هجماتهم على المنطقة والنفاذ إلى آسيا الصغرى، في سبيل الاستيلاء على بعض المواقع المهمة فيها واتخاذها قواعد انطلاق لاحتلال ما تبقى من العالم الإسلامي، وبخاصة العراق والشام ومصر. وصل المغول في سنة 629ه الموافقة لسنة 1231م إلى منطقة حدود سلطنة سلاجقة الروم، وظهروا في نواحي سيواس، فقتلوا كثيرا من السكان وأسروا واسترقوا آخرين، واستاقوا الماشية التي وقعوا عليها، وعندما علم السلطان علاء الدين كيقباد بن كيخسرو بذلك انتابه القلق، فأمر أمير الأمراء كمال الدين كاميار بالتصدي لهم، فانطلق الأخير على رأس جيش حتى بلغ سيواس، ليكتشف أن المغول غادروها وعادوا أدراجهم، لكن هؤلاء أرسلوا رسالة إلى السلطان حملها إليه شمس الدين عمر القزويني يطلبون منه الدخول في طاعتهم ويحذرونه عاقبة العصيان. وإذ أدرك السلطان أن من حسن السياسة مهادنة المغول في هذا الوقت، وافق على طلبهم، وجهز الهدايا لأمرائهم، غير أنه توفي قبل مغادرة الوفد المغولي بلاد السلاجقة، فقام ابنه وخليفته غياث الدين كيخسرو بإتمام ما بدأه، وأرسل كتابا إلى المغول يتضمن الطاعة التامة. ويبدو أن المغول لم يكتفوا بما أعلنه سلاجقة الروم من التبعية لهم، بل أرادوا بسط سيطرتهم المباشرة على البلاد بفعل موقعها المؤثر في سياستهم التوسعية المقبلة، فشن بايجو نويان هجوما على أرضروم في سنة 640ه الموافقة لسنة 1242م ونصب عليها إثني عشر منجنيقا، فهدم أسوارها ودخلها وقتل أفراد حاميتها، واستبقى أرباب الصنائع وذوي المهن. ولما تلقى السلطان أنباء الكارثة، دعا أعيان الدولة إلى اجتماع عام لدراسة الموقف، وتمحض عن هذا الاجتماع إعلان الحرب على المغول وتناسي المشاكل والخلافات مع جيران السلاجقة من الأمراء المسلمين في سبيل توحيد الجبهة الإسلامية، وعبأ السلطان السلجوقي جيشا تراوح تعداده بين 60,000 و80,000 جندي، تألف معظمهم من مرتزقة حلبيين وبيزنطيين وإفرنج ومصريين، وفي المقابل بلغ عدد أفراد الجيش المغولي نحو أربعين ألفا. وعسكر الطرفان في سهل «كوسه طاغ» بين أرضروم وأرزنجان، حيث دارت بينهما رحى معركة عنيفة في سنة 641ه الموافقة لسنة 1243م، أسفرت عن انتصار المغول ودحر الجيش السلجوقي. واندفع المغول بعد انتصارهم يطاردون فلول السلاجقة، فدخلوا سيواس ونهبوها جزئيا، ثم تقدموا إلى قيصرية التي تحصنت فيها القوات السلجوقية المنسحبة، فحاصروها وضربوها بالمناجيق، ثم دخلوها واستباحوها وأحرقوها، وقتلوا الرجال من أهلها وسبوا العيال والنساء. كان لهذه المعركة أثر حاسم في تراجع قوة دولة سلاجقة الروم، إذ وقع الأناضول في قبضة المغول، وعندما رأى السلاجقة أنفسهم عاجزين عن مواجهتهم أجروا معهم مباحثات سلام وصالحوهم على جزية قدرها ألف دينار وفرسا ومملوكا وجارية وكلب صيد. وبهذا أضحى سلاجقة الروم تابعين للمغول. خلال موجة الغزوات المغولية، كان الصليبيون ما يزالون قابعين في المشرق العربي، وكانت البابوية متخوفة من المد المغولي باتجاه الدويلات الصليبية وأوروپا الغربية، بعدما وصل المغول إلى بولونيا والمجر، لا سيما وأن الغرب الأوروپي كان مفككا وعاجزا عن تشكيل قوة عسكرية لمواجهة الخطر الداهم، لذلك سعى البابا إنوسنت الرابع إلى الاتصال بقادة المغول في سبيل التحالف معهم واتقاء شرهم والتقرب منهم لحماية أوروپا من جهة وحرب المسلمين من جهة أخرى. ويبدو أن العالم المسيحي كان على استعداد للتغاضي عن الأعمال الوحشية التي ارتكبها المغول ضد النصارى في روسيا وبولونيا، وأن يمجد حكامه هؤلاء مقابل تحطيم قوة المسلمين. ووجد البابا أن أفضل وسيلة متاحة له هي إيفاد رسل ومبعوثين إلى المغول للتفاوض معهم، فأرسل أربع بعثات؛ اثنتين منها من جماعة الرهبان الفرنسيسكان، هما لورانس الپرتغالي ويوحنا پلانو الكارپيني، والآخرتين بقيادة اثنين من الرهبان الدومينيكان هما أندريه لونجومو وآسيلين اللومباردي. وفي تلك الفترة، كان الخاقان الأعظم أوقطاي قد توفي وخلفه ابنه گيوك خان يوم 10 ربيع الآخر 644ه الموافق فيه 24 آب (أغسطس) 1246م، فأرسل إليه البابا بعثة لورانس الپرتغالي أولا، ثم غير مسار هذه البعثة إلى المشرق العربي لتؤدي رسالة أخرى هي حث الأمراء والسلاطين المسلمين على اعتناق المسيحية، وإقناع رجال الدين النساطرة والأرثوذكس لتوحيد كنائسهم تحت لواء الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. أرسلت بعد ذلك بعثة يوحنا الكارپيني ، التي وصلت قراقورم عاصمة المغول حاملة رسالة البابا إلى الخاقان تعلمه برغبة العالم المسيحي مسالمة المغول، وبأن يعتنق گيوك خان المسيحية، ويتوقف عن قتل المسيحيين. جاء الرد المغولي محبطا للآمال، فقد طلب الخاقان من البابا وملوك الغرب الأوروپي أن يحضروا بأنفسهم ليقدموا له فروض الولاء والطاعة، وأن تدمير الممالك المسيحية والإسلامية قد تم بأمر من الرب الذي أبلغه إلى جنكيز خان، لأن الشعوب المسلمة والأوروپية هي شعوب متمردة على حكم السماء، ومن ثم فقد استحقت القتل والتدمير بواسطة المغول، الذين ينفذون المشيئة الإلهية في إخضاع العالم. ومما قاله گيوك خان في رسالته إلى البابا: بناء على هذا، شعر يوحنا الكارپيني بأن لا جدوى من البقاء أكثر في قراقورم، فعاد من حيث أتى. وفي سنة 643ه الموافقة لسنة 1245م، أرسل البابا أندريه لونجومو على رأس مجموعة من الرهبان الدومينيكان إلى سلاطين وأمراء المسلمين في الشام والعراق وإيران، وحكام المغول، لدعوتهم إلى اعتناق المسيحية، وإلى كبار رجال الدين النساطرة والأرثوذكس لدعوتهم للانضواء تحت لواء البابوية، لكن البعثة فشلت في تحقيق أغلب غاياتها. تلت البعثة الأخيرة بعثة آسيلين اللومباردي، الذي اجتمع بالقائد المغولي بايجو نويان في معسكره قرب بحر الخزر (قزوين) سنة 1247م. ومن المعروف أن بايجو استقبل هذه السفارة ورد على رسالة البابا بأخرى توضح أنه واجه صعوبة في فهم ما يريده النصارى، وعاود - بناء على طلب الخاقان الأعظم - مطالبة البابا بالخضوع للمغول مع سائر حكام أوروپا. عند هذه النقطة، أدرك البابا أن مخططاته قد فشلت، وفقد ثقته بالمغول وفي إقامة حلف معهم أو الارتباط بهم برابط الصداقة على الأقل، إذ لم يبد في الأفق السياسي بوادر قيام تحالف مغولي - أوروپي موجه ضد المسلمين، كما أن المغول لم يتحولوا إلى المسيحية، ولم يوقفوا هجماتهم على النصارى. في تلك الفترة، كان الملك الفرنسي لويس التاسع يعد لحملة صليبية على مصر في سبيل ضرب الخزان البشري والاقتصادي الهائل للمسلمين واسترداد بيت المقدس منهم، ويبدو أنه تأثر باقتراح الراهب يوحنا الكارپيني الذي نصحه بالاتصال بالمغول أو مواصلة ما بدأه البابا إنوسنت الرابع، في سبيل إشغال المسلمين على جبهتين والحيلولة دون مساعدة الأيوبيين في مصر والشام للخليفة العباسي في بغداد، التي خطط المغول لغزوها. أرسل الملك الفرنسي سفارة إلى البلاط المغولي على رأسها الراهب أندريه لونجومو تحمل بعض الهدايا، لكن السفارة الفرنسية عندما وصلت قراقورم اكتشفت أن گيوك خان قد مات، فقابل أعضائها أرملة الخاقان أوقول قايميش، الوصية على العرش، التي سلمتهم رسالة مفادها أن يعلن الملك الفرنسي خضوعه ويرسل جزية سنوية كالتي أرسلها (أي الهدايا). ولم يلبث لويس التاسع أن انهزم على يد المسلمين في المنصورة وأسر، ثم أطلق سراحه بعدما دفع فدية ضخمة، فحاول مجددا أن يتحالف مع المغول، وأرسل سفارة برئاسة وليم روبروك إلى بلاط الخاقان الجديد منكو خان، الذي رد على رسالة لويس التاسع بذات الشروط التي كان گيوك خان قد طالب بها وفد البابا، مما قضى على آمال الغرب المسيحي بالتحالف مع المغول. لم يكد منكو خان يعتلي عرش المغول ويقضي على الفتن الداخلية التي اندلعت بين أفراد أسرة جنكيز خان بعد وفاة الخاقان الأخير گيوك، ويتخلص من المعارضين لحكمه، حتى قرر، في السنة التالية لاعتلائه العرش، استئناف التوسع باتجاه غربي آسيا والصين الجنوبية من واقع تنفيذ سياسة المغول العامة التي وضع أسسها جنكيز خان. ففي اجتماع القورولتاي في سنة 649ه الموافقة لسنة 1251م، عين منكو خان أخاه الأصغر هولاكو حاكما على فارس وكلفه بالقضاء على طائفة الحشاشين في مازندران، والخلافة العباسية في بغداد، فضلا عن الاستيلاء على الشام ومصر. وجرى إرسال جيش لتمهيد الطريق، بقيادة أحد القادة المقربين من هولاكو، هو كتبغا النسطوري الذي ينتمي إلى قبيلة النايمان، فأصلح الطرق التي تجتاز تركستان وفارس لتسهيل حركة الجيش وآلياته، وشيد الجسور على الأنهار ومجاري المياه السريعة، ووفر العربات اللازمة لنقل أدوات الحصار، كما جرى توفير المراعي لخيول العساكر بإجلاء الرعاة من البراري، وأعاد هذا القائد سلطة المغول على المدن الكبرى في الهضبة الإيرانية، كما استولى على بعض معاقل الحشاشين. وأوصى منكو خان أخيه هولاكو بأن يعامل من يطع أوامره بلطف، ويقتل من يعصيه مع نسائه وأبنائه وأقاربه وكل ما يتعلق به، وأن يخضع قبائل اللر والكرد، وأن لا يتعرض للخليفة العباسي إذا قدم الأخير فروض الطاعة، أما إذا رفض فعليه أن يتخلص منه. غادر هولاكو عاصمة المغول قراقورم على رأس جيشه في شهر جمادى الأولى سنة 650ه الموافق فيه شهر تموز (يوليو) 1252م، متوجها إلى الأقاليم الغربية لديار الإسلام، فعبر بلاد ما وراء النهر حتى دخل خراسان ثم فارس، ولم يصادف مقاومة تذكر لأن قسما من البلاد كان تحت حكم المغول، بالإضافة إلى أن حكام النواحي كانوا في حال ضعف، وفضلوا انتهاج سياسة المسالمة والخضوع للمغول. ووفقا للخطة التي وضعها منكو خان، كان على هولاكو أن يهاجم الحشاشين في معاقلهم البالغة نحو خمسين قلعة منتشرة في قومس وقهستان، أشهرها كردكوه وميمون دز وآلموت التي اتخذوها قاعدة لملكهم بفعل مناعتها. وإذ استولى على معظم القلاع، الواحدة تلو الأخرى، فإن ميمون دز وآلموت وكردكوه استعصت عليه، فأرسل إلى شيخ الحشاسين الإمام ركن الدين خورشاه، الذي كان في قلعة ميمون دز، يهدده وينذره بالاستسلام، وإذ أدرك زعيم الحشاشين أنه لا سبيل إلى المقاومة وأن اليأس والفزع تطرق إلى نفوس رجاله المحاصرين، نزل على حكم هولاكو وسلم نفسه إليه مظهرا الخضوع والطاعة، يوم الأحد 1 ذو القعدة 654ه الموافق فيه 20 تشرين الثاني (نوڤمبر) 1256م. توجه هولاكو، بعد ذلك، إلى قلعة آلموت، وحاصرها طيلة ثلاثة أيام بعد أن رفض قائدها الانصياع لنصائح ركن الدين خورشاه وأصر على المقاومة، ولم ينزل منها إلا بعدما أرسل هولاكو منشورا يؤمن الحامية والسكان على حياتهم إذا ما استسلموا. ودخل المغول إلى القلعة وحطموا ما فيها من الأسلحة والعتاد واستولوا على الكنوز والأموال، وتمكن المؤرخ والعالم المسلم عطاء ملك الجويني، الذين كان أمينا لهولاكو، من إنقاذ مجموعة قيمة من المصاحف والكتب وآلات رصد النجوم من آلموت قبل أن يحرق المغول القلعة ويدكونها دكا. أما ركن الدين خورشاه وجماعة الحشاشين فقد قتلهم هولاكو عن آخرهم، وقيل أنهم كانوا اثني عشر ألفا، لتنتهي بذلك دويلات الحشيشية الإسماعيليين في فارس. بعد أن حقق هولاكو هدفه الأول بالقضاء على الحشاشين، التفت إلى تحقيق هدفه الثاني وهو القضاء على الخلافة العباسية. والواقع أن أوضاع هذه الخلافة كانت متردية عشية الغزو المغولي، وأن الوضع الداخلي في بغداد كان مزعزعا تشوبه حال من الفوضى وعدم الاستقرار وذلك بفعل عدة عوامل، منها ما تعلق بالخليفة أبي عبد المجيد عبد الله بن منصور المستعصم بالله، ومنها ما تعلق بالناس الذين نخرتهم الصراعات السياسية والمذهبية الناجمة عن صراع الساسة والقادة والأمراء المتخاصمين والمتقاتلين على النفوذ، مما جعل مراكز القوى في بغداد متعددة ومتخاصمة. كما شهدت الحالتان الاقتصادية والاجتماعية ترديا ملحوظا بفعل سيطرة المغول على طرق التجارة البرية من جهة، وبسبب انغماس العباسيين في الترف واللهو وابتعادهم عن الجدية في إدارة شؤون البلاد والعباد، مما أدى إلى تفشي الكثير من الآفات الاجتماعية مثل عادة التحاسد والتباغض وإثارة الفتن وإشاعة الفساد. بادر هولاكو بالاتصال بالخليفة العباسي عندما كان يحاصر قلاع الحشاشين، فأرسل إليه يطلب منه أن يمده بقوة عسكرية تعاونه في القضاء على هذه الطائفة. استشار الخليفة مستشاريه وأركان حربه، فنصحوه بعدم الإقدام على هذا العمل، لأن هولاكو يريد بهذه الوسيلة إفراغ بغداد من المدافعين عنها حتى يسهل عليه الاستيلاء عليها عندما يهاجمها، فوافق على رأيهم وامتنع عن إرسال المدد إلى هولاكو. ولما فرغ القائد المغولي من القضاء على الحشاشين، أرسل إلى الخليفة رسالة عتاب تتضمن تهديدا ووعيدا لامتناعه عن إرسال المدد المطلوب، وطالبه بأن يهدم حصون بغداد وأسوارها ويردم خنادقها، وأن يأتي إليه بشخصه ويسلم المدينة له، وأوصاه بأن يستجيب حتى يحفظ مركزه ومكانته ويضمن حريته وكرامته، وإن أبى واستكبر فسيحل بأهله وبلاده الدمار والخراب، ولن يدع أحدا حيا في دولته. رد الخليفة بالرفض الذي اتسم بالتهديد والوعيد، ظنا منه أن ذلك سوف يثني هولاكو عن عزمه، ويجعله يفكر مليا قبل أن يقدم على خطوته، كما يبدو أنه اعتقد بإمكانية تلقي المساعدة من السلاطين والأمراء المسلمين في الشام ومصر والأناضول، غير أن هذا لم يحصل لانشغال قسم من هؤلاء الأمراء والسلاطين بمشكلاتهم الداخلية وخوف بعضهم الآخر من جبروت المغول. وكان من الطبيعي ألا تجدي تلك التهديدات التي وجهها الخليفة لهولاكو، بل على العكس، كان لها أسوأ الأثر في نفس القائد المغولي، ما دفعه على الزحف باتجاه بغداد. وعلى أثر ذلك أصدر هولاكو أوامره بأن تتحرك الجيوش من أطراف الأناضول عن طريق أربيل والموصل متجهة نحو بغداد لتحاصرها من الجهة الغربية، وتنتظر حتى تصل إليهم جيوش هولاكو من الناحية الشرقية. حوصرت بغداد يوم 13 محرم 656ه الموافق فيه 20 كانون الثاني (يناير) 1258م، واستمر الحصار قائما حتى آخر الشهر الهجري، وكان المغول خلال ذلك يضربون المدينة بقذائف المناجيق ويقتحمون الأسوار حتى استولوا على القسم الشرقي. أحس الخليفة بالخطر، وأن الأمر قد خرج من يديه؛ فسعى في التوصل إلى حل سلمي مع هولاكو، لكن جهوده باءت بالفشل؛ فاضطر إلى الخروج من بغداد وتسليم نفسه وعاصمة الخلافة إلى هولاكو دون قيد أو شرط، وذلك في يوم الأحد 4 صفر 656ه الموافق فيه 10 شباط (فبراير) 1258م، ومعه أهله وولده بعد أن وعده هولاكو بالأمان. عندئذ دخل الجنود المغول إلى المدينة وعاثوا فيها مدة أسبوع، فهدموا معالمها واستولوا على الأموال والكنوز والتحف النادرة، وأتلفوا عددا كثيرا من الكتب القيمة في مكتباتها، وأهلكوا كثيرا من رجال العلم فيها، وهلك في نحو أربعين يوما ثمانون ألفا من سكان بغداد.(2) وانتهت هذه الأحداث بقتل الخليفة المستعصم ومعه ابناه وخمسة من رجاله المخلصين الذين بقوا معه. وبعد أن فرغ هولاكو من الاستيلاء على بغداد تأذى من عفونة جوها بسبب تكدس الجثث في الطرقات والأزقة، فغادرها إلى خانقين، بعد أن نظم شؤونها، ومن ثم تراجع إلى بعض نواحي خراسان، واختار مدينة مراغة الواقعة في شمالي أذربيجان عاصمة لملكه، وكان يفضل الإقامة في إقليم بحيرة أرومية، فكلف الملك مجد الدين التبريزي ببناء قصر عال شديد الإحكام، على جبل يقع على ساحل البحيرة، ونقل إليه الخزانة التي تحوي الغنائم والأموال والنفائس التي أخذت من بغداد وقلاع الحشاشين والروم والكرج والأرمن وغيرها من البلاد، وأرسل إلى أخيه منكو كثيرا من التحف والأموال التي غنمها. وكان قد وزع أعمال بغداد على رجاله، فعين ابن العلقمي وزيرا، وفخر الدين الدامغاني صاحبا للديوان، ونظام الدين الينجدهي قاضي القضاة، وهي وظائفهم السابقة نفسها، ويساعدهم في الإدارة عدد من أعيان المدينة، كنجم الدين بن الدربوس وابن الدوامي وابن المخرمي، كما عين علي بهادر على شحنة(3) بغداد. وقد ضج العالم الإسلامي لسقوط بغداد واهتز الحكام المسلمون في المناطق المجاورة لهذا الحدث الجلل. وقد حكم الإلخانيون بغداد مدة 82 سنة، من عام 656ه حتى عام 738ه. لم يتوقف هولاكو طويلا في مراغة، بل إنه سرعان ما أمر بالتوجه إلى الشام منتهزا فرصة أوضاعها المتردية، تدفعه نشوة النصر إلى التقدم والمتابعة. وكان هولاكو قد أرسل، أثناء حصار بغداد، فرقة عسكرية بقيادة أريق نوين، استولت على أربيل، من ثم أشرف المغول على البلاد الشامية، التي كانت آنذاك تحت سيادة ثلاث قوى هي: المسلمين المتمثلين بالسلاطين والأمراء الأيوبيين، والصليبيين، والأرمن في قيليقية. أما السلاطين والأمراء المسلمون، فقد حكموا مدن ميافارقين، وحصن كيفا، والكرك، وحلب، وحمص، وحماة، ودمشق، إلا أنهم افتقروا إلى رابطة اتحادية، فكان كل أمير يعمل مستقلا عن الآخر، ما أضعف قوتهم أمام المغول. أما الصليبيون الغربيون فقد وقفوا موقف المتردد من المغول باستثناء بوهيموند السادس أمير أنطاكية، الذي انضم إلى الحركة المغولية وأيدها واعترف بسلطان هولاكو على إمارته سنة 1260م، يدفعه إلى ذلك مصاهرته للملك الأرمني حيطوم الأول، الذي كان حليفا للمغول ويشجعهم على قتال المسلمين والقضاء عليهم، وسبق له أن سافر بنفسه إلى قراقورم لتقديم فروض الطاعة والولاء للخاقان الأكبر. كان الناصر يوسف بن محمد الأيوبي، صاحب دمشق وحلب آنذاك، أقوى الأمراء الأيوبيين، وقد أوجس خيفة من التقدم المغولي، وقدر أن هولاكو وجنوده سوف يستولون على الشام إن عاجلا أو آجلا، وأن بلاده لن تجد من يحميها من المغول أو من مماليك مصر (الذين خلفوا الأيوبيين في حكم مصر وتطلعوا إلى ضم الشام تحت جناحهم)، لذلك أرسل ابنه العزيز محمد إلى هولاكو يحمل الهدايا والتحف، ويقدم الخضوع والولاء، ويطلب منه مساعدة عسكرية لاستعادة مصر من أيدي المماليك. ويبدو أن هولاكو شك في إخلاص الناصر، لأنه لم يحضر إليه بنفسه ليعرض ولائه وتبعيته، ثم يطلب تحالفه ضد المماليك في مصر، لذلك أرسل إليه رسالة يأمره فيها بضرورة المجيء إليه وتقديم الخضوع من دون قيد أو شرط. والراجح أن الناصر لم يكن مستعدا للذهاب أبعد من ذلك، وأن يرتبط بعهد وثيق مع المغول الذين وجد نفسه ضعيفا أمام جحافلهم، فاتصل بالمماليك وطلب منهم الصلح والمساعدة. قاد هولاكو جيشه في سنة 657ه الموافقة لسنة 1259م باتجاه حلب للاستيلاء عليها، وأرسل قسما من جيشه بقيادة ابنه «يشموط» فاستولى على ميافارقين وقتل صاحبها الأمير الكامل محمد الأيوبي، كما استولى على مدن الجزيرة الفراتية وديار بكر، مثل ماردين ونصيبين وحران والرها والبيرة وحارم، ووصل إلى أسوار حلب في 2 صفر 658ه الموافق فيه 18 كانون الثاني (يناير) 1260م، بعد أن عبر نهر الفرات، ولحق به ابنه يشموط، وحاصر المدينة. كان الجيش المغولي كثير العدد بحيث شغل المساحة الممتدة من قرية المسلمية (على بعد 20 كيلومترا من حلب) إلى حيلان (على بعد 7 كيلومترات من حلب)، كما تلقى مساعدة من حيطوم الأول ملك قيليقية الأرمنية وبوهيموند السادس أمير أنطاكية، وتمكن المغول من الاستيلاء على المدينة في شهر صفر الموافق لشهر كانون الثاني (يناير) من السنة سالفة الذكر، وغدروا بأهلها بعدما أعطوهم الأمان وقتلوا منهم خلقا كثيرا. وزحف هولاكو نحو دمشق، ففر منها الناصر يوسف بعدما أدرك أنه عاجز عن مواجهة المغول منفردا، واتجه إلى غزة ليحتمي بالسلطان المملوكي سيف الدين قطز، ولما شعر سكان دمشق أنهم أضحوا بلا حام يحميهم ويدافع عنهم، واعتبروا مما حل بالمدن التي قاومت المغول، من دمار وخراب ومذابح، قرروا تسليم مدينتهم لهولاكو، فأرسل إليهم القائد كتبغا الذي استلم المدينة من أعيانها وسلمهم كتاب الأمان من هولاكو. لكن رغم ذلك، امتنعت قلعة المدينة على كتبغا وقاومت جنوده وصمدت حتى 21 جمادى الأولى 658ه الموافق فيه 3 أيار (مايو) 1260م، غير أنها سلمت من التهديم لالتماس أعيانها لديه. بعد سقوط البلاد الشامية، لم يبق خارج نطاق حكم المغول من العالم الإسلامي في الشرق الأدنى سوى الديار المصرية والحجازية واليمنية، وكان هولاكو قد وجه في سنة 658ه الموافقة لسنة 1260م، وهو في الشام، إنذارا إلى السلطان المملوكي في القاهرة سيف الدين قطز، يطلب منه الاستسلام، ويذكره بأن المغول استولوا على كافة البلاد، ولم تستطع أي قوة الوقوف في وجههم. ومما قاله: «.. يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته وأهل مملكته بالديار المصرية وما حولها من الأعمال، أنا نحن جند الله في أرضه، خلقنا من سخطه وسلطه على من حل به غضبه.. فاتعظوا بغيركم. فنحن لا نرحم من بكى ولا نرق لمن شكى..» وختم رسالته بقصيدة جاء في مطلعها: عقد قطز اجتماعا عاجلا مع أمراء المماليك وقادة الجيوش لتدارس الموقف، وتمخض الاجتماع عن قرار يقضي برفض الإنذار المغولي وقتل رسل هولاكو الذين حملوا الرسالة إلى مصر، فأعدموا وعلقت رؤوسهم على باب زويلة، فكانت أول من علق على باب زويلة من رؤوس المغول. والواقع أن قطز وأمراء المماليك تشجعوا للرد بهذه الطريقة على المغول بعدما غادر هولاكو الشام على عجل عائدا إلى قراقورم ما أن بلغه وفاة الخاقان الأكبر منكو وبروز صراع على السلطة بين أخويه (أي أخوي هولاكو) قوبلاي وأريق بوقا، فأراد أن ينافسهما على الزعامة المغولية، معتقدا أنه سوف ينتخب خاقانا أعظم نظرا لأهمية توسعاته. وسحب هولاكو معه معظم جيشه، وأبقى في المنطقة حوالي عشرة آلاف جندي بقيادة كتبغا. أضحى كتبغا يحكم الشام بقوة قليلة العدد نسبيا ما أتاح بصيصا من الأمل للمماليك الذين أثارهم توغل المغول في فلسطين، يضاف إلى ذلك، فقد عرف عن كتبغا تقربه من النصارى، لا لأنه يدين بالمسيحية فحسب، بل لأنه أدرك أيضا أهمية قيام تحالف مغولي - مسيحي في الشرق الأدنى يقف في وجه الإسلام والمسلمين. لكن الصليبيين النازلين في عكا كانوا قد نفضوا أيديهم من الحلف مع المغول آنذاك بعدما تخوفوا منهم ومن جبروتهم، لذلك اعتبر قطز والأمراء والقادة المسلمين في مصر أن الفرصة أصبحت مؤاتية ليس للوقوف في وجه المغول فحسب، بل والانتصار عليهم أيضا. دعا قطز الناس إلى الجهاد، ثم أخذ يعمل على حشد الجيوش وجمع الأموال اللازمة للإنفاق عليها، بفرض ضرائب جديدة ومختلفة على سكان مصر والقاهرة، وأقنع الأمراء المعارضين للحرب بالاشتراك في التعبئة والقتال، كما تمكن من استقطاب وحدات جيش الملك الناصر يوسف الأيوبي من الأمراء الناصريين والشهرزوريين الذين هجروا بلادهم وانتقلوا إلى الشام هربا من هولاكو، عندما وصلوا إلى غزة، كما ضم إلى قواته من تبقى من القوات الخوارزمية وقوات أمير الكرك الأيوبي. أرسل قطز أمير جيوشه بيبرس البندقداري، في أوائل شهر شعبان سنة 658ه الموافق فيه شهر تموز (يوليو) سنة 1260م، قاصدا غزة لدراسة الموقف على الأرض، في الوقت الذي كان كتبغا قد أقام حامية عسكرية مغولية في المدينة وعسكر هو بالقرب من بعلبك. اصطدم بيبرس بالحامية وأجلاها عن غزة، وطارد أفرادها حتى نهر العاصي، وتجهز كتبغا على الفور، عندما بلغته أنباء تحرك المماليك، للمسير إلى وادي نهر الأردن، غير أن ما حدث من نشوب ثورة في دمشق ضد الحكم المغولي، أخر تقدمه، ما أعطى الفرصة للمسلمين ببدء التحرك. وخرج قطز من مصر متوجها إلى فلسطين في شهر رمضان الموافق فيه شهر آب (أغسطس) متخذا الطريق الساحلي المار بعكا، وعلم وهو في المدينة سالفة الذكر، أن القائد المغولي عبر نهر الأردن باتجاه الجنوب الشرقي مجتازا الناصرة، ومدعما بقوات أرمنية وكرجية، ووصل إلى سهل عين جالوت. وعقد السلطان المملوكي مجلسا حربيا لتحديد خطة خوض المعركة، فجمع الأمراء وحضهم على قتال المغول، وذكرهم بما وقع بأهل الأقاليم من القتل والسبي والدمار، وحثهم على عدم التهاون في محاربتهم، فأثار حماسهم وألهب مشاعرهم، فصمموا على التفاني في الجهاد إلى آخر رمق. تحرك الجيش الإسلامي باتجاه نهر الأردن يوم 25 رمضان 658ه الموافق فيه 3 أيلول (سپتمبر) 1260م، وتقدم بيبرس فسبق قلب الجيش ووصل إلى عين جالوت، وأخذ يناوش الجيش المغولي حتى لحق به قطز. أعد الأخير كمينا للمغول بأن أخفى قواته الرئيسية خلف التلال القريبة، ولم يعرض للعدو إلا مقدمة جيشه التي قادها بيبرس، ووقع كتبغا في الفخ عندما حمل بكل رجاله على المقدمة المملوكية التي شاهدها أمامه، فأسرع بيبرس في التقهقر إلى التلال المجاورة، حسب الخطة الموضوعة، فطارده كتبغا ليجد نفسه قد طوق وجيشه تطويقا كاملا، وانقض عليهم المسلمون وأمعنوا فيهم تقتيلا، حتى أبيد الجيش المغولي عن بكرة أبيه، ووقع كتبغا في الأسر، فقتله قطز وطيف برأسه في البلاد. ما إن وصلت أنباء انتصار المسلمين في عين جالوت إلى دمشق حتى قام المسلمون فيها بالانتقام من الذين تعاونوا مع المغول، وفي مقدمتهم جماعة من المسيحيين من أهل البلد، وأحد العلماء الشوافع الذي كان يميل إلى مذهب الشيعة، يقال له الفخر محمد بن يوسف بن محمد الكنجي، وكان قد عاون المغول في تخليص وأخذ أموال الغائبين من أهالي دمشق لما دخلها كتبغا، وتقرب إلى زعمائهم. ثم حدث أن تابع قطز زحفه نحو دمشق ودخلها بعد خمسة أيام، فاستقبل فيها استقبالا حارا، وأعلن وحدة الشام ومصر مجددا، كما كان الحال زمن السلطان صلاح الدين الأيوبي. تختلف ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الإلخانية
|
13e33fa1189d851c6c938a16d4fa84de
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.019393",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الجلائرية
|
الدولة الجلائرية
|
الدولة الجلائرية، أو السلطنة الجلائرية هي دولة تأسست على يد السلطان حسن الكبير واستمرت قائمة لما يقارب قرنا من الزمن، منذ سنة 1335م الموافقة لسنة 756ه وحتى سنة 1432م الموافقة لسنة 853ه. قامت السلطنة بعد انهيار الدولة الإلخانية ونتيجة لما سلف استقل آل جلائر بالحكم في بغداد، بمرور الوقت قدر للجلائريين العبور والسيطرة على بلاد أذربيجان ودخول تبريز عاصمة الجوبانيين، وكان ذلك تحت قيادة السلطان الشيخ أويس. تعد عشيرة جلاير (جلائر) من أهم العشائر المغولية (فرع من قبيلة إلقا)، والتي كانت مواطنهم في بلاد ما وراء النهر، غير إنها تنتمي إلى تجمع قبائل تترية لا ينحدر منها أصل قبيلة جنكيز خان، ولقد جاؤوا سنة 1256م إلى إيران. ثم علا شأنهم في ظل الإلخانات، وتقلد بعضهم مناصب عليا في الدولة. وبعدها استولوا على السلطة في العراق وأجزاء من إيران، بعدما بدأت دولة الإلخانات تتهاوي (منذ 1335م). ولقد انتزع الشيخ حسن بزرك (1336-1356م) السلطة في بغداد سنة 1336م، ثم حكم بصفة مستقلة منذ 1340م. وغزا ابنه شيخ أويس (1356-1374م) سنة 1358م شمال غرب إيران في مناطق تينر وسلطانية، ثم أذربيجان وانتزع ملكيتها من أيدي القبيلة الذهبية المغولية. وفي سنة 1365م استولى على الموصل وديار بكر. ولقد كان شيخ أويس من أكبر رعاة الأدب والفنون في زمانه، وعندما ذهب إلى غزو إيران ترك محله أمين الدين مرجان وهو خادمه ليحكم بغداد عوضا عنه حتى يرجع، ومرجان هو الذي بنى المدرسة المرجانية التي كانت تدرس العلوم والفقه على المذاهب الأربعة، ثم هدمت المدرسة وبني محلها جامع مرجان ويحتوي على الأثر الوحيد الباقي حاليا من عهد الجلائريين وحكمهم في بغداد. قاد ابنه حسين (1374-1382 ) حروبا عدة ضد المظفريين في إيران القراقويونلو في ديار بكر. تنازع أخوه أحمد جلائر (1382-1410 ) وتيمورلنك حكم العراق، ثم طرده الأخير من بغداد سنة 1393 . عاد أحمد جلائر مرة أخرى سنة 1395 إلى عاصمته، ثم كانت النتيجة أن عاد إليها تيمورلنك، ودمرها عن آخرها سنة 1401م. ولقد عاد الجلائريون مجددا إلى بغداد سنة 1406م. قام القراقويونلو بإجلاء آخر الجلائريين عن بغداد سنة 1411 . وبقي للأسرة حكام في كل من البصرة وخراسان، واستمروا حتى سنة 1432م، تاريخ القضاء عليهم نهائيا من طرف القراقويونلو.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الجلائرية
|
62ac522dd21e3757b4e324b677c78f79
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.020194",
"source": "Wikipedia"
}
|
القراقويونلو (الخرفان السود)
|
قره قويونلو
|
قره قويونلو أو دولة قره قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام السوداء». قبيلة تركمانية أسست دولتها عام 1375م، وحكمت شرق الأناضول وأذربيجان والقوقاز وبعض أجزاء من إيران والعراق، ما بين أعوام 1380م إلى 1469م، ثم أنهت قبيلة آق قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام البيضاء»، هذه الدولة وأزالتها حكمها من التاريخ. دولة القرة قويونلو في أقسى اتساع لها ينتمي القرة قويونلو إلى الأتراك الغز (الأوغوز)، وقد تسموا باسم شعار دولتهم «أصحاب الأغنام السوداء»، حيش كان شعارهم «الخروف». في اللغة التركية الأذربيجانية: وبذلك يكون معنى اسم القبيلة: ذوو الأغنام السوداء، أو: أصحاب الأغنام السوداء. أصبح قره محمد (1380-1390 ) حاكما على منطقة جنوب بحر «فان» (شرق الأناضول، حاضرتها: أردشيش)، أرمينيا وأذربيجان من قبل الجلائريين. استقل خليفته قره يوسف (1390-1420م) بالأمر واحتل مناطق غرب إيران وتبريز. قام تيمورلنك بطرده في العديد من المرات. استطاع أن يتغلب على التيموريين سنة 1405م. اتخذ لقب السلطان. طرد الجلائريين من بغداد سنة 1411م ثم ضم أراضيهم إلى مملكته. حتى سنة 1419م احتل ديار بكر، أجزاء من جورجيا وشروان. في عهده ثم ابنه قره اسكندر من بعده (1420-1435م) دخلت دولة القراقوينلو في حروب عديدة مع جيرانها في مناطق كردستان كما حاربوا التيموريين في بلاد ما وراء القوقاز. عرفت الدولة أوجها وبلغت أقصى اتساعها أثناء عهد جهان شاه (1435-1467م)، الذي استطاع أن ينهي خطر التيموريين سنة 1447م. استولى على مناطق وسط وجنوب إيران مع أصفهان سنة 1452م، فارس وكرمان سنة 1453م، ثم هراة سنة 1458م. إلا أنه مني بهزيمة ساحقة أمام قبيلة آق قويونلو سنة 1467م. تمكنت قبيلة آق قويونلو من خلع آخر سلاطين أسرة قره قويونلو سنة 1469م، وفر أحد أقارب آخر سلاطينها جهان شاه إلى الهند سنة 1478م وأسس سلالة عرفت باسم ال«قطب شاهي» حكمت في «غولكوندا» جنوبي الهند، ودام هذا الفرع حتى سنة 1687م.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/القراقويونلو (الخرفان السود)
|
e5e54b2ff8eb0dc225f49642fafc34a0
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.020864",
"source": "Wikipedia"
}
|
قره قويونلو
|
قره قويونلو
|
قره قويونلو أو دولة قره قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام السوداء». قبيلة تركمانية أسست دولتها عام 1375م، وحكمت شرق الأناضول وأذربيجان والقوقاز وبعض أجزاء من إيران والعراق، ما بين أعوام 1380م إلى 1469م، ثم أنهت قبيلة آق قويونلو ومعناها: «أصحاب الأغنام البيضاء»، هذه الدولة وأزالتها حكمها من التاريخ. دولة القرة قويونلو في أقسى اتساع لها ينتمي القرة قويونلو إلى الأتراك الغز (الأوغوز)، وقد تسموا باسم شعار دولتهم «أصحاب الأغنام السوداء»، حيش كان شعارهم «الخروف». في اللغة التركية الأذربيجانية: وبذلك يكون معنى اسم القبيلة: ذوو الأغنام السوداء، أو: أصحاب الأغنام السوداء. أصبح قره محمد (1380-1390 ) حاكما على منطقة جنوب بحر «فان» (شرق الأناضول، حاضرتها: أردشيش)، أرمينيا وأذربيجان من قبل الجلائريين. استقل خليفته قره يوسف (1390-1420م) بالأمر واحتل مناطق غرب إيران وتبريز. قام تيمورلنك بطرده في العديد من المرات. استطاع أن يتغلب على التيموريين سنة 1405م. اتخذ لقب السلطان. طرد الجلائريين من بغداد سنة 1411م ثم ضم أراضيهم إلى مملكته. حتى سنة 1419م احتل ديار بكر، أجزاء من جورجيا وشروان. في عهده ثم ابنه قره اسكندر من بعده (1420-1435م) دخلت دولة القراقوينلو في حروب عديدة مع جيرانها في مناطق كردستان كما حاربوا التيموريين في بلاد ما وراء القوقاز. عرفت الدولة أوجها وبلغت أقصى اتساعها أثناء عهد جهان شاه (1435-1467م)، الذي استطاع أن ينهي خطر التيموريين سنة 1447م. استولى على مناطق وسط وجنوب إيران مع أصفهان سنة 1452م، فارس وكرمان سنة 1453م، ثم هراة سنة 1458م. إلا أنه مني بهزيمة ساحقة أمام قبيلة آق قويونلو سنة 1467م. تمكنت قبيلة آق قويونلو من خلع آخر سلاطين أسرة قره قويونلو سنة 1469م، وفر أحد أقارب آخر سلاطينها جهان شاه إلى الهند سنة 1478م وأسس سلالة عرفت باسم ال«قطب شاهي» حكمت في «غولكوندا» جنوبي الهند، ودام هذا الفرع حتى سنة 1687م.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/قره قويونلو
|
e5e54b2ff8eb0dc225f49642fafc34a0
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.021532",
"source": "Wikipedia"
}
|
الدولة الصفوية
|
الدولة الصفوية
|
الدولة الصفوية أو الإمبراطورية الصفوية هي دولة اسلامية شيعية على المذهب الاثني عشري تأسست في إيران وانطلقت منها حملات للتوسع في الشرق والغرب باتجاه خراسان وأفغانستان وأذربيجان والعراق وديار بكر وبلاد الكرج في الشمال. إن ظروف ظهور هذه الدولة نشأت نتيجة تفتت الإمبراطورية التيمورية حيث كانت إيران تعاني فوضى الانقسام بين ملوك ضعاف، وقد اتفق اعتلاء السلالة الصفوية العرش في إيران مع بداية القرن السادس عشر الميلادي. كانت السلالة الصفوية من أعظم الإمبراطوريات التي تولت الحكم في إيران منذ عام 1501م وحتى عام 1736م وذلك عقب الفتح الإسلامي لفارس الذي استمر لمدة سبع قرون. وهي في الغالب تعتبر بداية التاريخ الإيراني الحديث، فضلا عن كونها واحدة من إمبراطوريات البارود. أسس الشياه الصفويون (جمع كلمة شاه بمعنى ملك) المدرسة الإثني عشرية المسلمة الشيعية باعتبارها الديانة الرسمية للإمبراطورية مما يجعلها من أهم نقاط التحول في التاريخ الإسلامي. يرجع أصل السلالة الصفوية إلى أمر الناس بالتصوف، والتي بدأت من مدينة أردبيل في منطقة أذربيجان. فقد كانت سلالة إيرانية من أصل أذري ولكن أثناء فترة الحكم تزاوج العديد منهم من التركمان وجورجيا والشركس واليونان. بدأ الصفويون انطلاقا من قاعدتهم في أدربيل، فرض سيطرتهم على أجزاء من إيران الكبرى وأكدوا مجددا على الهوية الإيرانية للمنطقة، ومن هذا المنطلق أصبحوا أول سلالة نقية حاكمة منذ عهد الإمبراطورية الساسانية مما ترتب عليه إنشاء دولة قومية تعرف باسم إيران. تولى الصفويون الحكم منذ عام 1501م وحتى عام 1722م (شهدت إصلاحا سريعا منذ 1729م عام وحتى 1736م)، وعندما بلغت أوج ازدهارها تولت حكم كل ما يعرف الآن باسم إيران وأذربيجان والبحرين وأرمينيا وشرق جورجيا وأجزاء من المناطق الشمالية من القوقاز والعراق والكويت وأفغانستان فضلا عن تركيا وسوريا وباكستان وتركمانستان وأوزبكستان. بالرغم من زوال المملكة عام 1736م، فقد كان الميراث الذي خلفوه وراءهم بمثابة نهضة لإيران كمعقل اقتصادي بين الشرق والغرب، واعتمدت إقامة دولة فاعلة وبيروقراطية على «الضوابط والموازين»، وابتكاراتهم المعمارية واهتماماتهم بالفنون الجميلة. وقد ترك الصفويون أثرهم أيضا حتى عصرنا الحالي، وذلك من خلال فرض المذهب الإثني عشري في إيران كما هو الحال في معظم مناطق القوقاز والأناضول وما بين النهرين. يبدأ التاريخ الصفوي بتأسيس الطريقة الفارسية الصفوية، على يد مؤسسها الذي سميت على اسمه صفي الدين الأردبيلي (1252–1334). في 700/1301 تولى صفي الدين قيادة الزاهدية -وقد كان هذا نظاما صوفيا كبيرا في جيلان- من مولاه الديني وحماه زاهد الجيلاني. كان صفي الدين يمتاز بكاريزما دينية عظيمة، فأطلق على النظام بعد ذلك اسم الطريقة الصفوية. سرعان ما لعب النظام الصفوي دورا كبيرا في مدينة أردبيل، وقد أشار حمد الله المصطفي إلى أن أغلب الناس في المدينة كانوا موالين لصفي الدين. حفظ حتى يومنا هذا شعر ديني كتبه صفي الدين باللغة الآذرية القديمة (وهي لغة إيرانية شمالية غربية صارت اليوم بائدة)، إلى جانب ترجمة إلى اللغة الفارسية تساعدنا على فهمه، وقد صار لكليهما أهمية لغوية كبيرة. بعد أن رحل صفي الدين، انتقلت قيادة الطريقة الصفوية إلى صدر الدين موسى († 794/1391–92). كان النظام في ذلك الحين قد تحول إلى حركة دينية تبث بروباغندا دينية في جميع أنحاء إيران وسوريا وآسيا الصغرى، والأرجح أنها كانت في ذلك الحين ما زالت على أصولها السنية الشافعية. ثم انتقلت قيادة النظام من صدر الدين موسى إلى ابنه خواجة علي († 1429)، الذي انتقلت منه القيادة أيضا إلى ابنه إبراهيم († 1429–47). عندما تولى الشيخ جنيد (ابن إبراهيم بن صدر الدين موسى) قيادة الطريقة الصفوية في عام 1447، تغير المسار التاريخي للحركة الصفوية تغيرا راديكاليا. وقد قال آر. إم. سيفوري: «لم يكن الشيخ جنيد راضيا عن السلطان الديني، ولذا سعى إلى سلطان مادي». في ذلك الوقت كانت أقوى أسرة في إيران هي أسرة قراقويونلو (وتعني: الخرفان السوداء)، التي كان قائدها جهان شاه قد أمر جنيد بالرحيل عن أردبيل، وإلا جلب على المدينة الدمار والخراب. فلجأ جنيد إلى الأسرة المنافسة لأسرة قراقويونلو التابعة لجهان شاه، آق قويونلو (الخرفان البيضاء التركمان) التابعة للخان أوزون حسن، وعزز علاقته بها بأن تزوج أخت أوزون حسن، خديجة بيغوم. قتل جنيد في أثناء اقتحام لأراضي شروانشاه، وخلفه في منصبه ابنه حيدر الصفوي. تزوج حيدر مارثا العمشا بيغوم، بنت أوزون حسن، التي ولدت إسماعيل الأول، مؤسس الأسرة الصفوي. كانت أم مارثا، ثيودورا التي تعرف أكثر باسم دسبينا خاتون، أميرة يونانية بونتيكية، وكانت بنت الكومنينيون الأعظم يوحنا الرابع ملك طرابزون، وقد تزوجت بأوزون حسن في مقابل حماية الكومنينيون الأعظم من العثمانيين. بعد أن مات أوزون حسن، شعر ابنه يعقوب بالتهديد، بسبب ازدياد النفوذ الديني الصفوي. تحالف يعقوب مع شروانشاه، ثم قتل حيدر في عام 1488. بحلول ذلك الوقت كان أغلب أتباع الطريقة الصفوية من الأوغوز الذين يتحدثون بالتركية، وقد كانوا قبائل من آسيا الصغرى وأذربيجان، وكانوا معروفين باسم قزلباش، وتعني ذوي الرؤوس الحمراء، لأنهم كانوا يلبسون عمائم حمراء مميزة. كان القزلباش محاربين، وموالين دينيا لحيدر، ومصدرا لقوة الصفويين عسكريا وسياسيا. بعد أن مات حيدر، اتحد أتباع الطريقة الصفوية حول ابنه علي مرزا الصفوي، الذي طارده يعقوب أيضا حتى نجح في قتله. وفق السجل الصفوي الرسمي، كان علي قبل رحيله قد عين أخاه الصغير إسماعيل قائدا دينيا للطريقة الصفوية. بعد أن إضمحلت الإمبراطورية التيمورية (1370–1506)، صارت إيران منقسمة سياسيا، وهذا أتاح قيام عدد من الحركات الدينية. أدى زوال سلطة تيمورلنك السياسية إلى خلق مساحة تستطيع فيها جماعات دينية عديدة –ولا سيما الشيعة– أن تنمو وتزداد نفوذا. وقد كان من تلك الجماعات: عدد من الأخويات الصوفية، والحروفية، والنقطوية، والدولة المشعشعية العربية. ومن بين كل تلك الحركات المختلفة، كان القزلباش الصفويون هم الأكثرين مرونة سياسية، وبسبب نجاحهم ازداد النفوذ السياسي لشاه إسماعيل الأول في عام 1501. كان هناك عديد من الولايات المحلية قبل أن يؤسس إسماعيل الدولة الإيرانية. أهم الحكام المحليين في نحو عام 1500 كانوا: وقد كان الشاه إسماعيل قادرا على أن يوحد كل الأراضي تحت قبة الإمبراطورية الصفوية التي أقامها. على الرغم من أن الصفويين لم يكونوا أول الحكام الشيعة في إيران، إلا أنهم لعبوا دورا حاسما في جعل الإسلام الشيعي الدين الرسمي في جميع أنحاء إيران، وكذلك ما يعرف اليوم بجمهورية أذربيجان. كانت هناك مجتمعات شيعية كبيرة في بعض المدن في بدايات القرن الثامن. في القرنين العاشر والحادي عشر، حكمت الدولة البويهية، من الطائفة الزيدية (المذهب الشيعي)، في فارس وأصفهان وبغداد. نتيجة للغزو المغولي، أعيد تأسيس السلالات الشيعية في إيران، وكان السربداريون في خراسان هم الأكثر أهمية. بعد احتلاله إيران وأذربيجان، جعل إسماعيل الأول التحول إلى الشيعية إلزاميا على السكان السنة. قتل العلماء أو رجال الدين السنة أو نفيوا. إسماعيل الأول، جلب الزعماء الدينيين الشيعة ومنحهم الأرض والمال مقابل الولاء. لاحقا، خلال الفترة الصفوية وخاصة فترة القاجار، ازدادت قوة العلماء الشيعة وتمكنوا من ممارسة دور مستقل ومتوافق مع الحكومة. كانت إحدى السمات المهمة للمجتمع الصفوي هي التحالف الذي ظهر بين العلماء (الطبقة الدينية) والمجتمع التجاري. تضمنت الأخيرة التجار في البازارات والنقابات التجارية والحرفية وأعضاء المنظمات شبه الدينية التي يديرها الدراويش (فوتوففا). بسبب انعدام الأمن لملكية العقارات في إيران، توجه العديد من مالكي الأراضي من القطاع الخاص إلى تأمين أراضيهم من خلال التبرع بها لرجال الدين. وبالتالي سيحتفظون بالملكية الرسمية ويؤمنون أراضيهم من ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدولة الصفوية
|
d38d90fbe4d5058d1d7f7bbf2d96455a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.024624",
"source": "Wikipedia"
}
|
الطاهريون
|
الطاهريون
|
الطاهريون سلالة فارسية إسلامية من موالي قبيلة خزاعة تولت إمرة ولاية خراسان وشرق تركستان أثناء الدولة العباسية ما بين 205-259 . اتخذوا من نيسابور عاصمة لهم. سنة 205 قام الخليفة العباسي المأمون بتعيين قائده طاهر بن الحسين (205-208ه) واليا على خراسان. كان المأمون قد فضله على أخيه (سنة 195ه) وأخذ له البيعة بولاية العهد قبل ذلك. مع توليه استقل الطاهر بأمر الحكم مع بقائه اسميا تحت سلطة العباسيين. كان أبناؤه لا يزلوا في خدمة الخلافة في بغداد. أصبحت الدولة الطاهرية أكثر استقلالية مع تولي أبناء الطاهر، طلحة (208-213ه) ثم عبد الله (213-230ه) جعل هؤلاء من نيسابور مركزا للثقافة والآداب والعلوم العربية. وقادوا لصالح الخليفة العباسي حملات عسكرية في مصر (الاستيلاء على الإسكندرية : 212ه). منذ 253ه أخذ الطاهريون يفقدون السيطرة على مناطقهم لصالح الصفاريين. والذين استطاعوا أخيرا سنة 259ه أن ينهوا حكمهم. بزغ نجم الطاهريين في عهد الخليفة العباسي المأمون، إذ وقف طاهر بن الحسين بجانب المأمون في صراعه مع الأمين وهزم جيوشه في خراسان وبغداد حتى قتل الأمين على يديه عام 814م، فعهد إليه المأمون بولاية خراسان وبلاد ما وراء النهر، مسقط رأسه، ولاحقا أسند إليه مهام الشرطة في بغداد. خلف طاهر بعد وفاته ابنه طلحة وقد استمر في تحالفه مع المأمون، وكان ابن طاهر الثاني عبد الله قد عهد إليه من قبل الخليفة بولاية مصر والجزيرة العربية، حتى توفي طلحة عام 828م وخلفه عبد الله. في عهد عبد الله شهدت ولاية خراسان ازدهارا في الزراعة إذ أشرف عبد الله على شق قنوات الري التي ساد الصراع عليها في مدن خراسان. كما توطدت شعبيته في المشرق الإسلامي وكان على دراية كبيرة بأمور الخلافة العباسية نظرا لتمركزه في الشرق وعمله كوال في الغرب في عهد المأمون. عرف إن عبد الله عدله بين الناس ورفعه جميع أشكال الظلم عن الضعفاء والفقراء، وكانت السلالة الطاهرية قد اتسعت لتشمل بلاد السند وأغلب المدن الواقعة في فارس. بعد وفاته عام 844م خلفه ابنه طاهر الثاني وسار على دربه مدة 18 عاما حتى توفي وخلفه ابنه محمد. في عهد محمد بن طاهر تدهورت أوضاع الطاهريين إذ كان ضعيف الرأي وقليل الخبرة عكس أسلافه وأخذته الملذات فشغل بالشرب والطرب والرقص وأخذت المدن تضيع من تحت سلطته الواحدة تلو الأخرى حتى انتهى سلطان الطاهريين عام 872م حين استولى الصفاريون على عاصمتهم نيسابور.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الطاهريون
|
1c14bcd11312c01964bca0e773923c71
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.025394",
"source": "Wikipedia"
}
|
صفاريون
|
الدولة الصفارية
|
الدولة الصفارية أو الصفاريون أو بنو الصفار هي دولة فارسية إسلامية حكمت أجزاء من بلاد فارس، وخراسان الكبرى، وشرق مكران، وذلك منذ عام 861 إلى 1002 . وهي إحدى أولى السلالات الفارسية الحاكمة التي ظهرت بعد حوالي قرنين من الفتوحات الإسلامية العربية. تأسست السلالة على يد يعقوب بن الليث الصفار، الذي ولد عام 840 في بلدة صغيرة تدعى قرنين، والتي كانت تقع شرق زرنج في أفغانستان المعاصرة. كان يعقوب الصفار يعمل صانعا للصفر ثم قاطعا قبل أن يصبح أمير وقائد حرب كبير، حيث استولى على منطقة سيستان وبدأ في غزو معظم بلاد فارس وخراسان، بالإضافة إلى أجزاء من أقاليم أخرى مثل السند، وبلاد ما وراء النهر. حكم الصفاريون بلادا واسعة من عاصمتهم زرنج، والتي أصبحت قاعدة للتوسع العسكري شرقا وغربا. قاموا أولا بغزو المناطق الواقعة جنوب هندوكوش، ثم أطاحوا بالطاهريون الذين حكموا أقاليم المشرق بالتبعية للخلافة العباسية، وتمكن الصفاريون من ضم خراسان عام 873 . وبحلول وقت وفاة مؤسسها يعقوب الصفار، كان قد غزا وادي كابل، والسند، وطخارستان، ومكران، وكرمان، فارس، وخراسان، وكادوا يصلون إلى العاصمة العباسية بغداد بسبب الضعف والاضطرابات الداخلية التي تعاني من الخلافة العباسية، إلا أنهم تعرضوا لهزيمة قاسية على يد العباسيون في أبريل 876 . لم يستمر حكم الصفاريون طويلا بعد وفاة مؤسسها يعقوب الصفار. فقد هزم شقيقه وخليفته عمرو بن الليث في معركة بلخ ضد الأمير إسماعيل بن أحمد الساماني عام 900 . واضطر عمرو بن الليث إلى تسليم معظم أراضيهم التي احتلوها للسامانيين. وبحلول تلك الفترة، كان الصفاريون محصورين في معقلهم في سجستان، ومع مرور الوقت، تم تقليص دورهم إلى تابعين للسامانيين وخلفائهم. تنتسب الأسرة إلى يعقوب بن الليث الصفار (نسبة إلى حرفته: صناعة الصفر أو النحاس). تقول الروايات أنه ينحدر من جبال الساس شرق فارس، وكان لديه ثلاثة إخوة (عمرو، طاهر، علي) فانضموا إلى خالهم (كثير بن دقاق) وكونوا عصابة لقطع الطريق ولكن لم يكونوا قطاع طريق بالمعنى المعروف للسرقة ولكن للاعتراض على أحوال مجتمعهم. استطاع يعقوب بن الليث أن ينضم إلى (طوائف المطوعة) بقيادة (صالح بن النضير الكناني) وخاضوا حروبا ضارية مع خوراج سجستان واضطر واليها (إبراهيم بن الحسين) للهروب وليصبح بذلك (درهم بن الحسين) والي سجستان وولى يعقوب بن الليث الصفاري على ولاية (بست) فذاع صيته والتف حوله الناس حتى أن أهل خراسان أرسلوا يستنجدون به في عهد الدولة الطاهرية فرفع عنهم الضرر ونجح في كسب الأهالي وجاءت الفرصة أمام يعقوب بن الليث حينما تنازل (درهم بن الحسين) عن ولايته سجستان. أجمعت ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/صفاريون
|
36fbde41d203e544c82ebb7082a57c6a
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.026424",
"source": "Wikipedia"
}
|
زياريون
|
الدولة الزيارية
|
الدولة الزيارية أو الزياريون أو آل زيار أو دولة بني زيار هم سلالة إيرانية حاكمة من عائلتي جيلاك-ديلم استوطنوا الأراضي الجنوبية الشرقية لبحر قزوين. كان الأمراء الزياريون أمراء هيركانيا وطبرستان في القرنين الرابع والخامس من الهجرة، وكانت قوميس وديلم وغيلان أيضا تحت حكمهم في بعض الفترات. تأسست دولة بني زيار عام 319 وأصبحت إحدى حكومات الديالمة التي استطاعت أن تحكم أجزاء من الدولة العباسية خلال الفترة الإيرانية الوسطى. بمرور الوقت، تناقصت أراضي الزياريين وأصبحوا حكومة دمية. ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/زياريون
|
b8a777c9735b3b092178bc76755588da
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.027559",
"source": "Wikipedia"
}
|
تشن شوي بيان
|
تشن شوي بيان
|
تشن شوي بيان (陳水扁 Tân Chúi-píⁿ بالصينية) الرئيس السابق لتايوان (جمهورية الصين). ولد في 12 أكتوبر 1950. أنتخب رئيسا للصين الوطنية منذ 20 ايار 2000 حتى أيار 2008. ترأس الحزب الديموقراطي التقدمي، الذي يدعو لاستقلال تايوان عن الصين، حتى قبيل انتهاء فترة رئاسته الأخيرة. دخل تشين عالم السياسة في عام 1980م أثناء حادثة كاوشينغ بصفته عضور في حركة تانجواي، وأنتخب في مجلس مدينة تايبية في عام 1981م. وسجن في عام 1985م بتهمة التشهير كمحرر في المجلة الأسبوعية المؤيدة للديمقراطية «نيو فورموزا»، بعد نشره لمقال ينتقد فيه إلمر فونج أستاذ الفلسفة بالكلية والذي انتخب لاحقا مشرعا في حزب الكومينتانغ. وبعد إطلاق سراحه، ساعد تشين في تأسيس الحزب الديمقراطي التقدمي في عام 1986م وانتخب عضوا تشريعيا في عام 1989م، وعمدة لتايبيه في عام 1994م. فاز تشين في الانتخابات الرئاسية في 18مارس 2000م بنسبة 39% من الأصوات نتيجة لانقسام الفصائل داخل حزب الكومينتانغ، واجهت تشين تحديات كبرى حيث انخفضت شعبيته على الرغم من حصوله على مراتب عليا خلال الأسابيع القليلة الأولى من ولايته وذلك يعود بسبب الفساد المزعوم داخل إدارته وعدم تمرير تشريع ضد حزب الكومينتانغ المعارض، والذي سيطر على اليوان التشريعي. وفي عام 2004 فاز بإعادة انتخابه بهامش ضيق بعد نجاته من حادثة إطلاق نار أثناء حملته الإنتخابية في اليوم السابق للانتخابات. في عام 2009م أدين تشين وزوجته بتهمتي رشوة، وحكم على تشين بالسجن لمدة 19 عاما في سجن تايبيه، ولكن تم الإفراج المشروط الطبي عنه في 5 يناير 2015م. منذ ذلك الحين تم منعه من التحدث للجماهير تحت ذريعة «الخضوع للعلاج الطبي». لقد زعم أنصار تشين أن كل ما جرى لتشين من محاكمات كانت بدوافع سياسية تكمن أسبابها من قبل كيد حزب الكومينتانغ لسنوات قضاها في السلطة. ولد تشين لعائلة فقيرة تعمل في الزراعة في بلدة جوانتين في مقاطعة تاينان في عام 1950م. تلقى تشين تعليمه في لغة الماندرين الصينية، والتي حلت محل اللغة اليابانية كلغة وطنية بعد نهاية الإدارة اليابانية لتايوان. تخرج مع مرتبة الشرف من المدرسة الثانوية الوطنية العليا في تاينان. وفي يونيو 1969م، تم قبوله في جامعة تايوان الوطنية. في البداية تخصص في إدارة الأعمال، ثم تحول إلى دراسة القانون في سنته الأولى، وأصبح محررا
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/تشن شوي بيان
|
9f2dd7bf6ce420200029659ebc929b54
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.028441",
"source": "Wikipedia"
}
|
طائرة ورقية
|
طائرة ورقية
|
الطائرة الورقية هي لعبة للأطفال والكبار تصنع من الخشب والخيوط. بعد تدخل الحاسوب ببرامجه ذات الأبعاد الثلاثة واستخدام أنفاق الهواء التي تستخدم في اختبار انسيابية الطائرات أو سيارات الفورمولا 1، خرجت هذه الهواية من دائرة الأطفال إلى دائرة المحترفين. وتعتمد فكرة الطائرة الورقية على جسم انسيابي خفيف الوزن مربوط بخيط أو عدة خيوط ليطير ضد اتجاه الريح. وتنتشر هواية الطائرات الورقية في الهند واليابان والصين حيث يعتقد ان الطائرات الورقية نشأت هناك. وكانت الطائرات الورقية تصنع من الورق (ولا زالت) إلا أن النايلون الخفيف والمتين في نفس الوقت هو المادة المفضلة لصنع الطائرات. تكاد تكون هواية الطائرات الورقية في العالم العربي شبه معدومة باستثناء الاحتفال السنوي للطائرات الورقية في شهر يوليو من كل عام في لبنان. هناك نوع من الطائرات الورقية التي يتم التحكم في طيرانها عن طريق خيطين مربوطين في الطائرة. ويتم ربط أحد الخيوط في الجهة اليمنى من الطائرة والخيط الثاني في الجهة اليسرى. ويتم توجيه الطائرة عند تحليقها عن طريق شد أحد الخيوط. فإذا أردنا للطائرة ان تجنح لجهة اليمين، نشد الخيط الأيمن واذا اردناها ان تميل إلى جهة اليسار، نقوم على شد الخيط الأيسر. ومما لاشك فيه ان المهارة المطلوبة للتحكم بهذه الطائرة يقتصر على الكبار ناهيك عن قوة الجذب الذي يمكن ان تحدثه هذه الطائرة ان كانت من الحجم الكبير (8 اقدام من طرف الجناح الأيمن إلى طرف الجناح الأيسر). لقد استخدمت الطائرات الورقية قديما من بعض الناس كمسيلمة الكذاب الذي تميز بحيلتين هما إدخال البيض في القارورة وصناعة الطائرة الورقية التي كانت تسمى «راية الشادن» فقد ورد في كتاب الحيوان للجاحظ في باب «القول فيما اشتق له من البيض اسم» التالي «"وأما قول الشاعر الهذلي في مسيلمة الكذاب، في احتياله وتمويهه وتشبيه ما يحتال به من أعلام الأنبياء، بقوله ببيضة قارور وراية شادن .. وتوصيل مقصوص من الطير جادف "». ولقد احتال مسيلمة على الأعراب بزعم أن هذه الطائرات هي الملائكة فقال لهم في ليلة منكرة الرياح مظلمة «"إن الملائكة تنزل علي وهي ذوات أجنحة، ولمجيئها زجل، وخشخشة، وقعقعة؛ فمن كان منكم ظاهرا فليدخل منزله، فأن من تأمل اختطف بصره. ثم صنع راية من رايات الصبيان التي تعمل من الورق الصيني ومن الكاغد وتجعل لها الأذناب والأجنحة وتعلق في صدورها الجلاجل وترسل"».
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/طائرة ورقية
|
a6809da3106cf50b7295070ba9e1b000
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.066824",
"source": "Wikipedia"
}
|
كنفوشيوسية
|
كونفوشية
|
الكتب الأربعة الكتب التقليدية الخمسة أخرى الكونفوشية أو الكنفوشية : هي مجموعة من المعتقدات والمبادئ في الفلسفة الصينية، طورت عن طريق تعاليم كونفيشيوس (孔夫子) وأتباعه، تتمحور في مجملها حول الأخلاق والآداب، طريقة إدارة الحكم والعلاقات الاجتماعية. أثرت الكونفشيوسية في منهج حياة الصينيين، حددت لهم أنماط الحياة وسلم القيم الاجتماعية، كما وفرت المبادئ الأساسية التي قامت عليها النظريات والمؤسسات السياسية في الصين. انطلاقا من الصين، انتشرت هذه المدرسة إلى كوريا، ثم إلى اليابان وفيتنام، أصبحت ركيزة ثابتة في ثقافة شعوب شرق آسيا. عندما تم ادخالها إلى المجتمعات الغربية، جلبت الكونفشيوسية انتباه العديد من الفلاسفة الغربيين. رغم أن الكونفشيوسية أصبحت المذهب الرسمي للدولة الصينية القديمة، لم تشق هذه طريقها حتى تصبح ديانة بالمعنى المعروف، كان يعوزها وجود هياكل أساسية، وطبقة من الكهنوتية (رجال الدين). حظي كونفيشيوس (孔夫子) بمكانة رفيعة لدى رجال أهل العلم في الصين، كانوا يطلقون عليه ألقاب ال«معلم» وال«حكيم»، إلا أن تبجيلهم إياه لم يرق أبدا إلى درجة التأليه (من الألوهية). يبدو أن بعض المؤرخين في الغرب أساء فهم هذا التصور، نظرا لملازمة مفهوم عبادة الأسلاف للديانة الصينية. لم يكن كونفيشيوس (孔夫子) نفسه يدعي أنه إله. عكس الديانات الأخرى، لم تكن المعابد التي شيدت على شرف كونفيشيوس أماكن لتجميع طوائف من الأتباع المنتمين، ولكن مبان عمومية مخصصة لمراسيم سنوية وبالأخص يوم عيد ميلاد كونفيشيوس. بسبب الطبيعية الأساسية الدنيوية (لادينية) لهذه الفلسفة، فشلت كل المحاولات التي كانت تهدف لأن تجعل من الكونفيشيوسية عقيدة دينية. تدور الكونفوشية حول السعي إلى وحدة الذات الفردية وإله السماء (تيان)، أو مثلما يقال، حول العلاقة بين الإنسانية والسماء. مبدأ السماء (لي وداو)، تنظيم الخلق ومصدر السلطة الإلهية، أحادي في بنيته. قد يدرك الأفراد إنسانيتهم، ويتحدون مع السماء من خلال التأمل في مثل هذا النظام. يمتد هذا التحول في الذات ليشمل الأسرة والمجتمع لخلق مجتمع ائتماني متناغم. درس جويل ثورفال الكونفوشية كدين مدني منتشر في الصين المعاصرة، فخلص إلى أنها تعبر عن نفسها في العبادة الواسعة الانتشار لخمسة كيانات كونية: السماء والأرض (دي)، والسيادية أو الحكومة (جون)، والأسلاف (سين)، والأسياد (شي). السماء ليست بعضا من الوجود المسبق في العالم الزمني. وفقا للباحث ستيفان فويكتونغ، في علم الكونيات الصينية، وهو ليس كونفوشوسيا فحسب، بل تشترك فيه جميع الأديان الصينية، «يخلق الكون نفسه من فوضى أولية من الطاقة المادية» (هاندون وسي)، وينظم من خلال قطبية يين ويانغ الذي يميز أي شيء في الحياة. بالتالي فالخلق هو تنظيم مستمر، فهو ليس خلق من لا شيء. يين ويانغ هما الخفي والمرئي، المتقبل والنشط، وعديم الشكل والمشكل؛ ويميزان الدورة السنوية (الشتاء والصيف)، والمشهد (المظلل والمشرق)، والجنسين (الإناث والذكور)، بل وحتى التاريخ الاجتماعي السياسي (الفوضى والنظام). تهتم الكونفوشية بإيجاد «طرق وسط» بين اليين واليانغ في كل شكل جديد للعالم. توفق الكونفوشية بين كل من القطبين الداخلي والخارجي للتهذيب الروحي، أي تهذيب الذات والخلاص في العالم، التي جمعت في المثل العليا «خشنة من الداخل طيبة من الخارج». تترجم الرن إلى «الإنسانية» أو الجوهر السليم للإنسان، وهي رمز العقل الرحيم، إنها الفضيلة الممنوحة من السماء وفي الوقت نفسه الوسائل التي يمكن للإنسان أن يحقق بها وحدانية مع السماء بفهمه لأصله وبالتالي الجوهر الإلهي. تعرف في داتونغ شو أنها «تشكيل جسد واحد مع كل الأشياء» «عندما لا تفصل الذات عن الآخرين.. يثار التعاطف والتراحم». يشير تيان، وهو مفهوم رئيسي في الاعتقاد الصيني، إلى «إله السماء»، القطب الشمالي في السماء ونجومها المغزلية، والطبيعة الأرضية وقوانينها التي تأتي من السماء، إلى «السماء والأرض» (أي، «كل الأشياء»)، وإلى القوى المذهلة خارج سيطرة الإنسان. هناك مثل هذا العدد من الاستخدامات في الاعتقاد الصيني إذ لا يمكن إعطاء ترجمة واحدة في الإنجليزية. استخدم كونفوشيوس المصطلح بطريقة باطنية. وكتب في كتاب تعاليم كونفوشيوس (7.23) أن تيان أعطاه الحياة، وأن تيان يراقبه ويحكم عليه (6.28، 9.12). يقول كونفوشيوس في 9.5، إن الشخص قد يعرف حركات تيان، وهذا يعطي شعورا بأن يكون له مكان خاص في الكون. يقول كونفوشيوس في 17.19، إن تيان تحدث معه، ولكن ليس بالكلمات. يحذر العالم روني ليتلجون من أن تيان لم يفسر على أنه شخصية إلهية تشبه إله الأديان الإبراهيمية، بمعنى خالق متعال أو آخروي. إنه بالأحرى يشبه ما يعنيه الطاويون من قبل داو: «الطريقة التي تكون بها الأشياء» أو «انتظام العالم»، والتي يساويها ستيفان فويكتونغ مع المفهوم اليوناني القديم المتمثل في «الطبيعة» مثل توليد الأشياء، وتجديدها، والنظام الأخلاقي. يمكن مقارنة تيان أيضا بتقاليد براهمان الهندوسية وكتاب فيدا المقدس. أوضح الباحث بروميس هسو، في أعقاب روبرت بي. لودين، 17:19 («ماذا يقول تيان أبدا؟ ومع ذلك، هناك أربعة فصول تتعاقب وهناك المئات من الأشياء قادمة إلى الوجود. ماذا يقول تيان؟») مما يعني أنه على الرغم من أن تيان ليس «شخصا يتحدث»، لكنه «يفعل» باستمرار من خلال إيقاعات الطبيعة، ويبلغ «كيف يجب أن يعيش ويتصرف البشر»، على الأقل لأولئك الذين تعلموا أن ينصتوا إليه بعناية. قال زينغونغ، تلميذ كونفوشيوس، إن تيان وضع السيد على الطريق ليصبح رجلا حكيما (9.6). يقول كونفوشيوس في 7.23، إنه لم يعد لديه أدنى شك في أن تيان أعطاه الحياة، ومنه طور فضيلة الحق (دا). يقول في 8.19، إن حياة الحكماء تتشابك مع تيان. يقول كونفوشيوس في كتاب تعاليم كونفوشيوس فيما يتعلق بشخصية الآلهة التي تحيي الطبيعة (شن، الطاقات تنبع وتستنسخ من تيان)، إنه من المناسب (يي) للناس أن يعبدوهم (جينغ)، وإن كان ذلك من خلال الشعائر المناسبة (لي)، التي تعني احترام المواقع وحسن التقدير. كان كونفوشيوس نفسه سيد الطقوس والقرابين. ردا على تلميذ سأل عما إذا كان من الأفضل التضحية لإله الموقد أو لإله الأسرة (مقولة شائعة)، يقول كونفوشيوس في 3.13، يجب على الفرد أولا أن يعرف ويحترم السماء، لكي يصلي للآلهة بشكل مناسب. يوضح في 3.12 أن الطقوس الدينية تنتج تجارب ذات معنى، وعلى المرء أن يقدم تضحيات شخصية، ويؤثر في الوجود، وإلا «فهو مثل عدم التضحية على الإطلاق». للشعائر والتضحيات للآلهة أهمية أخلاقية: فهي تخلق حياة طيبة، لأن المشاركة فيها تؤدي إلى التغلب على الذات. يخبرنا كتاب تعاليم كونفوشيوس في 10.11 أن كونفوشيوس أخذ دائما جزءا صغيرا من طعامه ووضعه في أوعية القرابين كقربان لأسلافه. طورت الحركات الأخرى، مثل الموهية التي امتصت لاحقا من الطاوية، فكرة أكثر ألوهية عن السماء. يشرح فويكتونغ أن الاختلاف بين الكونفوشية والطاوية يكمن في المقام الأول في حقيقة أن الأولى تركز على تحقيق نظام السماء المليء بالنجوم في المجتمع البشري، في حين أن الأخيرة تركز على التأمل في داو الذي ينشأ بصورة عفوية في الطبيعة. ومثلما وضح ستيفان فويكتونغ، فالنظام القادم من السماء يحفظ العالم، ويتعين على الإنسانية أن تتبعه في إيجاد «طريق وسط» بين قوى اليين واليانغ في كل شكل جديد للعالم. يعرف الوئام الاجتماعي أو الأخلاق على أنه النظام الأبوي، والذي يعبر عنه في عبادة الأسلاف، والأسلاف المؤلهين في خط الذكور، في أضرحة الأسلاف. توصف القوانين الأخلاقية الكونفوشيوسية بأنها إنسانية. قد يمارسها جميع أفراد المجتمع. تتسم الأخلاق الكونفوشيوسية بتشجيع الفضائل، التي تشتمل عليها الثوابت الخمس، والتي صاغها علماء الكونفوشيوسية من التقاليد الموروثة خلال عهد سلالة هان الحاكمة. الثوابت الخمسة هي: وترافق هذه مع سيزي الكلاسيكية، التي تفرد أربع فضائل، أحدها مدرج ضمن الثوابت الخمسة: ما تزال هناك عناصر أخرى كثيرة، مثل تشاون (الصدق)، شو (الرحمة والمغفرة)، ليان (الصدق والنقاء)، شي (العار، والقضاء، وحس الصواب والخطأ)، يونغ (الشجاعة)، وين (اللطيف والطيب)، لانغ (الخير، طيب القلب)، غونغ (المحترم، الموقر)، سيين (المقتصد)، ران (التواضع، تحقيق الذات). دونت مبادئ المدرسة الكونفشيوسية في تسع من الكتابات الصينية القديمة والتي تم توارثها عن كونفشيوس وأتباعه، تمت كتابتها أثناء فترة حكم سلالة «تشو» (周朝)، عرفت تلك الفترة نشاطا مكثفا للمدارس الفلسفية. يمكن تقسيم هذه الكتابات إلى قسمين رئيسين: تم تناقل تعاليم كونفشيوس بالطريقة الشفوية، لاحقا تم تدوين هذه التعاليم في مؤلف ال«لون-يو». يبدو المعلم (كونفشيوس) كما لو أنه يريد أن يظهر نفسه بمظهر الأخلاقي (الذي يكتب في الأخلاقيات) المحافظ، في وقت عرفت فيه البلاد اضطرابات كبرى ميزها حالة الانفلات السياسية، والتحولات الاجتماعية التي تلت انحلال مملكة «تشو» إلى ممالك اقطاعية متحاربة. حملت حالة الهيجان التي عرفتها البلاد كونفشيوس ومفكريين آخرين، على تدبر الطريقة المثلى لاسترجاع وحدة المملكة، أصبحوا ورغما عنهم فلاسفة ومبدعين (من باب أنهم أوجدو أو سنوا أفكارا جديدة) في آن واحد. نادى كونفوشبوس بمبدأ سيادة الشعب. فهو يقول أن الأمة هي صاحبة السيادة ومصدر السلطة. وعلى الرغم من اعتناقه للمذهب التيوقراطي واعترافه بالحق الإلهي للأباطرة. لم يرتب على هذه الفكرو نتائجها الطبيعية إذ حارب السلطان المطلق للأباطرة. وعد سلطة الملك غير مشروعه مالم تقترن برضى الشعب حتى انه حبذ الثورة على الحاكم الذي يستبد بالسلطة أو يسيء استخدامها. تميزت فلسفته باتجاهات اشتراكيه واضحه. وجعل من أهداف الحكومة التي يسميها «الهيئة العادله المستقيمه» العناية بالإنتاج القومي حتى توفر للشعب الحاجات الضروريه. كما دعى إلى اقامة عداله اجتماعية واعانة المرضى والعاجزين عن العمل. كما دعا إلى اتحاد شعوب العالم جميعا في «جمهورية عالمية واحده» يرى كونفشيوس أن النظامين السياسي والاجتماعي يشكلان وحدة متكاملة. الفضائل والمناقب الشخصية للحكام ورجال البلاط (الأرسطقراطيين) وحدهما كفيلان بأن يضمنا عافية الدولة. يتم استتباب النظام عن طريق نشر شعائر ال«لي» (禮) والموسيقى، كانت الموسيقى الصينية المعاصرة للفترة من أهم العناصر في الشعائر والممارسات الدينية. أقر «كونفشيوس» بتفوق الموسيقى، عند استعمالها بوظيفتها الروحانية وسلطانها على أفئدة الناس. كان كونفشيوس يستحب القصائد الصينية القديمة، والتي كانت تنظم عادة في صيغة موسيقية، كان يشيد بقيمتها الحضارية. كان يرى أن الدولة التي تمتلك موسيقى وشعائر خاصة بها، يتم اختيارهم من بين الأعراف والتقاليد الموجودة، يمكن أن تنتج مواطنين سعداء ويتمتعون بقدر كاف من الفضيلة، يجعل الدولة في غنى عن تشريع القوانين حتى تضمن حسن انضباطهم. سيعم البلاد الأمان وتصبح القوانين بلا فائدة. جاب كونفشيوس بلاد الصين بحثا عن الحاكم المثالي الذي يريد (ويستطيع) تبني هذه التعاليم، ولكنه كان يحاول عبثا. تتمحور الفكرة العامة للأخلاقيات الكونفشيوسية في مفهوم ال«رن» (仁)، والتي يمكن ترجمتها «إنسانية» أو«طيبة القلب». «رن» هي الفضيلة السامية والتي تمثل أفضل ما في النفس البشرية. في عصر كونفشيوس كان مفهوم ال«رن» مقرونا برجال الطبقة الحاكمة، مع الزمن تحول مدلوله وأصبح يعني طبقة «النبلاء»، على أن هذا المفهوم أصبح أشمل فيما بعد. في العلاقات الإنسانية على غرار تلك التي تجمع بين شخصين، يتجلى ال«رن» (仁) عبر عدد من المفاهيم الأخرى: سياسيا كان كونفشيوس يدعو إلى حكومة أبوية (تسلطية) يقودها حاكم يحظى بالاحترام ومطاع بين رعيته. يجب على الحاكم أن ينمي أخلاقه لتبلغ الكمال، حتى يكون مثالا يحتذي به شعبه. في الميدان التربوي كانت «كونفشيوس» آراء تقدمية، كان يدعو إلى تعميم التعليم بين كل أبناء الشعب بغض النظر عن انتماءاتهم الطبقية. أنظر أيضا: Nine Schools of Thought ومدارس الفكر المئة
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/كنفوشيوسية
|
858cdc04cd5179bdfaa815051bff9772
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.070172",
"source": "Wikipedia"
}
|
11 ديسمبر
|
11 ديسمبر
|
11 ديسمبر أو 11 كانون الأول أو يوم 11\12 (اليوم الحادي عشر من الشهر الثاني عشر) هو اليوم الخامس والأربعين بعد الثلاثمائة (345) من السنة، أو السادس والأربعين بعد الثلاثمائة (346) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 20 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/11 ديسمبر
|
d5c242589013ff28c8a321fab8ae53c6
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.070378",
"source": "Wikipedia"
}
|
حسن البنا
|
حسن البنا
|
حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا (14 أكتوبر 1906 - 12 فبراير 1949م) (25 شعبان 1324ه - 13 ربيع الآخر 1368ه)، داعية إسلامي مصري وسياسي ومعلم للغة عربية، ومؤسس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928 والمرشد العام الأول لها ورئيس تحرير أول جريدة أصدرتها الجماعة عام 1933، وصاحب الفكر الرئيسي المؤثر في أفرادها من خلال العديد من الرسائل التي ألفها ويعتبرونه مجدد الإسلام ويلقب بين أنصاره «بالإمام الشهيد». يري حسن البنا أن الإسلام ليس مجرد ديانة بل كذلك أيدولوجية سياسية فهو يشمل كونه دين ودولة ووطن وجنسية وروحانية وعمل ومصحف وسيف. رأي البنا أن الدساتير الحديثة يجب أن لا تخالف الإسلام مع إقراره وتأييده للحكم الدستوري. ودعا إلى أسلمة الدولة والاقتصاد والجيش والمجتمع. وأعلن أن إقامة مجتمع عادل يتطلب تطوير المؤسسات والضرائب التصاعدية، ووضع نظرية مالية إسلامية حيث يتم تخصيص الزكاة للإنفاق الاجتماعي من أجل تقليل عدم المساواة. تضمنت أيديولوجية البنا نقد المادية الغربية والإمبريالية البريطانية وتقليدية العلماء المصريين. رفض مفهوم الوطنية الحديث والقومية العربية وأعدهم أفكار جاهلية واعتبر جميع المسلمين أعضاء في مجتمع قومي واحد ودعي لتعاون ثقافي واجتماعي واقتصادي بين الشعوب الإسلامية وعقد الأحلاف والمؤتمرات تمهيدا لإقامة الخلافة الإسلامية من جديد بإعتبارها رمز وحدة المسلمين من كافة الجوانب. نشأ في أسرة متعلمة مهتمة بالإسلام كمنهج حياة حيث كان والده عالما ومحققا في علم الحديث، حفظ نصف القرآن الكريم في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية وأكمل حفظه في المرحلة الإعدادية، تأثر بالتصوف عن طريق احتكاكه بالشيخ عبد الوهاب الحصافي شيخ الطريقة الحصافية الشاذلية في عام 1923 لكنه تركها فيما بعد رفض شيخ الطريقة تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، كما تأثر بعدد من الشيوخ منهم والده الشيخ أحمد البنا الذي كان شيخا في الأزهر وصاحب كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني وقام بتعليمه المذهب الفقهي الحنفي، والشيخ رشيد رضا صاحب مجلة المنار وتعلم منه السلفية، والشيخ محمد زهران - صاحب مجلة الإسعاد، وصاحب مدرسة الرشاد التي التحق بها لفترة وجيزة بالمحمودية - ومنهم أيضا الشيخ طنطاوي جوهري صاحب تفسير القرآن الجواهر. التحق البنا سنة 1923 بكلية دار العلوم بالقاهرة، بعد أن حصل في السنة النهائية من مدرسة المعلمين على المركز الأول فكان ترتيبه الخامس بين جميع طلاب مصر. وعندما دخل دار العلوم وتقدم لامتحانها كان يحفظ ثمانية عشر ألف بيت من الشعر وكثيرا من النثر. تخرج من دار العلوم عام 1927 وحصل علي الإجازة في اللغة العربية وآدابها والعلوم الإسلامية. عين مدرسا للغة العربية في مدينة الإسماعيلية في نفس العام ونقل إلى مدينة قنا بقرار إداري عام 1941 ثم ترك مهنة التدريس في عام 1946 ليتفرغ لإدارة جريدة الشهاب. أسس حسن البنا وعمره 21 عاما جماعة الإخوان المسلمين في 22 مارس عام 1928 كحركة إسلامية دعوية مستندا إلى آرائه وأطروحاته لفهم الإسلام المعاصر حيث قال:«إن الإسلام عقيدة وعبادة ووطن وجنسية ودين ودولة وروحانية وعمل ومصحف وسيف.»، دعت جماعة الإخوان المسلمين إلى الإصلاح الأخلاقي التدريجي ولم تكن لديها خطط للاستيلاء على السلطة بالعنف. دعا البنا المسلمين إلى الاستعداد للكفاح المسلح ضد الحكم الاستعماري، وحذر المسلمين من «الاعتقاد السائد» بأن «جهاد القلب» أهم من «جهاد السيف». سمح بتشكيل جناح عسكري سري داخل جماعة الإخوان المسلمين لإستهداف تمركزات الإنجليز في مصر ومحاربة العصابات الصهيونية في حرب 48، في ظل تشتت الأمة الإسلامية ووقوعها تحت الاستعمار البريطاني والفرنسي والإيطالي والغزو الفكري الأوروبي العلماني للوطن العربي والعالم الإسلامي وأخذ يدعو الناس إلى العودة إلى الإسلام ونشر مبادئ الإسلام في جميع المدن المصرية والريف. له نتاج أدبي ومؤلفات منها رسائل الإمام الشهيد حسن البنا وتعتبر مرجعا أساسيا للتعرف على فكر ومنهج جماعة الإخوان بصفة عامة، ومذكرات مطبوعة عدة طبعات أيضا بعنوان مذكرات الدعوة والداعية ولكنها لا تغطي كل مراحل حياته وتتوقف عند سنة 1942. وله عدد كبير من المقالات والبحوث القصيرة جميعها منشورة في صحف ومجالات الإخوان المسلمين التي كانت تصدر في الثلاثينيات والأربعينيات، أول مقال نشره كان سنة 1928 في جريدة الفتح تحت عنوان الدعوة إلى الله وآخر مقال نشره قبل اغتياله كان بين المنعة والمحنة ونشر في كانون أول عام 1948 في جريدة الإخوان اليومية قبيل صدور قرار بحل جماعة الإخوان المسلمين في نفس الشهر. ولد البنا في المحمودية من أعمال محافظة البحيرة بدلتا النيل في يوم الأحد 25 من شعبان سنة 1324 وهو ينتسب إلى أسرة ريفية متوسطة الحال، كانت تعمل بالزراعة في إحدى قرى الدلتا هي قرية شمشيرة قرب مدينة رشيد الساحلية. كان جده عبد الرحمن فلاحا، ونشأ والده أحمد بعيدا عن العمل بالزراعة، فدرس علوم الشريعة في جامع إبراهيم باشا بالإسكندرية. والتحق أثناء دراسته بمحل لإصلاح الساعات في الإسكندرية، وأصبحت بعد ذلك حرفة له وتجارة، ومن هنا جاءت شهرته بالساعاتي. أصبح والده من علماء الحديث وله فيه مصنفات عديدة أهمها «ترتيب مسند الإمام أحمد» مع مفتاح له يسهل الوصول إلى أحاديثه، وله أيضا كتاب بدائع المنن في جمع وترتيب مسند الشافعي وفي كنفه نشأ حسن البنا فتطبع بالكثير من طباعه، كما درس البنا على أبيه العلوم الشرعية، وقد كان والده يدرك الأهمية الإيجابية للاختلافات الفقهية بين أصحاب المذاهب المتعددة، فجعل كل واحد من أبناءه يدرس واحدا من المذاهب الفقهية، فكان المذهب الحنفي من نصيب حسن، وكان يعلمه دروس الفقه في المنزل، وكان يحثه على حفظ المتون في فروع العلوم الشرعية، ويشجعه على القراءة واقتناء الكتب، وبالإضافة إلى هذا فقد علمه صنعة الساعات، وحرفة تجليد الكتب. اشترك حسن البنا منذ وقت مبكر من عمره في بعض الجمعيات الدينية، وانضم لطريقة صوفية تعرف بالطريقة الحصافية حيث كانت تنتشر الطرق الصوفية في مصر، حتى صار سكرتيرا للجمعية الحصافية للبر وهو في الثالثة عشرة من عمره. تميز حسن البنا بفهم واسع، وذكاء متقد، وذاكرة قوية، وكان حريصا على الصلاة وأدائها في المسجد، مداوما على تلاوة القرآن الكريم، يهتم بأداء الشعائر الدينية ويدعو زملاءه إليها، يجيد فن الحوار والإقناع، ويتميز بالشجاعة الأدبية واللباقة في الأسلوب، والأهم كانت لديه فكرة لتغيير النظم بما يتوافق مع رؤيته للإسلام. دخل حسن البنا الكتاب في الثامنة من عمره، وبدأ تعليمه في مكتب تحفيظ القرآن بالمحمودية، وتنقل بين أكثر من كتاب حتى إن أباه أرسله إلى كتاب في بلدة مجاورة، وكانت المدة التي قضاها في الكتاتيب وجيزة فحفظ نصف القرآن الكريم، كما تعلم القراءة والكتابة على يد معلمه الشيخ محمد زهران المحمودي صاحب كتاب مدرسة الرشاد الدينية وتأثر به، وكان دائم التبرم من نظام الكتاب ولم يطق أن يستمر فيه فالتحق بالمدرسة الإعدادية رغم معارضة والده الذي كان يحرص على أن يحفظه القرآن ولم يوافق على التحاقه بالمدرسة إلا بعد أن تعهد له حسن بأن يتم حفظ القرآن في منزله. كون مع زملائه الذين كانوا يشتركون معه في الصلاة جمعية سماها «جمعية محاربة المنكرات»، فكانوا يرسلون خطابات للمخطئين لنصحهم وإرشادهم حتى يعودوا إلى الطريق الصحيح. وبعد إتمامه المرحلة الإعدادية التحق بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وهو في الرابعة عشرة من عمره، واصل البنا دعوته إلى التمسك بالإسلام فكان يوضح لزملائه في المدرسة فضل الصلاة المفروضة وأدار حلقة لقراءة القرآن الكريم قبل دخول التلاميذ لفصولهم ولم يمنعه ذلك من الاهتمام بدروسه بل كان متفوقا في دراسته. ثم التحق البنا سنة 1923 وهو في السادسة عشرة من عمره بكلية دار العلوم بالقاهرة، بعد أن حصل في السنة النهائية من مدرسة المعلمين على المركز الأول فكان ترتيبه الخامس بين جميع طلاب مصر. وعندما دخل دار العلوم وتقدم لامتحانها كان يحفظ ثمانية عشر ألف بيت من الشعر وكثيرا من النثر. أعجب البنا بالدراسة في دار العلوم وأساتذتها وأخذ يذاكر بجد ونشاط ويجتهد في دراسته فكان الأول فيها. وتلقى دروس علم الحياة ونظم الحكومات والاقتصاد السياسي إلى جانب الدروس الأخرى في اللغة والأدب والشريعة وفي الجغرافيا والتاريخ. حتى تخرج منها سنة 1927. وفي هذه الفترة اتصل البنا بالشيخ محب الدين الخطيب ورشيد رضا، جمع البنا مكتبة ضخمة تحتوي على عدة آلاف من الكتب في المجالات المذكورة إضافة إلى أعداد أربع عشرة مجلة من المجلات الدورية التي كانت تصدر في مصر مثل مجلة المقتطف ومجلة الفتح ومجلة المنار وغيرها، ولا تزال مكتبته إلى الآن في حوزة ابنه سيف الإسلام. عين البنا مدرسا للغة العربية بإحدى المدارس الابتدائية بالإسماعيلية، ومنها إنطلق بدعوة الإخوان المسلمين، ثم عاد البنا في عام 1932 إلى القاهرة مرة أخرى ليزاول عمله مدرسا بمدرسة عباس بالسبتية، وأخذ يؤسس لجماعته تأسيسا واسع النطاق وينتقل بها من مرحلة إلى مرحلة. أمضى البنا ما يقرب تسعة عشر عاما مدرسا بالمدارس الابتدائية؛ في الإسماعيلية ثم في القاهرة، وعندما استقال من وظيفته كمدرس في سنة 1946. كان قد نال الدرجة الخامسة في الكادر الوظيفي الحكومي، وبعد استقالته عمل لمدة قصيرة في جريدة الإخوان المسلمون اليومية، ثم أصدر مجلة الشهاب الشهرية ابتداء من سنة 1947؛ لتكون مصدرا مستقلا لرزقه ولكنها أغلقت بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 من ديسمبر 1948. عندما تألفت جمعية الأخلاق الأدبية وقع اختيار زملائه عليه ليكون رئيسا لمجلس إدارة هذه الجمعية، ثم أنشأوا جمعية أخرى خارج نطاق مدرستهم سموها جمعية منع المحرمات، ثم تطورت الفكرة في رأسه بعد أن التحق بمدرسة المعلمين بدمنهور. فأنشأ الجمعية الحصافية الخيرية التي زاولت عملها في حقلين أساسيين هما: نشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة. والثاني: مقاومة الإرساليات التبشيرية. بعد انتهائه من الدراسة في مدرسة المعلمين انتقل إلى القاهرة وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا فاشترك في جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية. ويبدو أن فكرة تكوين جماعة الإخوان قد تبلورت في رأسه أول ما تبلورت وهو طالب بدار العلوم، فقد كتب موضوعا إنشائيا كان عنوانه ما هي آمالك في الحياة بعد أن تتخرج؟ فقال فيه: بعد إلغاء الخلافة الإسلامية سنة 1924 أصبح الدين من وجهة نظر البعض علامة على الجهل والتأخر والبعد عن الحضارة، وخلع الكثير من نساء مصر الحجاب، فعمل حسن البنا على تكوين جماعة من الدعاة المتحمسين من طلبة دار العلوم والأزهر، وخرجوا إلى الناس في المساجد والمقاهي يخاطبونهم بأسلوب بسيط، ويرشدونهم إلى التمسك بدينهم واتباع سنة الرسول، حتى عندما تم تعيينه مدرسا عام 1927 بمدارس الإسماعيلية للبنين، لم يتوقف عن دعوته، واختار أن يتوجه بالدعوة للناس في المقاهي التي تزدحم بهم فكان يصور لهم الحياة الإسلامية على أنها بناء يقوم على أربعة أعمدة؛ الحكومة، والأمة، والأسرة، والفرد. تأثر بدعوته الكثيرون، فأسس البنا جمعية الإخوان المسلمون في الإسماعيلية، ثم تم نقله ليعمل مدرسا في القاهرة، وأخذ يدعو المسلمين إلى العودة إلى كتاب الله وسنة رسوله، حتى عظم أمر الإخوان المسلمين وبلغ عددهم في ذلك الوقت أكثر من نصف مليون فرد. تأسست جماعة الإخوان في مارس - آذار سنة 1928، حيث زار حسن البنا في منزله، حافظ عبد الحميد، أحمد الحصري، فؤاد إبراهيم، عبد الرحمن حسب الله، إسماعيل عز، وزكي المغربي، الذين تأثروا من محاضراته، وقالوا له - كما يروي البنا في مذكراته -: وافق البنا، وكانت البيعة، فتم تأسيس مدرسة التهذيب لحفظ القرآن وشرح السور، وحفظ وشرح الأحاديث النبوية وآداب الإسلام، فصارت المدرسة مقرا للإخوان، وخرجت الدفعة الأولى من الإخوان وكان عددهم أكثر من سبعين، بدأ عمل الإخوان ينتشر في نواحي حياتية واسعة مثل بناء المساجد ونشر العلم ومساعدة المحتاجين، وجاء في خطبة البنا الأولى في مسجد الإخوان: ما أوجد للبنا ولأصحابه أعداءا حاولوا دس الدسائس بواسطة تقديم عرائض إلى رئيس الحكومة آنذاك، صدقي باشا، تتهمه بأنه مدرس شيوعي يتصل بموسكو، أو وفدي يسعى للإطاحة بالحكومة، أو يتفوه ضد الملك فؤاد، أو يجمع المال بصورة غير قانونية. ودعي حسن البنا الملوك والحكام إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في شؤون الحياة سنة 1948م، وبشر المسلمين بالدولة الإسلامية في صورة الخلافة، وقال: «إذا لم تقم الحكومة الإسلامية فإن جميع المسلمين آثمون». خاض البنا وجماعة الإخوان المسلمين على مدى عقد من الزمان (1938 - 1949) العديد من المعارك السياسية مع الأحزاب الأخرى، وخاصة حزب الوفد والحزب السعدي. فقد قاومت الأحزاب المصرية فكر حسن البنا وحالت دون توسع الإخوان المسلمين سياسيا، كما خاض البنا الانتخابات المصرية أكثر من مرة بدائرة الدرب الأحمر بالقاهرة، وكان بها المركز العام لجماعته وكان يقطن بها بحي المغربلين، لكنه لم يفز في أي مرة في أي دائرة لا هو ولا زملاؤه بما فيهم أحمد السكري سكرتير الجماعة وكان مرشحا بالمحمودية مقر ولادته. في الأعوام التالية لنهاية الحرب العالمية الأخيرة اتجه إلى القيادة الشعبية العامة وعدم انحصاره في دائرة جماعته حيث إنه كان يخاطب جماهير الشعب ويحثها على الالتزام بتعاليم الإسلام والعمل له تحت لواء جماعته، على أن الترشيح للانتخابات البرلمانية سنة 1944 كان بداية للتحرك بين جماهير الشعب، استفاد البنا من الظروف السياسية في مصر عقب الحرب العالمية خاصة بعدما اهتزت زعامة حزب الوفد الشعبية بعد قبوله الحكم نتيجة للتدخل البريطاني سنة 1942 ولم تستطع الأحزاب السياسية الأخرى أن ترث هذه الزعامة، في حين تزايدت أعداد الإخوان ومناصريهم وبرزت مطالب قومية عامة بعد انتهاء الحرب، وتطلع الشعب لمن يقوده لتحقيق جلاء الإنجليز عن البلاد، ثم جاءت قضية فلسطين وقرار تقسيمها والاحتلال الصهيوني فزاد من سخط الشعب وهياجه. فانطلق البنا يقود المظاهرات الشعبية العامة التي خرجت من الأزهر بعد قطع المفاوضات وعرض قضية مصر على مجلس الأمن وخطب في الجموع إلى جانب كبار رجالات مصر والعروبة عام 1947 وقد جرح في إحداها. وفي المظاهرة الشعبية الكبرى التي تجمعت بميدان الأوبرا في القاهرة تأييدا لفلسطين في ديسمبر 1947 بعد تقسيم فلسطين خطب البنا إلى جانب رياض الصلح والأمير فيصل بن عبد العزيز والشيخ محمود أبو العيون وجميل مردم وصالح حرب وإسماعيل الأزهري والقمص متياس الأنطوني مندوب بطريركية الأقباط الأرثوذكس. يري حسن البنا بأن الديمقراطية أقرب المناهج للإسلام ولمبدأ الشوري، وقد ترشح البنا في إنتخابات النواب عن دائرة الإسماعيلية لكنه لم ينجح بسبب كونه مغمورا حينها. ولكنه أكد أن الإخوان ليسوا ديمقراطيون ولا ديكتاتوريون ولا إشتراكيون بل مسلمون فقط فيقول: اهتم البنا بقضية فلسطين واعتبرها قضية العالم الإسلامي بأسره ودعى إلى الثورة والقوة والدم، في مواجهة ما يسميه التحالف الغربي الصهيوني ضد الأمة الإسلامية ودعا إلى رفض قرار تقسيم فلسطين الذي صدر عن الأمم المتحدة سنة 1947 ونادى بالجهاد في فلسطين؛ «حتى يمكن الاحتفاظ بها عربية مسلمة»، وقال: بدأت صلة البنا بفلسطين بصداقته للحاج أمين الحسيني عندما كان طالبا في القاهرة فكانا يتجاذبان أطراف الحديث عن فلسطين، فشرع البنا يرسل شباب الإخوان في مساجد القاهرة والمحافظات يحدثون الناس عن ظلم الإنجليز وبطشهم وتآمرهم على أهل فلسطين، ثم دعا بعد ذلك إلى مقاطعة المجلات اليهودية في القاهرة، فطبع قائمة كشوف بأسماء هذه المجلات وعناوينها، والأسماء الحقيقية لأصحابها وذيلت الكشوف بعبارة إن القرش الذي تدفعه لمجلة من هذه المجلات، إنما تضعه في جيب يهود فلسطين ليشتروا به سلاحا يقتلون به إخوانك المسلمين في فلسطين. دعى البنا إلى عقد أول مؤتمر عربي من أجل نصرة فلسطين، وجمع التبرعات للحركة الجهادية الفلسطينية، ومن الوسائل التي ابتكرها إصدار طابع بقيمة قرش وتوزيعه على الناس. آمن البنا بالحل باستخدام القوة، وبدأ البنا بإرسال شباب الإخوان من مصر إلى فلسطين في بداية الثلاثينيات خلسة، حيث تسللوا من شمال فلسطين شاركوا مع عز الدين القسام، ودخل قسم من الإخوان تحت قيادة الجيوش العربية التابعة لجامعة الدول العربية، وبلغ مجموع الإخوان المسلمين الذين استطاعوا أن يدخلوا أرض فلسطين بشتى الوسائل 10 آلاف مجاهد، وقاموا بنسف مقر قيادة اليهود وقاتلوا في مدينة الفالوجة. بعد قضية تزويد الجيش المصري بأسلحة فاسدة، تيقن البنا من عدم جدية الدول العربية في القتال، وأنها تخضع لرغبات الدول الاستعمارية وقال حينها: وقاد بعدها البنا مظاهرة في مصر خرج فيها نصف مليون شخص في عام 1947 - قبل اغتياله بسنتين - ووقف فيهم خطيبا وقال: في شهر رجب 1358ه الموافق أغسطس 1939 أعلن الإخوان المسلمون يوم 27 رجب يوم فلسطين وذكرى الإسراء والمعراج منطلقا لبدء حملة كبيرة لنصرة فلسطين. وفي هذه الأثناء كان حسن البنا يقوم بجولته ورحلته الصيفية الطويلة والمعتادة في مدن وقرى الصعيد، ومن هناك بعث إلى الإخوان يذكرهم بالقضية، ويحملهم التبعة والمسؤولية، ويحفزهم للحركة والجهاد والتضحية. اعتاد البنا إرسال رسائل إلى الحكومة المصرية حول قضايا عديدة، ومما جاء في رسالة البنا إلى علي ماهر باشا، رئيس الحكومة المصرية: وأعلن البنا أن الإخوان سيقدمون عشرة آلاف متطوع في سبيل فلسطين وأبرق مؤكدا ذلك إلى الزعماء العرب المجتمعين في عالية في مايو 1948 وتعاون البنا مع رجالات من مصر والعرب أمثال صالح حرب، وعبد الرحمن عزام، وفتحي رضوان. وكانت صلته وثيقة بالحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين ورجال الهيئة العربية العليا، وقد عمل الإخوان على تهريبه حين مروره بمصر أثناء ترحيله تحت الحراسة من منفى لآخر، كما عملوا على تهريب الزعيم المغربي عبد الكريم الخطابي في ظروف مماثلة. وغدا حسن البنا الركن الركين في هيئة وادي النيل العليا التي تألفت للعمل الشعبي لأجل إنقاذ فلسطين. وثق علاقاته بالصحفيين الذين غدوا يقدرون قدراته وآراءه وأن لم يكونوا يؤيدون مبادئ الإخوان. وعلم حسن البنا أن مسؤولية الدور الشعبي العام تتطلب ضمان التلاحم بين مسلمي مصر وأقباطها. وقد كتب حسن البنا إلى الأنبا يؤانس بطريرك الأقباط سنة 1355ه / 1936م في شأن معاونة أبناء فلسطين وجمع التبرعات لهم. لكن أعباء القيادة الشعبية العامة صارت تتطلب اتصالا أكبر، فتوالت الدعوات على بطريركية الأقباط لحضور مؤتمرات الأقاليم التي أقيمت لأهداف قومية مصرية أو عربية، وأصبح هذا تقليدا متبعا في كثير من أحفال الإخوان، حتى ما كان منها لمناسبة إسلامية مثل بداية العام الهجري أو المولد النبوي. ولكسب احترام الآخرين من الساسة المشاركين المتعاونين على أعباء القيادة والجمهور. فكتب في جريدة لإخوان اليومية حوالي سنة 1947 سلسلة مقالات تحت عنوان (اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد)، تناول فيها مشكلات مصر السياسية والاقتصادية الهامة واتجاهات معالجتها وحلها في ضوء رؤيته لتوجيهات الإسلام. وقد نشرت هذه المقالات في صورة رسالة متكاملة فيما بعد. كانت البلاد تغلي بالأحداث وجاءت حرب فلسطين لتزيد الأخداث حماسة، فالحركة الطلابية يتصدرها الإخوان المسلمون وصور دور كتائب الإخوان على أرض فلسطين وضغط الإخوان على الملك والحكومة في ذلك الوقت بضرورة مواجهة العصابات الصهيونية بقوات متطوعة وليس عن طريق الجيوش النظامية التي تأتمر بأوامر القصر الذي كان في يد الاستعمار، وشدد الإخوان ضغطهم على القصر والحكومة في ذلك حينما تبين لحسن البنا أن السلطات المصرية كان في نيتها مجرد إرسال تجريدة نظامية صغيرة لتقوم بدور العصا لتأديب العصابات الصهيونية فحسب وليست للقضاء عليها. لم قامت السطلات الإنجليزية بتخويف القصر وحكومات الأحزاب من الإخوان ومع تنامي شعبية الإخوان المسلمين كان قرار النقراشي باشا - رئيس وزراء مصر حينها - في كانون الأول (ديسمبر) 1948 بحل جماعة الإخوان المسلمين
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/حسن البنا
|
ce9ae4b35fdfeedba64e85724bda2c0b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.078861",
"source": "Wikipedia"
}
|
إياد علاوي
|
إياد علاوي
|
إياد هاشم حسين علاوي الربيعي(31 مايو 1944 -)، سياسي عراقي. تولى رئاسة الحكومة العراقية المؤقتة التي تلت مجلس الحكم العراقي وذلك بالفترة من 28 يونيو 2004 إلى 6 أبريل 2005. وهو خريج ثانوية كلية بغداد في العراق وخريج كلية الطب في جامعة بغداد عام 1970، حصل بعدها على شهادة الماجستير من جامعة لندن عام 1975 والدكتوراه من ذات الجامعة عام 1979. وعمل كاستشاري في علم الوبائيات والصحة البيئية لدى اليونيسف 1979-1981. كان عضوا في حزب البعث، وعضوا في مكتب في القيادة القطرية، إلا أنه اختلف مع رئيس الجمهورية ونائبه وترك العراق إلى بيروت عام 1971. وفي عام 1972 غادر إلى لندن لإكمال الدراسات العليا. وفي عام 1973 انتخب مسؤولا للتنظيم القومي لحزب البعث في أوروبا الغربية وبعض بلدان الخليج العربي، إلا أنه استقال رسميا من حزب البعث عام 1975. كان علاوي أحد أعضاء لجنة المتابعة والتنسيق، التي أقرها مؤتمر لندن للمعارضة العراقية عام 2002، وهدفه التحضير لحكم العراق ما بعد صدام حسين، حيث كانت الولايات المتحدة تعد العدة لتغيير النظام في العراق واحتلاله. بعد الغزو الأمريكي للعراق بعام 2003 اختير عضوا في مجلس الحكم العراقي الذي أسسته قوات التحالف الدولي. وترأس إحدى دورات المجلس وذلك في أكتوبر 2003، واستمرت فترة رئاسته شهرا كما كان محدد. في 28 يونيو 2004 شكلت الحكومة العراقية المؤقتة لتخلف مجلس الحكم وسلطة الحاكم المدني الأمريكي بول بريمر. وقد شهدت فترة حكمه القصيرة القيام بعمليات عسكرية لمواجهة نفوذ جيش المهدي حيث قاد حملة ضدهم في النجف ومحاصرتهم في الروضة الحيدرية، وقد تعرض على إثر ذلك لمحاولة اغتيال في إحدى الجوامع في مدينة النجف أدت إلى إصابته بجروح. وبعدها قام ببدء حملة عسكرية واسعة على الفلوجة للقضاء على المسلحين وقد أعطى الأوامر للقوات متعددة الجنسيات والقوات العراقية لبدء حملة عسكرية واسعة على مدينة الرمادي مشيرا إلى أن هذه العملية ستنتهي مع القضاء على المجموعات المسلحة التي تسيطر على المدينة. حازت القائمة العراقية برئاسته في انتخابات مجلس النواب العراقي والتي أجريت في 7 مارس 2010 على 91 مقعدا من أصل مقاعد البرلمان، واحتلت القائمة بذلك على المركز الأول من بين الكيانات المتنافسة. أما في انتخابات مجلس النواب العراقي الأخيرة لعام 2014 فقد تزعم ائتلاف الوطنية وتراجع عدد مقاعد كتلته إلى 21 مقعدا. ولقد حصل أياد علاوي على 229,709 صوت في بغداد حائزا بذلك على المركز الثاني في المحافظة بعد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي . في 9 أغسطس 2015 أعلن حيدر العبادي عن مجموعة قرارات وإصلاحات أبرزها إلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية (نوري المالكي وأسامة النجيفي وإياد علاوي) ونواب رئيس مجلس الوزراء (بهاء الأعرجي وصالح المطلك وروز نوري شاويس) في استجابة للاحتجاجات الشعبية، وأقر مجلس الوزراء العراقي القرارات التي أصدرها.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إياد علاوي
|
7dc46c40e86df62aa5a5c7b26dea8296
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.079747",
"source": "Wikipedia"
}
|
مرض فيروس إيبولا
|
مرض فيروس إيبولا
|
مرض فيروس إيبولا أيضا الحمى النزفية إيبولا ، أو ببساطة إيبولا ، هو مرض يصيب البشر وغيرها من الرئيسيات الناجمة عن فيروس إيبولا es. العلامات والأعراض تبدأ عادة بين يومين وثلاثة أسابيع بعد الإصابة بالفيروس مع الحمى، التهاب الحلق، آلام في العضلات، والصداع. ثم، قيء، إسهال وطفح عادة ما تحدث، جنبا إلى جنب مع انخفاض وظائف كلا من الكبد والكلى. في هذا الوقت يبدأ بعض الناس بالنزف داخليا وخارجيا. المرض ذو مخاطر عالية من الموت، مما أسفر عن مقتل ما بين 25 و90 في المئة من المصابين في المتوسط نحو 50 في المئة. هذا غالبا ما يرجع إلى انخفاض ضغط الدم من فقدان السوائل، وعادة ما يلي بعد 6-16 أيام من ظهور الأعراض. وينتشر الفيروس عن طريق الاتصال المباشر مع السوائل في الجسم، مثل الدم، في الشخص المصاب أو الحيوانات الأخرى. قد يحدث هذا أيضا من خلال الاتصال مع مادة ملوثة مؤخرا مع سوائل الجسم. انتشار المرض عن طريق الهواء بين الرئيسيات، بما في ذلك البشر، لم يتم توثيقه في أي مختبر أو تحت الظروف الطبيعية. إن المني أو حليب الثدي لشخص بعد الشفاء من مرض فيروس إيبولا قد لا يزال يحمل الفيروس لعدة أسابيع أو أشهر. يعتقد أن خفافيش الفاكهة أن تكون هي المضيف الطبيعي للمرض، وهي قادرة على نقل الفيروس دون أن تتأثر به. أمراض أخرى مثل الملاريا، الكوليرا، حمى التيفوئيد، التهاب السحايا وغيرها الحمى النزفية الفيروسية قد يشبه مرض فيروس إيبولا. يتم اختبار عينات من الدم للحمض نووي ريبوزي الفيروسي، الأجسام المضادة الفيروسية أو الفيروس نفسه للتأكد من التشخيص. طول الفترة الزمنية بين التعرض للفيروس وتطوير الأعراض (فترة الحضانة) هو ما بين 2 إلى 21 يوما، عادة ما بين 4 إلى 10 أيام. ومع ذلك، تشير التقديرات الأخيرة على أساس نماذج رياضية تتنبأ أن حوالي 5٪ من الحالات قد يستغرق أكثر من 21 يوما لإحداث المرض. تبدأ الأعراض عادة بحمى موهنة وآلام في العضلات وصداع والتهاب في الحلق، يتبعها قيء وإسهال وظهور طفح جلدي واختلال في وظائف الكلى والكبد، والإصابة بنزيف داخلي وخارجي على حد سواء. وبتفصيل: تبدأ إنفلونزا مفاجئة - مثل المرحلة التي تتميز بالشعور بالتعب، الحمى، ضعف، فقدان الشهية، آلام في العضلات، آلام المفاصل، والصداع، والتهاب في الحلق. الحمى عادة ما تكون أعلى من38.3 ° (101 °). وغالبا ما يعقب ذلك تقيؤ، إسهال وآلام في البطن. ثم، ضيق في التنفس وألم في الصدر قد تحدث، جنبا إلى جنب مع تورم، الصداع وحدوث الارتباك. في حوالي نصف الحالات، قد الجلد تطوير طفح بقعي حطاطي، وهي منطقة حمراء مسطحة مغطاة بالمطبات الصغيرة، من 5 إلى 7 أيام بعد بدء الأعراض. في بعض الحالات، قد يحدث نزيف داخلي وخارجي. هذا يبدأ عادة بعد ظهور الأعراض الأولى بخمسة إلى سبعة أيام. جميع المصابين يظهر لديهم إنخفاض تخثر الدم. النزف من الأغشية المخاطية أو من مواقع ثقوب الإبر تم الإبلاغ عنها في 40-50٪ من الحالات. قد يتسبب هذا تقيؤا دمويا، سعال الدم. أو دم في البراز النزف في الجلد قد يخلق بثرة أو حبة، فرفرية، الكدمات أو ورم دموي (وخصوصا حول مواقع الحقن إبرة). نزيف في بياض العينين قد يحدث أيضا. نزيف حاد غير شائع. إذا حدث ذلك، فإنه عادة ما يقع داخل الجهاز الهضمي. الانتعاش قد يبدأ بين 7 و14 يوما بعد ظهور الأعراض الأولى. الموت، في حال حدوثه، يحدث عادة في خلال 6-16 يوما من ظهور الأعراض الأولى وغالبا ما يرجع إلى انخفاض ضغط الدم من فقدان السوائل. بشكل عام، فإن النزف غالبا ما يشير إلى نتائج أسوأ، وفقدان الدم قد يؤدي إلى الموت. المرضى غالبا ما يكونون في غيبوبة قرب الموت. أولئك الذين يظلون على قيد الحياة في كثير من الأحيان يعانون من العضلات الجارية وآلام المفاصل، التهاب الكبد، وانخفاض السمع، ويمكن أن يكون عرض بنيوي مثل الشعور بالتعب، واستمرار الضعف، وانخفاض الشهية، وصعوبة العودة إلى الوزن ما قبل المرض. بالإضافة إلى ذلك فالمرضى يطورون الأجسام المضادة ضد فيروس إيبولا التي تدوم 10 سنوات على الأقل، ولكن من غير الواضح إذا كانت المناعة ستتكون ضد العدوى المتكررة. إذا قدر لشخص ما أن يتعافى من الإيبولا، فإنه لن يعود قادرا على نقل المرض. يتم التعرف على الفيروس عن طريق فحص الدم أو البول أو اللعاب من قبل المختبر عن طريق مجهر إلكتروني حديث جدا له القدرة على تصوير الجزيئات. توجد أربعة أماكن يمكن تمييز فيروس إيبولا فيها وهي جنوب السودان والكونغو الديموقراطية والغابون وكوت ديفوار. ففي هذه المناطق تنتشر هذه الحمى. وحوالي 50% إلى 90% من المرضى بحمى الإيبولا يموتون. هذا الفيروس القاتل يشبه فيروس ماربورغ من حيث أنهما لا يدمرا الوسط الناقل، لأن الفيروس يحتاج هذا الناقل لكي يتكاثر ويتوسع؛ حيث أنه إلى يومنا هذا لم يتم التعرف بالضبط على ناقل الفيروس الرئيسي. في البدايات، تمكن العلماء من إنتاج مضاد حيوي أو مثبط لعمل الفيروس، وحقنوها في ثلاثة خفافيش (Hypsignathus monstrosus). لكن النتائج بينت لاحقا أن الخفافيش من أنواع (Epomops franqueti) (Myonycteris torquata) ماتت، كما ماتت من قبلها قرود الشمبانزي والغوريلا بسبب فيروس إيبولا. لهذا السبب يرى الباحثون أن هذه الأنواع الثلاثة من الثدييات تعتبر مصدرا رئيسيا لنقل فيروس الإيبولا وينصحون بعدم أكل هذه الحيوانات في غرب ووسط أفريقيا لكي يتم تجنب انتقال الفيروس إلى الإنسان. مرض فيروس إيبولا في البشر ينجم عن أربعة من خمسة فيروسات من جنس إيبولا فيروس . الأربعة هي بونديبوجيو فيروس من المنطقة الغربية، أوغندا (BDBV)، فيروس السودان (SUDV)، تا فيروس الغابات (TAFV) واحدة تسمى ببساطة فيروس إيبولا (EBOV، سابقا فيروس إيبولا زائير). أجناس EBOV, فيروس إيبولا زائير وهي من فيروسات خيطية، هو أخطر من الفيروسات المسببة للEVD المعروفة، ومسؤولة عن أكبر عدد من حالات تفشي الوباء. ويعتقد أن الفيروس الخامس، ريستون فيروس (RESTV)، لا يسبب المرض لدى البشر، ولكن قد يسبب المرض في الرئيسات الأخرى. ترتبط جميع الفيروسات الخمسة ارتباطا وثيقا بفيروس ماربورغ. يحتوي إيبولا فيروس بصورة محصورة فردية وغير معدية على حمض نووي ريبوزي الجينوم. جينوم إيبولا فيروس الجينومات تحتوي على سبعة جينات بما في ذلك 3'-UTR-NP-VP35-VP40-GP-VP30-VP24-L-5'-UTR. جينومات من إيبولا فيروس مختلفة الخمسة (BDBV، EBOV، RESTV، SUDV وTAFV) تختلف في تسلسل وعدد موقع الجين المتداخل. كما هو الحال مع جميع الفيروسات خيطية، فيرونس إيبولا فيروس هي جسيمات خيطية التي قد تظهر في شكل الراعي المحتال، "U" أو من "6," وأنها قد تكون ملفوفة، أو حلقية أو متشعبة. بشكل عام، إيبولا فيرونس هي 80 نانومتر (نانومتر) في العرض وقد تكون 14,000 نانومتر. ينتقل المرض بين البشر عن طريق الاتصال المباشر بالدم أو سوائل الجسم للشخص الذي تظهر عليه أعراض المرض. قد يتواجد الفيروس في اللعاب، السوائل المخاطية، البول، البراز، العرق، لبن الأم، والسائل المنوي. وترى منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الأشخاص الذين يعانون بشدة من المرض فقط قد ينقلون الفيروس عن طريق اللعاب. ولم يتم إثبات انتقال الفيروس عن طريق العرق. حيث أن معظم حالات العدوى تحدث عن طريق انتقال الفيروس عن طريق الدم والبراز والقيء. تشمل نقاط أو مستقبلات دخول الفيروس الأنف، الفم، العينين، الخدوش، الجروح المفتوحة والكدمات. وقد ينتقل المرض أيضا عن طريق ملامسة الأسطح الملوثة بالفيروس مثل الإبر والحقن. إن الفيروس يستطيع النجاة خارج الجسم لبضع ساعات بينما يعيش داخل سوائل الجسم لمدة أيام. قد يظل الفيروس موجودا في السائل المنوي لمدة 8 أسابيع حتى بعد الشفاء، مما قد يؤدي إلى انتقال الفيروس جنسيا. وقد يظهر أيضا في لبن الأم المرضع حتى بعد الشفاء وليس معروفا مدى سلامة إرضاعها بعد ذلك. كما تمثل جثث المصابين مصدر لانتقال المرض حيث يتم التخلص منها إما بطرق الدفن التقليدية أو بطرق متقدمة مثل التحنيط. يعتقد أن 69% من مصابي المرض في غينيا خلال عام 2014 راجع إلى عدم أخذ الحماية في التعامل مع الجثث المصابة خاصة مع طقوس الدفن الغينية، أن فريق الرعاية الطبية يعتبر معرضا أيضا للإصابة بالمرض. وتزيد نسبة الإصابة بالمرض خاصة عند عدم ارتداء ملابس وقائية أو أقنعة أو قفازات أو نظارات وقائية. ويجب التنبيه أنه لابد من تجنب ارتداء الملابس الملوثة أو حملها بشكل غير صحيح، حيث يعتبر هذا العامل أحد أسباب انتشار الوباء في مدن في غرب إفريقيا مع قلة الخدمة الصحية الموجودة وقد لوحظ انتشار المرض في المستشفيات عن طريق الإبر تحت الجلدية هناك بعض المراكز الصحية لا تحتوي على مياه جارية. إن انتقال الفيروس بين البشر عن طريق الهواء لم يتم إثباته عند تفشي المرض. ويرجع عدم انتقال الفيروس هوائيا بين الناس إلى وجوده بنسب ضئيلة في الرئتين وأجزاء أخرى في الجهاز التنفسي غير كافية لإحداث مرض. لوحظ في المعامل فقط انتقال الفيروس في الهواء ولكن من الخنازير إلى الرئيسيات وليس من الرئيسيات إلى بعضها. وهناك عدد من الدراسات التي أجريت في ضوء انتقال الفيروس في الهواء وجدت أن انتقال الفيروس إلى الخنازير ومنها إلى الرئيسيات يمكن أن يحدث بدون الاتصال المباشر بها لأنها وعلى خلاف البشر والرئيسيات، تملك الخنازير المصابة بفيروس إيبولا نسبا عالية من الفيروس في رئتيها وليس في مجرى دمها. وبالتالي فهي تنقل المرض عن طريق الرذاذ الصادر منها في الهواء أو الأرض عند السعال في المقابل، يخزن الإنسان والرئيسيات الفيروس في الدم بشكل أكبر من تواجد الفيروس في الرئة لم يتم ملاحظة انتقال الفيروس عن طريق الماء أو الطعام. ولم يذكر انتقال الفيروس عن طريق الحشرات أو البعوض. وعلى غرار فيروسات الإيبولا الأخرى، EBOV يعيد بكفاءة عالية في العديد من خلايا، حيث يتم إنتاج كميات كبيرة من الفيروس في خلية وحيدة، خلية أكولة كبيرة، خلية متغصنة وغيرها من الخلايا بما في ذلك خلايا الكبد، خلية ليفية يافعة، وخلايا الغدة الكظرية. تكاثر الفيروس يتسبب في الإفراج عن مستويات عالية من إشارات التهابات كيميائية ويؤدي إلى حالة أنتان. ويعتقد EBOV أن تصيب البشر من خلال الاتصال مع الأغشية المخاطية أو عن طريق فواصل الجلد. وبمجرد الإصابة بالعدوى، بطانة غشائية (الخلايا المبطنة لداخل الأوعية الدموية)، وخلايا الكبد، وعدة أنواع من الخلايا المناعية مثل خلية ،وحيدة أكولة كبيرة، والخلايا الجذعية هي الأهداف الرئيسية للعدوى. بعد الإصابة بالفيروس، فإن الخلايا المناعية تحمل الفيروس إلى العقد الليمفاوية القريبة حيث يتم المزيد من استنساخ الفيروس . من هناك، يمكن للفيروس أن يدخل مجرى الدم والجهاز اللمفاوي وينتشر في جميع أنحاء الجسم. الخلية أكولة كبيرة هي الخلايا الأولى التي تصاب بالفيروس، وينتج عن تلك العدوى موت الخلية المبرمج. أنواع أخرى من خلايا الدم البيضاء، مثل الخلايا الليمفاوية، موت الخلايا المبرمج أيضا الخضوع مما يؤدي إلى قلة اللمفاويات غير الطبيعي تركيز منخفض من الخلايا الليمفاوية في الدم. وهذا يسهم في استجابة مناعية أضعف يتم رؤيتها لدى المصابين بإيبولا فيروس EBOV. خلايا البطانة الغشائية قد تكون مصابة خلال 3 أيام بعد التعرض للفيروس. ويمكن أن يعزى انهيار الخلايا البطانية التي تؤدي إلى إصابة الأوعية الدموية بالتهتك وبما يطلق عليه فيروس إيبولا البروتين سكري. هذا الضرر يحدث نتيجة لتخليق بروتين سكري فيروس إيبولا (GP)، مما يقلل من توافر مادة الإنتغرين المسؤولة عن التصاق الخلية إلى هياكل بين الخلايا ويسبب تلف الكبد، مما يؤدي إلى تخثر معيب. النزف على نطاق واسع الذي يحدث في الناس المتضررين يسبب تورم وصدمة بسبب فقدان حجم الدم. في اختلال وظيفي في النزيف والتخثر ويعزى بشكل شائع في مرض فيروس إيبولا نظرا إلى زيادة تفعيل مسار خارجي من شلال التخثر بسبب الإنتاج المفرط العامل النسيجي بنسبة خلية وحيدة خلية ضامة أكولة كبيرة. بعد الإصابة، يتم إفراز بروتين سكري، يتم تصنيعه بروتين سكري صغير (برنامج المنح أو GP) ذائب.إنتاج EBOV وإستنساخه يثقل كاهل تخليق البروتين من الخلايا المصابة والدفاعات المناعية المضيفة . حيث GP يشكل مجمع مثلوثي، التي تربط الحبال الفيروسبة إلى الخلايا البطانية. برنامج المنح يشكل بروتين مثنوي الذي يتداخل مع إشارات من الخلايا المتعادلة، نوع آخر من خلايا الدم البيضاء، والتي تمكن الفيروس أن يتهرب من الجهاز المناعي عن طريق تثبيط الخطوات الأولى لتفعيل العدلات. وجود جزيئات فيروسية وتلف الخلايا الناتجة عن الفيروسات في مهدها خارج الخلية يسبب الإفراج عن إشارات كيميائية (مثل عامل نخر الورم، IL-6 وIL-8)، والتي هي الإشارات الجزيئية للحمى والالتهاب. تتداخل عدوى Filoviral أيضا مع حسن سير العمل في المناعة الطبيعية. بروتينات مرض فيروس إيبولا تقلل من استجابة الجهاز المناعي البشري للعدوى الفيروسية عن طريق التداخل مع قدرة الخلايا على إنتاج والرد على البروتينات المضادة للفيروسات مثل انترفيرون ألفا، انترفيرون بيتا، والانترفيرون غاما. عزل المريض عن الأناس السليمين، ومعاملة مرضي الايبولا بارتداء ملابس خاصة محكمة، مع تطهير تلك الملابس الطبية بعد كل تعامل مع المرض بالمطهرات، أو التخلص منها بطريقة سليمة مثل دفنها أو حرقها. تتركز الوقاية أساسيا في عمل كل شيء لضمان عدم انتقال العدوي من المريض إلى السليم وعدم استخدام كل ما لمسه المريض أو تعرض له مثل أشياء مسكها كالأكواب والملاعق والملابس . وتتضمن طرق الوقاية تقليل انتشار المرض بالانتقال من القرود والخنازير المصابة إلى الإنسان. يمكن إجراء هذا بفحص مثل هذه الحيوانات للكشف عما إذا كانت مصابة بالعدوى وقتل الحيوانات المصابة والتخلص من أجسامها بالطرق المناسبة. طهي اللحم بالطريقة صحيحة وارتداء ملابس واقية عند التعامل مع اللحم يمكن أن يكون مفيدا، وكذلك ارتداء ملابس واقية وغسل الأيدي عند التواجد في الأماكن المحيطة بشخص مصاب. يجب التعامل بحرص شديد مع عينات سوائل الجسم والأنسجة للأشخاص المصابين من وراء حاجز زجاجي . لا يوجد علاج محدد تمت الموافقة عليه، العلاج هو في المقام الأول دعمي. في آذار/مارس 2014، منظمة الصحة العالمية (WHO) ذكرت تفشي وباء الإيبولا في غينيا، غرب أفريقيا. المرض انتشر بعد ذلك إلى الدول المجاورة من ليبيريا وسيراليون. في 2014 تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا هي أكبر تفشي للإيبولا من أي وقت مضى تم توثيقه وتسجيله لأول مرة في المنطقة. مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية بالولايات المتحدة أعلن إن المجتمع العلمي لا يزال في المراحل المبكرة من فهم كيفية علاج الإصابة بفيروس الإيبولا . عدم توفر العلاجات في معظم المناطق المتضررة قد أثار الجدل، حيث يدعو البعض إلى أن تكون الأدوية التجريبية أكثر وعلى نطاق واسع في أفريقيا على أساس إنساني، واخرون يحذرون من أن جعل الادوية غير مثبتة وعلى نطاق واسع من شأنه أن يكون غير أخلاقي، وخاصة في ضوء التجارب التي أجريت في البلدان النامية من قبل شركات الأدوية الغربية. نتيجة لهذا الجدل في 12 آب/أغسطس خبراء من منظمة الصحة العالمية ايدت استخدام الادوية الغير معروفة آثارها، وقال أيضا أن تحديد العلاجات التي ينبغي استخدامها وكيفية توزيعها بالتساوي كانت من المسائل التي تحتاج إلى مزيد من المناقشة. منظمة الصحة العالمية صرحت بأن نقل دم كامل أو تنقيته من المصل من الناجين من الإيبولا لديه أعظم الإمكانات التي سيتم تنفيذها على الفور . دراسة في سيراليون بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، تشير النتائج الأولية إلى أن 80 في المئة هو معدل البقاء على قيد الحياة. التجارب في ليبيريا وغينيا بدأت في كانون الثاني/يناير 2015، بتمويل من مؤسسة غيتس. نقل الدم استخدم أيضا في عام 1995 حين تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، و7 من أصل 8 من المرضي نجوا . ريبافيرين ومن المعروف أيضا أن يكون فعالا ضد ebolaviruses على الرغم من فعاليتها ضد الفيروسيات النزفية مثل حمى لاسا. الانترفيرون جربت كشكل من أشكال العلاج لمرض فيروس إيبولا، ولكن تم العثور على أنها غير فعالة. مسألة واحدة والتي تعوق السيطرة على الإيبولا هو أن الاختبارات التشخيصية التي تتوفر حاليا تتطلب معدات متخصصة وموظفين مدربين تدريبا عاليا. لأن هناك عدد قليل من مراكز الختبار المناسبة في غرب أفريقيا، وهذا يؤدي إلى التأخير في التشخيص. في كانون الأول/ديسمبر، مؤتمر في جنيف بهدف الوصول إلى أدوات التشخيص والتي يمكن من خلالها تحديد الإيبولا بثقة وبسرعة أكبر. اجتماع بدعوة من منظمة غير هادفة للربح مؤسسة وسائل التشخيص الابتكارية، يسعى إلى تحديد الاختبارات التي يمكن استخدامها من قبل موظفين غير مدربين، لا تحتاج إلى كهرباء أو يمكن أن تعمل على البطاريات أو الطاقة الشمسية واستخدام الكواشف التي يمكن أن تحمل درجات الحرارة من 40 درجة مئوية. على الرغم من أن الإيبولا كان معروفا منذ عقود، إلا أنه من الصعب تحديد المكان الذي بدأ فيه. في الواقع، لم يكن له بداية حقيقية، ولكنه تطور بدءا من فيروس آخر ابتلى به الجنس البشري لسنوات. يعتقد روبرت بريستون، الذي كتب أحد أولى الأعمال عن الإيبولا، أن الإيبولا بدأ عهده الحديث في عام 1976 في البلدة الألمانية ماربورغ التي اكتشف فيها. حيث قام الفيروس بإخراج رأسه القبيح بين عمال المصانع في مركز بيهرينغ لانتاج اللقاحات ضد الأمراض، لكن لم يتم ملاحظته في ذلك الوقت. إحدى المجلات الطبية قامت في عام 1970 بنشر أن حارس القردة عاد من إجازته في 13 من أغسطس وشرع بوظيفته في قتل القرود من 14 إلى 23. ظهرت على العامل الأعراض الأولى في 21 من الشهر نفسه. من ناحيه أخرى كسر مساعد المختبر أنبوب اختبار كان من المفترض تعقيمه وأصيب في 28 أغسطس وسقط مريضا في 4 سبتمبر 1976. نتيجة لتلك الأخطاء، اكتشف أن 31 شخصا قد أصابهم الفيروس الذي أصبح إيبولا خلال خريف عام 1976. في عام 1992 وجهت تهم إلى أعضاء جماعة أوم شنريكيو بالتفكير باستخدام الإيبولا كسلاح إرهابي. حيث قام رئيس الجماعة شوكو أساهارا باصطحاب 40 من أتباعه إلى زائير بحجة مساعدة الجهود في محاربة المرض للحصول على عينات من الفيروس. وبسبب أن الفيروس ذو سمية عالية فيعتبر كأحد الأسلحة البيولوجية. اكتشف المرض بداية في بلدة تقع على أطراف غابة مطيرة تسمى كيكويت في زائير، كان بائع فحم نباتي يعد فحمه في عمق الغابة ويحزمه ويحمله على رأسه إلى كيكويت. في 6 يناير 1995، شعر الرجل بأنه مريض، ووقع على الأرض مرتين وهو في طريقه من الغابة إلى البيت. وعندما وصل قال إنه مصاب بصداع وحمى. خلال الأيام القليلة التالية تدهورت حالته. وفي 12 يناير حملته عائلته إلى مستشفى كيكويت العام. وهناك ازدادت حالته سوءا وبدأ بالتقيؤ؛ كان الدم يتدفق من أنفه وأذنيه بشكل يتعذر ضبطه، وما لبث أن توفي في 15 من الشهر نفسه. وسرعان ما صار آخرون من عائلته، ممن لمسوا جسده، مرضى. وبحلول شهر مارس مات اثنا عشر فردا من أقربائه. في أواسط شهر نيسان (أبريل) ظهر المرض على أفراد من هيئة العاملين في المستشفى وآخرون كما حدث للفحام وعائلته، وسرعان ما انتشر المرض إلى بلدتين أخريين في المنطقة، وصار محتما طلب المساعدة. توجه أحد العلماء وقام بجمع عينات من دم المرضى وقام بإرساله إلى مراكز مكافحة الأمراض في أتلانتا في ولاية جورجيا الأمريكية. وجدت الأبحاث أن المرض هو «الإيبولا». مع استغاثة كيكويت، تجاوب المجتمع الدولي وبدأ التبرع بالمال والمعدات الطبية؛ واستقلت فرق الباحثين الطائرات من أوروبا وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة. حيث كان لمجيئهم هدفان: الأول هو المساعدة على ضبط تفشي المرض. والهدف الثاني هو اكتشاف مكان تمركز الفيروس. وللمساعدة على إيقاف الوباء، قام العاملون في حقل الصحة بالبحث في كل شارع للعثور على أي شخص تبدو عليه أعراض المرض. وكان المريض يحمل إلى المستشفى ويوضع في محجر صحي ويعتنى به بشكل آمن. أما الذين يموتون فكانوا يلفون بشراشف بلاستيكية ويدفنون فورا. وقد شنت حملة واسعة لتزويد عمال العناية الصحية والناس عموما
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مرض فيروس إيبولا
|
7f67b9fa69e29e6bb54e079173fcd443
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.086133",
"source": "Wikipedia"
}
|
بيسان
|
بيسان
|
بيسان أو بيت شان ؛ هي من أقدم مدن فلسطين، تقع اليوم على بعد 83 كم شمال شرق القدس. تمتد المدينة على مساحة 7330 دونما (7,33 كم2)، ويبلغ عدد سكانها 16,200 نسمة معظمهم من اليهود بعد تهجير أهلها العرب الفلسطينيين في حرب 1948. تقع مدينة بيسان في قلب مرج بيسان الذي يصل غور الأردن بمرج ابن عامر، جنوب شرق مدينة الناصرة، وإلى الشرق من مدينة جنين الفلسطينية، وإلى الغرب من مدينة أم قيس الأردنية ونهر الأردن. كانت المدينة تعتبر مركز قضاء بيسان حتى تاريخ وقوع النكبة وتأسيس إسرائيل عام 1948 كانت إحدى مدن حلف الديكابولس العشر وكانت تعرف بمدينة سكيثوبوليس. يجمع الموضع الحالي لبيسان بين مواضع قديمة وأخرى حديثة. أما المواضع القديمة فتتثمل في الخرائب القديمة التي تشتمل عليها بعض التلال المحيطة ببيسان. ففي الجهة الشمالية من بيسان يوجد تل الحصن (-175م)، وتل المصطبة (-150م). وفي الجهة الشمالية الغربية يحيط بالمدينة تل الجسر (-120م)، وتل بصول (-110م). وتل الزهرة (-95م). وتشتمل هذه الخرائب على بقايا الأبنية السكنية والمقابر وأماكن العامة والمسارح والميادين والأسوار. أما الموضع الحديث للمدينة فإنه يقوم أيضا على هضبة صغيرة (-150م) تمتد في الغور جنوبي نهر جالود. وتجدر الإشارة إلى أن الموضعين القديم والحديث لبيسان يقومان على تلال من الأرض ترتفع عما حولها من الأراضي المنبسطة داخل غور بيسان. ويعود السبب في ذلك إلى الرغبة في تحاشي أخطار فيضان نهر جالود والابتعاد عن المستنقعات من جهة، وإلى استغلال الأراضي المنبسطة في الزراعة من جهة أخرى. ولعل انتقال الموضع من الشمال إلى الجنوب استهدف في الأصل درء أخطار الفيضانات والأوبئة عن المدينة، والاستفادة من الأراضي الغورية المجاورة لنهر جالود وقنواته في الزراعة. نشأت بيسان فوق موضعها الحديث نسبيا في أوائل القرن التاسع عشر. واقتصرت أماكن مبانيها في بداية الأمر على سطح هضبة بيسان التي تمثل أحد المدرجات البحرية الأردنية القديمة. ثم امتد موضع بيسان نتيجة تطور نموها العمراني بعدئذ فضم أجزاء من أقدام الحافة الغربية للغور وأجزاء من أراضي الغور المنبسطة. وتنحدر أرض بيسان بصفة عامة من الغرب إلى الشرق، ويجري نهر جالود أحد روافد نهر الأردن شمالي بيسان، ويمر بين تلي الحصن والمصطبة، كما أنه يغذي بعض برك الأسماك بالمياه يفرغ له يمر من جنوب بيسان. وتكثر العيون المائية حول المدينة، وهي تساهم مع مياه نهر جالود وفروعه في ري الأراضي الزراعية المجاورة. أصل الاسم القديم «بيسان» غير مؤكد، ويرجح تفسيره ببيت (أي معبد) وربما «شان» اسم الإله. عندما تبعت منطقة جنوب بلاد الشام للحكم البطلمي في العصر الهلنستي، سميت المدينة سكيثوبوليس (Skythopolis) من اليونانية (Σκυθοπολις) بسبب استقرار مجموعة من المحاربين الرماة السكوثيين في زمن بطليموس الثاني، وعندما أعاد انطيوخوس الرابع الظاهر المدينة للدولة السلوقية سماها «نيسا» (Nysa) على اسم مرضعة إله المدينة ديونيسوس، حيث تذكر إحدى القصص من القرن الأول أوالثاني الميلادي أن المرضعة «نيسا» دفنت في بيسان. وورد اسم بيسان في التناخ بالصيغة القديمة «بيت شان» في سفر القضاة (1، 27). بدأت أعمال التنقيب في الموقع عام 1921م، من قبل جامعة بنسلفانيا هذا عندما كانت تتبع محافظة جنين، بإشراف "Fisher" بين الأعوام 1921 – 1932م، ثم نقب في الموقع "Rowe" بين 1925 – 1928م، ثم أشرف "Fitzgerald" على التنقيبات التي جرت بين 1930 – 1933م، وقامت الجامعة العبرية بالتنقيب عام 1983م بإشراف "Yadin and Geva". آخر التنقيبات في الموقع قام بها "Mazar" عام 1989م الذي تركزت أعماله في الطبقات العائدة إلى العصر البرونزي المتوسط والمتأخر والعصر الحديدي (الرحابنة 2003: 144). كشفت أعمال الحفريات المشار إليها سابقا عن سلسلة متراكمة من الطبقات الأثرية بلغت حوالي ثمانية عشرة طبقة، يرجع أقدمها إلى حوالي 4000 . (سلسلة المدن الفلسطينية: 14). وتعود هذه الطبقات للفترات التالية: نهايات العصر الحجري الحديث، العصر الحجري النحاسي، العصر البرونزي المبكر، العصر البرونزي المتوسط، العصر البرونزي المتأخر، العصر الحديدي، الفترة الرومانية، الفترة البيزنطية، الفترة الإسلامية المبكرة (الرحابنة 2003: 145). بداء تاريخ بيسان كقرية قرب مدينة جنين وتذكر المدينة في الرسائل الفرعونية من القرن ال14 قبل الميلاد في قائمة انتصارات تحتمس الثالث. وأكدت الحفريات الآثارية في المدينة أنها كانت مركزا إداريا للمملكة المصرية الفرعونية في عصر الأسرتين المصريتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، عندما خضعت بلاد الشام للسيطرة الفراعنة. في العصر الهيليني، بعد انتصارات الإسكندر الأكبر، أطلق اليونانيون اسم سكيثوبوليس على المدينة، بينما أشار اليهود المحليون إليها باسم «بيشان». وفي تلك الفترة كان سكان المدينة من اليونان واليهود. في التلمود الأورشاليمي يذكر أن سكان بيشان كانوا يختلفون في لفظ العبرية عن اللفظ العادي ولذلك لم يصلحوا لدلالة المصلين في الكنس إذا تمسكوا بلفظهم الأصلي. في العصر الروماني كانت سكيثوبوليس، أي بيسان، إحدى مدن حلف الديكابولس العشر. كشفت الحفريات الآثرية المعالم المركزية للمدينة الرومانية: المسرح، الهيبودروم وال«كاردو» (الشارع الرئيسي). بنى البيزنطيون ديرا في المدينة وجعلوها في 409م عاصمة المحافظة الشمالية من إسرائيل. في 749 دمرت المدينة بزلزال فهجرها غالبية سكانها. في عصر المماليك ازدهرت المدينة من جديد. في أيام الانتداب البريطاني على فلسطين سكن مدينة بيسان حوالي 5000 ساكن من العرب الفلسطينين أغلبيتهم مسلمون والباقي مسيحيون. هجر جميعهم المدينة إثر حرب 1948. في 1949 قامت الحكومة الإسرائيلية بتهويد المدينة. تم الكشف عن بقايا دير مهدوم وكنيسة خلال حفريات عام 1930م، وعثر في تل الجسر إلى الشمال الغربي من بيسان على بقايا أبنية وأعمدة وطريق مبلط ومدافن. أما خان الأحمر الواقع إلى الشمال من تل الجسر فقد عثر فيه على أنقاض خان وبركة وأعمدة ومدافن. وفي تل المصطبة بالقرب من خان الأحمر شمال بيسان عثر على مدافن وبرج روماني، وبقايا دير وكنيسة مرصوفة بالفسيفساء، ومقبرة، وأثبتت الحفريات في تل الحصن الأثري قيام تسع مدن عليه يعود أقدمها إلى فترة حكم الفرعون المصري تحوتمس الثالث (1501 – 1447 .)، وأحدثها يعود إلى الفترة الإسلامية. ومن الآثار المصرية في هذا التل نصب الفرعون رمسيس الثاني (1301 – 1224 .) (سلسلة المدن الإسرائيلية: 19). أما المقبرة الشمالية الواقعة إلى الشمال من تل الحصن الأثري فإنها من أكبر المقابر المكتشفة في إسرائيل حيث عثر فيها على 200 من المدافن الكهفية وتشير المرفقات الجنائزية أن المقبرة استخدمت طيلة الفترة الممتدة من العصر البرونزي المتوسط الأول حتى الفترة البيزنطية، وعثر في المقبرة على كسر وأغطية فخارية لحوالي خمسين تابوتا من العصر البرونزي المبكر (الرحابنة 2003: 145 – 146). وتم الكشف عن أكثر من 35 إناء من الألباستر تعود إلى العصر البرونزي المتأخر، وعثر على أوان مصنوعة من الألباستر المصري تمثلت بمزهريتين وإبريق وكأس جاءت هذه الأواني من إحدى غرف المعبد. وزرين في غرفة المذبح، وصولجان من الألباستر، وحوالي 21 مغزلا اكتشفت في المعبد، وعثر على ختم على شكل طائر البط، يؤرخ إلى المرحلة الانتقالية بين العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي (James and McGovern 1993: 182, 183, 184, 187, 190 196). وعثر على عدد من الأواني المصنوعة من الحجر المزجج، تتمثل بإبريق وجرة بيضوية وإناء من نوع "Chalice"، وزبدية وذلك في المعبد العائد إلى المرحلة الثانية من العصر البرونزي المتأخر، وعثر على ثلاثة أمشاط ومجموعة من التعاويذ والخرز وأختام جعرانية في المقبرة الشمالية (Higginbotham 2000: 90). وعثر على مواد مصنوعة من العاج من بينها غطاء وعاء على شكل رأس إنسان من العصر البرونزي المتأخر، وقطعة عاجية تمثل دمية، وملعقة عاجية على هيئة فتاة في وضع السباحة (الرحابنة 2003: 148). وكشفت التنقيبات الأثرية في تل الحصن عددا من الأختام الجعرانية، منها ختم الملكة حتشبسوت وختم يحمل اسم الملك تحوتمس الثالث والرابع (Rowe 1991: 10, 18).
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/بيسان
|
0260661480d4c68f3f00f08addaae8bd
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.088414",
"source": "Wikipedia"
}
|
إسرائيل وأسلحة الدمار الشامل
|
إسرائيل وأسلحة الدمار الشامل
|
يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة دمار شامل، وهي واحدة من أربع دول مسلحة نوويا، ولكنها غير معترف بها كدولة تمتلك أسلحة نووية في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية. وقد قام مكتب التقييم التكنولوجي في الكونغرس الأمريكي بتسجيل إسرائيل كدولة ورد في العموم أن لديها قدرات للحرب الكيماوية غير معلنة، وبرنامج هجومي للحرب البيولوجية. ولا تؤكد إسرائيل رسميا أو تنفي امتلاكها للأسلحة نووية. ولكن هناك يقين أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، وهناك يقين أنها أيضا تطور أسلحة كيميائية وبيولوجية. انضمت إسرائيل إلى بروتوكول جنيف في 20 فبراير/ شباط عام 1969. يعتقد أن إسرائيل امتلكت القدرة على تصنيع الأسلحة النووية بحلول عام 1967، مكنتها من إنتاج كميات كبيرة من الرؤوس الحربية النووية وهو الذي حدث مباشرة بعد نكسة 1967. على الرغم من عدم وجود إحصاءات رسمية، تشير التقديرات إلى أن إسرائيل تمتلك من 75 إلى ما يصل إلى 400 سلاح نووي، والتي ذكر أنها تشمل أسلحة نووية حرارية في مدى المليون طن تي إن تي. ويورد أيضا أن إسرائيل تمتلك مجموعة واسعة من أنظمة مختلفة، بما في ذلك القنابل النيوترونية، والأسلحة النووية التكتيكية، وقنابل حقيبة السفر النووية. ويعتقد ان إسرائيل تقوم بتصنيع أسلحتها النووية في مركز النقب للأبحاث النووية، الذي يقع في صحراء النقب جنوبي ديمونة. وتشمل آليات الإلقاء صواريخ أريحا الباليستية العابرة للقارات، التي يصل مداها إلى 11.500 كيلومترا، والتي يعتقد أنها مزودة بخيار للضربة المضادة. ويعتقد أن الصواريخ الباليستية الإسرائيلية ذات القدرة النووية مدفونه على عمق كبير تحت الأرض لدرجة أنها سوف تنجو من أي هجوم نووي. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن إسرائيل لديها القدرة البحرية لضربة نووية مضادة، وذلك باستخدام صواريخ كروز ذات قدرة نووية تطلق من الغواصات، والتي يمكن إطلاقها من غواصات البحرية الإسرائيلية من طراز دولفين. على الرغم من أن سلاح الجو الإسرائيلي يفتقر إلى القاذفات الاستراتيجية، فان الطائرات المقاتلة اف-15اى واف-16اى صوفا قادرة على إيصال الأسلحة النووية إلى مسافات إستراتيجية باستخدام أسطول جوي من طراز بوينغ 707 معدلة للتزود بالوقود جوا. وتحافظ الحكومة الإسرائيلية على سياسة الغموض المتعمد بخصوص ما إذا كان لديها أسلحة نووية، وتكتفي بالقول بأنها "لن تكون أول من يدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط. ومع ذلك فإنه وفي عام 1998 اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز بتطوير إسرائيل "قوة نووية" ليس لتكرار ما حدث في هيروشيما وإنما لتنفيذ اتفاقية أوسلو. ومصطلح "قوة نووية" هنا قد يعني سلاح نووي أو مفاعل نووي كالذي في ديمونة. وقد كان محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية يعتبر إسرائيل كدولة تمتلك أسلحة نووية. معظم ما هو معروف عن البرنامج النووي الإسرائيلي يأتي من الإفشاء عن ذلك في عام 1986 عن طريق مردخاي فعنونو، وهو فني في مركز النقب للأبحاث النووية قام بتصوير بعض الأفلام، وقام بسرقة بعض الملفات المدرجة تحت صنف سري للغاية. وكان فعنونو قد زود صحيفة صنداى تايمز التي تصدر في لندن بتلك ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إسرائيل وأسلحة الدمار الشامل
|
3dbfdca130d1d31c835885905da9204d
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.090379",
"source": "Wikipedia"
}
|
الرايخ الثالث
|
ألمانيا النازية
|
ألمانيا النازية (تعرف رسميا باسم الإمبراطورية الألمانية من عام 1933 حتى عام 1934، والإمبراطورية الألمانية العظمى من عام 1934 إلى عام 1945)؛ كانت الدولة الألمانية بين عامي 1933 1945 عندما سيطر أدولف هتلر والحزب النازي على البلاد وحولها إلى ديكتاتورية. سرعان ما تحولت ألمانيا بقيادة هتلر إلى دولة شمولية حيث كانت الحكومة تسيطر على جميع جوانب الحياة تقريبا. أشار مصطلح الرايخ الثالث والذي يعني "المملكة الثالثة" أو "الإمبراطورية الثالثة" إلى الادعاء النازي بأن ألمانيا النازية كانت خليفة الإمبراطورية الرومانية المقدسة (800–1806) والقيصرية الألمانية (1867–1918). انتهى عهد الرايخ الثالث، الذي أشار إليه هتلر والنازيون باسم إمبراطورية الألف عام في مايو 1945 بعد 12 عاما فقط عندما هزم الحلفاء ألمانيا، منهين الحرب العالمية الثانية في أوروبا. بعد الانتخابات الاتحادية لعام 1932 أصبح الحزب النازي أكبر حزب في البرلمان ونتيجة لذلك عين هتلر مستشارا لألمانيا في 30 يناير 1933 من قبل رئيس الجمهورية باول فون هيندنبورغ. في 23 مارس 1933 سن قانون التمكين لمنح حكومة هتلر سلطة وضع وإنفاذ القوانين دون تدخل من الرايخستاغ أو الرئيس، ثم بدأ الحزب النازي في القضاء على كل معارضة سياسية وتعزيز سلطته. توفي هيندنبورغ في 2 أغسطس 1934 وأصبح هتلر ديكتاتورا لألمانيا من خلال دمج منصبي وسلطات المستشارية والرئاسة. أكد استفتاء 19 أغسطس 1934 أن هتلر هو الزعيم الوحيد لألمانيا. تمركزت كل السلطة في شخص هتلر وأصبحت كلمته هي أعلى قانون. لم تكن الحكومة هيئة تنسيق وتنفيذ، بل كانت عبارة عن مجموعة من الفصائل التي تناضل من أجل السلطة وكسب ود هتلر. في خضم الكساد الكبير أعاد النازيون الاستقرار الاقتصادي وأنهوا البطالة الجماعية باستخدام الإنفاق العسكري الضخم والاقتصاد المختلط. وباستخدام الإنفاق على العجز نفذ النظام برنامجا سريا واسعا لإعادة التسلح، وشكل الفيرماخت (القوات المسلحة)، وأقام مشاريع أشغال عامة واسعة النطاق؛ بما في ذلك الأوتوبان (الطرق السريعة). عززت عودة الاستقرار الاقتصادي من شعبية النظام. كانت العنصرية وعلم تحسين النسل النازي وخاصة معاداة السامية من السمات الأيديولوجية المركزية للنظام. اعتبر النازيون أن الشعوب الجرمانية هي العرق الرئيسي وأنقى فرع من العرق الآري. بدأ التمييز واضطهاد اليهود والمثليين وشعب الروما بشكل جدي بعد الاستيلاء على السلطة. أنشئت معسكرات الاعتقال الأولى في مارس 1933. تعرض اليهود والليبراليين والاشتراكيين وغير المرغوب فيهم للسجن أو النفي أو القتل. كما تعرضت الكنائس المسيحية والمواطنون الذين عارضوا حكم هتلر للقمع وسجن العديد من القادة. ركز التعليم على علم الأحياء العرقي والسياسة السكانية واللياقة للخدمة العسكرية. قلصت الفرص الوظيفية والتعليمية للمرأة. نظمت فعاليات الترفيه والسياحة من خلال برنامج القوة من خلال الفرح، وأبرزت الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936 ألمانيا على المسرح الدولي. استفاد وزير الدعاية يوزف غوبلز بشكل كبير من الأفلام والتجمعات الجماهيرية وخطابة هتلر المنومة للتأثير على الرأي العام. سيطرت الحكومة على التعبير الفني، وروجت لأشكال فنية معينة وحظرت أو ثبطت الآخرين. منذ منتصف الثلاثينيات تزايدت عدوانية مطالب ألمانيا النازية الإقليمية مهددة بالحرب إذا لم يتم الوفاء بها. صوتت سارلاند في استفتاء عام على إعادة الانضمام إلى ألمانيا في عام 1935، وفي عام 1936 أرسل هتلر قوات إلى منطقة راينلاند التي كانت منزوعة السلاح بعد الحرب العالمية الأولى. استولت ألمانيا على النمسا في عملية الضم عام 1938، وطالبت بمنطقة السوديت ثم تسلمتها في من تشيكوسلوفاكيا في نفس العام. في مارس 1939 أصبحت جمهورية سلوفاكيا دولة عميلة لألمانيا وأنشئت محمية بوهيميا ومورافيا الألمانية على ما تبقى من الأراضي التشيكية المحتلة. بعد فترة وجيزة ضغطت ألمانيا على ليتوانيا للتنازل عن إقليم ميميل. وقعت ألمانيا معاهدة عدم اعتداء مع الاتحاد السوفيتي وغزت بولندا في 1 سبتمبر 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية في أوروبا. بحلول أواخر عام 1942 سيطرت ألمانيا وحلفاؤها الأوروبيون في دول المحور على جزء كبير من أوروبا وشمال شرق إفريقيا. سيطرت مكاتب مفوضية الرايخ على المناطق التي احتلها النازيون وأنشئت إدارة ألمانية في بقية بولندا. استغلت ألمانيا المواد الخام والعمالة في كل من الأراضي المحتلة وأراضي حلفائها. أصبحت الإبادة الجماعية والقتل الجماعي والعمل القسري على نطاق واسع من السمات المميزة للنظام. ابتداء من عام 1939 قتل مئات الآلاف من المواطنين الألمان الذين عانوا من إعاقات عقلية أو جسدية في المستشفيات والمصحات. رافقت مجموعات فرق الموت شبه العسكرية القوات المسلحة الألمانية داخل الأراضي المحتلة ونفذت الإبادة الجماعية لملايين اليهود وغيرهم من ضحايا المحرقة. بعد عام 1941 سجن ملايين آخرين وعملوا حتى الموت أو قتلوا في معسكرات الاعتقال النازية ومعسكرات الإبادة. تعرف هذه الإبادة الجماعية باسم الهولوكوست. في حين أن الغزو الألماني للاتحاد السوفيتي في عام 1941 كان ناجحا في البداية إلا أن الانتعاش السوفيتي ودخول الولايات المتحدة في الحرب عنى خسارة القوات الألمانية لزمام الأمور على الجبهة الشرقية في عام 1943 وبحلول أواخر عام 1944 صارت ألمانيا النازية دول المحور ضعيفة جدا كما تصاعد القصف الجوي على نطاق واسع لألمانيا في عام 1944 وطردت قوى المحور في شرق وجنوب أوروبا. بعد غزو الحلفاء لفرنسا غزيت ألمانيا من قبل الاتحاد السوفيتي من الشرق وبقية الحلفاء من الغرب، واستسلمت في 8 ماي 1945. أدى إلى إنتحار هتلر يوم 30 أفريل 1945. تدمير هائل للبنية التحتية الألمانية ووفيات إضافية مرتبطة بالحرب في الأشهر الأخيرة من الحرب. بدأ الحلفاء المنتصرون سياسة اجتثاث النازية وقدموا العديد من القادة النازيين الباقين للمحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب في محاكمات نورنبيرغ. كانت ألمانيا تعرف باسم جمهورية فايمار خلال السنوات 1919 إلى 1933. كانت جمهورية بنظام شبه رئاسي. واجهت جمهورية فايمار مشاكل عديدة، بما في ذلك التضخم المفرط، والتطرف السياسي (بما في ذلك العنف من القوات شبه العسكرية اليسارية واليمينية) والعلاقات المثيرة للجدل مع المنتصرين المتحالفين في الحرب العالمية الأولى، وسلسلة من المحاولات الفاشلة للحكومة الائتلافية من قبل الأحزاب السياسية المنقسمة. الانتكاسات الشديدة للاقتصاد الألماني بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ، ويرجع ذلك جزئيا إلى مدفوعات التعويضات المطلوبة بموجب معاهدة فرساي لعام 1919. قامت الحكومة بطباعة الأموال لتسديد المدفوعات وسداد ديون الحرب في البلاد، لكن التضخم الناتج عن ذلك أدى إلى تضخم الأسعار للسلع الاستهلاكية والفوضى الاقتصادية وأعمال الشغب الغذائية. عندما تقاعست الحكومة عن دفع تعويضاتهم في يناير 1923، احتلت القوات الفرنسية المناطق الصناعية الألمانية على طول الرور وتبع ذلك اضطرابات مدنية واسعة النطاق. تأسس حزب العمال الوطني الألماني الاشتراكي ( الحزب النازي) في عام 1920. وكان قد تم تغيير اسمه ليكون خليفة حزب العمال الألماني (DAP) الذي تم تشكيله قبل عام واحد ، وهو واحد من العديد من الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة ثم نشط في ألمانيا. تضمن برنامج الحزب النازي تدمير جمهورية فايمار، ورفض بنود معاهدة فرساي ومعاداة السامية والبلشفية. وعدوا بحكومة مركزية قوية، وزيادة ليبنسراوم («مساحة المعيشة») للشعوب الجرمانية، وتشكيل مجتمع وطني على أساس العرق، والتطهير العنصري من خلال القمع النشط لليهود، الذين سيتم تجريدهم من جنسيتهم وحقوقهم المدنية. اقترح النازيون التجديد الوطني والثقافي على أساس حركة فولكيش. استخدم الحزب ، ولا سيما منظمته شبه العسكرية كتيبة العاصفة والعنف الجسدي للنهوض بموقفهم السياسي، وتعطيل اجتماعات المنظمات المتنافسة ومهاجمة أعضائها في الشوارع. مثل هذه الجماعات المسلحة اليمينية المتطرفة شائعة في بافاريا، وتم التسامح معها من قبل حكومة الولاية اليمينية المتطرفة غوستاف ريتر فون كار. عندما تحطم سوق الأسهم في الولايات المتحدة في 24 أكتوبر 1929، كان التأثير في ألمانيا رهيبة. تم طرد الملايين من العمل وانهارت العديد من البنوك الكبرى. أعد هتلر والحزب النازي للاستفادة من حالة الطوارئ للحصول على الدعم لحزبهم. وعدوا بتقوية الاقتصاد وتوفير الوظائف. أقر العديد من الناخبين أن الحزب قادر على استعادة النظام، وقمع الاضطرابات المدنية، وتحسين سمعة ألمانيا الدولية. بعد الانتخابات الفيدرالية عام 1932، كان الحزب أكبر حزب في الرايخستاغ، حيث حصل على 230 مقعدا ب37.4 بالمائة من الأصوات الشعبية. كانت الحدود الألمانية في عام 1933, معينة من قبل المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، في معاهدة فرساي (1919). في الشمال، وتحدها ألمانيا من بحر الشمال، الدنمارك وبحر البلطيق، وإلى الشرق، وتقسيمها إلى قسمين، وتحدها ليتوانيا، ومدينة دانزيغ الحرة، وبولندا، وتشيكوسلوفاكيا، وإلى الجنوب تحدها النمسا وسويسرا، وإلى الغرب، فرنسا، لوكسمبورغ، بلجيكا وهولندا، وسارلاند وتحولت هذه الحدود بعد أن استعادت ألمانيا السيطرة على سارلاند، وجدت ألمانيا العظمى قوة بعد من ضم النمسا، واكتسبت أيضا السيطرة على مقاطعة السوديت، والباقي من بوهيميا ومورافيا. سعت ألمانيا بالمزيد بالاستيلاء على الأراضي حتى خلال الحرب العالمية الثانية، التي بدأت في سبتمبر 1939. كانت القوات المسلحة الموحدة لألمانيا من 1935 إلى 1945 تسمى الفيرماخت (قوة الدفاع). وتشمل الجيش الذي يسمى Heer، والبحرية Kriegsmarine ، وسلاح الجو Luftwaffe . وابتدءا من 2 أغسطس 1934، كان مطلوبا من أعضاء القوات المسلحة أن يتعهدوا بطاعة غير مشروطة لهتلر شخصيا. على النقيض من القسم السابق، الذي يتطلب الولاء لدستور البلد ومؤسساته القانونية، إذ هذا القسم الجديد يتطلب من أفراد الجيش أن يطيعوا هتلر حتى لو كانوا قد أمرهم بعمل شيء غير قانوني. كان مصير الأقليات في ألمانيا النازية في وضع حرج وكانت الخطب والكتابات لهتلر توضح أن الجالية اليهودية في ألمانيا مستهدفة للكراهية، جنبا إلى جنب مع الغجر، والمعاقين وذو الاحتياجات الخاصة. ولقد وضعت الأيديولوجية النازية قواعد صارمة حول النقاء الألماني وحددت الإجراءات في الحركة إلى تطهير ألمانيا بعد استيلاء النازيين على الحكم. وبدأت أول موجة من معاداة السامية في عام 1933، عندما هاجم النازيون مخازن تابعة لليهود، ودعوا إلى مقاطعة جميع الأنشطة التجارية اليهودية. ونتيجة ذلك أستعد العديد من الأسر اليهودية للمغادرة. وفي عام 1935 صدرت قوانين نورمبرغ وهي عبارة عن قوانين تنص على حرمان اليهود من جميع حقوق المواطنة، ومنها منعهم النقل بواسطة وسائل النقل العامة، ومنعوا كذلك من ارتياد الحدائق والمطاعم والمسارح ودور السينما، وأجبروا على حمل شعار نجمة داود صفراء منقوشة على ملابسهم لإظهار أنهم يهود وتمييزهم عن المجتمع الألماني. أخذت الدعاية النازية في كثير من الأحيان تضر بأناس محددين حسب ما يريد الرايخ الثالث، وانتبه المستشار أدولف هتلر إلى هذه الناحية المهمة وعين أحد أشد المخلصين للقضية النازية وهو جوزيف غوبلز. كانت الدعاية في ألمانيا النازية أحد طرق الإقناع شديدة الأهمية، إقناع الشعب والمؤسسات العلية كالجيش بأنك الجانب الصحيح من القصة، حيث تأخذ طرقا كثيرة منها أن قوتك العسكرية والإدارية كبيرة إلى حد استبعاد أن يتحداها طرف آخر سياسي أو عسكري أو أن أرائك السياسية عظيمة أيضا. كان رأس حربة الإعلام النازي هو الدكتور جوزيف جوبلز وزير الدعاية والثقافة في ألمانيا النازية الذي كان مكلف بأمرين مهمين هما : الأول التأكد من أن لا أحد في ألمانيا يقرأ أو يسمع ما يضر بالحزب النازي. أما الثاني التأكد من أن مفاهيم ورؤى النازيين كانت مقنعة بأي طريقة ممكنة. للتأكد من أن الجميع تعلموا هذه الأساليب، أسس جوبلز غرفة الرايخ للتجارة سنة 1933، هذه المنظمة تهتم بصناعة الأدب والموسيقى والراديو والأفلام والجرائد اليومية المحلية ولأجل أن تكون أديبا أو موسيقارا أو صاحب مطبعة جرائد كان يجب أن تكون من أفراد الحزب النازي وبسبب هذه السياسة المستخدمة من الرقابة والقوانيين الصارمة، ضمن النازيون أن أي شيء كان يقرأ أو يسمع أو يرى كان ذلك هو ما يريدون أن تعتقد به، لذلك الأحزاب المناوئة للحزب النازي كانت صغيرة وضعيفة وسهلة الانكشاف والقبض على أفرادها. قدم هتلر إلى السلطة في يناير 1933، كان النازيون يحبون التأثير على العامة والظهور بينهم ونشر ما يعتقدون، فقد تم حرق كل كتاب يخالفهم أمام العامة في الطرقات ونفس الظهور كان في الأفلام حيث سيطر عليه النازيون وأظهروا فيه : اليهود، أو عظمة هتلر، وطريقة عيش النازي المستقيم وخاصة الطفل، وأيضا كيف كانت تساء معاملة الألمان في دول أوروبا الشرقية، ليني غيفوشتايل أعطيت مساحة حرة كبيرة لتصنع الأفلام النازية وأعجبت هتلر بقدرتها الفنية، كانت ليني هي منتجة فيلم «انتصار الإرادة» الذي هو من أعظم أفلام الدعاية النازية. أما السينما فتم عرض عدة أفلام ومنع عدة أفلام هي : نشأت ألمانيا النازية في أعقاب العار الوطني، الحرج والغضب والاستياء الناجم عن معاهدة فرساي (1919)، التي يمليها، إلى الألمان المهزومين، بالمسؤولية عن : نسبت الاضطرابات المدنية الشروط الأخرى تعزيز صعود الرايخ الثالث وتشمل الجماعات الماركسية، التضخم الجامح في جمهورية فايمار، والكساد العالمي العظيم في بداية الثلاثينات، فإن رد الفعل ضد التقاليد الليبرالية ومكافحة جمهورية فايمار وصعود الشيوعية في ألمانيا، ونمو الحزب الشيوعي الألماني. وبدأ كثير من الناخبين، التعبير عن غضبهم وعن الرفض للديمقراطية البرلمانية التي ظهرت عاجزة عن الحفاظ على الحكومة في السلطة لأكثر من بضعة أشهر، ودعم المتطرف اليميني واليساري حتى الأحزاب السياسية، واختارت للمتطرفين السياسيين مثل الحزب النازي. وعد النازيون بالقوة، واختاروا الحكومة الاستبدادية بدلا من البرلمان الجمهوري العاجز، وسياسة اقتصادية جذرية (بما في ذلك العمالة الكاملة)، واستعادة العزة الوطنية (أساسا من التبرؤ من معاهدة فرساي)، والتطهير العرقي التي نفذت جزئيا عن طريق القمع الناشط من اليهود والماركسيين، وكل ذلك باسم الوحدة الوطنية والتضامن بدلا من الانقسامات الحزبية الديمقراطية، وانقسام الطبقة الاجتماعية للماركسية. ووعد النازيون التجديد للوطنية وتعزيز الثقافة على أساس التقاليد وإعادة تسليح حركة فولكيش العرقية المقترحة، والتنصل من التعويضات، واستصلاح الأراضي التي خسرها في معاهدة فرساي. وادعى الحزب النازي من خلال المعاهدة, أن الحزب الليبرالي لجمهورية فايمر، خائن والذين يسمون «مجرمي نوفمبر», قد استسلموا لفخر ألمانيا الوطني من قبل الإلهام وتواطؤها مع اليهود، وكان هدفها التخريب لوطنية الدولة وتسميم الدم الألماني. نشر الحزب الدعاية النازية وهو أسلوب («الطعن في الظهر») الذي تتخذه الحكومة ومن معهم من اليهود موضحا عدم عسكرية ألمانيا باتخاذ هذا المنهج. ما بين العام 1925 إلى 1930، تطورت الحكومة الألمانية من الديمقراطية إلى حالة المحافظ القومي والحكم الاستبدادي تحت قيادة الرئيس بول فون هيندينبيرغ، الذي كان يكره الديمقراطية الليبرالية في جمهورية فايمار، ويريد أن يحول ألمانيا إلى دولة استبدادية. وكان الحليف الطبيعي لإقامة الحكم الاستبدادي كان من حزب الشعب الوطني الألماني, ، «القوميين»، ولكن بعد عام 1929، ومع تخبط الاقتصاد الألماني، جذب القومييون الأكثر تطرفا لطبيعة الثورة للحزب الوطني الاشتراكي، والطعن في الدعم الشعبي لارتفاع الشيوعية. وعلاوة على ذلك، فقدت الأحزاب السياسية من الطبقة المتوسطة ودعم الناخبين المجمعة للأجنحة اليمين لليسار، والطيف السياسي الألماني، مما جعل تشكيل حكومة الأغلبية في النظام البرلماني أكثر صعوبة. في غضون أشهر قليلة، تم تنصيب الحكومة الجديدة التي اعتمدت نظام ديكتاتورية الحزب الواحد في ألمانيا مع التدابير القانونية لإقامة حكومة مركزية منسقة. في ليلة 27 فبراير 1933، تم إحراق مبنى الرايخستاغ والقبض على عضو المجلس الشيوعي الهولندي مارينوس فان در لوب في الداخل، بتهمة الحرق المتعمد. ادعى الحزب النازي أن الحرق كان من عمل أعضاء الحزب الشيوعي ومنعت جميع منشورات الحزب الشيوعي الألماني . وسجن الكثير في معسكرات الاعتقال. ألغى المرسوم حريق الرايخستاغ (27 شباط 1933)، والحريات المدنية بما في ذلك معظم الألمانية المثول أمام المحكمة، وذلك لقمع خصومهم. على الرغم من أن النازيين حصلوا على أكبر حصة من التصويت الشعبي في انتخابات الرايخستاغ العامة لعام 1932، إلا أنهم لم يحصلوا على الأغلبية. لذلك قاد هتلر حكومة ائتلافية قصيرة الأجل تشكلت مع حزب الشعب الوطني الألماني. تحت ضغط من السياسيين والصناعيين ومجتمع الأعمال، عين الرئيس بول فون هيندنبورغ هتلر مستشارا لألمانيا في 30 يناير 1933. يعرف هذا الحدث باسم وصول هتلر للسلطة («الاستيلاء على السلطة»). في ليلة 27 فبراير 1933، تم إحراق مبنى الرايخستاغ. وأدين مارينوس فان دير لوبي، وهو شيوعي هولندي، ببدء الحريق. أعلن هتلر أن الحرق العمد يمثل بداية انتفاضة شيوعية. ألغى مرسوم حريق الرايخستاغ، المفروض في 28 فبراير 1933، معظم الحريات المدنية، بما في ذلك حقوق التجمع وحرية الصحافة. كما سمح المرسوم للشرطة باحتجاز الأشخاص إلى أجل غير مسمى دون توجيه اتهامات. صاحب التشريع حملة دعائية أدت إلى دعم الجمهور لهذا الإجراء. تم قمع عنيف للشيوعيين من قبل كتيبة العاصفة في جميع أنحاء البلاد وتم اعتقال 4000 عضو في الحزب الشيوعي الألماني. في مارس 1933، تم تمرير قانون التمكين، وهو تعديل لدستور فايمار، في الرايخستاغ بأغلبية 444 مقابل 94. سمح هذا التعديل لهتلر وحكومته بتمرير القوانين - حتى القوانين التي تنتهك الدستور - بدون موافقة الرئيس أو الرايخستاغ. بما أن مشروع القانون يتطلب أغلبية الثلثين لتمريره، استخدم النازيون تكتيكات الترهيب بالإضافة إلى أحكام مرسوم الرايخستاغ النار لمنع العديد من النواب الاشتراكيين الديمقراطيين من الحضور، وتم بالفعل حظر الشيوعيين. في 10 مايو، استولت الحكومة على أصول الاشتراكيين الديمقراطيين، وتم حظرها في 22 يونيو. في 21 يونيو، داهمت القوات المسلحة مكاتب الحزب الوطني الألماني - شركاء التحالف السابقين - وتم حلها في 29 يونيو. وحذت الأحزاب السياسية الرئيسية المتبقية حذوها. في 14 يوليو 1933، أصبحت ألمانيا دولة الحزب الواحد بمرور قانون ينص على أن الحزب النازي هي الطرف القانوني الوحيد في ألمانيا. كما أصبح إنشاء أحزاب جديدة غير قانوني، وتم حظر جميع الأحزاب السياسية المتبقية التي لم يتم حلها بالفعل. سيكون قانون التمكين بمثابة الأساس القانوني للديكتاتورية التي أنشأها الحزب النازي. خضعت انتخابات أخرى في نوفمبر 1933 و1936 و1938 لسيطرة النازيين، مع أعضاء الحزب النازي فقط وعدد قليل من المستقلين المنتخبين. استخدمت حكومة هتلر شروط مرسوم حريق الرايخستاغ وبعد ذلك قانون التمكين لبدء عملية غليششالتونغ («التنسيق»)، التي وضعت جميع جوانب الحياة تحت سيطرة الحزب. اضطرت الدول الفردية التي لا تسيطر عليها الحكومات النازية المنتخبة أو التحالفات التي يقودها النازيون إلى الموافقة على تعيين مفوضي الرايخ لجعل الولايات تتماشى مع سياسات الحكومة المركزية. كان لهؤلاء المفوضين سلطة تعيين وإزالة الحكومات المحلية وبرلمانات الدولة والمسؤولين والقضاة. وبهذه الطريقة أصبحت ألمانيا دولة وحدوية بحكم الواقع، مع سيطرة جميع حكومات الولايات من قبل الحكومة المركزية بموجب الحزب النازي. تم إلغاء برلمانات الولاية ورايسغات (مجلس الشيوخ الاتحادي) في يناير 1934، مع نقل جميع سلطات الدولة إلى الحكومة المركزية. جميع المنظمات المدنية، بما في ذلك المجموعات الزراعية والمنظمات التطوعية والأندية الرياضية، تم استبدال قيادتها بمتعاطفين مع النازيين أو أعضاء الحزب؛ اندمجت هذه المنظمات المدنية مع الحزب النازي أو واجهت حل. أعلنت الحكومة النازية «يوم العمل الوطني» لعيد مايو 1933، ودعت العديد من مندوبي النقابات العمالية إلى برلين للاحتفال. في اليوم التالي، هدمت قوات العاصفة كتيبة العاصفة مكاتب النقابات في جميع أنحاء البلاد. واضطرت جميع النقابات العمالية إلى حل وتم اعتقال قادتها. قانون استعادة الخدمة المدنية المهنية، الذي تم تمريره في أبريل / نيسان، أزال من وظائفهم جميع المعلمين والأساتذة والقضاة والقضاة والمسؤولين الحكوميين الذين كانوا يهودا أو الذين كان التزامهم بالحزب مشتبها به. وهذا يعني أن المؤسسات غير السياسية الوحيدة التي لا تخضع لسيطرة الحزب النازي هي الكنائس. ألغى النظام النازي رموز جمهورية فايمار - بما في ذلك العلم ثلاثي الألوان الأسود والأحمر والذهبي - واعتمد رمزية معدلة. تم استعادة الالوان الثلاثة الامبراطورية السابقة بالأسود والأبيض والأحمر كواحد من علمي ألمانيا الرسميين. والثاني هو علم الصليب المعقوف للحزب النازي، الذي أصبح العلم الوطني الوحيد في عام 1935. أصبح نشيد الحزب النازي «هورست فيسل ليد» ("Horst Wessel Song") نشيدا وطنيا ثانيا. كانت ألمانيا لا تزال في وضع اقتصادي صعب، حيث كان ستة ملايين شخص عاطلين عن العمل وكان الميزان التجاري عجزا شاقا. باستخدام الإنفاق من العجز، تم تنفيذ مشاريع الأشغال العامة بدءا من عام 1934، مما أدى إلى إنشاء 1.7 مليون وظيفة جديدة بحلول نهاية ذلك العام وحده. بدأ متوسط الأجور في الارتفاع. واصلت قيادة جيش الإنقاذ ممارسة الضغط من أجل قوة سياسية وعسكرية أكبر. ردا على ذلك، استخدم هتلر شوتزشتافل (SS) وغيستابو لتطهير قيادة كتيبة العاصفة بالكامل. استهدف هتلر ستابشيف (رئيس الأركان) إرنست روم وغيره من قادة كتيبة العاصفة الذين - مع عدد من خصوم هتلر السياسيين (مثل جريجور ستراسر والمستشار السابق كورت فون شلايشر ) - تم اعتقالهم وإطلاق النار عليهم. قتل ما يصل إلى 200 شخص من 30 يونيو إلى 2 يوليو 1934 في حدث أصبح يعرف باسم ليلة السكاكين الطويلة. في 2 أغسطس 1934، توفي هيندنبورغ. في اليوم السابق، أصدر مجلس الوزراء «القانون المتعلق بأعلى مكتب للرايخ»، والذي ينص على أنه بعد وفاة هيندنبورغ سيتم إلغاء منصب الرئيس ودمج سلطاته مع سلطات المستشار. وهكذا أصبح هتلر رئيسا للدولة ورئيسا للحكومة وتم تسميته رسميا باسم Führer und Reichskanzler («القائد والمستشار») - على الرغم من إسقاط Reichskanzler في نهاية المطاف. أصبحت ألمانيا الآن دولة استبدادية برئاسة هتلر. بصفته رئيسا للدولة، أصبح هتلر القائد الأعلى للقوات المسلحة. قدم القانون الجديد قسم الولاء المعدل للجنود بحيث أكدوا الولاء لهتلر شخصيا بدلا من مكتب القائد الأعلى أو الدولة. في 19 أغسطس، تمت الموافقة على اندماج الرئاسة مع المستشارة من قبل 90 في المائة من الناخبين في استفتاء. شعر معظم الألمان بالارتياح لانتهاء الصراعات والقتال في الشوارع في عصر فايمار. تم إغراقهم بالدعاية التي دبرها وزير التنوير العام والدعاية جوزيف جوبلز، الذين وعدوا بالسلام والكثير للجميع في بلد موحد خال من الماركسيين دون قيود معاهدة فرساي. حصل الحزب النازي على السلطة وشرعنها من خلال أنشطته الثورية الأولية، ثم من خلال التلاعب بالآليات القانونية، واستخدام سلطات الشرطة، ومن خلال السيطرة على الدولة والمؤسسات الفيدرالية. تم افتتاح أول معسكر اعتقال نازي كبير، في البداية للسجناء السياسيين، في داكاو في عام 1933. مئات المعسكرات ذات الأحجام والوظائف المختلفة بنهاية الحرب. اعتبارا من أبريل 1933، تم وضع عشرات الإجراءات التي تحدد وضع اليهود وحقوقهم. توجت هذه الإجراءات بتأسيس قوانين نورمبرج لعام 1935، التي حرمتهم من حقوقهم الأساسية. سيأخذ النازيون من اليهود ثروتهم، وحقهم في التزاوج مع غير اليهود، وحقهم في احتلال العديد من مجالات العمل (مثل القانون أو الطب أو التعليم). في نهاية المطاف أعلن النازيون أن اليهود غير مرغوب فيهم للبقاء بين المواطنين الألمان والمجتمع. في السنوات الأولى من النظام، كانت ألمانيا بدون حلفاء، وضعف جيشها بشكل كبير بموجب معاهدة فرساي. كان لكل من فرنسا وبولندا وإيطاليا والاتحاد السوفيتي أسباب للاعتراض على صعود هتلر إلى السلطة. اقترحت بولندا على فرنسا أن ينخرط البلدان في حرب وقائية ضد ألمانيا في مارس 1933. اعترضت إيطاليا الفاشية على الادعاءات الألمانية في البلقان والنمسا، والتي اعتبرها بنيتو موسوليني في مجال نفوذ إيطاليا. في وقت مبكر من فبراير 1933، أعلن هتلر أن إعادة التسلح يجب أن تبدأ، وإن كان سرا في البداية، لأن ذلك يعد انتهاكا لمعاهدة فرساي. في 17 مايو 1933، ألقى هتلر خطابا قبل الرايخستاغ حدد فيه رغبته في السلام العالمي وقبل عرضا من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت لنزع السلاح العسكري، شريطة أن تفعل دول أوروبا الأخرى نفس الشيء. عندما فشلت القوى الأوروبية الأخرى في قبول هذا العرض، قام هتلر بسحب ألمانيا من مؤتمر نزع السلاح العالمي وعصبة الأمم في أكتوبر، مدعيا أن بنود نزع السلاح الخاصة بها كانت غير عادلة إذا كانت تطبق فقط على ألمانيا. في استفتاء أجري في نوفمبر، 95٪ من الناخبين أيدوا انسحاب ألمانيا. في عام 1934، أخبر هتلر قادته العسكريين أن الحرب في الشرق يجب أن تبدأ في عام 1942. سارلاند، التي وضعت تحت إشراف عصبة الأمم لمدة 15 عاما في نهاية الحرب العالمية الأولى، صوتت في يناير 1935 لصالح تصبح جزءا من ألمانيا. في مارس 1935، أعلن هتلر عن إنشاء سلاح جوي، وأن Reichswehr سيتم زيادته إلى 550،000 رجل. وافقت بريطانيا على قيام ألمانيا ببناء أسطول بحري بتوقيع الاتفاقية البحرية الأنجلو-ألمانية في 18 يونيو 1935. عندما أدى الغزو الإيطالي لإثيوبيا إلى احتجاجات خفيفة فقط من قبل الحكومتين البريطانية والفرنسية، في 7 مارس 1936 استخدم هتلر المعاهدة الفرنسية السوفيتية للمساعدة المتبادلة كذريعة لأمر الجيش بسير 3000 جندي إلى المنطقة المنزوعة السلاح في راينلاند في انتهاك لمعاهدة فرساي. بما أن الإقليم كان جزءا من ألمانيا، لم تشعر الحكومتان البريطانية والفرنسية بأن محاولة تنفيذ المعاهدة تستحق خطر الحرب. في انتخابات الحزب الواحد التي أجريت في 29 مارس، حصل الحزب النازي على دعم بنسبة 98.9٪. في عام 1936، وقع هتلر على ميثاق مناهض للكومنترن مع اليابان واتفاقية عدم اعتداء مع موسوليني، الذي كان يشير قريبا إلى «محور روما - برلين». أرسل هتلر الإمدادات العسكرية والمساعدة للقوات القومية للجنرال فرانشيسكو فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، التي بدأت في يوليو 1936. ضمت قوات كوندور الألمانية مجموعة من الطائرات وأطقمها، بالإضافة إلى وحدة دبابات. دمرت طائرة الفيلق مدينة غيرنيكا عام 1937. انتصر القوميون عام 1939 وأصبحوا حليفا غير رسمي لألمانيا النازية. في نوفمبر 1937، وجه هتلر القيادة العسكرية لعقد مؤتمر يتحدث من خلاله حاجة ألمانيا للتوسع شرقا. وفي البداية قال انه يتعين عليهم التعامل مع النمسا وتشيكوسلوفاكيا، لكنه واثق من أن بريطانيا وفرنسا لن تفعل شيئا عندما تتحرك الجيوش الألمانية نحوها. في شباط 1938، دعا هتلر المستشار النمساوي كورت شاشنيغ إلى لقاء في بيرغوف لضرورة تأمين حدود ألمانيا والحفاظ على استقلال النمسا. وكان من المقرر إجراء استفتاء بشأن هذه القضية في 13 مارس/ اذار لكن هتلر ألغى الاستفتاء. وفي يوم 11 مارس، بعث هتلر إنذارا لشاشنيغ، مطالبا إياه تسليم كل السلطة للنازيين النمساويين أو الاحتلال. وفي يوم 12 مارس دخل الجيش الألماني النمسا، حيث كان في استقباله بحماس النازيون النمساويون. قال هتلر لزعيم الحزب النازي سوديتنلاند هيينلين، لنجعل عدد من المطالب غير المقبولة للحكومة التشيكية. ولقد أصر موسوليني على هتلر بمقابلة وزير خارجية بريطانيا ورئيس الوزراء الفرنسي لمناقشة الأزمة التشيكية، وتم التوقيع على معاهدة ميونخ الشهيرة، مما اضطر الحكومة التشيكية لقبول الضم، ولكن ليس لها دور في المفاوضات. لقد كان اتفاق ميونيخ محملا بكثير من الجدل بين المؤرخين وعلماء السياسة. وكان التفسير الوحيد له هو اعتباره تسوية جبانة وهو الاستسلام غير الحكيم وغير ضروري على التهديدات الشديدة. بينما غيره من العلماء يجادلون بأن الحرب بها مخاطرة، في تلك المرحلة كان من الحكمة عدم خوض الحرب لأن فرنسا وبريطانيا ليست لديها أسلحة ولا إستراتيجية متماسكة لهزيمة ألمانيا في 1938. كانت جمهورية تشيكوسلوفاكيا موطنا لأقلية كبيرة من الألمان، الذين عاشوا في الغالب في السويدت. تحت ضغط من الجماعات الانفصالية داخل الحزب الألماني السوديتي، عرضت الحكومة التشيكوسلوفاكية تنازلات اقتصادية للمنطقة. قرر هتلر ليس فقط دمج جزيرة سوديتنلاند في الرايخ، ولكن تدمير دولة تشيكوسلوفاكيا بالكامل. قام النازيون بحملة دعائية لمحاولة حشد الدعم للغزو. عارض كبار القادة العسكريين الألمان الخطة، لأن ألمانيا لم تكن مستعدة بعد للحرب. أدت الأزمة إلى استعدادات الحرب من قبل بريطانيا وتشيكوسلوفاكيا وفرنسا (حليف تشيكوسلوفاكيا). في محاولة لتجنب الحرب، رتب رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين سلسلة من الاجتماعات، كانت النتيجة اتفاق ميونيخ، الموقع في 29 سبتمبر 1938. واضطرت الحكومة التشيكوسلوفاكية لقبول ضم سوديتنلاند إلى ألمانيا. وقد استقبل تشامبرلين الهتافات عندما هبط في لندن، قائلا إن الاتفاقية جلبت «السلام لعصرنا». بالإضافة إلى الضم الألماني، استولت بولندا على شريط ضيق من الأرض بالقرب من جيشن في 2 أكتوبر، في حين أنه نتيجة لاتفاق ميونيخ ، طالبت المجر واستقبلت 12,000 كيلومتر مربع (4,600 ميل2) على طول حدودهم الشمالية في جائزة فيينا الأولى في 2 نوفمبر. بعد مفاوضات مع الرئيس إميل هاشا، استولى هتلر على بقية النصف التشيكي للبلاد في 15 مارس 1939 وأنشأ محمية بوهيميا ومورافيا، بعد يوم واحد من إعلان الجمهورية السلوفاكية في النصف السلوفاكي. في 15 مارس أيضا، احتلت المجر وضمت كارباتو-أوكرانيا التي تم الإعلان عنها مؤخرا وغير المعترف بها وجزء إضافي من الأراضي المتنازع عليها مع سلوفاكيا . تم الاستيلاء على احتياطيات النقد الأجنبي النمساوية والتشيكية من قبل النازيين، وكذلك المخزونات من المواد الخام مثل المعادن والسلع المكتملة مثل الأسلحة والطائرات، والتي تم شحنها إلى ألمانيا. سيطر تكتل Reichswerke Hermann Göring الصناعي على منشآت إنتاج الصلب والفحم في كلا البلدين. في يناير 1934، وقعت ألمانيا اتفاقية عدم اعتداء مع بولندا. في مارس 1939، طالب هتلر بإعادة مدينة دانزيغ الحرة والممر البولندي، وهو قطاع من الأراضي يفصل بروسيا الشرقية عن بقية ألمانيا. أعلن البريطانيون أنهم سيأتون لمساعدة بولندا إذا تعرضت لهجوم. اعتقد هتلر أن البريطانيين لن يتخذوا إجراء فعليا، أمرا بضرورة إعداد خطة الغزو في سبتمبر 1939. في 23 مايو، وصف هتلر لجنرالاته خطته الشاملة ليس فقط بالاستيلاء على الممر البولندي ولكن توسيع الأراضي الألمانية بشكل كبير شرقا على حساب بولندا. توقع هذه المرة أن يقابلهم بالقوة. أعاد الألمان تأكيد تحالفهم مع إيطاليا ووقعوا اتفاقيات عدم اعتداء مع الدنمارك وإستونيا ولاتفيا بينما تم إضفاء الطابع الرسمي على الروابط التجارية مع رومانيا والنرويج والسويد. رتب وزير الخارجية يواكيم فون ريبنتروب في المفاوضات مع الاتحاد السوفيتي اتفاقية عدم اعتداء، وهي اتفاقية مولوتوف - ريبنتروب الموقعة في أغسطس 1939. كما تضمنت المعاهدة بروتوكولات سرية تقسم بولندا ودول البلطيق إلى الألمانية مجالات النفوذ السوفياتي. تضمنت السياسة الخارجية لألمانيا في زمن الحرب إنشاء حكومات حليفة تسيطر عليها بشكل مباشر أو غير مباشر من برلين. كانوا ينوون الحصول على جنود من الحلفاء مثل إيطاليا والمجر والعاملين والإمدادات الغذائية من الحلفاء مثل فرنسا الفيشية. كانت المجر رابع دولة تنضم إلى المحور، حيث وقعت على الاتفاقية الثلاثية في 27 سبتمبر 1940. وقعت بلغاريا على الاتفاقية في 17 نوفمبر. شملت الجهود الألمانية لتأمين النفط التفاوض على إمدادات من حليفهم الجديد، رومانيا، التي وقعت على المعاهدة في 23 نوفمبر، إلى جانب الجمهورية السلوفاكية. بحلول أواخر عام 1942، كان هناك 24 فرقة من رومانيا على الجبهة الشرقية، و10 من إيطاليا، و10 من المجر. تولت ألمانيا السيطرة الكاملة في فرنسا في عام 1942، وإيطاليا في عام 1943، والمجر في عام 1944. على الرغم من أن اليابان كانت حليفة قوية، كانت العلاقة بعيدة، مع القليل من التنسيق أو التعاون. على سبيل المثال، رفضت ألمانيا مشاركة صيغتها الخاصة بالنفط الاصطناعي من الفحم حتى وقت متأخر من الحرب. غزت ألمانيا بولندا واستولت على مدينة دانزيج الحرة في 1 سبتمبر 1939، بداية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. احتراما لالتزاماتها بموجب المعاهدة، أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب على ألمانيا بعد ذلك بيومين. سقطت بولندا بسرعة، حيث هاجم الاتحاد السوفياتي من الشرق في 17 سبتمبر. راينهارد هيدريش، رئيس شرطة الأمن (سيبو، شرطة الأمن) الشرطة الأمنية الألمانية (SD ؛ خدمة الأمن)، في 21 سبتمبر، بضرورة تقريب اليهود البولنديين والتركيز في مدن ذات خطوط سكك حديدية جيدة. كان الهدف في البداية ترحيلهم إلى الشرق، أو ربما إلى مدغشقر. باستخدام القوائم المعدة مسبقا، قتل حوالي 65000 من المثقفين البولنديين والنبلاء ورجال الدين والمعلمين بنهاية عام 1939 في محاولة لتدمير هوية بولندا كأمة. تقدمت القوات السوفيتية إلى فنلندا في حرب الشتاء، وشهدت القوات الألمانية تحركا في البحر. ولكن حدث القليل من الأنشطة الأخرى حتى مايو، لذلك أصبحت الفترة تعرف باسم «الحرب الزائفة». منذ بداية الحرب، أثر الحصار البريطاني على الشحنات إلى ألمانيا على اقتصادها. كانت ألمانيا تعتمد بشكل خاص على الإمدادات الأجنبية من النفط والفحم والحبوب. بفضل الحظر التجاري والحصار، انخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 80 في المائة. لحماية شحنات خام الحديد السويدية إلى ألمانيا، أمر هتلر بغزو الدنمارك والنرويج، والذي بدأ في 9 أبريل. سقطت الدنمارك بعد أقل من يوم واحد، بينما أعقبت معظم النرويج نهاية الشهر. بحلول أوائل يونيو، احتلت ألمانيا كل النرويج . ضد نصيحة العديد من كبار ضباطه العسكريين، أمر هتلر بشن هجوم على فرنسا والدول المنخفضة، والذي بدأ في مايو 1940. وسرعان ما غزا لوكسمبورغ وهولندا. بعد التفوق على الحلفاء في بلجيكا وفرض إخلاء العديد من القوات البريطانية والفرنسية في دونكيرك، سقطت فرنسا أيضا، واستسلمت لألمانيا في 22 يونيو. أدى الانتصار في فرنسا إلى زيادة شعبية هتلر وتصاعد حمى الحرب في ألمانيا. في انتهاك لأحكام اتفاقية لاهاي، وضعت الشركات الصناعية في هولندا، وفرنسا، وبلجيكا لإنتاج أعمال الحرب عتاد لألمانيا. استولى النازيون على الآلاف من القاطرات والمعدات الدارجة ومخزونات الأسلحة والمواد الخام مثل النحاس والقصدير والزيت والنيكل من الفرنسيين. تم فرض مدفوعات تكاليف الاحتلال على فرنسا وبلجيكا والنرويج. أدت الحواجز أمام التجارة إلى اكتناز الأسواق السوداء وعدم اليقين بشأن المستقبل. كانت الإمدادات الغذائية غير مستقرة؛ انخفض الإنتاج في معظم أوروبا. حدثت المجاعة في العديد من الدول المحتلة. تم رفض مبادرات هتلر للسلام لرئيس الوزراء البريطاني الجديد ونستون تشرشل في يوليو 1940. وقد نصح الأميرال إريك رايدر هتلر في يونيو أن التفوق الجوي كان شرطا مسبقا لغزو ناجح لبريطانيا، لذا أمر هتلر بسلسلة من الهجمات الجوية على القوات الجوية الملكية (RAF) والقواعد الجوية ومحطات الرادار، وكذلك الغارات الجوية الليلية على المدن البريطانية، بما في ذلك لندن، بليموث، وكوفنتري. فشلت لوفتفافه الألمانية في هزيمة سلاح الجو الملكي البريطاني في ما أصبح يعرف باسم معركة بريطانيا، وبحلول نهاية أكتوبر، أدرك هتلر أن التفوق الجوي لن يتحقق. قام بتأجيل الغزو بشكل دائم، وهي خطة لم يأخذها قادة الجيش الألماني على محمل الجد على الإطلاق. يعتقد العديد من المؤرخين، بما في ذلك أندرو جوردون، أن السبب الرئيسي لفشل خطة الغزو هو تفوق البحرية الملكية، وليس تصرفات سلاح الجو الملكي البريطاني. في فبراير 1941، وصل الفيلق الأفريقي الألماني إلى ليبيا لمساعدة الإيطاليين في حملة شمال إفريقيا. في 6 أبريل، شنت ألمانيا غزوا ليوغسلافيا واليونان. تم تقسيم جميع يوغسلافيا وأجزاء من اليونان فيما بعد بين ألمانيا والمجر وإيطاليا وبلغاريا. في 22 يونيو 1941، خالف ميثاق مولوتوف-ريبنتروب، وهاجم حوالي 3.8 مليون جندي من دول المحور الاتحاد السوفيتي. بالإضافة إلى هدف هتلر المعلن في الحصول على ليبنسراوم، كان هذا الهجوم الواسع النطاق - الذي أطلق عليه اسم عملية بربروسا - يهدف إلى تدمير الاتحاد السوفييتي والاستيلاء على موارده الطبيعية للعدوان اللاحق ضد القوى الغربية. كان رد الفعل بين الألمان مفاجئا وخوفا حيث كان الكثيرون قلقين بشأن المدة التي ستستمر فيها الحرب أو يشتبه في أن ألمانيا لا يمكنها الفوز في حرب خاضتها على جبهتين. غزا الغزو منطقة ضخمة، بما في ذلك دول البلطيق وروسيا البيضاء وغرب أوكرانيا. بعد معركة سمولينسك الناجحة في سبتمبر 1941، أمر هتلر مجموعة الجيوش الوسطى بوقف تقدمه إلى موسكو وتحويل مجموعات بانزر مؤقتا للمساعدة في تطويق لينينغراد وكييف. أتاح هذا التوقف المؤقت للجيش الأحمر فرصة لتعبئة احتياطيات جديدة. انتهى هجوم موسكو، الذي استؤنف في أكتوبر 1941، بشكل كارثي في ديسمبر. في 7 ديسمبر 1941، هاجمت اليابان بيرل هاربور، هاواي. بعد أربعة أيام ، أعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة. كان هناك نقص في الغذاء في المناطق المحتلة من الاتحاد السوفييتي وبولندا، حيث قامت الجيوش المنسحبة بإحراق المحاصيل في بعض المناطق، وتم إرسال معظم الباقي إلى الرايخ. في ألمانيا، تم قطع الحصص الغذائية في عام 1942. في دوره كمفوض للخطة الخمسية، طالب هيرمان غورينغ بزيادة شحنات الحبوب من فرنسا والأسماك من النرويج. كان حصاد عام 1942 جيدا، وظلت الإمدادات الغذائية كافية في أوروبا الغربية. كانت ألمانيا وأوروبا ككل تعتمد بشكل شبه كامل على واردات النفط الأجنبية. في محاولة لحل هذا النقص، أطلقت ألمانيا في يونيو 1942 العملية الزرقاء ("Case Blue")، وهو هجوم على حقول النفط القوقازية. شن الجيش الأحمر هجوما مضادا في 19 نوفمبر وحاصر قوات المحور، التي حوصرت في ستالينجراد في 23 نوفمبر. أكد غورينغ لهتلر أنه يمكن تزويد الجيش السادس عن طريق الجو، ولكن تبين أن هذا غير قابل للتطبيق. أدى رفض هتلر السماح بالتراجع إلى مقتل 200 ألف جندي ألماني وروماني. من بين 91000 رجل استسلموا في المدينة في 31 يناير 1943، عاد 6000 ناج فقط إلى ألمانيا بعد الحرب. استمرت الخسائر في الارتفاع بعد ستالينجراد، مما أدى إلى انخفاض حاد في شعبية الحزب النازي وتدهور المعنويات. استمرت القوات السوفيتية في الدفع غربا بعد الهجوم الألماني الفاشل في معركة كورسك في صيف عام 1943. وبحلول نهاية عام 1943 خسر الألمان معظم مكاسبهم الإقليمية الشرقية. في مصر، هزم المشير اروين رومل الفيلق الأفريقي من قبل القوات البريطانية تحت المشير برنارد مونتجومري في أكتوبر 1942. هبط الحلفاء في صقلية في يوليو 1943 وفي إيطاليا في سبتمبر. وفي الوقت نفسه، بدأت أساطيل القاذفات الأمريكية والبريطانية المتمركزة في بريطانيا عملياتها ضد ألمانيا. تم إعطاء العديد من طلعات الأهداف المدنية عمدا في محاولة لتدمير الروح المعنوية الألمانية. لم يتمكن إنتاج الطائرات الألمانية من مواكبة الخسائر، وبدون تغطية جوية أصبحت حملة قصف الحلفاء أكثر تدميرا. من خلال استهداف مصافي النفط والمصانع، شلت جهود الحرب الألمانية في أواخر عام 1944. في 6 يونيو 1944، أنشأت القوات الأمريكية والبريطانية والكندية جبهة في فرنسا بإنزال النورماندي في نورماندي. في 20 يوليو 1944، نجا هتلر من محاولة اغتيال. أمر بالانتقام الوحشي، مما أدى إلى 7000 اعتقالات وإعدام أكثر من 4،900 شخص. هجوم آردين الفاشل (16 ديسمبر 1944) - 25 يناير 1945) كان آخر هجوم ألماني كبير على الجبهة الغربية، ودخلت القوات السوفيتية ألمانيا في 27 يناير. أدى رفض هتلر للاعتراف بالهزيمة وإصراره على خوض الحرب حتى آخر رجل إلى الموت والدمار غير الضروريين في الأشهر الأخيرة من الحرب. خلال وزير العدل أوتو جورج تيراك، أمر هتلر بمحاكمة أي شخص غير مستعد للقتال، وتم إعدام الآلاف من الناس. في العديد من المناطق، استسلم الناس للحلفاء المقتربين على الرغم من حث القادة المحليين على مواصلة القتال. أمر هتلر بتدمير وسائل النقل والجسور والصناعات والبنية التحتية الأخرى - مرسوم الأرض المحروقة - لكن وزير التسلح ألبرت شبير منع تنفيذ هذا الأمر بالكامل. خلال معركة برلين (16 أبريل 1945 - 2 مايو 1945) ، عاش هتلر وموظفيه في تحت الأرض في قبو الفوهرر بينما اقترب الجيش الأحمر. في 30 أبريل، عندما كانت القوات السوفيتية داخل كتلتين من مستشارية الرايخ، انتحر هتلر مع صديقته وزوجته آنذاك إيفا براون. في 2 مايو، استسلم الجنرال هيلموت ويدلينج برلين دون قيد أو شرط إلى الجنرال السوفيتي فاسيلي تشيكوف. خلف هتلر الأدميرال كارل دونيتز كرئيس للرايخ وجوبلز كمستشار للرايخ. انتحر جوبلز وزوجته ماجدة في اليوم التالي بعد قتل أطفالهما الستة. بين 4 و8 مايو 1945، استسلمت معظم القوات المسلحة الألمانية المتبقية دون قيد أو شرط. تم التوقيع على صك الاستسلام الألماني في 8 مايو، بمناسبة نهاية النظام النازي ونهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. اختفى الدعم الشعبي لهتلر بالكامل تقريبا مع اقتراب الحرب من نهايتها. زادت معدلات الانتحار في ألمانيا، خاصة في المناطق التي كان الجيش الأحمر يتقدم فيها. بين الجنود وموظفي الحزب، كان الانتحار يعتبر غالبا بديلا مشرفا وبطوليا للاستسلام. تسببت الروايات والدعاية المباشرة حول السلوك غير المتحضر للقوات السوفيتية المتقدمة في حالة من الذعر بين المدنيين على الجبهة الشرقية، وخاصة النساء ، الذين يخشون التعرض للاغتصاب. انتحر أكثر من ألف شخص (من بين حوالي 16000 شخص) في دمين في حوالي 1 مايو 1945 عندما اقتحم الجيش الخامس والستين للجبهة البيلاروسية الثانية تقطيرا ثم دمر المدينة، وارتكب عمليات اغتصاب جماعية والإعدام التعسفي للمدنيين وإضرام النار في المباني. وقعت أعداد كبيرة من حالات الانتحار في العديد من المواقع الأخرى، بما في ذلك نيوبراندنبرغ (600 قتيل) ، وستولب في بومرن (1000 قتيل) ، وبرلين، حيث انتحر ما لا يقل عن 7057 شخصا في عام 1945. وفي عام 1945 اقتحم كل من الجيش السوفيتي والجيش الأمريكي الأراضي الألمانية وتم إسقاط حكومة النازية في ألمانيا لتنتهي المرحلة بانقسام الأراضي الألمانية إلى شرقية وغربية. تتراوح تقديرات إجمالي قتلى الحرب الألمان من 5.5 إلى 6.9 مليون شخص. دراسة أجراها المؤرخ الألماني روديجر أوفرمانس تقدر كان هتلر ينوي دمج العديد من هذه المناطق في الرايخ. احتلت ألمانيا الحماية الإيطالية لألبانيا ومحافظة الجبل الأسود الإيطالية عام 1943 وقامت بتثبيت حكومة عميلة في صربيا المحتلة عام 1941. كان الحزب النازي حزبا سياسيا فاشيا يمينيا متطرفا نشأ خلال الاضطرابات الاجتماعية والمالية التي حدثت بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. ظل الحزب النازي صغيرا ومهمشا، حيث حصل على 2.6 ٪ من الأصوات الفيدرالية في عام 1928، قبل بداية الكساد الكبير في عام 1929. بحلول عام 1930 فاز الحزب النازي بنسبة 18.3٪ من الأصوات الفيدرالية، مما جعله ثاني أكبر حزب سياسي في الرايخستاغ. أثناء وجوده في السجن بعد فشل انقلاب بير هول لعام 1923، كتب هتلر كفاحي الذي وضع خطته لتحويل المجتمع الألماني إلى مجتمع قائم على العرق. جمعت الأيديولوجية النازية عناصر معاداة السامية، والنظافة العرقية، وعلم تحسين النسل، ودمجها مع الجرمانية والتوسع الإقليمي بهدف الحصول على المزيد من ليبنسراوم للشعب الجرماني. حاول النظام الحصول على هذه الأراضي الجديدة بمهاجمة بولندا والاتحاد السوفييتي، بقصد ترحيل أو قتل اليهود والسلاف الذين يعيشون هناك، والذين اعتبروا أقل شأنا من العرق الرئيسي الآري وجزء من المؤامرة اليهودية البلشفية. اعتقد النظام النازي أن ألمانيا فقط هي القادرة على هزيمة قوى البلشفية وإنقاذ البشرية من هيمنة العالم من قبل يهود دوليين. هناك أشخاص آخرون اعتبرهم النازيون أن الحياة لا تستحق الحياة من بينهم المعاقون عقليا وجسديا، وشعب الروما، والمثليون جنسيا، وشهود يهوه، وغير لائقين اجتماعيا. تأثر بحركة فولكيش، كان النظام ضد الحداثة الثقافية ودعم تطوير جيش واسع النطاق على حساب الفكر. تم خنق الإبداع والفن ، باستثناء الأماكن التي يمكن أن تكون بمثابة وسائط دعائية. استخدم الحزب رموزا مثل علم الدم والطقوس مثل مسيرات الحزب النازي لتعزيز الوحدة وتعزيز شعبية النظام. حكم هتلر ألمانيا بشكل استبدادي من خلال التأكيد على Führerprinzip («مبدأ الزعيم»)، الذي دعا إلى الطاعة المطلقة لجميع المرؤوسين. كان ينظر إلى هيكل الحكومة على أنه هرم، مع نفسه - الزعيم المعصوم - في القمة. لم يتم تحديد رتبة الحزب عن طريق الانتخابات، وتم شغل المناصب من خلال التعيين من قبل أولئك ذوي الرتب الأعلى. استخدم الحزب الدعاية لتطوير عبادة الشخصية حول هتلر. يؤكد المؤرخون مثل كيرشو على التأثير النفسي لمهارة هتلر كخطيب. يقول روجر جيل: «خطبه المؤثرة استحوذت على عقول وقلوب عدد كبير من الشعب الألماني: لقد قام بالفعل بتنويم جمهوره». بينما أبلغ كبار المسؤولين هتلر واتباع سياساته، كان لديهم قدر كبير من الحكم الذاتي. توقع من المسؤولين «العمل تجاه الفوهرر» - أخذ زمام المبادرة في تعزيز السياسات والإجراءات بما يتماشى مع أهداف الحزب ورغبات هتلر، دون مشاركته في صنع القرار اليومي. كانت الحكومة مجموعة غير منظمة من الفصائل بقيادة النخبة الحزبية، التي كافحت من أجل تكديس السلطة وكسب صالح الفوهرر. كان أسلوب هتلر القيادي هو إعطاء أوامر متناقضة لمرؤوسيه ووضعهم في مواقع تتداخل فيها واجباتهم ومسؤولياتهم. وبهذه الطريقة عزز عدم الثقة والمنافسة والاقتتال الداخلي بين مرؤوسيه لتعزيز قوته الخاصة وتعظيمها. ألغت مراسيم الرايخشتاتالتر المتعاقبة بين عامي 1933 و1935 الولايات الحالية ( الولايات التأسيسية ) لألمانيا واستبدلتها بتقسيمات إدارية جديدة، غاو، يحكمها قادة الحزب النازي ( غاولايتر ). لم يتم تنفيذ التغيير بالكامل أبدا، حيث لا تزال الولايات تستخدم كأقسام إدارية لبعض الإدارات الحكومية مثل التعليم. أدى هذا إلى تشابك بيروقراطي بين السلطات والمسؤوليات المتداخلة النموذجية للأسلوب الإداري للنظام النازي. خسر موظفو الخدمة المدنية اليهود وظائفهم في عام 1933، باستثناء أولئك الذين شهدو الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الأولى.تم تعيين أعضاء الحزب النازي أو أنصار الحزب في مكانهم. كجزء من عملية غليششالتونغ، ألغى قانون الحكم المحلي للرايخ لعام 1935 الانتخابات المحلية، وتم تعيين العمد من قبل وزارة الداخلية. في أغسطس 1934، طلب من موظفي الخدمة المدنية وأفراد الجيش أن يقسموا قسما من الطاعة غير المشروطة لهتلر. أصبحت هذه القوانين أساس مبدأ الزعيم، مفهوم أن كلمة هتلر تجاوزت جميع القوانين القائمة. وهكذا أصبحت أي أفعال يعاقب عليها هتلر - حتى القتل - قانونية. يجب أن يوافق مكتب نائب الفوهرر رودولف هيس على جميع التشريعات التي اقترحها الوزراء، والذي يمكنه أيضا استخدام حق النقض (الفيتو) في التعيينات في الخدمة المدنية. ظلت معظم الأنظمة القضائية والمدونات القانونية لجمهورية فايمار قائمة للتعامل مع الجرائم غير السياسية. أصدرت المحاكم ونفذت أحكاما بالإعدام أكثر بكثير مما كانت عليه قبل تولي النازيين السلطة. يمكن اعتبار الأشخاص الذين أدينوا بارتكاب ثلاث جرائم أو أكثر - حتى الجرائم الصغيرة - مخالفين اعتياديين وسجنوا لأجل غير مسمى. تم الحكم على أشخاص مثل البغايا والنشالين بأنهم جنائيون بطبيعتهم ويهددون المجتمع. تم اعتقال الآلاف وحبسهم لأجل غير مسمى بدون محاكمة. تم إنشاء نوع جديد من المحاكم، وهو «محكمة الشعب» ( Volksgerichtshof )، عام 1934 للتعامل مع القضايا السياسية. أصدرت هذه المحكمة أكثر من 5000 حكم بالإعدام حتى حلها عام 1945. يمكن إصدار عقوبة الإعدام لجرائم مثل كونها شيوعية، أو طباعة منشورات مثيرة للفتنة، أو حتى إلقاء نكات عن هتلر أو مسؤولين آخرين. كان الجستابو مسؤولا عن الشرطة الاستقصائية لفرض الإيديولوجية القومية الاشتراكية حيث أنها حددت وحوصرت المخالفين السياسيين واليهود وغيرهم ممن اعتبروا غير مرغوب فيهم. غالبا ما أعاد الجستابو القبض على الجناة السياسيين الذين تم إطلاق سراحهم من السجن وحبسوا في معسكر اعتقال. استخدم النازيون الدعاية لنشر مفهوم راسينشانده («هتك العرض العرقي») لتبرير الحاجة إلى قوانين عنصرية. في سبتمبر 1935، تم سن قوانين نورمبرغ. حظرت هذه القوانين في البداية العلاقات الجنسية والزواج بين الآريين واليهود وتم توسيعها لاحقا لتشمل «الغجر أو الزنوج أو نسلهم الوغد». كما يحظر القانون توظيف النساء الألمانيات تحت سن 45 عاملة في المنازل اليهودية. ينص قانون المواطنة الرايخية على أنه يمكن فقط للمواطنين من «الدم الألماني أو الدم المرتبط» أن يكونوا مواطنين. وهكذا تم تجريد اليهود وغيرهم من غير الآريين من جنسيتهم الألمانية. سمح القانون للنازيين أيضا برفض منح الجنسية لأي شخص لم يكن داعما كافيا للنظام. صدر مرسوم تكميلي في نوفمبر / تشرين الثاني يعرف بأنه أي شخص يهودي لديه ثلاثة أجداد يهود، أو جدان إذا تم اتباع العقيدة اليهودية. تم استدعاء القوات المسلحة الموحدة لألمانيا من 1935 إلى 1945 الفيرماخت (قوة الدفاع). وشمل ذلك هير (الجيش) وكريغسمارينه (البحرية) ولوفتفافه ( القوات الجوية). من 2 أغسطس 1934، كان مطلوبا من أفراد القوات المسلحة التعهد بقسم الطاعة غير المشروطة لهتلر شخصيا. على النقيض من اليمين السابقة، التي تطلبت الولاء لدستور البلاد ومؤسساتها القانونية، تطلب هذا اليمين الجديد من أفراد الجيش طاعة هتلر حتى إذا تم إصدار أمر لهم بفعل شيء غير قانوني. أصدر هتلر مرسوما يقضي بأنه يجب على الجيش أن يتحمل وحتى تقديم الدعم اللوجستي إلى أينزاتسغروبن - فرق الموت المتنقلة المسؤولة عن ملايين الوفيات في أوروبا الشرقية - عندما كان من الممكن من الناحية التكتيكية القيام بذلك. كما شاركت قوات الفيرماخت مباشرة في المحرقة بإطلاق النار على المدنيين أو ارتكاب إبادة جماعية تحت ستار العمليات المعادية للحزبية. كان خط الحزب أن اليهود هم المحرضون على النضال الحزبي وبالتالي يحتاجون إلى القضاء عليه. في 8 يوليو 1941، أعلن هيدريش أن جميع اليهود في الأراضي المحتلة الشرقية يجب اعتبارهم مناصرين وأصدروا الأوامر بإطلاق النار على جميع اليهود الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاما. وبحلول أغسطس تم توسيع هذا ليشمل السكان اليهود بالكامل. على الرغم من الجهود المبذولة لإعداد البلاد عسكريا ، لم يستطع الاقتصاد تحمل حرب استنزاف طويلة. تم تطوير إستراتيجية تستند إلى تكتيك الحرب الخاطفة («حرب البرق»)، والتي تضمنت استخدام هجمات منسقة سريعة تتجنب نقاط العدو القوية. بدأت الهجمات بقصف مدفعي، تلاه قصف ومدفوعات. بعد ذلك ستهاجم الدبابات، وأخيرا سينتقل المشاة لتأمين المنطقة التي تم الاستيلاء عليها. استمرت الانتصارات حتى منتصف عام 1940، لكن الفشل في هزيمة بريطانيا كان أول نقطة تحول رئيسية في الحرب. أدى قرار مهاجمة الاتحاد السوفييتي والهزيمة الحاسمة في ستالينجراد إلى تراجع الجيوش الألمانية وخسارة الحرب في نهاية المطاف. كان العدد الإجمالي للجنود الذين خدموا في الفيرماخت من عام 1935 إلى عام 1945 حوالي 18.2 مليون توفي منهم 5.3 مليون. كانت كتيبة العاصفة (SA؛ مفرزة العاصفة ؛ Brownshirts)، التي تأسست في عام 1921، أول جناح شبه عسكري للحزب النازي. كانت مهمتهم الأولى حماية القادة النازيين في التجمعات والتجمعات. شاركوا أيضا في معارك الشوارع ضد قوى الأحزاب السياسية المتنافسة والأعمال العنيفة ضد اليهود وغيرهم. تحت قيادة إرنست روم نمت كتيبة العاصفة بحلول عام 1934 إلى أكثر من نصف مليون عضو - 4.5 مليون بما في ذلك الاحتياطيات - في وقت كان الجيش النظامي لا يزال يقتصر على 100،000 رجل بموجب معاهدة فرساي. كان روم يأمل في تولي قيادة الجيش واستيعابه في صفوف جيش الإنقاذ. هدد هيندنبورغ ووزير الدفاع فيرنر فون بلومبرغ بفرض الأحكام العرفية إذا لم يتم تقليص أنشطة كتيبة العاصفة. لذلك، بعد أقل من عام ونصف على الاستيلاء على السلطة، أمر هتلر بوفاة قيادة جيش الإنقاذ، بما في ذلك روم. بعد تطهير عام 1934، لم تعد كتيبة العاصفة قوة رئيسية. في البداية وحدة حراسة شخصية صغيرة تحت رعاية كتيبة العاصفة، نمت شوتزشتافل (SS؛ سرب الحماية) لتصبح واحدة من أكبر وأقوى المجموعات في ألمانيا النازية. بقيادة زعيم الرايخ إس إس هيملر من عام 1929، كان لدى SS أكثر من ربع مليون عضو بحلول عام 1938. تصور هيملر في البداية أن قوات الأمن الخاصة هي مجموعة النخبة من الحراس، خط الدفاع الأخير لهتلر. تطورت فافن إس إس، الفرع العسكري SS، إلى جيش ثان. كانت تعتمد على الجيش النظامي للأسلحة الثقيلة والمعدات، وكانت معظم الوحدات تحت السيطرة التكتيكية للقيادة العليا للقوات المسلحة (OKW). بحلول نهاية عام 1942، لم يعد يتم الالتزام بالاختيار الصارم والمتطلبات العرقية التي كانت موجودة في البداية. مع التجنيد والتجنيد على أساس التوسع فقط، بحلول عام 1943، لم تعد فافن إس إس تدعي أنها قوة قتالية من النخبة. ارتكبت تشكيلات قوات الأمن الخاصة العديد من جرائم الحرب ضد المدنيين والجنود المتحالفين. من عام 1935 فصاعدا، قادت قوات الأمن الخاصة اضطهاد اليهود، الذين تم اعتقالهم في الأحياء اليهودية ومعسكرات الاعتقال. مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، اتبعت وحدات إس إس أينزاتسغروبن الجيش إلى بولندا والاتحاد السوفيتي، حيث قتلت من 1941 إلى 1945 أكثر من مليوني شخص، بما في ذلك 1.3 مليون يهودي. تم تجنيد ثلث أعضاء أينزاتسغروبن من أفراد فافن-إس إس. أدارت وحدات توتنكوبف-إس إس معسكرات الاعتقال ومعسكرات الإبادة، حيث قتل ملايين آخرين. خدم في المخيمات ما يصل إلى 60،000 من رجال فافن-غس إس. في عام 1931، نظم هيملر خدمة استخبارات SS التي أصبحت تعرف باسم الشرطة الأمنية الألمانية (SD ؛ خدمة الأمن) تحت نائبه هايدريش. تم تكليف هذه المنظمة بتحديد مكان الشيوعيين والمعارضين السياسيين الآخرين واعتقالهم. أسس هيملر بدايات الاقتصاد الموازي تحت رعاية المكتب الرئيسي لاقتصاد وإدارة SS. تمتلك هذه الشركة القابضة شركات الإسكان والمصانع ودور النشر. كانت المسألة الاقتصادية الأكثر إلحاحا التي واجهها النازيون في البداية هي معدل البطالة الوطني البالغ 30 في المائة. الاقتصادي . هجالمار شاخت، رئيس بنك الرايخ ووزير الاقتصاد، بوضع خطة لتمويل العجز في مايو 1933. تم دفع المشاريع الرأسمالية بإصدار سندات إذنية تسمى فواتير ميفو. عندما تم تقديم الملاحظات للدفع، قام بنك الرايخ بطباعة النقود. توقع هتلر وفريقه الاقتصادي أن التوسع الإقليمي القادم سيوفر وسائل سداد الدين القومي المتزايد. حققت إدارة شاخت انخفاضا سريعا في معدل البطالة، وهو الأكبر بين أي بلد خلال فترة الكساد الكبير. كان الانتعاش الاقتصادي غير متكافئ، مع انخفاض ساعات العمل وتوافر الضروريات غير المنتظم، مما أدى إلى خيبة أمل من النظام في وقت مبكر من عام 1934. في أكتوبر 1933، تم
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الرايخ الثالث
|
b0bee7a7cbb446b1053d78d94a544e74
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.113377",
"source": "Wikipedia"
}
|
سلوفاكيا
|
سلوفاكيا
|
سلوفاكيا ورسميا الجمهورية السلوفاكية هي دولة غير ساحلية تقع في وسط أوروبا يحدها من الشمال الغربي التشيك (215 كم) من الشمال بولندا (444 كم) من الشرق أوكرانيا (97 كم) من الجنوب المجر (677 كم) ومن الجنوب الغربي النمسا (91 كم). اسم سلوفاكيا يعني حرفيا "أرض السلاف" (Slovensko باللغة السلوفاكية تنبع من الشكل الأقدم Sloven/Slovienin). على هذا النحو، فهي مشابهة لكلمتي سلوفينيا وسلافونيا. في اللاتينية والألمانية وحتى بعض ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/سلوفاكيا
|
689ce0e6530fbfed5415c1217f8abe19
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.114927",
"source": "Wikipedia"
}
|
رونالد ريغان
|
رونالد ريغان
|
رونالد ويلسون ريغان (6 فبراير 1911 – 5 يونيو 2004) سياسي وممثل أمريكي راحل شغل منصب الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في الفترة من 1981 إلى 1989. وقبل رئاسته كان حاكم ولاية كاليفورنيا الثالث والثلاثين بين عامي 1967 1975، بعد مسيرة كممثل في هوليوود ورئيس نقابة ممثلي الشاشة. ترعرع ريغان في عائلة فقيرة في مدينة صغيرة شمال ولاية إلينوي، وتخرج من كلية يوريكا في عام 1932 وعمل مذيعا رياضيا في عدد من المحطات الإذاعية الإقليمية. انتقل إلى هوليوود في عام 1937، وأصبح ممثلا ولعب دور البطولة في عدد من الإنتاجات الكبيرة. انتخب ريغان مرتين كرئيس نقابة ممثلي الشاشة، وهي نقابة عمالية للممثلين، حيث عمل على استئصال النفوذ الشيوعي. انتقل إلى التلفزيون في الخمسينيات وكان متحدثا في مصانع جنرال إلكتريك. كان ريغان ديمقراطيا ليبراليا، إلا أن وجهات نظره تغيرت وأصبح محافظا وتحول إلى الحزب الجمهوري في عام 1962. ألقى ريغان خطابه، «الوقت المناسب للاختيار»، في انتخابات عام 1964 في دعمه لحملة باري غولدووتر الرئاسية، ما أكسبه اهتمام الناس كمتحدث محافظ. انتخب ريغان حاكما على ولاية كاليفورنيا في عام 1966. رفع ريغان الضرائب وحول عجز ميزانية الولاية إلى فائض، تحدى المتظاهرين في جامعة كاليفورنيا، وقاد قوات الحرس الوطني خلال فترة الاحتجاجات عام 1969، وأعيد انتخابه لهذا المنصب في عام 1970. وحاول الترشح عن الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات عامي 1968 1976 ولكنه لم ينجح؛ لكنه حقق نصرا ساحقا بعد أربع سنوات على رئيس البلاد وقتها جيمي كارتر، وأصبح أكبر الرؤساء الأمريكيين المنتخبين حتى ذلك الوقت. تولى ريغان الرئاسة في عام 1981، وقام بتنفيذ مبادرات سياسية واقتصادية جديدة. وكون سياسات اقتصادية عن الموارد الجانبية، أطلق عليها اسم "ريغانوميكس"، والتي خفضت معدل الضرائب لتحفيز النمو الاقتصادي، والسيطرة على العرض النقدي للحد من التضخم، ورفع القيود الاقتصادية، وتخفيض الإنفاق الحكومي. نجا في ولايته الأولى من محاولة اغتيال، وقاد الحرب على المخدرات، وحارب عمال القطاع العام. على مدى فترتيه، شهد الاقتصاد انخفاضا في التضخم من 12.5٪ إلى 4.4٪، ومتوسط نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بواقع 3.4؛ ساهم ريغان في تخفيض الإنفاق المحلي، والتخفيضات الضريبية، وزيادة الإنفاق العسكري، كما ساهم أيضا في زيادة النفقات الاتحادية بشكل عام، حتى بعد تعديل التضخم. ترشح ريغان مجددا لإعادة انتخابه، وقاد حملته على فكرة «الصباح في أمريكا»، وحقق فوزا ساحقا في عام 1984 كما حقق أكبر انتصار في المجمع الانتخابي في تاريخ البلاد. هيمنت الشؤون الخارجية على ولايته الثانية، بما في ذلك إنهاء الحرب الباردة، وقصف ليبيا، وقضية إيران كونترا. ووصف الرئيس ريغان علنا الاتحاد السوفياتي بأنه "إمبراطورية الشر"، وفي خطابه الشهير في بوابة براندنبورغ، تحدى الرئيس ريغان السكرتير العام السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بأن «يهدم هذا الجدار!». وانتقلت سياسة الحرب الباردة من الانفراج إلى التراجع، من خلال تصعيد سباق التسلح مع الاتحاد السوفييتي خلال محادثاته مع غورباتشوف، والتي بلغت ذروتها في معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، مما أدى إلى تقليص الترسانة النووية للبلدين. أتت رئاسة ريغان خلال فترة انحسار الاتحاد السوفييتي، وسقط جدار برلين بعد عشرة أشهر فقط من انتهاء ولايته، وانهار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر 1991، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من ترك منصبه. ترك ريغان منصبه في عام 1989، ونال نسبة موافقة قدرها ثمانية وستين في المائة، ولتماثل نسبة فرانكلين روزفلت (وبيل كلينتون في وقت لاحق)، كأعلى تصنيف للرؤساء الذين غادروا منصبهم في العصر الحديث. وكان أول رئيس منذ عهد دوايت أيزنهاور يتولى لفترتين كاملتين، بعد أن فشل خمسة رؤساء قبله في بذلك. خطط ريغان لينشط في الحياة العامة بعد الرئاسة، إلا أنه كشف في عام 1994 عن تشخيصه بمرض آلزهايمر في وقت سابق من ذلك العام، وظهر علنا للمرة الأخيرة في جنازة ريتشارد نيكسون؛ وتوفي بعد عشر سنوات في عام 2004 في سن الثالثة والتسعين. يعتبر ريغان أيقونة بين الجمهوريين، ويحظى بنظرة إيجابية في تصنيف المؤرخين بين رؤساء الولايات المتحدة، وشكلت فترة ولايته تحول التوجه السياسي في الولايات المتحدة نحو المحافظة. في عام 1976، تحدى ريغان الرئيس وقتها جيرالد فورد في محاولة منه لجعل نفسه مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة. لكن سرعان ما أظهر ريغان نفسه كمرشح عن الحزب المحافظ بدعم من منظمات لديها آلية التفكير ذاتها مثل اتحاد المحافظين الأمريكيين الذي أصبح عنصرا أساسيا في قاعدته السياسية لاحقا، بينما اعتبر فورد من الجمهوريين الأكثر اعتدالا. اعتمدت حملة ريغان على الإستراتيجية التي وضعها مدير الحملة جون سيرز وذلك لضمان الفوز بعدد قليل من الانتخابات التمهيدية مبكرا وذلك لمنع الاحتمال القوي في ترشيح فورد. فاز ريغان وحصل على ولاية كارولينا الشمالية وتكساس وكاليفورنيا، لكن استراتيجيته تلك فشلت، إذ انتهى به الأمر بفقدان كل من نيو هامبشير وفلوريدا ومسقط رأسه إلينوي. أعادت حملة تكساس الأمل لريغان عندما حاز على 96 من المندوبين الذين تم اختيارهم في الانتخابات التمهيدية في الأول من مايو، مع ترقب أربعة آخرين في مؤتمر الولاية. يعود الفضل في هذا الفوز إلى ثلاثة رؤساء من بينهم إرنست أنجيلو وعمدة مدلاند وراي بارنهارت من هيوستن، وهم الذين عينهم ريغان -عند توليه الرئاسة عام 1981- بمنصب رؤساء إدارة الطرق السريعة الفيدرالية. ومع ذلك، مع اقتراب وضع اتفاقية الحزب الجمهوري، بدا فورد قريبا من الفوز في الانتخابات. اختار ريغان السناتور المعتدل ريتشارد شويكر من ولاية بنسلفانيا لمنصب نائب الرئيس في حال تم ترشيحه. ومع ذلك، فاز فورد بأصوات 1,187 مندوب في حين حصل ريغان على 1,070 صوت. خسر فورد الانتخابات الرئاسية لعام 1976 أمام مرشح الحزب الديمقراطي جيمي كارتر. أكد خطاب ريغان عن الامتيازات على مخاطر الحرب النووية والتهديد الذي يمثله الاتحاد السوفيتي. على الرغم من أنه خسر الترشيح، إلا أنه حصل على 307 صوت في نيو هامبشير 388 صوت كمرشح مستقل في وايومنغ وعلى صوت انتخابي واحد في انتخابات نوفمبر من ولاية واشنطن، والتي فاز بها فورد على منافسه من الحزب الديمقراطي جيمي كارتر. بعد الحملة، استمر ريغان في الجدال العام ضمن سلسلة تعليقات رونالد ريغان المذاعة على الراديو إلى جانب لجنته للعمل السياسي -المواطنون من أجل الجمهورية- والتي أعيد إحياءها في الإسكندرية (فرجينيا) في عام 2009 من قبل كاتب السيرة الذاتية لريغان، كريغ شيرلي. تميزت انتخابات عام 1980 الرئاسية بزعامة ريغان ضد الرئيس الحالي جيمي كارتر، وأجريت وسط العديد من المخاوف الداخلية إلى جانب قضية أزمة رهائن إيران. شددت حملة ريغان على بعض من مبادئه الأساسية من بينها: تخفيض الضرائب لدعم الاقتصاد والعمل على تقييد تدخل الحكومة في حياة الشعب والمطالبة بحقوق الولايات وتنظيم جبهة دفاع وطني قوي. أطلق ريغان حملته مع توجيه اتهام للحكومة الفدرالية والتي يعتقد بأنها «مبالغ بها». بعد حصوله على ترشيح من الحزب الجمهوري، اختار ريغان أحد خصومه في الانتخابات التمهيدية وهو جورج دبليو بوش ليكون زميلا له. عززت ثقته بنفسه، خلال مناظرة ريغان-كارتر التي عرضت على التلفاز في 28 أكتوبر، شعبيته بين الجمهور وساعدت على دعم وتحسين صورته في استطلاعات الرأي. في 4 نوفمبر، فاز ريغان فوزا ساحقا على كارتر، إذ حصل على 44 ولاية وعلى 489 صوت انتخابي مقابل 49 صوت لكارتر في ست ولايات بالإضافة إلى العاصمة. فاز أيضا في التصويت الشعبي بحصوله على نسبة 50.7% مقابل 41.0% لكارتر أما جون بي. أندرسون غير الحزبي فقد حصل على نسبة 6.6%. فاز الجمهوريون وحصلوا على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ لأول مرة منذ عام 1952، على الرغم من احتفاظ الديمقراطيين بأغلبية المقاعد في مجلس النواب. وضع إستراتيجية منذ اليوم الأول لتوليه السلطة عام 1981، وقد تعرض في تلك السنة لمحاولة اغتيال فاشلة من المسلح جون هينكلي جونيور، وعن استراتيجيته أعلن أنه على الولايات المتحدة أن تستعيد معظم المواقع التي خسرتها في العالم جراء سياسة جيمي كارتر إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وبالفعل برزت قوة الولايات المتحدة كلها في عهده حتى نهاية ولايته الثانية عام 1989، فنجح باستعادة بنما وقناتها ونيكاراغوا وتشيلي وفي أفريقيا استعادت الولايات المتحدة أثيوبيا من منغيستو هيلا ميريام الماركسي وأنغولا من سامورا ميشيل المدعوم من فيديل كاسترو والسوفيات، ووضع في سلم أولوياته وبرامجه محاربة الاتحاد السوفييتي ومعاداة الشيوعية وتفكيك حلف وارسو وذلك بالتعاون مع دول أوروبية. وحقق معظم ما وعد به الأميركيين والحلفاء بشأن سياسته الخارجية. لقد هزت هذه الفضيحة إدارة ريغان هزة عنيفة بعد أن كشفتها الصحافة اللبنانية في نهاية 1986. وقد بدأت علاقة ريغان بقادة الثورة الإيرانية في خريف عام 1980 حين كان الرئيس الأمريكي كارتر يسبق ريجان في الاستطلاع الذي حدث قبل الانتخابات الأمريكية، حيث كان من الممكن أن يفوز كارتر بالرئاسة لو تم إطلاق سراح الرهائن الأمريكان في إيران، عندها تواطأ ريغان مع الإيرانيين من خلال مفاوضاته معهم لإطلاق سراح الرهائن، وتأجيل الإطلاق إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية . اعتبار منظمة التحرير منظمة إرهابية وعبئا على لبنان، وقد عرضته لاجتياحات عسكرية إسرائيلية، مما استدعى إخراجها من بيروت وكافة المناطق عبر محادثات خاضها السفير فيليب حبيب. دخل ريغان في لبنان وغادرها تحت النيران بعد تدمير السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية. اتخذ موقفا ضد مشروع تقدمت به فرنسا لمطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان، وطالب بإزالة الوجود الفلسطيني المسلح من بيروت وغيرها، غير أن مجلس الأمن صوت بقرار رقم 508، و509، مطالبا إسرائيل بالانسحاب من لبنان ووقف العمليات العسكرية، وتقدمت إسبانيا بمشروع قرار لإدانة إسرائيل لعدم تطبيقها القرارين، غير أن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد المشروع. فرض حصار على ليبيا واعتبرها من قوى الشر وأمر بالمناوشات الجوية البحرية مع ليبيا في خليج سرت، ثم عملية قصف طرابلس وبنغازي عام 1986. عندما قررت السعودية عقد صفقة طائرات الإواكس، حذرت إدارة الرئيس ريغان من استعمال السعودية للطائرات ضد إسرائيل فأرسلت السعودية ضمانات أنها لن تستخدم الطائرات إلا لأغراض دفاعية في سعيه لكسب الأصوات اليهودية حرص ريغان على زيادة الروابط مع المؤسسات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة قبل موعد الانتخابات الرئاسية، وقام ريغان بتعيين اليهودي مارشال بيرغر مسؤولا عن التنسيق بين لجنة الحملة الانتخابية والمجموعات اليهودية في الولايات المتحدة، وعين اليهودي ألبرت شبيغل رئيسا لحملته الانتخابية، وأخذ شبيغل يعرض لليهود سجل ريغان المؤيد لإسرائيل، ومنها حضور ريغان تجمعات مؤيدة لإسرائيل خلال حرب الأيام الستة في عام 1967م، عندما كان حاكما لكاليفورنيا. وخلال حملته الانتخابية زار ريغان المنظمة اليهودية بناي بريث في واشنطن في 3 أيلول 1980م، وألقى خطابا قال فيه: «إن إسرائيل ليست أمة فقط بل هي رمز ففي دفاعنا عن حق إسرائيل في الوجود إنما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على أساسها أمتنا». وبعد سقوط الشاه وقبل أنتخابات الرئاسة الأمريكية أدلى ريغان بتصريح إلى الواشنطن بوست في 15 أغسطس 1979م، جاء فيه: «إن أي منظمة إقليمية مؤيدة للغرب لن تكون لها أية قيمة عسكرية حقيقية دون أن تشترك إسرائيل فيها بشكل أو بآخر». وكان أهم موضوع في الحملة الانتخابية للمرشح ريغان هو مزاعمه بعجز إدارة كارتر في تقدير أهمية (إسرائيل) كرصيد استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ففي مقالة له في الواشنطن بوست ذكر بأن وضع الولايات المتحدة ستكون أضعف في المنطقة بدون الأرصدة السياسية والعسكرية التي توفرها إسرائيل كقوة مستقرة وكرادع للهيمنة الراديكالية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/رونالد ريغان
|
1bc9976d2a589f4f3c05def254071fe5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.119713",
"source": "Wikipedia"
}
|
رونالد ريجان
|
رونالد ريغان
|
رونالد ويلسون ريغان (6 فبراير 1911 – 5 يونيو 2004) سياسي وممثل أمريكي راحل شغل منصب الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في الفترة من 1981 إلى 1989. وقبل رئاسته كان حاكم ولاية كاليفورنيا الثالث والثلاثين بين عامي 1967 1975، بعد مسيرة كممثل في هوليوود ورئيس نقابة ممثلي الشاشة. ترعرع ريغان في عائلة فقيرة في مدينة صغيرة شمال ولاية إلينوي، وتخرج من كلية يوريكا في عام 1932 وعمل مذيعا رياضيا في عدد من المحطات الإذاعية الإقليمية. انتقل إلى هوليوود في عام 1937، وأصبح ممثلا ولعب دور البطولة في عدد من الإنتاجات الكبيرة. انتخب ريغان مرتين كرئيس نقابة ممثلي الشاشة، وهي نقابة عمالية للممثلين، حيث عمل على استئصال النفوذ الشيوعي. انتقل إلى التلفزيون في الخمسينيات وكان متحدثا في مصانع جنرال إلكتريك. كان ريغان ديمقراطيا ليبراليا، إلا أن وجهات نظره تغيرت وأصبح محافظا وتحول إلى الحزب الجمهوري في عام 1962. ألقى ريغان خطابه، «الوقت المناسب للاختيار»، في انتخابات عام 1964 في دعمه لحملة باري غولدووتر الرئاسية، ما أكسبه اهتمام الناس كمتحدث محافظ. انتخب ريغان حاكما على ولاية كاليفورنيا في عام 1966. رفع ريغان الضرائب وحول عجز ميزانية الولاية إلى فائض، تحدى المتظاهرين في جامعة كاليفورنيا، وقاد قوات الحرس الوطني خلال فترة الاحتجاجات عام 1969، وأعيد انتخابه لهذا المنصب في عام 1970. وحاول الترشح عن الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات عامي 1968 1976 ولكنه لم ينجح؛ لكنه حقق نصرا ساحقا بعد أربع سنوات على رئيس البلاد وقتها جيمي كارتر، وأصبح أكبر الرؤساء الأمريكيين المنتخبين حتى ذلك الوقت. تولى ريغان الرئاسة في عام 1981، وقام بتنفيذ مبادرات سياسية واقتصادية جديدة. وكون سياسات اقتصادية عن الموارد الجانبية، أطلق عليها اسم "ريغانوميكس"، والتي خفضت معدل الضرائب لتحفيز النمو الاقتصادي، والسيطرة على العرض النقدي للحد من التضخم، ورفع القيود الاقتصادية، وتخفيض الإنفاق الحكومي. نجا في ولايته الأولى من محاولة اغتيال، وقاد الحرب على المخدرات، وحارب عمال القطاع العام. على مدى فترتيه، شهد الاقتصاد انخفاضا في التضخم من 12.5٪ إلى 4.4٪، ومتوسط نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بواقع 3.4؛ ساهم ريغان في تخفيض الإنفاق المحلي، والتخفيضات الضريبية، وزيادة الإنفاق العسكري، كما ساهم أيضا في زيادة النفقات الاتحادية بشكل عام، حتى بعد تعديل التضخم. ترشح ريغان مجددا لإعادة انتخابه، وقاد حملته على فكرة «الصباح في أمريكا»، وحقق فوزا ساحقا في عام 1984 كما حقق أكبر انتصار في المجمع الانتخابي في تاريخ البلاد. هيمنت الشؤون الخارجية على ولايته الثانية، بما في ذلك إنهاء الحرب الباردة، وقصف ليبيا، وقضية إيران كونترا. ووصف الرئيس ريغان علنا الاتحاد السوفياتي بأنه "إمبراطورية الشر"، وفي خطابه الشهير في بوابة براندنبورغ، تحدى الرئيس ريغان السكرتير العام السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بأن «يهدم هذا الجدار!». وانتقلت سياسة الحرب الباردة من الانفراج إلى التراجع، من خلال تصعيد سباق التسلح مع الاتحاد السوفييتي خلال محادثاته مع غورباتشوف، والتي بلغت ذروتها في معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، مما أدى إلى تقليص الترسانة النووية للبلدين. أتت رئاسة ريغان خلال فترة انحسار الاتحاد السوفييتي، وسقط جدار برلين بعد عشرة أشهر فقط من انتهاء ولايته، وانهار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر 1991، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من ترك منصبه. ترك ريغان منصبه في عام 1989، ونال نسبة موافقة قدرها ثمانية وستين في المائة، ولتماثل نسبة فرانكلين روزفلت (وبيل كلينتون في وقت لاحق)، كأعلى تصنيف للرؤساء الذين غادروا منصبهم في العصر الحديث. وكان أول رئيس منذ عهد دوايت أيزنهاور يتولى لفترتين كاملتين، بعد أن فشل خمسة رؤساء قبله في بذلك. خطط ريغان لينشط في الحياة العامة بعد الرئاسة، إلا أنه كشف في عام 1994 عن تشخيصه بمرض آلزهايمر في وقت سابق من ذلك العام، وظهر علنا للمرة الأخيرة في جنازة ريتشارد نيكسون؛ وتوفي بعد عشر سنوات في عام 2004 في سن الثالثة والتسعين. يعتبر ريغان أيقونة بين الجمهوريين، ويحظى بنظرة إيجابية في تصنيف المؤرخين بين رؤساء الولايات المتحدة، وشكلت فترة ولايته تحول التوجه السياسي في الولايات المتحدة نحو المحافظة. في عام 1976، تحدى ريغان الرئيس وقتها جيرالد فورد في محاولة منه لجعل نفسه مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة. لكن سرعان ما أظهر ريغان نفسه كمرشح عن الحزب المحافظ بدعم من منظمات لديها آلية التفكير ذاتها مثل اتحاد المحافظين الأمريكيين الذي أصبح عنصرا أساسيا في قاعدته السياسية لاحقا، بينما اعتبر فورد من الجمهوريين الأكثر اعتدالا. اعتمدت حملة ريغان على الإستراتيجية التي وضعها مدير الحملة جون سيرز وذلك لضمان الفوز بعدد قليل من الانتخابات التمهيدية مبكرا وذلك لمنع الاحتمال القوي في ترشيح فورد. فاز ريغان وحصل على ولاية كارولينا الشمالية وتكساس وكاليفورنيا، لكن استراتيجيته تلك فشلت، إذ انتهى به الأمر بفقدان كل من نيو هامبشير وفلوريدا ومسقط رأسه إلينوي. أعادت حملة تكساس الأمل لريغان عندما حاز على 96 من المندوبين الذين تم اختيارهم في الانتخابات التمهيدية في الأول من مايو، مع ترقب أربعة آخرين في مؤتمر الولاية. يعود الفضل في هذا الفوز إلى ثلاثة رؤساء من بينهم إرنست أنجيلو وعمدة مدلاند وراي بارنهارت من هيوستن، وهم الذين عينهم ريغان -عند توليه الرئاسة عام 1981- بمنصب رؤساء إدارة الطرق السريعة الفيدرالية. ومع ذلك، مع اقتراب وضع اتفاقية الحزب الجمهوري، بدا فورد قريبا من الفوز في الانتخابات. اختار ريغان السناتور المعتدل ريتشارد شويكر من ولاية بنسلفانيا لمنصب نائب الرئيس في حال تم ترشيحه. ومع ذلك، فاز فورد بأصوات 1,187 مندوب في حين حصل ريغان على 1,070 صوت. خسر فورد الانتخابات الرئاسية لعام 1976 أمام مرشح الحزب الديمقراطي جيمي كارتر. أكد خطاب ريغان عن الامتيازات على مخاطر الحرب النووية والتهديد الذي يمثله الاتحاد السوفيتي. على الرغم من أنه خسر الترشيح، إلا أنه حصل على 307 صوت في نيو هامبشير 388 صوت كمرشح مستقل في وايومنغ وعلى صوت انتخابي واحد في انتخابات نوفمبر من ولاية واشنطن، والتي فاز بها فورد على منافسه من الحزب الديمقراطي جيمي كارتر. بعد الحملة، استمر ريغان في الجدال العام ضمن سلسلة تعليقات رونالد ريغان المذاعة على الراديو إلى جانب لجنته للعمل السياسي -المواطنون من أجل الجمهورية- والتي أعيد إحياءها في الإسكندرية (فرجينيا) في عام 2009 من قبل كاتب السيرة الذاتية لريغان، كريغ شيرلي. تميزت انتخابات عام 1980 الرئاسية بزعامة ريغان ضد الرئيس الحالي جيمي كارتر، وأجريت وسط العديد من المخاوف الداخلية إلى جانب قضية أزمة رهائن إيران. شددت حملة ريغان على بعض من مبادئه الأساسية من بينها: تخفيض الضرائب لدعم الاقتصاد والعمل على تقييد تدخل الحكومة في حياة الشعب والمطالبة بحقوق الولايات وتنظيم جبهة دفاع وطني قوي. أطلق ريغان حملته مع توجيه اتهام للحكومة الفدرالية والتي يعتقد بأنها «مبالغ بها». بعد حصوله على ترشيح من الحزب الجمهوري، اختار ريغان أحد خصومه في الانتخابات التمهيدية وهو جورج دبليو بوش ليكون زميلا له. عززت ثقته بنفسه، خلال مناظرة ريغان-كارتر التي عرضت على التلفاز في 28 أكتوبر، شعبيته بين الجمهور وساعدت على دعم وتحسين صورته في استطلاعات الرأي. في 4 نوفمبر، فاز ريغان فوزا ساحقا على كارتر، إذ حصل على 44 ولاية وعلى 489 صوت انتخابي مقابل 49 صوت لكارتر في ست ولايات بالإضافة إلى العاصمة. فاز أيضا في التصويت الشعبي بحصوله على نسبة 50.7% مقابل 41.0% لكارتر أما جون بي. أندرسون غير الحزبي فقد حصل على نسبة 6.6%. فاز الجمهوريون وحصلوا على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ لأول مرة منذ عام 1952، على الرغم من احتفاظ الديمقراطيين بأغلبية المقاعد في مجلس النواب. وضع إستراتيجية منذ اليوم الأول لتوليه السلطة عام 1981، وقد تعرض في تلك السنة لمحاولة اغتيال فاشلة من المسلح جون هينكلي جونيور، وعن استراتيجيته أعلن أنه على الولايات المتحدة أن تستعيد معظم المواقع التي خسرتها في العالم جراء سياسة جيمي كارتر إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وبالفعل برزت قوة الولايات المتحدة كلها في عهده حتى نهاية ولايته الثانية عام 1989، فنجح باستعادة بنما وقناتها ونيكاراغوا وتشيلي وفي أفريقيا استعادت الولايات المتحدة أثيوبيا من منغيستو هيلا ميريام الماركسي وأنغولا من سامورا ميشيل المدعوم من فيديل كاسترو والسوفيات، ووضع في سلم أولوياته وبرامجه محاربة الاتحاد السوفييتي ومعاداة الشيوعية وتفكيك حلف وارسو وذلك بالتعاون مع دول أوروبية. وحقق معظم ما وعد به الأميركيين والحلفاء بشأن سياسته الخارجية. لقد هزت هذه الفضيحة إدارة ريغان هزة عنيفة بعد أن كشفتها الصحافة اللبنانية في نهاية 1986. وقد بدأت علاقة ريغان بقادة الثورة الإيرانية في خريف عام 1980 حين كان الرئيس الأمريكي كارتر يسبق ريجان في الاستطلاع الذي حدث قبل الانتخابات الأمريكية، حيث كان من الممكن أن يفوز كارتر بالرئاسة لو تم إطلاق سراح الرهائن الأمريكان في إيران، عندها تواطأ ريغان مع الإيرانيين من خلال مفاوضاته معهم لإطلاق سراح الرهائن، وتأجيل الإطلاق إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية . اعتبار منظمة التحرير منظمة إرهابية وعبئا على لبنان، وقد عرضته لاجتياحات عسكرية إسرائيلية، مما استدعى إخراجها من بيروت وكافة المناطق عبر محادثات خاضها السفير فيليب حبيب. دخل ريغان في لبنان وغادرها تحت النيران بعد تدمير السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية. اتخذ موقفا ضد مشروع تقدمت به فرنسا لمطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان، وطالب بإزالة الوجود الفلسطيني المسلح من بيروت وغيرها، غير أن مجلس الأمن صوت بقرار رقم 508، و509، مطالبا إسرائيل بالانسحاب من لبنان ووقف العمليات العسكرية، وتقدمت إسبانيا بمشروع قرار لإدانة إسرائيل لعدم تطبيقها القرارين، غير أن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد المشروع. فرض حصار على ليبيا واعتبرها من قوى الشر وأمر بالمناوشات الجوية البحرية مع ليبيا في خليج سرت، ثم عملية قصف طرابلس وبنغازي عام 1986. عندما قررت السعودية عقد صفقة طائرات الإواكس، حذرت إدارة الرئيس ريغان من استعمال السعودية للطائرات ضد إسرائيل فأرسلت السعودية ضمانات أنها لن تستخدم الطائرات إلا لأغراض دفاعية في سعيه لكسب الأصوات اليهودية حرص ريغان على زيادة الروابط مع المؤسسات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة قبل موعد الانتخابات الرئاسية، وقام ريغان بتعيين اليهودي مارشال بيرغر مسؤولا عن التنسيق بين لجنة الحملة الانتخابية والمجموعات اليهودية في الولايات المتحدة، وعين اليهودي ألبرت شبيغل رئيسا لحملته الانتخابية، وأخذ شبيغل يعرض لليهود سجل ريغان المؤيد لإسرائيل، ومنها حضور ريغان تجمعات مؤيدة لإسرائيل خلال حرب الأيام الستة في عام 1967م، عندما كان حاكما لكاليفورنيا. وخلال حملته الانتخابية زار ريغان المنظمة اليهودية بناي بريث في واشنطن في 3 أيلول 1980م، وألقى خطابا قال فيه: «إن إسرائيل ليست أمة فقط بل هي رمز ففي دفاعنا عن حق إسرائيل في الوجود إنما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على أساسها أمتنا». وبعد سقوط الشاه وقبل أنتخابات الرئاسة الأمريكية أدلى ريغان بتصريح إلى الواشنطن بوست في 15 أغسطس 1979م، جاء فيه: «إن أي منظمة إقليمية مؤيدة للغرب لن تكون لها أية قيمة عسكرية حقيقية دون أن تشترك إسرائيل فيها بشكل أو بآخر». وكان أهم موضوع في الحملة الانتخابية للمرشح ريغان هو مزاعمه بعجز إدارة كارتر في تقدير أهمية (إسرائيل) كرصيد استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ففي مقالة له في الواشنطن بوست ذكر بأن وضع الولايات المتحدة ستكون أضعف في المنطقة بدون الأرصدة السياسية والعسكرية التي توفرها إسرائيل كقوة مستقرة وكرادع للهيمنة الراديكالية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/رونالد ريجان
|
1bc9976d2a589f4f3c05def254071fe5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.123373",
"source": "Wikipedia"
}
|
رونالد ريغن
|
رونالد ريغان
|
رونالد ويلسون ريغان (6 فبراير 1911 – 5 يونيو 2004) سياسي وممثل أمريكي راحل شغل منصب الرئيس الأربعين للولايات المتحدة في الفترة من 1981 إلى 1989. وقبل رئاسته كان حاكم ولاية كاليفورنيا الثالث والثلاثين بين عامي 1967 1975، بعد مسيرة كممثل في هوليوود ورئيس نقابة ممثلي الشاشة. ترعرع ريغان في عائلة فقيرة في مدينة صغيرة شمال ولاية إلينوي، وتخرج من كلية يوريكا في عام 1932 وعمل مذيعا رياضيا في عدد من المحطات الإذاعية الإقليمية. انتقل إلى هوليوود في عام 1937، وأصبح ممثلا ولعب دور البطولة في عدد من الإنتاجات الكبيرة. انتخب ريغان مرتين كرئيس نقابة ممثلي الشاشة، وهي نقابة عمالية للممثلين، حيث عمل على استئصال النفوذ الشيوعي. انتقل إلى التلفزيون في الخمسينيات وكان متحدثا في مصانع جنرال إلكتريك. كان ريغان ديمقراطيا ليبراليا، إلا أن وجهات نظره تغيرت وأصبح محافظا وتحول إلى الحزب الجمهوري في عام 1962. ألقى ريغان خطابه، «الوقت المناسب للاختيار»، في انتخابات عام 1964 في دعمه لحملة باري غولدووتر الرئاسية، ما أكسبه اهتمام الناس كمتحدث محافظ. انتخب ريغان حاكما على ولاية كاليفورنيا في عام 1966. رفع ريغان الضرائب وحول عجز ميزانية الولاية إلى فائض، تحدى المتظاهرين في جامعة كاليفورنيا، وقاد قوات الحرس الوطني خلال فترة الاحتجاجات عام 1969، وأعيد انتخابه لهذا المنصب في عام 1970. وحاول الترشح عن الحزب الجمهوري لرئاسة الولايات المتحدة في انتخابات عامي 1968 1976 ولكنه لم ينجح؛ لكنه حقق نصرا ساحقا بعد أربع سنوات على رئيس البلاد وقتها جيمي كارتر، وأصبح أكبر الرؤساء الأمريكيين المنتخبين حتى ذلك الوقت. تولى ريغان الرئاسة في عام 1981، وقام بتنفيذ مبادرات سياسية واقتصادية جديدة. وكون سياسات اقتصادية عن الموارد الجانبية، أطلق عليها اسم "ريغانوميكس"، والتي خفضت معدل الضرائب لتحفيز النمو الاقتصادي، والسيطرة على العرض النقدي للحد من التضخم، ورفع القيود الاقتصادية، وتخفيض الإنفاق الحكومي. نجا في ولايته الأولى من محاولة اغتيال، وقاد الحرب على المخدرات، وحارب عمال القطاع العام. على مدى فترتيه، شهد الاقتصاد انخفاضا في التضخم من 12.5٪ إلى 4.4٪، ومتوسط نمو سنوي للناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بواقع 3.4؛ ساهم ريغان في تخفيض الإنفاق المحلي، والتخفيضات الضريبية، وزيادة الإنفاق العسكري، كما ساهم أيضا في زيادة النفقات الاتحادية بشكل عام، حتى بعد تعديل التضخم. ترشح ريغان مجددا لإعادة انتخابه، وقاد حملته على فكرة «الصباح في أمريكا»، وحقق فوزا ساحقا في عام 1984 كما حقق أكبر انتصار في المجمع الانتخابي في تاريخ البلاد. هيمنت الشؤون الخارجية على ولايته الثانية، بما في ذلك إنهاء الحرب الباردة، وقصف ليبيا، وقضية إيران كونترا. ووصف الرئيس ريغان علنا الاتحاد السوفياتي بأنه "إمبراطورية الشر"، وفي خطابه الشهير في بوابة براندنبورغ، تحدى الرئيس ريغان السكرتير العام السوفياتي ميخائيل غورباتشوف بأن «يهدم هذا الجدار!». وانتقلت سياسة الحرب الباردة من الانفراج إلى التراجع، من خلال تصعيد سباق التسلح مع الاتحاد السوفييتي خلال محادثاته مع غورباتشوف، والتي بلغت ذروتها في معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى، مما أدى إلى تقليص الترسانة النووية للبلدين. أتت رئاسة ريغان خلال فترة انحسار الاتحاد السوفييتي، وسقط جدار برلين بعد عشرة أشهر فقط من انتهاء ولايته، وانهار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر 1991، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات من ترك منصبه. ترك ريغان منصبه في عام 1989، ونال نسبة موافقة قدرها ثمانية وستين في المائة، ولتماثل نسبة فرانكلين روزفلت (وبيل كلينتون في وقت لاحق)، كأعلى تصنيف للرؤساء الذين غادروا منصبهم في العصر الحديث. وكان أول رئيس منذ عهد دوايت أيزنهاور يتولى لفترتين كاملتين، بعد أن فشل خمسة رؤساء قبله في بذلك. خطط ريغان لينشط في الحياة العامة بعد الرئاسة، إلا أنه كشف في عام 1994 عن تشخيصه بمرض آلزهايمر في وقت سابق من ذلك العام، وظهر علنا للمرة الأخيرة في جنازة ريتشارد نيكسون؛ وتوفي بعد عشر سنوات في عام 2004 في سن الثالثة والتسعين. يعتبر ريغان أيقونة بين الجمهوريين، ويحظى بنظرة إيجابية في تصنيف المؤرخين بين رؤساء الولايات المتحدة، وشكلت فترة ولايته تحول التوجه السياسي في الولايات المتحدة نحو المحافظة. في عام 1976، تحدى ريغان الرئيس وقتها جيرالد فورد في محاولة منه لجعل نفسه مرشح الحزب الجمهوري للرئاسة. لكن سرعان ما أظهر ريغان نفسه كمرشح عن الحزب المحافظ بدعم من منظمات لديها آلية التفكير ذاتها مثل اتحاد المحافظين الأمريكيين الذي أصبح عنصرا أساسيا في قاعدته السياسية لاحقا، بينما اعتبر فورد من الجمهوريين الأكثر اعتدالا. اعتمدت حملة ريغان على الإستراتيجية التي وضعها مدير الحملة جون سيرز وذلك لضمان الفوز بعدد قليل من الانتخابات التمهيدية مبكرا وذلك لمنع الاحتمال القوي في ترشيح فورد. فاز ريغان وحصل على ولاية كارولينا الشمالية وتكساس وكاليفورنيا، لكن استراتيجيته تلك فشلت، إذ انتهى به الأمر بفقدان كل من نيو هامبشير وفلوريدا ومسقط رأسه إلينوي. أعادت حملة تكساس الأمل لريغان عندما حاز على 96 من المندوبين الذين تم اختيارهم في الانتخابات التمهيدية في الأول من مايو، مع ترقب أربعة آخرين في مؤتمر الولاية. يعود الفضل في هذا الفوز إلى ثلاثة رؤساء من بينهم إرنست أنجيلو وعمدة مدلاند وراي بارنهارت من هيوستن، وهم الذين عينهم ريغان -عند توليه الرئاسة عام 1981- بمنصب رؤساء إدارة الطرق السريعة الفيدرالية. ومع ذلك، مع اقتراب وضع اتفاقية الحزب الجمهوري، بدا فورد قريبا من الفوز في الانتخابات. اختار ريغان السناتور المعتدل ريتشارد شويكر من ولاية بنسلفانيا لمنصب نائب الرئيس في حال تم ترشيحه. ومع ذلك، فاز فورد بأصوات 1,187 مندوب في حين حصل ريغان على 1,070 صوت. خسر فورد الانتخابات الرئاسية لعام 1976 أمام مرشح الحزب الديمقراطي جيمي كارتر. أكد خطاب ريغان عن الامتيازات على مخاطر الحرب النووية والتهديد الذي يمثله الاتحاد السوفيتي. على الرغم من أنه خسر الترشيح، إلا أنه حصل على 307 صوت في نيو هامبشير 388 صوت كمرشح مستقل في وايومنغ وعلى صوت انتخابي واحد في انتخابات نوفمبر من ولاية واشنطن، والتي فاز بها فورد على منافسه من الحزب الديمقراطي جيمي كارتر. بعد الحملة، استمر ريغان في الجدال العام ضمن سلسلة تعليقات رونالد ريغان المذاعة على الراديو إلى جانب لجنته للعمل السياسي -المواطنون من أجل الجمهورية- والتي أعيد إحياءها في الإسكندرية (فرجينيا) في عام 2009 من قبل كاتب السيرة الذاتية لريغان، كريغ شيرلي. تميزت انتخابات عام 1980 الرئاسية بزعامة ريغان ضد الرئيس الحالي جيمي كارتر، وأجريت وسط العديد من المخاوف الداخلية إلى جانب قضية أزمة رهائن إيران. شددت حملة ريغان على بعض من مبادئه الأساسية من بينها: تخفيض الضرائب لدعم الاقتصاد والعمل على تقييد تدخل الحكومة في حياة الشعب والمطالبة بحقوق الولايات وتنظيم جبهة دفاع وطني قوي. أطلق ريغان حملته مع توجيه اتهام للحكومة الفدرالية والتي يعتقد بأنها «مبالغ بها». بعد حصوله على ترشيح من الحزب الجمهوري، اختار ريغان أحد خصومه في الانتخابات التمهيدية وهو جورج دبليو بوش ليكون زميلا له. عززت ثقته بنفسه، خلال مناظرة ريغان-كارتر التي عرضت على التلفاز في 28 أكتوبر، شعبيته بين الجمهور وساعدت على دعم وتحسين صورته في استطلاعات الرأي. في 4 نوفمبر، فاز ريغان فوزا ساحقا على كارتر، إذ حصل على 44 ولاية وعلى 489 صوت انتخابي مقابل 49 صوت لكارتر في ست ولايات بالإضافة إلى العاصمة. فاز أيضا في التصويت الشعبي بحصوله على نسبة 50.7% مقابل 41.0% لكارتر أما جون بي. أندرسون غير الحزبي فقد حصل على نسبة 6.6%. فاز الجمهوريون وحصلوا على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ لأول مرة منذ عام 1952، على الرغم من احتفاظ الديمقراطيين بأغلبية المقاعد في مجلس النواب. وضع إستراتيجية منذ اليوم الأول لتوليه السلطة عام 1981، وقد تعرض في تلك السنة لمحاولة اغتيال فاشلة من المسلح جون هينكلي جونيور، وعن استراتيجيته أعلن أنه على الولايات المتحدة أن تستعيد معظم المواقع التي خسرتها في العالم جراء سياسة جيمي كارتر إبان الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، وبالفعل برزت قوة الولايات المتحدة كلها في عهده حتى نهاية ولايته الثانية عام 1989، فنجح باستعادة بنما وقناتها ونيكاراغوا وتشيلي وفي أفريقيا استعادت الولايات المتحدة أثيوبيا من منغيستو هيلا ميريام الماركسي وأنغولا من سامورا ميشيل المدعوم من فيديل كاسترو والسوفيات، ووضع في سلم أولوياته وبرامجه محاربة الاتحاد السوفييتي ومعاداة الشيوعية وتفكيك حلف وارسو وذلك بالتعاون مع دول أوروبية. وحقق معظم ما وعد به الأميركيين والحلفاء بشأن سياسته الخارجية. لقد هزت هذه الفضيحة إدارة ريغان هزة عنيفة بعد أن كشفتها الصحافة اللبنانية في نهاية 1986. وقد بدأت علاقة ريغان بقادة الثورة الإيرانية في خريف عام 1980 حين كان الرئيس الأمريكي كارتر يسبق ريجان في الاستطلاع الذي حدث قبل الانتخابات الأمريكية، حيث كان من الممكن أن يفوز كارتر بالرئاسة لو تم إطلاق سراح الرهائن الأمريكان في إيران، عندها تواطأ ريغان مع الإيرانيين من خلال مفاوضاته معهم لإطلاق سراح الرهائن، وتأجيل الإطلاق إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية . اعتبار منظمة التحرير منظمة إرهابية وعبئا على لبنان، وقد عرضته لاجتياحات عسكرية إسرائيلية، مما استدعى إخراجها من بيروت وكافة المناطق عبر محادثات خاضها السفير فيليب حبيب. دخل ريغان في لبنان وغادرها تحت النيران بعد تدمير السفارة الأميركية وثكنات مشاة البحرية. اتخذ موقفا ضد مشروع تقدمت به فرنسا لمطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان، وطالب بإزالة الوجود الفلسطيني المسلح من بيروت وغيرها، غير أن مجلس الأمن صوت بقرار رقم 508، و509، مطالبا إسرائيل بالانسحاب من لبنان ووقف العمليات العسكرية، وتقدمت إسبانيا بمشروع قرار لإدانة إسرائيل لعدم تطبيقها القرارين، غير أن الولايات المتحدة استخدمت حق الفيتو ضد المشروع. فرض حصار على ليبيا واعتبرها من قوى الشر وأمر بالمناوشات الجوية البحرية مع ليبيا في خليج سرت، ثم عملية قصف طرابلس وبنغازي عام 1986. عندما قررت السعودية عقد صفقة طائرات الإواكس، حذرت إدارة الرئيس ريغان من استعمال السعودية للطائرات ضد إسرائيل فأرسلت السعودية ضمانات أنها لن تستخدم الطائرات إلا لأغراض دفاعية في سعيه لكسب الأصوات اليهودية حرص ريغان على زيادة الروابط مع المؤسسات اليهودية الصهيونية في الولايات المتحدة قبل موعد الانتخابات الرئاسية، وقام ريغان بتعيين اليهودي مارشال بيرغر مسؤولا عن التنسيق بين لجنة الحملة الانتخابية والمجموعات اليهودية في الولايات المتحدة، وعين اليهودي ألبرت شبيغل رئيسا لحملته الانتخابية، وأخذ شبيغل يعرض لليهود سجل ريغان المؤيد لإسرائيل، ومنها حضور ريغان تجمعات مؤيدة لإسرائيل خلال حرب الأيام الستة في عام 1967م، عندما كان حاكما لكاليفورنيا. وخلال حملته الانتخابية زار ريغان المنظمة اليهودية بناي بريث في واشنطن في 3 أيلول 1980م، وألقى خطابا قال فيه: «إن إسرائيل ليست أمة فقط بل هي رمز ففي دفاعنا عن حق إسرائيل في الوجود إنما ندافع عن ذات القيم التي بنيت على أساسها أمتنا». وبعد سقوط الشاه وقبل أنتخابات الرئاسة الأمريكية أدلى ريغان بتصريح إلى الواشنطن بوست في 15 أغسطس 1979م، جاء فيه: «إن أي منظمة إقليمية مؤيدة للغرب لن تكون لها أية قيمة عسكرية حقيقية دون أن تشترك إسرائيل فيها بشكل أو بآخر». وكان أهم موضوع في الحملة الانتخابية للمرشح ريغان هو مزاعمه بعجز إدارة كارتر في تقدير أهمية (إسرائيل) كرصيد استراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ففي مقالة له في الواشنطن بوست ذكر بأن وضع الولايات المتحدة ستكون أضعف في المنطقة بدون الأرصدة السياسية والعسكرية التي توفرها إسرائيل كقوة مستقرة وكرادع للهيمنة الراديكالية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/رونالد ريغن
|
1bc9976d2a589f4f3c05def254071fe5
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.126679",
"source": "Wikipedia"
}
|
جرزيم
|
جبل جرزيم
|
جرزيم جبل يقع جنوبي مدينة نابلس في فلسطين ويرتفع 881 مترا عن سطح البحر ويطلق عليه اسم جبل الطور أو جبل البركة. ويضم أشجارا حرجية، وتسكن الطائفة السامرية على قمته والتي تعد من الطوائف قليلة العدد في العالم حيث يبلغ عدد أفرادها حوالي 712 نسمة موزعين على منطقتين الأولى جبل جرزيم في نابلس والقسم الثاني في منطقة حولون بالقرب من تل أبيب. وقد آمنت هذه الطائفة بالنبي موسى واتخذت التوراة كتابا مقدسا – الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم فقط. وتحافظ على طابعها وتراثها وعاداتها النابعة من الدين السامري، حيث يقوم أفراد الطائفة بدراسة الدين واللغة العبرية القديمة من خلال كهنتهم وشيوخهم الذين يقطنون على قمة الجبل، وكما يقطن بعضهم داخل مدينة نابلس. ويعد جبل جرزيم بالنسبة لهذه الطائفة هو «القبلة لصلاتهم». يوجد على قمة الجبل بقايا معبد روماني هو معبد زيوس وكنيسة بيزنطية ومقام إسلامي وقرية لوزة. أقيمت مستعمرة هار براخا الإسرائيلية على إحدى قمم الجبل من الطرف الجنوبي الشرقي.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جرزيم
|
781af5aae96fadc633756a9c859d77a9
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.127089",
"source": "Wikipedia"
}
|
جبل جرزيم
|
جبل جرزيم
|
جرزيم جبل يقع جنوبي مدينة نابلس في فلسطين ويرتفع 881 مترا عن سطح البحر ويطلق عليه اسم جبل الطور أو جبل البركة. ويضم أشجارا حرجية، وتسكن الطائفة السامرية على قمته والتي تعد من الطوائف قليلة العدد في العالم حيث يبلغ عدد أفرادها حوالي 712 نسمة موزعين على منطقتين الأولى جبل جرزيم في نابلس والقسم الثاني في منطقة حولون بالقرب من تل أبيب. وقد آمنت هذه الطائفة بالنبي موسى واتخذت التوراة كتابا مقدسا – الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم فقط. وتحافظ على طابعها وتراثها وعاداتها النابعة من الدين السامري، حيث يقوم أفراد الطائفة بدراسة الدين واللغة العبرية القديمة من خلال كهنتهم وشيوخهم الذين يقطنون على قمة الجبل، وكما يقطن بعضهم داخل مدينة نابلس. ويعد جبل جرزيم بالنسبة لهذه الطائفة هو «القبلة لصلاتهم». يوجد على قمة الجبل بقايا معبد روماني هو معبد زيوس وكنيسة بيزنطية ومقام إسلامي وقرية لوزة. أقيمت مستعمرة هار براخا الإسرائيلية على إحدى قمم الجبل من الطرف الجنوبي الشرقي.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/جبل جرزيم
|
781af5aae96fadc633756a9c859d77a9
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.127487",
"source": "Wikipedia"
}
|
النشيد الوطني الفلسطيني
|
فدائي (نشيد)
|
النشيد الوطني الفلسطيني أو السلام الوطني الفلسطيني أو نشيد فدائي من أناشيد الثورة الفلسطينية، اعتمد ليكون النشيد الوطني الرسمي للفلسطينيين بقرار من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية سنة 1972 خلفا لنشيد موطني الذي كان بمثابة النشيد الوطني غير الرسمي للفلسطينيين منذ عقد 1930. قامت حركة فتح بتغيير اسمه من «فدائي» إلى «نشيد الثورة الفلسطينية» في إطار حملتها لتحويل الأسماء الفتحاوية إلى أسماء فلسطينية عامة. صادق عليه مجلس الوزراء الفلسطيني في السلطة الوطنية الفلسطينية سنة 2005 ليصبح النشيد الرسمي لها. كان نشيد "موطني" النشيد الوطني غير الرسمي للفلسطينيين منذ عقد 1930 عندما كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني. وبقي هذا الأمر إلى أن أصبح نشيد «فدائي» مستخدما رسميا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية منذ عام 1972 بقرار من اللجنة التنفيذية للمنظمة، ثم في إطار السلطة الوطنية الفلسطينية منذ عام 2005 بقرار من مجلس الوزراء للسلطة بعدما اشترطت إسرائيل عدم استخدام نشيد موطني للجلوس في مفاوضات مع الفلسطينيين. إلا أنه لايزال قطاع واسع من الشعب الفلسطيني يعتبر نشيد «موطني» نشيدا رسميا له. أما اليوم، فيستخدم «نشيد موطني» رسميا نشيدا وطنيا لجمهورية العراق منذ العام 2003. استخدمت حركة فتح نشيد «فدائي» في إطار تحويل أسماء مؤسساتها إلى أسماء فلسطينية عامة، وجاء لاستبدال نشيد «العاصفة». نشيد «فدائي» من تأليف الشاعر الفلسطيني سعيد المزين (فتى الثورة) وتلحين الموسيقار المصري علي إسماعيل عام 1965. أعاد توزيعه الموسيقي أول مرة الموسيقار اليوناني ميكيس ثيودوراكيس عام 1981 في خطوة رمزية منه للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني. ثم أعاد التوزيع الموسيقي للمرة الثانية الملحن الفلسطيني حسين نازك عام 2005. نص القصيدة:
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/النشيد الوطني الفلسطيني
|
eb8cf0d68a4a73e35b521564e791e367
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.128110",
"source": "Wikipedia"
}
|
النشيد الوطني
|
نشيد وطني
|
النشيد الوطني هو عادة مقطوعة شعرية وطنية مصحوبة بمعزوفة موسيقية تثير وتمدح تاريخ البلاد وتقاليدها ونضالات شعبها، تعتمدها حكومة الدولة نشيدا وطنيا رسميا أو تكون عرفا بين أفراد الشعب. يعزف النشيد الوطني في المناسبات الوطنية والاستقبالات الرسمية وفي المدارس وقبل بداية لعب فريق المنتخب الوطني، إلخ. وهو عادة ما يكون حماسيا، يعزز من حب الوطن في القلب ويقوي الإحساس بالانتماء إلى الوطن. النشيد الوطني هو تأليف موسيقي وطني يرمز ويستحضر مدائح تاريخ وتقاليد بلد أو أمة. غالبية الأناشيد الوطنية عبارة عن مارش أو ترانيم بأسلوب. تميل دول أمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى وأوروبا إلى المزيد من القطع المزخرفة والأوبرالية، بينما تستخدم تلك الموجودة في الشرق الأوسط وأوقيانوسيا وأفريقيا ومنطقة البحر الكاريبي ضجة أكثر بساطة. بعض البلدان التي تم تحويلها إلى دول مكونة متعددة لها مؤلفاتها الموسيقية الرسمية الخاصة بها (مثل المملكة المتحدة وروسيا والاتحاد السوفيتي السابق)؛ يشار إلى أغاني جمهورهم أحيانا على أنها أناشيد وطنية على الرغم من أنها ليست دولا ذات سيادة. اكتسبت الأناشيد الوطنية أهميتها الوطنية في أوروبا خلال القرن التاسع عشر، إلا أن بعضها أقدم من ذلك بكثير أصلا. أقدم الأناشيد الوطنية المعروفة، هو النشيد الوطني الهولندي «هت فلهلموس» والذي كتب بين الأعوام 1568 1572 خلال الثورة الهولندية. نشيد اليابان الوطني، «كيمي جا يو»، وكلماته مأخوذة من قصيدة ألفت في فترة حكم هييان (794-1185)، إلا أنه لم يستخدم بشكله الحالي حتى عام 1880. «فليحفظ الله الملكة»، النشيد الوطني للمملكة المتحدة وأحد أناشيد نيوزيلندا الوطنية، أدي للمرة الأولى عام 1745 تحت عنوان «حفظ الله الملك». أما النشيد الوطني الإسباني، «الزحف الملكي»، فيعود لعام 1770 (ألف عام 1761). أقدم نشيدي الدنمارك «الملك كريستيان» تم تبنيه رسميا عام 1780، بينما نشيد فرنسا، «البؤساء»، كتب عام 1792 وتم تبنيه عام 1795. وقد كانت صربيا أول دولة في أوروبا الشرقية تتخذ نشيدا وطنيا عنوانه «قومي صربيا» في عام 1804. أما في الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية، فمع أن الدولة العثمانية درجت على استخدام الأناشيد الوطنية المختلفة منذ القرن الثالث عشر، إلا أنه لم يعرف للدولة نشيد رسمي ملكي حتى القرن التاسع عشر خلال حكم السلطان محمود الثاني عندما تم تنظيم العسكر والفرقة الموسيقية العسكرية على أسس غربية. كحال الأقاليم الأخرى ذات الحكم الملكي في عهدها، كان نشيد الدولة العثمانية ملكيا غير وطني بالمعنى التقليدي بداية. إذ أن النشيد كان يرتبط بالخليفة الإسلامي الذي يعتلي العرش ويتغير بتغيره.لكن في عام 1844، تم الاعتراف بنشيد «الزحف المجيدي» كنشيد وطني كجزء من حركة الإصلاحات التي تمت في عهد الخليفة عبد المجيد الأول. اعتمدت كل من البلاد التي استقلت عن الدولة العثمانية نشيدا خاصا بها فيما بعد. إذ اختير نشيد «الزحف من أجل الاستقلال» في تركيا عام 1920، «حماة الديار» في الجمهورية العربية السورية عام 1936، «كلنا للوطن» في لبنان عام 1927، «عاش المليك» في المملكة الأردنية الهاشمية عام 1946. أما في مصر، فتم اعتماد نشيد «اسلمي يا مصر إنني الفدا» في عام 1869، وتغير لاحقا إلى نشيد «بلادي بلادي» عام 1979 بعد حل النظام الملكي. تم اعتماد نشيد يجمع كلمات النشيدين الوطنيين لسورية ومصر عند قيام الجمهورية العربية المتحدة، لكن سرعان ما عاد البلدان لاستخدام أناشيدهما الأصلية بعد حل الوحدة. يعتمد النشيد كنشيد وطني للبلاد رسميا عبر ذكره في فقرة من فقرات دستور البلاد، من خلال قانون تسنه السلطة التشريعية، أوببساطة عن طريق كونه جزءا من تقاليد البلاد. غالبية الأناشيد الوطنية إما عبارة عن مسيرات أو تراتيل في الأسلوب. تميل بلدان أمريكا اللاتينية نحو استخدام القطعات الأوبرالية، بينما تكتفي بعض البلدان باستخدام نغمة بسيطة. على الرغم من أن النشيد الوطني عادة ما يكون باللغة الرسمية أو الأكثر شيوعا في البلاد، لا ينطبق ذلك على جميع البلاد. النشيد الوطني للهند، «جانا غانا مانا»، هو نسخة سنسكريتية من البنغالية. ويجوز في بعض الدول التي تتبنى أكثر من لغة واحدة وطنية توفير عدة إصدارات من النشيد الوطني، فعلى سبيل المثال، النشيد الوطني لسويسرا يضم كلمات مختلفة من اللغات الأربع الرسمية للبلاد، (الفرنسية، الألمانية والإيطالية والرومانية). في كندا، كتب النشيد الوطني بكلمات مختلفة لكل من اللغات الرسمية للبلاد، (بالإنكليزية والفرنسية)، وفي بعض الأحيان ينشد بمزيج من موشحات مأخوذة من الإصدارين الفرنسي والإنكليزي. أما في إسبانيا وهي بلد آخر متعدد اللغات، فلا يوجد كلمات في نشيدها على الرغم من أن مسابقة وطنية عقدت عام 2007 لكتابة كلمات للنشيد. تستخدم الأناشيد الوطنية بأشكال متعددة في مختلف المناسبات القومية والوطنية. فيتم عزف ألحانها في الأعياد الوطنية والاحتفالات بالإضافة إلى المناسبات الرياضية. وفي بعض البلدان، يعزف النشيد الوطني للطلاب في كل يوم في بداية اليوم المدرسي كعادة وطنية. وفي بلدان أخرى قد يعزف النشيد في المسارح قبل العروض أو في السينما قبل فيلم. وقد اعتمد العديد من الإذاعات ومحطات التلفزيون على عرض النشيد الوطني في الصباح ومرة أخرى ليلا. قد يكون هناك أيضا نشيد ملكي للبلاد، نشيد الرئاسي، أو حتى نشيد لكل مقاطعة أو محافظة، وما إلى ذلك للمناسبات الخاصة. قد يشمل عزف النشيد الوطني آدابا معينة في بعض البلاد. هذه عادة ما تنطوي على أوسمة عسكرية، الوقوف احتراما للعلم، وما إلى ذلك من إزالة أغطية الرأس في الحالات الدبلوماسية ذات الصفة البالغة الرسمية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/النشيد الوطني
|
6b5dbddba2896dc57186625544345fbb
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.129732",
"source": "Wikipedia"
}
|
المندائية
|
المندائية
|
المندائية أو الناصورائية أو الصابئة، هي ديانة عرقية غنوصية توحيدية متأثرة بالأديان الإغريقية والفارسية واليهودية.:4:1 يقدس أتباعها المندائيون آدم وشيتل وأنوش ودنانوخت ونوح وسام وزكريا، خاصة يحيى بن زكريا . يعتبر المندائيون آدم وشيتل وأنوش ونوح وسام ويحيى أنبياء، وأن آدم هو مؤسس ديانتهم، ويحيى آخر وأعظم الأنبياء.:45 يتحدث المندائيون لغة آرامية شرقية تعرف باللغة المندائية، واسمهم مشتق من الكلمة الآرامية «ماندا»، التي تعني «المعرفة». يعرف المندائيون في الشرق الأوسط - ولكن خارج مجتمعهم- باسم «صبة» أو «الصابئة»، وكلمة «صبة» ذات جذر آرامي يتعلق بالمعمودية. أما مصطلح «الصابئة» مقتبس من اللفظ المذكور في القرآن ثلاث مرات الذي أشار لهم ضمنيا بانتمائهم إلى أهل الكتاب، في بعض الأحيان، يطلق على المندائيين أيضا اسم «مسيحيو القديس يوحنا»، اعتقادا منهم بأنهم الباقين من تلاميذ المعمدان. ومع ذلك، تشير الأبحاث الإضافية إلى أن هذه تسمية خاطئة. تعرف عقيدتهم الأساسية للإيمان باسم «ناصروتا» (وتعني المعرفة الناصورائية أو الحكمة الإلهية):xvi:31 ويسمون أتباعها «ناسورايي» (الناصريون). ينقسم هؤلاء الناصريون إلى ترميذوتا (الكهنة) وماندايوتا (العلمانيين)، والكلمة الأخيرة مشتقة من مصطلحهم للمعرفة «ماندا».:ix تعد المعرفة (ماندا) هي أيضا المصدر الذي اشتق منه مصطلح المندائية الذي يشمل ثقافتهم بأكملها، وطقوسهم ومعتقداتهم وإيمانهم المرتبط بالعقيدة الناصورائية. لذا، فأتباع تلك الديانة يطلق عليهم اسم المندائيين أو الناصورائين أو الغنوصيين (المشتقة من الكلمة اليونانية gnosis التي تعني المعرفة) أو الصابئة.:ix بداية، مورس هذا الدين في جنوب أحواض أنهار كارون ودجلة والفرات والأنهار المحيطة بممر شط العرب المائي جنوبي العراق، وفي محافظة خوزستان الإيرانية. حول العالم، يعتقد أن هناك ما بين 60,000 إلى 70,000 مندائي. وحتى حرب العراق، كان جميعهم تقريبا يعيشون في العراق، حيث فر العديد من العراقيين المندائيين منذ ذلك الحين من بلادهم بسبب الاضطرابات الناجمة عن غزو العراق سنة 2003م، وما تلا ذلك من احتلال أمريكي، وما نتج بعد ذلك من تصاعد العنف الطائفي على أيدي المتطرفين. بحلول سنة 2007م، انخفض عدد المندائيين في العراق إلى حوالي 5,000 نسمة. ظل المندائيون منعزلين بشدة. جاءت التقارير عنهم وعن دينهم في المقام الأول من خلال زيارات الغرباء خاصة المستشرق يوليوس هاينريش بيترمان؛ وكذلك نيكولا سيوفي وهو مسيحي سوري كان نائبا للقنصل الفرنسي في الموصل سنة 1887م،:12 وعالمة الأنثروبولوجيا الثقافية البريطانية الليدي إي إس دروير. بالإضافة إلى رواية قديمة، وإن كانت شديدة التحيز، كتبها الرحالة الفرنسي جان بابتيست تافيرنييه في خمسينيات القرن السابع عشر الميلادي. تأتي تسمية المصطلح «المندائية» من الكلمة المندائية القديمة «مندايا»، التي يقابلها كلمة «منديانا» في اللغة المندائية الحديثة . وبمقارنة الكلمات المشابهة في اللهجات الآرامية الأخرى، ترجم علماء الدراسات السامية أمثال مارك ليدزبارسكي ورودولف ماكوش المصطلح ماندا، الذي اشتقت منه كلمة «ماندايا» إلى «معرفة»، يشير أصل هذه الكلمة إلى أن المندائيين قد يكونون الطائفة الوحيدة الباقية من العصور القديمة المتأخرة التي عرفت نفسها بوضوح على أنها طائفة غنوصية. خلال القرنين التاسع والعاشر الميلادي، عرفت عدة مجموعات دينية غامضة بالصابئة وهو اللفظ الذي ذكر إلى جانب اليهود والنصارى والمجوس في القرآن في قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد ، مما جعلهم يصنفون ضمن أهل الكتاب. كان المندائيون من بين الجماعات الدينية التي زعمت أنها الصابئة المذكورين في القرآن، كما إدعت أيضا مجموعات وثنية مختلفة في حران والأهوار أنهم صابئة. طمعت هذه الجماعات الاستئثار بالاسم حتى تعترف بهم السلطات الإسلامية كأهل كتاب، ويعاملون معاملة أهل الذمة. كان الحسن بن بهلول أول من قرن اسم الصابئة بالمندائيين، حين نقل ذلك عن الوزير العباسي ابن مقلة. ومع ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كان مندائيو تلك الفترة قد عرفوا أنفسهم على أنهم صابئة أو ما إذا كانت هذه مزاعم ابن مقلة. خص بعض العلماء المعاصرين المندائيين بصفة الصابئة المذكورة في القرآن، على الرغم من افتراض عدد آخر من العلماء احتمالات مطابقة الصفة لجماعات أخرى. ويعتقد بعض العلماء أنه من المستحيل إثبات هوية الصابئة المقصودين في القرآن بأي من درجات اليقين. ورغم ذلك، لا يزال اسم الصابئة مقترنا بالمندائيين حتى يومنا هذا. ذكر حران غويطة اسم الناصريين لوصف المندائيين الذين غادروا القدس، وهو اسم يعني الأوصياء أو أصحاب الطقوس والمعرفة السرية. ربط علماء مثل كيرت رودولف ورودولف ماكوتش ومارك ليدزبارسكي وإثيل . درور وجيمس . ماكغراث بين المندائيين والناصريين الذين وصفهم إبيفانيوس السلاميسي بأنهم فرقة من الإسينيين.:xiv يقول إبيفانيوس أنهم كانوا موجودين قبل المسيح. شكك البعض في ذلك، في حين قبل آخرون نظرية الأصل ما قبل المسيحي للناصريين.:xiv وفقا للنص المندائي الذي يروي تاريخهم المبكر، سفر الرؤيا العظيم الذي ألف في الفترة من القرن الرابع إلى القرن السادس الميلادي، فإن المندائيين الناصورائيين الذين كانوا تلاميذ يوحنا المعمدان، غادروا فلسطين وهاجروا إلى منطقة ميديا في القرن الأول الميلادي، بسبب الاضطهاد الذي تعرضوا له في القدس.:vi,ix انتقل المهاجرون في البداية إلى حاران (ربما حران في تركيا المعاصرة) أو إلى حوران، ثم إلى التلال الميدية في إيران قبل أن يستقروا أخيرا في جنوب بلاد الرافدين (العراق المعاصرة). وفقا لرأي عالم الأديان ريتشارد هورسلي، فإن "حوران الداخلية" هي على الأرجح وادي حوران في سوريا المعاصرة التي كان يسيطر عليها الأنباط الذين كاوا في حالة حرب مع هيرودوس أنتيباس الذي أدانه النبي يوحنا بشدة، فقتله هيرودس في النهاية، وبالتالي لجأوا إليهم. يتفق العديد من العلماء المتخصصين في المندائية، ومنهم جورون جاكوبسن باكلي، مع الرواية التاريخية للمندائيين. ومع ذلك، يرى آخرون أن أصل المجموعة من جنوب غرب بلاد الرافدين. ويرى فريق ثالث من العلماء أن المندائية قديمة، وتعود إلى عصور ما قبل المسيحية. يدعي المندائيون من جانبهم أن دينهم يسبق اليهودية والمسيحية والإسلام، ويعتقدون أنهم أحفاد سام بن نوح،:186 وأنهم أيضا أحفاد المندائيين الناصورائيين الأصليين الذين كانوا تلاميذا ليوحنا المعمدان في القدس.:vi, ix خلال الحكم البارثي، حظي المندائيون بالحماية الملكية، فازدهروا. لم تستمر تلك الحماية مع صعود الإمبراطور الساساني بهرام الأول على العرش الذي دفعه كاهنه الأكبر كارتير إلى اضطهاد كل من لا يعتنق الزرادشتية.:4 مع بداية الفتح الإسلامي للعراق وبلاد فارس . 640 ، يقال أن زعيم المندائيين أنوش بار دانقا، ظهر أمام السلطات الإسلامية، وأظهر لهم نسخة من كتاب كنزا ربا المقدس، وأعلن أن النبي الرئيسي للمندائيين هو يوحنا المعمدان، الذي ذكره القرآن باسم يحيى بن زكريا، وهو ما يجعل المندائيين من أهل الكتاب. ومن ثم، قبلت المندائية كدين أقلية ضمن الإمبراطورية الإسلامية.:5 ومع ذلك، فمن المرجح أن هذه الرواية ملفقة حيث أنها تذكر أن أنوش بن دانقا سافر إلى بغداد، فلا بد أن ذلك حدث بعد تأسيس بغداد سنة 762م، إن حدث ذلك أصلا. ومع ذلك، في مرحلة ما اعتبر أن المندائيين هم الصابئة المذكورون مع اليهود والنصارى في القرآن البقرة آية 62 كأهل كتاب. ويعد الحسن بن بهلول أقدم من وصفهم بذلك في القرن العاشر الميلادي، نقلا عن الوزير العباسي ابن مقلة، على الرغم من أنه من غير الواضح ما إذا كان المندائيون في تلك الفترة عرفوا أنفسهم بالفعل على أنهم صابئة أم أن ذلك كان وصف ابن مقلة لهم. رغم ذلك، ما زال يطلق على المندائيين اسم الصابئة حتى يومنا هذا.:5 حوالي سنة 1290م، التقى كاثوليكي دومينيكاني من توسكانا، يدعى ريكولدو دي مونتي، في بلاد الرافدين بالمندائيين. ووصفهم بأنهم يؤمنون بشريعة الله السرية المسجلة في نصوص جذابة، ويحتقرون الختان، ويرفعون يوحنا المعمدان فوق كل شيء، ويغتسلون بشكل متكرر لتجنب غضب الله.:65 خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، أطلق أعضاء الإرسالية الكرملية في البصرة على المندائيين اسم "مسيحيو القديس يوحنا"، استنادا إلى وصف تقارير مبشرين أمثال إغناطيوس اليسوعي لهم. كما التقى بعض اليسوعيين البرتغاليين ببعض "مسيحيي القديس يوحنا" قرب مضيق هرمز سنة 1559م، عندما حارب الأسطول البرتغالي الجيش العثماني في البحرين.:69, 87 تقوم المندائية، ديانة الشعب المندائي، على مجموعة من العقائد والتعاليم الدينية. يمتلك المندائيون مجموعة أدبية مندائية كبيرة جدا، تغطي موضوعات مثل علم نهاية الزمان، ومعرفة الله، والحياة الآخرة. بحسب بريخا نصورايا .:109» كان الألكسيون طائفة معمودية يهودية مسيحية نشطت في شرق الأردن بين سنتي 100م-400م. وكان أبناء هذه الطائفة، مثل المندائيين، يقومون بمعموديات متكررة للتطهير، وكان لديهم نزعة غنوصية.:123 سميت هذه الطائفة بهذا الاسم نسبة إلى زعيمها إلكساي. كتب إبيفانيوس السلاميسي في القرن الرابع الميلادي أنه هناك مجموعتان رئيسيتان داخل طائفة الإسينيين: «من هؤلاء الذين جاءوا قبل زمن وفي زمانه، الأوسيانيون والناصريون.» ووصف أبيفانيوس الأوسيانيين قائلا: كان الإسينيون حركة دينية يهودية روحانية ظهرت خلال فترة الهيكل الثاني بين القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي. استخدم الإسينيون مفاهيم ومصطلحات دينية مندائية مبكرة في مخطوطات البحر الميت، مثل ياردينا وهو إسم كل ماء معمودية في المندائية. كما ظهرت أسماء الإله المندائي حي ربي «مارا -رابوتا» (رب العظمة) في سفر التكوين السري.:552–553 ووردت أيضا التسمية المتكررة في المندائية المبكرة «بحيري زدقا» التي تعني «مختارو البر» أو «الصالحون المختارون» في سفر أخنوخ وسفر التكوين السري.:552–553:18 كما هو الحال عند الناصريين، اعتقد المندائيون أن إنهم يشكلون جماعة «بني نهورا» الحقيقيين التي تعني «أبناء النور»، وهو مصطلح استخدمه الإسينيون.:50 أكد الكتاب المندائي على أن المندائيين ينحدرون مباشرة من تلاميذ يوحنا المعمدان المندائيين الناصورائيين الأصليين في القدس، وهناك أوجه تشابه عديدة بين حركة يوحنا والإسينيين.:vi, ix ومثلما هو الحال عند الإسينيين، يحظر على المندائيين الكشف عن أسماء الملائكة أمام الأغيار.:94 مقابر الإسينيين موجهة نحو الشمال والجنوب وكذلك يجب أن يكون قبر المندائيين أيضا في اتجاه الشمال والجنوب بحيث إذا وقف موتى المندائيون في وضع مستقيم، فإنهم سيواجهون الشمال.:184 لدى المندائيين نصا شفهيا مفاده أن بعضهم كان نباتيا في الأصل،:32 وهم أيضا كالإسينيين، دعاة سلام.:47 يوصف بيت مندا باسم «بنيانا رب -سرارا» (مبنى الحقيقة العظيم) «بيت توشليما» (بيت الكمال) في النصوص المندائية مثل قلستا وكنزا ربا وسفر يوحنا المندائي. النص الأدبي الوحيد المشابه لذلك في النصوص الإسينية التي عثر عليها في خربة قمران هو قانون المجتمع، الذي يحتوي على عبارات مماثلة مثل «بيت الكمال والحقيقة في إسرائيل» «بيت الحقيقة في إسرائيل». كان البناءون طائفة يهودية صغيرة وفرع من الإسينيين خلال القرن الثاني الميلادي في فلسطين. ركز البناءون بشدة على نظافة الملابس، لأنهم كانوا يعتقدون أن الملابس يجب ألا تحتوي على بقعة طينية صغيرة قبل غمسها في الماء النقي. هناك جدل كبير حول أنشطتهم ومعنى اسمهم، ويعتقد البعض أنهم ركزوا بشدة على دراسة مسألة خلق العالم، بينما يعتقد البعض أن البناءين كانوا أسينيون يعملون بالفؤوس والمعاول. وبدلا من ذلك، يعتقد علماء آخرون أن اسم البناءين مشتق من الكلمة اليونانية التي تعني "حمام". إن صح ذلك، ستكون هذه الطائفة مشابهة لطائفة المتعمدون في الصباح المعمدانية أو «طوفيلي شحريت». كان المتعمدون في الصباح طائفة دينية قديمة مارست المعمودية اليومية، ومن المحتمل أنهم كانوا فرقة من الإسينيين. في الكتابات الكليمنتية، ذكر يوحنا المعمدان وتلاميذه على أنهم من جماعة المتعمدين في الصباح. ربط البعض بين المندائيين والمتعمدين في الصباح بسبب ممارستهم للمعمودية المتكررة، واعتقادهم بأن المندائيين من تلاميذ يوحنا. كانت المغارية طائفة يهودية صغيرة ظهرت في القرن الأول قبل الميلاد، وكانوا يمتازون بحفظ جميع مؤلفاتهم في كهوف التلال المحيطة بفلسطين. كانت لهم تعليقاتهم الخاصة على الكتاب المقدس العبري وعلى الشريعة. اعتقدت المغارية أن الله أسمى من أن يختلط بالمادة، ولذلك لم يعتقدوا أن الله خلق العالم مباشرة، بل أن ملاكا يمثل الله خلق الأرض، تماما مثل بثاهيل المندائي. وقد وصف بعض العلماء المغارية بأنهم من الإسينيين أو الثيرابوتيين. يقول ناثانيل ديوتش: «في البداية، أنتج التفاعل نصوصا سحرية وملائكية مشتركة. خلال تلك المرحلة، تطورت أوجه التشابه بين المندائية والتصوف الهالاخي. في مرحلة ما، بدأ كل من المندائيين واليهود الذين يعيشون في بابل في تطوير نصوص نشأة الكون ونصوص صوفية دينية متشابهة تتضمن مجموعة متماثلة من المصطلحات والمفاهيم والصور. في الوقت الحاضر، من المستحيل القول ما إذا كانت هذه التشابهات نتجت في المقام الأول عن التأثير اليهودي على المندائيين، أو التأثير المندائي على اليهود، أو من التأثير المتبادل. ومهما كان مصدرها الأصلي، فإن هذه النصوص وجدت طريقها في النهاية إلى النصوص الكهنوتية – أي الباطنية – المندائية.. وإلى القبالاه.:222» يعتقد زوي ويربلوسكي أن المندائية لديها قواسم مشتركة مع القبالاه أكثر من الميركافا حول مسائل نشأة الكون والتصورات الجنسية. ربطت نصوص ألف واثني عشر سؤالا ولفافة الملكية السامية وألما ريشايا ربا ظهور الأبجدية بخلق العالم، وهو مفهوم موجود في سفر يتزيراح والبحير.:217 كما عثر على أسماء الأوثرات المندائيين في النصوص السحرية اليهودية. وعثر على اسم أباثور منقوشا داخل وعاء سحري يهودي بصورة محرفة باسم «أبيتور». كذلك عثر على اسم بثاهيل في سفر هارزيم مدرجا بين الملائكة الواقفين على الدرجة التاسعة في السماء الثانية.:210–211 وفقا لفهرست ابن النديم، فإن ماني مؤسس المانوية، نشأ ضمن طائفة الألكسيين، وهو ما يتوافق مع ما جاء في مخطوطة كولونيا المانوية. لم تبق أي من الكتب المانوية المقدسة بحالتها الكاملة، ويبدو أن الأجزاء المتبقية لم تقارنا بكتاب كنزا ربا. انفصل ماني عن الألكسيين ليؤسس دينه الخاص. في تحليل مقارن، أشار عالم المصريات السويدي تورغني سيف سودربيرغ إلى أن مزامير توما المانوية كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالنصوص المندائية. وتقول إثيل درور: «كانت بعض المزامير المانوية القديمة، وهي مزامير توما القبطية، عبارة عن إعادة صياغة أو حتى ترجمة كلمة بكلمة للأصل المندائي؛ حيث تقدم العروض والعبارات دليلا على أن المانوية كان المقتبس من المندائية، وليس العكس.:IX» وقد استفاض أيونت بانشيلا في كتابه الصادر سنة 2018م في الحديث حول العلاقة بين المندائية والمانوية. بحسب عالم الأديان ألدو ماجريس، كانت الطوائف السامرية المعمدانية يتبعون يوحنا المعمدان. كانت إحدى تلك الطوائف يرأسها دوسيثيوس السامري وسمعان المجوسي وميناندر الغنوصي. داخل تلك الطوائف، ولدت فكرة أن العالم خلقه ملائكة مجهولون. وكانوا يعتقدون أن طقوس المعمودية تزيل إثم الخطايا، وستؤدي إلى عودة الروح بعد التغلب على الموت الطبيعي الذي سببه هؤلاء الملائكة. كان ينظر إلى القادة السامريين على أنهم "تجسيد لقوة الله أو روحه أو حكمته، وباعتبارهم المخلصون وكاشفو المعرفة الحقيقية". اعتبر هيبوليتوس الرومي السمعانيين شكلا مسبقا من أشكال الفالنتينية. لاحظ كيرت رودولف العديد من أوجه التشابه بين النصوص المندائية والنصوص الغنوصية الشيثية التي عثر عليها ضمن مخطوطات نجع حمادي. قارن بيرغر بيرسون أيضا بين نص الأختام الخمسة الشيثي، الذي يعتقد أنه إشارة إلى طقوس الغمر الخماسي في الماء، بالمسبوطا المندائية. ويرى جورون جاكوبسون باكلي أنه: «هناك رابط مع الأدب الغنوصي الشيثي..، ربما يمكن اعتباره أخا أصغر لإيديولوجية المعمودية المندائية.» اعتمد الغنوصيون الفالنتينيون في روما والإسكندرية في القرن الثاني الميلادي هيئة المعمودية المندائية.:109 تشير التقديرات إلى أن هناك ما بين 60,000 إلى 100,000 مندائي حول العالم. تضاءلت نسبتهم بشدة في بلادهم الأصلية بسبب حرب العراق، حيث انتقل معظم مجتمعهم إلى إيران وسوريا والأردن المجاورين. هناك ما يقرب من 2,500 مندائي في الأردن. وفي سنة 2011م، قدرت قناة العربية عدد المندائيين الإيرانيين المختبئين والمفقودين في إيران بما يصل إلى 60 ألفا. وفقا لمقالة نشرت سنة 2009م في صحيفة «The Holland Sentinel»، فإن المجتمع المندائي في إيران آخذ في التضاؤل أيضا، حيث يتراوح عدده بين 5,000 إلى 10,000 شخص على الأكثر. شكل العديد من المندائيين مجتمعات شتات خارج الشرق الأوسط في السويد وهولندا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة وبالأخص أستراليا، حيث يقيم الآن حوالي 10,000 مندائي يتمركزون بشكل رئيسي حول سيدني، وهو ما يمثل 15٪ من إجمالي مندائيي العالم. وقد هاجر نحو 1,000 مندائي إيراني إلى الولايات المتحدة، منذ أن منحتهم وزارة الخارجية الأمريكية في سنة 2002م وضع اللجوء الوقائي، والذي منح أيضا لاحقا للمندائيين العراقيين في سنة 2007م. ويعيش مجتمع يقدر بنحو 2,500 فرد في ورسستر بولاية ماساتشوستس الأمريكية، منذ أن بدأوا بالاستقرار فيها سنة 2008م، معظمهم مهاجرون من العراق. لا تسمح المندائية بالتحول الديني، والوضع الديني للمندائيين الذين يتزوجون من خارج المجتمع المندائي وأطفالهم محل نزاع.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/المندائية
|
631f7ba1a42b3e8e972c7706f239e094
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.136333",
"source": "Wikipedia"
}
|
السمارة (مدينة)
|
السمارة (مدينة)
|
السمارة هي مدينة مغربية وعاصمة إقليم السمارة في جهة العيون الساقية الحمراء. شيدت مدينة السمارة على يد الشيخ ماء العينين، ويظهر من هذا أن الشيخ ماء العينين إختار لهذا المشروع الحضاري موقعا استراتيجيا مهما في خريطة هذه المنطقة، وخريطة المغرب بصفة عامة، فقد أقام عاصمته في قلب الصحراء بعيدا عن أخطار المحيط وما تخبئه من مفاجآت، قريبا من نقط الماء، وما تمنحه من أمل في الحياة، تتوسط الصحراء وتطل على «تندوف»، وتراقب عن كثب ما يحدث في «آدرار» «شنقيط»، وتقف حصنا منيعا ودرعا واقيا في وجه كل من تسول له نفسه الانقضاض على المغرب. وبصفة عامة فقد ورثت هذه المدينة ماضي المنطقة بكامله، فواصلت رسالتها الوسيطية، ولكن في شكل جديد، ينبني على أسس جديدة تقوم على الاستقرار، وفي شروط تاريخية جديدة تتسم بالقلق والخوف. ولم يكن تعمير الشيخ ماء العينين لهذه المنطقة عملا إقليميا يعبر عن رغبة فردية انعزالية تنطلق من تأسيس تجمع حضاري يخضع لنفوذه الروحي والزمني كما يشير إلى ذلك بعض الدارسين الأجانب، ولكنه عمل وحدوي ينطلق من روح وحدوية، ويصب في مشروع وطني متكامل. فقد كان بناء مدينة «السمارة» مشروعا معينيا سلطانيا، يستجيب لضرورة تاريخية تفرضها ظروف المنطقة الصحراوية، وتستوجبها آفاق العمل الدفاعية المشتركة بين السلطة المركزية وخلفائها بهذه المنطقة. ولذلك جند السلطان مولاي عبد العزيز كامل إمكانياته للتعجيل ببنائها، فوضع مجموعة من البنائين والمهندسين رهن إشارة الشيخ ماء العينين، واستنفر عددا من السفن التي كانت تحمل مواد البناء من الموانئ الشمالية إلى طرفاية لتنقل على ظهر الجمال إلى «وادي السمارة». وبعد استكمال بناء هذه المدينة، صارت قلب المنطقة النابض، وسوق عكاظها السياسي والثقافي والاجتماعي، تعقد بها المعاهدات، وتتم فيها اللقاءات وتذوب في منتدياتها ومجامعها الخلافات والمنازعات. وقد إكتسبت مدينة السمارة مكانة بارزة في تاريخ المغرب، باعتبارها نقطة إستراتيجية، وصلة وصل بين شمال المملكة المغربية وجنوبها، مما جعلها تحظى على الدوام باهتمام ملوك الدولة العلوية، حيث إتخذها السلطان مولاي الحسن الأول معقلا للجهاد، وقاعدة خلفية لصد أطماع المعتدين على المناطق الجنوبية للمملكة المغربية. وهذه المكانة المتميزة جعلتها محط أطماع الدول الأوروبية (فرنسا وإسبانيا)، التي اصطدمت بمقاومة باسلة من طرف قبائلها المتاخمة بزعامة قبائل: «الرقيبات»، «أهل الشيخ ماء العينين»، «العروسيين»، «آيت أوسى»، وغيرهم من القبائل الصحراوية. ومن بين المعارك التي تكبد فيها المستعمر الفرنسي خسائر فادحة بهذه المنطقة نذكر على سبيل المثال لا الحصر: «معركة السمارة» في شهر يناير 1957، «معركة مركالة» عام 1957، «وادي الصفا» سنة 1958، «معركة سيدي أحمد العروسي» في نفس السنة. وبعد أن كانت مدينة السمارة تشكل مربط الجهاد ومرحلة مهمة في طريق القوافل، هاهي اليوم تصل حاضرها ماضيها، وتصبح إحدى المحطات الرئيسية للمحور الطرقي عبر الصحراء، تربط بين الشرق الجنوبي المحادي للحدود لمنطقة «طانطان» «واد نون» مع شمال المملكة، وبالساحل الأطلنتي غربا عبر «بوكراع» في اتجاه «العيون». وتقع النواة القديمة للمدينة في الجزء المنخفض منها حيث توجد زاوية الشيخ ماء العينين. كما شهدت السمارة في ظرف وجيز بعد استرجاع أقاليم المملكة الجنوبية نهضة كبيرة، ومنجزات ضخمة في جميع الميادين سواء منها: الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، التي تطلبت جهودا جبارة في بنائها وتشييدها، علما بأن الاستعمار الإسباني لم يترك بها أي عمل أو إنجاز. سميت المدينة باسم السمارة لكثرة تواجد نبات السمر على طول وادي سلوان. يوجد بالسمارة محطة طرقية وتوفر خطوط حافلات مباشرة بين المذن المغربية من السمارة إلى العيون، وطانطان، وكلميم، وأكادير. تتوفر المدينة على مطار السمارة وهو مطار داخلي ولا يتوفر على أي خطوط جوية تجارية، لكن حاليا تجري اجتماعات لمناقشة فكرة فتح المطار للرحلات الجوية الداخلية بين السمارة والعيون والدار البيضاء. تتوفر مدينة السمارة على المؤسسات التعليمية التالية: في 6 محرم 1434 (2012 )، تم افتتاح كلية العلوم الشرعية بالسمارة، وهي منضوية تحت المؤسسة الجامعية ابن زهر. ينحصر تكوينها في شعبتين: شعبة علوم القرآن والحديث، وشعبة فقه الأموال والمعاملات المالية، وتندرجان هاتان الشعبتان في سلك الإجازة في العلوم الشرعية والقضايا المعاصرة. قائمة المهرجانات والمعارض التي تقام سنويا بمدينة السمارة: إن السمارة من الناحية التاريخية والأركيولوجية تتوفر على عدد مهم من المباني التاريخية والمواقع الأثرية التي ترجع إلى فترات من عهود ما قبل التاريخ إلى بداية القرن العشرين. إضافة إلى المعالم الصامدة بمرور التاريخ في المدينة هناك مواقع أركيولوجية هامة بالضواحي، أهمها جريزم، الدار الحمراء، العصلي بوكرش. تحتفظ بنايات معمارية جلها إلى نهاية القرن التاسع عشر فترة الاستقرار النهائي للشيخ ماء العينين بالمنطقة. هذا الأخير وضع اللبنات الأولى لمدينة السمارة الحالية، ويقول أحمد بن الأمين الشنقيطي في كتابه الوسيط: «وقد اجتمعت به - أي الشيخ ماء العينين - حين خروجي من مدينة شنقيط إلى مراكش في توجهي إلى الحجاز» ورأيت منه ما حيرني، لأني أقدر من معه في وادي أسمار من الساقية الحمراء بعشرة آلاف شخص ولكن في اللأعة ام الأخيرة شهدة مدينة السمارة تطورا كبير من حيت عدد السكان والمعمار يعودالفضل لدالك إلى الطرق التي شيدة لكي تخرج المدينة من العزلة والتي ساهم في ارتفاع عددالسياح بنسبة مهمة تقدر %12 التي ساهمة في ارتفاع مداخل المدينة المادية التي تشجع المستتمرين في المنطقة في سنة 1896 قرر الشيخ ماء العينين، في نواحي وادي سلوان أحد روافد الساقية الحمراء، بناء مدينة تستقر بها القبائل المجاورة، وتكون نقطة التقاء للتجارة عبر الصحراء، هذه المدينة حملت اسم السمارة وذلك لكثرة تواجد نبات السمار على طول ضفة وادي سلوان، وقد ضمت النواة الأولى لهذه المدينة كلا من القصبة وبيوت أفراد قبيلة وأتباع الشيخ ماء العينين، ودامت أشغال البناء بها أربع سنوات أي إلى حدود 1902. تتكون القصبة أو ما تبقى منها على الأصح من عدة بنايات ما زال بعضها قائما محافظا في مجمله على طابعه الأصلي، وتنتظم هذه البنايات داخل أسوار من الحجر المنجور، والمعروف بحجر زمور، هذه الأسوار التي لا يتجاوز سمكها 0.5م تحيط بالبنايات الخاصة بالشيخ ماء العينين وعائلته، ولا تنفتح على الخارج إلا بواسطة أربعة أبواب تعلوها أقواس منكسرة: باب الساحل وهو باب الزاوية الحالي، الباب الشمال أو باب مراكش، باب الحجب الذي كان مخصصا لزوجات الشيخ ماء العينين. تشكل الزاوية المحور الرئيسي للبنية الداخلية، فبنايتها التي كانت مخصصة لسكنى الشيخ، فرضت التصميم، وأحكمت تنظيمه. والزاوية عبارة عن منزل مربع الشكل تعلوه قبة فقدت جل زخرفتها، فبعد عبور مدخل مستقيم نجد صحنا تعلوه القبة، وتحيط بجهاته الأربع أروقة عالية مسقوفة بسطح من «الورق والجائزة»، وتحملها سواري مربعة الشكل وأقواس منكسرة، تحت هذه الأخيرة تنفتح أبواب ثلاث غرف مستطيلة الشكل ومختلفة المقاييس.تحيط بالزاوية أربعة بيوت مخصصة لزوجات الشيخ ماء العينين، وتتكون هذه البيوت من نفس الوحدات: بهو عميق وضيق، ثلاث غرف مستطيلة الشكل، ودرج يودي إلى السطح. تنتصب شرق هذا المركب وتكون وحدة مستقلة مكونة من مجموعة من الغرف المستطيلة والتي تنتظم حول صحن مكشوف مربع الشكل. يحتل هذا المسجد الواجهة الشرقية للقصبة، ويعاني من تصدع كبير في بنياته المعمارية المتبقية، فقد تهدم عدد كبير من سواريه وجزء من الأروقة ولم يبق منها إلا ركام من الأحجار والتراب. يرجع بناؤه إلى نفس فترة بناء القصبة أي 1898م 1902م، ويبرز تصميمه نفس الخصائص المعروفة في باقي المساجد المغربية. ولا يختلف عنها إلا في المحراب، هذا الأخير يتميز بشكله النصف دائري العريض والعميق في نفس الوقت، وذلك لاستقبال المنبر، ولعب دور المحراب معا. وعموما، فالبناية تمتد على مساحة تقارب 97968 متر مربع مقسمة إلى جزءين: بيت الصلاة والصحن، فالأول تتوزع مساحته إلى ثلاث ملاطات موازية لحائط القبلة. والمسجد رغم تصدع أطرافه ما زال محتفظا بجل ممكونات تصميمه الأول، ويشهد في نفس الوقت على انتشاره وشيوع عادات وتقنيات البناء في حاضرة وادي نون، سواء نول أسرير لمطة، تكاوست القصابي، أو كلميم، مرورا بأكاووس (واعرون حاليا). كان المسجد يحوي أكبر مكتبة في المنطقة حيث كانت تضم أكثر من 5000 كتاب وكانت رائدة في الشمال الأفريقي'إلى ان ابه وفطن الفرنسيون لدور الذي لعبته هذه المكتبة في تنام المقاومة ورفض الاحتلال فتم تدميرها وحرقها من طرف القواة الفرنسية بقيادة الضابط ال موريت وذلك بتاريخ 28-03 -1913'ولخير دليل على ذلك ماسجله الرائد غرار في مذكراته من عنفوان وباس المقاومة الصحراوية يقع المسجد العتيق وسط بنايات الحي الذي بنته سلطات الاستعمار الإسباني، وبغض النظر عن وظيفته الأولى التي ارتبطت حسب الرواية الشفوية بالشعائر المسيحية، فإن المسجد يشكل نموذجا متناسقا ومحكم التصميم تتجسد فيه عدة مهارات وتقنيات معمارية. يتكون المسجد قبل الزيادات التي شرع فيها ابتداء من سنة 1994م من قاعة للصلاة، تمتد في ثلاث بلاطات ترتكز على أعمدة مثمنة الأضلاع بواسطة أقواس نصف دائرية، مبنية بأحجار منجورة. أما الصحن فيحتل النصف الثاني، ويمتد على شكل مربع مكشوف السقف، تحيط به أروقة من جهاته الثلاث مشكلة امتدادا للبلاطات الجانبية لبيت الصلاة. تقع بقايا هذه البناية شمال شرق مدينة السمارة على بعد حوالي 20 كلم في اتجاه وادي نون، وتمثل هذه الأسوار بقايا بناية استقر بها الشيخ ماء العينين حتى حدود 1259ه وهذا الموقع تعرض للهدم سنة 1996م بسبب مرور سباق السيارات باريس داكار، وفي هذا نوع من طمس للمآثر التاريخية والتراث. ولم يبق منه إلا جناح مكون من غرفة مبنية بالحجارة المنجورة والطين. هذا الموقع الأثري يشكل استثناء في المحيط العام للمنطقة، فقد بني بالطوب، مما أعطاه اسم الدار الحمراء، ويعتبر حسب الذاكرة المحلية أحد المواقع التي استقر بها الشيخ ماء العينين قبل أنتهاء قراره على موقع مدينة السمارة. ترتفع بقايا هذه البناية على الضفة اليسرى للساقية الحمراء، وتراقب واديها، ويتكون تصميمها من سور خارجي من الطوب يشكل مربعا تقويه أبراج في زواياه الأربع. أما المساحة المسورة فتنقسم إلى مجموعة من الفضاءات المستطيلة الشكل والتي كانت تلعب دور الغرف، هذه الأخيرة نتفتح بواسطة أبواب، على صحن مكشوف يؤدي إليه بابان وسط الجهة الجنوبية للبناية. تتنوع المواقع الأثرية الني ترجع إلى فترات ما قبل الإسلام وخاصة فترات ما قبل التاريخ : شجرة ميرات، الفارسية. حوزة، واد ميران، واد وين سلوان، العصلي بوكراش.. وغيرها. نظرا لقلة المعطيات رغم أن الرواية الشفوية تحتفظ بالكثير، وهي خزان فكري يجب استثماره والاستفادة منه، فلم نجد الكثير من المعطيات، اللهم إلا عن العصلي بوكراش. يتميز إقليم السمارة بأكثر من أربعة وثلاثون موقعا لنقوش الصخرية والتيي يعتقد انها تعود إلى 4000-- 8000-. وتعد هذه المواقع سجلات مرؤية ومتاحف في الهواء الطلق تعرض آلاف التحف الفنية التي خلفتها المجموعات البشرية المتعاقبة على المنطقة وتعد هذه النقوش تعبيرا فكري قديم يعطي
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/السمارة (مدينة)
|
da1e8bc436fde7e9ba148b1cef553cef
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.140538",
"source": "Wikipedia"
}
|
الوادي الذهبي
|
الوادي الذهبي
|
الوادي الذهبي (الإسبانية «ريو دي أورو»؛ كان، وادي-AD-ذهب، وغالبا ما ترجم كما واد Edhahab)، مع الساقية الحمراء، واحدة من المنطقتين اللتين شكلا مقاطعة الصحراء الإسبانية الإسبانية بعد عام 1969 ؛ وقد تم اعتبارها ملكية استعمارية إسبانية في أواخر القرن التاسع عشر. يبدو أن اسمه جاء من نهر شرقي - غربي كان من المفترض أن يمر به. كان يعتقد أن النهر قد جف إلى حد كبير - الوادي، كما يشير الاسم - أو اختفى تحت الأرض وقد اشتق الاسم الإسباني من اسمه السابق ريو دو أورو، وهو الذي أعطاه إياه المكتشف البرتغالي أفونسو غونسالفيس بالدايا في عام 1436. أرسل الأمير البرتغالي هنري المستكشف مهمة عام 1435، تحت جيل إيانس وبلدايا، للعثور على نهر الأسطوري من الذهب في غرب إفريقيا. وايضا عند نزولهم إلى الساحل، قاموا بجولة في شبه الجزيرة الداخلة في الصحراء الحالية وخرجوا إلى مدخل يعتقدون بحماس يقال عنه مصب نهر الذهب (انظر نهر السنغال).ولقد استمر استخدام الاسم للمدخل والمنطقة المحيطة به على الرغم من عدم العثور على الذهب هناك، ولا في مياه الخليج الضيق، ولا في جواره تحتل الجزء الجنوبي من الصحراء الغربية، وتقع الأراضي بين 26 ° شمالا 21 ° 20 'جنوبا. تبلغ مساحة المنطقة حوالي 184000 كم (114000 ميل)، مما يجعلها حوالي ثلثي الصحراء الغربية بأكملها. كانت العاصمة الإقليمية السابقة التي أسسها الإسبان فيلا سيسنيروس، والتي أعيدت تسميتها تحت الإدارة المغربية عام 1976 «الداخلة». كانت معركة ريو دي أورو حركة سفينة واحدة خاضت في أغسطس 1914 خلال الحرب العالمية الأولى. هاجم طراد بريطاني محمي طرادا مساعدا ألمانيا قبالة المستعمرة الإسبانية الصغيرة ريو دي أورو في عام 1975، عندما انسحبت إسبانيا من المنطقة، انقسمت الصحراء الغربية بموجب اتفاقيات مدريد بين موريتانيا والمغرب، حتى لو كانت جبهة البوليساريو قد اعترضت على هذا الانقسام بمرارة. خط التقسيم يمر في منتصف الطريق عبر ريو دي أورو، مع المغرب يأخذ الجزء الشمالي بالإضافة إلى الساقية الحمراء، وموريتانيا بضم الثلث السفلي من المستعمرة كمحافظة شمالية تسمى تيريس الغربية (تيريس الغربية). كانت عاصمتها الإقليمية تسمى بالفعل الداخلة. بعد حرب مدمرة استمرت أربع سنوات مع جبهة البوليساريو، تخلت موريتانيا عن تيريس الغربية، وانسحبت من الصحراء الغربية، وتركت المغرب والبوليساريو باعتبارهما المتحاربين الوحيدين في النزاع، والذي لم يتم حله بعد؛ وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ عام 1991. وقد تنقسم هذه المنطقة اليوم إلى الجدار العسكري المغربي، وحيث يحتل المغرب الأجزاء الواقعة إلى الغرب من البلاد، ويوجد أيضا المنطقة الحرة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو، وهي تحت سيطرة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إلى الشرق. وأيضا هذه المناطق هي أقسام مؤقتة تم التفاوض بشأنها كجزء من بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لوقف إطلاق النار.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الوادي الذهبي
|
5d9063fd3a0bd976ffaae693c9f95c86
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.141453",
"source": "Wikipedia"
}
|
حافظ الاسد
|
حافظ الأسد
|
بشار الأسد منتخب حركة البعث العربي (1940–1947)حزب البعث العربي الاشتراكي (1947–1966)البعث العراقي (1966–2003)البعث السوري (1966–الوقت الحاضر) حافظ الأسد (6 تشرين الأول 1930 - 10 حزيران 2000) هو ضابط عسكري وسياسي شغل منصب رئيس الجمهورية العربية السورية والأمين العام وعضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ما بين العامين 1971- 2000. وتولى منصب رئيس وزراء سوريا ما بين العامين 1970- 1971، ومنصب وزير الدفاع ونائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ما بين العامين 1966- 1972. كان حافظ الأسد مشاركا رئيسا في انقلاب 1963 مع سليم حاطوم، ومحمد عمران، وصلاح جديد، الذي أوصل الفرع السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة في سورية، لاحقا شهدت حقبة حكم الحزب سيطر حافظ الأسد على السلطة في انقلاب داخلي عام 1970، وأصبح رئيسا لسوريا عام 1971، لتبدأ حقبة من الحكم الدكتاتوري القمعي استمرت بتسليم الحزب السلطة لخلفه الرئيس بشار الأسد، حتى سقوط النظام آخر عام 2024 على يد هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة المسلحة، وفرار الرئيس بشار الأسد من البلاد وذلك بعد عملية عسكرية استمرت 12 يوما أطلقت عليها "ردع العدوان" توجت بدخول العاصمة دمشق، منهية بذلك 61 عاما من حكم الحزب، و53 عاما من حكم عائلة الأسد. التزم الأسد بالعقيدة البعثية، وشهدت سوريا في عهده ازديادا في الاستقرار باتجاه نحو العلمانية والصناعة، لتعزيز البلاد باعتبارها قوة إقليمية، مع إحكام القبضة الأمنية بشدة، وقمع الحريات العامة. ولد لأسرة فقيرة من الطائفة العلوية النصيرية بالقرداحة باللاذقية، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946 بصفة طالب ناشط (وهو الحزب الذي ينتسب إليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين). انتسب للكلية الحربية في محافظة حمص عام 1952، وتخرج بعد ثلاث سنوات بدرجة بكالوريوس طيران حربي برتبة ملازم طيار. نفي إلى مصر من 1959 إلى 1961 في أثناء الوحدة بين سوريا ومصر. ولد في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية لأسرة من الطائفة العلوية، كانت تعمل في فلاحة الأرض. أتم تعليمه الأساسي في مدرسة قريته التي أنشأها الفرنسيون عندما أدخلوا التعليم إلى القرى النائية وكان أول من نال تعليما رسميا في عائلته، ثم انتقل إلى مدينة اللاذقية حيث أتم تعليمه الثانوي في مدرسة الشهيد جول جمال ونال شهادة الفرع العلمي، لكنه لم يتمكن من دخول كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت كما كان يتمنى لتردي أوضاعه المادية والاجتماعية لذا التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، ومن ثم التحق بالكلية الجوية ليتخرج منها بدرجة بكالوريوس علوم الطيران الحربي برتبة ملازم طيار عام 1955 ليشارك بعدها ببطولة الألعاب الجوية ويفوز بها. انضم لحزب البعث عام 1946 عندما شكل رسميا أول فرع له في اللاذقية. كما اهتم بالتنظيمات الطلابية حيث كان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيسا لاتحاد الطلبة في سوريا. بعد سقوط حكم العقيد أديب الشيشكلي واغتيال العقيد البعثي عدنان المالكي إنحسم الصراع الدائر بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الإشتراكي لصالح البعثيين مما سمح بزيادة نشاطهم وحصولهم على امتيازات استفاد منها هو، حيث اختير للذهاب إلى مصر للتدرب على قيادة الطائرات النفاثة ومن ثم أرسل إلى الاتحاد السوفيتي ليتلقى تدريبا إضافيا على الطيران الليلي بطائرات ميج 15 وميج 17 والتي كان قد تزود بها القوات الجوية العربية السورية. انتقل لدى قيام الوحدة بين سوريا ومصر مع سرب القتال الليلي التابع للقوات الجوية العربية السورية للخدمة في القاهرة، وكان حينها برتبة نقيب طيار. ولم يتقبل مع عدد من رفاقه قرار قيادة حزب البعث بحل الحزب عام 1958 استجابة لشروط الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة. فقاموا بتشكيل تنظيم عسكري بعثي سري عام 1960 عرف باللجنة العسكرية بحزب البعث السوري (هي التي حكمت سوريا فيما بعد) وكان لها دور بارز في الانقلابات التي حدثت في مطلع الستينات. قام حزب البعث بالتعاون مع عدد من الأحزاب في سوريا بالتوقيع على وثيقة الانفصال في عام 1961، وعلى إثر ذلك اعتقل مع عدد من رفاقه في اللجنة العسكرية في مصر لمدة 44 يوما، وأطلق سراحهم بعد ذلك وأعيدوا إلى سوريا في إطار عملية تبادل مع ضباط مصريين كانوا قد احتجزوا في سوريا. وقد أبعد بعد عودته عن القوات المسلحة العربية السورية لموقفه الرافض للانفصال وأحيل إلى الخدمة المدنية في إحدى الوزارات. وبعد أن استولى حزب البعث العربي الاشتراكي على الحكم في سوريا فيما عرف باسم ثورة الثامن من آذار، أعيد إلى الخدمة من قبل صديقه ورفيقه في اللجنة العسكرية مدير إدارة شؤون الضباط بوزارة الدفاع السورية آنذاك المقدم صلاح جديد، ورقي بعدها في عام 1964 من رتبة مقدم طيار إلى رتبة لواء طيار دفعة واحدة، وعين قائدا للقوى الجوية والدفاع الجوي. وبدأت اللجنة العسكرية بتعزيز نفوذها وكانت مهمته توسيع شبكة مؤيدي وأنصار حزب البعث في القوات المسلحة السورية. وقامت اللجنة العسكرية في 23 شباط 1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركة منه بالانقلاب على القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ لصالح القيادة القطرية لحزب البعث ليتخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية لإكمال السيطرة على حزب البعث وحكم سوريا، بينما تولى اللواء الطيار حافظ الأسد وزارة الدفاع السورية. بدأت الخلافات بالظهور بينه وصلاح جديد بعد الهزيمة في حرب 1967، حيث انتقد صلاح جديد أداء وزارة الدفاع خلال الحرب وخاصة القرار بسحب الجيش وإعلان سقوط القنيطرة بيد إسرائيل، بالإضافة إلى تأخر غير مفهوم للقوات الجوية العربية السورية في دعم نظيرتها الأردنية مما أدى لتحميله مسؤولية الهزيمة. وتفاقمت هذه الخلافات مع توجه صلاح جديد نحو خوض حرب طويلة مع إسرائيل، بينما عارض هو ذلك لإدراكه أن القوات المسلحة لم تكن مؤهلا لمثل هذه الحرب خاصة بعد موجة التسريحات التي أتبعت انقلاب 8 آذار 1963 والتي طالت الضباط في الجيش من غير البعثيين. ووصلت الخلافات بيهما إلى أوجها خلال أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970، حيث أرسل صلاح جديد الجيش العربي السوري لدعم الفلسطينيين، لكن وزير الدفاع الفريق الطيار حافظ الأسد امتنع عن تقديم التغطية الجوية للقوات البرية السورية وتسبب في إفشال مهمته. وعلى إثر ذلك قام صلاح جديد بعقد اجتماع للقيادة القطرية لحزب البعث والتي قررت بالإجماع إقالته مع رئيس الأركان اللواء الركن مصطفى طلاس من منصبيهما. لكنه لم ينصاع للقرار وتمكن في 16 تشرين الثاني 1970 بمساعدة عدد من الضباط البعثيين الكبار والقطع الموالية له في القوات المسلحة العربية السورية من الانقلاب على صلاح جديد ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي وسجنهما مع العديد من رفاقهم وذلك فيما يعرف الحركة التصحيحية بحزب البعث. وبعد استلامه قيادة حزب البعث الحاكم عام 1970 أسس الأسد عددا من الأجهزة الإستخباراتية (المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي) المرتبطة بمكتب الأمن القومي بحزب البعث مما أوجد نظاما بعثيا قويا معتمدا على القبضة الأمنية البعثية داخليا وسلسلة من التحالفات خارجيا مع الإتحاد السوفييتي والصين وكوريا الشمالية والتي ضمنت له قدرة البلاد على مواجهة أي تهديد من إسرائيل المناهضة لسوريا. وقد كفل دستور 1973 الذي أصدره الأسد صلاحيات واسعة له ولحزب البعث، ونصت مادته الثامنة على كون حزب البعث هو «الحزب القائد للدولة والمجتمع» ما حول عقائده وأفكاره إلى جزء من مؤسسات الدولة السورية والمناهج الدراسية واحتكار المناصب العليا وسلسلة من الامتيازات الأخرى للبعثيين دون غيرهم من السوريين؛ مع شبه غياب للحريات السياسية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني. تولى منصب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ونائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في 21 تشرين الثاني 1970، ثم ما لبث أن أصبح رئيس الجمهورية العربية السورية وأمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في 22 شباط 1971 ليثبت في 12 آذار 1971 رئيسا للجمهورية العربية السورية لمدة سبعة سنوات بعد إجراء استفتاء شعبي ليكون بذلك أول رئيس بعثي علوي في التاريخ السوري. وبعدها أعيد انتخابه في استفتاءات متتابعة أعوام 1978 و1985 و1992 و1999. وقد تولى الحكم مدعوما من الجيش العربي السوري، ونال استحسان الجماهير المرهقة في بادئ الأمر نتيجة الإصلاحات التي قام بها وبناؤه للجيش العربي السوري وتحقيق النصر في حرب تشرين التحريرية 1973. أسس حافظ الأسد مع كل من الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس الليبي معمر القذافي اتحاد الجمهوريات العربية وتم التوقيع على اتفاقية ودستور دولة اتحاد الجمهوريات العربية في بنغازي بتاريخ 18 نيسان 1971، وقد أجري عليه استفتاء شعبي في الأقطار الثلاثة في أول سبتمبر سنة 1971. وقد كان هذا الاتحاد يعد تحولا في مفهوم القومية العربية وبناء نظام ديمقراطي واشتراكي يحمى حقوق المواطن ويصون حرياته الأساسية، ويدعم سيادة القانون. والاتفاق لم يتم تطبيقه عمليا والسبب الأساسي لعدم نجاحه هو اختلاف الدول الثلاثة على بنود الاتفاقية ورفض حافظ الأسد لإتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل. في عام 1979 بدأ الأمين العام لحزب البعث السوري الرئيس حافظ الأسد بعقد معاهدات مع العراق التي يحكمها حزب البعث (الفرع العراقي) كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الأسد رئيسا للدولة البعثية الموحدة وأحمد البكر سيصبح نائبا لحافظ الأسد في ذلك الاتحاد البعثي ولكن قبل حدوث ذلك تم عزل أحمد حسن البكر في 16 يوليو عام 1979م عن قيادة الحزب والدولة وأصبح صدام حسين بشكل رسمي الرئيس الجديد لحزب البعث الحاكم بالعراق. بعد ذلك بفترة وجيزة جمع قيادات حزب البعث العراقي في 22 يوليو عام 1979م بقاعة الخلد ببغداد وخلال الاجتماع الذي أمر بتصويره قال الرئيس العراقي صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين عليه ضمن حزب البعث العراقي وقرأ أسماء هؤلاء الذين كانو ارتبطوا سرا حزب البعث السوري بقيادة حافظ الأسد. وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم اقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وقعت محاولة اغتيال فاشلة للأسد والذي قام بعدها بحظر جماعة الإخوان المسلمين وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر الأسد القانون 49 عام 1980 الذي يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وبعدها ذلك دخل في نزاع عنيف مع حركة الإخوان المسلمون في سوريا، والتي أعلنت العصيان ودعت لإسقاط النظام البعثي الحاكم، فتحول الصراع بين الحركة الإخوانية والدولة البعثية إلى صراع مسلح بعد أن قامت الحركة بعمليات اغتيال واسعه على المستوى السياسي والعلمي والديني والعسكري، وخاصة بعد تفجير مدرستي الأزبكية والمدفعية، ومحاولة اغتيال الوزراء والقيادات البعثية في عام 1981، فقام بتكليف القوات المسلحة السورية بالقضاء على العصيان، وبالأخص بعد سقوط مدينة حماة بيد الحركة، حيث دخل الجيش العربي السوري المدينة وقمع أي حركة مسلحة تهدف إلى القيام بانقلاب على الحكم البعثي فيما يعرف بمجزرة حماه عام 1982. على خلفية مجازر حزب البعث السوري ضد جماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات أرسل مفتي السعودية الإمام عبد العزيز ابن باز برقية سرية باسمه عن المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، موجهه للرئيس السوري حافظ الأسد، ونشرتها مجلة الاعتصام المصرية في يناير 1980، قال فيها ابن باز: تغيرت العلاقات الإيرانية السورية جذريا بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979. انتهى تحالف سوريا الاستراتيجي مع مصر في نفس الوقت تقريبا بسبب معاهدة مصر مع إسرائيل. مثلت إيران بعد الثورة الإسلامية فرصة للرئيس السوري حافظ الأسد لإيجاد ثقل جديد لإسرائيل وتركيا، الخصوم الإقليميين لسوريا. وصفت في كثير من الأحيان العلاقات بين البعثيين السوريين ونظام الثورة الإسلامية بطهران «محور المقاومة والممانعة». غير أن الرئيس السوري حافظ الأسد لم يقم بزيارة لإيران حينما كان مرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني على قيد الحياة، بما أن آية الله الخميني لم يعتبر الأسد مسلما حقيقيا بل إعتبره بعثيا علمانيا. لذلك فإن العلاقات بين البلدين لا تعتمد على الأسباب الدينية، لأن سوريا دولة بعثية علمانية، في حين أن إيران جمهورية إسلامية. بدلا من ذلك، العلاقات بينهما تدفعها النقاط السياسية والاستراتيجية المشتركة. وكان من الجبهات الرئيسية الأولى للتحالف السوري الإيراني الحرب العراقية الإيرانية. فخلال الحرب العراقية الإيرانية، وقفت سوريا مع إيران ضد العراق وتم عزلها من قبل السعودية وبعض البلدان العربية، باستثناء ليبيا لبنان الجزائر السودان عمان. كونها واحدة من الحلفاء العرب القلائل لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية، أغلقت سوريا خط أنابيب النفط العراقي خط أنابيب كركوك–بانياس لحرمان العراق من الإيرادات النفطية. ودربت سوريا أيضا الإيرانيين في تقنية صناعة الصواريخ، وزود الأسد إيران بصواريخ سكود الروسية بين عامي 1986 1988. قدمت إيران لسوريا الملايين من براميل النفط المجانية والمخفضة طوال الثمانينات. بالإضافة إلى ذلك، كان مرشد الثورة الإيرانية الإمام آية الله الخميني مقيدا في إدانته لالصراع بين الحكومة السورية جماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات. وكان المجال الرئيسي الثاني للتعاون بين البلدين في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية. حيث أنشأ ودرب الحرس الجمهوري السوري والحرس الثوري الإيراني، جماعة حزب الله اللبناني لنشر أيديولوجية المقاومة وصد الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. ونظر حافظ الأسد إلى قوات حزب الله اللبناني كأداة مفيدة ضد إسرائيل المعادية لسوريا وطريقة لإنشاء تأثير سوري أكبر في الشؤون الداخلية اللبنانية. كان بين سوريا وإيران خلافات عرضية في السياسة الخارجية. والتزمت سوريا في أواسط إلى أواخر الثمانينات، بدعم حركة أمل في لبنان، حتى وإن حاولت إيران تحقيق أقصى قدر من السلطة لحزب الله في جنوب لبنان. على الرغم من أن إيران كانت غير موافقة للغاية حول التدخل بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بصدام حسين من الكويت، فقد شاركت سوريا في التحالف الدولي لتحرير الكويت. ومع ذلك، فإن هذه الخلافات لم تهدد بتقويض العلاقة بين البلدين. قام الجيش العربي السوري بعام 1976 بمحاولة فض المعركة بين قوات اليمين اللبناني وحركة فتح بمخيم تل الزعتر، إلا أن الفلسطينيين قاموا بقصف القوات السورية بطريق الخطأ، فكان رد الجيش السوري خاطفا. وانخرط بشكل فعلي في الحرب الأهلية اللبنانية بعد اجتياح إسرائيل للبنان مانعا حدوث قلاقل أكبر، وطبق هناك سياسة «لا غالب ولا مغلوب» عن طريق حفظ توازن القوى بين كل الأطراف اللبنانية وذلك إلى أن حصل على تفويض من جامعة الدول العربية في مؤتمر الطائف لمساعدة الأطراف اللبنانية المتصالحة بالسيطرة على لبنان. ولكن قائد الجيش اللبناني الجنرال ميشيل عون رفض إتفاق الطائف لأنه يسمح لسوريا بالسيطرة على لبنان ولكن وبعد معارك ضارية مع الجيش اللبناني استطاع حافظ الأسد إقصاء الحنرال عون من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية عسكرية سورية فاستدعي عون إلى السفارة الفرنسية في بيروت وبقي هناك لفترة من الزمن حتى سمح له من بعدها بالتوجه إلى منفاه في فرنسا في 28 أغسطس 1991. كانت علاقات الأسد مع الملك فهد جيدة ومستقرة. وبعد إحتلال الكويت من قبل الرئيس العراقي صدام حسين في أغسطس 1990، ساند الأسد الملك فهد وشارك 16 ألف جندي سوري في التحالف الدولي الذي تأسس من أجل تحرير الكويت. في أوائل عام 1974، بعد تحرير القوات المسلحة السورية مدينة القنيطرة. شنت سوريا حربا، غير مقتنعة بالنتيجة التي انتهى إليها القتال في محاولة لاسترداد وتحرير باقي أراضي الجولان، وبعد توقف القتال على الجبهة المصرية شنت سوريا حرب استنزاف ضد القوات الإسرائيلية في الجولان، تركزت على منطقة جبل الشيخ، واستمرت 82 يوما كبدت فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة. توسطت الولايات المتحدة، عبر الجولات المكوكية لوزير خارجيتها هنري كيسنجر، في التوصل إلى اتفاق لفك الاشتباك العسكري بين سوريا وإسرائيل. نص الاتفاق الذي وقع في حزيران (يونيو) 1974 على انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 . في 24 يونيو رفع الرئيس السوري حافظ الأسد العلم السوري في سماء مدينة القنيطرة المحررة، إلا أن الإسرائيليين كانوا قد عمدوا إلى تدمير المدينة بشكل منظم قبل أنسحابهم، وقررت سوريا عدم إعادة إعمارها قبل عودة كل الجولان للسيادة السورية. على الصعيد الداخلي تم بناء أكثر من جامعة في عهده منها جامعة تشرين في اللاذقية وجامعة البعث في حمص. كما عمل على تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واعتبرها نصف المجتمع. وشجع الرياضة والرياضيين، وتم في عهده استضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط. كما أنه جعل حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في الدولة والمجتمع. وعلى الصعيد الخارجي استمر في رفضه اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل مناديا بحل شامل للقضية الفلسطينية، إلى أن قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقية أوسلو بعام 1993 منفردة وهو الأمر الذي اعتبره خيانة. وفي عام 1998 تمت عدة محاولات لإتمام اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل تحت إشراف الراعي الأمريكي، لكن إصراره على استرداد كامل أرض الجولان التي احتلت في حرب 1967 حال دون إتمام أي اتفاق. حدثت مذبحة جسر الشغور في 9 آذار 1980 بين قوات النظام البعثي السوري وسوريين معارضين للأسد من منتسبي جماعة الإخوان المسلمين في جسر الشغور بسبب مهاجمة مسلحين من جماعة الإخوان المسلمين لثكنات عسكرية للجيش ومكاتب لحزب البعث في المدينة في إطار احتجاجات مناهضة لنظام الأسد ذو البنية البعثية العلمانية في سوريا حيث أمر الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الجيش بإرسال فرقة من قوات الصاعقة المدربة تدريب جيد بواسطة المروحيات من مدينة حلب إلى منطقة جسر الشغور وهي منطقة ما بين اللاذقية وحلب وقام الجيش السوري بقصف بلدة جسر الشغور بالصواريخ ومدافع الهاون ودمر المنازل والمحلات التجارية وأسفر ذلك عن مقتل وجرح العشرات من الناس. وألقي القبض على مئتي شخص على الأقل. في اليوم التالي أمرت محكمة عسكرية برائاسة العماد مصطفى طلاس بإعدام أكثر من مائة من المعتقلين بتهمة الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين. مجزرة حلب حدثت في حي المشارقة صباح يوم عيد الفطر الموافق 11/8/1980 على يد النظام السوري بقيادة الرئيس حافظ الاسد وقد خلفت أكثر من 100 قتيل دفنتهم جرافات سلاح المهندسين بالجيش في حفر جماعية وبعضهم كان جريحا ولم يفارق الحياة بعد. شهد سجن تدمر العسكري الواقع في مدينة تدمر الصحراوية، نحو 200 كلم شمال شرق العاصمة السورية دمشق، واحدة من كبريات المجازر التي وقعت أوائل ثمانينيات القرن العشرين. وقد نفذت المجزرة في عهد الأسد الأب، وتحديدا بتاريخ 27 يونيو/حزيران 1980 ، وأودت بحياة مئات السجناء من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة لحزب البعث السوري. حدثت هذه المجزرة بحسب أحد التقارير بعد هجوم فاشل شنته جماعة الإخوان المسلمين على نقطة تفتيش أمنية قرب أحد مكاتب حزب البعث في مدينة حماة. وبعد ذلك قامت وحدات من القوات الخاصة السورية واللواء 47 بالانتشار في حماة وبدأت بتفتيش المنازل إضافة إلى عزلها أحياء بعد اندلاع قتال في الشوارع. وتم فرض حظر التجول ودخلت قوات من الجيش السوري إلى المدينة. تم إعدام ما لا يقل عن 350 رجل كما جرح 600 آخرين، عشوائيا على أيدي قوات الجيش في الفترة بين يوم الخميس 23 أبريل 1981 والأحد 26 أبريل 1981. تم اختيار الذكور الذين لا تقل أعمارهم عن 14 عاما. هي أوسع حملة عسكرية شنها الأسد الأب ضد جماعة الإخوان المسلمين في حينها، وأدت إلى مقتل أكثر من 60,000 ألف من أهالي محافظة حماة. بدأت المجزرة في 2 شباط عام 1982 واستمرت 27 يوما. حيث قام الجيش السوري وسرايا الدفاع ووحدات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكريا، وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة، كان من ضمن المشاركين في المجزرة آصف شوكت صهر الأسد وشقيقه رفعت الأسد وسفير سوريا في العراق سابقا نواف الفارس تفجيرات بيروت 1983 هي تفجيرات بشاحنين مفخخين. استهدفا مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية في بيروت وأودى بحياة 299 جنديا أمريكيا وفرنسيا في 23 من أكتوبر عام 1983. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من حافظ الأسد مسؤوليتها عن الحادث ولكن تظن المخابرات الأمريكية CIA أن حركة الجهاد الإسلامي ما هي إلا اسم حركي للتغطية عن مسؤولية سوريا عن التفجيرات أو هي مجموعة مدعومة سرا من سوريا الكثير من أصابع الاتهام كانت قد أشارت إلى مسؤولية إستخبارات حافظ الأسد عن اغتيال رئيس لبنان بشير الجميل بسبب تحالفه مع إسرائيل ضد الأسد. وقعت مجزرة 13 أكتوبر في 13 أكتوبر 1990، خلال الفترة الأخيرة من الحرب الأهلية اللبنانية واكتمال احتلال الأسد الأب للأراضي اللبنانية، عندما أعدمت المخابرات العسكرية السورية المئات من جنود الجيش اللبناني بعد استسلامهم للجيش السوري. بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش فإن سوريا تحت حكم حزب البعث بقيادة الأسد الأب تحتل المركز 154 دوليا من حيث حقوق الإنسان، يعود ذلك إلى منع إنشاء أحزاب السياسية والرقابة على المنشورات السياسية والإنترنت ومختلف وسائل الاتصال، فضلا عن وجود عقوبة الإعدام لكل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو يتعاون مع إسرائيل وأيضا وضع السجون المتردي، ووجود عمليات تعذيب في السجون السرية التابعة للمخابرات، وسواها من انتهاكات حقوق الإنسان. تزوج حافظ الأسد أنيسة مخلوف، ولديهما بنت وأربعة أبناء هم: بشرى الأسد، باسل الأسد، بشار الأسد، مجد الأسد، ماهر الأسد. استمر على سدة حكم سوريا حتى وفاته إثر أزمة قلبية في 10 يونيو حزيران 2000م، بسبب مرض سرطان الدم الذي أصابه قبل سنوات. شيع حافظ الأسد في مدينة اللاذقية ودفن في القرداحة مسقط رأسه، شارك العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والعربية في مراسم الدفن، منهم وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت التي رأست وفد بلادها بدلا من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الإيراني محمد خاتمي، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والرئيس اللبناني إميل لحود. إضافة إلى وجوه أسرته؛ ولديه بشار الأسد وماهر الأسد وصهره اللواء آصف شوكت نائب مدير المخابرات العسكرية السورية، وكبار المسؤولين السوريين منهم وزير الدفاع العماد أول مصطفى طلاس، ورئيس الأركان العماد علي أصلان، ونائب رئيس الجمهورية العربية السورية عبد الحليم خدام، وكبار القادة الأمنيين، وقيادات حزب البعث الحاكم، وأعضاء مجلس الشعب، ورئيس مجلس الوزراء، وجميع الوزراء السوريين، وشخصيات دينية وإسلامية الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، والسيد علي مكي. وأم المصلين في صلاة الجنازة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي. في 11 من ديسمبر 2024، في الساعة 1 ظهرا بتوقيت دمشق، تعرض ضريح حافظ الأسد للحرق على يد قوات المعارضة السورية، وذلك بعد ثلاثة أيام من سقوط نظام الأسد.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/حافظ الاسد
|
cdec69944b17f269837958b9cf31aac4
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.147875",
"source": "Wikipedia"
}
|
حافظ الأسد
|
حافظ الأسد
|
بشار الأسد منتخب حركة البعث العربي (1940–1947)حزب البعث العربي الاشتراكي (1947–1966)البعث العراقي (1966–2003)البعث السوري (1966–الوقت الحاضر) حافظ الأسد (6 تشرين الأول 1930 - 10 حزيران 2000) هو ضابط عسكري وسياسي شغل منصب رئيس الجمهورية العربية السورية والأمين العام وعضو القيادة القطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ما بين العامين 1971- 2000. وتولى منصب رئيس وزراء سوريا ما بين العامين 1970- 1971، ومنصب وزير الدفاع ونائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة ما بين العامين 1966- 1972. كان حافظ الأسد مشاركا رئيسا في انقلاب 1963 مع سليم حاطوم، ومحمد عمران، وصلاح جديد، الذي أوصل الفرع السوري لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى السلطة في سورية، لاحقا شهدت حقبة حكم الحزب سيطر حافظ الأسد على السلطة في انقلاب داخلي عام 1970، وأصبح رئيسا لسوريا عام 1971، لتبدأ حقبة من الحكم الدكتاتوري القمعي استمرت بتسليم الحزب السلطة لخلفه الرئيس بشار الأسد، حتى سقوط النظام آخر عام 2024 على يد هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة المسلحة، وفرار الرئيس بشار الأسد من البلاد وذلك بعد عملية عسكرية استمرت 12 يوما أطلقت عليها "ردع العدوان" توجت بدخول العاصمة دمشق، منهية بذلك 61 عاما من حكم الحزب، و53 عاما من حكم عائلة الأسد. التزم الأسد بالعقيدة البعثية، وشهدت سوريا في عهده ازديادا في الاستقرار باتجاه نحو العلمانية والصناعة، لتعزيز البلاد باعتبارها قوة إقليمية، مع إحكام القبضة الأمنية بشدة، وقمع الحريات العامة. ولد لأسرة فقيرة من الطائفة العلوية النصيرية بالقرداحة باللاذقية، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1946 بصفة طالب ناشط (وهو الحزب الذي ينتسب إليه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين). انتسب للكلية الحربية في محافظة حمص عام 1952، وتخرج بعد ثلاث سنوات بدرجة بكالوريوس طيران حربي برتبة ملازم طيار. نفي إلى مصر من 1959 إلى 1961 في أثناء الوحدة بين سوريا ومصر. ولد في مدينة القرداحة بمحافظة اللاذقية لأسرة من الطائفة العلوية، كانت تعمل في فلاحة الأرض. أتم تعليمه الأساسي في مدرسة قريته التي أنشأها الفرنسيون عندما أدخلوا التعليم إلى القرى النائية وكان أول من نال تعليما رسميا في عائلته، ثم انتقل إلى مدينة اللاذقية حيث أتم تعليمه الثانوي في مدرسة الشهيد جول جمال ونال شهادة الفرع العلمي، لكنه لم يتمكن من دخول كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت كما كان يتمنى لتردي أوضاعه المادية والاجتماعية لذا التحق بالأكاديمية العسكرية في حمص عام 1952، ومن ثم التحق بالكلية الجوية ليتخرج منها بدرجة بكالوريوس علوم الطيران الحربي برتبة ملازم طيار عام 1955 ليشارك بعدها ببطولة الألعاب الجوية ويفوز بها. انضم لحزب البعث عام 1946 عندما شكل رسميا أول فرع له في اللاذقية. كما اهتم بالتنظيمات الطلابية حيث كان رئيس فرع الاتحاد الوطني للطلبة في محافظة اللاذقية، ثم رئيسا لاتحاد الطلبة في سوريا. بعد سقوط حكم العقيد أديب الشيشكلي واغتيال العقيد البعثي عدنان المالكي إنحسم الصراع الدائر بين الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الإشتراكي لصالح البعثيين مما سمح بزيادة نشاطهم وحصولهم على امتيازات استفاد منها هو، حيث اختير للذهاب إلى مصر للتدرب على قيادة الطائرات النفاثة ومن ثم أرسل إلى الاتحاد السوفيتي ليتلقى تدريبا إضافيا على الطيران الليلي بطائرات ميج 15 وميج 17 والتي كان قد تزود بها القوات الجوية العربية السورية. انتقل لدى قيام الوحدة بين سوريا ومصر مع سرب القتال الليلي التابع للقوات الجوية العربية السورية للخدمة في القاهرة، وكان حينها برتبة نقيب طيار. ولم يتقبل مع عدد من رفاقه قرار قيادة حزب البعث بحل الحزب عام 1958 استجابة لشروط الرئيس المصري جمال عبد الناصر لتحقيق الوحدة. فقاموا بتشكيل تنظيم عسكري بعثي سري عام 1960 عرف باللجنة العسكرية بحزب البعث السوري (هي التي حكمت سوريا فيما بعد) وكان لها دور بارز في الانقلابات التي حدثت في مطلع الستينات. قام حزب البعث بالتعاون مع عدد من الأحزاب في سوريا بالتوقيع على وثيقة الانفصال في عام 1961، وعلى إثر ذلك اعتقل مع عدد من رفاقه في اللجنة العسكرية في مصر لمدة 44 يوما، وأطلق سراحهم بعد ذلك وأعيدوا إلى سوريا في إطار عملية تبادل مع ضباط مصريين كانوا قد احتجزوا في سوريا. وقد أبعد بعد عودته عن القوات المسلحة العربية السورية لموقفه الرافض للانفصال وأحيل إلى الخدمة المدنية في إحدى الوزارات. وبعد أن استولى حزب البعث العربي الاشتراكي على الحكم في سوريا فيما عرف باسم ثورة الثامن من آذار، أعيد إلى الخدمة من قبل صديقه ورفيقه في اللجنة العسكرية مدير إدارة شؤون الضباط بوزارة الدفاع السورية آنذاك المقدم صلاح جديد، ورقي بعدها في عام 1964 من رتبة مقدم طيار إلى رتبة لواء طيار دفعة واحدة، وعين قائدا للقوى الجوية والدفاع الجوي. وبدأت اللجنة العسكرية بتعزيز نفوذها وكانت مهمته توسيع شبكة مؤيدي وأنصار حزب البعث في القوات المسلحة السورية. وقامت اللجنة العسكرية في 23 شباط 1966 بقيادة صلاح جديد ومشاركة منه بالانقلاب على القيادة القومية لحزب البعث والتي ضمت آنذاك مؤسس الحزب ميشيل عفلق ورئيس الجمهورية أمين الحافظ لصالح القيادة القطرية لحزب البعث ليتخلى بعدها صلاح جديد عن رتبته العسكرية لإكمال السيطرة على حزب البعث وحكم سوريا، بينما تولى اللواء الطيار حافظ الأسد وزارة الدفاع السورية. بدأت الخلافات بالظهور بينه وصلاح جديد بعد الهزيمة في حرب 1967، حيث انتقد صلاح جديد أداء وزارة الدفاع خلال الحرب وخاصة القرار بسحب الجيش وإعلان سقوط القنيطرة بيد إسرائيل، بالإضافة إلى تأخر غير مفهوم للقوات الجوية العربية السورية في دعم نظيرتها الأردنية مما أدى لتحميله مسؤولية الهزيمة. وتفاقمت هذه الخلافات مع توجه صلاح جديد نحو خوض حرب طويلة مع إسرائيل، بينما عارض هو ذلك لإدراكه أن القوات المسلحة لم تكن مؤهلا لمثل هذه الحرب خاصة بعد موجة التسريحات التي أتبعت انقلاب 8 آذار 1963 والتي طالت الضباط في الجيش من غير البعثيين. ووصلت الخلافات بيهما إلى أوجها خلال أحداث أيلول الأسود في الأردن عام 1970، حيث أرسل صلاح جديد الجيش العربي السوري لدعم الفلسطينيين، لكن وزير الدفاع الفريق الطيار حافظ الأسد امتنع عن تقديم التغطية الجوية للقوات البرية السورية وتسبب في إفشال مهمته. وعلى إثر ذلك قام صلاح جديد بعقد اجتماع للقيادة القطرية لحزب البعث والتي قررت بالإجماع إقالته مع رئيس الأركان اللواء الركن مصطفى طلاس من منصبيهما. لكنه لم ينصاع للقرار وتمكن في 16 تشرين الثاني 1970 بمساعدة عدد من الضباط البعثيين الكبار والقطع الموالية له في القوات المسلحة العربية السورية من الانقلاب على صلاح جديد ورئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي وسجنهما مع العديد من رفاقهم وذلك فيما يعرف الحركة التصحيحية بحزب البعث. وبعد استلامه قيادة حزب البعث الحاكم عام 1970 أسس الأسد عددا من الأجهزة الإستخباراتية (المخابرات العسكرية والمخابرات الجوية وأمن الدولة والأمن السياسي) المرتبطة بمكتب الأمن القومي بحزب البعث مما أوجد نظاما بعثيا قويا معتمدا على القبضة الأمنية البعثية داخليا وسلسلة من التحالفات خارجيا مع الإتحاد السوفييتي والصين وكوريا الشمالية والتي ضمنت له قدرة البلاد على مواجهة أي تهديد من إسرائيل المناهضة لسوريا. وقد كفل دستور 1973 الذي أصدره الأسد صلاحيات واسعة له ولحزب البعث، ونصت مادته الثامنة على كون حزب البعث هو «الحزب القائد للدولة والمجتمع» ما حول عقائده وأفكاره إلى جزء من مؤسسات الدولة السورية والمناهج الدراسية واحتكار المناصب العليا وسلسلة من الامتيازات الأخرى للبعثيين دون غيرهم من السوريين؛ مع شبه غياب للحريات السياسية والاقتصادية ومنظمات المجتمع المدني. تولى منصب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ونائب القائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في 21 تشرين الثاني 1970، ثم ما لبث أن أصبح رئيس الجمهورية العربية السورية وأمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجيش والقوات المسلحة في 22 شباط 1971 ليثبت في 12 آذار 1971 رئيسا للجمهورية العربية السورية لمدة سبعة سنوات بعد إجراء استفتاء شعبي ليكون بذلك أول رئيس بعثي علوي في التاريخ السوري. وبعدها أعيد انتخابه في استفتاءات متتابعة أعوام 1978 و1985 و1992 و1999. وقد تولى الحكم مدعوما من الجيش العربي السوري، ونال استحسان الجماهير المرهقة في بادئ الأمر نتيجة الإصلاحات التي قام بها وبناؤه للجيش العربي السوري وتحقيق النصر في حرب تشرين التحريرية 1973. أسس حافظ الأسد مع كل من الرئيس المصري أنور السادات، والرئيس الليبي معمر القذافي اتحاد الجمهوريات العربية وتم التوقيع على اتفاقية ودستور دولة اتحاد الجمهوريات العربية في بنغازي بتاريخ 18 نيسان 1971، وقد أجري عليه استفتاء شعبي في الأقطار الثلاثة في أول سبتمبر سنة 1971. وقد كان هذا الاتحاد يعد تحولا في مفهوم القومية العربية وبناء نظام ديمقراطي واشتراكي يحمى حقوق المواطن ويصون حرياته الأساسية، ويدعم سيادة القانون. والاتفاق لم يتم تطبيقه عمليا والسبب الأساسي لعدم نجاحه هو اختلاف الدول الثلاثة على بنود الاتفاقية ورفض حافظ الأسد لإتفاقية كامب ديفيد التي وقعها السادات مع إسرائيل. في عام 1979 بدأ الأمين العام لحزب البعث السوري الرئيس حافظ الأسد بعقد معاهدات مع العراق التي يحكمها حزب البعث (الفرع العراقي) كانت ستقود إلى الوحدة بين الدولتين. وسيصبح الرئيس السوري حافظ الأسد رئيسا للدولة البعثية الموحدة وأحمد البكر سيصبح نائبا لحافظ الأسد في ذلك الاتحاد البعثي ولكن قبل حدوث ذلك تم عزل أحمد حسن البكر في 16 يوليو عام 1979م عن قيادة الحزب والدولة وأصبح صدام حسين بشكل رسمي الرئيس الجديد لحزب البعث الحاكم بالعراق. بعد ذلك بفترة وجيزة جمع قيادات حزب البعث العراقي في 22 يوليو عام 1979م بقاعة الخلد ببغداد وخلال الاجتماع الذي أمر بتصويره قال الرئيس العراقي صدام بأنه وجد جواسيس ومتآمرين عليه ضمن حزب البعث العراقي وقرأ أسماء هؤلاء الذين كانو ارتبطوا سرا حزب البعث السوري بقيادة حافظ الأسد. وتم وصف هؤلاء بالخيانة وتم اقتيادهم واحدا تلو الآخر ليواجهوا الإعدام رميا بالرصاص خارج قاعة الاجتماع وعلى مسامع الحاضرين. وقعت محاولة اغتيال فاشلة للأسد والذي قام بعدها بحظر جماعة الإخوان المسلمين وشن حملة تصفية واسعة في صفوفها، وأصدر الأسد القانون 49 عام 1980 الذي يعاقب بالإعدام كل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين. وبعدها ذلك دخل في نزاع عنيف مع حركة الإخوان المسلمون في سوريا، والتي أعلنت العصيان ودعت لإسقاط النظام البعثي الحاكم، فتحول الصراع بين الحركة الإخوانية والدولة البعثية إلى صراع مسلح بعد أن قامت الحركة بعمليات اغتيال واسعه على المستوى السياسي والعلمي والديني والعسكري، وخاصة بعد تفجير مدرستي الأزبكية والمدفعية، ومحاولة اغتيال الوزراء والقيادات البعثية في عام 1981، فقام بتكليف القوات المسلحة السورية بالقضاء على العصيان، وبالأخص بعد سقوط مدينة حماة بيد الحركة، حيث دخل الجيش العربي السوري المدينة وقمع أي حركة مسلحة تهدف إلى القيام بانقلاب على الحكم البعثي فيما يعرف بمجزرة حماه عام 1982. على خلفية مجازر حزب البعث السوري ضد جماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات أرسل مفتي السعودية الإمام عبد العزيز ابن باز برقية سرية باسمه عن المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، موجهه للرئيس السوري حافظ الأسد، ونشرتها مجلة الاعتصام المصرية في يناير 1980، قال فيها ابن باز: تغيرت العلاقات الإيرانية السورية جذريا بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979. انتهى تحالف سوريا الاستراتيجي مع مصر في نفس الوقت تقريبا بسبب معاهدة مصر مع إسرائيل. مثلت إيران بعد الثورة الإسلامية فرصة للرئيس السوري حافظ الأسد لإيجاد ثقل جديد لإسرائيل وتركيا، الخصوم الإقليميين لسوريا. وصفت في كثير من الأحيان العلاقات بين البعثيين السوريين ونظام الثورة الإسلامية بطهران «محور المقاومة والممانعة». غير أن الرئيس السوري حافظ الأسد لم يقم بزيارة لإيران حينما كان مرشد الثورة الإيرانية آية الله الخميني على قيد الحياة، بما أن آية الله الخميني لم يعتبر الأسد مسلما حقيقيا بل إعتبره بعثيا علمانيا. لذلك فإن العلاقات بين البلدين لا تعتمد على الأسباب الدينية، لأن سوريا دولة بعثية علمانية، في حين أن إيران جمهورية إسلامية. بدلا من ذلك، العلاقات بينهما تدفعها النقاط السياسية والاستراتيجية المشتركة. وكان من الجبهات الرئيسية الأولى للتحالف السوري الإيراني الحرب العراقية الإيرانية. فخلال الحرب العراقية الإيرانية، وقفت سوريا مع إيران ضد العراق وتم عزلها من قبل السعودية وبعض البلدان العربية، باستثناء ليبيا لبنان الجزائر السودان عمان. كونها واحدة من الحلفاء العرب القلائل لإيران خلال الحرب العراقية الإيرانية، أغلقت سوريا خط أنابيب النفط العراقي خط أنابيب كركوك–بانياس لحرمان العراق من الإيرادات النفطية. ودربت سوريا أيضا الإيرانيين في تقنية صناعة الصواريخ، وزود الأسد إيران بصواريخ سكود الروسية بين عامي 1986 1988. قدمت إيران لسوريا الملايين من براميل النفط المجانية والمخفضة طوال الثمانينات. بالإضافة إلى ذلك، كان مرشد الثورة الإيرانية الإمام آية الله الخميني مقيدا في إدانته لالصراع بين الحكومة السورية جماعة الإخوان المسلمين في الثمانينات. وكان المجال الرئيسي الثاني للتعاون بين البلدين في لبنان خلال الحرب الأهلية اللبنانية. حيث أنشأ ودرب الحرس الجمهوري السوري والحرس الثوري الإيراني، جماعة حزب الله اللبناني لنشر أيديولوجية المقاومة وصد الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982. ونظر حافظ الأسد إلى قوات حزب الله اللبناني كأداة مفيدة ضد إسرائيل المعادية لسوريا وطريقة لإنشاء تأثير سوري أكبر في الشؤون الداخلية اللبنانية. كان بين سوريا وإيران خلافات عرضية في السياسة الخارجية. والتزمت سوريا في أواسط إلى أواخر الثمانينات، بدعم حركة أمل في لبنان، حتى وإن حاولت إيران تحقيق أقصى قدر من السلطة لحزب الله في جنوب لبنان. على الرغم من أن إيران كانت غير موافقة للغاية حول التدخل بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للإطاحة بصدام حسين من الكويت، فقد شاركت سوريا في التحالف الدولي لتحرير الكويت. ومع ذلك، فإن هذه الخلافات لم تهدد بتقويض العلاقة بين البلدين. قام الجيش العربي السوري بعام 1976 بمحاولة فض المعركة بين قوات اليمين اللبناني وحركة فتح بمخيم تل الزعتر، إلا أن الفلسطينيين قاموا بقصف القوات السورية بطريق الخطأ، فكان رد الجيش السوري خاطفا. وانخرط بشكل فعلي في الحرب الأهلية اللبنانية بعد اجتياح إسرائيل للبنان مانعا حدوث قلاقل أكبر، وطبق هناك سياسة «لا غالب ولا مغلوب» عن طريق حفظ توازن القوى بين كل الأطراف اللبنانية وذلك إلى أن حصل على تفويض من جامعة الدول العربية في مؤتمر الطائف لمساعدة الأطراف اللبنانية المتصالحة بالسيطرة على لبنان. ولكن قائد الجيش اللبناني الجنرال ميشيل عون رفض إتفاق الطائف لأنه يسمح لسوريا بالسيطرة على لبنان ولكن وبعد معارك ضارية مع الجيش اللبناني استطاع حافظ الأسد إقصاء الحنرال عون من قصر بعبدا الرئاسي في 13 أكتوبر 1990 بعملية عسكرية سورية فاستدعي عون إلى السفارة الفرنسية في بيروت وبقي هناك لفترة من الزمن حتى سمح له من بعدها بالتوجه إلى منفاه في فرنسا في 28 أغسطس 1991. كانت علاقات الأسد مع الملك فهد جيدة ومستقرة. وبعد إحتلال الكويت من قبل الرئيس العراقي صدام حسين في أغسطس 1990، ساند الأسد الملك فهد وشارك 16 ألف جندي سوري في التحالف الدولي الذي تأسس من أجل تحرير الكويت. في أوائل عام 1974، بعد تحرير القوات المسلحة السورية مدينة القنيطرة. شنت سوريا حربا، غير مقتنعة بالنتيجة التي انتهى إليها القتال في محاولة لاسترداد وتحرير باقي أراضي الجولان، وبعد توقف القتال على الجبهة المصرية شنت سوريا حرب استنزاف ضد القوات الإسرائيلية في الجولان، تركزت على منطقة جبل الشيخ، واستمرت 82 يوما كبدت فيها الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة. توسطت الولايات المتحدة، عبر الجولات المكوكية لوزير خارجيتها هنري كيسنجر، في التوصل إلى اتفاق لفك الاشتباك العسكري بين سوريا وإسرائيل. نص الاتفاق الذي وقع في حزيران (يونيو) 1974 على انسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967 . في 24 يونيو رفع الرئيس السوري حافظ الأسد العلم السوري في سماء مدينة القنيطرة المحررة، إلا أن الإسرائيليين كانوا قد عمدوا إلى تدمير المدينة بشكل منظم قبل أنسحابهم، وقررت سوريا عدم إعادة إعمارها قبل عودة كل الجولان للسيادة السورية. على الصعيد الداخلي تم بناء أكثر من جامعة في عهده منها جامعة تشرين في اللاذقية وجامعة البعث في حمص. كما عمل على تحرير المرأة ومساواتها بالرجل واعتبرها نصف المجتمع. وشجع الرياضة والرياضيين، وتم في عهده استضافة ألعاب البحر الأبيض المتوسط. كما أنه جعل حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في الدولة والمجتمع. وعلى الصعيد الخارجي استمر في رفضه اتفاقية كامب ديفيد التي وقعت بين مصر وإسرائيل مناديا بحل شامل للقضية الفلسطينية، إلى أن قامت منظمة التحرير الفلسطينية بتوقيع اتفاقية أوسلو بعام 1993 منفردة وهو الأمر الذي اعتبره خيانة. وفي عام 1998 تمت عدة محاولات لإتمام اتفاقية سلام بين سوريا وإسرائيل تحت إشراف الراعي الأمريكي، لكن إصراره على استرداد كامل أرض الجولان التي احتلت في حرب 1967 حال دون إتمام أي اتفاق. حدثت مذبحة جسر الشغور في 9 آذار 1980 بين قوات النظام البعثي السوري وسوريين معارضين للأسد من منتسبي جماعة الإخوان المسلمين في جسر الشغور بسبب مهاجمة مسلحين من جماعة الإخوان المسلمين لثكنات عسكرية للجيش ومكاتب لحزب البعث في المدينة في إطار احتجاجات مناهضة لنظام الأسد ذو البنية البعثية العلمانية في سوريا حيث أمر الأسد بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الجيش بإرسال فرقة من قوات الصاعقة المدربة تدريب جيد بواسطة المروحيات من مدينة حلب إلى منطقة جسر الشغور وهي منطقة ما بين اللاذقية وحلب وقام الجيش السوري بقصف بلدة جسر الشغور بالصواريخ ومدافع الهاون ودمر المنازل والمحلات التجارية وأسفر ذلك عن مقتل وجرح العشرات من الناس. وألقي القبض على مئتي شخص على الأقل. في اليوم التالي أمرت محكمة عسكرية برائاسة العماد مصطفى طلاس بإعدام أكثر من مائة من المعتقلين بتهمة الانتساب لجماعة الإخوان المسلمين. مجزرة حلب حدثت في حي المشارقة صباح يوم عيد الفطر الموافق 11/8/1980 على يد النظام السوري بقيادة الرئيس حافظ الاسد وقد خلفت أكثر من 100 قتيل دفنتهم جرافات سلاح المهندسين بالجيش في حفر جماعية وبعضهم كان جريحا ولم يفارق الحياة بعد. شهد سجن تدمر العسكري الواقع في مدينة تدمر الصحراوية، نحو 200 كلم شمال شرق العاصمة السورية دمشق، واحدة من كبريات المجازر التي وقعت أوائل ثمانينيات القرن العشرين. وقد نفذت المجزرة في عهد الأسد الأب، وتحديدا بتاريخ 27 يونيو/حزيران 1980 ، وأودت بحياة مئات السجناء من مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية، غالبيتهم محسوبون على جماعة الإخوان المسلمين المعارضة لحزب البعث السوري. حدثت هذه المجزرة بحسب أحد التقارير بعد هجوم فاشل شنته جماعة الإخوان المسلمين على نقطة تفتيش أمنية قرب أحد مكاتب حزب البعث في مدينة حماة. وبعد ذلك قامت وحدات من القوات الخاصة السورية واللواء 47 بالانتشار في حماة وبدأت بتفتيش المنازل إضافة إلى عزلها أحياء بعد اندلاع قتال في الشوارع. وتم فرض حظر التجول ودخلت قوات من الجيش السوري إلى المدينة. تم إعدام ما لا يقل عن 350 رجل كما جرح 600 آخرين، عشوائيا على أيدي قوات الجيش في الفترة بين يوم الخميس 23 أبريل 1981 والأحد 26 أبريل 1981. تم اختيار الذكور الذين لا تقل أعمارهم عن 14 عاما. هي أوسع حملة عسكرية شنها الأسد الأب ضد جماعة الإخوان المسلمين في حينها، وأدت إلى مقتل أكثر من 60,000 ألف من أهالي محافظة حماة. بدأت المجزرة في 2 شباط عام 1982 واستمرت 27 يوما. حيث قام الجيش السوري وسرايا الدفاع ووحدات من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكريا، وارتكاب مجزرة مروعة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة، كان من ضمن المشاركين في المجزرة آصف شوكت صهر الأسد وشقيقه رفعت الأسد وسفير سوريا في العراق سابقا نواف الفارس تفجيرات بيروت 1983 هي تفجيرات بشاحنين مفخخين. استهدفا مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية في بيروت وأودى بحياة 299 جنديا أمريكيا وفرنسيا في 23 من أكتوبر عام 1983. وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي المدعومة من حافظ الأسد مسؤوليتها عن الحادث ولكن تظن المخابرات الأمريكية CIA أن حركة الجهاد الإسلامي ما هي إلا اسم حركي للتغطية عن مسؤولية سوريا عن التفجيرات أو هي مجموعة مدعومة سرا من سوريا الكثير من أصابع الاتهام كانت قد أشارت إلى مسؤولية إستخبارات حافظ الأسد عن اغتيال رئيس لبنان بشير الجميل بسبب تحالفه مع إسرائيل ضد الأسد. وقعت مجزرة 13 أكتوبر في 13 أكتوبر 1990، خلال الفترة الأخيرة من الحرب الأهلية اللبنانية واكتمال احتلال الأسد الأب للأراضي اللبنانية، عندما أعدمت المخابرات العسكرية السورية المئات من جنود الجيش اللبناني بعد استسلامهم للجيش السوري. بحسب منظمة هيومان رايتس ووتش فإن سوريا تحت حكم حزب البعث بقيادة الأسد الأب تحتل المركز 154 دوليا من حيث حقوق الإنسان، يعود ذلك إلى منع إنشاء أحزاب السياسية والرقابة على المنشورات السياسية والإنترنت ومختلف وسائل الاتصال، فضلا عن وجود عقوبة الإعدام لكل من ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين أو يتعاون مع إسرائيل وأيضا وضع السجون المتردي، ووجود عمليات تعذيب في السجون السرية التابعة للمخابرات، وسواها من انتهاكات حقوق الإنسان. تزوج حافظ الأسد أنيسة مخلوف، ولديهما بنت وأربعة أبناء هم: بشرى الأسد، باسل الأسد، بشار الأسد، مجد الأسد، ماهر الأسد. استمر على سدة حكم سوريا حتى وفاته إثر أزمة قلبية في 10 يونيو حزيران 2000م، بسبب مرض سرطان الدم الذي أصابه قبل سنوات. شيع حافظ الأسد في مدينة اللاذقية ودفن في القرداحة مسقط رأسه، شارك العديد من الشخصيات الدينية والسياسية والعربية في مراسم الدفن، منهم وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت التي رأست وفد بلادها بدلا من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وولي عهد السعودية الأمير عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، والرئيس المصري حسني مبارك، والرئيس الإيراني محمد خاتمي، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، والرئيس اللبناني إميل لحود. إضافة إلى وجوه أسرته؛ ولديه بشار الأسد وماهر الأسد وصهره اللواء آصف شوكت نائب مدير المخابرات العسكرية السورية، وكبار المسؤولين السوريين منهم وزير الدفاع العماد أول مصطفى طلاس، ورئيس الأركان العماد علي أصلان، ونائب رئيس الجمهورية العربية السورية عبد الحليم خدام، وكبار القادة الأمنيين، وقيادات حزب البعث الحاكم، وأعضاء مجلس الشعب، ورئيس مجلس الوزراء، وجميع الوزراء السوريين، وشخصيات دينية وإسلامية الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، والسيد علي مكي. وأم المصلين في صلاة الجنازة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي. في 11 من ديسمبر 2024، في الساعة 1 ظهرا بتوقيت دمشق، تعرض ضريح حافظ الأسد للحرق على يد قوات المعارضة السورية، وذلك بعد ثلاثة أيام من سقوط نظام الأسد.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/حافظ الأسد
|
cdec69944b17f269837958b9cf31aac4
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.154220",
"source": "Wikipedia"
}
|
علويون (طائفة)
|
علويون (طائفة)
|
تركيا (500 ألف-1 مليون) ألمانيا (570 ألف) العلويون أو النصيريون هم مجموعة دينية تعيش أساسا في بلاد الشام، وهي طائفة نشأت من الإسلام الشيعي. العلويون يقدسون علي بن أبي طالب، الذي يعد أول إمام للمدرسة الاثني عشرية. يعتقد أن المجموعة أسسها محمد بن نصير في القرن التاسع. كان ابن نصير من تلاميذ الإمام الاثني عشري العاشر علي الهادي والإمام الحادي عشر الحسن العسكري. لهذا السبب يطلق على العلويين أيضا اسم النصيريين. وفقا للمؤرخ مهرداد إزادي، تشير الدراسات الاستقصائية إلى أن العلويين يمثلون 17.2٪ من السكان السوريين، بزيادة من 11.8٪ في عام 2010، وهم أقلية مهمة في مقاطعة هاتاي التركية وشمال لبنان. كما يعيشون في قرية الغجر في هضبة الجولان. يشكل العلويون المجموعة الدينية المهيمنة على الساحل السوري والبلدات القريبة من الساحل، والتي يسكنها أيضا السنة والمسيحيون والإسماعيليون. غالبا ما يخلط بينهم وبين العلويين، طائفة دينية متميزة في تركيا تتبع الطريقة البكتاشية. يعرف العلويون على أنهم مجموعة عرقية دينية منفصلة. القرآن ليس سوى واحد من كتبهم ونصوصهم المقدسة، وتفسيرهم له لديه القليل جدا من القواسم المشتركة مع تفسير المسلمين الشيعة ولكنه يتوافق مع أوائل الباطنية وطوائف الغلاة الأخرى. تنفصل اللاهوت والطقوس العلوية عن الإسلام الشيعي السائد بعدة طرق مهمة. على سبيل المثال، يشرب العلويون النبيذ باعتباره جوهر علي المعتمد على الجوهر في طقوسهم. بينما يمتنع المسلمون الآخرون عن الكحول، يتم تشجيع العلويين على الشرب باعتدال في المجتمع. أخيرا ، يؤمن البعض منهم بالتقمص أي انتقال الروح بعد الموت لجسد حيوان أو إنسان أخر، لكنها ليست أساسية في عقيدتهم. حافظ العلويون تاريخيا على معتقداتهم في طي الكتمان عن الغرباء والعلويين الذين لم يبدؤوا، لذلك نشأت شائعات عنهم. تميل الروايات العربية عن معتقداتهم إلى أن تكون حزبية (إيجابية أو سلبية). ومع ذلك، منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، أحرزت الدراسات الغربية حول الديانة العلوية تقدما كبيرا. في صميم العقيدة العلوية يوجد ثالوث إلهي يتكون من ثلاثة جوانب للإله الواحد مكون من محمد وعلي بن أبي طالب وسلمان الفارسي. تظهر هذه الجوانب، أو الانبثاق، بشكل دوري في شكل بشري عبر التاريخ. كما يعتبرون عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب ملعون ظاهرا ممدوح باطنا ويترضون عليه بإعتباره مخلص اللاهوت من الناسوت، فيما يتشابه مع العقيدة المسيحية حول الثالوث ويهوذا الذي سلم المسيح للقتل وثنائية طبيعة المسيح. شكل إنشاء الانتداب الفرنسي على سوريا نقطة تحول في تاريخ العلويين. أعطى الفرنسيون سلطة تجنيد مدنيين سوريين في قواتهم المسلحة لفترة غير محددة وخلق مناطق حصرية للأقليات، بما في ذلك دولة جبل العلويين. انحلت دولة جبل العلويين في وقت لاحق، لكن العلويين ظلوا يشكلون جزءا مهما من القوات المسلحة السورية. منذ أن تولى حافظ الأسد السلطة من خلال الحركة التصحيحية عام 1970، هيمنت على الحكومة نخبة سياسية بقيادة عائلة الأسد العلوية. خلال الانتفاضة الإسلامية في سوريا في السبعينيات والثمانينيات، تعرضت المؤسسة لضغوط. لقد نتج عن الحرب الأهلية السورية ضغوط أكبر. بعد وفاة الإمام حسن العسكري يعتقد الشيعة أن ابنه محمد بن حسن المهدي قد غاب «غيبة صغرى»، حيث أنه رغم احتجابه عن عامة الناس إلا أنه كان يستطيع الإجابة عن المسائل الفقهية التي كانت ترسل إليه عبر وسطاء محددين، وهم ماسماهم الناس «السفراء»، وهم أربعة أشخاص. إلا أن مجموعة أخرى من الشيعة كان لها اعتقاد آخر، حيث لم تؤمن هذه الجماعة بهؤلاء السفراء وإنما آمنت أن محمد بن نصير النميري هو «باب» الحسن العسكري وإبنه محمد المهدي، مثلما كان علي باب الرسول محمد استنادا إلى الحديث «أنا مدينة العلم وعلي بابها». إذن اعتبرت هذه الجماعة محمد بن نصير اقرب الاشخاص إلى الحسن العسكري والمهدي وأكثر الناس معرفة بعقائدهم ودينهم وأحاديثهم. فسماهم الناس «النصيرية» نسبة إلى محمد بن نصير. ويسمون أنفسهم بالعلويين. العلوية هي طريقة وليست مذهبا، لأنها تعتبر أن الدين الإسلامي هو دينها الوحيد وطريقتها في فهم الإسلام عرفانية نابعة عن منهج علي بن أبي طالب في فهم الإسلام وأصول الطريقة النصيرية العرفانية تعتمد على أربع أركان رئيسية وهي: تعود التسمية بكلمة نصيري إلى محمد بن نصير البكري النميري الذي كان من معاصري الحسن العسكري. تعتقد النصيرية بأن أبي شعيب (لقبه الحسن العسكري بأبي شعيب) هو الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري ولكن الشيعة المقصرة أو الجعفرية يرفضون ما يقوله الشيعة النصيرية ببابية السيد أبي شعيب بل يعتبرون أن سفير الإمام كان أبو جعفر السمان وهو المسؤول المالي لدى العسكري لذلك انتقد الشيعة النصيرية الشيعة الجعفرية بعدم تمييزهم بين المرجع العلمي والديني أي الباب الشرعي وهو السيد أبي شعيب محمد بن نصير وبين القائم بالإعمال المالية وهو أبو جعفر العمري البغدادي السمان. البداية الحقيقية للعقيدة العلوية هو بداية التشيع كما يراها العلويون أنفسهم، وهي عندهم استمرار للإسلام المحمدي عبر الأوصياء الشرعيين للنبي وهم الأئمة الإثنا عشر حيث كان أوائل من أطلق عليهم الشيعة هم أصحاب علي ومن يواليه هم شيعته واستمر التشيع في من يحملون عقيدة الايمان بإمامة الأئمة الإثنا عشر والتي يروون انها كانت بنص واضح عن الرسول وهي مستمرة حتى وقتنا الحالي ويعزى الانقسام بين العلويين والشيعة الإثني عشرية ما بعد زمن (الإمام الحسن الآخر العسكري) حيث يؤمن النصيرية ببابية محمد بن نصير في فترة الغيبة الصغرى. هو أبو شعيب محمد بن نصير بن بكر العبدي النميري التميمي البصري وكانت كتب الإمام الحجة ودلائله وتوقيعاته تخرج على يد أبي شعيب محمد بن نصير بن بكر النميري البصري وبالرد على هؤلاء الذين تكلموا عن هذه الشخصية الإسلامية الخطيرة والذين حملوا وزر اتهام خاصة الأئمة وأبوابهم وادعوا لهم نوابا لم يسمع أحد بهم أن يرجعوا إلى الله وأهل العصمة وإلى المكتبة العظيمة التي خطها أتباع محمد بن نصير والتي لولاها لضاعت معالم وعلوم الشيعة وإلى جهادهم في سبيل الحفاظ على الخط الإمامي الأصيل وبالعودة إلى الحديث الوارد عن أبي الحسن صاحب العسكر: عن علي بن حسان قال: جعلت فداك عمن أخذ معالم ديني فقد كثرت المقالات فقال العسكري: خذها ممن يرميه المسلمون بالرفض وترميه المقصرة من الشيعة بالغلو وهو عند المرتفعة محسود فاطلبه فأنك تجد عنده ما تريد من معالم دينك فلم أجد هذه الصفة في غير أبي شعيب محمد بن نصير فتبعته فوجدت عنده كل ما أردته. فهذه حجة الغلو على محمد بن نصير التي يتناقلها المقصرة من الشيعة هي دليل شرعي على بابية محمد بن نصير بدليل قول العسكري منه السلام. وكان من تلامذه الحسين بن حمدان الخصيبي سيف الدولة الحمداني وابن عمه أبي فراس الحمداني وتجدر الإشارة أنه لا قرابة بين أبي عبد الله بن حمدان والأسرة الحمدانية في حلب مؤسسة الدولة الحمدانية لكن كان على درجة مرموقة عندهم. ويعد سرور بن قاسم الطبراني من أعلام العلوية، إذ قام بالانتقال إلى مدينة اللاذقية السورية. وبالرغم من أقلية العلوية في سوريا، إلا أنها تتمتع بنفوذ واسع. وفي عام 1097 إبان الحملة الصليبية، قاتل الصليبيون العلويين في بادئ الامر. وفي عام 1120، هزم الإسماعيليون والأكراد العلويين. وبمرور 3 سنوات على الهزيمة، تمكنوا من هزيمة الأكراد. يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للشيعة وقد صدرت فتاو من الأزهر الشريف وعلماء الشيعة بكون العلويين طائفة إسلامية يحرم تكفيرها. يتصف المذهب عموما بالغموض لذا لا توجد جمعية تعمل على نشر المذهب والتبشير به. يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الأدبيات العلوية ويظن أغلب الناس بأنها ممنوعة من التداول، وهي اقرب إلى الباطنية اذ كشفها أحد اتباعهم في القرن التاسع عشر وهو سليمان الاذني في كتابه الباكورة السليمانية في كشف اسرار الديانة النصيرية. يرى العلويون أن الخلافة بعد الرسول يجب أن تكون للإمام علي بن أبي طالب، وذلك وفق القرآن كما يعتقدون، ووفق الأحاديث الذين يعتقدون بها ويجدون لها مخرجا من صحاح السنة والشيعة على حد سواء. بينما يرى المسلمون السنة أن الرسول أمر أبا بكر الصديق بالصلاة بالمسلمين في حياته ولم يصل أحد بهذه الأمة في حياة الرسول سوى صاحبه وأبو زوجته أبو بكر فقد قال الرسول لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر. وأن علي بن أبي طالب كذلك كان خليفة المسلمين الرابع فلم يرشح نفسه قبلها فكان عالم دين ووزير لكل الخلفاء. فالتقديم يكون عند أهل السنة والجماعة بأحفظهم للقرآن وأعلمهم بالحديث والدين وأكبرهم سنا ومن يجمع المسلمون على تقديمه بعد أن يرشح نفسه ويقبل هو ذلك أولا. يتفق العلويون مع الشيعة عامة بالرواية التاريخية لمرحلة الرسول وما بعد الرسول ولكنهم يختلفون بالنظريات الدينية والتفاسير القرآنية وتقديسهم لعلي بن أبي طالب، ويزعمون أنهم يعرفون النصف الآخر من الحقيقة الظاهرة بالتواتر عن الأئمة المعصومين. أكثر مايركز عليه العلويون هو اهتمامهم بالعقل، حيث يرمزون بالعقل للرسول. يصف العلويون أنفسهم بأنهم امتداد للإمامية الإثناعشرية إلا أن أفراد بعض الفرق الأخرى يكفرونهم لتقديسهم علي بن أبي طالب مع الرسول محمد. ولقلة الأدبيات العلوية، تبقى العلوية من المعتقدات المبهمة لحرص الطائفة على بقاء مطبوعات الطائفة ضمن نطاق ضيق من التداول. يتصف المذهب العلوي عموما بالغموض وبالسرية، فعلى عكس مذاهب أخرى تسعى لجذب الأفراد وحثهم على التحول إليها، نجد المذهب العلوي يرتبط بمنطقة جبال العلويين جغرافية محددة على الساحل السوري ولا توجد مؤسسة رسمية تعمل على نشر المذهب والتبشير به. يقوم مجموعة من الرجال على حفظ الأدبيات العلوية ومنعها من التداول بين غير العلويين. وعندما يبلغ الصبيان عمر 15 أو 16 سنة، يخصصون سويعات من اليوم لتعليمهم العقيدة العلوية، ويترك الاختيار للصبيان إن أرادوا الاستمرار في التعمق في الأمور الدينية والارتباط مع أحد المشايخ للتوغل في أمور الدين. العشائر الرئيسة يرجعون في نسبهم إلى فرعين رئيسيين هما: 1. فرع القبائل الشامية والعراقية من غسان وبهرا وتنوخ. الذين اعتنقوا المذهب الشيعي في وقت مبكر ثم انحرفوا عن التشيع إلى ما يسمى حاليا بالنصيرية. بعض قبائلهم كالمحارزة يدعون أنهم هاشميون، وبعضهم ازداد عددهم بهجرة قبائل طيء (نهاية القرن الثالث الهجري) وغسان الذين دفعتهم الحروب الصليبية ومعهم الامير حسن بن المكزون (ت638 ) من جبل سنجار في العراق إلى منطقة الشام في المنطقة الممتدة من طبرية وجبل عامل حتى حلب. كلمة العشيرة تعني التكوين الاجتماعي أو العشائري، فهم ينقسمون بذلك إلى عشائر كثيرة، وكانت في الغالب كل عشيرة تحمل اسم جدها فمثلا: 2. الحيدرية الغيبية وهم علويو شمال نهر الكبير الشمالي، حاليا في منطقة بسنادا وما حولها. ومن الضياع والعائلات العلوية المشهورة في المنطقة آل ماشي، آل غانم، آل كحيلة، آل حلوم، آل حاتم، آل غزال وآل معلا، ومن أشهر مشايخ الطائفة الحيدرية إبراهيم حلوم، دفن في مقام الخضر بقرية جناتا، كامل حاتم وفضل غزال. للمذهب العلوي أقسام وأسباب. وتندرج تلك الأقسام تحت مظلة الولاية على الخصوص. إذ فروع الدين وأصوله عند المسلمين عامة معروفة مألوفة ولكن عند العلويين فيوجد أصل (الولاية) وذلك الأصل هو الذي يميزهم عن غيرهم. إذ يعتقدون بالولاية أي الائتمام بأولي الأمر وهم أئمة أهل البيت والرسول صلى الله عليه وسلم. وقوله: (علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) المعرفة مشتقة من فعل عرف أي أدرك بالعقل وأيد بالقلب، والمعرفة أساس كل دين وأس كل بناء. إذ من دونها لم يكن تطبيق ولا فعل ناتج عن الإيمان. ولسنا هنا نفرق بين الإيمان والمعرفة ولكن المعرفة قبل الإيمان. إذ لا يمكن لامرئ أن يؤمن ويعتقد بشيء يجهله ولا يعرفه، وهكذا دواليك. فالمعرفة نبض الإيمان وجوهره. علي في بعض خطبه (أول الدين معرفته). المعرفة عند العلويين تتجلى بمعرفة الله حق معرفته واتباعه حق اتباعه والتسليم والإذعان له متبعين قوله تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ولا يمكن للمرء كما اوضحنا سابقا أن يعبد شيء ويدين به إلا بمعرفته. إذ المعرفة هي المحي بالعبادة والتدين. وذلك قول علي عندما سئل فقيل له: بم عرفت ربك يا أمير المؤمنين؟ فقال: بما عرفني عن نفسه: (شيء لا كالأشياء وجسم لا كالأجسام لا يشبهه شيء ولا يخلو منه شيء وهو السميع البصير الحي الداري الذي أحسن كل شيء خلقه لا أقول أنه مشاهد بالعيان بل تشاهده القلوب بحقيقة الإيمان). ومن هنا نهج المسلمون العلويون المنهج العرفاني أي معرفة الله والإقرار التام به وبرسله وكتبه وملائكته وأوليائه. كما يؤمن العلويين بالتقمص ولهم دلالتهم على ذلك من القرآن الكريم وهذه الفكرة تأتي من فلسفة لديهم أن النفس يجب أن تمتحن أكثر من مرة حتى تصفى ومن ثم تحاسب وفق مفهوم يوم الحساب فمثلا الطفل الذي يولد ومن ثم يتوفاه الله بعد عام لا يمكن أن يخضع لحساب لأنه لا يميز فلا بد من أن تنتقل روحه إلى جسد آخر. والتقمص مصدرها قمص أي لبث قميص وكون العلويون المعرفة عندهم أهم الأقوال فهم مؤمنين أن الله عادل بكل شيء ولا يظلم مثقال نقير فإذا خلق إنسانا أعمى أو مشلولا، يبقى وفق اعتراف الجميع نفس لكن ما هو مبرر أن يولد على هذا النحو، هم يسألون ومن يقول إن ذلك عقاب لأهله يستغفرون له لإيمانهم أن الله عز وجل لا يعاقب أحد بأعمال غيره وأنه حاشى لله أن تزر وازرة وزر أخرى فلا بد أن هذه النفس كانت في جسد ومات صاحبها وانتقلت إلى جسد مولود حديثا على هذا النحو لتعذب عما فعلت سابقا ويستشهدون بقول السيد المسيح (ولدت قبل أن يولد إبراهيم). يرى نيقولاوس فان دام أن العلويين يشكلون 11.5% من الشعب السوري. مع بداية الاحتلال الفرنسي سوريا ولبنان، قامت الحكومة الفرنسية بتقسيم سوريا إلى دويلات ذات حكم ذاتي، ربما بهدف إضعاف البلاد وتسهيل قمع حركات التمرد، فمنح الفرنسيون حكما ذاتيا للعلويين. وقبيل الاستقلال، انقسم وجهاء الطائفة بين مؤيد للوحدة مع سوريا الداخلية، وبين معارض لها سميوا بالإستقلاليين، وبعث بعض وجهاء الطائفة ببرقية للحكومة الفرنسية يطالبونها فيها بعدم الانسحاب من سوريا خوفا من تعرضهم للإضطهاد المسلم السني، كان من أبرز الموقعين عليها سليمان أسد جد الرئيس حافظ الأسد وسليمان المرشد الزعيم الروحي للمرشدية، ومن أبرز من أيد الوحدة الشيخ صالح العلي ويونس حمدان وأحمد ديب الخير وعلي ملحم رسلان ومنير عباس وإسماعيل هواش (والد عزيز بك هواش، وهو استقلالي)، وبالنتيجة تمت الوحدة مع سوريا الداخلية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/علويون (طائفة)
|
71b80421bef9a8f9a62eee3bc23e114f
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.158339",
"source": "Wikipedia"
}
|
نيلسون مانديلا
|
نيلسون مانديلا
|
نيلسون روليهلاهلا مانديلا (18 يوليو 1918 - 5 ديسمبر 2013 )، سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National Congress : ANC) في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999. ولد في قبيلة الهوسا (Xhosa) للعائلة المالكة تهمبو (Thembu). درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955. عمل كمحام، وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة (Umkhonto we Sizwe : MK) في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة. مكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دوليا، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا. أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من الاتحاد السوفييتي. يتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه «أبو الأمة». ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 في قرية مفيتزو Mvezo بمقاطعة أوماتاتا (Umtatu)، بإقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا. سمي «روليهلاهلا»، ويعني «نازع الأغصان من الشجر» أو بالعامية «المشاكس»، وفي السنوات اللاحقة أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا. أحد أجداده من جهة والده، نغوبنغوكا Ngubengcuka، كان حاكما لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا. هذا الملك، كان له ابن اسمه مانديلا هو جد نيلسون ومصدر لقبه. لأن مانديلا لم يكن سوى طفل الملك من زوجة من عشيرة اكزيبا Ixhiba، أو ما يسمى «الفرع الأيسر»، فكان غير مؤهل ليرث العرش ولكنه اعتبر مستشار الورثة الملكيين. ومع ذلك، كان والده، غادلا هنري مفاكانيسوا Gadla Henry Mphakanyiswa، زعيما محليا ومستشارا للملك، عين في المنصب في عام 1915، بعد أن اتهم مجلس حكام أبيض سلفه بالفساد. في عام 1926، أقيل غادلا أيضا من منصبه بتهمة الفساد، قيل لنيلسون أنه فقد وظيفته بسبب وقوفه ضد مطالب المجلس غير المعقولة. كان محب للإله «كاماتا Qamata», كان غادلا متزوج من أربع نسوة، ولديه أربعة أولاد وتسع بنات، يعيشون في قرى مختلفة. وكانت والدة نيلسون «نوسيكا فاني» (Nosekeni Fanny) هي الزوجة الثالثة، وهي ابنة انكيداما (Nkedama) من «الفرع الأيمن» وعضوا في أمامبفو (amaMpemvu) من عشيرة كوسا. في سنواته الأولى، هيمنت على حياته «العادات والطقوس والمحرمات» شب مانديلا مع اثنين من أخواته في مسكن والدته بقرية Qunu، وكان يرعى قطعان الماشية صبي ويمضي معظم الوقت في الخارج مع أولاد آخرين. كان والداه أميين، ولكن والدته التي اعتنقت المسيحية أرسلته إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو بعمر سبعة سنين. عمد كميثودي، وأعطى معلم مانديلا به اسما إنجليزيا هو «نيلسون» كاسم أول. عندما كان مانديلا في التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في كونو Qunu، حيث توفي بمرض لم يشخص يعتقد مانديلا أنه من أمراض الرئة. قال في وقت لاحق أنه ورث من والده «التمرد بفخر» «إحساس عنيد بالعدالة». أخذته والدته إلى «المكان العظيم» "Great Place" قصر في مكيكزوبي Mqhekezweni، حيث كان تحت رعاية الوصي على عرش تيمبو، الزعيم يونجينتابا دالينديبو (Jongintaba Dalindyebo). ولم يرى أمه مرة أخرى لسنوات عديدة، ورأى مانديلا أن يونجينتابا وزوجته نو-إنغلاند (Noengland) عاملاه وكأنه طفلهما، بنفس مقام الابن جستيس (Justice) والبنت نومافو (Nomafu). كان مانديلا يتردد على الكنيسة كل يوم أحد مع الأوصياء، حتى أصبحت للمسيحية مكانة خاصة في حياته. التحق بمدرسة البعثة الميثودية الواقعة بجانب القصر، حيث درس اللغة الإنجليزية وكوسا (Xhosa) والتاريخ والجغرافيا. فأحب التاريخ الأفريقي، من خلال استماعه إلى حكايات الزوار المسنين إلى القصر، وتأثر بالخطاب المعادي للإمبريالية الزعيم Joyi. وفي وقتها كان يعتبر المستعمرين الأوروبيين محسنين وليسوا ظالمين. بعمر 16 سنة، سافر مع جستيس والعديد من الأولاد الآخرين إلى تايهالارها Tyhalarha للخضوع لطقوس الختان وهو رمز لانتقالهم من الطفولة إلى الرجولة، وبعد اتمام الطقوس، سمي داليبهونغا "Dalibunga". ورغبة منه في اكتساب المهارات اللازمة ليصبح المستشار الخاص لبيت تيمبو الملكي، بدأ مانديلا دراسته الثانوية في معهد كلاركبري في Engcobo، وهي مؤسسة على النمط الغربي وأكبر مدرسة للأفارقة السود في تيمبولاند. وشجع الاختلاط القائم بين الطلبة على قدم المساواة، نيلسون في تغيير طبيعته «المنغلقة»، حيث بنى صداقة مميزة مع فتاة لأول مرة، وبدأ في ممارسة الرياضة وطور حبه للحدائق استكمال الشهادة في عامين، وفي عام 1937 انتقل إلى هيلدتاون ، إلى كلية ميثودية في فورت بوفورت مر بها معظم الحاشية المالكة بتيمبو، وكذا جستيس. مدير المدرسة أكد على تفوق الثقافة الإنجليزية، والحكومة، ولكن اهتمام مانديلا تزايد بالثقافة الأفريقية الأم واتخذ أول صديق من خارج كوسا، يتحدث لغة السوتو، وتأثر بأحد أفضل معلميه، رجل من كوسا كسر أحد محرماتها بزواجه بامرأة من السوتو. كان مانديلا يقضي بعض من وقت فراغه في الملاكمة والركض لمسافات طويلة، في السنة الثانية صار مانديلا محافظا. بدعم من يونجينتابا، بدأ مانديلا التحضير لليسانس الفنون وهي درجة في جامعة فورت هير، جامعة النخبة السوداء بحوالي 150 طالبا في أليس، في الكاب الشرقية. هناك درس اللغة الإنجليزية والأنثروبولوجيا والسياسة والإدارة المحلية والقانون الهولندي الروماني في سنته الأولى، رغبة منه ليصبح مترجما أو كاتبا في وزارة الشؤون المحلية. بقي مانديلا في مهجع ويسلي هاوس، حيث صادق أوليفر تامبو وقريبه ماتانزيما. واصل اهتمامه بالرياضة، أخذ مانديلا دروسا في الرقص، كما تميز في تمثيل مسرحية درامية عن أبراهام لينكون. أصبح عضوا في جمعية الطلبة المسيحيين، وقدم فصولا في الكتاب المقدس للمجتمع المحلي، وصار مناصرا صريحا لجهود الحرب البريطانية عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية. كان لديه أصدقاء متصلين بالمؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) والحركة المناهضة للإمبريالية، ولكن مانديلا تجنب التورط فيها. تلقى مساعدة من لجنة إسكان طلبة السنة الأولى والتي هيمنت على سنواته التالية، فبنهاية السنة الأولى انخرط في مقاطعة مجلس الطلاب للطعام بسبب نوعيته، والذي كلفه توقيفا مؤقتا من الجامعة، فغادرها من دون شهادة. عند عودته إلى مكيكزويني في ديسمبر 1940، وجد مانديلا يونجينتابا قد رتبت زيجات له ولجستيس، فهربوا فزعين إلى جوهانسبورغ عبر كوينزتاون، التي وصلوها في أبريل 1941. حصل مانديلا على عمل كحارس ليلي في مناجم Crown Mines، حيث كانت أول تعامل مع الرأسمالية في جنوب أفريقيا، ولكنه طرد عندما اكتشف induna (المختار) أنه كان هاربا. مكث مع ابن عمه في بلدة جورج غوتش، حيث قدم مانديلا إلى الناشط في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي «والتر سيسولو». هذا الأخير أمن له وظيفة كاتب تحت التمرين في مكتب محاماة لشركة «Witkin, Sidelsky and Edelman». كان يدير الشركة «Lazar Sidelsky»، يهودي ليبرالي متعاطف مع قضية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. في الشركة، صادق مانديلا «Gaur Redebe»، وهو فرد من كوسا وعضو في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي، مثله مثل نات بريغمان (Nat Bregman)، شيوعي يهودي أصبح أول أصدقاء مانديلا من البيض. عند حضوره لنقاشات ولقاءات الأحزاب الشيوعية، أعجب مانديلا بأن الأوروبيين والأفارقة والهنود والملونين متمازجين على قدم المساواة. ومع ذلك، ذكر لاحقا أنه من لم ينضم إلى الحزب بسبب الإلحاد ما يتعارض مع إيمانه المسيحي، ولأنه رأى أن الكفاح في جنوب أفريقيا يجب أن يكون ضد العنصرية وليس الطبقية. تزايد نشاطه السياسي بشكل واضح، ففي أغسطس 1943 سار مانديلا لدعم مقاطعة ناجحة للحافلات احتجاجا على ارتفاع أجرتها. واصل تعليمه العالي، وسجل مانديلا في جامعة جنوب أفريقيا بالمراسلة، والعمل على الليسانس في الليل. براتبه الصغير، استأجر مانديلا غرفة في بيت أسرة Xhoma في بلدة الكسندرا، ورغم غرقها في الفقر والجريمة والتلوث، ظلت الكسندرا دائما «مكانا عزيزا» بالنسبة له. محرج من فقره، تتودد لفترة وجيزة لامرأة من سوازيلاند قبل أن يفشل في التقرب من ابنة الأسرة التي تضيفه. رغبة في توفير المال والاقتراب من وسط مدينة جوهانسبرغ، انتقل مانديلا إلى مجمع جمعية العمل الأصلية يتواترسراند، حيث يعيش بين عمال المناجم من قبائل مختلفة، وكان المركب «محطة الطريق لزيارات القادة»، وقال أنه التقى مرة بريجنت ملكة باسوتولاند. في أواخر عام 1941، زارت Jongintaba مانديلا وسامحته على فراره. وعند عودتها إلى تيمبولاند، توفيت في شتاء 1942. عاد مانديلا وجستيس لحضور الجنازة، حيث وصلا في وقت متأخر من اليوم بعد اجتيازه لامتحانات الليسانس في أوائل عام 1943، عاد مانديلا إلى جوهانسبرغ لمتابعة مساره السياسي كمحام بدلا من كاتب تحت التمرين في مكتب بتيمبولاند. وذكر لاحقا أنه لم يعش حالة من التجلي، ولكن «وجدت نفسي ببساطة أقوم بذلك، ولا أقدر على فعل غيره». عند بدئه لدراسات القانون في جامعة ويتواترسراند، كان مانديلا الأفريقي الأصل الوحيد في الكلية، فواجه العنصرية، وصادق الليبراليين والشيوعيين والأوروبيين واليهود والطلاب الهنود، وكان من بينهم جو سلوفو وهاري شفارتز وروث فيرست. عند انضمامه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، تزايد تأثر مانديلا بسيسولو، وأمضى الكثير من الوقت مع ناشطين آخرين في بيت سيسولو في أورلاندو، من بينهم صديقه القديم أوليفر تامبو. في عام 1943، التقى مانديلا بالقومي الأفريقي أنطون لمبدي (Anton Lembede)، وهو معارض بشدة للجبهة العرقية المتحدة ضد الاستعمار والإمبريالية أو التحالف مع الشيوعيين. وعلى الرغم من صداقاته مع غير السود والشيوعيين، إلا أن مانديلا دعم آراء «لمبدي»، معتقدا بأنه يجب على الأفارقة السود أن يكون مستقلين تماما في كفاحهم من أجل تقرير المصير السياسي. ظهرت الحاجة إلى جناح شبابي لتعبئة شاملة للأفارقة في المعارضة، فكان مانديلا ضمن وفد زار رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ألفرد بيتيني كسوما (Alfred Bitini Xuma)، حول هذا الموضوع في منزله في صوفياتاون. وفي يوم الأحد الموافق لعيد الفصح من عام 1944، تأسست رابطة الشبيبة للمؤتمر الوطني الإفريقي (African National Congress Youth League : ANCYL) بمركز البانتو الاجتماعي الرجالي في شارع إلوف (Eloff)، مع لمبدي رئيسا ومانديلا عضوا في اللجنة التنفيذية. في منزل سيسولو، التقى مانديلا بايفلين ماس، وهي ناشطة من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وممرضة من Engcobo، ترانسكاي. تزوجا في 5 أكتوبر 1944 وعاشا في البداية لفترة مع أهلها، قبل أن يستأجرا وينتقلا إلى البيت رقم 8115 في أورلاندو في وقت مبكر من عام 1946. ولد طفلهما الأول، ماديبا ثيمبكايل (Madiba "Thembi" Thembekile)، في فبراير 1946، ورزقا بنت اسمها مكازيوي (Makaziwe) في عام 1947، ولكنها ماتت بعد تسعة أشهر بالتهاب السحايا. تمتع مانديلا بحياته المنزلية، ودعا والدته وشقيقته Leabie للإقامة معه. في أوائل عام 1947، كان قد أمضى ثلاث سنوات كاتبا في شركة «Witkin, Sidelsky and Edelman»، وقرر أن يصبح طالبا بدوام كامل، والعيش على القروض من البانتو للرعاية الاستئمانية . في يوليو 1947، هرع مانديلا برئيسه لمبدي إلى المستشفى، حيث توفي، فخلفه على رأس ANCYL رئيس أكثر اعتدالا هو «Peter Mda»، والذي وافق على التعاون مع الشيوعيين وغير السود، وعين مانديلا أمينا. اختلف مانديلا مع نهج Peter Mda، وفي ديسمبر 1947 دعم إجراءا فاشلا لطرد الشيوعيين من ANCYL، معتبرا أيديولوجيتهم غير أفريقية. في عام 1947، انتخب مانديلا لعضوية اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال، تحت قيادة الرئيس الإقليمي CS Ramohanoe. وعندما عمل Ramohanoe ضد رغبات اللجنة التنفيذية لترانسفال وتعاون مع الهنود والشيوعيين، كان مانديلا أحد الذين دفعه إلى الاستقالة القسرية. في انتخابات جنوب أفريقيا لعام 1948، والتي يصوت فيها فقط البيض، هيمن على السلطة حزب Nasionale Herenigde الأفريكاني تحت رئاسة دانيال مالان فرانسوا، والذي اتحد بعد فترة قصيرة مع حزب الأفريكاني لتشكيل الحزب الوطني. هذا الحزب، ذي النزعة العنصرية العلنية، قنن ووسع بتشريعات جديدة للفصل العنصري. باكتسابه لتأثير أكثر في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بدأ مانديلا وكوادره بدعوة لعمل مباشر ضد نظام الفصل العنصري : مثل المقاطعات والإضرابات، متأثرين بوسائل وتكتيكات الجالية الهندية في جنوب أفريقيا. لم يدعم Xuma هذه الأطروحة فأقيل من الرئاسة في تصويت بحجب الثقة، وعوض جيمس موروكا ومكتب أكثر تشددا يتكون من سيسولو Mda وتامبو وGodfrey Pitje، وذكر مانديلا في وقت لاحق : «قدنا الآن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى مسار أكثر راديكالية وثورية». وبسبب تخصيص الكثير من وقته للسياسة، فقد فشل مانديلا في سنته النهائية في وتواترسراند ثلاث مرات، وحرم في نهاية المطاف من نيل الشهادة في ديسمبر عام 1949. أخذ مانديلا مكان كسوما في رئاسة الهيئة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني في مارس 1950. في ذلك الشهر، عقدت اتفاقية للدفاع عن حرية التعبير في جوهانسبرغ، جمعت بين نشطاء الأفارقة والهنود والشيوعيين للدعوة إلى إضراب عام ضد نظام الفصل العنصري. عارض مانديلا الإضراب لأنه لم يكن بقيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولكن مجموعة كبيرة من العمال السود شاركوا فيه. النتيجة كانت زيادة في القمع البوليسي وإدراج «قانون قمع الشيوعية، 1950» والذي مس أعمال كل المجموعات المحتجة. في عام 1950، انتخب مانديلا رئيسا ANCYL، في المؤتمر الوطني للحزب في ديسمبر 1951، واصل التحجج ضد الجبهة المتحدة ضد العنصرية ولكنه خسر في الانتخابات. بعد ذلك، غير نظرته بأكملها، وأقر بنهج الجبهة ؛ متأثرا بأصدقائه مثل موزس كوتان (Moses Kotane) وبدعم الاتحاد السوفييتي لحروب التحرير الوطنية، وبهذا يكون مانديلا قد كسر نظرته السيئة للشيوعية أيضا. صار متأثرا بنصوص كارل ماركس وفريدريك أنجلز وفلاديمير لينين وجوزيف ستالين وماو تسي تونغ، كما آمن بالمادية الجدلية. في أبريل 1952، بدأ مانديلا العمل في مكتب HM Basner للمحاماة، وكان لزيادة التزامه بالعمل والنضال أن قللت من الوقت الذي يقضيه مع عائلته. في عام 1952، بدأ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي استعدادا للانضمام إلى حملة تحد لنظام الفصل العنصري مع المجموعات الهندية والشيوعية، وتأسس مجلس التطوع الوطني لتجنيد المتطوعين. اتخذ قرار بمقاومة لاعنفية بتأثر بحركة المهاتما غاندي، ما اعتبره البعض بأنه خيار أخلاقي، في حين اعتبره مانديلا واقعية. وفي رالي ديربان في 22 يونيو، ألقى مانديلا خطابا أمام حشد من 10 آلاف شخص شكل انطلاقة لحملة الاحتجاجات، فألقي عليه القبض بسببها واعتقل لفترة وجيزة في سجن ساحة مارشال. بتزايد الاحتجاجات، نما عدد المنتسبين لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي من 20,000 إلى 100,000، وردت الحكومة على الاحتجاجات بالاعتقالات الجماعية وإصدار قانون السلامة العامة في 1953 للسماح بتطبيق الأحكام العرفية. في مايو، حظرت السلطات على رئيس ANU في ترانسفال، السيد .. ماركس (J. B. Marks) الظهور العلني ؛ فلما أحس بعدم قدرته على الحفاظ على موقفه، أوصى بمانديلا خليفة له. انتخب مانديلا رئيسا إقليميا في أكتوبر، رغم معارضة مجموعة «ultra-Africanist Bafabegiya» لترشيحه. في 30 يوليو 1952، اعتقل مانديلا تحت عنوان قانون قمع الشيوعية ووقف أمام المحاكمة رفقة 21 متهما - ومن بينها موروكا، سيسولو ودادو - في جوهانسبرغ. حكم عليهم بتهمة «الشيوعية النظامية» بعقوبة «الأشغال الشاقة لتسعة أشهر» معلقة لمدة عامين. في ديسمبر، حظر على مانديلا، لمدة ستة أشهر، حضور الاجتماعات أو التحدث مع أكثر من شخص في وقت واحد، مما يجعل رئاسته ANU في ترانسفال غير عملية. وتلاشت حملة الاحتجاجات. في سبتمبر 1953، قرأ أندرو كونين خطابا لمانديلا بعنوان «لا طريق سهل إلى الحرية » في تجمع للمؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال. اقتبس العنوان من زعيم الاستقلال الهندي جواهر لال نهرو، والذي أثر في فكر مانديلا. قاد الخطاب لخطة طوارئ في حال حظر المؤتمر الوطني الأفريقي. خطة «مانديلا» هذه، أو M-Plan، تضمنت تقسيم المنظمة إلى خلايا بقيادة أكثر مركزية. حصل مانديلا على عمل كمحام في شركة «Terblanche and Briggish»، قبل أن ينتقل إلى «هلمان وميشال» ذات النهج الليبرالي، كما اجتاز الامتحانات المؤهلة ليصبح مدعيا عاما. في شهر أغسطس من عام 1953، افتتح مانديلا وأوليفر تامبو شركتهم الخاصة للمحاماة «مانديلا وتامبو»، ونشطت في وسط مدينة جوهانسبرغ. كانت الشركة الوحيدة في مجال القانون التي يديرها الأفارقة في البلاد، واشتهرت بين السود المظلومين، وغالبا ما تعاملت مع قضايا وحشية الشرطة. لم تعجب هذه الشركة السلطات، واضطرت شركة إلى الانتقال لمكان بعيد بموجب قانون مناطق المجموعات ؛ ونتيجة لذلك انخفض عدد زبائنها. رغم أن مانديلا قد رزق بابنة الثانية، مكازيوي فوميا (Makaziwe Phumia)، في مايو 1954، إلا أن علاقته مع إيفلين صارت متوترة، واتهمته بارتكاب الزنا. مشيرة إلى علاقات مع ليليان نغويي (عضوة في حزب المؤتمر الأفريقي) وأخرى مع السكرتيرة روث مومباتي ؛ ادعاءات مستمرة ولكن غير مثبتة تتحدث عن ميلاد طفل لمنديلا من هذه العلاقات. مشمئزة من سلوك ابنها، عادت والدته Nosekeni إلى ترانسكاي، في حين انضمت إيفلين «شهود يهوه» ورفضت هوس مانديلا بالسياسة. وصل مانديلا إلى تصور حول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يقضي بأنه «لا بديل عن مقاومة مسلحة وعنيفة» بعد أن شارك في الاحتجاج الفاشل لمنع هدم ضاحية السود في صوفياتاون جوهانسبرغ في فبراير 1955. أشار على سيسولو بطلب الأسلحة من جمهورية الصين الشعبية، ولكن الحكومة الصينية اعتقدت بأن الحركة غير مستعدة لخوض حرب عصابات ضد نظام الفصل العنصري. بمشاركة من مجلس جنوب أفريقيا الهندي، ومجلس الملونين ومؤتمر جنوب أفريقيا لنقابات العمال وكونغرس الديمقراطيين، حضر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لمؤتمر الشعب، داعيا جميع مواطني جنوب أفريقيا لإرسال مقترحات لمرحلة لحقبة ما بعد الفصل العنصري. واستنادا إلى الردود، وضع روستي بيرنشتاين مسودة ميثاق الحرية، لدعوة إلى إنشاء دولة ديمقراطية غير عنصرية مع تأميم الصناعات الرئيسية. وعندما اعتمد الميثاق في المؤتمر يونيو 1955 في بكليبتاون بحضور 3000 مفوض، اقتحمت الشرطة مكان الحدث، ورغم ذلك بقي جزءا مهما من أيديولوجية مانديلا. بعد نهاية الحظر الثاني في أيلول 1955، ذهب مانديلا في يوم عطلة العمل إلى ترانسكاي لمناقشة الآثار المترتبة عن قانون سلطات بانتو 1951 مع زعماء القبائل المحلية. واغتنم الفرصة لزيارة والدته أيضا وNoengland قبل العودة إلى كيب تاون. في مارس 1956، تلقى إعلانا بحظر ثالث خص الظهور العام، حيث تم حصره على جوهانسبرغ لمدة خمس سنوات، ولكنه كان يتحداه في أحيان عدة. تحطم زواجه عندما أقدمت إيفلين على مغادرة البيت مع أبنائهم للعيش مع شقيقها. وشرعت في إجراءات الطلاق في مايو 1956، مدعية أن مانديلا كان يسيء لها جسديا، الأمر الذي نفاه مانديلا، واشتد الصراع بينهم حول حضانة الأطفال. سحبت إيفلين عريضة الانفصال في نوفمبر، ولكن مانديلا واصل إجراءات الطلاق في يناير من عام 1958، والتي انتهت بالطلاق في مارس مع عودة حضانة الأطفال لأمهم إيفلين. أثناء إجراءات الطلاق، نشأت علاقة بينه وبين الأخصائية الاجتماعية، ويني ماديكيزيلا، وتزوجا في 14 يونيو 1958 في بيزانا. وأصبحت ويني، في وقت لاحق، مشاركة في أنشطة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وقضت عدة أسابيع في السجن. في 5 ديسمبر 1956، اعتقل مانديلا إلى جانب معظم المجلس التنفيذي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتهمة «الخيانة العظمى» للدولة. احتجز في سجن جوهانسبرغ وسط احتجاجات واسعة، وخضع للتحقيق الابتدائي في Drill Hall في 19 ديسمبر، قبل تحديد مدة سجنه. بدأ طعن الدفاع في 9 يناير 1957، وأشرف عليه محامي الدفاع فيرنون بيرنجيه، واستمرت القضية حتى توقفت في سبتمبر. في يناير 1958، عين القاضي أوزوالد بيرو لترأس القضية، وفي فبراير استبعد القاضي أن يكون هناك «سبب كاف» لدفاع المتهمين يسمح باللجوء إلى المحكمة العليا بترانسفال. بدأت المحاكمة بالخيانة رسميا في بريتوريا في أغسطس 1958، بعد أن لبي طلب المتهمين بتعويض القضاة الثلاثة، المرتبطين كلهم بالحزب الوطني الحاكم. في أغسطس، أسقطت تهمة واحدة، وفي أكتوبر سحبت النيابة لائحة الاتهام، لتقدمها بصيغة معدلة في نوفمبر متهمة جميع قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالخيانة العظمى بحجة دعوتهم لثورة عنيفة، الأمر الذي أنكره المتهمون. في أبريل 1959، قامت مجموعة من الأفارقة، غير الراضين عن نهج الجبهة المتحدة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بتأسيس «مؤتمر كل الأفارقة» . وانتخب صديق مانديلا Robert Sobukwe رئيسا، في حين كان مانديلا يعتقد أن المجموعة «غير ناضجة» خاض الطرفان حملة ضد تراخيص المرور في مايو 1960، أحرق الأفارقة خلالها تراخيص مرورهم التي كانوا مضطرين لحملها قانونا. وشهدت إحدى المظاهرات التي نظمها PAC إطلاق الشرطة للنار، ما أسفر عن مقتل 69 متظاهرا في مذبحة شاربفيل. تضامنا، أحرق مانديلا علنا تراخيص مروره، كما اندلعت أعمال شغب في جميع أنحاء جنوب أفريقيا، مما أدى بالحكومة لإعلان الأحكام العرفية. في ظل التدابير الطارئة، اعتقل مانديلا وغيره من الناشطين في 30 مارس، وسجنوا بدون توجيه اتهام في ظروف غير صحية بسجن بريتوريا المحلي، في حين أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي PAC حظرا في أبريل. وهذا شكل صعوبة للمحامين في الوصول إليهم، واتفق على أن فريق الدفاع في محاكمة الخيانة سينسحب احتجاجا. فمثل المعتقلون أنفسهم أمام المحكمة، وما لبثوا أن أفرج عنهم من السجن عند رفع حالة الطوارئ في أواخر أغسطس. استخدم مانديلا وقت فراغه في تنظيم «الكل في المؤتمر الأفريقي» بالقرب من بيترماريتزبرج، ناتال، في مارس، حضره 1400 مفوضا من جميع الجماعات المناهضة للفصل العنصري، واتفقوا على «البقاء في بيوتهم» كعلامة احتجاج في يوم 31 مايو، وهو اليوم الذي أصبحت فيه جنوب أفريقيا جمهورية. في 29 مارس 1961، وبعد محاكمة دامت ست سنوات، نطق القضاة بحكم البراءة، ما شكل إحراجا للحكومة. سافر مانديلا في البلاد متخفيا ومتنكرا كسائق، لتنظيم وهيكلة خلية جديدة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي والإعداد لإضراب «البقاء في البيت» الشامل طوال يوم 29 مايو. والمشار إليها "Black Pimpernel" في الصحافة - في إشارة إلى رواية Emma Orczy عام 1905 The Scarlet Pimpernel - في حين أصدرت الشرطة مذكرة لاعتقاله عقدت لقاءات سرية لمانديلا مع الصحفيين، وبعد فشل الحكومة في تفادي الإضراب، حذرهم من أن العديد من النشطاء المناهضين للفصل العنصري سيلجؤون قريبا للعنف من خلال جماعات مثل Poqo التابعة PAC. كان يعتقد أنه على حزب المؤتمر تشكيل جماعة مسلحة لتتحكم في توجيه بعض هذا العنف، مقنعا كلا من زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ألبرت وثولي - الذي كان أخلاقيا معارضا للعنف - ومجموعات من الحلفاء الناشطين لضرورته مستوحاة من حركة 26 يوليو التي قادها فيدل كاسترو وأشعلت الثورة الكوبية، شارك مانديلا في تأسيس «اومكونتو وي سيزوي» («رمح الأمة»، يختصر MK) مع سيسولو والشيوعي جو سلوفو في عام 1961. وأصبح مانديلا رئيسا لجماعة مسلحة، وأفاده ما كتبه كل من ماو تسي تونغ وتشي غيفارا عن «حرب العصابات». رسميا، المجموعة منفصلة عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لكنها أصبحت في السنوات اللاحقة جناحه العسكري. كان أغلب أعضاء MK الأوائل من الشيوعيين البيض. وبعد اختبائه في شقة الشيوعي Wolfie Kodesh في بيريا، انتقل مانديلا إلى مزرعة مملوكة لشيوعي بيليسليف في ريفونيا، وانضم إليه هناك Raymond Mhlaba، سلوفو وبيرنشتاين الذين وضعوا دستور MK تعتمد هيكلية المنظمة على الخلايا، وتؤيد أعمال التخريب لممارسة أقصى قدر من الضغط على الحكومة بأقل عدد من الضحايا، كقصف المنشآت العسكرية ومحطات الطاقة وخطوط النقل والهاتف، ليلا وعند غياب المدنيين. وأشار مانديلا إلى أن أطروحة التكتيكات قد تفشل، وقد يلجأ MK إلى «حرب العصابات والإرهاب». بعد منح زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لوثولي جائزة نوبل للسلام، أعلنت منظمة MK عن وجودها على الملأ 57 تفجيرا في «يوم دينغن» (16 ديسمبر) عام 1961، وتلتها المزيد من الهجمات في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة. وافق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على إرسال مانديلا، في فبراير 1962، مندوبا إلى اجتماع «حركة الحرية الأفريقية في شرق ووسط وجنوب أفريقيا» (Pan-African Freedom Movement for East, Central and Southern Africa : PAFMECSA) في أديس أبابا، إثيوبيا. بالطبع سافر متخفيا، والتقى مانديلا بالإمبراطور هيلا سيلاسي الأول، وألقى كلمته بعد كلمة سيلاسي في المؤتمر. بعد المؤتمر، سافر إلى القاهرة حيث أعجب بالإصلاحات السياسية للرئيس جمال عبد الناصر، ثم ذهب إلى مدينة تونس، حيث التقى بالرئيس الحبيب بورقيبة وتسلم منه 5,000 جنيه استرليني للأسلحة. انتقل بعدها إلى المغرب ومالي وغينيا وسيراليون وليبيريا والسنغال، وتلقى أموالا من الرئيس الليبيري وليام توبمان والرئيس الغيني أحمد سيكو توري. سافر بعدها إلى لندن (إنجلترا)، حيث التقى بنشطاء مناهضين للفصل العنصري، وصحفيين وسياسيين يساريين بارزين. عاد إلى إثيوبيا، وبدأ دورة تدريبية لمدة ستة أشهر حول حرب العصابات، ولكنه استدعي بعد شهرين فقط إلى جنوب أفريقيا. في 5 أغسطس 1962، اعتقلت الشرطة مانديلا مع سيسيل ويليامز بالقرب من هويك. وسجن في سجن مارشال سكوار بجوهانسبرغ، وجهت له تهم التحريض على الإضرابات العمالية ومغادرة البلاد بدون إذن. مثل مانديلا نفسه بنفسه واتخذ سلوفو كمستشار قانوني، وسعى لاستخدام المحاكمة كعرض «لنضال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الأخلاقي ضد العنصرية»، في حين تظاهر أنصاره خارج المحكمة. نقل مانديلا إلى بريتوريا، حيث يمكن لويني زيارته، وفي زنزانته بدأ في دراسة بالمراسلات للتحضير لليسانس الحقوق (بكالوريوس في القانون) من جامعة لندن. بدأت جلسة الاستماع في 15 أكتوبر، وقد أحدث فيها مانديلا إضرابات بسبب ارتداءه لل «كروس التقليدي» ورفضه استدعاء أي شهود، وتحويل مرافعته إلى خطاب سياسي. اعتبرت المحكمة مانديلا مذنبا، وحكمت عليه بالسجن لخمس سنوات، وعند مغادرته لقاعة المحكمة، أنشد أنصاره أغنية «Nkosi Sikelel iAfrika». في 11 يوليو 1963، داهمت الشرطة مزرعة يليسليف واعتقلت من وجدتهم هناك، واكتشفت أوراقا توثق أنشطة MK، والتي ذكرت بعضها مانديلا. بدأت لاحقا «محاكمة ريفونيا» في المحكمة العليا في بريتوريا في 9 أكتوبر، واتهم مانديلا ورفاقه بأربع تهم بالتخريب والتآمر للإطاحة بالحكومة باستعمال العنف. كان بيرسي يوتار هو كبير ممثلي الادعاء، والذي طالب بتوقيع عقوبة الإعدام بالمتهمين. أسقط القاضي Quartus de Wet سريعا ملف الاتهامات لعدم كفاية الأدلة، لكن يوتار إعادة صياغة التهم، وقدم القضية مجددا ما بين ديسمبر وفبراير 1964، داعيا 173 شاهدا ومقدما الآلاف من الوثائق والصور إلى المحاكمة. باستثناء جيمس كانتور الذي برئ من جميع التهم، اعترف مانديلا والمتهمون الآخرون بتهمة التخريب ولكنهم نفوا أي موافقة على إشعال حرب عصابات ضد الحكومة. واستخدموا المحاكمة لتسليط الضوء على قضيتهم السياسية، إحدى خطب مانديلا - المستوحاة من خطاب كاسترو «التاريخ سيغفر لي» - تناقلتها على نطاق واسع التقارير الصحافية على الرغم من الرقابة الرسمية. جلبت المحاكمة الاهتمام الدولي، مع دعوات دولية لإطلاق سراح المتهمين صدرت من مؤسسات مثل الأمم المتحدة ومجلس السلم العالمي. صوتت جامعة اتحاد لندن على مانديلا رئيسا لها، ونظمت وقفات احتجاجية ليلية أمام كاتدرائية سانت بول في لندن. ومع ذلك، تجاهلت حكومة جنوب أفريقيا جميع طلبات الرأفة، معتبرة بأن المتهمين هم محرضين شيوعين عنيفين. وفي 12 يونيو 1964، اعتبر القاضي دي ويت كل من مانديلا واثنين من المتهمين مذنبين في التهم الأربع، وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة بدلا من الإعدام. نقل مانديلا وزملائه المتهمون من بريتوريا إلى سجن في جزيرة روبن آيلاند، حيث بقوا هناك لمدة 18 سنة. معزولا عن السجناء غير سياسيين في القسم B، سجن مانديلا في زنزانة رطبة بمقاس 8 أقدام في 7 أقدام، بها حصيرة من القش للنوم عليها. لم يسلم من المضايقات الجسدية واللفظية من العديد من حراس السجن البيض، وكان سجناء محاكمة ريفونيا يقضون يومهم في كسر الصخور في المحاجر، حتى نقل في يناير 1965 إلى العمل في محجر الجير. في البداية، منع على مانديلا على ارتداء النظارات، ما تسبب في أضرار دائمة في بصره بسبب الجير. في الليل، كان يحضر لشهادة ليسانس الحقوق، ومنعت عنه الصحف، وكان حبس انفراديا في عدة مناسبات لحيازته قصاصات أخبار مهربة. بعد تصنيفه كسجين بأدنى درجة مراقبة (الدرجة D)، سمح له بزيارة واحدة ورسالة واحدة كل ستة أشهر، في ظل رقابة صارمة على كل بريده. شارك السجناء السياسيون في الإضرابات عن العمل وعن الطعام - والتي اعتبرها مانديلا لاحقا بغير الفعالة إلى حد كبير - لتحسين أوضاع السجون، ونظر إليها كصورة مصغرة من النضال ضد الفصل العنصري انتخبه سجناء حزب المؤتمر عضوا في «الجهاز العالي» جنبا إلى جنب مع سيسولو، غوفان مبيكي وريمون مهلابا، وشارك في مجموعة تمثل جميع السجناء السياسيين في جزيرة أولوندي، سمحت له بتوطيد صلاته مع PAC وأعضاء نادي «يو تشي تشان». أنشأ «جامعة جزيرة روبن»، حيث حاضر السجناء كل حسب خبرته وتخصصه، وتناقش مع رفاقه في مواضيع مثل : الشذوذ الجنسي والسياسة، أدخلتهم في محاججة شرسة مع الماركسيين مثل مبيكي وهاري جوالا رغم مسيحيته وحضوره لقداس الأحد، إلا أن مانديلا درس الإسلام. ودرس اللغة الأفريكانية أيضا، رغبة منه في بناء احترام متبادل مع السجانين وكسبهم في صالح قضيته. زار مسؤولون رسميون مانديلا، وكان أهمهم ممثلة الجناح البرلماني الليبرالي هيلين سوزمان من الحزب التقدمي، والتي دافعت عن قضية مانديلا خارج السجن. وفي سبتمبر 1970 التقى النائب البريطاني دنيس هيلي من حزب العمال. وزاره وزير العدل لجنوب أفريقيا جيمي كروجر في ديسمبر 1974، ولكنه لم يتوافق مع مانديلا. زارته والدته في عام 1968، قبل وفاتها بفترة وجيزة، وابنه البكر ثيمبي الذي توفي في حادث سيارة في العام التالي. ومنع مانديلا من حضور جنازتهما لم تكن زوجته قادرة على زيارته إلا نادرا، لتكرار سجنها بسبب نشاطها السياسي، في حين زارته بناته للمرة الأولى في ديسمبر 1975، خرجت ويني من السجن في عام 1977 ولكنها خضعت لإقامة جبرية في براندفورت، فلم تقدر على زيارته. بداية من سنة 1967، بدأت تتحسن ظروف السجن، فأعطي السجناء السود سراويل بدلا عن تبابين، وسمح بالألعاب، وتحسنت جودة الأغذية. في عام 1969، دبر بروس غوردون خطة لفرار مانديلا، قبل أن يتم التخلي عنها نتيجة لاختراق عميل من مكتب جنوب أفريقيا للأمن الدولة (South African Bureau of State Security - BOSS) كان يأمل في أن يطلق النار على مانديلا في حال هروبه. في عام 1970، أصبح القائد Piet Badenhost الضابط الأمر. وقرر مانديلا، لما شهد زيادة في الإيذاء البدني والنفسي للسجناء، المطالبة بزيارة القضاة، ما أدى إلى نقلBadenost. عوضه القائد ويلي ويليمس، وسعى هذا الأخير إلى تطوير علاقة تعاونية مع مانديلا وكان حريصا على تحسين معايير السجون. بحلول عام 1975، أصبح مانديلا ضمن الفئة (A) من السجناء، فسمح له بعدد أكبر من الزيارات والرسائل. وتراسل مع نشطاء مناهضين للفصل العنصري مثل مانغوسوتو بوثيليزي وديزموند توتو في ذات العام، بدأ كتابة سيرته الذاتية، والتي كانت تهرب إلى لندن، من دون نشرها، واكتشفت سلطات السجن عدة صفحات، فأوقفت الامتيازات الدراسية لمانديلا لمدة أربع سنوات. ما دفعه إلى تكريس وقت فراغه في زراعة الحدائق وقراءة ما يصل إليه، حتى استأنف دراسته للحقوق في عام 1980. وبحلول أواخر ستينيات القرن الماضي، كانت شهرة مانديلا قد حجبتها شعبية ستيف بيكو وحركة الوعي السود (Black Consciousness Movement :BCM). هذه الحركة، التي كانت تنظر إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأنه غير فعال، دعت إلى تحرك المناضلين، ولكن في أعقاب انتفاضة سويتو عام 1976، سجن الكثير من نشطاء BCM في جزيرة روبن. حاول مانديلا بناء علاقة مع هؤلاء الشبان المتطرفين، ولكنه كان منتقدا لعنصريتهم وازدرائهم للنشطاء البيض المناهضين للفصل العنصري. تجدد الاهتمام الدولي في بمحنته في يوليو عام 1978 عندما احتفل بعيد ميلاده الستين. وحصل على دكتوراه فخرية في ليسوتو، وجائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي في الهند في عام 1979 وجائزة الحرية لمدينة غلاسكو أسكتلندية في عام 1981. في مارس 1980، رفع الصحفي Percy Qoboza شعار «الحرية لمانديلا»، ما أثار حملة دولية دفعت مجلس الأمن الدولي إلى الدعوة لإطلاق سراحه. على الرغم من تزايد الضغوط الخارجية، رفضت الحكومة الرضوخ مستندة على قوة تحالفاتها الخارجية، في ظل الحرب الباردة، بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر، وكانت تاتشر تنظر لمانديلا على أنه شيوعي وإرهابي وأيدت إزالة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. في أبريل 1982، نقل مانديلا إلى سجن بولسمور (Pollsmoor) في توكاي، كيب تاون مع كبار قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والتر سيسولو وأندرو ملانجني وأحمد كاثرادا وريمون مهلابا ؛ وأعربوا عن اعتقادهم بأن الهدف من عزلهم هو القضاء على تأثيرهم في النشطاء الأصغر سنا. كانت الأوضاع في بولسمور أفضل مما كانت عليه في جزيرة روبن، إلا أن مانديلا افتقد الصداقة وأجواء الجزيرة. وجود العلاقات الجيدة مع الضابط الأمر ببولسمور، العميد مونرو، سمح لمانديلا بإنشاء حديقة على السطح، والقراءة بنهم والتراسل على نطاق واسع، فسمح له الآن 52 رسالة في السنة. عين رئيسا للجبهة الديمقراطية المتحدة متعددة الأعراق (multi-racial United Democratic Front - UDF)، والتي تأسست لمحاربة الإصلاحات التي أقدم عليها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق بوتا (P.W. Botha). وكانت حكومة بوتا من الحزب الوطني قد سمحت للمواطنين الملونين والهنود بانتخاب برلماناتهم التي سيكون لها السيطرة على التعليم والصحة والإسكان، ولكن الأفارقة السود استبعدوا من هذا النظام، فرأى فيه مانديلا وكذا جبهة UDF على أنه محاولة لتقسيم الحركة المناهضة للفصل العنصري على أسس عرقية. تصاعدت أعمال العنف في أنحاء البلاد، وازدادت المخاوف من حرب أهلية. وتحت ضغط من اللوبي الدولي، توقفت البنوك متعددة الجنسيات عن الاستثمار في جنوب أفريقيا، مما أدى إلى ركود اقتصادي. طالب العديد من البنوك وتاتشر من بوتا باطلاق سراح مانديلا - المشهور عالميا - لنزع فتيل الوضع المتفجر رغم اعتباره لمانديلا بأنه ماركسي متشدد وخطر، إلا أن بوتا عرض عليه في فبراير 1985 الإفراج من السجن بشرط «التخلي عن العنف كسلاح سياسي دون قيد». رفض مانديلا العرض، وأصدر بيانا عبر ابنته زندزي افتتحه بقوله «ما الحرية المعروضة عليا في حين أن منظمة الشعب لا تزال محظورة؟ فقط الأحرار يمكنهم التفاوض. سوى الرجال الأحرار. لا يمكن للسجين أن يتدخل في عقود.» في عام 1985، خضع مانديلا لعملية جراحية لمعالجة تضخم غدة البروستات، قبل زنزانة انفرادية في الطابق الأرضي. التقى «سبعة أشخاص بارزين»، أفراد وفد دولي للتفاوض للوصول إلى تسوية، ولكن حكومة نظام بوتا رفضت التعاون، وفي يونيو أعلنت حالة الطوارئ ودفعت بالشرطة لفض الاضطرابات. عادت الحركة المناهضة للفصل العنصري للمقاومة والكفاح، فشن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي 231 هجمة في عام 1986 235 هجمة في عام 1987. استعمل الجيش والفرق شبه العسكرية اليمينية لمحاربة المقاومة، ومولت الحكومة سرا حركة الزولو انكاثا القومية لمهاجمة أعضاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لتزيد وتيرة العنف. طلب مانديلا التحادث مع بوتا ولكن طلبه رفض، وبدلا من ذلك اجتمع سرا بوزير العدل Kobie Coetsee في عام 1987، تلتها 11 جلسة على مدى ثلاث سنوات. رتب Coetsee لمفاوضات بين مانديلا وفريق من أربعة رموز للحكومة ابتداءا من شهر مايو عام 1988. ووافق الفريق على إطلاق سراح السجناء السياسيين وإضفاء الشرعية على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بشرط نبذهم للعنف بشكل دائم وكسر الروابط مع الحزب الشيوعي وعدم الإصرار على حكم الأغلبية. رفض مانديلا الشروط، وأصر بأن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سينهي الكفاح المسلح عندما تتخلى الحكومة العنف. جذبت مناسبة عيد ميلاد مانديلا 70 في يوليو 1988 الاهتمام الدولي، فنظمت هيئة الإذاعة البريطانية احتفالا موسيقيا بعيد ميلاد نيلسون مانديلا ال 70 في استاد ويمبلي بلندن. وقدم عالميا كشخصية بطلة، واجه مشاكل عائلية عندما علم من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأن زوجته ويني تترأس عصابة إجرامية، كان «نادي مانديلا لكرة القدم» المسؤول عن تعذيب وقتل المعارضين - بما في ذلك الأطفال - في سويتو. وعلى الرغم من تشجيع البعض له بتطليقها، إلا انه قرر البقاء وفيا إلى غاية إدانتها من المحاكمة. تعافى من مرض السل الذي أصيب به جراء الشروط الصحية المتدهورة لزنزانته، في ديسمبر 1988، نقل مانديلا إلى سجن فيكتور فيرستر بالقرب من بارل. هناك، وجد راحة نسبية في منزل الحراس مع طباخ شخصي، واستغل الوقت للتحضير لشهادة ليسانس الحقوق. سمح للكثير بزيارته، أجرى مانديلا من خلالها اتصالات سرية مع زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المنفي أوليفر تامبو. في عام 1989، عانى بوتا من جلطة دماغية، فتنحى عن زعامة الحزب الوطني لصالح المحافظ .. دي كليرك، واستبقى رئاسة الدولة. في خطوة مفاجئة، دعا بوتا مانديلا إلى جلسة شاي في يوليو عام 1989، اعتبر مانديلا الدعوة برائعة. بعد ستة أسابيع انتقلت رئاسة الدولة من بوتا إلى دي كليرك. اعتقد الرئيس الجديد بأن نظام الفصل العنصري غير قابل للاستمرار، فأطلق سراح جميع سجناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي دون قيد أو شرط باستثناء مانديلا. بعد سقوط جدار برلين في نوفمبر 1989، دعا دي كليرك مكتبه للاجتماع ومناقشة تقنين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وتحرير مانديلا. كان البعض معارضين بشدة لخططه، التقى دي كليرك مع مانديلا في ديسمبر لمناقشة الوضع، اللقاء اعتبره الطرفان بالودي، قبل الإفراج عن مانديلا دون قيد أو شرط وإضفاء الشرعية على كل الأحزاب السياسية المحظورة سابقا في 2 فبراير 1990. ترك مانديلا سجن فيكتور فيرستر في 11 فبراير، وقابل الحشود التي اجتمعت والصحافة وهو ممسك بيد زوجته ويني، وقد بث الحدث على الهواء مباشرة إلى جميع أنحاء العالم انتقل إلى مقر بلدية كيب تاون وسط الحشود، حيث ألقى خطابا أعلن فيه عن التزامه بالسلام والمصالحة مع الأقلية البيضاء، كما أوضح أن الكفاح المسلح لحزب مؤتمر الوطني الأفريقي لم ينته بعد، وأنه سيستمر «كإجراء دفاعي بحت ضد عنف نظام الفصل العنصري». وأعرب عن أمله أن توافق الحكومة على المفاوضات، بحيث «لا تكون هناك أي ضرورة للكفاح المسلح»، وأصر على أن تركيزه الأساسي هو إحلال السلام لغالبية السود وإعطاؤهم الحق في التصويت في الانتخابات الوطنية والمحلية. في الأيام التالية، مكث في منزل ديزموند توتو، حيث التقى مانديلا بالأصدقاء والناشطين والصحافة. وألقى خطابا على 100,000 شخص في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرغ. شرع مانديلا في جولة أفريقية، التقى خلالها مشجعين وسياسيين في زامبيا وزيمبابوي وناميبيا وليبيا والجزائر، ثم انتقل إلى السويد حيث التقى بتامبو، وفي لندن، ظهر في حفل «نيلسون مانديلا : منبر دولي من أجل الحرية في جنوب أفريقيا» في استاد ويمبلي. شجع مانديلا الدول الأجنبية على دعم فرض عقوبات ضد حكومة الفصل العنصري. في فرنسا، استقبله الرئيس فرانسوا ميتران، وفي الفاتيكان البابا يوحنا بولس الثاني، والتقى في إنجلترا بمارغريت ثاتشر. حظي في الولايات المتحدة، باستقبال الرئيس جورج بوش الأب وألقى خطابا في مجلسي النواب والشيوخ وزار ثمان مدن أمريكية، وكان مانديلا يتمتع بشعبية خاصة بين الأميركيين من أصول أفريقية. في كوبا، التقى بالرئيس فيدل كاسترو، الذي كان قدوته لفترة طويلة، وجمعت بين الاثنين صداقة. في آسيا، قابل الرئيس . فينكاتارامان في الهند، والرئيس سوهارتو في إندونيسيا ورئيس الوزراء مهاتير محمد في ماليزيا، قبل زيارة أستراليا واليابان، والملاحظ أنه لم يقم بزيارة الاتحاد السوفياتي، الذي أيد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لفترة طويلة. في مايو 1990، قاد مانديلا وفدا متعدد الأعراق من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مفاوضات أولية مع وفد حكومي من 11 رجلا أفريكاني. أثار مانديلا إعجابهم عندما تحدث عن تاريخ الأفريكانية، توصلت المفاوضات إلى مرحلة دقيقة “شور غروت”، حيث قررت خلالها الحكومة رفع حالة الطوارئ. في أغسطس، عرض مانديلا - وهو مدرك لضرر العمل العسكري على حزب المؤتمر - وقفا لإطلاق النار. العرض جوبه بانتقادات واسعة من نشطاء MK. ما دفع بمانديلا لقضاء الكثير من الوقت في محاولة لتوحيد وبناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولدى ظهوره في مؤتمر جوهانسبرغ في ديسمبر والذي حضره 1600 مندوبا، وجده الكثير منهم أكثر اعتدالا مما كان متوقعا. في يوليو 1991، أثناء المؤتمر الوطني للحزب في ديربان، اعترف مانديلا بأخطاء الحزب وأعلن عن هدفه في بناء «فريق مهام قوي ومؤهل» لتأمين حكم الأغلبية. في المؤتمر، انتخب مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ليحل محل تامبو المريض، كما تم انتخاب 50 عضوا تنفيذيا من أعراق وأجناس متعددة. صار لمانديلا مكتب في المقر الجديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في شل هاوس، وسط جوهانسبرغ، في الوقت الذي انتقل مع ويني إلى منزلها الواسع بسويتو. توترت حياته الزوجية بشكل متزايد كلما ازداد دراية بعلاقة ويني بقضية «دالي مبوفو»، ولكنه وقف إلى جانبها طيلة فترة محاكمتها بتهم الخطف والاعتداء. حصل على تمويل للدفاع عنها من «الصندوق الدولي للدفاع والمعونة في جنوب أفريقيا» ومن الزعيم الليبي معمر القذافي. ولكنها أدينت في يونيو 1991 وحكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات، خفضت إلى اثنتين بعد الاستئناف. في 13 أبريل 1992، أعلن مانديلا على الملأ انفصاله عن ويني، في حين اضطرها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى التنحي من التنفيذي الوطني لاختلاس أموال حزب المؤتمر، وانتقلت مانديلا إلى ضاحية جوهانسبرغ ذات الغالبية البيضاء من هوتون لحقت أضرار بسمعة مانديلا بتزايد العنف بين السود، وخاصة بين حزب المؤتمر وأنصار انكاثا في كوازولو ناتال، سقط ضحيتها آلاف الموتى. التقى مانديلا بزعيم قبيلة بوتليزي، في حين منع حزب المؤتمر المزيد من المفاوضات بشأن هذه المسألة. اعترف مانديلا بوجود «قوة ثالثة» في أجهزة استخبارات الدولة تعمل على تأجيج «ذبح الشعب» وألقى باللوم صراحة على دي كليرك - الذي بدأ يفقد الثقة به بشكل متزايد - في مجزرة. Sebokeng في سبتمبر 1991، عقد مؤتمر للسلام الوطني في جوهانسبرغ وقع خلاله كل من مانديلا وبوثيليزي ودي كليرك على اتفاق سلام، ورغم ذلك استمر العنف. بدأت مباحثات كوديسا أو «اتفاقية إرساء الديمقراطية في جنوب أفريقيا (The Convention for a Democratic South Africa : CODESA)» في ديسمبر 1991 بمركز جوهانسبرغ التجارة العالمية، وحضره 228 مندوبا من 19 حزبا سياسيا. وترأس سيريل رامافوزا وفد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبقي مانديلا شخصية رئيسية، وبعد أن استخدم دي كليرك كلمته الختامية لإدانة العنف من جانب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، جاء دور مانديلا في الكلمة ليندد بدي كليرك «رئيس لنظام الأقلية التي فقدت مصداقيتها وشرعيتها». هيمن الحزب الوطني وحزب المؤتمر الوطني على المفاوضات التي حققت بعض التقدم. CODESA 2 عقدت الجولة الثانية من المفاوضات في مايو 1992، وفيها أصر دي كليرك على أن مرحلة ما بعد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا يجب أن تستخدم نظاما اتحاديا برئاسة دورية لضمان حماية الأقليات العرقية؛ اعترض مانديلا على هذا الأمر، مطالبا بنظام موحد حكم فيه للأغلبية في أعقاب مذبحة بوباتونج التي ذهب ضحيتها نشطاء من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على يد نشطاء انكاثا بمساعدة الحكومة، دعا مانديلا لإيقاف المفاوضات، قبل حضور اجتماع لمنظمة الوحدة الأفريقية في السنغال، وطلب فيه بعقد دورة استثنائية لمجلس الأمن للأمم المتحدة، واقترح نشر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب أفريقيا لمنع «إرهاب الدولة». رد الأمم المتحدة جاء في وقت لاحق بإرسال المبعوث الخاص سايروس فانس إلى جنوب أفريقيا للمساعدة في المفاوضات. بدعوة لعمل محلي، نظم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أكبر إضراب في تاريخ جنوب أفريقيا في أغسطس، في حين سار الأنصار في بريتوريا. في أعقاب مذبحة بيشو، التي قتل فيها 28 من أنصار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وجندي واحد رميا بالرصاص بيد قوات الدفاع سيسكي أثناء مسيرة احتجاجية، تحقق مانديلا من أن العمل الجماعي يؤدي إلى مزيد من العنف، فاستأنف المفاوضات في سبتمبر. جاءت الموافقة بشرط أن يطلق سراح جميع السجناء السياسيين، وحظر أسلحة الزولو التقليدية وتسييج مساكن الزولو. كان الغرض من الطلبين الأخيرين منع المزيد من هجمات انكاثا، وتحت ضغوط متزايدة، وافق دي كليرك على مضض. تم الاتفاق خلال المفاوضات على إجراء انتخابات عامة متعددة الأعراق، نتج عنها حكومة ائتلافية لمدة خمس سنوات وجمعية دستورية، واستمر نفوذ الحزب الوطني. قبل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا بالحفاظ على وظائف موظفي الخدمة المدنية البيض، جلبت مثل هذه التنازلات انتقادات داخلية شرسة اتفق الثنائي على دستور انتقالي وضمان الفصل بين السلطات وإنشاء محكمة دستورية، بما في ذلك مشروع قانون للحقوق على طراز الولايات المتحدة، وأيضا تقسيم البلاد إلى تسع محافظات. كما تنازل كل من دي كليرك عن رغبته في الفيدرالية ومانديلا عن حكومة واحدة. واجهت العملية الديمقراطية تهديدا من مجموعة الجنوب أفريقيين المعنين (Concerned South Africans Group : COSAG)، وهو تحالف من أحزاب أفريكانية يمينية متطرفة وجماعات عرقية انفصالية سوداء مثل انكاثا. وفي يونيو 1993، تهجمت مجموعة تفوق العرق الأبيض الأفريكانية (white supremacist Afrikaner Weerstandsbeweging : AWB) على حظيرة مركز كمبتون للتجارة العالمية. وفي أعقاب مقتل زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي كريس هاني، نشر مانديلا خطابا للتهدئة من الأعمال الانتقامية بعد ظهوره في جنازة جماعية في سويتو لتامبو الذي مات من سكتة دماغية. في يوليو 1993، زار كل من مانديلا ودي كليرك الولايات المتحدة، والتقى كل منهما الرئيس بيل كلينتون على حدة واستلما «ميدالية الحرية». وبعد فترة قصيرة، تلقيا معا جائزة نوبل للسلام في النرويج. متأثرا برأي الزعيم الشاب لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي تابو إيمبيكي، بدأ مانديلا اجتماعا مع رجال أعمال كبار، وقلل من دعمه للتأميم، خوفا من أن ينفر الاستثمار الأجنبي الذي تحتاجه البلاد. لقي مانديلا انتقادات من أعضاء اشتراكيين في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وشجعه أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والفيتنامي على تبني المشاريع الخاصة في المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير عام 1992 بسويسرا. ظهر أيضا مانديلا بمظهر المدرس يقرأ أحد خطب مالكوم إكس في المشهد الأخير من فيلم مالكولم اكس عام 1992. انتخابات 27 أبريل 1994 أعد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي حملة انتخابية فتح خلالها 100 مكاتب ووظف لهذه المهمة المستشار ستانلي غرينبرغ. قام غرينبرغ بادارة مؤسسة منتديات الشعب في جميع الأماكن التي كان يمكن لمانديلا أن يظهر فيها ويخطب في الفقراء في أنحاء الدولة واطرافها، وقد كان لمانديلا شخصية شعبية ومقامة مهمة بين السود في جنوب أفريقيا. وكانت حملة حزب المؤتمر قد قامت حول برنامج لإعادة الإعمار والتنمية لبناء مليون منزل في ضرف خمس سنوات، وإدراج التعليم المجاني الشامل وتوسيع نطاق الحصول على المياه والكهرباء. وكان شعار الحزب «حياة أفضل للجميع»، غير انه لم يوضح كيفية تمويل هذه المشاريع. وباستثناء صحيفتي «the Weekly Mail» «the New Nation»، عارضت الصحافة في جنوب أفريقيا انتخاب مانديلا خوفا من استمرار النزاع العرقي ودعمت الحزب الوطني الديمقراطي بالمقابل. كرس مانديلا الكثير من الوقت لجمع التبرعات لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وهو يطوف أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا ساعيا ملاقاة المتبرعين الأثرياء ومن ضمنهم أنصار نظام الفصل العنصري. وحث أيضا بخفض سن الاقتراع من 18 إلى 14 سنة، لكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي رفض هذا وأصبحت هذه السياسة موضع سخرية وحين ادرك مانديلا أن COSAG كانت معنية بتقويض الانتخابات، وخاصة في أعقاب معركة Bop ومذبحة Shell House - وحوادث عنف بين AWB وانكاثا، واحدة بعد أخرى - التقى بالساسة والجنرالات الأفريكان، بما في ذلك P.W. Botha وPik Botha وفيلجون كونستان، لإقناعهم بالعمل في إطار نظام ديمقراطي، وعمل دي كليرك لاقتناع انكاثا بوثيليزي لدخول الانتخابات بدلا من شن حرب انفصالية. وبعدها ظهر دي كليرك ومانديلا كقادة للحزبين الرئيسيين، في مناظرة على التلفزيون. ورغم اعتبار دي كليرك أحسن متكلم في هذا الحدث لدى الاغلبية من المشاهدين، كان عرض مانديلا يده لمصافحته مفاجئة له، مما دفع ببعض المعلقين لاعتبار ذلك انتصارا لمانديلا. سارت مجريات الانتخابات قدما رغم بعض أحداث العنف، ومنها مثلا السيارة المفخخة التي وضعتها AWB وأودت بحياة 20 شخصا. وأدلى مانديلا بصوته في Ohlange في مدرسة ثانوية في ديربان، وعلى الرغم من أنه انتخب رئيسا، إلا أنه قبل علنا بأن الانتخابات شابتها حالات التزوير والتخريب. فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا في 7 محافظات من أصل 9، وفاز الحزب الوطني بواحدة وانكاثا بالأخرى. وبنيله 62٪ من الأصوات على المستوى الوطني، اقترب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كثيرا من نسبة الثلثين التي تمنحه الأغلبية اللازمة لتغيير الدستور. تم تنصيب مانديلا في بريتوريا في 10 مايو 1994، وتابع المراسيم عبر نقل تلفزي مليار مشاهد حول العالم. وحضر هذا الحدث 4000 ضيف، من بينهم قادة العالم من خلفيات متباينة. كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، أصبح مانديلا رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية التي هيمن عليها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي - ولم تكن له أي تجربة في الحكم - وضمت الحكومة أيضا نوابا من الحزب الوطني وانكاثا. تمشيا مع الاتفاقات السابقة، أصبح دي كليرك نائبا أولا للرئيس، في حين تم اختيار ثابو مبيكي نائبا ثانيا. وبالرغم من أن مبيكي لم يكن الاختيار الأول لهذا المنصب، إلا أن مانديلا أراده أن ينمو ليعتمد عليه كثيرا خلال فترة رئاسته، والسماح له بتنظيم تفاصيل السياسة. انتقل مانديلا إلى مكتب الرئاسة في Tuynhuys في كيب تاون، وسمح لدي كليرك بالبقاء في مقر الرئاسة بشور غروت، وبدلا من واستبروك مانور، والذي أطلق عليه اسم "Genadendal"، ويعني «وادي الرحمة» في اللغة الأفريكانية. احتفظ بمنزله في هوتون، وكان له منزل أيضا مبني في بلدته Qunu، كان يزوره بانتظام، ويتمشى في أنحاء المنطقة ويجتمع مع السكان المحليين ويحل النزاعات القبلية. في سن 76، واجه مشاكل صحية مختلفة، ورغم ذلك استمر في عرض نشاطه، كما شعر بالعزلة والوحدة. غالبا ما كان يتصل بالمشاهير : مثل مايكل جاكسون وووبي غولدبرغ وفريق سبايس جيرلز، كما صادق عدد من رجال الأعمال الأغنياء جدا، مثل هاري أوبنهايمر، وكذا ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي كانت لها زيارة دولة في مارس 1995 إلى جنوب أفريقيا، ما أدى لانتقادات قوية من أعضاء من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مناهضين للرأسمالية. ورغم محيطه الفخم، عاش مانديلا ببساطة، وتبرع بثلث دخله السنوي المقدر 552 ألف لصندوق نيلسون مانديلا للأطفال، الذي أسسه في عام 1995. كما تحدث علنا لصالح حرية الصحافة وصادق العديد من الصحفيين، وكان مانديلا ينتقد الكثير من وسائل الإعلام في البلاد، مشيرا إلى أن أغلبيتها الساحقة يملكها ويديرها البيض من الطبقة المتوسطة واعتقد بأنها تركزت كثيرا على إثارة الذعر حول الجريمة. كان يغير ملابسه عدة مرات في اليوم، بعد تأدية مهام الرئاسة، إحدى العلامات التجارية التي كان يستخدمها مانديلا كانت قمصان باتيك، والمعروفة باسم «قمصان ماديبا»، وحتى في المناسبات الرسمية. في ديسمبر 1994، نشرت في نهاية المطاف سيرة ذاتية لمانديلا بعنوان «المسيرة الطويلة إلى الحرية». في أواخر عام 1994، حضر المؤتمر 49 للمؤتمر الوطني الأفريقي في بلومفونتين، والذي شهد انتخاب أعضاء أكثر للتنفيذية الوطنية، من بينهم ويني مانديلا، والتي أعربت عن رغبتها في التصالح، لكن نيلسون شرع في إجراءات الطلاق في شهر أغسطس 1995. بحلول عام 1995، نشأت علاقة بينه وغراسا ماشيل، الناشطة السياسية أصغر منه 27 سنة وأرملة الرئيس سامورا ماشيل. وكان قد سبق أن التقى بها لأول مرة في يوليو 1990، عندما كانت لا تزال في حداد، ونمت صداقتهما إلى شراكة، وصارت ماشيل ترافقه في العديد من زياراته الخارجية. رفضت طلب مانديلا الأول بالزواج، رغبة منها في الاحتفاظ ببعض الاستقلالية وتقسيم وقتها بين موزمبيق وجوهانسبرغ. ترأس مانديلا الانتقال من حكم الأقلية بنظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية متعددة الثقافات، ورأى في المصالحة الوطنية بأنها المهمة الأساسية في فترة رئاسته. وبعد أن شاهد كيف تضررت الاقتصادات الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمارية برحيل النخب البيضاء، عمل مانديلا على طمأنة السكان البيض في جنوب أفريقيا بأنهم ممثلون في «أمة قوس قزح». حاول مانديلا تكوين أوسع تحالف ممكن في مكتبه، مع دي كليرك في منصب نائب أول رئيس في حين أصبح غيره من مسؤولي الحزب الوطني وزراء للزراعة والطاقة والبيئة والطاقة والمعادن، وتولى وزارة الشؤون الداخلية بوثيليزي. أما غالبية المناصب الوزارية فعادت لأعضاء من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، مثل جو موديسي وألفريد نزو وجو سلوفو وماك ماهاراج ودولا عمر وغيرهم من الرفاق القدمى وآخرين أيضا، مثل تيتو مبووني وجيف راديبي، كانوا أصغر سنا. توترت علاقة مانديلا بدي كليرك، حيث اعتبر مانديلا بأن دي كليرك يتعمد الاستفزاز، في حين شعر دي كليرك بأنه يتعرض للإذلال من قبل الرئيس. في يناير 1995، انتقده مانديلا بشدة له لمنح العفو 3,500 شرطي قبيل الانتخابات، وانتقده في وقت لاحق لدفاعه عن وزير الدفاع ماغنوس مالان عندما اتهم الأخير بالقتل. التقى مانديلا بشخصيات بارزة في نظام الفصل العنصري، بما في ذلك هندريك فيرورد أرملة Betsie Schoombie والمحامي بيرسي يوتار؛ مؤكدا صفحه ومصالحته الشخصي، وأعلن أن «الشعب الشجاع لا يخشى المسامحة، من أجل السلام». شجع السود في جنوب أفريقيا على تشجيع فريق الرجبي الوطني «سبرينغبوكس - Springboks» الذي كان يكرهه سابقا، عندما استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم للرجبي عام 1995. وبعد فوز سبرينغبوكس في ملحمة النهائي على نيوزيلندا، قدم مانديلا الكأس لقائد الفريق فرانسوا بينار، وهو الأفريكاني، وهو يرتدي قميص لسبرينغبوك يحمل رقم 6. نظر للحدث على نطاق واسع بمثابة الخطوة الرئيسية في تحقيق المصالحة بين البيض والسود في جنوب أفريقيا، كما قال دي كليرك في وقت لاحق : «فاز مانديلا بقلوب الملايين من مشجعي فريق الرجبي البيض». خففت جهود مانديلا في المصالحة من مخاوف البيض، ووجهت أيضا الانتقادات للسود المتشددين. اتهمت ويني (طليقة منديلا) حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بكونه أكثر اهتماما باسترضاء البيض من مساعدة السود. رغم الجدل المثار، أشرف مانديلا على تشكيل «لجنة الحقيقة والمصالحة» للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في ظل نظام الفصل العنصري من جانب كل من الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وعين ديزموند توتو رئيسا للجنة. ومنعا لاتخاذ شهداء، منحت اللجنة عفوا فرديا لكل من يدلي بشهادته حول الجرائم التي ارتكبت في حقبة الفصل العنصري. في فبراير عام 1996، سلم ماندبلا تقريرا عن تفاصيل جلسات الاستماع التي دامت عامين حول عمليات الاغتصاب والتعذيب والتفجيرات والاغتيالات، قبل إصدار التقرير النهائي في أكتوبر 1998. ناشد كل من دي كليرك ومبيكي حذف أجزاء من التقرير، واستجيب فقط لدي كليرك. أشاد مانديلا بعمل اللجنة، مشيرا إلى أنها «ساعدتنا في الابتعاد عن الماضي والتركيز على الحاضر والمستقبل». ورثت حكومة مانديلا بلدا بتفاوت كبير في الثروة والخدمات بين مجتمعي البيض والسود. فمن 40 مليون نسمة عدد سكان البلاد، كان حوالي 23 مليون يفتقرون إلى الكهرباء أو الصرف الصحي الملائم، 12 مليون يفتقرون إلى إمدادات المياه النظيفة، و2 مليون طفل غير ملتحق بالمدارس، وثلث السكان أميون. بلغت البطالة 33٪، وأقل بقليل من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. كانت الاحتياطيات المالية الحكومة على وشك النضوب، وخمس الميزانية الوطنية مخصصة لسداد الديون، مما يعني أن برنامج إعادة الإعمار والتنمية الموعود سيتم تقليصه، بدون أي تأميم أو مناصب شغل مقترحة. بدلا من ذلك، تبنت الحكومة سياسات اقتصادية ليبرالية تهدف إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي، والتمسك «إجماع واشنطن» الذي ينادي به البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. تحت رئاسة مانديلا، ارتفع الإنفاق على الرعاية الاجتماعية بنسبة 13٪ في الفترة 1996-1997، 13٪ في 1997-1998، 7٪ في 1998-1999. أدخلت الحكومة التكافؤ في المنح للمجتمعات، بما في ذلك منح الإعاقة والمنح خدمة الطفل ومعاشات الشيخوخة، التي كانت سابقا بمستويات متفاوتة تختلف باختلاف الجماعات العرقية في جنوب أفريقيا. في عام 1994، تم تقديم الرعاية الصحية المجانية للأطفال دون سن ست سنوات وللنساء الحوامل، تم تمديد التغطية لتشمل جميع الذين يستخدمون المستوى الأول من خدمات القطاع العام للرعاية الصحية في عام 1996. بحلول انتخابات 1999، أمكن لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن يتباهى بسياساته، حيث تم ربط 3 ملايين شخص بخطوط الهاتف والتحق 1.5 مليون طفل بنظام التعليم، وتم تشييد أو ترقية 500 عيادة وتوصيل من مليوني شخص بشبكة الكهرباء وإيصال المياه إلى 3 ملايين شخص، وتشييد 750,000 منزل وإسكان ما يقرب من 3 ملايين شخص. قانون إعادة الأراضي لعام 1994، مكن الناس من استرجاع ممتلكاتها المفقودة نتيجة لقانون 1913 حول أراضي الأصليين، وتم تسوية عشرات الآلاف المطالبات بالأراضي. قانون الإصلاح الزراعي الثالث لسنة 1996 حمى حقوق المستأجرين الذين يزرعون علفا للماشية. كفل هذا التشريع بأن لا يطرد المستأجرون دون أمر من المحكمة أو إذا تجاوزوا سن الخامسة والستين. نص قانون تنمية المهارات لعام 1998 على إنشاء آليات لتعزيز التمويل وتنمية المهارات في مكان العمل. وجاء قانون علاقات العمل لعام 1995 لتعزيز الديمقراطية في مكان العمل والمفاوضة الجماعية بشكل منظم والحل الفعال للنزاعات العمل. سعت الشروط الأساسية من قانون العمل لعام 1997 إلى تحسين آليات الإنفاذ وتم توسيع «أرضية» الحقوق لجميع العمال، في حين تم تمرير قانون المساواة في العمل لسنة 1998 لوضع حد للتمييز غير العادل وضمان تنفيذ نشاط إيجابي في مكان العمل. ولكن بقيت العديد من المشاكل الداخلية. كان النقاد مثل ادوين كاميرون يتهمون حكومة مانديلا بفعل القليل لوقف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة / الإيدز في البلاد، فبحلول عام 1999 كان 10٪ من سكان مصابا بالإيدز في جنوب أفريقيا. اعترف مانديلا لاحقا بأنه شخصيا قد أهمل القضية، وترك الأمر لمبيكي لليتعامل معها. تلقى مانديلا أيضا انتقادات لفشله في مكافحة الجريمة بما فيه الكفاية، حيث بجنوب أفريقيا أحد أعلى معدلات الجريمة في العالم، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي ذكرها 750,000 أبيض هاجر في أواخر تسعينيات القرن العشرين. كانت إدارة مانديلا غارقة في فضائح الفساد، ونظر إلى مانديلا على أنه «لين» مع الفساد والجشع. للاقتداء بجنوب أفريقيا، شجع مانديلا الأمم الأخرى على حل النزاعات عن طريق الدبلوماسية والمصالحة. وردد مطالبات مبيكي «النهضة الأفريقية»، واهتم كثيرا بقضايا القارة. انتهج الدبلوماسية الناعمة لإزالة الطغمة العسكرية بقيادة ساني اباشا في من نيجيريا وفيما بعد أصبح الشخصية البارزة في الدعوة لفرض عقوبات على نظام أباتشا لما زادت انتهاكاته حقوق الإنسان. في عام 1996، عين رئيسا للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (Southern African Development Community : SADC) وبدأ في مفاوضات غير ناجحة لإنهاء حرب الكونغو الأولى في زائير. في أول عملية عسكرية في مرحلة ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، أمر مانديلا القوات في ليسوتو في سبتمبر 1998 بحماية حكومة رئيس الوزراء باكبليتا موسيسيلي بعد انتخابات متنازع عليها ودفعت المعارضة لانتفاضات. في سبتمبر 1998، عين مانديلا أمينا عاما لحركة عدم الانحياز، التي عقدت مؤتمرا سنويا لها في ديربان. فاستغل هذا الحدث لانتقاد «ضيق وشوفينية المصالح» الحكومة الإسرائيلية والمماطلة في المفاوضات من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما حث الهند وباكستان على التفاوض لإنهاء الصراع في كشمير، الأمر الذي جلب له انتقاد كل من إسرائيل والهند. مستلهما من الازدهار الاقتصادي في المنطقة، سعى مانديلا لتوطيد العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى في شرق آسيا، ولا سيما مع ماليزيا، ولكنه ألغى هذا جراء الأزمة المالية الآسيوية عام 1997. أثار مانديلا الجدل بعلاقته الوثيقة مع الرئيس الأندونيسي سوهارتو، الذي كان حكمه مسؤولا عن انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، وكان قد حثه سرا بالانسحاب من احتلال تيمور الشرقية. واجه مانديلا انتقادات مماثلة من الغرب للصداقات الشخصية التي ربطته مع فيدل كاسترو ومعمر القذافي. زار كاسترو في عام 1998 وحظي بإشادة شعبية واسعة، في حين سلم مانديلا للقذافي عندما لقيه في ليبيا «وسام الرجاء الصالح». عندما انتقدت الحكومات الغربية ووسائل الإعلام هذه الزيارات، رد مانديلا بأن هذه الانتقادات تخفي نغمة عنصرية. أمل مانديلا في حل وسط للجدل طويل الأمد بين ليبيا والولايات المتحدة وبريطانيا وذلك بجلب ليبيين اثنين للمحاكمة، هما عبد الباسط المقرحي وأمين خليفة فحيمة، اللذان كانا متهمين في نوفمبر عام 1991، بتخريب طائرة بان آم الرحلة 103. اقترح مانديلا إجراء المحاكمة في بلد ثالث، الأمر الذي لقي قبول جميع الأطراف؛ وانعقدت المحاكمة في كامب زيست في هولندا في أبريل 1999 يحكمها القانون الإسكتلندي، وانتهت إلى أن أحد المتهمين هو مذنب اعتمد البرلمان الدستور الجديد لجنوب أفريقيا في مايو 1996، الذي كرس مجموعة من المؤسسات لتتحقق من السلطة السياسية والإدارية تعمل ضمن الديمقراطية الدستورية. عارض دي كليرك تنفيذ هذا الدستور وانسحب من الحكومة الائتلافية احتجاجا على ذلك. ملأ المؤتمر الوطني الأفريقي المناصب الشاغرة في مجلس الوزراء الذي انسحب منه الحزب الوطني، وصار مبيكي نائب الرئيس الوحيد. وحدث أن كان كل من مانديلا ومبيكي خارج البلاد في مناسبة واحدة، فعين بوثيليزي «القائم بأعمال رئيس»، وهو ما شكل تحسنا في علاقته مع مانديلا. تنازل مانديلا عن منصبه كرئيس لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مؤتمر ديسمبر 1997 وأعرب عن أمله في أن يخلفه رامافوزا، انتخب المؤتمر الوطني الأفريقي ثابو مبيكي للمنصب ؛ فما كان من مانديلا إلا أن أقر له بذلك، أصبح مبيكي بحكم الأمر الواقع رئيسا للبلاد. ولمنصب نائب الرئيس مبيكي، أيد مانديلا والمجلس التنفيذي ترشيح جاكوب زوما، وهو من قبيلة زولو وسجن في جزيرة روبن، ونافسته في المنصب ويني بشعبوية خطابها الذي اكسبها تأييدا قويا داخل الحزب، ورغم ذلك فاز زوما في التصويت محققا انتصارا ساحقا في الانتخابات. ازدادت علاقة مانديلا بماشيل كثافة، وفي فبراير 1998 صرح علنا «أنا أحب سيدة رائعة»، وتحت ضغط صديقه ديزموند توتو الذي حثه على أن يكون قدوة للشباب، أقام حفل زفاف في عيد ميلاده 80، في يوليو. في اليوم التالي أقام حفلا كبيرا دعي إليه العديد من الشخصيات الأجنبية. لم يخطط مانديلا أبدا لفترة ولاية ثانية في منصبه، وقدم خطاب وداعه في 29 مارس 1999 ثم تقاعد. بعد تقاعده في يونيو 1999، عاش مانديلا حياة عائلية هادئة، يتنقل بين جوهانسبرغ وكونو (Qunu). وبدأ في الكتابة لتكملة أول سيرة ذاتية له، عنونت سنوات الرئاسة، ولكنه تخلى عن الأمر قبل نشرها. وجد صعوبة في البقاء في العزلة، فعاد إلى الحياة العامة مع برنامج يومي للمهام، تضمن اجتماعات مع قادة العالم والمشاهير، وعمل في جوهانسبرغ مع مؤسسة نيلسون مانديلا، التي تأسست في عام 1999 بغية مكافحة انتشار الإيدز والتنمية الريفية وبناء المدارس. كان قد لقي انتقادات شديدة لفشله في القيام بما فيه الكفاية لمكافحة الأوبئة خلال رئاسته، فكرس الكثير من الوقت لهذه المهمة بعد تقاعده، واصفا إياها «الحرب» التي أدت إلى مقتل أكثر من «كل الحروب السابقة» وحث حكومة مبيكي على ضمان حصول المصابين بفيروس نقص المناعة بجنوب أفريقيا على اللقاحات. في عام 2000، تأسست بطولة نيلسون مانديلا للغولف التلبوية الخيرية، التي استضافها غاري بلاير. عولج مانديلا بنجاح من سرطان البروستاتا في يوليو 2001. في 2002، افتتح مانديلا «محاضرة نيلسون مانديلا السنوية»، وفي عام 2003 تم إنشاء «مؤسسة مانديلا رودس» في بيت رودس بجامعة أكسفورد، لتوفير منح في الدراسات العليا للطلبة الأفارقة. تبعت هذه المشاريع إنشاء مركز نيلسون مانديلا للذاكرة وحملة 46664 ضد مرض الإيدز. وألقى الخطاب الختامي في المؤتمر الدولي الثالث عشر لمكافحة الإيدز في ديربان في عام 2000، وفي عام 2004، وتحدث في المؤتمر الدولي الخامس عشر لمرض الإيدز في بانكوك بتايلاند. صار مانديلا يرفع صوته علنا منتقدا القوى الغربية. فعارض بشدة تدخل حلف شمال الأطلسي في حرب كوسوفو سنة 1999، واصفا الأمر بمحاولة من جانب الدول القوية لأداء دور شرطي على العالم كله. في عام 2003 عارض خطة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لشن الحرب على العراق، واصفا إياها «المأساة» موبخا الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتقويضهم الأمم المتحدة. أدى الأمر إلى جدل دولي، ولكن وفي وقت لاحق عادت علاقته مع بلير. احتفظ باهتمامه بعلاقات المملكة المتحدة مع ليبيا، وزار المقرحي في سجن بارليني، وتحدث عن ظروف معاملته واصفا إيها «الاضطهاد النفسي». واصل نيلسون مانديلا دعمه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بعد رئاسته. في 2008، ورفض التعليق حول الانقسامات في الحزب وأعلن انه لن يدعم أي مرشح في الانتخابات العامة لعام 2009، قائلا انه «لا يريد أن يكون طرفا في المؤامرات والانقسامات الواقعة داخل حزب المؤتمر». في البداية، لم يشارك في الحملة العامة لجاكوب زوما، رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والمرشح لرئاسة البلاد، والذي رفعت ضده عدة دعاوى قضائية وواجه معارضة قادتها هيلين زيلي وكونغرس للشعب، وهو فصيل منشق عن المؤتمر الوطني الأفريقي من المؤيدين السابقين لثابو مبيكي. لكن مانديلا اختار أخيرا مساندة زوما في تجمعين. وقع الأول في فبراير 2009 في الكاب الشرقية. أعلن نيلسون مانديلا، بصوت حفيده، انضمامه ودعمه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي والتزامه العملي لصالح جاكوب زوما، ولكن ثابو مبيكي رفض أن يفعل مثله. في التجمع الثاني لمساندة زوما، شارك مانديلا رفقة زوجته السابقة ويني مانديلا. ونظم التجمع في 19 أبريل 2009، ثلاثة أيام قبل الانتخابات العامة. كان هذا التجمع العام هو الأخير لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي معا حوالي مائة وعشرين ألف شخص في استاد في جوهانسبورغ. في خطاب مسجل تم إذاعته، ذكر مانديلا الحزب بأهدافه الرئيسية، وهي محاربة الفقر «بناء دولة موحدة ومجتمع غير عنصري». لعب نيلسون مانديلا دور الوسيط في بوروندي في فبراير 2000، حيث حل محل الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، الذي توفي قبل ذلك بقليل، وبدأ التفاوض في 1998. كانت الحرب الأهلية والإبادات الجماعية في بوروندي قد حصدت عشرات الآلاف من القتلى وهجرت مئات الآلاف من اللاجئين. وتم توقيع اتفاقيات السلام في شهر أغسطس عام 2000، ولكن بعد ذلك رفض مانديلا الوساطة في كوسوفو وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية متعذرا بتقدم سنه الذي لا يسمح له بإجراء مثل هذه المفاوضات المرهقة جدا. في نوفمبر 2001، قدم نيلسون مانديلا تعازيه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ودعم العمليات في أفغانستان. في يوليو 2002، منحه الرئيس جورج دبليو بوش وسام الحرية الرئاسي، واصفا إياه «رجل الدولة الأكثر احتراما في عصرنا». ولكن في 2002 و2003، انتقد مانديلا السياسة الخارجية للرئيس بوش في عدة خطب. وفي يناير 2003، في كلمة ألقاها أمام «المنتدى الدولي للمرأة»، عارض مانديلا بشدة هجوم الولايات المتحدة وحلفائها على العراق، والذي أدى لاحقا إلى احتلال العراق من دون موافقة الأمم المتحدة. واتهم الرئيس جورج دبليو بوش برغبته في إغراق العالم في هولوكوست، كما اتهمه أيضا بالغطرسة وغياب الرؤية والذكاء. اعتقد مانديلا أن هذا الإجراء سوف يقلل من تأثير الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه كان سيؤيد أي إجراء ضد العراق إذا كان بطلب من الأمم المتحدة، وشجع الشعب الأمريكي على التظاهر ضد الحرب وكذا الدول التي تملك حق النقض في مجلس الأمن على استخدامه. اتهم نيلسون مانديلا بوش بالذهاب إلى العراق من أجل النفط فقط، ولمح إلى أن سياسة جورج دبليو بوش وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، تجاهلت توصيات الأمين العام كوفي عنان لها بدوافع عنصرية. هاجم الولايات المتحدة على انتهاكاتها السابقة لحقوق الإنسان وإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية. في 2007، قارن الرئيس بوش الوضع في العراق بالوضع في جنوب أفريقيا وألقى باللائمة على صدام حسين لما يشهده العراق من فوضى، ساخرا من غياب زعيم يوحد العراقيين مثل مانديلا. وأضاف أن «نيلسون مانديلا مات لأن صدام حسين قتل كل مانديلا عراقي». بعض المستمعين للخطاب اعتقدوا أن نيلسون مانديلا نفسه مات، وهو الأمر الذي نفته مؤسسة نيلسون مانديلا. في عام 2000، انتقد نيلسون مانديلا رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. ترأس موغابي منذ عشرين عاما المستعمرة البريطانية السابقة رودسيا الجنوبية. والذي تلقى انتقادات على نطاق دولي واسع لسياساته القمعية والمحسوبية وإدارته الغير كفؤه ومسؤوليته عن الانهيار الاقتصادي للبلد. عاب عليه مانديلا تمسكه بالسلطة بعد عهدة دامت عشرين عاما وتشجيعه لاستخدام العنف ضد المزارعين البيض، أصحاب أغلبية الأراضي التجارية في البلاد. في عام 2007، حاول مانديلا إقناع موغابي أن يترك منصبه «عاجلا وليس آجلا»، مع «قليل من الكرامة»، قبل أن «يتابع مثل الدكتاتور السابق أوغستو بينوشيه». وأشرك حكماء العالم مع كوفي عنان وسيطا، ولكن موغابي لم يعط أي رد على هذه المسعى. في يونيو 2008، في ذروة أزمة الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي، أدان مانديلا «الفشل المأساوي للقيادة» في زيمبابوي. في عام 1999، وخلال زيارة إلى إسرائيل وقطاع غزة، طلب نيلسون مانديلا من إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة ومن الدول العربية أيضا أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة. وقال مانديلا أنه «جاءت هذه الزيارة لشفاء الجروح القديمة الناجمة عن علاقة إسرائيل بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا». أثناء فترة رئاسته في عام 1997، وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان نيلسون مانديلا قد أرسل رسالة رسمية لدعم ياسر عرفات والفلسطينيين من أجل تقرير المصير وإقامة الدولة مستقلة في إطار عملية السلام. في عام 1990، واجه مخاوف من المجتمع اليهودي الأمريكي، وقد كان نيلسون مانديلا قد دافع بالفعل عن علاقته مع ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذين دعموا تاريخيا دائما حزب المؤتمر الأفريقي. وقال أن منظمته في نفس صف منظمة التحرير الفلسطينية لأنهما تحاربان من أجل تقرير المصير ولكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لم يشكك أبدا في حق دولة إسرائيل في الوجود، ولكن خارج الأراضي المحتلة. سبق لنيلسون مانديلا أن قارن بين نضال الفلسطينيين ونضال السود في جنوب أفريقيا. أدان مجلس حكماء العالم والذي كان مانديلا عضوا فيه، هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول غزة الذي «لا يغتفر تماما» والذي سقط خلاله العديد من المدنيين شهداء في 31 مايو 2010. ودعا إلى وضع حد للحصار على قطاع غزة، مشيرا إلى أن نصف سكان غزة البالغ عددهم مليون ونصف المليون نسمة هم تحت 18 سنة وأن هذا الحصار «غير قانوني وغير مفيد لأنه يشجع المتطرفين». في 18 يوليو 2007، وبمبادرة من الملياردير ريتشارد برانسون والموسيقي بيتر غابرييل، نظم نيلسون مانديلا وغراسا ماشيل وديزموند توتو في جوهانسبرغ اجتماعا لزعماء العالم المؤثرين الذين يريدون المساهمة بخبراتهم وحكمتهم في حل المشاكل الأكثر أهمية في العالم. وأعلن نيلسون مانديلا عن تشكيل مجلس Global Elders (حكماء العالم) في كلمة له خلال عيد ميلاده التاسع والثمانين. ضم المجلس ديزموند توتو رئيسا وقائمة أعضاءه المؤسسين تشمل أيضا كوفي عنان وإيلا بهات، وغرو هارلم برونتلاند وجيمي كارتر ولى تشاو شينغ وماري روبنسون ومحمد يونس. وأوضح مانديلا : «يمكن لهذه المجموعة التحدث بحرية وجرأة، والعمل علنا أو بشكل غير رسمي على جميع أنواع التدابير التي ينبغي اتخاذها. سنعمل على دعم الشجاعة حيث يشيع الخوف، وتشجيع التفاوض حيث يدور الصراع، وإعطاء الأمل حيث ينتشر اليأس». في يونيو 2004، في عمر يزيد عن 85 وبصحة متدهورة، أعلن مانديلا انه «يتقاعد من التقاعد» وينسحب من الحياة العامة، ومستدركا «لا تدعوني، فأنا من سيدعوكم». استمر بلقاء الأصدقاء المقربين والعائلة، وردت المؤسسة دعوات له بالظهور في المناسبات العامة ورفضت معظم طلبات المقابلات الصحفية. استمر في المشاركة في بعض الشؤون الدولية، وشجع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي على الاستقالة بسبب تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. عندما أرى أن ذلك لم يجد نفعا، فتحدث علنا ضد موغابي في عام 2007، طالبا منه التنحي «بما تبقى من احترام وكرامة». في تلك السنة، دعى مانديلا وماشيل وديزموند توتو مجموعة من زعماء العالم لعقد اجتماع في جوهانسبرغ للإسهام بحكمتهم وقيادتهم المستقلة لحل بعض المشاكل التي يواجهها العالم. أعلن مانديلا عن تشكيل هذه المجموعة الجديدة، «الشيوخ - The Elders»، في خطاب ألقاه في عيد ميلاده 89. تميز عيد ميلاد مانديلا 90 في جميع أنحاء البلاد في 18 تموز 2008، بالاحتفالات الرئيسية التي جرت في كونو (Qunu)، وحفلة موسيقية على شرفه في هايد بارك بلندن. في كلمة بمناسبة هذا الحدث، دعا مانديلا الأغنياء لمساعدة الفقراء في جميع أنحاء العالم. طوال رئاسة مبيكي، استمر مانديلا في دعم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وكان حضوره للأحداث العامة عادة ما يحجب مبيكي رغم حضوره. وجد مانديلا راحة أكثر في التعامل مع جاكوب زوما خليفة مبيكي، ورغم ذلك فإن مؤسسة نيلسون مانديلا انزعجت عندما نقله حفيده، ماندلا مانديلا، جوا إلى الكاب الشرقية لحضور تظاهرة مؤيدة لزوما في ظل توقعات بعاصفة في عام 2009. منذ عام 2004، خاض مانديلا حملة ناجحة لاستضافة جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، معلنا أنها ستكون «أفضل الهدايا القليلة لدينا في هذا العام» بمناسبة مرور عقد من الزمان على سقوط نظام الفصل العنصري. ورغم رغبته في عدم خطف الأضواء عن الحدث، إلا أن ظهور مانديلا العلني في حفل الختام، حظي «استقبال حافل». في فبراير 2011، أدخل المستشفى لفترة وجيزة بسبب عدوى أصابت الجهاز التنفسي، جذب ذلك اهتماما دوليا قبل إعادته للمستشفى بسبب إصابة في الرئة وإزالة حصوة في ديسمبر 2012. بعد إجراء طبي ناجح في أوائل شهر مارس عام 2013، تكررت إصابة رئته، واستضيف في مستشفى بريتوريا لفترة وجيزة. يوم 8 يونيو 2013، تفاقمت إصابة رئته، وأعيد إلى مستشفى بريتوريا في حالة خطيرة. بعد أربعة أيام، أعلن أن حالته «خطرة، ولكن مستقرة». في الطريق إلى المستشفى، تعرضت سيارة إسعاف لعطل لمدة 40 دقيقة، وانتقدت حكومة جنوب أفريقيا بسبب الحادث عندما أكده تقرير بعد عدة أسابيع، رد الرئيس جاكوب زوما بأن «سبعة أطباء كانوا في القافلة لسيطرة كاملة على الحالة طوال هذه الفترة. وأنه تلقى رعاية طبية من خبراء». في 22 يونيو 2013، ذكرت شبكة سي بي اس نيوز أنه لم يفتح عينيه لعدة أيام، من دون أية استجابة، وكانت الأسرة تناقش فقط كم يجب أن يستمر التدخل الطبي. (الحارس الشخصي السابق شون فان هيردن، الذي وصفته سي بي اس نيوز بأنه «رفيق مانديلا الدائم على مدى السنوات ال 12 الماضية»، وطلب علنا من العائلة «تركه حرا» قبل أسبوع). في 23 يونيو 2013، أصدر الرئيس جاكوب زوما بيانا قال فيه بأن حالة مانديلا أصبحت «حرجة». زوما الذي يرافقه نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، سيريل رامافوزا، التقى بزوجة مانديلا غراسا ماشيل في مستشفى في بريتوريا وتناقشوا حول حالته. في 25 يونيو، زار ثابو ماكجوبا (مطران كيب تاون) مانديلا في المستشفى وصلى مع غراسا ماشيل مانديلا «في هذا الوقت الصعب للترقب والانتظار». في اليوم التالي، زار زوما مانديلا في المستشفى وألغى زيارة مقررة في اليوم التالي إلى موزمبيق. أحد أقارب مانديلا صرح لصحيفة ديلي تلغراف بأن حياته مرتبطة بالأجهزة. توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر 2013 محاطا بعائلته في منزله بجوهانسبرغ متأثرا بعدوى في الرئتين عانى منها طويلا. فارق نيلسون الحياة حوالي الساعة 20:50 بتوقيت المحلي (UTC+2)، وأعلن عن وفاته الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، من خلال بيان قال فيه «بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين». وأعلن الحداد في البلد لمدة 10 أيام. حظي مانديلا بجنازة رسمية حضرها 90 ممثلا رسميا لعدة دول ومنظمات في تجمع مهيب تداول فيه عدد زعماء على المنصة لرثاء الفقيد. المراسم جرت في 10 ديسمبر 2013 في ملعب سوكر سيتي في جوهانسبيرغ. هذا الملعب الذي شهد آخر إطلالة جماهيرية لمانديلا أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010. في حين أقيمت مراسم الدفن بكونو (مسقط رأسه) بحضور أفراد من عائلته وقادة البلاد اختتمت عشرة أيام من مراسم التأبين. في جميع أنحاء العالم، ينظر إلى مانديلا باعتباره «سلطة معنوية» عظيمة «معنية بالحقيقة». تعتبر شخصية ودية ومرحب بها، تفرض «سحرا هادئا» عندما تتحدث إلى الآخرين، بما في ذلك خصومها. في كثير من الأحيان تحابي المليونيرات وكبار الشخصيات، وتتمتع بالتحدث مع موظفيهم في المناسبات الرسمية. في وقت لاحق من حياته، عرف ببحثه عن الأفضل في كل شخص، وحتى الدفاع عن خصوم حلفائه السياسيين، رغم أن البعض يعتقد بأنه يثق أكثرمن اللازم في الآخرين. اشتهر بالعناد والولاء، يظهر «طبعا ساخنا» يمكن أن يتحول إلى غضب أحيانا، وأيضا «مزاجا متقلبا واكتئابا» بعيدا عن أعين الجمهور. ولديه أيضا حس للفكاهة السوداء. الدالاي لاما ال 14 هو صديق قديم للرئيس نيلسون مانديلا. واع جدا بأهمية صورته، سعى دائما لارتداء ملابس من نوعية جيدة، فارضا على نفسه «نمطا ملكيا» نابع من طفولته في البيت الملكي في تيمبو، وكذا فترة رئاسته التي قورنت بالملكية الدستورية. اعتبر «سيد التصوير والأداء»، فبرع في تقديم نفسه بشكل جيد عند التقاط الصور الصحفية والتسجيلات الصوتية. تزوج مانديلا ثلاث مرات، وأنجب ستة أبناء، وله 17 حفيدا، وعدد متزايد من أبناء الأحفاد. لقاؤه بأولاده جسديا غير قابل للوصف، يمكن أن يكون شديد اللهجة معهم، ولكن أيضا حنونا مع أحفاده. زواج مانديلا الأول كان مع إيفلين نتوكو ماس، والتي كانت هي أيضا من ترانسكاي، التقيا في جوهانسبرغ قبل أن يتزوجا في أكتوبر 1944. انتهى هذا الزواج في عام 1957 بعد 13 سنة، ومن أسباب الطلاق الزنا والغياب المستمر والتفاني في العمل الثوري، وهو ما يتنافى مع كونها عضو في شهود يهوه، الدين الذي يتطلب حيادا سياسيا. نتج عن هذا الزواج ابنان، ماديبا «ثيمبي» ثيمبكايل (1946-1969) وماكجاثو مانديلا (1950-2005)، وابنتان، كلاهما سميتا مكازيوي مانديلا (المعروفة باسم ماكي، من مواليد 1947 1953). ماتت الابنة الأولى بعمر تسعة أشهر، وسموا ابنة الثانية باسمها للذكرى. توفيت ماس في عام 2004، وحضر مانديلا جنازتها. ماندلا مانديلا، ابن ماكجاثو، أصبح رئيس المجلس القبلي Mvezo في عام 2007. زوجة مانديلا الثانية، ويني ماديكيزيلا مانديلا، أيضا من منطقة ترانسكاي، والتقيا أيضا في جوهانسبرغ، حيث كانت ويني أول أخصائية اجتماعية سوداء في المدينة. رزقا بابنتين، زيناني (زيني)، من مواليد 4 فبراير 1958 وزيندزيسوا (زيندزي) مانديلا-Hlongwane، من مواليد عام 1960. كان عمر زيندزي 18 شهرا فقط عندما سجن والدها في جزيرة روبن. في وقت لاحق، كانت ويني تتمزق من أثر الشقاق العائلي الذي ينعكس على جميع الصراعات السياسية في البلاد؛ بينما كان زوجها يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة روبن، أصبح والدها وزير الزراعة في ترانسكاي. انتهى زواجهما بالانفصال في أبريل 1992 فالطلاق الرسمي في مارس 1996، وكان للقطيعة السياسية دورا رئيسيا في ذلك. وكان مانديلا لا يزال في السجن عندما تزوجت ابنته زيناني في عام 1973 بالأمير Thumbumuzi Dlamini شقيق مسواتي الثالث ملك سوازيلاند وملكة الزولو Mantfombi. كانت قد عاشت ذكريات حية مع والدها، من سن الرابعة حتى ستة عشر، وكانت سلطات جنوب أفريقيا قد منعتها من زيارته في السجن. وفي يوليو 2012، تم تعيين زيناني سفيرة في الأرجنتين، لتصبح أول أبناء مانديلا الثلاثة المتبقيين دخولا للحياة العامة. في عام 1995، عرض مانديلا الزواج على أمينة كشاليا مناهضة للفصل العنصري وناشطة في مجال حقوق المرأة، رفضت العرض هدفه بقولها «أنا امرأة وحيدة وقد فقدت مؤخرا زوجي الذي كنت أقدره كثيرا». تزوج مانديلا في عيد ميلاده 80 في عام 1998، بغراسا ماشيل (الاسم عند الولادة: سيمبين)، أرملة سامورا ماشيل، رئيس الموزمبيق وحليف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي قتل في حادث تحطم طائرة قبل ذلك 12 عاما. كان مانديلا قوميا أفريقيا، ذا موقف أيديولوجي منذ انضمامه إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأيضا «ديمقراطيا» «اشتراكيا». كما قدم نفسه كقائد مستبد في العديد من خطاباته، آمن مانديلا كثيرا بالديمقراطية والالتزام بقرارات الأغلبية حتى ولو عارضها بشدة. ورسخ لديه الاعتقاد بأن «الشمولية والمساءلة وحرية التعبير» من أسس الديمقراطية، وكان يقوده الإيمان بالحقوق الطبيعية والبشرية. كاشتراكي ديمقراطي، كان مانديلا «يعارض علنا الرأسمالية والملكية الخاصة للأراضي وسلطة المال الكبيرة». متأثرا بالماركسية، نادى مانديلا أثناء الثورة بالاشتراكية العلمية، ولكنه نفى أن يكون شيوعيا أثناء محاكمته بالخيانة. يعتقد كاتب السير ديفيد جيمس سميث بأن هذا غير صحيح، مشيرا إلى أن مانديلا «تبنى الشيوعية والشيوعيين» في أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن العشرين، على الرغم من أنه كان «الزميل المسافر» أكثر منه عضوا في الحزب. في ميثاق الحرية 1955، والذي ساعد مانديلا في تحضيره، جرت المطالبة بتأميم البنوك ومناجم الذهب والأراضي، لاعتقاد معديه بأن ذلك ضروري لضمان التوزيع العادل للثروة. ورغم كل هذه الاعتقادات، فإن مانديلا لم يؤمم شيئا خلال فترة رئاسته، خوفا من أن يخيف ذلك المستثمرين الأجانب. وجاء هذا القرار أيضا بتأثير انهيار الدول الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية في أوائل تسعينيات القرن العشرين. في جنوب أفريقيا، غالبا ما يشار إلى مانديلا باسمه في العشيرة ماديبا. في جنوب أفريقيا، ويعتبر مانديلا على نطاق واسع «أب الأمة»، «الأب المؤسس للديمقراطية»، كما ينظر له «محرر وطني ومخلص، هو واشنطن ولينكولن في رجل واحد». في عام 2004، منحت جوهانسبرغ مانديلا «حرية المدينة»، وأعيد تسمية ساحة مركز تسوق ساندتون باسم «ساحة نلسون مانديلا»، ونصب تمثال لمانديلا فيها. في عام 2008، ازيح الستار عن تمثال آخر لمانديلا في مركز Groot Drakenstein الإصلاحي، سجن فيكتور فيرستر سابقا، بالقرب من كيب تاون، يقف في المكان الذي أطلق سراح مانديلا فيه من السجن. كما لقي أيضا إشادة دولية. في عام 1993، حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع دي كليرك. في نوفمبر 2009، رسمت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم عيد ميلاد مانديلا، الموافق 18 فبراير، «اليوم الدولي لنيلسون مانديلا»، تكريما له لمساهمته في النضال ضد الفصل العنصري. يطلب من الجميع التبرع 67 الدقيقة لفعل شيء للآخرين، إحياء لذكرى 67 عاما التي قضاها مانديلا في النضال. حاز أيضا على ميدالية الحرية لرئاسة الولايات المتحدة، ووسام كندا، وكان أول شخص حي يمنح المواطنة الكندية الفخرية. وآخر من يتلقى جائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفياتي، في عام 1990 حصل على جائزة بهارات راتنا من حكومة الهند، وفي عام 1992 تلقى من باكستان «Nishan-e-Pakistan». في عام 1992 حصل على جائزة أتاتورك للسلام من تركيا. لكنه رفض الجائزة، مبررا ذلك بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها تركيا في ذلك الوقت، وقبل لاحقا الجائزة في عام 1999. منحته الملكة اليزابيث الثانية بيليف الصليب الكبير من وسام القديس جون ووسام الاستحقاق. استغلت صورة نيلسون مانديلا عند الناس تجاريا، فتم تسويق وبيع أقمصة تحمل صورته إضافة إلى حوالي خمسمائة كتاب منشور عنه، ومنها أيضا الأشياء ذات الصلة بمؤسسته التي تحارب الفقر والإيدز، والتي اعتبرها بعض الجنوب أفريقيين نزعة استهلاكية مفرطة أو تخليدا للصورة على منهج تخليد صورة تشي غيفارا. طلب مانديلا إزالة صوره من جميع المنتجات التي تبيعها مؤسسته. في مايو 2005، طلب نيلسون مانديلا من إسماعيل أيوب، صديقه منذ ثلاثين عاما، وقف بيع ليثوغرافي بتوقيع مانديلا وجرد مبيعات المنتجات. وصل الصراع إلى رفع مانديلا لدعاوى قضائية. رد أيوب براءته، ولكن الصراع ظهر مرة أخرى في عام 2007، عندما وعد أيوب أمام المحكمة بدفع 700000 راند إلى صندوق مانديلا للاستثمار، كان قد حولها إلى أبناء وأحفاد مانديلا بدون رخصة، وقدم له اعتذارا علنيا. العديد من الفنانين كرسوا أغاني لمانديلا. كان أشهرها «The Special AKA» الذي سجل أغنية «الحرية لنيلسون مانديلا - Free Nelson Mandela» في عام 1983، سجل إلفيس كوستيلو أيضا أغنية وحقق بها نجاحا، أهدى ستيفي وندر الأوسكار الذي حصل عليه سنة 1985 لأغنية "I Just Called to Say I Love You" لمانديلا، مما أدى إلى حظر موسيقاه في هيئة الإذاعة لجنوب أفريقيا. في عام 1985، كان ألبوم يوسو ندور نيلسون مانديلا أول إنتاج لفنان سنغالي في الولايات المتحدة. أنتج فنانون آخرون أغاني ومقاطع فيديو تكريما لمانديلا تشمل جوني كليج هيو مسكلا، بريندا فاسي، بيوند، نيكيلباك رافي، وأمبي دو بريز وأ.. دي فيلير. صور مانديلا في السينما والتلفزيون في مناسبات متعددة. فيلم مانديلا ودي كليرك لعام 1997، أدى سيدني بواتييه دور مانديلا وأدى دوره أيضا دنيس هايسبيرت في وداعا بافانا سنة 2007. في عام 2009 أعدت بي بي سي التلفزيونية فيلم السيدة مانديلا، كانديفيد هاروود يقدم بورتريه عن نيلسون مانديلا، وكذلك فعل مورغان فريمان في فيلم الذي لا يقهر (2009).
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/نيلسون مانديلا
|
26dcabe2321ac32b9ebb6977651cdf64
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.261200",
"source": "Wikipedia"
}
|
18 يوليو
|
18 يوليو
|
18 يوليو أو 18 تموز أو 18 يوليه أو يوم 18 \ 7 (اليوم الثامن عشر من الشهر السابع) هو اليوم التاسع والتسعون بعد المئة (199) من السنوات البسيطة، أو اليوم المئتان (200) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 166 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/18 يوليو
|
d8c1a4326ba23fd8303eec8bdf9ac7e1
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.261407",
"source": "Wikipedia"
}
|
مانديلا
|
نيلسون مانديلا
|
نيلسون روليهلاهلا مانديلا (18 يوليو 1918 - 5 ديسمبر 2013 )، سياسي مناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وثوري شغل منصب رئيس جنوب أفريقيا 1994-1999. وكان أول رئيس من ذوي البشرة السمراء لجنوب أفريقيا، انتخب في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق. ركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية والفقر وعدم المساواة وتعزيز المصالحة العرقية. سياسيا، هو قومي أفريقي وديمقراطي اشتراكي، شغل منصب رئيس المؤتمر الوطني الأفريقي (African National Congress : ANC) في الفترة من 1991 إلى 1997. كما شغل دوليا، منصب الأمين العام لحركة عدم الانحياز 1998-1999. ولد في قبيلة الهوسا (Xhosa) للعائلة المالكة تهمبو (Thembu). درس مانديلا في جامعة فورت هير وجامعة ويتواترسراند، حيث درس القانون. عاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار، وانضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأصبح عضوا مؤسسا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب. بعد وصول الأفريكان القوميين من الحزب الوطني إلى السلطة في عام 1948 وبدأ تنفيذ سياسة الفصل العنصري، برز على الساحة في عام 1952 في حملة تحد من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال وأشرف على الكونغرس الشعبي لعام 1955. عمل كمحام، وألقي القبض عليه مرارا وتكرارا لأنشطة مثيرة للفتنة، وحوكم مع قيادة حزب المؤتمر في محاكمة الخيانة 1956-1961 وبرئ فيما بعد. كان يحث في البداية على احتجاج غير عنيف، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا شارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة (Umkhonto we Sizwe : MK) في عام 1961، ألقي القبض عليه واتهم بالاعتداء على أهداف حكومية. وفي عام 1962 أدين بالتخريب والتآمر لقلب نظام الحكم، وحكمت عليه محكمة ريفونيا بالسجن مدى الحياة. مكث مانديلا 27 عاما في السجن، أولا في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور وسجن فيكتور فيرستر. وبالموازاة مع فترة السجن، انتشرت حملة دولية عملت على الضغط من أجل إطلاق سراحه، الأمر الذي تحقق في عام 1990 وسط حرب أهلية متصاعدة. صار بعدها مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994، الانتخابات التي قاد فيها حزب المؤتمر إلى الفوز. انتخب رئيسا وشكل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقية. كرئيس، أسس دستورا جديدا ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي. استمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية. دوليا، توسط بين ليبيا والمملكة المتحدة في قضية تفجير رحلة بان آم 103، وأشرف على التدخل العسكري في ليسوتو. امتنع عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليصبح فيما بعد رجلا من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا. أثارت فترات حياته الكثير من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية. كما تلقى الكثير من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري، حيث تلقى أكثر من 250 جائزة، منها جائزة نوبل للسلام 1993 وميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية ووسام لينين من الاتحاد السوفييتي. يتمتع مانديلا بالاحترام العميق في العالم عامة وفي جنوب أفريقيا خاصة، حيث غالبا ما يشار إليه باسمه في عشيرته ماديبا أو تاتا ، وفي كثير من الأحيان يوصف بأنه «أبو الأمة». ولد مانديلا في 18 يوليو 1918 في قرية مفيتزو Mvezo بمقاطعة أوماتاتا (Umtatu)، بإقليم ترانسكاي في جنوب أفريقيا. سمي «روليهلاهلا»، ويعني «نازع الأغصان من الشجر» أو بالعامية «المشاكس»، وفي السنوات اللاحقة أصبح يعرف باسم عشيرته، ماديبا. أحد أجداده من جهة والده، نغوبنغوكا Ngubengcuka، كان حاكما لشعب تيمبو في أراضي ترانسكاي بمقاطعة كيب الشرقية الحديثة في جنوب أفريقيا. هذا الملك، كان له ابن اسمه مانديلا هو جد نيلسون ومصدر لقبه. لأن مانديلا لم يكن سوى طفل الملك من زوجة من عشيرة اكزيبا Ixhiba، أو ما يسمى «الفرع الأيسر»، فكان غير مؤهل ليرث العرش ولكنه اعتبر مستشار الورثة الملكيين. ومع ذلك، كان والده، غادلا هنري مفاكانيسوا Gadla Henry Mphakanyiswa، زعيما محليا ومستشارا للملك، عين في المنصب في عام 1915، بعد أن اتهم مجلس حكام أبيض سلفه بالفساد. في عام 1926، أقيل غادلا أيضا من منصبه بتهمة الفساد، قيل لنيلسون أنه فقد وظيفته بسبب وقوفه ضد مطالب المجلس غير المعقولة. كان محب للإله «كاماتا Qamata», كان غادلا متزوج من أربع نسوة، ولديه أربعة أولاد وتسع بنات، يعيشون في قرى مختلفة. وكانت والدة نيلسون «نوسيكا فاني» (Nosekeni Fanny) هي الزوجة الثالثة، وهي ابنة انكيداما (Nkedama) من «الفرع الأيمن» وعضوا في أمامبفو (amaMpemvu) من عشيرة كوسا. في سنواته الأولى، هيمنت على حياته «العادات والطقوس والمحرمات» شب مانديلا مع اثنين من أخواته في مسكن والدته بقرية Qunu، وكان يرعى قطعان الماشية صبي ويمضي معظم الوقت في الخارج مع أولاد آخرين. كان والداه أميين، ولكن والدته التي اعتنقت المسيحية أرسلته إلى المدرسة الميثودية المحلية وهو بعمر سبعة سنين. عمد كميثودي، وأعطى معلم مانديلا به اسما إنجليزيا هو «نيلسون» كاسم أول. عندما كان مانديلا في التسعة من عمره، قدم أبوه للعيش معهم في كونو Qunu، حيث توفي بمرض لم يشخص يعتقد مانديلا أنه من أمراض الرئة. قال في وقت لاحق أنه ورث من والده «التمرد بفخر» «إحساس عنيد بالعدالة». أخذته والدته إلى «المكان العظيم» "Great Place" قصر في مكيكزوبي Mqhekezweni، حيث كان تحت رعاية الوصي على عرش تيمبو، الزعيم يونجينتابا دالينديبو (Jongintaba Dalindyebo). ولم يرى أمه مرة أخرى لسنوات عديدة، ورأى مانديلا أن يونجينتابا وزوجته نو-إنغلاند (Noengland) عاملاه وكأنه طفلهما، بنفس مقام الابن جستيس (Justice) والبنت نومافو (Nomafu). كان مانديلا يتردد على الكنيسة كل يوم أحد مع الأوصياء، حتى أصبحت للمسيحية مكانة خاصة في حياته. التحق بمدرسة البعثة الميثودية الواقعة بجانب القصر، حيث درس اللغة الإنجليزية وكوسا (Xhosa) والتاريخ والجغرافيا. فأحب التاريخ الأفريقي، من خلال استماعه إلى حكايات الزوار المسنين إلى القصر، وتأثر بالخطاب المعادي للإمبريالية الزعيم Joyi. وفي وقتها كان يعتبر المستعمرين الأوروبيين محسنين وليسوا ظالمين. بعمر 16 سنة، سافر مع جستيس والعديد من الأولاد الآخرين إلى تايهالارها Tyhalarha للخضوع لطقوس الختان وهو رمز لانتقالهم من الطفولة إلى الرجولة، وبعد اتمام الطقوس، سمي داليبهونغا "Dalibunga". ورغبة منه في اكتساب المهارات اللازمة ليصبح المستشار الخاص لبيت تيمبو الملكي، بدأ مانديلا دراسته الثانوية في معهد كلاركبري في Engcobo، وهي مؤسسة على النمط الغربي وأكبر مدرسة للأفارقة السود في تيمبولاند. وشجع الاختلاط القائم بين الطلبة على قدم المساواة، نيلسون في تغيير طبيعته «المنغلقة»، حيث بنى صداقة مميزة مع فتاة لأول مرة، وبدأ في ممارسة الرياضة وطور حبه للحدائق استكمال الشهادة في عامين، وفي عام 1937 انتقل إلى هيلدتاون ، إلى كلية ميثودية في فورت بوفورت مر بها معظم الحاشية المالكة بتيمبو، وكذا جستيس. مدير المدرسة أكد على تفوق الثقافة الإنجليزية، والحكومة، ولكن اهتمام مانديلا تزايد بالثقافة الأفريقية الأم واتخذ أول صديق من خارج كوسا، يتحدث لغة السوتو، وتأثر بأحد أفضل معلميه، رجل من كوسا كسر أحد محرماتها بزواجه بامرأة من السوتو. كان مانديلا يقضي بعض من وقت فراغه في الملاكمة والركض لمسافات طويلة، في السنة الثانية صار مانديلا محافظا. بدعم من يونجينتابا، بدأ مانديلا التحضير لليسانس الفنون وهي درجة في جامعة فورت هير، جامعة النخبة السوداء بحوالي 150 طالبا في أليس، في الكاب الشرقية. هناك درس اللغة الإنجليزية والأنثروبولوجيا والسياسة والإدارة المحلية والقانون الهولندي الروماني في سنته الأولى، رغبة منه ليصبح مترجما أو كاتبا في وزارة الشؤون المحلية. بقي مانديلا في مهجع ويسلي هاوس، حيث صادق أوليفر تامبو وقريبه ماتانزيما. واصل اهتمامه بالرياضة، أخذ مانديلا دروسا في الرقص، كما تميز في تمثيل مسرحية درامية عن أبراهام لينكون. أصبح عضوا في جمعية الطلبة المسيحيين، وقدم فصولا في الكتاب المقدس للمجتمع المحلي، وصار مناصرا صريحا لجهود الحرب البريطانية عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية. كان لديه أصدقاء متصلين بالمؤتمر الوطني الأفريقي (ANC) والحركة المناهضة للإمبريالية، ولكن مانديلا تجنب التورط فيها. تلقى مساعدة من لجنة إسكان طلبة السنة الأولى والتي هيمنت على سنواته التالية، فبنهاية السنة الأولى انخرط في مقاطعة مجلس الطلاب للطعام بسبب نوعيته، والذي كلفه توقيفا مؤقتا من الجامعة، فغادرها من دون شهادة. عند عودته إلى مكيكزويني في ديسمبر 1940، وجد مانديلا يونجينتابا قد رتبت زيجات له ولجستيس، فهربوا فزعين إلى جوهانسبورغ عبر كوينزتاون، التي وصلوها في أبريل 1941. حصل مانديلا على عمل كحارس ليلي في مناجم Crown Mines، حيث كانت أول تعامل مع الرأسمالية في جنوب أفريقيا، ولكنه طرد عندما اكتشف induna (المختار) أنه كان هاربا. مكث مع ابن عمه في بلدة جورج غوتش، حيث قدم مانديلا إلى الناشط في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي «والتر سيسولو». هذا الأخير أمن له وظيفة كاتب تحت التمرين في مكتب محاماة لشركة «Witkin, Sidelsky and Edelman». كان يدير الشركة «Lazar Sidelsky»، يهودي ليبرالي متعاطف مع قضية حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. في الشركة، صادق مانديلا «Gaur Redebe»، وهو فرد من كوسا وعضو في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والحزب الشيوعي، مثله مثل نات بريغمان (Nat Bregman)، شيوعي يهودي أصبح أول أصدقاء مانديلا من البيض. عند حضوره لنقاشات ولقاءات الأحزاب الشيوعية، أعجب مانديلا بأن الأوروبيين والأفارقة والهنود والملونين متمازجين على قدم المساواة. ومع ذلك، ذكر لاحقا أنه من لم ينضم إلى الحزب بسبب الإلحاد ما يتعارض مع إيمانه المسيحي، ولأنه رأى أن الكفاح في جنوب أفريقيا يجب أن يكون ضد العنصرية وليس الطبقية. تزايد نشاطه السياسي بشكل واضح، ففي أغسطس 1943 سار مانديلا لدعم مقاطعة ناجحة للحافلات احتجاجا على ارتفاع أجرتها. واصل تعليمه العالي، وسجل مانديلا في جامعة جنوب أفريقيا بالمراسلة، والعمل على الليسانس في الليل. براتبه الصغير، استأجر مانديلا غرفة في بيت أسرة Xhoma في بلدة الكسندرا، ورغم غرقها في الفقر والجريمة والتلوث، ظلت الكسندرا دائما «مكانا عزيزا» بالنسبة له. محرج من فقره، تتودد لفترة وجيزة لامرأة من سوازيلاند قبل أن يفشل في التقرب من ابنة الأسرة التي تضيفه. رغبة في توفير المال والاقتراب من وسط مدينة جوهانسبرغ، انتقل مانديلا إلى مجمع جمعية العمل الأصلية يتواترسراند، حيث يعيش بين عمال المناجم من قبائل مختلفة، وكان المركب «محطة الطريق لزيارات القادة»، وقال أنه التقى مرة بريجنت ملكة باسوتولاند. في أواخر عام 1941، زارت Jongintaba مانديلا وسامحته على فراره. وعند عودتها إلى تيمبولاند، توفيت في شتاء 1942. عاد مانديلا وجستيس لحضور الجنازة، حيث وصلا في وقت متأخر من اليوم بعد اجتيازه لامتحانات الليسانس في أوائل عام 1943، عاد مانديلا إلى جوهانسبرغ لمتابعة مساره السياسي كمحام بدلا من كاتب تحت التمرين في مكتب بتيمبولاند. وذكر لاحقا أنه لم يعش حالة من التجلي، ولكن «وجدت نفسي ببساطة أقوم بذلك، ولا أقدر على فعل غيره». عند بدئه لدراسات القانون في جامعة ويتواترسراند، كان مانديلا الأفريقي الأصل الوحيد في الكلية، فواجه العنصرية، وصادق الليبراليين والشيوعيين والأوروبيين واليهود والطلاب الهنود، وكان من بينهم جو سلوفو وهاري شفارتز وروث فيرست. عند انضمامه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، تزايد تأثر مانديلا بسيسولو، وأمضى الكثير من الوقت مع ناشطين آخرين في بيت سيسولو في أورلاندو، من بينهم صديقه القديم أوليفر تامبو. في عام 1943، التقى مانديلا بالقومي الأفريقي أنطون لمبدي (Anton Lembede)، وهو معارض بشدة للجبهة العرقية المتحدة ضد الاستعمار والإمبريالية أو التحالف مع الشيوعيين. وعلى الرغم من صداقاته مع غير السود والشيوعيين، إلا أن مانديلا دعم آراء «لمبدي»، معتقدا بأنه يجب على الأفارقة السود أن يكون مستقلين تماما في كفاحهم من أجل تقرير المصير السياسي. ظهرت الحاجة إلى جناح شبابي لتعبئة شاملة للأفارقة في المعارضة، فكان مانديلا ضمن وفد زار رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ألفرد بيتيني كسوما (Alfred Bitini Xuma)، حول هذا الموضوع في منزله في صوفياتاون. وفي يوم الأحد الموافق لعيد الفصح من عام 1944، تأسست رابطة الشبيبة للمؤتمر الوطني الإفريقي (African National Congress Youth League : ANCYL) بمركز البانتو الاجتماعي الرجالي في شارع إلوف (Eloff)، مع لمبدي رئيسا ومانديلا عضوا في اللجنة التنفيذية. في منزل سيسولو، التقى مانديلا بايفلين ماس، وهي ناشطة من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وممرضة من Engcobo، ترانسكاي. تزوجا في 5 أكتوبر 1944 وعاشا في البداية لفترة مع أهلها، قبل أن يستأجرا وينتقلا إلى البيت رقم 8115 في أورلاندو في وقت مبكر من عام 1946. ولد طفلهما الأول، ماديبا ثيمبكايل (Madiba "Thembi" Thembekile)، في فبراير 1946، ورزقا بنت اسمها مكازيوي (Makaziwe) في عام 1947، ولكنها ماتت بعد تسعة أشهر بالتهاب السحايا. تمتع مانديلا بحياته المنزلية، ودعا والدته وشقيقته Leabie للإقامة معه. في أوائل عام 1947، كان قد أمضى ثلاث سنوات كاتبا في شركة «Witkin, Sidelsky and Edelman»، وقرر أن يصبح طالبا بدوام كامل، والعيش على القروض من البانتو للرعاية الاستئمانية . في يوليو 1947، هرع مانديلا برئيسه لمبدي إلى المستشفى، حيث توفي، فخلفه على رأس ANCYL رئيس أكثر اعتدالا هو «Peter Mda»، والذي وافق على التعاون مع الشيوعيين وغير السود، وعين مانديلا أمينا. اختلف مانديلا مع نهج Peter Mda، وفي ديسمبر 1947 دعم إجراءا فاشلا لطرد الشيوعيين من ANCYL، معتبرا أيديولوجيتهم غير أفريقية. في عام 1947، انتخب مانديلا لعضوية اللجنة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال، تحت قيادة الرئيس الإقليمي CS Ramohanoe. وعندما عمل Ramohanoe ضد رغبات اللجنة التنفيذية لترانسفال وتعاون مع الهنود والشيوعيين، كان مانديلا أحد الذين دفعه إلى الاستقالة القسرية. في انتخابات جنوب أفريقيا لعام 1948، والتي يصوت فيها فقط البيض، هيمن على السلطة حزب Nasionale Herenigde الأفريكاني تحت رئاسة دانيال مالان فرانسوا، والذي اتحد بعد فترة قصيرة مع حزب الأفريكاني لتشكيل الحزب الوطني. هذا الحزب، ذي النزعة العنصرية العلنية، قنن ووسع بتشريعات جديدة للفصل العنصري. باكتسابه لتأثير أكثر في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بدأ مانديلا وكوادره بدعوة لعمل مباشر ضد نظام الفصل العنصري : مثل المقاطعات والإضرابات، متأثرين بوسائل وتكتيكات الجالية الهندية في جنوب أفريقيا. لم يدعم Xuma هذه الأطروحة فأقيل من الرئاسة في تصويت بحجب الثقة، وعوض جيمس موروكا ومكتب أكثر تشددا يتكون من سيسولو Mda وتامبو وGodfrey Pitje، وذكر مانديلا في وقت لاحق : «قدنا الآن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى مسار أكثر راديكالية وثورية». وبسبب تخصيص الكثير من وقته للسياسة، فقد فشل مانديلا في سنته النهائية في وتواترسراند ثلاث مرات، وحرم في نهاية المطاف من نيل الشهادة في ديسمبر عام 1949. أخذ مانديلا مكان كسوما في رئاسة الهيئة التنفيذية لحزب المؤتمر الوطني في مارس 1950. في ذلك الشهر، عقدت اتفاقية للدفاع عن حرية التعبير في جوهانسبرغ، جمعت بين نشطاء الأفارقة والهنود والشيوعيين للدعوة إلى إضراب عام ضد نظام الفصل العنصري. عارض مانديلا الإضراب لأنه لم يكن بقيادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولكن مجموعة كبيرة من العمال السود شاركوا فيه. النتيجة كانت زيادة في القمع البوليسي وإدراج «قانون قمع الشيوعية، 1950» والذي مس أعمال كل المجموعات المحتجة. في عام 1950، انتخب مانديلا رئيسا ANCYL، في المؤتمر الوطني للحزب في ديسمبر 1951، واصل التحجج ضد الجبهة المتحدة ضد العنصرية ولكنه خسر في الانتخابات. بعد ذلك، غير نظرته بأكملها، وأقر بنهج الجبهة ؛ متأثرا بأصدقائه مثل موزس كوتان (Moses Kotane) وبدعم الاتحاد السوفييتي لحروب التحرير الوطنية، وبهذا يكون مانديلا قد كسر نظرته السيئة للشيوعية أيضا. صار متأثرا بنصوص كارل ماركس وفريدريك أنجلز وفلاديمير لينين وجوزيف ستالين وماو تسي تونغ، كما آمن بالمادية الجدلية. في أبريل 1952، بدأ مانديلا العمل في مكتب HM Basner للمحاماة، وكان لزيادة التزامه بالعمل والنضال أن قللت من الوقت الذي يقضيه مع عائلته. في عام 1952، بدأ حزب المؤتمر الوطني الأفريقي استعدادا للانضمام إلى حملة تحد لنظام الفصل العنصري مع المجموعات الهندية والشيوعية، وتأسس مجلس التطوع الوطني لتجنيد المتطوعين. اتخذ قرار بمقاومة لاعنفية بتأثر بحركة المهاتما غاندي، ما اعتبره البعض بأنه خيار أخلاقي، في حين اعتبره مانديلا واقعية. وفي رالي ديربان في 22 يونيو، ألقى مانديلا خطابا أمام حشد من 10 آلاف شخص شكل انطلاقة لحملة الاحتجاجات، فألقي عليه القبض بسببها واعتقل لفترة وجيزة في سجن ساحة مارشال. بتزايد الاحتجاجات، نما عدد المنتسبين لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي من 20,000 إلى 100,000، وردت الحكومة على الاحتجاجات بالاعتقالات الجماعية وإصدار قانون السلامة العامة في 1953 للسماح بتطبيق الأحكام العرفية. في مايو، حظرت السلطات على رئيس ANU في ترانسفال، السيد .. ماركس (J. B. Marks) الظهور العلني ؛ فلما أحس بعدم قدرته على الحفاظ على موقفه، أوصى بمانديلا خليفة له. انتخب مانديلا رئيسا إقليميا في أكتوبر، رغم معارضة مجموعة «ultra-Africanist Bafabegiya» لترشيحه. في 30 يوليو 1952، اعتقل مانديلا تحت عنوان قانون قمع الشيوعية ووقف أمام المحاكمة رفقة 21 متهما - ومن بينها موروكا، سيسولو ودادو - في جوهانسبرغ. حكم عليهم بتهمة «الشيوعية النظامية» بعقوبة «الأشغال الشاقة لتسعة أشهر» معلقة لمدة عامين. في ديسمبر، حظر على مانديلا، لمدة ستة أشهر، حضور الاجتماعات أو التحدث مع أكثر من شخص في وقت واحد، مما يجعل رئاسته ANU في ترانسفال غير عملية. وتلاشت حملة الاحتجاجات. في سبتمبر 1953، قرأ أندرو كونين خطابا لمانديلا بعنوان «لا طريق سهل إلى الحرية » في تجمع للمؤتمر الوطني الأفريقي بترانسفال. اقتبس العنوان من زعيم الاستقلال الهندي جواهر لال نهرو، والذي أثر في فكر مانديلا. قاد الخطاب لخطة طوارئ في حال حظر المؤتمر الوطني الأفريقي. خطة «مانديلا» هذه، أو M-Plan، تضمنت تقسيم المنظمة إلى خلايا بقيادة أكثر مركزية. حصل مانديلا على عمل كمحام في شركة «Terblanche and Briggish»، قبل أن ينتقل إلى «هلمان وميشال» ذات النهج الليبرالي، كما اجتاز الامتحانات المؤهلة ليصبح مدعيا عاما. في شهر أغسطس من عام 1953، افتتح مانديلا وأوليفر تامبو شركتهم الخاصة للمحاماة «مانديلا وتامبو»، ونشطت في وسط مدينة جوهانسبرغ. كانت الشركة الوحيدة في مجال القانون التي يديرها الأفارقة في البلاد، واشتهرت بين السود المظلومين، وغالبا ما تعاملت مع قضايا وحشية الشرطة. لم تعجب هذه الشركة السلطات، واضطرت شركة إلى الانتقال لمكان بعيد بموجب قانون مناطق المجموعات ؛ ونتيجة لذلك انخفض عدد زبائنها. رغم أن مانديلا قد رزق بابنة الثانية، مكازيوي فوميا (Makaziwe Phumia)، في مايو 1954، إلا أن علاقته مع إيفلين صارت متوترة، واتهمته بارتكاب الزنا. مشيرة إلى علاقات مع ليليان نغويي (عضوة في حزب المؤتمر الأفريقي) وأخرى مع السكرتيرة روث مومباتي ؛ ادعاءات مستمرة ولكن غير مثبتة تتحدث عن ميلاد طفل لمنديلا من هذه العلاقات. مشمئزة من سلوك ابنها، عادت والدته Nosekeni إلى ترانسكاي، في حين انضمت إيفلين «شهود يهوه» ورفضت هوس مانديلا بالسياسة. وصل مانديلا إلى تصور حول حزب المؤتمر الوطني الأفريقي يقضي بأنه «لا بديل عن مقاومة مسلحة وعنيفة» بعد أن شارك في الاحتجاج الفاشل لمنع هدم ضاحية السود في صوفياتاون جوهانسبرغ في فبراير 1955. أشار على سيسولو بطلب الأسلحة من جمهورية الصين الشعبية، ولكن الحكومة الصينية اعتقدت بأن الحركة غير مستعدة لخوض حرب عصابات ضد نظام الفصل العنصري. بمشاركة من مجلس جنوب أفريقيا الهندي، ومجلس الملونين ومؤتمر جنوب أفريقيا لنقابات العمال وكونغرس الديمقراطيين، حضر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لمؤتمر الشعب، داعيا جميع مواطني جنوب أفريقيا لإرسال مقترحات لمرحلة لحقبة ما بعد الفصل العنصري. واستنادا إلى الردود، وضع روستي بيرنشتاين مسودة ميثاق الحرية، لدعوة إلى إنشاء دولة ديمقراطية غير عنصرية مع تأميم الصناعات الرئيسية. وعندما اعتمد الميثاق في المؤتمر يونيو 1955 في بكليبتاون بحضور 3000 مفوض، اقتحمت الشرطة مكان الحدث، ورغم ذلك بقي جزءا مهما من أيديولوجية مانديلا. بعد نهاية الحظر الثاني في أيلول 1955، ذهب مانديلا في يوم عطلة العمل إلى ترانسكاي لمناقشة الآثار المترتبة عن قانون سلطات بانتو 1951 مع زعماء القبائل المحلية. واغتنم الفرصة لزيارة والدته أيضا وNoengland قبل العودة إلى كيب تاون. في مارس 1956، تلقى إعلانا بحظر ثالث خص الظهور العام، حيث تم حصره على جوهانسبرغ لمدة خمس سنوات، ولكنه كان يتحداه في أحيان عدة. تحطم زواجه عندما أقدمت إيفلين على مغادرة البيت مع أبنائهم للعيش مع شقيقها. وشرعت في إجراءات الطلاق في مايو 1956، مدعية أن مانديلا كان يسيء لها جسديا، الأمر الذي نفاه مانديلا، واشتد الصراع بينهم حول حضانة الأطفال. سحبت إيفلين عريضة الانفصال في نوفمبر، ولكن مانديلا واصل إجراءات الطلاق في يناير من عام 1958، والتي انتهت بالطلاق في مارس مع عودة حضانة الأطفال لأمهم إيفلين. أثناء إجراءات الطلاق، نشأت علاقة بينه وبين الأخصائية الاجتماعية، ويني ماديكيزيلا، وتزوجا في 14 يونيو 1958 في بيزانا. وأصبحت ويني، في وقت لاحق، مشاركة في أنشطة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وقضت عدة أسابيع في السجن. في 5 ديسمبر 1956، اعتقل مانديلا إلى جانب معظم المجلس التنفيذي لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بتهمة «الخيانة العظمى» للدولة. احتجز في سجن جوهانسبرغ وسط احتجاجات واسعة، وخضع للتحقيق الابتدائي في Drill Hall في 19 ديسمبر، قبل تحديد مدة سجنه. بدأ طعن الدفاع في 9 يناير 1957، وأشرف عليه محامي الدفاع فيرنون بيرنجيه، واستمرت القضية حتى توقفت في سبتمبر. في يناير 1958، عين القاضي أوزوالد بيرو لترأس القضية، وفي فبراير استبعد القاضي أن يكون هناك «سبب كاف» لدفاع المتهمين يسمح باللجوء إلى المحكمة العليا بترانسفال. بدأت المحاكمة بالخيانة رسميا في بريتوريا في أغسطس 1958، بعد أن لبي طلب المتهمين بتعويض القضاة الثلاثة، المرتبطين كلهم بالحزب الوطني الحاكم. في أغسطس، أسقطت تهمة واحدة، وفي أكتوبر سحبت النيابة لائحة الاتهام، لتقدمها بصيغة معدلة في نوفمبر متهمة جميع قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بالخيانة العظمى بحجة دعوتهم لثورة عنيفة، الأمر الذي أنكره المتهمون. في أبريل 1959، قامت مجموعة من الأفارقة، غير الراضين عن نهج الجبهة المتحدة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بتأسيس «مؤتمر كل الأفارقة» . وانتخب صديق مانديلا Robert Sobukwe رئيسا، في حين كان مانديلا يعتقد أن المجموعة «غير ناضجة» خاض الطرفان حملة ضد تراخيص المرور في مايو 1960، أحرق الأفارقة خلالها تراخيص مرورهم التي كانوا مضطرين لحملها قانونا. وشهدت إحدى المظاهرات التي نظمها PAC إطلاق الشرطة للنار، ما أسفر عن مقتل 69 متظاهرا في مذبحة شاربفيل. تضامنا، أحرق مانديلا علنا تراخيص مروره، كما اندلعت أعمال شغب في جميع أنحاء جنوب أفريقيا، مما أدى بالحكومة لإعلان الأحكام العرفية. في ظل التدابير الطارئة، اعتقل مانديلا وغيره من الناشطين في 30 مارس، وسجنوا بدون توجيه اتهام في ظروف غير صحية بسجن بريتوريا المحلي، في حين أن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي PAC حظرا في أبريل. وهذا شكل صعوبة للمحامين في الوصول إليهم، واتفق على أن فريق الدفاع في محاكمة الخيانة سينسحب احتجاجا. فمثل المعتقلون أنفسهم أمام المحكمة، وما لبثوا أن أفرج عنهم من السجن عند رفع حالة الطوارئ في أواخر أغسطس. استخدم مانديلا وقت فراغه في تنظيم «الكل في المؤتمر الأفريقي» بالقرب من بيترماريتزبرج، ناتال، في مارس، حضره 1400 مفوضا من جميع الجماعات المناهضة للفصل العنصري، واتفقوا على «البقاء في بيوتهم» كعلامة احتجاج في يوم 31 مايو، وهو اليوم الذي أصبحت فيه جنوب أفريقيا جمهورية. في 29 مارس 1961، وبعد محاكمة دامت ست سنوات، نطق القضاة بحكم البراءة، ما شكل إحراجا للحكومة. سافر مانديلا في البلاد متخفيا ومتنكرا كسائق، لتنظيم وهيكلة خلية جديدة لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي والإعداد لإضراب «البقاء في البيت» الشامل طوال يوم 29 مايو. والمشار إليها "Black Pimpernel" في الصحافة - في إشارة إلى رواية Emma Orczy عام 1905 The Scarlet Pimpernel - في حين أصدرت الشرطة مذكرة لاعتقاله عقدت لقاءات سرية لمانديلا مع الصحفيين، وبعد فشل الحكومة في تفادي الإضراب، حذرهم من أن العديد من النشطاء المناهضين للفصل العنصري سيلجؤون قريبا للعنف من خلال جماعات مثل Poqo التابعة PAC. كان يعتقد أنه على حزب المؤتمر تشكيل جماعة مسلحة لتتحكم في توجيه بعض هذا العنف، مقنعا كلا من زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي ألبرت وثولي - الذي كان أخلاقيا معارضا للعنف - ومجموعات من الحلفاء الناشطين لضرورته مستوحاة من حركة 26 يوليو التي قادها فيدل كاسترو وأشعلت الثورة الكوبية، شارك مانديلا في تأسيس «اومكونتو وي سيزوي» («رمح الأمة»، يختصر MK) مع سيسولو والشيوعي جو سلوفو في عام 1961. وأصبح مانديلا رئيسا لجماعة مسلحة، وأفاده ما كتبه كل من ماو تسي تونغ وتشي غيفارا عن «حرب العصابات». رسميا، المجموعة منفصلة عن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لكنها أصبحت في السنوات اللاحقة جناحه العسكري. كان أغلب أعضاء MK الأوائل من الشيوعيين البيض. وبعد اختبائه في شقة الشيوعي Wolfie Kodesh في بيريا، انتقل مانديلا إلى مزرعة مملوكة لشيوعي بيليسليف في ريفونيا، وانضم إليه هناك Raymond Mhlaba، سلوفو وبيرنشتاين الذين وضعوا دستور MK تعتمد هيكلية المنظمة على الخلايا، وتؤيد أعمال التخريب لممارسة أقصى قدر من الضغط على الحكومة بأقل عدد من الضحايا، كقصف المنشآت العسكرية ومحطات الطاقة وخطوط النقل والهاتف، ليلا وعند غياب المدنيين. وأشار مانديلا إلى أن أطروحة التكتيكات قد تفشل، وقد يلجأ MK إلى «حرب العصابات والإرهاب». بعد منح زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لوثولي جائزة نوبل للسلام، أعلنت منظمة MK عن وجودها على الملأ 57 تفجيرا في «يوم دينغن» (16 ديسمبر) عام 1961، وتلتها المزيد من الهجمات في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة. وافق حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على إرسال مانديلا، في فبراير 1962، مندوبا إلى اجتماع «حركة الحرية الأفريقية في شرق ووسط وجنوب أفريقيا» (Pan-African Freedom Movement for East, Central and Southern Africa : PAFMECSA) في أديس أبابا، إثيوبيا. بالطبع سافر متخفيا، والتقى مانديلا بالإمبراطور هيلا سيلاسي الأول، وألقى كلمته بعد كلمة سيلاسي في المؤتمر. بعد المؤتمر، سافر إلى القاهرة حيث أعجب بالإصلاحات السياسية للرئيس جمال عبد الناصر، ثم ذهب إلى مدينة تونس، حيث التقى بالرئيس الحبيب بورقيبة وتسلم منه 5,000 جنيه استرليني للأسلحة. انتقل بعدها إلى المغرب ومالي وغينيا وسيراليون وليبيريا والسنغال، وتلقى أموالا من الرئيس الليبيري وليام توبمان والرئيس الغيني أحمد سيكو توري. سافر بعدها إلى لندن (إنجلترا)، حيث التقى بنشطاء مناهضين للفصل العنصري، وصحفيين وسياسيين يساريين بارزين. عاد إلى إثيوبيا، وبدأ دورة تدريبية لمدة ستة أشهر حول حرب العصابات، ولكنه استدعي بعد شهرين فقط إلى جنوب أفريقيا. في 5 أغسطس 1962، اعتقلت الشرطة مانديلا مع سيسيل ويليامز بالقرب من هويك. وسجن في سجن مارشال سكوار بجوهانسبرغ، وجهت له تهم التحريض على الإضرابات العمالية ومغادرة البلاد بدون إذن. مثل مانديلا نفسه بنفسه واتخذ سلوفو كمستشار قانوني، وسعى لاستخدام المحاكمة كعرض «لنضال حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الأخلاقي ضد العنصرية»، في حين تظاهر أنصاره خارج المحكمة. نقل مانديلا إلى بريتوريا، حيث يمكن لويني زيارته، وفي زنزانته بدأ في دراسة بالمراسلات للتحضير لليسانس الحقوق (بكالوريوس في القانون) من جامعة لندن. بدأت جلسة الاستماع في 15 أكتوبر، وقد أحدث فيها مانديلا إضرابات بسبب ارتداءه لل «كروس التقليدي» ورفضه استدعاء أي شهود، وتحويل مرافعته إلى خطاب سياسي. اعتبرت المحكمة مانديلا مذنبا، وحكمت عليه بالسجن لخمس سنوات، وعند مغادرته لقاعة المحكمة، أنشد أنصاره أغنية «Nkosi Sikelel iAfrika». في 11 يوليو 1963، داهمت الشرطة مزرعة يليسليف واعتقلت من وجدتهم هناك، واكتشفت أوراقا توثق أنشطة MK، والتي ذكرت بعضها مانديلا. بدأت لاحقا «محاكمة ريفونيا» في المحكمة العليا في بريتوريا في 9 أكتوبر، واتهم مانديلا ورفاقه بأربع تهم بالتخريب والتآمر للإطاحة بالحكومة باستعمال العنف. كان بيرسي يوتار هو كبير ممثلي الادعاء، والذي طالب بتوقيع عقوبة الإعدام بالمتهمين. أسقط القاضي Quartus de Wet سريعا ملف الاتهامات لعدم كفاية الأدلة، لكن يوتار إعادة صياغة التهم، وقدم القضية مجددا ما بين ديسمبر وفبراير 1964، داعيا 173 شاهدا ومقدما الآلاف من الوثائق والصور إلى المحاكمة. باستثناء جيمس كانتور الذي برئ من جميع التهم، اعترف مانديلا والمتهمون الآخرون بتهمة التخريب ولكنهم نفوا أي موافقة على إشعال حرب عصابات ضد الحكومة. واستخدموا المحاكمة لتسليط الضوء على قضيتهم السياسية، إحدى خطب مانديلا - المستوحاة من خطاب كاسترو «التاريخ سيغفر لي» - تناقلتها على نطاق واسع التقارير الصحافية على الرغم من الرقابة الرسمية. جلبت المحاكمة الاهتمام الدولي، مع دعوات دولية لإطلاق سراح المتهمين صدرت من مؤسسات مثل الأمم المتحدة ومجلس السلم العالمي. صوتت جامعة اتحاد لندن على مانديلا رئيسا لها، ونظمت وقفات احتجاجية ليلية أمام كاتدرائية سانت بول في لندن. ومع ذلك، تجاهلت حكومة جنوب أفريقيا جميع طلبات الرأفة، معتبرة بأن المتهمين هم محرضين شيوعين عنيفين. وفي 12 يونيو 1964، اعتبر القاضي دي ويت كل من مانديلا واثنين من المتهمين مذنبين في التهم الأربع، وحكم عليهم بالسجن مدى الحياة بدلا من الإعدام. نقل مانديلا وزملائه المتهمون من بريتوريا إلى سجن في جزيرة روبن آيلاند، حيث بقوا هناك لمدة 18 سنة. معزولا عن السجناء غير سياسيين في القسم B، سجن مانديلا في زنزانة رطبة بمقاس 8 أقدام في 7 أقدام، بها حصيرة من القش للنوم عليها. لم يسلم من المضايقات الجسدية واللفظية من العديد من حراس السجن البيض، وكان سجناء محاكمة ريفونيا يقضون يومهم في كسر الصخور في المحاجر، حتى نقل في يناير 1965 إلى العمل في محجر الجير. في البداية، منع على مانديلا على ارتداء النظارات، ما تسبب في أضرار دائمة في بصره بسبب الجير. في الليل، كان يحضر لشهادة ليسانس الحقوق، ومنعت عنه الصحف، وكان حبس انفراديا في عدة مناسبات لحيازته قصاصات أخبار مهربة. بعد تصنيفه كسجين بأدنى درجة مراقبة (الدرجة D)، سمح له بزيارة واحدة ورسالة واحدة كل ستة أشهر، في ظل رقابة صارمة على كل بريده. شارك السجناء السياسيون في الإضرابات عن العمل وعن الطعام - والتي اعتبرها مانديلا لاحقا بغير الفعالة إلى حد كبير - لتحسين أوضاع السجون، ونظر إليها كصورة مصغرة من النضال ضد الفصل العنصري انتخبه سجناء حزب المؤتمر عضوا في «الجهاز العالي» جنبا إلى جنب مع سيسولو، غوفان مبيكي وريمون مهلابا، وشارك في مجموعة تمثل جميع السجناء السياسيين في جزيرة أولوندي، سمحت له بتوطيد صلاته مع PAC وأعضاء نادي «يو تشي تشان». أنشأ «جامعة جزيرة روبن»، حيث حاضر السجناء كل حسب خبرته وتخصصه، وتناقش مع رفاقه في مواضيع مثل : الشذوذ الجنسي والسياسة، أدخلتهم في محاججة شرسة مع الماركسيين مثل مبيكي وهاري جوالا رغم مسيحيته وحضوره لقداس الأحد، إلا أن مانديلا درس الإسلام. ودرس اللغة الأفريكانية أيضا، رغبة منه في بناء احترام متبادل مع السجانين وكسبهم في صالح قضيته. زار مسؤولون رسميون مانديلا، وكان أهمهم ممثلة الجناح البرلماني الليبرالي هيلين سوزمان من الحزب التقدمي، والتي دافعت عن قضية مانديلا خارج السجن. وفي سبتمبر 1970 التقى النائب البريطاني دنيس هيلي من حزب العمال. وزاره وزير العدل لجنوب أفريقيا جيمي كروجر في ديسمبر 1974، ولكنه لم يتوافق مع مانديلا. زارته والدته في عام 1968، قبل وفاتها بفترة وجيزة، وابنه البكر ثيمبي الذي توفي في حادث سيارة في العام التالي. ومنع مانديلا من حضور جنازتهما لم تكن زوجته قادرة على زيارته إلا نادرا، لتكرار سجنها بسبب نشاطها السياسي، في حين زارته بناته للمرة الأولى في ديسمبر 1975، خرجت ويني من السجن في عام 1977 ولكنها خضعت لإقامة جبرية في براندفورت، فلم تقدر على زيارته. بداية من سنة 1967، بدأت تتحسن ظروف السجن، فأعطي السجناء السود سراويل بدلا عن تبابين، وسمح بالألعاب، وتحسنت جودة الأغذية. في عام 1969، دبر بروس غوردون خطة لفرار مانديلا، قبل أن يتم التخلي عنها نتيجة لاختراق عميل من مكتب جنوب أفريقيا للأمن الدولة (South African Bureau of State Security - BOSS) كان يأمل في أن يطلق النار على مانديلا في حال هروبه. في عام 1970، أصبح القائد Piet Badenhost الضابط الأمر. وقرر مانديلا، لما شهد زيادة في الإيذاء البدني والنفسي للسجناء، المطالبة بزيارة القضاة، ما أدى إلى نقلBadenost. عوضه القائد ويلي ويليمس، وسعى هذا الأخير إلى تطوير علاقة تعاونية مع مانديلا وكان حريصا على تحسين معايير السجون. بحلول عام 1975، أصبح مانديلا ضمن الفئة (A) من السجناء، فسمح له بعدد أكبر من الزيارات والرسائل. وتراسل مع نشطاء مناهضين للفصل العنصري مثل مانغوسوتو بوثيليزي وديزموند توتو في ذات العام، بدأ كتابة سيرته الذاتية، والتي كانت تهرب إلى لندن، من دون نشرها، واكتشفت سلطات السجن عدة صفحات، فأوقفت الامتيازات الدراسية لمانديلا لمدة أربع سنوات. ما دفعه إلى تكريس وقت فراغه في زراعة الحدائق وقراءة ما يصل إليه، حتى استأنف دراسته للحقوق في عام 1980. وبحلول أواخر ستينيات القرن الماضي، كانت شهرة مانديلا قد حجبتها شعبية ستيف بيكو وحركة الوعي السود (Black Consciousness Movement :BCM). هذه الحركة، التي كانت تنظر إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأنه غير فعال، دعت إلى تحرك المناضلين، ولكن في أعقاب انتفاضة سويتو عام 1976، سجن الكثير من نشطاء BCM في جزيرة روبن. حاول مانديلا بناء علاقة مع هؤلاء الشبان المتطرفين، ولكنه كان منتقدا لعنصريتهم وازدرائهم للنشطاء البيض المناهضين للفصل العنصري. تجدد الاهتمام الدولي في بمحنته في يوليو عام 1978 عندما احتفل بعيد ميلاده الستين. وحصل على دكتوراه فخرية في ليسوتو، وجائزة جواهر لال نهرو للتفاهم الدولي في الهند في عام 1979 وجائزة الحرية لمدينة غلاسكو أسكتلندية في عام 1981. في مارس 1980، رفع الصحفي Percy Qoboza شعار «الحرية لمانديلا»، ما أثار حملة دولية دفعت مجلس الأمن الدولي إلى الدعوة لإطلاق سراحه. على الرغم من تزايد الضغوط الخارجية، رفضت الحكومة الرضوخ مستندة على قوة تحالفاتها الخارجية، في ظل الحرب الباردة، بالرئيس الأمريكي رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر، وكانت تاتشر تنظر لمانديلا على أنه شيوعي وإرهابي وأيدت إزالة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي. في أبريل 1982، نقل مانديلا إلى سجن بولسمور (Pollsmoor) في توكاي، كيب تاون مع كبار قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والتر سيسولو وأندرو ملانجني وأحمد كاثرادا وريمون مهلابا ؛ وأعربوا عن اعتقادهم بأن الهدف من عزلهم هو القضاء على تأثيرهم في النشطاء الأصغر سنا. كانت الأوضاع في بولسمور أفضل مما كانت عليه في جزيرة روبن، إلا أن مانديلا افتقد الصداقة وأجواء الجزيرة. وجود العلاقات الجيدة مع الضابط الأمر ببولسمور، العميد مونرو، سمح لمانديلا بإنشاء حديقة على السطح، والقراءة بنهم والتراسل على نطاق واسع، فسمح له الآن 52 رسالة في السنة. عين رئيسا للجبهة الديمقراطية المتحدة متعددة الأعراق (multi-racial United Democratic Front - UDF)، والتي تأسست لمحاربة الإصلاحات التي أقدم عليها رئيس جنوب أفريقيا الأسبق بوتا (P.W. Botha). وكانت حكومة بوتا من الحزب الوطني قد سمحت للمواطنين الملونين والهنود بانتخاب برلماناتهم التي سيكون لها السيطرة على التعليم والصحة والإسكان، ولكن الأفارقة السود استبعدوا من هذا النظام، فرأى فيه مانديلا وكذا جبهة UDF على أنه محاولة لتقسيم الحركة المناهضة للفصل العنصري على أسس عرقية. تصاعدت أعمال العنف في أنحاء البلاد، وازدادت المخاوف من حرب أهلية. وتحت ضغط من اللوبي الدولي، توقفت البنوك متعددة الجنسيات عن الاستثمار في جنوب أفريقيا، مما أدى إلى ركود اقتصادي. طالب العديد من البنوك وتاتشر من بوتا باطلاق سراح مانديلا - المشهور عالميا - لنزع فتيل الوضع المتفجر رغم اعتباره لمانديلا بأنه ماركسي متشدد وخطر، إلا أن بوتا عرض عليه في فبراير 1985 الإفراج من السجن بشرط «التخلي عن العنف كسلاح سياسي دون قيد». رفض مانديلا العرض، وأصدر بيانا عبر ابنته زندزي افتتحه بقوله «ما الحرية المعروضة عليا في حين أن منظمة الشعب لا تزال محظورة؟ فقط الأحرار يمكنهم التفاوض. سوى الرجال الأحرار. لا يمكن للسجين أن يتدخل في عقود.» في عام 1985، خضع مانديلا لعملية جراحية لمعالجة تضخم غدة البروستات، قبل زنزانة انفرادية في الطابق الأرضي. التقى «سبعة أشخاص بارزين»، أفراد وفد دولي للتفاوض للوصول إلى تسوية، ولكن حكومة نظام بوتا رفضت التعاون، وفي يونيو أعلنت حالة الطوارئ ودفعت بالشرطة لفض الاضطرابات. عادت الحركة المناهضة للفصل العنصري للمقاومة والكفاح، فشن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي 231 هجمة في عام 1986 235 هجمة في عام 1987. استعمل الجيش والفرق شبه العسكرية اليمينية لمحاربة المقاومة، ومولت الحكومة سرا حركة الزولو انكاثا القومية لمهاجمة أعضاء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، لتزيد وتيرة العنف. طلب مانديلا التحادث مع بوتا ولكن طلبه رفض، وبدلا من ذلك اجتمع سرا بوزير العدل Kobie Coetsee في عام 1987، تلتها 11 جلسة على مدى ثلاث سنوات. رتب Coetsee لمفاوضات بين مانديلا وفريق من أربعة رموز للحكومة ابتداءا من شهر مايو عام 1988. ووافق الفريق على إطلاق سراح السجناء السياسيين وإضفاء الشرعية على حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بشرط نبذهم للعنف بشكل دائم وكسر الروابط مع الحزب الشيوعي وعدم الإصرار على حكم الأغلبية. رفض مانديلا الشروط، وأصر بأن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي سينهي الكفاح المسلح عندما تتخلى الحكومة العنف. جذبت مناسبة عيد ميلاد مانديلا 70 في يوليو 1988 الاهتمام الدولي، فنظمت هيئة الإذاعة البريطانية احتفالا موسيقيا بعيد ميلاد نيلسون مانديلا ال 70 في استاد ويمبلي بلندن. وقدم عالميا كشخصية بطلة، واجه مشاكل عائلية عندما علم من قادة حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بأن زوجته ويني تترأس عصابة إجرامية، كان «نادي مانديلا لكرة القدم» المسؤول عن تعذيب وقتل المعارضين - بما في ذلك الأطفال - في سويتو. وعلى الرغم من تشجيع البعض له بتطليقها، إلا انه قرر البقاء وفيا إلى غاية إدانتها من المحاكمة. تعافى من مرض السل الذي أصيب به جراء الشروط الصحية المتدهورة لزنزانته، في ديسمبر 1988، نقل مانديلا إلى سجن فيكتور فيرستر بالقرب من بارل. هناك، وجد راحة نسبية في منزل الحراس مع طباخ شخصي، واستغل الوقت للتحضير لشهادة ليسانس الحقوق. سمح للكثير بزيارته، أجرى مانديلا من خلالها اتصالات سرية مع زعيم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي المنفي أوليفر تامبو. في عام 1989، عانى بوتا من جلطة دماغية، فتنحى عن زعامة الحزب الوطني لصالح المحافظ .. دي كليرك، واستبقى رئاسة الدولة. في خطوة مفاجئة، دعا بوتا مانديلا إلى جلسة شاي في يوليو عام 1989، اعتبر مانديلا الدعوة برائعة. بعد ستة أسابيع انتقلت رئاسة الدولة من بوتا إلى دي كليرك. اعتقد الرئيس الجديد بأن نظام الفصل العنصري غير قابل للاستمرار، فأطلق سراح جميع سجناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي دون قيد أو شرط باستثناء مانديلا. بعد سقوط جدار برلين في نوفمبر 1989، دعا دي كليرك مكتبه للاجتماع ومناقشة تقنين حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وتحرير مانديلا. كان البعض معارضين بشدة لخططه، التقى دي كليرك مع مانديلا في ديسمبر لمناقشة الوضع، اللقاء اعتبره الطرفان بالودي، قبل الإفراج عن مانديلا دون قيد أو شرط وإضفاء الشرعية على كل الأحزاب السياسية المحظورة سابقا في 2 فبراير 1990. ترك مانديلا سجن فيكتور فيرستر في 11 فبراير، وقابل الحشود التي اجتمعت والصحافة وهو ممسك بيد زوجته ويني، وقد بث الحدث على الهواء مباشرة إلى جميع أنحاء العالم انتقل إلى مقر بلدية كيب تاون وسط الحشود، حيث ألقى خطابا أعلن فيه عن التزامه بالسلام والمصالحة مع الأقلية البيضاء، كما أوضح أن الكفاح المسلح لحزب مؤتمر الوطني الأفريقي لم ينته بعد، وأنه سيستمر «كإجراء دفاعي بحت ضد عنف نظام الفصل العنصري». وأعرب عن أمله أن توافق الحكومة على المفاوضات، بحيث «لا تكون هناك أي ضرورة للكفاح المسلح»، وأصر على أن تركيزه الأساسي هو إحلال السلام لغالبية السود وإعطاؤهم الحق في التصويت في الانتخابات الوطنية والمحلية. في الأيام التالية، مكث في منزل ديزموند توتو، حيث التقى مانديلا بالأصدقاء والناشطين والصحافة. وألقى خطابا على 100,000 شخص في ملعب سوكر سيتي بجوهانسبرغ. شرع مانديلا في جولة أفريقية، التقى خلالها مشجعين وسياسيين في زامبيا وزيمبابوي وناميبيا وليبيا والجزائر، ثم انتقل إلى السويد حيث التقى بتامبو، وفي لندن، ظهر في حفل «نيلسون مانديلا : منبر دولي من أجل الحرية في جنوب أفريقيا» في استاد ويمبلي. شجع مانديلا الدول الأجنبية على دعم فرض عقوبات ضد حكومة الفصل العنصري. في فرنسا، استقبله الرئيس فرانسوا ميتران، وفي الفاتيكان البابا يوحنا بولس الثاني، والتقى في إنجلترا بمارغريت ثاتشر. حظي في الولايات المتحدة، باستقبال الرئيس جورج بوش الأب وألقى خطابا في مجلسي النواب والشيوخ وزار ثمان مدن أمريكية، وكان مانديلا يتمتع بشعبية خاصة بين الأميركيين من أصول أفريقية. في كوبا، التقى بالرئيس فيدل كاسترو، الذي كان قدوته لفترة طويلة، وجمعت بين الاثنين صداقة. في آسيا، قابل الرئيس . فينكاتارامان في الهند، والرئيس سوهارتو في إندونيسيا ورئيس الوزراء مهاتير محمد في ماليزيا، قبل زيارة أستراليا واليابان، والملاحظ أنه لم يقم بزيارة الاتحاد السوفياتي، الذي أيد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لفترة طويلة. في مايو 1990، قاد مانديلا وفدا متعدد الأعراق من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مفاوضات أولية مع وفد حكومي من 11 رجلا أفريكاني. أثار مانديلا إعجابهم عندما تحدث عن تاريخ الأفريكانية، توصلت المفاوضات إلى مرحلة دقيقة “شور غروت”، حيث قررت خلالها الحكومة رفع حالة الطوارئ. في أغسطس، عرض مانديلا - وهو مدرك لضرر العمل العسكري على حزب المؤتمر - وقفا لإطلاق النار. العرض جوبه بانتقادات واسعة من نشطاء MK. ما دفع بمانديلا لقضاء الكثير من الوقت في محاولة لتوحيد وبناء حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ولدى ظهوره في مؤتمر جوهانسبرغ في ديسمبر والذي حضره 1600 مندوبا، وجده الكثير منهم أكثر اعتدالا مما كان متوقعا. في يوليو 1991، أثناء المؤتمر الوطني للحزب في ديربان، اعترف مانديلا بأخطاء الحزب وأعلن عن هدفه في بناء «فريق مهام قوي ومؤهل» لتأمين حكم الأغلبية. في المؤتمر، انتخب مانديلا رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، ليحل محل تامبو المريض، كما تم انتخاب 50 عضوا تنفيذيا من أعراق وأجناس متعددة. صار لمانديلا مكتب في المقر الجديد لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في شل هاوس، وسط جوهانسبرغ، في الوقت الذي انتقل مع ويني إلى منزلها الواسع بسويتو. توترت حياته الزوجية بشكل متزايد كلما ازداد دراية بعلاقة ويني بقضية «دالي مبوفو»، ولكنه وقف إلى جانبها طيلة فترة محاكمتها بتهم الخطف والاعتداء. حصل على تمويل للدفاع عنها من «الصندوق الدولي للدفاع والمعونة في جنوب أفريقيا» ومن الزعيم الليبي معمر القذافي. ولكنها أدينت في يونيو 1991 وحكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات، خفضت إلى اثنتين بعد الاستئناف. في 13 أبريل 1992، أعلن مانديلا على الملأ انفصاله عن ويني، في حين اضطرها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي إلى التنحي من التنفيذي الوطني لاختلاس أموال حزب المؤتمر، وانتقلت مانديلا إلى ضاحية جوهانسبرغ ذات الغالبية البيضاء من هوتون لحقت أضرار بسمعة مانديلا بتزايد العنف بين السود، وخاصة بين حزب المؤتمر وأنصار انكاثا في كوازولو ناتال، سقط ضحيتها آلاف الموتى. التقى مانديلا بزعيم قبيلة بوتليزي، في حين منع حزب المؤتمر المزيد من المفاوضات بشأن هذه المسألة. اعترف مانديلا بوجود «قوة ثالثة» في أجهزة استخبارات الدولة تعمل على تأجيج «ذبح الشعب» وألقى باللوم صراحة على دي كليرك - الذي بدأ يفقد الثقة به بشكل متزايد - في مجزرة. Sebokeng في سبتمبر 1991، عقد مؤتمر للسلام الوطني في جوهانسبرغ وقع خلاله كل من مانديلا وبوثيليزي ودي كليرك على اتفاق سلام، ورغم ذلك استمر العنف. بدأت مباحثات كوديسا أو «اتفاقية إرساء الديمقراطية في جنوب أفريقيا (The Convention for a Democratic South Africa : CODESA)» في ديسمبر 1991 بمركز جوهانسبرغ التجارة العالمية، وحضره 228 مندوبا من 19 حزبا سياسيا. وترأس سيريل رامافوزا وفد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وبقي مانديلا شخصية رئيسية، وبعد أن استخدم دي كليرك كلمته الختامية لإدانة العنف من جانب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، جاء دور مانديلا في الكلمة ليندد بدي كليرك «رئيس لنظام الأقلية التي فقدت مصداقيتها وشرعيتها». هيمن الحزب الوطني وحزب المؤتمر الوطني على المفاوضات التي حققت بعض التقدم. CODESA 2 عقدت الجولة الثانية من المفاوضات في مايو 1992، وفيها أصر دي كليرك على أن مرحلة ما بعد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا يجب أن تستخدم نظاما اتحاديا برئاسة دورية لضمان حماية الأقليات العرقية؛ اعترض مانديلا على هذا الأمر، مطالبا بنظام موحد حكم فيه للأغلبية في أعقاب مذبحة بوباتونج التي ذهب ضحيتها نشطاء من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي على يد نشطاء انكاثا بمساعدة الحكومة، دعا مانديلا لإيقاف المفاوضات، قبل حضور اجتماع لمنظمة الوحدة الأفريقية في السنغال، وطلب فيه بعقد دورة استثنائية لمجلس الأمن للأمم المتحدة، واقترح نشر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب أفريقيا لمنع «إرهاب الدولة». رد الأمم المتحدة جاء في وقت لاحق بإرسال المبعوث الخاص سايروس فانس إلى جنوب أفريقيا للمساعدة في المفاوضات. بدعوة لعمل محلي، نظم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أكبر إضراب في تاريخ جنوب أفريقيا في أغسطس، في حين سار الأنصار في بريتوريا. في أعقاب مذبحة بيشو، التي قتل فيها 28 من أنصار حزب المؤتمر الوطني الأفريقي وجندي واحد رميا بالرصاص بيد قوات الدفاع سيسكي أثناء مسيرة احتجاجية، تحقق مانديلا من أن العمل الجماعي يؤدي إلى مزيد من العنف، فاستأنف المفاوضات في سبتمبر. جاءت الموافقة بشرط أن يطلق سراح جميع السجناء السياسيين، وحظر أسلحة الزولو التقليدية وتسييج مساكن الزولو. كان الغرض من الطلبين الأخيرين منع المزيد من هجمات انكاثا، وتحت ضغوط متزايدة، وافق دي كليرك على مضض. تم الاتفاق خلال المفاوضات على إجراء انتخابات عامة متعددة الأعراق، نتج عنها حكومة ائتلافية لمدة خمس سنوات وجمعية دستورية، واستمر نفوذ الحزب الوطني. قبل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا بالحفاظ على وظائف موظفي الخدمة المدنية البيض، جلبت مثل هذه التنازلات انتقادات داخلية شرسة اتفق الثنائي على دستور انتقالي وضمان الفصل بين السلطات وإنشاء محكمة دستورية، بما في ذلك مشروع قانون للحقوق على طراز الولايات المتحدة، وأيضا تقسيم البلاد إلى تسع محافظات. كما تنازل كل من دي كليرك عن رغبته في الفيدرالية ومانديلا عن حكومة واحدة. واجهت العملية الديمقراطية تهديدا من مجموعة الجنوب أفريقيين المعنين (Concerned South Africans Group : COSAG)، وهو تحالف من أحزاب أفريكانية يمينية متطرفة وجماعات عرقية انفصالية سوداء مثل انكاثا. وفي يونيو 1993، تهجمت مجموعة تفوق العرق الأبيض الأفريكانية (white supremacist Afrikaner Weerstandsbeweging : AWB) على حظيرة مركز كمبتون للتجارة العالمية. وفي أعقاب مقتل زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي كريس هاني، نشر مانديلا خطابا للتهدئة من الأعمال الانتقامية بعد ظهوره في جنازة جماعية في سويتو لتامبو الذي مات من سكتة دماغية. في يوليو 1993، زار كل من مانديلا ودي كليرك الولايات المتحدة، والتقى كل منهما الرئيس بيل كلينتون على حدة واستلما «ميدالية الحرية». وبعد فترة قصيرة، تلقيا معا جائزة نوبل للسلام في النرويج. متأثرا برأي الزعيم الشاب لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي تابو إيمبيكي، بدأ مانديلا اجتماعا مع رجال أعمال كبار، وقلل من دعمه للتأميم، خوفا من أن ينفر الاستثمار الأجنبي الذي تحتاجه البلاد. لقي مانديلا انتقادات من أعضاء اشتراكيين في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وشجعه أعضاء الحزب الشيوعي الصيني والفيتنامي على تبني المشاريع الخاصة في المنتدى الاقتصادي العالمي في يناير عام 1992 بسويسرا. ظهر أيضا مانديلا بمظهر المدرس يقرأ أحد خطب مالكوم إكس في المشهد الأخير من فيلم مالكولم اكس عام 1992. انتخابات 27 أبريل 1994 أعد حزب المؤتمر الوطني الأفريقي حملة انتخابية فتح خلالها 100 مكاتب ووظف لهذه المهمة المستشار ستانلي غرينبرغ. قام غرينبرغ بادارة مؤسسة منتديات الشعب في جميع الأماكن التي كان يمكن لمانديلا أن يظهر فيها ويخطب في الفقراء في أنحاء الدولة واطرافها، وقد كان لمانديلا شخصية شعبية ومقامة مهمة بين السود في جنوب أفريقيا. وكانت حملة حزب المؤتمر قد قامت حول برنامج لإعادة الإعمار والتنمية لبناء مليون منزل في ضرف خمس سنوات، وإدراج التعليم المجاني الشامل وتوسيع نطاق الحصول على المياه والكهرباء. وكان شعار الحزب «حياة أفضل للجميع»، غير انه لم يوضح كيفية تمويل هذه المشاريع. وباستثناء صحيفتي «the Weekly Mail» «the New Nation»، عارضت الصحافة في جنوب أفريقيا انتخاب مانديلا خوفا من استمرار النزاع العرقي ودعمت الحزب الوطني الديمقراطي بالمقابل. كرس مانديلا الكثير من الوقت لجمع التبرعات لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي وهو يطوف أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا ساعيا ملاقاة المتبرعين الأثرياء ومن ضمنهم أنصار نظام الفصل العنصري. وحث أيضا بخفض سن الاقتراع من 18 إلى 14 سنة، لكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي رفض هذا وأصبحت هذه السياسة موضع سخرية وحين ادرك مانديلا أن COSAG كانت معنية بتقويض الانتخابات، وخاصة في أعقاب معركة Bop ومذبحة Shell House - وحوادث عنف بين AWB وانكاثا، واحدة بعد أخرى - التقى بالساسة والجنرالات الأفريكان، بما في ذلك P.W. Botha وPik Botha وفيلجون كونستان، لإقناعهم بالعمل في إطار نظام ديمقراطي، وعمل دي كليرك لاقتناع انكاثا بوثيليزي لدخول الانتخابات بدلا من شن حرب انفصالية. وبعدها ظهر دي كليرك ومانديلا كقادة للحزبين الرئيسيين، في مناظرة على التلفزيون. ورغم اعتبار دي كليرك أحسن متكلم في هذا الحدث لدى الاغلبية من المشاهدين، كان عرض مانديلا يده لمصافحته مفاجئة له، مما دفع ببعض المعلقين لاعتبار ذلك انتصارا لمانديلا. سارت مجريات الانتخابات قدما رغم بعض أحداث العنف، ومنها مثلا السيارة المفخخة التي وضعتها AWB وأودت بحياة 20 شخصا. وأدلى مانديلا بصوته في Ohlange في مدرسة ثانوية في ديربان، وعلى الرغم من أنه انتخب رئيسا، إلا أنه قبل علنا بأن الانتخابات شابتها حالات التزوير والتخريب. فاز حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا في 7 محافظات من أصل 9، وفاز الحزب الوطني بواحدة وانكاثا بالأخرى. وبنيله 62٪ من الأصوات على المستوى الوطني، اقترب حزب المؤتمر الوطني الأفريقي كثيرا من نسبة الثلثين التي تمنحه الأغلبية اللازمة لتغيير الدستور. تم تنصيب مانديلا في بريتوريا في 10 مايو 1994، وتابع المراسيم عبر نقل تلفزي مليار مشاهد حول العالم. وحضر هذا الحدث 4000 ضيف، من بينهم قادة العالم من خلفيات متباينة. كأول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، أصبح مانديلا رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية التي هيمن عليها حزب المؤتمر الوطني الأفريقي - ولم تكن له أي تجربة في الحكم - وضمت الحكومة أيضا نوابا من الحزب الوطني وانكاثا. تمشيا مع الاتفاقات السابقة، أصبح دي كليرك نائبا أولا للرئيس، في حين تم اختيار ثابو مبيكي نائبا ثانيا. وبالرغم من أن مبيكي لم يكن الاختيار الأول لهذا المنصب، إلا أن مانديلا أراده أن ينمو ليعتمد عليه كثيرا خلال فترة رئاسته، والسماح له بتنظيم تفاصيل السياسة. انتقل مانديلا إلى مكتب الرئاسة في Tuynhuys في كيب تاون، وسمح لدي كليرك بالبقاء في مقر الرئاسة بشور غروت، وبدلا من واستبروك مانور، والذي أطلق عليه اسم "Genadendal"، ويعني «وادي الرحمة» في اللغة الأفريكانية. احتفظ بمنزله في هوتون، وكان له منزل أيضا مبني في بلدته Qunu، كان يزوره بانتظام، ويتمشى في أنحاء المنطقة ويجتمع مع السكان المحليين ويحل النزاعات القبلية. في سن 76، واجه مشاكل صحية مختلفة، ورغم ذلك استمر في عرض نشاطه، كما شعر بالعزلة والوحدة. غالبا ما كان يتصل بالمشاهير : مثل مايكل جاكسون وووبي غولدبرغ وفريق سبايس جيرلز، كما صادق عدد من رجال الأعمال الأغنياء جدا، مثل هاري أوبنهايمر، وكذا ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي كانت لها زيارة دولة في مارس 1995 إلى جنوب أفريقيا، ما أدى لانتقادات قوية من أعضاء من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي مناهضين للرأسمالية. ورغم محيطه الفخم، عاش مانديلا ببساطة، وتبرع بثلث دخله السنوي المقدر 552 ألف لصندوق نيلسون مانديلا للأطفال، الذي أسسه في عام 1995. كما تحدث علنا لصالح حرية الصحافة وصادق العديد من الصحفيين، وكان مانديلا ينتقد الكثير من وسائل الإعلام في البلاد، مشيرا إلى أن أغلبيتها الساحقة يملكها ويديرها البيض من الطبقة المتوسطة واعتقد بأنها تركزت كثيرا على إثارة الذعر حول الجريمة. كان يغير ملابسه عدة مرات في اليوم، بعد تأدية مهام الرئاسة، إحدى العلامات التجارية التي كان يستخدمها مانديلا كانت قمصان باتيك، والمعروفة باسم «قمصان ماديبا»، وحتى في المناسبات الرسمية. في ديسمبر 1994، نشرت في نهاية المطاف سيرة ذاتية لمانديلا بعنوان «المسيرة الطويلة إلى الحرية». في أواخر عام 1994، حضر المؤتمر 49 للمؤتمر الوطني الأفريقي في بلومفونتين، والذي شهد انتخاب أعضاء أكثر للتنفيذية الوطنية، من بينهم ويني مانديلا، والتي أعربت عن رغبتها في التصالح، لكن نيلسون شرع في إجراءات الطلاق في شهر أغسطس 1995. بحلول عام 1995، نشأت علاقة بينه وغراسا ماشيل، الناشطة السياسية أصغر منه 27 سنة وأرملة الرئيس سامورا ماشيل. وكان قد سبق أن التقى بها لأول مرة في يوليو 1990، عندما كانت لا تزال في حداد، ونمت صداقتهما إلى شراكة، وصارت ماشيل ترافقه في العديد من زياراته الخارجية. رفضت طلب مانديلا الأول بالزواج، رغبة منها في الاحتفاظ ببعض الاستقلالية وتقسيم وقتها بين موزمبيق وجوهانسبرغ. ترأس مانديلا الانتقال من حكم الأقلية بنظام الفصل العنصري إلى الديمقراطية متعددة الثقافات، ورأى في المصالحة الوطنية بأنها المهمة الأساسية في فترة رئاسته. وبعد أن شاهد كيف تضررت الاقتصادات الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمارية برحيل النخب البيضاء، عمل مانديلا على طمأنة السكان البيض في جنوب أفريقيا بأنهم ممثلون في «أمة قوس قزح». حاول مانديلا تكوين أوسع تحالف ممكن في مكتبه، مع دي كليرك في منصب نائب أول رئيس في حين أصبح غيره من مسؤولي الحزب الوطني وزراء للزراعة والطاقة والبيئة والطاقة والمعادن، وتولى وزارة الشؤون الداخلية بوثيليزي. أما غالبية المناصب الوزارية فعادت لأعضاء من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، مثل جو موديسي وألفريد نزو وجو سلوفو وماك ماهاراج ودولا عمر وغيرهم من الرفاق القدمى وآخرين أيضا، مثل تيتو مبووني وجيف راديبي، كانوا أصغر سنا. توترت علاقة مانديلا بدي كليرك، حيث اعتبر مانديلا بأن دي كليرك يتعمد الاستفزاز، في حين شعر دي كليرك بأنه يتعرض للإذلال من قبل الرئيس. في يناير 1995، انتقده مانديلا بشدة له لمنح العفو 3,500 شرطي قبيل الانتخابات، وانتقده في وقت لاحق لدفاعه عن وزير الدفاع ماغنوس مالان عندما اتهم الأخير بالقتل. التقى مانديلا بشخصيات بارزة في نظام الفصل العنصري، بما في ذلك هندريك فيرورد أرملة Betsie Schoombie والمحامي بيرسي يوتار؛ مؤكدا صفحه ومصالحته الشخصي، وأعلن أن «الشعب الشجاع لا يخشى المسامحة، من أجل السلام». شجع السود في جنوب أفريقيا على تشجيع فريق الرجبي الوطني «سبرينغبوكس - Springboks» الذي كان يكرهه سابقا، عندما استضافت جنوب أفريقيا كأس العالم للرجبي عام 1995. وبعد فوز سبرينغبوكس في ملحمة النهائي على نيوزيلندا، قدم مانديلا الكأس لقائد الفريق فرانسوا بينار، وهو الأفريكاني، وهو يرتدي قميص لسبرينغبوك يحمل رقم 6. نظر للحدث على نطاق واسع بمثابة الخطوة الرئيسية في تحقيق المصالحة بين البيض والسود في جنوب أفريقيا، كما قال دي كليرك في وقت لاحق : «فاز مانديلا بقلوب الملايين من مشجعي فريق الرجبي البيض». خففت جهود مانديلا في المصالحة من مخاوف البيض، ووجهت أيضا الانتقادات للسود المتشددين. اتهمت ويني (طليقة منديلا) حزب المؤتمر الوطني الأفريقي بكونه أكثر اهتماما باسترضاء البيض من مساعدة السود. رغم الجدل المثار، أشرف مانديلا على تشكيل «لجنة الحقيقة والمصالحة» للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت في ظل نظام الفصل العنصري من جانب كل من الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وعين ديزموند توتو رئيسا للجنة. ومنعا لاتخاذ شهداء، منحت اللجنة عفوا فرديا لكل من يدلي بشهادته حول الجرائم التي ارتكبت في حقبة الفصل العنصري. في فبراير عام 1996، سلم ماندبلا تقريرا عن تفاصيل جلسات الاستماع التي دامت عامين حول عمليات الاغتصاب والتعذيب والتفجيرات والاغتيالات، قبل إصدار التقرير النهائي في أكتوبر 1998. ناشد كل من دي كليرك ومبيكي حذف أجزاء من التقرير، واستجيب فقط لدي كليرك. أشاد مانديلا بعمل اللجنة، مشيرا إلى أنها «ساعدتنا في الابتعاد عن الماضي والتركيز على الحاضر والمستقبل». ورثت حكومة مانديلا بلدا بتفاوت كبير في الثروة والخدمات بين مجتمعي البيض والسود. فمن 40 مليون نسمة عدد سكان البلاد، كان حوالي 23 مليون يفتقرون إلى الكهرباء أو الصرف الصحي الملائم، 12 مليون يفتقرون إلى إمدادات المياه النظيفة، و2 مليون طفل غير ملتحق بالمدارس، وثلث السكان أميون. بلغت البطالة 33٪، وأقل بقليل من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر. كانت الاحتياطيات المالية الحكومة على وشك النضوب، وخمس الميزانية الوطنية مخصصة لسداد الديون، مما يعني أن برنامج إعادة الإعمار والتنمية الموعود سيتم تقليصه، بدون أي تأميم أو مناصب شغل مقترحة. بدلا من ذلك، تبنت الحكومة سياسات اقتصادية ليبرالية تهدف إلى تشجيع الاستثمار الأجنبي، والتمسك «إجماع واشنطن» الذي ينادي به البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. تحت رئاسة مانديلا، ارتفع الإنفاق على الرعاية الاجتماعية بنسبة 13٪ في الفترة 1996-1997، 13٪ في 1997-1998، 7٪ في 1998-1999. أدخلت الحكومة التكافؤ في المنح للمجتمعات، بما في ذلك منح الإعاقة والمنح خدمة الطفل ومعاشات الشيخوخة، التي كانت سابقا بمستويات متفاوتة تختلف باختلاف الجماعات العرقية في جنوب أفريقيا. في عام 1994، تم تقديم الرعاية الصحية المجانية للأطفال دون سن ست سنوات وللنساء الحوامل، تم تمديد التغطية لتشمل جميع الذين يستخدمون المستوى الأول من خدمات القطاع العام للرعاية الصحية في عام 1996. بحلول انتخابات 1999، أمكن لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي أن يتباهى بسياساته، حيث تم ربط 3 ملايين شخص بخطوط الهاتف والتحق 1.5 مليون طفل بنظام التعليم، وتم تشييد أو ترقية 500 عيادة وتوصيل من مليوني شخص بشبكة الكهرباء وإيصال المياه إلى 3 ملايين شخص، وتشييد 750,000 منزل وإسكان ما يقرب من 3 ملايين شخص. قانون إعادة الأراضي لعام 1994، مكن الناس من استرجاع ممتلكاتها المفقودة نتيجة لقانون 1913 حول أراضي الأصليين، وتم تسوية عشرات الآلاف المطالبات بالأراضي. قانون الإصلاح الزراعي الثالث لسنة 1996 حمى حقوق المستأجرين الذين يزرعون علفا للماشية. كفل هذا التشريع بأن لا يطرد المستأجرون دون أمر من المحكمة أو إذا تجاوزوا سن الخامسة والستين. نص قانون تنمية المهارات لعام 1998 على إنشاء آليات لتعزيز التمويل وتنمية المهارات في مكان العمل. وجاء قانون علاقات العمل لعام 1995 لتعزيز الديمقراطية في مكان العمل والمفاوضة الجماعية بشكل منظم والحل الفعال للنزاعات العمل. سعت الشروط الأساسية من قانون العمل لعام 1997 إلى تحسين آليات الإنفاذ وتم توسيع «أرضية» الحقوق لجميع العمال، في حين تم تمرير قانون المساواة في العمل لسنة 1998 لوضع حد للتمييز غير العادل وضمان تنفيذ نشاط إيجابي في مكان العمل. ولكن بقيت العديد من المشاكل الداخلية. كان النقاد مثل ادوين كاميرون يتهمون حكومة مانديلا بفعل القليل لوقف انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة / الإيدز في البلاد، فبحلول عام 1999 كان 10٪ من سكان مصابا بالإيدز في جنوب أفريقيا. اعترف مانديلا لاحقا بأنه شخصيا قد أهمل القضية، وترك الأمر لمبيكي لليتعامل معها. تلقى مانديلا أيضا انتقادات لفشله في مكافحة الجريمة بما فيه الكفاية، حيث بجنوب أفريقيا أحد أعلى معدلات الجريمة في العالم، وكان هذا أحد الأسباب الرئيسية التي ذكرها 750,000 أبيض هاجر في أواخر تسعينيات القرن العشرين. كانت إدارة مانديلا غارقة في فضائح الفساد، ونظر إلى مانديلا على أنه «لين» مع الفساد والجشع. للاقتداء بجنوب أفريقيا، شجع مانديلا الأمم الأخرى على حل النزاعات عن طريق الدبلوماسية والمصالحة. وردد مطالبات مبيكي «النهضة الأفريقية»، واهتم كثيرا بقضايا القارة. انتهج الدبلوماسية الناعمة لإزالة الطغمة العسكرية بقيادة ساني اباشا في من نيجيريا وفيما بعد أصبح الشخصية البارزة في الدعوة لفرض عقوبات على نظام أباتشا لما زادت انتهاكاته حقوق الإنسان. في عام 1996، عين رئيسا للجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي (Southern African Development Community : SADC) وبدأ في مفاوضات غير ناجحة لإنهاء حرب الكونغو الأولى في زائير. في أول عملية عسكرية في مرحلة ما بعد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، أمر مانديلا القوات في ليسوتو في سبتمبر 1998 بحماية حكومة رئيس الوزراء باكبليتا موسيسيلي بعد انتخابات متنازع عليها ودفعت المعارضة لانتفاضات. في سبتمبر 1998، عين مانديلا أمينا عاما لحركة عدم الانحياز، التي عقدت مؤتمرا سنويا لها في ديربان. فاستغل هذا الحدث لانتقاد «ضيق وشوفينية المصالح» الحكومة الإسرائيلية والمماطلة في المفاوضات من أجل إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، كما حث الهند وباكستان على التفاوض لإنهاء الصراع في كشمير، الأمر الذي جلب له انتقاد كل من إسرائيل والهند. مستلهما من الازدهار الاقتصادي في المنطقة، سعى مانديلا لتوطيد العلاقات مع الاقتصاديات الكبرى في شرق آسيا، ولا سيما مع ماليزيا، ولكنه ألغى هذا جراء الأزمة المالية الآسيوية عام 1997. أثار مانديلا الجدل بعلاقته الوثيقة مع الرئيس الأندونيسي سوهارتو، الذي كان حكمه مسؤولا عن انتهاكات جماعية لحقوق الإنسان، وكان قد حثه سرا بالانسحاب من احتلال تيمور الشرقية. واجه مانديلا انتقادات مماثلة من الغرب للصداقات الشخصية التي ربطته مع فيدل كاسترو ومعمر القذافي. زار كاسترو في عام 1998 وحظي بإشادة شعبية واسعة، في حين سلم مانديلا للقذافي عندما لقيه في ليبيا «وسام الرجاء الصالح». عندما انتقدت الحكومات الغربية ووسائل الإعلام هذه الزيارات، رد مانديلا بأن هذه الانتقادات تخفي نغمة عنصرية. أمل مانديلا في حل وسط للجدل طويل الأمد بين ليبيا والولايات المتحدة وبريطانيا وذلك بجلب ليبيين اثنين للمحاكمة، هما عبد الباسط المقرحي وأمين خليفة فحيمة، اللذان كانا متهمين في نوفمبر عام 1991، بتخريب طائرة بان آم الرحلة 103. اقترح مانديلا إجراء المحاكمة في بلد ثالث، الأمر الذي لقي قبول جميع الأطراف؛ وانعقدت المحاكمة في كامب زيست في هولندا في أبريل 1999 يحكمها القانون الإسكتلندي، وانتهت إلى أن أحد المتهمين هو مذنب اعتمد البرلمان الدستور الجديد لجنوب أفريقيا في مايو 1996، الذي كرس مجموعة من المؤسسات لتتحقق من السلطة السياسية والإدارية تعمل ضمن الديمقراطية الدستورية. عارض دي كليرك تنفيذ هذا الدستور وانسحب من الحكومة الائتلافية احتجاجا على ذلك. ملأ المؤتمر الوطني الأفريقي المناصب الشاغرة في مجلس الوزراء الذي انسحب منه الحزب الوطني، وصار مبيكي نائب الرئيس الوحيد. وحدث أن كان كل من مانديلا ومبيكي خارج البلاد في مناسبة واحدة، فعين بوثيليزي «القائم بأعمال رئيس»، وهو ما شكل تحسنا في علاقته مع مانديلا. تنازل مانديلا عن منصبه كرئيس لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي في مؤتمر ديسمبر 1997 وأعرب عن أمله في أن يخلفه رامافوزا، انتخب المؤتمر الوطني الأفريقي ثابو مبيكي للمنصب ؛ فما كان من مانديلا إلا أن أقر له بذلك، أصبح مبيكي بحكم الأمر الواقع رئيسا للبلاد. ولمنصب نائب الرئيس مبيكي، أيد مانديلا والمجلس التنفيذي ترشيح جاكوب زوما، وهو من قبيلة زولو وسجن في جزيرة روبن، ونافسته في المنصب ويني بشعبوية خطابها الذي اكسبها تأييدا قويا داخل الحزب، ورغم ذلك فاز زوما في التصويت محققا انتصارا ساحقا في الانتخابات. ازدادت علاقة مانديلا بماشيل كثافة، وفي فبراير 1998 صرح علنا «أنا أحب سيدة رائعة»، وتحت ضغط صديقه ديزموند توتو الذي حثه على أن يكون قدوة للشباب، أقام حفل زفاف في عيد ميلاده 80، في يوليو. في اليوم التالي أقام حفلا كبيرا دعي إليه العديد من الشخصيات الأجنبية. لم يخطط مانديلا أبدا لفترة ولاية ثانية في منصبه، وقدم خطاب وداعه في 29 مارس 1999 ثم تقاعد. بعد تقاعده في يونيو 1999، عاش مانديلا حياة عائلية هادئة، يتنقل بين جوهانسبرغ وكونو (Qunu). وبدأ في الكتابة لتكملة أول سيرة ذاتية له، عنونت سنوات الرئاسة، ولكنه تخلى عن الأمر قبل نشرها. وجد صعوبة في البقاء في العزلة، فعاد إلى الحياة العامة مع برنامج يومي للمهام، تضمن اجتماعات مع قادة العالم والمشاهير، وعمل في جوهانسبرغ مع مؤسسة نيلسون مانديلا، التي تأسست في عام 1999 بغية مكافحة انتشار الإيدز والتنمية الريفية وبناء المدارس. كان قد لقي انتقادات شديدة لفشله في القيام بما فيه الكفاية لمكافحة الأوبئة خلال رئاسته، فكرس الكثير من الوقت لهذه المهمة بعد تقاعده، واصفا إياها «الحرب» التي أدت إلى مقتل أكثر من «كل الحروب السابقة» وحث حكومة مبيكي على ضمان حصول المصابين بفيروس نقص المناعة بجنوب أفريقيا على اللقاحات. في عام 2000، تأسست بطولة نيلسون مانديلا للغولف التلبوية الخيرية، التي استضافها غاري بلاير. عولج مانديلا بنجاح من سرطان البروستاتا في يوليو 2001. في 2002، افتتح مانديلا «محاضرة نيلسون مانديلا السنوية»، وفي عام 2003 تم إنشاء «مؤسسة مانديلا رودس» في بيت رودس بجامعة أكسفورد، لتوفير منح في الدراسات العليا للطلبة الأفارقة. تبعت هذه المشاريع إنشاء مركز نيلسون مانديلا للذاكرة وحملة 46664 ضد مرض الإيدز. وألقى الخطاب الختامي في المؤتمر الدولي الثالث عشر لمكافحة الإيدز في ديربان في عام 2000، وفي عام 2004، وتحدث في المؤتمر الدولي الخامس عشر لمرض الإيدز في بانكوك بتايلاند. صار مانديلا يرفع صوته علنا منتقدا القوى الغربية. فعارض بشدة تدخل حلف شمال الأطلسي في حرب كوسوفو سنة 1999، واصفا الأمر بمحاولة من جانب الدول القوية لأداء دور شرطي على العالم كله. في عام 2003 عارض خطة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لشن الحرب على العراق، واصفا إياها «المأساة» موبخا الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتقويضهم الأمم المتحدة. أدى الأمر إلى جدل دولي، ولكن وفي وقت لاحق عادت علاقته مع بلير. احتفظ باهتمامه بعلاقات المملكة المتحدة مع ليبيا، وزار المقرحي في سجن بارليني، وتحدث عن ظروف معاملته واصفا إيها «الاضطهاد النفسي». واصل نيلسون مانديلا دعمه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي بعد رئاسته. في 2008، ورفض التعليق حول الانقسامات في الحزب وأعلن انه لن يدعم أي مرشح في الانتخابات العامة لعام 2009، قائلا انه «لا يريد أن يكون طرفا في المؤامرات والانقسامات الواقعة داخل حزب المؤتمر». في البداية، لم يشارك في الحملة العامة لجاكوب زوما، رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي والمرشح لرئاسة البلاد، والذي رفعت ضده عدة دعاوى قضائية وواجه معارضة قادتها هيلين زيلي وكونغرس للشعب، وهو فصيل منشق عن المؤتمر الوطني الأفريقي من المؤيدين السابقين لثابو مبيكي. لكن مانديلا اختار أخيرا مساندة زوما في تجمعين. وقع الأول في فبراير 2009 في الكاب الشرقية. أعلن نيلسون مانديلا، بصوت حفيده، انضمامه ودعمه لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي والتزامه العملي لصالح جاكوب زوما، ولكن ثابو مبيكي رفض أن يفعل مثله. في التجمع الثاني لمساندة زوما، شارك مانديلا رفقة زوجته السابقة ويني مانديلا. ونظم التجمع في 19 أبريل 2009، ثلاثة أيام قبل الانتخابات العامة. كان هذا التجمع العام هو الأخير لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي معا حوالي مائة وعشرين ألف شخص في استاد في جوهانسبورغ. في خطاب مسجل تم إذاعته، ذكر مانديلا الحزب بأهدافه الرئيسية، وهي محاربة الفقر «بناء دولة موحدة ومجتمع غير عنصري». لعب نيلسون مانديلا دور الوسيط في بوروندي في فبراير 2000، حيث حل محل الرئيس التنزاني جوليوس نيريري، الذي توفي قبل ذلك بقليل، وبدأ التفاوض في 1998. كانت الحرب الأهلية والإبادات الجماعية في بوروندي قد حصدت عشرات الآلاف من القتلى وهجرت مئات الآلاف من اللاجئين. وتم توقيع اتفاقيات السلام في شهر أغسطس عام 2000، ولكن بعد ذلك رفض مانديلا الوساطة في كوسوفو وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية متعذرا بتقدم سنه الذي لا يسمح له بإجراء مثل هذه المفاوضات المرهقة جدا. في نوفمبر 2001، قدم نيلسون مانديلا تعازيه في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ودعم العمليات في أفغانستان. في يوليو 2002، منحه الرئيس جورج دبليو بوش وسام الحرية الرئاسي، واصفا إياه «رجل الدولة الأكثر احتراما في عصرنا». ولكن في 2002 و2003، انتقد مانديلا السياسة الخارجية للرئيس بوش في عدة خطب. وفي يناير 2003، في كلمة ألقاها أمام «المنتدى الدولي للمرأة»، عارض مانديلا بشدة هجوم الولايات المتحدة وحلفائها على العراق، والذي أدى لاحقا إلى احتلال العراق من دون موافقة الأمم المتحدة. واتهم الرئيس جورج دبليو بوش برغبته في إغراق العالم في هولوكوست، كما اتهمه أيضا بالغطرسة وغياب الرؤية والذكاء. اعتقد مانديلا أن هذا الإجراء سوف يقلل من تأثير الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه كان سيؤيد أي إجراء ضد العراق إذا كان بطلب من الأمم المتحدة، وشجع الشعب الأمريكي على التظاهر ضد الحرب وكذا الدول التي تملك حق النقض في مجلس الأمن على استخدامه. اتهم نيلسون مانديلا بوش بالذهاب إلى العراق من أجل النفط فقط، ولمح إلى أن سياسة جورج دبليو بوش وتوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، تجاهلت توصيات الأمين العام كوفي عنان لها بدوافع عنصرية. هاجم الولايات المتحدة على انتهاكاتها السابقة لحقوق الإنسان وإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي خلال الحرب العالمية الثانية. في 2007، قارن الرئيس بوش الوضع في العراق بالوضع في جنوب أفريقيا وألقى باللائمة على صدام حسين لما يشهده العراق من فوضى، ساخرا من غياب زعيم يوحد العراقيين مثل مانديلا. وأضاف أن «نيلسون مانديلا مات لأن صدام حسين قتل كل مانديلا عراقي». بعض المستمعين للخطاب اعتقدوا أن نيلسون مانديلا نفسه مات، وهو الأمر الذي نفته مؤسسة نيلسون مانديلا. في عام 2000، انتقد نيلسون مانديلا رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. ترأس موغابي منذ عشرين عاما المستعمرة البريطانية السابقة رودسيا الجنوبية. والذي تلقى انتقادات على نطاق دولي واسع لسياساته القمعية والمحسوبية وإدارته الغير كفؤه ومسؤوليته عن الانهيار الاقتصادي للبلد. عاب عليه مانديلا تمسكه بالسلطة بعد عهدة دامت عشرين عاما وتشجيعه لاستخدام العنف ضد المزارعين البيض، أصحاب أغلبية الأراضي التجارية في البلاد. في عام 2007، حاول مانديلا إقناع موغابي أن يترك منصبه «عاجلا وليس آجلا»، مع «قليل من الكرامة»، قبل أن «يتابع مثل الدكتاتور السابق أوغستو بينوشيه». وأشرك حكماء العالم مع كوفي عنان وسيطا، ولكن موغابي لم يعط أي رد على هذه المسعى. في يونيو 2008، في ذروة أزمة الانتخابات الرئاسية في زيمبابوي، أدان مانديلا «الفشل المأساوي للقيادة» في زيمبابوي. في عام 1999، وخلال زيارة إلى إسرائيل وقطاع غزة، طلب نيلسون مانديلا من إسرائيل الانسحاب من الأراضي المحتلة ومن الدول العربية أيضا أن تعترف بحق إسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة. وقال مانديلا أنه «جاءت هذه الزيارة لشفاء الجروح القديمة الناجمة عن علاقة إسرائيل بنظام الفصل العنصري السابق في جنوب أفريقيا». أثناء فترة رئاسته في عام 1997، وبمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان نيلسون مانديلا قد أرسل رسالة رسمية لدعم ياسر عرفات والفلسطينيين من أجل تقرير المصير وإقامة الدولة مستقلة في إطار عملية السلام. في عام 1990، واجه مخاوف من المجتمع اليهودي الأمريكي، وقد كان نيلسون مانديلا قد دافع بالفعل عن علاقته مع ياسر عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية، الذين دعموا تاريخيا دائما حزب المؤتمر الأفريقي. وقال أن منظمته في نفس صف منظمة التحرير الفلسطينية لأنهما تحاربان من أجل تقرير المصير ولكن حزب المؤتمر الوطني الأفريقي لم يشكك أبدا في حق دولة إسرائيل في الوجود، ولكن خارج الأراضي المحتلة. سبق لنيلسون مانديلا أن قارن بين نضال الفلسطينيين ونضال السود في جنوب أفريقيا. أدان مجلس حكماء العالم والذي كان مانديلا عضوا فيه، هجوم الجيش الإسرائيلي على أسطول غزة الذي «لا يغتفر تماما» والذي سقط خلاله العديد من المدنيين شهداء في 31 مايو 2010. ودعا إلى وضع حد للحصار على قطاع غزة، مشيرا إلى أن نصف سكان غزة البالغ عددهم مليون ونصف المليون نسمة هم تحت 18 سنة وأن هذا الحصار «غير قانوني وغير مفيد لأنه يشجع المتطرفين». في 18 يوليو 2007، وبمبادرة من الملياردير ريتشارد برانسون والموسيقي بيتر غابرييل، نظم نيلسون مانديلا وغراسا ماشيل وديزموند توتو في جوهانسبرغ اجتماعا لزعماء العالم المؤثرين الذين يريدون المساهمة بخبراتهم وحكمتهم في حل المشاكل الأكثر أهمية في العالم. وأعلن نيلسون مانديلا عن تشكيل مجلس Global Elders (حكماء العالم) في كلمة له خلال عيد ميلاده التاسع والثمانين. ضم المجلس ديزموند توتو رئيسا وقائمة أعضاءه المؤسسين تشمل أيضا كوفي عنان وإيلا بهات، وغرو هارلم برونتلاند وجيمي كارتر ولى تشاو شينغ وماري روبنسون ومحمد يونس. وأوضح مانديلا : «يمكن لهذه المجموعة التحدث بحرية وجرأة، والعمل علنا أو بشكل غير رسمي على جميع أنواع التدابير التي ينبغي اتخاذها. سنعمل على دعم الشجاعة حيث يشيع الخوف، وتشجيع التفاوض حيث يدور الصراع، وإعطاء الأمل حيث ينتشر اليأس». في يونيو 2004، في عمر يزيد عن 85 وبصحة متدهورة، أعلن مانديلا انه «يتقاعد من التقاعد» وينسحب من الحياة العامة، ومستدركا «لا تدعوني، فأنا من سيدعوكم». استمر بلقاء الأصدقاء المقربين والعائلة، وردت المؤسسة دعوات له بالظهور في المناسبات العامة ورفضت معظم طلبات المقابلات الصحفية. استمر في المشاركة في بعض الشؤون الدولية، وشجع رئيس زيمبابوي روبرت موغابي على الاستقالة بسبب تزايد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. عندما أرى أن ذلك لم يجد نفعا، فتحدث علنا ضد موغابي في عام 2007، طالبا منه التنحي «بما تبقى من احترام وكرامة». في تلك السنة، دعى مانديلا وماشيل وديزموند توتو مجموعة من زعماء العالم لعقد اجتماع في جوهانسبرغ للإسهام بحكمتهم وقيادتهم المستقلة لحل بعض المشاكل التي يواجهها العالم. أعلن مانديلا عن تشكيل هذه المجموعة الجديدة، «الشيوخ - The Elders»، في خطاب ألقاه في عيد ميلاده 89. تميز عيد ميلاد مانديلا 90 في جميع أنحاء البلاد في 18 تموز 2008، بالاحتفالات الرئيسية التي جرت في كونو (Qunu)، وحفلة موسيقية على شرفه في هايد بارك بلندن. في كلمة بمناسبة هذا الحدث، دعا مانديلا الأغنياء لمساعدة الفقراء في جميع أنحاء العالم. طوال رئاسة مبيكي، استمر مانديلا في دعم حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وكان حضوره للأحداث العامة عادة ما يحجب مبيكي رغم حضوره. وجد مانديلا راحة أكثر في التعامل مع جاكوب زوما خليفة مبيكي، ورغم ذلك فإن مؤسسة نيلسون مانديلا انزعجت عندما نقله حفيده، ماندلا مانديلا، جوا إلى الكاب الشرقية لحضور تظاهرة مؤيدة لزوما في ظل توقعات بعاصفة في عام 2009. منذ عام 2004، خاض مانديلا حملة ناجحة لاستضافة جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، معلنا أنها ستكون «أفضل الهدايا القليلة لدينا في هذا العام» بمناسبة مرور عقد من الزمان على سقوط نظام الفصل العنصري. ورغم رغبته في عدم خطف الأضواء عن الحدث، إلا أن ظهور مانديلا العلني في حفل الختام، حظي «استقبال حافل». في فبراير 2011، أدخل المستشفى لفترة وجيزة بسبب عدوى أصابت الجهاز التنفسي، جذب ذلك اهتماما دوليا قبل إعادته للمستشفى بسبب إصابة في الرئة وإزالة حصوة في ديسمبر 2012. بعد إجراء طبي ناجح في أوائل شهر مارس عام 2013، تكررت إصابة رئته، واستضيف في مستشفى بريتوريا لفترة وجيزة. يوم 8 يونيو 2013، تفاقمت إصابة رئته، وأعيد إلى مستشفى بريتوريا في حالة خطيرة. بعد أربعة أيام، أعلن أن حالته «خطرة، ولكن مستقرة». في الطريق إلى المستشفى، تعرضت سيارة إسعاف لعطل لمدة 40 دقيقة، وانتقدت حكومة جنوب أفريقيا بسبب الحادث عندما أكده تقرير بعد عدة أسابيع، رد الرئيس جاكوب زوما بأن «سبعة أطباء كانوا في القافلة لسيطرة كاملة على الحالة طوال هذه الفترة. وأنه تلقى رعاية طبية من خبراء». في 22 يونيو 2013، ذكرت شبكة سي بي اس نيوز أنه لم يفتح عينيه لعدة أيام، من دون أية استجابة، وكانت الأسرة تناقش فقط كم يجب أن يستمر التدخل الطبي. (الحارس الشخصي السابق شون فان هيردن، الذي وصفته سي بي اس نيوز بأنه «رفيق مانديلا الدائم على مدى السنوات ال 12 الماضية»، وطلب علنا من العائلة «تركه حرا» قبل أسبوع). في 23 يونيو 2013، أصدر الرئيس جاكوب زوما بيانا قال فيه بأن حالة مانديلا أصبحت «حرجة». زوما الذي يرافقه نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، سيريل رامافوزا، التقى بزوجة مانديلا غراسا ماشيل في مستشفى في بريتوريا وتناقشوا حول حالته. في 25 يونيو، زار ثابو ماكجوبا (مطران كيب تاون) مانديلا في المستشفى وصلى مع غراسا ماشيل مانديلا «في هذا الوقت الصعب للترقب والانتظار». في اليوم التالي، زار زوما مانديلا في المستشفى وألغى زيارة مقررة في اليوم التالي إلى موزمبيق. أحد أقارب مانديلا صرح لصحيفة ديلي تلغراف بأن حياته مرتبطة بالأجهزة. توفي نيلسون مانديلا في 5 ديسمبر 2013 محاطا بعائلته في منزله بجوهانسبرغ متأثرا بعدوى في الرئتين عانى منها طويلا. فارق نيلسون الحياة حوالي الساعة 20:50 بتوقيت المحلي (UTC+2)، وأعلن عن وفاته الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما، من خلال بيان قال فيه «بني وطني جنوب إفريقيا: لقد وحدنا نيلسون مانديلا وسوف نودعه موحدين». وأعلن الحداد في البلد لمدة 10 أيام. حظي مانديلا بجنازة رسمية حضرها 90 ممثلا رسميا لعدة دول ومنظمات في تجمع مهيب تداول فيه عدد زعماء على المنصة لرثاء الفقيد. المراسم جرت في 10 ديسمبر 2013 في ملعب سوكر سيتي في جوهانسبيرغ. هذا الملعب الذي شهد آخر إطلالة جماهيرية لمانديلا أثناء بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010. في حين أقيمت مراسم الدفن بكونو (مسقط رأسه) بحضور أفراد من عائلته وقادة البلاد اختتمت عشرة أيام من مراسم التأبين. في جميع أنحاء العالم، ينظر إلى مانديلا باعتباره «سلطة معنوية» عظيمة «معنية بالحقيقة». تعتبر شخصية ودية ومرحب بها، تفرض «سحرا هادئا» عندما تتحدث إلى الآخرين، بما في ذلك خصومها. في كثير من الأحيان تحابي المليونيرات وكبار الشخصيات، وتتمتع بالتحدث مع موظفيهم في المناسبات الرسمية. في وقت لاحق من حياته، عرف ببحثه عن الأفضل في كل شخص، وحتى الدفاع عن خصوم حلفائه السياسيين، رغم أن البعض يعتقد بأنه يثق أكثرمن اللازم في الآخرين. اشتهر بالعناد والولاء، يظهر «طبعا ساخنا» يمكن أن يتحول إلى غضب أحيانا، وأيضا «مزاجا متقلبا واكتئابا» بعيدا عن أعين الجمهور. ولديه أيضا حس للفكاهة السوداء. الدالاي لاما ال 14 هو صديق قديم للرئيس نيلسون مانديلا. واع جدا بأهمية صورته، سعى دائما لارتداء ملابس من نوعية جيدة، فارضا على نفسه «نمطا ملكيا» نابع من طفولته في البيت الملكي في تيمبو، وكذا فترة رئاسته التي قورنت بالملكية الدستورية. اعتبر «سيد التصوير والأداء»، فبرع في تقديم نفسه بشكل جيد عند التقاط الصور الصحفية والتسجيلات الصوتية. تزوج مانديلا ثلاث مرات، وأنجب ستة أبناء، وله 17 حفيدا، وعدد متزايد من أبناء الأحفاد. لقاؤه بأولاده جسديا غير قابل للوصف، يمكن أن يكون شديد اللهجة معهم، ولكن أيضا حنونا مع أحفاده. زواج مانديلا الأول كان مع إيفلين نتوكو ماس، والتي كانت هي أيضا من ترانسكاي، التقيا في جوهانسبرغ قبل أن يتزوجا في أكتوبر 1944. انتهى هذا الزواج في عام 1957 بعد 13 سنة، ومن أسباب الطلاق الزنا والغياب المستمر والتفاني في العمل الثوري، وهو ما يتنافى مع كونها عضو في شهود يهوه، الدين الذي يتطلب حيادا سياسيا. نتج عن هذا الزواج ابنان، ماديبا «ثيمبي» ثيمبكايل (1946-1969) وماكجاثو مانديلا (1950-2005)، وابنتان، كلاهما سميتا مكازيوي مانديلا (المعروفة باسم ماكي، من مواليد 1947 1953). ماتت الابنة الأولى بعمر تسعة أشهر، وسموا ابنة الثانية باسمها للذكرى. توفيت ماس في عام 2004، وحضر مانديلا جنازتها. ماندلا مانديلا، ابن ماكجاثو، أصبح رئيس المجلس القبلي Mvezo في عام 2007. زوجة مانديلا الثانية، ويني ماديكيزيلا مانديلا، أيضا من منطقة ترانسكاي، والتقيا أيضا في جوهانسبرغ، حيث كانت ويني أول أخصائية اجتماعية سوداء في المدينة. رزقا بابنتين، زيناني (زيني)، من مواليد 4 فبراير 1958 وزيندزيسوا (زيندزي) مانديلا-Hlongwane، من مواليد عام 1960. كان عمر زيندزي 18 شهرا فقط عندما سجن والدها في جزيرة روبن. في وقت لاحق، كانت ويني تتمزق من أثر الشقاق العائلي الذي ينعكس على جميع الصراعات السياسية في البلاد؛ بينما كان زوجها يقضي حكما بالسجن مدى الحياة في سجن جزيرة روبن، أصبح والدها وزير الزراعة في ترانسكاي. انتهى زواجهما بالانفصال في أبريل 1992 فالطلاق الرسمي في مارس 1996، وكان للقطيعة السياسية دورا رئيسيا في ذلك. وكان مانديلا لا يزال في السجن عندما تزوجت ابنته زيناني في عام 1973 بالأمير Thumbumuzi Dlamini شقيق مسواتي الثالث ملك سوازيلاند وملكة الزولو Mantfombi. كانت قد عاشت ذكريات حية مع والدها، من سن الرابعة حتى ستة عشر، وكانت سلطات جنوب أفريقيا قد منعتها من زيارته في السجن. وفي يوليو 2012، تم تعيين زيناني سفيرة في الأرجنتين، لتصبح أول أبناء مانديلا الثلاثة المتبقيين دخولا للحياة العامة. في عام 1995، عرض مانديلا الزواج على أمينة كشاليا مناهضة للفصل العنصري وناشطة في مجال حقوق المرأة، رفضت العرض هدفه بقولها «أنا امرأة وحيدة وقد فقدت مؤخرا زوجي الذي كنت أقدره كثيرا». تزوج مانديلا في عيد ميلاده 80 في عام 1998، بغراسا ماشيل (الاسم عند الولادة: سيمبين)، أرملة سامورا ماشيل، رئيس الموزمبيق وحليف حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذي قتل في حادث تحطم طائرة قبل ذلك 12 عاما. كان مانديلا قوميا أفريقيا، ذا موقف أيديولوجي منذ انضمامه إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وأيضا «ديمقراطيا» «اشتراكيا». كما قدم نفسه كقائد مستبد في العديد من خطاباته، آمن مانديلا كثيرا بالديمقراطية والالتزام بقرارات الأغلبية حتى ولو عارضها بشدة. ورسخ لديه الاعتقاد بأن «الشمولية والمساءلة وحرية التعبير» من أسس الديمقراطية، وكان يقوده الإيمان بالحقوق الطبيعية والبشرية. كاشتراكي ديمقراطي، كان مانديلا «يعارض علنا الرأسمالية والملكية الخاصة للأراضي وسلطة المال الكبيرة». متأثرا بالماركسية، نادى مانديلا أثناء الثورة بالاشتراكية العلمية، ولكنه نفى أن يكون شيوعيا أثناء محاكمته بالخيانة. يعتقد كاتب السير ديفيد جيمس سميث بأن هذا غير صحيح، مشيرا إلى أن مانديلا «تبنى الشيوعية والشيوعيين» في أواخر خمسينيات وأوائل ستينيات القرن العشرين، على الرغم من أنه كان «الزميل المسافر» أكثر منه عضوا في الحزب. في ميثاق الحرية 1955، والذي ساعد مانديلا في تحضيره، جرت المطالبة بتأميم البنوك ومناجم الذهب والأراضي، لاعتقاد معديه بأن ذلك ضروري لضمان التوزيع العادل للثروة. ورغم كل هذه الاعتقادات، فإن مانديلا لم يؤمم شيئا خلال فترة رئاسته، خوفا من أن يخيف ذلك المستثمرين الأجانب. وجاء هذا القرار أيضا بتأثير انهيار الدول الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية في أوائل تسعينيات القرن العشرين. في جنوب أفريقيا، غالبا ما يشار إلى مانديلا باسمه في العشيرة ماديبا. في جنوب أفريقيا، ويعتبر مانديلا على نطاق واسع «أب الأمة»، «الأب المؤسس للديمقراطية»، كما ينظر له «محرر وطني ومخلص، هو واشنطن ولينكولن في رجل واحد». في عام 2004، منحت جوهانسبرغ مانديلا «حرية المدينة»، وأعيد تسمية ساحة مركز تسوق ساندتون باسم «ساحة نلسون مانديلا»، ونصب تمثال لمانديلا فيها. في عام 2008، ازيح الستار عن تمثال آخر لمانديلا في مركز Groot Drakenstein الإصلاحي، سجن فيكتور فيرستر سابقا، بالقرب من كيب تاون، يقف في المكان الذي أطلق سراح مانديلا فيه من السجن. كما لقي أيضا إشادة دولية. في عام 1993، حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع دي كليرك. في نوفمبر 2009، رسمت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم عيد ميلاد مانديلا، الموافق 18 فبراير، «اليوم الدولي لنيلسون مانديلا»، تكريما له لمساهمته في النضال ضد الفصل العنصري. يطلب من الجميع التبرع 67 الدقيقة لفعل شيء للآخرين، إحياء لذكرى 67 عاما التي قضاها مانديلا في النضال. حاز أيضا على ميدالية الحرية لرئاسة الولايات المتحدة، ووسام كندا، وكان أول شخص حي يمنح المواطنة الكندية الفخرية. وآخر من يتلقى جائزة لينين للسلام من الاتحاد السوفياتي، في عام 1990 حصل على جائزة بهارات راتنا من حكومة الهند، وفي عام 1992 تلقى من باكستان «Nishan-e-Pakistan». في عام 1992 حصل على جائزة أتاتورك للسلام من تركيا. لكنه رفض الجائزة، مبررا ذلك بانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها تركيا في ذلك الوقت، وقبل لاحقا الجائزة في عام 1999. منحته الملكة اليزابيث الثانية بيليف الصليب الكبير من وسام القديس جون ووسام الاستحقاق. استغلت صورة نيلسون مانديلا عند الناس تجاريا، فتم تسويق وبيع أقمصة تحمل صورته إضافة إلى حوالي خمسمائة كتاب منشور عنه، ومنها أيضا الأشياء ذات الصلة بمؤسسته التي تحارب الفقر والإيدز، والتي اعتبرها بعض الجنوب أفريقيين نزعة استهلاكية مفرطة أو تخليدا للصورة على منهج تخليد صورة تشي غيفارا. طلب مانديلا إزالة صوره من جميع المنتجات التي تبيعها مؤسسته. في مايو 2005، طلب نيلسون مانديلا من إسماعيل أيوب، صديقه منذ ثلاثين عاما، وقف بيع ليثوغرافي بتوقيع مانديلا وجرد مبيعات المنتجات. وصل الصراع إلى رفع مانديلا لدعاوى قضائية. رد أيوب براءته، ولكن الصراع ظهر مرة أخرى في عام 2007، عندما وعد أيوب أمام المحكمة بدفع 700000 راند إلى صندوق مانديلا للاستثمار، كان قد حولها إلى أبناء وأحفاد مانديلا بدون رخصة، وقدم له اعتذارا علنيا. العديد من الفنانين كرسوا أغاني لمانديلا. كان أشهرها «The Special AKA» الذي سجل أغنية «الحرية لنيلسون مانديلا - Free Nelson Mandela» في عام 1983، سجل إلفيس كوستيلو أيضا أغنية وحقق بها نجاحا، أهدى ستيفي وندر الأوسكار الذي حصل عليه سنة 1985 لأغنية "I Just Called to Say I Love You" لمانديلا، مما أدى إلى حظر موسيقاه في هيئة الإذاعة لجنوب أفريقيا. في عام 1985، كان ألبوم يوسو ندور نيلسون مانديلا أول إنتاج لفنان سنغالي في الولايات المتحدة. أنتج فنانون آخرون أغاني ومقاطع فيديو تكريما لمانديلا تشمل جوني كليج هيو مسكلا، بريندا فاسي، بيوند، نيكيلباك رافي، وأمبي دو بريز وأ.. دي فيلير. صور مانديلا في السينما والتلفزيون في مناسبات متعددة. فيلم مانديلا ودي كليرك لعام 1997، أدى سيدني بواتييه دور مانديلا وأدى دوره أيضا دنيس هايسبيرت في وداعا بافانا سنة 2007. في عام 2009 أعدت بي بي سي التلفزيونية فيلم السيدة مانديلا، كانديفيد هاروود يقدم بورتريه عن نيلسون مانديلا، وكذلك فعل مورغان فريمان في فيلم الذي لا يقهر (2009).
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مانديلا
|
26dcabe2321ac32b9ebb6977651cdf64
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.312793",
"source": "Wikipedia"
}
|
الجمعة
|
الجمعة
|
الجمعة سادس يوم من أيام الأسبوع، يأتي بعد يوم الخميس وقبل يوم السبت. وكان اسم هذا اليوم في الجاهلية العروبة أو عروبة. سمي يوم الجمعة بهذا الاسم؛ لأن كلمة جمعة من جمع في اللغة العربية أي وحد والتئم، ومنها الجمع والتجمع والاجتماع؛ ففي يوم الجمعة يؤمن المسلمون أن الساعة ستقوم، وأن الله سيجمع الخلق على صعيد واحد للحساب والجزاء على أعمالهم الدنيوية. في هذا اليوم من كل أسبوع يجتمع المسلمون لأداء صلاة خاصة به هي صلاة صلاة الجمعة، التي هي من الشعائر الإسلامية. يعد هذا اليوم آخر أيام الأسبوع، وهو يوم عطلة رسمية في معظم الدول العربية والإسلامية، لما له من أهمية دينية كبيرة عند المسلمين. ففي يوم الجمعة تقام صلاة جماعية أسبوعية خاصة تسمى صلاة الجمعة وفيها يجتمع المصلون في المساجد وتتم الصلاة بشكل جماعي بعد الاستماع لخطبة الجمعة التي يلقيها الخطيب حيث يتم تقديم المواعظ والدروس التي تثبت المؤمنين وتزيدهم إيمانا، وتبصرهم بشؤون دينهم. وقد نزلت سورة في القرآن اسمها سورة الجمعة. كما وردت فيه العديد الأحاديث النبوية المتواترة الدالة على فضله وأهميته، حيث روي عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه، وأشار بيده يقللها» عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله: «سيد الأيام يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا يوم الجمعة» ويستحب في يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، وكثرة الصلاة على النبي.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الجمعة
|
f3745d2412d80ba457c270436fb367fd
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.313430",
"source": "Wikipedia"
}
|
سكاي أو إس
|
سكاي أو إس
|
سكايأوإس هو نظام تشغيل كتب من الصفر لمعمارية إكس 86، حيث تم إنشاءه لكي يدعم التقنيات الجديدة لأنظمة التشغيل، هذا النظام يدعم العديد من الميزات مثل تعدد المعالجات، الذاكرة الافتراضية، حماية الذاكرة، تعدد العمليات. نظام SkyOS مبني على واجهة رسومية (GUI) تسمى سكاي أو إس. في 3 يناير 2009 توقف تطوير النظام ولم يتم الإعلان عن أي خطه لإكمال التطوير. ظهر هذا النظام في عام 1996 بواسطة Robert Szeleney حيث كانت بدايته كهوايه، في أول نسختين من SkyOS كان النظام حر ومفتوح المصدر، ولكن الإصدار الثالث كتب مره أخرى من الصفر وتحول إلى مغلق المصدر، حاليا وصل النظام إلى الإصدار الخامس وحتى الآن هذا الإصدار في مرحلة التجربة (بيتا) يتميز نظام SkyOS بسهولة الاستخدام واهتمام بالغ بالواجهة الرسومية (واجهة مستخدم رسومية)، كما يتمكن نظام SkyOS من دعم أي لغة عالمية، وذلك لاستخدامه لتشفير صيغة التحويل الموحد-8 ،وهو يدعم حاليا عدة لغات عالمية غير ان اللغة العربية لم تعتمد بعد ولكن جاري إدخالها ضمن دعم نظام التشغيل. ويعتبر SkyOS خيار مستقبلي جيد لمن لا يرغبون في استخدام أنظمة التشغيل الاحتكارية أو المفتوحة المصدر. ويذكر أن نظام SkyOS هو نظام تجاري (بالرغم أنه بدأ كنظام حر)، أي غير حر كأنظمة لينكس وتوزيعة برمجيات بيركلي، كما أن نواة نظامه والأجزاء الأساسية ذات مصدر مغلق، أما البرامج التي يمكن تشغيلها عليه فهناك عدد كبير منها تم استحضاره من مجتمعات ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/سكاي أو إس
|
ca652f77bb6675eab290bc43aeaf5877
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.314081",
"source": "Wikipedia"
}
|
البيض (مدينة)
|
البيض (مدينة)
|
البيض مدينة جزائرية عاصمة ولاية البيض. تحيط بالمدينة الجبال من الجنوب والشمال والشمال الشرقي عدد سكانها حوالي مائتي ألف نسمة. تعتمد على الرعي والزراعة وتزخر المنطقة بالأغنام والماشية ذات الجودة الرفيعة. تمتاز ببردها الشديد في الشتاء وحرها في الصيف تجمع بين كونها تطل على الصحراء وكونها تعتبر من مناطق الهضاب العليا فمناخها مصنف على أنه قاري حيث تتميز بجو بارد جدا تصل درجات الدنيا إلى أكثر من 9 درجات مئوية تحت الصفر وتساقط كميات ثلوج تجعل من المنطقة تظهر بمنظر خلاب كما تمتاز المنطقة بعواصف رملية بسبب الرياح الجنوبية الشمالية وأمطار طمية عديمة الأحماض. أما تاريخيا فتعد من أقدم المناطق في الجزائر ذلك لوجود حفريات وآثار الديناصورات. في سنة 1852 أنشأ الجنرال بليسي أول قاعدة عسكرية في المنطقة، وكان سيطلق عليها اسم ليني فيل نسبة للعقيد ديلني لكنها في الأخير سميت جيري فيل عن اسم العقيد جيري الذي دخل المنطقة سنة 1843.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/البيض (مدينة)
|
94bf92d1f2452ab70692c23052fb632b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.314483",
"source": "Wikipedia"
}
|
لغة توصيف النص الفائق
|
لغة توصيف النص الفائق
|
لغة توصيف النص الفائق (اختصار إتش تي إم إل HTML)، هي لغة توصيف تستخدم في إنشاء وتصميم صفحات ومواقع الويب، وتعتبر هذه اللغة من أقدم اللغات وأوسعها استخداما في تصميم صفحات الويب. HTML هيكل صفحة الويب وتعطي متصفح الإنترنت وصفا لكيفية عرضه لمحتوياتها، يمكن أن تساعده تقنيات مثل أوراق الأنماط المتتالية (CSS) ولغات البرمجة النصية مثل جافا سكريبت تستقبل متصفحات الويب مستندات HTML من خادم الويب أو من نظام الملفات وتعرضها، ووظيفة لغة HTML هي وصف بنية صفحات الويب هيكليا. العناصر في HTML هي اللبنة الأساسية لبناء مستندات HTML، إذ نستطيع عبرها إضافة الصور والكائنات التفاعلية مثل النماذج أو ملفات الفيديو والصوت؛ وتستطيع أيضا إنشاء مستندات منظمة عبر استخدام وسوم للتصريح عن الفقرات والعناوين والروابط والاقتباسات والجداول وغيرها. يمكن للغة HTML أن تضمن برامج مكتوبة بلغات مثل جافا سكريبت لتعديل سلوك ومحتوى صفحات الويب؛ وإضافة شيفرات أوراق الأنماط المتتالية CSS تؤدي إلى تعريف شكل وتخطيط المحتوى. في عام 1980، قام الفيزيائي تيم بيرنرز لي والذي كان عاملا في المؤسسة الأوروبية للأبحاث النووية سيرن باقتراح وإعداد نموذج بدئي لنظام يمكن باحثي سيرن من استخدام ومشاركة المستندات. وفي عام 1989 قام بكتابة مذكرة يقترح فيها نظام نص فائق hypertext مبني على الإنترنت، وقام بوصف لغة HTML وبكتابة برامج المزود والمتصفح في أواخر عام 1990. كان أول وصف للجمهور من الاتش تي ام ال وثيقة تسمى علامات الاتش تي ام ال ذكر لأول مرة على شبكة الإنترنت عن طريق بيرنرز لي في أواخر عام 1991. فهو يصف 18 من العناصر الأولى التي تتألف منها، نسبيا التصميم بسيط في الاتش تي ام ال باستثناء علامة الارتباط التشعبي، هذه تأثرت بقوة في (الاس جي ام ال كويد)، أسست ال (الاس جي ام ال ) على شكل وثائق في منزل سيرن. أحد عشر من هذه العناصر لا تزال موجودة في الاتش تي ام ال. لغة توصيف النص التشعبي هي لغة العلامات التي تستخدم متصفحات الويب لتفسير وتأليف النص والصور وغيرها من المواد في صفحات الويب المرئية أو المسموعة. يتم تعريف وتوصيف الخصائص الافتراضية لكل بند من الاتش تي ام ال في المتصفح ,وهذه الخصائص يمكن تغيرها أو تحسينها بواسطة استخدام مصمم صفحة ويب اضافية من الاسي اس اس. عثر على العديد من عناصر النص في عام 1988 (أي اس أو ) تقرير التقنية (تي ار 9537) تقنيات لاستخدام (الاس جي ام ال ) الذي يغطي بدوره ملامح اللغات تنسيق النص في وقت مبكر مثل تلك المستخدمة من قبل الأمر الجريان السطحي وضعت في 1960s في وقت مبكر CTSS (التوقيت متوافق نظام تقاسم ) نظام التشغيل : وقد استمدت هذه الأوامر التنسيق من الأوامر المستخدمة من قبل عمال التجميع على تنسيق المستندات يدويا. ومع ذلك، يستند مفهوم SGML من معمم العلامات على عناصر ( نطاقات متداخلة مع سمات المشروح ) بدلا من مجرد آثار الطباعة، مع أيضا الفصل بين هيكل والعلامات، وقد تم HTML انتقلت تدريجيا في هذا الاتجاه مع CSS. بيرنرز لي يعتبر تطبيق HTML من SGML تم تعريفه رسميا على هذا النحو من قبل فريق عمل هندسة الإنترنت (IETF ) مع منتصف عام 1993 نشر أول اقتراح مواصفات HTML: «لغة توصيف النص التشعبي (HTML )» إنترنت مشروع من قبل بيرنرز لي دان كونولي، الذي تضمنت نوع الوثيقة SGML تعريف لتعريف النحوي. تتألف صفحات HTML من عناصر، والتي تتألف عادة من وسم بداية ووسم نهاية، ويكون بينهما محتوى نصي عادة؛ ويمكن أن نضع في وسم البداية بعض الخاصيات التي تغير من سلوك العنصر أو تؤدي إلى ضبطه. لاحظ أن بعض العناصر يمكن أن تتشعب داخل بعضها بعضا. الأقسام الأساسية للعناصر هي: قد تحتوي العناصر على خاصيات، وهذه الخاصيات بعضها اختياري وبعضها إجباري، وهنالك خاصيات تسمى بالخاصيات العامة والتي يمكن استخدامها على جميع العناصر. تتألف الخاصية في أغلب الحالات من اسم الخاصية ثم قيمة تليها. يبدأ المثال الآتي بالتصريح عن نوع المستند (DOCTYPE) الخاص بإصدار HTML5، ثم يعرف العنصر الجذر الذي يشير إلى بدء مستند HTML. يحتوي العنصر على عنصرين هما العنصر ؛ أما العنصر فيحتوي على البيانات الوصفية التي تصف المستند مثل العنصر الذي ضبط عنوان الصفحة والعنصر الذي ضبط هنا ترميز محارف المستند والعنصر الذي أشار إلى مستند CSS والعنصر الذي أشار إلى شيفرة JavaScript. وأما العنصر فيمثل محتوى الصفحة نفسها، كالصور (العنصر ) والفقرات (العنصر ) وغير ذلك. لاحظ كيف ينتهي كل قسم من أقسام المستند بوسوم الإغلاق المناسبة. نظم هذا الدليل بتخصيص صفحة لكل عنصر من عناصر HTML، أي يمكن زيارة الصفحة HTML/tagname للحصول على
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/لغة توصيف النص الفائق
|
bcf0c0f62474e4d747d114ae2a87a3ed
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.317346",
"source": "Wikipedia"
}
|
المسمية الكبيرة
|
المسمية الكبيرة
|
المسمية أو المسمية الكبيرة هي قرية فلسطينية في السهل الساحلي الجنوبي كانت تتبع لواء غزة وتقع إلى الجنوب من مدينة الرملة، وإلى الشرق قرية المسمية الصغيرة تبعد عنها حوالي 2 كم. دمرت وهجر أهلها في نكبة عام 1948. سميت بالمسمية الكبيرة تمييزا عن المسمية الصغيرة التي سميت نسبة إلى جماعة ترجع أصولهم إلى قبيلة المحاميد وفدوا من بلدة صغيرة تدعى (المسمية) تقع في حوران وتبعد 56 كم جنوب دمشق ونحو 37 كم عن مركز (إزرع)، عرفت هذه البلدة بجودة أراضيها وخصوبة تربتها، ويقال أن جماعة من سكانها تركوها ونزحوا إلى المسمية في فلسطين في الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي وسموا بلدتهم الجديدة باسم بلدتهم القديمة، المسمية الصغيرة. وتشير إحدى الروايات إلى شخص قدم من حوران في سوريا وهو صالح المحاميد وابن عمه الذين ينتسبون إلى قبيلة المحاميد، وكان صالح له خبرة في الزراعة وعندما سكن المسمية الكبيرة سئل من اين جئت قال: من بلاد حوران وعند حدوث أي مشكلة زراعية كانوا يلجأون اليه ويقولون حلها الحوراني ومن هنا لصق به اسم الحوراني. كانت المسمية تتبع لواء غزة في فلسطين الانتدابية، وتقع على إحداثيات خطوط الطول ودوائر العرض (31.759918, 34.784946)، على تقاطع الطرق المؤدي إلى المجدل وإلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وتبعد عنها 41 كم، كما تبعد عن مدينة يافا بنحو 39 كم، وترتفع 75 متر عن سطح البحر، ويخترقها وادي الزريقة أحد روافد وادي صقرير. وتحيط بأراضي القرية أراضي قرى (المسمية الصغيرة) (ياصور) (القسطينة) (بشيت) (قطرة) (المخيزن) (الخيمة) من قضاء الرملة. تبلغ مساحة أراضيها 20687 دونما، منها مساحة القرية 135 دونما و464 دونما للطرق والوديان و229 دونما ملكها اليهود. وقد غرس البرتقال في 1005 دونمات، جميعها للعرب وأعماق آبارها تتراوح بين 20 و50 مترا. كما اعتاش أهلها من تربية الطيور الداجنة، وكان سوقها الأسبوعي يوم الخميس. بلغت كمية الأمطار التي تساقطت في سنتي (1937/1936) (1938/1937) في المسمية، كما سجله مقياس مطر مدرستها 416,9 مم و524,2 مم على التوالي. أتى إلى ذكر المسمية الرحالة المتصوف الشامي مصطفى البكري الصديقي، الذي زار المنطقة في أواسط القرن الثامن عشر الرحلة مذكور في الخالدي. في أواخر القرن الثامن عشر أشار الرحالة والعلامة الفرنسي فولني إلى أن المسمية تنتج كميات كبيرة من القطن المغزول. أما نعت (الكبيرة) فقد أضيف لاحقا اسم القرية لتمييزها من توأمها المسمية الصغيرة، التي أقيمت قبل قرن من الزمن تقريبا. في أواخر القرن التاسع عشر كان للمسمية الكبيرة شكل شبه وكانت قاعدة شبه المنحرف هذا مواجهة للغرب. وكانت القرية محاطة بالجنائن ومنازلها مبنية بالطوب أو الاسمنت. أما البناء الأحدث عهدا فيها، فقد امتد نحو الغرب والجنوب الغربي. سقطت المسمية الكبيرة خلال ما يعرف في الرواية الصهيونية بعملية أن- فار (التي سقط في عده قرى مثل بعلين، تل الصافي، بركوسيا، وجسير). وقد أشارت صحيفة (نيورك تايمز) إلى أن القرية كانت محتلة في 11 تموز\ يوليو 1948، وهذا ما عوق محاولة مصرية للاختراق في اتجاه اللطرون من ناحية المجدل. غير أن (تاريخ حرب الاستقلال) يذكر أنها كانت إحدى القرى التي احتلت خلال (عدة عمليات تطهير في مؤخرة اللواء (لواء غفعاتي)، لإزالة التهديد والخطر المائل في وجود تجمعات سكنية عربية في مؤخرة الجبهة. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948 (2923 نسمة)، وكان ذلك في 8 يوليو 1948 . وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 (17952 نسمة). ما زالت المدرستان وعدة منازل من القرية قائمة. أما مدرسة البنات فمهجورة بينما تحولت مدرسة البنين إلى منشأة للجيش الإسرائيلي. بعض المنازل التي بقيت أهل، وبعضها الأخر حول إلى مستودعات. وثمة منزل تحول إلى محل لبيع العصير (انظر الصورتين)، وهذه المنازل جميعها مبنية بالأسمنت ولها خصائص معمارية بسيطة، أي سقوف مسطحة وأبواب ونوافذ مستطيلة. وثمة شجرة نخيل تنمو في فناء منزل كان لفلسطيني يدعى توفيق الرابي. وهناك محطة وقود إسرائيلية حيث كانت محطة القرية (التي كانت محمد عبد ربه صباح المكنى أبو حامد). أما الأراضي المجاورة احتلها المستوطنون الإسرائيليون واستغاوها في الزراعة. قدر عدد سكانها عام 1922م (1390 نسمة) وبلغوا في عام 1931 (1752 نسمة) بينهم 902 من الذكور و805 من الإناث لهم 354 بيتا وفي عام 1945 (2520 نسمة) وفي 8/7/1948 قدروا بنحو (2923 نسمة) جميعهم عرب مسلمون. عاشت في المسمية الكبيرة عائلات مهنا، ياغي، السيد، ذياب، خشان، معيقل، ثابت، النجار، الخطيب /العالم، أبو زعنونة، أبو حية، كراز، عوض الله، أبو دية، الحانوتي، أبو زايد، الرملي، طبية، سيف، صباح، أبو لاشين، أبو حجر، الرابي، إعمر، شاهين، البغدادي، حجازي، معبد، عثمان، أبو العطا، سريس، ذهب، السعيد، سعد، ضوة، نجم، الجمال، البهبهاني، العمودي، أبو نعمة، أبو علفة، أبو فضة، الجمال، سحلول، أبو ناصر، قرطم، ياسين، الزهيري، شاكر، هدهود، أبو صرار، مطر، أبو رزق، المزين. كان في القرية جامعان، ومدرستان مدرسة للبنين والثانية للبنات. أما مدرسة البنين فقد تأسست عام 1922 ثم أخذت تتقدم بسرعة حتى أضحت ابتدائية كاملة. بلغ عدد طلابها (307) طلاب يوزعون على سبعة صفوف يعلمهم 8 معلمين تدفع القرية عمالة واحد منهم. وأنشئت مدرسة للبنات في عام 1944 بلغ عدد طالباتها 39 طالبة تعلمهن معلمة واحدة، على حساب الحكومة. هذا وفي المسمية 350 رجلا يلمون بالقراءة والكتابة. هناك فن شعبي نبالي متفرد تقريبا، وهو “الصحجة” النبالية، نسبة إلى قرية بيت نبالا، يشارك فيها أهالي قرية المسمية في جنوب فلسطين، كما تشتهر بالدبكة بأنواعها، وسهرات الأعراس التي قد تمتد إلى الفجر بضعة أيام متتالية، وحسب مقدرة صاحب العرس، حيث ينصب موقد النار، ويوضع فوقه «دست» الشاي الذي يتسع لحوالي جرة أو جرتين من الماء، ويصطف الرجال صفين متقابلين لأداء “الصحجة” والدبكة والغناء. في عام 1949 أقام اليهود مستعمرات على أراضي المسمية وهي: 1- مستعمرة (بني رعيم - Beney R’eym) كان بها في نهاية عام 1950م (295) يهوديا. 2- مستعمرة (نتيفا Ntiva) كان بها في نهاية عام 1950م (71) يهوديا. 3- مستعمرة المسمية أ (Masmiya A) كان بها 427 يهوديا في نهاية عام 1950م. 4- مستعمرة المسمية (Masmiya B) كان بها 306 من اليهود في نهاية عام 1950م. 5- مستعمرة (مشمية شالوم) أقامها اليهود في عام 1958م. 6- مستعمرة (الشاوة) أقامها اليهود في عام 1976م. 7- مستعمرة (شووات بيروريم). تقع بعض الخرب في جوار المسمية إلا أن أهمها الخربة المعروفة باسم (خربة السلوجة)، وتحتوي على (أساسات من الدبش وصهاريج وخزانات متهدمة وفسيفساء وشقف فخار على سطح الأرض) (الوقائع الفلسطينية 1557 ). وتقع هذه الخربة على الطريق العام الموصل إلى الرملة ويافا وعلى نحو 3 كم للشمال الغربي من المسمية الكبيرة. (سلوجة) تحريف (سناجية) التي ذكرها يافوت في معجم البلدان بقوله: (بوزن كراهية ورفاهية) قرية بقرب عسقلان وقيل هي من قضاء الرملة. وهي قرية أبي قرصافة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو قرصافة هو الصحابي (جندرة بن حبشية… وقيل اسمه قيس بن سهل) والرأي المعول عليه ان القبر المعروف باسم قبر أبي هريرة، في قرية (يبنا) المجاورة، هو قبر أبو قرصافة، كما ذكر ذلك السائح الهروي المتوفي عام 611 في سياحته والعلامة بدر الدين العيني المتوفي سنة 855 في كتابه عمدة القاري شرح صحيح البخاري. وقد روى بعض المحدثين (سناجية) بكسر أوله وتشديد ثانية وتخفيف الياء. ينسب إليها، أبو إبراهيم روح بن يزيد السناجي من رجال القرن الثالث الهجري… وأبو زيان طيب بن زيان القاسطي السناجي العسقلاني.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/المسمية الكبيرة
|
79d6f4036c406b925c61994bc8b270c8
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.319519",
"source": "Wikipedia"
}
|
هندسة البرامج
|
هندسة البرمجيات
|
هندسة البرمجيات المجال الذي يهتم بتطوير، وتصميم البرمجيات، عالية الجودة آخذة بعين الاعتبار تخصيصات المستخدم، ومتطلباته على جميع المستويات. تهتم هندسة البرمجيات بتكوين البرنامج منذ مراحله الأولى أثناء تحليل المشكلة، ومن ثم التصميم، وكتابة البرنامج حتى القيام بتجريبه، واختباره، وتنصيبه على الأجهزة، والقيام بعملية صيانته. وهي حديثا يمكن أن تنقسم لقسمين الحوسبة اللينة والحوسبة الصلبة. استخدمت هندسة البرمجيات كمفهوم نظري من حين لآخر في أواخر الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين. أما الاستخدام الرسمي الأول لهذا المصطلح فكان في مؤتمر عقد من قبل اللجنة العلمية في منظمة حلف شمال الأطلسي 1968 حول البرمجيات، وقد أخذ هذا المصطلح بالانتشار منذ ذلك الحين ولاقى اهتماما متزايدا في نواح مختلفة. عقد المؤتمر لمعالجة مايعرف «أزمة البرمجيات» والتي ظهرت بسبب عدم استخدام منهجية في التفكير (Software Development Process) عند بناء البرمجيات، مما أدى إلى ظهور أخطأ كثيرة خلال عملية بناء وصيانة البرمجيات، وبالتالي أصبحت البرمجيات تحتاج وقت كبير لتطويرها ولصيانتها، وكلفة مالية عالية أكثر مما هو مخمن لها، وبعد تحمل التأخر في الوقت وتجاوز الميزانية كانت البرمجيات ذات كفاءة ضعيفة في إنجاز الوظائف المطلوبة، وقلة في الفعالية كذلك بعدم تلبية كافة المتطلبات بالشكل الكامل. البرمجية شيء غير ملموس إلى حد ما بالمقارنة مع المنتجات الأخرى، وهي سلسلة من آلاف أو ملايين الأوامر التي تطلب من الحاسوب إجراء عمليات معينة مثل عرض ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/هندسة البرامج
|
c4e45a9254779968da3e1894dee19e26
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.321117",
"source": "Wikipedia"
}
|
26 نوفمبر
|
26 نوفمبر
|
26 نوفمبر أو 26 تشرين الثاني أو يوم 26 \ 11 (اليوم السادس والعشرين من الشهر الحادي عشر) هو اليوم الثلاثون بعد الثلاثمائة (330) من السنة، أو الحادي والثلاثين بعد الثلاثمائة (331) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 35 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/26 نوفمبر
|
da438d10ee1ddaac53e66fa94b4ee5af
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.321316",
"source": "Wikipedia"
}
|
14 فبراير
|
14 فبراير
|
14 فبراير أو 14 شباط أو يوم 14 \ 2 (اليوم الرابع عشر من الشهر الثاني) هو اليوم الخامس والأربعون (45) من السنة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 320 يوما لانتهاء السنة، أو 321 يوما في السنوات الكبيسة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/14 فبراير
|
9f30b50c9e1a1cedd399703bb948cdf9
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.321500",
"source": "Wikipedia"
}
|
4 أكتوبر
|
4 أكتوبر
|
4 أكتوبر أو 4 تشرين الأول أو يوم 4 \ 10 (اليوم الرابع من الشهر العاشر) هو اليوم السابع والسبعين بعد المئتين (277) من السنوات البسيطة، أو الثامن والسبعين بعد المئتين (278) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 88 يوما على انتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/4 أكتوبر
|
418654c15123e44c78d1b6db9dc77437
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.321700",
"source": "Wikipedia"
}
|
2 أغسطس
|
2 أغسطس
|
2 أغسطس أو 2 آب أو يوم 2 / 8 (اليوم الثاني من الشهر الثامن) هو اليوم الرابع عشر بعد المئتين (214) من السنوات البسيطة، أو اليوم الخامس عشر بعد المئتين (215) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 151 يوما لانتهاء السنة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/2 أغسطس
|
cd1a85ede034f56bb92831e8f668437b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.321887",
"source": "Wikipedia"
}
|
هضبة الجولان
|
هضبة الجولان
|
الجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إداريا لمحافظة القنيطرة (كليا في ما مضى وجزئيا في الوقت الحاضر)، وهي جزء من سوريا وتتبع لها. منذ حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها، وعدت - من قبل الأمم المتحدة - من ذلك الحين أرضا سورية محتلة، تطالب الحكومة السورية بتحريرها وإعادة السيادة السورية عليها. ويسمى الجولان أحيانا باسم الهضبة السورية، حيث كان اسم «الهضبة السورية» هو الأكثر شيوعا قبل العام 1967، مما هو عليه اليوم، خاصة في اللغة العبرية واللغات الأوروبية، حيث ثبت ذلك في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي في 10 يونيو 1967 بعد أن احتل المنطقة، ونص البيان على: «الهضبة السورية في أيادينا». أما اليوم فلا يستخدم هذا الاسم باللغة العبرية وفي اللغة الإنكليزية يستخدمه الساعون إلى إعادة الجولان لسوريا. وقد شهدت الجولان عدة حروب بين إسرائيل وسوريا. من الغرب تطل هضبة الجولان على بحيرة طبرية ومرج الحولة في الجليل، أما شرقا فيشكل وادي الرقاد الممتد من الشمال بالقرب من طرنجة، باتجاه الجنوب حتى مصبه في نهر اليرموك حدا عرف بأنه يفصل بين الجولان وبين سهول حوران وريف دمشق. من جهة الشمال يشكل مجرى وادي سعار عند سفوح جبل الشيخ الحدود الشمالية للجولان، حيث تمتد بين بانياس منابع نهر الأردن حتى أعالي وادي الرقاد جهة الشرق. الحدود الجنوبية يشكلها المجرى المتعرج لنهر اليرموك والفاصل بين هضبة الجولان وهضبة عجلون في الأردن. تبعد هضبة الجولان 60 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم. الصخور المنتشرة على سطح الجولان هي صخور بازلتية ناتجة عن انفجارات بركانية. لكن للجولان تاريخا جيولوجيا أطول بكثير، إذ يقسمه العلماء إلى الفترة «الكارتيكونية» (قبل 65-135 مليون عام) وغطتها صخور كلسية تظهر في منطقة جبل الشيخ، ثم الفترة ال «آوكنية» (قبل 44-50 مليون عام) حين غمر البحر أجزاء من المنطقة فتشكلت صخور كلسية ثم انحسر المياه إلى الغرب لتعود ثانية في فترة ال «الأوكن المتأخرة» (قبل 35 مليون عام) قادمة هذه المرة من الشرق أي الخليج العربي. إذ تظهر في طبقات الأرض التي تعود لتلك الفترة أصداف وبقايا كائنات بحرية. في فترة ال «ميوكن» (قبل 25 مليون عام) انحسرت المياه مرة أخرى، وتشكلت طبقتان من التراب: طبقة صفراء مفتتة تنتشر جنوب الجولان وطبقة يصل سمكها إلى 250م، تختلف تركيبتها من منطقة إلى أخرى. قبل 5 ملايين عام تشكل لسان بحري امتد من منطقة حيفا ليغمر قسما من الجولان. فتشكلت بحيرات وأنهر ذات مياه غير مالحة. بدأت الانفجارات البركانية في جنوب الجولان قبل 4 ملايين عام، ثم امتدت تدريجيا إلى الشمال والشرق. فصلت بينها أحيانا أيام معدودة وأحيانا مئات آلاف السنين. حسب الاختبارات الإشعاعية فقد وقع آخر انفجار بركاني في الجولان قبل 4 آلاف عام، في شمالي شرقي الجولان. الجولان اليوم منطقة بركانية «نائمة» قد تنشط في يوم من الأيام. إن الاشتقاق اللغوي لكلمة الجولان يدل على اتصاله بكلمة (أجوال) وهي تعني البلاد التي تعج فيها الغبار ويثبت ذلك ما يحدث فعلا في الجولان من هبوب للرياح وتعجيج الغبار في نهاية الصيف وبداية الخريف إذ يتغير اتجاه الرياح وتصبح عنيفة وغير منتظمة أو زوبعية أحيانا. على مدى التاريخ سيطرت على المنطقة حضارات متعددة. مع نهاية الألف الثالثة قبل الميلاد سيطر عليها العموريون أو عاموليق الذين وصلوا في تلك الفترة إلى أواسط بلاد الرافدين وسوريا على شكل موجات كبيرة من شبه الجزيرة العربية واستمرت سيطرتهم حتى ظهور الآراميين، الذين قاموا بتأسيس مجموعات زراعية مستقرة ودولا وأسر حاكمة في سوريا. ورد اسم الجولان قبل الإسلام فقد كان العرب يطلقون اسم الجولان على جبل في بلاد الشام يسمى جبل الجولان وكان جزءا من إمارة الغساسنة العرب الذين حكموا في جنوب سوريا وعاشوا وتركوا فيها اثارا تنتشر في أنحاء كثيرة من سوريا لعل أشهرها قصر الحير. في العهد القديم يذكر اسم جولان في سفر التثنية وفي سفر يشوع كإحدى مدن الملجأ الثلاثة الواقعة عبر نهر الأردن والتي يلجأ إليها من قتل إنسانا سهوا وخشي من الانتقام (التثنية 4:43، يشوع 20:8). وتذكر مدينة جولان كمدينة واقعة في منطقة باشان ضمن الأراضي التابعة، أورد هذه المعلومة الجغرافي الفرنسي آبل فيرمي في كتابه جغرافية فلسطين 11 الموضوع باللغة الفرنسية وهذا التفسير الذي يحاول ضم الجولان إلى أرض باشان غير صحيح لأنه اسم لمنطقة هي بالأصل محلة معروفة باسم سحم الجولان من أرض باشان والحقيقة أن سحم الجولان اسم مكان أضيف إلى إقليم الجولان الموجود قبلا، فيقول الدكتور: .دوسويري في كتابه الطبغرافية التاريخية لسورية القديمة في العصور الوسطى الصادر في باريس عام 1927 323-324 (إن التعسف في استخدام اللغة هو الذي أعطى لاصطلاح باشان وبخاصة في الأدب العبراني مفهوما أوسع تتجاوز بموجبه مملكة عوج ملك باشان حدود باثانيا (وهذه هي أرض باسان اسم بيت سان - بيسان)، ولكن هذا لا يبرر تعديلا في قيمة الاصطلاح الجغرافي فالاتجاه الذي يبديه محرروا أسفار التوراة لتوسيع اصطلاح باشان ليشمل كل ممتلكات عوج يجب تصحيحه، ولقد جر ذلك إضافات على النص التوراتي من السهل تقصيها واكتشافها لسبط منسي. يصف يوسيفوس فلافيوس (37-100 للميلاد تقريبا) منطقة الجولان في كتابه «حروب اليهود»، ويذكر معركتين حدثتا فيه: معركة بين الملك اليهودي إسكندر يناي الحشموني والملك العربي النبطي عبادة، ومعركة بين اليهود المتمردين والجنود الرومان في مدينة جملا (نحو سنة 70 للميلاد). كانت هضبة الجولان ضمن حدود فلسطين الانتدابية عندما تم الاعتراف بالانتداب رسميا في عام 1922، ولكن بريطانيا تخلت عن الجولان لفرنسا في الاتفاق الفرنسي البريطاني من 7 مارس 1923. وأصبحت الهضبة تابعة لسوريا عند إنهاء الانتداب الفرنسي في عام 1944. عند رسم الحدود الدولية في 1923 بقيت في منطقة الجولان داخل الحدود السورية، وهذا استنادا إلى اتفاقية سايكس بيكو (بتعديلات قليلة) بين بريطانيا وفرنسا اللتين احتلتا بلاد الشام من الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى. وبعد تأسيس سلطة الانتداب الفرنسي على بلاد الشام، قررت فرنسا تقسيم منطقة الانتداب إلى وحدتين سياسيتين - سوريا ولبنان - وحددت الجبال الواقعة شمالي الجولان (جبل روس، جبل الشيخ وغيرهما) الحدود بين البلدين. ولكن السلطات الفرنسية لم ترسم الحدود بين سوريا ولبنان بدقة لاعتبارها حدودا داخلية، مما أثار الخلافات والمشاكل بين البلدين عندما استقلت كل منهما من فرنسا، حيث أصبحت الحدود الفرنسية حدودا دولية. وما زالت هذه المشاكل قائمة في منطقة مزارع شبعا وقرية غجر وحتى تعقدت إثر تداعيات احتلال الجيش الإسرائيلي لهضبة الجولان عام 1967. في 15 مايو 1967 تأزمت حالة النزاع بين إسرائيل ومصر وتدهورت بسرعة إلى أزمة إقليمية. وفي 5 يونيو 1967 اندلعت حرب 1967 بين إسرائيل وكل من سوريا والأردن ومصر. وفي الأيام الأربعة الأولى من الحرب تم تبادل إطلاق النار بين الجيشين السوري والإسرائيلي دون هجومات برية ما عدا محاولة فاشلة، قامت بها قوة دبابات سورية، للدخول في كيبوتس دان. أما في 9 يونيو 1967، بعد نهاية المعارك في الجبهتين المصرية والأردنية، غزا الجيش الإسرائيلي الجولان واحتل 1260 كم2 من مساحة الهضبة بما في ذلك مدينة القنيطرة. نزح جميع سكان القنيطرة بيوتهم إثر الاحتلال ولجأ إلى داخل الأراضي السورية وكذلك نزح الكثير من سكان القرى الجولانية بيوتهم ومزراعهم، ولكن سكان القرى الدرزية شمالي شرقي الجولان بقوا تحت السيطرة الإسرائيلية. أما سكان قرية غجر العلويون فبقوا في منطقة متروكة بين الجيش الإسرائيلي ولبنان، وبعد عدة أسابيع لجؤوا إلى الحاكم العسكري الإسرائيلي ليعتني بهم عندما أخذوا يعانون من نقص التغذية. في أكتوبر 1973 اندلعت حرب أكتوبر وشهدت المنطقة معارك عنيفة بين الجيشين السوري والإسرائيلي. أثناء الحرب استرجع الجيش السوري مساحة قدرها 684 كم2 من أراضي الهضبة لمدة بضعة الأيام، ولكن الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال هذه المساحة قبل نهاية الحرب. في 1974 أعادت إسرائيل لسوريا مساحة 60 كم2 من الجولان تضم مدينة القنيطرة وجوارها وقرية الرفيد في إطار اتفاقية فك الاشتباك، وقد عاد إلى هذا الجزء بعض سكانه، باستثناء مدينة القنيطرة التي ما زالت مدمرة. في السنوات الأخيرة شهدت المنطقة المجاورة للقنيطرة نموا سكانيا ونشاطا عمرانيا واقتصاديا لافتا، ولكن الدخول إلى بعض المناطق المجاورة لخط الهدنة لا يزال ممنوعا حسب تعليمات السلطات السورية إلا بتصريح خاص. في ديسمبر 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء المحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى إسرائيل بشكل أحادي الجانب ومعارض للقرارات الدولية. ما زالت حدود عام 1923 هي الحدود الدولية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، غير أن كل من سوريا وإسرائيل تطالب بتغييرها، إذ تطالب سوريا بإعادة الحدود إلى حالتها في 4 يونيو 1967، معتبرة بعض الأراضي الواقعة بين الحدود الدولية ووادي نهر الأردن أراض سورية، وكذلك تطالب بالجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية (قرار مجلس الأمن 242 و338). ولا تزال الأمم المتحدة تشير إلى هضبة الجولان باعتبارها «أرضا سورية محتلة». أما إسرائيل فتطالب رسميا بالاعتراف بضم الجولان إلى أراضيها، وهو أمر مناف للقرارات الدولية، وأعلنت إسرائيل في بعض المناسبات استعدادها للانسحاب من الجولان في إطار اتفاقية سلمية مع ترتيبات أمنية خاصة. في 1993 قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين أن «عمق الانسحاب من الجولان سيعادل عمق السلام». في جلسة مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 سبتمبر 1994 لمح رابين إلى أن الانسحاب من الجولان سيتم في إطار اتفاقية سلمية تشابه معاهدة السلام بين إسرائيل ومصر، أي انسحاب تدريجي مرافق بتطبيع العلاقات بين سوريا وإسرائيل وترتيبات أمنية خاصة، ولكن المفاوضات الإسرائيلية السورية في ذلك الحين وصلت إلى طريق مسدود. هناك تقارير متناقضة حول استعداد بنيامين نتنياهو لاستئناف المفاوضات بشأن الجولان، أما إيهود باراك فبادر استئناف المفاوضات برعاية أمريكية واقترح على وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في مباحثات شفردستاون في يناير 2000 الانسحاب إلى الحدود الدولية (حدود 1923) مقابل ترتيبات أمنية خاصة وتطبيع العلاقات الإسرائيلية السورية. توقفت هذه المباحثات دون أن يشرح أي من الجانبين السبب لذلك بشكل رسمي. حسب تقارير في الصحافة الإسرائيلية رفضت سوريا اقتراح باراك لأنها تطالب الانسحاب الإسرائيلي من أراض غربي حدود 1923 سيطر الجيش السوري عليها قبل يونيو 1967، وهي مطالبة تعتبرها إسرائيل غير شرعية. وفي 23 أبريل 2008 نشرت وكالة الأنباء السورية «شام برس» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أبلغ الرئيس السوري بشار الأسد، عبر رئيس الوزراء التركي، أنه مستعد لانسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان مقابل السلام. لم يرد أولمرت على هذا النشر، أما الأسد فأكد في مقابلة مع جريدة «الوطن» القطرية اليوم التالي أنه قد تلقى هذا الإبلاغ، وأن هناك اتصالات مستمرة مع إسرائيل بوساطة تركية. في 14 ديسمبر 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي فيما يسمى «قانون الجولان»: «فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان»، وتشير الخارطة الملحقة بهذا القرار إلى المنطقة الواقعة بين الحدود الدولية من 1923 وخط الهدنة من 1974 كالمنطقة الخاضعة له. وضمن النقاش حول نص القرار قال مبادر القانون، رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك مناحيم بيغن (ردا على كلام أحد النواب): «أنت تستخدم كلمة 'ضم'. أنا لا استخدمها وكذلك نص القرار»، وأضاف بيغن فائلا إن القرار لا يغلق الباب أمام مفاوضات إسرائيلية سورية. وبرغم عدم استخدام كلمة «ضم» في نص القرار، فسرته السلطات الإسرائيلية التنفيذية كأنه أمر بضم الجولان إلى إسرائيل وبدأت تتعامل مع المنطقة كأنها جزء من محافظة الشمال الإسرائيلية. لم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن التابع لللأمم المتحدة في قرار برقم 497 من 17 ديسمبر 1981. وتشير وثائق الأمم المتحدة إلى منطقة الجولان باسم «الجولان السوري المحتل» كما تشير إليه بهذا الاسم وسائل الإعلام العربية وبعض المنظمات الدولية الأخرى. وقد أكد مجلس الأمن في قراره أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة واعتبر قرار إسرائيل ملغيا وباطلا ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي؛ وطالبها باعتبارها قوة محتلة، أن تلغي قرارها فورا. مع ذلك لم يفرض مجلس الأمن العقوبات على إسرائيل بسبب قرار ضم الجولان. من الناحية العملية أدى «قانون الجولان» إلى إلغاء الحكم العسكري في الجولان ونقل صلاحيته للسلطات المدنية العادية. لم يتغير الوضع القائم في المنطقة بشكل ملموس بعد 1981 إذ أقر «قانون الجولان» السياسة التي طبقتها إسرائيل منذ 1967. وتبلغ مساحة المنطقة التي ضمتها إسرائيل 1200 كم2 من مساحة سورية بحدود 1923 البالغة 185,449 ألف كم2 وهو ما يعادل 0,65% من مساحة سورية ولكنه يمثل 14% من مخزونها المائي قبل 4 يونيو 1967. كما أن الجولان هو مصدر ثلث مياه بحيرة طبريا التي تمثل مصدر المياه الأساسي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية. يطمع الإسرائيليون بهضبة الجولان لأنهم يرون أهمية كبيرة في السيطرة عليها لما تتمتع به من موقع استراتيجي. فبمجرد الوقوف على سفح الهضبة، يستطيع الناظر تغطية الشمال الشرقي من فلسطين المحتلة، إسرائيل اليوم، بالعين المجردة بفضل ارتفاعها النسبي. وكذلك الأمر بالنسبة لسورية، فالمرتفعات تكشف الأراضي السورية أيضا حتى أطراف العاصمة دمشق. أقامت إسرائيل محطات إنذار عسكرية في المواقع الأكثر ارتفاعا في شمالي الهضبة لمراقبة تحركات الجيش السوري. في الرابع عشر من شباط عام 1982، قام السوريون في الجولان المحتل يإضراب عام وشامل، “المنية ولا الهوية” شعار أطلقه أبناء الجولان المحتل على إضرابهم المفتوح رفضا لفرض “الهوية الإسرائيلية” ولقرار الضم الباطل وللتاكيد على تمسكهم بهويتهم الوطنية ومواصلة نضالهم في مواجهة إجراءات الاحتلال التعسفية حتى تحرير الجولان والعودة إلى الوطن سورية. الإضراب أدى إلى شلل كامل في مختلف المناطق تزامن مع خروج مظاهرات عارمة، وسخرت قوات الاحتلال كل أدوات القمع والترهيب ضد أبناء الجولان وفرضت حصارا عسكريا شاملا على قرى وبلدات الجولان ومنعت وصول المواد الغذائية إليها وقطعت الكهرباء عن الأهالي في محاولة للضغط عليهم وإجبارهم على إنهاء الإضراب والقبول بقوانينها. قبل يونيو 1967 كانت القنيطرة المركز الإداري والتجاري لمنطقة الجولان. هجر سكانها منها عند احتلالها من قبل إسرائيل. بين 1967 و1973 استخدم الجيش الإسرائيلي المدينة كساحة لتدريبات قواته وأسكن الجنود في بعض مبانيها المهجورة. كانت محاولة فاشلة لاستيطان المدنيين الإسرائيليين في المدينة ولكنهم انتقلوا إلى موقع آخر في الجولان. شن الجيش السوري هجمات صاروخية على المدينة، في إطار ما يسمى اليوم حرب الاستنزاف، لتشويش تدريبات القوات الإسرائيلية فيها، مما ألحق أضرارا ملموسة بمباني المدينة. في حرب أكتوبر نقلت المدينة من سيطرة القوات الإسرائيلية إلى القوات السورية، ثم أعاد الجيش الإسرائيل احتلالها، فكانت تحت السيطرة الإسرائيلية في نهاية الحرب. في اتفاقية الهدنة، أي اتفاقية فض الاشتباك، التي وقع الجانبان عليها في 31 مايو 1974 بوساطة أمريكية، تقرر انسحاب القوات الإسرائلية من عمق الأراضي السورية إلى مواقعها قبل أكتوبر 1973 باستثناء مدينة القنيطرة وبعض القرى المجاورة لها (رويحينة، وبئرعجم، والمدارية، وبريقة وكودنة) التي تقرر إعادتها لسورية مقابل التزام سوري بإبعاد قوات الجيش السوري وراء شريط يخضع لمراقبة قوات هيئة الأمم المتحدة. تضم الاتفاقية بندا يدعو إلى إعادة المدنيين السوريين إلى المناطق التي انسحبت إسرائيل منها، وينص ملحق أضيف إلى الاتفاقية على إرسال قوة خاصة للأمم المتحدة (UNDOF) لمراقبة الهدنة وتطبيق الجانبين للاتفاقية، وما تزال هذه القوة متواجدة في المنطقة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، ويقوم مجلس الأمن بتمديد مهمتها مرة كل ستة أشهر تدعي الحكومة السورية أن المدينة تعرضت لتدمير متعمد من قبل إسرائيل في الأيام القليلة التي سبقت انسحابها منها، بينما تنفي إسرائيل هذا الاتهام. تبنت الجمعية العمومية للأمم المتحدة الموقف السوري في قرار لها برقم 3240، فعبرت عن قناعتها العميقة «بأن القوات الإسرائيلية والسلطات الإسرائيلية المحتلة كانت مسؤولة عن التدمير المتعمد الكامل لمدينة القنيطرة، في خرق للبند 53 من معاهدة جنيف لعام 1949 تحت البند 147..». وبغض النظر عن الطرف الذي تسبب بدمار المدينة فإن الجزء الأكبر من ذلك الدمار كان متعمدا لذاته لا عرضيا. منذ إعادة المدينة إلى سورية في 1974، لم تقم الحكومة السورية بأعمال ترميم أساسية للمدينة، وما تزال المدينة خربة حتى الآن تعرض فيها الحكومة السورية ما تراه تدميرا متعمدا على زوارها وترفض إعادة بنائها - بالرغم من استدعائها لإعادة النازحين في اتفاقية الهدنة - وتقول بأنها لن تعيد إعمار المدينة حتى انسحاب إسرائيل الكامل إلى حدود 4 حزيران/يونيو 1967 (شرط لا يرد في اتفاقية الهدنة). من جانب آخر، عملت السلطات السورية على بناء مدينة صغيرة بضواحي القنيطرة وأطلقت عليها اسم «مدينة البعث» كما أعادت إعمار القرى الجولانية الأخرى التي استعادتها. عدد قرى الجولان قبل الاحتلال بلغ 164 قرية و146 مزرعة. أما عدد القرى التي وقعت تحت الاحتلال فبلغ 137 قرية و112 مزرعة إضافة إلى القنيطرة. وبلغ عدد القرى التي بقيت بسكانها 6 قرى: مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية والغجر وسحيتا (رحل سكان سحيتا في ما بعد إلى قرية مسعدة لتبقى 5 قرى). ودمر الاحتلال الإسرائيلي 131 قرية 112 مزرعة ومدينتين. كان عدد سكان الجولان قبل حرب حزيران 1967 نحو 154 ألف نسمة عاش 138 ألفا منهم في المناطق الواقعة حاليا تحت الاحتلال، هجر أكثر من 131 ألف نسمة ودمرت قراهم ويبلغ عددهم حاليا قرابة 800 ألف نسمة ويعيشون في دمشق وضواحيها، وبقي 8 آلاف مواطن في القرى الخمسة الباقية، ويبلغ عددهم حاليا 20000 نسمة. في 1974 أعادت إسرائيل مدينة القنيطرة لسوريا في إطار اتفاقية الهدنة، ولكن حتى الآن لم يتم ترميم المدينة. أعلنت الحكومة السورية رفضها لترميم المدينة إن لم تنسحب إسرائيل إلى خط 4 يونيو، رغم التزامها بترميم المدينة وإعادة النازحين إليها في اتفاقية الهدنة. غالبية سكان هذا الجزء من الجولان حاليا هم من العرب والتركمان والشركس. خلال السنوات الأولى بعد إعادة مدينة القنيطرة وضواحيها لسوريا، واعتبارا من عام 1975، بدأ بعض النازحين بالعودة إلى منازلهم على حذر، وبدأت الحكومة السورية بتقديم معونات لمساعدة السكان على إعادة البناء باستثناء مدينة القنيطرة نفسها. فقد تم إعادة ترميم وبناء وعودة نسبة من السكان إلى الغالبية من قرى الجولان، في الثمانينات قامت بإنشاء تجمعات سكنية، فيما أطلق عليه «مشروع إعادة إعمار القرى المحررة». مركز المحافظة حاليا هو مدينة خان أرنبة، وهناك عدة قرى وتجمعات سكنية أخرى. في عام 2004 أعلنت الحكومة السورية عزمها إعادة إعمار قريتي العدنانية والعشة، بحيث يتم بناء 1,000 وحدة سكنية في قرية العدنانية، و800 وحدة سكنية في العشة، بهدف إعادة إعمارهما وعودة سكانها الأصليين. توجد عدة نقاط تفتيش على الطرقات المؤدية للمنطقة، تطلب إبراز إثبات إقامة أو مبرر زيارة من جميع الأشخاص الذين يدخلون، ويتم الحصول على تصريح المرور للزيارة لمن لا يملكون إثبات إقامة بعد تقديم طلب خاص إلى الجهات المختصة من السلطات السورية بدمشق. عدد سكان الجولان في الجزء الواقع غربي خط الهدنة 1974 يقدر 40 ألف نسمة، منهم أكثر من عشرين ألف عربي (ينقسمون من ناحية دينية إلى حوالي 18,5 ألف درزي وحوالي 2500 من العلويين) وفيها حوالي 17,5 ألف مستوطن إسرائيلي يهودي. اليهود هم مواطنون إسرائيليون استوطنوا في الهضبة بعد 1967. الدروز والعلويون هم من السكان الأصليين بقوا في الجولان رغم احتلاله من قبل إسرائيل. ومن التجمعات السكانية العربية بلدات وقرى مجدل شمس ومسعدة وبقعاثا وعين قنية. كذلك تقع على الحدود بين الجولان ولبنان قرية الغجر وسكانها من العلويين يحملون الجنسية السورية، وأيضا أغلبيتهم يحملون الجنسية الإسرائيلية. حيث رفض بعض سكان القرى الباقية حمل هذه الجنسية. أغلبية من بقي في الجزء من الجولان الخاضع للسلطة الإسرائيلية هم من الدروز. بعد قرار ضم الجولان في 1981 رفض معظمهم حمل الهوية الإسرائيلية وأعلنوا إضرابا عاما، وصدر تحريم من مشايخ الدروز يحرم الجنسية الإسرائيلية. اليوم تحمل الأغلبية الساحقة منهم مكانة «مقيم دائم» في إسرائيل، حيث يتمكنون من ممارسة أغلبية الحقوق الممنوحة للمواطنين الإسرائيليين ما عدا التصويت للكنيست وحمل جوازات سفر إسرائيلية. وحسب القانون الإسرائيلي يمكن للحكومة إلغاء مكانة «مقيم دائم» إذا غادر المقيم المناطق الخاضعة للسلطة الإسرائيلية المدنية لفترة طويلة. فإذا قرر أحد السكان الجولانيين الرافضين للجنسية الإسرائيلية الانتقال إلى بلدة داخل سوريا عليه التنازل عن جميع حقوقه في إسرائيل بما في ذلك إمكانية العودة إلى الجولان ولو لزيارة عائلته. وهذه السياسة تضر بشكل خاص بالشابات الدرزيات الجولانيات اللواتي تتزوجن من الشبان الدروز المقيمين داخل سوريا وتريد الانتقال إلى بلد العريس بموجب تقاليد الطائفة. حسب السجلات الإسرائيلية لم يسلم المواطنة الإسرائلية الكاملة إلا 677 من الدروز و2700 من العلويين سكان قرية الغجر، ومن بينهم لم يمارسوا حق التصويت للكنيست في عام 2006 إلا نسبة 35%. وما زال أغلبية أهل الجولان الدروز يرفضون الجنسية الإسرائيلية وبعضهم يذهبون إلى سوريا للتعلم في جامعاتها. ومنهم من يخرج إلى الأردن للقاء أقاربه السوريين وفي كل عام بعيد الاستقلال وذكرى الإضراب يقيمون احتفالا يقابل في الجهة المقابلة من الجانب السوري. تستعمل مكبرات الصوت للتخاطب بين سكان الجولان الذين فصل خط الهدنة بينهم. ترفض إسرائيل الاعتراف بالمواطنة السورية حيث يكتب في بطاقات المرور («ليسيه باسيه» laissez-passer) التي تصدرها لهم «المواطنة غير واضحة». نازح، وصفة أطلقها السوريون على سكان الجولان المهجرين قسرا تحت ضغط آلات الحرب والتدمير الاسرائلية في عام 1967 (أثناء حرب الأيام الستة) كما هو شائع في إسرائيل، أي (نكسة حزيران) كما هو معروف في عالمنا العربي، ويعيشون في دمشق وريفها ودرعا وضواحيهما. لا تزال قضية النازحين السوريين منسية في عبق الذاكرة، على الرغم من التطور الإعلامي الملحوظ الذي يشهده عالمنا العربي، وبرغم مضي أكثر من 40 عاما على اغتصاب الجولان، إلا أنها ما زالت حلم أولئك الذين ولدوا وكبروا في التجمعات السكنية المكتظة التي تحوي عائلات جولانية من أصول مختلفة بيئيا واجتماعيا (مدنية وفلاحية وبدوية) ومتعددة قوميا (عرب، تركمان، شركس). فعلى مدار أربعين عاما كان هناك غياب كلي وغير مبرر لقضية النزوح والتهجير القسري من الجولان في كافة وسائل الاعلام العربية عموما، والسورية على وجه التحديد، باستثناء مؤتمر الجولان الأول في العام 2007 الذي عقد في القنيطرة، بالإضافة إلى ذكر هامشي ويتيم لهذه القضية في مسلسل سوري حمل اسم رجال الحسم في العام 2009. بعض النازحين عادوا بحذر إلى قرى الجولان بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من منطقة القنيطرة عقب اتفاقية الهدنة التي وقعت سوريا وإسرائيل عليها بعد حرب أكتوبر 1973 (حرب تشرين). ومن أشهرها مدينة خان أرنبة وقرى بئر عجم وبريقة والحميدية. في سنة 2011 ما زالت مدينة القنيطرة، التي قطنها أغلبية النازحين، خربة، برغم من مرور أكثر من 37 عاما منذ إعادتها لسورية. ما يثير حفيظة الجولانيين، مقيمين ونازحين، هو طريقة التعاطي مع الجولان في الصحافة الغربية والإسرائيلية، وأحيانا العربية منها للأسف، والمفارقة العجيبة هو اتفاق هذه الأطراف على تعريف سكان الجولان على أسس طائفية بدلا من انتمائهم الوطني أو القومي، ومن أكثر هذه المصطلحات مدعاة للتساؤل هو (دروز الجولان، علويي الجولان..) الذي بات يعطي انطباعا، لدى من يجهل التركيبة الديمغرافية للجولان، بأننا نتحدث عن قوميات مستقلة عن سوريا وبلاد العرب وهنا تكمن الخطورة التي من واجبنا التنبيه لها. من جهة ثانية تهدف هذه المصطلحات إلى الترويج للفكرة القائلة بإن جميع أهل الجولان هم من العرب الدروز، بينما الحقيقة هي غير ذلك، إذ أن الانزلاق الإعلامي العربي بمستتقع الاصطلاحات هذه من الخطورة ما يؤدي إلى تناسي أن للجولان أيضا سكانا طردوا من بيوتهم بالقوة، وهو ما تحاول إسرائيل طمسه لتبرير وجودها على ارض بدون سكان من خلال ثلاث روايات: الرواية الأولى : تقول أن الجيش السوري تلقى أمرا بالانسحاب العشوائي، وأنه -أي الجيش- أطلق تحذيرا للسكان بمغادرة قراهم والنجاة بأرواحهم. الثانية: تدعي أنه لم يكن هناك قرى وسكان وإنما 60 قرية فقط عمل سكانها في قطاع الخدمات العسكرية وهؤلاء انسحبوا طواعية مع الجيش السوري وهربوا أسوة بهروب الفلسطينيين عام 1948 الرواية الثالثة: تقول أنه لم يكن هناك تطهير عرقي في الجولان لكن كل من كان هناك هاجر بشكل حر وممن يدعم هذه الرواية الصهيونية الباحث والمؤرخ الإسرائيلي ميخائيل أورون الذي قال في كتابه «أيام الحرب الستة» أن 95 ألفا من سكان الجولان تركوا قراهم طواعية وأن من بقي هم الدروز والعلويين. لم تعترف إسرائيل يوما بجريمة تهجير السكان السوريين وطردهم من منازلهم وقراهم وتدميرها كليا، بل مارست تعتيما إعلاميا على هذه الجرائم. منذ 1967 أقامت إسرائيل في الجولان بعض المستوطنات التي يسكنها يهود إسرائيلييون. هناك حاليا أكثر من 30 مستوطنة يهودية في الجولان، أكبرها كتسرين (קצרין) التي أقيمت سنة 1977. أقيمت كتسرين قرب قرية قسرين المهجورة وسميت، مثل القرية، نسبة لبلدة قديمة تم اكتشافها في حفريات أثرية. يعتبر كتسرين مركزا إداريا وتجاريا للمنطقة، وتسكن فيه حاليا 6500 نسمة، ثلث منهم من اليهود المهاجرين من روسيا الذين توطنوا في إسرائيل في التسعينات. على كتف جبل الشيخ أقيم موقع سياحي للتزلج في موسم الشتاء. كذلك أقيم في كتسرين متحف لعرض المعثورات الأثرية التي تم اكتشافها في الجولان . في 25 مارس 2019 وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرارا رئاسيا أمريكيا بموجبه تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بأن هضبة الجولان جزء من إسرائيل، وهو ما رفض من قبل الدول العربية كافة، وعد نسفا لقرارات الأمم المتحدة التي توضح أن مرتفعات الجولان أرض عربية سورية احتلت في حرب 1967. إثر ذلك أصدر أمين عام الأمم المتحدة بيانا أعلن فيه أن «قرار الرئيس الأمريكي لا يغير من الوضعية القانونية للجولان بصفتها أرض سورية واقعة تحت الاحتلال الإسرائيلي».في نوفمبر 2024، وفي غضون ساعات من سقوط نظام الأسد، تحركت إسرائيل بقواتها إلى مرتفعات الجولان، رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة والعديد من الدول بذلك. وتجاوزت إسرائيل المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر 1973. كما استهدفت إسرائيل مخازن قالت إنها تحتوي على أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوي وصواريخ داخل سوريا.وأعلنت الأمم المتحدة أن تقدم القوات الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، التي تحتلها إسرائيل، يشكل "انتهاكا" لاتفاق فض الاشتباك المبرم بين إسرائيل وسوريا في عام 1974. وأمرت إسرائيل قواتها بإنشاء "منطقة دفاع خالصة" في جنوب سوريا، والتي ستفرض دون وجود إسرائيلي دائم، في الوقت الذي تشدد فيه قبضتها على طول الخط الفاصل بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة، حسبما ذكر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/هضبة الجولان
|
041eae3ccbf44f5cd1ab5c8dbed2e525
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.329280",
"source": "Wikipedia"
}
|
حرب أكتوبر
|
حرب أكتوبر
|
«العرب:حرب تشرين التحريرية أو حرب العاشر من رمضان» «إسرائيل: حرب يوم الغفران أو ميلخمت يوم كيبور» انتصار إسرائيلي على الجبهة السورية: حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان كما تعرف في مصر أو حرب تشرين التحريرية كما تعرف في سوريا أو حرب يوم الغفران كما تعرف في إسرائيل، هي حرب شنتها كل من مصر وسوريا في وقت واحد على إسرائيل عام 1973 وهي رابع الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956 (حرب السويس) وحرب 1967 (حرب الستة أيام) بخلاف حرب الاستنزاف (1967-1970) التي لم تكن مواجهات عسكرية مباشرة ومستمرة بين الطرفين ولكن غارات وعمليات عسكرية متفرقة. وكانت إسرائيل في الحرب الثالثة (حرب 1967) قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري. بدأت الحرب يوم السبت 6 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 الموافق 10 رمضان 1393 بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي. عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقا داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا. أما في نهاية الحرب فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق بعض الإنجازات، فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو إجبار القوات المصرية على الانسحاب إلى الضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى. تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة، فمدت الولايات المتحدة جسرا جويا لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طنا، في حين مد الاتحاد السوفيتي جسرا جويا لكل من مصر وسوريا بلغ إجمالي ما نقل عبره 15000 طن إضافة إلى نحو 63,000 طن من الأسلحة عن طريق البحر وصلت قبل وقف إطلاق النار، نقل أكثرها إلى سوريا.:183 انتهت الحرب رسميا مع نهاية يوم 24 أكتوبر من خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليا حتى 28 أكتوبر. على الجبهة المصرية حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، وعلى الرغم من حصار الجيش المصري الثالث شرق القناة، فقد وقفت القوات الإسرائيلية كذلك عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة. تلا ذلك مباحثات الكيلو 101 واتفاقيتي فض اشتباك، ثم جرى لاحقا بعد سنوات توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 مارس/آذار 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 أبريل/نيسان 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 مارس/آذار 1989.:7:17 أما على الجبهة السورية، فقد وسع الجيش الإسرائيلي الأراضي التي يحتلها وتمدد حوالي 500 كم2 وراء حدود عام 1967 فيما عرف باسم جيب سعسع، وتلا ذلك حصول حرب استنزاف بين الجانبين السوري والإسرائيلي استمرت 82 يوما في العام التالي، وانتهت باتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل والتي نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها في حرب أكتوبر، ومن مدينة القنيطرة، بالإضافة لإقامة حزام أمني منزوع السلاح على طول خط الحدود الفاصل بين الجانب السوري والأراضي التي تحتلها إسرائيل. سميت الحرب في مصر حرب السادس من أكتوبر تيمنا بالشهر الميلادي الذي نشبت فيه الحرب أو حرب العاشر من رمضان تيمنا بالشهر الهجري الموافق لنفس التاريخ. وتعرف الحرب في سوريا باسم حرب تشرين التحريرية تيمنا بالشهر السرياني الموافق لتاريخ الحرب. فيما تعرف الحرب في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران نظرا لموافقة تاريخ بدء الحرب عيد يوم الغفران اليهودي. في ديسمبر/كانون الأول 1955 قبلت مصر عرضا من أمريكا وانجلترا والبنك الدولي للحصول على قرض لتنفيذ مشروع السد العالي، تلاها طلب مصر شراء صفقة أسلحة إلا أن هذا الطلب قوبل بالرفض فاتجهت مصر لشراء ما تحتاج من أسلحة من الاتحاد السوفيتي، فرأت أمريكا وانجلترا في الخطوة المصرية مظهرا من مظاهر التحدي فتراجعا عن تمويل السد العالي، فأعلن جمال عبد الناصر في 26 يوليو/تموز 1956 قرار تأميم شركة قناة السويس. ردا على تأميم القناة قامت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بعقد «اتفاقية سيفر» في 28 يوليو/تموز 1956 بباريس للهجوم على مصر. بدأ العدوان بهجوم إسرائيلي مفاجئ يوم 29 أكتوبر 1956، تلاه في يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول تقديم كل من بريطانيا وفرنسا إنذارا لمصر يطالب بوقف القتال بين الطرفين، ويطلب من مصر وإسرائيل الانسحاب عشرة كيلو مترات عن قناة السويس وقبول احتلال بورسعيد والإسماعيلية والسويس، من أجل حماية الملاحة في القناة، وهو ما أعلنت مصر رفضه، وفي 31 أكتوبر/ تشرين الأول هاجمت الدولتان مصر، فأصدر جمال عبد الناصر الأوامر بسحب جميع القوات المصرية من صحراء سيناء إلى غرب قناة السويس لمواجهة تلك القوات. وفي 5 نوفمبر/تشرين الثاني بدأت عملية غزو مصر من جانب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد. دارت في بورسعيد معارك عنيفة بين قوات العدوان الثلاثي وقوات المقاومة الشعبية، وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإيقاف القتال، وأدى الضغط الدولي بقيادة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة إلى توقف التغلغل الإنجليزي الفرنسي، وقبولهما وقف إطلاق النار اعتبارا من 7 نوفمبر/تشرين الثاني، تلا ذلك انسحاب القوات الإنجليزية والفرنسية من بورسعيد وانسحاب القوات الإسرائيلية من سيناء وقطاع غزة، وقررت الأمم المتحدة وضع قوات دولية في شرم الشيخ وعلى حدود مصر الشرقية وحدود قطاع غزة الفلسطيني، ونالت إسرائيل حق تأمين ملاحتها البحرية والجوية عبر خليج العقبة من وإلى ميناء إيلات.:30:51:24:27:1:15 في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1966 قامت إسرائيل بإغارة عسكرية على قرية السموع الأردنية بحجة تدمير قواعد الفلسطينيين، ومع بداية عام 1967 وجهت إسرائيل الاتهام لسوريا بتشجيع أعمال الفدائيين داخل فلسطين، وحدث اشتباك بين الطيران الإسرائيلي والسوري في 7 أبريل/نيسان 1967، أعلنت بعده إسرائيل في 12 مايو/أيار 1967 أنها ستشن حربا على سوريا لإسقاط نظام الحكم وقامت باستدعاء الجزء الأكبر من قواتها الاحتياطية.:33:37 الأمر الذي دفع مصر إلى اتخاذ إجراءات استثنائية لارتباطها مع سوريا باتفاقية دفاع مشترك، فتم إعلان حالة الطوارئ القصوى وإعلان التعبئة العامة بالقوات المسلحة المصرية، وبدأت القيادة المصرية حشد قواتها في سيناء استعدادا لتنفيذ خطة القاهر الدفاعية.:37:39 طلبت مصر في 16 مايو/أيار 1967 سحب قوات الطوارئ الدولية الموجودة على الحدود الشرقية،:41 وأعلن الرئيس جمال عبد الناصر في 23 مايو/أيار 1967 قراره بإغلاق مضايق تيران (خليج العقبة) أمام الملاحة الإسرائيلية،:44:47 تذرعت إسرائيل بأزمة غلق المضايق وأعلنت في 29 مايو/أيار أن التدخل في حرية الملاحة في خليج العقبة يعتبر عدوانا ضد إسرائيل وأعلنت تعبئة الاحتياطي ورفعت درجة استعداد الجيش الإسرائيلي.:51 خلال تلك الفترة كان قد مضى على خوض القوات المسلحة المصرية لمعاركها بحرب اليمن خمس سنوات والتي شاركت بعملياتها ثلث القوات البرية بدعم من القوات الجوية والبحرية مما ترتب عليه خسائر متزايدة في الأفراد والمعدات وانخفاض مستوى التدريب والحالة الفنية للأسلحة مما أثر على الكفاءة القتالية للقوات،:62 وذلك في وقت عانى فيه الجيش المصري من تشتت في القيادة وتوزيع المهام، وسوء التنسيق بين الأفرع المختلفة والإدارات وأحادية اتخاذ القرار.:69:80 في 5 يونيو/حزيران 1967 شنت إسرائيل هجومها ضد القوات المصرية في سيناء، وضد القوات الأردنية للاستيلاء على الضفة الغربية، وضد القوات السورية للاستيلاء على هضبة الجولان، وكان رأس حربة هذا الهجوم سلاح الطيران الإسرائيلي المتفوق على الطيران العربي في ذلك الوقت كما ونوعا، فقامت بقصف المطارات المصرية لمنع أي طلعات جوية مصرية.:80:81 أعقب ذلك اجتياح بري لسيناء وقطاع غزة من قبل الجيش الإسرائيلي.:97 وعلى الجبهة الأردنية وجهت الطائرات الإسرائيلية ضربتها ضد القوات الجوية الأردنية ومطاراتها واجتاحت بريا الضفة الغربية والقدس الشرقية.:99 وبنفس الأسلوب أجهض الطيران الإسرائيلي الطلعات الجوية السورية واحتلت هضبة الجولان.:100:16:21 حرب الاستنزاف هي حرب استمرت ثلاث سنوات ونصف السنة، شنتها القوات المصرية على القوات الإسرائيلية في سيناء عقب هزيمة حرب 1967. قامت الحرب على أساس استنزاف قدرات الجيش الإسرائيلي وليس على أساس المواجهة المباشرة ومنعه من الوصول إلى غرب القناة. تضمنت الحرب ثلاث مراحل رئيسية هي مرحلة الصمود، ثم مرحلة المواجهة والدفاع، وأخيرا مرحلة الردع والحسم. نجحت مصر خلال تلك الفترة في استكمال بناء منظومة الدفاع الجوى المصري، وتحريك حائط صواريخ الدفاع الجوى إلى قرب حافة الضفة الغربية للقناة، وتنفيذ عدة عمليات لعبور الشاطئ الشرقي للقناة داخل عمق سيناء، كما أعادت بناء قواتها الجوية، وأعادت تنظيم وتدريب القوات المسلحة. خلال عمليات تلك الفترة استشهد الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المصرية وهو على الخطوط الأمامية للجبهة في موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية يوم 9 مارس/آذار 1969.:229:130:40 في 5 يونيو/حزيران 1970 قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مبادرة عن طريق وزير خارجيتها وليام روجرز لإيقاف النيران لمدة 90 يوما بين مصر وإسرائيل وأن يدخل الطرفان في مفاوضات جديدة لتنفيذ القرار 242. استجاب الطرفان لإيقاف النيران في 8 أغسطس/آب 1970 إلا أن إسرائيل لم تف بالشق الثاني، وتم تمديد وقف إطلاق النار لثلاثة أشهر أخرى تنتهي في 4 فبراير/شباط 1971 ثم مددت لشهر واحد ينتهي في 7 مارس/آذار 1971، وبعدها أعلنت مصر رفضها تمديد وقف إطلاق النار مرة أخرى مع استمرار حالة اللاسلم واللاحرب.:31:255:25:232 في 28 سبتمبر/أيلول 1970 توفي الرئيس جمال عبد الناصر، وانتخب نائبه أنور السادات رئيسا لمصر في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1970.:218:219 عقد السادات النية على دخول الحرب وأعلن ذلك في عدة مناسبات منها إعلانه في 22 يونيو/حزيران 1971 أن عام 1971 هو عام الحسم،:268:252 وكلامه أمام المجلس الأعلى للقوات المسلحة في 24 أكتوبر/تشرين الأول 1972 الذي أوضح فيه وجوب تجهيز القوات المسلحة لدخول الحرب.:261 في عام 1973 قرر الرئيسان المصري أنور السادات والسوري حافظ الأسد اللجوء إلى الحرب لاسترداد الأرض التي خسرتها الدولتان في حرب حرب 1967، فقرر مجلس اتحاد الجمهوريات العربية في 10 يناير/كانون الثاني 1973 تعيين الفريق أول أحمد إسماعيل علي قائدا عاما للقوات الاتحادية،:56 وخلال يومي 22 و23 أغسطس/آب 1973 اجتمع القادة العسكريون السوريون برئاسة مصطفى طلاس وزير الدفاع مع القادة العسكريين المصريين برئاسة أحمد إسماعيل علي في الإسكندرية سرا ليشكلوا معا المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والسورية المكون من 13 قائد، وذلك للبت في الموضوعات العسكرية المشتركة والاتفاق النهائي على موعد الحرب، واتفق في هذا الاجتماع على بدء الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 1973، وخلال اجتماع السادات مع الأسد في دمشق يومي 28 و29 أغسطس/آب اتفقا على أن يكون يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973 هو يوم بدء الحرب.:269:270 لا يزال تقدير القوات المشاركة في حرب أكتوبر على الجبهتين المصرية والسورية بدقة أمرا صعبا، نظرا لأن بعض الوثائق الخاصة بالحرب لا تزال سرية ولم يسمح بنشرها بعد، ولذلك اختلف في تقدير ميزان القوى بين القوات طبقا للروايات المختلفة حول الحرب، ولكن يمكن تقدير معظمها على النحو التالي من حيث العدد فقط، مع مراعاة أن نوع التسليح العربي يختلف تماما عن نوع التسليح الإسرائيلي في ذلك الوقت المتفوق نوعيا وتكنولوجيا، وحقيقة أن الولايات المتحدة مدت جسرا جويا مباشرا بينها وبين إسرائيل لتعويض جميع خسائرها على خلاف ما حدث على الجبهات العربية التي مد إليها الاتحاد السوڤييتي جسرا جويا متواضعا بالمقارنة مع الإمدادات الأمريكية لإسرائيل، ما جعل من الصعب تحديد الحجم الدقيق للقوات. وفي حين تميزت القوات البحرية المصرية بالتفوق العددي في الأسلحة البحرية إلا أنها لم تشارك بشكل مباشر ومناسب بالعمليات الحربية بسبب التفوق الجوي الإسرائيلي الذي كبح قدرة القطع البحرية المصرية على التحرك والمناورة بحرية، وذلك فيما عدا الحصار البحري الذي فرضته مصر على إسرائيل من خلال إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية وعدة عمليات قصف مدفعي أخرى::180:182:72:100 أنشأ الإسرائيليون سدا ترابيا على الضفة الشرقية لقناة السويس بارتفاع يصل في الأماكن المهمة إلى 20 ، وبميل يتراوح ما بين 45 و65 درجة بهدف منع عبور أي مركبة برمائية من القناة إلى الضفة الشرقية. وعلى طول هذا السد الترابي بني خط دفاعي قوي أطلق عليه «خط بارليف» يتكون من 35 حصنا تتراوح المسافة بينهم ما بين 1 كم في الاتجاهات المهمة و5 كم في الاتجاهات غير المهمة على طول القناة، وفي منطقة البحيرات المرة تباعدت هذه الحصون لتصل المسافة بينها ما بين 5 إلى 10 كم. كانت تلك الحصون مدفونة في الأرض وذات أسقف يمكنها تحمل قصف المدفعية وكانت تحيط بها الألغام والأسلاك الشائكة الكثيفة لتصعيب مهمة الاقتراب منها، وتمكينها من غمر القناة بالنيران الكثيفة لمنع أي مهمة عبور للقوات المصرية، وبين تلك الحصون كانت هناك مرابض للدبابات يفصل بين كل منها 100 متر يمكن للقوات الإسرائيلية احتلالها في حالات التوتر لصد الهجمات. كفل تصميم الخط الدفاعي للدبابات الإسرائيلية التحرك بحرية من مربض لآخر دون أن تراها القوات المصرية من الجانب الغربي للقناة، كما تم تزويد تلك الحصون بمؤن وذخيرة تجعلها تكتفي ذاتيا لمدة سبعة أيام، وتم تأمين وسائل اتصالها بشكل جيد مع قياداتها بالخطوط الخلفية. وخصصت القيادة الإسرائيلية لواء مشاة لاحتلال تلك الحصون ولواء مدرع يعمل كاحتياطي قريب متمركز على بعد 5 إلى 8 كم، ولواءين مدرعين يتمركزان بمنطقة أبعد على بعد 25 إلى 30 كم.:31:32:73:75 حينما تولى السادات منصب الرئاسة عام 1970 لم تكن القيادة العسكرية المصرية تمتلك خططا عسكرية لمهاجمة القوات الإسرائيلية،:3 والتي تحتل شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة منذ حرب 1967 وكل ما كانت تمتلكه هو خطة دفاعية أطلق عليها اسم «الخطة 200»، بجانب خطة تعرضية تسمى «جرانيت» والتي تشمل تنفيذ بعض الغارات على مواقع القوات الإسرائيلية في سيناء إلا أنها لم تكن بالمستوى الذي يسمح بتسميتها خطة هجومية.:3 بدأ الإعداد للخطط الهجومية المصرية عقب تولي الفريق سعد الشاذلي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 16 مايو/أيار 1971 والذي بدأ مهام عمله بدراسة الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة المصرية ومقارنتها بال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/حرب أكتوبر
|
5ce00833d0b9f3fcaad6711eff18cedf
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.344525",
"source": "Wikipedia"
}
|
محفوظ نحناح
|
محفوظ نحناح
|
محفوظ نحناح، سياسي جزائري شارك في الثورة الجزائرية، وبعد الاستقلال اتجه إلى العمل الدعوي ومن ثم السياسي، وأسس حركة مجتمع السلم ذات الإتجاه الإسلامي. ولد محفوظ بن محمد نحناح يوم 27 يناير 1942 في البليدة، نشأ على دراسة القرآن الكريم واللغة العربية على عدد من العلماء والأساتذة، أمثال الشيخ المصباح والشيخ العرباوي. شارك محفوظ نحناح في ثورة التحرير. بدأ محفوظ نحناح نشاطه الدعوي عام 1962 بمساجد العاصمة والبليدة، وفي سنة 1964 وضع محفوظ نحناح رفقة الشهيد بوسليماني اللبنة الأولى في الجزائر للجماعة بمساهمة بعض أساتذة الأزهر الشريف وجامعة عين شمس وبغداد وفلسطين. تعلم نحناح الفرنسية وأتقنها وقام بتدريسها عام 1960 في مدينته البليدة قبل يلتحق بالجامعة في الموسم الجامعي 1966م/1967م ليدرس اللغة والآداب، وقد دفعه إلى هذا الاختيار عشقه للغة العربية التي لا تزال صورة من صور التحدي للتيار التغريبي الفرنكفوني، تخرج عام 1970م بدرجة ليسانس في اللغة العربية ثم سجل بجامعة القاهرة قسم الدراسات العليا تفسير. ساهم مع إخوانه بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة في فتح مسجد الطلبة وهو أول من أم صلاة الجمعة به وحضر الصلاة 12 شخصا منهم محمد بوسليماني، عبد الوهاب بن حمودة ومالك بن نبي… كان في مقدمة المسيرات التي تطالب بالمحافظة على الشخصية الإسلامية للأسرة ومواجهة كل دعوة غربية. حكم على نحناح عام 1975 بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تدبير انقلاب ضد نظام الحكم آنذاك هواري بومدين حيث عارض فرض النظام الاشتراكي بالقوة على المجتمع الجزائري؛ باعتباره خيارا لا يتماشى مع هوية ومقومات الشعب الجزائري العربي المسلم، ودعا إلى توسيع الحريات السياسية والاقتصادية. كان السجن فرصة ثمينة للاستزادة من العلم من جهة،
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/محفوظ نحناح
|
b3462ad31b04cfd78aa3285bacf7bca9
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.345896",
"source": "Wikipedia"
}
|
نور الدين زنكي
|
نور الدين زنكي
|
الملك العادل أبو القاسم نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي (511 - 569 / 11 فبراير 1118 - 15 مايو 1174) وهو ابن عماد الدين زنكي بن آق سنقر. يلقب بالملك العادل، ومن ألقابه الأخرى ناصر أمير المؤمنين، تقي الملوك، ليث الإسلام، الخليفة الراشد، كما لقب بنور الدين الشهيد مع أن وفاته بسبب المرض. وهو الابن الثاني لعماد الدين زنكي. حكم حلب بعد وفاة والده، وقام بتوسيع إمارته تدريجيا، كما ورث عن أبيه مشروع محاربة الصليبيين. شملت إمارته معظم الشام، وتصدى للحملة الصليبية الثانية، ثم قام بضم مصر لإمارته وإسقاط الفاطميين والخطبة للخليفة العباسي في مصر بعد أن أوقفها الفاطميون طويلا، وأوقف مذهبهم. وبذلك مهد الطريق أمام صلاح الدين الأيوبي لمحاربة الصليبيين وفتح القدس بعد أن توحدت مصر والشام في دولة واحدة. تميز عهده بالعدل وتثبيت المذهب السني في بلاد الشام ومصر، ونشر التعليم والعناية بالصحة في إماراته، ويعده البعض سادس الخلفاء الراشدين. ينتسب نور الدين إلى السلاجقة الأتراك، فجده آق سنقر بن إل ترغان يعود نسبه إلى قبيلة ساب يوب. كان جده مملوكا للسلطان جلال الدولة ملك شاه، وكان عسكريا وملاصقا للسلطان. وفي سنة 480 / 1087 ، أصدر السلطان السلجوقي جلال الدولة ملك شاه أمرا بتعيين آق سنقر على حلب بسبب إخلاصه للسلطان أثناء حروبه، وخشية من أطماع أخيه تتش بن ألب أرسلان في بلاد الشام. كما أوصى سائر الأمراء بطاعته، فسار آق سنقر إلى حلب على رأس جيش كبير، وأقام فيها بعض الوقت ريثما يدبر أمورها ويصلح أحوالها. لكن بعد وفاة جلال الدولة ملك شاه حصل قتال بين تتش بن ألب أرسلان وآق سنقر انتهى بأسر وقتل آق سنقر. كان عمر عماد الدين زنكي 10 أعوام عند وفاة والده آق سنقر. مكث عماد الدين في حلب عاما واحدا عند مماليك وقادة أبيه، وما لبث أن استدعاه والي الموصل كربوقا بعد استلامه الولاية ليقوم برعايته لإدراكه مكانة آق سنقر في نفوس التركمان، وما يكنونه له من ولاء وطاعة. وبقي عماد الدين مواليا لولاة الموصل الذين عينهم السلطان محمد بن ملكشاه، ورافقهم في معاركهم. ثم ولاه السلطان محمود بن محمد على ولاية الموصل سنة 521 / 1127 ، فاستطاع ضم جزيرة ابن عمر وإربل وسنجار والخابور ونصيبين وجزء من ديار بكر، وعبر الفرات فملك منبج وحلب وحماة وحمص وبعلبك، وبذلك نجح في التوسع بإمارته لتشمل مناطق شاسعة. ولد نور الدين في فجر يوم الأحد من 17 شوال 511ه، وهو ثاني أولاد عماد الدين زنكي بعد سيف الدين غازي. لا تذكر ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/نور الدين زنكي
|
9a427e0af89034a4576c18abeef4690b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.352071",
"source": "Wikipedia"
}
|
مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية
|
مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية
|
مؤسسة الشيخ عيد الخيرية هي إحدى المنظمات الإنسانية القطرية التي تهتم برعاية الإنسان في قطر وخارجها، حيث تقدم الإغاثات والإعانات، وتتبني المنشآت التعليمية والصحية والدعوية وتوفر المساعدات للمرضى والفقراء والمحتاجين، كما تعمل على تنمية المجتمعات الفقيرة من خلال المشاريع التنموية المتوسطة والصغيرة. أنشئت مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية مع بداية شهر رمضان لعام 1416ه الموافق 1/11/1995م.وسميت بهذا الاسم؛ تيمنا باسم الشيخ عيد بن محمد بن ثاني بن جاسم بن محمد بن ثاني، رحمه الله (1922م-1994م) أحد أعلام دولة قطر النبلاء، والمعروف بمحبته للخير، وحرصه عليه، وسعيه الدؤوب من أجل تنفيذ المشاريع الخيرية داخل قطر وخارجها على حد سواء.ورغبة منه-رحمه الله- في استمرار هذا الخير أوصى بوقف ثلث تركته على أعمال الخير والبر؛ طالبا لمرضاة الله تعالى، ورغبة في الثواب. سعت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية إلى تحقيق الأهداف التالية:- ركزت مؤسسة عيد الخيرية من خلال عملها الإنساني في أكثر من 60 دولة حول العالم على تحقيق معظم الأهداف الإنمائية السبعة عشر للأمم المتحدة وخصوصا التي تتعلق بجودة التعليم والصحة والتصدي لعدم المساواة وتوفير مياه الشرب والصرف واستدامة المجتمعات والقضاء على الفقر والطاقة النظيفة. منذ تأسست عيد الخيرية عام 1995 استفاد منها خلال 22 عاما أكثر من 170 مليون إنسان في شتى المجالات الإنسانية، حيث قامت ببناء 1100 مدرسة، وحفر 21 ألف بئر مياه، وبناء 67 دار للأيتام، وبناء 3000 بيت للفقراء، وتنفيذ 550 مشروع وبرنامج طبي للمرضى، وإقامة 86 مخيما طبيا لعلاج الفقراء في الأماكن النائية، كما قامت بتوفير 30 ألف مشروع للأسر الفقيرة. حصلت مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية على شهادة الجودة في الأداء (الآيزو 9001 — 2008)، وقد احتفلت بهذا الإنجاز خلال حفل حضره سعادة الشيخ الدكتور محمد بن عيد آل ثاني وزير الدولة، رئيس مجلس إدارة المؤسسة والسيد علي السويدي المدير العام وعدد من أعضاء مجلس إدارة المؤسسة، ومسؤولون من شركة (vision international) القائمة بعمليات التقييم ومنح شهادة الجودة وتم خلال الحفل تسليم شهادة الايزو لمؤسسة عيد الخيرية.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية
|
cf53e58d26c0de4f23c3bc16de4d28cc
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.352769",
"source": "Wikipedia"
}
|
راكان بن حثلين
|
راكان بن حثلين
|
راكان بن فلاح بن مانع بن حثلين العجمي (1230 /1814-1310 /1892)، وكنيته أبو فلاح، أمير وشاعر وفارس مغوار وزعيم قبيلة العجمان. اجتمعت العجمان على والده الشيخ فلاح، وبعده انتقلت المشيخة إلى عمه «حزام» الذي أصبح راكان ساعده الأيمن، ثم تنازل لراكان عام 1262ه لكبر سنه، فأصبح راكان شيخ قبيلة العجمان. سجن في مدينة «نيش» في صربيا حين كانت تابعة للدولة العثمانية، أثناء الحرب الصربية التركية (1876م–1878م)، وشارك هناك في معركة بين الصرب والعثمانيين أثناء سجنه، فأطلق العثمانيون سراحه وكتبوا له وثيقة للعفو عنه، وكافئوه بالهدايا والأموال وعاد إلى قبيلته شيخا عليهم. ولد الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين عام 1230ه الموافق 1812م. يعود نسب قبيلة العجمان إلى جدهم «يام بن أصبى الهمداني»، الذي ينتمي إلى عرب قحطان. سكنت هذه القبيلة في منطقة الأحساء. ارتحلت بنت «عامر بن جفن آل سفران» مع قومها في فصل الربيع باحثين عن مكان جديد لهم، فنظم راكان بن الحثلين قصيدة عنها حين رآهم يتأهبون للارتحال؛ إذ كان راكان يحب هذه الفتاة منذ فترة. سمع والد راكان الأبيات التي نظمها ابنه عن بنت عامر، فأراد تزويجه إياها، فأرسل كبار قومه لخطبتها إلى راكان قاصدين والدها عامر بن جفن الذي قام بإكرامهم حين دخلوا عليه، وعندما طلبوا منه ابنته للزواج من الشيخ راكان أجابهم إلى طلبهم، فأهدى أبو راكان عامرا بن جفن فرسا من الخيول العربية الأصلية لكرمه معهم إلا أنه رفض قبولها، فأقسم عليه فقبلها. وتم زواج راكان من بنت عامر، وأنجبت له: فلاح بن راكان بن حثلين. في هذه الحادثة، أنشأ فلاح ابن حثلين والد راكان هذه الأبيات: في سنة 1261ه/1845م هجم فلاح بن حثلين على حملة ضخمة للحجاج من أهل الأحساء وفارس والبحرين وغيرهم بالقرب من الدهناء. فاستولى على أموالهم ما لايعد ولا يحصى، وهلك الكثير من الحجاج عطشا. فأثار ذلك غضب الإمام فيصل بن تركي الذي ظفر به في السنة التالية 1262ه/1846م فأرسله إلى الهفوف مقيدا وطيف به في أسواق الأحساء، ثم جرى تسليمه إلى أحمد السديري الذي ضرب عنقه. فخلفه في زعامة القبيلة أخوه الشيخ حزام بن حثلين (عم راكان بن فلاح بن حثلين) الذي أمضى حوالي خمسة عشر عاما زعيما لقبيلة العجمان، فركنت القبيلة إلى الهدوء ثم تنازل في 1276ه/1859-1860م عن زعامته لابن أخيه الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين بسبب كبر سنه. وبذلك يكون عمر الشيخ راكان بن فلاح بن حثلين حينما تولى زعامة قبيلته (46) عاما. عندما أضحى راكان زعيما لقبيلته، جعل يكتب إلى الإمام فيصل ويتودد له ويرسل إليه الرسل والهدايا من الخيل والركاب، ويطلب منه العفو حتى صفح عنه الإمام وحضر بين يديه وبايعه على السمع والطاعة. ثم عظم أمره ووثق بقوة قبيلته، فأغار في سنة 1860م على إبل الإمام فيصل نفسه وأخذها وارتحل ومعه قبيلته من ديرة بني خالد إلى ماء الصبيحية جنوب الكويت. فكلف الإمام فيصل إبنه عبد الله بقيادة حملة لمطاردة راكان، فخرج عبد الله من الرياض أواخر شعبان 1276ه/مارس 1860م ومعه قبائل سبيع والسهول وقحطان ومطير، ثم انضم إليه أهالي الوشم وسدير والمحمل، وتوجه إلى ماء الوفراء حيث هجم على مجموعة من العجمان كانت تقيم هناك، فانهزموا من أمامه ونزلوا على راكان في الجهراء. ثم توجه عبد الله نحو منطقة ملح قريبا من الكويت، فقرر العجمان مواجهته ودارت المعركة في ملح يوم 17 رمضان 1276ه/ 3 أبريل 1860م حيث انهزمت قبيلة العجمان بقيادة زعيمهم راكان وقتل منهم حوالي 700 رجل وفر الباقي إلى الكويت. ثم أرسل الأمير عبد الله وكان موجودا وقتها في الجهراء إلى أمير الكويت الشيخ صباح بن جابر الصباح يطلب منه إخراج العجمان من البلد ورفع الحماية عنهم، ولكن الشيخ جابر رفض، فقفل عبد الله راجعا إلى الرياض. لم تفت تلك المعركة من عضد راكان بن حثلين وباقي زعماء القبيلة في سنة 1277ه/1860-1861م، فتشاور معهم بعد عودتهم من البحرين حيث أجمع رأيهم على ترك الكويت وتوجهوا إلى بادية قبيلة المنتفق حيث تصاهروا معهم، ونزلوا كاظمة وتحالف زعماء العجمان والمنتفق جميعا على التعاون ضد كل من يقصدهم بسوء، ومحاربة أهل نجد من البادية والحضر لإدخالهم في طاعتهم وحكمهم. فتتابعت غاراتهم على أطراف الأحساء وعلى أهل نجد وأطراف الزبير والبصرة والكويت، وصارت للمنتفق والعجمان شوكة وقوة عظيمة، وخافوهم أهل البصرة والزبير. فقام متسلم البصرة حبيب باشا بتقديم الأموال والسلاح لشيخ الزبير سليمان بن عبد الرزاق آل زهير للتصدي لأعمال العجمان، فجمع سليمان جنودا من أهل نجد وبذل فيهم المال حتى اجتمع معه خلق كثير. ثم أجمعت المنتفق ومعها عربان العجمان على الرأي بأن يتوجهوا ناحية البصرة، ويأخذون منها من التمر مايكفيهم سنتهم، وكان ذلك وقت صرام النخيل، ثم يتوجهون بعد ذلك إلى حرب نجد. فساروا نحو البصرة ونزلوا قريبا منها، ثم نهضوا إليها وانتشروا في نخيلها حيث عاثوا فيها بالنهب والفساد. فتصدى لهم شيخ الزبير «سليمان بن عبد الرزاق الزهير» بمن معه من أهل نجد وأهل الزبير وعسكر باشا البصرة الأتراك وقاتلهم قتالا شديدا حتى أخرجهم من النخيل، ثم طاردهم إلى البادية حيث جرت معركة شديدة انهزم فيها تحالف المنتفق والعجمان وقتل منهم خلق كثير، فترفقوا حيث فرت المنتفق نحو كويبدة وكابدة وفر العجمان إلى الجهراء حيث اتخذوها مركزا لنشاطهم. وقد تنكر أمير المنتفق الشيخ منصور من المجموعة المتحالفة مع العجمان خوفا من
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/راكان بن حثلين
|
e8669063bdb9d109e284c002b9d9f7c4
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.356782",
"source": "Wikipedia"
}
|
الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
|
الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
|
الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية (ملاحظة 1) أو الكنيسة الأرثوذكسية وتسمى رسميا الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة أو الكنيسة الأرثوذكسية الكاثوليكية أو تاريخيا الكنيسة الرومية الأرثوذكسية أو الكنيسة البيزنطية أو كنيسة بيزنطة، هي عائلة كنسية مسيحية ترجع جذورها بحسب أتباعها إلى يسوع والخلافة الرسولية والكهنوتية، تضم مجموعة كنائس مستقلة محلية في شراكة كاملة مع بعضها،(ملاحظة 2) يرأس كل منها بطريرك أو رئيس أساقفة، مع كون البطريرك المسكوني هو «الأول بين المتساوين». تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية من الكنائس الخلقيدونية وتعترف بالمجامع المسكونية السبعة، على عكس الكنائس الأرثوذكسية المشرقية التي لا تعترف إلا بالمجامع الثلاث الأولى. ومعنى كلمة أرثوذكسية الرأي القويم، أو الإيمان المستقيم. وتشكلت هوية مستقلة للعائلة الأرثوذكسية البيزنطية بعد الانشقاق العظيم عام 1054، والذي كان لأسباب سياسية أكثر من الدينية وأدى لانقسام الكنيسة في قارة أوروبا إلى شرق بيزنطي أرثوذكسي تقوده القسطنطينية (عاصمة الإمبراطورية البيزنطية) وغرب لاتيني كاثوليكي تقوده روما (عاصمة الولايات البابوية)، وجرى فرض الحرم بين الجانبين. كان من أسباب الانشقاق الخلاف حول سلطة البابا، ومشكلة انبثاق الروح القدس، والخلاف حول السلطة على عدة أراض بين الروم واللاتين، والاختلاف في بعض التفاصيل حول الصوم والقداس. الكنيسة الأرثوذكسية هي ثاني أكبر الكنائس المسيحية بعد الكنيسة الكاثوليكية في العالم؛ بالمقابل تتخطى المذاهب البروتستانتية مجتمعة الكنيسة الأرثوذكسية، ويتراوح عدد أعضائها بين 223 مليونا و300 مليون. وينتشر أتباع الكنيسة الأرثوذكسية في المناطق التي كانت سابقا جزءا من الإمبراطورية البيزنطية، في أوروبا الشرقية وروسيا وبلاد البلقان اليونان وجورجيا وعموم الشرق الأدنى، بالإضافة إلى الشرق الأوسط حيث يسمون بالروم الأرثوذكس بسبب اعتمادهم الطقوس البيزنطية، وأعداهم هناك في تناقص بسبب الاضطهاد والهجرة. وتشكلت مجتمعات أرثوذكسية في مناطق أخرى من العالم بسبب الهجرة والشتات والتحولات الدينية والنشاط التبشيري. في 2018، قطعت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الشراكة مع بطريركية القسطنطينية المسكونية، ردا على منح الأخيرة استقلالا ذاتيا للكنيسة الأوكرانية الأرثوذكسية. تتبع الكنائس الأرثوذكسية التالية النظام البطريركي القديم، فيدعى رئيسها بطريرك. وهي: والكنائس التالية تتبع النظام الرئاسي الذي يكون برئاسة الأساقفة وهي: وهذه كنائس شبه مستقلة تتبع كل منها لكنيسة أم: الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية هي ثاني أكبر الكنائس المسيحية بعد الكنيسة الكاثوليكية في العالم؛ بالمقابل تتخطى المذاهب البروتستانتية مجتمعة الكنيسة الأرثوذكسية، وتتراوح أعداد أتباع الأرثوذكسية الشرقيين بين 223 مليونا و300 مليون. ما يقرب من أربعة من كل عشرة مسيحيين أرثوذكس في جميع أنحاء العالم (39%) يقيمون في روسيا، وهو أكبر بلد أرثوذكسي في العالم. على الرغم من أن تركيا هي مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية، أي مركز المسيحية الأرثوذكسية فعدد المسيحيين الأرثوذكس فيها صغير نسبيا (حوالي 180,000 يشمل الرقم الأرثوذكس المشرقيين). معظم البلدان التي تضم أعدادا كبيرة من المسيحيين الأرثوذكس فيها أغلبية الأرثوذكسية، المسيحيين الأرثوذكس يشكلون الغالبية العظمى في 12 بلدا. يذكر أنه تنتشر أقليات أرثوذكسية شرقية ذات شأن في أذربيجان، وألبانيا، والبوسنة والهرسك، وجمهورية كوسوفو، وإستونيا، ولاتفيا، وكازاخستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، والأردن، وسوريا، ولبنان، وفلسطين وإسرائيل وتركيا. ينتشر الأرثوذكس خصوصا في أوروبا الشرقية حيث الغالبية هناك أرثوذكسية. ويعيش بالمجمل 76.9% من الأرثوذكس في أوروبا، ويتواجد 6.7% من أرثوذكس العالم في تركيا ووسط آسيا والشرق الأوسط، أما الأمريكتين ففيها 1% من مجمل الأرثوذكس. تعتبر بطريركية موسكو أكبر الكنائس الأرثوذكسية في العالم ويبلغ عدد أتباعها 150 مليون. ومن ثم بطريركية رومانيا ويبلغ عدد أتباعها 18.8 مليون. وبطريركية صربيا ويبلغ عدد أتباعها 11 مليون. ومن ثم كنيسة اليونان ويبلغ عدد أتباعها 11 مليون. وبطريركية بلغاريا حيث يبلغ عدد أتباعها 10 مليون. الحضارة البيزنطية أهم ما فيها الثقافة. عرفت الخط مكتوبا باليونانية واللاتينية في أعمال المؤرخين القدامى ورسائل في الزراعة والفن العسكري، في الطب والطب البيطري، في تأويل الأحلام، كل هذا ألف مكتبة كبيرة. كانت مكتبة البطريركية المسكونية التي كانت تحوي أعمال المجامع وكتب الآباء. إلى هذا مكتبات خاصة. هنا وهناك كتب طقوسية. ندرة الكتب نابعة من كونها غالية. الوصول إلى الكتاب يسهل في العائلات الغنية. المدرسة الابتدائية يشرف عليها الأسقف، يتعلم الولد فيها القراءة والكتابة والحساب. الكتاب الرئيس هو المزامير. في المدرسة علم الجمل حيث لكل حرف قيمته في الرقم كما في العالم العربي. الترتيل متقن في المدارس. كل الأولاد كانوا يتبعون المدارس الوسطى. تعلم الناس كل ما في الحضارة القديمة: هوميروس، الهندسة، البلاغة، الرياضيات. كانت الفلسفة تتضمن اللاهوت والرياضيات، الموسيقى، علم الفلك، الطبيعيات. في القرن الثالث عشر ظهر في الترجمة أعمال لاتينية وفارسية وعربية. أخذ القوم عن اللاتينية مفردات الحياة الإدارية وعن العربية تلك المتعلقة بالنسيج. كانت الكنيسة متعلقة باللغة القديمة. عرفت القسطنطينية غير مؤسسة جامعية، ثم كان للبطريركية تعليم جامعي. المعرفة العالية كان لا بد أن تتضمن تفسير الكتاب المقدس، وبعد تحديد العقيدة ظهرت المفردات اللاهوتية. لقد أثر النسك والتصوف في التعليم وتركزت العقيدة على كتب يوحنا الدمشقي. الصوفيون الكبار كانوا سمعان اللاهوتي الحديث وغريغوريوس بالاماس ونيقولاوس كبازيلاس. هنا تظهر سير القديسين. الكتب الطقوسية وضعت بين القرن الرابع والقرن الخامس عشر وعليها يعيش الأرثوذكسيون حتى اليوم. جزء أساسي من الثقافة البيزنطية أن تعرف استعمال كتب العبادات ولا سيما حسب الأعياد والمواسم. ثم تأتي الأعمال الأدبية الموضوعة بلغة العلماء. وتعالج التاريخ والجغرافية والفن العسكري والبلاغة والقصة، والفلسفة والألسنية وقواعد اللغة. التاريخ يبدأ من بدء الخليقة وينتهي عند زمن الكاتب. إلى هذا الفلسفة اليونانية التي أظهرت آباء الكنيسة. وقد استعار الفكر المسيحي مصطلحات الفلسفة لينتقل ورأى أنه يكمل الفكر القديم بالوحي. غير أنها بقيت مستقرة في جوهرها. استعملت أساليب مختلفة في بناء اللاهوت غير أن عدد الفلاسفة الأصيلين كان قليلا ولكن كثر العالمون بالآداب اليونانية الكلاسيكية والنقاد وعلماء اللغة وبرز شعراء مسرحيات. لعل أجمل ما كتب الشعر الديني. كل ما يسمى في الصلوات القنداق والقانون شعر. إلى هذا عرفت بيزنطية الشعر الشعبي والقصة بالفصحى وبالعامية. كذلك عرفت الحضارة البيزنطية الأرثوذكسية علماء رياضيات وفيزياء وبصريات. عرف البيزنطيون علم الحيوان من الناحية التطبيقية وعلم النبات التطبيقي أي استعمال النبات في الطب والصيدلة. أخذوا الخيمياء عن سترابون وطبقوها في المعادن والصبغة والأدوية والزجاج. على الصعيد الطبي في التنظيم الصحي. أسست مستشفيات وصار للأطباء تعليم نظامي وعززت مواردهم. اشتهروا في علم العين: بولس من ايجينا كان دارس الجراحة والتوليد وأثر في الطب العربي. ميخائيل بسيلوس وضع قاموسا في الأمراض. خصصوا كتبا في طب الأسنان والتمعوا في البيطرة وفي طعام الحيوان. الصيدلة كانت عندهم جزءا من تعليم الطب وأخذوا في الصيدلة شيئا من العرب والفرس. عظمت الخطابة وسيلة للدعوة السياسية والدينية. ومن الخطابة الوعظ الذي اشتهر فيه القديس يوحنا الذهبي الفم في القرن الرابع ومطلع الخامس في أنطاكية والقسطنطينية ولدينا مواعظه في اللغة اليونانية مترجمة إلى معظم اللغات الأوروبية وبعضها إلى العربية. ظهرت الأيقونة الخشبية أو الجدارية في الإمبراطورية ولا سيما لتعليم الأميين. منذ القرن الرابع بدأ الرسم كما الفسيفساء. أقدم الفسيفساء (العذراء، القديس جاورجيوس) في سالونيك. القليل حفظ في أيا صوفيا وبقيت أيقونات كشف عنها من عهد أتاتورك. القليل في قبرص والأكثر في رافينا (إيطاليا). وبسبب غلاء الفسيفساء استعيض عنها بالرسم الجداري الذي عرف كثيرا في ما هو الآن المشرق العربي وهو في حال التجدد اليوم في كل أنحاء سوريا ولبنان. كذلك زينت المخطوطات بالتصاوير ولا سيما كتب الأناجيل. وارتبطت الصور بصناعة الصياغة والتطريز. انتبهت الكنيسة إلى ضرورة الأيقونة في المجمع المسكوني السابع وحددت تكريمها تحديدا عقائديا في السنة ال787 ملأت الكنائس والبيوت في الدنيا الأرثوذكسية وكان بادئ التنظير لها القديس يوحنا الدمشقي الذي عاش راهبا في فلسطين بعد أن قطع يده الخليفة الأموي في دمشق وأعادتها له القديسة السيدة مريم العذراء في الليلة نفسها وفي الصباح دهش الخليفة وأعاد له مقامه في القصر ورجاه البقاء لكن يوحنا رفض البقاء في بلاط الخليفة ورحل إلى أريحا حيث أسس دير القديس سابا في القرن السابع ولا يزال إلى اليوم. هذا وقد تبنت الكنيسة رأي يوحنا الدمشقي في الأيقونة وهو القائل ان التجسد الإلهي يفرضها. ان روحانية الايقونة في كل بيت أرثوذكسي في العالم إلى جانب استلهامها في الكنائس كان من العوامل التي حفظت الايمان.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
|
d098b7e3b2aeea76dbffb5e2d36755dd
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.359470",
"source": "Wikipedia"
}
|
علي بن عبد الله آل ثاني
|
علي بن عبد الله آل ثاني
|
الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني (1894 - 31 أغسطس 1974)، رابع حكام قطر من أسرة آل ثاني في فترة ما قبل الاستقلال، وقد حظي الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني بحب الشعب القطري، نظرا لقربه من أبناء الشعب، وأمره بمجانية التعليم والصحة والكهرباء والماء لكافة الشعب القطري. كما رزق بثلاث بنات. توفي ضحى يوم السبت 13 شعبان 1394ه، الموافق 31 أغسطس 1974م في بيروت، وجرى غسله وتكفينه فيها، ثم نقل جثمانه جوا إلى الدوحة؛ حيث كان في استقباله ابن أخيه الشيخ خليفة بن حمد أمير البلاد آنذاك، وصلى عليه قاضي قطر العلامة الشيخ عبد الله بن زيد آل محمود.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/علي بن عبد الله آل ثاني
|
9ef7cd1f9e76f50d1b68aafbbd7f4a17
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.359769",
"source": "Wikipedia"
}
|
شفق أحمر
|
شفق
|
الشفق هو الضوء الذي يظهر في جهة الغرب بعد غروب الشمس بفعل تبعثر ضوء الشمس في الطبقة العليا من الغلاف الجوي ثم يغيب بعد فترة، ويأتي بعده الغسق. ويوجد نوعان من الشفق؛ شفق أحمر وشفق أبيض وهو الذي يظهر بعد اختفاء الشفق الأحمر. يبدأ الشفق الفلكي عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة، أما الغسق الفلكي فينتهي عندما تصبح الشمس دون الأفق بمقدار 18 درجة أيضا. أما فيما يتعلق بالشفق والغسق المدنيين، فيبدأ الشفق المدني عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 6 درجات، في حين ينتهي الغسق المدني عندما تصبح الشمس دون الأفق بمقدار 6 درجات؛ وأما الشفق والغسق البحريان فيبدأ الشفق البحري عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 12 درجة، في حين ينتهي الغسق البحري عندما تصبح الشمس دون الأفق بمقدار 12 درجة أيضا. الشفق في الفلك ثلاثة أنواع : الشفق الأبيض هو بياض أفقي معترض يظهر في جهة المغرب بعد غياب الشفق الأحمر. وهو ما يعرف بالبياض الذي يسبق شروق الشمس عند المسلمين، يحدد الشفق الأبيض اقتراب موعد صلاة الفجر بمجرد ظهور الشفق الأبيض ثم يليه الشفق الأحمر الذي يثبت دخول وقت فريضة صلاة الفجر الصادق. الشفق الأحمر هو مايعرف بالحمرة التي تكون بعد مغيب الشمس. ويحدد غياب الشفق الأحمر عند المسلمين موعد صلاة العشاء. لقد استطاع العلماء تفسير ظاهرة الشفق التي ظلت مجهولة قرونا طويلة. فعندما تسقط أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض فإنها تخترق بلورات الثلج الصغيرة الموجودة في هذا الغلاف وكأنه منشور زجاجي يتحلل الضوء من خلاله إلى ألوان الطيف الضوئي السبعة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شفق أحمر
|
d094eecaa021dd722e63803542888fea
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.360310",
"source": "Wikipedia"
}
|
شفق أبيض
|
شفق
|
الشفق هو الضوء الذي يظهر في جهة الغرب بعد غروب الشمس بفعل تبعثر ضوء الشمس في الطبقة العليا من الغلاف الجوي ثم يغيب بعد فترة، ويأتي بعده الغسق. ويوجد نوعان من الشفق؛ شفق أحمر وشفق أبيض وهو الذي يظهر بعد اختفاء الشفق الأحمر. يبدأ الشفق الفلكي عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 18 درجة، أما الغسق الفلكي فينتهي عندما تصبح الشمس دون الأفق بمقدار 18 درجة أيضا. أما فيما يتعلق بالشفق والغسق المدنيين، فيبدأ الشفق المدني عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 6 درجات، في حين ينتهي الغسق المدني عندما تصبح الشمس دون الأفق بمقدار 6 درجات؛ وأما الشفق والغسق البحريان فيبدأ الشفق البحري عندما تكون الشمس تحت الأفق بمقدار 12 درجة، في حين ينتهي الغسق البحري عندما تصبح الشمس دون الأفق بمقدار 12 درجة أيضا. الشفق في الفلك ثلاثة أنواع : الشفق الأبيض هو بياض أفقي معترض يظهر في جهة المغرب بعد غياب الشفق الأحمر. وهو ما يعرف بالبياض الذي يسبق شروق الشمس عند المسلمين، يحدد الشفق الأبيض اقتراب موعد صلاة الفجر بمجرد ظهور الشفق الأبيض ثم يليه الشفق الأحمر الذي يثبت دخول وقت فريضة صلاة الفجر الصادق. الشفق الأحمر هو مايعرف بالحمرة التي تكون بعد مغيب الشمس. ويحدد غياب الشفق الأحمر عند المسلمين موعد صلاة العشاء. لقد استطاع العلماء تفسير ظاهرة الشفق التي ظلت مجهولة قرونا طويلة. فعندما تسقط أشعة الشمس على الغلاف الجوي للأرض فإنها تخترق بلورات الثلج الصغيرة الموجودة في هذا الغلاف وكأنه منشور زجاجي يتحلل الضوء من خلاله إلى ألوان الطيف الضوئي السبعة.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شفق أبيض
|
d094eecaa021dd722e63803542888fea
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.360847",
"source": "Wikipedia"
}
|
شفق قطبي
|
شفق قطبي
|
الشفق القطبي أو الوهج القطبي أو الأضواء القطبية أو الفلق هو مزيج من الألوان التي تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية ويعرف أيضا بالأسماء الفجر القطبي أو الأضواء القطبية وهو من الظواهر الجميلة. تحدث معظم ظواهر الشفق في المنطقة المعروفة باسم منطقة الشفق القطبي، المحددة بدائرتي العرض 3° 6° وخطي الطول 10° و20 ° من الأقطاب المغناطيسية الأرضية في جميع الأوقات المحلية (أو خطوط الطول)، وتظهر بوضوح ليلا في الظلام. والمنطقة التي تظهر على الشفق في أي وقت من الأوقات كما هو معروف البيضاوي الشفقي، وهو شريط ضوئي يظهر في الجانب المظلم من الأرض. تعمل إحصاءات مشاهدة الشفق القطبي كدليل مبكر على حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية بشكل بيضوي شمالا وجنوبا. الياس وميس (1860) وبعده هيرمان فريتز (1881وS. Tromholt (1882) قد أثبتوا أن الشفق يظهر أساسا في «منطقة الشفق القطبي»، وهي منطقة على شكل حلقة نصف قطرها ما يقرب من 2500 كم حول القطب المغناطيسي للأرض. وهو حوالي 2000 كلم من القطب المغناطيسي. ثم بدأت يوما بعد يوم بالانتشار على شبكة الإنترنت. وقد سميت هذه الظاهرة باسم «اورورا» كاسم أحد الآلهة في الثقافة اليونانية، أما عن غاليليو في 1619 فقد اسماها الريح الشمالية «بوراليس». كما يظهر تطابق في سمات الضوء من الناحية الجنوبية إلى الشفق في الناحية الشمالية، كما أن التغيرات في كلا القطبين متزامنان. تظهر هذه الأضواء باللونين الأخضر الخافت والأحمر يظهر الشفق القطبي في المناطق ذات خطوط العرض الأقرب للقطبين، ومن المناطق التي يمكن رؤية الظاهرة فيها بوضوح جنوبا هي: تشيلي والأرجنتين وأستراليا. كما يحدث الشفق في كواكب أخرى، غير الأرض وتكون مرتبطة أيضا بالأقطاب المغناطيسية لتلك الكواكب "تكون على شكل بقع منتشرة وبعض الأقواس المرئية. ومن الممكن أن تشهد بعض المناطق غير القطبية آثار هذه الظاهرة، بسبب العاصفة الأرضية المغناطيسية، التي تعمل على توسيع نطاق هذه الظاهرة إلى ما يقارب 2000 كم، ويكون الانتشار الفوري والعشوائي منحرفا بمقدار درجتين أو ثلاث عن القطب المغناطيسي. يمكن رؤية الظاهرة بأفضل ما يكون في فترة تسمى «منتصف الليلة المغناطيسية» يمكن رؤيتها مباشرة بالنظر إلى الأعلى، تتزامن هذه الظاهرة أيضا مع حدوث البقع الشمسية ويمكن مراقبتها من زاوية وتعرف هذه الزاوية باسم «زاوية الملعب». تم الكشف عن الارتفاعات التي تحدث انبعاثات الشفق القطبي من قبل كارل ستورمر وزملاؤه الذين استخدموا الكاميرات لتثليث أكثر من 12,000 شفق. واكتشف العلماء أن يتم إنتاج أكثر من النور ما بين 90 150 كيلومترا فوق سطح الأرض، في حين تمتد في بعض الأحيان لأكثر من 1000 كم. صور الشفق بصورة ملحوظة أكثر شيوعا اليوم مما كانت عليه في الماضي بسبب الزيادة في استخدام الكاميرات الرقمية التي لديها حساسيات عالية بما فيه الكفاية. فيلم والتعرض الرقمي ليعرض الشفق القطبي محفوف بالصعوبات، ولا سيما إذا الإخلاص الإنجاب هو هدف. يرجع ذلك إلى مختلف ألوان الطيف الحاضر، والتغيرات الزمنية التي تحدث خلال التعرض، والنتائج لا يمكن التنبؤ بها إلى حد ما. طبقات مختلفة من الفيلم مستحلب تستجيب بشكل مختلف لخفض مستويات الضوء، واختيار الفيلم يمكن أن تكون مهمة جدا. التعرض أطول ركب بسرعة تتغير ملامح، وغالبا ما بطانية السمة الديناميكية للعرض. حساسية أعلى يخلق القضايا مع التحبب. أضواء على شمال كالجاري يظهر الشفق القطبي في كثير من الأحيان إما توهج منتشر أو «الستائر» التي تمتد تقريبا في اتجاه الشرق والغرب. في بعض الأحيان، فإنها تشكل «أقواس هادئة». في أحيان أخرى («الشفق النشط»)، فإنها تتطور وتتغير باستمرار. ويتكون كل ستارة العديد من أشعة متوازية، واصطف كل ما يصل مع الاتجاه المحلي من الحقل المغناطيسي للأرض، بما يتفق مع الشفق التي شكلت المجال المغناطيسي للأرض. وتؤكد قياسات الجسيمات في الوضع الطبيعي أن تسترشد الإلكترونات الشفق القطبي بواسطة الحقل المغنطيسي الأرضي، ودوامة من حولهم في الوقت الذي يتجه نحو الأرض. وغالبا ما تعزيز تشابه شاشة عرض الشفقي إلى الستائر التي كتبها طيات داخل أقواس. ديفيد مالين رائدة التعرض متعددة باستخدام مرشحات متعددة للتصوير الفلكي، إعادة توحيد الصور في المختبر لإعادة العرض البصري بشكل أكثر دقة. للبحث العلمي، وغالبا ما تستخدم وكلاء، مثل الأشعة فوق البنفسجية، وتصحيح الألوان لمحاكاة ظهور للبشر. وتستخدم تقنيات التنبؤية أيضا، لبيان مدى الشاشة، أداة مفيدة للغاية للصيادين الشفق. الأرضية ميزات غالبا ما تجد طريقها إلى الصور أورورا، مما يجعلها أكثر سهولة وأكثر عرضة للنشرتها المواقع الرئيسية. فمن الممكن لالتقاط صور ممتازة مع فيلم القياسي (ISO باستخدام التصنيفات بين 100 400) والكاميرا العاكسة أحادية العدسة مع فتحة كاملة، عدسة سريعة (F1.4 50 ملم، على سبيل المثال)، والتعرض بين 10 30 ثانية، اعتمادا على سطوع الشفق. وقد تم العمل في وقت مبكر على التصوير من الشفق في عام 1949 من قبل جامعة ساسكاتشوان باستخدام الرادار SCR-270. الأشكال البصرية والألوان الشفق تأخذ العديد من الأشكال البصرية المختلفة. الأكثر تميزا وتألقا هي أقواس الشفق القطبي مثل الستارة. أنها في نهاية المطاف تفتيت أو «تفكك» في منفصلة، وسريع التغير، وغالبا ما بالأشعة الميزات التي قد تملأ السماء كلها. هذه هي الشفق «المنفصلة» التي هي في بعض الأحيان مشرقة بما فيه الكفاية لقراءة الصحف التي كتبها ليلا. الشفق «نشر»، من ناحية أخرى، هو توهج ملامح ونسبيا في بعض الأحيان على مقربة من حدود الرؤية. ويمكن تمييزها عن السحب مقمرة من حقيقة أن النجوم يمكن رؤية غير المنقوص من خلال توهج. منتشر في كثير من الأحيان تتألف من بقع الشفق الذي يسلك نبضات العادية أو شبه العادية السطوع. فترة نبض يمكن أن يكون العديد من عادة ثواني، لذلك ليست دائما واضحة. أحيانا هناك، والثانية الفرعية السريعة، الخفقان. وعرض الشفقي نموذجي يتكون من هذه الأشكال التي تظهر في النظام المذكور أعلاه طوال الليل. إن الفهم الكامل للعمليات الفيزيائية التي تؤدي إلى أنواع مختلفة من الشفق لا يزال غير مكتمل، ولكن السبب الأساسي ينطوي على تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغنطيسي للأرض. كثافة متفاوتة من الرياح الشمسية تنتج آثار بأحجام مختلفة، ولكن تشمل واحدة أو أكثر من السيناريوهات المادية التالية. والرياح الشمسية هادئة تتدفق الماضي المغنطيسي للأرض يتفاعل بشكل مطرد معها، ويمكن لكل من حقن جزيئات الرياح الشمسية مباشرة على خطوط المجال المغنطيسي الأرضي التي هي 'فتح'، في مقابل يجري «مغلقة» في نصف الكرة الآخر، وتوفير نشرها من خلال القوس صدمة. كما يمكن أن يسبب الجسيمات المحاصرين بالفعل في أحزمة الإشعاع لترسيب في الغلاف الجوي. مرة واحدة تضيع الجسيمات إلى الغلاف الجوي من أحزمة الإشعاع، في ظل ظروف هادئة جديدة تحل محلها إلا ببطء، وفقدان مخروط يصبح المنضب. في الكهرومغناطيسي، ومع ذلك، يبدو أن مسارات الجسيمات باستمرار لخلط، وربما عند عبور الجزيئات الضعيف جدا الحقل المغناطيسي بالقرب من خط الاستواء. ونتيجة لذلك، تدفق الإلكترونات في تلك المنطقة هو تقريبا نفس في كل الاتجاهات («الخواص»)، ويؤكد وجود إمدادات ثابتة من الإلكترونات تسرب. تسرب الإلكترونات لا يترك ذيل موجبة الشحنة، وذلك لأن كل إلكترون تسربت خسر ليتم استبدال الغلاف الجوي عن طريق الإلكترون الطاقة منخفضة رسمها أعلى من الأيونوسفير. هذا الاستبدال من الإلكترونات «الساخنة» التي منها «الباردة» هو في اتفاق تام مع القانون 2 للديناميكا الحرارية. عملية كاملة. الذي يولد أيضا حلقة التيار الكهربائي في جميع أنحاء الأرض، غير مؤكد. اضطراب المغناطيسي الأرضي من الرياح الشمسية تعزيز يسبب تشوهات الكهرومغناطيسي ("العواصف المغناطيسية الجزئية"). تميل هذه 'العواصف الثانوية "تحدث بعد فترات طويلة (ساعة) خلالها المجال المغناطيسي بين الكواكب تمت زيارتها عنصرا جنوبا ملموس. وهذا يؤدي إلى ارتفاع معدل الربط بين خطوط المجال وتلك الأرض. ونتيجة لذلك يتحرك الرياح الشمسية الفيض المغناطيسي (أنابيب خطوط المجال المغناطيسي، "مؤمن" جنبا إلى جنب مع البلازما الخاصة بهم مقيم) من الجانب يوم الأرض إلى الكهرومغناطيسي، وتوسيع عقبة الذي يفرضه على تدفق الرياح الشمسية وتشنجا الذيل على من جانب الليل. في نهاية المطاف بعض البلازما ذيل يمكن فصل ("إعادة الربط المغنطيسي")؛ وتقلص بعض النقط ("plasmoids") المصب ويتم إدراجها بعيدا مع الرياح الشمسية. وتقلص الآخرين نحو الأرض حيث يغذي حركتهم نوبات قوية من الشفق، ولا سيما حول منتصف الليل ("عملية تفريغ"). عاصفة المغنطيسية الأرضية الناتجة عن مزيد من التفاعل وتضيف العديد من الجسيمات إلى البلازما المحاصرين في جميع أنحاء الأرض، وأيضا إنتاج تعزيز "حلقة الحالية". أحيانا التعديل الناتج عن المجال المغناطيسي للأرض يمكن أن تكون قوية بحيث تنتج الشفق واضحة في خطوط العرض الوسطى، على خطوط المجال أقرب إلى خط الاستواء من تلك التي للمنطقة الشفق القطبي. تسريع الجسيمات المشحونة الشفق القطبي يرافق دائما اضطراب الغلاف المغناطيسي للأرض التي تسبب الشفق. هذه الآلية، التي يعتقد أن تنشأ في الغالب من التفاعلات موجة الجسيمات، ويرفع سرعة الجسيمات في اتجاه المجال المغناطيسي التوجيهية. وبالتالي انخفض زاوية الملعب، ويزيد من فرصة أن يكون عجلت في الغلاف الجوي. كل من الموجات الكهرومغناطيسية والكهرباء، أنتجت في وقت أكبر اضطرابات المغناطيسي الأرضي، وجعل مساهمة كبيرة في تنشيط العمليات التي تمكن الشفق أن تستمر. يوفر تسارع الجسيمات عملية وسيطة معقدة لنقل الطاقة من الرياح الشمسية بشكل غير مباشر في الغلاف الجوي. جسيمات الشفق القطبي تم اكتشاف السبب المباشر للالتأين والإثارة من مكونات الغلاف الجوي مما يؤدي إلى انبعاثات الشفق القطبي في عام 1960، مع رحلة الصاروخ رائدة مصنوعة من فورت تشرشل في كندا، ليكون تدفق الإلكترونات التي تدخل الغلاف الجوي من أعلاه. ومنذ ذلك الحين وقد تم الحصول على مجموعة واسعة من القياسات بشق الأنفس ومع تحسين مطرد قرار منذ 1960s من قبل العديد من فرق البحث باستخدام الصواريخ والأقمار الصناعية لاجتياز منطقة الشفق القطبي. وكانت النتائج الرئيسية التي أقواس الشفق القطبي وأشكال زاهية أخرى ترجع إلى الإلكترونات التي تم تسارع خلال النهائي قليل من 10,000 كم أو نحو ذلك من يغرق في الجو. وهذه الإلكترونات في كثير من الأحيان، ولكن ليس دائما، تظهر ذروة في توزيع الطاقة لديها، وتتماشى تفضيلي على طول اتجاه المحلي للمجال المغناطيسي. الإلكترونات التي هي المسؤولة أساسا عن الشفق انتشارا والنبض لديهم، في المقابل، توزيع الطاقة تراجع بشكل سلس، والزاوي (الملعب الزاوية) التوزيع لصالح الاتجاهات عموديا على المجال المغناطيسي المحلي. تم اكتشاف نبضات أن تنشأ عند أو بالقرب من معبر الاستوائية خطوط المجال المغناطيسي منطقة الشفق القطبي. وترتبط البروتونات أيضا مع الشفق، سواء منفصلة أو منتشرة. الشفق والغلاف الجوي الشفق تنتج عن الانبعاثات من الفوتونات في الغلاف الجوي العلوي للأرض، وفوق 80 كم (50 ميل) من ذرات النيتروجين المتأينة استعادة الإلكترون، وذرات الأكسجين وجزيئات النيتروجين استنادا عودته من الحالة المثارة إلى الأرض الدولة. والمتأينة وهي أو متحمس من قبل اصطدام الجسيمات عجلت في الغلاف الجوي. على حد سواء قد تصاب الإلكترونات والبروتونات واردة. تفقد طاقة الإثارة داخل الغلاف الجوي عن طريق انبعاث فوتون، أو عن طريق الاصطدام مع ذرة أو جزيء آخر: انبعاثات الأكسجين الأخضر أو البرتقالي والأحمر، وهذا يتوقف على مقدار الطاقة الممتصة. انبعاثات النيتروجين الأزرق أو الأحمر. الأزرق إذا كانت ذرة تستعيد الإلكترون بعد أن تم المتأينة ذلك، أحمر إذا العائدين إلى أرض الدولة من حالة مثارة. الأكسجين هو غير عادي من حيث عودتها إلى الحالة الأرضية: يمكن أن يستغرق ثلاثة أرباع ثانية لتنبعث منها الضوء الأخضر وتصل إلى دقيقتين لينبعث الأحمر. اصطدام مع الذرات أو الجزيئات الأخرى تمتص طاقة الإثارة ومنع الانبعاثات. لأن أعلى الغلاف الجوي يحتوي على نسبة أعلى من الأكسجين ويتم توزيع قليلة مثل هذه التصادمات نادرة بما فيه الكفاية لإتاحة الوقت للأكسجين إلى ينبعث الأحمر. اصطدام تصبح أكثر تواترا تتقدم باستمرار في الغلاف الجوي، بحيث انبعاثات الحمراء ليس لديهم الوقت ليحدث، وفي نهاية المطاف يتم منع حتى انبعاثات الضوء الأخضر. وهذا هو السبب في وجود فارق اللون مع الارتفاع. في يهيمن الحمراء عالية الأكسجين ارتفاعات، ثم الأكسجين والنيتروجين الأخضر الأزرق / أحمر، ثم أخيرا الأزرق النيتروجين / أحمر عندما منع الاصطدامات الأكسجين من انبعاث أي شيء. الأخضر هو اللون الأكثر شيوعا. ثم يأتي الوردي، وهي مزيج من الضوء الأخضر والأحمر، تليها الأحمر النقي، ثم الأصفر (مزيج من الأحمر والأخضر)، وأخيرا والأزرق النقي. الشفق والأيونوسفير وترتبط الشفق مشرق عموما مع تيارات Birkeland (Schield وآخرون، 1969؛. وZmuda ارمسترونغ 1973) التي تتدفق في الأيونوسفير على جانب واحد من القطب والخروج من جهة أخرى. في بين، وبعض من التيار يربط مباشرة من خلال طبقة E الغلاف الأيوني (125 كم)؛ بقية («منطقة 2») الطرق الالتفافية، وترك مرة أخرى من خلال خطوط المجال أقرب إلى خط الاستواء وإغلاق من خلال «حلقة جزئية الحالية» التي تحملها البلازما المحاصرين مغناطيسيا. الأيونوسفير هو موصل أومية، وحتى بعض نعتبر أن هذه التيارات تتطلب الجهد القيادة، والتي ، حتى الآن غير محددة، وآلية دينامو يمكن أن العرض. تحقيقات الحقل الكهربائي في المدار فوق الغطاء القطبي تشير الفولتية من أجل من 40,000 فولت، وارتفاع يصل إلى أكثر من 200,000 فولت أثناء العواصف المغناطيسية الشديدة. في تفسير آخر التيارات هي نتيجة مباشرة لتسريع الإلكترونات في الغلاف الجوي عن طريق التفاعلات موجة / الجسيمات. المقاومة الغلاف الأيوني لديها طبيعة معقدة، ويؤدي إلى تدفق التيار قاعة الثانوية. في مفارقة غريبة من الفيزياء، واضطراب المغناطيسي على الأرض بسبب التيار الرئيسي يلغي تقريبا، وذلك هو أكثر من تأثير ملاحظ من الشفق المقرر أن تيار الثانوي، وelectrojet الشفقي. ويستمد مؤشر الشفقي electrojet (تقاس في نانوتسلا) بانتظام من البيانات الأرضية وبمثابة مقياس عام استنتاجها أن التيارات تدفقت في الاتجاهات بين الشرق والغرب على طول القوس الشفقي، وهذه التيارات، تتدفق من dayside نحو (تقريبا) كان اسمه منتصف الليل في وقت لاحق «electrojets الشفق القطبي» يتم غمر الأرض باستمرار في الرياح الشمسية، وهو تدفق صاف من البلازما الساخنة (أ الغاز من الإلكترونات الحرة والأيونات الموجبة) المنبعثة من الشمس في كل الاتجاهات، نتيجة لدرجة الحرارة درجة يومين مليون من الطبقة الخارجية للشمس، الإكليل. الرياح الشمسية تصل الأرض مع سرعة عادة حوالي 400 كم / ، كثافة حوالي 5 أيونات / CM3 وشدة المجال المغناطيسي حول 2-5 NT (nanoteslas، (للمقارنة، حقل سطح الأرض هو عادة 30,000-50,000 تسلا .) أثناء العواصف المغناطيسية، وعلى وجه الخصوص، التدفقات يمكن أن يكون عدة مرات أسرع، والمجال المغناطيسي بين الكواكب (IMF) قد يكون أيضا أقوى بكثير جوان فاينمان استنتاجها في 1970s أن المتوسطات على المدى الطويل من سرعة الرياح الشمسية ترتبط مع النشاط المغنطيسي الأرضي. نتج عملها من البيانات التي تم جمعها من قبل مستكشف 33 مركبة الفضاء والرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي تتكون من البلازما (الغاز المتأين)، والتي موصلة للكهرباء. ومن المعروف جيدا (منذ العمل مايكل فاراداي حوالي 1830) أنه عندما يتم وضع الموصلات الكهربائية داخل مجال مغناطيسي بينما تحدث الحركة النسبية في اتجاه أن التخفيضات موصل عبر (أو يتم قطع من قبل)، بدلا من طول، وخطوط الحقل المغناطيسي للأرض، هو فعل تيار كهربائي داخل موصل، وقوة التيار تعتمد على معدل الحركة النسبية، قوة المجال المغناطيسي، تطويقهم عدد من الموصلات معا ود) المسافة بين الموصل والحقل المغناطيسي للأرض، في حين أن اتجاه تدفق يتوقف على اتجاه قريب الحركة. ديناموز الاستفادة من هذه العملية الأساسية («تأثير الدينامو»)، أي وجميع الموصلات، الصلبة أو تتأثر بذلك، بما في ذلك البلازما وسوائل أخرى. ينشأ صندوق النقد الدولي على الشمس، مرتبطة البقع الشمسية، وخطوط مجالها (خطوط القوة) يتم سحب بها الرياح الشمسية. وهذا وحده من شأنه أن خط لهم في اتجاه الشمس والأرض، ولكن دوران الشمس زوايا لهم في الأرض بنحو 45 درجة تشكيل حلزوني في الطائرة مسير الشمس)، والمعروفة باسم دوامة باركر. وبالتالي عادة ما تكون مرتبطة خطوط الحقل يمر الأرض إلى تلك القريبة من الحافة الغربية («الطرف») الشمس مرئية في أي وقت. والرياح الشمسية والغلاف المغنطيسي، ويجري اثنين من سوائل إجراء كهربائيا في الحركة النسبية، وينبغي أن يكون قادرة من حيث المبدأ على توليد تيارات كهربائية من خلال العمل دينامو ونقلها الطاقة من تدفق الرياح الشمسية. غير أن ما يعرقل هذه العملية من خلال حقيقة أن البلازما تجري بسهولة على طول خطوط الحقل المغناطيسي، ولكن أقل عمودي بسهولة لهم. يتم نقل الطاقة أكثر فعالية من خلال اتصال المغناطيسي مؤقت بين السطور مجال الرياح الشمسية وتلك التابعة للالمغنطيسي. مما لا يثير الدهشة هو معروف هذه العملية إعادة الربط المغنطيسي. كما سبق ذكره، فإنه يحدث الأكثر بسهولة عندما يتم توجيه مجال الكواكب جنوبا، في اتجاه مماثل إلى المجال المغنطيسي الأرضي في المناطق الداخلية من كل من القطب المغناطيسي الشمالي والقطب المغناطيسي الجنوبي. التخطيطي المغنطيسي للأرض الشفق أصبحت أكثر تواترا وأكثر إشراقا خلال مرحلة مكثفة من الدورة الشمسية عندما تزيد الكتل الاكليلية شدة الرياح الشمسية. تأتي الرياح الشمسية المعبأة بجسيمات مشحونة من بروتونات وإلكترونات وغيرها وتنصب على المجال المغناطيسي للأرض الذي يشكل عقبة أمام التدفق، ويقوم بتحويل مساراتها على ارتفاع حوالي 70,000 كم (نصف قطر 11 الأرض أو إعادة). وتنتج صدمة قوسية بين الجسيمات المشحونة والغلاف الجوي الرقيق في طبقات الجو العليا. يتم تعبئة خط العرض المغنطيسي عالية مع البلازما مع مرور الرياح الشمسية الأرض. تدفق البلازما في الغلاف المغناطيسي يزيد مع الاضطرابات إضافية، والكثافة والسرعة في الرياح الشمسية. ويحظى هذا التدفق بواسطة مكون جنوبا لصندوق النقد الدولي والتي يمكن بعد الاتصال مباشرة إلى خطوط العرض العليا خطوط المجال المغنطيسي الأرضي. ونمط تدفق البلازما في الغلاف المغناطيسي هو أساسا من الكهرومغناطيسي نحو الأرض، وحول الأرض ومرة أخرى في الطاقة الشمسية الرياح من خلال المغناطيسي على الجانب اليوم. بالإضافة إلى التحرك عموديا على المجال المغناطيسي للأرض، ويسافر بعض البلازما في الغلاف المغناطيسي نزولا على طول خطوط الحقل المغناطيسي للأرض، ويكتسب طاقة إضافية ويفقد ذلك إلى الغلاف الجوي في المناطق الشفقي. على الشرفات من الغلاف المغناطيسي، وفصل خطوط المجال المغناطيسي الأرضي التي تغلق من خلال الأرض من تلك التي تغلق تسمح بعد كمية صغيرة من الرياح الشمسية لتصل إلى مباشرة الجزء العلوي من الغلاف الجوي، إنتاج توهج الشفقي. في 26 فبراير 2008، كانت THEMIS تحقيقات قادرة على تحديد، لأول مرة، الحدث اثار لبداية العواصف الثانوية المغنطيسي. اثنان من خمسة تحقيقات، وضع ما يقرب من ثلث المسافة إلى القمر، والأحداث يقاس مما يشير إلى الحدث المغناطيسي إعادة الاتصال 96 ثواني قبل تكثيف الشفقي. العواصف المغناطيسية الأرضية التي تشعل الشفق قد يحدث في كثير من الأحيان خلال الأشهر حول الاعتدالات. ليست مفهومة جيدا، ولكن قد تختلف العواصف المغناطيسية الأرضية مع مواسم الأرض. اثنين من العوامل في الاعتبار هي الميل كل من محور الطاقة الشمسية وعلى الأرض إلى طائرة مسير الشمس. كما تتحرك الأرض في مداره طوال العام سيكون تجربة المجال المغناطيسي بين الكواكب (IMF) من خطوط العرض المختلفة من الشمس، والذي يميل في 8 درجات. وبالمثل، فإن الميل 23 درجة من محور الأرض حول القطب المغناطيسي الأرضي التي تدور مع اختلاف نهاري، يتغير متوسط زاوية اليومية التي يعرض الحقل المغناطيسي الأرضي على الحادث صندوق النقد الدولي طوال العام. هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى التغيرات الدورية طفيفة في طريقة مفصلة أن صندوق النقد الدولي يربط اللامغناطيسي. وهذا بدوره يؤثر على متوسط احتمال فتح الباب من خلالها الطاقة من الرياح الشمسية يمكن أن تصل المغناطيسي الداخلي للأرض، وبالتالي تعزيز الشفق. الإلكترونات المسؤولة عن ألمع أشكال الشفق تحتسب جيدا لمن تسارع في المجالات الكهربائية الديناميكية من الاضطراب البلازما التي واجهتها خلال هطول الأمطار من الغلاف المغناطيسي إلى الغلاف الجوي الشفقي. في المقابل، المجالات الكهربائية الساكنة غير قادرة على نقل الطاقة إلى الإلكترونات نظرا لطبيعتها المحافظة. والإلكترونات والأيونات التي تسبب توهج خافت من الشفق منتشر تظهر عدم الكشف عن تسارع أثناء هطول الأمطار. تقارب خطوط المجال المغناطيسي نحو الأرض التي تخلق «مرآة المغناطيسية» يتحول إلى الوراء الكثير من الإلكترونات المتدفقة نحو الانخفاض مع زيادة قوة المجال. ويتم إنتاج أشكال زاهية من الشفق عندما تسارع الانخفاض لا يزيد فقط من طاقة الإلكترونات عجل ولكن أيضا يقلل من زوايا الملعب الخاصة بهم (الزاوية بين سرعة الإلكترون وناقلات الحقل المغناطيسي المحلي). هذا يزيد كثيرا من معدل ترسب الطاقة في الغلاف الجوي، وبالتالي معدلات تأين، الإثارة ويترتب على ذلك انبعاث ضوء الشفقي. كما أنه يعزز التيار الكهربائي. ويستند واحد النظرية الأولى المقترحة لتسريع الإلكترونات الشفق القطبي على ثابت، أو شبه ثابت، الحقل الكهربائي يفترض ويترتب-أحادي الاتجاه انخفاض محتمل. ومنشؤها التجمع تهمة وما يرتبط بها من متساو-إمكانات وغير محددة حتى الفار . ومع ذلك، معادلة بواسون تشير إلى أن يمكن أن يكون هناك أي تكوين من تهمة مما أدى إلى انخفاض صافي المحتملين. هذه الحقيقة يحظر مفهوم انخفاض محتمل أحادي الاتجاه. وبالتالي فإن نظرية الحقل الكهربائي المقترحة لتسريع الجسيمات الشفقي هي موضع شك كبير لأنه يبدو أن تنتهك مبدأ أساسي من مبادئ الفيزياء. ويستند نظرية أكثر مصداقية على التسارع من قبل لانداو صدى في المجالات الكهربائية المضطربة في المنطقة التسارع. هذه العملية هي في الأساس نفسه الذي يعمل في مختبرات الانصهار البلازما في جميع أنحاء العالم، ويبدو قادرة أيضا على حساب من حيث المبدأ بالنسبة لمعظم - إن لم يكن كل - خصائص مفصلة من الإلكترونات المسؤولة عن ألمع أشكال الشفق أعلاه، أدناه وداخل المنطقة التسارع. كما اقترحت آليات أخرى، على وجه الخصوص، موجات Alfvén، وسائط موجة تنطوي على المجال المغناطيسي لوحظ لأول مرة من قبل هانز ألففين (1942)، والتي لوحظت في المختبر وفي الفضاء. والسؤال هو ما إذا كانت هذه الموجات قد تكون مجرد وسيلة مختلفة للنظر في العملية المذكورة أعلاه، ولكن، لأن هذا النهج لا يشيرون إلى مصدر طاقة مختلفة، ويمكن أيضا أن يوصف العديد من الظواهر الأكبر البلازما من حيث موجات Alfvén. وتشارك أيضا في عمليات أخرى الشفق، ويبقى الكثير مما يمكن تعلمه. وكثيرا ما يبدو الإلكترونات الشفق القطبي التي أنشأتها العواصف المغناطيسية الأرضية الكبيرة لديها طاقات أقل من 1 كيلو، ويتم إيقاف مستوى أعلى، قرب 200 كم. هذه الطاقات المنخفضة تثير أساسا الخط الأحمر من الأكسجين، بحيث غالبا هذه هي الشفق الأحمر. من ناحية أخرى، الأيونات الموجبة أيضا الوصول إلى الأيونوسفير في مثل هذا الوقت، مع الطاقات من 20-30 كيلو، مما يشير إلى أنها قد تكون «تجاوز» على طول خطوط الحقل المغناطيسي للوفيرة أيونات «عصابة تيار» تسارع في مثل هذه الأوقات، من خلال العمليات تختلف عن تلك المذكورة أعلاه. كما يبدو أن تسارع بعض أيونات O + («هندسة المخروطيات») بطرق مختلفة عن طريق عمليات البلازما المرتبطة الشفق. وتسارعت هذه الأيونات بواسطة موجات البلازما في اتجاهات متعامدة أساسا إلى خطوط المجال. ولذا فإنها تبدأ في اجتماعهم «نقاط المرآة» ويمكن السفر إلى أعلى فقط. وعندما يقومون بذلك، «تأثير المرآة» يحول توجهاتها للحركة، من عمودي على خط ميدانية لمخروط من حوله، والذي يضيق تدريجيا، وأصبحت على نحو متزايد موازية على مسافات كبيرة حيث الحقل أضعف من ذلك بكثير. ويعتقد أن الشفق الذي نتج عن «عاصفة مغنطيسية أرضية كبيرة» على حد سواء 28 أغسطس، 2 سبتمبر 1859 ليكون الأكثر إثارة في التاريخ المسجل مؤخرا. في ورقة إلى الجمعية الملكية في 21 تشرين الثاني عام 1861، وصفت بلفور ستيوارت كلا الحدثين الشفق القطبي كما هو موثق من قبل magnetograph الذاتي تسجيل في مرصد كيو وتأسيس اتصال بين العاصفة الشفق القطبي 2 سبتمبر 1859 واندلاع حدث كارينغتون-هودجسون عندما لاحظ أن: «إنه ليس من المستحيل أن نفترض أنه في هذه الحالة تم أخذ جرم سماوي لدينا في هذا القانون». هذا الحدث الشفقي الثاني، التي وقعت في 2 سبتمبر 1859 نتيجة لالمكثفة بشكل استثنائي كارينغتون-هودجسون ضوء الشمسية البيضاء مضيئة في 1 أيلول 1859، أنتجت الشفق، على نطاق واسع جدا ومشرق للغاية، وأنهم شوهدوا وذكرت في القياسات العلمية المنشورة، وسجلات السفينة، والصحف في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وأستراليا. وأفيد من قبل صحيفة نيويورك تايمز أنه في بوسطن يوم الجمعة 2 سبتمبر 1859 الشفق كان «رائعة جدا أنه في حوالي 1:00 الطباعة العادية يمكن قراءة بواسطة النور». الساعة واحد EST الوقت يوم الجمعة سيكون 2 سبتمبر كانت، الساعة 6:00 بتوقيت جرينتش وmagnetograph الذاتي تسجيل في مرصد كيو تم تسجيل العاصفة المغنطيسية الأرضية، التي كانت آنذاك ساعة واحدة من العمر، في شدته الكاملة. الفترة من 1859 1862، نشرت الياس وميس سلسلة من تسع ورقات على معرض الشفقي العظمى عام 1859 في المجلة الأمريكية للعلوم حيث جمعت تقارير على نطاق العالم لهذا الحدث الشفقي. ويعتقد أن الشفق قد تم إنتاجها من قبل واحدة من أشد الكتل الاكليلية في التاريخ. ومن الملاحظ أيضا لحقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي ظواهر النشاط الشفقي والكهرباء كانت مرتبطة بشكل لا لبس فيه. وقدم هذه الرؤية من الممكن ليس فقط بسبب القياسات المغنطيسية العلمية للعصر، ولكن أيضا نتيجة لجزء كبير من 125,000 ميل (201,000 كم) من خطوط التلغراف ثم في الخدمة التي تعطلت كثيرا لعدة ساعات طوال العاصفة. بعض خطوط التلغراف، ومع ذلك، يبدو أنه كان من طول والتوجه لإنتاج تيار كاف يسببها geomagnetically من الحقل الكهرومغناطيسي للسماح لاستمرار التواصل مع إمدادات الطاقة المشغل التلغراف المناسب مغلقا. وذكر التحكم المغناطيسي للشفق التي كتبها اليونانية القديمة المستكشف / جغرافي بيثياس، Hiorter، ووصف مئوية في 1741 دليل على أن التقلبات المغناطيسية كبيرة وقعت عندما لوحظ الشفق في سماء المنطقة. وكان أيضا في وقت لاحق أدركت أن التيارات الكهربائية الكبيرة كانت مرتبطة مع الشفق، التي تتدفق في المنطقة حيث ضوء الشفقي نشأت. ظهرت الخرافات متعددة والنظريات التي عفا عليها الزمن، موضحا الشفق على مر القرون. وقد كان للأضواء الشمالية عددا من الأسماء على مر التاريخ. ودعا كري ظاهرة في «رقصة الأرواح». في أوروبا في العصور الوسطى، كانت الشفق يعتقد عادة أن يكون علامة من الله. هناك مطالبة من 1855 أنه في الميثولوجيا الإسكندنافية: وValkyrior هي العذارى الحربية، التي شنت على الخيل والمسلحة مع خوذات والرماح. /../ عندما تركب عليها في مأمورية، ودروعهم يسلط الضوء الخفقان غريب، والتي ومضات على مدى سماء شمال، مما يجعل ما يسميه رجال «الشفق القطبي»، أو «الأضواء الشمالية». في حين أن فكرة ضرب، وليس هناك هيئة الهائل من الأدلة في الأدب نورس قديم إعطاء هذا التفسير، أو حتى الكثير من إشارة إلى الشفق. على الرغم من أن النشاط الشفقي هو شائع على الدول الإسكندنافية وأيسلندا اليوم، فمن الممكن أن القطب الشمالي المغناطيسي كان إلى حد كبير بعيدا عن هذه المنطقة خلال الفترة المعنية من الميثولوجيا الإسكندنافية. عثر على أول حساب نورس قديم من norðrljós في وقائع النرويجي Konungs Skuggsjá من 1230. وقد استمع المرضية عن هذه الظاهرة من المواطنين العائدين من غرينلاند، وقال انه يعطي ثلاثة تفسيرات محتملة: أن المحيط كان محاطا حرائق واسعة، أن مشاعل الشمس يمكن أن يصل إلى جميع أنحاء العالم إلى جانب لياليها، أو أن الأنهار الجليدية يمكن تخزين الطاقة بحيث أصبحت في نهاية المطاف الفلورسنت. في الأساطير الرومانية القديمة، أورورا هي إلهة الفجر، تجديد نفسها كل صباح لتطير عبر السماء، معلنا وصول أشعة الشمس. وقد أدرجت شخصية من أورورا إلهة في كتابات شكسبير لورد تينيسون، وثورو. في تقاليد السكان الأصليين الأستراليين، يرتبط AUSTRALIS أورورا عادة بالنار. على سبيل المثال، والناس Gunditjmara في غرب فيكتوريا يسمى الشفق "Puae buae"، بمعنى "رماد"، في حين أن الناس Gunai في شرق فيكتوريا ينظر الشفق كما حرائق الغابات في عالم الروح. عندما قال الشعب Dieri جنوب أستراليا أن العرض الشفقي كان "Kootchee"، وهي روح الشر خلق حريق كبير. وبالمثل، فإن الناس Ngarrindjeri جنوب أستراليا وأشار إلى الشفق ينظر على جزيرة كانغارو (جزيرة الكنغر) مثل نيران من الأرواح في 'أرض الموتى ". السكان الأصليين في جنوب غرب ولاية كوينزلاند يعتقد أن الشفق أن تكون نيران "أولاء Pikka"، والأرواح شبحي الذي تحدث إلى الناس من خلال الشفق. نهى عن القانون المقدس أي شخص باستثناء كبار السن من الذكور من مشاهدة أو تفسير الرسائل الأجداد انهم يعتقدون ان تنتقل عن طريق الشفق. بعد معركة فريدريكسبيرغ، يمكن رؤية الأضواء من ساحة المعركة في تلك الليلة. وأحاط جيش الكونفدرالية أنها علامة على أن الله كان على جانبهم أثناء المعركة كما كان من النادر جدا أن واحدا يمكن أن نرى أضواء في ولاية فرجينيا. يتم تفسير على نطاق واسع اللوحة أورورا بورياليس (انظر أورورا بورياليس) (1865) للرسام المشهد الأميركي فريدريك إدوين الكنيسة لتمثيل الصراع من الحرب الأهلية الأمريكية. كل من المشتري وزحل لهما مجالات مغناطيسية أقوى بكثير من الأرض (قوة المجال الاستوائية المشتري 4.3 جاوس مقارنة 0.3 غجاوس للأرض)، وكلاهما تسقط فيه أحزمة الإشعاع واسعة النطاق. وقد لوحظ الشفق عليهما أكثر وضوحا بواسطة تلسكوب هابل الفضائي. كما لوحظ حدوث الشفق على أورانوس ونبتون. ويبدو الشفق القطبي على عمالقة الغاز من الكواكب الكبيرة مثلما تبدو على الأرض، والسبب هو انصباب جسيمات سريعة تأتي مع الريح الشمسية متتبعة خطوط المجال المغناطيسي وتنصب هناك وتدخل جو الأرض. تصتدم الجسيمات الريعة بذرات هواء الأرض وتحثها على إصدار تلك الأضواء. كما يحدث ذلك مع جو المشتري والكواكب الأخرى التي تتميز بمجال مغناطيسي قوي لها. التي لديها البراكين النشطة والأيونوسفير، هو مصدر قوي خصوصا، وكذلك توليد تياراته انبعاثات الراديو، ودرس منذ عام 1955. الشفق أيضا لوحظ على أسطح أيو، أوروبا، وجانيميد، وذلك باستخدام تلسكوب هابل الفضائي. كما لوحظت هذه الشفق على كوكب الزهرة والمريخ. لأن الزهرة لا يوجد لديه جوهري (الكواكب) المجال المغناطيسي، الشفق في كوكب الزهرة تظهر فيه بقع مشرقة ومنتشرة في أشكل متفاوتة وشدة، وزعت في بعض الأحيان عبر القرص الكوكبي الكامل. يتم إنتاج الشفق الزهرة بسبب تأثير الإلكترونات القادمة من الرياح الشمسية وعجل في الغلاف الجوي من جانب الليل. تم الكشف عن الشفق أيضا على سطح المريخ، في 14 أغسطس 2004، في الصك SPICAM على متن مارس اكسبريس. ويقع الشفق في تيرا Cimmeria، في المنطقة من 177 درجة شرقا، 52 ° الجنوبية. وكان الحجم الإجمالي للمنطقة انبعاث حوالي 30 كيلومترا عبر، وربما حوالي 8 كم عالية. من خلال تحليل خريطة الشذوذ المغناطيسي القشرة الأرضية جمعها مع بيانات من مساح المريخ العالمي، لاحظ العلماء أن هذه المنطقة من انبعاثات يتفق مع منطقة حيث يكون موضعيا أقوى مجال مغناطيسي. هذه العلاقة إلى أن أصل انبعاث الضوء كان تدفق الإلكترونات تتحرك على طول الخطوط المغناطيسية القشرة ومثيرة الغلاف الجوي العلوي للمريخ. اختلفت تفاسير كل شعب على حدة ممن عايشوا الشفق القطبي، ومعظمهم حاكوا على مر العصور أساطير وخرافات كثيرة متعلقة بحقيقته الساحرة. من الشعوب التي حاكت الأساطير حول هذه الظاهرة الطبيعية شعب الأسكيمو واعتقد الأسكيمو أن الشفق ما هو إلا كائن حي فضولي. «إذا ما تحدثت بصوت خافت، سوف تقترب لتحاول إشباع فضولها.» أما بالنسبة للرومان، فالأورورا (الشفق القطبي) هي آلهة الفجر وهي أخت القمر، والذي يعد عندهم آلهة أخرى. وتقول الأسطورة الرومانية أن هذه الآلهة (أورورا) تقطع السماء في عربتها وقبيل الفجر يسبقها ابنها - نسيم الصباح - معلنة قدوم عربة أبولو - إله الموسيقى والنور والفطنة - حاملة شمس اليوم الجديد.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/شفق قطبي
|
6e37b102c45a413ce7b23bafe9ccac17
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.369700",
"source": "Wikipedia"
}
|
الأرض (كوكب)
|
الأرض
|
الأرض (رمزها: ) هي ثالث كواكب المجموعة الشمسية بعدا عن الشمس بعد عطارد والزهرة، وتعتبر من أكبر الكواكب الأرضية وخامس أكبر الكواكب في النظام الشمسي، وذلك من حيث قطرها وكتلتها وكثافتها، ويطلق على هذا الكوكب أيضا اسم العالم. تعتبر الأرض مسكنا لملايين الأنواع من الكائنات الحية، بما فيها الإنسان؛ وهي المكان الوحيد المعروف بوجود حياة عليه في الكون. تكونت الأرض منذ حوالي 4.54 مليار سنة، وقد ظهرت الحياة على سطحها بين حوالي 3,5 إلى 3,8 مليارات سنة مضت. ومنذ ذلك الحين أدى الغلاف الحيوي للأرض إلى تغير الغلاف الجوي والظروف غير الحيوية الموجودة على الكوكب، مما سمح بتكاثر الكائنات التي تعيش فقط في ظل وجود الأكسجين وتكون طبقة الأوزون، التي تعمل مع المجال المغناطيسي للأرض على حجب الإشعاعات الضارة، مما يسمح بوجود الحياة على سطح الأرض. تحجب طبقة الأوزون الأشعة فوق البنفسجية، ويعمل المجال المغناطيسي للأرض على إزاحة وإبعاد الجسيمات الأولية المشحونة القادمة من الشمس بسرعات عظيمة ويبعدها في الفضاء الخارجي بعيدا عن الأرض، فلا تتسبب في الإضرار بالكائنات الحية. أدت الخصائص الفيزيائية للأرض والمدار الفلكي المناسب التي تدور فيه حول الشمس حيث تمدها بالدفء والطاقة ووجود الماء إلى نشأة الحياة واستمرار الحياة عليها حتى العصر الحالي، ومن المتوقع أن تستمر الحياة على الأرض لمدة 1.2 مليارات عام آخر، يقضي بعدها ضوء الشمس المتزايد على الغلاف الحيوي للأرض، حيث يعتقد العلماء بأن الشمس سوف ترتفع درجة حرارتها في المستقبل وتتمدد وتكبر حتى تصبح عملاقا أحمر ويصل قطرها إلى كوكب الزهرة أو حتى إلى مدار الأرض، على نحو ما يروه من تطور للنجوم المشابهة للشمس في الكون عند قرب انتهاء عمر النجم ونفاذ وقوده من الهيدروجين. عندئذ تنهي حرارة الشمس المرتفعة الحياة على الأرض. هذا إذا لم يحدث لها حدث كوني آخر قبل ذلك - كانفجار نجم قريب في هيئة مستعر أعظم - ينهي الحياة عليها. يعيش أكثر من 8 مليار شخص على الأرض، وتعمل موارد الأرض المختلفة على إبقاء جمهرة عالمية ضخمة من البشر، الذين يقتسمون العالم فيما بينهم ويتوزعون على حوالي 200 دولة مستقلة، وطور البشر مجتمعات وحضارات وثقافات متنوعة، ويتفاعلون مع بعضهم البعض بأساليب متنوعة تشمل التواصل الدبلوماسي السياحة التجارة والقتال العسكري أيضا. ظهر في الثقافة البشرية نظريات وتمثيلات مختلفة للأرض، فبعض الحضارات القديمة جسدتها كإلهة، والبعض اعتقدها مسطحة، وقال آخرون أنها مركز الكون، والمعتقد السائد حاليا ينص على أن هذا الكوكب هو عبارة عن بيئة متكاملة تتطلب إشراف الإنسان عليها لصيانتها من الأخطار التي تهددها، والتي من شأنها أن تهدد الإنسان نفسه في نهاية المطاف. توجد الأرض في مجموعة كواكب المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية نفسها واحدة من ضمن مئات المليارات من النجوم التي تشكل مجرة درب التبانة أو درب اللبانة. المنطقة التي تميز كوكب الأرض حول الشمس عن غيرها هي منطقة تعرف بأنها نطاق صالح للسكن، بمعنى أن بعد الأرض عن الشمس الذي يبلغ نحو 150 مليون كيلومتر ومدار الأرض حول الشمس في فلك دائري يجعل عليها درجات حرارة مناسبة ليست بالمرتفعة كثيرا وليست باردة جدا بحيث تلائم نشأة حياة واستمرارها عليها. بالإضافة إلى ذلك حجم مناسب للأرض يجعلها تحتفظ بغلافها الجوي ووجود الماء عليها، ووجود غاز الأوزون في جو الأرض الذي يحمي الأحياء عليها من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، علاوة على مجالها المغناطيسي الذي يحميها من الجسيمات الأولية السريعة التي تأتي مع الرياح الشمسية فتهدد سلامة الأحياء على الأرض. ينقسم السطح الخارجي للأرض إلى عدة أجزاء: القشرة الأرضية الصلبة، التي تصل إلى عمق نحو خمسين كيلومتر، والغلاف الأرضي الذي تصل سماكته إلى 4000 كيلومتر، ونواة الأرض المركزية الصلبة المكونة من الحديد والنيكل. ويوجد الغلاف الأرضي في حالة سائلة موصلة للكهرباء متحركة بحيث ينشأ عن حركتها المجال المغناطيسي للأرض. وتتسم القشرة الأرضية بأنها تطفو فوق الغلاف الأرضي المنصهر. وتنقسم القشرة الأرضية إلى عدد من الصفائح التكتونية العظيمة، ظهرت تدريجيا على سطح الأرض بسبب برودتها بالتدريج عبر ملايين السنين. تطفو تلك القشرة الرقيقة نسبيا فوق ما يسمى بالغلاف الأرضي وهو الجزء الكبير من كتلة الأرض ويتكون من صهارة شديدة السخونة توجد تحت القشرة بدرجة حرارة تبلغ نحو 1700 درجة مئوية ويزداد معدلها مع الاقتراب من مركز الأرض الحديدي. تنفذ تلك الصهارة في جهات مختلفة على الأرض من القشرة مكونة ما يعرف بالبراكين. تغطي المياه نحو 71% من سطح الأرض في المحيطات وهي مياه مالحة تعم بالحياة المائية، بينما يتكون الجزء الباقي من القارات، والجزر، والأنهار، ذات المياه العذبة الضرورية للحياة على اليابسة بجميع أشكالها من نبات وحيوان. ولم تثبت حتى الآن وجود حياة على سطح أي كوكب من الكواكب الأخرى، إلا أن المسبارات التي هبطت على سطح كوكب المريخ ربما تنوه بوجود حياة في صورة كائنات بدائية لم تتطور كثيرا قبل أن تنتهي الحياة المزعومة على سطح المريخ بعد تدهور الأحوال الجوية عليه. ويفسر بعض العلماء صور المسبار بقولهم أن هناك احتمال لوجود الحياة على المريخ في الماضي، ولكن الفصل في هذا الشأن يحتاج إلى مجهودات ضخمة، وأرسال أجهزة ومعدات في استطاعتها القيام بتحليل العينات أو العودة بها إلى الأرض لدراستها وتحليلها. يحتوي باطن الأرض النشط على طبقة وسطى سميكة، تصل في سمكها إلى حوالي 4000 كيلومتر، وهي تشكل الغلاف الأرضي، وهو سائل صلب نسبيا، ويقسمه العلماء إلى لب خارجي سائل عالي اللزوجة، يخرج أحيانا في صورة صهارة إلى سطح الأرض عندما تنشط البراكين. ويوجد ذلك اللب الخارجي في حركة دائمة تعمل على توليد المجال المغناطيسي للأرض. أما اللب الداخلي فصلب شديد الكثافة، وتزداد نسبة كثافته مع ازدياد الاقتراب من النواة المركزية للأرض، وهي تصل إلى حوالي 7 غرامات/سنتيمتر مكعب، ويتكون اللب الداخلي من الحديد والنيكل بشكل أساسي، وتتخذ نواة الكرة الأرضية شكلا كرويا يصل نصف قطرها إلى حوالي 2000 كيلومتر. بالإضافة إلى ذلك، فإن كوكب الأرض يتأثر مع الكواكب الموجودة في الفضاء الخارجي وبصفة خاصة الشمس حيث يدور في فلكها والقمر، الذي يدور في فلك حول الأرض. وفي الوقت الحاضر، تدور الأرض حول الشمس مرة كل 365.26 يوم، وذلك بالإضافة إلى دورانها حول محورها. ويطلق على هذه الفترة من الوقت لدورتها حول الشمس «السنة الفلكية» التي تعادل 365.26 يوم شمسي. هذا ويميل محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23.4 درجة عن العمودي على مستوى مدارها حول الشمس، مما ينتج عنه تنوع الفصول على سطح الكوكب. تتميز الأرض بوجود تابع طبيعي وحيد لها هو «القمر»، الذي بدأ في الدوران حولها منذ 4.53 مليار عام. ويترتب على دوران القمر حول الأرض بروز ظاهرة المد والجزر، الذي يحدث في المسطحات المائية، والحفاظ على ثبات ميل محور الأرض والبطء التدريجي في دورانها. تأثر سطح الأرض بالكويكبات التي سقطت عليه خلال الفترة الممتدة بين 4.1 3.8 مليارات سنة تقريبا مما أدى إلى تغيرات في بيئة السطح. هذا وتعتبر الموارد المعدنية لكوكب الأرض والموارد الموجودة في نطاق الغلاف الحيوي من ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/الأرض (كوكب)
|
72b4ff6bbd11289896495ba91e5a4b2c
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.379493",
"source": "Wikipedia"
}
|
وسائط متعددة
|
وسائط متعددة
|
الوسائط المتعددة أو الملتيميديا وهو مصطلح واسع الانتشار يشير إلى استعمال ودمج عدة وسائط مختلفة مثل (النص، الصوت، الرسومات، الصور المتحركة، الفيديو، والتطبيقات التفاعلية) لتقديم المحتوى بطريقة تفاعلية لتحقيق هدف أو عدة أهداف محددة ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/وسائط متعددة
|
e3de6b8e7da83afb87f1afee58e2b158
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.385102",
"source": "Wikipedia"
}
|
تطبيقات تفاعلية
|
تطبيقات تفاعلية
|
التطبيقات التفاعلية (Interactive computing) في علم الحوسبة مصطلح يطلق على العملية التي يتلقى فيها الحاسوب ال
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/تطبيقات تفاعلية
|
6d409d981f1db7b988ef8f7c7c760c3b
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.385270",
"source": "Wikipedia"
}
|
إم بي إي جي - 4
|
إم بي إي جي - 4
|
MPEG-4 صيغة امتداد لضغط الفيديو والصوت بجودة عالية. اتفق دوليا على شفرة MPEG-4 في سنة 1998م بعد أن قام فريق من الخبراء في شركة اي بي ام بتطوير هذه الصيغة، وقد أصبحت الآن واسعة الاستخدام في الإنترنت.
|
https://ar.wikipedia.org/wiki/إم بي إي جي - 4
|
3f78e3ac96e3a6dd9f80199a975cb7da
|
{
"cleaned": true,
"language": "ar",
"processing_date": "2025-08-23T00:10:06.385528",
"source": "Wikipedia"
}
|
Subsets and Splits
No community queries yet
The top public SQL queries from the community will appear here once available.