id
stringlengths
0
141
title
stringlengths
1
119
text
stringlengths
50
119k
url
stringlengths
31
171
hash
stringlengths
32
32
metadata
dict
نحن جند الله جند الوطن
النشيد الوطني السوداني
النشيد الوطني السوداني أو نشيد العلم هو النشيد الوطني الرسمي لجمهورية السودان منذ العام 1956. اختيرت القصيدة «نحن جند الله، جند الوطن» من ضمن قصائد أخرى شاركت في مسابقة عامة حول أعمال شعرية تشيد بقوة دفاع السودان (نواة الجيش السوداني) عند تأسيسها في عام 1955 . وعندما نال السودان استقلاله في عام 1956 ، اختيرت الأبيات الاربعة الأولى من القصيدة لتكون نشيدا وطنيا. القصيدة من تأليف الشاعر أحمد محمد صالح وتلحين الموسيقار العقيد أحمد مرجان من سلاح الموسيقى عام 1958م، ويطلق عليه رسميا اسم السلام الجمهوري (خاصة عند عزفه موسيقيا)، كما يسمى اختصارا، نشيد العلم أو تحية العلم. أما باقي القصيدة وهو غير معتمد رسميا في النشيد الوطني: حاز لحن السلام الجمهوري السوداني على جائزة أفضل لحن للاناشيد الوطنية حسب الجمعية العالمية للموسيقى سنة 2004م.
https://ar.wikipedia.org/wiki/نحن جند الله جند الوطن
469e2ac47793d20a94569a0b3347a515
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.947583", "source": "Wikipedia" }
كنعانيون
كنعانيون
كنعان أو أرض كنعان هي حضارة ومنطقة تاريخية وشعوب سامية اللغة في الشرق الأدنى القديم، تشمل اليوم فلسطين ولبنان والأجزاء الغربية من الأردن وسوريا. وكانت المنطقة مهمة سياسيا في العصر البرونزي المتأخر خلال حقبة العمارنة، كون المنطقة كانت محل نزاع المصريين والآشوريين. ذكر الكنعانيون كجماعة إثنية كثيرا في الانجيل العبري، ويعتبر الكنعانيون أقدم الشعوب المعروفة التي استوطنت فلسطين. استبدل الاسم «كنعان» «سورية» عقب سيطرة الإمبراطورية الرومانية على المنطقة. استوطنوا الكنعانيون المناطق الجنوبية من بلاد الشام ما بين 3000 قبل الميلاد إلى 1200ق. ، وانتشروا على طول ساحل بلاد الشام وتمركزوا في فلسطين. وأطلق اليونانيون اسم فينيقيا المشتق من فينيقيين أي الأحمر الأرجواني على القسم المتوسط والشمالي من ساحل بلاد الشام كما أطلقوا اسم الفينيقين على الكنعانيين سكان الساحل السوري، الفلسطيني واللبناني. تستخدم كلمة الكنعانيين كمصطلح عرقي يشمل مختلف فئات السكان الأصليين - المجموعات المستوطنة والبدو على حد سواء، في جميع أنحاء جنوب بلاد الشام أو كنعان. وهو إلى حد بعيد المصطلح العرقي الأكثر استخداما في الكتاب المقدس. من القرن 7 إلى القرن 4 أسس الكنعانيون مستعمرات كنعانية جديدة، امتدت من غرب البحر الأبيض المتوسط إلى حدود السواحل الأطلسية. يعتبرهم مؤرخو العرب القدامى من العماليق، وهناك عدة نظريات حول أصل موطن الكنعانيين، ومن أشهرها أن الكنعانيين من أكبر الموجات المهاجرة التي خرجت من شبه الجزيرة العربية، لكن يناقضها اكتشافات أن المدن الكنعانية في فلسطين أقدم من المدن الكنعانية في شبه الجزيرة العربية. لا يعرف على وجه الدقة في تحديد تسمية الكنعانيين بهذا الاسم، ولكن هناك طروحات تحاول تفسير الاسم، وغالبا فإن التسمية أطلقتها أمم وأقوام أخرى عليهم. ينتمي الكنعانيون إلى عائلة الشعوب السامية، وبدأ ظهور الكنعانيين في بداية عصور ما قبل التاريخ، في الفترة التي تعرف باسم العصر الحجري النحاسي الممتدة من عام 4000-3000ق.، أي أن هذه المرحلة استمرت قرابة ألف عام. وقد استقر الكنعانيون في جنوب سوريا وفلسطين وسيطروا عليها سيطرة تامة، حتى أنها عرفت باسم أرض كنعان أو بلاد كنعان في المرحلة الكنعانية (من عام 3000-1200ق.) التي بدأت بهجرة الكنعانيين إلى بلاد الشام وبشكل خاص الجهة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط؛ وأصبح الكنعانيون باسم الفينيقيين؛ حيث عاشوا على الشواطئ الشرقية للبحر الأبيض المتوسط، وقد وافقت هذه المرحلة العصر الحديدي الذي امتد بين عامي 332-1200ق.. وهاجر الفينيقيون الغربيون من بلاد الشام إلى سواحل وجزر البحر الأبيض المتوسط في أوروبا وشمال أفريقيا، وقد كانت هذه المرحلة معاصرة للمرحلة السابقة مرحلة الفينيقيين؛ إذ امتدت بين عامي 146-1200ق.. يعتبر مؤرخو العرب القدامى أن الكنعانيون من العماليق، هم من الشعوب في مناطق جنوب سوريا وكذلك وهناك ساحل في منطقة عمان جنوب الجزيرة العربية يعرف باسم كنعان. هناك عدة نظريات حول أصل موطن الكنعانيين، ومن أشهر النظريات، بعض المؤرخين «خزعل الماجدي» هي أن الكنعانيين من أكبر الموجات المهاجرة التي خرجت من شبه الجزيرة العربية، لكن يناقضها اكتشافات أن المدن الكنعانية في فلسطين أقدم من المدن الكنعانية في شبه الجزيرة العربية، وخير دليل مدينة أريحا الكنعانية التي هي من أقدم المدن في التاريخ. ووفقا للتقديرات الموثقة، فإن الهجرة الأمورية الكنعانية الشهيرة من الجزيرة العربية قد حدثت في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، غير أن بعض الباحثين يستنتجون أن الكنعانيين كانوا منذ بداية الألف الثالث مستقرين في البلاد، مستندين إلى مكتشفات الآثار المصرية. ويذهب باحثون آخرون إلى أبعد من ذلك، حيث يشيرون إلى وجود الكنعانيين ما قبل سبعة آلاف سنة، وذلك من خلال تتبع الآثار في مدنهم القديمة، وأقدمها مدينة أريحا الباقية حتى اليوم التي تعتبر من أقدم المدن في العالم. ويعتقد بعض المؤرخين بأن الكنعانيين جاءوا من بلاد ما بين النهرين. وقد أعطى المؤرخون القدماء عدة فرضيات لأصلهم فرأى سترابو أن أصل الكنعانين هي سواحل الخليج العربي، وذلك لتشابه أسماء مدن تلك المناطق القديمة مع أسماء المدن الكنعانية في الشام، ويرجح أصحاب هذه النظرية أن تكون تلك الخليجية هي الأقدم وهاجروا إلى منطقة بلاد الشام في العصور القديمة. ويرى ابن تيمية أنهم سكان حران وأن ملوكهم هم النماردة «جمع نمرود». ويقول الطبري في تاريخه: (فعمليق أبو العماليق كلهم أمم تفرقت في البلاد، وكان أهل المشرق وأهل عمان وأهل الحجاز وأهل الشام وأهل مصر منهم، ومنهم كانت الجبابرة بالشام الذين يقال لهم الكنعانيون، ومنهم كانت الفراعنة بمصر، وكان أهل البحرين وأهل عمان منهم أمة يسمون جاسم، وكان ساكنى المدينة منهم، بنو هف وسعد بن هزان، وبنو مطر، وبنو الأزرق وأهل نجد منهم بديل وراحل وغفار، وأهل تيماء منهم وكان ملك الحجاز منهم بتيماء اسمه الأرقم، وكانوا ساكني نجد مع ذلك وكان ساكني الطائف بنو عبد بن ضخم..) ويقول ابن كثير في البداية والنهاية: والمقصود أن موسى عليه السلام لما انفصل من بلاد مصر، وواجه بلاد بيت المقدس وجد فيها قوما من الجبارين، من الحيثانيين، والفزاريين، والكنعانيين، وغيرهم فأمرهم موسى، عليه السلام بالدخول عليهم، ومقاتلتهم وإجلائهم إياهم عن بيت المقدس، فإن الله كتبه لهم، ووعدهم إياه، على لسان إبراهيم الخليل، وموسى الكليم الجليل، فأبوا ونكلوا عن الجهاد، فسلط الله عليهم الخوف، وألقاهم في التيه، يسيرون، ويحلون ويرتحلون، ويذهبون، ويجيئون، في مدة من السنين طويلة، هي من العدد أربعون، كما قال الله تعالى: وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين * يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين * قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون. وقال المسعودي متحدثا عن كنعان: هو أكبر ولد حام، وهو أول من غير دين نوح عليه السلام وألقى العداوة بينه وبين بني جده من الجبابرة والكنعانيين الذين كانوا بالشام، ويقال فراعنة مصر منهم، وجالوت منهم الذي قتله داود عليه السلام. وتشير الدراسات الحديثة إلى أن الكنعانيين من أولى الشعوب السامية التي قطنت الوطن العربي بعد وصولها من أفريقيا عبر مصر بعد انهيار الحضارة الغسولينية في فلسطين حوالي 3300 .. ويقول محمد حسين الفرح "فليس كنعان من أبناء حام وإنما هو (كنعان بن عويلم بن سام) - كما في الإكليل - وقد أثبتت العديد من الدراسات إن قبائل كنعان سامية، وإن مهد الكنعانيين وموطنهم الأول هو جنوب الجزيرة العربية. وورد في الكتابات العبرية أن الكنعانيين هم سكان البلاد الأصليون، كما ذكر في التوراة أنهم الشعب الأموري. في سفر يشوع، ضمن الكنعانيين في قائمة الأمم المطلوب إبادتها، ووصفوا لاحقا بأنهم مجموعة «أهلكها الإسرائيليون»، على الرغم من أن هذه الرواية تتناقض مع النصوص التوراتية اللاحقة مثل سفر أشعيا. يلاحظ الباحث التوراتي مارك سميث أن البيانات الأثرية تشير إلى «أن الثقافة الإسرائيلية تتداخل إلى حد كبير مع الثقافة الكنعانية وتستمد منها، أي أن الثقافة الإسرائيلية إلى حد كبير كنعانية بطبيعتها».:13–14 يناصب العديد من المؤرخين الغربيين العداء للكنعانيين تأثرا بالتوراة، مع أنها تمتلئ بالعديد من المغالطات؛ فمثلا تعتبر التوراة الكنعانيين ساميين في بعض الأحيان، وحاميين في أحيان أخرى، ويتفاخرون بقتل الكنعانيين وحرق مدنهم وقراهم، وإبادة حرثهم ونسلهم في كل موقع كنعاني مروا به، فالكنعانيون في نظرهم شعب يجب أن يمحى ويباد عن وجه البسيطة. هناك عدة نماذج زمنية لأرض كنعان، واحد منها تقسم على النحو التالي: لقد كانت بداية الاستعمار الطويل لبلاد الكنعانيين الذي استمر 12 قرنا هو غزو المصريين لبلاد الشام في عهد الدولة المصرية الحديثة. وقد حدث الغزو خلال القرن الرابع عشر قبل الميلاد في أيام حكم الأسرتين الثامنة عشر والتاسعة عشر ألتي تم فيها القضاء على آخر ملوك الهكسوس حوالي (1567ق.). وقد كان السبب الرئيسي لهذا الغزو هو تهديد المصالح التجارية لمصر في بلاد الشام، وقد بدأ هجوم المصريين من خلال معركة مجدو في عام 1468 .. والتي انتصر فيها الجيش المصري في النهاية. وقد قاد المصريين في هذه المعركة تحتمس الثالث (1490 - 1436 .) وقد كانت أولى حملاته الحربية، أما الجيش الذي قاتل المصريين فقد كان حلفا بين ما يقارب ال350 دويلة كنعانية، لكن أمير الحلف والذي سعى لجمعه هو أمير قادش. وقد اضطر الكنعانيون للاستسلام بعد حصار دام سبعة أشهر على مدينة مجدو التي اجتمعوا فيها والتي سميت المعركة باسمها. وتعتبر أول معركة مجدو تم تسجيلها في الوثائق المقبولة تاريخيا. وهي أيضا أول معركة يتم فيها استخدام القوس المركب، كما أنها أول معركة يتم فيها إحصاء عدد القتلى. ومن الجدير ذكره أن هناك نصوص تفصيلية منذ عهد تحتمس الثالث ومنها ذلك النص المتعلق بمعركة مجدو الفاصلة التي قادها من الجانب الشامي كل من ملك مجدو وملك قادش يدعمها الملك الميتاني، وشارك في هذا التحالف ما يقارب من مائة وعشرين مدينة وورد ذكرها في إحدى قوائم تحتمس الثالث الطبوغرافية. وجاءت هذه النصوص تأتي من
https://ar.wikipedia.org/wiki/كنعانيون
771dc997ef52335cc67761d2fe38c699
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.954130", "source": "Wikipedia" }
18 أغسطس
18 أغسطس
18 أغسطس أو 18 آب أو يوم 18 \ 8 (اليوم الثامن عشر من الشهر الثامن) هو اليوم الثلاثون بعد المئتين (230) من السنوات البسيطة، أو اليوم الحادي والثلاثون بعد المئتين (231) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 135 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/18 أغسطس
f26b0388a2a255fd87d4b25295f648f3
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.954473", "source": "Wikipedia" }
17 أغسطس
17 أغسطس
17 أغسطس أو 17 آب أو يوم 17 \ 8 (اليوم السابع عشر من الشهر الثامن) هو اليوم التاسع والعشرون بعد المئتين (229) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثلاثون بعد المئتين (230) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 136 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/17 أغسطس
04379956e680415f151b77f85ce32a37
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.954800", "source": "Wikipedia" }
20 أغسطس
20 أغسطس
20 أغسطس أو 20 آب أو يوم 20 \ 8 (اليوم العشرون من الشهر الثامن) هو اليوم الثاني والثلاثون بعد المئتين (232) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثالث والثلاثون بعد المئتين (233) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 133 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/20 أغسطس
3913dc513abb9cfe23b68549bed5d8ca
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.955137", "source": "Wikipedia" }
لسان الدين بن الخطيب
لسان الدين بن الخطيب
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السلماني الخطيب المعروف بلسان الدين ابن الخطيب والملقب ذي الوزارتين وذي العمرين وذي الميتتين، (لوشة، 25 رجب 713 /1313م - فاس، 776 / 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة «جادك الغيث» وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذو الوزارتين: الأدب والسيف. نقشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة ، وتأدب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب. كان يعيش في عصر بني نصر وهم حكام مملكة غرناطة. درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بفاس انتقلت أسرته من قرطبة إلى طليطلة بعد وقعة الربض أيام الحكم الأول، ثم رجعت إلى مدينة لوشة واستقرت بها. وبعد ولادة لسان الدين في رجب سنة 713 انتقلت العائلة إلى غرناطة حيث دخل والده في خدمة السلطان أبي الحجاج يوسف، وفي غرناطة درس لسان الدين الطب والفلسفة والشريعة والأدب. ولما قتل والده سنة 741 في معركة طريف كان مترجما في الثامنة والعشرين، فحل مكان أبيه في أمانة السر للوزير أبي الحسن بن الجياب. ثم توفي هذا الأخير بالطاعون الجارف، فتولى لسان الدين منصب الوزارة. ولما قتل أبو الحجاج يوسف سنة 755 وانتقل الملك إلى ولده الغني بالله محمد استمر الحاجب رضوان في رئاسة الوزارة وبقي ابن الخطيب وزيرا. ثم وقعت الفتنة في رمضان من سنة 760 ، فقتل الحاجب رضوان وأقصي الغني بالله الذي انتقل إلى المغرب الأقصى وتبعه ابن الخطيب وبعد عامين استعاد الغني بالله الملك وأعاد ابن الخطيب إلى منصبه وتعرف على علماء المغرب وأصحاب مناصبها كابن خلدون الحضرمي الإشبيلي وغيره وبدأ فيها يكتب بعض آثاره المنظومة والمنثورة.كما تقلد بعض المناصب الحكومية ولذلك كان يتوخى تسلم زمام الأمور على الإطلاق، فأخذ يقوم بإبعاد رقبائه، الأمر الذي كلفه حياته. حتى أنه لم يكن يحتمل وجود صديقه الشهير عبد الرحمن ابن خلدون في غرناطة، إذ كان يقلقه اهتمام الغني بالله به. ثم شعر ابن الخطيب بأن أعداءه، أخذوا يكيدون له عند الغني بالله، وتخيل أن الغني بالله أخذ يميل إلى قبول وشاياتهم، فاتصل سرا بالسلطان المريني أبي فارس عبد العزيز بن أبي الحسن المريني، فوعده بأن يؤمن له الحماية اللازمة والرعاية الكافية، وأخذ منه عهدا بالإقامة في كنفه. عندئذ استأذن الغني بالله في تفقد الثغور، وسار إليها في لمة من فرسانه، ومعه ابنه علي، فمال إلى جبل طارق، فتلقاه قائد الجبل، بناء على أمر السلطان المريني ابي فارس المريني فأجاز إلى سبتة في جمادى الآخرة من عام 773 ، ثم توجه إلى فاس عاصمة الدولة المرينية فوصلها في التاسع عشر من رجب من العام المذكور، واستقبله السلطان أحسن استقبال، وأحله من مجلسه محل الاصطفاء. وفي الشهر نفسه من السنة نفسها أرسل سلطان المغرب سفيره إلى غرناطة، فأتى بأسرة ابن الخطيب مكرمة. حينها وجه إليه القاضي النباهي تهمة الإلحاد والزندقة والطعن في الشريعة والوقوع في جناب الرسول الكريم، بعد أن نعى عليه تدخله في شؤون القضاء أيام ولايته القضاء، فأصدر فتوى بإحراق كتبه، فأحرقت في ساحة غرناطة، وصودرت أملاكه، واستحث السلطان المريني على تسليمه لإجراء العقوبة عليه، فرفض. ولما توفي سلطان المغرب ابي فارس في ربيع الآخر من عام 774 فقد ابن الخطيب حاكما مخلصا يحميه من أعدائه. وكان ابن الأحمر يتوق إلى الانتقام منه فبعث وزيره أبا عبد الله بن زمرك تلميذ الخطيب وخلفه في الوزارة ليعمل على تحقيق هذه الرغبة بالتعاون مع حكومة فاس ووجهت إلى ابن الخطيب التهم القديمة التي وجهت إليه في غرناطة وصاغها القاضي أبو الحسن في قرار اتهامه ورأي السلطان أحمد أن يعقد مجلسا من رجال الدولة والشورى واستدعى ابن الخطيب إليه لمناقشته ومواجهته بالتهم المنسوبة في حقه وأخصها تهمة الإلحاد استنادا إلى ما ورد في بعض كتاباته ولاسيما بعض آراء وعبارات وردت في كتابه «روضة التعريف بالحب الشريف» فدس عليه الوزير سليمان بن داود بعض من حاشيته فطرقوا سجنه ليلا ومعهم بعض الخدم الأندلسيين الذين جاءوا مع سفراء بن الأحمر وقتلوه خنقا في سجنه واخرجوا جثته في الغد ودفنت بالمقبرة الواقعة تجاه باب المحروق أحد ابواب فاس القديمة ثم أخرجت جثته في اليوم التالي وطرحت فوق القبر وأضرمت حولها النار فأحترق شعر الرأس، وأسودت البشرة ثم أعيدت الجثة إلى القبر وتركت لتثوى الثواء الأخير ووقعت هذه المأساة الأليمة في ربيع الأول أو الثاني سنة 776ه. ويجمل المؤرخ ابن خلدون الحضرمي الإشبيلي حوادث هذه المأساة في قوله: «الهالك لهذا العهد شهيدا بسعاية أعدائه» ترك ابن الخطيب آثارا متعددة تناول فيها الأدب، والتاريخ، والجغرافيا، والرحلات، والشريعة، والأخلاق، والسياسة والطب، والبيزرة، والموسيقى، والنبات: وغيرها من المؤلفات التي تبلغ حوالي 60 مؤلف بين مطبوع ومخطوط ومفقود ومن أبياته الشهيرة: ولي مناصب سياسية عديدة وعرف بذي الوزارتين: الأدب والسيف.
https://ar.wikipedia.org/wiki/لسان الدين بن الخطيب
ea362cd775d731b0c8b58911318704cd
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.957580", "source": "Wikipedia" }
معالجة اللغة الطبيعية
معالجة اللغة الطبيعية
معالجة اللغات الطبيعية (بالإنجليزية NLP) هي مجال علوم الحاسوب واللغويات المعنية بالتفاعلات بين الحاسوب واللغات الطبيعية. والتي بدأت كفرع من الذكاء الاصطناعي والتي بدورها متفرعة من ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/معالجة اللغة الطبيعية
3df1d86c594fed7a05be1aff5fa60903
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.959957", "source": "Wikipedia" }
السلطنة القعيطية
السلطنة القعيطية
السلطنة القعيطية أو سلطنة الشحر والمكلا، ورسميا الدولة القعيطية الحضرمية كانت سلطنة في منطقة حضرموت بجنوب شبه الجزيرة العربية، في اليمن المعاصر. كانت عاصمتها المكلا، وكانت مقسمة إلى ست مقاطعات وتسمى ألوية، تشمل ألوية كل من: المكلا، الشحر، اللواء الغربي، شبام، دوعن، وحجر. بالإضافة إلى المكلا كانت الشحر وشبام المدن الرئيسية في السلطنة. كانت السلطنة القعيطية الحضرمية أو حكومة حضرموت في المكلا تحكم أجزاء واسعة من حضرموت وقد تأسست على يد الأسرة القعيطية التي انتدبت من قبل بريطانيا من الهند والتي خرجت من حضرموت قبل أكثر من 200 عام، وترجع جذورها إلى قبيلة يافع، في نفس الوقت الذي كانت السلطنة القعيطية تحكم وتتوسع في ساحل حضرموت بدعم البريطانيين على حساب السلطنة الكثيرية والتي حكمت كامل حضرموت وانتهت بحكم شمال حضرموت وكانتا في صراع دائم. واستمر ذلك الحال حتى عام 1967م عندما قام الثوار القوميون بأسقاط حكومة دولة اتحاد الجنوب العربي والمحمية الشرقية وإجلاء بريطانيا من جنوب اليمن. توحدت أراضي حضرموت في جمهورية واحدة وهي جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية رغم معارضة جيش البادية الحضرمي. تأسست السلطنة القعيطية في بدايات القرن التاسع عشر على يد عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي وهو رأس أسرة الأمراء بحضرموت والهند. ومنه تناسل بقية أمراء الدولة. توفي والده بحضرموت وهو طفل صغير فكفلته أمه وتربى على يدها. ثم انتقلت به من قرية لحروم إلى أخواله الذين كانوا يسكنون في منطقة شبام. هاجر من حضرموت وهو صبي سنة 1792م إلى الهند حيث كسب لنفسة مع مرور الزمن شهرة عسكرية واسعة في جيش ولاية برودة الهندية. ثم في جيش نظام حيدر أباد. وصار رئيس الجالية اليافعية بحيدر أباد وقائدا للفرقة الحضرمية بجيش النظام في الهند. وكانت رتبته العسكرية جمعدار أي قائد لألفي مقاتل وهو لقب ورثة ابنة عوض من بعده. له تاريخ حافل ومثير في الدهاء والشجاعة والكرم والإقدام. توفي في مدينة حيدر أباد في الهند، وكتب عنه مؤرخون عدة رسائل بعضها لا يزال مخطوطا. قبيلة القعطة ومفردهم القعيطي هم أحد أكبر فروع فخيذة الموسطة من بني مالك من قبيلة يافع الحميرية القحطانية، اشتهروا بكونهم أمراء ومؤسسي السلطنة القعيطية الذي استمر حكمها لمعظم مناطق حضرموت إضافة إلى الأجزاء الجنوبية من صحراء الربع الخالي إلى حين سقوطها أواخر ستينات القرن الماضي، عرفت قبيلة القعطة تاريخيا بكونها أحد أهم ركائز قبيلة الموسطة من يافع، إضافة إلى شهرتهم بكثرة هجراتهم وتنقلاتهم خارج شبه الجزيرة العربية بقصد التجارة، وكان مما نتج عن هجراتهم تلك سيطرة قبيلة آل عبد الله عمر من القعطة على ولاية حيدر آباد الهندية ما يقارب ال 150 عاما. أسرة القعيطي هي أسرة حضرمية كبيرة وقبل أن تأسس لها دولة في حضرموت كانت تحكم إمارة حيدر أباد بالهند. كان حسين بن عبد الله بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي أحد الأمراء وكان من مشاهير الشعر الحضرمي في المهجر. كان والده حاكما لإمارة الشحر. وحكم هو من بعده، إلا أن عهده تميز بالفتن والاضطراب الثقافي. صالح بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي قائد عسكري، ولد وتعلم ونشأ في حيدر آباد في الهند. تولى مدير التعيينات والتسريحات العسكرية في هيئة أركان جيش نظام حيدر آباد، وكان الساعد الأيمن لأخيه عوض بن عمر في تأسيس السلطنة القعيطية حضرموت، إذ كان يتولى تجهيز السلطنة الناشئة بما كانت تحتاج إليه من مؤن حربية. ولم يزر حضرموت في حياته كلها. عبد الحبيب بن عامر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي قائد عسكري من أفراد الأسرة الحاكمة الذين لعبو دورا هاما في تثبيت دعائم الدولة القعيطية بحضرموت، حيث كان أحد المساعدين الرئيسيين للأمير عوض بن عمر القعيطي. وتوفي حيدر آباد في الهند. عمر بن عوض بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي سلطان الشحر والمكلا بحضرموت. كان قبل توليه شؤون السلطنة القعيطية في خدمة نظام حيدر آباد بالهند وقد جعله (حكمدارا) لفرق الحضارم القائمين بحراسة خزائن النظام وقصورة. كان يتكلم الإنجليزية والأوردية بالإضافة إلى لغته الأم العربية. وهو الذي أنشأ في مدينة المكلا الجامع المعروف باسمه جامع السلطان عمر بن عوض القعيطي وقصر المعين بالمكلا وفي عهده كانت هناك الكثير من الإنجازات. عوض بن عمر بن عوض بن عبد الله القعيطي الحضرمي هو أول من لقب بالسلطان من أفراد العائلة القعيطية التي حكمة الجزء الساحلي من حضرموت. ولد بحيدر آباد في الهند وتوفي أيضا فيها. وكان ضابطا في جيش نظام حيدر آباد ويعرف كابية بالجمعدار. وفي سنة 1886م دخل في معاهدة حماية مع الإنجليز هو وإخوانه عبد الله وصالح وعلي، بعد أن كانوا قد دخلو مع الإنجليز في معاهدة صداقة سنة 1882م. وقد اتسعت رقعة الدولة القعيطية بحضرموت في عهده. دخلت السلطنة القعيطية في حروب كثيرة مع السلطنة الكثيرية التي كانت تحكم الجزء الشمالي من حضرموت وفي العادة كانت أسباب نشوب المعارك هي سيطرة القعيطين على مساحات شاسعة من حضرموت وتضيق المساحة على السلطنة الكثيرية، إلا أنه في عام 1937م عرض القعيطيين الصلح مع السلطنة الكثيرية ووقعت اتفاقية الصلح بين السلطنتين إضافة إلى معاهدة صلح بين القبائل الحضرمية يسري مفعلوها حتى اليوم. وقعت تلك الاتفاقيات في ساحة قصر السلطان الكثيري بسيئون بين السلطان علي بن صلاح القعيطي والسلطان علي بن منصور الكثيري بالإضافة إلى المستشار البريطاني للدولتين. في بداية الخمسينيات من القرن العشرين ظهرت حركات قومية وتحريرية في جميع أنحاء الوطن العربي وخصوصا مع فترة اندلاع ثورة 23 يوليو 1952 في مصر وانتشار الفكر القومي وتأثيره، أثار ذلك قلق الحكومة البريطانية التي كانت تحتل مساحات واسعة من جنوب الجزيرة العربية، أثار ذلك خوف السلاطين والمشايخ من قيام ثورات تقلعهم من فوق عروشهم. قامت الحكومة البريطانية بإنشاء اتحاد فيدرالي بين سلاطين محمية عدن الغربية وأسمته اتحاد الجنوب العربي لحماية مستعمراتها ولتدعيمها ضد أي حركة قومية أو ثورية. لم تنضم السلطنة القعيطية كغيرها من سلطنات حضرموت إلى اتحاد الجنوب العربي ورغم قيام اتحاد كهذه يعتبر خطوة قومية إلا أن نظام الرئيس المصري جمال عبد الناصر لم يرحب بذلك لقيام الحكام والسلاطين بالتعاون مع الإنجليز متجاهلين مصلحة الشعب والمواطنين، حيث اعتبرهم مواليين للاستعمار والاحتلال الإنجليزي وقام عبد الناصر بدعم الحركات القومية في شمال اليمن وجنوبه حتى انتهى ذلك الاتحاد فعليا في عام 1967م. في 1967 تفكك اتحاد الجنوب العربي بشكل كامل والسلطنة الكثيرية والمهرية حيث قام الثوار المتمثلين في الجبهة القومية بالانقلاب على كل السلاطين في كل سلطنات جنوب العرب وحضرموت بما في ذلك السلطنة القعيطية والكثيرية بحضرموت، وأعلنوا مكانها قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كخطوة أولى لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية. وبدأت منذ تلك الفترة تصعد سلم الوطن الواحد مع جارتها في الشمال، الجمهورية العربية اليمنية، لتصل إلى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية لأول مرة في القرن العشرين في 22 مايو 1990م.
https://ar.wikipedia.org/wiki/السلطنة القعيطية
63101fdc939b68153e75cb66b4f303ba
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.962348", "source": "Wikipedia" }
إنتروبيا
إنتروبيا
الاعتلاج أو القصور الحراري ‏ وتعرب إلى الإنتروبية أو الأنطروب، أصل الكلمة مأخوذ عن اليونانية ومعناها «تحول». وهو مفهوم هام في التحريك الحراري، وخاصة للقانون الثاني الذي يتعامل مع العمليات الفيزيائية للأنظمة الكبيرة المكونة من جزيئات بالغة الأعداد ويبحث سلوكها كعملية تحدث تلقائيا أم لا. ينص القانون الثاني للديناميكا الحرارية على مبدأ أساسي يقول: أي تغير يحدث تلقائيا في نظام فيزيائي لا بد وأن يصحبه ازدياد في مقدار «إنتروبيته». يميل أي نظام مغلق إلى التغير أو التحول تلقائيا بزيادة أنتروبيته حتى يصل إلى حالة توزيع متساو في جميع أجزائه، مثل تساوي درجة الحرارة، وتساوي الضغط، وتساوي الكثافة وغير تلك الصفات في نظام ما. وقد يحتاج النظام المعزول للوصول إلى هذا التوازن بعضا من الوقت. مثال على ذلك إلقاء قطرة من الحبر الأزرق في كوب ماء؛ نلاحظ أن قطرة الحبر تذوب وتنتشر رويدا رويدا في الماء حتي يصبح كل جزء من الماء متجانسا بما فيه من حبر وماء، فنقول أن أنتروبية النظام تزايدت (أي زادت العشوائية فيه، فلا يوجد به منطقة عالية التركيز وأخرى منخفضة التركيز، توزيع الحبر في الماء متساو). أي أن مجموع إنتروبية نقطة الحبر النقية + إنتروبية الماء النقي تكون أقل من إنتروبية النظام «حبر ذائب في ماء». وماذا عن عكس العملية ؟ أي محاولة فصل الحبر الذائب عن الماء. فهذه العملية يتبعها خفض لأنتروبيا النظام، وكما نعرف هذا لا يسير وحده طبيعيا؛ فلم نرى في الطبيعة أن يتجمع الحبر ثانيا ويحتل جزءا منفصلا في كوب الماء. ولكننا بأداء شغل يمكن فصلهما ثانيا عن بعض. مثل تسخين المخلوط وتقطيره مثلا. معنى ذلك أن خفض الإنتروبيا لا يتم إلا باستخدام طاقة خارجية، ألا وهي التسخين والتقطير. وهذا مثلا ما نستعمله في تحلية المياه لفصل الملح عن ماء البحر وإنتاج ماء عذبا. ومثال أخر طبيعي إذا وقع كوب زجاجي من أعلى المنضدة على الأرض فإنه يتحطم تماما، أي تكون انتروبيتة الكوب قد زادت. فإذا إردنا إعادة الكوب إلى أصله السليم ثانيا - وهذا لا يحدث ذاتيا في الطبيعة - فإننا لا بد وأن نزاول شغل على النظام ؛ بمعنى أننا نجمع قطع الزجاج المنكسر، ثم صهره في فرن ثم صب الزجاج المنصهر في قالب من جديد، فنحصل على الكوب ثانيا سليم. من هنا اتخذت صفة الإنتروبيا لنظام في الطبيعة أهميتها. فهي تحدد اتجاه سير عملية ما طبيعيا. وقد أصبح للإنتروبيا كأحد الصفات الطبيعية لنظام أهمية من خلال علاقة الإنتروبيا بتحول الطاقة الحرارية إلى شغل ميكانيكي. فنجدها تلعب دورا هاما في تحديد كفاءة آلات، مثل محرك الاحتراق الداخلي ومحرك الديزل وغيرها. ولوصف مدلول الإنتروبيا نفترض المثال المذكور أعلاه وهو مثال الماء ونقطة الحبر الذائبة فيه فنجد أن اختلاط نقطة الحبر بالماء سهل ويتم طبيعيا، أما إذا أردنا فصل نقطة الحبر ثانيا عن الماء ليصبح لدينا ماء نقي وحبر نقي فتلك عملية صعبة ولا تتم إلا ببذل شغل. فنقول أن حالة المخلوط له إنتروبيا كبيرة، بينما حالة الماء النقي والحبر النقي فهي حالة يكون أنتروبيتها منخفضة. وتصادفنا مثل تلك العملية عمليات يومية مثل فصل السكر عن محلول قصب السكر، إننا نقوم بذلك عن طريق تبخير المحلول، أي بتسخين المحلول وبذل شغل، أي بذل طاقة، لفصل السكر عن الماء. وأيضا الكمون الكيميائي ضمن أي نظام فيزيائي أو كيميائي يميل تلقائيا إلى خفض الطاقة الداخلية للنظام إلى أقل ما يمكن، لكي يصل النظام لحالة من التوازن. الإنتروبي ضمن هذا المفهوم هو مقدار تقدم عملية التحول والتوازن هذه. في الترموديناميكا نقوم بوصف التبادل الحراري (تبادل طاقة) بين النظام والوسط المحيط. وتوجد إمكانيتان للتفاعل بين النظام والوسط المحيط، فإما تستبدل حرارة بينهما أو يستبدل شغل. وعند تبادل الحرارة (طاقة) بينهما يتغير أيضا إنتروبيا النظام وإنتروبيا الوسط المحيط. وعندما يكون مجموع التغير في الإنتروبي لهما موجبا، أي يصل النظام إلى حالة تكثر فيها حالاته الصغرية microstates عن قبل ذلك، نجد أن تغير الأنتروبي يحدث ذاتيا من تلقاء نفسه. يتعامل القانون الأول للديناميكا الحرارية مع مصطلح الطاقة التي تكون عادة محفوظة ضمن نظام فيزيائي مغلق. في نفس الوقت تعرف الإنتروبيا على أنها تغير وتحول إلى حالة أكثر فوضوية وهرجلة (مثال انتشار نقطة الحبر في الماء) على المستوى الجزيئي في نظام، فالتغيرات التلقائية تميل دوما لكسب مزيد من الحرية لحركة الجزيئات أو الذرات. فإذا تخيلنا قارورتين تحتوي كل منهما على غاز غير الآخر وفتحنا بينهما فتحة، نجد أن الغازين يبدآن الانتشار في القارورتين والاختلاط. وبعد فترة من الزمن يصل النظام إلى حالة اتزان وتساو في توزيع الجزيئات، أي إذا أخذنا أي سنتيمترا مكعبا من مخلوط الغاز من أي مكان في القارورتين فسوف نجد عددا متساويا من نوعي جزيئات الغازين المخلوطين. ونتصور الآن أننا نريد فصل الغازين المختلطين في مثالنا السابق الذي هو مثال لعملية غير عكوسية، واستعملنا ملقاطا لذلك ! نجد أنه عمل مضني. فلا يمكن عكس مسار زيادة إنتروبيا النظام إلا بأداء شغل. ونجد علاقة بين الإنتروبيا والشغل. يرمز عادة لالإنتروبيا أو الاعتلاج بالحرف S كأحد المصطلحات الأساسية في التحريك الحراري، وهي تمثل مقدار الطاقة في النظام الفيزيائي التي لا يمكن استخدامها لإنتاج شغل . وحدة الإنتروبيا هي جول/كلفن، حيث أن التغير في الإنتروبي: d S = δ Q r e v T {\displaystyle {\rm {d}}S={\frac {\delta Q_{\rm {rev}}}{T}}\qquad } . أي يعادل التغير في مقدار حرارة Q النظام مقسوما على درجة الحرارة T (وذلك عندما تكون عملية التحول عكوسية reversible). في الترموديناميك تشكل الإنتروبية متغيرا فيزيائيا مهما لوصف نظام ترموديناميكي، إلى جانب درجة الحرارة والحجم والضغط والإنثالبي. أقر نظام الواحدات الدولي أن وحدة الإنتروبيا هي جول لكل كلفن (J·K−1)، وهي نفس واحدة السعة الحرارية، حيث تعتبر الإنتروبية مرافقة conjugate لدرجة الحرارة. الطاقة تتحول من صورة إلى أخرى ولكنها لا تستهلك، أي لا تفنى، فمثلا يمكن للطاقة أن تتحول إلى شغل ديناميكي أو إلى حرارة (هذا ما ينص عليه القانون الأول للديناميكا الحرارية وكذلك ما ينص عليه قانون بقاء الطاقة). خلال عمل محرك يعمل بالبنزين فإنه يستخدم الطاقة المخزونة في الوقود في تحريك السيارة (شغل ميكانيكي) ويطرد بعض الحرارة مع غاز العادم. ونظرا لأن حركة أجزاء السيارة وحركة السيارة نفسها تتحول بالاحتكاك إلى حرارة، فنجد أن الطاقة التي كانت أصلا مخزونة في الوقود تتحول أخيرا إلى حرارة تنتشر في الجو، بصرف النظر عن تحول بعضها إلى طاقة الوضع كصعود جبل أو طاقة خزنت بعضها في بطارية السيارة. نجد أن الطاقة لا تفنى وإنما «تتحول» من صورة إلى أخرى. لهذا نحتاج إلى كمية نعرف بها «إمكانية إنتاج شغل» من الطاقة حيث أن كمية الطاقة وحدها لا تعطينا كمية الشغل المستفاد من الطاقة. فعلى سبيل المثال يوجد في محيطات العالم طاقة مخزونة هائلة. ولكن نظرا لأن درجة حرارة البحار تساوي تقريبا درجة حرارة الجو، فلا يمكننا الاستفادة من الطاقة المخزونة في البحار. لهذا يصبح من المناسب طبقا للمعادلة (1): تعريف «فرق الإنتروبي » T ⋅ Δ S {\displaystyle {\rm {T}}\cdot {\rm {\Delta S}}} بالاستعانة «بالتغير في كمية حرارة » δ Q r e v {\displaystyle {\delta Q_{\rm {rev}}}} النظام ودرجة الحرارة T. (في المعادلة (1) تعني d S {\displaystyle {\rm {d}}S} تغير الإنتروبي وهو عبارة عن نسبة الحرارة المنتقلة δ Q {\displaystyle \delta Q} بين وسطين إلى درجة الحرارة المطلقة T {\displaystyle T} ). صاغ العالم رودولف كلاوسيوس معادلة الإنتروبيا هذه وتبين له أنه يمكن تحويل كمية من الحرارة إلى شغل ميكانيكي خلال دورة حيث تنتقل الحرارة من درجة حرارة عالية إلى وسط ذو درجة حرارة منخفضة، وأنه كلما زادت درجة الحرارة الابتدائية في آلة كلما زادت كمية الشغل المكتسبة من فرق درجتي الحرارة الابتدائية والنهائية. (انظر دورة كارنو). وفي مثالنا السابق عن محرك احتراق داخلي يشتعل الوقود داخل أسطوانة المحرك وتصل درجة حرارة الغاز المحترق بين 2000 و2500 درجة مئوية ويخرج من المحرك وتكون درجة حرارته النهائية قد انخفضت إلى نحو 800 درجة مئوية، ويخرج كغاز عادم. وباستخدام معادلات كلاوسيوس يمكننا تقدير كمية الشغل الناتج الذي يعطيه المحرك على أفضل الشروط. الطاقة التي زودنا بها المحرك عن طريق الوقود كان لها إنتروبي منخفض بينما حرارة العادم فلها إنتروبي عالي. وعن طريق تعيين الفرق بينهما يمكننا حساب الشغل المكتسب. وطبقا القانون الثاني للديناميكا الحرارية يقول أنه في دورة عكوسية يكون الإنتروبي ثابتا، بينما في دورة غير عكوسية فلا بد له من أن يزداد. هذا مايقوله القانون الثاني للديناميكا الحرارية، وهو يعادل المقولة: (ملحوظة: هنا تعني A الشغل، وغالبا ما يرمز له بالرمز W. كذلك تستخدم بعض الكتب الفرق في الطاقة الداخلية Δ U {\displaystyle \Delta U} في تلك المعادلة بدلا من الفرق في الطاقة الحرة Δ F {\displaystyle \Delta F} ). سنة 1865 استعمل العالم رودولف كلاوسيوس مصطلح الإنتروبي وقدم التعريف التالي لها: d S = d Q T {\displaystyle dS={\frac {dQ}{T}}} حيث T هي درجة الحرارة وQ مقدار الطاقة الحرارية وS مقدار الإنتروبي. ويمكن تحويل هذه المعادلة لتأخذ بعين الاعتبار قيمة الشغل وذلك عن طريق دالة الكمون الدينامي الحراري التي تعطي عن اعتماد الطاقة الداخلية لنظام على إنتروبيا S النظام وحجمه V: وعندما نقوم بحساب التفاضل الكامل للطاقة الداخلية نحصل على: أي أن: إذا استعنا بالصيغة التفاضلية للقانون الأول للديناميكا الحرارية: حيث d W d i s s p = {\displaystyle dW_{d}issp=} هو العمل (أو الشغل)الضائع، وعلى هذا الأساس يمكن كتابة المعادلة التي تعرف الإنتروبية بالطريقة التالية: من المعادلة نرى أن قيمة الإنتروبية تزداد إذا قمنا بتزويد النظام بالطاقة الحرارية أو تقل الإنتروبيا عند سحب حرارة منه. كما أنه مع تزايد قيمة الشغل الضائع تتزايد الإنتروبية (العمل الضائع دائما موجب). كما أنه يمكن أن نقرأ من هذه المعادلة أنه بالنسبة لنظام أدياباتي (أي لا يمكنه تبادل طاقة حرارية أو مادة مع المحيط) أو نظام مغلق (لا يتبادل طاقة حرارية ولا عمل مع المحيط) فإن الإنتروبية لا يمكنها إلا أن تزداد. حيث أنه مثلا لا يمكن لكوب معزول حراريا تحصل فيه عملية اختلاط غير قابلة للعكس بين سائلين إلا أن تزداد فيه الإنتروبية. تعتبر الإنتروبية متغير حر في الكمون الدينامي حراري مثل الضغط ودرجة الحرارة التي تصف الخواص المجهرية للنظام التي يمكن قياسها معمليا. يوجد ارتباط مهم بين الإنتروبية ومقدار الطاقة الداخلية في النظام التي لا يمكن تحويلها لعمل. ففي أي عملية عندما يعطي النظام طاقة بمقدار ΔE، وتنخفض إنتروبيته بمقدار ΔS فإن مقدارا TR ΔS من هذه الطاقة على الأقل يذهب طبيعيا لمحيط النظام بشكل حرارة غير قابلة للاستعمال، وإلا فإن العملية لن تستمر. (TR هي حرارة المحيط الخارجي للنظام، الذي لا يمكن أن يكون بنفس درجة حرارة النظام T ). سنة 1865 اقترح لودفيغ بولتزمان تعريفا آخرا للإنتروبيا طبقا للترموديناميكا الإحصائية. حسب بولتزمان تعتبر الإنتروبية مقياسا لاحتمال وجود حالة فزيائية معينة في نظام (احتمال وجود جسيمات النظام في مستوي طاقة معينة). وقد صاغ ذلك في القانون التالي: حيث k هي ثابت بولتزمان وتساوي 1 , 380662.10 − 23 J / K {\displaystyle 1,380662.10^{-23}J/K} ، لفهم هذه المعادلة يمكننا تخيل نظام يتكون من جزيئين A وB وأن النظام يحتوي على 3 كوانتات من الطاقة فإن الحالة الترموديناميكية تتكون من موقع الجزيء في النظام ولنقل مثلا أنه هناك موقعين ممكنين مثلا كأن يكون الجزيء A في الموقع م1 وB في الموقع م2 أو العكس أي أن هناك احتمالين لموقع الجزيئات ثم هناك أربع احتمالات لتوزيع كوانتات الطاقة على الجزيئات (مما يعطينا في المجموع ثمانية حالات ترموديناميكية للنظام وإذا اعتبرنا أن جميع الحالات لها نفس احتمال الحدوث فإن قيمة الإنتروبية تعادل S = k l n ( 1 8 ) {\displaystyle S=kln({\frac {1}{8}})} عامة يمكن اعتبار المعادلة التالية للإنتروبية: حيث μ i {\displaystyle \mu _{i}} هو الكمون الكميائي، p الضغط، T الحرارة، n عدد مولات مادة معينة في النظام. وانطلاقا من هذه المعادلة يمكن أن نرى أن الإنتروبية مهمة جدا لتعريف مصطلح التوازن الترمودينامي. حيث أنه في حالة التوازن الترمودينامي والتي هي الحالة التي يتوق ويحاول أي نظام أن يصل إليها نجد أن القوى الترمودينامية قد اختفت (المعاملات بين القوسين في المعادلة أعلاه) أي أن يكون للنظام نفس الضغط كمحيطه ونفس درجة الحرارة ونفس الكمون الكميائي أو التركيز. ولعل من المعادلات المهمة في سياق ذكر الأنتروبية ما يعرف بعلاقات ماكسويل: التي يمكن أن نستنتج منها عدة علاقات أخرى مثل: تسمي عملية دورية مثالية يمكن عكسها بدون فقد للطاقة بسبب الاحتكاك دورة عكسية. وغالبا يبقي الانتروبيا ثابتا خلال تلك العملية، أي Δ S = 0 {\displaystyle \Delta S=0} ، ومثال على تلك العملية عملية الانضغاط والتمدد الأدياباتي في دورة كارنو. تتكون دورة كارنو من عدة عمليات من الانضغاط والتمدد متتالية تحدث جميعها عند ثبات الإنتروبيا، مثال عملي عليها دورة محرك احتراق داخلي مع ملاحظة أن دورة كارنو مثالية ولا تصل إليها كفاءة الدورات العملية. نفترض عملية دورية: عند درجة حرارة T h {\displaystyle T_{\rm {h}}} تكتسب كمية حرارة مقدارها Q h {\displaystyle Q_{\rm {h}}} ثم تصدر كمية حرارة Q l {\displaystyle Q_{\rm {l}}} عند درجة حرارة T l {\displaystyle T_{\rm {l}}} ، فيعتبر الإنتروبيا لم يتغير عندما يكون: طالما كانت اكتساب الحرارة وإصدار الحرارة خلال العملية يمكن أن يتم عكسيا. بذلك يمكن حساب القدرة العظمى لطاقة الدورة A = Q h − Q l {\displaystyle A=Q_{\rm {h}}-Q_{\rm {l}}} وبالتالي حساب الحد الأقصي للشغل. يبين الكوب على اليسار اختلاط لون بني في الماء. يكون توزيع اللون في الماء أولا غير منتظما، وبعد انقضاء فترة زمنية نجد أن الماء يكتسب لونا متوزعا بالتساوي. فيمكن اعتبار الإنتروبية مقياس لعدم التأكد، هو مقياس «لعدم الانتظام». فبينما يبدو المحلول في الكوب اليميني مخلوطا بعناية، يتضح أن توزيع حبيبات اللون فيه توزيعا عشوائيا، وهذا معناه أن إنتروبية النظام قد زادت عن إنتروبية السائل في الكوب اليساري. نجد في الكوب اليساري عدة مناطق يعلو فيها تركيز اللون في الماء وأخرى ذات تركيز أقل، بل نجد أيضا مناطق لم يصلها اللون بعد. ويمكننا حساب الإنتروبية للمخلوط. وقد بين جوزيه غيبس أن الإنتروبية تزيد أيضا عند خلط الماء بالماء، وهذا ما يسمى تناقض جيبس. فإن توزيع جزيئات اللون في البدء يكون أقل من توزيعها في ماء الكوب بأكمله، ذلك لأن جزيئات اللون تحتل أماكن قليلة في الماء. أما في الكوب اليميني فقد توزعت في كل ماء الكوب. لذلك تكون أنتروبية المحلول في الكوب اليميني أكبر. أي أن مع الوقت يصل توزيع جزيئات اللون في الماء توزيعا متساويا. يبقي الانتروبيا تابتا لا يتغير عندما يمكن اتمام العملية بطريقة يمكن عكسها. ولكن تغير حالة نظام عمليا يكون دائما مصحوبا بفقد في الطاقة (مثل الاحتكاك) ولذلك تزيد خلالها إنتروبية النظام. وليس من الممكن خفض كل الإنتروبية في نظام مغلق منعزل، ولكن يمكن أن خفض الإنتروبية في بعض أماكن النظام، بشرط زيادة الانتروبية في أماكن أخرى للنظام. مثال على ذلك التبلور ونشأة الحياة. في تجربة جاي لوزاك الموصفة في الشكل المجاور، ما هو التغير في مقدار إنتروبية النظام ؟ بما أن الإنتروبية هي أحد الصفات التي تصف حالة نظام معين فهي لا تتغير بتغير المسار. فبدلا من إزالة الحاجز يمكن أزاحة الحائل إلى اليمين حتى يشغل الغاز الحجم الكلي. فإذا اعتبرنا أزاحة قصيرة جدا، يزداد الحجم المشغول بالغاز بمقدار d V {\displaystyle \mathrm {d} V} , ويزداد الإنتروبية بالمقدار: وبحسب القانون الأول للديناميكا الحرارية d U = δ Q + δ W {\displaystyle \mathrm {d} U=\delta Q+\delta W} ينتج مع أخذ d U = 0 {\displaystyle \mathrm {d} U=0} δ W = − p d V {\displaystyle \delta W=-p\mathrm {d} V} في الاعتبار، حيث نقوم بتغيير الحجم فقط: وينتج لحالة النظام عند اعتبار غاز مثالي (حيث N هو عدد ذرات الغاز): وبالتالي: وبإجراء التكامل على المعادلة نحصل على: ونظرا لأخذنا في المثال أعلاه N = 47 {\displaystyle N=47} من الذرات، نحصل على: نكون أكثر واقعية عندما نعتبر مثلا 1 مول من الغاز، أي يكون عدد الذرات كبيرا: بذلك نصل إلى الحل النهائي، أن: تعتبر إنتروبيا نظام ترموديناميكي من الكميات التي لا يمكن قياسها بسهولة. ولكن يمكن التغلب على ذلك عن طريق التوليف بين الطرق العملية والطرق النظرية، فنحصل على قيم للإنتروبيا قريبة من الحقيقة. فعند درجة حرارة منخفضة يبين لنا نموذج ديباي أن السعة الحرارية الذرية Cv للمواد الصلبة تتناسب مع مكعب درجة الحرارة T3، وأنها تصل إلى الصفر عند درجة الصفر المطلق وذلك في حالة البلورة المنتظمة. ونستطيع قياس السعة الحرارية لمادة عمليا عند درجات حرارة مختلفة حتى درجات حرارة منخفضة جدا. تعطي منحنيات بيانية قيم الحرارة النوعية Cp/T واعتمادها على درجة الحرارة T للمواد عندما تكون في نفس الطور. وتمد البيانات المعينة عمليا عند درجات حرارة منخفضة إلى درجة الصفر المطلق باستخدام نموذج ديباي. نرمز للإنتروبيا عند درجة الصفر المطلق بالرمز S0 وعندها تكون مساوية للصفر. ولتعيين الإنتروبيا عند درجة حرارة معينة نقوم بتعيين المساحة تحت منحنى الإنتروبيا الذي عيناه بين الصفر المطلق ودرجة الحرارة المطلوبة، فتكون مساوية لها. ومع أن نموذج ديباي يعطي Cv بدلا عن Cp, فإن الفرق بينهما عند درجات حرارة قريبة من الصفر المطلق (0 كلفن) يكون صغيرا جدا ويمكن اهماله. نرمز للقيمة المطلقة لإنتروبي مادة في حالتها القياسية عند درجة الحرارة المرجعية 298.15 كلفن (25 درجة مئوية) بالرمز S°298. ويزداد الإنتروبي بزيادة درجة الحرارة، ويختل بعض الشيء عند درجة تحول طوري. ويكون التغير في الإنتروبي (ΔS°) عند درجة تحول الطور العادية مساويا لحرارة التحول مقسومة على درجة حرارة التحول. وطبقا لتعريف النظام الدولي للوحدات يقاس الإنتروبي بوحدة جول/(مول.كلفن (أي جول/مول/كلفن). نفترض نظاما معزولا لا يتبادل طاقة أو كتلة مع الوسط المحيط، في مثل هذا الوسط من المستحيل أن ينخفض الإنتروبي. وليكن مثالنا عبارة عن 1 كيلوجرام من الماء عند درجة حرارة 10 مئوية، فيكون الإنتروبي له S = 151 J/K {\displaystyle S=151\ {\mbox{J/K}}} , وعند درجة حرارة 20 مئوية تكون إنتروبيته S = 297 J/K {\displaystyle S=297\ {\mbox{J/K}}} , عند 30 درجة مئوية تصبح إنتروبيته C S = 437 J/K {\displaystyle S=437\ {\mbox{J/K}}} . نقوم بإضافة 1 كيلوجرام ماء بارد، درجة حرارته 10 مئوية مع 1 كيلوجرام ماء دافيئ تبلغ درجة حرارته 30 مئوية، فيختلطان في الحال وينتج لدينا 2 كيلوجرام ماء تبلغ درجة حرارته 20 درجة مئوية. يحدث الخلط في التو والحال لأن الإنتروبي الابتدائي (151 + 437 = 588) كان أقل من الإنتروبي النهائي (297 + 297 = 594). ولا يمكن عكس تلك العملية لأن إنتروبي مخلوط الماء (2 كيلوجرام) الذي يبلغ 594 جول/كلفن لا بد وأن يهبط عند الفصل إلى 588 جول/كلفن، وهذا يتعارض مع القانون الثاني للديناميكا الحرارية. يمكن تعيين الإنتروبي المولي (إنتروبي 1 مول من المادة) Smol عند درجة حرارة معينة T2 ضغط ثابت p باستحدام الحرارة النوعية المولية (cp(T وإجراء التكامل بين درجة الصفر المطلق ودرجة الحرارة T2: حيث ln T اللوغاريتم الطبيعي لدرجة الحرارة. تأتي إلى ذلك الإنتروبي مقدرا الإنتروبي إضافي في حالة تواجد تغير لطور المادة عن أي درجة حرارة بين الصفر المطلق ودرجة الحرارة النهائية (مثل إنتروبي تحول سائل إلى غاز أو إنتروبي عملية انصهار أو إنتروبي تبلور). وطبقا لماكس بلانك يكون إتنروبي مادة صلبة متبلورة نقية عند الصفر المطلق مساوية للصفر (وأما لمخلوط فيعتبر لها إنتروبي معين عند الصفر المطلق). عند الظروف القياسية يوجد ما يسمى بالإنتروبي القياسي S0 للمادة. فمثلا عند درجة حرارة 25 درجة مئوية وضغط 1 ضغط جوي فقد حسبت إنتروبية المواد بالفعل وجدولت في جداول لتسهيل استخدامها. وطبقا للمعاملة الإحصائية فإن الحرارة النوعية للمادة ترتبط بإنتروبيته: أي أن حرارة نوعية عالية تعني أن جزيئ المادة يستطيع أن يخزن مقدارا كبيرا من الطاقة. في تفاعل كهركيميائي نحصل على أنتروبي التفاعل ∆S من التغير في القوة الدافعة الكهربائية dE مع درجة الحرارة: (حيث:z = عدد الشحنات على أيون F = ثابت فاراداي). (بالنسبة إلى مخلوط حقيقي لا بد من إضافة جزء للإنتروبي يعود إلى قوي (تجاذب أو تنافر) قد تواجدت بين الجزيئات بعضها البعض أثناء الخلط). ويمكن حساب ثابت التوازن K بواسطة تعيين الفروق في قيم الإنتروبي القياسي ∆S0 للمواد المشتركة في التفاعل: وتعني ∆ التغير عن اكتمال التفاعل. وعن طريقها يمكننا معرفة عما إذا كان التفاعل سيحدث تلقائيا أم لا (مثل سريان تفاعل كيميائي، أو ذوبان مادتين، أو انتشار مادتين في مخلوط، أو سريان عملية أزموزية)، وتقدير شدة سريان العملية، والتي هي مقدار تزايد الإنتروبي الكلي بين الحالة الأولى وحالة التوازن. ويحدث تزايد الإنتروبي تلقائيا بسبب الحركة المستمرة للجزيئات. وباختصار: يمكننا حساب الإنتروبي القياسي لكل مادة عن طريق حساب منحنى تغير الحرارة النوعية للمادة مع درجة الحرارة. وتمكننا معرفة قيم الإنتروبي المقيدة في الجداول الخاصة (بالإضافة إلى إنثالبي التفاعل) استنتاج ثابت معدل التفاعل.
https://ar.wikipedia.org/wiki/إنتروبيا
ab7a3b1c120566fa1f09fff058e3478c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:12:44.968437", "source": "Wikipedia" }
عمل (فيزياء)
شغل (فيزياء)
الشغل (الميكانيكي) أو العمل (الميكانيكي)، في علم الفيزياء هو كمية الطاقة لتحريك جسم ما بقوة ما لمسافة ما، وحدة قياس الشغل الفيزيائي حسب النظام العالمي للوحدات هي الجول(Joule)،يرمز للجول بالرمز "J" ويرمز للشغل بالرمزW. استنادا لنظرية الشغل والطاقة، إذا أثرت قوى خارجية على جسم وغيرت طاقة حركته من الوضع Ek1 إلى الوضع Ek2 فإن الشغل W يحسب من العلاقة: حيث m هي كتلة الجسم v هي سرعته. يحسب الشغل الميكانيكي المؤثر على جسم ما عن طريق حاصل الضرب القياسي للقوة المؤثرة والمسافة التي تحركها الجسم، كالآتي: من الممكن أن ينعدم الشغل حتى في حالة وجود قوة مؤثرة، مثل القوى الطاردة المركزية في الحركة الدورانية لجسم فهي لا تبذل شغلا لأن طاقة الحركة للجسم لا تتغير، وكمثال آخر عند وجود كتاب موضوع على منضدة فالمنضدة لا تبذل شغل على الكتاب بالرغم من وجود قوة رد فعل مساوية لوزنه m g {\displaystyle mg} وفي اتجاه معاكس، لأنه لم يتم نقل طاقة خارج أو داخل الكتاب. ولا يعد التوصيل الحراري صورة من صور الشغل لأن الطاقة الحرارية تتحول إلى صورة أهتزاز للذرات بدلا من الإزاحة. كما قلنا في البداية الشغل عبارة عن الجداء السلمي للقوة والإزاحة: حيث ϕ {\displaystyle \textstyle \phi } هي الزاوية بين متجه القوة ومتجه الإزاحة. وحتى تكون هذه العلاقة صحيحة يجب أن تظل الزاوية ϕ {\displaystyle \textstyle \phi } بين المتجهين ثابتة، لذا يجب أن يكون المسار عبارة عن خط مستقيم مع هذا يمكن أن يتغير اتجاه الحركة ولكن خلال الخط المستقيم. في حالة تغير القوة المؤثرة مع الزمن أو انحرف المسار عن الخط مستقيم، عندها لانستطيع تطبيق العلاقة السابقة بصورة عامة على حركة الجسم، أي انه من الممكن تقسيم حركة الجسم إلى عدة مراحل صغيرة بحيث يصبح من الممكن أعتبار القوة والإزاحة في كل مرحلة ثابتة ويكون الشغل الكلي للجسم هو مجموع الشغل في كل هذه المراحل. لذا فإن التعريف الرياضي العام للشغل يعطى بالتكامل الآتي : حيث: المعادلة (2) عبارة عن مثال واضح عن أنه في حالة عدم وجود قوة مؤثرة ( F {\displaystyle \mathbf {F} } = 0) فإن الضغط ينعدم، وأبسط مثال لهذه المعادلة عندما يكون متجه القوة متعامدا على مسار الحركة (مثل الحركة الدورانية) فتكون نتيجة التكامل دائما صفر. قد تكون نتيجة التكامل صفرا أيضا عندما يكون جزء من الشغل سالبا والجزء الآخر موجبا (فيكون مجموعهما= صفر). الطاقة الميكانيكية للجسم هي جزء من طاقته الكلية والتي ترتبط بمعدل الشغل، وتتضمن طاقة الحركة وطاقة الوضع ولكن هناك بعض صور الطاقة الأخرى التي لا تضمنها الطاقة الميكانيكية مثل (الطاقة الحرارية التي قد تنتج نتيجة للاحتكاك، أو كتلة السكون حيث تكون كتلة الجسم ثابتة خلال المسار كله). إذا اثرت قوى خارجية علي جسم وغيرت طاقة حركته من الوضع Ek1 إلى الوضع Ek2 فإن الشغل W يحسب من العلاقة : من هنا نستنتج أن الشغل الميكانيكي يتناسب طرديا مع فرق مربع السرعات. لاحظ أن الحد الأخير في المعادلة هو Δ ( v 2 ) {\displaystyle \textstyle \Delta (v^{2})} وليس ( Δ v ) 2 {\displaystyle \textstyle (\Delta v)^{2}} . من قانون انحفاظ طاقة الحركة عند وجود نظام يحتوي على قوى محافظة(مثل قوة الجاذبية) أو إذا كان مجموع شغل القوى يساوي صفرا، فإن طاقة الحركة تظل ثابتة كالآتي : عند مثلا وقوع جسم ثابت الكتلة من الوضع 1 إلى الوضع 2 فإن طاقته الكلية في الوضع 1 تساوي طاقته الكلية في الوضع 2 : حيث: يمكن تحويل وحدات الطاقة أو الشغل بالعلاقات الآتية وحدة طاقة: 1 جول = 1 كيلوجرام. متر2. ثانية −2 1 إرج = 1 جرام. سم2. ثانية −2 1 جول = 107 إرج 1 كيلوواط ساعة = 3,6. 106 جول 1 حصان = 2,68. 106 جول
https://ar.wikipedia.org/wiki/عمل (فيزياء)
a40d8ffdd5586dd867d9c06e2997c5cd
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.571671", "source": "Wikipedia" }
لينين
فلاديمير لينين
فلاديمير ألييتش أوليانوف (22 أبريل 1870 – 21 يناير 1924)، المعروف لينين، كان ثوريا ومنظرا سياسيا روسيا. شغل منصب الرئيس الأول والمؤسس لحكومة روسيا السوفيتية من عام 1917 حتى وفاته في عام 1924، والاتحاد السوفيتي من عام 1922 إلى عام 1924. وفي ظل إدارته، أصبحت روسيا، ثم الاتحاد السوفيتي لاحقا، دولة اشتراكية ذات حزب واحد. يحكمها الحزب الشيوعي. من الناحية الأيديولوجية كان ماركسي، تسمى أفكاره ونظرياته السياسية باللينينية. يعتبر لينين على نطاق واسع واحدا من أهم الشخصيات وأكثرها تأثيرا في القرن العشرين، وظل موضع تبجيل وتتقدير بعد وفاته داخل الاتحاد السوفيتي حتى حله في عام 1991. وأصبح شخصية أيديولوجية وراء الماركسية اللينينية وكان له تأثير بارز على الشيوعية. يعتبر لينين شخصية تاريخية مثيرة للجدل والانقسام إلى حد كبير، ويعتبره أنصاره بطلا للاشتراكية ومعاداة الإمبريالية والطبقة العاملة. وفي الوقت نفسه، يتهم منتقدوه بدوره في تأسيس دكتاتورية شمولية أشرفت على عمليات القتل الجماعي والقمع السياسي. ولد فلاديمير أوليانوف المعروف بلينين في مدينة سيمبرسك تعرف اليوم باسم أوليانوفسك وبعد أن أنهى المدرسة دخل كلية الحقوق في جامعة مدينة قازان، إلا أنه فصل من الجامعة بسبب مشاركته في مظاهرات الطلاب، بعد إعدام أخيه ألكسندر بسبب مشاركته في تنظيم محاولة اغتيال القيصر ألكسندر الثالث عاد لينين إلى مدينة قازان وانضم إلى إحدى الجمعيات الماركسية فيها، وفي عام 1893 انتقل لينين إلى العاصمة سانت بطرسبرغ وبدأ بتأليف كتب في موضوع علم الاقتصاد الماركسي وتاريخ حركة الفلاحين والعمال في روسيا. وتتواصل محطات حياة لينين مع اعتقاله بسبب نشاطه السياسي الماركسي. فتم نفيه إلى سيبيريا لمدة عام، وتمكن هناك من تخصيص فترات طويلة من وقته للكتابة إلى المفكرين الشيوعيين في أوروبا. وفي عام 1900 سافر لينين إلى سويسرا وبقي خارج روسيا حتى عام 1905. وخلال هذه الفترة تم اختياره لزعامة حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي الذي تكون في عام 1898. لم يمارس لينين مهنة المحاماة بعد حصوله على الرخصة القانونية التي تؤهله، انصرف لينين إلى العمل على تفعيل العمل الثوري والانعكاف على دراسة الماركسية في مدينة سانت بيترسبرغ. في 7 ديسمبر 1895، تم إلقاء القبض عليه وتوقيفه لمدة عام كامل ليتم نفيه إلى سيبيريا، وفي يوليو من عام 1898م تزوج لينين من الاشتراكية ناديجدا كروبسكايا وفي أبريل من عام 1899م تمكن لينين من إصدار كتابه المعنون بتطور الرأسمالية في روسيا. ومع نهاية مدة نفيه في سيبيريا عام 1900م انتقل لينين في روسيا وأوروبا وعمل على إنشاء الصحيفة الاشتراكية اسكرا كما عمل على نشر الكتب المتعلقة بالعمل الثوري. كان لينين من الأعضاء النشطين في حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي حيث تولى في عام 1903م زعامة الحزب البلشفي. وتم اختياره لزعامة حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي عام 1906م وانتقل إلى العيش في فنلندا عام 1907 لدواعي أمنية. ولد فلاديمير إيليتش أوليانوف في عام 1870 في سيمبيرسك (الآن أوليانوفسك) لعائلة مفتش المدارس العامة في مقاطعة سيمبيرسك، إيليا نيكولايفيتش أوليانوف (1831-1886)، وهو ابن أحد العبيد السابقين في قرية أندروسوفو، مقاطعة سيرجاشسكي، مقاطعة نيجني نوفيجورودلي). كان متزوج من آنا سميرنوفا، ابنة برجوازية أستراخان (وفقا لنسخة الكاتب السوفيتي شاجينيان، الذي جاء من عشيرة «كالميكس» المعمدة). أما أمه فهي ماريا ألكسندروفنا أولينافا من أصل سويدي ألماني من قبل والدتها ووفقا لإصدارات مختلفة فهي لأصل أوكراني أو ألماني أو يهودي من قبل والدها حيث كان جد لينين لأمه وفقا لإحدى الروايات يهوديا اعتنق الأرثوذكسية وهو ألكسندر ديميتريفيتش بلانك ووفقا لرواية أخرى، فقد جاء من عائلة من المستعمرين الألمان التي جلبت كاترين الثانية إلى روسيا وقد ادعى الباحث في عائلة أوليانوف إم إس شاجينيان أن ألكسندر بلانك كان أوكرانيا. تلقى لينين دروسه الأولى وهو في الخامسة على يد معلم كان يحضر إلى منزله لهذه الغاية ثم دخل المدرسة وهو في التاسعة مبديا اجتهادا كبيرا وذكاء لقيا إعجاب الجميع وفي ذلك الوقت كانت روسيا قد بدأت تتحول بسرعة إلى دولة صناعية وكانت قطاعات واسعة من الشعب تأن تحت وطأة الجوع والفاقة، لانعدام شروط العمل الإنسانية، وتكافل أصحاب المصانع مع الأسرة الحاكمة. توفي والده وهو في السادسة عشرة، وفي السنة التالية أعدم أخوه ألكسندر شنقا بتهمة الاشتراك في مؤامرة لاغتيال القيصر. وقد تركت هذه الحادثة أبلغ الأثر في نفسه وخصوصا كلمات أخيه أثناء المحاكمة، إذ اعترف بما نسب إليه قائلا «إنه أراد قتل القيصر لأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الحرية السياسية للشعب الروسي.» في السنة نفسها أنهى لينين دروسه الثانوية بامتياز وحصل على الميدالية الذهبية. وفي الخريف انتسب إلى جامعة قازان ولكنه طرد منها بسبب تزعمه لفئة احتجت على انعدام الحرية في الجامعة. وقد حاول عدة مرات تقديم طلبات للعودة إلى متابعة دروسه، ولكنها رفضت كلها. بعد قبول جامعة بترسبورغ طلبه للانتساب إليها شرط عدم حضور الدروس، والاكتفاء بالمجيء إلى الحرم الجامعي في نهاية السنة الدراسية للاشتراك في الامتحانات. حصل لينين على شهادة الحقوق عام 1891 ثم بدأ العمل في مكتب للمحاماة في سامارا. وفي تلك الفترة راح يقرأ كتابات كارل ماركس بعمق حتى العام 1893 حين انضم إلى منظمة ماركسية تدعى الديمقراطية الاجتماعية وما لبث أن عاد إلى بترسبورغ حيث تولى قيادة تلك المنظمة توفي القيصر الكسندر الثالث عام 1894 فخلفه ابنه نيقولا الثاني. أما لينين فقد أمضى معظم العام 1895 في فرنسا وألمانيا وسويسرا حيث التقى معظم الماركسيين النشطين هناك. وبعد شهرين من عودته إلى بترسبورغ ألقي القبض عليه فيما هو يستعد لإصدار جريدة قضية العمال. وبقي رهن التحقيق أكثر من عام إلى أن صدر بحقه الحكم بالنفي إلى سيبيريا عام 1897. عاد لينين خلال ثورة عام 1905 في روسيا إلى وطنه ليشارك في التمرد ضد الحكومة، وفي عام 1908 توجه مرة أخرى إلى سويسرا وبعد ذلك سافر إلى باريس، وفي عام 1916 بعد انقسام شهده حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي ترأس لينين الحزب البلشفي. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى دعا لينين إلى تحويل الحرب العالمية إلى حروب أهلية ضد حكومات رأسمالية في الدول الأوروبية، وبعد انتهاء الحكم القيصري في روسيا بانتصار ثورة فبراير 1917 وتولي الحكومة المؤقتة السلطة في البلد سمحت ألمانيا للينين مع مجموعة من أنصاره بالعودة إلى روسيا. وفي أكتوبر عام 1917 قاد لينين ثورة أدت إلى تولي الحزب البلشفي السلطة في البلد ونشوء الحرب الأهلية. بعد هذه الأحداث وتكوين الدولة السوفيتية واجه لينين خطر الغزو الألماني ووقع اتفاقية سلام مع حكومة برلين، وفي عام 1918 تعرض لينين لمحاولة اغتيال من قبل «فانيا كابلان» التي كانت تنتمي لأحد الأحزاب المعارضة للينين حيث أصابته 3 رصاصات استقرت في كتفه ورئتيه لكن الموت لم يدركه، وسرعان ما أخذت محاولة الاغتيال وهموم إدارة الدولة نصيبها من صحة لينين فأصيب بالعديد من الجلطات القلبية التي أفقدته القدرة على النطق فأبعدته عن الحياة السياسة وبعدها ليفارق بعدها الحياة وذلك في عام 1924. رغم سفره الكثير إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في عقد الاجتماعات الاشتراكية في شتى أنحاء أوروبا والدعوة للفكر الاشتراكي. وفي 16 أبريل 1917 عاد لينين مرة أخرى إلى روسيا عقب الإطاحة بالقيصر الروسي نيقولا الثاني وتبوأ مكانته من بين البلاشفة في روسيا ونشر في صحيفة البرافدا أطروحة أبريل التي تروي وجهة نظر لينين في كيفية إدارة روسيا سياسيا. وبعد الثورة العمالية الفاشلة في يوليو من نفس العام اضطر لينين للمغادرة إلى فنلندا مرة أخرى لدواعي أمنية ومن ثم عاود الرجوع إلى روسيا في أكتوبر مدججا بالسلاح ليقود الثورة ضد حكومة كيرنسكي المؤقتة. واجه لينين تهديد الغزو الألماني فلم يجد مناصا من قبول معاهدة سلام مع الألمان إلا أن المفاوضين الروس لم يمتثلوا لأوامر لينين وكانت النتيجة أن خسرت روسيا الكثير من أراضيها الغربية أول محاولة للينين لتصدير الاشتراكية الثورية كان عن طريق غزو بولندا بعدما قامت الثانية بغزو أوكرانيا في الماضي. وتمثل الفكر اللينيني في تصدير الثورة إلى غرب أوروبا إلى فرنسا وألمانيا بالاستعانة بالجيش الأحمر مرورا ببولندا عام 1920. وبسبب الثورات المضادة لم تتم عملية تصدير الثورة إلى أوروبا الغربية، وعمد لينين في مارس 1921 على بعض الإصلاحات الداخلية فشجع الأعمال الزراعية والصناعية الصغيرة إلا أن ثورة البحارة المدعومة من الإمبريالية في نفس الشهر حالت دون تحقيق آمال لينين في الإصلاح الاقتصادي الداخلي. لم يكن النفي إلى سيبيريا سجنا بكل معنى الكلمة فقد كانت الحكومة تدفع للمنفيين علاوة شهرية بسيطة، وكانوا يختارون مكان إقامتهم ضمن حدود معينة. وقد اختار لينين بلدة شوشانسكايا في آباكان، وأمضى فترة النفي في الكتابة بعد زواجه من ناديا كروبسكايا عام 1898 التي كانت هي الأخرى منفية بسبب نشاطاتها السياسية. وأهم ما كتبه هناك تطور الرأسمالية في روسيا. في تلك الأثناء اتحدت معظم الحركات الماركسية السرية في روسيا وشكلت حزب «العمل الديمقراطي الروسي»، ومنها الحركة التي انتمى إليها فلاديمير لينين. بعد انتهاء مدة نفيه في مطلع عام 1900 غادر لينين إلى ألمانيا للمساعدة في إصدار جريدة الحزب الشرارة ثم جريدة الفجر وكانتا ممنوعتان وتوزع أعدادهما بعد تهريبها إلى روسيا. وهناك بدأ فلاديمير إيليانوف يستعمل اسم لينين، كما فعل سواه من الكتاب الذين اتخذوا أسماء مستعارة لتضليل بوليس القيصر السري. خلال ذلك انقسم الحزب إلى جماعتين: البلشفيين - ومعناها بالروسية الأكثرية - والمانشيفيين - الأقلية - بسبب التنظيمات الداخلية للحزب، وأهمها رغبة البولشفيين في اقتصار الانتماء إلى الحزب على المناضلين الثوريين، ورغبة الأقلية في أن يكون باب الانضمام مفتوحا أمام الجميع. مع بداية العام 1900 بدأت تتكون في روسيا نقمة عارمة ضد القيصر بسبب تردي الأوضاع على كافة الأصعدة. وارتفعت المطالبات بمزيد من الحريات السياسية، السماح للفلاحين بزراعة الأراضي التي يمتلكها الإقطاعيون، زيادة أجور العمال وتحسين ظروف العمل، إنهاء الحرب ضد اليابان. وفي يوم الأحد 22 يناير 1905 نظم كاهن أرثوذكسي يدعى جورج غابون مظاهرة اشترك فيها أكثر من 200,000 مواطن في بترسبورغ. وكانت مظاهرة سلمية تهدف إلى ايصال المطالب الشعبية إلى القيصر. ولكن رجاله أطلقوا النار على المتظاهرين وقتلوا عدة مئات منهم. وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت الثورة الروسية وامتدت، على درجات متفاوتة من الحدة، حتى سقوط النظام القيصري في عام 1917م. عاد لينين إلى روسيا وشارك في ما تلا تلك المظاهرة من اضرابات شلت الحركة في موسكو ومعظم المدن الروسية، ومن انتفاضات ثورية مسلحة ضد القيصر ولكن رجاله استطاعوا السيطرة على الوضع في نهاية العام 1905 إلا أن الشرارة كانت قد اشتعلت ولو أنها بقيت أحيانا تحت الرماد. غادر لينين إلى أوروبا مجددا متنقلا بين معظم دولها، مشاركا في نشاطات الأحزاب الماركسية، وعاملا على عقد اجتماعات دورية للبلاشفة رغبة منه في إبقاء الجذوة الثورية إلى أن تحين فرصة مؤاتية لإسقاط القيصر. ولم يكن لينين بعيدا عن نشاطات الحزب الداخلية رغم وجوده في الخارج. وحين أصدر الحزب صحيفة البرافدا - تعني بالعربية الحقيقة - كانت مقالات لينين تشكل القسم الأكبر منها. في الأول من أغسطس عام 1914م أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا. وبحلول العام 1917 كان الشعب الروسي يئن تحت وطأة الفاقة والعوز، وبدا أن المجاعة على الأبواب. وظهر نقص في المواد الغذائية على اختلافها حتى الخبز. والحكومة عاجزة عن عمل أي شيء. العمال يضربون عن العمل وصفوف النسوة تطول أمام الأفران يوما بعد يوم. وبدأت المظاهرات العارمة، ورفض الجنود هذه المرة تنفيذ أوامر قياداتهم بإطلاق النار، ما اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش وتسليم السلطة إلى حكومة برئاسة الأمير جورج ليفوف في 15 مارس 1917م. عاد لينين إلى روسيا وكذلك معظم قيادات الحزب البولشيفي الذين كانوا منفيين إلى سيبيريا. وفي 16 إبريل عام 1917م وصلوا إلى بتروغراد واستقبلوا استقبال الأبطال. طالب لينين بإنهاء الحرب ضد ألمانيا فورا وبأن تعود ملكية الأراضي إلى الدولة وبإسقاط حكومة ليفوف. واستطاع استعادة زمام قيادة الحزب البولشفي إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى السلطة. في تموز شكلت حكومة جديدة برئاسة الكسندر كيرينسكي، وأصدرت أمرا بإلقاء القبض على لينين بتهمة العمالة للألمان. فغادر إلى فنلندا حيث كتب واحدا من أهم أعماله الدولة والثورة وفيه شرح كيفية تنظيم الثورة ونوع الحكومة التي يجب أن تتولى السلطة بعد إسقاط الحكم القائم. ثم أرسل كتابا إلى الهيئة المركزية للحزب البولشيفي معلنا أن زمن الخطابات قد ولى وحان وقت العمل الثوري قائلا: عاد لينين إلى بيتروغراد في أكتوبر عام 1917 ودعا الهيئة المركزية للحزب إلى أعلان الثورة حالا. كانت حكومة كيرينسكي ضعيفة، وكان ليون تروتسكي أحد القادة البارزين في الحزب يحظى بولاء مجموعات كبيرة من الجنود. وأعلن بعض فرق البحرية تأييد الثورة. وهكذا قرر البلاشفة التحرك. سقطت بتروغراد بأيديهم دون مقاومة تذكر - 7 نوفمبر، الموافق 25 أكتوبر حسب التقويم الشرقي - في موسكو كانت المقاومة أشد إلا أن البلاشفة سيطروا على المدينة في أقل من أسبوع. وهكذا صارت كل الروسيا تحت سلطتهم. واستطاعوا اكتساب ثقة الأهالي بالشعار البسيط الذي رفعوه: الخبز والسلام والأرض للجميع. اجتمع مجلس السوفيت - فروع الحزب - الأعلى في 8 نوفمبر 1917م وضم ممثلين عن كافة الأقاليم الروسية. وانتخبوا مجلس مفوضي الشعب الذي انتخب لينين رئيسا له. وهكذا صار فعليا رئيس الدولة الروسية. وفي الاجتماع الأول سأل لينين المجلس أن يعطيه تفويضا بإعلان إنهاء الحرب ضد ألمانيا وبإلغاء الملكية الفردية. فوافق المجلس على الشأنين. وهكذا بدأت مفاوضات السلام مع ألمانيا وبدأ العمل على إلغاء الملكية الخاصة للأراضي وإلحاقها بممتلكات الدولة. ليتم فيما بعد توزيعها على الفلاحين. لم تكن السنوات الأولى لحكم لينين سنوات سهلة. فالجيش كان مشتتا بسبب الحرب والقوات الألمانية تتقدم على الجبهات فيما أعداء البلاشفة يتكتلون للإطاحة بهم. بذل لينين جهودا جبارة لإنهاء الحرب مع ألمانيا مقدما بعض التنازلات في المقاطعات التي كانت تحت حكم القياصرة كفنلندا وبولندا. وهكذا وقعت معاهدة السلام في بريستيلوفسك يوم 3 مارس 1918م. وفي العام نفسه طلب لينين تغيير اسم الحزب من حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي الروسي إلى الحزب الاشتراكي الشيوعي الروسي. في شهر أغسطس تعرض لينين لمحاولة اغتيال فأصيب برصاصتين ولكنه نجا من الموت، إلا أن واحدة منهما بقيت في عنقه. بدأ المعارضون للحكم الاشتراكي بالقيام بأعمال العنف في المدن وتحولت تلك الأعمال إلى ما يشبه الحرب الأهلية في الأرياف. ولكن المعارضين كانت تنقصهم وحدة الهدف والرؤية فاستطاعت الحكومة القضاء على تمردهم بحلول العام 1920م حيث كانت تنتظر الحكومة معركة هامة على الصعيد الخارجي. كانت حكومات إنكلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة قد رفضت التعامل مع النظام الجديد لأنه رفض التعهد بدفع ديون القيصر لتلك الحكومات. وألغى معظمها التمثيل الديبلوماسي والعقود التجارية والصناعية. وفي العام 1921م أصدر لينين برنامجا سماه السياسة الاقتصادية الجديدة معطيا الحرية للمزارعين وصغار المنتجين للتصرف بمنتجاتهم سامحا بالتجارة الحرة وداعيا الأجانب إلى الاستثمار في روسيا. دفع هذا البرنامج حكومات أوروبا الغربية والولايات المتحدة إلى إعادة التمثيل الديبلوماسي والعلاقات التجارية. ما مكن الدولة الجديدة من الانطلاق في بناء نفسها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي وفني وتربوي وتمكنت من تكوين قوة عسكرية كانت إلى حد بعيد رادعا لجموح الولايات المتحدة ورغبة المسيطرين على سياستها من أرباب النظام العالمي الجديد من السيطرة على اقتصاد العالم وهو ما يفعلونه الآن ومن دون رادع مادي أو أخلاقي. يعد لينين من أهم المفكرين في العصر الحديث الذين تناولوا نظرية الاستعمار. - وقد تناول لينين نظرية الاستعمار كوسيلة لنقد النظرية الليبرالية والدول الرأسمالية، حيث يبدو جليا أنه لم يسع لتوضيح موقفه من الاستعمار أو تحديد أسباب الإستعمار بقدر ما سعى لربط الاستعمار بالدولة الرأسمالية، وبرز ذلك في جملته الشهيرة والتي جعلها عنوانا لكتابه «الإمبريالية أعلى درجات الرأسمالية». - رأى لينين ان الدول الرأسمالية تتحول تدريجيا من المنافسة والفرص المتساوية والسوق الحر إلى الإحتكار، حيث تبدأ الدول الرأسمالية بقواعد المنافسة الحرة والفرص المتساوية للجميع ثم بعد ذلك تتحول تدريجيا إلى الاحتكار وهي المرحلة التي فيها تتركز الثروة في يد عدد قليل جدا من الأفراد وهم أيضا الذين يتولون السلطة ثم تتسع الهوة بين هذه الطبقة وبين طبقة العمال التي تمثل غالبية المواطنين والذين يصلوا لحد خطير من الفقر. - ومع توسع الدول الرأسمالية في الإنتاج تظهر إشكالية جديدة تتمثل في الحاجة لأسواق جديدة لتصريف المنتجات والحاجة أيضا لمواد خام بأسعار منخفضة وأيدي عاملة بأسعار زهيدة وهنا تتجه الدول الرأسمالية الكبرى إلى الاستعمار والبحث عن مستعمرات لها لفرض عليها حمايتها والحصول منها على المواد الخام بتكاليف منخفضة أو ربما بدون تكاليف ثم تكمل التصنيع في بلادها وتعيد تصريف المنتج النهائي في المستعمرات بأسعار مرتفعة. - وقد ربط لينين بين فكرة الاستعمار هذه وبين الحرب العالمية التي تجري بين الدول حيث أشار إلى أن وجود أكثر من دولة رأسمالية في النظام الدولي يترتب عليها وصولهم جميعا إلى مرحلة الحاجة لمستعمرات لتصريف فيها المنتجات وبالتالي يتولد صراع وخلافات بين هذه الدول الكبرى للسيطرة على المستعمرات وبالتالي تحدث الحرب العالمية بين الدول، وكان لينين متأثرا بالحرب العالمية الأولى التي وقعت بين الدول الرأسمالية في هذا التحليل. كان لفلاديمير لينين علاقات جيدة مع الشعراء والأدباء منهم صديقه الحميم مكسيم غوركي ويصف غوركي لينين قائلا (إن دهشتي كبيرة. كيف إن هذا الرجل الذي شاهد وعاش الكثير من المصائب والمآسي كان قادرا على الضحك بذلك القدر من السذاجة والطيبة) ثم يضيف (كيف إن لينين بعد أن استغرق بالضحك مسح عينيه من الدموع وقال: إن الإنسان الشريف ذا القلب النقي والطاهر وحده يستطيع أن يضحك بهذه الصورة) وكان يقول لينين: (إنه لشيء حسن أن يرى المرء الجانب المسلي من إخفاقاته. إن خفة الروح هي صفة صحية رائعة وأنا حساس لهذه الصفة رغم أني غير موهوب بها ولا ريب إن في الحياة منها بقدر ما في هذه الحياة من أحزان ومآسي) وقال غوركي: (إن مزاج المرء هو شيء هام كما كان لينين بارعا في الإصغاء والتعليق بالنكتة المرحة). وكانت أكبر هواياته زيارة المكتبات والمطالعة والكتابة وقد كانت لة علاقة جيدة مع الأديب البريطاني هربرت جورج ويلز حيث في عام 1914 زار ويلز روسيا ورأى أن النظام القيصري فيها قمعي وفاسد. وقد تفهم اهداف ثورة أكتوبر. وفي عام 1920 زار ويلز الاتحاد السوفيتي والتقى لينين. بعد انتهاء الثورة البلشفية واستيلاء البلاشفة على السلطة وجد لينين نسخة من الاتفاقية السرية سايكس بيكو في أرشيفات القيصر وكانت تنص على أن تستولي روسيا القيصرية على إسطنبول وقام لينين بنشرها لعل العالم يرى من أجل أي شيء كانت تدور الحرب العالمية الأولى لم يكن لينين يهتم كثيرا بالشؤون الدينية ونادرا ماكان يتحدث عن الأديان لكنه أعطى حرية العبادة للمتدينين وقد تبين ذلك في نص ورسالة وجهها إلى المسلمين في 24 نوفمبر 1917 جاء فيها: يا أيها المسلمون بروسيا وسيبيريا وتركستان والقوقاز … يا أيها الذين هدم القياصرة مساجدهم وعبث الطغاة بمعتقداتهم وعاداتهم أن معتقداتكم وعاداتكم ومؤسساتكم القومية والثقافية أصبحت اليوم حرة مقدسة، نظموا حياتكم القومية بكامل الحرية وبدون قيد فهي حق لكم. وأعلموا أن الثورة العظيمة وسوفيتات النواب والعمال والجنود والفلاحيين تحمي حقوقكم وحقوق جميع شعوب روسيا. وقد تم وضع برنامج ضخم لما يمكن أن يطلق عليه اليوم “التمييز المضاد”، سمي بالكورنيزاتسيا، أي إحلال السكان المحليين محل المستوطنين الروس. وقد بدأ بطرد المستعمرين الروس والقوزاق والمتحدثين باسمهم من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في تلك المناطق. وتوقفت اللغة الروسية عن الهيمنة، وعادت اللغات المحلية إلى المدارس وإلى الحكومة وإلى المطبوعات. وقد تمت ترقية السكان المحليين ليشغلوا مناصب في الدولة وفي الأحزاب الشيوعية المحلية وأعطوا أولوية حتى عن الروس في التعيينات. وقد أنشئت جامعات لتدريب جيل جديد من القادة غير الروس. أيضا أعيدت الآثار والكتب الإسلامية المقدسة التي نهبتها القيصرية إلى المساجد. وقد تم تسليم القرآن الكريم المعروف بقرآن عثمان في احتفال مهيب إلى المجلس الإسلامي في بتروجراد في 25 ديسمبر سنة 1917. وقد أعلن يوم الجمعة، يوم الاحتفال الديني بالنسبة للمسلمين، ويوم الإجازة الرسمية في كل آسيا الوسطى. في 30 آب 1918 أطلقت فانيا كابلان النار على لينين وأصابته في رئتيه وكتفه قائلة: «اليوم أطلقت النار على لينين لأنه خان الثورة»، ولكنه عاش بعدها رغم أنه لم يتعاف كليا وكان للرصاصة التي أصابت عنقه أكبر الأثر في انهيار صحته. وقد أزالها الأطباء من عنقه عام 1922، ولكنهم لم يستطيعوا إلغاء آثارها القاتلة حيث كانت محاولة الاغتيال إضافة لهموم إدارة الدولة قد أخذت نصيبها من صحة لينين فأصيب بجلطة في مايو عام 1922 شلت نصف جسمه الأيمن وقللت من مشاركاته السياسية وبحلول شهر ديسمبر من نفس العام، ألمت به جلطة ثانية حينها أمرت الإدارة السياسية أن يبقى لينين بعيدا عن الأضواء. وفي مارس 1923، أصيب لينين بجلطة دموية ثالثة ألزمته الفراش وحرمته القدرة على الكلام قبل أن يفارق الحياة بجلطة أخيرة في 21 يناير 1924 وقد حنط جسد لينين ودفن في الساحة الحمراء في موسكو . بالإضافة إلى عمله ونشاطه السياسي كان لينين فيلسوف ومؤلف سياسي غزير الإنتاج، ألف العديد من المؤلفات عن الثورة البروليتارية، كتب العديد من النشرات والكتب والمقالات بدون مساعدة لم يمنعه عنها إلا المرض، مجموع ما ألفه يصل إلى خمسة وأربعين مؤلفا، ترجمت إلى العديد من اللغات. ومن أشهر مؤلفاته:
https://ar.wikipedia.org/wiki/لينين
abad3db6ee7fbc45d0c873d36c86c32c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.577761", "source": "Wikipedia" }
فلاديمير لينين
فلاديمير لينين
فلاديمير ألييتش أوليانوف (22 أبريل 1870 – 21 يناير 1924)، المعروف لينين، كان ثوريا ومنظرا سياسيا روسيا. شغل منصب الرئيس الأول والمؤسس لحكومة روسيا السوفيتية من عام 1917 حتى وفاته في عام 1924، والاتحاد السوفيتي من عام 1922 إلى عام 1924. وفي ظل إدارته، أصبحت روسيا، ثم الاتحاد السوفيتي لاحقا، دولة اشتراكية ذات حزب واحد. يحكمها الحزب الشيوعي. من الناحية الأيديولوجية كان ماركسي، تسمى أفكاره ونظرياته السياسية باللينينية. يعتبر لينين على نطاق واسع واحدا من أهم الشخصيات وأكثرها تأثيرا في القرن العشرين، وظل موضع تبجيل وتتقدير بعد وفاته داخل الاتحاد السوفيتي حتى حله في عام 1991. وأصبح شخصية أيديولوجية وراء الماركسية اللينينية وكان له تأثير بارز على الشيوعية. يعتبر لينين شخصية تاريخية مثيرة للجدل والانقسام إلى حد كبير، ويعتبره أنصاره بطلا للاشتراكية ومعاداة الإمبريالية والطبقة العاملة. وفي الوقت نفسه، يتهم منتقدوه بدوره في تأسيس دكتاتورية شمولية أشرفت على عمليات القتل الجماعي والقمع السياسي. ولد فلاديمير أوليانوف المعروف بلينين في مدينة سيمبرسك تعرف اليوم باسم أوليانوفسك وبعد أن أنهى المدرسة دخل كلية الحقوق في جامعة مدينة قازان، إلا أنه فصل من الجامعة بسبب مشاركته في مظاهرات الطلاب، بعد إعدام أخيه ألكسندر بسبب مشاركته في تنظيم محاولة اغتيال القيصر ألكسندر الثالث عاد لينين إلى مدينة قازان وانضم إلى إحدى الجمعيات الماركسية فيها، وفي عام 1893 انتقل لينين إلى العاصمة سانت بطرسبرغ وبدأ بتأليف كتب في موضوع علم الاقتصاد الماركسي وتاريخ حركة الفلاحين والعمال في روسيا. وتتواصل محطات حياة لينين مع اعتقاله بسبب نشاطه السياسي الماركسي. فتم نفيه إلى سيبيريا لمدة عام، وتمكن هناك من تخصيص فترات طويلة من وقته للكتابة إلى المفكرين الشيوعيين في أوروبا. وفي عام 1900 سافر لينين إلى سويسرا وبقي خارج روسيا حتى عام 1905. وخلال هذه الفترة تم اختياره لزعامة حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي الذي تكون في عام 1898. لم يمارس لينين مهنة المحاماة بعد حصوله على الرخصة القانونية التي تؤهله، انصرف لينين إلى العمل على تفعيل العمل الثوري والانعكاف على دراسة الماركسية في مدينة سانت بيترسبرغ. في 7 ديسمبر 1895، تم إلقاء القبض عليه وتوقيفه لمدة عام كامل ليتم نفيه إلى سيبيريا، وفي يوليو من عام 1898م تزوج لينين من الاشتراكية ناديجدا كروبسكايا وفي أبريل من عام 1899م تمكن لينين من إصدار كتابه المعنون بتطور الرأسمالية في روسيا. ومع نهاية مدة نفيه في سيبيريا عام 1900م انتقل لينين في روسيا وأوروبا وعمل على إنشاء الصحيفة الاشتراكية اسكرا كما عمل على نشر الكتب المتعلقة بالعمل الثوري. كان لينين من الأعضاء النشطين في حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي حيث تولى في عام 1903م زعامة الحزب البلشفي. وتم اختياره لزعامة حزب العمل الاشتراكي الاجتماعي عام 1906م وانتقل إلى العيش في فنلندا عام 1907 لدواعي أمنية. ولد فلاديمير إيليتش أوليانوف في عام 1870 في سيمبيرسك (الآن أوليانوفسك) لعائلة مفتش المدارس العامة في مقاطعة سيمبيرسك، إيليا نيكولايفيتش أوليانوف (1831-1886)، وهو ابن أحد العبيد السابقين في قرية أندروسوفو، مقاطعة سيرجاشسكي، مقاطعة نيجني نوفيجورودلي). كان متزوج من آنا سميرنوفا، ابنة برجوازية أستراخان (وفقا لنسخة الكاتب السوفيتي شاجينيان، الذي جاء من عشيرة «كالميكس» المعمدة). أما أمه فهي ماريا ألكسندروفنا أولينافا من أصل سويدي ألماني من قبل والدتها ووفقا لإصدارات مختلفة فهي لأصل أوكراني أو ألماني أو يهودي من قبل والدها حيث كان جد لينين لأمه وفقا لإحدى الروايات يهوديا اعتنق الأرثوذكسية وهو ألكسندر ديميتريفيتش بلانك ووفقا لرواية أخرى، فقد جاء من عائلة من المستعمرين الألمان التي جلبت كاترين الثانية إلى روسيا وقد ادعى الباحث في عائلة أوليانوف إم إس شاجينيان أن ألكسندر بلانك كان أوكرانيا. تلقى لينين دروسه الأولى وهو في الخامسة على يد معلم كان يحضر إلى منزله لهذه الغاية ثم دخل المدرسة وهو في التاسعة مبديا اجتهادا كبيرا وذكاء لقيا إعجاب الجميع وفي ذلك الوقت كانت روسيا قد بدأت تتحول بسرعة إلى دولة صناعية وكانت قطاعات واسعة من الشعب تأن تحت وطأة الجوع والفاقة، لانعدام شروط العمل الإنسانية، وتكافل أصحاب المصانع مع الأسرة الحاكمة. توفي والده وهو في السادسة عشرة، وفي السنة التالية أعدم أخوه ألكسندر شنقا بتهمة الاشتراك في مؤامرة لاغتيال القيصر. وقد تركت هذه الحادثة أبلغ الأثر في نفسه وخصوصا كلمات أخيه أثناء المحاكمة، إذ اعترف بما نسب إليه قائلا «إنه أراد قتل القيصر لأنها الوسيلة الوحيدة لتحقيق الحرية السياسية للشعب الروسي.» في السنة نفسها أنهى لينين دروسه الثانوية بامتياز وحصل على الميدالية الذهبية. وفي الخريف انتسب إلى جامعة قازان ولكنه طرد منها بسبب تزعمه لفئة احتجت على انعدام الحرية في الجامعة. وقد حاول عدة مرات تقديم طلبات للعودة إلى متابعة دروسه، ولكنها رفضت كلها. بعد قبول جامعة بترسبورغ طلبه للانتساب إليها شرط عدم حضور الدروس، والاكتفاء بالمجيء إلى الحرم الجامعي في نهاية السنة الدراسية للاشتراك في الامتحانات. حصل لينين على شهادة الحقوق عام 1891 ثم بدأ العمل في مكتب للمحاماة في سامارا. وفي تلك الفترة راح يقرأ كتابات كارل ماركس بعمق حتى العام 1893 حين انضم إلى منظمة ماركسية تدعى الديمقراطية الاجتماعية وما لبث أن عاد إلى بترسبورغ حيث تولى قيادة تلك المنظمة توفي القيصر الكسندر الثالث عام 1894 فخلفه ابنه نيقولا الثاني. أما لينين فقد أمضى معظم العام 1895 في فرنسا وألمانيا وسويسرا حيث التقى معظم الماركسيين النشطين هناك. وبعد شهرين من عودته إلى بترسبورغ ألقي القبض عليه فيما هو يستعد لإصدار جريدة قضية العمال. وبقي رهن التحقيق أكثر من عام إلى أن صدر بحقه الحكم بالنفي إلى سيبيريا عام 1897. عاد لينين خلال ثورة عام 1905 في روسيا إلى وطنه ليشارك في التمرد ضد الحكومة، وفي عام 1908 توجه مرة أخرى إلى سويسرا وبعد ذلك سافر إلى باريس، وفي عام 1916 بعد انقسام شهده حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي ترأس لينين الحزب البلشفي. ومع نشوب الحرب العالمية الأولى دعا لينين إلى تحويل الحرب العالمية إلى حروب أهلية ضد حكومات رأسمالية في الدول الأوروبية، وبعد انتهاء الحكم القيصري في روسيا بانتصار ثورة فبراير 1917 وتولي الحكومة المؤقتة السلطة في البلد سمحت ألمانيا للينين مع مجموعة من أنصاره بالعودة إلى روسيا. وفي أكتوبر عام 1917 قاد لينين ثورة أدت إلى تولي الحزب البلشفي السلطة في البلد ونشوء الحرب الأهلية. بعد هذه الأحداث وتكوين الدولة السوفيتية واجه لينين خطر الغزو الألماني ووقع اتفاقية سلام مع حكومة برلين، وفي عام 1918 تعرض لينين لمحاولة اغتيال من قبل «فانيا كابلان» التي كانت تنتمي لأحد الأحزاب المعارضة للينين حيث أصابته 3 رصاصات استقرت في كتفه ورئتيه لكن الموت لم يدركه، وسرعان ما أخذت محاولة الاغتيال وهموم إدارة الدولة نصيبها من صحة لينين فأصيب بالعديد من الجلطات القلبية التي أفقدته القدرة على النطق فأبعدته عن الحياة السياسة وبعدها ليفارق بعدها الحياة وذلك في عام 1924. رغم سفره الكثير إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في عقد الاجتماعات الاشتراكية في شتى أنحاء أوروبا والدعوة للفكر الاشتراكي. وفي 16 أبريل 1917 عاد لينين مرة أخرى إلى روسيا عقب الإطاحة بالقيصر الروسي نيقولا الثاني وتبوأ مكانته من بين البلاشفة في روسيا ونشر في صحيفة البرافدا أطروحة أبريل التي تروي وجهة نظر لينين في كيفية إدارة روسيا سياسيا. وبعد الثورة العمالية الفاشلة في يوليو من نفس العام اضطر لينين للمغادرة إلى فنلندا مرة أخرى لدواعي أمنية ومن ثم عاود الرجوع إلى روسيا في أكتوبر مدججا بالسلاح ليقود الثورة ضد حكومة كيرنسكي المؤقتة. واجه لينين تهديد الغزو الألماني فلم يجد مناصا من قبول معاهدة سلام مع الألمان إلا أن المفاوضين الروس لم يمتثلوا لأوامر لينين وكانت النتيجة أن خسرت روسيا الكثير من أراضيها الغربية أول محاولة للينين لتصدير الاشتراكية الثورية كان عن طريق غزو بولندا بعدما قامت الثانية بغزو أوكرانيا في الماضي. وتمثل الفكر اللينيني في تصدير الثورة إلى غرب أوروبا إلى فرنسا وألمانيا بالاستعانة بالجيش الأحمر مرورا ببولندا عام 1920. وبسبب الثورات المضادة لم تتم عملية تصدير الثورة إلى أوروبا الغربية، وعمد لينين في مارس 1921 على بعض الإصلاحات الداخلية فشجع الأعمال الزراعية والصناعية الصغيرة إلا أن ثورة البحارة المدعومة من الإمبريالية في نفس الشهر حالت دون تحقيق آمال لينين في الإصلاح الاقتصادي الداخلي. لم يكن النفي إلى سيبيريا سجنا بكل معنى الكلمة فقد كانت الحكومة تدفع للمنفيين علاوة شهرية بسيطة، وكانوا يختارون مكان إقامتهم ضمن حدود معينة. وقد اختار لينين بلدة شوشانسكايا في آباكان، وأمضى فترة النفي في الكتابة بعد زواجه من ناديا كروبسكايا عام 1898 التي كانت هي الأخرى منفية بسبب نشاطاتها السياسية. وأهم ما كتبه هناك تطور الرأسمالية في روسيا. في تلك الأثناء اتحدت معظم الحركات الماركسية السرية في روسيا وشكلت حزب «العمل الديمقراطي الروسي»، ومنها الحركة التي انتمى إليها فلاديمير لينين. بعد انتهاء مدة نفيه في مطلع عام 1900 غادر لينين إلى ألمانيا للمساعدة في إصدار جريدة الحزب الشرارة ثم جريدة الفجر وكانتا ممنوعتان وتوزع أعدادهما بعد تهريبها إلى روسيا. وهناك بدأ فلاديمير إيليانوف يستعمل اسم لينين، كما فعل سواه من الكتاب الذين اتخذوا أسماء مستعارة لتضليل بوليس القيصر السري. خلال ذلك انقسم الحزب إلى جماعتين: البلشفيين - ومعناها بالروسية الأكثرية - والمانشيفيين - الأقلية - بسبب التنظيمات الداخلية للحزب، وأهمها رغبة البولشفيين في اقتصار الانتماء إلى الحزب على المناضلين الثوريين، ورغبة الأقلية في أن يكون باب الانضمام مفتوحا أمام الجميع. مع بداية العام 1900 بدأت تتكون في روسيا نقمة عارمة ضد القيصر بسبب تردي الأوضاع على كافة الأصعدة. وارتفعت المطالبات بمزيد من الحريات السياسية، السماح للفلاحين بزراعة الأراضي التي يمتلكها الإقطاعيون، زيادة أجور العمال وتحسين ظروف العمل، إنهاء الحرب ضد اليابان. وفي يوم الأحد 22 يناير 1905 نظم كاهن أرثوذكسي يدعى جورج غابون مظاهرة اشترك فيها أكثر من 200,000 مواطن في بترسبورغ. وكانت مظاهرة سلمية تهدف إلى ايصال المطالب الشعبية إلى القيصر. ولكن رجاله أطلقوا النار على المتظاهرين وقتلوا عدة مئات منهم. وكانت تلك هي الشرارة التي أشعلت الثورة الروسية وامتدت، على درجات متفاوتة من الحدة، حتى سقوط النظام القيصري في عام 1917م. عاد لينين إلى روسيا وشارك في ما تلا تلك المظاهرة من اضرابات شلت الحركة في موسكو ومعظم المدن الروسية، ومن انتفاضات ثورية مسلحة ضد القيصر ولكن رجاله استطاعوا السيطرة على الوضع في نهاية العام 1905 إلا أن الشرارة كانت قد اشتعلت ولو أنها بقيت أحيانا تحت الرماد. غادر لينين إلى أوروبا مجددا متنقلا بين معظم دولها، مشاركا في نشاطات الأحزاب الماركسية، وعاملا على عقد اجتماعات دورية للبلاشفة رغبة منه في إبقاء الجذوة الثورية إلى أن تحين فرصة مؤاتية لإسقاط القيصر. ولم يكن لينين بعيدا عن نشاطات الحزب الداخلية رغم وجوده في الخارج. وحين أصدر الحزب صحيفة البرافدا - تعني بالعربية الحقيقة - كانت مقالات لينين تشكل القسم الأكبر منها. في الأول من أغسطس عام 1914م أعلنت ألمانيا الحرب على روسيا. وبحلول العام 1917 كان الشعب الروسي يئن تحت وطأة الفاقة والعوز، وبدا أن المجاعة على الأبواب. وظهر نقص في المواد الغذائية على اختلافها حتى الخبز. والحكومة عاجزة عن عمل أي شيء. العمال يضربون عن العمل وصفوف النسوة تطول أمام الأفران يوما بعد يوم. وبدأت المظاهرات العارمة، ورفض الجنود هذه المرة تنفيذ أوامر قياداتهم بإطلاق النار، ما اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش وتسليم السلطة إلى حكومة برئاسة الأمير جورج ليفوف في 15 مارس 1917م. عاد لينين إلى روسيا وكذلك معظم قيادات الحزب البولشيفي الذين كانوا منفيين إلى سيبيريا. وفي 16 إبريل عام 1917م وصلوا إلى بتروغراد واستقبلوا استقبال الأبطال. طالب لينين بإنهاء الحرب ضد ألمانيا فورا وبأن تعود ملكية الأراضي إلى الدولة وبإسقاط حكومة ليفوف. واستطاع استعادة زمام قيادة الحزب البولشفي إلا أنه لم يتمكن من الوصول إلى السلطة. في تموز شكلت حكومة جديدة برئاسة الكسندر كيرينسكي، وأصدرت أمرا بإلقاء القبض على لينين بتهمة العمالة للألمان. فغادر إلى فنلندا حيث كتب واحدا من أهم أعماله الدولة والثورة وفيه شرح كيفية تنظيم الثورة ونوع الحكومة التي يجب أن تتولى السلطة بعد إسقاط الحكم القائم. ثم أرسل كتابا إلى الهيئة المركزية للحزب البولشيفي معلنا أن زمن الخطابات قد ولى وحان وقت العمل الثوري قائلا: عاد لينين إلى بيتروغراد في أكتوبر عام 1917 ودعا الهيئة المركزية للحزب إلى أعلان الثورة حالا. كانت حكومة كيرينسكي ضعيفة، وكان ليون تروتسكي أحد القادة البارزين في الحزب يحظى بولاء مجموعات كبيرة من الجنود. وأعلن بعض فرق البحرية تأييد الثورة. وهكذا قرر البلاشفة التحرك. سقطت بتروغراد بأيديهم دون مقاومة تذكر - 7 نوفمبر، الموافق 25 أكتوبر حسب التقويم الشرقي - في موسكو كانت المقاومة أشد إلا أن البلاشفة سيطروا على المدينة في أقل من أسبوع. وهكذا صارت كل الروسيا تحت سلطتهم. واستطاعوا اكتساب ثقة الأهالي بالشعار البسيط الذي رفعوه: الخبز والسلام والأرض للجميع. اجتمع مجلس السوفيت - فروع الحزب - الأعلى في 8 نوفمبر 1917م وضم ممثلين عن كافة الأقاليم الروسية. وانتخبوا مجلس مفوضي الشعب الذي انتخب لينين رئيسا له. وهكذا صار فعليا رئيس الدولة الروسية. وفي الاجتماع الأول سأل لينين المجلس أن يعطيه تفويضا بإعلان إنهاء الحرب ضد ألمانيا وبإلغاء الملكية الفردية. فوافق المجلس على الشأنين. وهكذا بدأت مفاوضات السلام مع ألمانيا وبدأ العمل على إلغاء الملكية الخاصة للأراضي وإلحاقها بممتلكات الدولة. ليتم فيما بعد توزيعها على الفلاحين. لم تكن السنوات الأولى لحكم لينين سنوات سهلة. فالجيش كان مشتتا بسبب الحرب والقوات الألمانية تتقدم على الجبهات فيما أعداء البلاشفة يتكتلون للإطاحة بهم. بذل لينين جهودا جبارة لإنهاء الحرب مع ألمانيا مقدما بعض التنازلات في المقاطعات التي كانت تحت حكم القياصرة كفنلندا وبولندا. وهكذا وقعت معاهدة السلام في بريستيلوفسك يوم 3 مارس 1918م. وفي العام نفسه طلب لينين تغيير اسم الحزب من حزب العمل الديمقراطي الاجتماعي الروسي إلى الحزب الاشتراكي الشيوعي الروسي. في شهر أغسطس تعرض لينين لمحاولة اغتيال فأصيب برصاصتين ولكنه نجا من الموت، إلا أن واحدة منهما بقيت في عنقه. بدأ المعارضون للحكم الاشتراكي بالقيام بأعمال العنف في المدن وتحولت تلك الأعمال إلى ما يشبه الحرب الأهلية في الأرياف. ولكن المعارضين كانت تنقصهم وحدة الهدف والرؤية فاستطاعت الحكومة القضاء على تمردهم بحلول العام 1920م حيث كانت تنتظر الحكومة معركة هامة على الصعيد الخارجي. كانت حكومات إنكلترا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة قد رفضت التعامل مع النظام الجديد لأنه رفض التعهد بدفع ديون القيصر لتلك الحكومات. وألغى معظمها التمثيل الديبلوماسي والعقود التجارية والصناعية. وفي العام 1921م أصدر لينين برنامجا سماه السياسة الاقتصادية الجديدة معطيا الحرية للمزارعين وصغار المنتجين للتصرف بمنتجاتهم سامحا بالتجارة الحرة وداعيا الأجانب إلى الاستثمار في روسيا. دفع هذا البرنامج حكومات أوروبا الغربية والولايات المتحدة إلى إعادة التمثيل الديبلوماسي والعلاقات التجارية. ما مكن الدولة الجديدة من الانطلاق في بناء نفسها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من تقدم علمي وفني وتربوي وتمكنت من تكوين قوة عسكرية كانت إلى حد بعيد رادعا لجموح الولايات المتحدة ورغبة المسيطرين على سياستها من أرباب النظام العالمي الجديد من السيطرة على اقتصاد العالم وهو ما يفعلونه الآن ومن دون رادع مادي أو أخلاقي. يعد لينين من أهم المفكرين في العصر الحديث الذين تناولوا نظرية الاستعمار. - وقد تناول لينين نظرية الاستعمار كوسيلة لنقد النظرية الليبرالية والدول الرأسمالية، حيث يبدو جليا أنه لم يسع لتوضيح موقفه من الاستعمار أو تحديد أسباب الإستعمار بقدر ما سعى لربط الاستعمار بالدولة الرأسمالية، وبرز ذلك في جملته الشهيرة والتي جعلها عنوانا لكتابه «الإمبريالية أعلى درجات الرأسمالية». - رأى لينين ان الدول الرأسمالية تتحول تدريجيا من المنافسة والفرص المتساوية والسوق الحر إلى الإحتكار، حيث تبدأ الدول الرأسمالية بقواعد المنافسة الحرة والفرص المتساوية للجميع ثم بعد ذلك تتحول تدريجيا إلى الاحتكار وهي المرحلة التي فيها تتركز الثروة في يد عدد قليل جدا من الأفراد وهم أيضا الذين يتولون السلطة ثم تتسع الهوة بين هذه الطبقة وبين طبقة العمال التي تمثل غالبية المواطنين والذين يصلوا لحد خطير من الفقر. - ومع توسع الدول الرأسمالية في الإنتاج تظهر إشكالية جديدة تتمثل في الحاجة لأسواق جديدة لتصريف المنتجات والحاجة أيضا لمواد خام بأسعار منخفضة وأيدي عاملة بأسعار زهيدة وهنا تتجه الدول الرأسمالية الكبرى إلى الاستعمار والبحث عن مستعمرات لها لفرض عليها حمايتها والحصول منها على المواد الخام بتكاليف منخفضة أو ربما بدون تكاليف ثم تكمل التصنيع في بلادها وتعيد تصريف المنتج النهائي في المستعمرات بأسعار مرتفعة. - وقد ربط لينين بين فكرة الاستعمار هذه وبين الحرب العالمية التي تجري بين الدول حيث أشار إلى أن وجود أكثر من دولة رأسمالية في النظام الدولي يترتب عليها وصولهم جميعا إلى مرحلة الحاجة لمستعمرات لتصريف فيها المنتجات وبالتالي يتولد صراع وخلافات بين هذه الدول الكبرى للسيطرة على المستعمرات وبالتالي تحدث الحرب العالمية بين الدول، وكان لينين متأثرا بالحرب العالمية الأولى التي وقعت بين الدول الرأسمالية في هذا التحليل. كان لفلاديمير لينين علاقات جيدة مع الشعراء والأدباء منهم صديقه الحميم مكسيم غوركي ويصف غوركي لينين قائلا (إن دهشتي كبيرة. كيف إن هذا الرجل الذي شاهد وعاش الكثير من المصائب والمآسي كان قادرا على الضحك بذلك القدر من السذاجة والطيبة) ثم يضيف (كيف إن لينين بعد أن استغرق بالضحك مسح عينيه من الدموع وقال: إن الإنسان الشريف ذا القلب النقي والطاهر وحده يستطيع أن يضحك بهذه الصورة) وكان يقول لينين: (إنه لشيء حسن أن يرى المرء الجانب المسلي من إخفاقاته. إن خفة الروح هي صفة صحية رائعة وأنا حساس لهذه الصفة رغم أني غير موهوب بها ولا ريب إن في الحياة منها بقدر ما في هذه الحياة من أحزان ومآسي) وقال غوركي: (إن مزاج المرء هو شيء هام كما كان لينين بارعا في الإصغاء والتعليق بالنكتة المرحة). وكانت أكبر هواياته زيارة المكتبات والمطالعة والكتابة وقد كانت لة علاقة جيدة مع الأديب البريطاني هربرت جورج ويلز حيث في عام 1914 زار ويلز روسيا ورأى أن النظام القيصري فيها قمعي وفاسد. وقد تفهم اهداف ثورة أكتوبر. وفي عام 1920 زار ويلز الاتحاد السوفيتي والتقى لينين. بعد انتهاء الثورة البلشفية واستيلاء البلاشفة على السلطة وجد لينين نسخة من الاتفاقية السرية سايكس بيكو في أرشيفات القيصر وكانت تنص على أن تستولي روسيا القيصرية على إسطنبول وقام لينين بنشرها لعل العالم يرى من أجل أي شيء كانت تدور الحرب العالمية الأولى لم يكن لينين يهتم كثيرا بالشؤون الدينية ونادرا ماكان يتحدث عن الأديان لكنه أعطى حرية العبادة للمتدينين وقد تبين ذلك في نص ورسالة وجهها إلى المسلمين في 24 نوفمبر 1917 جاء فيها: يا أيها المسلمون بروسيا وسيبيريا وتركستان والقوقاز … يا أيها الذين هدم القياصرة مساجدهم وعبث الطغاة بمعتقداتهم وعاداتهم أن معتقداتكم وعاداتكم ومؤسساتكم القومية والثقافية أصبحت اليوم حرة مقدسة، نظموا حياتكم القومية بكامل الحرية وبدون قيد فهي حق لكم. وأعلموا أن الثورة العظيمة وسوفيتات النواب والعمال والجنود والفلاحيين تحمي حقوقكم وحقوق جميع شعوب روسيا. وقد تم وضع برنامج ضخم لما يمكن أن يطلق عليه اليوم “التمييز المضاد”، سمي بالكورنيزاتسيا، أي إحلال السكان المحليين محل المستوطنين الروس. وقد بدأ بطرد المستعمرين الروس والقوزاق والمتحدثين باسمهم من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في تلك المناطق. وتوقفت اللغة الروسية عن الهيمنة، وعادت اللغات المحلية إلى المدارس وإلى الحكومة وإلى المطبوعات. وقد تمت ترقية السكان المحليين ليشغلوا مناصب في الدولة وفي الأحزاب الشيوعية المحلية وأعطوا أولوية حتى عن الروس في التعيينات. وقد أنشئت جامعات لتدريب جيل جديد من القادة غير الروس. أيضا أعيدت الآثار والكتب الإسلامية المقدسة التي نهبتها القيصرية إلى المساجد. وقد تم تسليم القرآن الكريم المعروف بقرآن عثمان في احتفال مهيب إلى المجلس الإسلامي في بتروجراد في 25 ديسمبر سنة 1917. وقد أعلن يوم الجمعة، يوم الاحتفال الديني بالنسبة للمسلمين، ويوم الإجازة الرسمية في كل آسيا الوسطى. في 30 آب 1918 أطلقت فانيا كابلان النار على لينين وأصابته في رئتيه وكتفه قائلة: «اليوم أطلقت النار على لينين لأنه خان الثورة»، ولكنه عاش بعدها رغم أنه لم يتعاف كليا وكان للرصاصة التي أصابت عنقه أكبر الأثر في انهيار صحته. وقد أزالها الأطباء من عنقه عام 1922، ولكنهم لم يستطيعوا إلغاء آثارها القاتلة حيث كانت محاولة الاغتيال إضافة لهموم إدارة الدولة قد أخذت نصيبها من صحة لينين فأصيب بجلطة في مايو عام 1922 شلت نصف جسمه الأيمن وقللت من مشاركاته السياسية وبحلول شهر ديسمبر من نفس العام، ألمت به جلطة ثانية حينها أمرت الإدارة السياسية أن يبقى لينين بعيدا عن الأضواء. وفي مارس 1923، أصيب لينين بجلطة دموية ثالثة ألزمته الفراش وحرمته القدرة على الكلام قبل أن يفارق الحياة بجلطة أخيرة في 21 يناير 1924 وقد حنط جسد لينين ودفن في الساحة الحمراء في موسكو . بالإضافة إلى عمله ونشاطه السياسي كان لينين فيلسوف ومؤلف سياسي غزير الإنتاج، ألف العديد من المؤلفات عن الثورة البروليتارية، كتب العديد من النشرات والكتب والمقالات بدون مساعدة لم يمنعه عنها إلا المرض، مجموع ما ألفه يصل إلى خمسة وأربعين مؤلفا، ترجمت إلى العديد من اللغات. ومن أشهر مؤلفاته:
https://ar.wikipedia.org/wiki/فلاديمير لينين
abad3db6ee7fbc45d0c873d36c86c32c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.583867", "source": "Wikipedia" }
موجة
موجة
الموجة (جمع موجات؛ وتسمى أيضا الموج [جمع أمواج]) في الفيزياء هي أحد أشكال انتقال الطاقة، تتحرك الموجات في وسط مادي (باستثناء الموجات الكهرومغناطيسية وبعض أشكال الجزيئات الكمية ذات الخصائص الموجية)، حيث تنتقل فيه الموجات وتنقل الطاقة من مكان إلى آخر بدون إزاحة جزيئات الوسط بشكل دائم، أي أنه لا تنتقل أي كتلة مع انتقال الموجة، ولكن جزيئات الوسط تتحرك بشكل متعامد أو مواز لاتجاه حركة الموجة حول موقع ثابت. وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية في الفراغ، أي دون الحاجة لتواجد وسط مادي. ويعتبر الضوء وموجات الراديو وأشعة إكس وأشعة غاما أمثلة من الموجات الكهرومغناطيسية. ومن خصائص الموجات الكهرومغناطيسية أنها تنتشر في الفراغ بسرعة الضوء، والذي تقدر سرعته 299,792,458 متر في الثانية. للموجات صفة الدورية، فالموجات تكون عادة تكرارا لنمط ما من الشدة في فترات زمنية متتابعة بفترة فاصلة بينها، ويسمى عدد الموجات المارة في مقطع ما مقسوما على وحدة الزمن، التردد. وتسمى المسافة الأفقية التي تقطعها الموجة الواحدة طول الموجة. تنتشر الأمواج في أنواع متعددة من الأوساط الفيزيائية، التي يشترط بها بعض التماسك لتأمين نقل الإشارات الموجية، ويمكن تصنيف الأوساط التي تنتشر بها الأمواج حسب خواصها الفيزيائية: تتميز الأمواج عن الجسيمات بامتلاكها مجموعة من السلوكيات الفيزيائية: يمكن تقسيم الأمواج إلى أمواج طولية وأمواج عرضية. تنتقل الموجات العرضية (المستعرضة) في الوسط المرن (مثل الجسم الصلب والسطح الحر للسائل) الذي تتوافر بين جزيئاته قوى تماسك كافية ليتمكن الجزيء المهتز من تحريك الجزيئات المجاورة له باتجاه عمودي على اتجاه انتشار الموجة. وهناك نوعين من الموجات وهما: f = 1 / T {\displaystyle f=1/T} حيث T زمن كل فترة (دورة). هو تردد الموجة ووحدته القياسية الهيرتز Hz ، أو 1/ثانية. هو الزمن بين بداية ونهاية موجة واحدة، أو الزمن بين قمتين متتاليتين. العلاقة بين سرعة انتقال الموجة وطولها وترددها هي: حيث هي السرعة التي تتحرك بها الموجة، ووحدتها متر في الثانية. هي طول الموجة، ووحدتها مترm. هو تردد الموجة أو تواترها ووحدته القياسية الهيرتز Hz، أو 1/ ثانية. وتتوقف سرعة انتشار الموجة في وسط على طبيعة هذا الوسط أي أنها تتغير بتغير هذا الوسط. وقد تتغير سرعة انتشار الموجة في نفس الوسط بتغير كثافة هذا الوسط أو درجة حرارته. يتوقف تردد الموجة على تردد المصدر وليس وسط الانتشار.
https://ar.wikipedia.org/wiki/موجة
787f4f336d5710f3a9ba14b6de8a29f3
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.584990", "source": "Wikipedia" }
موجات
موجة
الموجة (جمع موجات؛ وتسمى أيضا الموج [جمع أمواج]) في الفيزياء هي أحد أشكال انتقال الطاقة، تتحرك الموجات في وسط مادي (باستثناء الموجات الكهرومغناطيسية وبعض أشكال الجزيئات الكمية ذات الخصائص الموجية)، حيث تنتقل فيه الموجات وتنقل الطاقة من مكان إلى آخر بدون إزاحة جزيئات الوسط بشكل دائم، أي أنه لا تنتقل أي كتلة مع انتقال الموجة، ولكن جزيئات الوسط تتحرك بشكل متعامد أو مواز لاتجاه حركة الموجة حول موقع ثابت. وتنتشر الموجات الكهرومغناطيسية في الفراغ، أي دون الحاجة لتواجد وسط مادي. ويعتبر الضوء وموجات الراديو وأشعة إكس وأشعة غاما أمثلة من الموجات الكهرومغناطيسية. ومن خصائص الموجات الكهرومغناطيسية أنها تنتشر في الفراغ بسرعة الضوء، والذي تقدر سرعته 299,792,458 متر في الثانية. للموجات صفة الدورية، فالموجات تكون عادة تكرارا لنمط ما من الشدة في فترات زمنية متتابعة بفترة فاصلة بينها، ويسمى عدد الموجات المارة في مقطع ما مقسوما على وحدة الزمن، التردد. وتسمى المسافة الأفقية التي تقطعها الموجة الواحدة طول الموجة. تنتشر الأمواج في أنواع متعددة من الأوساط الفيزيائية، التي يشترط بها بعض التماسك لتأمين نقل الإشارات الموجية، ويمكن تصنيف الأوساط التي تنتشر بها الأمواج حسب خواصها الفيزيائية: تتميز الأمواج عن الجسيمات بامتلاكها مجموعة من السلوكيات الفيزيائية: يمكن تقسيم الأمواج إلى أمواج طولية وأمواج عرضية. تنتقل الموجات العرضية (المستعرضة) في الوسط المرن (مثل الجسم الصلب والسطح الحر للسائل) الذي تتوافر بين جزيئاته قوى تماسك كافية ليتمكن الجزيء المهتز من تحريك الجزيئات المجاورة له باتجاه عمودي على اتجاه انتشار الموجة. وهناك نوعين من الموجات وهما: f = 1 / T {\displaystyle f=1/T} حيث T زمن كل فترة (دورة). هو تردد الموجة ووحدته القياسية الهيرتز Hz ، أو 1/ثانية. هو الزمن بين بداية ونهاية موجة واحدة، أو الزمن بين قمتين متتاليتين. العلاقة بين سرعة انتقال الموجة وطولها وترددها هي: حيث هي السرعة التي تتحرك بها الموجة، ووحدتها متر في الثانية. هي طول الموجة، ووحدتها مترm. هو تردد الموجة أو تواترها ووحدته القياسية الهيرتز Hz، أو 1/ ثانية. وتتوقف سرعة انتشار الموجة في وسط على طبيعة هذا الوسط أي أنها تتغير بتغير هذا الوسط. وقد تتغير سرعة انتشار الموجة في نفس الوسط بتغير كثافة هذا الوسط أو درجة حرارته. يتوقف تردد الموجة على تردد المصدر وليس وسط الانتشار.
https://ar.wikipedia.org/wiki/موجات
787f4f336d5710f3a9ba14b6de8a29f3
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.586231", "source": "Wikipedia" }
آبا (فرقة موسيقية)
آبا (فرقة موسيقية)
آبا ‏ واحدة من أشهر فرق الروك الموسيقية السويدية في فترة سبعينيات القرن العشرين. وتأتي تسمية الفرقة ABBA تيمنا بالأحرف الأولى لكل فرد من أفراد الفرقة. وتتكون الفرقة من رجلين وامرأتين. لاقت الفرقة رواجا عالميا في سبعينيات القرن العشرين حتى بداية ثمانينيات القرن عندما تم انفصال الفرقة في عام 1983. بدأت قصة آبا في حزيران 1966 عندما التقى بيورن أولفيوس (1945) مع بني أندرسون (1946). كان الاثنان أعضاء في فرقتين موسيقيتين سويديتين مشهورتين. كتب الاثنان أغنيتهم الأولى في نهاية ذلك العام، ونشأت بينهما في نهاية الستينات شراكة كملحنين. وفي ربيع عام 1969، التقى كل من بيورن وبني الفتاتين اللتين سيصبحا في المستقبل خطيبتيهما والنصف الآخر من آبا. أغنيثا فلتسكوغ (1950) كانت مطربة أصدرت أغنيتها الأولى عام 1967. تزوجت بيورن في تموز (يوليو) 1971. أما آني-فريدا لينغستاد (تعرف فريدا) كانت كذلك في مجال الغناء وتزوجت بني في تشرين الأول (أكتوبر) 1978. في البداية، اقتصر تعاون الأربعة على دعم كل منهم لأغاني الآخرين، سواء من خلال العزف أو التلحين. في عام 1970، عندما كانت أصواتهم مجتمعة تعطيهم دافعا للغناء سويا، حاولوا القيام بعرض Festfolk (له معنيان: «المخطوبون» «رواد الحفلات»). فشلت تلك المحاولة، لكنهم استطاعوا في ربيع عام 1972 أن يسجلوا أغنية People Need Love، وقد حققت نجاحا مقبولا في السويد. الحماسة التي نتجت عن هذا النجاح دفعت الرباعي إلى الاشتراك في مسابقة أغاني الأوروبية «يوروفيجن» الشهيرة في عام 1973، من خلال أغنية Ring Ring. وبالرغم من حصولهم على المرتبة الثالثة، إلا أن تلك الأغنية والألبوم الذي حمل نفس الاسم، وصلوا إلى أعلى المراتب في قوائم أفضل الأغاني في السويد. كذلك حققت الأغنية نجاحا في عدد من الدول الأوروبية الأخرى. اشترك الرباعي مرة أخرى في اليوروفيجن. هذه المرة، أغنية Waterloo التي اشتركوا بها أوصلتهم إلى النهائيات في برايتون، انكلترا. كانوا قد اختاروا اسما للفرقة: ABBA الذي يمثل الحرف الأول لكل من أسمائهم (وهو أيضا اسم شركة للسمك المعلب وافقت على إعطائهم الاسم). 6 شباط من عام 1974 كان يوما استثنائيا بالنسبة لآبا، وأشهر اللحظات في تاريخ الفرقة. في ذلك اليوم، ربحت أغنية Waterloo أمام فرق التحكيم الدولية في مسابقة يوروفيجن للأغاني. بعد هذا النصر، أصبحت أغنية Waterloo الأغنية الأولى في جميع أنحاء أوروبا، ووصلت إلى قائمة أفضل عشر أغاني في الولايات المتحدة. كذلك حقق الألبوم الذي يحمل نفس الاسم نجاحا كبيرا في السويد. لكن فكرة كونها نجحت من خلال مسابقة يوروفيجن منعت الفرقة من الحصول على الاعتراف الكافي لمتابعة النجاح. فاحتاجت الفرقة 18 شهرا لتحصل أغنيتها الجديدة SOS على النجاح المطلوب. كانت تلك أغنية من ثالث ألبوماتهم الذي أطلقوا عليه اسم ABBA. أغنية Mamma Mia من نفس الألبوم السابق أعادت الفرقة إلى المرتبة الأولى في بريطانيا، وقد حازوا على هذا المركز تسع مرات بين عامي 1974 و1980. كذلك حازت الأغنية على المرتبة الأولى في أستراليا، في بداية نجاحات للفرقة حازت فيهم آبا على ستة نجاحات في أستراليا. في عام 1976، كانت آبا قد أثبتت وجودا كواحدة من أشهر الفرق في العالم. في عام 1977، أصبحت أغنية Dancing Queen الأغنية الوحيدة لآبا التي وصلت للمرتية رقم واحد في قائمة أفضل الأغاني في الولايات المتحدة. في نهاية عام 1976، أصدرت آبا الألبوم الرابع Arrival. نجح الألبوم نجاحا باهرا وتضمن أغاني مثل Money, Money, Money وKnowing Me, Knowing You. ثم كانت جولة موسيقية لهم ما بين كانون الثاني وآذار من عام 1977 في أستراليا وأوروبا. في كانون الأول من العام نفسه، تم العرض الأول لفيلم ABBA – The Movie. في ربيع 1978، بدأت الفرقة حملة ترويجية رئيسية في الولايات المتحدة الأميركية. فوصلت أغنية Take A Chance On Me إلى قائمة أفضل ثلاثة أغاني. أتبع ذلك إصدار الفرقة لألبومها السادس Voulez-Vous في شباط 1979. وكان بيورن وأجنثا أعلنا في وقت مبكر من نفس السنة طلاقهما. أصدرت آبا أغنية !Gimme! Gimme! Gimme في خريف 1979، مترافقة مع جولة في كندا والولايات المتحدة وأوروبا. في نفس الفترة، أصدرت الفرقة مجموعة ثانية من الأغاني Greatest Hits Vol. 2، فحققت المجموعة نجاحا على مستوى العالم. في آذار 1980، قامت آبا بجولة في اليابان. كانت تلك آخر الحفلات التي يقوم بها الرباعي أمام الجمهور. تابع الفريق السنة في تسجيل ألبومهم الجديد، Super Trouper، الذي تضمن أغينة The Winner Takes It All. في شباط من عام 1981، أعلن بني وفريدا طلاقهما، دون أن يتوقف الأربعة عن العمل سويا. في نهاية ذلك العام، أصدروا الألبوم الثامن The Visitors. أجمل أغاني الموسم: One of Us، كانت ضمن ذلك الألبوم. في نهاية عام 1982، قررت الفرقة أن تتوقف لفترة من الراحة. وقد برروا ذلك بأنهم قادرين على الاجتماع سويا بعد سنوات مرة أخرى متى أرادوا. في عام 2000، رفضت آبا عرضا بقيمة مليار دولار ليعودوا إلى الغناء سويا في عدد من الحفلات. وتصدرت أغاني الفرقة قوائم المبيعات في العديد من الدول الأوروبية وغير الأوروبية، كما أنها اختيرت معظمها في العديد من الأفلام كان أشهرها الفيلم الأسترالي «زواج ميوريل». وحين سئل عن الالبوم المجمع الذي سوف يطرح في الأسواق قريبا للفريق ويضم تسع اسطوانات مدمجة واثنتين من اسطوانات الفيديو الرقمية، وهل هو الأخير للفريق أجاب «بالتأكيد». واضاف ان طرح المجموعة بالأسواق هي فكرة شركة «يونيفرسال ميوزيك» وانها جاءت بناء على رغبة عشاق فرقة أبا. The Hep Stars - Benny Andersson نص الوصلة
https://ar.wikipedia.org/wiki/آبا (فرقة موسيقية)
2f64d9af0c2cc8f670e4a40cfec70c30
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.604998", "source": "Wikipedia" }
22 أغسطس
22 أغسطس
22 أغسطس أو 22 آب أو يوم 22 \ 8 (اليوم الثاني والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم الرابع والثلاثون بعد المئتين (234) من السنوات البسيطة، أو اليوم الخامس والثلاثون بعد المئتين (235) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 131 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/22 أغسطس
02fb630597538a33d19f202f9dced1b2
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.605220", "source": "Wikipedia" }
ارهاب
إرهاب
الإرهاب والاستخدام المنهجي للإرهاب، هو وسيلة من وسائل الإكراه في المجتمع الدولي، لا يوجد لديه أهداف متفق عليها عالميا ولا ملزمة قانونا، وتعريف القانون الجنائي له بالإضافة إلى تعريفات مشتركة للإرهاب تشير إلى تلك الأفعال العنيفة التي تهدف إلى خلق أجواء من الخوف والقلق، ويكون موجها ضد أتباع دينية وأخرى سياسية معينة، أو هدف أيديولوجي، وفيه استهداف متعمد أو تجاهل سلامة المدنيين. بعض التعاريف تشمل الآن أعمال العنف غير المشروعة والحرب. يتم عادة استخدام تكتيكات مماثلة من قبل المنظمات الإجرامية لفرض قوانينها. يؤكد باحثون أن تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان بحب السيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على المبتغى بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة، وقد وضع الكاتب تفسير لمعنى كلمة الإرهاب ووصفه أنه العنف المتعمد الذي تقوم به جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد أهداف غير مقاتلة، ويهدف عادة للتأثير على الجمهور. العمل الإرهابي عمل قديم يعود بالتاريخ لمئات السنين ولم يستحدث قريبا في تاريخنا المعاصر. ففي القرن الأول وكما ورد في العهد القديم، همت جماعة من المتعصبين على ترويع اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني للمناطق الواقعة على شرق البحر المتوسط وفي القرن الحادي عشر، لم يجزع الحشاشون من بث الرعب بين الأمنين عن طريق القتل، وعلى مدى قرنين، قاوم الحشاشون الجهود المبذولة من الدولة لقمعهم وتحييد إرهابهم وبرعوا في تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الإرهاب. وبحسب حقبة الثورة الفرنسية الممتدة بين الأعوام 1789 إلى 1799 والتي يصفها المؤرخون «فترة الرعب»، فقد كان الهرج والمرج ديدن تلك الفترة إلى درجة وصف إرهاب تلك الفترة «بالإرهاب الممول من قبل الدولة». فلم يطل الهلع والرعب جموع الشعب الفرنسي فحسب، بل طال الرعب الشريحة الأرستقراطية الأوروبية عموما. ويرى البعض أن من أحد الأسباب التي تجعل شخصا ما إرهابيا أو مجموعة ما إرهابية هو عدم استطاعة هذا الشخص أو هذه المجموعة من إحداث تغيير بوسائل مشروعة، أكانت اقتصادية أو عن طريق الاحتجاج أو الاعتراض أو المطالبة والمناشدة بإحلال تغيير. ويرى البعض أن توفير الأذن الصاغية لما يطلبه الناس (سواء أغلبية أو أقلية) من شأنه أن ينزع الفتيل الذي من خلاله يمكن حدوث أو تفاقم الأعمال الإرهابية. قبل القرن الحادي عشر، أبرز عمليتين إرهابيتين هما عملية سرية قامت بها طائفة من اليهود ضد الرومان وتضمنت اغتيال المتعاونين معهم، وعملية اغتيال علي بن أبي طالب على يد الخوارج. فيما يلي بعض من الأعمال المتفق على أنها إرهابية: قامت بعض الدول على رأسها الولايات المتحدة بإبتكار مصطلح «الحرب على الإرهاب» بشتى الوسائل الممكنة (حملات عسكرية واقتصادية وإعلامية) وتهدف إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب. بدأت هذه الحملة عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت هذه الحملة محورا مركزيا في سياسة الرئيس الأمريكي جورج . بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حربا غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف. في مايو 2010 قررت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما التخلي عن مصطلح «الحرب على الإرهاب»، والتركيز على ما يوصف "الإرهاب الداخلي"، وذلك في إستراتيجيتها الجديدة للأمن القومي. ونصت الوثيقة على أن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب عالمية على "الإرهاب" أو على "الإسلام"، بل هي حرب على شبكة محددة هي تنظيم القاعدة "الإرهابيين" المرتبطين به. يمكن للدولة أن ترعى الإرهاب عن طريق تمويل أو إيواء جماعة إرهابية. تتألف الآراء حول أعمال العنف من قبل الدول من الإرهاب الذي ترعاه الدولة على نطاق واسع. عندما تقدم الدول تمويلا للمجموعات التي يعتبرها البعض إرهابيا ، نادرا ما يعترفون بها على هذا النحو. فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على 16 كيانا وفردا، يتألفون من شركات منتشرة في جميع أنحاء القرن الأفريقي والإمارات العربية المتحدة وقبرص. وزعم أن هذه الشبكة التجارية قامت بجمع وغسل ملايين الدولارات لصالح حركة الشباب. وذكرت وزارة الخزانة الأمريكية أن الميسر المالي الرئيسي لحركة الشباب هو شركة هليل للسلع المحدودة ومقرها دبي، إلى جانب الشركات التابعة لها وفروعها في الصومال وكينيا وأوغندا وقبرص. ومن بين رجال الأعمال المؤثرين الذين يخدمون الميسرين الماليين لحركة الشباب، قمة النجاح للتجارة العامة ومحمد أرتان روبل؛ وفيصل يوسف ديني المقيم في كينيا، ومحمد جمال علي عوالي؛ المواطن الصومالي المقيم في فنلندا حسن عبد الرحمن محمد؛ وعبد الكريم فرح محمد وفرحان حسين حيدر المقيمان في الصومال. إن الخلط في مفهوم الإرهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقا لكلمة Terror الإنجليزية ذات الأصل اللاتيني. المعبر عنه اليوم بالإرهاب هو استهداف المدنيين، وإذا كان في شرائع الدول المتقدمة اليوم أنهم لا يتجنبون قتل مدنيين إذا شملهم هدف عسكري عذرهم أن هدفهم كان عسكريا وليس مدنيا فإن فقهاء الإسلام أجمعوا على عدم جواز قتل مدني، أما استهداف المدنيين خاصة وهو ما تعنيه الكلمة Terror فإنه لا خلاف على تحريمه: وأجمعوا أنه لا يجوز قتل شيخ فان من العدو، ولا امرأة، ولا راهب ولا مقعد، ولا أعمى، ولا معتوه إذا كان لا يقاتل ولا يدل على عورات المسلمين، ولا يدل الكفار على ما يحتاجون إليه للحرب بينهم وبين المسلمين. قال مهاتير محمد في خطبته بماليزيا عام 2004:
https://ar.wikipedia.org/wiki/ارهاب
8e30b45a0f71a0d3f6c9610c705373dd
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.607718", "source": "Wikipedia" }
مريم (العذراء)
مريم العذراء
مريم العذراء أو القديسة مريم العذراء شخصية مميزة ورد ذكرها في العهد الجديد والقرآن. هي أم يسوع الناصري، الذي ولدته، حسب المعتقدات المسيحية والإسلامية، ولادة عذرية دون تدخل رجل. وفق المعتقدات المسيحية فإن مريم كانت مخطوبة ليوسف النجار، عندما بشرها الملاك جبرائيل بحملها بيسوع وظلت بقربه حتى الصلب. الكتب الأبوكريفية المختلفة وكتابات آباء الكنيسة تتكلم عن حياتها المبكرة وحتى بداية الدعوة العلنية ليسوع، وقد قبلت هذه الكتابات بنسب متفاوتة عقائدا لدى الطوائف المسيحية، وقد صيغ عدد آخر من العقائد في المسيحية تعرف باسم العقائد المريمية تتحدث عن العذراء ودورها، التي أغدقت عليها الكنيسة أيضا عددا كبيرا من الألقاب، فهي الملكة والمباركة والشفيعة المؤتمنة وغيرها من الألقاب التي تندرج في إطار تكريمها، الذي تعتقد الكنائس التي تفرد لمريم مكانة خاصة أنه جزء من العقيدة المسيحية، وفي سبيل ذلك أيضا أقامت عددا كبيرا من الأعياد والتذكارات في السنة الطقسية خاصة بها، وشيدت أعداد كبيرة من الكنائس والمزارات على اسمها، إلى جانب طرق مختلفة أخرى من التكريم، ويسمى علم دراسة مريم ودورها في الكتاب المقدس والمسيحية الماريولوجيا. ولمريم العذراء أيضا مكانة خاصة في الإسلام وعند المسلمين، فهي أحد خير نساء العالمين الأربعة، وتوجد قصتها وقصة عائلتها وابنها عيسى مذكورة في السورة الثالثة من القرآن الكريم: سورة آل عمران وفيها وفق المعتقدات الإسلامية قصة ميلاد مريم وأنها كانت عذراء بتول اصطفاها الله على نساء العالمين وطهرها، وبشرتها الملائكة بعيسى من غير أب، يكلم الناس في المهد؛ وكذلك السورة التاسعة عشر من القرآن تدعى باسمها: سورة مريم، وهي السورة الوحيدة في القرآن المسماة باسم امرأة. بحسب الموسوعة الكاثوليكية، اختلف المفسرون حول معنى اسم «مريم»، فذهب البعض إلى أنه منحدر من أصل مصري قديم هو «مر mr» بمعنى «محبوب/حميم/عزيز»، بينما فسره آخرون على أنه منحدر من الكلمة العبرية «مر mr» بمعنى «مر: أي ضد حلو»، وفسر جيروم الاسم على أنه مكون من كلمتين عبريتين هما «مار mar» التي تعني قطرة «يم yam» التي تعني بحر، فيكون معنى الاسم هو «قطرة بحر»، وهناك تفسيرات أخرى كثيرة. اسم «مريم» من الأسماء الواسعة الانتشار في المجتمع اليهودي القديم، وكان أول من دعي به في العهد القديم هي النبية مريم شقيقة النبي موسى. (انظر سفر العدد 59/26.) لا تروي الأناجيل أو أية كتابات مسيحية رسمية عن طفولة مريم العذراء أو حياتها قبل البشارة، لكن هناك عدد من الكتب الأبوكريفية التي لم تعتمد في الكنيسة ككتب رسمية لعدم صحة نسبتها إلى التلاميذ الاثني عشر أو شخصيات مقربة منهم، أو لكتابتها في تاريخ متأخر عن سائر المؤلفات التي تدعى بالقانونية أو حتى بسبب أسلوب كتابتها الشعبي، تتناول حياة مريم المبكرة بشكل مفصل، هناك إنجيل خاص يعرف باسم إنجيل مريم، وآخر يدعى إنجيل يعقوب وطفولة المخلص إلى جانب إنجيل رحلة العائلة المقدسة، وإنجيل حياة مريم وموت يوسف، وهي الأناجيل الأكثر ذكرا للعذراء وحياتها المبكرة. ورغم عدم الاعتراف بها كأناجيل قانونية غير أن هذه الأناجيل كانت ذات انتشار بين الجمهور المسيحي في القرن الثاني والقرن الثالث وأثرت بشكل أو بآخر على العقائد المسيحية، فرغم عدم ذكر الأناجيل الرسمية عن طفولة العذراء شيء يحوي تقويم الأعياد والمناسبات الدينية يوم 21 نوفمبر سنويا عيدا خاصا بتقدمة العذراء للهيكل، ويذكر هذا الحدث في إنجيل بشارة يعقوب ويحدد عمر العذراء آنذاك بثلاث سنوات. وقد اعتمد الحدث رسميا نظرا لاعتماده من قبل آباء الكنيسة في كتاباتهم ومؤلفاتهم واتفاقهم عليه. بحسب الرواية الواردة في الكتب الأبوكريفية والمعتمدة رسميا بين المسيحيين أيضا فإن والدي العذراء كانا عجوزين لا أولاد لهما في حين كانت أمها عاقرا لا تستطيع الإنجاب، الأمر الذي كان يعتبر عارا في المجتمع اليهودي القديم ويجلب معايرة المجتمع، لكن الرب أجرى معجزة لوالدتها فحبلت وأنجبت مريم بعد أن نذرت نذرا بأن تهبها لله. وهذا ما حصل فعلا، فعندما ولدت مريم قدمتها والدتها للخدمة في هيكل سليمان ولها من العمر ثلاث سنوات. إن إنجيل لوقا يذكر: عذراء من الناصرة.لوقا 26/1] الواقعة في الجليل دون أن يشير إلى القدس أو هيكل سليمان، ما دفع البعض لاعتبار الحادث رمزا أو تقليد واكتفوا بأن تغدق صفات الحمد والثناء على مريم خلال تلك الفترة من عمرها: كانت مريم فتاة من فتيات الناصرة، تقوم بالأعمال المنوطة بهن، وتتردد إلى المجمع وتسمع التعليم الديني، وتصلي، إن الله قد اختار مريم وزينها بأجمل المحاسن، مؤهلا إياها لتلد ابنه في الجسد وتحضنه وترعاه وتخدمه كما يليق بالقدوس. فالراجح إذن حسب النظرية الرسمية في المسيحية أن العذراء وإن قدمها ذويها إلى الهيكل حسب رواية الكتب الأبوكريفية والتقليد الكنسي، إلا أنها قد عادت إلى منزل ذويها في الناصرة حيث قضت هناك عدة سنوات قبل خطبتها ليوسف النجار، خصوصا أن النساء لم يكن المسموح لهن بالخدمة أو الإقامة في الهيكل لدى تجاوزهن سن الإثني عشر عاما وهو عمر البلوغ وفق الشريعة اليهودية. في حين يذكر إنجيل بشارة يعقوب المنحول أن يوسف من كفل العذراء إثر قرعة قام بها زكريا بعد تجاوز مريم الثانية عشر من عمرها. مع أن إنجيل يعقوب يذكر أن يهوياقيم (والد مريم) كان غنيا، بيد أن عددا من الباحثين يشيرون خلاف ذلك، أو أن عائلة خطيبها يوسف النجار أقله لم تكن كذلك، فعند تقدمة يسوع وفق الشريعة اليهودية قام يوسف ومريم بتقديم ذبيحة الفقراء.لوقا 24/1] يلفت اللاهوتيون النظر إلى كون: نشيد الفرح الذي شدت به لأليصابات يبين مدى معرفتها بالله وبالتقليد اليهودي وبكون أفكارها مملوءة بكلمات من العهد القديم. ما يتفق مع الكتب الأبوكريفية والتقليد الكنسي بكونها تلقت تعاليما ودورسا دينية. استنادا إلى إنجيل بشارة يعقوب ذاته وعدد من كتابات آباء الكنيسة فإن يوسف النجار كان له من العمر تسعون عاما عندما كفل مريم، ما يجعل ميلادها إذا ما حدد موعد ميلاد يسوع بين عامي 4 إلى 6 قبل الميلاد حوالي عام 18 قبل الميلاد، وتعتبر هذه النظرية رسمية في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية والكنائس الأرثوذكسية المشرقية غير أنها تنتقد بشدة من قبل أغلب الباحثين وكذلك من قبل الكنيسة الكاثوليكية. فمن المعروف أن يوسف النجار كان حيا عندما كان عمر يسوع اثني عشر عاما،لوقا 48/2] ثم لا يذكر في حياة يسوع العلنية مطلقا؛ ومن المستبعد كما يرى الباحثون، أن يسافر رجل تجاوز المئة إلى مصر أو أورشليم، أو أن يرعى عائلة من جديد، خصوصا أن الرواية الأولى تضيف أن ليوسف زواجا سابقا دام تسعا وأربعين عاما أنجب فيه ستة أولاد، فالمعتمد في الكنيسة الكاثوليكية وكذلك الكنيستين اللوثرية والإنجليكانية إضافة لأغلب الباحثين عدم الأخذ بنظرية الأعمار الواردة في الكتب الأبوكريفية وإن قام عدد منهم بالأخذ بها كما فعل نيكوس كازانتزاكيس؛ علما بأنه وفق المعتقدات الكاثوليكية فإن العذراء عندما ظهرت في بلدة فاطمة البرتغالية عام 1917 وصفت من قبل الرؤاة بأن عمرها بين السادسة عشر والتاسعة عشر؛ وتحدد الكنيسة الكاثوليكية عمر يوسف النجار بنحو الثلاثين عند زواجه ووفاته بنحو الستين. بحسب التقليد المسيحي أيضا، أي مجموع كتابات آباء الكنيسة الأوائل، فإن والدي العذراء هما حنة ويهوياقيم، ويحتفل بتذكارهما في 9 سبتمبر من كل عام، أي بعد يوم واحد من ذكرى ميلاد مريم العذراء في 8 سبتمبر من كل عام حسب التقليد الكنسي أيضا. هناك أيضا جدل بين الباحثين حول نسب مريم العذراء وإلى أي سبط من أسباط بني إسرائيل تنتمي، فحسب بعض آباء الكنيسة كالقديس أمبروسيوس وبعض المفسرين البروتستانت للعهد الجديد أمثال ديفيد فيرمان وجيمس جالفن، تنسب العذراء إلى سبط يهوذا الملكي، وبالتالي فإن يسوع ينتسب إلى سبط يهوذا من ناحيتي أبيه وأمه كليهما، يرى هؤلاء أن سلسة نسب يسوع الواردة في إنجيل لوقا 3/ 23-38 هي نسبه من ناحية أمه مريم ويعتقدون أن هالي المذكور بعد يوسف هو حمي يوسف وليس والده، البعض الآخر من الباحثين يرون أنها من سبط لاوي وذلك استنادا إلى كون أليصابات قريبتها متزوجة من هذا السبط ولا يحق لليهود الزواج من غير سبطهم حسب تشريع سفر العدد، وتعتبر هذه النظرية الرسمية لدى الإسلام وكذلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غير أن العهد القديم يحفل أيضا بذكر زوجات شخصياته من غير أسباطهم، بل من غير بني إسرائيل رغم أن الشريعة اليهودية تحرم ذلك، فلدى العودة من سبي بابل سقطت الكثير من الشرائع اليهودية. هناك أيضا رأي ثالث يغلب عليه الطابع التاريخي، فالناصرة - حيث ترعرعت العذراء - واقعة ضمن حدود سبط منسى، لذلك فقد تكون العذراء من هذا السبط، وهناك عدد آخر من الباحثين كالأب الباحث سليم يمين ووديع بشور يرون أن يسوع وأمه وعائلته ليسوا بيهود أصلا وإنما سريان آراميون متهودون. بين الأناجيل الأربعة القانونية ينفرد إنجيل متى وإنجيل لوقا بذكر ميلاد يسوع وبينما يذكر إنجيل متى باقتضاب: وكانت أمه مريم مخطوبة ليوسف وقبل أن يجتمعا معا وجدت حبلى من الروح القدس.متى 18/1] ينفرد إنجيل لوقا بذكر حادثة البشارة والتوسع بالأحداث السابقة للميلاد، ما دفع بعض آباء الكنيسة للقول بأن لوقا قد اجتمع مع مريم في مدينة أفسس ونقل منها الفصول المتعلقة بالميلاد. بحسب إنجيل لوقا فإنه عندما كانت أليصابات في الشهر السادس من حملها بيوحنا المعمدان، ظهر ملاك الرب جبرائيل: «إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف. واسم العذراء مريم. سلام لك أيتها المنعم عليها! الرب معك. مباركة أنت في النساء.»."لوقا 1: 26-27". إذاك تذكر رواية البشارة حسب إنجيل لوقا أن مريم قد اضطربت لكلام الملاك وتساءلت عن معنى هذه التحية،لوقا 29/1] فأجابها الملاك: لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة من عند الله، فستحبلين وتلدين ابنا تسميه يسوع؛ سيكون عظيما وابن العلي يدعى ويوليه الرب الإله عرش داود أبيه، ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولن يكون لملكه نهاية.لوقا 30/1] فاستفسرت مريم من الملاك: كيف يحدث هذا وأنا لست أعرف رجلا؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يحل عليك وقدره العلي تظللك لذلك يكون المولد منك قدوسا وابن الله العلي يدعى.لوقا 35/1] بين الملاك لمريم أيضا أن قريبتها (بحسب التقليد الكنسي ابنة خالتها) أليصابات حامل: ها إن نسيبتك أليصابات قد حبلت هي أيضا بابن في شيخوختها، وهذا هو الشهر السادس لتلك التي كانت تدعى عاقرا.لوقا 36/1] إذاك قالت مريم: ها أنا أمة الرب فليكن لي حسب قولك.لوقا 39/1] عندها انصرف الملاك من عندها، وبحسب المعتقدات المسيحية قد حملت مريم مباشرة بعد ذلك، ويحتفل المسيحيون حول العالم بعيد البشارة في 25 مارس كل عام أي قبل تسعة أشهر تماما من 25 ديسمبر موعد الاحتفال بميلاد يسوع المسيح، ويخصص الأحد الثاني من زمن الميلاد لاستذكار الحادث أيضا، كما أن كنيسة البشارة في الناصرة لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي وفق المعتقدات المسيحية لمكان حدوث البشارة. وجد بعض المفسرين للعهد الجديد بقول الملاك قوة العلي تظللك إشارة إلى سفر الخروج حيث ظلل الغمام الشعب الذي قاده موسى من مصر، في حين يوضح بعض المفسرين الآخرين: إن العذراء ربما واجهت الكثير من الهزء والافتراء بسبب حملها، كما أن خطيبها يوسف أراد أن يفك خطوبته سرا لما علم بالأمر. لكن كما يعلن إنجيل متى فقد ظهر له ملاك الرب في الحلم وقال له: يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأت بمريم عروسك إلى بيتك لأن الذي حبلى فيه إنما هو من الروح القدس.متى 20/1] فيعتقد المسيحيون إذاك: غير يوسف خطته بعد أن اكتشف أن مريم كانت أمينة ومخلصة له فأطاع الله وتمم إجراءات الزواج كما كان ينوي، وقبل انفضاح أمر الحمل. إذ يقول القديس إمبروسيوس أحد آباء الكنيسة: لكي لا يظن أنها زانية. ولقد وصفت بصفتين في آن واحد، أنها زوجة وعذراء. فهي عذراء لأنها لم تعرف رجلا، وزوجة حتى تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فانتفاخ بطنها يشير إلى فقدان البتولية في نظر الناس. هذا وقد اختار الرب أن يشك البعض في نسبه الحقيقي عن أن يشكوا في طهارة والدته.. لم يجد داعيا للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته. أما مريم إثر زواجها فقد انتقلت إلى أليصابات في جبال يهوذا حسب إنجيل لوقا،لوقا 39/1] ويحددها التقليد المسيحي بأنها عين كارم إلى الجنوب الغربي من القدس، وقد مكثت هناك إلى ما بعد ولادة يوحنا المعمدان، أي حوالي ثلاث أشهر. اعتقد المسيحيون السريان خصوصا، أنه حالما حبلت مريم فقد تصور يسوع في أحشائها كاملا بعد أن أخذ طبيعته البشرية منها، ولم ينم كما ينمو الجنين العادي، يلتقي هذا الاعتقاد السرياني مع بعض الفقهاء المسلمين في تفسير القرآن، ومع إنجيل مريم وطفولة المخلص المنحول، غير أن الكنيسة لم تثبته ولم تنفه، ولا يزال يردد حتى اليوم طوال تسعة أيام قبل عيد الميلاد في جميع الكنائس التي تتبع الطقس السرياني معنيث أي نشيد يشير إلى هذا الاعتقاد. تعظم نفسي الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأنه نظر إلى تواضع أمته، فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال، لأن القدير قد صنع بي العظائم، واسمه قدوس، ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه. تعتبر زيارة العذراء إلى أليصابات من المحطات الهامة في أحداث الميلاد، وقد خصصت لها الكنيسة أسبوعا خاصا من أسابيع زمن الميلاد السبعة، وكذلك تقيم تذكارا لذلك في 2 يوليو من كل عام. ينفرد إنجيل لوقا بذكر الحادثة، ويبدأ بذكر: في تلك الأياملوقا 39/1] دون مزيد من الإيضاح ما دفع بعضا من آباء الكنيسة للقول بأن الحدث قد تم عقب الزواج الاسمي من يوسف النجار والبعض الآخر أنه قد تم عقب البشارة ولحقه الزواج بيوسف، غير أن الرأي الأكثر شيوعا أن الزيارة قد تمت بعد الزواج من يوسف، يتابع إنجيل لوقا: قامت مريم وذهبت إلى الجبال قاصدة مدينة من مدن يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات، ولما سمعت أليصابات سلام مريم قفز الجنين في بطنها.لوقا 40/1] اكتسبت الآيات السابقة أهمية خاصة في المسيحية وفي كتابات آباء الكنيسة فهي تشير إلى إكرام خاص للعذراء وتشير أيضا اللقاء الأول بين يسوع ويوحنا المعمدان وكلاهما في الحشا. ثم امتلأت أليصابات من الروح القدس وهتفت بصوت عال قائلة: مباركة أنت بين النساء، ومباركة ثمرة بطنك.لوقا 42/1] وقد أخذت الكنيسة عبارة أليصابات هذه مع عبارة الملاك جبرائيل لدى البشارة لتكوين الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية وهي السلام الملائكي، وتابعت أليصابات: فمن أين لي هذا أن تأتي إلي أم ربي؟ فإنه ما إن وقع صوت سلامك في أذني حتى قفز الجنين ابتهاجا في بطني.لوقا 43/1] غير أن المعترضين من الطوائف البروتستانتية رؤوا في الأصل اليوناني للكلمة بعدم استخدام أليصابات مصطلح يهوه وإنما مصطلح الرب إشارة لعدم شرعية اللقب، بجميع الأحوال فإن مختلف المواقف والتفاسير تتفق أن الآيات تحوي إكراما خاصا لمريم العذراء: فطوبى للتي آمنت أنه سيتم ما قبل لها من الرب.لوقا 45/1] ينتقل لوقا حينه لذكر نشيد مريم الذي أنشدته خلال زيارتها لأليصابات وهو يتشابه مع المواضيع العامة للعهد القديم: صورت مريم في نشيدها الله نصيرا للفقراء والأذلاء والمحتقرين. وذكرت بوعده بالخلاص،لوقا 55/1] وبختام النشيد، يختم إنجيل لوقا زيارة العذراء: وأقامت مريم عند أليصابات نحو ثلاث أشهر ثم رجعت إلى بيتها.لوقا 55/1] والراجح أن مريم مكثت في بيت زكريا إلى أن وضعت أليصابات ولدها، لكن لوقا أراد أن يختم موضوع سفر مريم قبل أن ينتقل إلى موضوع آخر أي مولد يوحنا المعمدان وتسميته وختانه، أما في خصوص وقت الزيارة الطويل فهذا يعود: لصعوبة الانتقالات والمواصلات فضلا عن ندرتها حينها، كانت الزيارات لفترات طويلة أمرا عاديا، ولا بد أن مريم كانت عونا كبيرا لأليصابات التي كانت تحتمل عناء حملها الأول وهي في سن متقدمة. يقدم إنجيل لوقا الإطار العام لميلاد يسوع فقد أصدر أغسطس قيصر مرسوما بإحصاء سكان الإمبراطورية الرومانية،لوقا 1/2] ولهذه المناسبة: ذهب الجميع ليتسجلوا كل واحد إلى بلدته، وصعد يوسف أيضا من مدينة الناصرة بمنطقة الجليل إلى مدينة داود المدعوة بيت لحم بمنطقة اليهودية، لأنه كان من بيت داود وعشيرته، ليتسجل هناك مع مريم المخطوبة له وهي حبلى.لوقا 3/2] لقد استخدم إنجيل لوقا مصطلح خطيبته رغم أنها كانت زوجته آنذاك أمام المجتمع،متى 24/1] وفي هذا إشارة إلى الاعتقاد المسيحي ببتولية مريم العذراء، وبينما كانا هناك تمت أيامها لتلد،لوقا 5/2] فيذكر إنجيل لوقا كيف ولدت يسوع ولفته بقماط وأنامته في مذود،لوقا 7/2] إن ذكر المذود هو أساس الاعتقاد بأن يسوع ولد في حظيرة، فقد كانت الحظائر آنذاك كهوفا تحوي مذودا، ويعتبر هذا المكان مظلما وقذرا، سبب ذلك لأن مريم لم تجد مكانا لتضع فيه مولودها في منزل أو فندق،لوقا 8/2] ويرى آباء الكنيسة في ذلك دروسا روحية عديدة، أما القماط فيسود الاعتقاد بأنه إشارة سابقة لتكفين يسوع وبالتالي موته. بحسب إنجيل يعقوب المنحول، فإن سالومة وهي أيضا إحدى قريبات العذراء إضافة إلى قابلة مشرفة على ولادتها حضرا الميلاد؛ بحسب الإنجيل المنحول أيضا فقد كانت سالومة تشكك في أن مريم قد حبلت فعلا من الروح القدس وأنها كانت وستبقى عذراء، فعندما ولدت العذراء تعجبت القابلة وسالومة فقد ظلت مريم عذراء على الرغم من ولادتها، إذاك هتفت سالومة وتهللت وآمنت بكل ما كانت مريم قد أخبرتها به. رواية الأناجيل المنتحلة عموما غير مأخوذ بها في الكنيسة أو في العقائد المسيحية غير أنها هامة لدراسة الفكر الديني لدى المسيحيين في القرون الأولى، كما أنها تعكس إكرام العذراء منذ العصور المبكرة في المسيحية، أما في رواية الميلاد الرسمية لا تذكر سالومة أو القابلة، لكن يذكر رعاة وقد ظهر لهم ملائكة وأرشدوهم إلى مكان الميلاد: وجاؤوا مسرعين فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في مذود.لوقا 16/2] وتختم رواية الميلاد: وأما مريم فكانت تحفظ هذه الأمور جميعا وتتأملها في قلبها.لوقا 19/2] يبدو بحسب الأناجيل أن إقامة مريم ويوسف قد طالت في بيت لحم، فختن الصبي وسمي يسوع في يومه الثامن،لوقا 21/2] وبعد أربعين يوما صعدا به إلى أورشليم ليقدماه في الهيكل وفق الشريعة اليهودية، وترتبط التقدمة بأم المولود عموما، إذ تتم التقدمة بعد أربعين يوما لأنها مدة تطهير المرأة التي وضعت مولودا ذكرا حسب الشريعة اليهودية، أما لو وضعت المرأة أنثى تطول مدة التطهير ثمانين يوما، وخلال التقدمة كانت في الهيكل سمعان البار، والنبية حنة بنت فنوئيل،لوقا 36/2] الذين أخذا حسب إنجيل لوقا بالتهليل والتسبيح لأنها أبصرا يسوع،لوقا 26/2] وقدم سمعان البار نبؤة: ثم باركهما وقال لمريم أم الطفل: ها إن هذا الطفل قد جعل سقوط كثيرين وقيام كثيرين في إسرائيل، وحتى أنت سيخترق سيف الحزن نفسك لكي تنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة.لوقا 35/2] وستشكل الآيتين السابقتين أساس الاعتقاد الكاثوليكي اللاحق بكون مريم “شريكة الفداء”. الحدث الآخر اللاحق للميلاد والذي تظهر في العذراء هو زيارة المجوس الثلاثة ويظهرون في بعض الترجمات تحت اسم الحكماء، على عكس ما هو شائع شعبيا، يعتقد المسيحيون أن زيارة المجوس قد تمت وقد تجاوز عمر يسوع العام أو العامين، وليس مباشرا بعد الميلاد، (انظر إنجيل متى 16/2) يعتقد بعض اللاهوتيين المفسرين أن المجوس الثلاثة جاؤوا من العراق وربما كانوا من اليهود الذين ظلوا في بابل بعد العودة من السبي، غير أن بعضهم الآخر يعتقد أنهم جاؤوا من الأردن أو شبه الجزيرة العربية أي أنهم كانوا عربا لأن هداياهم التي قدموها، الذهب والبخور والمر هي من الأشياء التي اشتهرت بها بلاد العرب، ويرى بعض اللاهوتيين أيضا أن النجم الذي قادهم إلى بيت لحم هو اقتران كواكب المشتري وزحل والمريخ الذي تم بحدود العامين 5 إلى 6 قبل الميلاد: ودخلوا البيت فوجدوا الصبي مع أمه مريم، فجثوا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا وبخورا ومرا.متى 11/2] بعيد رحيل المجوس أوحي ليوسف عن طريق ملاك في الحلم: قم واهرب بالصبي وأمه إلى مصر وابق فيها إلى أن آمرك بالرجوع فإن هيرودس سيبحث عن الصبي ليقتله. فقام يوسف في تلك الليلة وهرب بالصبي وأمه منطلقا إلى مصر.متى 13/2] يشرح إنجيل متى بشكل مفصل عن الأسباب التي دفعت هيرودس الكبير لقتل يسوع ويذكر أنه أمر بأن يقتل جميع أطفال بيت لحم وجوارها من ابن سنتين فما دون لمحاولة القضاء عليه،متى 16/2] ورغم أن مذبحة هيرودس الكبير المذكورة في العهد الجديد لم يشر إليها في كتابات المؤرخين الأقدمين، إلا أن المؤرخ اليهودي يوسف يذكر أن هيرودس كان سفاحا دون مزيد من الإيضاح. نشاطات العائلة في مصر غير واضحة ولا يأت على أي ذكر لها في الأناجيل الأربعة، غير أن التقليد القبطي يذكر أن مدة الإقامة في مصر دامت ستة أشهر وأن العائلة قد استقرت في أسيوط، ويضيف التقليد القبطي خمسة وعشرين موقعا أغلبها تحول إلى كنائس وأديرة شهدت فعاليات العائلة على طريق الذهاب إلى مصر ومن ثم العودة إلى فلسطين. جميع أحداث حياة يسوع اللاحقة، حتى بداية حياته العلنية لا يذكر عنها شيئا في الأناجيل الأربعة، باستثناء ما يذكر في إنجيل لوقا من ضياع يسوع في الهيكل خلال احتفالات عيد الفصح وله من العمر اثني عشر عاما،لوقا 44/2] وبعد أن بحثت مريم ويوسف النجار عليه وجدته بعد ثلاث أيام في الهيكل: جالسا وسط المعلمين يستمع إليهم ويطرح عليهم الأسئلة. فقالت له مريم: يا بني لماذا عملت هكذا؟ فقد كنا أبوك وأنا نبحث عنك متضايقين.لوقا 48/2] ويختم هذا المقطع أيضا بعبارة: وكانت أمه مريم تحفظ هذه الأمور كلها في قلبها.لوقا 51/2] وهي العبارة التي ختم بها مقطع الميلاد؛ علما أن العائلة قد استقرت في الناصرة منذ العودة من مصر.متى 23/3] يتناقص ذكر العذراء في الأنجيل خلال حياة يسوع العلنية، هذا يعود بشكل أساسي لكون الإنجيل: آيات دونت لكم لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم الحياة الأبدية إذ تؤمنون.يوحنا 31/20] فالأناجيل الأربعة تركز على شخص يسوع وأعماله وتعاليمه دون سائر الشخصيات على اختلاف أهميتها؛ سوى ذلك فإن العذراء لم تكن من الذين تبعوا يسوع في جولاته وتبشيره فلا يذكرها إنجيل لوقا 8/ 1-3 في إطار ذكره للنساء اللواتي تبعن يسوع، ويتضح ذلك بشكل جلي في إنجيل متى 13/ 55-56 حيث يذكر أنها قد ظلت مقيمة في الناصرة، يعتقد المسيحيون أن في ذلك دروسا وعبرا عديدة: إلى جانب ذلك فإن يسوع ينادى في إنجيل مرقس بالنجار ابن مريم،مرقس 3/6] وينقل إنجيل لوقا مدحا خاصا لها خلال إحدى عظات يسوع: طوبى للبطن الذي حملك وللثديين الذين أرضعاك.لوقا 27/11] ويروي إنجيل يوحنا أنه كان يزورها بين الفنية والأخرى ويقيم عندها عددا من الأيام، غير أن الحدث الأبرز الذي تظهر به في حياة يسوع العلنية هو في عرس قانا الجليل: فلما نفذت الخمر، قالت أم يسوع له: لم يبق عندهم خمر! فأجابها: ما شأنك بي يا امرأة؟ ساعتي لم تأت بعد؛ فقالت أمه للخدم: افعلوا كل ما يأمركم به.يوحنا 2/2] حسب إنجيل يوحنا فإن يسوع استجابة لطلب أمه فقد أمر أن تملأ الأجران الستة المعدة للتطهير عند اليهود ماء ثم أمر أن يقدم منها إلى كبير المدعوين، وإذ الماء قد تحول إلى خمر، فاستدعى كبير المدعوين العريس وقال له: الناس جميعا يقدمون الخمر الجيدة أولا، وبعد أن يسكر الضيوف يقدمون لهم ما كان دونها جودة، أما أنت فقد أبقيت الخمر الجيدة حتى الآن.يوحنا 10/2] ويصف إنجيل يوحنا هذه المعجزة التي تمت بناء على طلب مريم: بالآية الأولى التي أجراها يسوع في قانا الجليل.يوحنا 11/2] الحدث الثاني الذي تظهر فيه العذراء حسب الأناجيل هو عند صليب يسوع، وقد انفرد إنجيل يوحنا بذكرها، وعموما فإن المسيحية تذكر أربع نساء هن: مريم العذراء وسالومة ومريم المجدلية ومريم امرأة قلوبا بأنهن النساء اللواتي وفقن عند صليب يسوع: فلما رأى يسوع أمه والتلميذ الذي كان يسوع يحبه واقفا بالقرب منها، قال لأمه: أيتها المرأة هذا هو ابنك، ثم قال للتلميذ: هذه أمك؛ ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ إلى بيته.يوحنا 26/19] بحسب التقليد الكنسي فإن التلميذ الذي كان يسوع يحبه هو يوحنا بن زبدي كاتب الإنجيل الرابع نفسه، وقد وجد المفسرون أنه بهذا الحادث تكون العذراء الإنسان الوحيد الذي رافق يسوع من ميلاده وحتى موته وهذا ما يزيد من أهميتها، ويقول القديس يوحنا الذهبي الفم في هذا الخصوص: ينقل التقليد الكنسي أن مريم كانت عند دفن يسوع وقد جاء في السنكسار الكاثوليكي الروماني: يا مريم الأم الكلية الحزن، ما أمر سيف الوجع الذي ألم بقلبك عند نظرك ابنك يسوع العزيز مائتا في حضنك. غير أن الأناجيل لا تذكر مريم في القيامة حسب مختلف روايات العهد الجديد غير أن إنجيل مرقس يذكر سالومة،مرقس 1/16] ضمن حاملات الطيب اللواتي زرن قبر يسوع فوجدنه خاليا، ومن المعروف أن سالومة هي إحدى قريبات مريم. تذكر مريم في سفر أعمال الرسل 1/ 12-14 مع الحاضرين في أورشليم من التلاميذ الاثني عشر بعيد صعود يسوع إلى السماء وفق الكتاب المقدس وهي الوحيدة التي ذكرت باسمها؛ ويذكر السفر: أنهم كانوا جميعا يداومون على الصلاة بقلب واحد.أعمال 14/1] كذلك فقد كانت مريم حاضرة عند اختيار خلف يهوذا الإسخريوطي،(2) وعند حلول الروح القدس، ويعتبر هذا الحدث هاما إذ إنه وفق المعتقدات المسيحية فهو يمثل ميلاد الكنيسة، وبداية عصر الرسل. التقليد الكنسي يذكر أن مريم قد انضمت فعلا إلى بيت يوحنا بن زبدي كما كان يسوع أوصى وهو على الصليب، ويذكر أيضا أنها سكنت في بيته في أورشليم أحد عشر عاما، ثم انتقلت وإياه إلى أفسس في آسيا الصغرى، حيث قضت هناك سائر سنواتها، ولا يزال بيت العذراء في أفسس المكان التقليدي الذي عاشت فيه مريم عند انتقالها من فلسطين. ورغم أن حياتها عموما كانت هادئة إذاك غير أن عددا من الأحداث الهامة أشرفت عليها: لقاؤها بلوقا الذي نقل عنها أخبار الميلاد والطفولة ووضعها في إنجيله، ومساهمتها في إنشاء كنيسة أفسس، وكذلك رسم أولى الأيقونات، وتأسيس كنيسة فيليبي التي كانت أولى الكنائس التي تبنى على اسمها في المسيحية. عادت مريم إلى أورشليم في سنيها الأخيرة، ومن غير المعروف كيف توفيت أو طريقة وفاتها، هناك بضعة ميامير (قصائد شعبية) تذكر أنها مرضت ومن ثم توفيت، وتجمع الطوائف المسيحية التي تبجل العذراء أنها قد انتقلت من جبل الزيتون بحضور من تبقى حيا من التلاميذ الاثني عشر إلى السماء مباشرة؛ يأتي هذا الاعتقاد استنادا إلى عدد من نبوءات العهد القديم، وتختلف الطوائف بتفاصيل الاعتقاد به؛ وبحسب التقليد المسيحي أيضا فإن الانتقال قد تم بعد 13 إلى 15 عاما من قيامة يسوع وبالتالي يكون قد تم بحوالي عام 43، ويسع القول أنها كانت بحدود الستين من عمرها آنذاك.(3) يعتقد المسيحيون أن مريم قد مكثت بتولا قبل الميلاد وفي الميلاد وبعد الميلاد، ويعتبر هذا الاعتقاد أحد أركان الإيمان المسيحي لدى الطوائف التي تبجل مريم العذراء وأقدمها، إذ قد ظهر في الكتابات المبكرة منذ القرن الثاني ويمكن رؤية ما يؤيده في الأناجيل، وسوى ذلك فعندما دار الجدال حول تفسير متى 1/25: ولكنه لم يعرفها حتى ولدت ابنا فسماه يسوع. أقر مجمع نيقية عقيدة الدائمة البتولية حسما لأي جدال فيها. غير أن النقاش قد فتح مجددا في أعقاب الانشقاق البروتستانتي في القرن السابع عشر معتمدين على آية إنجيل متى ذاتها، أما الطوائف التي تقر بعقيدة البتولية الدائمة فهي ترى أن لكلمة “حتى” معاني عديدة قد يدخل بها الزمن القادم أو لا وبالتالي لا يمكن الاعتماد عليها كدليل نهائي (انظر الحاشية للاستزادة)؛(4) خصوصا أن مريم لم تناد أبدا بأنها زوجة يوسف على الرغم من أنها الصيغة الشرعية والقانونية، غير أن مؤيدو نظرية عدم البتولية الدائمة للعذراء، يرون أن ما ذهب إليه إنجيل مرقس دليلا على صحة آرائهم: أليس هذا هو النجار ابن مريم أخا يعقوب ويوسي ويهوذا وسمعان؟ أوليست أخواته تقيم عندنا.مرقس 9/6] بيد أن مؤيدو البتولية الدائمة يشيرون إلى أن كلمة “أخ” في المجتمعات السورية القديمة وكذلك في اللغة العبرية واللغة الآرامية تشمل جميع أبناء العائلة الواحدة لا تنحصر بالأشقاء فقط، وهكذا يدعى لوط أخا لإبراهيم في سفر التكوين رغم كون إبراهيم عمه، يرى هؤلاء أيضا ما يؤيد آرائهم، وهو أن اثنين من الأسماء الأربعة المذكورة في آية مرقس السابقة يذكرون في متى 56/27 أنهم أولاد مريم زوجة قلوبا إحدى قريبات مريم، هناك أدلة أخرى تؤيد هذه العقيدة فعندما ضاع يسوع في الهيكل بعمر اثني عشر عاما لا نجد ذكرا لإخوته، وخلال نزاعه على الصليب طلب من يوحنا بن زبدي رعاية أمه، وكان من باب أولى أن يعتني بها إخوته، هناك أيضا عدد من نبوءات العهد القديم الذي وجد آباء الكنيسة أنها تشير إلى بتولية العذراء الدائمة: حزقيال 2/44، نشيد الأناشيد 12/4، أما القديس كيرلس الإسكندري ينحو منحى المقارنة للبرهان عن العقيدة: إن ملاكي القيامة لم يجسرا على الجلوس في المكان الذي وضع فيه الرب في القبر(إشارة إلى إنجيل يوحنا 12/20 حيث يذكر أن ملاكي القيامة جلسا الأول عند الرأس والآخر عند القدمين.) فكيف يجسر إنسان أن يوضع في بطن العذراء. هذا الباب يكون مقفلا، ولا يدخل منه رجل، لأن الرب إله إسرائيل، قد دخل منه، فيكون مغلقا. كذلك تظهر هذه العقيدة في الأناجيل المنتحلة إذ جاء في إنجيل متى الثاني: ترتيب جديد في الحياة اكتشف بواسطة مريم التي وعدت الله أن تظل عذراء. وفي إنجيل مريم وطفولة المخلص: لن تعرف إنسانا أبدا فهي وحدها بدون نظير نقية بلا دنس. علما أن مؤسسي البروتستانتية الأوائل أقروا بعقيدة البتولية الدائمة، ولم تظهر عند مارتن لوثر وجان كالفن. ويظهر الاعتقاد بالبتولية الدائمة أيضا في الفقه الإسلامي، من خلال كونها مطهرة عن مسيس الرجال. عقيدة انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء تعتبر أيضا من أهم العقائد المريمية، وهي بدورها مشتركة بين مختلف الطوائف المسيحية وإن بأشكال مختلفة. أصول هذا الاعتقاد يعود للقرون الأولى ويظهر في كتابات آباء الكنيسة، والأساس الكتابي الغالب لها هو نشيد الأناشيد 2: 10. ويخصص يوم 15 أغسطس لتذكار هذه المناسبة، يسبقه صوم مدته أربعة عشر يوما؛ غير أن هذه العقيدة لم تبحث في مجمع، وفي الكنيسة الكاثوليكية قام البابا بيوس الثاني عشر بإعلانها عقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950، بعد دراسة لاهوتية استمرت أربع سنوات، يأتي هذا الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية متوافقا مع الرؤية المسيحية لدواعي الموت، فالإنسان يموت بسبب الخطيئة المتوارثة منذ آدم، وبصفة أن العذراء لم ترث هذه الخطيئة الأصلية فهي بالتالي لا داعي لموتها. الكنائس الأرثوذكسية الشرقية والأرثوذكسية المشرقية وبعض الكنائس الكاثوليكية الشرقية يرون أن الانتقال قد تم بعد فترة قصيرة من وفاتها، فعندما توفيت حسب التقليد الشرقي في بستان الزيتون، وشهد الحدث من بقي حيا من التلاميذ الاثني عشر، بعث جسدها بعد ثلاث أيام من جديد حيا وانتقلت نفسها وجسدها إلى السماء، البعض من هذه الكنائس يرى أن جسدها انتقل إلى السماء من دون أن يبعث حيا؛ تتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارا لتوما أحد التلاميذ الإثني عشر ممثلا بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى القدس ودفنت هناك، وتعتقد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الانتقال قد تم بعد عدة أشهر من وفاتها وليس بعد فترة وجيزة، أما الكنيسة الأنجليكانية فهي ذات موقف مختلف، فهي ترى أن الإنسان يفنى بعد موته حتى يوم القيامة والعذراء هي وحدها من لم تمت روحها، أي انتقلت روحيا لا جسديا. تلتقي عقيدة انتقال العذراء بمختلف أشكالها مع النظرة المسيحية بكونها أولى المخلصين، كذلك تعتبر هذه المناسبة عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم. على الرغم من اختلاف المعتقدات المسيحية بكيفية انتقال العذراء إلى الملكوت، فإنها تجمع أنها قد باتت ملكة مكرمة فيها، ويشير البعض سفر المزامير: «جعلت الملكة عن يمينك بذهب وفير»،مزمور 9/45] بوصفها نوع من النبؤة، أما الأساس الكتابي هو ما ورد في سفر الرؤيا: «امرأة لابسة الشمس والقمر تحت قدميها وعلى رأسها تاج من اثني عشر نجما».رؤيا 1/12] ولذلك تلقب مريم العذراء باسم ملكة السماء. ويرتبط مفهوم سلطانة السماء والأرض بمفهوم الشفاعة «الصلاة للذين هم على الأرض». ويتضح دورها كشفيعة في العهد الجديد من خلال دورها في عرس قانا الجليل، حيث لعبت المحرك الأساس لاجتراح المعجزة. كذلك يتضح دورها كشفيعة في الظهورات المريمية اللاحقة التي يؤمن المسيحيون بصحة وقوعها، غير أن مفهوم شفاعة العذراء هي شفاعة عامة وليست شفاعة المسيح الكفارية(5)؛ وقد طوبت مريم كسلطانة للسماء والأرض مرات عديدة منذ آباء الكنيسة حتى أعاد البابا بيوس الثاني عشر في 1 ديسمبر 1942: «تكريس العالم أجمع لقلب مريم؛ وأعلن بأن تكريس العالم لقلب مريم الأقدس يعني تكريس العالم لمحبة مريم العذراء». هناك أيضا التكريس المحلي عندما تكرس بلد أو منطقة ما للعذراء بغرض نيل شفاعتها في المعتقدات المسيحية، كتكريس بلجيكا، وتكريس المكسيك، وتكريس لبنان على يد البطريرك إلياس حويك. تضيف الكنيسة الكاثوليكية بأن مريم هي سلطانة المطهر، كما أعلن البابا بيوس الحادي عشر سنة 1930. لا يمكن اعتبار رفض نسطور بطريرك القسطنطينية تسمية مريم والدة الله، مرتبطا بها بشكل مباشر، بل إن نسطور وكذلك الكنائس التي لا تزال تتبع عقيدته وهي كنيسة المشرق الآشورية وكنيسة المشرق القديمة يقرون مبدأ تبجيل العذراء وإكرامها؛ غير أن الخلاف الناشئ حول اللقب يأت من الخلاف حول يسوع نفسه؛ آمن نسطور كسائر المسيحيين بالثالوث الأقدس لكنه رفض اعتبار الابن ثاني الأقانيم الإلهية حسب المعتقدات المسيحية هو يسوع، بل ظهر الابن أو تجلى في يسوع وقت العماد، وبناء على نظرته نحو يسوع وجد نسطور أن لقب “والدة الله” يعتبر هرطوقيا وأنه يجب استبداله بلقب “والدة المسيح”. عندما أدان مجمع أفسس عام 431 العقيدة النسطورية أقر رسميا استعمال لفظ «ثيوتوكوس» للإشارة إلى مريم العذراء، تترجم في اللغة العربية غالبا بوالدة الله أو أم الله أو والدة الإله، وتعني حرفيا في اللغة اليونانية مانحة الإله. أضاف المجمع أيضا القسم الأخير من السلام الملائكي الصلاة الأشهر للعذراء في المسيحية، وهو: يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلي لأجلنا نحن الخطأة الآن وفي ساعة موتنا. آمين. كإقرار من آباء الكنيسة بمصطلح والدة الله وبعقيدة شفاعة العذراء. لا يشير المصطلح في العقيدة المسيحية إلى أن العذراء ذات طبيعة إلهية أو أنها إله لكونها قد أنجبت الإله، بل يشير أنها حبلت وأنجبت بيسوع الذي هو وفق المعتقدات المسيحية إله منذ الأزل، ولكونها قد حبلت بالإله تستحق أن تنادى والدة الله، وقد دعيت به صراحة في لوقا 46/1 وورد أيضا في مجمع الإسكندرية المحلي الذي انعقد عام 320 لإدانة الآريوسية. تضيف الكنيسة الكاثوليكية خصوصا عددا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بيسوع عندما طلب منها الملاك جبرائيل ذلك في البشارة، إلى الجانب تفسير لوقا 2: 34-35 بما يوافق كونها شريكة في الفداء؛ وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة مع الجميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن، وهي أيضا «أيقونة الروح القدس»، لأنها الوحيدة التي حبلت من الروح القدس وليس من ذكر؛ بيد أن أشهر العقائد الكاثوليكية تجاه مريم هما الحبل بلا دنس والوردية المقدسة. تنص عقيدة الحبل بلا دنس، التي أقرها البابا بيوس التاسع عام 1854 أن العذراء مريم قد ولدت من دون أن ترث الخطيئة الأصلية، التي يرثها الجنس البشري، وذلك ليس بطاقاتها الذاتية بل باستحقاقات ابنها يسوع المسيح، إنما بنوع فريد قبل تبشيره وصلبه، وذلك منذ اللحظة الأولى التي تشكلت بها في بطن أمها؛ والهدف من العقيدة هو تبرئة العذراء من أي علاقة بالخطيئة؛ أي أنها طاهرة تماما ليس لها خطية أصلية أو شخصية منذ اللحظة الأولى التي حبل بها وحتى وجودها كإنسان، نظرا للمكانة التي ستحتلها مريم، فعصمتها كاملة. ترى الكنيسة الكاثوليكية أيضا عدة شواهد من الكتاب المقدس تؤيد العقيدة مثل نشيد الأناشيد 7/4، يعتقد المسيحيون أن النبؤة السابقة تتعلق بمريم وبصفة أن لا عيب فيها، فمن ضمن العيوب الخطيئة الأصلية؛ وكذلك وصفها بالممتلئة نعمة في لوقا 28/1 فالامتلاء من النعم يشمل التخلص من الخطيئة الأصلية. هناك عدد آخر من الشواهد يرتكز على سفر حكمة يشوع ابن سيراخ وغيره من أسفار العهد القديم. إضافة إلى كتابات آباء الكنيسة الأوائل. وفي حين رفضت الكنائس الأرثوذكسية المشرقية هذه العقيدة، فإن الأرثوذكسية الشرقية رفضت التشريع البابوي بوصف الحبل بلا دنس جزء من الإيمان ولا تحتاج لتحديد عقيدي خاص، أما مصلحو البروتستانتية ومنهم مارتن لوثر فقد قبل بالحبل بلا دنس وعصمة مريم، غير أن سائر البروتستانت فيرون أن العقيدة تدخل في إطار المهاترات اللاهوتية. المسبحة الوردية المقدسة هي صلاة مريمية في الكنيسة الكاثوليكية تمثل «مختصر الإنجيل»، متألفة من خمسة عشر بيتا يتأمل خمس منها في الفرح والحزن والمجد، وقد أضاف يوحنا بولس الثاني خمسة أسرار جديدة تتأمل في النور. أصل المسبحة الوردية يعود للقرون الوسطى، حين استعاض الرهبان عن تلاوة مزامير داوود بتلاوة سلام ملائكي، ويعود للقديس دومنيك القسمة إلى خمسة عشر بيتا، ثم ساهمت الرهبنة الدومينكانية التي أسسها في نشر هذه الصلاة، ثم اختصرت إلى الثلث أي خمسة أسرار موزعة حسب أيام الأسبوع والسنة الطقسية. أما عن أصل التسمية فالوردية اشتهرت قبل القديس دومنيك باسم المزامير المريمية، ولاحقا دعيت باسم الوردية لأنها تعاليم الكنيسة الكاثوليكية أشبه بالورود المقدمة. اهتم البابوات المتعاقبون بالوردية فخصص لها بيوس الخامس عيدا في 7 أكتوبر، وأضاف غريغوري الثالث عشر إلى ألقاب العذراء لقب “سلطانة الوردية المقدسة” سنة 1573، ثم خصص إينوسنت الحادي عشر عام 1683 شهر أكتوبر برمته لمريم سلطانة الوردية، أما ليون الثالث عشر فقد أصدر اثني عشر إرشادا رسوليا(7) خلال حبريته للإشادة بالوردية ودورها، وكذلك فعل البابا بيوس التاسع وبيوس الحادي عشر وبولس السادس وأخيرا الإرشاد الرسولي الذي أصدره يوحنا بولس الثاني عام 2002 حول المسبحة الوردية. تعتقد الكنيسة الكاثوليكية أيضا أن العذراء في ظهوراتها قد طلبت تلاوة الوردية بكثرة، كما حصل في ظهور لورد وظهور فاطمة وظهور سان دميانو. إكرام العذراء مريم وتطويبها،(6) يعود للقرون الأولى للمسيحية ويرى المسيحيون جذوره من العهد الجديد: فالملاك جبرائيل قال لها: طوبى للتي آمنت.لوقا 45/1] وخلال حياة يسوع قيل له: طوبى للبطن الذي حملك والثديان الذين أرضعاك.لوقا 27/11] ومريم لفتت النظر إلى ذلك في نشيد مريم: ها إن جميع الأجيال تطوبني.لوقا 48/1] كذلك يظهر في كتابات آباء الكنيسة المختلفة، يقول القديس برنردوس: إن مريم هي كوكب سني نير مرتفع فوق هذا البحر العظيم الواسع الأطراف، ساطع بالاستحقاقات مشرق بالأمثلة. أما القديس بوناونتورا يقول: معظمة أنت يا سيدة وممجدة في مدينة الإله وبيعة مختاريه بأسرها ومراحمك وإنعاماتك شائعة في كل مكان. أما القديس أفرام السرياني فقد نظم في القرن الرابع عددا من الأناشيد التي تعرف اليوم باسم الأفراميات في مدح مريم: نهديك السلام يا من أصبحت أم المختار، قبل كون الشمس وهي بتول فخر الأبكار. ويسود الاعتقاد في الكنيسة الكاثوليكية بأنها متميزة باثني عشر صفة عن غيرها من الخليقة، أما الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فترى أن مريم قد حققت عشر مستحيلات في حياتها، يعجز أن مخلوق آخر عن تحقيقها. كذلك فقد عبر العديد من المؤرخين والباحثين غير الدينيين عن إعجابهم وإشادتهم بها، يقول ويل ديورانت مؤلف قصة الحضارة: وتأتي شخصية مريم في القصة بعد شخصية ولدها في الروعة والتأثير؛ فهي تربيه وتحمله وتتحمل مسرات الأمومة المؤلمة، وتفخر بعمله في أيام شبابه وتدهش فيما بعد من تعاليمه ومطالبه، وشاهدته وهو يصلب وعجزت عن إنقاذه ثم تلقت جسده بين ذراعيها. فإن لم يكن هذا تأريخا فهو الأدب السامي، لأن صلات الآباء والأبناء تؤلف أحداثا أعمق مما تؤلف رابطة الحب الجنسي. تكريم العذراء في المسيحية واضح من خلال ذكرها الدائم في جميع الطقوس المسيحية وعلى رأسها القداس الإلهي وفي الصلوات اليومية، إلى جانب رسم الأيقونات ونحت التماثيل التي تمثلها والتي توضع في جميع الكنائس وفي بيوت عدد كبير من المسيحيين، وقد مر فن رسم العذاء في الأيقونات بمراحل عديدة إذ قد بدأ برسمها مستقيمة الظهر وجادة الملامح فقد أسقط الفنانون مشاهد العظمة والأبهة التي كانوا يرونها في البلاط على مريم، للتعبير عما يكنونه لها من إجلال واحترام في الفن البيزنطي. ثم أخذ يكتسب طابعا بشريا خصوصا في مرحلة عصر النهضة التي شكلت مريم العذراء أبرز المواضيع التي تطرق إليها فنانيها. ويرى بعض المسيحيين أن عددا من هذه الأيقونات ذات صفة عجائبية كأيقونة المعونة الدائمة وأيقونة مريم المتضرعة. كذلك فقد أفردت الكنيسة للعذراء عددا كبيرا من الأعياد والتذكارات في السنة الطقسية، بعضها يعتبر عاما لدى مختلف الكنائس وبعضها الآخر يعتبر منحصرا بطائفة معينة أو منطقة أو بلد معين. وتعرف أشهر الأعياد المريمية باسم الأعياد المريمية السبع الكبرى. إلى جانب ذلك تنتشر المزارات والكنائس المشادة على اسمها في جميع أنحاء العالم، ويسمي عدد كبر من المسيحيين أولادهم باسم مريم أو أحد مشتقات هذا الاسم تكريما لها وتوقيرا لمنزلتها. ويرى البعض الآخر أن لمريم دورا هاما في تأسيس الرهبنة وقد تسمت العديد من الرهبنات والمؤسسات الكنسية على اسمها كالرهبنة المريمية المارونية وجمعية جنود مريم وجمعية عائلات مريم، يضيف المسيحيون إلى العذراء عددا كبيرا من الألقاب فهي أم النور وأم النعمة الإلهية وعذراء العذراى والطاهرة والعفيفة والأمينة ومرآة العدل، الطائفة الثانية من الألقاب يرتبط بمفاهيم لاهوتية أو قادمة كرموز في العهد القديم؛ أما الطائفة الثالثة تأتي لطلب المعونة منها. نظمت أيضا في المراحل الطويلة للتاريخ المسيحي عدد كبير من القصائد والترانيم الدينية التي تمدح وتشيد بالعذراء ودورها. ويعتقد المسيحيون أن إكرام العذراء هو إكرام ليسوع نفسه، فعند وصفها بأم النور إنما يشير المصطلح أيضا إلى كون يسوع نور العالم. في الكنيسة الكاثوليكية تجمع أغلب الألقاب المريمية في طلبة يطلق عليها اسم طلبة العذراء المجيدة المباركة ويبلغ عدد الألقاب المسبغة مائة وخمسين لقبا، كذلك تخصص الكنيسة الكاثوليكية شهري مايو وأكتوبر للعذراء مريم حيث تتواصل الصلوات الخاصة بها. غير أن الإكرام بكل أشكاله يختلف عن العبادة، كما يوضح المجمع الفاتيكاني الثاني: تؤمن أغلب الطوائف المسيحية، بأن مريم العذراء تظهر على الأرض بهدف إيصال رسالة إلهية معينة، وترى الكنيسة الكاثوليكية أن تكاثر الظهورات المريمية دليل على اقتراب يوم القيامة، وتمر عملية تثبيت الظهورات وتثبيتها بشكل رسمي بمراحل عديدة: إن أي تقرير حول أي ظهور أو أمر غير طبيعي يجب أن يحظى أولا بمصادقة الأسقف المحلي الذي يبني قراره على تقييم تقدمه لجنة يعينها لتقوم بدراسة دقيقة لتتأكد أن الحدث لا يحمل شيئا معاكسا للإيمان أو الأخلاق وبأنه موحى به أو فوق الطبيعي وبالتالي مستحق أن يجتذب إكرام المؤمنين. عمل اللجنة يقوم على أسس علمية مثل إخضاع من يتلقى الرؤيا لفحوص نفسية، وفي حال حدوث أي أمر في الطبيعة كظهور نجوم أو تحرك الشمس. تخضع اللجنة كل هذه الأمور للبحث العلمي مرتكزة على علوم الفيزياء والفلك والرياضيات وغيرها. يلي ذلك رفع القضية إلى الكرسي الرسولي في الفاتيكان الذي ينظر بالقضية مجددا ليثبتها بشكل رسمي، في الكنيسة الكاثوليكية في حين تختص المجامع المقدسة لدى سائر الطوائف بالتصديق على الأمر، على أن التشكيك عادة يرافق أي ظهور أو حدث عجائبي. والظهورات المريمية ليست بالأمر الحديث في المسيحية إذ إن عددا كبيرا من الظهورات المثبتة تعود لفترة القرون الوسطى وما سبقها. (صدق رئيس أساقفة المكسيك على الظهور عام 1555) ثلاث مرات بين 9 ديسمبر و12 ديسمبر. (صدق الكرسي الرسولي على الظهور في 18 يناير 1862) ظهرت العذراء ثمان عشر مرة بين 11 فبراير و18 يوليو. (صدق الكرسي الرسولي على الظهور عام 1936) مرة واحدة من 21 أغسطس. (صدق الكرسي الرسولي على الظهور في أكتوبر 1930 وعلى معجزة الشمس في أكتوبر 1950) ستة مرات بين مايو وأكتوبر في 13 كل شهر. (صدق الكرسي الرسولي على الظهور عام 1949) ثمانية ظهورات بين 15 يناير و2 مارس. (صدقت عليه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في 4 مايو 1968). (صدقت بطريركية الروم الأرثوذكس في 31 ديسمبر 1982 على الظهور.)(11) يسود الاعتقاد لدى مختلف الطوائف المسيحية التي تبجل مريم، أن العهد القديم من الكتاب المقدس قد أشار إليها بعدة نبؤات وإشارات، إلى جانب النبؤات التي اعتمد عليها في صياغة العقائد المريمية، هناك عدد آخر من الآيات التي تشير إليها: ترنمي وافرحي يا ابنة صهيون، لأني ها آنذا آتي وأسكن في وسطك يقول رب الجنود.زكريا 10/2] فابنة صهيون المذكورة في سفر زكريا هي مريم التي حملت الابن في أحشائها؛ وقد تكون آية سفر أشعياء: ها إن العذراء تحبل وتلد ابنا.أشعياء 14/7] أشهر نبؤة تشير إليها وتقرأ في جميع الكنائس على اختلافها ضمن احتفالات عيد الميلاد؛ سوى ذلك فقد وجد العديد من آباء الكنيسة واللاهوتيين أن سفر نشيد الأناشيد أشار إلى العذراء بطرق عديدة: من هذه الطالعة من القفر، المستندة على حبيبها.نشيد 5/8] حسب المعتقدات المسيحية فإن القفر يشير إلى الأرض والحبيب هو يسوع وبالتالي تشير الآية السابقة إلى انتقال العذراء إلى السماء؛ هناك العديد من الآيات الأخرى التي اعتمد عليها في برهنة مختلف العقائد المسيحية وفي برهنة وجوب إكرامها في المسيحية: رأتها البنات فطوبنها، الملكات والسراري فمدحنها.نشيد 9/6] ومن سفر الأمثال: بنات كثيرات عملن فضلا أما أنت ففقت عليهن جميعا.أمثال 29/31] وفضل مريم إنجابها المسيح كما وجد آباء الكنيسة؛ ومن المزامير: كلها مجد ابنة الملك في خدرها.مزمور 13/45] وفي سفر الملوك الأول: ووضع كرسيا لأم الملك فجلست عن يمينه.1ملوك 19/2] وقد استخدمت الآيتان السابقتان للإشارة إلى عقيدة مريم سلطانة السماء والأرض من ناحية، وإلى الإشارة أيضا إلى الدور الفريد لها في المسيحية فهي أم الملك أي أم الابن، وهي ابنة الملك أي أنها ابنة الآب. يسود الاعتقاد أيضا أن عددا من الأمور الحسية في العهد القديم كانت رمزا لمريم، فتابوت العهد الذي الله يترائى من خلاله محدثا أسباط بني إسرائيل هو رمز لمريم التي تجسد المسيح منها؛ وهي أيضا سلم يعقوب الذي رآه يعقوب في نومه وهو أداة الوصل بين البشرية والله؛ وأرزة لبنان فالأرز لا يصبه الفساد وبني منه أيضا الهيكل، وعصا هارون وحواء الجديدة وغيرها. وقد قال عدد كبير من العلماء ان الضهورات المعاصرة غير حقيقية وهي من أجهزة ثلاثية الابعاد ليس أكثر ولا أقل اما الضهورات القديمة فلا دليل عليه ولا يوجد دليل عليه تشتهر البروتستانتية بتعدد المدارس والأفكار، وبالتالي تعدد وجهة النظر تجاه مريم، هناك الكنيسة اللوثرية ووالكنيسة الأنجليكانية وعموم الكنائس البروتستانتية الأسقفية، تكرم مريم بشكل مشابه لسائر الطوائف المسيحية؛ غير أن عددا آخر من الطوائف خصوصا في الولايات المتحدة الإمريكية تختلف وجهة نظرهم عن وجهة النظر التقليدية في المسيحية، فهي ليست ببتول بعد ولادتها يسوع وربما أنجبت أولادا وتابعت حياتها كسائر النساء بعد ولادته استنادا إلى تفسير خاص لبعض آيات الكتاب المقدس، ولا وجود لشفاعتها أو تخصيص أعياد أو تذكارات خاصة بها، وغالبا ما يعطي البروتستانت مثلا بكونها العلبة التي احتضنت الجوهرة، والتي فقدت أهميتها بعد ما أخذت الجوهرة. كتابات مؤسسي البروتستانتية الأوائل مدحوا العذراء وكرموها، فدعاها مارتن لوثر ‘أعظم امرأة’ وقال أنه لا يوجد شيء كافي لتكريمها، واعترف بالبتولية الدائمة، أما زونجلي في صرح: لدي احترام هائل لوالدة الله؛ وكلما زاد تكريم وتعظيم يسوع بين البشر كذلك يجب أن يكون لمريم. وكذلك فعل جون كالفن وعدد آخر من القسس. يقر البروتستانت أيضا أن مريم هي “المباركة بين النساء”،لوقا 42/1] ويعتبرونها “خادمة لمشيئة الله”. مريم في الإسلام هي أم المسيح ولدته دون أن يمسسها بشر، يحترمها المسلمون كثيرا ويؤمنون بأن المسيح خلق بكلمة من الله ألقاها إليها، ويذكرها القرآن على أنها صديقة ومن أشرف نساء العالمين، كذلك جاء بالحديث النبوي: "كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون". يذكر القرآن مريم بلفظ «مريم ابنة عمران»، وآل عمران هي عائلة مكرمة في القرآن، وذهب المفسرين أنه عمران هو والد مريم ونبي من الأنبياء وأنه نفسه «يواقيم» المذكور في الرواية المسيحية، بينما يرى فريق آخر من المفسرين أنه نفسه عمران والد النبي موسى، وأن مريم تنسب إليه كونها من نسله. كذلك تلقب مريم في القرآن «أخت هارون»، واختلف المفسرون في تفسيرها، فقالوا نسبتها لهارون نسبة لها إلى الصلاح، حيث كان بنو إسرائيل يطلقون اسم هارون على أهل الصلاح، وقيل أنه معناه أنها شبيهة النبي هارون في الصلاح. وقيل أنها كانت من نسل النبي هارون. وفي سورة آل عمران العديد من التفاصيل عن ولادة مريم وكيف حملت بولدها النبي عيسى المسيح، وفي هذه التفاصيل شبه كبير يصل إلى حد التطابق أحيانا مع ما ورد في العهد الجديد، حيث يقول علماء الشريعة والباحثين، أن الزمن مر على عمران وزوجته حنة بنت فاقوذ دون أن يرزقا بولد، وفي يوم من الأيام جلست حنة بين ظلال الأشجار، فرأت عصفورة تطعم صغيرها، فتحركت بداخلها غريزة الأمومة، فدعت الله أن يرزقها ولدا حتى تنذره لخدمة بيت المقدس: ﴿إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ۝٣٥﴾ . وقد جاء في الحديث النبوي: "كل بني آدم يمسه الشيطان يوم ولدته أمه إلا مريم وابنها". توفي والدها وهي لا تزال بعد طفلة صغيرة، وأخذتها أمها إلى بيت المقدس؛ استجابة لنذرها، ودعت الله أن يتقبلها، ﴿فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا﴾، ولما رآها الأحبار تعلقوا بها واستبشروا فيها امرأة صالحة مستقبلا، فكفلها أكبرهم سنا، ألا وهو النبي زكريا، فعلمها تعاليم الدين والأخلاق الحسنة وأنشأها على الأخلاق الفاضلة، فنشأت مريم صالحة عفيفة طاهرة من الذنوب والمعاصي عارفة بالله وتقية وولية تداوم على طاعة ربها أناء الليل وأطراف النهار. فأكرمها الله، وفقا لما جاء في سورة آل عمران، وجعل لها آيات خاصة، فكان زكريا يرى عندها في المحراب، وبعد أن يغلق عليها أبواب المسجد، كان يرى فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف، فيسألها: يا مريم من أين يأتي لك هذا؟ فتقول: رزقني به الله: ﴿فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ۝٣٧﴾ . إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا وبعد أن تقدم زكريا في السن ولم يعد يقدر على خدمة مريم كما في السابق، خرج على بني إسرائيل، يطلب منهم كفالة مريم، فتقارعوا بينهم حتى كانت مريم من نصيب ابن خالها يوسف النجار، كما تفيد بعض ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/مريم (العذراء)
2db72ea06a94fd8fef401979a5272584
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.812693", "source": "Wikipedia" }
23 أغسطس
23 أغسطس
23 أغسطس أو 23 آب أو يوم 23 \ 8 (اليوم الثالث والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم الخامس والثلاثون بعد المئتين (235) من السنوات البسيطة، أو اليوم السادس والثلاثون بعد المئتين (236) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 130 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/23 أغسطس
1fdc9885e402299d4f4abff79e0b15cc
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.813042", "source": "Wikipedia" }
9 سبتمبر
9 سبتمبر
9 سبتمبر أو 9 أيلول أو يوم 9 \ 9 (اليوم التاسع من الشهر التاسع) هو اليوم الثاني والخمسون بعد المئتين (252) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثالث والخمسون بعد المئتين (253) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 113 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/9 سبتمبر
4e75161ced3964446d30639d961563cc
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.813368", "source": "Wikipedia" }
ماو تسي تونغ
ماو تسي تونغ
ماو تسي تونغ Zh-Mao Zedong.oggⓘ (الصينية المبسطة: 毛泽东، الصينية التقليدية: 毛澤東، البينيين: Mao Zedong) (26 ديسمبر 1893 – 9 سبتمبر 1976) هو سياسي ومخطط استراتيجي وثوري شيوعي صيني ومؤسس جمهورية الصين الشعبية، والتي حكمها من خلال قيادته للحزب الشيوعي الصيني منذ تأسيسه عام 1949 وحتى وفاته عام 1976. يعرف أيضا باسم الرئيس ماو. اشتهر ماو بإيديولوجيته الماركسية اللينينية واستراتيجياته العسكرية الخاصة ونظرياته وسياساته، إذ شكلت كل هذه الأفكار مجتمعة ما بات يعرف بالماوية. كان ماو ابن فلاح ميسور الحال من مدينة شاوشان - مقاطعة هونان. تشرب ماو القومية الصينية ومعاداة الإمبريالية في وقت مبكر من حياته، وتأثر بشكل خاص بثورة شينهاي في عام 1911، وحركة الرابع من مايو في عام 1919. تبنى ماو الماركسية اللينينية أثناء عمله في جامعة بكين، وأصبح عضوا مؤسسا في الحزب الشيوعي الصيني، الذي قاد انتفاضة حصاد الخريف في عام 1927. ساعد ماو في تأسيس الجيش الأحمر الصيني خلال الحرب الأهلية الصينية بين الكومينتانغ والحزب الشيوعي الصيني، وقاد محاولات إنشاء الدولة السوفيتية الصينية، ليتبوأ في نهاية المطاف رئاسة الحزب الشيوعي الصيني. تحالف الحزب الشيوعي الصيني وحزب الكومينتانغ بشكل مؤقت خلال الحرب الصينية اليابانية الثانية (1937-1945) أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن الحرب الأهلية الصينية استؤنفت بعد استسلام اليابان. وهزمت قوات ماو في عام 1949 قوات الحكومة القومية التي انسحبت إلى تايوان. أعلن ماو تأسيس جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر عام 1949، وهي دولة حزب واحد يسيطر عليها ويتحكم بها الحزب الشيوعي الصيني. عزز ماو سيطرته على الدولة من خلال حملاته ضد ملاك الأراضي، وقمع معارضي الثورة، وحملات مكافحة الفساد (1951-1952)، والانتصار المعنوي في الحرب الكورية التي أدت لمقتل عدة ملايين من الصينيين. في الفترة الممتدة بين أعوام (1953-1958) لعب ماو دورا هاما في إنقاذ الاقتصاد الصيني، ووضع أول دستور لجمهورية الصين الشعبية، وإطلاق البرنامج الصناعي، وبدء مشروع القنبلة النووية وغزو الفضاء. أطلق ماو حملة مناهضة لليمين في عام 1957 والتي اضطهدت ما لا يقل عن 550 ألف شخص معظمهم من المثقفين المعارضين، وفي عام 1958 أطلق ما يعرف بالقفزة الكبرى للأمام التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الصيني بسرعة من الزراعة إلى الصناعة. أدى هذا البرنامج إلى أشد مجاعة في التاريخ البشري انتهت بمقتل ما بين 20 – 46 مليون صيني بين أعوام 1958 – 1962. أطلق ماو حركة التعليم الاشتراكي في عام 1963، وبدأ الثورة الثقافية في عام 1966 وهي برنامج للتخلص من «عناصر الثورة المضادة». استمرت الثورة الثقافية 10 سنوات وتميزت بصراع طبقي عنيف ودمار واسع في المجتمع الصيني وظهور عبادة شخصية ماو. تعرض عشرات الملايين من الأشخاص للاضطهاد خلال هذه الثورة وتراوح العدد التقديري للوفيات بين مئات الآلاف والملايين، بمن فيهم ليو شاوتشي الرئيس الثاني لجمهورية الصين الشعبية. عانى ماو من سلسلة من الأزمات القلبية في عام 1976 وتوفي عن عمر يناهز 82 عاما. ارتفع عدد سكان الصين من حوالي 550 مليون إلى أكثر من 900 مليون في عصر ماو، إذ لم تطبق حكومته سياسة تنظيم الأسرة بشكل صارم، في حين اتخذ خلفاؤه مثل دنغ شياو بينغ سياسات أكثر صرامة لمواجهة أزمة الانفجار السكاني. يعتبر ماو تسي تونغ شخصية مثيرة للجدل وهو معروف أيضا باسم المفكر السياسي والمنظر والاستراتيجي العسكري والشاعر والمفكر صاحب البصيرة. دخلت الصين خلال عهد ماو في الحرب الكورية، وحدث الانقسام الصيني السوفيتي، وحرب فيتنام، وصعود الخمير الحمر. استقبل ماو الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في بكين في عام 1972، ما أشار لبداية سياسة انفتاح الصين نحو العالم. ينسب له مؤيدوه الفضل بطرد الإمبريالية من الصين، وبناء الأمة الصينية لتصبح قوة عالمية، وتعزيز مكانة المرأة، وتطوير التعليم والرعاية الصحية، وزيادة متوسط العمر المتوقع للصينيين العاديين. أما معارضوه فقد وصفوا نظامه بالاستبدادي والشمولي، وأدانوا قيامه بالقمع الجماعي وتدمير الآثار والمواقع الدينية والثقافية، وكان ماو بالإضافة لذلك مسؤولا عن مقتل ما بين 30 – 80 مليون إنسان بسبب الجوع والاضطهاد والسجن والإعدام الجماعي. ولد ماو تسي تونغ في 26 ديسمبر 1893 في مدينة شاوشان في مقاطعة خونان، كان والده فلاحا صارما بنى نفسه حتى أصبح تاجر حبوب. وكان ماو منذ الصغر متمردا على تقاليد والده الصارمة، ففي حين أراده والده فلاحا رغب ماو في مزيد من التعليم. ترك ماو البيت في سن 13 ليذهب إلى مدرسة ابتدائية في منطقة مجاورة، وفي عام 1911 وصل عاصمة الإقليم تشانغشا ليدخل مدرسة عليا. في تلك الفترة كانت سلالة تشينغ سقطت وثورة سون يات سين في أوجها، والتحق ماو بوحدة للجيش الثوري لفترة قصيرة (6 أشهر)، ثم عاد إلى تشانغشا ليقرر ماذا سيدرس وتأرجح بين القانون والتاريخ والأعمال إلى أن استقر على التدريس ليتخرج من مدرسة للمعلمين في 1918. أراد ماو أن يصبح استاذا فدخل جامعة بكين في 1918 وهناك اعتنق الشيوعية كونه يساريا في أفكاره. وفي 1920 كان واضحا أنه ماركسي راديكالي كعشرات الصينين. وفي يونيو 1921 أصبح واحدا من الإثني عشر الذين أسسوا الحزب الشيوعي في شنغهاي. وترقى فيه ببطء فكان زعيمه في 1937. في 1921 تزوج من يانغ كايهوي ابنة معلمه التي أعدمها الكومينتانغ عام 1930، لكنه منذ عام 1928 تعرف على فتاة صغيرة هي هو تسو تشن التي أنجب منها 5 أطفال حتى طلقها عام 1937، ثم تزوج الممثلة جيانغ كينغ التي كان لها دور رئيسي في الثورة الثقافية فيما بعد. انتقل ماو إلى بكين حيث كان معلمه يانغ تشانغي يشغل وظيفة في جامعة بكين. اعتقد يانغ أن تلميذه ماو كان ذكيا ووسيما بشكل استثنائي، فساعده في الحصول على عمل في الجامعة في مكتبة لي دزهاو التي أصبحت مركزا مبكرا للشيوعية الصينية. ألف لي سلسلة من المقالات الموجهة للشباب حول ثورة أكتوبر في روسيا، والتي استولى خلالها الحزب البلشفي الشيوعي بقيادة فلاديمير لينين على السلطة. كان لينين مدافعا عن النظرية الاجتماعية السياسية للماركسية التي طورها عالما الاجتماع الألمانيان كارل ماركس وفريدريك إنجلز، وقد ساهمت مقالات لي في إدخال الماركسية إلى الحركة الثورية الصينية. أصبح ماو أكثر راديكالية مع مرور الوقت، وقد تأثر في البداية بالمذهب الأناركي لبيتر كروبوتكين والذي كان من أكثر المذاهب راديكالية في ذلك الوقت. دعا الأناركيون الصينيون مثل تساي يوان بي مستشار جامعة بكين إلى ثورة اجتماعية كاملة في العلاقات الاجتماعية وهيكل الأسرة والمساواة بين الجنسين، بدلا من التغيير البسيط في شكل الحكومة الذي دعت إليه الحركات الثورية السابقة. انضم ماو إلى مجموعة لي وتحول سريعا نحو الماركسية خلال شتاء عام 1919. عاش ماو في هذه الفترة في غرفة صغيرة مع سبعة طلاب من هونان بسبب الأجر المنخفض الذي كان يتلقاه. كان ماو منبوذا في الجامعة بسبب لهجته الريفية ومركزه الاجتماعي المتدني. ومع ذلك فقد انضم إلى جمعيات الفلسفة والصحافة في الجامعة، وحضر محاضرات تشن دوكسيو وهوه شيه وتشيان شوانتونغ. غادر ماو بكين في ربيع عام 1919، وسافر إلى شنغهاي مع أصدقائه الذين كانوا يستعدون للهجرة إلى فرنسا، ولم يعد إلى شوشان لزيارة أمه المريضة التي توفيت في أكتوبر 1919، وتوفي زوجها في يناير 1920. اجتمع طلاب بكين في 4 مايو 1919 عند بوابة السلام للاحتجاج على عدم تدخل الحكومة الصينية لمواجهة التوسع الياباني في الصين. غضب القوميون الصينيون من النفوذ الممنوح لليابان، وقدموا 21 مطلبا للحكومة في عام 1915. أشعلت هذه المظاهرات حركة الرابع من مايو التي امتدت لتشمل كل البلاد، وألقت باللوم على الدبلوماسية الصينية في التخلف الاجتماعي والثقافي الحاصل. بدأ ماو بتدريس التاريخ في مدرسة شويوي الابتدائية في تشانغشا، وساهم في تنظيم الاحتجاجات ضد تشانغ جينغ ياو حاكم مقاطعة هونان الموالي لحكومة دوان بسبب فساده وقسوته. شارك ماو في تأسيس رابطة طلاب هونان في أواخر شهر مايو بالتعاون مع هي شوهينغ ودينغ زونغهي، ونظم إضرابا طلابيا كبيرا في شهر يونيو، وفي يوليو من العام 1919 بدأ بإصدار مجلة راديكالية أسبوعية تستخدم اللغة العامية المفهومة من قبل غالبية الشعب الصيني، ودعا إلى «الاتحاد العظيم للجماهير الشعبية»، وتعزيز النقابات العمالية بحيث تكون قادرة على القيام بثورة غير عنيفة. لم تكن أفكار ماو في هذه الفترة ماركسية، ومع ذلك فقد تأثر بشدة بكروبوتكين. حظرت رابطة الطلاب التي أسسها ماو، لكنه استمر في النشر بعد توليه رئاسة تحرير المجلة الليبرالية الجديدة في هونان، وكتب عدة مقالات في جريدة العدل المحلية الشهيرة (تا كونغ بو). كانت العديد من آرائه مدافعة عن حقوق المرأة وداعية إلى تحرير المرأة في المجتمع الصيني. ساعد ماو في ديسمبر 1919 في تنظيم إضراب عام في هونان وتمكن من الحصول على بعض التنازلات، لكنه شعر مع قادة الطلاب الآخرين بالتهديد من قبل الحاكم تشانغ، فعاد ماو إلى بكين وزار هناك معلمه المريض يانغ تشانغجي. وجد ماو أن مقالاته قد حققت مستوى كبيرا من الشهرة في أوساط الحركة الثورية هناك، وبدأ في حشد الدعم للإطاحة بتشانغ. في البداية اعتقد ماو أن أنصار الحزب يجب أن يكونوا العمال في المدن، متفقا مع كارل ماركس وفي 1925 تغير تفكيره بعد أن تغيرت ظروف الصين، واعتمد ماو على الفلاحين، موجها كل تركيزه إلى التنمية الزراعية. عمل ماو على تطوير مفهوم جديد للشيوعية سمي «بالماوية» وكان مزيج من شيوعية لينين وماركس. وعمل على التحالف مع الإتحاد السوفييتي ومن ثمة الخروج إلى الجموع الصينية بالثورة الثقافية. في الأعوام التالية وتحديدا منذ عام 1984 وعام 1993 تم اعتماد إسهامات ماو كتطور ثالث للماركسية اللينينية التي عرفت بالماوية. تمزق التحالف بين الجيوش القومية، والشيوعية في عام 1927 عندما بدأ شيانج كاى شى تطهيرا عنيفا للحمر هرب ماو وزملائه إلى الجبال على حدود هيزان كيانجسى لتنظيم أول حكومة سوفيتية صينية يرتكز على الفلاحين. في سنة 1934 أحاط القوميون بسوفيت هيوان – كيانجسي فانسحب الشيوعيون وبدؤوا في الهروب من خلال رحلة طولها 6000 ميل نحو الحدود الغربية أكثر من 100000 رجل، وامرأة، وطفل، سافروا سيرا على الاقدام لمدة عام مارين خلال 12 مقاطعة، 24 نهر، العديد من سلاسل الجبال، الغابات الكثيفة، والصحارى المهجورة ولم ينجو منهم الا 20000. وضع الحزب خطة بطيئة التقدم للاستيلاء على الحكم وبعد أن أغتيل عدة قادة شيوعيون أصبح ماو القائد الوحيد وفي عام 1947 بدأ التحرك لقلب نظام الحكم بزعامة شيانج كاي شيك، وفي 1949 انتصرت القوات الشيوعية، كان ماو في السادسة والخمسين، اما بلاده فكانت قد انهكتها الصراعات والحروب في حال من الفقر والتخلف والجهل، وهرب شيانج إلى تايوان. استخدم ماو اساليب عنيفة ليحكم قبضة الحزب على السلطة في الصين فقتل العديد من أعداء الثورة بعضهم من قادة الثورة المعادية له وآخرين من الامبرياليين ومن الرجعيين السياسيين وقطاع الطرق. أخذ ماو على عاتقه تمدن الصين وتحويلها إلى أمة عصرية قوية، بدأ بالعناية بالتعليم والتصنيع والصحة. حول النظام الاقتصادي من رأسمالية إلى اشتراكية، وسيطر ماو على كل أجهزة الدولة واستخدمها للدعاية، فبعد أن كانت الصين تقدس الآباء والأجداد منذ آلاف السنين أصبحت تقدس الوطن وبدأت تعاليم كونفوشيوس في الانقراض حتى اختفت. اعتبره الغرب من أخطر المشاريع التي تبناها ماو؛ وكان وقت ذاك في الستينات من عمره، ففى 1958 بدأ المشروع وكان يرتكز على الصناعات الصغيرة في الحقول والقرى في الريف، حيث أجبر الملايين من الفلاحين والعمال والمدنيين على العمل في هذا البرنامج الصناعي بمعدل سريع لتحقيق نتائج كبيرة، ولكن لم يستطع الشعب أن يواكب السرعة المطلوبة فانهار المشروع، مخلفا خسائر ضخمة تخطتها الصين بعد سنتين وفي هذه الفترة العصيبة، دفع الشعب الثمن مواجها فقر مدقع بلا طعام وبملابس رثة، اما ماو فاضطر أن يشتري القمح من الدول الرأسمالية ليطعم شعبه. في 1966، أشعل ماو الثورة الثقافية الكبرى وكان في السبعينات من عمره وقتها، أراد منها سحق المعارضة، فقام بإطلاق ملايين الطلبة من المدارس العليا والجامعات ليخدموا كحرس حمر ولكنهم سببوا الفوضى في البلاد، دافعيين بالصين إلى حافة حرب أهلية ضارية. كانت سونغ تشينغ لينغ عضوة في المكتب التنفيذي للمجلس العالمي للدفاع عن السلم، ورئيسة لجنة الاتصال للسلام لمنطقة آسيا والمحيط الهادي. لقد كرست نفسها لقضية السلام، وكتبت مقالة تتحدث فيها عن السلام في عهد ماو جاء فيها: اختتم مؤتمر السلم لمنطقة آسيا والمحيط الهادي الذي جاءت وفوده من مختلف دول العالم ومناطقه ومنظماته. فما الذي جعلهم يجلسون لكل هذا التفاهم والوئام؟ إنه التشوق إلى الحديث السلمي. فشعوب العالم كلها كانت تتمنى إقامة سلم عالمي حقيقي شامل من خلال هذا المؤتمر. منذ مدة طويلة لم يستطع الناس أن يتضامنوا لأسباب مختلفة، لكنهم اجتمعوا اليوم في بكين. كان مندوبو الدول اللاتينية يجلسون مع مندوبي الهند، ويجلس مندوبو كندا مع مندوبي مينمار، ويجلس مندوبو الولايات المتحدة مع مندوبي كوريا الجنوبية، ويجلس مندوبو الصين مع مندوبي الشرق الأوسط، ويجلس مندوبو اليابان مع مندوبي منغوليا، ويجلس مندوبو باكستان مع مندوبي نيوزيلاند. إن الإسهام العظيم الذي قدمتها منطقة آسيا والمحيط الهادي للسلم قد جعل الناس يرون أملا، وعزز عزيمتهم على قهر الصعوبات. وأدرك الناس في مناطق كثيرة من العالم أن الحرب تتجه إليهم، لكنهم قادرون على تغيير مسيرة التاريخ. حيث وقع عشرات الآلاف من الناس معا دعوة إلى منع الأسلحة المدمرة وتقليل التجهيزات العسكرية والسيطرة عليها وإنهاء السباق العسكري بين اليابان وألمانيا. هدف كل ذلك لحدث ذي مغزى تاريخي عظيم، ألا وهو مؤتمر فيينا السلمي. يحمل كل شخص عادل، مهما كانت نظريته أو عقيدته، أمنية طيبة جميلة، يعبر عنها للناس بأساليب مختلفة. ويؤيدون مؤتمر فيينا السلمي بكل جهودهم معتقدين أن الجهود المبذولة من أجل السلام ستتجاوز الحدود الزمنية والمكانية روحيا وجوهريا لتحقق نصرا، من بكين إلى فيينا، ومن نجاح فيينا إلى نجاح قادم! إن الشعوب قادرة على الدفاع عن السلام بل ستدافع عنه بالتأكيد! يعتبر الانتخاب الوطني الذي أقيم عام 1953 في الصين كلها حدثا عظيما لم تشهده الصين منذ مطلع تاريخها لأنه دل على أن كل أبناء الشعب الصيني بدأوا يشتركون في إدارة شؤون الدولة الكبيرة، ويعملون في بناء بلادهم العزيزة. فكتب جين تشونغ هوا رئيس مجلس التحرير الأول للمجلة مقالة جاء فيها: اشترك مئات الآلاف من الناس في التصويت، فولد مجلس نواب الشعب على مستوى الناحية بعد الانتخاب الأول، وكل نائب من مجلس نواب الشعب على مستوى الناحية قد انتخب من بين 100 -200 مرشح؛ ففي البلاد كلها أكثر من 280 ألف مجلس لنواب الشعب على مستوى الناحية، وبعدها ستجرى الانتخابات على مختلف المستويات في 2037 محافظة و153 محافظة رئيسية و30 مقاطعة ومنطقة ذاتية الحكم، وسيولد المجلس الوطني لنواب الشعب بالانتخاب الأخير. هذا وستولد الحكومات الشعبية على مختلف المستويات بانتخاب مجالس نواب الشعب على نفس المستويات بالتصويت. ويضطلع المجلس الوطني لنواب الشعب بمهمة وضع الدستور ووضع الخطة الخمسية الأولى وانتخاب الحكومة الشعبية المركزية الجديدة. وولادة أجهزة السلطة المركزية تأتي بالانتخاب كذلك على مختلف المستويات. هناك قول شاع بعد تحرير الصين: «تحررنا نحن أبناء الشعب وأصبحنا سادة لبلادنا»، والانتخاب الوطني قد منح هذا المعنى الأعمق. فهذا الانتخاب يعتبر أعظم امتداد للديمقراطية في تاريخ البشرية من حيث عدد المشتركين فيه. بدأ الشعب الصيني بناء بلاده بصورة مخططة بعد تأسيس الصين الجديدة لتتخلص من الفقر والضعف، لذلك كانت الخطة الخمسية الأولى التي ابتدأت من عام 1953 ذات أهمية تاريخية. فخلالها أرسيت قاعدة الصناعة والصناعة الدفاعية. إنها السنوات الخمس التي أرست الأساس للبناء الاشتراكي الصيني. بدأت الخطة الخمسية الأولى من عام 1953، ووافق عليها المجلس الوطني لنواب الشعب في يوليو عام 1955. وتمثل هدفها في إرساء قاعدة للصناعة والزراعة الاشتراكيتين. لقد ركزت الخطة على الصناعة الثقيلة التي تقرر التقدم في مجالات مختلفة؛ والزراعة بصورة خاصة، لأن معظم الصينيين يمارسون الزراعة. لقد تركت المزارع الممكننة الحكومية القليلة انطباعا عميقا في قلوب الفلاحين، جعلتهم يتطلعون إلى حياة أفضل. فبعد أن رأى أحد الفلاحين البالغ من العمر 85 سنة جرارة من طراز ستالين-80 في مزرعة لوتاي القريبة من مدينة تيانجين قال «إن الأراضي التي يحرثها 20 رأسا من البقر اقل مما تحرثه جرارة واحدة». وهذه الجرارات والأجهزة الزراعية كلها من منتجات الصناعة الثقيلة. إن كمية الصلب التي تنتجها الصين حاليا أقل من الكمية التي أنتجها الاتحاد السوفيتي عام 1913، فنصيب الفرد فيها اقل من 8 أرطال. لذلك لا يمكننا أن نحقق تحديث الزراعة إلا بإنتاج كميات كبيرة من الأجهزة والماكينات. إن مركز الثقل كما قلنا سابقا هو الصناعة الثقيلة. لقد شهدت الصناعة الثقيلة نموا ملحوظا في السنتين الأوليين من الخطة الخمسية الأولى. من عام 1952 إلى عام 1954، فازدادت كمية إنتاج الحديد بنسبة 56%، والصلب بنسبة 65%، والطاقة الكهربائية بنسبة 51%، والفحم بنسبة 26%، والبترول بنسبة 84%، والإسمنت بنسبة 61%، والماكينات بنسبة 100%. أنتجت الصين أكثر من 2000 نوع من قطع غيار الماكينات التي لم تقدر على إنتاجها في الماضي. ومع نهاية عام 1957 ستظهر دون انقطاع الماكينات الثقيلة والأجهزة الدقيقة والطائرات والشاحنات والجرارات من ضمن خطط الإنتاج. وفي ذلك الوقت سيبلغ مجموع كمية إنتاج الصناعة الثقيلة 25.2 ضعف كميتها الحالية. الأرض هي حياة الفلاحين. إذا أراد الفلاحون أن يتحرروا، فلابد أن يحصلوا على الأراضي أولا. كان أحد الأعمال المهمة التي قامت بها الحكومة المركزية في السنوات الأولى بعد تحرير الصين هو القيام بالإصلاح الزراعي في الأرياف ليمتلك الفلاحون الحقول مبكرا. في 30 يونيو 1950 أعلن «قانون الإصلاح الزراعي لجمهورية الصين الشعبية» الذي قرر إلغاء النظام الإقطاعي لملكية الأراضي، ذلك النظام المستغل لطبقة ملاك الأراضي؛ وأحل محله تطبيق نظام ملكية الأراضي للفلاحين من أجل تحرير القوة الإنتاجية الريفية وتنمية الإنتاج الزراعي، وذلك لشق طريق أمام تصنيع الصين الجديدة. وبصدد هذا الوضع نشرت المجلة سلسلة من المقالات حول هذا الموضوع، وصورة الغلاف الأمامي للعدد الأول للمجلة هي صورة للفلاحين وقد سعدوا بالحصول على الأراضي. تهدف حركة الإصلاح الزراعي التي ستنتهي قريبا في الصين إلى القضاء على نظام الأراضي الإقطاعي الذي مضى على تواجده في الصين 2500 عام، ليحل محله نظام امتلاك الفلاحين الحقول. قبل الإصلاح الزراعي كان ملاكو الأراضي الذين يشكلون 5% من تعداد سكان الأرياف يمتلكون 50-60% من الحقول الزراعية؛ وكان هذا الوضع غير العادل المتمثل في اضطهاد الناس لبعضهم بعضا سببا خفيا يمنع تقدم الصين. لكن ذلك قد انتهى، وجاء اليوم الذي أصبح فيه الشعب الصيني الذي عانى من الاضطهاد زمنا طويلا يتمتع بالديمقراطية الحقيقية. في يونيو 1950 أصدرت الحكومة الشعبية المركزية التي لم يكن قد مضى على تأسيسها إلا ثمانية أشهر قانونا للإصلاح الزراعي؛ وفي أغسطس من نفس العام أجيز قرار حول تحديد الطبقات في الأرياف. سيجرى هذا الإصلاح على أربع خطوات: الخطوة الأولى هي التحليل العميق لناحية واحدة أو قرية نموذجية واحدة؛ الخطوة الثانية هي تحديد طبقات سكان الأرياف؛ الخطوة الثالثة هي
https://ar.wikipedia.org/wiki/ماو تسي تونغ
869461bdca180013c8b3f67bdb9f7549
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.822257", "source": "Wikipedia" }
أدولف هتلر
أدولف هتلر
أدولف هتلر (20 أبريل 1889 - 30 أبريل 1945) هو زعيم ألمانيا النازية، ولد في الإمبراطورية النمساوية المجرية في قرية براوناو أم إن على الحدود مع الإمبراطورية الألمانية، وكان زعيم حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني والمعروف باسم الحزب النازي. حكم ألمانيا النازية في الفترة ما بين عامي 1933 و1945 حيث شغل منصب مستشار الدولة في الفترة ما بين عامي 1933 و1945، والفوهرر في الفترة ما بين عامي 1934 و1945. واختارته مجلة تايم واحدا من بين مائة شخصية تركت أكبر أثر في تاريخ البشرية في القرن العشرين. وباعتباره واحدا من المحاربين القدامى الذين تقلدوا الأوسمة تقديرا لجهودهم في الحرب العالمية الأولى بجانب ألمانيا، انضم هتلر إلى الحزب النازي في عام 1920 وأصبح زعيما له في عام 1921. وبعد سجنه إثر محاولة انقلاب فاشلة قام بها في عام 1923، استطاع هتلر أن يحصل على تأييد الجماهير بتشجيعه لأفكار تأييد القومية ومعاداة الشيوعية والكاريزما (أو الجاذبية) التي يتمتع بها في إلقاء الخطب وفي الدعاية. في عام 1933، عين مستشارا للبلاد حيث عمل على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية. وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بالمجال الحيوي (ويقصد به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي) وتوجيه موارد الدولة نحو تحقيق هذا الهدف. وقد عمل الجيش الألماني (فيرماخت) الذي قام هتلر بإعادة بنائه بغزو بولندا في عام 1939 مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وخلال ثلاث سنوات، احتلت ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، (عدا بريطانيا)، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفيتي (من الغرب حتى مدينة ستالينغراد). ومع ذلك، نجحت دول الحلفاء في أن تكون لها الغلبة في النهاية. وفي عام 1945، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين. وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في عام 1945، تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب طويلة. وبعد أقل من يومين، انتحر العشيقان. وحرقت جثتيهما على بعد أمتار من تقدم الجيش السوفيتي في برلين. ينظر بعض المؤرخين لهتلر بأنه شخصية فريدة من نوعها في التاريخ الألماني، حيث حاول هتلر تحسين الظروف السياسية والاقتصادية للشعب الألماني خلال فترة حكمه. وعلى الطرف الآخر، يعتبر مؤرخون آخرون أن هتلر واحد من أكثر الشخصيات دموية في التاريخ الحديث؛ حيث تسببت سياساته في قتل ملايين المدنيين والعسكريين (بما في ذلك في محرقة الهولوكوست)، خلال الحرب العالمية الثانية. ولد أدولف هتلر في 20 أبريل 1889 في برونو بالإمبراطورية النمساوية المجرية. كان تسلسل هتلر هو الأبن الرابع من أصل ستة أبناء. والده هو ألويس هتلر (1837 - 1903) الذي كان يعمل موظفا في الجمارك، ووالدته كلارا هتلر (1860 - 1907) هي الزوجة الثالثة لوالده، ونظرا لأن الهوية الحقيقة لوالد ألويس شكلت سرا غامضا في تاريخ الرايخ الثالث، كان من المستحيل تحديد العلاقة البيولوجية الحقيقية التي كانت تربط بين ألويس وكلارا؛ وهو الأمر الذي استدعى حصولهما على إعفاء بابوي لإتمام زواجهما. ومن بين الأبناء الستة وهم ثمرة زواج ألويس وكلارا لم يصل إلى مرحلة المراهقة سوى أدولف وشقيقته باولا التي كانت أصغر منه بسبع سنوات. وكان لألويس ابن آخر اسمه ألويس هتلر الابن وابنة اسمها أنجيلا من زوجته الثانية. عاش هتلر طفولة مضطربة؛ حيث كان أبوه عنيفا في معاملته له ولأمه حتى أن هتلر نفسه صرح أنه كان يتعرض عادة للضرب في صباه من قبل أبيه. وبعدها بسنوات تحدث هتلر إلى مدير أعماله قائلا: «عقدت - حينئذ - العزم على ألا أبكي مرة أخرى عندما ينهال علي والدي بالسوط. وبعد ذلك بأيام سنحت لي الفرصة كي أضع إرادتي موضع الاختبار. أما والدتي فقد وقفت في رعب تحتمي وراء الباب. أما أنا فأخذت أحصي في صمت عدد الضربات التي كانت تنهال على مؤخرتي.» ويعتقد المؤرخون أن تاريخ العنف العائلي الذي مارسه والد هتلر ضد والدته قد اشير إليه في جزء من فصول كتابه كفاحي والذي وصف فيه هتلر وصفا تفصيليا واقعة عنف عائلي ارتكبها أحد الأزواج ضد زوجته. وتفسر هذه الواقعة بالإضافة إلى وقائع الضرب التي كان يقوم بها والده ضده سبب الارتباط العاطفي العميق بين هتلر ووالدته في الوقت الذي كان يشعر فيه بالاستياء الشديد من والده. غالبا ما كانت أسرة هتلر تنتقل من مكان لآخر حيث انتقلت من برونو آم إن إلى مدينة باسساو ومدينة لامباتش ومدينة ليوندينج بالقرب من مدينة لينز. وكان هتلر الطفل طالبا متفوقا في مدرسته الابتدائية، ولكنه رسب في الصف السادس، وهي سنته الأولى في المدرسة الثانوية عندما كان يعيش في لينز، وكان عليه أن يعيد هذه السنة الدراسية. وقال معلموه عنه إنه «لا يرغب في العمل». ولمدة عام واحد كان هتلر في نفس الصف الدراسي مع لودفيج فيتجنشتاين الذي يعتبر واحدا من أكثر الفلاسفة تأثيرا في القرن العشرين. وبالرغم من أن الولدين كانا في العمر نفسه تقريبا، فقد كان فيتجنشتاين يسبق هتلر بصفين دراسيين. ولم يتم التأكد من معرفة هتلر وفيتجنشتاين لبعضهما في ذلك الوقت، وكذلك من تذكر أحدهما للآخر. صرح هتلر معقبا على هذا أن تعثره التعليمي كان نابعا من تمرده على أبيه الذي أراده أن يحذو حذوه ويكون موظفا بالجمارك على الرغم من رغبة هتلر في أن يكون رساما. ويدعم هذا التفسير الذي قدمه هتلر ذلك الوصف الذي وصف به نفسه بعد ذلك بأنه فنان أساء من حوله فهمه. وبعد وفاة ألويس في الثالث من شهر يناير في عام 1903، لم يتحسن مستوى هتلر الدراسي. بل ترك هتلر المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته. وفي كتابه كفاحي أرجع هتلر تحوله إلى الإيمان بالقومية الألمانية إلى سنوات المراهقة الأولى التي قرأ فيها كتاب من كتب والده عن الحرب الفرنسية البروسية والذي جعله يتساءل حول الأسباب التي جعلت والده وغيره من الألمان ذوي الأصول النمساوية يفشلون في الدفاع عن ألمانيا أثناء الحرب. كان والد هتلر - ألويس هتلر - مولودا غير شرعي. وخلال السنوات التسع والثلاثين الأولى من عمره، حمل ألويس لقب عائلة والدته وهو تشيكلجروبر. وفي عام 1876، حمل ألويس لقب زوج والدته يوهان جورج هيتلر. وكان يمكن كتابة الاسم بأكثر من طريقة كالآتي: Hiedler وHuetler وHuettler وHitler، وربما غير أحد الموظفين كتابة صيغته إلى Hitler. وقد يكون الاسم مشتقا من «الشخص الذي يعيش في كوخ» (ألمانية فصحى: Hütte) أو من «الراعي» (ألمانية فصحى: hüten = يحرس) والتي تعني في الإنجليزية ينتبه أو قد يكون مشتقا من الكلمة السلافية Hidlar وHidlarcek. (وفيما يتعلق بالنظريتين الأولى والثانية، فإن بعض اللهجات الألمانية قد يمكنها التمييز إلى درجة بسيطة أو لا يمكنها التمييز بين الصوتين ü- وi- عند النطق. وقد استغلت الدعاية الخاصة بقوات الحلفاء اسم العائلة الأصلى لهتلر أثناء الحرب العالمية الثانية، فكانت طائراتهم تقوم بعملية إنزال جوي على المدن الألمانية لمنشورات تحمل عبارة "Heil Schicklgruber" تذكيرا للألمان بنسب زعيمهم. وبالرغم من أن هتلر كان قد ولد وهو يحمل اسم هتلر قانونيا، فإنه قد ارتبط أيضا باسم هيدلر عن طريق جده لأمه يوحنا هيدلر. أما الاسم «أدولف» فهو مشتق من الألمانية القديمة ويعني «الذئب النبيل» (ويتكون الاسم من Adel التي تعني النبالة، بالإضافة إلى كلمة ذئب). وهكذا، كان واحدا من الألقاب التي أطلقها أدولف على نفسه الذئب (ألمانية: Wolf) أو السيد ذئب (ألمانية: Herr Wolf). وقد بدأ في استخدام هذه اللقب في أوائل العشرينات من القرن التاسع عشر وكان يناديه به المقربون منه فقط (حيث لقبه أفراد عائلة فاجنر باسم العم ذئب) حتى سقوط الرايخ الثالث. وقد عكست الأسماء التي أطلقها على مقرات القيادة المختلفة له في كل أنحاء أوروبا القارية ذلك، فكانت أسماؤها وكر الذئب في بروسيا الشرقية، وWolfsschlucht في فرنسا، وWerwolf في أوكرانيا وغيرها من الأسماء التي كانت تشير إلى هذا اللقب. علاوة على ذلك، عرف هتلر باسم «آدي» بين المقربين من عائلته وأقاربه. وكان جد هتلر لأبيه على الأرجح واحدا من الأخوين يوهان جورج هيدلر أو يوهان نيبوموك هيدلر. وسرت الشائعات بأن هتلر كان ينتسب إلى اليهود عن طريق واحد من أجداده؛ لأن جدته ماريا شيكلجروبر قد حملت عندما كانت تعمل كخادمة في أحد البيوت اليهودية. وأحدث المعنى الكامن في هذه الشائعات دويا سياسيا هائلا حيث أن هتلر كان نصيرا متحمسا لإيديولجيات عنصرية ومعادية للسامية. وقد حاول خصومه جاهدين إثبات نسب هتلر إلى أصول يهودية أو تشيكية. وبالرغم من أن هذه الإشاعات لم تثبت صحتها أبدا، فإنها كانت كافية بالنسبة لهتلر لكي يقوم بإخفاء أصوله. ووفقا لما ذكره روبرت جي إل وايت في كتابه الإله المضطرب عقليا: أدولف هتلر، فقد منع هتلر بقوة القانون عمل المرأة الألمانية في البيوت اليهودية. وبعد ضم النمسا إلى ألمانيا، عمل هتلر بتحويل المدينة التي عاش فيها والده إلى منطقه لتدريب المدفعية. بدءا من عام 1905، عاش هتلر حياة بوهيمية في فيينا على منحة حكومية لإعانة الأيتام ودعم مالي كانت والدته تقدمه له. ورفض قبوله مرتين في أكاديمية الفنون الجميلة في فيينا وذلك في عامي 1907 و1908 لأنه «غير مناسب لمجال الرسم» وأخبروه أن من الأفضل له توجيه قدراته إلى مجال الهندسة المعمارية. وعكست مذكراته افتتانه بهذا الموضوع: وبعد نصيحة رئيس المدرسة له، اقتنع هو أيضا أن هذا هو الطريق الذي يجب أن يسلكه ولكن كان ينقصه الإعداد الأكاديمي المناسب للالتحاق بمدرسة العمارة. وفي 21 ديسمبر، 1907، توفيت والدة هتلر إثر إصابتها بسرطان الثدي عن عمر يناهز السبعة وأربعين عاما. وبأمر من أحد المحاكم في لينز، أعطى هتلر نصيبه من الإعانة التي تمنحها الحكومة للأيتام لشقيقته باولا. وعندما كان في الحادية والعشرين من عمره، ورث هتلر أموالا عن واحدة من عماته، وحاول أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين، وبعد أن رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية، كان ماله كله قد نفد. وفي عام 1909، عاش هتلر في مأوى للمشردين. ومع حلول عام 1910، كان هتلر قد استقر في منزل يسكن فيه الفقراء من العمال في ميلمنستراسه النمساوية. وصرح هتلر أن اعتقاده بوجوب معاداة السامية ظهر لأول مرة في فيينا التي كان تعيش فيها جالية يهودية كبيرة تشتمل على اليهود الأرثوذكس الذين فروا من المذابح المنظمة التي تعرضوا لها في روسيا. وعلى الرغم من ذلك، فقد ورد على لسان أحد أصدقاء طفولته وهو أوجست كوبزيك أن ميول هتلر «المؤكدة في معاداة السامية» قد ظهرت قبل أن يغادر لينز في النمسا. وفي هذه الفترة، كانت فيينا مرتعا لانتشار روح التحيز الديني التقليدية، وكذلك للعنصرية التي ظهرت في القرن التاسع عشر. ومن الممكن أن يكون هتلر قد تأثر بكتابات لانز فون ليبنفيلس؛ واضع النظريات المعادية للسامية، وكذلك بآراء المجادلين من رجال السياسة أمثال: كارل لويجر مؤسس الحزب الاشتراكي المسيحي وعمدة فيينا، بالإضافة إلى المؤلف الموسيقي ريتشارد فاجنر وجورج ريتر فون شونيرر، وهو أحد زعماء حركة القومية الألمانية التي عرفت باسم بعيدا عن روما!؛ وهي الحركة التي ظهرت في أوروبا في القرن التاسع عشر والتي كانت تهدف إلى توحيد الشعوب التي تتحدث الألمانية في أوروبا. ويزعم هتلر في كتابه كفاحي أن تحوله عن فكرة معارضة معاداة السامية من منطلق ديني إلى تأييدها من منطلق عنصري جاء من احتكاكه باليهود الأرثوذكس وإذا كان هذا التفسير صحيحا، فمن الواضح أن هتلر لم يكن يتصرف وفقا لهذا المعتقد الجديد. فقد كان غالبا ما ينزل ضيفا على العشاء في منزل أحد النبلاء اليهود بالإضافة إلى قدرته الكبيرة على التفاعل مع التجار اليهود الذين كانوا يحاولون بيع لوحاته. وربما تأثر هتلر أيضا بقراءته للدراسة التي قام بها مارتن لوثر والتي كان عنوانها "عن اليهود وأكاذيبهم" ‏. وفي كتابه كفاحي يشير هتلر إلى مارتن لوثر باعتباره محاربا عظيما ورجل دولة حقيقي ومصلحا عظيما، وكذلك كان كل من فاجنر وفريدريك الكبير بالنسبة له. وكتب فيلهلم روبك عقب واقعة الهولوكوست، قائلا: "مما لا شك فيه أن مذهب مارتن لوثر كان له تأثير على التاريخ السياسي والروحي والاجتماعي في ألمانيا بطريقة - بعد التفكير المتأمل في كل جوانبها - يمكن وصفها بأنها كانت جزءا من أقدار ألمانيا. وزعم هتلر أن اليهود كانوا أعداء للجنس الآري. كما ألقى على كاهل اليهود مسؤولية الأزمة التي حدثت في النمسا. واستطاع الوقوف على صور محددة من الاشتراكية والبلشفية التي تزعمها العديد من القادة اليهود - كنوع من أنواع الحركات اليهودية - ليقوم بعمل دمج بين معاداة السامية وبين معاداة الماركسية. وفي وقت لاحق، ألقى هتلر باللوم في هزيمة الجيش الألماني أثناء الحرب العالمية الأولى على ثورات عام 1918 ومن ثم، اتهم اليهود بجريمة التسبب في ضياع أهداف ألمانيا الاستعمارية، وكذلك في التسبب في المشكلات الاقتصادية التي ترتبت على ذلك. وعلى ضوء المشاهد المضطربة التي كانت تحدث في البرلمان في عهد الملكية النمساوية متعددة الجنسيات، قرر هتلر عدم صلاحية النظام البرلماني الديمقراطي للتطبيق. وبالرغم من ذلك - ووفقا لما قاله أوجست كوبيتسك، والذي شاركه الغرفة نفسها في وقت من الأوقات - أن هتلر كان مهتما بأعمال الأوبرا التي ألفها فاجنر أكثر من اهتمامه بآرائه السياسية. واستلم هتلر الجزء الأخير من ممتلكات والده في مايو من عام 1913 لينتقل بعدها للعيش في ميونيخ. وكتب هتلر في كفاحي أنه كان يتوق دائما للحياة في مدينة ألمانية «حقيقية». وفي ميونيخ، أصبح هتلر أكثر اهتماما بفن المعمار؛ وذلك ما جاء على لسان هتلر وظهر في كتابات هوستن ستيوارت تشامبرلين. كما أن انتقاله إلى ميونيخ قد ساعده أيضا على التهرب من أداء الخدمة العسكرية في النمسا لبعض الوقت بالرغم من أن الشرطة في ميونيخ (والتي كانت تعمل بالتعاون مع السلطات النمساوية) تمكنت في نهاية الأمر من إلقاء القبض عليه. وبعد فحصه جسديا وتقدمه بالتماس يدل على ندمه على ما اقترفه، تقرر أنه غير لائق لأداء الخدمة العسكرية لأنه على ما يبدو كان هزيلا جدا وقتها وسمح له بالعودة إلى ميونيخ. ومع ذلك، وعندما دخلت ألمانيا الحرب العالمية الأولى في أغسطس من عام 1914، تقدم هتلر بالتماس لملك بافاريا لودفيج الثالث للسماح له بالخدمة في بالجيش. وبالفعل وافق الملك على التماسه، وتم تجنيد أدولف هتلر في الجيش البافاري. خدم هتلر في فرنسا وبلجيكا مع الفوج البافاري الاحتياطي السادس عشر؛ والذي عرف باسم فوج ليست؛ نسبة إلى قائده الأول. وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية). عمل هتلر كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من أخطر الوظائف على الجبهة الغربية، وكان معرضا في أغلب الأحيان للإصابة بنيران العدو. كما اشترك في عدد من المعارك الرئيسية على الجبهة الغربية، وتضمنت هذه المعارك: معركة يبريس الأولى ومعركة السوم ومعركة آراس ومعركة باسكيندايلي. ودارت معركة يبريس في أكتوبر من عام 1914 والتي شهدت مقتل حوالي 40,000 جندي خلال عشرين يوما (وهو ما بين ثلث ونصف عدد الجنود المشاركين فيها). أما الكتيبة التي كان هتلر فردا من أفرادها فقد تقلص عددها من مائتين وخمسين جندي إلى اثنين وأربعين جنديا بحلول شهر ديسمبر. وكتب كاتب السير الذاتية جون كيجان أن هذه التجربة قد جعلت هتلر يتجه إلى الانعزال والانطواء على نفسه خلال السنوات الباقية للحرب. وتقلد هتلر وسامين تقديرا لشجاعته في الحرب. حيث تقلد وسام الصليب الحديدي من الدرجة الثانية في عام 1914، وتقلد أيضا وسام الصليب الحديدي من الدرجة الأولى في عام 1918؛ وهو تكريم نادرا ما يحصل عليه عسكري من رتبة جيفريتر. ومع ذلك، لم يرقى هتلر إلى رتبة أونتيروفيزير (وهي رتبة تعادل العريف في الجيش البريطاني) نظرا لكونه يفتقر إلى المهارات القيادية من وجهة نظر قادة الفوج الذي كان ينتمي إليه. ويقول بعض المؤرخين الآخرين أن السبب وراء عدم ترقيته يرجع إلى أنه لم يكن مواطنا ألمانيا. وكانت المهام التي كان هتلر يكلف بها في المقرات العسكرية محفوفة عادة بالمخاطر، ولكنها سمحت له بمتابعة إنتاج أعماله الفنية. وقام هتلر برسم الصور الكاريكاتورية والرسومات التعليمية لإحدى الصحف التابعة للجيش. وفي عام 1916، أصيب هتلر بجرح إما في منطقة أصل الفخذ أو في فخذه الأيسر وذلك أثناء مشاركته في معركة السوم ولكنه عاد إلى الجبهة مرة أخرى في مارس من عام 1917. وتسلم شارة الجرحى في وقت لاحق من نفس العام. وأشار سباستيان هافنر إلى تجربة هتلر على الجبهة موضحا أنها سمحت له على أقل تقدير بفهم الحياة العسكرية. وفي 15 أكتوبر 1918، دخل هتلر إحدى المستشفيات الميدانية على إثر إصابته بعمى مؤقت عقب تعرضه لهجوم بغاز الخردل. ويشير العالم النفسي الإنجليزي ديفيد لويس وكذلك بيرنارد هورسمتان إلى أن إصابة هتلر بالعمى قد تكون نتيجة اضطراب تحولي (والذي كان معروفا في ذلك الوقت باسم هيستريا). وعقب هتلر على هذه الواقعة فقال إنه أثناء هذه التجربة أصبح مقتنعا أن سبب وجوده في الحياة هو «إنقاذ ألمانيا.» ويحاول بعض الدارسين - خاصة لوسي دافيدوفيتش، أن يبرهنوا على أن نية هتلر في إبادة يهود أوروبا كانت تامة الرسوخ في ذهنه في ذلك الوقت على الرغم من عدم استقراره على الطريقة التي سيتمكن بها من تنفيذ هذا الأمر. ويعتقد معظم المؤرخين أنه اتخذ هذا القرار في عام 1941 بينما يعتقد البعض الآخر أنه قد عقد عليه العزم في وقت لاحق في عام 1942. كان إعجاب هتلر بألمانيا قد سيطر عليه منذ زمن بعيد، وأثناء الحرب أصبح وطنيا متحمسا أشد الحماس للدفاع عن ألمانيا بالرغم من أنه لم يصبح مواطنا ألمانيا حتى عام 1932. ورأى هتلر أن الحرب هي «أعظم الخبرات التي يمكن أن يمر بها المرء في حياته». وفي وقت لاحق، أشاد به عدد من قادته تقديرا لشجاعته. وصدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الألماني حتى ذلك الوقت على أراض للعدو. ومثله مثل العديد من المناصرين للقومية الألمانية، كان هتلر يؤمن بأسطورة الطعنة في الظهر التي قالت بإن الجيش «الذي لم تتم هزيمته في ساحة المعركة» قد «تعرض لطعنة في الظهر» من قادة مدنيين وماركسيين على الجبهة الداخلية. وقد عرف هؤلاء السياسيون فيما بعد باسم مجرمي نوفمبر. وحرمت معاهدة فرساي ألمانيا من مناطق عديدة كانت تابعة لها، وجردت منطقة رينهارد من الصفة العسكرية التي كانت تتمتع بها، كما فرضت عقوبات اقتصادية مدمرة أخرى على ألمانيا. وأعادت المعاهدة الوجود لدولة بولندا من جديد؛ وهو الأمر الذي اعتبره لألمان - حتى المعتدلين منهم - نوعا من أنواع الإهانة. وحملت المعاهدة ألمانيا مسؤولية كل فظائع الحرب، وهو الأمر الذي ينظر إليه مؤرخون بارزون من أمثال جون كيجان الآن باعتباره على أقل تقدير تطبيقا للعدالة من وجهة نظر الطرف المنتصر؛ فقد طغت الصفة العسكرية على معظم الأمم الأوروبية في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الأولى بشكل متزايد وكانت هذه الأمم تتلهف للقتال. وكان إلقاء اللوم على ألمانيا هو الأساس لفرض إصلاحات على ألمانيا (وقد تم تعديل مقدار هذه الإصلاحات بشكل متكرر وفقا للخطط المعروفة باسم خطة داوس، خطة يونج، وخطة هوفر. أما ألمانيا، فقد رأت أن المعاهدة وخاصة البند رقم 231 منها وبالتحديد الفقرة التي تتحدث عن مسؤولية ألمانيا عما حدث في الحرب نوعا من أنواع الإهانة. فعلى سبيل المثال، كان هناك تجريد كامل للقوات المسلحة الألمانية من صفتها العسكرية يسمح لها بالاحتفاظ بست بوارج فقط، ويمنعها من الاحتفاظ بغواصات أو قوات جوية أو مركبات مدرعة أو جيش يفوق عدده مائة ألف من الجنود إلا تحت ظروف التجنيد الإجباري التي يمكن أن تفرضها الحرب. وكان لمعاهدة فرساي دورا مهما في الظروف الاجتماعية والسياسية التي صادفها هتلر وأتباعه من النازيين أثناء سعيهم للفوز بالسلطة. ونظر هتلر وحزبه إلى توقيع «مجرمي نوفمبر» على المعاهدة كسبب يدعوهم إلى بناء ألمانيا من جديد بشكل لا يتكرر معه ما حدث مرة أخرى. واستخدم هتلر مجرمي نوفمبر ككبش فداء على الرغم من الخيارات المحدودة للغاية والتي كانت متاحة أمام هؤلاء الساسة في مؤتمر باريس للسلام. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، ظل هتلر في الجيش وعاد إلى ميونيخ حيث شارك في الجنازة العسكرية التي أقيمت لرئيس الوزراء البافاري الذي اغتيل كورت آيسنر؛ وذلك على خلاف تصريحاته التي أعلنها في وقت لاحق. وفي أعقاب قمع الجمهورية السوفيتية البافارية، شارك هتلر في حضور دورات «الفكر القومي» التي كان ينظمها قسم التعليم والدعاية التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسم رايخسفير في مركز القيادة الرئيسي الرابع تحت إشراف كابتن كارل ماير. والقي اللوم على الشعب اليهودي الذي ينتشر أفراده في كل أنحاء العالم، وعلى الشيوعيين، وعلى رجال السياسة من كل الانتماءات الحزبية؛ خاصة تحالف فايمار الائتلافي. وفى يوليو عام 1919، عين هتلر في منصب جاسوس للشرطة، وكان يتبع قيادة الاستخبارات التي كانت تتبع قوات الدفاع الوطنية رايخسفير من أجل التأثير على الجنود الآخرين واختراق صفوف حزب صغير؛ وهو حزب العمال الألماني (DAP).وأثناء استكشافه للحزب، تأثر هتلر بأفكار مؤسس الحزب آنتون دريكسلر المعادية للسامية والقومية والمناهضة للرأسمالية والمعارضة لأفكارالماركسية. وكانت أفكاره تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة؛ وهي أفكار مستوحاة من الأفكار الاشتراكية «غير اليهودية» ومن الإيمان بضرورة وجود تكافل متبادل بين كل أفراد المجتمع. كما حازت مهارات هتلر الخطابية على إعجاب دريكسلر فدعاه إلى الانضمام للحزب ليصبح العضو الخامس والخمسين فيه. كما أصبح هتلر أيضا العضو السابع في اللجنة التنفيذية التابعة للحزب. وبعد مرور عدة سنوات، أدعى هتلر إنه العضو السابع من الأعضاء المؤسسين للحزب. كما التقى هتلر مع ديتريش إيكارت وهو واحد من المؤسسين الأوائل للحزب، كما كان عضوا في الجمعية السرية المعروفة باسم «جمعية ثول». وأصبح إيكارت المعلم الخاص بهتلر الذي يعلمه الطريقة التي يجب أن ينتقي بها ملابسه ويتحدث بها، كما قدمه إلى مجتمع واسع من الناس. ووجه هتلر عميق شكره إلى إيكارت عن طريق الثناء عليه في المجلد الثاني من كتابه المعروف باسم كفاحي. وفي محاولة لزيادة شعبية الحزب، قام الحزب بتغيير اسمه إلى حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني. وكان تسريح هتلر من الجيش في مارس، عام 1920، فبدأ مدعوما بالتشجيع المستمر من أعضاء الحزب من ذوي المناصب الأعلى في المشاركة الكاملة في أنشطة الحزب. وفي بدايات عام 1921، تمكن هتلر من إجادة فن الخطابة أمام الحشود الكبيرة بشكل كامل. وفي فبراير، تحدث هتلر أمام حشد يضم حوالي ستة آلاف فرد في ميونيخ. وللدعاية لهذا الاجتماع، أرسل هتلر شاحنتين محملتين بمؤيدي الحزب ليجوبوا الشوارع وهم يحملون الصليب المعقوف محدثين حالة من الفوضى وهم يلقون بالمنشورات صغيرة الحجم إلى الجماهير في أول تنفيذ للخطة التي وضعوها. انتشرت سمعة هتلر السيئة خارج الحزب نظرا لشخصيته الفظة، وخطاباته الجدلية العنيفة المناهضة لمعاهدة فرساي والسياسيين المنافسين له (بما في ذلك أنصار الحكم الملكي والمنادين بفكرة القومية وغيرهم من الاشتراكيين غير المؤمنين بسياسة التعاون الاقتصادي والسياسي بين الدول؛ واشتهر بوجه خاص بخطاباته المناهضة للماركسيين ولليهود. واتخذ حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني من ميونيخ مقرا له. وكانت ميونيخ في ذلك الوقت أرضا خصبة لمناصري القومية الألمانية الذين كان منهم ضباط من الجيش قد عقدوا العزم على سحق الماركسية وتقويض دعائم جمهورية فايمار (الجمهورية التي نشأت في ألمانيا في الفترة من عام 1919 إلى عام 1933 كنتيجة للحرب العالمية الأولى وخسارة ألمانيا الحرب). وبمرور الوقت، لفت هتلر وحركته التي أخذت في النمو أنظار هؤلاء الضباط باعتبارها أداة مناسبة لتحقيق أهدافهم. وفي صيف عام 1921، سافر هتلر إلى برلين لزيارة بعض الجماعات التي كانت تنادي بالقومية. وفي فترة غيابه، كانت هناك حالة من التمرد بين قيادات حزب العمال الألماني في ميونيخ. وتولت إدارة الحزب لجنة تنفيذية نظر أعضاؤها الأساسيون إلى هتلر باعتباره شخصية متغطرسة ومستبدة. وقام هؤلاء الأعضاء بتشكيل حلف مع مجموعة من الاشتراكيين في مدينة آوغسبورغ. وأسرع هتلر بالعودة إلى ميونيخ وحاول مقاومة الهجمة الشرسة عليه بتقديم استقالته رسميا من الحزب في 11 يوليو في عام 1920. وعندما أدرك هؤلاء الأعضاء أن خسارتهم لهتلر ستعني عمليا نهاية الحزب، انتهز هتلر الفرصة وأعلن عن إمكانية عودته إلى الحزب شريطة أن يحل محل دريكسلر في رئاسة الحزب متمتعا بالنفوذ المطلق فيه. وحاول أعضاء الحزب الحانقين (بما فيهم دريكسلر) الدفاع عن مكانتهم في بداية الأمر. وفي ذلك الوقت، ظهر كتيب مجهول المصدر يحمل عنوان «أدولف هتلر: هل هو خائن؟» ليهاجم تعطش هتلر للاستيلاء على السلطة وينتقد زمرة الرجال الملتفين حوله والذين يتميزون بالعنف. وردا على نشر هذا الكتيب عنه في صحيفة تصدر في ميونيخ، أقام هتلر دعوى قضائية بسبب التشهير، وحظى في وقت لاحق بتسوية بسيطة معهم. وتراجعت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني عن موقفها في نهاية الأمر واعترفت بهزيمتها، وصوت بين أعضاء الحزب بشأن الموافقة على مطالب هتلر. وحصل هتلر على موافقة خمسمائة وثلاثة وأربعين صوتا من أصوات الأعضاء في مقابل الرفض من صوت واحد فقط. وفي الاجتماع التالي لأعضاء الحزب الذي عقد في التاسع والعشرين من يوليو، 1921، قدم أدولف هتلر بصفته فوهرر لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني؛ وهي المرة الأولى التي اعلن فيها عن هذا اللقب على الملأ. وبدأت الخطب التي كان هتلر يلقيها في النوادي التي كان يجتمع فيها أفراد الشعب الألماني ليهاجم بها اليهود والديقراطيين الاشتراكيين والليبراليين وأنصار الحكم الملكي الرجعيين والرأسماليين والشيوعيين تؤتي ثمارها المرجوة وتجذب إليه المزيد من المؤيدين. وكان من مؤيدي هتلر الأوائل: رودلف هس، والطيار السابق في القوات الجوية هيرمان غورينغ وقائد الجيش ايرنست روم الذي أصبح بعد ذلك رئيسا للمنظمة شبه العسكرية النازية المعروفة باسم SA كتيبة العاصفة التي تولت حماية الاجتماعات والهجوم على خصومه السياسيين. وكون هتلر جماعات مستقلة مشابهة مثل: جبهة العمل الألمانية؛ والتي اتخذت من مدينة نورنبيرغ مقرا لها. وكان يوليوس شترايشر رئيسا لها، وشغل بعد ذلك منصب غوليتر، ويعني قائد الفرع الإقليمي لحزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في منطقة فرنكونيا. علاوة على ذلك، لفت هتلر أنظار أصحاب المصالح التجارية المحليين، وتم قبوله في الدوائر التي كانت تتضمن أصحاب النفوذ في مجتمع مدينة ميونيخ. كما اقترن اسمه باسم القائد العسكري الذي كان ذائعا في فترة الحرب الجنرال ايريك لودندورف. حاولت قوات الحزب النازي الانقلاب على الحكومة عام 1923، ولكن المحاولة باءت بالفشل وانتهت بسجن أدولف هتلر قائد الحزب آنذاك. كان انقلاب بير هول محاولة انقلابية فاشلة نفذها هتلر مع الحزب النازي من أجل الاستيلاء على السلطة في بافاريا وألمانيا. ابتدأت المحاولة الانقلابية من مساء يوم 8 نوفمبر حتى ظهيرة يوم 9 نوفمبر عام 1923، وكان أدولف هتلر قد قرر استخدام اسم الجنرال إريش لودندورف كواجهة في محاولة الانقلاب التي انتهت بالفشل الذريع وسجن رئيس الحزب النازي آنذاك أدولف هتلر. كتاب جمع بين عناصر السيرة الذاتية والشرح التفصيلي لنظريات هتلر الملقبة بالنازية. كتبه هتلر أثناء فترة سجنه إثر محاولة الانقلاب الفاشلة. وفي الوقت الذي أطلق فيه سراح هتلر، كان الموقف السياسي في ألمانيا قد بدأ يهدأ وأخذت الأحوال الاقتصادية في التحسن مما فرض قيودا على فرص هتلر في الإثارة والتأليب. وبالرغم من أن انقلاب هتلر العسكري قد أكسبه بعض الشهرة على الصعيد القومي، فإن عماد الحزب الذي يترأسه هتلر ظل في مدينة ميونيخ. ولقد حظر نشاط حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني وأعضائه في بافاريا عقب فشل الانقلاب. وتمكن هتلر من إقناع هاينريش هيلد - رئيس وزراء بافاريا - بأن يرفع هذا الحظر مستندا إلى مزاعمه التي أكد فيها على أن الحزب سيسعى الآن إلى الحصول على السلطة السياسية عبر القنوات الشرعية. وبالرغم من تفعيل رفع الحظر المفروض على حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني في 16 فبراير 1925، فإن هتلر قد جلب على نفسه حظرا جديدا نتيحة لخطبة ملتهبة ألقاها تسببت في إثارة الشغب. ونظرا لحرمانه من إلقاء الخطابات العامة، قام هتلر بتعيين جريجور شتراسر - الذي انتخب في عام 1924 لعضوية الرايخستاج (البرلمان الألماني)- في منصب رئيس منظمة الرايخ، ومنحه سلطة تنظيم الحزب في شمال ألمانيا. وسلك شتراسر - بالإضافة إلى شقيقه الأصغر أوتو شتراسر وجوزيف جوبلز - مسلكا بدأت استقلاليته في التزايد مع مرور الوقت ليؤكد بذلك على وجود العنصر الاشتراكي في برنامج الحزب. وأصبحت قيادة جبهة العمل الألمانية في فرعها الإقليمي في شمال غرب ألمانيا تشكل جبهة معارضة داخلية داخل الحزب لتهدد سلطة هتلر. ولكن، لحقت الهزيمة بهذه الزمرة المنشقة في مؤتمر بامبرج الذي عقد في عام 1926 والذي انضم جوبلز خلاله إلى هتلر. وعقب هذا الصدام، زاد هتلر من مركزية سلطته في الحزب. وأكد على وجود منصب القائد الأساسي للحزب كمنصب يجعل منه المسؤول الأساسي عن تنظيم شؤون الحزب. فلا يتم انتخاب القادة من قبل الجماعات التي يقومون بقيادتها، ولكن يقوم رؤساؤهم من ذوي المراكز الأعلى بتعيينهم ويكون لهم أيضا الحق في مساءلتهم، بينما يتمتع هؤلاء القادة بالطاعة المطلقة ممن هم أقل منهم مركزا. وتماشيا مع ازدراء هتلر لفكرة الديمقراطية فقد جعل كل السلطة والنفوذ تنتقل من أعلى لأسفل. وكان العامل الرئيسي في ازدياد شعبية هتلر بين الناس هو قدرته على استدعاء روح العزة الوطنية التي عرضتها معاهدة فيرساي للمهانة والتي فرضها الحلفاء الغربيون على الأمبراطورية الألمانية المهزومة. وخسرت ألمانيا جزءا ذا أهمية اقتصادية من أراضيها في أوروبا إلى جانب مستعمراتها. واعترافا منها بتحمل المسؤولية الكاملة عن الحرب، وافقت على دفع مبلغا ضخما يقدر إجماليا بحوالي مائة واثنين وثلاثين مليار مارك ألماني من أجل إصلاحات الخسائر التي خلفتها الحرب. واستاء معظم الألمان في مرارة من بنود المعاهدة، ولكن كانت المحاولات السابقة التي قام بها النازيون للحصول على تأييد الشعب الألماني بإلقاء اللوم على «الشعب اليهودي في كل أنحاء العالم» غير مقبولة بين جمهور الناخبين. وسرعان ما تعلم الحزب الدرس، فبدأ دعاية ماهرة تمزج بين معاداة السامية والهجوم على الأخطاء التي قام بها «نظام فايمار» والأحزاب السياسية الموالية له. وبعد فشل الانقلاب الذي قاده هتلر للإطاحة بجمهورية فايمار، انتهج هتلر «إستراتيجية الشرعية»: وهي تعني الامتثال الرسمي لمبادئ جمهورية فايمار حتى يتولى زمام الحكم بصفة قانونية. ومن ثم، يمكنه استغلال المؤسسات التابعة لجمهورية فايمار للتخلص من هذه الجمهورية وتنصيب نفسه ديكتاتورا على البلاد. وقد عارض بعض أعضاء الحزب، لاسيما ممثلي كتيبة العاصفة شبه العسكرية، هذه الاستراتيجية التي انتهجها هتلر. وسخر روم وآخرون من هتلر وأطلقوا عليه اسم أدولف الشرعي. بعد تمكنه من إحكام سيطرته على السلطة السياسية بشكل كامل، حاول هتلر أن يكسب تأييد الجماهير لسياساته عن طريق إقناع معظم الشعب الألماني بأنه من سينقذهم من موجة الكساد الاقتصادي التي اجتاحت العالم، وكذلك من معاهدة فرساي والشيوعية «البلاشفة اليهود» (الذين أثروا سلبا على الحركة الشيوعية في الفترة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية) وكذلك من تأثير الأقليات الأخرى «غير المرغوب فيها». واستأصل النازي كل معارضة صادفته عن طريق العملية التي أطلق عليها التنسيق بين كل الأنظمة ودمجها في نظام واحد . أشرف هتلر على واحدة من أكبر التوسعات في مجال الإنتاج الصناعي والتطويرات المدنية التي شهدتها ألمانيا طوال تاريخها. وقد اعتمد في ذلك على أسلوب تعويم الديون وزيادة عدد أفراد القوات المسلحة. وشجعت السياسة النازية النساء على المكوث في المنزل لإنجاب الأطفال والعناية بالمنزل. وهكذا، تحدث أدولف هتلر في إحدى خطبه التي ألقاها في سبتمبر من عام 1943 أمام الرابطة الاشتراكية الوطنية للمرأة فقال إنه بالنسبة للمرأة الألمانية: «لا بد أن يتركز عالمها حول زوجها وعائلتها وأطفالها وبيتها». وعزز هتلر الإيمان بهذه السياسة بمنحه صليب الشرف الخاص بتكريم الأم الألمانية ‏ لكل امرأة تلد أربعة من الأطفال أو أكثر. وفعليا، تراجع معدل البطالة عن طريق عاملين أساسيين وهما: إنتاج الأسلحة وعودة النساء للمكوث في منازلهن حتى تتحن الفرصة للرجال للحصول على الوظائف التي كن يشغلنها. لذلك، كان الإدعاء الذي ساد في هذه الفترة بأن الاقتصاد الألماني استطاع أن يصل تقريبا إلى العمالة الكاملة يرجع جزئيا - وذلك على أقل تقدير - إلى الدعاية البارعة التي تم استخدامها في هذا العهد. وحصل هتلر على معظم التمويل الذي استخدمه في إعادة بناء البلاد وإعادة التسلح من سياسة التلاعب بالعملة للتأثير على الأسعار في الأسواق التجارية التي قام بها هيلمار شاخت؛ وهو رئيس البنك المركزي الألماني في هذا العهد والمسؤول عن العملة. وتضمنت سياسة التلاعب إصدار سندات مشكوك في أمرها ومنها تلك التي كانت تعرف باسم "Mefo bills"، وهي سندات إضافة قامت حكومة النازي بإصدارها - بدءا من عام 1934 وما بعده - تحت غطاء شركة "Metallurgische Forschung" وعرف اسمها اختصارا باسم "MEFO". كذلك، أشرف هتلر على واحدة من أكبر حملات تطوير البنية التحتية في التاريخ الألماني. واشتمل هذا التطوير على إنشاء العديد من السدود، والطرق السريعة التي تسير عليها المركبات، وطرق السكك الحديدية إلى جانب عدد آخر من الإنشاءات المدنية. وأكدت سياسات هتلر على أهمية الحياة الأسرية؛ وهي الحياة التي يسعى فيها الرجل وراء كسب لقمة العيش بينما تكون الأولوية في حياة المرأة لتربية الأطفال والعناية بشؤون المنزل. وجاء هذا الانتعاش في مجالي الصناعة والبنية التحتية على حساب المستوى العام للمعيشة؛ على الأقل بالنسبة لمن لم يتأثروا بحالة البطالة المزمنة التي كانت تسيطر على البلاد أثناء عهد جمهورية فايمار السابقة (التي تم إعلانها عام 1919 في مدينة فايمر الألمانية)، وذلك لأن الأجور قد تم تخفيضها قليلا في السنوات التي سبقت الحرب العالمية الثانية على الرغم من ارتفاع نفقات المعيشة بنسبة خمسة وعشرين بالمائة. وبالرغم من ذلك، فقد شعر العمال والفلاحون - وهي الفئات التي كانت تعطي أصواتها لصالح حزب العمال الألماني الاشتراكي الوطني - بطفرة في مستوى المعيشة الخاص بهم. ووجهت حكومة هتلر رعايتها لفن العمارة على نطاق واسع، واشتهر ألبرت سبير بأنه المعماري الأول في حكومة الرايخ، ولا يفوق الشهرة التي اكتسبها سبير كمعماري قام بتنفيذ رؤية هتلر الكلاسيكية التي أعاد بها تفسير الحضارة الألمانية إلا دوره الفعال الذي قام به كوزير للتسلح والذخيرة في السنوات الأخيرة للحرب العالمية الثانية. وفي عام 1936، قامت برلين باستضافة دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية التي افتتحها هتلر بنفسه وتم وضع ألحانها بحيث تظهر تفوق الجنس الآري على كل الأجناس البشرية الأخرى، الأمر الذي جعل هذه الدورة تحقق نتائج مشوشة. وبالرغم من أن هتلر كان قد خطط لإنشاء شبكة متكاملة من السكك الحديدية العريضة فإن نشوب الحرب العالمية الثانية قد أدى إلى التراجع عن إتمام هذا المشروع العملاق. فلو كانت هذه الشبكة العريضة والمتكاملة من خطوط السكك الحديدية قد تم إنشاؤها بالفعل لكان عرضها سيصل إلى ثلاثة أمتار، وكانت بذلك ستفوق في اتساعها شبكة السكك الحديدية القديمة التي أنشأتها شركة Great Western Railway في المملكة المتحدة. أسهم هتلر بشكل بسيط في تصميم السيارة التي تم إطلاق اسم فولكسفاجن بيتل عليها بعد ذلك. وقد عهد هتلر بمهمة تصميم السيارة وصناعتها إلى فرديناند بورش. وقد تم إرجاء إنتاج هذه السيارة أيضا بسبب نشوب الحرب. اعتبر هتلر أن اسبرطة هي أولى الدول التي طبقت مبادئ الاشتراكية القومية، وامتدح السياسة التي انتهجتها مبكرا من أجل تحسين النسل، والطريقة التي عاملت بها النسل المشوه من الأطفال. ويعتبر الخلاف حول مسألة «التحديث» الذي تبناه هتلر من أهم الموضوعات التي يثور حولها الجدال عند مناقشة السياسات الاقتصادية التي انتهجها هتلر. ويعتقد بعض المؤرخين مثل: دافيد شونباوم وهنري اشبي تيرنر أن السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي تبناها هتلر كانت نوعا من أنواع التحديث يراد به السعي وراء أهداف ضد الحداثة. وأكدت مجموعة أخرى من المؤرخين - خاصة راينر تسيتلمان - على أن هتلر قد تعمد انتهاج سياسة تسعى وراء التحديث الثوري للمجتمع الألماني. خرجت ألمانيا من الحرب العالمية الأولى بهزيمة مذلة مما أجبرها على التوقيع على معاهدة فرساي والتي حملت ألمانيا مسؤولية الحرب وأرغمت على دفع تعويضات للمتضررين، مما أثقل كاهل الاقتصاد والشعب الألماني بالكثير من الأعباء المالية وولد شعور بالذلة والمهانة بين أفراد الشعب والرغبة في استرداد الكرامة الضائعة للوطن. سياسيا، نتج عن الهزيمة سقوط الرايخ الثاني وتأسيس جمهورية فايمار، التي بدأت برنامجا سريا لإعادة التسلح خارقة بذلك بنود معاهدة فرساي. بقي البرنامج محدود النشاط لفترة إلى أن اعتلى أدولف هتلر قمة هرم السلطة في عام 1933، وحينئذ أعطي البرنامج أولوية أولى، مما تطلب تقوية بعض العلاقات الاقتصادية مع بعض الدول الغنية بالمواد الخام التي تحتاجها الصناعات العسكرية كالصين. كما شهدت فترة حكم النازي التي سبقت الحرب العالمية الثانية، الكثير من مشاهد التحول في السياسات الخارجية لألمانيا، على سبيل المثال: في فبراير 1938، أنهى هتلر أخيرا الأزمة التي أصابت السياسة الألمانية فيما يتعلق بالشرق الأقصى؛ والتي تتعلق بالاختيار بين الاستمرار في التحالف الصيني الألماني غير الرسمي والذي يرجع إلى عام 1911 أو الدخول في تحالف جديد مع اليابان. وفضل الجيش تماما في هذا الوقت استمرار ألمانيا في تحالفها مع الصين. وكان كل من وزير الخارجية، كونستنين فون نيورات، ووزير الحرب، فيرنر فون بلومبرج. الذين كان يطلق عليهما اسم «اللوبي الصيني» يؤيدان الصين، وحاولا توجيه السياسة الخارجية لألمانيا بعيدا عن الدخول في أي حروب في أوروبا. ولكن، قام هتلر بصرف الوزيرين من الخدمة في بدايات عام 1938. وبناء على نصيحة وزير الخارجية الجديد الذي عينه هتلر جواشيم فون ريبنتروب، المؤيد لليابان بقوة، اختار هتلر إنهاء التحالف مع الصين في سبيل الفوز بتحالف مع اليابان الأكثر قوة وتحضرا. وفي إحدى خطبه أمام «الرايخستاج»، تحدث هتلر عن اعتراف ألمانيا بولاية مانشوكو؛ وكانت ولاية في منشوريا احتلتها اليابان وأصبح لها السيادة الاسمية عليها. وتخلى عن المطامع الألمانية في مستعمراتها السابقة في المحيط الهادي. وأمر هتلر بوقف إرسال شحنات الأسلحة إلى الصين إلى جانب استدعاء جميع الضباط الألمان المنضمين للجيش الصيني. وانتقاما من ألمانيا لإنهاء دعمها للصين في حربها ضد اليابان، قام القائد العام الصيني شيانج كاي شيك، بإلغاء الاتفاقيات الاقتصادية بين الصين وألمانيا. وكان نتيجة ذلك أن حرمت ألمانيا من المواد الخام، مثل التنجستين الذي كانت تزودها به الصين في السابق. وأدى إنهاء التحالف الصيني الألماني إلى زيادة مشكلات ألمانيا المتعلقة بإعادة التسلح؛ حيث أن ألمانيا أصبحت الآن مضطرة إلى اللجوء إلى احتياطي العملة الأجنبية المحدود لشراء المواد الخام من السوق المفتوحة. في مارس من عام 1938، ضغط هتلر على النمسا من أجل ضمها لألمانيا؛ (وأطلق على عملية الاندماج مع النمسا اسم آنشلوس) وتم ذلك فعليا في 14 مارس من العام نفسه حيث دخل هتلر فيينا منتصرا. بعد ضم النمسا طالب هتلر بإقليم السوديت التابع لتشيكوسلوفاكيا والذي تقطنه أغلبية ألمانية. والتقى السفير البريطاني نيفيل هندرسون بهتلر في 3 مارس 1938 نائبا عن حكومته ليتقدم باقتراح لإقامة اتحاد دولي يهدف إلى السيطرة على معظم القارة الإفريقية (على أن يكون لألمانيا دور قيادي في هذا الأمر) في مقابل الحصول على وعد من ألمانيا بعدم اللجوء إلى الحرب لتغيير الحدود. إلا أن هتلر رفض عرض بريطانيا؛ حيث أنه كان مهتما بالتوسع في أوروبا الشرقية أكثر من اهتمامه بالدخول في اتحادات دولية. وبرر هتلر هذا الرفض برغبته في عودة المستعمرات الألمانية في إفريقيا إلى حكم ألمانيا النازية، لا أن يدخل في اتحاد دولي يحكم وسط أفريقيا. فضلا عن ذلك، اعتبر هتلر أنه من الإهانة البالغة من قبل بريطانيا أن تملي شروطا على ألمانيا تتعلق بكيفية إدارة شؤونها في أوروبا في مقابل الحصول على منطقة في أفريقيا. وأنهى هتلر حديثه مع هندرسون قائلا إنه على استعداد للانتظار عشرين عاما قادمة لاستعادة المستعمرات الألمانية في إفريقيا على أن يقبل شروط بريطانيا الخاصة لتجنب الحرب. علاوة على ذلك، عقد هتلر يومي 28 مارس و29 مارس عام 1938 سلسلة من الاجتماعات السرية في برلين مع كونراد هنلاين؛ قائد حزب الجبهة الداخلية وهو أكبر الأحزاب العرقية الألمانية في السوديت. وفي أثناء هذه الاجتماعات، تم الاتفاق على أن يقدم هنلاين ذريعة تغزو بها ألمانيا تشيكوسلوفاكيا وهي مطالبة الألمان في منطقة سوديتنلاند حكومة براغ بحقهم في الحصول على الحكم الذاتي؛ وهو مطلب من غير المحتمل أن تقره الحكومة هناك. وفي أبريل من عام 1938، أخبر هنلاين وزير خارجية المجر أنه «مهما كانت عروض الحكومة التشيكية سخية، فإنه سيستمر في زيادة المطالب، لإفساد أية وسيلة للتفاهم لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتدمير تشيكوسلوفاكيا سريعا». وبشكل غير معلن، لم تكن قضية منطقة سوديتنلاند ذات أهمية كبيرة بالنسبة لهتلر، بل إن نواياه الحقيقية كانت استغلال هذه القضية كوسيلة يبرر بها داخل البلاد وخارجها شن الحرب على تشيكوسلوفاكيا وتدميرها بدافع حق أهل هذه المنطقة في تقرير مصيرهم ورفض حكومة براغ تلبية مطالب هنلاين. وخطط هتلر لضرورة وجود تعزيزات عسكرية ضخمة على الحدود التشيكية، ولشن هجمات دعائية ضارية تتحدث عن الاضطهاد الذي يلقاه الألمان في هذه المنطقة. وأخيرا، لإلقاء الضوء على مجموعة من الحوادث بين نشطاء الجبهة الداخلية والسلطات التشيكية بغرض تبرير الغزو الذي سيجتاح تشيكوسلوفاكيا سريعا في حملة تستغرق أياما قلائل قبل أن تتمكن القوى الأخرى من التدخل. وبما أن هتلر كان يرغب في جني أكبر قدر من الثمار وإكمال ما أطلق عليه اسم «الحائط الغربي» لحماية منطقة راينلاند، فقد اختار أن يتم الغزو في آخر سبتمبر أو في بدايات شهر أكتوبر من عام 1938. أما في أبريل من عام 1938، فقد أمر هتلر القيادة العليا للقوات المسلحة بالتحضير لخطة الاستيلاء على تشيكوسلوفاكيا والتي أطلق عليها اسم الخطة الاستراتيجية لغزو تشيكوسلوفاكيا . وكانت أزمة مايو التي استمرت في الفترة ما بين التاسع عشر والثاني والعشرين من مايو في عام 1938 من العوامل التي أدت إلى زيادة التوتر في أوروبا. وكانت أزمة مايو التي حدثت في عام 1938 عبارة عن إنذار كاذب أطلقته الشائعات المنذرة بتعرض تشيكوسلوفاكيا للغزو في نهاية الأسبوع الذي ستجرى فيه الانتخابات المحلية في البلاد وكذلك التقارير الخاطئة التي تحدثت عن تحركات خطيرة للجيوش الألمانية على طول الحدود التشيكية قبل إجراء الانتخابات مباشرة. ومن العوامل الأخرى التي أكدت على ذلك قتل الشرطة التشيكية لاثنين من الألمان العرقيين وتلميحات ريبنتروب التي تحمل معنى العنف لهندرسون عندما سأله الأخير عن مدى صحة الأخبار القائلة بوقوع غزو في نهاية الأسبوع. وقد أدى هذا الأمر إلى قيام تشيكوسلوفاكيا بالتعبئة الجزئية وإطلاق لندن تحذيرات صارمة من الغزو الألماني لتشيكوسلوفاكيا في نهاية الأسبوع، وذلك قبل أن تدرك عدم صحة هذه الشائعات وأنه لا وجود لأي غزو ألماني في نهاية هذا الأسبوع. وعلى الرغم من عدم التخطيط لأي غزو في مايو من عام 1938، فإن البعض في لندن كانوا يعتقدون بأن برلين تفكر في هذا الأمر حتما مما أدى إلى صدور إنذارين في يومي الحادي والعشرين والثاني والعشرين من شهر مارس مفادهما أن المملكة المتحدة على استعداد للدخول في حرب إلى جانب ألمانيا في حالة خوض فرنسا حربا ضد ألمانيا. ومن جانبه، استخدم هتلر كلمات أحد معاونيه من الضباط وعبر عن شعوره «بالغضب» العارم بسبب اضطراره للتراجع بعد عملية التعبئة التي قامت بها تشيكوسلوفاكيا وبعد تحذيرات كل من لندن وباريس على الرغم من أنه لم يخطط للغزو في نهاية هذا الأسبوع. وبالرغم من أن مسودة خطة الغزو كانت قد وضعت بالفعل في أبريل من عام 1938 لغزو تشيكوسلوفاكيا في المستقبل القريب، فإن أزمة مايو وفكرة الهزيمة الدبلوماسية قد زادتا من قناعة هتلر بصحة المسار الذي اختاره. ويبدو أن أزمة مايو قد أقنعت هتلر بصعوبة التوسع «دون مساندة بريطانيا»، وأن التوسع «ضد بريطانيا» كان النهج الوحيد القابل للتطبيق في ذلك الوقت. ومن النتائج المباشرة التي ترتبت على أزمة مايو أن هتلر قد أصدر أوامره بإسراع الخطى في صناعة البناء البحرية بصورة تفوق المنصوص عليه في المعاهدة البحرية بين بريطانيا وألمانيا. وجاء لأول مرة في المذكرة المعروفة باسم "Heye memorandum" - والتي صدرت بناء على أوامر من هتلر - أن الأسطول الملكي البريطاني هو العدو الرئيسي للقوات البحرية الألمانية. فضلا عن ذلك، أعلن هتلر في المؤتمر الذي أقيم في 28 مايو في 1938 أن قراره الخاص "بسحق تشيكوسلوفاكيا" بحلول الأول من أكتوبر من نفس العام "غير قابل للتغيير". وكان تبريره لهذا الأمر هو أن هذه الطريقة هي التي سيؤمن بها الجناح الشرقي في الجيش "حتى يتمكن من الزحف نحو الغرب في إنجلترا وفرنسا". وفي المؤتمر نفسه، أعرب هتلر عن اعتقاده الراسخ في أن بريطانيا لن تخاطر بشن حرب إلا بعد الانتهاء من عملية إعادة التسلح التي يعتقد هتلر أنها ستتم بين عامي 1941 و1942. كما ينبغي على ألمانيا أن تتخلص من فرنسا وحلفائها في أوروبا في الفترة ما بين الأعوام 1938 و1941، وهي الفترة التي ستكون فيها عملية إعادة التسلح الألمانية لا تزال قيد التنفيذ. وأدى إصرار هتلر الشديد على تنفيذ خطة "Fall Grün" في عام 1938 إلى إثارة أزمة خطيرة داخل الهيكل القيادي في ألمانيا. فقد احتج رئيس أركان الحرب، الجنرال لودفيج بيك، في سلسلة مطولة من المذكرات قام بتقديمها على أن خطة "Fall Grün التي ستتسبب في إشعال حرب عالمية تخسرها ألمانيا. كما حث هتلر على التخلي عن فكرة الحرب التي يخطط لها. أما هتلر فقد رأى أن آراء بيك المضادة للحرب ما هي إلا "حسابات طفولية "kindische Kräfteberechnugen". بداية من شهر أغسطس في عام 1938 وصلت أخبار إلى لندن تفيد بأن ألمانيا بدأت في تحريك جنود الاحتياط. كما تسربت بعض الأخبار من قبل عناصر تعارض الحرب في الجيش الألماني بأن الحرب ستشتعل في وقت ما في شهر سبتمبر. وفي النهاية، ونتيجة لضغوط دبلوماسية شديدة من فرنسا وبريطانيا على وجه الخصوص، كشف الرئيس التشيكي إدفارد بينيس، يوم الخامس من سبتمبر في عام 1938 عما أطلق عليه اسم «الخطة الرابعة» لإعادة التنظيم الدستوري لدولته والذي يلبي فيها معظم مطالب الألمان في إقليم سوديتنلاند والتي تتعلق بالحكم الذاتي والتي تقدم بها هنلاين في خطابه الذي ألقاه في منطقة كارلسباد في شهر أبريل من عام 1938. كما صرح الرئيس التشيكي بأنه سيبطل كل الذرائع حتى لا يعطي الألمان الفرصة لغزو دولته. وسرعان ما جاءت استجابة حزب الجبهة الداخلية بزعامة هنلاين لهذا لعرض «الخطة الرابعة» بإثارة سلسلة من الاشتباكات العنيفة مع الشرطة التشيكية والتي وصلت إلى ذروتها في منتصف سبتمبر مما أدى إلى إعلان الأحكام العرفية في مناطق معينة في سوديتنلاند وكرد فعل لهذا الموقف الحرج، فكر رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، في اللجوء للخطة التي تم إطلاق اسم Plan Z عليها، والتي تقضي بسفره إلى ألمانيا والالتقاء بهتلر للتوصل إلى اتفاقية تعمل على إنهاء الأزمة. وفي الثالث عشر من سبتمبر في عام 1938، تقدم تشامبرلين بعرض للسفر إلى ألمانيا لبحث حل لهذه الأزمة. وهكذا، قرر رئيس الوزراء تنفيذ «خطة » ردا على ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/أدولف هتلر
dfe57f7d4e32fc442b9ac2b87bd89f5c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.927777", "source": "Wikipedia" }
معرفة
معرفة
المعرفة هي الإدراك والوعي وفهم الحقائق عن طريق العقل المجرد أو بطريقة اكتساب ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/معرفة
b6a5f78275c1fcf710a07768796ef46d
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.929727", "source": "Wikipedia" }
24 أغسطس
24 أغسطس
24 أغسطس أو 24 آب أو يوم 24 \ 8 (اليوم الرابع والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم السادس والثلاثون بعد المئتين (236) من السنوات البسيطة، أو اليوم السابع والثلاثون بعد المئتين (237) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 129 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/24 أغسطس
eaecdedd596ea2a3a490978c6e2e444c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.929939", "source": "Wikipedia" }
يحيى
يحيى بن زكريا
يحيى بن زكريا هو أحد أنبياء بني إسرائيل، نسبه يحيى بن زكريا بن حنا ويقال زكريا بن دان ويقال زكريا بن أدن بن مسلم بن صدوق بن محمان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برحبة بن ناخور بن سلون بن بهفانيا بن حاش بن أني بن خثعم بن بن سليمان بن داود. كرمه الله وهو من سماه (6)، فقيل أن السلام في الموت معناه أنه لم يقتل. يوجد مقام للنبي يحيى أو (يوحنا المعمدان) داخل الجامع الأموي في مدينة دمشق، وتوجد كنيسة القديس يوحنا المعمدان في القدس تزار حتى يومنا هذا. يعتبر الصابئة المندائيون يحيى بن زكريا أهم أنبيائهم وآخرهم، ويعتبرونه الشخص الذي أحيى هذه الديانة. وله مكانة سامية جدا بهذه الديانة، ويسمى بيهيا يهانا ويهيا يهانا مصبانا ويعني يحيى الصابئي. وينسب إليه كتاب يسمى تعاليم ومواعظ النبي يحيى، كما وردت فصول بكتاب ديانة الصابئة كنزا ربا ينسب إضافها للنبي يحيى. في المسيحية يسمى يوحنا المعمدان (كان يعمد الناس أي يغسلهم في النهر ليتوبوا عن الخطايا) وهو من عمد يسوع المسيح. يحيى
https://ar.wikipedia.org/wiki/يحيى
952cf8a79cbb0a8a9edbb40ac5ced67a
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.931440", "source": "Wikipedia" }
25 أغسطس
25 أغسطس
25 أغسطس أو 25 آب أو يوم 25 \ 8 (اليوم الخامس والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم السابع والثلاثون بعد المئتين (237) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثامن والثلاثون بعد المئتين (238) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 128 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/25 أغسطس
94eaa1961f4c34761b8ea45e2d4e30c7
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.931654", "source": "Wikipedia" }
الصحراء الغربية
الصحراء الغربية
الصحراء الغربية هي منطقة متنازع عليها في شمال غرب إفريقيا. تبلغ مساحتها 266,000 كيلومتر مربع. ما يقرب من 30% من الأراضي أي 82,500 كيلومتر مربع (8,250,000 ها) تسيطر عليها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية؛ أما النسبة المتبقية (قرابة 70%) فيسيطر المغرب عليها ويديرها. في حين تعتبرها الأمم المتحدة منطقة محتلة، وهي من بين أقل الأقاليم كثافة سكانية في إفريقيا وثاني الأقاليم الأقل كثافة سكانية في العالم، وتتكون بشكل أساسي من الأراضي المسطحة الصحراوية. يقدر عدد سكانها 618.600 نسمة، يعيش حوالي 40% منهم في مدينة العيون التي تخضع للسيطرة المغربية وهي كبرى مدنها. احتلتها إسبانيا سابقا باسم الصحراء الإسبانية حتى عام 1975، وأدرجتها اللجنة الخاصة بإنهاء الاستعمار بناء على طلب المغرب ضمن قائمة الأمم المتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتيا، منذ عام 1963. وفي عام 1965، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بشأن الصحراء الغربية، يطلب من إسبانيا إنهاء استعمار المنطقة. وبعد مرور عام، صدر قرار يطالب بإجراء استفتاء في إسبانيا حول تقرير المصير. وفي عام 1975، تخلت إسبانيا عن السيطرة الإدارية على الإقليم للإدارة المشتركة بين المغرب وموريتانيا. اندلعت حرب بين هذين البلدين وجبهة البوليساريو، التي أعلنت نفسها في 26 فبراير/شباط 1976 القيادة الشرعية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية مع حكومة في المنفى في تندوف الجزائرية. سحبت موريتانيا مطالباتها في عام 1979، وحصل المغرب على السيطرة الفعلية على معظم الأراضي، بما في ذلك جميع المدن الكبرى ومعظم الموارد الطبيعية. وتعتبر الأمم المتحدة جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي، وتؤكد أن للصحراويين الحق في تقرير المصير. الصحراء الغربية هي آخر مستعمرة إفريقية لم تحصل بعد على الاستقلال، وقد أطلق عليها اسم «المستعمرة الأخيرة في إفريقيا». ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الأمم المتحدة في عام 1991، كانت الحكومة المغربية تدير معظم الأراضي، بدعم ضمني من فرنسا والولايات المتحدة. والباقي تديره الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، بدعم من الجزائر. الجزء الوحيد من الساحل في الأراضي الصحراوية هو أقصى الجنوب. وعلى المستوى الدولي، اتخذت دول مثل روسيا موقفا غامضا ومحايدا بشأن مزاعم كل جانب، وضغطت على الأطراف للاتفاق على حل سلمي. وقد سعى المغرب وجبهة البوليساريو إلى تعزيز مطالبهما من خلال الحصول على اعتراف رسمي، خاصة من الدول الإفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية في العالم النامي. وقد حصلت جبهة البوليساريو على اعتراف رسمي بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية من 46 دولة عضو في الأمم المتحدة وأوسيتيا الجنوبية، ومددت عضويتها في الاتحاد الإفريقي. وقد حصل المغرب على دعم عديد الحكومات الإفريقية ومعظم دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية. في معظم الحالات، يمدد أو يسحب الاعتراف حسب تغير العلاقات مع المغرب. حتى عام 2020، لم تعترف أي دولة أخرى عضو في الأمم المتحدة صراحة بالسيادة المغربية على أجزاء من الصحراء الغربية. وفي عام 2020، اعترفت الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل تطبيع المغرب للعلاقات مع إسرائيل. وفي عام 2023، اعترفت إسرائيل بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية. وفي عام 1984، اعترفت منظمة الوحدة الأفريقية، سلف الاتحاد الأفريقي، بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عضوا كاملا، بنفس وضع المغرب، واحتج المغرب بتعليق عضويته في منظمة الوحدة الأفريقية. قبل المغرب مرة أخرى في الاتحاد في عام 2017، بعد أن وعد بحل المطالبات المتضاربة سلميا وتوقف عن بناء الجدران لتوسيع سيطرته العسكرية. في غضون ذلك، لم يصدر الاتحاد الإفريقي أي بيان رسمي حول الحدود التي تفصل بين الأراضي الخاضعة لسيادة المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وبدلا من ذلك، يعمل الاتحاد الأفريقي مع بعثة الأمم المتحدة للحفاظ على وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سلام. ويقدم الاتحاد الأفريقي وحدة لحفظ السلام لبعثة الأمم المتحدة تستخدم للسيطرة على منطقة عازلة بالقرب من الجدران الحدودية الفعلية التي بناها المغرب. تقع الصحراء الغربية في شمال أفريقيا؛ حيث تطل على المحيط الأطلسي الشمالي وتحدها عموديا موريتانيا والمغرب أما أفقيا فهي محدودة بالجزائر والبحر. تعتبر أراضي الصحراء الغربية من أكثر المناطق القاحلة والقاسية على هذا الكوكب، وهي تمتد على طول الساحل ثم ترتفع خصوصا في الشمال، كما تتوفر على جبال صغيرة قد يصل طولها في بعض الأحيان إلى 600 متر (2,000 قدم) على الجانب الشرقي بشكل خاص. قد تواجه المنطقة خطر الفيضانات في فصل الربيع، إلا أنها لا «تعاني» من التيارات الدائمة، ففي بعض الأحيان يكون الجو بارد قبالة الساحل مما ينتج عنه ضباب وندى ثقيل. وتمتاز المنطقة بدرجة الحرارة العالية خاصة في فصل الصيف؛ حيث تصل في العادة إلى ما بين 43–45 ° (109–113 °) تحديدا في شهر يوليو/تموز، أما فصل الشتاء فيشهد انخفاضا طفيفا لكنه يظل مرتفعا مقارنة بمناطق أخرى، ففي العادة لا تقل درجة الحرارة بردا على 25 إلى 30 ° (77 إلى 86 °) إلا أن الجزء الشمالي من الإقليم يشهد درجة حرارة منخفضة إلى حد ما وقد تصل أحيانا إلى أقل من 0 ° (32 °) في الليل خاصة في ديسمبر/كانون الأول وكانون الثاني/يناير أما سقوط الثلوج فنادر الحدوث. من المعروف أن سكان الصحراء الغربية ينتمون لشعب الجيتول، واعتمادا على ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/الصحراء الغربية
9e970528a465170fc32cd5804d262d7b
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.937887", "source": "Wikipedia" }
26 أغسطس
26 أغسطس
26 أغسطس أو 26 آب أو يوم 26 \ 8 (اليوم السادس والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم الثامن والثلاثون بعد المئتين (238) من السنوات البسيطة، أو اليوم التاسع والثلاثون بعد المئتين (239) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 127 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/26 أغسطس
eabd766c5592c3bc6d26f17c3c53b04a
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.938111", "source": "Wikipedia" }
جغرافيا
جغرافيا
الجغرافية أو الجغرافية أو الجغرافيا أو وصف الأرض أو علم المعالم هي علم يدرس فيها وصف الأرض من مظاهر عمران بيد البشر وهي المعالم (جغرافية) البشرية وظواهر الطبيعة وهي المعالم (جغرافية) الطبيعية أو بصورة ميسرة الأرض والظواهر الطبيعية (فيزيائية) وحيل التعامل معها والمظاهر البشرية وصور العمران عليها، ويعود أصل الكلمة إلى اللغة الإغريقية، ترجمتها بالعربية «وصف الأرض». وقد كانت كذلك في بدايتها حيث كان الرحالة يصفون ويسجلون مشاهداتهم عن البلاد والأقاليم التي يقومون بزيارتها أو استكشافها. وكلمة جغرافيا في اللغة العربية تعد حديثة بعض الشيء، حيث كان العرب والمسلمون يستعملون صورة الأرض أو قطع الأرض أو خريطة العالم والأقاليم أو المسالك والممالك أو تقويم البلدان أو علم الطرق. اتفق على تقسيم علم الجغرافيا عبر العصور إلى الأقسام التالية وهي: قال حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون "علم جغرافيا وهي كلمة يونانية بمعنى: صورة الأرض ويقال: جغراويا بالواو على الأصل وهو علم يتعرف منه أحوال الأقاليم السبعة الواقعة في الربع المسكون من كرة الأرض وعروض البلدان الواقعة فيها وأطوالها وعدد مدنها وجبالها وبراريها وبحارها". كانت الدراسات الجغرافية العربية تسمى بعدة أسماء، منها: ولم يستعمل المسلمون كلمة جغرافية إلا من بعد أن ذكرت الكلمة في كتاب إخوان الصفا بمعنى صورة الأرض. إن الجغرافيا لم تعد ذلك العلم الذي يهتم بوصف الظواهر وصفا سطحيا بعيدا عن الواقع بل أصبحت ذلك التخصص الذي يتماشى والتطور العلمي الحديث المعتمد على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والنظريات الحديثة وبذلك صارت في الاتجاه التطبيقي الذي يعرف اليوم بالجغرافيا الكمية والجغرافيا التطبيقية التي ترفض أن تستمر بعيدا عن الانشغالات الكبرى للإنسان وذلك لما تمتاز به الجغرافيا من قدرة على التأقلم مع مختلف العلوم فهي تمثل همزة وصل متينة بين هذه العلوم وهي تسخرها جميعا لخدمتها وتأخذ منها ما يخدمها ويميزها عن غيرها وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في المنهج الجغرافي والمحتوى العلمي وكذلك في الأساليب التي يعتمد عليها في تحقيق الأهداف والأغراض، ولعل من أسباب هذه التحولات أيضا ما طرأ على المحتوى البشري من تطور كبير حيث أصبح الجغرافيون يعالجون مواضيع لم تكن بالأمس معروفة حتى وكأن المتتبع لأعمال الجغرافيين يلمس ذلك الاهتمام المتزايد بالتركيز على دراسة الظواهر والمواضيع الطبيعية والبشرية المختلفة بطريقة تختلف عما كانت عليه في الماضي بفضل استخدامهم للوسائل الكمية المتقدمة في أبحاثهم استعانة بالإحصاء والإعلام الآلي والرياضيات والنماذج والهندسة والطبيعة والكيمياء، وكان لذلك التطور في استخدام مثل هذه الوسائل نتائج هامة أسفرت عن دفع عجلة الجغرافيا وجعلها علما يتماشى وعصر التكنولوجيا، حتى أطلق البعض على هذا التحول في استخدام الوسائل والمناهج مصطلح (الثورة الكمية في الجغرافيا)، وهذه الثورة لقيت ترحيبا كبيرا من الجغرافيين لأن للمنهج الكمي مزاياه كثيرة ولعل أبرزها وأهمها أن النتائج التي يمكن التوصل إليها تكون أكثر دقة بفضل التحليل العلمي لتسلسل الأحداث وهذا التحليل العلمي الجغرافي يبرز النظم التي أثرت في وجود الظواهر المختلفة التي يتعرض لها الجغرافي بالدراسة والتطرق لها عبر ابحاث ودراسات عليا، فهو لا يكتفي بالوصف بقدر ما يعتمد على الأسباب التي أنشأت هذه الظواهر الطبيعية الجغرافية. حتى تكون الجغرافيا قادرة على تشخيص المشاكل التي تنحصر في إقليم ما، فإنها تقوم بتحديد المجال، وتشرح العلاقات القائمة بين مختلف العناصر الطبيعية والبشرية مهما تداخلت فيما بينها. نتيجة لذلك تعد الجغرافيا ذات خاصية متميزة إذ نجدها تضع قدما على العلوم الطبيعية وقدما على العلوم البشرية. فإذا كانت التصنيفات الحديثة لمواقع العلوم المختلفة قد تمت سنة 1972 وقسمتها إلى ثلاث فئات هي: العلوم التحليلية التجريبية، والعلوم التفسيرية التأويلية والعلوم النقدية فالجغرافيا من بين العلوم التي تمتلك خواص كل هذه الفئات. فدراسة المجال الجغرافي تؤكد وجود مكونات كثيرة طبيعية وبشرية مترابطة تتميز بتفاعلات كثيرة تحصل بين هذه المكونات. وهو ما يجعل دور عالم الجغرافيا فيها حساسا ومهما ولذلك نجد دراسة المجال الجغرافي لا تقتصر على موضوع في حد ذاته أو على ظاهرة دون الأخرى ومع أن المجال الجغرافي يشمل كل الظواهر مجتمعة، فإن دراسة هذه الظواهر تبحث منفصلة مع قياس درجات التفاعل والتعليل والتحليل دون إهمال أي عنصر من عناصر المجال. نظرا لأهمية المجال الجغرافي أقرت اليونسكو منهجية تدريسه في أوروبا على تلامذة المستوى الابتدائي في حالته التطبيقية اعتمادا على فهم أو إدراك خمسة أسئلة كما هو موضح فيما يلي: المجال المنتج: إن مجرد اقتراحنا للتلاميذ الاستفسار عن الخطوات التي تتعلق بمفهوم المجال المنتج يعد مسلكا نحو إدراك الواقع أي الانتباه إلى أن كل مجال ما هو إلا حالة من أحوال الحركية (أي أنه في حالة إنتاج) وبالتالي هو نتاج لقرارات بشرية (تأثير التدخل البشري) , قد دخل علي الجغرافيا حديثا علم الجيومورفولوجيا الذي اهتم بدراسة بعض العوامل كالتجوية والتعرية ولكن بشكل مختلف عن علم الجيولوجيا حيث أن الجيومورفولوجيا درس تلك الظواهر من حيث سبب نشأتها والعوامل المؤثرة عليها. يهتم علم الجغرافيا بدراسة مظاهر سطح الأرض والظواهر الطبيعية والبشرية عليها ودراسة التاثير والترابط الانعكاسي بينهما، وتقوم على أساس الموقع والموضع والامتداد. كما تعني الجغرافيا أيضا بدراسة أشكال الأنظمة الموجودة على سطح الأرض والعلاقات الرابطة بين الظواهر المختلفة. تتنوع الجغرافيا في المواضيع التي تدرسها والطرق التي تنتهجها. تدرس الجغرافيا جميع المظاهر التي يتصف بها سطح الأرض طبيعية كانت أم بشرية وتنقسم إلى شعبتين أساسيتين متكاملتين اختلافهما قائم على تباين طرق المعالجة والمنهجية.فالأولى ممثلة في الجغرافيا العامة بكل أنواعها الطبيعية والبشرية والاقتصادية..الخ والثانية هي الجغرافيا الإقليمية. الاختلاف بينهما هو أن الأولى تدرس الأنماط وتبحث عن القوانين المتحكمة فيها في حين أن الثانية تعتني بإبراز المميزات التي ينفرد بها كل منظر وكل مركب إقليمي. تحلل الجغرافيا العامة العلاقات والارتباطات لأنها تضع كل عنصر في قالبه العام خلال الدراسة، غير أنها لا تقارن أي ظاهرة إلا بظاهرة مماثلة لها تذكر تحت نفس العنوان، بينما تختص الجغرافيا الإقليمية بالبحث عن العلاقات والارتباطات التي تصل بين الظواهر القائمة في الإقليم الواحد وتقارن بينها رغم التباين في طبيعتها وأنماطها ويكون هذا لإبراز الانفراد الذي يتميز به الإقليم مع الأقاليم الأخرى. الجغرافيا الإقليمية هي البحث التركيبي لقطعة من مجال الأرض، ومهمتها ليست بوضع كشف عام لمكونات هذه القطعة بل مهمتها هي البحث عن الطريقة التي نظم بها هذا المجال وكيفية استغلال الإنسان له. الإقليم: يطلق اسم إقليم على مجال من الأرض ينفرد ببعض المزايا والمقومات تجعله وحدة متكاملة وتميزه عما يجاوره من مجالات ويمتد بنفس الدرجة التي تمتد بها هذه الخصائص وهذه المميزات مع العلم أن مفهوم الإقليم نسبي واجتهادي إن لم نقل ذاتي. نسبي إذا أخذنا بعين الاعتبار أنه لا يوجد على سطح الأرض منطقة تتشابه في كل مقوماتها مع منطقة أخرى مهما صغر حجمها واجتهادي ذلك لأن الفرد هو الذي يقوم شخصيا بتحديد الإقليم عادة حسب ما يتراءى له من خصائص يقوم عليها هذا التحديد وبقدر تنوع الأسس التحديدية بقدر تنوع الأقاليم نفسها. تتغير الأسس التحديدية إما حسب المكان أو الهدف المرسوم للتحديد الإقليمي إذا وضع التحديد من أجل استغلاله في تصميم مخطط تنمية مثلا فعناصر الاستقطاب المدني أو درجة التطور الاقتصادي أو التقسيم الإداري الذي سيكون الإطار التنفيذي للمخطط هي التي ستتحكم في تعريف الإقليم وكذلك يلعب اتساع الفضاء المدروس دورا هاما في تحديد نظرة الباحث إلى المقومات لأن المقياس المستعمل في وضع البحث يختلف مع اختلاف درجة الاتساع فتدرس الوحدات الشاسعة بمقياس صغير والوحدات الضيقة بمقياس كبير والأمر الذي يكون هاما في المقياس الكبير قد لا يصبح كذلك إذا صغر المقياس. فالمقومات التي يستعملها الدارس في تحديد الدراسة الإقليمية لا تتغير مع تغير طبيعة الشيء فقط بل كذلك حسب زاوية النظر التي يختارها ومقياس الدراسة الذي يضعه. ذكرنا في التعريف أن حدود الإقليم خاضعة للمضمون الذي تحتوي عليه فيجب إذا تحليل هذا المضمون أولا حتى يسهل توقيع حدودا دقيقة تبعا لعناصر الاختلاف أو التشابه. يمكن لكلمة إقليم أن تشير إلى مركب متجانس تكون فيه العلاقات بين مختلف العناصر المكونة له واحدة أو تشير إلى مجموعة من مركبات متجانسة صغيرة تكون الفروق بينها داخل المجموعة أقل من تلك التي تفصلها عما حولها فتكون إقليما متميزا له صبغة إجمالية واحدة تبرزه وسط مجموعات أخرى. يمكن للإقليم أيضا أن يكون مجموعة منظمة تحت تحكم مركز عمراني يجمع بين وحداتها حتى ولو اختلفت اختلافا كبيرا. الإقليم إذا عبارة عن مركب ودراسته تخضع للبحث التركيبي فيبدأ أولا بتحديد عناصر المركب ثم نوضح العلاقات الكامنة بين هذه العناصر أي أنه يجب الإطلاع على مقومات الإقليم واحدة تلو الأخرى، ثم إدراك كيفية تأثير كل منها على الآخر. هي فرع من فروع الجغرافيا البشرية الذي يهتم بدراسة الدولة وموقوماتها البشرية والجغرافية وعلاقتها بالدول الأخرى وتعد الجغرافيا السياسية علم جديد نسبيا وهناك العديد من العلماء الذين كتبو في هذا المجال ولكن دون اسمه الحالى امثال سقراط وافلاطون وارسطو ولكن أول من كتب باسم الجغرافيا السياسية حديثا فريدريك راتزل الجغرافيا التقنية هي فرع من الجغرافيا يهتم باستخدام وتطوير أدوات لاستخدام وتحليل وفهم والتواصل حول ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/جغرافيا
67f3d4b2f6f0fbc1d1113a84057ee277
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.941033", "source": "Wikipedia" }
الشفق القطبي
شفق قطبي
الشفق القطبي أو الوهج القطبي أو الأضواء القطبية أو الفلق هو مزيج من الألوان التي تتشكل على القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية ويعرف أيضا بالأسماء الفجر القطبي أو الأضواء القطبية وهو من الظواهر الجميلة. تحدث معظم ظواهر الشفق في المنطقة المعروفة باسم منطقة الشفق القطبي، المحددة بدائرتي العرض 3° 6° وخطي الطول 10° و20 ° من الأقطاب المغناطيسية الأرضية في جميع الأوقات المحلية (أو خطوط الطول)، وتظهر بوضوح ليلا في الظلام. والمنطقة التي تظهر على الشفق في أي وقت من الأوقات كما هو معروف البيضاوي الشفقي، وهو شريط ضوئي يظهر في الجانب المظلم من الأرض. تعمل إحصاءات مشاهدة الشفق القطبي كدليل مبكر على حدوث عاصفة مغناطيسية أرضية بشكل بيضوي شمالا وجنوبا. الياس وميس (1860) وبعده هيرمان فريتز (1881وS. Tromholt (1882) قد أثبتوا أن الشفق يظهر أساسا في «منطقة الشفق القطبي»، وهي منطقة على شكل حلقة نصف قطرها ما يقرب من 2500 كم حول القطب المغناطيسي للأرض. وهو حوالي 2000 كلم من القطب المغناطيسي. ثم بدأت يوما بعد يوم بالانتشار على شبكة الإنترنت. وقد سميت هذه الظاهرة باسم «اورورا» كاسم أحد الآلهة في الثقافة اليونانية، أما عن غاليليو في 1619 فقد اسماها الريح الشمالية «بوراليس». كما يظهر تطابق في سمات الضوء من الناحية الجنوبية إلى الشفق في الناحية الشمالية، كما أن التغيرات في كلا القطبين متزامنان. تظهر هذه الأضواء باللونين الأخضر الخافت والأحمر يظهر الشفق القطبي في المناطق ذات خطوط العرض الأقرب للقطبين، ومن المناطق التي يمكن رؤية الظاهرة فيها بوضوح جنوبا هي: تشيلي والأرجنتين وأستراليا. كما يحدث الشفق في كواكب أخرى، غير الأرض وتكون مرتبطة أيضا بالأقطاب المغناطيسية لتلك الكواكب "تكون على شكل بقع منتشرة وبعض الأقواس المرئية. ومن الممكن أن تشهد بعض المناطق غير القطبية آثار هذه الظاهرة، بسبب العاصفة الأرضية المغناطيسية، التي تعمل على توسيع نطاق هذه الظاهرة إلى ما يقارب 2000 كم، ويكون الانتشار الفوري والعشوائي منحرفا بمقدار درجتين أو ثلاث عن القطب المغناطيسي. يمكن رؤية الظاهرة بأفضل ما يكون في فترة تسمى «منتصف الليلة المغناطيسية» يمكن رؤيتها مباشرة بالنظر إلى الأعلى، تتزامن هذه الظاهرة أيضا مع حدوث البقع الشمسية ويمكن مراقبتها من زاوية وتعرف هذه الزاوية باسم «زاوية الملعب». تم الكشف عن الارتفاعات التي تحدث انبعاثات الشفق القطبي من قبل كارل ستورمر وزملاؤه الذين استخدموا الكاميرات لتثليث أكثر من 12,000 شفق. واكتشف العلماء أن يتم إنتاج أكثر من النور ما بين 90 150 كيلومترا فوق سطح الأرض، في حين تمتد في بعض الأحيان لأكثر من 1000 كم. صور الشفق بصورة ملحوظة أكثر شيوعا اليوم مما كانت عليه في الماضي بسبب الزيادة في استخدام الكاميرات الرقمية التي لديها حساسيات عالية بما فيه الكفاية. فيلم والتعرض الرقمي ليعرض الشفق القطبي محفوف بالصعوبات، ولا سيما إذا الإخلاص الإنجاب هو هدف. يرجع ذلك إلى مختلف ألوان الطيف الحاضر، والتغيرات الزمنية التي تحدث خلال التعرض، والنتائج لا يمكن التنبؤ بها إلى حد ما. طبقات مختلفة من الفيلم مستحلب تستجيب بشكل مختلف لخفض مستويات الضوء، واختيار الفيلم يمكن أن تكون مهمة جدا. التعرض أطول ركب بسرعة تتغير ملامح، وغالبا ما بطانية السمة الديناميكية للعرض. حساسية أعلى يخلق القضايا مع التحبب. أضواء على شمال كالجاري يظهر الشفق القطبي في كثير من الأحيان إما توهج منتشر أو «الستائر» التي تمتد تقريبا في اتجاه الشرق والغرب. في بعض الأحيان، فإنها تشكل «أقواس هادئة». في أحيان أخرى («الشفق النشط»)، فإنها تتطور وتتغير باستمرار. ويتكون كل ستارة العديد من أشعة متوازية، واصطف كل ما يصل مع الاتجاه المحلي من الحقل المغناطيسي للأرض، بما يتفق مع الشفق التي شكلت المجال المغناطيسي للأرض. وتؤكد قياسات الجسيمات في الوضع الطبيعي أن تسترشد الإلكترونات الشفق القطبي بواسطة الحقل المغنطيسي الأرضي، ودوامة من حولهم في الوقت الذي يتجه نحو الأرض. وغالبا ما تعزيز تشابه شاشة عرض الشفقي إلى الستائر التي كتبها طيات داخل أقواس. ديفيد مالين رائدة التعرض متعددة باستخدام مرشحات متعددة للتصوير الفلكي، إعادة توحيد الصور في المختبر لإعادة العرض البصري بشكل أكثر دقة. للبحث العلمي، وغالبا ما تستخدم وكلاء، مثل الأشعة فوق البنفسجية، وتصحيح الألوان لمحاكاة ظهور للبشر. وتستخدم تقنيات التنبؤية أيضا، لبيان مدى الشاشة، أداة مفيدة للغاية للصيادين الشفق. الأرضية ميزات غالبا ما تجد طريقها إلى الصور أورورا، مما يجعلها أكثر سهولة وأكثر عرضة للنشرتها المواقع الرئيسية. فمن الممكن لالتقاط صور ممتازة مع فيلم القياسي (ISO باستخدام التصنيفات بين 100 400) والكاميرا العاكسة أحادية العدسة مع فتحة كاملة، عدسة سريعة (F1.4 50 ملم، على سبيل المثال)، والتعرض بين 10 30 ثانية، اعتمادا على سطوع الشفق. وقد تم العمل في وقت مبكر على التصوير من الشفق في عام 1949 من قبل جامعة ساسكاتشوان باستخدام الرادار SCR-270. الأشكال البصرية والألوان الشفق تأخذ العديد من الأشكال البصرية المختلفة. الأكثر تميزا وتألقا هي أقواس الشفق القطبي مثل الستارة. أنها في نهاية المطاف تفتيت أو «تفكك» في منفصلة، وسريع التغير، وغالبا ما بالأشعة الميزات التي قد تملأ السماء كلها. هذه هي الشفق «المنفصلة» التي هي في بعض الأحيان مشرقة بما فيه الكفاية لقراءة الصحف التي كتبها ليلا. الشفق «نشر»، من ناحية أخرى، هو توهج ملامح ونسبيا في بعض الأحيان على مقربة من حدود الرؤية. ويمكن تمييزها عن السحب مقمرة من حقيقة أن النجوم يمكن رؤية غير المنقوص من خلال توهج. منتشر في كثير من الأحيان تتألف من بقع الشفق الذي يسلك نبضات العادية أو شبه العادية السطوع. فترة نبض يمكن أن يكون العديد من عادة ثواني، لذلك ليست دائما واضحة. أحيانا هناك، والثانية الفرعية السريعة، الخفقان. وعرض الشفقي نموذجي يتكون من هذه الأشكال التي تظهر في النظام المذكور أعلاه طوال الليل. إن الفهم الكامل للعمليات الفيزيائية التي تؤدي إلى أنواع مختلفة من الشفق لا يزال غير مكتمل، ولكن السبب الأساسي ينطوي على تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغنطيسي للأرض. كثافة متفاوتة من الرياح الشمسية تنتج آثار بأحجام مختلفة، ولكن تشمل واحدة أو أكثر من السيناريوهات المادية التالية. والرياح الشمسية هادئة تتدفق الماضي المغنطيسي للأرض يتفاعل بشكل مطرد معها، ويمكن لكل من حقن جزيئات الرياح الشمسية مباشرة على خطوط المجال المغنطيسي الأرضي التي هي 'فتح'، في مقابل يجري «مغلقة» في نصف الكرة الآخر، وتوفير نشرها من خلال القوس صدمة. كما يمكن أن يسبب الجسيمات المحاصرين بالفعل في أحزمة الإشعاع لترسيب في الغلاف الجوي. مرة واحدة تضيع الجسيمات إلى الغلاف الجوي من أحزمة الإشعاع، في ظل ظروف هادئة جديدة تحل محلها إلا ببطء، وفقدان مخروط يصبح المنضب. في الكهرومغناطيسي، ومع ذلك، يبدو أن مسارات الجسيمات باستمرار لخلط، وربما عند عبور الجزيئات الضعيف جدا الحقل المغناطيسي بالقرب من خط الاستواء. ونتيجة لذلك، تدفق الإلكترونات في تلك المنطقة هو تقريبا نفس في كل الاتجاهات («الخواص»)، ويؤكد وجود إمدادات ثابتة من الإلكترونات تسرب. تسرب الإلكترونات لا يترك ذيل موجبة الشحنة، وذلك لأن كل إلكترون تسربت خسر ليتم استبدال الغلاف الجوي عن طريق الإلكترون الطاقة منخفضة رسمها أعلى من الأيونوسفير. هذا الاستبدال من الإلكترونات «الساخنة» التي منها «الباردة» هو في اتفاق تام مع القانون 2 للديناميكا الحرارية. عملية كاملة. الذي يولد أيضا حلقة التيار الكهربائي في جميع أنحاء الأرض، غير مؤكد. اضطراب المغناطيسي الأرضي من الرياح الشمسية تعزيز يسبب تشوهات الكهرومغناطيسي ("العواصف المغناطيسية الجزئية"). تميل هذه 'العواصف الثانوية "تحدث بعد فترات طويلة (ساعة) خلالها المجال المغناطيسي بين الكواكب تمت زيارتها عنصرا جنوبا ملموس. وهذا يؤدي إلى ارتفاع معدل الربط بين خطوط المجال وتلك الأرض. ونتيجة لذلك يتحرك الرياح الشمسية الفيض المغناطيسي (أنابيب خطوط المجال المغناطيسي، "مؤمن" جنبا إلى جنب مع البلازما الخاصة بهم مقيم) من الجانب يوم الأرض إلى الكهرومغناطيسي، وتوسيع عقبة الذي يفرضه على تدفق الرياح الشمسية وتشنجا الذيل على من جانب الليل. في نهاية المطاف بعض البلازما ذيل يمكن فصل ("إعادة الربط المغنطيسي")؛ وتقلص بعض النقط ("plasmoids") المصب ويتم إدراجها بعيدا مع الرياح الشمسية. وتقلص الآخرين نحو الأرض حيث يغذي حركتهم نوبات قوية من الشفق، ولا سيما حول منتصف الليل ("عملية تفريغ"). عاصفة المغنطيسية الأرضية الناتجة عن مزيد من التفاعل وتضيف العديد من الجسيمات إلى البلازما المحاصرين في جميع أنحاء الأرض، وأيضا إنتاج تعزيز "حلقة الحالية". أحيانا التعديل الناتج عن المجال المغناطيسي للأرض يمكن أن تكون قوية بحيث تنتج الشفق واضحة في خطوط العرض الوسطى، على خطوط المجال أقرب إلى خط الاستواء من تلك التي للمنطقة الشفق القطبي. تسريع الجسيمات المشحونة الشفق القطبي يرافق دائما اضطراب الغلاف المغناطيسي للأرض التي تسبب الشفق. هذه الآلية، التي يعتقد أن تنشأ في الغالب من التفاعلات موجة الجسيمات، ويرفع سرعة الجسيمات في اتجاه المجال المغناطيسي التوجيهية. وبالتالي انخفض زاوية الملعب، ويزيد من فرصة أن يكون عجلت في الغلاف الجوي. كل من الموجات الكهرومغناطيسية والكهرباء، أنتجت في وقت أكبر اضطرابات المغناطيسي الأرضي، وجعل مساهمة كبيرة في تنشيط العمليات التي تمكن الشفق أن تستمر. يوفر تسارع الجسيمات عملية وسيطة معقدة لنقل الطاقة من الرياح الشمسية بشكل غير مباشر في الغلاف الجوي. جسيمات الشفق القطبي تم اكتشاف السبب المباشر للالتأين والإثارة من مكونات الغلاف الجوي مما يؤدي إلى انبعاثات الشفق القطبي في عام 1960، مع رحلة الصاروخ رائدة مصنوعة من فورت تشرشل في كندا، ليكون تدفق الإلكترونات التي تدخل الغلاف الجوي من أعلاه. ومنذ ذلك الحين وقد تم الحصول على مجموعة واسعة من القياسات بشق الأنفس ومع تحسين مطرد قرار منذ 1960s من قبل العديد من فرق البحث باستخدام الصواريخ والأقمار الصناعية لاجتياز منطقة الشفق القطبي. وكانت النتائج الرئيسية التي أقواس الشفق القطبي وأشكال زاهية أخرى ترجع إلى الإلكترونات التي تم تسارع خلال النهائي قليل من 10,000 كم أو نحو ذلك من يغرق في الجو. وهذه الإلكترونات في كثير من الأحيان، ولكن ليس دائما، تظهر ذروة في توزيع الطاقة لديها، وتتماشى تفضيلي على طول اتجاه المحلي للمجال المغناطيسي. الإلكترونات التي هي المسؤولة أساسا عن الشفق انتشارا والنبض لديهم، في المقابل، توزيع الطاقة تراجع بشكل سلس، والزاوي (الملعب الزاوية) التوزيع لصالح الاتجاهات عموديا على المجال المغناطيسي المحلي. تم اكتشاف نبضات أن تنشأ عند أو بالقرب من معبر الاستوائية خطوط المجال المغناطيسي منطقة الشفق القطبي. وترتبط البروتونات أيضا مع الشفق، سواء منفصلة أو منتشرة. الشفق والغلاف الجوي الشفق تنتج عن الانبعاثات من الفوتونات في الغلاف الجوي العلوي للأرض، وفوق 80 كم (50 ميل) من ذرات النيتروجين المتأينة استعادة الإلكترون، وذرات الأكسجين وجزيئات النيتروجين استنادا عودته من الحالة المثارة إلى الأرض الدولة. والمتأينة وهي أو متحمس من قبل اصطدام الجسيمات عجلت في الغلاف الجوي. على حد سواء قد تصاب الإلكترونات والبروتونات واردة. تفقد طاقة الإثارة داخل الغلاف الجوي عن طريق انبعاث فوتون، أو عن طريق الاصطدام مع ذرة أو جزيء آخر: انبعاثات الأكسجين الأخضر أو البرتقالي والأحمر، وهذا يتوقف على مقدار الطاقة الممتصة. انبعاثات النيتروجين الأزرق أو الأحمر. الأزرق إذا كانت ذرة تستعيد الإلكترون بعد أن تم المتأينة ذلك، أحمر إذا العائدين إلى أرض الدولة من حالة مثارة. الأكسجين هو غير عادي من حيث عودتها إلى الحالة الأرضية: يمكن أن يستغرق ثلاثة أرباع ثانية لتنبعث منها الضوء الأخضر وتصل إلى دقيقتين لينبعث الأحمر. اصطدام مع الذرات أو الجزيئات الأخرى تمتص طاقة الإثارة ومنع الانبعاثات. لأن أعلى الغلاف الجوي يحتوي على نسبة أعلى من الأكسجين ويتم توزيع قليلة مثل هذه التصادمات نادرة بما فيه الكفاية لإتاحة الوقت للأكسجين إلى ينبعث الأحمر. اصطدام تصبح أكثر تواترا تتقدم باستمرار في الغلاف الجوي، بحيث انبعاثات الحمراء ليس لديهم الوقت ليحدث، وفي نهاية المطاف يتم منع حتى انبعاثات الضوء الأخضر. وهذا هو السبب في وجود فارق اللون مع الارتفاع. في يهيمن الحمراء عالية الأكسجين ارتفاعات، ثم الأكسجين والنيتروجين الأخضر الأزرق / أحمر، ثم أخيرا الأزرق النيتروجين / أحمر عندما منع الاصطدامات الأكسجين من انبعاث أي شيء. الأخضر هو اللون الأكثر شيوعا. ثم يأتي الوردي، وهي مزيج من الضوء الأخضر والأحمر، تليها الأحمر النقي، ثم الأصفر (مزيج من الأحمر والأخضر)، وأخيرا والأزرق النقي. الشفق والأيونوسفير وترتبط الشفق مشرق عموما مع تيارات Birkeland (Schield وآخرون، 1969؛. وZmuda ارمسترونغ 1973) التي تتدفق في الأيونوسفير على جانب واحد من القطب والخروج من جهة أخرى. في بين، وبعض من التيار يربط مباشرة من خلال طبقة E الغلاف الأيوني (125 كم)؛ بقية («منطقة 2») الطرق الالتفافية، وترك مرة أخرى من خلال خطوط المجال أقرب إلى خط الاستواء وإغلاق من خلال «حلقة جزئية الحالية» التي تحملها البلازما المحاصرين مغناطيسيا. الأيونوسفير هو موصل أومية، وحتى بعض نعتبر أن هذه التيارات تتطلب الجهد القيادة، والتي ، حتى الآن غير محددة، وآلية دينامو يمكن أن العرض. تحقيقات الحقل الكهربائي في المدار فوق الغطاء القطبي تشير الفولتية من أجل من 40,000 فولت، وارتفاع يصل إلى أكثر من 200,000 فولت أثناء العواصف المغناطيسية الشديدة. في تفسير آخر التيارات هي نتيجة مباشرة لتسريع الإلكترونات في الغلاف الجوي عن طريق التفاعلات موجة / الجسيمات. المقاومة الغلاف الأيوني لديها طبيعة معقدة، ويؤدي إلى تدفق التيار قاعة الثانوية. في مفارقة غريبة من الفيزياء، واضطراب المغناطيسي على الأرض بسبب التيار الرئيسي يلغي تقريبا، وذلك هو أكثر من تأثير ملاحظ من الشفق المقرر أن تيار الثانوي، وelectrojet الشفقي. ويستمد مؤشر الشفقي electrojet (تقاس في نانوتسلا) بانتظام من البيانات الأرضية وبمثابة مقياس عام استنتاجها أن التيارات تدفقت في الاتجاهات بين الشرق والغرب على طول القوس الشفقي، وهذه التيارات، تتدفق من dayside نحو (تقريبا) كان اسمه منتصف الليل في وقت لاحق «electrojets الشفق القطبي» يتم غمر الأرض باستمرار في الرياح الشمسية، وهو تدفق صاف من البلازما الساخنة (أ الغاز من الإلكترونات الحرة والأيونات الموجبة) المنبعثة من الشمس في كل الاتجاهات، نتيجة لدرجة الحرارة درجة يومين مليون من الطبقة الخارجية للشمس، الإكليل. الرياح الشمسية تصل الأرض مع سرعة عادة حوالي 400 كم / ، كثافة حوالي 5 أيونات / CM3 وشدة المجال المغناطيسي حول 2-5 NT (nanoteslas، (للمقارنة، حقل سطح الأرض هو عادة 30,000-50,000 تسلا .) أثناء العواصف المغناطيسية، وعلى وجه الخصوص، التدفقات يمكن أن يكون عدة مرات أسرع، والمجال المغناطيسي بين الكواكب (IMF) قد يكون أيضا أقوى بكثير جوان فاينمان استنتاجها في 1970s أن المتوسطات على المدى الطويل من سرعة الرياح الشمسية ترتبط مع النشاط المغنطيسي الأرضي. نتج عملها من البيانات التي تم جمعها من قبل مستكشف 33 مركبة الفضاء والرياح الشمسية والغلاف المغناطيسي تتكون من البلازما (الغاز المتأين)، والتي موصلة للكهرباء. ومن المعروف جيدا (منذ العمل مايكل فاراداي حوالي 1830) أنه عندما يتم وضع الموصلات الكهربائية داخل مجال مغناطيسي بينما تحدث الحركة النسبية في اتجاه أن التخفيضات موصل عبر (أو يتم قطع من قبل)، بدلا من طول، وخطوط الحقل المغناطيسي للأرض، هو فعل تيار كهربائي داخل موصل، وقوة التيار تعتمد على معدل الحركة النسبية، قوة المجال المغناطيسي، تطويقهم عدد من الموصلات معا ود) المسافة بين الموصل والحقل المغناطيسي للأرض، في حين أن اتجاه تدفق يتوقف على اتجاه قريب الحركة. ديناموز الاستفادة من هذه العملية الأساسية («تأثير الدينامو»)، أي وجميع الموصلات، الصلبة أو تتأثر بذلك، بما في ذلك البلازما وسوائل أخرى. ينشأ صندوق النقد الدولي على الشمس، مرتبطة البقع الشمسية، وخطوط مجالها (خطوط القوة) يتم سحب بها الرياح الشمسية. وهذا وحده من شأنه أن خط لهم في اتجاه الشمس والأرض، ولكن دوران الشمس زوايا لهم في الأرض بنحو 45 درجة تشكيل حلزوني في الطائرة مسير الشمس)، والمعروفة باسم دوامة باركر. وبالتالي عادة ما تكون مرتبطة خطوط الحقل يمر الأرض إلى تلك القريبة من الحافة الغربية («الطرف») الشمس مرئية في أي وقت. والرياح الشمسية والغلاف المغنطيسي، ويجري اثنين من سوائل إجراء كهربائيا في الحركة النسبية، وينبغي أن يكون قادرة من حيث المبدأ على توليد تيارات كهربائية من خلال العمل دينامو ونقلها الطاقة من تدفق الرياح الشمسية. غير أن ما يعرقل هذه العملية من خلال حقيقة أن البلازما تجري بسهولة على طول خطوط الحقل المغناطيسي، ولكن أقل عمودي بسهولة لهم. يتم نقل الطاقة أكثر فعالية من خلال اتصال المغناطيسي مؤقت بين السطور مجال الرياح الشمسية وتلك التابعة للالمغنطيسي. مما لا يثير الدهشة هو معروف هذه العملية إعادة الربط المغنطيسي. كما سبق ذكره، فإنه يحدث الأكثر بسهولة عندما يتم توجيه مجال الكواكب جنوبا، في اتجاه مماثل إلى المجال المغنطيسي الأرضي في المناطق الداخلية من كل من القطب المغناطيسي الشمالي والقطب المغناطيسي الجنوبي. التخطيطي المغنطيسي للأرض الشفق أصبحت أكثر تواترا وأكثر إشراقا خلال مرحلة مكثفة من الدورة الشمسية عندما تزيد الكتل الاكليلية شدة الرياح الشمسية. تأتي الرياح الشمسية المعبأة بجسيمات مشحونة من بروتونات وإلكترونات وغيرها وتنصب على المجال المغناطيسي للأرض الذي يشكل عقبة أمام التدفق، ويقوم بتحويل مساراتها على ارتفاع حوالي 70,000 كم (نصف قطر 11 الأرض أو إعادة). وتنتج صدمة قوسية بين الجسيمات المشحونة والغلاف الجوي الرقيق في طبقات الجو العليا. يتم تعبئة خط العرض المغنطيسي عالية مع البلازما مع مرور الرياح الشمسية الأرض. تدفق البلازما في الغلاف المغناطيسي يزيد مع الاضطرابات إضافية، والكثافة والسرعة في الرياح الشمسية. ويحظى هذا التدفق بواسطة مكون جنوبا لصندوق النقد الدولي والتي يمكن بعد الاتصال مباشرة إلى خطوط العرض العليا خطوط المجال المغنطيسي الأرضي. ونمط تدفق البلازما في الغلاف المغناطيسي هو أساسا من الكهرومغناطيسي نحو الأرض، وحول الأرض ومرة أخرى في الطاقة الشمسية الرياح من خلال المغناطيسي على الجانب اليوم. بالإضافة إلى التحرك عموديا على المجال المغناطيسي للأرض، ويسافر بعض البلازما في الغلاف المغناطيسي نزولا على طول خطوط الحقل المغناطيسي للأرض، ويكتسب طاقة إضافية ويفقد ذلك إلى الغلاف الجوي في المناطق الشفقي. على الشرفات من الغلاف المغناطيسي، وفصل خطوط المجال المغناطيسي الأرضي التي تغلق من خلال الأرض من تلك التي تغلق تسمح بعد كمية صغيرة من الرياح الشمسية لتصل إلى مباشرة الجزء العلوي من الغلاف الجوي، إنتاج توهج الشفقي. في 26 فبراير 2008، كانت THEMIS تحقيقات قادرة على تحديد، لأول مرة، الحدث اثار لبداية العواصف الثانوية المغنطيسي. اثنان من خمسة تحقيقات، وضع ما يقرب من ثلث المسافة إلى القمر، والأحداث يقاس مما يشير إلى الحدث المغناطيسي إعادة الاتصال 96 ثواني قبل تكثيف الشفقي. العواصف المغناطيسية الأرضية التي تشعل الشفق قد يحدث في كثير من الأحيان خلال الأشهر حول الاعتدالات. ليست مفهومة جيدا، ولكن قد تختلف العواصف المغناطيسية الأرضية مع مواسم الأرض. اثنين من العوامل في الاعتبار هي الميل كل من محور الطاقة الشمسية وعلى الأرض إلى طائرة مسير الشمس. كما تتحرك الأرض في مداره طوال العام سيكون تجربة المجال المغناطيسي بين الكواكب (IMF) من خطوط العرض المختلفة من الشمس، والذي يميل في 8 درجات. وبالمثل، فإن الميل 23 درجة من محور الأرض حول القطب المغناطيسي الأرضي التي تدور مع اختلاف نهاري، يتغير متوسط زاوية اليومية التي يعرض الحقل المغناطيسي الأرضي على الحادث صندوق النقد الدولي طوال العام. هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى التغيرات الدورية طفيفة في طريقة مفصلة أن صندوق النقد الدولي يربط اللامغناطيسي. وهذا بدوره يؤثر على متوسط احتمال فتح الباب من خلالها الطاقة من الرياح الشمسية يمكن أن تصل المغناطيسي الداخلي للأرض، وبالتالي تعزيز الشفق. الإلكترونات المسؤولة عن ألمع أشكال الشفق تحتسب جيدا لمن تسارع في المجالات الكهربائية الديناميكية من الاضطراب البلازما التي واجهتها خلال هطول الأمطار من الغلاف المغناطيسي إلى الغلاف الجوي الشفقي. في المقابل، المجالات الكهربائية الساكنة غير قادرة على نقل الطاقة إلى الإلكترونات نظرا لطبيعتها المحافظة. والإلكترونات والأيونات التي تسبب توهج خافت من الشفق منتشر تظهر عدم الكشف عن تسارع أثناء هطول الأمطار. تقارب خطوط المجال المغناطيسي نحو الأرض التي تخلق «مرآة المغناطيسية» يتحول إلى الوراء الكثير من الإلكترونات المتدفقة نحو الانخفاض مع زيادة قوة المجال. ويتم إنتاج أشكال زاهية من الشفق عندما تسارع الانخفاض لا يزيد فقط من طاقة الإلكترونات عجل ولكن أيضا يقلل من زوايا الملعب الخاصة بهم (الزاوية بين سرعة الإلكترون وناقلات الحقل المغناطيسي المحلي). هذا يزيد كثيرا من معدل ترسب الطاقة في الغلاف الجوي، وبالتالي معدلات تأين، الإثارة ويترتب على ذلك انبعاث ضوء الشفقي. كما أنه يعزز التيار الكهربائي. ويستند واحد النظرية الأولى المقترحة لتسريع الإلكترونات الشفق القطبي على ثابت، أو شبه ثابت، الحقل الكهربائي يفترض ويترتب-أحادي الاتجاه انخفاض محتمل. ومنشؤها التجمع تهمة وما يرتبط بها من متساو-إمكانات وغير محددة حتى الفار . ومع ذلك، معادلة بواسون تشير إلى أن يمكن أن يكون هناك أي تكوين من تهمة مما أدى إلى انخفاض صافي المحتملين. هذه الحقيقة يحظر مفهوم انخفاض محتمل أحادي الاتجاه. وبالتالي فإن نظرية الحقل الكهربائي المقترحة لتسريع الجسيمات الشفقي هي موضع شك كبير لأنه يبدو أن تنتهك مبدأ أساسي من مبادئ الفيزياء. ويستند نظرية أكثر مصداقية على التسارع من قبل لانداو صدى في المجالات الكهربائية المضطربة في المنطقة التسارع. هذه العملية هي في الأساس نفسه الذي يعمل في مختبرات الانصهار البلازما في جميع أنحاء العالم، ويبدو قادرة أيضا على حساب من حيث المبدأ بالنسبة لمعظم - إن لم يكن كل - خصائص مفصلة من الإلكترونات المسؤولة عن ألمع أشكال الشفق أعلاه، أدناه وداخل المنطقة التسارع. كما اقترحت آليات أخرى، على وجه الخصوص، موجات Alfvén، وسائط موجة تنطوي على المجال المغناطيسي لوحظ لأول مرة من قبل هانز ألففين (1942)، والتي لوحظت في المختبر وفي الفضاء. والسؤال هو ما إذا كانت هذه الموجات قد تكون مجرد وسيلة مختلفة للنظر في العملية المذكورة أعلاه، ولكن، لأن هذا النهج لا يشيرون إلى مصدر طاقة مختلفة، ويمكن أيضا أن يوصف العديد من الظواهر الأكبر البلازما من حيث موجات Alfvén. وتشارك أيضا في عمليات أخرى الشفق، ويبقى الكثير مما يمكن تعلمه. وكثيرا ما يبدو الإلكترونات الشفق القطبي التي أنشأتها العواصف المغناطيسية الأرضية الكبيرة لديها طاقات أقل من 1 كيلو، ويتم إيقاف مستوى أعلى، قرب 200 كم. هذه الطاقات المنخفضة تثير أساسا الخط الأحمر من الأكسجين، بحيث غالبا هذه هي الشفق الأحمر. من ناحية أخرى، الأيونات الموجبة أيضا الوصول إلى الأيونوسفير في مثل هذا الوقت، مع الطاقات من 20-30 كيلو، مما يشير إلى أنها قد تكون «تجاوز» على طول خطوط الحقل المغناطيسي للوفيرة أيونات «عصابة تيار» تسارع في مثل هذه الأوقات، من خلال العمليات تختلف عن تلك المذكورة أعلاه. كما يبدو أن تسارع بعض أيونات O + («هندسة المخروطيات») بطرق مختلفة عن طريق عمليات البلازما المرتبطة الشفق. وتسارعت هذه الأيونات بواسطة موجات البلازما في اتجاهات متعامدة أساسا إلى خطوط المجال. ولذا فإنها تبدأ في اجتماعهم «نقاط المرآة» ويمكن السفر إلى أعلى فقط. وعندما يقومون بذلك، «تأثير المرآة» يحول توجهاتها للحركة، من عمودي على خط ميدانية لمخروط من حوله، والذي يضيق تدريجيا، وأصبحت على نحو متزايد موازية على مسافات كبيرة حيث الحقل أضعف من ذلك بكثير. ويعتقد أن الشفق الذي نتج عن «عاصفة مغنطيسية أرضية كبيرة» على حد سواء 28 أغسطس، 2 سبتمبر 1859 ليكون الأكثر إثارة في التاريخ المسجل مؤخرا. في ورقة إلى الجمعية الملكية في 21 تشرين الثاني عام 1861، وصفت بلفور ستيوارت كلا الحدثين الشفق القطبي كما هو موثق من قبل magnetograph الذاتي تسجيل في مرصد كيو وتأسيس اتصال بين العاصفة الشفق القطبي 2 سبتمبر 1859 واندلاع حدث كارينغتون-هودجسون عندما لاحظ أن: «إنه ليس من المستحيل أن نفترض أنه في هذه الحالة تم أخذ جرم سماوي لدينا في هذا القانون». هذا الحدث الشفقي الثاني، التي وقعت في 2 سبتمبر 1859 نتيجة لالمكثفة بشكل استثنائي كارينغتون-هودجسون ضوء الشمسية البيضاء مضيئة في 1 أيلول 1859، أنتجت الشفق، على نطاق واسع جدا ومشرق للغاية، وأنهم شوهدوا وذكرت في القياسات العلمية المنشورة، وسجلات السفينة، والصحف في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وأستراليا. وأفيد من قبل صحيفة نيويورك تايمز أنه في بوسطن يوم الجمعة 2 سبتمبر 1859 الشفق كان «رائعة جدا أنه في حوالي 1:00 الطباعة العادية يمكن قراءة بواسطة النور». الساعة واحد EST الوقت يوم الجمعة سيكون 2 سبتمبر كانت، الساعة 6:00 بتوقيت جرينتش وmagnetograph الذاتي تسجيل في مرصد كيو تم تسجيل العاصفة المغنطيسية الأرضية، التي كانت آنذاك ساعة واحدة من العمر، في شدته الكاملة. الفترة من 1859 1862، نشرت الياس وميس سلسلة من تسع ورقات على معرض الشفقي العظمى عام 1859 في المجلة الأمريكية للعلوم حيث جمعت تقارير على نطاق العالم لهذا الحدث الشفقي. ويعتقد أن الشفق قد تم إنتاجها من قبل واحدة من أشد الكتل الاكليلية في التاريخ. ومن الملاحظ أيضا لحقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي ظواهر النشاط الشفقي والكهرباء كانت مرتبطة بشكل لا لبس فيه. وقدم هذه الرؤية من الممكن ليس فقط بسبب القياسات المغنطيسية العلمية للعصر، ولكن أيضا نتيجة لجزء كبير من 125,000 ميل (201,000 كم) من خطوط التلغراف ثم في الخدمة التي تعطلت كثيرا لعدة ساعات طوال العاصفة. بعض خطوط التلغراف، ومع ذلك، يبدو أنه كان من طول والتوجه لإنتاج تيار كاف يسببها geomagnetically من الحقل الكهرومغناطيسي للسماح لاستمرار التواصل مع إمدادات الطاقة المشغل التلغراف المناسب مغلقا. وذكر التحكم المغناطيسي للشفق التي كتبها اليونانية القديمة المستكشف / جغرافي بيثياس، Hiorter، ووصف مئوية في 1741 دليل على أن التقلبات المغناطيسية كبيرة وقعت عندما لوحظ الشفق في سماء المنطقة. وكان أيضا في وقت لاحق أدركت أن التيارات الكهربائية الكبيرة كانت مرتبطة مع الشفق، التي تتدفق في المنطقة حيث ضوء الشفقي نشأت. ظهرت الخرافات متعددة والنظريات التي عفا عليها الزمن، موضحا الشفق على مر القرون. وقد كان للأضواء الشمالية عددا من الأسماء على مر التاريخ. ودعا كري ظاهرة في «رقصة الأرواح». في أوروبا في العصور الوسطى، كانت الشفق يعتقد عادة أن يكون علامة من الله. هناك مطالبة من 1855 أنه في الميثولوجيا الإسكندنافية: وValkyrior هي العذارى الحربية، التي شنت على الخيل والمسلحة مع خوذات والرماح. /../ عندما تركب عليها في مأمورية، ودروعهم يسلط الضوء الخفقان غريب، والتي ومضات على مدى سماء شمال، مما يجعل ما يسميه رجال «الشفق القطبي»، أو «الأضواء الشمالية». في حين أن فكرة ضرب، وليس هناك هيئة الهائل من الأدلة في الأدب نورس قديم إعطاء هذا التفسير، أو حتى الكثير من إشارة إلى الشفق. على الرغم من أن النشاط الشفقي هو شائع على الدول الإسكندنافية وأيسلندا اليوم، فمن الممكن أن القطب الشمالي المغناطيسي كان إلى حد كبير بعيدا عن هذه المنطقة خلال الفترة المعنية من الميثولوجيا الإسكندنافية. عثر على أول حساب نورس قديم من norðrljós في وقائع النرويجي Konungs Skuggsjá من 1230. وقد استمع المرضية عن هذه الظاهرة من المواطنين العائدين من غرينلاند، وقال انه يعطي ثلاثة تفسيرات محتملة: أن المحيط كان محاطا حرائق واسعة، أن مشاعل الشمس يمكن أن يصل إلى جميع أنحاء العالم إلى جانب لياليها، أو أن الأنهار الجليدية يمكن تخزين الطاقة بحيث أصبحت في نهاية المطاف الفلورسنت. في الأساطير الرومانية القديمة، أورورا هي إلهة الفجر، تجديد نفسها كل صباح لتطير عبر السماء، معلنا وصول أشعة الشمس. وقد أدرجت شخصية من أورورا إلهة في كتابات شكسبير لورد تينيسون، وثورو. في تقاليد السكان الأصليين الأستراليين، يرتبط AUSTRALIS أورورا عادة بالنار. على سبيل المثال، والناس Gunditjmara في غرب فيكتوريا يسمى الشفق "Puae buae"، بمعنى "رماد"، في حين أن الناس Gunai في شرق فيكتوريا ينظر الشفق كما حرائق الغابات في عالم الروح. عندما قال الشعب Dieri جنوب أستراليا أن العرض الشفقي كان "Kootchee"، وهي روح الشر خلق حريق كبير. وبالمثل، فإن الناس Ngarrindjeri جنوب أستراليا وأشار إلى الشفق ينظر على جزيرة كانغارو (جزيرة الكنغر) مثل نيران من الأرواح في 'أرض الموتى ". السكان الأصليين في جنوب غرب ولاية كوينزلاند يعتقد أن الشفق أن تكون نيران "أولاء Pikka"، والأرواح شبحي الذي تحدث إلى الناس من خلال الشفق. نهى عن القانون المقدس أي شخص باستثناء كبار السن من الذكور من مشاهدة أو تفسير الرسائل الأجداد انهم يعتقدون ان تنتقل عن طريق الشفق. بعد معركة فريدريكسبيرغ، يمكن رؤية الأضواء من ساحة المعركة في تلك الليلة. وأحاط جيش الكونفدرالية أنها علامة على أن الله كان على جانبهم أثناء المعركة كما كان من النادر جدا أن واحدا يمكن أن نرى أضواء في ولاية فرجينيا. يتم تفسير على نطاق واسع اللوحة أورورا بورياليس (انظر أورورا بورياليس) (1865) للرسام المشهد الأميركي فريدريك إدوين الكنيسة لتمثيل الصراع من الحرب الأهلية الأمريكية. كل من المشتري وزحل لهما مجالات مغناطيسية أقوى بكثير من الأرض (قوة المجال الاستوائية المشتري 4.3 جاوس مقارنة 0.3 غجاوس للأرض)، وكلاهما تسقط فيه أحزمة الإشعاع واسعة النطاق. وقد لوحظ الشفق عليهما أكثر وضوحا بواسطة تلسكوب هابل الفضائي. كما لوحظ حدوث الشفق على أورانوس ونبتون. ويبدو الشفق القطبي على عمالقة الغاز من الكواكب الكبيرة مثلما تبدو على الأرض، والسبب هو انصباب جسيمات سريعة تأتي مع الريح الشمسية متتبعة خطوط المجال المغناطيسي وتنصب هناك وتدخل جو الأرض. تصتدم الجسيمات الريعة بذرات هواء الأرض وتحثها على إصدار تلك الأضواء. كما يحدث ذلك مع جو المشتري والكواكب الأخرى التي تتميز بمجال مغناطيسي قوي لها. التي لديها البراكين النشطة والأيونوسفير، هو مصدر قوي خصوصا، وكذلك توليد تياراته انبعاثات الراديو، ودرس منذ عام 1955. الشفق أيضا لوحظ على أسطح أيو، أوروبا، وجانيميد، وذلك باستخدام تلسكوب هابل الفضائي. كما لوحظت هذه الشفق على كوكب الزهرة والمريخ. لأن الزهرة لا يوجد لديه جوهري (الكواكب) المجال المغناطيسي، الشفق في كوكب الزهرة تظهر فيه بقع مشرقة ومنتشرة في أشكل متفاوتة وشدة، وزعت في بعض الأحيان عبر القرص الكوكبي الكامل. يتم إنتاج الشفق الزهرة بسبب تأثير الإلكترونات القادمة من الرياح الشمسية وعجل في الغلاف الجوي من جانب الليل. تم الكشف عن الشفق أيضا على سطح المريخ، في 14 أغسطس 2004، في الصك SPICAM على متن مارس اكسبريس. ويقع الشفق في تيرا Cimmeria، في المنطقة من 177 درجة شرقا، 52 ° الجنوبية. وكان الحجم الإجمالي للمنطقة انبعاث حوالي 30 كيلومترا عبر، وربما حوالي 8 كم عالية. من خلال تحليل خريطة الشذوذ المغناطيسي القشرة الأرضية جمعها مع بيانات من مساح المريخ العالمي، لاحظ العلماء أن هذه المنطقة من انبعاثات يتفق مع منطقة حيث يكون موضعيا أقوى مجال مغناطيسي. هذه العلاقة إلى أن أصل انبعاث الضوء كان تدفق الإلكترونات تتحرك على طول الخطوط المغناطيسية القشرة ومثيرة الغلاف الجوي العلوي للمريخ. اختلفت تفاسير كل شعب على حدة ممن عايشوا الشفق القطبي، ومعظمهم حاكوا على مر العصور أساطير وخرافات كثيرة متعلقة بحقيقته الساحرة. من الشعوب التي حاكت الأساطير حول هذه الظاهرة الطبيعية شعب الأسكيمو واعتقد الأسكيمو أن الشفق ما هو إلا كائن حي فضولي. «إذا ما تحدثت بصوت خافت، سوف تقترب لتحاول إشباع فضولها.» أما بالنسبة للرومان، فالأورورا (الشفق القطبي) هي آلهة الفجر وهي أخت القمر، والذي يعد عندهم آلهة أخرى. وتقول الأسطورة الرومانية أن هذه الآلهة (أورورا) تقطع السماء في عربتها وقبيل الفجر يسبقها ابنها - نسيم الصباح - معلنة قدوم عربة أبولو - إله الموسيقى والنور والفطنة - حاملة شمس اليوم الجديد.
https://ar.wikipedia.org/wiki/الشفق القطبي
6e37b102c45a413ce7b23bafe9ccac17
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.949834", "source": "Wikipedia" }
اتحاد سوفيتي
الاتحاد السوفيتي
اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية دولة اشتراكية شيوعية سابقة شملت حدودها أغلب مساحة منطقة أوراسيا في الفترة ما بين عامي 1922 وحتى 1991. وكان يتكون من خمسة عشر جمهورية ذات حكم ذاتي. وتعد موسكو التي كانت متواجدة في جمهورية روسيا الاشتراكية السوفيتية عاصمة لها. المراكز الحضرية الرئيسية الأخرى كانت لينينغراد (كانت أيضا في جمهورية روسيا الاشتراكية السوفيتية)، كييف (في جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية)، مينسك (في جمهورية بيلاروس الاشتراكية السوفيتية)، طشقند (في جمهورية أوزبكستان الاشتراكية السوفيتية)، ألما آتا (في جمهورية كازاخستان الاشتراكية السوفيتية) ونوفوسيبيرسك. والاسم مأخوذ عن الترجمة الروسية للاسم الكامل لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وهو Союз Советских Социалистических Республик (Союз Советских Социалистических Республикⓘ) نق: (سايوز سافيتسكيخ سوتسياليستيتسشكخ ريسبوبليك) ويعرف اختصارا بالروسية СССР أو «إس إس إس إر» ويعرف عامة بالاسم القصير له وهو الاتحاد السوفيتي (وتصوت الاتحاد السوڤييتي) والمأخوذ عن الاسم القصير له والمترجم من الروسية وهو Советский Союз، سافيتسكي سايوز. وكلمة «سوفيت» في اللغة الروسية (والنطق الصحيح لها «سافيت») تعني «النصيحة» أما كلمة «سافيت» ككيان والتي اشتق منها اسم الدولة فيما بعد فكانت الاسم الذي أطلق على أول مجلس محلي للعمال أنشئ في مقاطعة «إيفانافو» في عهد الإمبراطورية الروسية السابقة عام 1905. ويعد مجلس السوفيت المرجعية الأساسية للمجتمع والنظام الشيوعي في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية. ولد الاتحاد السوفيتي من رحم الإمبراطورية الروسية التي أصابها الضعف والوهن مما حل بها من أحداث سياسية مثل الثورة الروسية التي قامت عام 1917 وتحولت فيما بعد إلى الحرب الأهلية الروسية والتي دامت أربعة أعوام كاملة فيما بين 1918 وحتى 1921. وتكون الاتحاد السوفيتي من اتحاد العديد من الدول السوفيتية فيما بينها مكونة الكيان السياسي المعروف، وإن كان اسم «روسيا» (كبرى الدول المؤسسة للاتحاد السوفيتي والوريث الشرعي له) ظل يطلق على الكيان السياسي الجديد لفترة من الوقت حتى مع وجود اسم «الاتحاد السوفيتي». وبنظرة سريعة نجد أن الاتحاد السوفيتي لم تكن له حدود دولية ثابتة منذ نشأته، إذ تغيرت حدوده بتغير الزمن وتعاقب الأحداث التاريخية حيث قاربت حدوده في أعقاب الحرب العالمية الثانية حدود الإمبراطورية الروسية السابقة خاصة بعد ضم مساحات شاسعة من الأراضي المجاورة لأراضيه والتي تمثلت في دول البلطيق وشرق بولندا ومنطقة بيسارابيا في شرق أوروبا وبذلك كان الاتحاد السوفيتي قد استعاد كامل حدود الإمبراطورية الروسية ماعدا باقي الأراضي البولندية والفنلندية وألاسكا. تعود جذور الاتحاد السوفيتي إلى ثورة أكتوبر عام 1917 عندما أطاح البلاشفة بقيادة فلاديمير لينين بالحكومة المؤقتة التي حلت في وقت سابق محل الملكية في الإمبراطورية الروسية، وكانت بداية حرب أهلية بين الجيش الأحمر البلشفي والعديد من القوات المناهضة للبلشفية عبر الإمبراطورية السابقة، ومن بينهم أكبر فصيل وهو الحرس الأبيض، الذي شارك في قمع عنيف ضد الشيوعية، ويعرفها البلاشفة وأنصارهم من العمال والفلاحين باسم الإرهاب الأبيض. توسع الجيش الأحمر وساعد البلاشفة المحليين على تولي السلطة، وإنشاء السوفيتات. بحلول عام 1922، انتصر البلاشفة، وشكلوا الاتحاد السوفيتي بتوحيد جمهوريات روسيا، والقوقاز، وأوكرانيا، وبيلاروس. بلغت المساحة الإجمالية للاتحاد السوفيتي 22,276,060 كيلومتر مربع. وبالتالي كان هذا الاتحاد أكبر دولة في العالم وكذلك روسيا التي تعد الوريث الأساسي لهذا الامتداد الجغرافي وتغطي هذه المساحة حوالي سدس المساحة الإجمالية للكرة الأرضية (من دون احتساب المحيطات والبحار / اليابسة فقط) وكان هذا الحجم مماثلا لحجم القارة الأمريكية الشمالية كاملة. شكل الجزء الأوروبي من الاتحاد السوفيتي ربع مساحة البلاد وكان أيضا يمثل مركز الثقل الاقتصادي والثقافي للبلاد وفي نفس الوقت امتد المجال الشرقي في آسيا إلى سواحل المحيط الهادئ شرقا أما جنوبا إلى حدود أفغانستان وباستثناء بعض المناطق في آسيا الوسطى كان هذا المجال الشاسع ذا كثافة سكانية ضعيفة وضم هذا الفضاء 12 منطقة زمنية وخمسة مناطق مناخية (التندرا. التايغا. السهوب. الصحراء والجبال ) كما كان للاتحاد السوفيتي أطول حدود في العالم وكذلك الأمر بالنسبة للاتحاد الروسي حيث بلغ طولها حوالي 60,000 كيلومتر وفي الاتحاد السوفيتي أكبر بحيرة مياه عذبة وهي بحيرة بايكال وهي لا تزال الآن جزءا من روسيا، أما الدول التي كانت تحد الاتحاد السوفيتي هي أفغانستان، الصين، تشيكوسلوفاكيا، فنلندا، المجر، إيران، منغوليا، كوريا الشمالية، النرويج، بولندا، رومانيا، وتركيا. يعتبر الاتحاد السوفيتي وريثا للإمبراطورية الروسية وما أعقبها من حكومة انتقالية صورية قصيرة العمر بزعامة جيورجي لفوف ومن بعده أليكساندر كيرينسكي وذلك منذ نهاية حكم آخر القياصرة الروس وهو القيصر نيكولاي الثاني والذي انتهى حكمه فعليا في مارس من عام 1917 حيث أزيحت الإمبراطورية عن حكم البلاد في أعقاب ثورة فبراير وحلت حكومة انتقالية بديلا عنها لم تدم أكثر من ستة أشهر إلى أن تم إقصاؤها هي الأخرى عن الحكم بواسطة فلاديمير لينين في نوفمبر من نفس العام وذلك في أعقاب ثورة أكتوبر. ومنذ 1917 وحتى 1922 كونت جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية النواة الأساسية للاتحاد السوفيتي حيث كانت دولة مستقلة في تلك الفترة كحال باقي الدول السوفيتية في ذلك الوقت حتى تم إعلان قيام الاتحاد السوفيتي رسميا في السادس والعشرين من ديسمبر لعام 1922 وذلك عن طريق تكوين اتحاد فيدرالي ضم أربعة دول وهي جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية (والتي عرفت باسم روسيا البلشفية) بالإضافة إلى جمهوريات أوكرانيا وبيلاروس والقوقاز الاشتراكية السوفيتية الأخرى والتي كان البلاشفة قد سيطروا على مقاليد الحكم بها. كان الاتحاد السوفيتي منذ ضم جمهورية إستونيا الاشتراكية السوفيتية في السادس من أغسطس عام 1940 وحتى اعترافه بجمهورية كاريليا الفنلندية الاشتراكية السوفيتية كجمهورية كاريليا الاشتراكية السوفيتية الممنوحة حكما ذاتيا في السادس عشر من يوليو عام 1956، كان تعداد الدول الاتحادية قد بلغ ست عشرة دولة.) وكونه أقدم الدول الدستورية الشيوعية كان الاتحاد السوفيتي النموذج المحتذى به لأغلب الدول الساعية لتطبيق الأفكار الماركسية اللينينية خلال فترة الحرب الباردة. وكانت المؤسسات الحكومية والسياسية بالبلاد توصف باسم المؤسسات البلشفية حتى أصبح يطلق عليها فيما بعد اسم الحزب الشيوعي السوفيتي. ومنذ عام 1945 وحتى تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991 (وهي الفترة التي عرفت في التاريخ بالحرب الباردة) كانتا الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة القوتان العظميان المسيطرتان على الأجندة الدولية بكل جوانبها سواء الاقتصادية أو تلك المتعلقة بالشؤون الدولية لباقي الدول وحتى العمليات العسكرية التي تشنها باقي الدول على بعضها البعض إضافة إلى التبادل الثقافي والتقدم العلمي الشامل خاصة في مجال الأبحاث واستكشاف الفضاء حتى امتدت السيطرة لمجال الألعاب والمسابقات الدولية مثل الألعاب الأوليمبية وبطولات العالم في الرياضات المختلفة. وتعد روسيا الاتحادية الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي والتي كانت عضوا في اتحاد الدول المستقلة وقوة عالمية ذات ثقل معترف بها، حيث أخذت روسيا ممثليها الدوليين والكثير من قواتها المسلحة عن الاتحاد السوفيتي السابق. هو أبو الدولة السوفيتية، ولد في عام 1870 وتخرج محاميا لكنه أصبح ثوريا وعندما قرأ كتب ماركس وأنجلز تغير نمط حياته فأصبح رجلا ماركسيا متأثرا بالماركسية وبدأ نشاطاته الثورية ضد الإمبراطورية الروسية وإقامة دولة شيوعية. وعندما قامت الثورة ضد القيصر نيقولاي الثاني تمكن الثوار من تحقيق النصر فقامت حكومة روسية مؤقتة وكان فلاديمير لينين يريد الوصول إلى سدة الحكم وإقامة دولة روسية شيوعية تتبع النظام الاشتراكي فقام البلاشفة عام 1917 بالثورة التي عرفت بالثورة البلشفية تحت إمرة لينين. تمكن البولشيفيك من القضاء على الحكومة الروسية المؤقتة وقيام جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية وأصبح لينين زعيما لروسيا وكان مساعده الأول في الثورة ليون تروتسكي قد تعرض لمحاولة اغتيال برصاصتين وأصيب برأسه ولكنه لم يستسلم. أصبح لينين قائد الدولة السوفيتية في الحرب الأهلية الروسية وتحقق الانتصار لصالح لينين. قام الأطباء بعمليات جراحية وتمكنوا من إخراج رصاصة واحدة أما الأخرى فبقيت ولم يستطيعوا إخراجها فتعرض لينين إلى جلطات دماغية وكانت آخر واحدة هي القاتلة فتوفي لينين عام 1924 وأقيمت جنازة كبيرة له وتم تحنيطه ووضعه في الضريح واعتبر ضريحه جزءا من الساحة الحمراء في موسكو. بدأ النشاط الثوري في الإمبراطورية الروسية على يد متمردي ديسمبر في عام 1825، وبالرغم من أن العبودية قد ألغيت من كل أنحاء الإمبراطورية عام 1861 على يد القيصر أليكسندر الثاني وأعطي الأقنان أو كما يسمون «ملح الأرض» حريتهم إلا أن القانون الإصلاحي الجديد لم يعط الفلاحين البسطاء حقوقهم بقدر ما أعطاهم من حرية مما كون دافعا جديدا لدى الثوار للتخلص من الحكم القيصري. وعلى الرغم من إنشاء البرلمان المحلي (الدوما) عام 1906 وذلك في أعقاب ثورة 1905 إلا أن قيصر روسيا في ذلك الوقت قام بإحباط كل المحاولات لتحويل البلاد من الملكية المطلقة إلى الملكية الدستورية. مما أدى إلى تعاظم الاضطرابات الداخلية والغضب الشعبي العام من مجمل الأحداث خاصة بعدما نالت جيوش الإمبراطورية هزيمة نكراء خلال الحرب العالمية الأولى وما تبعها من نقص في الطعام والمؤن خاصة في المدن الكبرى. وقد ساهمت انتفاضة شعبية قام بها السكان في مدينة سان بطرسبورغ اعتراضا على تدني حالة البلاد العسكرية والأخلاقية وتراجعها في شتى المجالات في إشعال ثورة شاملة في كافة أنحاء البلاد عرفت باسم ثورة فبراير مما أدى إلى الإطاحة بالنظام القيصري في مارس 1917 حيث حلت الحكومة الروسية المؤقتة محل الحكم القيصري الأوتوقراطي والتي أراد قادتها (أي الحكومة المؤقتة) إجراء انتخابات محلية لتكوين المجلس التشريعي الروسي عن طريق الاقتراع الشعبي بالإضافة إلى الاستمرار في الحرب العالمية الأولى بجانب قوات الحلفاء. وفي نفس الوقت ومن أجل ضمان حقوق الطبقة العاملة في المجتمع تنامت اتحادات العمال، والتي أطلق عليها اسم «سافيت»، بطول البلاد وعرضها وتعاظم دورها خاصة في لم شمل الثوار وتوفير مكان مناسب يأوي اجتماعاتهم، ومن تلك المجالس والاتحادات السوفيتية استطاع البلاشفة بقيادة فلاديمير لينين الترويج لثوراتهم والقيام بها حتى تمكنوا خلال ثورة أكتوبر من انتزاع السلطة من الحكومة المؤقتة في نوفمبر من عام 1917. وبحلول ديسمبر من العام نفسه قام البلاشفة بتوقيع اتفاقية هدنة مع قوات المحور إلا أن القتال تجدد مرة أخرى في فبراير من العام التالي حتى قام السوفيت بوضع نهاية للحرب وتوقيع معاهدة بريست-ليتوفسك في الثالث من مارس من عام 1918 والتي قضت بخروج جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية من الحرب العالمية الأولى. ولم تستقر الأمور للقوى السوفيتية الناشئة إلا بعد حرب أهلية طويلة الأمد دامت لمدة أربعة سنوات بداية من عام 1917 وحتى عام 1923 بين الجيش الأحمر وحركة البيض وما تضمنته تلك الحرب من تدخل أجنبي من جانب القوى العظمى في ذلك الوقت ومن بعده إصدار الأحكام بإعدام القيصر نيكولاي الثاني وعائلته. وفي مارس من عام 1921 دارت رحى الحرب مرة أخرى على الجبهة الشرقية فيما عرف بالحرب الروسية البولندية بين القوات الروسية والقوات البولندية المدعومة بالحركات الانفصالية في بيلاروس وأوكرانيا وانتهت بتوقيع معاهدة ريغا بين بولندا وروسيا السوفيتية، إلا أن تلك المعاهدة لم تقم بتهدئة الأوضاع بالقدر الكافي حيث اضطر الاتحاد السوفيتي في دخول نزاعات مسلحة مماثلة مع دولا أخرى كانت ترنو إلى الاستقلال منذ عهد الإمبراطورية مثل فنلندا إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. مع نهاية عصر إمبراطورية الصين بزوال حكم سلالة كينج نهائيا عام 1911 بقيت الصين لفترة من الزمن تحت حكم الكثير من أمراء الحرب العظام منهم والضعاف في فترة عرفت في تاريخ الصين الحديث بعصر أمراء الحروب، ومن أجل إعادة الاستقرار للبلاد واسترجاع الأراضي التي استقل بها حكامها عن بر الصين الرئيسي الذين سيطروا على مساحات كبيرة من شمال الصين، قامت الحركات المناهضة للملكية وكذلك الحزب القومي الجديد في الصين الكومينتانج بالإضافة إلى رئيس جمهورية الصين في ذلك الوقت صن يات سين بطلب تدخل القوى الخارجية لمساعدته على الإمساك بزمام الأمور. ومع تجاهل الديموقراطية الغربية لطلبات صن يات سين بمد يد العون له ومساعدته على تدارك الأمور في البلاد، توجه صن يات سين إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1921 الذي وجد قادته في المطالب الصينية فرصة سانحة لمد نفوذهم وفكرهم السياسي لهذه البقعة المؤثرة في آسيا ومن ثم قام الاتحاد السوفيتي بوضع الخطط اللازمة لدعم كل من الكومينتانج (حيث تعهد أودلف جوفي ممثل الاتحاد السوفيتي في الصين بدعم بلاده للمساعي الحثيثة التي يقودها صن يات سين من أجل توحيد الصين وذلك في خطاب مشترك جمع بين الطرفين في شانغهاي عام 1923.) وكذلك الحزب الشيوعي الصيني حديث العهد بالحياة السياسية. وبالرغم من ميل الاتحاد السوفيتي نحو إرساء قواعد الحزب الشيوعي في الصين إلا أنه كان مستعدا للخروج فائزا في كلتا الحالتين سواء ببقاء السلطة في يد القوميين أو تحولها للشيوعيين مما أدى إلى تأجج الصراع على السلطة بين الطرفين. في الثامن والعشرين من ديسمبر عام 1922 تم عقد مؤتمر حضره وفود مفوضة من كل من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية وجمهورية القوقاز الاشتراكية السوفيتية وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية وجمهورية بيلاروس الاشتراكية السوفيتية أقروا فيه اتفاقية تأسيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وكذلك إعلان تأسيس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية وتم التصديق على كلتا الوثيقتين مع انعقاد مجلس السوفيت الأعلى لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية للمرة الأولى في الثلاثين من ديسمبر لعام 1922، تلك الوثائق التي قام بتوقيعها رؤساء الوفود الممثلين في ميخائيل كالينين وميخا تسخاكايا عن روسيا وميخائيل فرونز عن القوقاز وجريجوري بيتروفسكي عن أوكرانيا وأخيرا أليكساندر شيرفياكوف رئيسا لوفد بيلاروس. وفي الأول من فبراير لعام 1924 اعترفت الإمبراطورية البريطانية رسميا بالاتحاد السوفيتي وفي نفس العام وضع الدستور السوفيتي وتم التصديق عليه ليضفي جانب الشرعية على الوحدة التي قامت بين جمهوريات روسيا الاتحادية والقوقاز وأوكرانيا وبيلاروس الاشتراكية السوفيتية وما ترتب عليها من إعلان تأسيس «اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية». وبدأت إعادة الهيكلة الاقتصادية والصناعية والسياسية منذ باكورة عهد القوى السوفيتية الناشئة وتحديدا منذ عام 1917 حيث تم تنفيذ العديد من الخطط الإصلاحية من خلال المراسيم السوفيتية الأولية والموقعة من جانب فلاديمير لينين ولم تكن قد ارتقت بعد لمرتبة الدساتير. واحدة من أهم تلك الخطط الإصلاحية هي خطة غويلرو والتي هدفت لإيصال الكهرباء لكل أنحاء الجمهورية السوفيتية كخطوة أساسية لإعادة الهيكلة الاقتصادية. وخرجت الخطة أول مرة للنور عام 1920 ووضع لها جدول زمني للانتهاء منها قدر بعشرة إلى خمسة عشر عام واعتمدت أساسا لإنشاء شبكة محلية من 30 محطة طاقة عشرة منهم يقومون بتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الكهرمائية بالإضافة إلى كل ما يتبع تلك المحطات من مصانع كبرى تستخدم الكهرباء في تشغيلها. واستمر تنفيذ تلك الخطة منذ إعلانها عام 1920 حتى استكملت بحلول عام 1931 وأصبحت نموذجا للخطط الخمسية السوفيتية الأخرى والتي تبنتها الحكومة ووصل عدد الخطط إلى ثلاثة عشر خطة خمسية منذ عام 1928 وحتى زوال الاتحاد السوفيتي عام 1991. منذ بداية نشأته في السنوات الأولى، تبنى الاتحاد السوفيتي نظام الحزب الواحد في الحكم وهو الحزب الشيوعي (أو حزب البلاشفة) والذي دافع عنه القادة السوفيت وبرروا وجوده كحزب أوحد في البلاد بأنها الطريقة المثلى لتأكيد القضاء على النفوذ الرأسمالي في البلاد وضمان عدم عودته مرة أخرى للاتحاد السوفيتي كذلك تطبيقا وإرساء لقواعد المركزية الديموقراطية التي تمثل إرادة الشعب الحر. ومنذ الأيام الأخيرة في حياة لينين وعدم قدرته على أداء دوره السياسي نتيجة لمرضه الشديد حامت الشكوك حول مستقبل البلاد الاقتصادي خاصة ما يتعلق بالمجال الزراعي حيث قامت حكومة الاتحاد السوفيتي في وقت سابق بالسماح مرة أخرى بالملكية الفردية للأراضي الزراعية بجانب الملكية العامة المملوكة أساسا للدولة خلال العشرينيات من القرن الماضي وذلك في محاولة لتدوير عجلة الإنتاج الزراعي بعد نهاية الحرب الأهلية الروسية وتكوين حكومة سوفيتية جديدة حلت محل حكومة الحرب التي كانت منوطة بإدارة شؤون البلاد طوال فترة الحرب الأهلية كما قامت الحكومة بفرض ضرائب جديدة على المنتجات الزراعية بدلا من جمع المحاصيل والمنتجات الأخرى من الحقول وتوزيعها وذلك تطبيقا لما أقرته الحكومة السوفيتية وأطلقت عليه اسم السياسة الاقتصادية الجديدة؛ ومن ثم احتدم الصراع بين القادة السوفيت على السلطة بعد وفاة لينين عام 1924. حدثت العديد من التغيرات في الحياة السياسية داخل الاتحاد السوفيتي بداية من تولي السلطة والصراع من أجلها وحتى البحث عن بديل يقوم بالدور الشاغر الذي تركه لينين بعد وفاته والذي كان كبيرا بالفعل لدرجة دفعت القادة السوفيت لتكوين «الترويكا» وهو مجلس ثلاثي يتكون من ثلاثة أفراد من القوى السياسية البارزة في البلاد ويوكل لهذا المجلس إقرار القوانين والأمور السياسية المتعلقة بالبلاد دون التدخل في شؤون الحكم ذاتها وهو نموذج مأخوذ أساسا عن الإمبراطورية الرومانية القديمة، وتم اختيار جريجوري زينوفايف من أوكرانيا وليف كامينيف من روسيا ويوسف (جوزيف) ستالين من جورجيا كأعضاء في «الترويكا». بدأ ستالين في بسط نفوذه السياسي منذ أن قام لينين بتعيينه رئيسا للجنة الرقابة الإدارية والتي كانت تقوم بأعمال تفتيش مفاجئة لضمان جودة سير العمل في مختلف المصالح والمنشآت الحكومية وعرفت تلك الهيئة باسم «لجنة العمل والفلاحين التفتيشية» أو اختصارا (رابكرين). وفي الثالث من إبريل لعام 1922 تولى ستالين منصب سكرتير عام الحزب الشيوعي السوفيتي ومن هذه المرحلة صعود ستالين للسلطة عمل ستالين على تكوين نفوذ قوي في أرجاء الحياة السياسية في الاتحاد السوفيتي معتمدا على عزل وتنحية كل معارضيه داخل الحزب حتى أصبح الزعيم الأوحد للبلاد مع نهاية العقد الثاني من القرن العشرين وأقر سياسات شمولية لحكم البلاد، خاصة بعدما تخلص من آخر معارضيه وهم جريجوري زينوفايف وليون تروتسكي حيث قام بطردهما من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي ومن بعد نفيهما سواء داخل البلاد (زينوفايف) أو خارجها (تروتسكي). في عام 1928 قدم ستالين الخطة الخمسية الأولى من أجل بناء اقتصاد شيوعي شامل في البلاد. وبقدر سعي ستالين نحو تحقيق الاشتراكية الدولية التي عمل من أجلها لينين من قبل وكانت أحد المبادئ التي نادت بها الثورة، عمل ستالين على تأكيد نظرية شيوعية الدولة الواحدة التي كان قد نادى بها من قبل عام 1924. ففي المجال الصناعي على سبيل المثال أحكمت الدولة السوفيتية قبضتها على كل الهيئات الصناعية والإنتاجية متبنية العديد من البرامج تصنيعية الضخمة، كما قامت بإنشاء المزارع الجماعية من أجل تحقيق نهضة مماثلة في المجال الزراعي. لاقت فكرة إنشاء المزارع الجماعية معارضات شديدة من جانب الكولاك (مالكي المزارع وأصحاب الملكيات الخاصة للأراضي الزراعية) بالإضافة إلى بعض الفلاحين ميسوري الحال نسبيا الذي كانوا يتعمدون إخفاء جزء من إنتاجهم الزراعي وعدم تسليمه للدولة وبيعه لحسابهم الخاص فيما بعد. مما أدى لعديد من الاشتباكات بين الكولاك من جانب والسلطات المحلية وبقية الفلاحين الفقراء من جانب آخر الأمر الذي أدى لانتشار المجاعات في أنحاء البلاد مما دفع ستالين للتخلص من الكولاك حيث تم اعتقالهم سياسيا وإرسالهم إلى الجولاج للقيام بأعمال السخرة الجماعية. كما ورد وجود العديد من حركات الاغتيال المنظم لغالبية الكولاج الذين كانوا يقدرون بنحو 60 مليون فرد (كما وصفهم الروائي الروسي الشهير أليكساندر سولجينيتسين) حتى تناقص عددهم لأقل من 700 ألف فرد (وفقا لل
https://ar.wikipedia.org/wiki/اتحاد سوفيتي
28af0a27fe537acaa94a99c5b13120a8
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:38.994538", "source": "Wikipedia" }
المانيا الشرقية
ألمانيا الشرقية
ألمانيا الشرقية ‏، رسميا جمهورية ألمانيا الديمقراطية (‏، ( سماع)، تختصر DDR، ( سماع))؛ كانت دولة في وسط أوروبا، قامت في 7 أكتوبر 1949 حتى حلها في 3 أكتوبر 1990. صنفت عموما على أنها دولة شيوعية، ووصفت نفسها بأنها دولة اشتراكية "دولة العمال والفلاحين". كانت أراضيها تحت سيطرة واحتلال القوات السوفيتية بعد استسلام ألمانيا النازية بعد الحرب العالمية الثانية، عندما أقرت اتفاقية بوتسدام منطقة الاحتلال السوفياتي التي يحدها من الشرق خط أودر-نايسه. طوقت المنطقة السوفيتية برلين الغربية لكنها لم تشملها وظلت برلين الغربية خارج نطاق ولاية جمهورية ألمانيا الديمقراطية. من عام 1949 إلى عام 1989 كانت ألمانيا الشرقية جزءا من الكتلة الشرقية في الحرب الباردة. يصف معظم العلماء والأكاديميين جمهورية ألمانيا الديمقراطية بالديكتاتورية الشمولية. أنشأت جمهورية ألمانيا الديمقراطية في المنطقة التي احتلها الاتحاد السوفيتي من ألمانيا النازية، بينما تأسست جمهورية ألمانيا الاتحادية، التي يشار إليها باسم ألمانيا الغربية، في المناطق المحتلة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا. كانت في البداية دولة تابعة للاتحاد السوفيتي، ثم بدأت سلطات الاحتلال السوفياتي في نقل المسؤولية الإدارية إلى القادة الشيوعيين الألمان في عام 1948 وصارت دولة في 7 أكتوبر 1949، واكتسبت السيادة من الاتحاد السوفيتي في عام 1955 إلا أن القوات السوفيتية بقيت في البلاد طوال الحرب الباردة. حتى عام 1989 حكم ألمانيا الديمقراطية حزب الوحدة الاشتراكية الألماني، وشاركت الأحزاب الأخرى اسميا في تحالف الجبهة الوطنية لجمهورية ألمانيا الديمقراطية. جعل حزب الوحدة الاشتراكية تدريس الماركسية اللينينية واللغة الروسية إلزاميا في المدارس. كان الاقتصاد مخططا مركزيا مملوكا للدولة. كما كانت أسعار المساكن والسلع والخدمات الأساسية مدعمة بشكل كبير ومددة من قبل مخططي الحكومة المركزية بدلا من الارتفاع والانخفاض وفق العرض والطلب. على الرغم من أن جمهورية ألمانيا الديمقراطية اضطرت إلى دفع تعويضات حرب كبيرة للسوفييت، إلا أنها أصبحت الاقتصاد الأكثر نجاحا في الكتلة الشرقية. كانت الهجرة إلى الغرب مشكلة كبيرة لأن العديد من المهاجرين كانوا شبابا على قدر عالي من التعليم. هذه الهجرة أضعفت الدولة اقتصاديا. ردا على ذلك حصنت الحكومة حدودها الداخلية وبنت جدار برلين في عام 1961. العديد من الأشخاص الذين حاولوا الفرار قتلوا على أيدي حرس الحدود أو الأفخاخ المتفجرة مثل الألغام الأرضية. قضى أولئك الذين قبض عليهم فترات طويلة في السجن لمحاولتهم الفرار. في عام 1951 أجري استفتاء في ألمانيا الشرقية بشأن إعادة تسليح ألمانيا، صوت 95٪ من السكان لصالحه. في عام 1989 أدت العديد من العوامل والتحركات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية وخارجها، ومن أبرزها الاحتجاجات السلمية التي بدأت في مدينة لايبزيغ، أدت إلى سقوط جدار برلين وأتت بحكومة ملتزمة بالتحرير. في العام التالي أجريت انتخابات حرة ونزيهة وأدت المفاوضات الدولية إلى توقيع معاهدة التسوية النهائية حول وضع وحدود ألمانيا الموحدة في المستقبل. حلت جمهورية ألمانيا الديمقراطية عندما انضمت ولاياتها إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية بموجب المادة 23 من القانون الأساسي في 3 تشرين الأول / أكتوبر 1990. حوكم فيما بعد العديد من قادة ألمانيا الديمقراطية، ولا سيما آخر زعيم شيوعي لها إيغون كرينتس بسبب جرائم ارتكبت خلال زمن جمهورية ألمانيا الديمقراطية. جغرافيا، يحد جمهورية ألمانيا الديمقراطية بحر البلطيق من الشمال، وبولندا من الشرق، وتشيكوسلوفاكيا من الجنوب الشرقي، وألمانيا الغربية من الجنوب الغربي والغرب. داخليا، حدت ألمانيا الديمقراطية أيضا القطاع السوفيتي من برلين المحتلة من قبل الحلفاء، والمعروفة باسم برلين الشرقية، والتي كانت تدار أيضا كعاصمة فعلية للدولة. كما حدت القطاعات الثلاثة المحتلة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والمعروفة مجتمعة باسم برلين الغربية. عزلت القطاعات الثلاثة المحتلة من الدول الغربية عن جمهورية ألمانيا الديمقراطية بواسطة جدار برلين منذ بنائه في عام 1961 حتى تم إسقاطه في عام 1989. كانت التسمية الرسمية دويتشي ديموكراتيش ريببليك (الجمهورية الألمانية الديمقراطية)، تختصر عادة دي دي آر. استخدم كلا المصطلحين في ألمانيا الشرقية، مع استخدام متزايد للصيغة المختصرة، تحديدا منذ اعتبار ألمانيا الشرقية الألمان الغربيين والبرلينيين الغربيين أجانب في أعقاب صدور دستورها الثاني في عام 1968. تجنب الألمان الغربيون ووسائل الإعلام الغربية ورجال الدولة في البداية التسمية الرسمية واختصارها، واستخدمت عوضا عنهما مصطلحات مثل أوستزون (المنطقة الشرقية) سوفجيتيش بيساتزونغزون (منطقة الاحتلال السوفييتي، عادة ما اختصرت إس بي زد) وسوغينانت دي دي آر أو «ما يسمى جي دي آر». أشير إلى مركز السلطة السياسية في برلين الشرقية ببانكوف (أشير إلى مقر قيادة القوات السوفييتية في ألمانيا الشرقية باسم كارلشورست). وعلى الرغم من ذلك ومع مرور الوقت، استخدم اختصار دي دي آر بصورة متزايدة بالعامية من قبل الألمان الغربيين ووسائل الإعلام في ألمانيا الغربية. عند استخدامه من قبل الألمان الغربيين، كان ويستدويتشلاند (ألمانيا الغربية) مصطلحا يشير دائما تقريبا إلى المنطقة الجغرافية لألمانيا الغربية لا إلى المنطقة التي ضمن حدود جمهورية ألمانيا الاتحادية. وعلى الرغم من ذلك، لم يكن هذا الاستخدام متطابقا دائما واستخدام البرلينيون الغربيون في أغلب الأحيان مصطلح ويستدويتشلاند للدلالة على الجمهورية الاتحادية. قبل الحرب العالمية الثانية، استخدم مصطلح أوستدويتشلاند (ألمانيا الشرقية) لوصف جميع الأراضي شرقي إلبه (إلبيا الشرقية)، كما يتضح في أعمال عالم الاجتماع ماكس فيبر والمنظر السياسي كارل شميت. عند شرحه التأثير الداخلي لنظام جمهورية ألمانيا الديمقراطية من منظور التاريخ الألماني على المدى البعيد، حاجج المؤرخ غيرهارد إيه. ريتر (2002) أن ملامح دولة ألمانيا الشرقية رسمت عبر قوتين مهيمنتين، الشيوعية السوفييتية من جهة، والتقاليد الألمانية المصفاة من خلال تجارب فترة ما بين الحربين للألمان الشيوعيين من الجهة الأخرى. دائما ما كانت ألمانيا الشرقية مقيدة بالمثال القوي للغرب المزدهر بصورة متزايدة، والذي قارنه الألمان الشرقيون بأمتهم. اتضحت التغييرات التي أحدثها الشيوعيون في إنهاء الرأسمالية وتحويل الصناعة والزراعة وفي عسكرة المجتمع وفي التوجه السياسي للنظام التعليمي ووسائل الإعلام. من الناحية الأخرى، كان هناك تغير طفيف نسبيا في المجالات المستقلة تاريخيا للعلوم ومهن الهندسة والكنائس البروتستانتية وفي العديد من أنماط الحياة البرجوازية. يقول ريتر إن السياسة الاجتماعية أصبحت أداة تشريع حاسمة في العقود الأخيرة ومزجت بين العناصر الاشتراكية والتقليدية بصورة متساوية تقريبا. اتفق الحلفاء (الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي) في مؤتمر يالطا خلال الحرب العالمية الثانية على تقسيم ألمانيا النازية المهزومة إلى مناطق احتلال وعلى تقسيم برلين، العاصمة الألمانية، بين قوى الحلفاء كذلك. كان هذا يعني في بداية الأمر بناء ثلاث مناطق احتلال، أي منطقة أمريكية ومنطقة بريطانية ومنطقة سوفييتية. لاحقا، اقتطعت منطقة فرنسية من المنطقتين الأمريكية والبريطانية. تأسس الحزب الشيوعي الحاكم، الذي كان يعرف بحزب الوحدة الاشتراكية الألماني، في أبريل 1946 عبر اندماج الحزب الشيوعي الألماني والحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني بأمر من جوزيف ستالين. كان الحزبان السابقان خصمين سيئي السمعة عندما كانا نشطين قبل توطيد النازيين لكامل سلطتهم وتجريمهم. كان توحيد الحزبين ترميزا للصداقة الجديدة للاشتراكيين الألمان في هزيمة عدوهم المشترك، ومع ذلك، كان الشيوعيون، الذين نالوا أغلبية، يسيطرون بشكل كامل فعليا على السياسة. كان حزب الوحدة الاشتراكية الألماني الحزب الحاكم لدولة ألمانيا الشرقية طوال دوامها. امتلكت ألمانيا الشرقية صلات وثيقة مع السوفييت الذين احتفظوا بقوات عسكرية في ألمانيا الشرقية حتى تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 (واصل الاتحاد الروسي احتفاظه بقوات في ما كان ألمانيا الشرقية حتى عام 1994) لغرض معلن هو مواجهة قواعد حلف الناتو في ألمانيا الغربية. مع إعادة تنظيم ألمانيا الغربية ونيلها الاستقلال عن محتليها، أسست جمهورية ألمانيا الديمقراطية في ألمانيا الشرقية في عام 1949. عزز إنشاء الدولتين تقسيم ألمانيا في عام 1945. في 10 مارس 1952، قدم ستالين (في ما سيعرف لاحقا «مذكرة ستالين») اقتراحا لإعادة توحيد ألمانيا مع سياسة الحياد ودون شروط على السياسات الاقتصادية وبضمانات «حقوق الإنسان والحريات الأساسية، بما فيها حرية التعبير والصحافة والإقناع الديني والمعتقد السياسي والتجمع» والنشاط الحر للأحزاب والتنظيمات السياسية. رفض الاقتراح، إذا لم تكن إعادة التوحيد أولوية بالنسبة للقيادة في ألمانيا الغربية، ورفضت قوى الناتو الاقتراح مؤكدة أنه ينبغي أن تكون ألمانيا قادرة على الانضمام إلى الناتو وأن مفاوضة كهذه مع السوفييت ستكون بمثابة استسلام. كان هناك العديد من الجدالات حول إذا ما كانت فرصة إعادة التوحيد الحقيقية قد أضيعت في عام 1952. في عام 1949، سلم السوفييت السيطرة على ألمانيا الشرقية إلى حزب الوحدة الاشتراكية الألماني، الذي ترأسه فيلهيلم بيك (1876-1960) والذي أصبح رئيسا لجمهورية ألمانيا الديمقراطية وشغل ذلك المنصب حتى وفاته، في حين تولى الأمين العام لحزب الوحدة الاشتراكية الألماني والتر أولبريشت معظم السلطة التنفيذية. أصبح الزعيم الاشتراكي أوتو غروتول (1894-1964) رئيسا للوزراء حتى وفاته. نددت حكومة ألمانيا الشرقية بفشل ألمانيا الغربية في تحقيق اجتثاث النازية ونبذت صلاتها بالماضي النازي وسجنت العديد من النازيين السابقين ومنعتهم من شغل مناصب حكومية. حدد حزب الوحدة الاشتراكية الألماني هدفا رئيسيا بتخليص ألمانيا الشرقية من جميع آثار النازية. في مؤتمري يالطا وبوتسدام، أسس الحلفاء احتلالهم العسكري المشترك وإدارتهم لألمانيا من خلال مجلس مراقبة الحلفاء، حكومة عسكرية من أربع قوى (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد السوفييتي وفرنسا) سارية المفعول حتى استعادة السيادة الألمانية. في ألمانيا الشرقية، تألفت منطقة الاحتلال السوفييتي (إس بي زد - سوفجيتيش بيساتزونغزون) من خمس ولايات (لاندر lander) هي ميكلينبورغ-فوربوميرن وبرادينبورغ وساكسوني وساكسوني أنهالت وثورينغيا. أدت الخلافات حول السياسات التي ينبغي اتباعها في المناطق المحتلة إلى انهيار سريع للتعاون بين القوى الأربع، وأدار السوفييت منطقتهم دون النظر إلى السياسات المطبقة في المناطق الأخرى. انسحب السوفييت من مجلس مراقبة الحلفاء في عام 1948. لاحقا، ومع الاتحاد المتعاظم للمناطق الثلاث الأخرى ومنحها حكما ذاتيا، أقامت الإدارة السوفييتية حكومة اشتراكية منفصلة في منطقتها. وعلى الرغم من ذلك، وبعد سبعة أعوام على اتفاقية بوتسدام التي وقعها الحلفاء والتي نصت على ألمانيا موحدة، اقترح الاتحاد السوفييتي من خلال مذكرة ستالين (10 مارس 1952) إعادة توحيد ألمانيا وانسحاب القوى العظمى من أوروبا الوسطى، الأمر الذي رفضه الحلفاء الغربيون الثلاثة (الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة). توفي الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين، المناصر الشيوعي لإعادة التوحيد، في أوائل مارس 1953. وعلى نحو مماثل، سعى لافرينتي بيريا، النائب الأول لرئيس وزراء الاتحاد السوفييتي، وراء إعادة توحيد ألمانيا، غير أنه خلع من منصبه في العام نفسه قبل أن يتمكن من العمل على تلك المسألة. رفض خليفته، نيكيتا خروتشوف، إعادة التوحيد بصفتها تعادل عودة ألمانيا لتضم إلى الغرب، وبذلك لم يجر النظر في إعادة التوحيد حتى عام 1989. اعتبرت ألمانيا الشرقية برلين الشرقية عاصمة لها، واعترف الاتحاد السوفييتي وبقية الكتلة الشرقية دبلوماسيا ببرلين الشرقية كعاصمة. ومع ذلك، اعترض الحلفاء الغربيون على هذا الاعتراف معتبرين أن مدينة برلين بأكملها هي أرض محتلة يحكمها مجلس مراقبة الحلفاء. كانت هناك أربع فترات في التاريخ السياسي لألمانيا الشرقية: 1949-1961 والتي شهدت بناء الاشتراكية. 1961-1970 بعد منع جدار برلين هروب الناس شهدت البلد فترة استقرار وتماسك. 1971-1985 عصر هونيكر، شهد علاقات أوثق مع ألمانيا الغربية. وشهدت الفترة 1985-1990 انحسار وزوال ألمانيا الشرقية. كان الحزب السياسي الحاكم في ألمانيا الشرقية هو حزب الوحدة الاشتراكية الألماني (SED). أنشأ في عام 1946 من خلال اندماج الحزب الشيوعي الألماني (KPD) والحزب الديمقراطي الاجتماعي الألماني (SPD) في المنطقة التي يسيطر عليها الاتحاد السوفيتي. ومع ذلك سرعان ما تحول حزب الوحدة الاشتراكية إلى حزب شيوعي بالكامل حيث طرد الديمقراطيين الاشتراكيين لاستقلاليتهم. ألزمت اتفاقية بوتسدام السوفييت بدعم نظام حكم ذي شكل ديمقراطي ألمانيا، على الرغم من أن فهم السوفييت للديمقراطية كان مختلفا بشكل جذري عن فهمها في الغرب. وكما هو الحال في دول الكتلة السوفيتية الأخرى سمح بالأحزاب السياسية غير الشيوعية. إلا أن كل الأحزاب السياسية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية كانت مضطرة للانضمام إلى الجبهة الوطنية، وهي تحالف عريض من الأحزاب والمنظمات السياسية الجماهيرية، بما في ذلك: كانت الأحزاب الأعضاء في الجبهة خاضعة بشكل شبه كلي لحزب الوحدة الاشتراكية وكان عليها أن تقبل "دوره القيادي" كشرط لوجودها. ومع ذلك كان للأحزاب تمثيل في مجلس الشعب وتسلمت بعض المناصب في الحكومة. ضم مجلس الشعب أيضا ممثلين عن منظمات جماهيرية مثل الشباب الألماني الحر (FDJ)، أو الاتحاد النقابي الألماني الحر [لغات أخرى]‏ (FDGB). كما كان للرابطة النسائية الديمقراطية (DFD) مقاعد فيه. تضمنت المنظمات الجماهيرية غير البرلمانية الهامة في مجتمع ألمانيا الشرقية الاتحاد الألماني للجمباز والرياضة [لغات أخرى]‏ (DTSB)، ومنظمة تضامن الشعب [لغات أخرى]‏ (VS) لمساعدة المسنين. ومن المنظمات المهمة وقتها أيضا كانت جمعية الصداقة الألمانية السوفيتية [لغات أخرى]‏ (DSF). بعد سقوط الاشتراكية غير اسم حزب الوحدة الاشتراكية الألماني (SED) إلى "حزب الاشتراكية الديمقراطية" (PDS) الذي استمر لمدة عقد بعد إعادة التوحيد قبل الاندماج مع العمل والعدالة الاجتماعية - الخيار البديل (WASG) في ألمانيا الغربية لتشكيل حزب اليسار (Die Linke). لا يزال حزب اليسار يمثل قوة سياسية في أجزاء كثيرة من ألمانيا، وإن كان أقل قوة بشكل كبير من حزب الوحدة الاشتراكية (SED). يتكون علم جمهورية ألمانيا الديمقراطية من ثلاثة خطوط أفقية بالألوان التقليدية أسود - أحمر - ذهبي مع شعار النبالة الوطني في المنتصف، ويتألف من المطرقة والبوصلة محاطتان بإكليل من الذرة الذي يمثل رمز تحالف العمال والفلاحين والمثقفين. احتوت المسودات الأولى لأعمال رسام الكاركاتير فريتس بيرإنت على مطرقة وإكليل من الذرة تعبيرا عن دولة العمال والفلاحين. اعتمدت النسخة النهائية بشكل أساسي على أعمال الرسام هاينتس بيلينغ. بموجب قانون 26 سبتمبر 1955 حدد شعار الدولة بالمطرقة والبوصلة وإكليل من الذرة، وبقاء ألوان العلم على حالها. بموجب قانون 1 أكتوبر 1959 أدخل شعار النبالة في العلم. حتى نهاية الستينيات كان رفع هذا العلم في الأماكن العامة في جمهورية ألمانيا الاتحادية وبرلين الغربية يعتبر انتهاكا للدستور والنظام العام ومنعته إجراءات الشرطة (راجع إعلان وزراء الداخلية في الاتحاد والأقاليم، أكتوبر 1959). في عام 1969 عندما أصدرت الحكومة الاتحادية مرسوما "يقضي بعدم تدخل الشرطة بعد الآن في أي مكان ضد استخدام علم وشعار جمهورية ألمانيا الديمقراطية". بناء على طلب الاتحاد الاجتماعي الألماني (DSU) قرر أول مجلس منتخب بشكل حر في جمهورية ألمانيا الديمقراطية في 31 مايو 1990 أنه يجب إزالة الشعار في غضون أسبوع داخل المباني العامة وفوقها. إلا أنه وحتى بالبزوال الرسمي للجمهورية استمر استخدام الشعار بعدة طرق، على سبيل المثال في الوثائق. تغير علم رئيس الجمهورية عدة مرات وكان على شكل علم مستطيل بالألوان الأسود والأحمر والذهبي مع نقش "الرئيس" باللون الأصفر في الشريط الأحمر ، وكذلك "D.D.R." (بالنقاط على عكس الاختصار الرسمي) في الشريط أدناه بأحرف سوداء وكان محاطا بشريط من اللون الأصفر. ألغي الشريط الأصفر المحيط والنقوش ووضعت المطرقة وإكليل الذرة، وبعدها أضيفت البوصلة والعلم على شكل شريط يلف إكليل الذرة. في آخر تعديل صار العلم مربعا بخلفية حمراء، ومحاطا بحدود ضيقة من الخطوط السوداء والحمراء والذهبية وكان له على الحاوف أهداب ذهبية. يوجد نسخة أصلية من العلم موجودة في المتحف التاريخي الألماني في برلين. كانت أعلام الوحدات العسكرية في جمهورية ألمانيا الديمقراطية تحمل شعار النبالة الوطني مع إكليل من غصنين زيتون على خلفية حمراء في العلم الأسود والأحمر والذهبي. كانت أعلام البحرية للسفن والقوارب القتالية تحمل شعار النبالة مع إكليل من غصن الزيتون باللون الأحمر، للسفن والقوارب المساعدة على علم قماشي أزرق مع شريط ضيق ومرتب مركزيا بالذهبي الأسود والأحمر. حملت سفن وقوارب لواء الحدود الساحلية على بحر البلطيق وقوارب قوات حرس الحدود التابعة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية في نهري إلبه وأودر شريطا أخضر عامودي على يسار العلم مثل علم الخدمة لقوات الحدود. انخفض عدد سكان ألمانيا الشرقية بمقدار ثلاثة ملايين شخص طوال تاريخها الذي بلغ واحد وأربعين عاما من 19 مليونا في عام 1948 إلى 16 مليونا في عام 1990؛ من تعداد سكان عام 1948، رحل حوالي أربعة ملايين من الأراضي الواقعة شرق خط أودر-نايسه، مما جعل موطن ملايين من الألمان جزءا من بولندا والاتحاد السوفيتي. أدى هذا الترحيل إلى زيادة كبيرة في بولندا، حيث زاد عدد سكانها خلال تلك الفترة؛ من 24 مليون في عام 1950 (أكثر بقليل من ألمانيا الشرقية) إلى 38 مليون (أكثر من ضعف سكان ألمانيا الشرقية). كان هذا الانخفاض عائد في المقام الأول للهجرة - حيث غادر حوالي ربع الألمان الشرقيين البلاد قبل اكتمال جدار برلين في عام 1961، وبعد ذلك الوقت كانت معدلات المواليد في ألمانيا الشرقية منخفضة جدا، باستثناء الانتعاش في ثمانينيات القرن الماضي عندما كان معدل المواليد في ألمانيا الشرقية أعلى بكثير منه في ألمانيا الغربية. (عدد السكان عام 1988) حتى عام 1952 كانت ألمانيا الشرقية تتألف من العاصمة برلين الشرقية (على الرغم من أنها لم تكن تنتمي بالكامل من الناحية القانونية إلى أراضي جمهورية ألمانيا الديمقراطية) والولايات الخمس مكلنبورغ-فوربومرن (في عام 1947 أعيد تسميتها مكلنبورغ) وبراندنبورغ ، وسكسونيا-أنهالت وتورينغن وسكسونيا. أنشأ الإصلاح الإداري لألمانيا الشرقية عام 1952 14 مقاطعة مما ألغى بحكم الأمر الواقع الولايات الخمس. كانت المقاطعات الجديدة والتي سميت على أسماء عواصمها، على النحو التالي: (1) روستوك، (2) نويبراندنبورغ، (3) شفيرين؛ أنشأت من ولاية مكلنبورغ، (4) بوتسدام، (5) فرانكفورت (أودر)، (6) كوتبوس من براندنبورغ، (7) ماغديبورغ، (8) هاله من سكسونيا-أنهالت، (9) لايبزيغ، (10) درسدن، (11) كارل ماركس شتات (كان اسمها كيمنتس حتى عام 1953 واستعادت اسمها مرة أخرى في عام 1990) من سكسونيا، (12) إرفورت، (13) غيرا، (14) زول من تورينغن. أصبحت برلين الشرقية هي المقاطعة الخامسة عشر في عام 1961، لكنها احتفظت بوضع قانوني خاص حتى عام 1968 عندما وافق السكان على (مسودة) الدستور الجديد. على الرغم من أن المدينة ككل كان خاضعة قانونيا لسيطرة مجلس مراقبة الحلفاء، ورغم الاعتراضات الدبلوماسية لحكومات الحلفاء إلا أن جمهورية ألمانيا الديمقراطية أدارت مقاطعة برلين كجزء من أراضيها. بدأ اقتصاد ألمانيا الشرقية بشكل سيئ بسبب الدمار الذي سببته الحرب العالمية الثانية؛ فقدان الكثير من الجنود الشباب، وتعطيل الأعمال والمواصلات، وحملات قصف الحلفاء التي دمرت المدن، والتعويضات المستحقة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية. فكك الجيش الأحمر ونقل البنية التحتية والمنشآت الصناعية في منطقة الاحتلال السوفياتي إلى روسيا. بحلول أوائل الخمسينيات من القرن الماضي دفعت التعويضات من المنتجات الزراعية والصناعية ومنحت سيليزيا السفلى بمناجمها للفحم وشتشين بمينائها طبيعي المهم لبولندا بقرار من ستالين وفقا لاتفاقية بوتسدام. كان الاقتصاد الاشتراكي المخطط مركزيا لجمهورية ألمانيا الديمقراطية يشبه اقتصاد الاتحاد السوفيتي. في عام 1950 انضمت ألمانيا الشرقية إلى مجلس التعاون الاقتصادي. في عام 1985 حصلت الشركات الجماعية (الحكومية) على 96.7٪ من صافي الدخل القومي. لضمان استقرار أسعار السلع والخدمات دفعت الدولة 80٪ من تكاليف التوريد الأساسية. في عام 1976 كان متوسط النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي حوالي خمسة بالمائة. جعل هذا اقتصاد ألمانيا الشرقية الأغنى في كل الكتلة السوفيتية حتى إعادة التوحيد في عام 1990. من أبرز الصادرات الألمانية الشرقية كانت آلات التصوير الفوتوغرافي براكتيكا [لغات أخرى]‏؛ وسيارات ترابانت وفارتبورغ ورابطة صناعة المركبات [لغات أخرى]‏؛ وبنادق الصيد والسدسات والآلات الكاتبة وساعات اليد. حتى الستينيات عانى الألمان الشرقيون من نقص في المواد الغذائية الأساسية مثل السكر والقهوة. المواطنون الذين كان لديهم أصدقاء أو أقارب في الغرب (أو لديهم أي وصول إلى العملة الصعبة) وحساب بالعملة الأجنبية في المصرف المركزي كانوا قادرون على تحمل تكاليف المنتجات الغربية ومنتجات ألمانيا الشرقية عالية الجودة في متاجر إنترشوب. كانت السلع الاستهلاكية متاحة أيضا عن طريق البريد من شركات ياورفود الدنماركية وغينيكس. تقريبا كانت جميع الطرق السريعة والسكك الحديدية وأنظمة الصرف الصحي والمباني العامة في ألمانيا الشرقية في حالة سيئة في وقت إعادة التوحيد، حيث لم يتم فعل الكثير للحفاظ على البنية التحتية في العقود الأخيرة من عمر جمهورية ألمانيا الديمقراطية. كان على الإنفاق العام الألماني الموحد أن يضخ أكثر من 2 تريليون دولار في ألمانيا الشرقية السابقة، للتعويض عن الإهمال والضيق في المنطقة وجعلها تصل إلى الحد الأدنى من المعايير. نجت محطة الطاقة النووية في غرايفسفالد [لغات أخرى]‏ بصعوبة من حدوث كارثة مشابهة لتشيرنوبل في عام 1976. أغلقت جميع محطات الطاقة النووية في ألمانيا الشرقية بعد إعادة التوحيد لأنها لم تف بمعايير الأمان في ألمانيا الغربية. في البداية اعتبر العديد من الألمان الشرقيين تفكك جمهورية ألمانيا الديمقراطية إيجابيا، ولكن رد الفعل هذا ساء جزئيا. غالبا ما كان الألمان الغربيون يتصرفون كما لو أنهم "انتصروا" وأن الألمان الشرقيين "خسروا" جراء إعادة التوحيد، مما دفع العديد من الألمان الشرقيين (Ossis) إلى الاستياء من الألمان الغربيين (Wessis). في عام 2004 كتب آشر بارنستون "الألمان الشرقيون مستاؤون من الثروة التي يمتلكها الألمان الغربيون؛ الألمان الغربيون يرون الألمان الشرقيين كسالى انتهازيين يريدون شيئا مقابل لا شيء. الألمان الشرقيون يرون الغربيين متعجرفين ومتغرطسين، ويعتقد الألمان الغربيون أن الشرقيين كسالى لا يصلحون لشيء". بالإضافة إلى ذلك وجدت العديد من نساء ألمانيا الشرقية أن الغرب أكثر جاذبية وغادرن المنطقة بشكل دائم، تاركين وراءهن طبقة دنيا من الرجال ذوي التعليم الضعيف والعاطلين عن العمل. بالنسبة للأشخاص الذين بقوا في ألمانيا الشرقية فإن غالبيتهم (57٪) يدافعون عن جمهورية ألمانيا الديمقراطية، حيث قال 49٪ ممن شملهم الاستطلاع أن "جمهورية ألمانيا الديمقراطية فيها جوانب جيدة أكثر من الجوانب السيئة. كانت هناك بعض المشاكل لكن الحياة كانت جيدة هناك"، بينما يعارض 8٪ كل الانتقادات الموجهة لألمانيا الشرقية ويقولون أن" جمهورية ألمانيا الديمقراطية تتمتع في الغالب بجوانب جيدة. فالحياة هناك كانت أسعد وأفضل مما كانت عليه في ألمانيا الموحدة اليوم". اعتبارا من عام 2014 تفضل الغالبية العظمى من سكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة العيش في ألمانيا الموحدة. ومع ذلك لا يزال هناك شعور بالحنين إلى الماضي لدى البعض، يطلق على هذا الحنين اسم "Ostalgie" (مزيج من Ost "شرق" Nostalgie "الحنين إلى الماضي"). تناول فيلم وداعا لينين! للمخرج فولفغانغ بيكرهذا الموضوع. وفقا لكلاوس شرودر المؤرخ وعالم السياسة بجامعة برلين الحرة، فإن بعض السكان الأصليين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية "ما زالوا يشعرون بأنهم لا ينتمون أو أنهم غرباء في ألمانيا الموحدة" كما كانت الحياة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية " كانت ألين وأسلس". وحذر المجتمع الألماني لحذر من أن تؤدي الأوستالجي إلى تحريف الماضي وإضفاء الطابع الرومانسي عليه. يمكن رؤية الانقسام بين الشرق والغرب في الانتخابات الألمانية المعاصرة. حيث يستمر حزب اليسار (Die Linke) (الذي له جذور في حزب الوحدة الاشتراكية SED) في الحصول على الأغلبية في معقله في الشرق، كما هو الحال في ولاية تورينغن حيث لا يزال الحزب الأكثر شعبية. على عكس الوضع في الغرب حيث تهيمن الأحزاب الأكثر وسطية مثل الائتلاف المسيحي (CDU/CSU) والديمقراطي الاجتماعي (SPD). طريقة أخرى يمكن من خلالها رؤية الانقسام بين الغرب والشرق في ألمانيا الحديثة هو الدين. اعتبارا من عام 2009 زاد عدد الألمان غير المؤمنين في شرق ألمانيا عن غربها. ألمانيا الشرقية والتي كانت تاريخيا بروتستانتية، وربما تكون المنطقة الأقل تدينا في العالم. تفسير ذلك يعزى إلى سياسات الدولة الإلحادية المتشددة التي انتهجها حزب الوحدة الاشتراكية الألماني في جمهورية ألمانيا الديمقراطية. على الرغم من أن فرض الإلحاد كان موجودا فقط في السنوات القليلة الأولى. بعد ذلك سمحت الدولة للكنائس بالحصول على مستوى عال نسبيا من الحكم الذاتي. يتبنى الألمان الإلحاد من جميع الأعمار، وتنتشر اللادينية بشكل خاص بين الألمان الأصغر سنا. لم تتمكن إحدى الدراسات في سبتمبر 2012 من العثور على أي شخص دون سن 28 عاما يؤمن بالله.
https://ar.wikipedia.org/wiki/المانيا الشرقية
96c8bea28d6a44530c0480744b1d0d10
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.002440", "source": "Wikipedia" }
28 أغسطس
28 أغسطس
28 أغسطس أو 28 آب أو يوم 28 \ 8 (اليوم الثامن والعشرون من الشهر الثامن) هو اليوم الأربعون بعد المئتين (240) من السنوات البسيطة، أو اليوم الحادي والأربعون بعد المئتين (241) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 125 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/28 أغسطس
7eec521d4a3089654d57fbc9af39afd1
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.002652", "source": "Wikipedia" }
معاهدة فرساي
معاهدة فرساي
معاهدة ڤرساي ‏، ‏، أو «صلح ڤرساي»، أو «معاهدة السلام بين القوى المتحالفة والمرتبطة معها وبين ألمانيا» بحسب الاسم الرسمي، هي المعاهدة التي أسدلت الستار من جانب القانون الدولي على أحداث الحرب العالمية الأولى. وقع عليها بعد مفاوضات شاقة وعسيرة استمرت ستة أشهر هي وقائع مؤتمر باريس للسلام (دخلت الهدنة العامة مع ألمانيا حيز التنفيذ في الساعة الحادية عشرة من ضحى يوم 11 /11 /1918). وقع الحلفاء المنتصرون في الحرب اتفاقيات منفصلة مع دول المركز الخاسرة وهي الرايخ الألماني، والإمبراطورية النمساوية-المجرية، والدولة العثمانية، ومملكة بلغاريا. سلمت الصياغة النهائية للنص الذي تم الاتفاق عليه إلى الحكومة الألمانية في 7 مايو/أيار 1919 للموافقة عليه من قبلها، وجرت مراسم التوقيع في 28 يونيو/حزيران 1919م. تضمنت المعاهدة الاعتراف الألماني بالمسؤولية الكاملة عن الحرب ما أثار حنقا واسعا داخل ألمانيا فقد اعتبر تنازلا عن الكرامة الوطنية، فألمانيا وإن كان عليها نصيبها من المسؤولية إلا أنه ليست المسؤولية كاملة. لقد كان بندا مثيرا لكثير من الجدل: «إقرار ألمانيا وحلفائها بمسؤوليتهم عن التسبب في جميع الخسائر والأضرار» التي وقعت أثناء الحرب (تضمنت المعاهدات مع دول المركز الأخرى مواد مماثلة). أضحت هذه المادة (المادة 231) تعرف باسم «بند ذنب الحرب». تمخضت المعاهدة عن تأسيس عصبة الأمم التي أريد منها الحيلولة دون وقوع نزاع مسلح بين الدول كما حدث في الحرب العالمية الأولى، ونزع فتيل النزاعات الدولية قبل انفجارها. ألزمت المعاهدة ألمانيا بخسارة بعض من أراضيها وتقديم تنازلات إقليمية واسعة، وتقاسمت الدول المنتصرة الرئيسة مستعمراتها في إفريقيا والمحيط الهادي. وخسرت الدولة العثمانية -كذلك- أراضي شاسعة في آسيا وانتهت إمبراطوريتها نهائيا، وتوزعت ممتلكات الإمبراطورية النمساوية المجرية على عدة بلدان في وسط القارة وشرقها وذلك بموجب معاهدات لاحقة لمعاهدة ڤرساي. فيما يتعلق بالقيود العسكرية على ألمانيا فرضت المعاهدة ضوابط وقيودا صارمة جدا على الآلة العسكرية الألمانية بغية منع الألمان من إشعال حرب ثانية، فنصت على تجريد الجيش الألماني من السلاح الثقيل، وإلغاء نظام التجنيد الإلزامي المعمول به، والاحتفاظ بمئة ألف (100,000) جندي عامل فقط. بما فيه الالتزام بخمسة عشر ألف (15,000) عنصر عامل (ما بين ضباط وجنود) في البحرية، وعدم بناء قوة جوية، وتحديد السفن الحربية بعدد محدود، ومنعها بتاتا من بناء غواصات حربية. كما فرض عليها ألا يحق البقاء في الخدمة العسكرية أقل من اثني عشر (12) عاما للجنود وخمسة وعشرين (25) عاما للضباط بحيث يغدو الجيش الألماني قائما على الكفاءات العسكرية غير الشابة. ثم جاء دفع التعويضات لبعض البلدان. حددت هذه التعويضات بمبلغ تسعة وستين ومئتي (269) مليار مارك ألماني ذهبي، ثم خفض عدة مرات فيما بعد، وبحسب خبراء اقتصاديين فإنها -رغم التخفيضات- بقيت مغالى فيها. ونتج عن ذلك أن أثقلت الديون الاقتصاد الألماني المنهك بسبب الحرب وتبعاتها مما رفع درجة الغضب والغليان الشعبي، وأسهم في النهاية في اندلاع الحرب العالمية الثانية. كان الاقتصادي البريطاني اللامع جون مينارد كينز (1883-1946م) -عضو الوفد البريطاني إلى مؤتمر پاريس للسلام- بعيد النظر عندما وصف معاهدة ڤرساي بعبارته الشهيرة: «سلام قرطاجي» (إشارة لماحة منه إلى تدمير الرومان قرطاجة كليا؛ لقد حققوا السلام، ولكن على أنقاض دولة)، واعتبر أن من شأنها أن تدمر ألمانيا اقتصاديا، وأنها ذات نتائج عكسية. وقد بقي هذا الأمر موضوع أخذ ورد دائمين من قبل المؤرخين والاقتصاديين على حد سواء. من ناحية أخرى رأت شخصيات بارزة من الحلفاء المعاهدة من وجهة نظر أخرى، فقد انتقدها ماريشال فرنسا فرديناند فوش (1851-1929م) -القائد الأعلى لجيوش الحلفاء الذي وقع على الهدنة مع الألمان- لأنها تعامل ألمانيا معاملة متساهلة للغاية، ووصفها بقوله: «هذا ليس سلاما، إنه فقط هدنة لمدة عشرين عاما»، ما اعتبر -فيما بعد- نبوءة غير مسبوقة. ويروى أن صحافيا سأل جورج كلمنصو رئيس الوزراء الفرنسي (1917-1920م) عن سبب عدائه للألمان -وقد اشتهر بتصلبه الشديد أثناء المفاوضات- وقال له: «هل ذهبت يوما إلى ألمانيا ورأيت الألمان؟»، فأجاب: «لا، ولكني خلال حياتي رأيت الألمان مرتين يأتون إلى فرنسا» (إشارة منه إلى الحرب الفرنسية-الپروسية (70-1871م) عندما احتل الألمان باريس، والحرب العالمية الأولى)، وسواء كانت الرواية صحيحة أم صيغت على سبيل «المضحك-المبكي» فإنها تصور الروح والجواء التي جرت فيها المفاوضات التي أدت إلى معاهدة ڤرساي. سميت المعاهدة معاهدة فرساي على اسم المكان الذي جرت فيه مراسم توقيعها النهائي وهو قاعة المرايا الشهيرة في قصر فرساي التاريخي في ضواحي باريس، لكن معظم المفاوضات جرت في باريس، وعقدت اجتماعات «الأربعة الكبار»؛ بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة بشكل عام في مقر وزارة الخارجية الفرنسية ‏. خريف العام 1918 شرعت دول المركز في الانهيار. بدأت معدلات الفرار داخل الجيش الألماني بالازدياد، وخفضت الضربات على المدنيين بشكل كبير من الإنتاج الحربي. على الجبهة الغربية شنت قوات الحلفاء هجوم «مئة اليوم» وهزمت جيوش الغرب الألمانية بشكل حاسم. تمرد بحارة البحرية القيصرية الألمانية في كيل وسرعان ما تطور الأمر إلى اندلاع انتفاضات شعبية في ألمانيا ما أصبح يعرف باسم الثورة الألمانية (18–1919). أعلنت الجمهورية فيما القيصر في زيارة إلى هولندا، وأرسل له المستشار (رئيس الوزارة من الحزب الديمقراطي الاشتراكي) طالبا منه التنازل، وعندما منحته الحكومة الهولندية بحفز من قريبته الملكة فلهلمينا اللجوء، كانت القيصرية قد أضحت شيئا من الماضي. حاولت الحكومة الألمانية التوصل إلى تسوية سلمية على أساس نقاط ويلسون الأربع عشرة، وأكدت أنها ستوقع الهدنة على هذا الأساس. عفب المفاوضات وقع الطرفان في الساعة الخامسة فجرا هدنة (بعد يومين من تنازل الفيصر) دخلت حيز التنفيذ في اليوم نفسه الساعة الحادية عشرة ضحى يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني بينما القوات الألمانية لاتزال متمركزة في فرنسا وبلجيكا. شهدت الهدنة بعد انتهائها في (13 /12 /1918) ثلاثة تمديدات حتى دخول معاهدة فرساي حيز التنفيذ؛ الأولى (13 /12 /1918 - 16 /1 /1919)، والثانية (16 /1 /1919 - 16 /2 /1919)، والثالثة (16 /2 /1919 - 10 /1 /1920). فرضت الهدنة إطلاق جميع الأسرى، وعودة الجيش الألماني في الشرق إلى حدود ما قبل الحرب، وتسليم معدات حربية، وإلغاء معاهدتي برست ليتوفسك وبوخارست لعام 1918، كما اشترطت إجلاء فوريا للقوات الألمانية من بلجيكا ولوكسمبورچ والأراضي الفرنسية المحتلة في غضون خمسة عشر يوما. علاوة على احتلال منطقة الراينلاند من قبل الحلفاء. أواخر العام 1918 دخلت قوات الحلفاء ألمانيا، وبدأت احتلالها، وأسست «مفوضية راينلاند العليا المتحالفة». اعتمدت ألمانيا وبريطانيا على واردات المواد الغذائية والمواد الخام التي توجب شحن معظمها عبر الأطلسي. كان حصار ألمانيا (14-1919) عملية بحرية قام بها الحلفاء لوقف توريد المواد الخام والمواد الغذائية لدول المركز. كانت عمليات بحرية القيصرية الألمانية مقتصرة بشكل أساسي على الخليج الألماني، واستخدمت المغيرين التجاريين والحرب بواسطة الغواصات غير المقيدة لعمل حصار مضاد. صرح المجلس الألماني للصحة العامة في ديسمبر/كانون الأول 1918 أن 763 ألف مدني ألماني ماتوا أثناء حصار الحلفاء، على أن دراسة أكاديمية عام 1928 قدرت عدد الموتى ب424 ألفا. دام الحصار ثمانية أشهر بعد توقيع الهدنة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1918، وفي العام 1919 جرى التحكم في واردات المواد الغذائية من قبل الحلفاء حتى وقعت ألمانيا معاهدة فرساي. في مارس/آذار 1919 أبلغ ونستون تشرشل -وزير شؤون الحرب والطيران- مجلس العموم أن الحصار المتواصل كان ناجحا وأن «ألمانيا قريبة جدا من المجاعة». من يناير/كانون الأول 1919 إلى مارس/آذار 1919 رفضت ألمانيا مطالب الحلفاء بتسليم سفنها التجارية إلى موانئ الحلفاء لنقل الإمدادات الغذائية. اعتبر البعض أنه بما أن الهدنة وقف مؤقت للحرب فإن اندلاع القتال مرة أخرى سيؤدي للاستيلاء على الأسطول الألماني. أضحى الوضع يائسا شتاء العام 1919 حتى وافقت ألمانيا أخيرا على تسليم أسطولها التجاري في مارس/آذار، ثم سمح الحلفاء باستيراد مئتين وسبعين (270) ألف طن من المواد الغذائية. جادل المراقبون -من ألمان وغيرهم- بأن أشهر الحصار هذه كانت الأكثر رهقا على المدنيين الألمان على الرغم من استمرار الخلاف حول مدى ومن هو المخطئ حقا. وفقا للدكتور «ماكس روبنر» لقي مئة ألف مدني ألماني حتوفهم بسبب استمرار الحصار بعد الهدنة. كما أصدر عضو حزب العمال والناشط المناهض للحرب «روبرت سميلي» في المملكة المتحدة بيانا في يونيو/حزيران 1919 يدين استمرار الحصار زاعما أن مئة ألف مدني ألماني شهدوا نهاية حياتهم نتيجة ذلك. صوت الكونجرس الأمريكي على إعلان الحرب على ألمانيا في السادس من أبريل/نيسان من العام 1917. كان الرئيس وودرو ويلسون في رؤياه يهدف إلى فصل الحرب عن الخلافات والطموحات القومية، وفي الثامن من يناير/كانون الثاني 1918 عرض ويلسون النقاط الأربع عشرة في خطاب له على الكونجرس، حيث وضعت الخطوط العريضة لسياسة «التجارة الحرة»، والاتفاقيات المفتوحة، والديمقراطية، وفي حين لم يستخدم مصطلح «تقرير المصير» ‏ إلا أنه جرى افتراضه، كما دعت النقاط الأربع عشرة إلى إنهاء الحرب عن طريق التفاوض، ونزع السلاح الدولي، وانسحاب دول المركز من الأراضي المحتلة بما فيها آسيا العربية، وإنشاء دولة بولندية، وإعادة ترسيم الحدود في أوروپا على أسس عرقية إلى البحث الاستقصائي حول الموضوعات التي من المحتمل أن تثار في مؤتمر السلام المتوقع، والذي أجراه فريق دعي «لجنة التحقيق» برئاسة مستشار السياسة الخارجية للرئيس ويلسون «إدوارد إم هاوس». شكلت لجنة التحقيق ‏ (أو لجنة الاستعلامات في بعض ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/معاهدة فرساي
f3db79e14f7643d461c8aff3eae4d262
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.072302", "source": "Wikipedia" }
عصبة الأمم
عصبة الأمم
عصبة الأمم هي إحدى المنظمات الدولية السابقة التي تأسست عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919، الذي أنهى الحرب العالمية الأولى التي دمرت أنحاء كثيرة من العالم وأوروبا خصوصا. كانت هذه المنظمة سلفا للأمم المتحدة، وهي أول منظمة أمن دولية هدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي. وصل عدد الدول المنتمية لهذه المنظمة إلى 58 دولة في أقصاه، وذلك خلال الفترة الممتدة من 28 سبتمبر سنة 1934 إلى 23 فبراير سنة 1935. كانت أهداف العصبة الرئيسية تتمثل في منع قيام الحرب عبر ضمان الأمن المشترك بين الدول، والحد من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدولية عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي، كما ورد في ميثاقها. من الأهداف الأخرى التي كانت عصبة الأمم قد وضعتها نصب أعينها: تحسين أوضاع العمل بالنسبة للعمال، معاملة سكان الدول المنتدبة والمستعمرة بالمساواة مع السكان والموظفين الحكوميين التابعين للدول المنتدبة، مقاومة الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة، والعناية بالصحة العالمية وأسرى الحرب، وحماية الأقليات العرقية في أوروبا. مثلت فلسفة الدبلوماسية التي أتت بها عصبة الأمم نقلة نوعية في الفكر السياسي الذي كان سائدا في أوروبا والعالم طيلة السنوات المائة السابقة على إنشائها، وكانت العصبة تفتقد لقوة مسلحة خاصة بها قادرة على إحلال السلام العالمي الذي تدعو إليه، لذا كانت تعتمد على القوة العسكرية للدول العظمى لفرض قراراتها والعقوبات الاقتصادية على الدول المخالفة لقرار ما، أو لتكوين جيش تستخدمه عند الحاجة، غير أنها لم تلجأ لهذا أغلب الأحيان لأسباب مختلفة، منها أن أعضاء العصبة كان أغلبهم من الدول العظمى التي تتعارض مصالحها مع ما تقره الأخيرة من قرارات، فكانوا يرفضون التصديق عليها أو الخضوع لها والتجاوب معها، وغالبا ما قام بعضهم بتحدي قراراتها عنوة وأظهر احتقارا لها ولمن أصدرها، فعلى سبيل المثال، اتهمت العصبة جنودا إيطاليين باستهداف وحدات من الصليب الأحمر أثناء الحرب الإيطالية الحبشية الثانية، فجاء رد رئيس الحكومة الإيطالية بينيتو موسوليني يقول: «إن العصبة لا تتصرف إلا عندما تسمع العصافير تصرخ من الألم، أما عندما ترى العقبان تسقط صريعة، فلا تحرك ساكنا». أثبتت العصبة عجزها عن حل المشكلات الدولية وفرض هيبتها على جميع الدول دون استثناء، عندما أخذت دول معسكر المحور تستهزئ بقراراتها ولا تأخذها بعين الاعتبار، وتستخدم العنف تجاه جيرانها من الدول والأقليات العرقية قاطنة أراضيها، خلال عقد الثلاثينيات من القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، رفع أحد اليهود، واسمه فرانز برينهايم، شكوى إلى العصبة يتحدث فيها عن معاملة الإدارة الألمانية العنصرية له ولأبناء دينه وشعبه في سيليزيا العليا، فما كان من الألمان إلا أن أرجأوا تنفيذ القرارات المعادية لليهود وغير الآريين حتى سنة 1937، عندما انتهت المدة التي تسمح بإشراف خبراء العصبة على وضع الأقليات في ألمانيا، فجددوا القوانين التي تنص على ملاحقة غير الآريين، ورفضوا تجديد إقامة الخبراء في البلاد. كانت حجة ألمانيا وغيرها من دول المحور للانسحاب من العصبة، أن بعض البنود الواردة في ميثاق الأخيرة تنتهك سيادتها، وكان نشوب الحرب العالمية الثانية بمثابة الدليل القاطع على فشل العصبة في مهمتها الرئيسية، ألا وهي منع قيام الحروب المدمرة، وما أن وضعت الحرب أوزارها حتى حلت العصبة، وخلفتها هيئة جديدة هي هيئة الأمم المتحدة، التي ورثت عددا من منظمات ووكالات العصبة. يرجع أول طرح لمفهوم مجتمع سلمي للأمم إلى عام 1795، عندما طرح إيمانويل كانط كتابه السلام الدائم: صورة فلسفية . ولخص الفكرة في تكوين عصبة للأمم للحكم في النزاعات وتعزيز السلام بين الدول، حيث كانت فكرة كانط تتلخص بإقامة عالم يسوده السلام، ليس بمعنى أن يكون هناك حكومة عالمية، ولكن كان يأمل في أن تتعامل كل دولة بوصفها دولة حرة تحترم مواطنيها، وترحب بالزوار الأجانب. لذا فإن اتحاد الدول الحرة من شأنه أن يعزز المجتمع السلمي في جميع أنحاء العالم، وبالتالي يمكن أن يكون هناك التزام بسلام دائم في المجتمع الدولي. ظهر التعاون الدولي الهادف إلى تحقيق الأمن المشترك لأول مرة خلال القرن التاسع عشر عقب نهاية الحروب النابليونية، حيث حاولت القوى الأوروبية العظمى إقامة نوع من التوازن فيما بينها في محاولة لتجنب الحرب وما ينجم عنها من أضرار. كذلك شهدت هذه الفترة ولادة القانون الدولي مع توقيع اتفاقية جنيف التي نصت على بضعة قواعد تتعلق بالإغاثة الإنسانية أثناء الحروب، واتفاقيات لاهاي من عامي 1899 و1907 التي وضعت بضعة قواعد وقوانين تحكم سير الحروب، وتحدثت عن التسوية السلمية للمنازعات الدولية. نشأت منظمة السلام الدولية السابقة لعصبة الأمم، ألا وهي الاتحاد البرلماني الدولي، على يد الناشطين السلميين: ويليام راندال كريمر وفريدريك باسي، سنة 1889. اعتبرت هذه المنظمة ذات طابع دولي بحلول عام 1914، عندما كان ثلث أعضائها يمثلون الدول البرلمانية الأربع والعشرين القائمة في ذلك الزمن، وكانت أهداف هذه المنظمة تتلخص في تشجيع الحكومات على حل المنازعات الدولية بالطرق السلمية، بما فيها التحكيم، وكانت تعقد مؤتمرات سنوية لمساعدة الحكومات على تحسين مهاراتها في إجراء المفاوضات. كانت هذه المنظمة تتكون من مجلس يرأسه رئيس منتخب، وقد استمدت العصبة شكل هيكليتها الداخلية من هيكلية هذه المنظمة. مع بزوغ فجر القرن العشرين، ظهرت كتلتان عسكريتان في أوروبا، ولدتا عن طريق أحلاف أقامتها القوى العظمى مع بعضها البعض، وقد بينت هذه الأحلاف مدى خطورتها عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى سنة 1914، إذ قامت بجر جميع القوى الأوروبية العظمى إلى أتون الحرب. كانت هذه الحرب هي الأولى من نوعها في أوروبا بين الدول الصناعية، والمرة الأولى التي جرى فيها تكريس المصانع ومنتجاتها لصالح الجيوش، وقد تسببت في مصرع أكثر من ثمانية ملايين ونصف مليون جندي، وحوالي 21 مليون جريح، ومقتل ما يقرب من 10 ملايين مدني. بعد أن وضعت الحرب أوزارها في شهر نوفمبر من سنة 1918، تبين مدى جسامة الأضرار التي لحقت بأوروبا سواء على المستوى الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، فبرز تيار مناوئ للحروب بعامة حول العالم؛ ووصف أتباعه الحرب العالمية الأولى بأنها «حرب إنهاء الحروب»، وقالوا بعدة أسباب يجب معالجتها كي لا تجر الدول إلى قتال بعضها البعض مجددا، ومن هذه الأسباب: سباق التسلح، المحالفات، الدبلوماسية السرية، وحرية الدول ذات السيادة بالدخول في أي حرب طالما أنها ترى في ذلك تحقيقا لمصالحها. رأى أتباع هذا التيار أن معالجة هذه الأسباب تكمن في إنشاء منظمة دولية تهدف إلى منع قيام حروب مستقبلية عبر نزع السلاح، والدبلوماسية المفتوحة، والتعاون الدولي، تقييد حق الدول في إعلان الحرب، وتوقيع عقوبات صارمة على الدولة التي تقدم على إعلان الحرب، الأمر الذي يجعل من الأخيرة منفرة بالنسبة للأمم المختلفة. خلال الفترة التي كانت فيها الحرب ما تزال تدور رحاها في أوروبا، كانت عدة حكومات ومنظمات قد طورت مجموعة من الخطط الهادفة إلى الحيلولة دون نشوب حرب كهذه مجددا. كان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون ومستشاره العقيد إدوارد ماندل هاوس، أكثر الحكوميين تحمسا لفكرة إنشاء عصبة تحول دون تكرار سفك الدماء الذي حصل، وكان إنشائها محور مبادئ ويلسون الأربعة عشر للسلام، التي تحدث عنها في خطابه أمام الكونغرس، وقد نص المبدأ الأخير منها على أن: «يجب تشكيل جمعية عامة من الأمم بموجب المواثيق المحددة لغرض منح ضمانات متبادلة من الاستقلال السياسي والسلامة الإقليمية للدول الكبرى والصغرى على حد سواء». أقدم الرئيس ويلسون، قبل أن تتم صياغة أية بنود في اتفاقية السلام، أقدم على إرسال فريق بقيادة العقيد هاوس ليجمع ما تيسر من
https://ar.wikipedia.org/wiki/عصبة الأمم
35ed4285ae844db754e93837ecbbaafb
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.085027", "source": "Wikipedia" }
غيستابو
غيستابو
الغستابو أو الجيستابو أو الغيستابو أو البوليس السري الألماني (غيستابو هي كلمة مختصرة من جيهايم شتاتس بوليتساي; Geheime Staatspolizei أي شرطة (Polizei) الدولة (Staat) السرية (geheime)، كانت الشرطة السرية الرسمية لألمانيا النازية وفي أوروبا التي تحتلها ألمانيا. وهو أكثر أجهزة الأمن الألمانية شهرة وسرية وهي المسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال والتدمير للملايين خلال فترة الحكم النازي تأسست لحماية الدولة الألمانية والحزب النازي. وقد تم تأسيس الشرطة السرية في 26 أبريل 1933 في بروسيا. أسسه النازي هيرمان جورينج في عام 1933 من خلال الجمع بين مختلف وكالات الشرطة الأمنية في بروسيا في منظمة واحدة، وقام على إعداده من ضباط الشرطة المحترفين بعد حيازة أدولف هتلر على زمام الأمور في ألمانيا النازية. وتمحور دور الشرطة السرية على حماية الدولة وتشكيل قوة ضاربة لمن يتربص بالدولة بالأعمال التخريبة أو التجسسية أو الخيانة. وتم تغيير القانون الألماني بصورة تجعل الغيستابو يتحرك بصورة حرة وبعيدا عن المساءلة القانونية. وكما وصف قاضي ألماني أفعال الغيستابو بالتالي «طالما تتحرك الغيستابو بمشيئة الحزب، فإن حركات الغيستابو وأفعاله قانونية». ونص القانون الألماني نصا صريحا بإعفاء الغيستابو من المثول أمام المحاكم الألمانية مما حال بين المواطنين المدنيين ووصول شكواهم إلى القضاء الألماني. ابتداء من 20 أبريل 1934 انتقلت إلى إدارة زعيم شوتزستافيل هاينريش هيملر، الذي عينه هتلر عام 1936 رئيسا للشرطة الألمانية (شيف دير دويتشن بوليزي). أصبحت غيستابو في هذا الوقت وكالة وطنية وليست وكالة بروسية كمكتب فرعي شرطة الأمن (سيبو). ثم أدارها -من 27 سبتمبر 1939 إلى ما بعد- مكتب الأمن الرئيسي للرايخ. أصبحت تعرف باسم Amt (قسم) 4 لمكتب الأمن الرئيسي لرايخ واعتبرت منظمة شقيقة لالشرطة الأمنية الألمانية). خلال الحرب العالمية الثانية، لعب اغيجستابو دورا رئيسيا في الخطة النازية لإبادة يهود أوروبا. لعل من أهم صور تعسف الغيستابو يتمثل في سلطة الجهاز السري في احتجاز الأشخاص بدون دعوى قضائية. وكان الشخص المحجوز يقوم على التوقيع على ورقة تخول الغيستابو على احتجازه وينتزع هذا التخويل من الأشخاص عادة عن طريق التعذيب الجسدي. وفي عام 1934، تعرض غورينغ لضغوط من قبل هينريك هيملر لضم الغيستابو تحت لواء الأخير مما قوى من شوكة هيملر لأبعد الحدود. خلال الحرب العالمية الثانية، بلغ عدد العاملين في جهاز الشرطة السرية إلى 45.000 فرد. وعمل أفراد الجهاز في الأراضي التي احتلتها ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وساهموا في التعرف على الشيوعيين واليهود والمثليين والعمل على تهجيرهم قسريا إلى معسكرات الاعتقال ثم القضاء عليهم. وخلال محاكم نورمبرغ، تمت إدانة جهاز الغيستابو بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجهاز في حق البشرية. بعد أن أصبح أدولف هتلر مستشار ألمانيا، عين هيرمان جورينج -قائد سلاح الجو الألماني والرجل الثاني في الحزب وزير الداخلية في بروسيا. هذا أعطى غورينج قيادة أكبر قوة شرطة في ألمانيا. بعد ذلك بفترة وجيزة، فصل غورينغ الأقسام السياسية والاستخبارية من الشرطة وملأ صفوفها بالنازيين. في 26 أبريل 1933، دمج جورنج الوحدتين تحت اسم جاهايمش شستايتس بوليتساي، والتي اختصرها كاتب مكتب البريد فرانكي وأصبحت تعرف باسم «غيستابو». أراد في الأصل تسمية المكتب السري للشرطة (Geheimes Polizeiamt)، لكن الأحرف الأولى من الحروف الألمانية "GPA" كانت مشابهة جدا لتلك الموجودة في المديرية السياسية للدولة السوفيتية (Gosudarstvennoye Politicheskoye Upravlenie ، أو GPU). كان القائد الأول للغيستابو رودولف ديلز، أحد رعاة غورينغ. تم تعيين ديلز بلقب رئيس أبتاليون Ia (القسم 1 أ) من الشرطة السياسية في وزارة الداخلية البروسية. اشتهر ديلز بأنه المحقق الرئيسي لمارينوس فان دير لوب بعد حريق الرايخستاغ. في أواخر عام 1933، أراد وزير الداخلية الرايخ فيلهلم فريك دمج جميع قوات الشرطة للولايات الألمانية تحت سيطرته. تجاوزه غورينغ بإزالته الإدارات السياسية والاستخبارات البروسية من وزارة الداخلية بالولاية. استولى غورينغ على الغيستابو في عام 1934 وحث هتلر على بسط سلطة الوكالة في جميع أنحاء ألمانيا. يمثل هذا خروجا جذريا عن التقاليد الألمانية، التي رأت أن إنفاذ القانون كان (في الغالب) أرضا (ولاية) ومسألة محلية. في هذا، واجه صراعا مع هاينريش هيملر، الذي كان قائد شرطة ثاني أقوى دولة ألمانية، بافاريا. لم يكن لدى فريك القوة السياسية لمواجهة غورينغ بمفرده، لذا فقد تحالف مع هيملر. بدعم من فريك، استولى هيملر (مدفوعا من قبل الرجل الأيمن، راينهارد هيدريش) على الشرطة السياسية للدولة بعد الدولة. سرعان ما بقي بروسيا فقط. قلقا من أن ديلز لم يكن قاسيا بما يكفي لمواجهة قوة كتيبة العاصفة (SA) بشكل فعال، سلم غورينج السيطرة على الغيستابو إلى هيملر في 20 أبريل 1934. أيضا في ذلك التاريخ، عين هتلر هيملر رئيسا لجميع الشرطة الألمانية خارج بروسيا. استمر هايدريش، الذي عينه رئيس الغيستابو من قبل هيملر في 22 أبريل 1934، أيضا كرئيس لجهاز الأمن SS (الشرطة الأمنية الألمانية؛ SD). بدأ كل من هيملر وهايدريش على الفور في تثبيت أفرادهم في مواقع مختارة، وكان العديد منهم مباشرة من الشرطة السياسية البافارية، مثل هاينريش مولر وفرانز جوزيف هوبر وجوزيف ميسينجر. العديد من موظفي الغيستابو في المكاتب التي تم تأسيسها حديثا من الشباب والمتعلمين تعليما عاليا في مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية، علاوة على ذلك، مثلوا جيلا جديدا من أتباع الاشتراكيين الوطنيين، الذين كانوا يعملون بجد وفعالية واستعداد للقيام الدولة النازية إلى الأمام من خلال اضطهاد خصومها السياسيين. بحلول ربيع عام 1934، سيطر هيملر على الشرطة الامنية الألمانية والغيستابو، ولكن بالنسبة له، لا تزال هناك مشكلة، حيث كانت SS (والغيستابو بالوكالة) تابعة لكتيبة العاصفة، والتي كانت تحت قيادة إرنست روم. أراد هيملر تحرير نفسه تماما من روم، الذي اعتبره عقبة. كان موقف روم مهددا حيث سقط أكثر من 4.5 مليون رجل تحت قيادته بمجرد استيعاب الميليشيات ومنظمات المحاربين القدامى من قبل كتيبة العاصفة، الأمر الذي غذى تطلعات روم؛ كان حلمه في دمج كتيبة العاصفة والرايخويهر معا تقويض علاقات هتلر مع قيادة القوات المسلحة الألمانية. العديد من الزعماء النازيين، من بينهم غورينغ وجوزيف جوبلز ورودولف هيس وهيملر، حملة منسقة لإقناع هتلر باتخاذ إجراءات ضد روم. كل من الشرطة الأمنية والغيستابو
https://ar.wikipedia.org/wiki/غيستابو
6d9c4eef30556ff9c4604341319c0f5e
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.122468", "source": "Wikipedia" }
جيشتابو
غيستابو
الغستابو أو الجيستابو أو الغيستابو أو البوليس السري الألماني (غيستابو هي كلمة مختصرة من جيهايم شتاتس بوليتساي; Geheime Staatspolizei أي شرطة (Polizei) الدولة (Staat) السرية (geheime)، كانت الشرطة السرية الرسمية لألمانيا النازية وفي أوروبا التي تحتلها ألمانيا. وهو أكثر أجهزة الأمن الألمانية شهرة وسرية وهي المسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال والتدمير للملايين خلال فترة الحكم النازي تأسست لحماية الدولة الألمانية والحزب النازي. وقد تم تأسيس الشرطة السرية في 26 أبريل 1933 في بروسيا. أسسه النازي هيرمان جورينج في عام 1933 من خلال الجمع بين مختلف وكالات الشرطة الأمنية في بروسيا في منظمة واحدة، وقام على إعداده من ضباط الشرطة المحترفين بعد حيازة أدولف هتلر على زمام الأمور في ألمانيا النازية. وتمحور دور الشرطة السرية على حماية الدولة وتشكيل قوة ضاربة لمن يتربص بالدولة بالأعمال التخريبة أو التجسسية أو الخيانة. وتم تغيير القانون الألماني بصورة تجعل الغيستابو يتحرك بصورة حرة وبعيدا عن المساءلة القانونية. وكما وصف قاضي ألماني أفعال الغيستابو بالتالي «طالما تتحرك الغيستابو بمشيئة الحزب، فإن حركات الغيستابو وأفعاله قانونية». ونص القانون الألماني نصا صريحا بإعفاء الغيستابو من المثول أمام المحاكم الألمانية مما حال بين المواطنين المدنيين ووصول شكواهم إلى القضاء الألماني. ابتداء من 20 أبريل 1934 انتقلت إلى إدارة زعيم شوتزستافيل هاينريش هيملر، الذي عينه هتلر عام 1936 رئيسا للشرطة الألمانية (شيف دير دويتشن بوليزي). أصبحت غيستابو في هذا الوقت وكالة وطنية وليست وكالة بروسية كمكتب فرعي شرطة الأمن (سيبو). ثم أدارها -من 27 سبتمبر 1939 إلى ما بعد- مكتب الأمن الرئيسي للرايخ. أصبحت تعرف باسم Amt (قسم) 4 لمكتب الأمن الرئيسي لرايخ واعتبرت منظمة شقيقة لالشرطة الأمنية الألمانية). خلال الحرب العالمية الثانية، لعب اغيجستابو دورا رئيسيا في الخطة النازية لإبادة يهود أوروبا. لعل من أهم صور تعسف الغيستابو يتمثل في سلطة الجهاز السري في احتجاز الأشخاص بدون دعوى قضائية. وكان الشخص المحجوز يقوم على التوقيع على ورقة تخول الغيستابو على احتجازه وينتزع هذا التخويل من الأشخاص عادة عن طريق التعذيب الجسدي. وفي عام 1934، تعرض غورينغ لضغوط من قبل هينريك هيملر لضم الغيستابو تحت لواء الأخير مما قوى من شوكة هيملر لأبعد الحدود. خلال الحرب العالمية الثانية، بلغ عدد العاملين في جهاز الشرطة السرية إلى 45.000 فرد. وعمل أفراد الجهاز في الأراضي التي احتلتها ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية وساهموا في التعرف على الشيوعيين واليهود والمثليين والعمل على تهجيرهم قسريا إلى معسكرات الاعتقال ثم القضاء عليهم. وخلال محاكم نورمبرغ، تمت إدانة جهاز الغيستابو بالجرائم الفظيعة التي ارتكبها الجهاز في حق البشرية. بعد أن أصبح أدولف هتلر مستشار ألمانيا، عين هيرمان جورينج -قائد سلاح الجو الألماني والرجل الثاني في الحزب وزير الداخلية في بروسيا. هذا أعطى غورينج قيادة أكبر قوة شرطة في ألمانيا. بعد ذلك بفترة وجيزة، فصل غورينغ الأقسام السياسية والاستخبارية من الشرطة وملأ صفوفها بالنازيين. في 26 أبريل 1933، دمج جورنج الوحدتين تحت اسم جاهايمش شستايتس بوليتساي، والتي اختصرها كاتب مكتب البريد فرانكي وأصبحت تعرف باسم «غيستابو». أراد في الأصل تسمية المكتب السري للشرطة (Geheimes Polizeiamt)، لكن الأحرف الأولى من الحروف الألمانية "GPA" كانت مشابهة جدا لتلك الموجودة في المديرية السياسية للدولة السوفيتية (Gosudarstvennoye Politicheskoye Upravlenie ، أو GPU). كان القائد الأول للغيستابو رودولف ديلز، أحد رعاة غورينغ. تم تعيين ديلز بلقب رئيس أبتاليون Ia (القسم 1 أ) من الشرطة السياسية في وزارة الداخلية البروسية. اشتهر ديلز بأنه المحقق الرئيسي لمارينوس فان دير لوب بعد حريق الرايخستاغ. في أواخر عام 1933، أراد وزير الداخلية الرايخ فيلهلم فريك دمج جميع قوات الشرطة للولايات الألمانية تحت سيطرته. تجاوزه غورينغ بإزالته الإدارات السياسية والاستخبارات البروسية من وزارة الداخلية بالولاية. استولى غورينغ على الغيستابو في عام 1934 وحث هتلر على بسط سلطة الوكالة في جميع أنحاء ألمانيا. يمثل هذا خروجا جذريا عن التقاليد الألمانية، التي رأت أن إنفاذ القانون كان (في الغالب) أرضا (ولاية) ومسألة محلية. في هذا، واجه صراعا مع هاينريش هيملر، الذي كان قائد شرطة ثاني أقوى دولة ألمانية، بافاريا. لم يكن لدى فريك القوة السياسية لمواجهة غورينغ بمفرده، لذا فقد تحالف مع هيملر. بدعم من فريك، استولى هيملر (مدفوعا من قبل الرجل الأيمن، راينهارد هيدريش) على الشرطة السياسية للدولة بعد الدولة. سرعان ما بقي بروسيا فقط. قلقا من أن ديلز لم يكن قاسيا بما يكفي لمواجهة قوة كتيبة العاصفة (SA) بشكل فعال، سلم غورينج السيطرة على الغيستابو إلى هيملر في 20 أبريل 1934. أيضا في ذلك التاريخ، عين هتلر هيملر رئيسا لجميع الشرطة الألمانية خارج بروسيا. استمر هايدريش، الذي عينه رئيس الغيستابو من قبل هيملر في 22 أبريل 1934، أيضا كرئيس لجهاز الأمن SS (الشرطة الأمنية الألمانية؛ SD). بدأ كل من هيملر وهايدريش على الفور في تثبيت أفرادهم في مواقع مختارة، وكان العديد منهم مباشرة من الشرطة السياسية البافارية، مثل هاينريش مولر وفرانز جوزيف هوبر وجوزيف ميسينجر. العديد من موظفي الغيستابو في المكاتب التي تم تأسيسها حديثا من الشباب والمتعلمين تعليما عاليا في مجموعة واسعة من المجالات الأكاديمية، علاوة على ذلك، مثلوا جيلا جديدا من أتباع الاشتراكيين الوطنيين، الذين كانوا يعملون بجد وفعالية واستعداد للقيام الدولة النازية إلى الأمام من خلال اضطهاد خصومها السياسيين. بحلول ربيع عام 1934، سيطر هيملر على الشرطة الامنية الألمانية والغيستابو، ولكن بالنسبة له، لا تزال هناك مشكلة، حيث كانت SS (والغيستابو بالوكالة) تابعة لكتيبة العاصفة، والتي كانت تحت قيادة إرنست روم. أراد هيملر تحرير نفسه تماما من روم، الذي اعتبره عقبة. كان موقف روم مهددا حيث سقط أكثر من 4.5 مليون رجل تحت قيادته بمجرد استيعاب الميليشيات ومنظمات المحاربين القدامى من قبل كتيبة العاصفة، الأمر الذي غذى تطلعات روم؛ كان حلمه في دمج كتيبة العاصفة والرايخويهر معا تقويض علاقات هتلر مع قيادة القوات المسلحة الألمانية. العديد من الزعماء النازيين، من بينهم غورينغ وجوزيف جوبلز ورودولف هيس وهيملر، حملة منسقة لإقناع هتلر باتخاذ إجراءات ضد روم. كل من الشرطة الأمنية والغيستابو
https://ar.wikipedia.org/wiki/جيشتابو
6d9c4eef30556ff9c4604341319c0f5e
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.128222", "source": "Wikipedia" }
يوزف غوبلز
يوزف غوبلز
بول يوزف غوبلز ‏ (29 أكتوبر 1897 – 1 مايو 1945) هو سياسي ألماني نازي كان الغاولايتر (زعيم المنطقة) لبرلين. ووزير الدعاية للرايخ من عام 1933 إلى عام 1945. كان أحد أقرب شركاء الزعيم النازي أدولف هتلر وأكثرهم تفانيا وإخلاصا، وكان معروفا بمهاراته في التحدث أمام الجمهور ومعاداته الصريحة لليهود، والتي كانت واضحة في وجهات نظره العلنية. وكان يدعو إلى تمييز أكثر قسوة، بما في ذلك إبادة اليهود في الهولوكوست. حصل غوبلز، الذي كان يطمح إلى أن يكون مؤلفا، على درجة الدكتوراه في فقه اللغة من جامعة هايدلبرغ في عام 1921. وانضم إلى الحزب النازي في عام 1924، وعمل مع غريغور شتراسر في الفرع الشمالي للحزب. تم تعيينه رئيسا لمكتب الحزب في برلين (الغاولايتر) في عام 1926، حيث بدأ يهتم باستخدام الدعاية للترويج للحزب وبرنامجه. بعد استيلاء النازيين على السلطة في عام 1933، سرعان ما سيطرت وزارته على وسائل الإعلام الإخبارية والفنون وال
https://ar.wikipedia.org/wiki/يوزف غوبلز
93e0af4c95d5b0f8d36aee364ea5c954
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.137423", "source": "Wikipedia" }
29 أكتوبر
29 أكتوبر
29 أكتوبر أو 29 تشرين الأول أو يوم 29 \ 10 (اليوم التاسع والعشرين من الشهر العاشر) هو اليوم الثاني بعد الثلاثمائة (302) من السنة، أو الثالث بعد الثلاثمائة (303) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 63 يوما على انتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/29 أكتوبر
5b310c8c083556236fa0c11db789932f
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.137631", "source": "Wikipedia" }
هاينريش هيملر
هاينريش هيملر
هاينريش هيملر De-Heinrich Himmler.oggⓘ؛ (7 أكتوبر 1900 - 23 مايو 1945) كان قائد القوات الخاصة النازية، للمنظمة الشبه عسكرية شوتزشتافل، وعضو قيادي في حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني (الحزب النازي). كان هيملر أحد أقوى الرجال في ألمانيا النازية وأحد كبار مهندسي الهولوكوست. كان عضوا في كتيبة احتياطية خلال الحرب العالمية الأولى، أي أنه لم يخدم بشكل فعلي أو يقاتل خلال الحرب. تخصص بدراسة الزراعة أثناء دراسته بالجامعة، وانضم إلى الحزب النازي عام 1923 وقوات الأمن الخاصة عام 1925. وفي عام 1929، عينه أدولف هتلر قائد قوات الأمن الخاصة (شوتزشتافل) عندما استقال إرهارد هايدن بنفس السنة عام 1929 بشهر يناير. ولد بالقرب من مدينة ميونخ لعائلة متوسطة الدخل وكان أبوه مدير مدرسة. التحق هيملر بالفوج البافاري الحادي عشر ولم تسجل له أحداث عسكرية تذكر. وبعد الحرب العالمية الأولى، انضم لأحد الكتائب اليمينية المتطرفة وما أكثرها في ذاك الوقت والتي كانت ممتعضة أيما امتعاض من خسارة ألمانيا للحرب وقرروا الدفاع عن الحدود الألمانية من انتهاكات الجيش الأحمر والعمل على إجهاض أي تحركات شيوعية من داخل ألمانيا. من عام 1919 إلى عام 1922 درس الزراعة في ميونيخ، وفي سنة 1923, شارك في بول بيير هول بوتش تحت قيادة ارنست روم وتزوج في عام 1928 ماركريت سيكروث، اشتغل هملر في مزرعة للدجاج ولكنه لم ينجح. رزق هو وزوجته بابنتهما كدرن في عام 1929 وقد تبنت زوجته ابنا لكن هملر لم يبد اهتماما ثم انفصلا عام 1940 دون أن يطلقا. أصبح لهملر عشيقة هي هيدويك بودهاست وأنجبت منه ابن هيلج ولد 1942 ونانيت دوروثيا ولدت 1944. انضم هيملر للحزب النازي المتطرف والتحق بال "SS" عام 1925 وأوكل إليه هتلر قيادة القوات الخاصة المعنية بحمايته الشخصية والتي كانت تضم 280 عضوا هم صفوة ال "SA" الأكبر حجما. وبتعيينه قائدا للقوات الخاصة، طور هيملر القوات الخاصة بشكل جيد حتى أصبحت من أفضل الميليشيات المدربة عسكريا. وفي الوقت الذي كان يترواح عدد القوات الخاصة 280 عنصر في سنة 1929، وصل مجموع عناصر القوات الخاصة إلى 52,000 سنة 1933. وكان هيملر يقوم على فحص كل طلب التحاق في القوات الخاصة على حدة للتأكد من نقاء دم المتقدم للطلب حيث لم يرض هتلر بعناصر القوات الخاصة الغير منتمين للعرق الآري. ولم تكن القوات الخاصة "SS" هي الأكبر في الجيش الألماني، فقد سبقها في الحجم والقوة الكتيبة الضاربة والمعروفة "SA". ووفق هيملر بالتعاون مع «هيرمان غورينغ»، الأب الروحي للجيستابو من إقناع هتلر من الخطر الذي يمثله تنامي قوة ال "SA" وقائده آرنست روم واحتمال استعمال ال "SA" للإطاحة بهتلر ونظامه، خصوصا أن روم كان يؤمن بأن الثورة الحقيقية لم تبدأ بعد، بالأضافة إلى مبادئه الاشتراكية اقتنع هتلر بخطر «روم»، قائد ال "SA" ووافق على تصفيته جسديا وهذا ما تم على يد هيملر وغورينغ. أصبحت الساحة شاغرة لهيملر وأصبح الرجل الأوحد فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية للرايخ الثالث. بل وعظمت قوة هيملر عندما آل جهاز البوليس السري، الجيستابو تحت إمرته. في 17 يونيو 1934 بدأت الشراكة بين غورنغ وهملر وهايريش، حيث نقل غورينغ سلطة الجستابو -الشرطة السرية البروسية- لهملر والذي سمي كرئيس للبوليس في كل الولايات خارج بروسيا، وفي 22 أبريل 1934 عين هملر هايدريش كرئيس للجستابو، وفي 17 يونيو 1936 تم توحيد كافة تشكيلات الشرطة، كانت سيطرة هملر على الشرطة الرسمية جزئية حتى تعيينه كوزيرا للداخلية في عام 1943 حيث أصبحت سيطرته كاملة. كان هملر يراقب معتقلات وبعد اندلاع الحرب العالمية الثانية أزدادت المعتقلات وبالذات بعد الانتقادات التي بدأت تظهر ضد النظام الحاكم في عام 1943 بعد كارثة ستالينغراد. يعتبر هملر أبا للهولوكوست المحرقة، حيث بدأ عام 1933 بتأسيس المعتقلات وملاحقة اليهود والغجر والشيوعيين وأي عرق غير العرق الآري (عرق شمال أوروبا)، وبعد غزو بولندا قام بتأسيس معتقلات الإبادة وكانت خبرته في مزارع الدجاج وكيفية التعامل معها مساعدا له في كيفية التعامل مع المعتقليين. قبيل غزو الاتحاد السوفيتي قام هملر بالتحضير وحشد تطوعا أو تجنيدا اناس من كافة أنحاء أوروبا ممن لهم قرابة من الألمان كالدنماركيين والنرويجيين والسويديين والهولنديين، وأثناء أجتياح أستونيا وليتوانيا ولاتفيا وأوكرانيا قام بتجنيد متطوعيين من غير الأريين لحملة ضد البلاشفة الملحديين. في عام 1942 وبعد اغتيال مساعده الأيمن رينهارد هايدريش على يد اثنين من القوات الخاصة البلجكية وبمساعدة من البريطانيين والثوار في تشيكوسلوفاكيا، قام بمجزرة وحشية لكافة السكان وحتى النساء والأطفال في ليديس. في 4 تشرين الأول 1943، صرح هيملر إلى إبادة الشعب اليهودي خلال اجتماع سري إس إس في مدينة بوزنان (بوزن). وفيما يلي ترجمة للخطاب من التسجيل الصوتي: وأود أيضا أن أشير هنا بكل صراحة إلى مسألة صعبة جدا. يمكننا الآن التحدث مع بعضنا بشكل علني جدا والحديث عن هذا فيما بيننا، ومع ذلك نحن لن نناقش هذا علنا للآخرين. تماما كما كنا في البداية إذ لم نتردد في 30 يونيو 1934 في أداء واجبنا كما أمرنا، ووضع الرفاق الذين فشلوا في مواجهة الجدار وتنفيذها ليتم بعدها التخلص منهم، ونحن أيضا لم نتحدث عن ذلك، ولن نتكلم أبدا حول هذا الموضوع. دعونا نشكر الله ان كان في داخلنا ما يكفي من الثبات لعدم مناقشته فيما بيننا، ونحن لا نتحدث عن ذلك. لقد فجع كل واحد منا، وبعدها فهمنا بوضوح أننا لن نفعل ذلك في المرة القادمة، عندما يعطى النظام وعندما يصبح ذلك ضروريا. وأنا أشير الآن إلى إجلاء اليهود، ولإبادة الشعب اليهودي. هذا هو الشيء الذي يقال بسهولة: «سيتم إبادة الشعب اليهودي»، ويقول كل عضو في الحزب، «هذا واضح جدا، هو في برنامجنا - القضاء على اليهود، والإبادة، وهذه مسألة صغيرة.». يقولون أن البعض الآخر جميعهم خنازير، ولكن هذا واحد بعينه هو يهودي، إلا أنه لم يلاحظ. يعرف معظمكم هنا ما يعنيه عندما تكون 100 جثة تقع بجوار بعضها البعض، وعندما يكون هناك 500 أو عند وجود 1000. لأننا نعلم مدى صعوبته بالنسبة لنا إذا كان لا يزال اليهود والمخربين سرا، محرضين والرعاع في كل مدينة، مع التفجيرات، مع العبء والمصاعب المترتبة على الحرب. إذا كان اليهود لا يزال جزء من الأمة الألمانية، فإننا على الأرجح سنكون الآن في دولة في عام 1916 17.. هاينريش هيملر، 4 أكتوبر. في عام 1943 أصبح هملر وزيرا للداخلية وقام بدمج الداخلية بال "SS". وفي أواخر عام 1944 أصبح هملر قائدا لجيش جديد هو جيش أعالي الراين والذي نفذ عملية الرياح الشمالية في 1 يناير 1945 لرد الجيش الأمريكي السابع والفرنسي الأول في منطقة الساس، نجح جزئيا، لكن هملر نقل شرقا في 24 يناير جيش أعالي الراين اخمد وانتهت العملية في 25 يناير. ثم استلم جيش جديد هو جيش فيستولا لإيقاف تقدم السوفييت نحو برلين، واتخذ من قطاره مركزا للعمليات وأطلق أوامره العقاب والموت لمن ينسى واجبه، في 13 مارس ترك القيادة، وحاول مفاوضة الحلفاء لكنه فشل وهو الخبر الذي أذاعته ال (BBC) وأثار غضب هتلر. وبنهاية الحرب، حاول هيملر الهروب من قبضة الحلفاء متنكرا ولكن القوات البريطانية ألقت القبض عليه في مدينة «بريمين» الألمانية في 22 مايو 1945 وكان من المقرر إرساله إلى قاعة المحكمة في نوريمبرغ ليحاكم مع باقي أفراد الحزب النازي ولكنه تجرع السم ومات.
https://ar.wikipedia.org/wiki/هاينريش هيملر
ec5086bf083721e8e5591f717b42c147
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.140207", "source": "Wikipedia" }
7 أكتوبر
7 أكتوبر
7 أكتوبر أو 7 تشرين الأول أو يوم 7 \ 10 (اليوم السابع من الشهر العاشر) هو اليوم الثمانين بعد المئتين (280) من السنوات البسيطة، أو الحادي والثمانين بعد المئتين (281) في السنوات الكبيسة، وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 85 يوما على انتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/7 أكتوبر
983f1fc7bdde9513703745a6629b2c79
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.140478", "source": "Wikipedia" }
النشيد الوطني المصري
النشيد الوطني المصري
بلادي، بلادي، بلادي هو النشيد الوطني المصري الحالي. ألفه محمد يونس القاضي ولحنه سيد درويش. وهو مشتق من كلمات ألقاها مصطفى كامل في إحدى أشهر خطبه عام 1907م، والتي قال فيها: «بلادي بلادي لك حبي وفؤادي. لك حياتي ووجودي، لك دمي، لك عقلي ولساني، لك لبي وجناني، فأنت أنت الحياة. ولا حياة إلا بك يا مصر». جرى تبنيه رسميا في عام 1979، وقد أعاد الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب توزيعه حينذاك بتوجيه من الرئيس الراحل محمد أنور السادات. عرفت مصر السلام الوطني لأول مرة في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، وكان يعرف باسم "سلام مخصوص خديوي"، ألفه ولحنه الموسيقار الإيطالي جوزيبي فيردي ملحن أوبرا عايدة، وعزف السلام الوطني لمصر في افتتاح قناة السويس أثناء استقبال الخديوي إسماعيل لملوك العالم قد تم اعتماده كأول سلام وطني بعد هذه الزيارة في عام 1871 ولم تكن له كلمات بل ألحان فقط إذ كان السلام الملكي آنذلك يعزف بالألحان فقط دون إلقاء الأبيات الشعرية. ثم أصبح نشيد اسلمي يا مصر الذي ألفه مصطفى صادق الرافعي، ولحنه صفر علي هو النشيد الوطني في الفترة من 1923 حتى 1936. ويستخدم النشيد حاليا كنشيد لكلية الشرطة في مصر. أعاد الملك فاروق السلام الملكي المصري الذي لحنه الموسيقار الإيطالي فيردي عند جلوسه على العرش عام 1936 واستمر حتى عام 1953. ومع إنهاء الملكية في 1953 وقيام ثورة الضباط الاحرار لم يتم تغيير النشيد اصبح هو نفس السلام الوطني الذي يسمى باسم لحن فيردي لكن تم تسميته باسم السلام الجمهوري المصري بدلا من السلام الملكي المصري بسبب الغاء الملكية . وفي سنة 1960 صدر القرار الجمهوري رقم 143 باتخاذ سلام وطني جديد هو المؤسس على لحن كمال الطويل لنشيد والله زمان يا سلاحي من كلمات الشاعر صلاح جاهين لأم كلثوم وهو النشيد الذي نال شعبية كبيرة في عام 1956 خلال ظروف العدوان الثلاثي على مصر، ولم تكن هناك كلمات مصاحبة للحن، لذا كان يطلق عليه اسم «السلام الجمهوري» وليس النشيد الجمهوري. وخلال الفترة التي استخدم فيها لحن «والله زمان يا سلاحي» كسلام وطني لمصر أجري عليه تعديلان: الأول بالقرار الجمهوري رقم 1854 لسنة 1974 بالاكتفاء بعزف الجزء الأول منه فقط، والثاني بالقرار الجمهوري رقم 1158 لسنة 1975 بالعودة إلى عزف السلام الجمهوري بالكامل كما كان منذ عام 1960. ظل لحن «والله زمان يا سلاحي» هو السلام الجمهوري حتى عام 1979. وقد استعمله العراق أيضا كنشيد وطني في الفترة من 1965 حتى 1981 والتي كانت تطمح إلى تكوين دولة عربية موحدة من مصر والعراق واستخدم كذلك نشيدا للجمهورية العربية المتحدة بفترة بين عام 1958 عام 1960 . في عام 1979 صدر القرار الجمهوري رقم 149 بتعديل السلام الجمهوري لجمهورية مصر العربية إلى نشيد بلادي بلادي الذي كتبه الشيخ يونس القاضي (متأثرا بكلمات لمصطفى كامل) ولحنه سيد درويش وأعاد توزيعه الموسيقار المصري محمد عبد الوهاب. ثم في ديسمبر 1982 صدر القرار الجمهوري رقم 590 والذي نص في مادته الأولى على أن «يراعى أن تصاحب كلمات المقطع الأول من نشيد» بلادي بلادي«النوتة الموسيقية في جميع الاحتفالات الشعبية والوطنية، وأن يقتصر السلام الوطني على عزف النوتة الموسيقية بغير نشيد في حالة استقبال الرؤساء والوفود الأجنبية، وفي غير ذلك من الأحوال التي تقتضي عزفه مع السلام الوطني لدولة أجنبية». ينشد الجزء الأول من النشيد فقط في المدارس والاحتفالات والمناسبات الرسمية ومباريات المنتخبات الوطنية الرياضية.
https://ar.wikipedia.org/wiki/النشيد الوطني المصري
6628f0febe8df5a773df92ea35a09573
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.141591", "source": "Wikipedia" }
نظرية نسبية خاصة
النسبية الخاصة
النظرية النسبية الخاصة ‏، أو نظرية اللاتغير (The Theory of Invariance) كما كان يسميها أينشتاين، وهي التسمية الأكثر دقة، هي نظرية فيزيائية للقياس في إطار مرجعي عطالي اقترحها ألبرت أينشتاين عام 1905 (بعد المساهمات الكبيرة والمستقلة لهندريك أنتون لورنتس وهنري بوانكاريه وآخرين) في مقال بعنوان "عن الديناميكا الكهربائية للأجسام المتحركة" (On the Electrodynamics of Moving Bodies) في أوراق العام المعجزة، كبديل عن نظرية نيوتن في الزمان والمكان لتحل بشكل خاص مشاكل النظرية القديمة فيما يتعلق بالأمواج الكهرومغناطيسية عامة، والضوء خاصة. وهي تدعى «خاصة» لأنها تعالج حالة خاصة تتعلق بحركة ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/نظرية نسبية خاصة
e0f9b80d262b2f207c10ce711b9aa1d9
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.146183", "source": "Wikipedia" }
هيرمان غورينغ
هيرمان غورينغ
هيرمان غورينغ سياسي وقائد عسكري نازي ومؤسس جهاز الشرطة السرية «الغيستابو» بألمانيا النازية، وقائد قوات الطيران الألمانية، خلال الحرب العالمية الثانية. ولد غورينغ في مدينة روزنهايم البفارية لعائلة غنية، وخدم في الحرب العالمية الأولى كطيار في سلاح الطيران، وقد نال عدة ميداليات لشجاعته في القتال. التحق بالحزب النازي في عام 1922، بعد لقاءه بهتلر، وسرعان ما عين قائدا لكتيبة العاصفة، وهي عبارة عن قوات خاصة لحماية أعضاء الحزب. شارك غورينغ هتلر في محاولة الانقلاب الفاشلة على النظام. بحكم صلات غورينغ بالطبقة الأرستقراطية في الحكومة البافارية، أرسل لبرلين ممثلا عن الحزب النازي لجلب تمويل مالي للحزب، وقد أقنع هتلر بعد ذلك بالانضمام للبرلمان، وبالفعل أصبح غورينغ المتحدث باسم البرلمان الألماني (الرايخستاغ) عام 1932. بعد أن أصبح هتلر مستشارا لألمانيا عام 1933، عين غورينغ في عدة مناصب، كان أهمها تأسيس نواة الجهاز السري الألماني (غستابو)، كما عين قائدا لسلاح الطيران الألماني عام 1935. في عام 1936، وضع غورينغ خطة اقتصادية لأربع سنوات، ضمن برنامج هتلر الانتخابي، يتم بموجبها إعادة تنشيط الجيش، والاقتصاد، استعدادا لدخول ألمانيا في حروب مستقبلية. في عام 1941، قاد غورينغ وخطط لعملية الوضع النهائي، والتي أعطت أوامر لوزير الداخلية فيلهلم فريك آنذاك لحل المسألة اليهودية، وتم بالفعل إرسال الآلاف من اليهود إلى معسكرات الاعتقال، وقضى العديد منهم ضمن ما يسمى المحرقة اليهودية. في أواخر الحرب العالمية الثانية، فشل سلاح الجو الألماني في صد الهجمات المتكررة لسلاح الجو الملكي البريطاني، حاول غورينغ ثني هتلر عن مواصلة الحرب، إلا أن الأخير رفض طلباته المتكررة، مما حدا بغورينغ في أواخر الحرب، أن يعلن نفسه الفوهرر الجديد لألمانيا النازية، واعتبر هتلر ذلك انقلابا عليه، فجرده من ألقابه، ورتبه العسكرية، وأوصى بإعدامه فيما بعد. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي انتهت باستسلام ألمانيا النازية، أدين غورينغ كمجرم حرب في محاكم نورمبرغ، وحكم عليه بالإعدام، إلا أنه قام بالانتحار قبل تنفيذ الحكم، وذلك بتسميم نفسه. يعتبر غورينغ أبرز مهندسي الألمانية النازية. تم الاستشهاد بأقواله مرارا وتكرارا في كتاب «يوميات نورمبرغ» الذي يتناول أحداث محاكم نورمبرغ الشهيرة بعد الحرب العالمية الثانية. كما يعتبر أكبر مسؤول نازي يخضع للمحاكمة في محاكم نورمبرغ. ولد غورينغ في 12 يناير 1893 في قرية مارينباد، الواقعة في مدينة روزنهايم البافارية. كان والده هينريك غورينغ، ضابطا سابقا في سلاح الفرسان، وعضو القنصلية الألمانية. أما والدته فرانزيشكا غورينغ، فكانت من عائلة فقيرة، تعمل في الزراعة. وحصل الزواج بين هينريك وفرانزيشكا (فاني) على الرغم من الفرق بين الطبقات، وذلك بسبب كون هينريك أرملا. يعتبر غورينغ من أبناء الطبقة الغنية؛ حيث كان والده هيرنيك من أصحاب النفوذ، وكان في أواخر حياته القنصل العام الألماني في هايتي. كان غورينغ الطفل الثاني في العائلة المكونة من 5 أفراد. أخوانه الذكور هم ألبرت، وكارل، والإناث هم أولغا، وباولا. بعد تقاعد والد غورينغ في عام 1896، استقرت العائلة في قلعة صغيرة قرب فيلدستاين في ألمانيا. كان غورينغ مغرما بالعمل العسكري منذ صغره. التحق في سن السادسة عشرة بالأكاديمية العسكرية ببرلين، تخرج منها بعد ذلك بامتياز. ومع بدء الحرب العالمية الأولى، انخرط هيرمان في فرقة المشاة بالجيش الألماني حيث أصابته علة جسدية تم تشخيصها فيما بعد على أنها التهاب في مفاصل الركبة. أقعدته تلك العلة الفراش بضعة أشهر وتم تسريحه من الجيش لعدم ملاءمته جسديا. وتمكن بطريقة أن يحصل على وظيفة ملاحظ أرضي لحركة الطيران العسكري وتمكن بعدها من تلقي التدريب اللازم لقيادة الطائرات وحصل على رتبة طيار في منتصف 1915. وقام بأولى عملياته كمقاتل طيار في 16 نوفمبر 1915. ولم يمضي وقت على عمله كطيار حربي الا وأسقطت طائرته وأمضى معظم 1916 يتعافى من حادث السقوط. بعد وفاة مانفرد فون ريشتهوفن، وهو أحد أبطال الحرب العالمية الأولى الألمان، أصبح غورينغ قائدا لسرب الطائرات JG1. حقق غورينغ أكثر من 22 انتصارا كقائد للسرب، وقلد الصليب الحديدي، ووسام الاستحقاق، تقديرا لشجاعته في القتال. بعد نهاية الحرب، عمل غورينغ كطيار في شركة فوكر للطيران الهولندية، وهي شركة طيران مدني. استمر بالعمل عدة سنوات، والتقى أثناء عمله بزوجته الأولى كارين كانتزو. التقى غورينغ بهتلر عام 1921، وفد كان ينظر لغورينغ بعد الحرب كبطل عسكري. انضم في عام 1922 لحزب العمال الاشتراكي الوطني واتخذ لنفسه قيادة الكتيبة الضاربة "SA"، أو ما تسمى بقوات الصاعقة، وهي تمثل الجتاح العسكري للحزب، ووظيفته حماية أعضاء الحزب البارزين. ساهم غورينغ كثيرا في التخطيط لانقلاب انقلاب بير هول، والذي كان يقوده هتلر للإطاحة بالسلطة الحاكمة، وبعد فشل الانقلاب، وضع هتلر في السجن، وأما غورينغ فأصيب بجروح بالغة في فخذه، وحاولت السلطات القبض عليه، إلا أنه هرب إلى النمسا مع زوجته؛ حيث تلقى العلاج هناك. تشير ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/هيرمان غورينغ
a0ed5f2f44522e4df3b59dfb5ddeab13
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.148174", "source": "Wikipedia" }
جدار فاصل
جدار فاصل
جدار فاصل هو الجدار أو السياج الذي شيد للحد من حركة الناس أو منعهم عبور خط معين أو حدود معينة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/جدار فاصل
1e9a20ea323f8753a93f5d4d4c7460f6
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.148353", "source": "Wikipedia" }
رياضة
رياضة
الرياضة هي مجهود جسدي عادي أو مهارة تمارس بموجب قواعد متفق عليها بهدف الترفيه أو المنافسة أو المتعة أو التميز أو تطوير المهارات أو تقوية الثقة بالنفس أو الجسد. واختلاف الأهداف من حيث اجتماعها أو انفرادها يميز الرياضات، بالإضافة إلى ما يضيفه اللاعبون أو الفرق من تأثير على رياضاتهم.وهي من الأمور المهمة في حياتنا اليومية ويجب أن نجعلها جزء من الروتين اليومي ويرجع ذلك لفوائدها للجسم والصحة النفسية. التربية البدنية هي الجانب المتكامل من التربية يعمل على تنمية الفرد وتكيفه جسديا وعقليا واجتماعيا ووجدانيا عن طريق الأنشطة البدنية المختارة التي تتناسب مع مرحلة النمو، والتي تمارس بإشراف قيادة صالحة لتحقيق أسمى القيم الإنسانية وبذلك فإن تعبير التربية الرياضية أوسع بكثير وأعمق دلالة بالنسبة لحياة الإنسان من كونه مجرد صحة بدنية أو الثقافة البدنية أو التمرينات والتدريبات البدنية أو الألعاب الرياضية، فهو مجال من مجالات التربية الشاملة التي تشكل التربية الرياضية ميدانا حيا منه مشيرا إلى أن برامجه ليست مجرد تدريبات تؤدى ولكنها بإشراف قيادة مؤهلة تساعد على جعل حياة الإنسان أكثر ملائمة لمتطلبات عصره. تدل الآثار المصرية على أن المصريين القدماء كانوا يمارسون أنواعا من الرياضة منها المصارعة والرقص، ولا شك أن الرياضة أثبتت نفسها كعامل مهم لتدريب المحاربين. وفي كثير من اللوحات صور لفراعنة مصر وهم يمارسون صيد الأسود والغزلان بالقوس أثناء ركوبهم عرباتهم الحربية. وتدل آثار العصر اليوناني مثل الملعب الأولمبي باليونان، على أن العديد من الرياضات كانت تنظم لها المسابقات للمشاركين من بين البلاد اليونانية. وقد استوحيت العديد من الرياضات من الأنشطة التي قام بها الإنسان البدائي مثل: وهناك أيضا الرياضات التي كان يمارسها الصينيون منذ آلاف السنين حيث كانوا يلعبون كرة القدم بالحديد. ممارسة أغلب الرياضات تضفي جمالا على الجسم، مثل الجمباز، بناء الأجسام، اليوغا، الفروسية، وأيضا الأداء مثل القفز عاليا فهو ذو جمال شكلي، ويحافظ على الجسد. ومن يزاول الرياضة فهو ليس بحاجة لتخسيس نفسه، فالرياضة تستهلك كل ما يزيد عنده من السعرات الحرارية. الرياضة تلعب دورا أساسيا في أي حمية يمكن اتباعها؛ فهي مفيدة للجسم البشري وتؤدي إلى تقليل نسبة الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب والشرايين، وتحافظ على الوزن المثالي وعلى ذاكرة أفضل كما أنها تزيد الثقة بالنفس؛ حيث أثبتت دراسة بريطانية أن الرياضة تساعد على إفراز المخ لمواد كيميائية مثل «الاندرفينس» التي تجعل الإنسان يشعر بأنه في حال أفضل. كما أن هناك العديد من ألعاب الرياضة التي تتميز بالتشويق مثل كرة القدم والقفز العالي وسباق الحواجز. ولممارسة الرياضة لست في حاجة إلى قضاء ساعات في صالة التمارين الرياضية، كل ما تحتاجه هو إضافة القليل من الحركة للروتين اليومي. أثبتت الدراسات الحديثة أن الرياضة البدنية تفيد الجسم كثيرا وتؤدي إلى: تساعد التمارين الرياضية على التحمل والصبر وذلك عن طريق تدريب الجسم على أن يكون أكثر مرونة ومن هنا نستكشف أن الرياضة تعلم الآتي: والعديد من القيم الأخرى التي تساعده على التأقلم في المجتمع؛ لأن الرياضة -كما ذكر سابقا- ليست لإحراز الكؤوس ولكن لتهذيب النفوس. هناك دراسة بريطانية تقول إن الأطباء يصفون ممارسة التمرينات الرياضية بشكل متزايد كعلاج لأولئك المصابين ببعض الأمراض، وذكرت الدراسة التي أجرتها مؤسسة الصحة العقلية، وشملت 200 طبيب من الذين يندرجون تحت فئة ممارس عام، أن 22 بالمئة منهم يصفون التمارين الرياضية لأولئك الذين يعانون من الاكتئاب المتوسط. يذكر أن 5 بالمئة فقط من الأطباء كانوا يصفون التمارين الرياضية كعلاج للاكتئاب المتوسط قبل 3 أعوام. وقالت المؤسسة أنه من المهم ألا يركز الأطباء على وصف العقاقير المضادة للاكتئاب باعتبار أن هناك وسائل أخرى. وقال البحث إن التمارين الرياضية تساعد الذين يعانون من الاكتئاب من الدرجة المتوسطة لأنها ترفع من تقديرهم لأنفسهم من خلال تحسين صورة أجسادهم أو تحقيق أهدافهم. كما أن التمارين الرياضية تساعد في إفراز المخ لمواد كيميائية مثل الأندورفين الذي يجعل الإنسان يشعر أنه في حالة أفضل. وتقول سيليا ريتشاردسون المديرة بمؤسسة الصحة العقلية «إن التمارين الرياضية يمكنها أن تساعد الناس جسديا واجتماعيا وبيولوجيا». ووجدت الدراسة أن عدد الأطباء الذين يؤمنون بفوائد العلاج بالتمارين قد ارتفع بدرجة كبيرة جدا، فقبل 3 سنوات كان 41 بالمئة فقط يرون أن التمارين تمثل علاجا «فعالا أو فعالا للغاية» بالمقارنة 61 بالمئة حاليا. ويقول أندرو ماكولوج المدير التنفيذي بمؤسسة الصحة العقلية «إن الاكتئاب مرض معقد لذلك يجب أن يكون العلاج متنوعا وأن تتاح للمرضى فرصة للاختيار». تنشط الرياضة الدورة الدموية للجسم. تحمي الرياضة الجسم من الأمراض المتنوعة كالسمنة وهشاشة العظام وأمراض القلب والشرايين فالعقل السليم في الجسم السليم. ومن جانبه، قال البروفيسور «ستيف فيلد» من الكلية الملكية للطب العام «إن هناك وعيا في الوقت الحالي بين الأطباء لفوائد التمارين وهناك دليل متزايد على فعاليتها، ورد الفعل من جانب المرضى يؤكد على فوائدها الكبيرة». الأخبار الرياضية ليست مقتصرة على رياضة كرة القدم فقط، بل كل الألعاب الرياضية ويمكن متابعتها في تريند الرياضة. هناك العديد من الألعاب الرياضية في العالم، وأخرى جديدة تبتدع باستمرار، ومنها: وغيرها من الرياضات. تنقسم الفنون الجسدية إلى ثلاثة أنواع: رياضة وفن قتالي وفن حربي. الرياضة تمارس لتمرين عضلات الجسد وتدخل في اتحاد رياضي وتعمل بقوانين محددة، وكل ما كان كذلك يسمى رياضيا. مثل الكاراتيه بعد أن تحولت إلى رياضة صار ضرب الخصم أمرا ممنوعا بل تتوقف اللكمة قبل وصولها إلى جسد الخصم ويمنع إصابته في مواضع حساسة. أما الفن القتالي فهو لا قانون له ولا اتحاد رياضي له ويستخدم في قتال الشوارع، ولهذا نرى أن المقاتل الشرطي أو العسكري يتعلم فنا قتاليا لا رياضيا حيث يمكنه ضرب مواضع خطرة وحساسة لأن الشخص يدافع عن حياته. أما الفن الحربي فهو كالفن القتالي لا قانون له ولا اتحاد له ويصلح لقتال الشوارع لكن يضاف إليه أن الممارس يتعلم استراتيجيات حربية وعسكرية كخطط الهجوم والدفاع إلخ. ينتج عن القيام بالرياضة أحيانا كدمات وتقلص للعضلات. وفي تلك الحالات نستطيع التخفيف من وطأتها عن طريق الإسراع بتبريد الموضع المصاب وذلك بوضع فوطة مبللة بماء بارد أو إذا وجد الثلج فيمكن لف الثلج في قطعة من القماش. توضع قطعة القماش المحتوية على الثلج أو الفوطة المبللة بالماء البارد على الموضع المصاب لمدة نحو 15 دقيقة. هذا الإسعاف الأولي يعمل على تفادي الاحتقان. بعد ذلك يربط العضو المصاب برباط، ويرفع العضو المصاب إلى أعلى فهذا يساعد على عدم احتقان الدم فيه وتهدئة آلام الإصابة. ولا بد بعد ذلك من استشارة الطبيب في الأمر لتكملة العلاج. تعمل تلك المعاملة الأولية على الشفاء السريع، كما تعمل على تخفيف آلام المصاب. لتجنب هذه العوارض يجب القيام بعمليات الإحماء قبل البدء بالرياضة فعليك القيام ببعض التمارين البسيطة جدا مثل تمرين الركض وتمرين حركة الذراعين مع القدم وتمرين الحوض والكاحل وتمرين لبطن وتمرين رفع الساق وتمرين الركبتين وغيرها الكثير لتجعل الجسم يستعد للقيام بالرياضة التي قد لا يكون اعتاد على الإجهاد الناتج عنها وهو ما يؤدي إلى ظهور هذه الكدمات والتقلصات. نصائح يوصى بها عند ممارسة الرياضة:
https://ar.wikipedia.org/wiki/رياضة
46cb1d2d71ced037b873ef8f9578bff6
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.150469", "source": "Wikipedia" }
الألعاب الأولمبية
الألعاب الأولمبية
الألعاب الأولمبية الحديثة (‏) هي أحداث رياضية دولية تشمل مسابقات رياضية صيفية وشتوية، يشارك فيها رياضيون من كلا الجنسين في المنافسات المختلفة ويمثلون وفودا مختلفة من جميع أنحاء العالم. تعتبر الألعاب الأولمبية المنافسة الرياضية الأولى في العالم بمشاركة أكثر من 200 دولة. حيث ينظم هذا الحدث حاليا كل سنتين في السنوات الزوجية، بتناوب الألعاب الصيفية والشتوية بعد أن كانت تقام كلتا المسابقتين كل أربع سنوات، وفي نفس السنة حتى عام 1992. تسمى فترة الأربع سنوات بين سنوات الدورات بأولمبياد. تم استلهام إنشائها من الألعاب الأولمبية القديمة (‏)، التي كانت تعقد في أولمبيا، اليونان من القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي. حيث أسس البارون بيير دي كوبرتان اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) في عام 1894 عبر الكونغرس الأولمبي، هذه اللجنة التي قادت إلى تنظيم أول دورة ألعاب أولمبية حديثة في أثينا عام 1896. واللجنة الأولمبية الدولية هي الهيئة الإدارية للحركة الأولمبية، ويحدد الميثاق الأولمبي هيكلتها وسلطتها. أدى تطور الحركة الأولمبية خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين إلى العديد من التغييرات في الألعاب الأولمبية. تشمل هذه التعديلات إنشاء الألعاب الأولمبية الشتوية للرياضات الثلجية والجليدية، والألعاب البارالمبية خاصة بالرياضيين ذوي الإحتياجات الخاصة، والألعاب الأولمبية للشباب خاصة بالرياضيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 18 عاما، والألعاب القارية الخمس (عموم أمريكا، الأفريقية، الآسيوية، الأوروبية، والمحيط الهادئ)، والألعاب العالمية للرياضات التي لم تدرج على جدول برنامج الألعاب الأولمبية. كما تؤيد اللجنة الأولمبية الدولية ألعاب الصم والأولمبياد الخاص. وكان على اللجنة الأولمبية الدولية التكيف مع مجموعة متنوعة من التطورات الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية. من بين هذه التطورات الاقتصادية إساءة استخدام قواعد الهواة من قبل بلدان الكتلة الشرقية، التي دفعت اللجنة الأولمبية الدولية إلى السماح للرياضيين المحترفين بالمشاركة في الألعاب بعد أن كانت حكرا على مشاركة الرياضيين الهواة فقط، كما أرادها مؤسس الألعاب كوبرتان. ومن بين هذه التطورات التكنولوجية الأهمية المتزايدة لوسائل الإعلام التي أدت إلى الإلتفات لأهمية رعاية الشركات والتسويق العام للألعاب الأولمبية. أما على صعيد السياسة فقد أدت الحروب العالمية إلى إلغاء الألعاب الأولمبية لعام 1916 و1940 و1944؛ كذلك أدت المقاطعات واسعة النطاق خلال الحرب الباردة إلى الحد من المشاركة في أولمبياد 1980 و1984؛ أما على الصعيد الصحي فقط تم تأجيل دورة الألعاب الأولمبية 2020 حتى عام 2021 نتيجة لجائحة كوفيد-19. تتكون الحركة الأولمبية من الاتحادات الرياضية الدولية (IFs)، واللجان الأولمبية الوطنية (NOCs)، واللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية المزمع إنعقادها. اللجنة الأولمبية الدولية بصفتها هيئة صنع القرار فإنها المسؤولة عن اختيار المدينة المضيفة لكل دورة، وكذلك فهي تنظم وتمول الألعاب وفقا للميثاق الأولمبي. وتحدد اللجنة الأولمبية الدولية أيضا البرنامج الأولمبي الذي يتكون من الألعاب الرياضية التي سيتم التنافس عليها في كل دورة للألعاب الأولمبية. يشمل الاحتفال بالألعاب الأولمبية العديد من الطقوس والرموز الأولمبية، مثل العلم الأولمبي والشعلة الأولمبية، بالإضافة إلى حفلي الافتتاح والختام. تنافس أكثر من 14000 رياضي في الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 والألعاب الأولمبية الشتوية 2018 مجتمعة، في 35 رياضة مختلفة وأكثر من 400 حدث. يحصل الفائزون بالمركز الأول والثاني والثالث في كل حدث على ميداليات أولمبية، حيث يتوج الرياضي الحاصل على المركز الأول بالميدالية الذهبية، والثاني بالفضية، والثالث بالبرونزية. كانت الألعاب الأولمبية القديمة عبارة عن مزيج من مهرجانات دينية ورياضية تقام كل أربع سنوات في حرم زيوس في أولمبيا باليونان. كانت المنافسة تتم بين ممثلي العديد من دول المدن وممالك اليونان القديمة. وكانت ألعاب القوى هي المنافسات الرياضية الرئيسية في برنامج تلك الدورات، وكذلك كان البرنامج بتضمن الرياضات القتالية مثل المصارعة ورياضة بانكراتيو اليونانية، بالإضافة إلى مسابقات الخيل وأحداث سباق العربات. لقد كتب على نطاق واسع أنه خلال الألعاب، كان يتم تأجيل جميع النزاعات بين دول المدن المشاركة حتى انتهاء الألعاب. عرف وقف الأعمال العدائية هذا باسم السلام أو الهدنة الأولمبية. وقد سمحت الهدنة لأولئك الحجاج الدينيين الذين كانوا يسافرون إلى أولمبيا بالمرور عبر الأراضي المتحاربة دون مضايقة لأنهم كانوا محميين من قبل زيوس. إلا أن هذه الفكرة لاقت بعض النقد، حيث اعتبرها البعض ما هي إلا مجرد أسطورة حديثة لا أساس لها من الصحة، لأن اليونانيين لم يعلقوا حروبهم أبدا. يكتنف أصل الألعاب الأولمبية الغموض والأساطير. وواحدة من أكثر الأساطير شيوعا تعتبر هرقل (هيراكليس) ووالده زيوس هم أسلاف ومؤسسي الألعاب الأولمبية. وفقا للأسطورة، كان هيراكليس هو أول من أطلق على الألعاب تسمية «الأولمبية»، وأرسى تقليد عقدها كل أربع سنوات. وتستمر الأسطورة بسرد الأحداث بأنه بعد أن أكمل هيراكليس أعماله الإثني عشر، قام ببناء الملعب الأولمبي تكريما لزيوس. وبعد الانتهاء من بنائه قام بالسير بخط مستقيم لمسافة 200 خطوة، وأطلق على هذه المسافة «ستاديون» ‏، والتي أصبحت فيما بعد وحدة قياس للمسافة. التاريخ الأكثر قبولا لبدء الألعاب الأولمبية القديمة هو 776 قبل الميلاد؛ يعتمد هذا التاريخ على النقوش الموجودة في أولمبيا، والتي تدرج أسماء الفائزين بسباق كان يقام كل أربع سنوات بدءا من 776 قبل الميلاد. تضمنت الألعاب القديمة أحداث الجري، الخماسي (القفز، رمي القرص، رمي الرمح، الجري، والمصارعة)، الملاكمة، المصارعة، بانكراتيو، وأحداث الفروسية. تقول التقاليد أن كورويبوس، وهو طباخ من مدينة إليس، كان أول بطل أولمبي. كان للألعاب الأولمبية بعدا دينيا، حيث تضمنت الألعاب الأولمبية أحداثا رياضية جنبا إلى جنب مع طقوس تقديم الأضحية والقرابين لكل من زيوس (حيث ينتصب تمثاله الشهير المصمم من قبل النحات فيدياس في معبده في أولمبيا) وبيلوبس البطل المقدس والملك الأسطوري لأوليمبيا. وقد اشتهر بيلوبس بسباق مركبته مع ملك مدينة بيساتيس الملك أونوماوس. وكان للألعاب الأولمبية بعدا ثقافيا حيث كان المؤرخون والشعراء والنحاتون يخلدون انتصارات الفائزين من خلال القصائد والتماثيل. كانت الدورات الأولمبية تعقد كل أربع سنوات، واستخدم اليونانيون هذه الفترة المعروفة باسم الأولمبياد كإحدى وحدات قياس الوقت. كانت الألعاب جزءا من دورة تعرف باسم الألعاب الهيلينية، والتي تضمنت بالإضافة إلى الألعاب الأولمبية كل من الألعاب البيثية، الألعاب النيمية والألعاب البرزخية. بلغت الألعاب الأولمبية ذروة نجاحها في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، لكن أهميتها بدأت بالتراجع تدريجيا وذلك تزامنا مع ازدياد سيطرة ونفوذ الرومان في اليونان. على الرغم من عدم وجود إجماع علمي حول موعد انتهاء الألعاب رسميا، إلا أن التاريخ الأكثر شيوعا هو عام 393 ميلادية، عندما أصدر الإمبراطور ثيودوسيوس مرسوما يقضي بإلغاء جميع العبادات والممارسات الوثنية. وهناك تاريخ آخر يتم الاستشهاد به بشكل شائع هو عام 426 ميلادية، عندما أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني بتدمير جميع المعابد اليونانية. تم توثيق عدة استخدامات مختلفة لمصطلح «أولمبي» لوصف بعض الأحداث الرياضية في العصر الحديث وذلك منذ القرن السابع عشر. كان أول حدث من هذا القبيل هو ألعاب كوتسوولد أو «ألعاب كوتسوولد أوليمبيك»، وهو اجتماع سنوي بالقرب من قرية شيبينغ كامبدين في إنجلترا، يتضمن رياضات مختلفة. تم تنظيمه لأول مرة من قبل المحامي روبرت دوفر بين عامي 1612 1642، وهو مستمر إلى يومنا هذا. حيث ذكرت الجمعية الأولمبية البريطانية في عرضها المقدم لإستضافة دورة الألعاب الأولمبية لعام 2012 في لندن، بأن هذه الألعاب تعتبر التحركات الأولى لمبادرات بريطانيا الأولمبية. كذلك كان هناك أولمبياد الجمهورية (L'Olympiade de la République) وهو مهرجان أولمبي وطني كان يقام سنويا من 1796 إلى 1798 في فرنسا الثورية، في محاولة لمحاكاة الألعاب الأولمبية القديمة. تضمنت المسابقة عدة تخصصات من الألعاب الأولمبية اليونانية القديمة. تميزت ألعاب 1796 أيضا بإدخال النظام المتري في الرياضة. في عامي 1834 1836، أقيمت أحداث رياضية تحاكي الألعاب الأولمبية في منطقة فرملس، السويد (Olympiska spelen i Ramlösa)، وأحداث أخرى في ستوكهولم، السويد عام 1843، ونظمها جميعا غوستاف يوهان شارتاو وآخرون. وشاهد الألعاب ما يقارب 25000 متفرج. في عام 1850، ابتدع الطبيب ويليام بيني بروكس ما سمي بالفصل الأولمبي في منطقة ماتش وينلوك في مدينة شروبشاير، إنجلترا. وفي عام 1859 غير بروكس الاسم إلى ألعاب وينلوك الأولمبية. هذا الحدث الرياضي ما زال يقام سنويا إلى يومنا هذا. وكان بروكس قد قام بتأسيس جمعية وينلوك الأولمبية في 15 نوفمبر 1860، التي تقوم بتنظيم هذا الحدث. بين أعوام 1862 1867، كانت مدينة ليفربول تستضيف وتنظم ألعابا أولمبية سنوية. ابتكر هذه الألعاب كل من جون هولي وتشارلز ميلي، وكانت أول ألعاب خاصة بالرياضيين الهواة، وكذلك كانت ذات طابع دولي. كان برنامج أول أولمبياد حديث في أثينا عام 1896 مطابقا تقريبا لبرنامج أولمبياد ليفربول. في عام 1865 أسس كلا من ويليام بروكس، جون هولي وإرنست جورج رافنشتاين الجمعية الأولمبية الوطنية في ليفربول، والتي تحولت فيما بعد إلى الجمعية الأولمبية البريطانية. كان لمواد وبنود تأسيس الجمعية الدور البارز في وضع إطار عمل الميثاق الأولمبي الدولي. بعد تأسيس الجمعية بعام وتحديدا في عام 1866 تم تنظيم دورة ألعاب أولمبية وطنية في بريطانيا العظمى في كريستال بالاس بلندن. بدأ الاهتمام اليوناني بإعادة إحياء الألعاب الأولمبية بالتزامن مع حرب الاستقلال اليونانية عن الدولة العثمانية في عام 1821. وأول من اقترح إعادة عقد الألعاب الأولمبية هو الشاعر والمحرر باناجيوتيس سوتسوس وذلك في قصيدته «حوار الموتى» التي نشرت عام 1833. وكان إيفانجيلوس زابا، وهو يوناني روماني ثري، قد راسل ملك اليونان أوتو عام 1856، عارضا عليه تمويل إحياء دائم للألعاب الأولمبية. وفعلا رعى زابا أول دورة ألعاب أولمبية في عام 1859 التي سميت تكريما له باسم «أولمبياد زابا»، والتي أقيمت في ميدان مدينة أثينا. شارك بهذه الدورة رياضيون من اليونان والدولة العثمانية. قام زابا بتمويل ترميم ملعب باناثينايكو القديم حتى يتمكن من استضافة جميع الألعاب الأولمبية المستقبلية. استضاف الملعب الألعاب الأولمبية في عامي 1870 1875. سجل حضور ثلاثون ألف متفرج لدورة عام 1870، ولا يوجد سجلات حضور رسمية متاحة لدورة ألعاب 1875. في عام 1890 حضر بيير دي كوبرتان دورة الألعاب الأولمبية لجمعية وينلوك الأولمبية، التي ألهمته بتأسيس اللجنة الأولمبية الدولية (IOC). وقد بنى كوبرتان على أفكار بروكس وزابا التي تهدف إلى إنشاء دورة ألعاب أولمبية دولية تقام كل أربع سنوات. وقدم كوبرتان هذه الأفكار خلال المؤتمر الأولمبي الأول للجنة الأولمبية الدولية المنشأة حديثا. عقد هذا الاجتماع في الفترة من 16 إلى 23 يونيو 1894، في جامعة باريس. وفي اليوم الأخير من المؤتمر، تقرر أن تقام أول دورة ألعاب أولمبية تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية في أثينا في عام 1896. وانتخبت اللجنة الأولمبية الدولية الكاتب اليوناني ديمتريوس فيكيلاس كأول رئيس لها. تم استضافة الألعاب الأولمبية الأولى التي أقيمت تحت رعاية اللجنة الأولمبية الدولية في ملعب باناثينايكو في أثينا عام 1896. جمعت الألعاب 14 دولة 241 رياضيا شاركوا في 43 حدثا. كان زابا وابن عمه كونستانتينوس زابا قد تبرعو بوديعة للحكومة اليونانية لتمويل الألعاب الأولمبية المستقبلية. تم استخدام هذه الوديعة للمساعدة في تمويل ألعاب 1896. كذلك ساهم رجل الأعمال جورج أفيروف في تجديد الملعب استعدادا للألعاب. وأيضا قدمت الحكومة اليونانية تمويلا، والذي كان من المتوقع استرداده من خلال بيع التذاكر ومن بيع أول مجموعة طوابع تذكارية أولمبية. كان المسؤولون اليونانيون والجمهور متحمسين لتجربة استضافة الألعاب الأولمبية الأولى. شارك في هذا الشعور العديد من الرياضيين، حتى أنهم طالبوا بأن تكون أثينا المدينة المضيفة للأولمبياد بشكل دائم. تعتزم اللجنة الأولمبية الدولية نقل الألعاب اللاحقة إلى مدن مضيفة مختلفة حول العالم. أقيمت الدورة الأولمبية الثانية في باريس. بعد نجاح دورة ألعاب 1896، دخلت الألعاب الأولمبية فترة ركود هددت بقاءها. حيث أن الألعاب الأولمبية التي أقيمت ضمن فعاليات كل من معرض باريس عام 1900 ومعرض شراء لويزيانا في سانت لويس عام 1904 ما كانت إلا جزء من برنامج تلك المعارض، وقد استغرقت مدة طويلة تجاوزت الأشهر وحتى أن بعض سجلاتها تعرضت للضياع. واعتبرت هذه الفترة من تاريخ الألعاب الأولمبية بأنها الأضعف بكل المعايير على مستوى الحركة الأولمبية. إلا أنها سرعان ما انتعشت مجددا مع الألعاب الأولمبية المقحمة عام 1906 (تسمية مقحمة (Intercalated) أتت لكونها ثاني ألعاب أولمبية تقام في الأولمبياد الثالث)، وقد أقيمت في أثينا. شارك في هذه الألعاب عدد كبير من الرياضيين وولدت قدرا كبيرا من الاهتمام العام، مما مثل بداية ارتفاع في شعبية الألعاب الأولمبية وحجمها. تم الاعتراف رسميا بألعاب 1906 من قبل اللجنة الأولمبية الدولية في ذلك الوقت (على الرغم من أنها لم تعد كذلك)، ولم يتم عقد أي ألعاب مقحمة جديدة منذ ذلك الحين. تم إنشاء الألعاب الأولمبية الشتوية لتتضمن الرياضات الثلجية والجليدية التي كان من المستحيل من الناحية اللوجستية عقدها خلال الألعاب الصيفية. قبل الألعاب الشتوية كانت رياضة التزلج على الجليد من ضمن برنامج دورات 1908 1920 الصيفية، وكذلك هوكي الجليد في دورة 1920. أرادت اللجنة الأولمبية الدولية توسيع قائمة الرياضات هذه لتشمل الأنشطة الرياضية الشتوية الأخرى. وفي المؤتمر الأولمبي لعام 1921 في لوزان، تقرر عقد نسخة شتوية من الألعاب الأولمبية. وفي عام 1924 عقدت أول ألعاب أولمبية شتوية في مدينة شاموني، فرنسا، والتي استمرت لمدة 11 يوم. على الرغم من أنه كان من المقرر أن تستضيف نفس الدولة كلا من الألعاب الشتوية والصيفية في عام معين، تم التخلي عن هذه الفكرة بسرعة. واكتفت اللجنة الأولمبية الدولية بأن يتم الاحتفال بالألعاب الشتوية كل أربع سنوات في نفس العام الذي تقام به نظيرتها الصيفية. تم الحفاظ على هذا التقليد حتى ألعاب 1992 في ألبرتفيل، فرنسا. بعد ذلك وبدءا من دورة الألعاب الأولمبية لعام 1994، تقام الألعاب الأولمبية الشتوية كل أربع سنوات، وذلك بعد عامين من كل دورة ألعاب أولمبية صيفية. الألعاب البرالمبية هي حدث رياضي خاص بالرياضيين من ذوي الإحتياجات الخاصة. في عام 1948 وبالتزامن مع انعقاد أولمبياد لندن 1948، نظم الطبيب البريطاني لودفيج جوتمان مجموعة من الأنشطة الرياضية بين عدة مستشفيات، شارك بهذا الحدث جرحى الحرب العالمية الثانية من الجنود في سبيل تعزيز إعادة تأهيلهم صحيا ونفسيا واستخدام الرياضة كوسيلة للشفاء. أصبح هذا الحدث الرياضي يعرف باسم ألعاب ستوك ماندفيل، وكان يقام سنويا على مدى الإثنا عشر سنة التالية. في عام 1960 حضر 400 رياضي إلى روما للتنافس في «الألعاب الأولمبية الموازية»، التي أقيمت بالتوازي مع الألعاب الأولمبية الصيفية، والتي أصبحت تعرف باسم أول ألعاب بارالمبية. منذ ذلك الحين تقام الألعاب البرالمبية في كل عام أولمبي، وبدءا من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1988 في سول، أصبحت المدينة المضيفة للألعاب الأولمبية تستضيف أيضا الألعاب البارالمبية. وقعت اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) واللجنة البارالمبية الدولية (IPC) اتفاقية في عام 2001 تضمن بأن المدن المضيفة سيتم التعاقد معها على إدارة كل من الألعاب الأولمبية والألعاب البارالمبية. دخلت الإتفاقية حيز التنفيذ في دورة الألعاب الصيفية لعام 2008 في بكين، وفي دورة الألعاب الشتوية لعام 2010 في فانكوفر. في عام 2001 وضع رئيس اللجنة الأولمبية الدولية آن ذاك جاك روج مخطط لإنشاء دورة ألعاب خاصة بالرياضيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 18 سنة، وتمت الموافقة على الإقتراح خلال اجتماع الدورة 119 للجنة الأولمبية الدولية عام 2007. أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية الأولى للشباب في سنغافورة في الفترة من 14 إلى 26 أغسطس 2010، في حين أقيمت الألعاب الأولمبية الشتوية الأولى للشباب في إنسبروك النمساوية في الفترة من 13 إلى 22 يناير 2012. هذه الألعاب أقصر من الألعاب الأولمبية الأساسية حيث تستمر النسخة الصيفية اثني عشر يوما، بينما تستمر النسخة الشتوية تسعة أيام. تسمح اللجنة الأولمبية الدولية 3500 رياضي 875 مسؤولا بالمشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب، 970 رياضيا 580 مسؤولا في الألعاب الأولمبية الشتوية للشباب. تتزامن هذه الدورات مع الدورات الأولمبية للكبار بشكل عكسي لناحية الفصول، حيث تزامن الألعاب الصيفية للشباب بنفس سنة الألعاب الشتوية للكبار والألعاب الشتوية للشباب بنفس سنة الألعاب الصيفية للكبار. نمت المشاركة في الألعاب الأولمبية الصيفية من 241 مشاركا، مثلوا 14 دولة في عام 1896، إلى أكثر من 11200 مشارك، مثلوا 207 دولة في عام 2016. نطاق وحجم الألعاب الأولمبية الشتوية أصغر؛ على سبيل المثال، استضافت بيونغ تشانغ 2922 رياضيا من 92 دولة في عام 2018. يقيم معظم الرياضيين والمسؤولين طوال مدة الألعاب فيما يسمى بالقرية الأولمبية. حيث يتم تصميم مركز الإقامة هذا ليكون منزلا مكتفيا بذاته لجميع المشاركين الأولمبيين، ومجهز بالكافيتريات والعيادات الصحية ومراكز لممارسة الشعائر الدينية. وفقا للميثاق الأولمبي تسمح اللجنة الأولمبية الدولية بتشكيل اللجان الأولمبية الوطنية (NOCs) التي تقوم بتمثيل الدول في الحركة الأولمبية. في السابق سمح للمستعمرات والتبعيات بتشكيل لجان وطنية أولمبية تمثلها في الألعاب الأولمبية، ومن الأمثلة على ذلك أقاليم مثل بورتوريكو وبرمودا وهونغ كونغ، حيث أنها تنافس بوفود مستقلة على الرغم من كونها جزءا سياديا من دولة أخرى. أما النسخة الحالية من الميثاق الأولمبي فهي لا تسمح بإنشاء لجان وطنية إلا لتمثيل دول مؤهلة لأن تكون مستقلة ومعترف فيها من المجتمع الدولي. وبالتالي، لم تسمح اللجنة الأولمبية الدولية بتشكيل اللجان الأولمبية الوطنية لسانت مارتن وكوراساو عندما اكتسبوا نفس الوضع الدستوري مثل أروبا في عام 2010، على الرغم من أن اللجنة الأولمبية الدولية قد اعترفت باللجنة الأولمبية في أروبا في عام 1986. منذ عام 2012، كان لدى الرياضيين من جزر الأنتيل الهولندية السابقة خيار تمثيل هولندا أو أروبا. في دراسة أجريت في جامعة أكسفورد عن الألعاب الأولمبية صدرت عام 2016، وجدت أن التكاليف المتعلقة بالأمور الرياضة في دورات الألعاب الصيفية منذ دورة 1960، كانت في المتوسط 5.2 مليار دولار أمريكي وبالنسبة للألعاب الشتوية 3.1 مليار دولار أمريكي. وهذه الارقام لا تشمل تكاليف البنية التحتية المرتبطة بإستضافة المدينة للألعاب؛ مثلا استحداث أو صيانة الطرق والسكك الحديدية والمطارات، والتي غالبا ما تكلف الكثير أو أكثر من التكاليف المرتبطة بالأمور الرياضة. كانت أكثر الدورات الصيفية تكلفة هي تلك التي جرت في بكين عام 2008، حيث بلغت التكاليف الإجمالية مابين 40 و44 مليار دولار أمريكي، أما الأكثر تكلفة عل صعيد الدورات الشتوية فكانت تلك التي جرت في سوتشي عام 2014 بقيمة 51 مليار دولار أمريكي. حتى عام 2016 كان كل رياضي يشارك في الألعاب يكلف في المتوسط ما فيمته 599000 دولار أمريكي للألعاب الصيفية 1.3 مليون دولار للألعاب الشتوية. وبلغ أكبر متوسط تكلفة بالنسبة لدورات الصيفية في ألعاب لندن 2012، حيث بلغت تقريبا 1.4 مليون دولار أمريكي لكل رياضي؛ وفي سوتشي 2014 بالنسبة لدورات الشتوية، حيث وصلت إلى 7.9 مليون دولار أمريكي. في ألعاب مونتريال 1976 وألعاب موسكو 1980، تكبد البلد المضيف نفقات تجاوزت بشكل كبير الإيرادات، في محاولة منهم لتقديم أفضل النسخ الأولمبية، إلا أن دورة 1984 في لوس أنجلوس خضعت لرقابة صارمة على صعيد النفقات، ومما ساعد على الحد من النفقات هي مساهمة الشركات الراعية في دفع بعض النفقات، مما جعل تلك الدورة من انجح الدورات على صعيد الإيرادات المالية. استخدمت اللجنة الأولمبية المنظمة (OCOG) بقيادة بيتر أوبيروث بعض الأرباح كمنح لمؤسسة LA84 وذلك للترويج للرياضة في جنوب كاليفورنيا، ولتثقيف المدربين وإنشاء مكتبة رياضية. إلا أن مسألة تجاوز النفقات في الميزانيات المعتمدة لتنظيم الألعاب الأولمبية أمر شائع. حيث ان متوسط التجاوز في الموازنة منذ دورة 1960 يبلغ تقريبا 156٪ من القيمة الأساسية، مما يعني أن التكاليف الفعلية تحولت في المتوسط إلى 2.56 ضعف الميزانية التي تم تقديرها في وقت الفوز بعطاء استضافة الألعاب. سجلت مونتريال 1976 أعلى تكلفة تجاوز للألعاب الصيفية، ولأي ألعاب أخرى، بنسبة 720٪؛ بينما سجلت ألعاب ليك بلاسيد 1980 أعلى تكلفة في الألعاب الشتوية بنسبة 324٪. في لندن 2012 تجاوزت التكلفة 76٪، أما سوتشي 2014 فكانت النسبة 289٪. يششكك العديد من الاقتصاديين في الفوائد الاقتصادية لاستضافة الألعاب الأولمبية، مؤكدين أن مثل هذه «الأحداث الضخمة» غالبا ما يكون لها تكاليف كبيرة بينما تسفر عن فوائد قليلة نسبيا على المدى الطويل. وعلى العكس من ذلك، يبدو أن استضافة الألعاب الأولمبية (أو حتى تقديم عرض للاستضافة) تزيد من صادرات البلد المضيف، حيث يرسل البلد المضيف أو البلد المرشح إشارة حول الانفتاح التجاري عند تقديم العطاءات لاستضافة الألعاب. علاوة على ذلك، تشير الأبحاث إلى أن استضافة الألعاب الأولمبية الصيفية لها تأثير إيجابي قوي على المساهمات الخيرية للشركات التي يقع مقرها الرئيسي في المدينة المضيفة، والتي يبدو أنها تفيد القطاع غير الربحي المحلي. يبدأ هذا التأثير الإيجابي في السنوات التي تسبق الألعاب وقد يستمر لعدة سنوات بعد ذلك، وإن لم يكن بشكل دائم. تشير هذه النتيجة إلى أن استضافة الألعاب الأولمبية قد تخلق فرصا للمدن للتأثير على الشركات المحلية بطرق تفيد القطاع غير الربحي المحلي والمجتمع المدني. كما كان للألعاب آثار سلبية كبيرة على المجتمعات المضيفة؛ على سبيل المثال، أفاد مركز حقوق الإسكان وحالات الإخلاء أن الألعاب الأولمبية شردت أكثر من مليوني شخص على مدى عقدين من الزمن، وغالبا ما أنحصر أثرها الإيجابي على الإثرياء دون ان ينعكس بشكل متناسب على الفئات المحرومة. كانت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2014 في سوتشي أغلى دورة ألعاب أولمبية في التاريخ، حيث تجاوزت تكلفتها 50 مليار دولار أمريكي. ووفقا لتقرير البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير الذي تم إصداره بالتزامن مع انعقاد الألعاب، فإن هذه التكلفة لن تعزز الاقتصاد الوطني لروسيا، ولكنها قد تجذب الأعمال إلى سوتشي ومنطقة كراسنودار الجنوبية في روسيا في المستقبل وذلك نتيجة للخدمات الجديدة والمحسنة في المنطقة. إلا أنه بحلول كانون الأول (ديسمبر) 2014، صرحت صحيفة الغارديان بأن سوتشي «تبدو الآن وكأنها مدينة أشباح»، مستشهدة باسلوب انتشار الملاعب والصالات الرياضية، والأبنية التي لم تكتمل بعد، بالإضافة إلى التأثيرات الإجمالية للاضطراب السياسي والاقتصادي في روسيا ذاك الوقت. ولأسباب التكلفة العالية لإستضافة الألعاب الأولمبية، كانت قد سحبت أربع مدن على الأقل عروضها لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، عائدة بالأسباب إلى التكاليف المرتفعة أو الافتقار إلى الدعم المحلي، حيث أنتهى السباق حين ذلك إلى تنافس بين مدينتين فقط، هما ألماتي-كزاخستان وبكين-الصين. ووفقا لذلك صرحت صحيفة الغارديان في يوليو 2016، بأن أكبر تهديد لمستقبل الألعاب الأولمبية هو أن عددا قليلا جدا من المدن ترغب في استضافتها. وقد تكرر الأمر عند تقديم العروض لاستضافة الألعاب الأولمبية الصيفية 2024، حيث رسى السباق بين مدينتين هما باريس ولوس أنجلوس، لذلك اتخذت اللجنة الأولمبية الدولية خطوة غير عادية بمنح كل من ألعاب 2024 إلى باريس وألعاب 2028 إلى لوس أنجلوس. تضم الحركة الأولمبية عددا كبيرا من المنظمات والاتحادات الرياضية الوطنية والدولية، والشركاء الإعلاميين المعترف بهم، وكذلك الرياضيين والمسؤولين والقضاة وكل شخص آخر ومؤسسة توافق على الالتزام بقواعد الميثاق الأولمبي. بصفتها المنظمة الجامعة للحركة الأولمبية، فإن اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) مسؤولة عن اختيار المدينة المضيفة، والإشراف على تخطيط الألعاب الأولمبية، وتحديث واعتماد برنامج الألعاب الأولمبية، والتفاوض بشأن حقوق الرعاية والبث. تتكون الحركة الأولمبية من ثلاثة عناصر رئيسية: اللغتان الفرنسية والإنجليزية هما اللغتان الرسميتان للحركة الأولمبية. وفي حال كانت المدينة المضيفة لها لغة رسمية غير الفرنسية أو الإنجليزية، فإنها تعتمد كلغة رسمية إضافية بشكل مؤقت طيلة فترة انعقاد الدورة الأولمبية. حيث يتم التحدث بكل إعلان (مثل الإعلان عن كل دولة خلال موكب الدول في حفل الافتتاح) بهذه اللغات الثلاث (أو أكثر)، أو اللغتين الرئيسيتين اعتمادا على ما إذا كانت الدولة المضيفة دولة ناطقة باللغة الإنجليزية أو الفرنسية؛ الفرنسية يتم التحدث بها دائما أولا، تليها الترجمة الإنجليزية، ثم اللغة السائدة للدولة المضيفة (عندما لا تكون الإنجليزية أو الفرنسية). غالبا ما انتقدت اللجنة الأولمبية الدولية بأنها منظمة ذات سلطة استنسابية ومتسلطة، وكذلك عدم وجود مدة زمنية للبقاء في مركز داخل اللجنة. حيث كانت الفترات الرئاسية لكل من أفيري بروندج وخوان أنطونيو سامارانش مثيرة للجدل. حيث حارب بروندج بقوة من أجل المحافظة على طابع مشاركة الهواة وكان ضد تسويق الألعاب الأولمبية، حتى عندما أصبحت هذه المواقف تنظر إليها على أنها تتعارض مع حقائق الرياضة الحديثة. كذلك اتهم بروندج بالعنصرية بسبب رفضه استبعاد جنوب إفريقبا التي كان يحكمها نظام الفصل العنصري آن ذاك أو اتهامه بمعاداة السامية. أما فترة رئاسة سامارانش، اتهمت اللجنة بكل من المحسوبية والفساد. وكانت علاقات سامارانش مع نظام فرانكو في إسبانيا أيضا مصدرا للنقد. ومن الانتقادات تلك التي وجهت إلى اللجنة في عام 1998، حيث أفيد أن العديد من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية قد حصلوا على هدايا من أعضاء لجنة عرض سولت ليك لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2002. وكان قد أجري أربعة تحقيقات مستقلة بخصوص القضية: من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، واللجنة الأولمبية الأمريكية (USOC)، واللجنة المنظمة لألعاب سولت ليك (SLOC)، ووزارة العدل الأمريكية. حيث أنه كان هناك شعور بأن قبول الهدايا كان مثار شك من الناحية الأخلاقية. ونتيجة لذلك، تم طرد عشرة أعضاء من اللجنة الأولمبية الدولية وفرضت عقوبات على عشرة آخرين. وقد تم اعتماد قواعد أكثر صرامة للعطاءات وعروض الاستضافة المستقبلية، وتم وضع حد أقصى لعدد المدن التي يمكن قبول عروضها للإستضافة من قبل أعضاء اللجنة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، حددت أعمار قصوى لمن يشغل عضوية اللجنة ومدة زمنية لتولي هذه العضوية، وأضيف خمسة عشر رياضيا أولمبيا سابقا إلى اللجنة. أفيد في عام 1999، أن اللجنة المسؤولة عن تقديم عرض ناغانو لإستضافة ألعاب 1998 الشتوية قد أنفقت حوالي 14 مليون دولار على برامج ترفيه أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية وعددهم 62 والعديد من الأفراد التي لها ارتباطات بالأعضاء. الأرقام الدقيقة غير معروفة بسبب قيام اللجنة المنظمة لألعاب ناغانو بتلف السجلات المالية، بعد أن طلبت اللجنة الأولمبية الدولية عدم الإعلان عن نفقات الترفيه. في برنامج وثائقي لقناة بي بي سي بعنوان بانوراما: شراء الألعاب، والذي تم بثه في أغسطس 2004، تناول البرنامج موضوع تلقي الرشاوى في عملية تقديم العطاءات لإستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012. وتحدث البرنامج الوثائقي عن أنه كان من الممكن رشوة أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية للتصويت لمدينة معينة. وكان رئيس بلدية باريس برترون ديلانوي قد اتهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ولجنة تقديم العرض في لندن التي كان يرأسها الأولمبي السابق سيباستيان كو بخرق قواعد تقديم العروض، وذلك بعد خسارة باريس عرض إستضافة ألعاب 2012 لمصحلة العرض المقدم من لندن. واستشهد بالرئيس الفرنسي جاك شيراك آن ذاك كشاهد. وكذلك خيم الجدل على عرض تورينو لإستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2006. حيث أن عضو اللجنة الأولمبية الدولية مارك هودلر، كان مرتبط بشكل وثيق بعرض سيون المنافس لعرض تورينو، زعم بتقديم رشوة لمسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية من قبل أعضاء اللجنة المنظمة في تورينو. أدت هذه الاتهامات إلى تحقيق واسع النطاق، وأيضا أدت إلى سخط العديد من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية من الإتهامات، مما يكون قد ساهم بخسارة عرض سيون لمصلحة العرض المقدم من تورينو نيلها شرف إستضافة الألعاب. وفي عام 2020 وثق مجموعة من الباحثين في جامعة أكسفورد التكاليف المرتفعة وتجاوزات التكاليف للألعاب بنسب عالية وانتقدتو اللجنة الأولمبية الدولية لعدم تحملها مسؤولية كافية للسيطرة على التكاليف المتزايدة. بدورها انتقدت اللجنة الأولمبية الدولية الدراسة، مما أدى بالباحثين بالرد على الأنتقاد نقطة بنقطة، في رسالة مفتوحة إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ. تدار الألعاب الأولمبية الدولية بواسطة اللجنة الأولمبية الدولية International Olympic Committee اختصارا (IOC) التي مقرها الرئيسي في لوزان، سويسرا. أنشأت اللجنة الأولمبية الدولية سنة 1894 في باريس، فرنسا. يعد أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية مندوبين من اللجنة إلى دولهم وليسوا مندوبين من دولهم إلى اللجنة، ينتخب معظم أعضاء للجنة الأولمبية الدولية بعد خدمتهم في اللجان الأولمبية الوطنية في دولهم. كان كل أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية الأولى من أوروبا والأمريكيتين مع استثناء لعضو واحد من نيوزيلندا، انتخب أول عضو آسيوي في اللجنة عام 1908 وأول عضو إفريقي سنة 1910. حاليا، لا يزال معظم أعضاء اللجنة من بلدان أوروبا وأمريكا الشمالية. يجب على أعضاء اللجنة التقاعد في نهاية السنة التي يبلغون فيها الثمانين وذلك ما لم يتم انتخابهم قبل سنة 1966 حيث يستطيعون في هذه الحالة البقاء في اللجنة مدى الحياة. تشرف اللجنة الدولية على العديد من الأعمال منها تحديد موقع الألعاب الأولمبية والمفاوضة من أجل الحقوق النقل التلفزيوني للألعاب الأولمبية. ينتخب رئيس اللجنة الأولمبية من قبل أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية وتتم مساعدته من قبل مكتب تنفيذي وعدد من نوابه. أول رئيس للجنة الأولمبية هو ديميتريوس فيكيلاس (1894-1896) خلفه الفرنسي بيير دي كوبرتان (1896-1925) ثم البلجيكي هنري دي باليت لاتور (1925-1942) ثم السويدي سيغفريد إيدستروم (1946-1952) ثم الأميركي أفيري برندج (1952-1972) ثم الإيرلندي مايكل موريس (1972-1980) وبعدها الأسباني خوان أنطونيو سامارانش (1980-2001) ثم البلجيكي جاك روغ (2001-2013) ثم الألماني توماس باخ (2013-). لاستضافة الألعاب الأولمبية يجب أن تتقدم المدينة بطلب إلى اللجنة الأولمبية الدولية وبعد أن تسلم جميع الطلبات تقوم اللجنة بالتصويت، إذا لم تنجح أي مدينة بالحصول على غالبية الأصوات تقوم اللجنة باستبعاد المدينة التي نالت أقل أصوات، ويستمر التصويت في مراحل متعاقبة حتى تنجح أحد المدن بنيل الأكثرية. وتمنح المدينة الفائزة عدد من السنوات قبل الاستضافة للتحضير للألعاب الأولمبية. يدخل عدد من العوامل في اختيار مكان الألعاب الأولمبية ومن أهم هذه العوامل، احتواء المدينة (أو وعود بالبناء) على المرافق والتسهيلات وقدرة اللجان التنظيمية على إنجاح الألعاب الأولمبية. ويضاف إلى هذه العوامل المدن التي تقع في مناطق من العالم لم تستضف الألعاب الأولمبية من قبل مثل طوكيو، اليابان 1964 ومكسيكو، المكسيك 1968. حالما تمنح الاستضافة لمدينة معينة تصبح مهمة التنظيم تابعة للجنة المنظمة وليس للجنة الأولمبية الدولية. وهو علم أبيض متموج دلالة على خفقانه في الهواء بالأعالي وفيه خمس دوائر مترابطة تمثل قارات العالم الخمس (أوروبا وأسيا وأفريقيا وأوقيانوسيا وأمريكا) في إطار أهداف الألعاب الأولمبية النبيلة التي تدعوا لتوحد العالم وتناسي الضغائن والأحقاد، وهذا العلم كان قد اختير من فكرة الفرنسي بيير دي كوبرتان. في عام 1913 وهو مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة وبقي على حاله إلى يومنا هذا، ترمز الدائرة السوداء في العلم إلى القارة الأفريقية كون العرق المسيطر هناك هو الأسود، الدائرة الصفراء ترمز للقارة الأسيوية كون العرق المسيطر هناك هو الأصفر، الدائرة الحمراء ترمز للقارة الأميركية كون الشعوب الحمراء (الهنود الحمر) هم السكان الأصليين، الدائرة الخضراء ترمز للقارة الأوروبية كونها القارة الوحيدة في العالم التي ليس فيها صحراء ويطغي عليها الخضار، الدائرة الزرقاء ترمز للقارة الأوقيانية كون معظم الدول في هذه القارة هي جزر تحيط بها مياه البحار. يقرأ هذا القسم في يوم الافتتاح من قبل أشهر رياضيين البلد المضيف للأولمبياد، وقد وضعه بيير دي كوبرتان مؤسس الألعاب الأولمبية الحديثة. ونص القسم: اعتمدت اللجنة الأولمبية الدولية نشيدها في جلستها رقم (55) في مدينة طوكيو عام 1958م، وأودعت اللجنة موسيقى هذا النشيد في المقر الرئيسي للجنة الأولمبية الدولية. وكان أول نشيد ألقي في الدورة الأولمبية الأولى «دورة أثينا عام 1896م»، اقتبس عن أنشودة رياضية إغريقية قديمة، ودشنت به الألعاب الأولمبية الأولى في العصر الحديث. وكتبه الشاعر «كوستيس بالاماس»: «يا عبقري القدم الأزلي، والد الصحيح والجميل والخير، إنزل إلى هذه الأرض وتحت هذه السماء، الشاهدتين على مجدك، أنرنا بشعاعك». وكان البارون الفرنسي «كوبرتان» يفكر في أن يرافق المسابقات الرياضية، إلقاء مقاطع شعرية في رؤية توحيدية لطاقات الإنسان. مكتوب باللغة اللاتينية عند مدخل الملاعب التي تجري فيها المباريات وهو CTTUS ALTIUS FORTIUS أي (أسرع، أعلى، أقوى). وتشير إلى روح المنافسة التي تلهب المتبارين المشاركين في الألعاب الأولمبية. هو دستور عمل الحركة الأولمبية، وتنظيم الدورات الأولمبية، وهو الجامع للأحكام والقوانين، التي تقرها اللجنة الأولمبية الدولية . وفي حالة وجود نزاع، أو خلاف حول تفسير أو تطبيق هذه القرارات، يتم الفصل فيها عن طريق المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية. وفي بعض الحالات عن طريق التحكيم أمام هيئة التحكيم الرياضي CAS. التي أنشئت عام 1993م، وتتشكل المحكمة من عشرين قاضيا، وتعد هيئة عليا مستقلة عن اللجنة الأولمبية الدولية. يوجد في الألعاب الأولمبية العديد من المراسم تؤكد معظمها على الصداقة العالمية والتعاون السلمي. في حفل الافتتاح يتم استعراض الدول المشاركة حيث تدخل الفرق من كل دولة الإستاد الرئيسي كجزء من الموكب. يدخل دائما الفريق اليوناني أولا لإحياء الأصل التاريخي للألعاب الحديثة وفريق الدولة المضيفة يكون دائما آخر الفرق الداخلة. تطور حفل الافتتاح عبر السنوات ليحتوي على أعمال فنية وموسيقى وخطابات ومهرجان. يعبر تبادل الشعلة الأولمبية عن انتقال المبادئ الأولمبية من اليونان القديمة إلى العالم الحديث. وتقدم الشعلة الأولمبية في حفل الافتتاح منذ سنة 1936 في الألعاب الأولمبية في برلين. خلال التبادل يتم إشعال المشعل في أولمبيا، اليونان وتحمل خلال عدد من الأسابيع أو الشهور إلى المدينة المستضيفة عبر سلسلة من العدائين. وبعد أن يشعل آخر العدائين الشعلة الأولمبية في الإستاد الرئيسي يقوم رئيس البلد المضيف بإعلان بدء الألعاب الأولمبية ويطلق سرب من الحمامات لتمثيل الأمل في السلام العالمي. وهناك عنصران هامان ظهرا خلال ألعاب أنتويرب، بلجيكا سنة 1920 وهما يؤكد القسم على التزام الرياضيين بمبادئ الروح الرياضية في المنافسة. تعد الميداليات من العناصر الهامة في الألعاب حيث توزع الميداليات لأصحاب المراكز الثلاثة الأولى عقب انتهاء المنافسات في كل لعبة حيث تقام مراسم التتويج فيصعد أصحاب هذه المراكز على المنصة ليتقلدوا الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية وترفع الأعلام الوطنية للمتسابقين الثلاثة بينما يعزف النشيد الوطني للمتسابق الفائز. ضمت هذه الألعاب مسابقات في ركوب الدراجات والمبارزة بالسيف والجمباز والرمي بالبندقية والسباحة والتنس وألعاب القوى ورفع الأثقال والمصارعة وسيطر الرياضيون الأمريكيون على المسابقات بينما نجح عداء يوناني بالفوز في سباق الماراثون. تصنيف حسب عدد الميداليات للألعاب الأولمبية الصيفية + الشتوية إلى غاية الألعاب الأولمبية الصيفية 2008 :
https://ar.wikipedia.org/wiki/الألعاب الأولمبية
22cc5e5159e1d1b048a0f9089050746c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.162315", "source": "Wikipedia" }
أدولف أيخمان
أدولف أيخمان
أدولف أيخمان (19 مارس 1906 - 1 يونيو 1962) أحد المسؤولين الكبار في الرايخ الثالث، وضابط في إحدى القوات الخاصة الألمانية المسماة قوات العاصفة، تعود إليه مسؤولية الترتيبات اللوجستية بصفته رئيسا لجهاز البوليس السري جيستابو في إعداد مستلزمات المدنيين في معسكرات الاعتقال وإبادتهم فيما يعرف آنذاك في الحل الأخير. ولد ايخمان في مدينة سولينجين الألمانية. وفي طفولته، كان الأطفال يعيرونه «باليهودي» لميول بشرته إلى اللون الداكن إذا ماقورن بلون البشرة العام للأوروبيين. انتقل في شبابه مع عائلته إلى لينس بالنمسا، حيث أنهى تعليمه الأساسي، وبدأ التدريب في الهندسة الميكانيكية دون انهائها. في فترة الأزمة الاقتصادية في العشرينات انجرف أيشمان من عمل إلى آخر كعامل يومي وكعامل في مكتب وبائع سفرات لشركة Vacuum Oil. وفي عام 1932 وبتحريض من أحد معارفه، أرنست كالتنبرونر، الذي سيعمل في وقت لاحق كرئيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ Reichsicherheitshauptamt, RSHA، انضم أيشمان إلى الحزب النازي بالنمسا وقوات الأمن الخاصة. تعاون أيخمان مع اليهودي رودولف كاستنر بتهجير العديد من يهود المجر إلى سويسرا بدل أن يقتلوا في أوشفيتز. وفي أغسطس 1933 انضم إيخمان إلى الفيلق النمساوي يتمثل في جمعية ببفاريا للعاطلين عن العمل من أعضاء الحزب النازي من النمسا. وشارك هناك في التدريب العسكري خلال أشهر قليلة. وفي سنة 1934 انضم إيخمان وكان في ذلك الحين عريفا SS-Scharführer لقوات الأمن الخاصة إلى المكتب الرئيسي لجهاز الأمن Sicherheitsdienst (SD)-Hauptamt (تنمية مستدامة) وواصل العمل في هذه المنظمة حتى أصبحت جزءا من RSHA سنة 1939. في منتصف الثلاثينات عمل إيخمان في مكتب II 112 لجهاز الأمن الذي هدف إلى مراقبة الأنشطة اليهودية، وتعامل مع موظفين صهيونيين وقام أيضا بجولة تفقدية بفلسطين سنة 1937. الجهد الذي بذله إيخمان لتنظيم الهجرة اليهودية الصهيونية من ألمانيا بكل الوسائل الموجودة جهزته للقيام بأنشطة أخرى في المستقبل. وفي 1937 غادر إلى فلسطين لدراسة جدوى ترحيل اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، وعدم حصوله على تأشيرة دخول من السلطات البريطانية حالت دون دخوله إلى فلسطين. توجه بعدها إلى القاهرة حيث التقى أحد عناصر منظمة الهاجاناه وكما التقى مع مفتى فلسطين الحاج امين الحسيني. في النهاية، كتب ايخمان تقريره الذي يخالف فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين لأسباب اقتصادية ولتعارض فكرة إنشاء دولة يهودية مع الفكر النازي. وبعد ضم ألمانيا للنمسا في مارس 1938، الوقت الذي قاد فيه إيخمان حملة بوليسية ضد مكاتب الجالية اليهودية الثقافية، عمل إيخمان على تنظيم مكتبا مركزيا للهجرة اليهودية Zentralstelle für jüdische Auswanderung في عاصمة النمسا والذي فتحت أبوابه رسميا في 20 أغسطس 1938. وحسب التقديرات الداخلية قام المكتب الرئيسي «تسهيل» هجرة 110.000 يهودي نمساوي بين أغسطس 1938 ويونيو 1939. وكان المكتب قد نجح في إجبار اليهود على الهجرة إذ أسس نموذجا مثاليا يدعى «نموذج فينا» لمكتب مركزي في كامل الرايخ للهجرة اليهودية Reichszentrale für jüdische Auswanderung. قاد إيخمان المركز الرئيسي في بداية أكتوبر 1939. وكان نجاحه في هذه المهمة أقل وخاصة عندما بدأ ترحيل اليهود يعوض الهجرة كخطة لجعل ألمانيا خالية من اليهود. وكان إيخمان فيما يخص هذا المجال يلعب دورا مهما جدا. ففي صيف 1939, أصبح إيخمان مسؤولا عن ترحيل اليهود التشيكيين من محمية مهيميا ومورافيا التي استولى عليها سابقا، وقام بتأسيس مكتبا رئيسيا جديدا للهجرة اليهودية ببراغ حسب نموذج فينا. فور اندلاع الحرب العالمية الثانية قام إيخمان بالمحاولة الأولى للترحيل الجماعي من الرايخ الألماني. ونظم أيضا ترحيل حولي 3.500 يهودي من مرافيا وفينا إلى نيسكو قرب نهر سان في المنطفة البولندية المحتلة التي تدعى Generalgouvernement. ورغم أن المشاكل المربوطة بالترحيل وتبديلات القوانين الألمانية كان رؤساء إيخمان مسرورون بجهود إيخمان والدور الذي سيلعبه في المستقبل فيما يخص الترحيلات. بعد تأسيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ في سبتمبر 1939 انتقل إيخمان من منصبه في جهاز الأمن إلى الجيستابو في فرع IV D 4 (شؤون الترحيلات Räumungsangelegengheiten) بمكتب الأمن الرئيسي للرايخ وفي فرع IV B 4 (الشؤون اليهودية Judenreferat) في مارس 1941. وفي أكتوبر 1940 نظم إيخمان معية مكتب IV D 4 ترحيل حولي 7.000 يهودي من بادن وزاربفالتس إلى مناطق فرنسية غير محتلة. ولعب إيخمان في منصبه ضمن الفرع IV B 4 دورا مركزيا في ترحيل أكثر من 1,5 مليون يهودي من جميع أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل في بولندا المحتلة والاتحاد السوفيتي المحتل. وفي خريف 1941 شارك إيخمان كقائد وكولونيل قوات الأمن الخاصة وفرع IV B 4 لمكتب الأمن الرئيسي للرايخ في مناقشات لبرنامج إبادة يهود أوروبا. وكان إيخمان مسؤولا عن شؤون ترحيل اليهود من كل أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل عندما أجبره قائد مكتب الأمن الرئيسي راينهارد هايدريخ بتحضير محاضرة لمؤتمر وانسيي حيث نصح موظفو مكتب الأمن الرئيسي للرايخ مؤسسات الحكومة والحزب النازي بالشؤون وبرامج «الحل النهائي». وربط إيخمان أيضا هذه البرامج بشبكته المتكونة من موظفين ساعدوه في القيام بالترحيلات في الأراضي المحتلة من قبل ألمانيا وفي دول المحور. ومن ضمن هؤلاء الرجال حول إيخمان (رجال أيشمان): مندوبه رولف جونتر وألويس برونر وثيودور دانيكر وديتر ويسلسيني. وفي 1942 نظم إيخمان ورجاله ترحيل يهود سلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا. في سنتي 1943 و1944 رحل يهود اليونان وإيطاليا الشمالية والمجر. ولكن فقط في المجر عمل إيخمان بشكل مباشر في عملية ترحيل اليهود. ومن أواخر أبريل 1944 وستة أسابيع بعد احتلال ألمانيا للمجر، وحتى حلول شهر يوليو قام إيخمان ومتعاونيه بترحيل حوالي 440.000 يهودي مجري. هرب آيخمان سرا إلى عدة دول إلى أن استقر في الأرجنتين متخفيا باسم جديد وشخصية جديدة مبتعدا عن أية مظاهر قد تفضحه أو تكشف شخصيته الحقيقية، حتى العام 1960 عندما قبض عليه عملاء للموساد ونقلوه إلى إسرائيل، حيث حوكم وأدين وشنق في العام 1962. ثم أحرقت جثته وألقي بالرماد في البحر الأبيض المتوسط. في 11 مايو/ أيار عام 1960 نجح عملاء الموساد الإسرائيلي في اختطاف النازي أدولف إيخمان من الأرجنتين حيث مثل للمحاكمة في إسرائيل وأعدم عام 1962.
https://ar.wikipedia.org/wiki/أدولف أيخمان
bd0d3ec7e175493e91fe23a7d9ec28c1
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.165058", "source": "Wikipedia" }
19 مارس
19 مارس
19 مارس أو 19 آذار أو يوم 19 \ 3 (اليوم التاسع عشر من الشهر الثالث) هو اليوم الثامن والسبعون (78) من السنة البسيطة، أو اليوم التاسع والسبعون (79) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 287 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/19 مارس
60ff48024684bc05264c97fc732eabb1
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.165381", "source": "Wikipedia" }
كبش فداء
كبش فداء
التضحية بكبش الفداء (من الفعل "ضحى بكبش فداء") هي القاء اللوم على طرف معين بنحو سلبي سواءا أكان مستحقا أو غير مستحقا لإيجاد مخرج وجاهي لفرد على فرد (كأن يقول: «لست أنا من فعل ذلك، وإنما فعل ذلك فلان!»، أو فرد تجاه جماعة (مثال: «لقد رسبت بسبب محاباة المدرسة للأولاد»)، أو جماعة تجاه أفراد (مثل: «إن فلان هو السبب في خسارة فريقنا»)، أو جماعة تجاه جماعة (مثل: «يستأثر المهاجرون بجميع الوظائف»). ويمكن أن يكون كبش الفداء شخصا بالغا، أو شقيقا، أو طفلا، أو موظفا، أو رفيقا، أو جماعة عرقية أو دينية، أو دولة بأكملها. في المعتقد اليهودي، كبش الفداء هو ذاك الكبش الذي أخذ على عاتقه ذنوب بني إسرائيل وهام بين الأحراش وعلى رأسه تلك الذنوب. ويصف بها المسيحيون بصورة رمزية صلب المسيح لتحمله خطايا البشرية. أما عند المسلمين فعليهم تحمل وزر أخطائهم أو التوبة عنها سريعا. حيث أن كبش الفداء له مفهوم آخر عند المسلمين، فقد ذكر في القرآن بأن الله أمر إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل اختبارا لقوة إيمانهما، وعندما ذهبا معا لمكان الذبح وهم إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل فأنزل الله لهم كبشا من السماء فداء له ومكافأة من الله على نجاحهم في الاختبار وتنفيذهم لأمر الله بدون تخاذل. التعريف الطبي لكبش الفداء هو: «عملية تستخدم فيها آليات الإسقاط أوالإحلال النفسي لصب مشاعر الهجوم، والعدائية، والإحباط، إلخ على فرد آخر أو جماعة أخرى؛ ويكون قدر اللوم لا مبرر له.» التضحية بكبش فداء هي تكتيك يستخدم غالبا لإلقاء اللوم على مجموعة كاملة من الأفراد لما ارتكبه عدد صغير ينتمي إليها من أعمال غير أخلاقية. ويرتبط هذا الفعل بمغالطة الذنب بالارتباط والقولبة النمطية. وعلى مر التاريخ، تعرضت كافة الجماعات التي يمكن تصورها للتضحية بها ككبش فداء، وشمل ذلك الجماعات المقسمة حسب: النوع الجنسي، والديانة، والأفراد الذين ينتمون إلى أعراق أو جنسيات المختلفة، والأفراد ذوي المعتقدات السياسية المختلفة، والأفراد الذين يختلفون في سلوكهم عن الأغلبية. ويمكن أن ينطبق ذلك أيضا على المؤسسات، مثل الحكومات أو الشركات أو الجماعات السياسية المختلفة. الإسقاط: هو أن يسقط المرء بلا وعي المشاعر والأفكار غير المرغوب فيها على شخص آخر، مما يجعل هذا الشخص الآخر كبش فداء للمشكلات التي يعاني منها المرء. ويمكن أن يتسع نطاق هذا المفهوم ليشمل الجماعات أيضا. وفي هذه الحالة، يصير الفرد أو الجماعة المحددة كبش الفداء لمشكلات الجماعة الكلية. «وتزخر الاضطرابات السياسية في جميع الدول بهذا النوع من الإسقاطات، بالضبط كما هو الحال مع الأفراد والجماعات الصغيرة.» ويرى الطبيب النفسي السويسري، كارل يونغ، أن «بعض الناس، بالتأكيد، يتصرفون على نحو خاطئ؛ بمعنى أنهم يمارسون دور كبش الفداء للأشخاص العاديين الذين يهتمون بهم بشكل خاص». والإسقاط، في علم النفس، هو آلية دفاع يشيع استخدامها، بوجه خاص، لدى الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الشخصية تقدم نظرية كبش الفداء، التي تتناول الصراع بين الجماعات، تفسيرا لارتباط الفترات، التي شهدت إحباطا اقتصاديا نسبيا، بارتفاع معدلات التحيز والعنف تجاه الجماعات الخارجية التي لا ينتمي إليها الفرد. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات، التي أجريت على العنف ضد السود في جنوب الولايات المتحدة في الفترة ما بين عامي 1882 و1930، ارتباطا وثيقا بين الظروف الاقتصادية السيئة واندلاع أعمال العنف (مثل، عمليات الإعدام دون محاكمة التي كانت ينفذها أفراد المجتمع) ضد السود. والعلاقة بين سعر القطن (المنتج الرئيسي في جنوب أمريكا آنذاك) وعدد حالات إعدام السود على يد البيض تراوحت ما بين -0.63 -0.72، ما يشير إلى أن ضعف الاقتصاد دفع البيض إلى التفريغ عما كان يعتريهم من إحباط بمهاجمة إحدى الجماعات الخارجية التي لا ينتمون إليها. لكن، على الجانب الآخر، تتطلب التضحية بإحدى الجماعات ككبش فداء أن يتفق أفراد الجماعة الداخلية على هدف معين لإلقاء اللوم عليه فيما يتعلق بمشكلاتهم. ويزيد، كذلك، احتمال ظهور هذا السلوك عندما تعاني الجماعة من خبرات سلبية مريرة طويلة المدى (على عكس المضايقات البسيطة). فعندما تسفر الظروف السلبية عن إحباط محاولات الجماعة للحصول على معظم احتياجاتها الأساسية (مثل، الطعام والمأوى)، يمكن أن تؤسس هذه الجماعة أيدولوجية مشتركة مقنعة. وعندما تجتمع هذه الأيدولوجية مع الضغوط السياسية والاجتماعية، يمكن أن تؤدي إلى أكثر صور التضحية بكبش فداء تطرفا، وهي: الإبادة الجماعية. يمكن أن يؤدي سلوك التضحية بكبش فداء، أيضا، إلى مهاجمة الجماعات المقهورة لجماعات مقهورة أخرى. فعندما تمارس جماعة الأغلبية الظلم ضد الأقليات، يمكن أن تهاجم إحدى هذه الأقليات جماعة أقلية أخرى بدلا من مواجهتها جماعة الأغلبية الأكثر قوة. أما في مجال الإدارة:، فيشيع اتباع سلوك التضحية بكبش فداء في الإدارة حيث يلقى باللوم على أحد موظفي المستويات الدنيا في الهرم الوظيفي لما ارتكبه مسؤولو الإدارة العليا من أخطاء. ويرجع ذلك عادة إلى افتقار الإدارة العليا للمساءلة. على سبيل المثال، يمكن أن يكون المدرس، الذي يتعرض دوما للوم أو الاتهام، كبش فداء، إذا كان ذنبه الوحيد هو أداؤه لعمله على درجة عالية من الكفاءة، ما يسيء إلى مظهر زملائه أمام الإدارة العليا. فيمكن أن يؤدي ذلك إلى إضافة تقارير ضده في الملفات الدائمة، والتعرض لملاحظات متعالية من زملائه، واللوم الدائم من الإدارة. كان الفيلسوف والناقد الأدبي، كينيث بروك، أول من صاغ تعبير «آلية كبش الفداء» ووصفه في كتابيه Permanence and Change (الدوام والتغيير) (1935)، وA Grammar of Motives (قواعد الدوافع) (1945). وقد أثر هذان الكتابان على بعض علماء الأنثروبولوجيا الفلسفية، من أمثال إرنست بيكر ورينيه جيرار. توسع رينيه جيرار في تطوير هذا المفهوم كنوع من التفسير للثقافة الإنسانية. فمن وجهة نظره، من يعاني من مشكلة العنف هم البشر، وليس الرب. فالإنسان مدفوع برغبته فيما يمتلكه أو يرغب فيه الآخرون (الرغبة في المحاكاة). ويتسبب ذلك في صراع الرغبة والنتائج لدى الأطراف ذوي الرغبات المختلفة. وتظل هذه العدوى المحاكية في تزايد حتى تصل إلى مرحلة يصير المجتمع معها معرضا للخطر. وعند هذه المرحلة، تظهر آلية كبش الفداء. فيشار إلى شخص واحد بأصابع الاتهام لكونه السبب في المشكلة، وتقصيه الجماعة أو تقتله. ويكون هذا الشخص هو كبش الفداء. ويستعيد المجتمع نظامه، إذ يشعر الناس بالرضا لقضائهم على المشكلات، التي كانوا يعانون منها، باستبعادهم الشخص الذي ضحوا به ككبش فداء، وتبدأ الدورة من جديد. تكمن الأهمية هنا في كلمة «الرضا»؛ فالتضحية بكبش فداء تمنح الجماعة شعورا بالراحة النفسية. ويزعم جيرار أن هذا ما حدث في حالة المسيح. لكن الفارق في هذه الحالة - كما يرى جيرارد - هو أن المسيح (وفق الاعتقاد المسيحي) قد بعث من الموت وثبتت براءته. وبذلك، صارت البشرية على وعي بنزعاتها العنيفة، وانقطعت الدائرة. ولذلك، يعد عمل جيرار مهما لكونه تجديدا لنظرية الفداء في المسيحية، أو ما يعرف باسم «المسيح الغالب».
https://ar.wikipedia.org/wiki/كبش فداء
fdaefffe5c0fa83c8185d7b0aa396f1f
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.168402", "source": "Wikipedia" }
ادولف ايكمان
أدولف أيخمان
أدولف أيخمان (19 مارس 1906 - 1 يونيو 1962) أحد المسؤولين الكبار في الرايخ الثالث، وضابط في إحدى القوات الخاصة الألمانية المسماة قوات العاصفة، تعود إليه مسؤولية الترتيبات اللوجستية بصفته رئيسا لجهاز البوليس السري جيستابو في إعداد مستلزمات المدنيين في معسكرات الاعتقال وإبادتهم فيما يعرف آنذاك في الحل الأخير. ولد ايخمان في مدينة سولينجين الألمانية. وفي طفولته، كان الأطفال يعيرونه «باليهودي» لميول بشرته إلى اللون الداكن إذا ماقورن بلون البشرة العام للأوروبيين. انتقل في شبابه مع عائلته إلى لينس بالنمسا، حيث أنهى تعليمه الأساسي، وبدأ التدريب في الهندسة الميكانيكية دون انهائها. في فترة الأزمة الاقتصادية في العشرينات انجرف أيشمان من عمل إلى آخر كعامل يومي وكعامل في مكتب وبائع سفرات لشركة Vacuum Oil. وفي عام 1932 وبتحريض من أحد معارفه، أرنست كالتنبرونر، الذي سيعمل في وقت لاحق كرئيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ Reichsicherheitshauptamt, RSHA، انضم أيشمان إلى الحزب النازي بالنمسا وقوات الأمن الخاصة. تعاون أيخمان مع اليهودي رودولف كاستنر بتهجير العديد من يهود المجر إلى سويسرا بدل أن يقتلوا في أوشفيتز. وفي أغسطس 1933 انضم إيخمان إلى الفيلق النمساوي يتمثل في جمعية ببفاريا للعاطلين عن العمل من أعضاء الحزب النازي من النمسا. وشارك هناك في التدريب العسكري خلال أشهر قليلة. وفي سنة 1934 انضم إيخمان وكان في ذلك الحين عريفا SS-Scharführer لقوات الأمن الخاصة إلى المكتب الرئيسي لجهاز الأمن Sicherheitsdienst (SD)-Hauptamt (تنمية مستدامة) وواصل العمل في هذه المنظمة حتى أصبحت جزءا من RSHA سنة 1939. في منتصف الثلاثينات عمل إيخمان في مكتب II 112 لجهاز الأمن الذي هدف إلى مراقبة الأنشطة اليهودية، وتعامل مع موظفين صهيونيين وقام أيضا بجولة تفقدية بفلسطين سنة 1937. الجهد الذي بذله إيخمان لتنظيم الهجرة اليهودية الصهيونية من ألمانيا بكل الوسائل الموجودة جهزته للقيام بأنشطة أخرى في المستقبل. وفي 1937 غادر إلى فلسطين لدراسة جدوى ترحيل اليهود من ألمانيا إلى فلسطين، وعدم حصوله على تأشيرة دخول من السلطات البريطانية حالت دون دخوله إلى فلسطين. توجه بعدها إلى القاهرة حيث التقى أحد عناصر منظمة الهاجاناه وكما التقى مع مفتى فلسطين الحاج امين الحسيني. في النهاية، كتب ايخمان تقريره الذي يخالف فكرة ترحيل اليهود بشكل جماعي إلى فلسطين لأسباب اقتصادية ولتعارض فكرة إنشاء دولة يهودية مع الفكر النازي. وبعد ضم ألمانيا للنمسا في مارس 1938، الوقت الذي قاد فيه إيخمان حملة بوليسية ضد مكاتب الجالية اليهودية الثقافية، عمل إيخمان على تنظيم مكتبا مركزيا للهجرة اليهودية Zentralstelle für jüdische Auswanderung في عاصمة النمسا والذي فتحت أبوابه رسميا في 20 أغسطس 1938. وحسب التقديرات الداخلية قام المكتب الرئيسي «تسهيل» هجرة 110.000 يهودي نمساوي بين أغسطس 1938 ويونيو 1939. وكان المكتب قد نجح في إجبار اليهود على الهجرة إذ أسس نموذجا مثاليا يدعى «نموذج فينا» لمكتب مركزي في كامل الرايخ للهجرة اليهودية Reichszentrale für jüdische Auswanderung. قاد إيخمان المركز الرئيسي في بداية أكتوبر 1939. وكان نجاحه في هذه المهمة أقل وخاصة عندما بدأ ترحيل اليهود يعوض الهجرة كخطة لجعل ألمانيا خالية من اليهود. وكان إيخمان فيما يخص هذا المجال يلعب دورا مهما جدا. ففي صيف 1939, أصبح إيخمان مسؤولا عن ترحيل اليهود التشيكيين من محمية مهيميا ومورافيا التي استولى عليها سابقا، وقام بتأسيس مكتبا رئيسيا جديدا للهجرة اليهودية ببراغ حسب نموذج فينا. فور اندلاع الحرب العالمية الثانية قام إيخمان بالمحاولة الأولى للترحيل الجماعي من الرايخ الألماني. ونظم أيضا ترحيل حولي 3.500 يهودي من مرافيا وفينا إلى نيسكو قرب نهر سان في المنطفة البولندية المحتلة التي تدعى Generalgouvernement. ورغم أن المشاكل المربوطة بالترحيل وتبديلات القوانين الألمانية كان رؤساء إيخمان مسرورون بجهود إيخمان والدور الذي سيلعبه في المستقبل فيما يخص الترحيلات. بعد تأسيس مكتب الأمن الرئيسي للرايخ في سبتمبر 1939 انتقل إيخمان من منصبه في جهاز الأمن إلى الجيستابو في فرع IV D 4 (شؤون الترحيلات Räumungsangelegengheiten) بمكتب الأمن الرئيسي للرايخ وفي فرع IV B 4 (الشؤون اليهودية Judenreferat) في مارس 1941. وفي أكتوبر 1940 نظم إيخمان معية مكتب IV D 4 ترحيل حولي 7.000 يهودي من بادن وزاربفالتس إلى مناطق فرنسية غير محتلة. ولعب إيخمان في منصبه ضمن الفرع IV B 4 دورا مركزيا في ترحيل أكثر من 1,5 مليون يهودي من جميع أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل في بولندا المحتلة والاتحاد السوفيتي المحتل. وفي خريف 1941 شارك إيخمان كقائد وكولونيل قوات الأمن الخاصة وفرع IV B 4 لمكتب الأمن الرئيسي للرايخ في مناقشات لبرنامج إبادة يهود أوروبا. وكان إيخمان مسؤولا عن شؤون ترحيل اليهود من كل أنحاء أوروبا إلى مراكز القتل عندما أجبره قائد مكتب الأمن الرئيسي راينهارد هايدريخ بتحضير محاضرة لمؤتمر وانسيي حيث نصح موظفو مكتب الأمن الرئيسي للرايخ مؤسسات الحكومة والحزب النازي بالشؤون وبرامج «الحل النهائي». وربط إيخمان أيضا هذه البرامج بشبكته المتكونة من موظفين ساعدوه في القيام بالترحيلات في الأراضي المحتلة من قبل ألمانيا وفي دول المحور. ومن ضمن هؤلاء الرجال حول إيخمان (رجال أيشمان): مندوبه رولف جونتر وألويس برونر وثيودور دانيكر وديتر ويسلسيني. وفي 1942 نظم إيخمان ورجاله ترحيل يهود سلوفاكيا وفرنسا وبلجيكا. في سنتي 1943 و1944 رحل يهود اليونان وإيطاليا الشمالية والمجر. ولكن فقط في المجر عمل إيخمان بشكل مباشر في عملية ترحيل اليهود. ومن أواخر أبريل 1944 وستة أسابيع بعد احتلال ألمانيا للمجر، وحتى حلول شهر يوليو قام إيخمان ومتعاونيه بترحيل حوالي 440.000 يهودي مجري. هرب آيخمان سرا إلى عدة دول إلى أن استقر في الأرجنتين متخفيا باسم جديد وشخصية جديدة مبتعدا عن أية مظاهر قد تفضحه أو تكشف شخصيته الحقيقية، حتى العام 1960 عندما قبض عليه عملاء للموساد ونقلوه إلى إسرائيل، حيث حوكم وأدين وشنق في العام 1962. ثم أحرقت جثته وألقي بالرماد في البحر الأبيض المتوسط. في 11 مايو/ أيار عام 1960 نجح عملاء الموساد الإسرائيلي في اختطاف النازي أدولف إيخمان من الأرجنتين حيث مثل للمحاكمة في إسرائيل وأعدم عام 1962.
https://ar.wikipedia.org/wiki/ادولف ايكمان
bd0d3ec7e175493e91fe23a7d9ec28c1
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.171129", "source": "Wikipedia" }
الحل الأخير
الحل الأخير
التطهير العرقي في الاتحاد السوفيتي الحل الأخير للمسألة اليهودية أو الحل الأخير هو تعبير من لغة الاشتراكية القومية عن الهولوكوست. وهي خطة ألمانية أطلق تسميتها النازي ادولف ايخمان لمعالجة المشكلة الألمانية المتمثلة في اليهود إبان الحرب العالمية الثانية. استخدم النازيون هذا المصطلح في البداية لوصف عمليات الطرد أو إعادة توطين اليهود التي نظمتها الدولة، والتي كان الألمان المعادون للسامية يطالبون بها منذ عام 1880 تقريبا. منذ يوليو 1941 فصاعدا، استخدم النازيون التعبير لوصف هدفهم وهو قتل جميع الأشخاص الذين يعتبرونهم يهودا في أوروبا وخارجها، وهو ما واصلوا عمله بشكل منهجي حتى استسلم الفيرماخت دون قيد أو شرط. وكان هذا التعبير تعبيرا ملطفا عن الإبادة المنهجية لليهود من أجل تمويهها خارجيا وتبريرها أيديولوجيا داخليا. منذ محاكمات نورمبرغ، تم استخدام مصطلح «الحل الأخير» بشكل شبه حصري كاختصار للهولوكوست؛ ولم تعد المعاني الأخرى تلعب دورا في اللغة الألمانية اليومية. تستشهد العديد من صور الهولوكوست بهذا التعبير في مختلف اللغات مثل الإنجليزية والفرنسية. وضعت القيادة النازية سياسة الإبادة الجماعية المتعمدة هذه في كانون الثاني/يناير عام 1942 في مؤتمر وانسيي الذي عقد بالقرب من برلين، ووصل الأمر ذروته في الهولوكوست الذي أدى إلى مقتل 90% من اليهود البولنديين، ونحو ثلثي السكان اليهود في أوروبا. إن طبيعة وتوقيت القرارات التي قادت إلى الحل النهائي هي أحد جوانب المحرقة التي حظيت بالبحث والنقاش المكثف، فقد تطور البرنامج على مدى الأشهر ال 25 الأولى من الحرب ليؤدي إلى محاولة قتل كل يهودي في متناول الألمان حتى آخر واحد. يوضح كريستوفر براوننج بأن معظم المؤرخين متفقون على أن الحل النهائي لا يمكن أن يعزى إلى قرار واحد تم اتخاذه في نقطة زمنية معينة. فبعد سقوط فرنسا في عام 1940، وضع أدولف آيخمان خطة مدغشقر لنقل السكان اليهود في أوروبا إلى المستعمرة الفرنسية، إلا أن هذه الخطة ألغيت لأسباب لوجستية، وخاصة الحصار البحري، كذلك وضعت خطط أولية لترحيل اليهود إلى فلسطين وسيبيريا. في عام 1941 كتب راؤول هيلبيرغ بأنه في المرحلة الأولى من القتل الجماعي لليهود، بدأت وحدات القتل المتنقلة بمطاردة ضحاياها في جميع أنحاء الأراضي الشرقية المحتلة؛ في المرحلة الثانية، امتد الأمر عبر جميع مناطق أوروبا المحتلة من قبل ألمانيا، حيث جرى إرسال الضحايا اليهود عبر قطارات الموت إلى معسكرات إبادة مركزية بنيت لغرض التنفيذ المنهجي للحل النهائي. نفذت أعمال الاضطهاد والتمييز العنصري ضد اليهود خلال حكم هتلر وعلى عدة مراحل. فبعد تولي الحزب النازي للسلطة، نتج عن العنصرية المدعمة من السلطات قوانين معادية لليهود والمقاطعات «الفصل بين الآري وغير الآري» ومذابح «ليلة الزجاج المكسور»(Kristallnacht)، والتي هدفت كلها إلى العزل المنظم لليهود عن المجتمع الألماني وطردهم خارج ألمانيا. وبعد اجتياح ألمانيا للاتحاد السوفيتي في حزيران/يونيو 1941، بدأت قوات الأمن الخاصة ووحدات الشرطة (الذين ينشطون كوحدات قتل متنقلة) عمليات القتل التي استهدفت الجاليات اليهودية بأكملها. وفي خريف سنة 1941 دمجت قوات الأمن الخاصة عربات القتل المتنقلة. تلك العربات المجهزة بانبوب الإجهاد حيث أعيد تركيبها لتضخ غاز أول أوكسيد الكاربون السام للفضائات المغلقة لتقتل هؤلاء المنحصرين داخلها ولتكمل وتواصل عمليات الرمي بالرصاص. بعد اجتياح الاتحاد السوفيتي بأربعة أسابيع في 1941.17.07 كلف هتلر قائد قوات الأمن الخاصة هملر بالمسؤولية على كل الشؤون الأمنية في الأراضي السوفيتية المحتلة. أعطى هتلر صلاحية شاسعة لهملر للتصفية الجسدية لأي خطر يهدد النظام الألماني القائم. وبعد أسبوعين في الحادي والثلاثين من تموز/يوليو عام 1941، منح هيرمان جويرنج حق إجراء إعدادات لرينهارد هايدريخ، جنرال قوات الأمن الخاصة، وذلك لتنفيذ «الحل الشامل للقضية اليهودية.» وكان هينريك هيملر يعد عراب الإبادة المنظمة التي أودت بحياة الملايين من مدنيي أوروبا. ففي 31 يوليو 1941، أوعز هيرمان غورينغ لجنرال القوات الخاصة الألمانية "SS وحدات النخبة النازية " "رینهارد هایدریش" بإعداد الخطوط العريضة، وبأسرع وقت ممكن ما تقتضيه خطة «الحل الأخير» من موارد مالية وبشرية لتنفيذ عملية الإبادة في معسكرات الأعمال الشاقة". وعقد القادة النازيون اجتماعا (مؤتمر وانسيي) في العاصمة برلين في 20 يناير 1942 لبحث خطة «الحل الأخير» وكان هذا الاجتماع بمثابة اجتماع تمهيدي لسلسلة اجتماعات لاحقة للوصول إلى نتيجة «الحل الأخير». وفي نهاية الحرب العالمية الثانية، عثر الحلفاء على محضر الاجتماع واستخدم كأدلة دامغة في إدانة قادة الرايخ الثالث أثناء محاكم نورمبرغ. أطلق على الغزو النازي للاتحاد السوفييتي اسم عملية بارباروسا، بدأت هذه العملية في 22 حزيران/يونيو 1941، وأدت إلى حرب مدمرة سرعان ما فتحت الباب أمام القتل الجماعي المنظم لليهود الأوروبيين. فبالنسبة إلى هتلر، كانت البلشفية عبارة عن «أحدث وأشد مظاهر التهديد اليهودي الأبدي»، وفي 3 آذار/مارس 1941، كرر رئيس العمليات المشتركة في الفيرماخت (القوات المسلحة الموحدة لألمانيا) ألفريد جودل تصريح هتلر بوجوب القضاء على المفكرين اليهود البلشفيين، وبأن الحرب القادمة ستكون عبارة مواجهة بين ثقافتين متعارضتين تماما، وفي أيار/مايو 1941، كتب زعيم الجستابو هاينريش مولر تمهيد للقانون الجديد الذي يحد مقاضاة المحاكم العسكرية للجنود الذين يرتكبون أعمالا إجرامية لأنه: «هذه المرة، ستواجه القوات عنصرا خطيرا بشكل خاص من السكان المدنيين، وبالتالي، لهم الحق والواجب في حماية أنفسهم». قام هيملر بحشد نحو 3000 رجل من شرطة الأمن، والجستابو، والشرطة الجنائية، وخدمة الأمن (SD)، وفافن إس إس، كان يطلق عليهم اسم قوات المهمات «أينزاتسغروبن»، للقضاء على كل من الشيوعيين واليهود في المناطق المحتلة. دعمت هذه القوات 21 كتيبة من احتياطي شرطة النظام، مما أدى إلى إضافة 11000 رجل. تنوعت الأوامر المحددة المعطاة لشرطة النظام بين المواقع، لكن بالنسبة لكتيبة الشرطة 309 التي شاركت في أول عملية قتل جماعية 5500 يهودي بولندي في بياليستوك -المسيطر عليها من قبل الدولة السوفييتية (عاصمة مقاطعة بولندية)- أوضح الرائد فايس لضباطه أن عملية بارباروسا هي عبارة عن حرب تسعى لإبادة البلشفية، وأن كتائبه ستعامل جميع اليهود بلا رحمة بغض النظر عن العمر أو الجنس. بعد عبور خط حدود السوفييت في عام 1941، أصبح ما اعتبر استثنائيا في الرايخ الألماني الكبير عملا طبيعيا في الشرق، حيث انتهك الحظر الحاسم ضد قتل النساء والأطفال، ليس فقط في بياليستوك، ولكن أيضا في غارغزداي في أواخر حزيران/يونيو. بحلول نهاية كانون الأول/ديسمبر1941، وقبل مؤتمر وانسيي، قتل أكثر من 439800 يهودي، وفي غضون عامين، ارتفع إجمالي عدد ضحايا الإعدام بالنار إلى ما بين 618000 و800000 يهودي في الشرق. بدأت أعمال بناء أول مركز للقتل في بيليتش في بولندا المحتلة في تشرين الأول/أكتوبر 1941، قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر وانسيي. كان المرفق الجديد يعمل بحلول شهر آذار/مارس من العام التالي، وبحلول منتصف عام 1942، بني اثنين من معسكرات الموت الأخرى على الأراضي البولندية: سوبيبور وتريبلينكا. وقعت في تموز/يوليو 1942عمليات قتل جماعي لليهود البولنديين والأجانب في تريبلينكا كجزء من عملية رينهارد، وهي المرحلة الأكثر دموية في الحل النهائي. قتل نحو مليوني يهودي في بولندا المحتلة عند انتهاء عملية رينهارد، وبلغ إجمالي عدد القتلى في عام 1942 في لوبلن/مايدانيك، وبليتش، وسوبيبور، وتريبلينكا 1274166 حسب تقدير ألمانيا نفسها، دون حساب معسكر أوشفيتز بيركينو ولا كولمهوف. استخدم التسميم بالزيكلون بي، في بعض مراكز القتل النازية كالأوشفيتز، كما استخدمت غازات العوادم القاتلة من محركات الدبابات المأسورة في بعض المعسكرات.
https://ar.wikipedia.org/wiki/الحل الأخير
5346531679c9a06841cce0e0604513ef
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.173763", "source": "Wikipedia" }
30 أغسطس
30 أغسطس
30 أغسطس أو 30 آب أو يوم 30 \ 8 (اليوم الثلاثون من الشهر الثامن) هو اليوم الثاني والأربعون بعد المئتين (242) من السنوات البسيطة، أو اليوم الثالث والأربعون بعد المئتين (243) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 123 يوما لانتهاء السنة. يوم العيد المسيحي:
https://ar.wikipedia.org/wiki/30 أغسطس
70026c238fd52099147dd89ad3fa0428
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.173990", "source": "Wikipedia" }
31 أغسطس
31 أغسطس
31 أغسطس أو 31 آب أو يوم 31 \ 8 (اليوم الحادي والثلاثون من الشهر الثامن) هو اليوم الثالث والأربعون بعد المئتين (243) من السنوات البسيطة، أو اليوم الرابع والأربعون بعد المئتين (244) من السنوات الكبيسة وفقا للتقويم الميلادي الغربي (الغريغوري). يبقى بعده 122 يوما لانتهاء السنة.
https://ar.wikipedia.org/wiki/31 أغسطس
b1a7a5ab85ee409a12084da9d40202a9
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.174203", "source": "Wikipedia" }
ألبانيا
ألبانيا
ألبانيا أو رسميا جمهورية ألبانيا ، هي إحدى دول إقليم البلقان الواقع في جنوب شرق أوروبا. يحدها من الشمال الغربي الجبل الأسود ومن الشمال الشرقي كوسوفو ومن الشرق جمهورية مقدونيا ومن الجنوب اليونان ومن الغرب البحر الأدرياتيكي ومن الجنوب الغربي البحر الأيوني. تبعد أقل من 72 كم (45 ميل) عن إيطاليا عبر مضيق أطرانط والذي يربط بين البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، تيرانا هي العاصمة وأكبر مدنها، ولغتها الرسمية هي اللغة الألبانية وعملتها هي الليك الألباني وشعارها هو نسر أسود ذو رأسين وقد وجد أنه مرسوم على حجر يعود للعصر الحجري في أحد الكهوف الأثرية صحيح في ألبانيا. ألبانيا عضو في الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وأحد الأعضاء المؤسسين للاتحاد من أجل المتوسط. ألبانيا مرشح محتمل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ يناير 2003 كما تقدمت رسميا لعضوية الاتحاد في 28 أبريل 2009. ألبانيا دولة ديمقراطية برلمانية واقتصادها يمر بمرحلة انتقالية، يقطن العاصمة الألبانية تيرانا حوالي 607,467 شخص من أصل 2,402,113 مليون نسمة في البلاد لعام 2023، كما أنها أيضا العاصمة المالية للبلاد. فتحت إصلاحات السوق الحرة البلاد أمام الاستثمار الأجنبي ولا سيما في مجال تطوير الطاقة والبنية التحتية للنقل. اختيرت ألبانيا بين أعلى عشرة بلدان في قائمة لونلي بلانت لعام 2011. ألبانيا هي تسمية لاتينية قروسطية للبلد، الذي يعرفه سكانه باسم شقيبيري. تعرف ألبانيا باليونانية القروسطية باسم ألبانيا أو ألبانيتيا أو أربانيتيا. قد تعود التسمية إلى القبيلة الإيليرية «ألباني»، التي ذكرها بطليموس الجغرافي والفلكي من الإسكندرية، والذي رسم في عام 150 ميلادية خريطة تظهر مدينة ألبانوبوليس شمال شرق دوريس. قد تكون التسمية استمرارا لمستوطنة قروسطية تدعى ألبانون وأربانون، رغم عدم التأكيد على أنها كانت في نفس المكان. كان المؤرخ البيزنطي مايكل أتالياتس أول من أشار إلى ألبانوي في كتابه «التاريخ» (1079-1080)، حيث ذكر أن المدينة شاركت في الثورة ضد القسطنطينية في عام 1043، وأن الأربانيتاي عاشوا تحت سلطة دوق ديراكيوم. أطلق الألبان اسم أربير أو أربين على بلادهم في العصور الوسطى وسموا أنفسهم أربيريش أو أربنيش. مع بدايات القرن السادس عشر استبدلت التسمية أربيريا وأربيريش تدريجيا بالتسمية شقيبيريا وشقيبتاري. تفسر التسميتان «أرض النسور» «أبناء النسور»، رغم أنهما يشتقان من الظرف شقيب، والذي يعني «أن يفهم البعض الآخر». دعيت ألبانيا تحت الحكم العثماني رسميا باسم أرناؤوطلوك وسكانها باسم أرناؤوطيون. يعتقد أن التسمية رديف للكلمة اليونانية أروانيت وهي التسمية اليونانية القروسطية للألبان. كانت المنطقة التي تعرف الآن بألبانيا مأهولة مما قبل التاريخ. فقد قطنها الإليريانيون في العصور القديمة، وهم أجداد الألبان الحاليين. كانت ألبانيا محاطة بإمبراطوريات قوية ومتحاربة، مما جعل ألبانيا شاهدة لأعمال عنف كبيرة وتنافسا للسيطرة عليها على امتداد تاريخها. فقد اجتاحها الإغريق والرومان والصرب والفينيتيون والعثمانيون، وتركوا بها علاماتهم الثقافية فضلا عن أطلالهم. وتظهر الأبحاث الأثرية أن ألبانيا كانت مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري، وبدأ الاستقرار في المناطق ذات الظروف المناخية والجغرافية المواتية. اكتشفت أولى المستوطنات في كهف جاجتان (في شكودرا) في كونيسبول عند جبل داجتي، وعند ساراندا. كما اكتشفت هياكل سيكلوبيانية في كريكونيكا (أرينيشتا) ومناطق أخرى في مقاطعة جيروكاسترا. كما نجد حوائط واضحة (بها جزء سيكلوباني) لمدينة قديمة (ربما تكون مدينة بيليس) عند جراديشتي على ضفاف نهر فيوزا الخلاب. وبقيت آثار قليلة لمدينة ديراكييم المحتفى بها (المعروفة اليوم باسم دوريس). ربما تكون مدينة بوترينت التي أعيد اكتشافها أكثر أهمية اليوم عما كانت عليه عندما استخدمها يوليوس قيصر كمستودع لقواته خلال حملاته في القرن الأول قبل الميلاد. فلم تكن مدينة مهمة في ذلك الوقت، حيث طغت عليها سمعة المستعمرات اليونانية أبولونيا ودوريس. بدأ فرانسوا بوكافيل ومارتين ليك بالتحقيق الرسمي للمعالم الأثرية الألبانية وتسجيلها. كان فرانسوا القنصل العام لنابليون في محكمة علي باشا، أما مارتين ليك فكان الوكيل البريطاني هناك. عملت بعثة فرنسية بقيادة لين راي في ألبانيا من عام 1924 إلى 1938 ونشر نتائجها في تسجيلات علم الآثار والفن والتاريخ في ألبانيا والبلقان (الدفاتر علم الآثار والفن والتاريخ في ألبانيا والبلقان). لا يزال علماء الآثار اليوم يجدون بقايا من العصر الحجري إلى أوائل العهد المسيحي. وهناك مشروع آخر قدم نتائج مما قبل التاريخ، وإن كان بشكل غير متوقع، في وادي كريكجيتا قريبا من مدينة فيير الحالية ومنطقة أبولونيا. وكان هذا الحفر نتاج تعاون بين جامعة سينسيناتي وعلماء الآثار من معهد علم الآثار في ألبانيا، والذي كان مشروعا يهدف لمعرفة المستعمرة اليونانية أبولونيا. وبدلا من ذلك، عثروا على أدلة على وجود دلائل على مستوطنة أقدم بكثير. أنشأت الحكومة الألبانية حديقة بوترينت الوطنية في عام 2000، والذي يصله نحو 70000 زائر سنويا، وهو ثاني مواقع التراث العالمي في ألبانيا. تم الكشف في عام 2003 عن كنيسة تعود إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي في بلدة ساراندا الساحلية المقابلة لكورفو. وهي أول مرة توجد فيها كنيسة قديمة في هذه المنطقة. كما أن تاريخ التنقيب عنها جدير بالذكر أيضا. حيث وجد الفريق فسيفساء استثنائية مرتبطة بالأعياد اليهودية، بما فيها عيد مينوراه، وقرن شاه وشجرة أترج. وتظهر الفسيفساء التي في معبد الكنيسة واجهة تصور ما يشبه التوراة وحيوانات وأشجار ورموز توراتية أخرى. مقاييس الهيكل هي 20 مترا في 24 مترا، وربما كان آخر استخدام لها في القرن السادس الميلادي ككنيسة. كان الإليريون قاطنوا حدود ألبانيا في العصور القديمة، وكانوا قبائل وعشائر كما بقية شعوب البلقان. بدأت قبائل الإليريون التطور السياسي من كيانات صغيرة وبسيطة إلى كيانات أكبر وأكثر تعقيدا بالتوازي مع قيام المستوطنات اليونانية. فبدؤوا بتكوين تحالفات مؤقتة مع بعضهم البعض لأغراض دفاعية وهجومية، ثم كاتحادات، ثم كممالك. وكانت أهم هذه الممالك التي ازدهرت من القرن الثاني إلى الخامس قبل الميلاد، ممالك إنكيلاي وتاولاتني وأرديي. عرف الملك بارديليس (385 - 358 قبل الميلاد) هذه المملكة في القرن الرابع قبل الميلاد عندما احتل جزءا كبيرا من مقدونيا، ولكنه هزم نتيجة لهجمات فيليب مقدون الثاني، والد الإسكندر الأكبر. وصلت المملكة الإليرية ذروة توسعها وتنميتها عندما استطاع أحد برز ملوكها الملك أغرون (250-230 قبل الميلاد) توحيد القبائل الإليرية في مملكة واحدة. فحكمت المملكة الإليرية تحت قيادته أراضي واسعة تمتد من شمال ألبانيا المعاصرة إلى جزء كبير من الساحل الأدرياتيكي الشرقي. كانت العاصمة مدينة شكودرا، كما هي الآن مدينة مهمة في شمال ألبانيا. تحت أغرون الإيليرية فإن المملكة تركزت في Scodra امتدت من دالماتيا في الشمال وصولا إلى توسعت المملكة بقيادة الملك أغرون من دالماتيا شمالا وصولا إلى السواحل المقابلة لنقطة عقب إيطاليا. خلفته الملكة توتا بعد وفاته عام 230 قبل الميلاد (وحكمت من 230 إلى 228 قبل الميلاد) فأسرت كوركيرا كوسيرا وأجبرت قوات Epirotes الإبيروتس للتحالف مع الإليريين، وبذلك وسعت دائرة النفوذ إلى الخليج الكورنيثي. اشتبكت الملكة توتا في وقت لاحق (في عام 229 قبل الميلاد) مع الرومان، بادئة بهذه الطريقة حروب الإليريين التي وضعت نهاية المملكة في عام 168 قبل الميلاد، عندما هزم الملك جينتيوس على يد الجيش الروماني المحاصر لمدينة Scodra. كان الرومان يحتلون الأراضي التي تكون ألبانيا الحديثة في عام 165 قبل الميلاد، وأدرجت هذه الأراضي في الإمبراطورية كجزء من مقاطعة إيليريا إليريكام. كان الجزء الغربي من عبر إجناتيا داخل ألبانيا الحديثة. وقسم إقليم إليريكام في وقت لاحق إلى مقاطعتي دالماتيا وبانونيا. عندما انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى شرق وغرب في عام 395 من الميلاد، أصبحت أراضي ألبانيا الحديثة جزءا من الإمبراطورية البيزنطية. عانت إيليريا من الدمار ابتداء من العقود الأولى تحت الحكم البيزنطي (حتى عام 461) نتيجة للغزوات التي شنها القوط الغربيون والهان والقوط الشرقيون. ولم يمض وقت طويل بعد مرور هذه الغزوات الهمجية على البلقان إلا وظهر السلاف. خضعت قبائل جنوب إيليريا إلى تحول وتغير من المجتمع الإيلياري القديم إلى المجتمع الألباني. وحدث ذلك على مر عدة قرون، وتحت تأثير الثقافات الرومانية والبيزنطية والسلافية. وظلت المنطقة التي تسمى ألبانيا حاليا تحت سيادة المملكة البيزنطية والبلغارية حتى دخول القرن الرابع عشر بعد الميلاد، عندما بدأ الأتراك العثمانيون بعمليات توغل إلى داخل الإمبراطورية. فتح العثمانيون القسطنطينية في عام 1453، وبدخول عام 1460 كانت أغلب الأراضي البيزنطية سابقا في أيدي الأتراك. ساهم النظام الإداري الجديد، والذي يتضمن وجود كذا بند (مقاطعة بيزنطية)، في ظهور الإقطاع في ألبانيا، عندما أصبح الجنود الفلاحون (الذين كانوا يخدمون لدى لوردات عسكريين) قنانا على ممتلكاتهم. تشمل كبريات العائلات الألبانية من النبلاء الإقطاعيين عائلات: ثوبيا، شباتا، موزاكا، أرانيتي، دوكاجيني، وكاستريوتي. وأصبحت أول 3 عائلات حاكمة لتقاسيم مستقلة عمليا عن بيزنطة. بدأ يزيد استخدام الاسم أربيريا على المنطقة التي تضم أمة ألبانيا الآن (انظر أصول وتاريخ اسم ألبانيا). وسع العثمانيون إمبراطوريتهم ابتداء من أواخر القرن الرابع عشر من الاناضول إلى البلقان. وبدخول القرن الخامس عشر، هيمن العثمانيون على شبه جزيرة البلقان تقريبا، باستثناء شريط ساحلي صغير أدرج في ألبانيا الحديثة. وأكسبت مقاومة الألبان للعثمانيين في القرن الخامس عشر تأييدا من جميع أنحاء أوروبا المسيحية. وأصبحت ألبانيا رمزا لمقاومة العثمانيين، ولكنها ظلت في حروب شبه مستمرة. وإحدى أقوى الردود على التوسع العثماني جاء بقيادة إسكندر بك وذلك من عام 1443 إلى عام 1468. فقد حارب 30000 ألباني تحت راية حمراء تحمل شعار سكانديربيج، ومنع الفتح العثماني للأراضي الألبانية مدة 24 عاما. كانت قيادة سكانديربيج قوية، حتى أنه تغلب على محمد الثاني (الفاتح) في كروجا في عام 1466. اعتنق سكانديربيرج الرومانية الكاثوليكية من جديد، وأعلن الحرب المقدسة ضد العثمانيين. وتغلب الألبان على ثلاثة محاولات عثمانية لفتح كروبي (انظر حصار كروبي).لم يتمكن سكانديربيرج من الحصول على أي مساعدة من الحملة الصليبية الجديدة التي وعد بها الباباوات، وتوفي في 1468 بدون أن يترك خلفا قويا. بعد وفاة سكاندربيج، ظلت المقاومة الألبانية مستمرة حتى عام 1478، بنجاح بسيط. انهارت الولاءات والتحالفات التي صنعها وغذاها سكانديربيج، وفتح العثمانيون ألبانيا بعد فترة قصيرة من سقوط قلعة كروبي. فأصبحت ألبانيا بذلك جزءا من الإمبراطورية العثمانية. وعقب ذلك، فر العديد من الألبان إلى دول الجوار كإيطاليا، معظمهم إلى مدن كالابريا وصقلية. واعتنق غالبية السكان الألبان الإسلام خلال هذا الوقت. كان هناك العديد من محاولات الانتفاضة خلال هذه الفترة من ابن سكانديربيرج وابن شقيقه في 1500 ، وخلال الحروب العثمانية مع البندقية، والحروب العثمانية مع هابسبورغ، ضد التنظيمات العثمانية وخلال عصر النهضة الوطنية في ألبانيا (1831-1912). وشهدت هذه الفترة أيضا بداية الباشاوات الألبان حيث أصبح الألبان جزءا مهما من الجيش العثماني والإدارة العثمانية، مثل الحال مع أسرة كوبرولو. وبقيت ألبانيا جزءا من الإمبراطورية العثمانية كمقاطعات شكودرا وماناستير ويانيا حتى عام 1912. لم تتمتع ألبانيا بالاستقلال إلا في القرن العشرين. فبعد خمسمائة سنة من الحكم العثماني، أعلن استقلال ألبانيا في 28 نوفمبر 1912 نتيجة لمؤتمر لندن الذي أنهى حرب البلقان الأولى. وكانت الحرب قد اندلعت في عام 1912 بسبب الانتفاضة الألبانية ما بين 1908 و1910، والتي كانت موجهة إلى معارضة السياسات العثمانية لتوحيد الإمبراطورية العثمانية. فبعد ضعف الدولة العثمانية في البلقان، أعلنت كلا من صربيا واليونان وبلغاريا الحرب وسعت كل دولة منهم لتحريك حدودها فوق ما تبقى من أراضي الإمبراطورية. وهكذا غزت صربيا ألبانيا من الشمال، وغزت اليونان ألبانيا من الجنوب، مما حدد البلد إلى رقعة من الأرض حول المدينة الساحلية الجنوبية فلورا. أعلنت ألبانيا استقلالها في عام 1912 وهي ما تزال تحت الاحتلال الأجنبي وذلك بمساعدة من النمسا والمجر، ورسمت القوى العظمى حدود ألبانيا الحالية تاركة أكثر من نصف السكان الألبان خارج البلد الجديد. وقد رسمت الحدود بين ألبانيا وجيرانها في عام 1913 بعد حل الجزء الأكبر من أراضي الدولة العثمانية في البلقان. وأدى الترسيم الجديد للحدود إلى ترك عدد كبير من الألبان خارج ألبانيا. وكانت هذه الفئة من السكان منقسمة بين صربيا والجبل الأسود (والتي شملت بعد ذلك ما يعرف الآن جمهورية مقدونيا). ووجد عدد كبير من الألبان أنفسهم في ظل الحكم الصربي. وعلى الجانب الآخر، أدى تمرد اليونانيين المحليين في جنوب البلاد إلى تشكيل منطقة حكم ذاتي لهم داخل حدود ألبانيا (1914). بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي الذي حدث خلال الحرب العالمية الأولى، اعتمدت البلاد الشكل الجمهوري للحكم في عام 1920. ابتداء من عام 1928، ولا سيما خلال فترة الكساد الكبير، وحكومة الملك أحمد زوغو والتي تعتمد بالكامل تقريبا على موسوليني، ولذا بدأت تتنازل عن سيادة ألبانيا إلى إيطاليا. وبدخول عام 1939 غزا الإيطاليون البلاد وأصبحت ألبانيا محمية إيطالية. وعلى الرغم من بعض قوى المقاومة، وخصوصا في دوريس، غزت إيطاليا ألبانيا في 7 أبريل 1939 وسيطرت على البلاد، وأعلن موسوليني ملك إيطاليا الصوري كملك لألبانيا. كانت ألبانيا من أوائل البلدان التي احتلت من قبل دول المحور في الحرب العالمية الثانية. فمع بداية اعتداءات أدولف هتلر، قرر الدكتاتور الإيطالي الفاشي بنيتو موسوليني احتلال ألبانيا باعتبارها وسيلة للتنافس مع مكاسب هتلر الإقليمية. اعتبر موسوليني والفاشيون الإيطاليون ألبانيا جزءا تاريخيا من الإمبراطورية الرومانية، وأتى الاحتلال لتحقيق حلم موسوليني بإقامة الإمبراطورية الإيطالية. وأثناء الاحتلال الإيطالي، خضع السكان الألبان لسياسة طلينة قسرية الطلينة من قبل حكام المملكة الإيطاليين، وذلك بالتثبيط من استخدام اللغة الألبانية في المدارس في حين تمت ترقية اللغة الإيطالية، كما شجع الإيطاليون على استعمار ألبانيا. استخدم موسوليني قاعدة ألبانية لشن هجوم على اليونان، في تشرين الأول / أكتوبر 1940، والذي أدى إلى هزيمة القوات الإيطالية واحتلال القوات اليونانية لجنوب ألبانيا. ولكن هتلر قرر مهاجمة اليونان في كانون الأول / ديسمبر 1940، في إطار الاستعدادات لغزو روسيا، لمنع اعتداء بريطاني على قواته الجنوبية من قبل وأدى الاستسلام اليوناني لإعادة ألبانيا إلى إيطاليا. أنشيء حزب العمل خلال الحرب العالمية الثانية في 8 نوفمبر 1941. وبوجود نية لتنظيم مقاومة حزبية دعي إلى مؤتمر عام في Pezë يوم 16 سبتمبر 1942 والذي كانت نتيجته تأسيس جبهة التحرير الوطني الألبانية أنشئت. شملت الجبهة جماعات قومية، ولكن الحزب الشيوعي كان يسيطر عليها. وفي ديسمبر 1942، أنشيء حزب قومي ألباني آخر، برئاسة فايزر كولا. قاتل الألبان ضد الإيطاليين خلال فترة الاحتلال الألماني. تحالف الوطنية بالي مع الألمان واشتبك مع الشيوعيين الألبان، والذين واصلوا كفاحهم ضد الألمان وبالي كومبيتار في نفس الوقت. مع انهيار حكومة موسوليني بسبب غزو التحالف، احتلت ألمانيا ألبانيا في سبتمبر 1943، وأسقطت قوات المظلات في تيرانا قبل تمكن الميليشيات الألبانية من السيطرة على العاصمة. سرعان ما دفع الجيش الألماني المسلحين إلى التلال وإلى الجنوب. أعلنت برلين بعد ذلك انها تعترف باستقلال ألبانيا محايدة، ونظمت حكومة ألبانية وشرطة وجيشا. تعاونت العديد من الوحدات التابعة لكومبيتار بالي مع الألمان ضد الشيوعيين، وتملك عدد من قادة بالي كومبيتار مناصب في النظام الذي رعته ألمانيا. حرر الحزبيون ألبانيا من الاحتلال الألماني في يوم 28 نوفمبر 1944. كما قاموا بتحرير كوسوفو، وجزء من جمهورية الجبل الأسود، وجنوب البوسنة والهرسك. وبحلول تشرين الثاني / نوفمبر 1944 كانوا قد طردوا الألمان، وبذلك أصبحت ألبانيا الأمة الشرق أوربية التي استطاعت القيام بذلك دون مساعدة من القوات السوفياتية. وأصبح أنور خوجة زعيما للبلد بحكم منصبه كسكرتير عام للحزب الشيوعي الألباني. ألبانيا هي واحدة من الدول الأوروبية التي كان عدد السكان اليهود فيها بعد الحرب أكبر مما كان عليه قبل الحرب. فلم ترحل وتقتل إلا عائلة يهودية واحدة فقط خلال الاحتلال النازي لألبانيا. فقد خبأت الأسر الألبانية حوالي 1200 من السكان اليهود واللاجئين من دول البلقان الأخرى خلال الحرب العالمية الثانية، وفقا للوثائق الرسمية. كانت ألبانيا متحالفة مع الاتحاد السوفياتي، ثم انشقت عن الاتحاد السوفياتي في عام 1960 ما يزيد على في عملية (التبرؤ من الستالينية). تبع هذا تحالفا سياسيا قويا مع الصين، مما أدى إلى دخول مساعدات صينية بقيمة مليارات من الدولارات، والتي تقلصت بعد عام 1974. قطعت الصين المساعدات في عام 1978 عندما هاجمت ألبانيا السياسات الصينية بعد وفاة الحاكم الصيني ماو تسي تونغ. حدثت عمليات تطهير واسعة النطاق للمسؤولين خلال السبعينيات. توفي أنور خوجة الذي حكم ألبانيا لأربعة عقود بقبضة من حديد، يوم 11 أبريل 1985. أدخل النظام الجديد بعض التحرير، بما في ذلك التدابير المتخذة في عام 1990 التي نصت على حرية السفر إلى الخارج. وقد بدأت الجهود لتحسين العلاقات مع العالم الخارجي. أدت انتخابات آذار / مارس 1991 إلى وصول الشيوعيين السابقين إلى السلطة، ولكن أدى الإضراب العام والمعارضة المدنية إلى تشكيل حكومة ائتلافية تحوي غير الشيوعيين. هزم الشيوعيون السابقون في انتخابات آذار / مارس 1992، في ظل الانهيار الاقتصادي والاضطرابات الاجتماعية. وانتخب سالي بيريشا كأول رئيس غير شيوعي منذ الحرب العالمية الثانية. وقعت الازمة المقبلة في عام 1997 خلال فترة رئاسته، بينما مزقت أعمال الشغب البلاد. انهارت مؤسسات الدولة وأرسلت بعثة عسكرية من الاتحاد الأوروبي بقيادة إيطاليا لتحقيق الاستقرار في البلاد. هزم بيريشا في انتخابات صيف 1997، فلم يفز إلا 25 مقعدا فقط من أصل 155 مقعدا. ولكنه عاد إلى السلطة على رأس ائتلاف في الانتخابات التي أجريت في 3 يوليو 2005، والتي أنهت 8 سنوات من حكم الحزب الاشتراكي. في عام 2009 انضمت ألبانيا وكرواتيا إلى حلف شمال الأطلسي. ألبانيا جمهورية ديمقراطية برلمانية منشأة بموجب الدستور الذي تم تجديده في عام 1998. تعقد الانتخابات مرة كل أربع سنوات على 140 مقعدا احاديا في مجلس الشعب. في يونيو 2002 انتخب المرشح الوسط الفريد مويسيو، وهو جنرال عسكري سابق لخلافة الرئيس رجب ميداني. جاءت الانتخابات البرلمانية التي جرت في تموز / يوليو 2005 بسالي بيريشا إلى السلطة، كزعيم للحزب الديمقراطي. كان الاندماج ألبانيا الأوروبي-أطلسي الهدف النهائي لحكومات ما بعد الشيوعية. واعتبرت مفوضية الاتحاد الأوروبي انضمام ألبانيا إلى الاتحاد أحد أهم أولوياته. وجهت دعوة إلى ألبانيا وكرواتيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في 3 أبريل 2008. وانضمت كل من ألبانيا وكرواتيا للحلف في 2 أبريل 2009 لتصبحان السابعة والعشرين والثامنة والعشرين من أعضاء الحلف. ظلت تهاجر قوى ألبانيا العاملة إلى اليونان وإيطاليا وألمانيا وأنحاء أخرى من أوروبا، وأمريكا الشمالية. ولكن تدفق الهجرة بدأ يتناقص ببطء، مع خلق المزيد والمزيد من الفرص في ألبانيا مع تطور الاقتصاد بصورة مطردة. رئيس الدولة في ألبانيا هو الرئيس الجمهورية. يتم انتخاب الرئيس لمدة 5 سنوات من قبل الجمعية الوطنية عن طريق الاقتراع السري، الأمر الذي يتطلب 50% +1 أغلبية الأصوات من جميع النواب. الرئيس الحالي للجمهورية هو بوجار نيشاني انتخب في يوليو 2012. الرئيس لديه السلطة لضمان مراقبة الدستور وجميع القوانين، والتصرف كقائد عام للقوات المسلحة، وممارسة واجبات الجمعية الوطنية لجمهورية ألبانيا عندما الجمعية ليس في الدورة، وتعيين رئيس مجلس الوزراء (رئاسة الوزراء). تقع السلطة التنفيذية مع مجلس الوزراء (مجلس الوزراء). ويتم تعيين رئيس المجلس (رئيس الوزراء) من قبل الرئيس؛ ويتم ترشيح وزراء من قبل الرئيس على أساس توصية رئيس الوزراء. يجب أن الجمعية الشعبية إعطاء الموافقة النهائية على تشكيل المجلس. المجلس هو المسؤول عن تنفيذ كل من السياسات الخارجية والداخلية. فإنه يوجه ويسيطر على أنشطة الوزارات وأجهزة الدولة الأخرى. جمعية جمهورية ألبانيا هي الهيئة القوانين في ألبانيا. هناك 140 نائبا في الجمعية، والذي يتم انتخاب من خلال القوائم الحزبية نظام التمثيل النسبي. يرأس رئيس الجمعية (أو رئيس)، الذي لديه نائبان، والجمعية. هناك 15 لجان دائمة أو لجان. وتعقد الانتخابات البرلمانية كل أربع سنوات على الأقل. لديه القدرة على الجمعية أن تقرر اتجاه السياسة الداخلية والخارجية؛ الموافقة أو تعديل الدستور؛ إعلان الحرب على دولة أخرى؛ التصديق أو المعاهدات الدولية السنوية؛ انتخاب رئيس الجمهورية، والمحكمة العليا، والنائب العام ونواب له أو لها؛ والسيطرة على نشاط الإذاعة الرسمية والتلفزيون، وكالة الأنباء وغيرها من وسائط الإعلام الرسمية. ألبانيا مقسمة إلى اثنتي عشر مقاطعة وكل مقاطعة بدورها مقسمة إلى 36 منطقة (تقسيم مستغي عنه). وتنقسم إلي 351 بلدية. حيث لكل منطقة مجلس إقليمي يتألف من عدد من البلديات والقرى، تقع ألبانيا على طول البحر الأبيض المتوسط في شبه جزيرة البلقان في جنوب وجنوب شرق أوروبا ويبلغ مجموع مساحة ألبانيا 28,748 كيلومتر مربع، ويبلغ طول ساحلها 362 كم يمتد على طول البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني. تقابل الأراضي المنخفضة في الغرب البحر الأدرياتيكي. 70% من البلاد منطقة جبلية وعرة ويصعب الوصول إليها في أغلب الأحيان من الخارج. أعلى جبال ألبانيا جبل كوراب ويقع في مقاطعة ديبرا، ويصل ارتفاعه إلى 2,753 متر (9,032 قدم) يملك البلد مناخا قاريا في المناطق عالية الارتفاع، بفصول شتاء باردة وفصول صيف حارة. وبالإضافة إلى العاصمة تيرانا فالمدن الرئيسية الأخرى هي دوريس، والباسان، وشكودير، وغيروكاستر، وفلورا، وكورتشي وكوكيس. في قواعد اللغة الألبانية، يمكن أن يكون للكلمة أشكال محددة وأخرى غير محددة، ينطبق هذا أيضا على أسماء المدن: فيمكن استخدام كل من تيرانا وتيرانا، وشكودير وشكودرا. يحدها البحر الأدرياتيكي من الغرب، والجبل الأسود من الشمال الغربي، وكوسوفو من الشمال الشرقي، ومقدونيا الشمالية من الشرق، واليونان من الجنوب، والبحر الأيوني من الجنوب الغربي، تقع بين خطي عرض 42 درجة و39 درجة شمالا وخطي طول 21 درجة 19 درجة شرقا، تشمل الإحداثيات الجغرافية فيرموش عند خط عرض 42 درجة و35 دقيقة و34 ثانية شمالا كأقصى نقطة شمالا، وكونييسبول عند خط عرض 39 درجة و40 دقيقة و0 ثانية شمالا كأقصى نقطة جنوبا، وسازان عند خط طول 19 درجة و16 دقيقة و50 ثانية شرقا كأقصى نقطة غربا، وفيرنيك عند خط طول 21 درجة و1 دقيقة و26 ثانية شرقا كأقصى نقطة شرقا. تقع أكبر وأعمق ثلاثة بحيرات تكتونية في شبه جزيرة البلقان جزئيا في ألبانيا، فمساحة سطح بحيرة شكودير في الشمال الغرب للبلاد تختلف ما بين 530 كم 2. يقع ثلث هذه المساحة في ألبانيا والثلثان في جمهورية الجبل الأسود. يمتد ساحل البحيرة الألباني بطول 57 كم (35 ميل). تقع بحيرة أوخريد في جنوب شرق البلاد وهي بين ألبانيا وجمهورية مقدونيا. لديها عمق أقصى يقدر ب289 متر ومجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات النادرة «الحفريات الحية» والعديد من الأنواع المستوطنة. تقع بحيرة أوخريد تحت حماية منظمة اليونسكو. لما لها من قيمة تاريخية وطبيعية. أكثر من ثلث أراضي ألبانيا (أي حوالي 10,000 كيلومتر مربع (2.5 مليون فدان) هي مناطق غابات والبلد غني جدا بالنباتات. تنمو حوالي 3000 نوع من أنواع النباتات المختلفة في ألبانيا، ويستخدم كثير منها للأغراض الطبية. يقرر علم الجغرافيا النباتية أن ألبانيا تنتمي إلى المملكة البوريلية، وتتقاسمها المقاطعات الادرياتيكية والشرق متوسطية من منطقة البحر الأبيض المتوسط، والمقاطعة الإليرية من المنطقة السيركامبوريلية. واستنادا إلى الصندوق العالمي للطبيعة والخرائط الرقمية للمناطق الإيكولوجية الأوروبية والذي يمول من قبل الوكالة الأوروبية للبيئة، فإن أراضي ألبانيا يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مناطق إيكولوجية: الغابات الإيليرية النفضية وغابات جبال بيندوس المختلطة وغابات جبال ديناريك المختلطة. تضم الغابات مجموعة واسعة من الثدييات، بما فيها الذئاب والدببة والخنازير البرية والشمواة. أما حيوانات الوشق والقطط البرية والصنوبر مارتن والظربان فهي نادرة، ولكنها باقية على قيد الحياة في بعض أنحاء البلاد. تملك ألبانيا عددا كبيرا من المناطق المناخية بالنسبة لمساحتها الضئيلة. فتواجه سواحلها البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني، وتقع مرتفعاتها على المرتفع البلقاني، وتقع البلاد بأسرها على خط عرض يتعرض لمجموعة متنوعة من الأنماط المناخية خلال فصلي الشتاء والصيف. فعادة ما يكون طقس المناطق الساحلية المنخفضة بحريا متوسطيا؛ أما المرتفعات فيكون مناخها متوسطي قاري. ويختلف المناخ في كل من المناطق المنخفضة الداخلية اختلافا شاسعا بين الشمال والجنوب. فهناك شتاء معتدل في الأراضي المنخفضة، قد يبلغ في المتوسط نحو 7 درجات مئوية. بينما متوسط درجات الحرارة في الصيف 24 درجة مئوية. وفي الأراضي المنخفضة الجنوبية، يبلغ متوسط درجة الحرارة 5 درجات مئوية أعلى طوال العام. فالفرق أكبر من 5 درجات مئوية خلال فصل الصيف، وهو إلى حد أقل في فصل الشتاء. تتأثر درجات الحرارة الداخلية أكثر بالاختلافات في الارتفاع عن الاختلافات في خط العرض أو أي عوامل أخرى. سبب انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء في الجبال كتلة الهواء القاري الذي يسيطر على الأحوال الجوية في شرق أوروبا والبلقان. فتهب الرياح في الشمال والشمال الشرقي الكثير من الوقت. وتقل متوسط درجات الحرارة في فصل الصيف عما هي عليه في المناطق الساحلية، وهي أقل من ذلك بكثير في المرتفعات، ولكن التقلبات اليومية أكبر. درجات الحرارة القصوى أثناء النهار في الأحواض الداخلية وأودية الأنهار مرتفعة جدا، ولكن الليالي دائما ما تكون باردة. متوسط التهطال ثقيل، وهذه نتيجة للتقارب بين تدفق الهواء السائد من البحر الأبيض المتوسط والكتلة الهوائية القارية. يسقط المطر أكثر في المرتفعات الوسطى. لأنها عادة ما تكون موقع اجتماع الهوائين وذلك في موقع ارتفاع التضاريس. تؤدي التيارات الرأسية ( التي تنشأ عندما يرتقي الهواء المتوسطي) إلى عواصف رعدية متكررة.كثير من هذه العواصف مصحوبة برياح محلية مرتفعة وهطول سيول قوية. عندما تكون الكتلة الهوائية القارية ضعيفة، تسقط الرياح المتوسطية أمطارها في مناطق داخلية أكثر. عندما تهيمن كتلة هوائية قارية، ينسكب الهواء البارد على الأراضي المنخفضة، ويحدث هذا في أغلب الأحيان في فصل الشتاء. يسبب انخفاض درجات الحرارة في هذا الموسم تلف أشجار الزيتون والحمضيات، لذا تقتصر الكروم والبساتين على أماكن أقل تعرضا من الناحية الجنوبية والغربية، وحتى في المناطق التي ترتفع فيها متوسط درجات الحرارة في فصل الشتاء. يزيد متوسط هطول الأمطار في المناطق المنخفضة من 1000 ملم إلى أكثر من 1500 ملم سنويا، وتوجد المستويات العليا في الشمال. يهطل ما يقرب من 95% من المطر في الشتاء. تهطال الأمطار أثقل في سلاسل المرتفعات الجبلية. لا توجد سجلات كافية لمتوسط التهطال، وتتفاوت التقديرات على نطاق واسع، ولكن المعدلات السنوية هي على الأرجح نحو 1800 ملم، وتصل إلى 2550 ملم في بعض المناطق الشمالية. والتباين الموسمي ليس كبيرا جدا في المنطقة الساحلية. يصل المرتفعات الجبلية الداخلية تهطل أقل بكثير من المرتفعات المتوسطة. تتسبب اختلافات التضاريس في تنوعات واسعة، ولكن التوزيع الموسمي أكثر اتساقا من أي منطقة أخرى لا تزال ألبانيا بلدا فقيرا بمعايير أوروبية شرقية. فقد بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ( الذي يقدر بمعايير القدرة الشرائية) 25% من المتوسط في الاتحاد الأوروبي في عام 2008. ومع ذلك، فقد أظهرت ألبانيا إمكانات للنمو الاقتصادي، بتزايد عدد الشركات التي تنتقل هناك، وبزياد السلع الاستهلاكية المتاحة التي ترد من تجار الأسواق الناشئة في اطار العملية العالمية الحالية لخفض التكاليف. فقبرص وألبانيا هما الدولتان الوحيدتان اللتان سجلتا نموا اقتصاديا في الربع الأول من عام 2009. قال صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير أن ألبانيا وقبرص سجلتا زيادة بنسبة 0.4% و0.3% لألبانيا ولقبرص على التوالي. تعتمد ألبانيا (التي كانت مصدرة للطاقة في وقت من الأوقات) على الطاقة الكهرمائية لشغل 53 في المئة من الطلب الكهربائي، وتوفر الواردات بقية احتياجاتها. وهدف الحكومة من إنشاء محطة طاقة نووية هو لجعل هذا البلد قوة في مجال الطاقة. وتخطط ألبانيا وكرواتيا لبناء محطة طاقة نووية مشتركة في بحيرة شكودير على مقربة من الحدود مع الجبل الأسود. انتقدت جمهورية الجبل الأسود هذه الخطة بسبب حركة الزلازل seismicity في هذه المنطقة. حلت ألبانيا في المركز 83 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، وتراجعت للمركز 84 في مؤشر عام 2024. في أوائل التسعينيات، لم يبق من آثار التنمية النقلية التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية إلا طرق مملوءة بالصخور، وخطوط سكك الحديدية غير مستقرة، وشبكة هاتف قد عفا عليها الزمن. فقد أبقى كره أنور خوجه للخارج وشهوته في السيطرة ألبانيا معزولة. ولكن مع ذلك، حولت ثورة الاتصالات العالم الواسع إلى قرية عالمية. حتى السفر الداخلي بلغ نوعا من الترف للكثير من الألبان خلال صعود الشيوعية. المدن الرئيسية في البلاد مربوطة بطرق وطنية من الدرجة الأولى. فيربط طريق سريع بأربع حارات مدينتا تيرانا ودوريس ومدينة دوريس مع مدينة Lushnje. فألبانيا مشاركة في بناء ما تعتبره ثلاثة ممرات رئيسية للنقل. الأولوية الرئيسية الآن هي بناء طريق دوريس - بريشتينا السريع من أربع حارات والذي سيربط بين كوسوفو مع ساحل ألبانيا الأدرياتيكي. اكتمل الجزء من الطريق السريع الذي يربط بين شمال شرق ألبانيا على الحدود مع كوسوفو في يونيو 2009، مما أدى إلى خفض الوقت اللازم للوصول إلى كوسوفو من دوريس من ست ساعات إلى ساعتين. ولكن الطرق في شمال غرب ألبانيا لا تزال في حالة سيئة اعتبارا من صيف عام 2009. فيستغرق حوالي ساعة ونصف الساعة لقطع مسافة 35 كيلومترا من حدود الجبل الأسود لشكودر. وتجدر الإشارة أيضا إلى أنه لا توجد أي إشارات طرق أو إشارات مرور داخل وحول هذه المدينة. والأولوية الثانية هي بناء ممر أوروبا 8 الذي سيربط بين ألبانيا وجمهورية مقدونيا واليونان. أما الأولوية الثالثة بالنسبة للحكومة فهي بناء محور البلاد الشمال -جنوبي؛ يشار إليه باسم الطريق الأدرياتيكي والأيوني، لأنه جزء من الطريق السريع الإقليمي الذي يربط كرواتيا مع اليونان على طول سواحل البحر الأدرياتيكي والبحر الأيوني. ومن المتوقع قبل نهاية العقد الحالي أن تبنى الغالبية العظمى من هذه الممرات الثلاثة. وعندما يتم الانتهاء من الممرات الثلاثة، سيكون لألبانيا 759 كيلومترا من الطريق السريع الذي يربطها مع جيرانها. وقعت الحكومة الألبانية اتفاقا مع اليونان في عام 1977، لفتح أول الرحلات الجوية مع أوروبا غير الشيوعية. ونتيجة لذلك، كانت الخطوط الجوية الأولمبية هي أول شركة طيران غير شيوعية تطير في ألبانيا. وبحلول عام 1991 كان لتيرانا رحلات جوية مع العديد من كبرى المدن الأوروبية، بما فيها باريس وروما وزيوريخ وفيينا وبودابست. يخدم تيرانا مطار صغير وهو مطار تيرانا نيني تريزا والذي يقع على بعد ثمانية وعشرين كيلومترا من العاصمة في قرية ريناس. لم يكن لألبانيا خدمات جوية داخلية منتظمة. وأطلق مشروع فرنسي ألباني مشترك أول شركة طيران خاصة، شركة آدا للطيران، في عام 1991. وعرضت الشركة رحلاتها في طائرات لست وثلاثين راكبا لمدة أربعة أيام من كل أسبوع بين تيرانا وباري في إيطاليا وخدمة استئجار للوجهات المحلية والعالمية. تملك ألبانيا مطارا دوليا واحدا اعتبارا من عام 2007: مطار تيرانا نيني تريزا. ويرتبط المطار ب29 وجهة عن طريق 14 شركة طيران. وشهد ارتفاعا كبيرا في عدد الركاب وحركة الطائرات منذ أوائل التسعينات. في كانون الأول / ديسمبر 2007، يعتبر المطار قد خدم ما يزيد على مليون راكب و43 إقلاعا وهبوطا في اليوم الواحد. عززت شبكة السكك الحديدية على نطاق واسع من قبل نظام أنور خوجه الاستبدادي، فخلال هذه الفترة كان استخدام وسائل النقل الخاصة محظورا بشدة. منذ انهيار النظام السابق، كانت هناك زيادة كبيرة في ملكية السيارات واستعمال الحافلات. في حين أن بعض الطرق في البلاد لا تزال في حالة سيئة جدا، كانت هناك تطورات أخرى (مثل بناء الطريق السريع بين تيرانا ودوريس) الذي أخذ الكثير من حركة المرور بعيدا عن السكك الحديدية. تدير شركة سكك حديد وطنية خط السكة الحديد في ألبانيا (Hekurudha Shqiptare) (ويعني الاسم السكك الحديدية الألبانية). وتشغل شركة نظام 1٬435 mm (4 ft 8+1⁄2 in) (معيار قياسي) للسكك الحديدية الألبانية. ويتم نقل جميع القطارات بقاطرات الديزل والكهرباء التشيكية الصنع ČKD. كان هناك الكثير من النقاش والجدل والاهتمام في هذا القسم الصغير (170 كم) من الطرق السريعة الألبانية، الذي يهدف إلى خلق صلة جديدة فائقة السرعة بين دوريس على الساحل الادرياتيكي إلى مورين على حدود كوسوفو. فالوقت الذي تأخذه القيادة حاليا بين كوكيس ودوريس هو 6-7 ساعات، ولكن بمجرد الانتهاء من هذا الطريق السريع الجديد سيكون الوقت ساعتين فقط. ومن المتوقع الانتهاء من الطريق بنهاية عام 2009. سيكون طول الطريق عندما يمد إلى بريشتينا حوالي 250 كيلومترا. الهدف من بناء الطريق، وفقا لما ذكرته وزارة النقل، هو تخفيض تكاليف النقل وتقليل الحوادث، وتحسين حركة السير. فهو أكبر وأغلى مشروع من مشاريع البنية التحتية في ألبانيا. كان هناك الكثير من الجدل والفضائح في هذا المشروع أيضا، بسبب ارتفاع تكاليف البناء الذي أدى إلى عدة اتهامات بالفساد. فكانت التكاليف المتوقعة في البداية حوالي 400 مليون يورو، ولكن التكلفة قد تخطت حتى الآن 800 مليون يورو، على الرغم من أن الحكومة لم تعلن بعد عن التكلفة الدقيقة للإنشاء. ويبدأ بناء الجزء من مورين إلى بريشتينا في ربيع 2009. تتمتع ألبانيا بواحدة من أعلى معدلات العمر المتوقع في العالم، 77.43 سنة. يعتبر المجتمع الألباني مجتمعا شابا، فيبلغ متوسط العمر 28.9 سنة. واجه السكان الألبان بعد عام 1990 ظواهر جديدة مثل الهجرة، والذي أثر كثيرا على التوزيع حسب المناطق والمحافظات. فشهدت المناطق في الشمال تناقصا في عدد السكان، في حين زاد العدد في تيرانا ودوريس. كان عدد سكان ألبانيا 3٬152٬600 يوم 1 يناير 2007 وأصبح 3170048 في 1 كانون الثاني / يناير 2008. وتقدر
https://ar.wikipedia.org/wiki/ألبانيا
c8de5bb29ee513e42996376916cb4351
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.185751", "source": "Wikipedia" }
أندورا
أندورا
أندورا ، رسميا إمارة أندورا ، كما تدعى أيضا باسم إمارة وديان أندورا ، هي دولة حبيسة صغيرة جنوب غرب أوروبا، تقع في جبال البرانس الشرقية وتحدها إسبانيا وفرنسا. تعد أندورا سادس أصغر دولة في أوروبا حيث أن مساحتها تبلغ 468 كم² (181 ميل²) وبلغ عدد سكانها نحو 85.645. عاصمتها هي أندورا لا فيلا وهي أعلى عاصمة في أوروبا حيث تقع على ارتفاع 1,023 متر. اللغة الرسمية هي الكتلانية على الرغم من استخدام الإسبانية والفرنسية والبرتغالية بشكل شائع. شكلت الإمارة عام 1278. ويمارس دور العاهل أميران مشتركان هما رئيس الجمهورية الفرنسية وأسقف أورغل، كتلونيا. أندورا بلد مزدهر ويرجع ذلك أساسا لقطاعها السياحي، التي يخدم ما يقدر ب10.2 مليون زائر سنويا، كذلك بسبب وضعها كملاذ ضريبي. أندورا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكن اليورو هو العملة الفعلية. يمتلك شعب أندورا رابع أعلى متوسط مأمول لحياة الإنسان في العالم عند الولادة بنحو 82 سنة. تقول المعتقدات أن شارل العظيم (شارلمان) عقد ميثاق مع الشعب الأندوري مقابل القتال ضد المسلمين. وكان كونت أورغل النبيل هو القائد الأعلى للسلطة ويأول الأمر إلى أسقف الأبريشية لأورغل. وفي عام 988 قام الكونت بوريل الثاني وهو كونت أورغل بإعطاء أبريشية أورغل أودية أندورا عندما توسع إلى الجنوب. ومنذ ذلك الحين تعرف أسقف أورغل بأسقف سو أرجيل، التي تملك أندورا. لم يكن لدى أندورا أي نوع من الحماية وكان أسقف أرجيل والمعروف باسم كونت أرجيل، يريد استصلاح أودية أندورا فقرر طلب المساعدة والحماية من حاكم كابوت. وفي 1095، وقع حاكم كابوت قسم مع كونت أورغل لوضع أندورا تحت سيادته. وتزوجت أرنالدا ابنة أرنو حاكم كابوت من فيكونت كاستيبلو وأصبحا فيكونتا كاستيبلو وسردنيا. وبعد ذلك بسنوات تزوجت ابنتهما إيرمسندا من كونت فوا الفرنسي روجر برنر الثاني. وأصبح الكونتان روجر الثاني وأمرساندا الأولى فيكونتا كاستيبلو وسردنياو مالكي أندورا (بالمشاركة مع أسقف أورغل) وفي القرن الحادي عشر نشأ نزاع بين أسقف أورغل وكونت فوا. وتمت تسوية النزاع في 1278 بالتوقيع على أول معاهدة بوساطة أراجون، والتي تنص على أن تكون أندورا سيادة مشتركة بين كونت فوا (نقل لقبه في نهاية الأمر إلى رئيس الدولة الفرنسية)، وأسقف أورغل في كاتالونيا. وذلك أعطى لتلك الولاية الصغيرة سيادتها ووضعها السياسي. انتقل اللقب على مدى سنوات مرت إلى ملوك نافارا، وبعد أن أصبح هنري نافارا الملك هنري الرابع ملك فرنسا وأصدر مرسوما (1607) الذي أقر أن رئيس الدولة الفرنسية وأسقف أورغل يكونا أمراء مشاركين في أندورا. وفي 1812- 1813، قامت الإمبراطورية الفرنسية الأولى بالاستيلاء على كاتلونيا وقسمتها إلى أربعة أقاليم. وقسمت أيضا أندورا وأصبحت جزء من منطقة بويجسردا (مقاطعة سيجرى) أعلنت أندورا الحرب على الامبراطورية الألمانية خلال الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تشارك فعليا في القتال. وكانت رسميا في حالة حرب حتى عام 1957 لأنها لم ترد في معاهدة فرساي. في عام 1933 احتلت فرنسا أندورا نتيجة لاضطرابات اجتماعية قبل الانتخابات. وفي 12 يوليو 1934، أصدر المغامر بوريس اسكوسرف إعلانا في أورغل معلنا نفسه بوريس الأول، أمير أندورا بإعلان الحرب على أسقف أورغل. وتم اعتقاله من قبل السلطات الأسبانية في 20 يوليو، وطرد من إسبانيا في النهاية. وفي الفترة من 1936 إلى 1940، كان هناك حامية فرنسية في أندورا لمنع تأثيرات الحرب الأهلية الأسبانية والفرانكوية في الوصول إليها، ووصلت القوات الفرنسية الحدود الأندورية في مراحل لاحقة من الحرب. وخلال الحرب العالمية الثانية، ظلت أندورا محايدة وطريق هام للتهريب بين فرنسا الفيشية وإسبانيا. نظرا للعزلة النسبية، حيث أن أندورا موجودة خارج التيار الرئيسي من التاريخ الأوروبي، ولها علاقات مع عدد قليل من بلدان أخرى غير فرنسا وإسبانيا. ومع ذلك ففي الآونة الأخيرة، ازدهرت السياحة جنبا إلى جنب مع التطورات في مجالي النقل والاتصالات مما أخرج البلاد من عزلتها. وتم تحديث نظامها السياسى عام 1993، وهو العام الذي أصبحت فيه عضوا في لجنة الأمم المتحدة ومجلس أوروبا. أندورا هي ولاية برلمانية مشتركة بين رئيس فرنسا وأسقف أورغل (كاتالونيا)، وإسبانيا، كحكام مشاركين في السلطة. وتتم سياسة أندورا في إطار ديموقراطية ممثلة في البرلمان، حيث أن رئيس مجلس وزراء أندورا هو رئيس الحكومة، مع وجود نظام تعدد الأحزاب. رئيس الوزراء الحالي هو جامى بارتمو [لغات أخرى]‏ من الحزب الاشتراكي الديموقراطي (PS). وتمارس الحكومة السلطة التنفيذية.أما السلطة التشريعية فيتقاسمها كل من الحكومة والبرلمان. يعرف برلمان أندورا باسم المجلس العام. ويتألف المجلس العام ما بين 28 و42 من الأعضاء، مثلما تتألف السلطة التشريعية. ومدة خدمة الأعضاء هي أربع سنوات وتجرى الانتخابات في غضون الثلاثين أو الأربعين يوما بعد حل المجلس السابق. وقد يتم انتخاب أعضاء على اثنين من الدوائر الانتخابية على قدم المساواة. ويتم انتخاب النصف في عدد مماثل من كل واحدة من سبع دوائر إدارية، والنصف الآخر ينتخب من دائرة وطنية واحدة. وبعد خمسة عشر يوما من الانتخابات يقوم الأعضاء بعقد جلسة افتتاحية.خلال هذه الدورة، يتم انتخاب الموظف الإداري العام، والذي هو رئيس المجلس العام، والنظام العام، ومساعده. وبعد ثمانية أيام، يجتمع المجلس مرة أخرى. وخلال هذه الدورة يتم اختيار رئيس الحكومة، رئيس وزراء أندورا من بين الأعضاء. قد يصل الحد الأدنى من المرشحين إلى خمس الأعضاء. وبعد ذلك يقوم المجلس بانتخاب المرشح الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات ليكون رئيسا للحكومة. والموظف الإدارى العام يقوم بأخطار الأعضاء المرشحين لمنصب رئيس وزراء أندورا.كما أن المجلس العام مسئول عن اقتراح وإصدار القوانين. وتقدم القوانين للمجلس من ثلاث مناطق أو من عشر المواطنين في أندورا. كما يوافق المجلس على الميزانية السنوية للولاية. ويتعين على الحكومة أن تقدم الميزانية المقترحة لموافقة البرلمان قبل شهرين على الأقل من انتهاءالميزانية الحالية. إذا لم تتم الموافقة على الميزانية بحلول اليوم الأول من العام المقبل، فإنه سيظل يعمل بالميزانية السابقة حتى يوافق على ميزانية جديدة. وبمجرد الموافقة على أي مشروع قانوني، فالموظف الإداري العام مسؤول عن تقديمه إلى الحكام حتى توقع ويعمل بها. إذا كان رئيس الحكومة غير راض عن المجلس، يجوز له أن يطلب من الحكام حل المجلس واجراء انتخابات جديدة. وفي المقابل، فإن مجلس المستشارين لديه السلطة لاقالة رئيس الحكومة من منصبه. بعد أن يوافق على الأقل خمس أعضاء المجلس على قرار اقالة رئيس الوزراء يقوم المجلس بالتصويت وإذا تم الحصول على أغلبية يتم إقالة رئيس الوزراء. تتألف الهيئة القضائية من محكمة الصلح، والمحكمة الجنائية، والمحكمة العليا لأندورا، والمحكمة الدستورية. وتتكون محكمة العدل العليا من خمسة قضاة: ويعين واحد من قبل رئيس الحكومة، والأخر من جانب الأعضاء، وواحد من قبل الموظف الإداري العام، وواحد من قبل القضاة والحكام. ويتولى المعينون من قبل الموظف العام والقضاة مناصبهم لمدة ست سنوات. ويتم تعيين القضاة والحكام من قبل المحكمة العليا وكذلك رئيس محكمة القانون الجنائي. كما تقوم المحكمة العليا أيضا بتعيين أعضاء من مكتب المدعي العام. والمحكمة الدستورية هي المسؤولة عن تفسير الدستور واعادة النظر في كل الطعون الغير دستورية ضد القوانين والمعاهدات. وتتألف المحكمة من أربعة قضاة، واحد يعين من قبل الأعضاء واثنين من قبل المجلس العام. ويتولوا مناصبهم لمدة ثماني سنوات. وتصبح المحكمة برأسة أحد القضاة على عامين بالتناوب بحيث يصبح كل فرد منهم رئيسا للمحكمة في وقت معين. كانت مسؤولية الدفاع عن أندورا على عاتق أسبانيا وفرنسا. في الصورة: نلاحظ السبع مناطق الموجودة بأندورا الأحداثيات 34 350 121 404 هي أندورا لافيلا احداثيات 443 148 519 172 كانيلو احداثيات 437 363 520 389 انكامب احداثيات 352 443 464 498 اسكالدس انجوردنى احداثيات 36 223 155 247 لاماسانا احداثيات 284 78 354 103 أوردينو احداثيات 208 567 304 618 سانت جوليا دي لوريا احداثيات 651 54 745 83 فرنسا احداثيات 484 583 560 619 أسبانيا في الخريطة تتكون أندورا من سبعة مناطق: نظرا لموقعها في المنطقة الشرقية لسلسلة جبال البرانس فتتكون أندورا في الغالب من الجبال الوعرة التي يبلغ متوسط ارتفاعها1,996 متر (6,549 قدم) والأعلى هي قمة بدروسا في2,946 متر (9,665 قدم). وتشطر هذه السلاسل بثلاثة وديان ضيقة في شكل حرف ال y والتي تتجمع لواحد كما في الاتجاه الرئيسي، وتقع مدينة أسبانيا على نهر الفاليرا (أقل نقطة في أندورا في 870 (2,854 قدم)*) أما سطح أندورا 468 كيلومتر مربع (181 ميل2) جغرافيا النباتات، أندورا تنتمي إلى الأقليم الأطلنطى الاوروبى في المنطقة المحيطة بالمملكة الشمالية. وفقا للصندوق العالمي للحياة البرية، فإن أراضي أندورا تنتمي إلى غابات البرانس الصنوبرية والمختلطة. تمتلك أندورا مناخ معتدل مماثل لجيرانها، ولكن ارتفاعها أدى إلى سقوط مزيد من الثلوج في فصل الشتاء، مع انخفاض الرطوبة، وقليلا من البرودة في الصيف. وفي المتوسط، 300 يوما في السنة من أشعة الشمس. تعتبر السياحة، عماد أندورا الصغير، إضافة إلى ما يقوم به الاقتصاد، وتمثل السياحة حوالي 80 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي. اجتذبت أندورا ما يقدر 9 ملايين سائح سنويا، نظرا لمعفاتهم من الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى منتجاعتها الصيفية والشتوية. وتتلاشى ميزة أندورا مؤخرا بالمقارنة مع اقتصاديات فرنسا وأسبانيا المجاورة، نظرا لتوفير أوسع للسلع وتخفيض أكثر للرسوم الجمركية. أما القطاع المصرفي، وحالته من تحصيل الضرائب، فيسهم بشكل كبير في الاقتصاد. ويقتصر الإنتاج الزراعي فقط على 2 ٪ من الأراضي الصالحة للزراعة ومعظم الغذاء مستورد. وبعض التبغ يزرع محليا. أما النشاط الرئيسي في تربية المواشى هو تربية الأغنام المحلية. وناتج الصناعة التحويلية يتكون من السجائر والسيجار، والأثاث. وتشمل الموارد الطبيعية لأندورا الطاقة المائية، والمياه المعدنية والخشب وخام الحديد والرصاص. على الرغم من أن أندورا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تتمتع بعلاقة خاصة معها، كمعاملتها كعضوة في الاتحاد الأوروبي لتجارة السلع المصنعة (لا توجد تعريفات جمركية) ولا تتعامل كعضوة في الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمنتجات الزراعية. وتفتقر أندورا لعملة تخصها، وتستخدم عملة اثنين من الدول المحيطة بها. وقبل عام 2002 كانت العملة هي الفرنك الفرنسي والبيزيتاالأسبانية، ومنذ ذلك الحين أصبحت العملة الأوروبية اليورو عملة موحدة. وتتفاوض أندورا على إصدار عملتها الخاصة بها. يقدر سكان أندورا بنحو 83٬888 في (يوليو 2009). وقد ارتفع عدد السكان من 5,000 في عام 1900، وبلغ ذروته 84٬484 (تقديري) في يوليو 2008. الأندوريين الذين يمثلون فئة القطالونيين يشكلون أقلية في بلدهم بنسبة (31.363)، ؛ أما الأسبان (27,300)، والبرتغاليون (13,794) ، والفرنسيون (5,213)، والبريطانيون (1,085) والإيطاليون فقد شكلوا 67.7 ٪ من سكان أندورا. اللغة الوطنية هي الكتلانية، وهي لغة رومانسية. ولكن معظم الأندوريين يتكلمون الأسبانية، والفرنسية أو كليهما. وأندورا هي واحدة من أربع دول أوروبية (مع فرنسا، وموناكو، وتركيا) التي لم توقع على اتفاقية مجلس أوروبا بشأن تشكيل الأقليات القومية. أغلب سكان أندورا من الرومان الكاثوليك. وراعية البلاد هي القديسة ماريت اكسيل. قانون التعليم في المدارس للأطفال حتى سن 16 سنة. النظام الفرنسي والأسباني والأندوري يجعل المدارس تقر التعليم حتى المرحلة الثانوية. وتبنى المدارس وتشرف عليها السلطات الأندورية، ولكن المدرسين يأخذوا الجزء الأكبر من أجورهم من فرنسا أو أسبانيا. ويمثل حوالي 50 ٪ من الأطفال الأندوريين من المدارس الفرنسية الابتدائية، والبقية في المدارس الأسبانية أو الأندورية. في تموز / يوليو 1997، أصدرت الحكومة الأندورية قانون الجامعات، وبعد فترة وجيزة، تأسست جامعة أندورا. ولا يؤثر موقع أندورا أو عدد الطلاب على إنشاء برنامج أكاديمى كامل، وهذا يخدم في المقام الأول باعتبارها مركزا للدراسات الفعلية، ترتبط بالجامعات الفرنسية والأسبانية. واثنين فقط من المدارس في أندورا هي مدرسة التمريض وكلية علوم الحاسوب. تقدم الرعاية الصحية في أندورا لجميع العاملين وأسرهم من جانب الحكومة التي يديرها نظام الضمان الاجتماعي، CASS (caxio Andorrana de Seguretat Social)، والذي يتم تمويله من مساهمات رب العمل والموظف فيما يتعلق بالمرتبات. وتنفق الCASS علي الرعاية الصحية نسبة 75 ٪ للنفقات خارج المستشفيات، مثل الأدوية والزيارات، و90 ٪ لدخول المستشفى، وبنسبة 100 ٪ لحوادث العمل. والباقي من التكاليف يتكفل بها التأمين الصحي الخاص. أما غيرهم من المقيمين والسياح يتطلبوا تأمين صحي كامل. المستشفي الرئيسية مريت أكسل، تقع في اسكلادس انجوردني. وهي مستشفى حديثة وتشمل خدمات طوال ال 24 ساعة وتشمل الحوادث والطوارئ، والتشريح، وقسم الأشعة السينية، علم الأمراض، والتخدير، وعيادات أمراض القلب، والكيمياء الحيوية وعيادات الأمراض العصبية، والأمراض الجلدية والغدد الصماء، وأمراض المعدة والأمعاء، علم الوراثة، وأمراض الشيخوخة، والدم والمناعة، والعناية المركزة، الطب الباطني، وعلم الأورام الطبية، علم الأحياء المجهرية، وأمراض الكلى وغسيل الكلى، والفسيولوجيا العصبية، وأمراض النساء والتوليد وأمراض السرطان، وأمراض العيون، وجراحة العظام، طب الأطفال، العلاج الطبيعي، وحديثي الولادة، والجراحة التجميلية، والجراحة العامة، وجراحة الفم والأعصاب، وجراحة طب الأطفال، وجراحة الصدر والصدمات، وجراحة القلب والأوعية الدموية، وعلم الطفيليات، والطب النفسي، والأشعة التشخيصية، والعلاج بالأشعة، والمجاري البولية، والأمراض التناسلية. هناك أيضا 12 مركزا للرعاية الصحية الأولية في مختلف المواقع في جميع أنحاء الولاية. إن الدستور ينص على حرية الدين، والحكومة تحترم بشكل عام ممارسة هذا الحق. حيث لا يوجد دين محدد للدولة، ومع ذلك، فإن الدستور يعترف بعلاقة خاصة مع الكنيسة الكاثوليكية، التي تحصل على بعض الامتيازات، رغم عدم وجود دعم مباشر لغيرها من الجماعات الدينية. ولم ترد تقارير عن انتهاكات مجتمعية أو تمييز بالنسبة للممارسات الدينية. تبلغ مساحة الدولة 180 ميل مربع (470 كم2) وبلغ عدد سكانها 81,200 في (كانون الأول / ديسمبر 2006). وتنص الإحصاءات الرسمية أن ما يقرب من 90 ٪ من السكان من الكاثوليك. ويتألف السكان إلى حد كبير من المهاجرين من أسبانيا والبرتغال، وفرنسا، حيث المواطنين الأصليين يمثلون أقل من 36 في المائة من المجموع. كما أن المهاجرين عادة من الكاثوليك. ويقدر بحوالي النصف من السكان الكاثوليك ممن يواظبون على الحضور في الكنيسة. وتشمل المجموعات المسيحية الأخرى الكنيسة الرسولية الجديدة ؛ كنيسة يسوع المسيح ليوم القديسين الأخير (المورمون)؛ ويوجد العديد من الطوائف البروتستانتية، ومنها الكنيسة الانغليكانية؛ وتتضمن إعادة توحيد الكنيسة، وشهوداليهوه. وهناك المجموعات الدينية الأخرى مثل اليهود والمسلمين (في المقام الأول يوجد الفي من المهاجرين من شمال أفريقيا ينقسموا إلى مجموعتين، الأصولية)، والهندوس. ويعيش نحو مائة يهودي في البلاد. وينشط المبشرين الأجانب ويعملون بدون قيود. يقر الدستور علاقة خاصة مع الكنيسة الكاثوليكية «وفقا لتقاليد أندورا» وتعترف «الأهلية القانونية الكاملة» بالهيئات التابعة للكنيسة الكاثوليكية، ومنحها الوضع القانوني «وفقا لقواعد خاصة بها». واحد من اثنين من الدستور يعين حاكم البلد (الذي يعمل على قدم المساواة مع رئيس دولة مشتركة مع رئيس فرنسا) وهو القديس جون إينريك حاكم أسبانيا مع حاكم أرجيل. ويحتفل الكاثوليكيين بالعيد الوطني في احتفال ديني يوم 8 سبتمبر بالعذراء ميرت كاسل (العذراء ميرت كاسل). لا يوجد قانون واضح أو تسجيل قانوني للجماعات والعبادات الدينية. فقانون الجماعات عام جدا لا يذكر على وجه التحديد منظمة دينية. ويوجد سجل موحد لجميع أنواع الجماعات، بما في ذلك الجماعات الدينية. والتسجيل ليس إلزاميا، ومع ذلك، يجب أن تسجل مجموعات أو تسجل أسماء من أجل النظر في الدعم الذي توفره الحكومة للمنظمات غير الحكومية. على سبيل المثال، تقدم الحكومة الدعم لكاريتاس، وهم الرابطة النسائية الأندورية من المهاجرين والجمعيات النسائية الأندورية. للتسجيل أو إعادة التسجيل فيجب أن توفر الجماعات للمنظمات الحكومية النظام الأساسي للرابطة، وأسس الاتفاق، والتصديق على بيان أسماء الأشخاص المعينين في وظائف رسمية، وإعلان الوراثة وهبات المؤسسة. ولم ترد تقارير عن رفض الطلبات. إن السلطات تعبر عن قلقها من أن بعض الأساليب التي تستخدمها المنظمات الدينية (غسل دماغ أو الإيذاء الجسدي، على سبيل المثال) قد تكون ضارة بالصحة العامة والسلامة والآداب العامة، أو النظام. وتتساءل هذة السلطات كيف يمكن المضي قدما في مثل هذه الحالات لكنها لم تشر إلى قضية معينة. القانون لا يحد من وجود هذه الجماعات، على الرغم من أنه لا يتضمن حكما على أنه لا يجوز «، أو الأجبار على الانضمام في رابطة معينة». على الرغم من المفاوضات بين المجتمع المسلم والحكومة لعدة سنوات، إلا أنه لم يبن مسجد. ومع ذلك، فإن 2,000 مسلم يجدوا «أماكن للصلاة»، ويبدو أنه لايوجد أي قيود على أماكن العبادة المنتشرة في جميع أنحاء البلاد. نلاحظ أن تعليم مبادئ الايمان الكاثوليكي متوفره في المدارس العامة على أساس اختياري، وخارج ساعات الدراسة العادية، والفترة الزمنية المخصصة للأنشطة المدرسية اختيارية، مثل التربية المدنية أو الأخلاقية. وتقدم الكنيسة الكاثوليكية لمعلمي الصفوف الدين، وتدفع الحكومة لهم رواتبهم. وقدم المركز الثقافي الإسلامي ما يقرب من 50 طالبا مع الدروس العربية. والحكومة والجالية المغربية لم يتفقا بعد على نظام من شأنه أن يسمح للأطفال لتلقي دروس في المدارس العربية خارج المدارس العادية. والحكومة مستعدة لتقديم دروس العربية، ولكن الجالية المسلمة لم تتمكن من العثور على الإمام للتدريس. وأمين المظالم لم يتلق أي شكاوى من الجالية المسلمة في هذه القضية. في بعض الأحيان تعلن الحكومة التسهيلات المتاحة لمختلف المنظمات الدينية لأغراض دينية. والسياسات والممارسات الحكومية ساهمت بشكل عام لممارسة الشعائر الدينية بحرية. ولم ترد تقارير عن سجناء أو محتجزين في هذا البلد نظرا لمعتقادتهم. ولم ترد تقارير عن التحويل القسري للأديان. كان هناك عدد قليل من تقارير الأنتهاكات المجتمعية أو التمييز الديني والممارسات الدينية. فالمواقف الاجتماعية بين الجماعات الدينية يغلب عليها الطابع الودى والتسامح. على سبيل المثال، الكنيسة الكاثوليكية للامسانا توفر ملاجأ مرتين شهريا إلى الطائفة الإنجيلية، بحيث يمكن لرجال الدين الأنجيلين تقديم خدمات للجالية الإنجليزية. على الرغم من أولئك الذين يمارسون الديانات الأخرى غير الكاثوليكية عادة ما يكونوا مهاجرين لذلك لا يكونوا مندمجين بصورة كاملة في المجتمع، يبدو أن هناك القليل من العقبات أو لا يوجد لممارسة شعائرهم الدينية. أندورا لديها شبكة من الطرق منها 279 كم2 والتي 76 كم2 غير ممهدة. والطريقين الرئيسيين خارج أندورا لافيلا وهو الطريق الأول إلى الحدود الإسبانية، والطريق الثاني على الحدود الفرنسية في باس دى لاكاذا. وفي فصل الشتاء، فالطرق الرئيسية في أندورا يتم تطهيرها بسرعة من الثلوج وتبقى متاحة، ولكن الطريق الرئيسي من أندورا على الجانب الفرنسي (RN - 22) هو أقل تطهيرا في بعض الأحيان وأحيانا تغلق بسبب الانهيارات. والطرق الأخرى الوحيدة للخروج من أندورا لا فيلا هو الطريق الثالث والرابع لأركالس وبال، على التوالي. خدمات الحافلات تغطي جميع المدن والمجتمعات الريفية، والخدمات على معظم الطرق الرئيسية تدار نصف ساعة أو أكثر خلال أوقات الذروة والسفر. وهناك خدمات الحافلات لمسافات طويلة من أندورا لبرشلونة ومطار برشلونة، وكذلك لتولوز ومطار تولوز، وفي كل الأحوال يكون الزمن ثلاث ساعات. لا توجد خطوط للسكك الحديدية والموانئ والمطارات في أندورا. وهناك مهابط في لامسانا والأرنسال واسكالدس انجوردني مع خدمات تجارية بواسطة الهليكوبتر. وهناك مطارات قريبة تقع في برشلونة، وتولوز، بيربنيان، رويس، وجيرونا. وأقرب مطار عام هو مطار بيربنيان ريفسالت، وهو بعيد، وقصير المدى للعديد من الوجهات والخدمات في المملكة المتحدة وفرنسا. ومطار أرجيل هو مطار صغير جنوب أندورا ويستخدم حاليا من قبل الطائرات الخاصة فقط، وهو موضع دراسة من قبل الحكومة الكاتالوينية في احتمال جعله في المستقبل مطار عام لخدمات الطيران. تعتبر L'Hospitalet-pres-l'Andorra أقرب محطات السكك الحديدية في شمال شرق أندورا والتي تربط القطارات الفرنسية فائقة السرعة بباريس من خلال طريق تولوز، ولاتور دى كارول في شرق أندورا والتي لديها خط سكة حديدى ضيق إلى فيليفرنشى دى كونفلينت وبيربنينان، وأيضا سكة حديد لبرشلونة تدار بواسطة الخطوط الأسبانية. اللغة الرسمية والقديمة هي الكتلانية. بسبب الهجرة، والصلات التاريخية، والموقع الجغرافي القريب، فأصبحوا يتحدثوا بلغات أخرى مثل الفرنسية والأسبانية والبرتغالية. أندورا هي موطن الرقصات الشعبية مثل الكونت رباص والمارتكسا، وخاصة الذي يعيش في سانت جوليا دي لوريا. تتشابه الموسيقي الأندورية مع جيرانها، ولكن بشكل خاص الموسيقى كتلونية الطابع، وخصوصا في وجود مثل رقصات الساردانا. وغيرها من الرقصات الشعبية الأندورية مثل الكونت رباص في أندورا لا فيلا ورقصة القديسة أنى في اسكلادس انجوردنى. وإجازة أندورا الرسمية هو يوم القديسة مريت كاسل يوم 8 سبتمبر.
https://ar.wikipedia.org/wiki/أندورا
4d55fb6fa907f603e4a54b683b524aa4
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.275929", "source": "Wikipedia" }
أنغولا
أنغولا
أنغولا، تدعى رسميا جمهورية أنغولا ، هي دولة تقع على الساحل الغربي لجنوب أفريقيا. تعد ثاني أكبر دولة لوزوفونية (ناطقة بالبرتغالية) من حيث المساحة الإجمالية والسكان (بعد البرازيل)، وتعد سابع أكبر دولة في أفريقيا. تحدها ناميبيا من الجنوب، وجمهورية الكونغو الديمقراطية من الشمال، وزامبيا من الشرق، والمحيط الأطلسي من الغرب. تمتلك أنغولا مقاطعة مستحاطة، وهي مقاطعة كابيندا، إذ تقع على حدود جمهورية الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. تمثل مدينة لواندا عاصمة البلاد وأكثر المدن كثافة سكانية. كانت أنغولا مأهولة بالسكان منذ العصر الحجري القديم. تعود نشأتها بصفتها دولة قومية إلى الاستعمار البرتغالي، الذي بدأ بالمستوطنات الساحلية والمراكز التجارية التي تأسست في القرن السادس عشر. بدأ المستوطنون الأوروبيون بالتوغل إلى الداخل تدريجيا في القرن التاسع عشر. لم ترسم حدود للمستعمرة البرتغالية التي تحولت إلى دولة أنغولا الحالية حتى بدايات القرن العشرين، بسبب مقاومة الجماعات الأصلية مثل الكوانتو والكوانياما والمبوندا. بعد نضال طويل ضد الاستعمار، حصلت أنغولا على استقلالها في 1975 وأصبحت جمهورية ماركسية لينينية ذات حزب واحد. وقعت البلاد ضحية حرب أهلية مدمرة في نفس العام، بين الحركة الشعبية لتحرير أنغولا (إم بي إل أيه)، بدعم من الاتحاد السوفييتي وكوبا، والاتحاد الوطني للثوار المناهضين للشيوعية من أجل الاستقلال التام لأنغولا (يونيتا)، بدعم من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، ومنظمة جبهة التحرير الوطنية لأنغولا المسلحة (إف إن إل أيه)، بدعم من جمهورية الكونغو الديمقراطية. حكمت الحركة الشعبية لتحرير أنغولا البلاد منذ استقلالها في عام 1975. بعد نهاية الحرب عام 2002، برزت أنغولا بصفتها جمهورية دستورية رئاسية موحدة ومستقرة نسبيا. تمتلك أنغولا احتياطيات ضخمة من المعادن والنفط، ويعد اقتصادها أحد أسرع الاقتصادات نموا في العالم، وذلك منذ نهاية الحرب الأهلية على وجه الخصوص. مع ذلك، يعد النمو الاقتصادي متفاوتا للغاية، وتتركز معظم ثروة الأمة في قسم صغير من السكان والأخص في الصين والولايات المتحدة. ما يزال المستوى المعيشي منخفضا لمعظم الأنغوليين، ويعد متوسط العمر من بين الأدنى في العالم، في حين يشكل معدل الوفيات أحد أعلى المعدلات في العالم. منذ عام 2017، جعلت حكومة جواو لورنسو مكافحة الفساد أولى أولوياتها، لدرجة أن العديد من أفراد الحكومات السابقة زج بهم في السجن أو ينتظرون المحاكمة. أقر الدبلوماسيون الأجانب شرعية هذا الجهد، ولكن رأى بعض المشككين أن هذه الإجراءات ذات دوافع سياسية. تعد أنغولا عضوا في الأمم المتحدة وأوبك والاتحاد الأفريقي ومجموعة البلدان الناطقة بالبرتغالية ومجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية. قدر عدد سكان أنغولا حتى 2021 بنحو 32.87 مليون نسمة. تعد أنغولا دولة متعددة الثقافات والأعراق. تعكس ثقافة أنغولا قرونا من الحكم البرتغالي، ويتجلى ذلك في هيمنة اللغة البرتغالية والكنيسة الكاثوليكية ممزوجة بمجموعة متنوعة من العادات والتقاليد الأصلية. رسميا هي جمهورية أنغولا، وهي دولة تقع على الساحل الغربي من جنوب وسط أفريقيا. وهي سابع أكبر بلد في أفريقيا، وتحدها ناميبيا إلى الجنوب، وجمهورية الكونغو الديمقراطية من الشمال، وزامبيا من الشرق، والمحيط الأطلسي إلى الغرب. عاصمة أنجولا وأكبر مدنها هي لواندا. هناك استعمال مفرط للمراعي ويرجع هذا إلى الضغط السكاني. كما تعاني أنغولا من التصحر بسبب تجريد الغابات الاستوائية من الأشجار وهذا لتلبية كل من الطلب الدولي واستعمال الخشب محليا كوقود منزلي. في 11 نوفمبر 1975، أعلن أول دستور، وتم تعديله في 7 يناير 1978 وفي 11 أغسطس 1980 وفي 6 مارس 1991 وفي 26 أغسطس 1992. وفي 21 يناير 2010 تم إقرار الدستور الجديد ليحل محل الدستور المؤقت العامل منذ سنة 1975. رئيس الدولة، منذ عام 1979، هو المسؤول عن تعيين مجلس الوزراء والوزراء. قبل عام 1992، كان الرئيس ينتخب بدون منافسين في ظل نظام الحزب الواحد، ومنذ عام 1992 يتم إجراء إنتخابات متعددة الأحزاب ويتولى المرشح الفائز الرئاسة لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد. وفي انتخابات 2008، حصل الرئيس جوزيه إدواردو دوس سانتوش على 49,6% من الأصوات، وحصل سافيمبي مرشح حركة يونيتا على 40,1% مما تطلب جولة جديدة للانتخابات ولكن حركة يونيتا رفضت نتائج الجولة الأولى وتجددت الحرب الأهلية وبقي الرئيس في منصبه. عيد الاستقلال 11 نوفمبر 1975 المجلس الوطني (Assembleia Nacional) هو مجلس برلماني ذو غرفة واحدة. ويتكون من 220 مقعدا كما يتم انتخاب أعضائه لمدة أربع سنوات. أجريت آخر انتخابات في 29-30 سبتمبر 1992. محكمة عليا ومحاكم إقليمية منفصلة (قضاة يعينهم رئيس الجمهورية). سهول ساحلية ترتفع نحو الداخل حيث تصل إلى الهضبة الأنغولية، وتنبع منها أنهار عديدة تتجه إلى زائير أو نحو المحيط الأطلنطي أو إلى الداخل. ويتنوع المناخ، فهو في الجنوب والغرب شبه صحراوي، وفي الشمال شبه استوائي (مداري رطب) حار رطب وأمطاره من نوفمبر إلى إبريل. مقاطعة كابندا Cabinda هي منطقة معزولة، تفصلها عن باقي أنغولا جمهورية الكونغو الديمقراطية. يتكون السكان من عدد كبير من القبائل الأفريقية (بانتو)، منها قبيلة أوفيمبوندو (تعد 37% من سكان أنغولا)، وقبيلة الباكو (نحو 13%)، وقبيلة الكيمبوند (نحو 25%)، وعدة قبائل أخرى (نحو 22 %). هذا بالإضافة إلى الأوروبيون (1%) والموتسيكو (خليط أوروبي أفريقي، 2%). درجة الخطر: القمة (أي عالية جدا) أمراض منقولة بالماء: بكتيري وإسهال protozoal، التهاب الكبد، حمى تيفية أمراض تسببها الحشرات أو الطفيليات: ملاريا، المثقبيات (مرض النوم القاتل، وهو مرض إفريقي ذو مخاطر عالية في بعض الجهات) 55 % كاثوليك، 10 % بروتستانت، 25 % طوائف مسيحية أفريقية، 5 % يتبعون كنائس إنجيلية برازيلية. يوجد قسم من السكان يمارسون ديانات محلية، كما يوجد أيضا في البلاد أقلية مسلمة يقدر تعداد أفرادها 90 ألف نسمة ولهم 80 مسجد حسب (Comunidade Islâmica de Angola, COIA)، معظمهم مهاجرون من بلدان غرب أفريقيا أو من لبنان. وتوجد أيضا نسبة بسيطة من الملحدين. يتناول الشمال برودة، فصل جاف (من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول)، وفصل ممطر حار (من نوفمبر/تشرين الثاني إلى أبريل/نيسان). يتمثل اقتصاد أنغولا في الزراعة. وأهم الحاصلات الذرة، والكاسافا، وقصب السكر، ونخيل الزيت، والسيسال، وتمثل الزراعة 42% من الدخل، ويستخرج من أنغولا النفط وألماس والذهب والنحاس، وبها ثروة حيوانية من الأبقار والأغنام والماعز، ورغم هذه الموارد فالدخول متدنية إلى درجة كبيرة سبب النمو الحالي في الاقتصاد الأنغولي راجع إلى ارتفاع أسعار النفط وزيادة إنتاجه ويمثل النفط والنشاطات المرتبطة به حوالي 50% من النتاج الوطني 90% من الصادرات وتسبب زيادة إنتاح النفط في رفع الناتج الوطني ومعدل نمو 2% في 2004 19% نمو في 2005. وإعادة ترميم ما بعد الحرب الأهلية وإعادة تأهيل الأشخاص المشتركين بها تسبب أيضا ارتفاع في معدلات البناء والزراعة. دمر أغلب مرافق البلاد والبنية التحتية جراء الحرب الأهلية الطويلة التي دامت حوالي 27 سنة. وحاليا، تم استعادة الاستقرار والسلام في البلاد بعد وفاة قائد حركة يونيتا المعارضة جوناس سافيمبي فبراير/شباط 2002. تعد الزراعة الرزق الرئيسي لحوالي نصف السكان، غير أن نصف غذاء البلد يقع استيراده. خلال سنة 2005، بدأت الحكومة استخدام قرض من الصين قيمته مليارا (2) دولار لتجديد البنية التحتية والمرافق. نسبة السكان تحت خط الفقر حوالي 70%. تشكل البطالة حوالي 50 % من قوة العمل. احتلت أنغولا المركز 132 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. في حين تراجعت إلى المركز 133 في مؤشر عام 2024. هناك الكثير من الطوائف الدينية في أنغولا معظمها تنتمي إلى المسيحية, بالرغم من عدم وجود إحصاءات موثوق بها، هناك تقديرات أن أكثر من نصف السكان هم ينتمون إلى الطائفة الكاثوليك، مدن أنغولا الكبرىالمصدر؟ هوامبو بنغيلا نفط، ألماس، حديد خام، فوسفات، نحاس، ذهب، بوكسيت، يورانيوم. موز، قصب السكر، قهوة، سيزال، ذرة، قطن، تبغ، نباتات، موز الجنة، ماشية، منتوجات الغابات، سمك. نفط، ألماس، حديد خام، فوسفاتون، حجر معدني متبلور، بوكسيت، يورانيوم، وذهب، إسمنت، منتوجات معدنية أساسية، معالجة أسماك، معالجة غذاء، تخمير، منتوجات تبغ، سكر، تصليح السفن. معدل نمو الإنتاج الصناعي : 13,5% (2004).
https://ar.wikipedia.org/wiki/أنغولا
b173299c9534b96076d26724ac78e9d2
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.278926", "source": "Wikipedia" }
أوغندا
أوغندا
أوغندا أو رسميا جمهورية أوغندا ‏ ‏ هي دولة غير ساحلية في شرق إفريقيا. يحدها من الشرق كينيا، ومن الشمال جنوب السودان، ومن الغرب جمهورية الكونغو الديمقراطية، ومن الجنوب الغربي رواندا، ومن الجنوب تنزانيا. يشمل الجزء الجنوبي من البلاد جزءا كبيرا من بحيرة فيكتوريا، المشتركة مع كينيا وتنزانيا. تقع أوغندا في منطقة البحيرات الكبرى الأفريقية. تقع أوغندا أيضا داخل حوض النيل ولها مناخ استوائي متنوع ولكن عموما معدل. يبلغ عدد سكانها أكثر من 42 مليون نسمة، يعيش 8.5 مليون منهم في العاصمة وأكبر مدينة كامبالا. سميت أوغندا على اسم مملكة بوغندا، التي تضم جزءا كبيرا من جنوب البلاد، بما في ذلك العاصمة كمبالا. كان شعب أوغندا من شعوب الجمع والالتقاط حتى 1700 إلى 2300 عام مضت، عندما هاجر السكان الناطقون بالبانتو إلى الأجزاء الجنوبية من البلاد. ابتداء من عام 1894، حكمت المملكة المتحدة المنطقة كمحمية، وأنشأت قانونا إداريا عبر الإقليم. حصلت أوغندا على استقلالها عن المملكة المتحدة في 9 أكتوبر 1962. تميزت الفترة منذ ذلك الحين بصراعات عنيفة، بما في ذلك دكتاتورية عسكرية استمرت ثماني سنوات بقيادة عيدي أمين. اللغتان الرسميتان هما الإنجليزية والسواحيلية، على الرغم من أنه يجوز استخدام أي لغة أخرى كوسيلة للتعليم في المدارس أو المؤسسات التعليمية الأخرى أو لأغراض تشريعية أو إدارية أو قضائية كما قد ينص عليها القانون. اللوغندا، لغة مركزية معتمدة، يتحدث بها على نطاق واسع في المناطق الوسطى والجنوبية الشرقية من البلاد، كما يتحدث بعدة لغات أخرى، بما في ذلك لانغو، أكولي، رونيورو، رونيانكول، روكيجا، لو، روتورو، سامية، جوبادولا، ولوسوجا. رئيس أوغندا الحالي هو يوري كاغوتا موسيفيني، الذي تولى السلطة في يناير 1986 بعد حرب عصابات طويلة استمرت ستة أعوام. بعد التعديلات الدستورية التي ألغت حدود فترة ولاية الرئيس، كان قادرا على الترشح وانتخب رئيسا لأوغندا في 2011 2016 وفي الانتخابات العامة 2021. كان سكان أوغندا من شعوب الجمع والالتقاط حتى 1700 - 2300 سنة ماضية. هاجر السكان الناطقون بالبانتو، والذين كانوا على الأرجح من وسط إفريقيا، إلى الأجزاء الجنوبية من البلاد. وفقا للتقاليد الشفوية والدراسات الأثرية، غطت إمبراطورية كيتارا جزءا مهما من منطقة البحيرات الكبرى، من البحيرات الشمالية ألبرت وكيوجا إلى البحيرات الجنوبية فيكتوريا وتنجانيقا. يزعم أن بونيورو كيتارا سابقة لممالك تورو وأنكول وبوسوجا. غزا بعض اللو منطقة بونيورو واندمجوا مع مجتمع البانتو هناك، وأسسوا سلالة بابيتو من أوموكاما (حاكم) بونيورو كيتارا الحالي. انتقل التجار العرب إلى الداخل من ساحل المحيط الهندي بشرق إفريقيا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر للتجارة. في أواخر ستينيات القرن التاسع عشر، وجدت بونيورو في وسط غرب أوغندا نفسها مهددة من الشمال من قبل عملاء برعاية مصرية. على عكس التجار العرب من ساحل شرق إفريقيا الذين سعوا إلى التجارة، كان هؤلاء العملاء يروجون للغزو الأجنبي. في عام 1869، أرسل الخديوي إسماعيل باشا من مصر، سعيا منه لضم الأراضي الواقعة شمال حدود بحيرة فيكتوريا وشرق بحيرة ألبرت وجنوب جوندوكورو، المستكشف البريطاني سامويل بيكر في رحلة استكشافية عسكرية إلى حدود الشمالية لأوغندا، بهدف قمع تجارة الرقيق هناك وفتح الطريق أمام التجارة «الحضارة». قاوم البانيورو بيكر، وكان عليه أن يخوض معركة يائسة لتأمين انسحابه. اعتبر بيكر المقاومة عملا من أعمال الغدر، واستنكر البانيورو في كتاب (الإسماعيلية - سرد للرحلة الاستكشافية إلى وسط إفريقيا لقمع تجارة الرقيق، من تنظيم إسماعيل خديوي المصري (1874) والذي انتشر على نطاق واسع وقرأ في بريطانيا. في وقت لاحق، وصل البريطانيون إلى أوغندا مع ميول ضد بونيورو والوقوف إلى جانب بوغندا الأمر الذي سيكلف المملكة في النهاية نصف أراضيها الممنوحة لبوغندا كمكافأة من البريطانيين. استعيدت اثنتين من المقاطعات العديدة المفقودة إلى بونيورو بعد الاستقلال. في ستينيات القرن التاسع عشر، بينما سعى العرب للحصول على نفوذ من الشمال، وصل المستكشفون البريطانيون الذين يبحثون عن منبع النيل إلى أوغندا. تبعهم المبشرون الإنجليكان البريطانيون الذين وصلوا إلى مملكة بوغندا عام 1877 والمبشرين الكاثوليك الفرنسيين في عام 1879. أدى هذا الوضع إلى وفاة شهداء أوغندا عام 1885 - بعد تحول موتيسا الأول والكثير من بلاطه، وخلافة ابنه المناهض للمسيحية موانغا. استأجرت الحكومة البريطانية شركة شرق إفريقيا البريطانية الإمبريالية للتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية في المنطقة بدءا من عام 1888. من عام 1886، كانت هناك سلسلة من الحروب الدينية في بوغندا، في البداية بين المسلمين والمسيحيين ثم من عام 1890، بين البروتستانت الذين تدعمهم إنجلترا والكاثوليك الذين تدعمهم فرنسا. بسبب الاضطرابات المدنية والأعباء المالية، ادعت شرق إفريقيا البريطانية الإمبريالية أنها غير قادرة على الحفاظ على احتلالها للمنطقة. كانت المصالح التجارية البريطانية متحمسة لحماية الطريق التجاري لنهر النيل، ما دفع الحكومة البريطانية إلى ضم بوغندا والأراضي المجاورة لإنشاء محمية أوغندا عام 1894. كانت محمية أوغندا محمية تابعة للإمبراطورية البريطانية من عام 1894 إلى عام 1962. وفي عام 1893، نقلت شركة شرق إفريقيا البريطانية الإمبريالية حقوقها الإدارية للأراضي التي تتكون أساسا من مملكة بوغندا إلى الحكومة البريطانية. تخلت شرق إفريقيا البريطانية الإمبريالية عن سيطرتها على أوغندا بعد أن دفعتها الحروب الدينية الداخلية في أوغندا إلى الإفلاس. في عام 1894، أنشئت محمية أوغندا، وامتدت أراضيها إلى ما وراء حدود بوغندا من خلال توقيع المزيد من المعاهدات مع الممالك الأخرى (تورو عام 1900، وأنكول عام 1901، وبونيورو عام 1933) إلى منطقة تتوافق تقريبا مع تلك الموجودة في أوغندا الحالية. كان لوضع المحمية عواقب مختلفة كثيرا بالنسبة لأوغندا عما لو كانت المنطقة مستعمرة مثل كينيا المجاورة، بقدر ما احتفظت أوغندا بدرجة من الحكم الذاتي الذي كان من الممكن أن يكون محدودا في ظل إدارة استعمارية كاملة. في تسعينيات القرن التاسع عشر، جند 32 ألف عامل من الهند البريطانية في شرق إفريقيا بموجب عقود عمل بعقود لبناء سكة حديد أوغندا. عاد معظم الهنود الباقين على قيد الحياة إلى ديارهم، لكن 6724 قرروا البقاء في شرق إفريقيا بعد اكتمال الخط. بعد ذلك، أصبح البعض تجارا وسيطروا على حلج القطن وتجارة التجزئة. من عام 1900 إلى عام 1920، تسبب وباء مرض النوم في الجزء الجنوبي من أوغندا، على طول الشواطئ الشمالية لبحيرة فيكتوريا، في مقتل أكثر من 250 ألف شخص. يقع هذا البلد على هضبة شرق أفريقيا، وتقع في معظمها بين خطي عرض 4 ° N ° 2 وS (مساحة صغيرة هو شمالي 4 °)، وخطي طول 29 ° و35 ° E. فإنه المتوسطات عن 1,100 متر (3,609 قدم) فوق مستوى سطح البحر، وهذه المنحدرات بثبات جدا نزولا إلى سهل السودانية في الشمال. ومع ذلك، فإن الكثير من الجنوب ينضب سيئة، في حين يهيمن منطقة الوسط بنسبة بحيرة كيوجا، والتي تحيط أيضا مناطق المستنقعات واسعة النطاق. أوغندا تقع بشكل كامل تقريبا داخل حوض النيل. المصارف فيكتوريا النيل من البحيرة إلى بحيرة كيوجا وبحيرة ألبرت ثم إلى الحدود الكونغولية. ثم تسير شمالا إلى جنوب السودان. ينضب منطقة واحدة صغيرة على الطرف الشرقي من أوغندا من قبل نهر تركويل وهي جزء من حوض الصرف الداخلية لبحيرة توركانا. بحيرة كيوجا بمثابة الحدود بين المتحدثين البانتو الخام في الجنوب والنيلية ووسط السودانية المتحدثين باللغة في الشمال. على الرغم من الانقسام بين الشمال والجنوب في الشؤون السياسية، هذه الحدود اللغوية تمتد تقريبا من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، بالقرب من مجرى النيل. ومع ذلك، يعيش عدد كبير من الأوغنديين بين الناس الذين يتكلمون لغات مختلفة، وخاصة في المناطق الريفية. تصف بعض ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/أوغندا
a9839e8a7205efa8dec631459891d817
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.283314", "source": "Wikipedia" }
إيريتريا
إرتريا
إرتريا ، رسميا دولة إرتريا هي دولة في القرن الإفريقي، عاصمتها أسمرة. يحدها السودان من جهة الغرب ومن الجنوب تحدها إثيوبيا، أما من جهة الجنوب الشرقي فتجاورها جيبوتي. تملك أرتريا عند الأجزاء الشمالية الشرقية والشرقية منها خطا ساحليا واسعا على طول البحر الأحمر. تبلغ مساحة الدولة نحو 117,600 كم2 (45,406 ميل مربع)، وتشمل أرخبيل دهلك، وبعض من جزر حنيش. ويستند اسمها إرتريا على الاسم اليوناني للبحر الأحمر (Ἐρυθρὰ Θάλασσα Erythra Thalassa)، الذي اعتمد لأول مرة لإرتريا الإيطالية في عام 1890. إرتريا بلد متعدد الأعراق، مع تسع مجموعات عرقية معترف بها في عدد سكانها نحو 8 ملايين. معظم السكان يتحدثون اللغات من عائلة اللغات الإفريقية الآسيوية، إما من اللغات السامية الإثيوبية أو فروع من اللغات الكوشية. من بين هذه المجتمعات، تشكل نحو 55% من السكان، ويشكل شعب التيجر نحو 30% من السكان. بالإضافة إلى ذلك يوجد عدد من الأقليات العرقية النيلية الصحراوية الناطقة. معظم الناس في الإقليم يلتزمون بالمسيحية أو الإسلام. مع أقلية صغيرة ملتزمة بالمعتقدات الإفريقية التقليدية. تأسست مملكة أكسوم، التي تغطي الكثير من إرتريا الحديثة وشمال إثيوبيا، خلال القرن الأول أو الثاني الميلادي. تبنت المسيحية في منتصف القرن الرابع. في العصور الوسطى، سقطت الكثير من إرتريا تحت مملكة مدري بحري. إن إنشاء إرتريا المعاصرة هو نتيجة لإدماج ممالك مستقلة وسلطنة مستقلة (على سبيل المثال، مدري البحري وسلطنة أوسا) مما أدى في النهاية إلى تكوين إرتريا الإيطالية. بعد هزيمة الجيش الاستعماري الإيطالي في عام 1942، كانت إرتريا تدار من قبل الإدارة العسكرية البريطانية حتى عام 1952. بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في عام 1952، كانت إرتريا تحكم نفسها مع برلمان إرتري محلي ولكن من أجل الشؤون الخارجية والدفاع، فإنها تدخل إلى وضع فدرالي مع إثيوبيا لمدة 10 سنوات. ومع ذلك، في عام 1962 ألغت حكومة إثيوبيا البرلمان الإرتري وضمت إرتريا رسميا. لكن الإرتريين الذين جادلوا بالاستقلال الكامل لإرتريا منذ الإطاحة بالإيطاليين في عام 1941، توقعوا ما هو قادم، وفي عام 1960 نظمت جبهة التحرير الإرترية في المعارضة. في عام 1991، بعد 30 عاما من الكفاح المسلح المستمر من أجل الاستقلال، دخل مقاتلو التحرير الإرتريون العاصمة أسمرة منتصرين. إرتريا هي دولة الحزب الواحد التي لم تجر فيها انتخابات تشريعية وطنية منذ الاستقلال. وفقا لهيومن رايتس ووتش، سجل حقوق الإنسان للحكومة الإرترية هو من بين الأسوأ في العالم. وقد رفضت الحكومة الإرترية هذه المزاعم باعتبارها ذات دوافع سياسية. تتطلب الخدمة العسكرية الإلزامية فترات تجنيد طويلة إلى أجل غير مسمى، يغادرها بعض الإرتريين لتفادي التجنيد. ولأن جميع وسائل الإعلام المحلية مملوكة للدولة، فقد صنفت إرتريا أيضا على أنها تملك ثاني أقل حرية صحافة في مؤشر حرية الصحافة العالمي، بعد كوريا الشمالية فقط. دولة إرتريا ذات السيادة هي عضو في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية للتنمية، وهي مراقب في جامعة الدول العربية إلى جانب البرازيل وفنزويلا والهند وتركيا. اسم أرتريا مشتق من التسمية اليونانية للبحر الأحمر (إرترا ثالسا ἐρυθρὰ Θάλασσα؛ erythra thalassa) وتعني البحر الأحمر، وقد أطلق اليونانيون ذلك الاسم على إرتريا في القرن الثالث .. تخليدا لاسم جزيرة في اليونان تحمل اسم إرتريا، وتقع في الشاطئ الشرقي لبلاد الإغريق، كما أطلق الرومان نفس الاسم على البحر الأحمر عندما خضع لهم ميناء عدوليس التاريخي الشهير. وعندما احتل الإيطاليون إرتريا أطلقوا عليها اسم إرتريا تجديدا للتسمية القديمة، وذلك بالمرسوم الذي أصدره الملك همبرت الأول ملك إيطاليا في الأول من يناير (كانون الثاني) 1890م. كما أطلق المؤرخون المسلمون على الإقليم قديما أسماء مثل بلاد الزيلع وبلاد الجبرته، وقال عنها ابن حوقل: بلاد ال إرتريا، وذكر أن بها كثيرا من المسلمين وعليها ملك عظيم. تقع إرتريا في منطقة القرن الإفريقي في الجنوب الشرقي لقارة إفريقيا قبالة شبه الجزيرة من الناحية الجنوبية بين دائرتي عرض 15- 18 شمالا وخطي طول 36- 43 شرقا. يجاور إرتريا من الشمال والغرب جمهورية السودان وتشترك معها في حدود يبلغ طولها 605 كم ومن الجنوب جمهورية إثيوبيا ويبلغ طول الحدود بينهما 912 كم وجيبوتي من الجنوب الشرقي بحدود طولها 113 كم. كما تطل على البحر الأحمر شرقا ويبلغ طول الساحل 1000 كم. تتواجد على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر في نقطة حاكمة عند مدخله الجنوبي وعلى مقربة من مضيق باب المندب ذي الأهمية الإستراتيجية البالغة؛ فهي تشبه مثلثا محصورا بين إثيوبيا والسودان وجيبوتي، وتبلغ مساحتها نحو 120 ألف كم2 تتنوع فيها التضاريس والمناخ، وتمتلك شاطئا يمتد ألف كيلومتر على البحر الأحمر، يمتد من «رأس قصار» على الحدود السودانية شمالا إلى باب المندب في «رأس أرجيتا» في جيبوتي جنوبا، ويقع في هذا الساحل أهم موانئ البحر الأحمر وهما: «عصب» «مصوع». وتتبع إرتريا (126) جزيرة، أهمها أرخبيل دهلك وبه نحو 25 جزيرة، أهمها من الناحية الإستراتيجية جزيرتا «فاطمة» «حالب». ويزيد عدد السكان عن ثمانية ملايين نسمة. تكمن أهمية الموقع في ارتباط البلاد بين أقرب وأقصر طرق الملاحة بين المحيط الهندي والبحر المتوسط مما يجعلها تشكل حلقة وصل بين القارات الكبرى الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا، وهي قريبة من المناطق المقدسة في شبه الجزيرة العربية ومن مناطق إنتاج النفط في الخليج العربي ودول شرق إفريقيا. كما تشكل الجزر الإرترية نقاط ارتكاز وتحكم للقوى العسكرية في الصراع الإقليمي والدولي في المنطقة. إن إرتريا تتميز بتنوع كبير في تضاريسها ومعالمها البيئية، وحسب المعطيات الجغرافية يمكن تقسيم سطح إرتريا إلى ثلاثة معالم طبيعية كما يلي: أما الأودية التي تصب نحو الشرق من الهضبة الإرترية، فأهميتها الاقتصادية أقل من تلك التي تصب نحو الغرب، بالنظر إلى ضيق المساحات التي ترويها، وأهم هذه الأودية: وادي علي قدي ويروي سهول زولا حيث أقيم سد صغير. وعلى مقربة منه وادي حداث وكميلي، كما يروي مزارع بدا في منطقة دنكاليا، ويمتد إلى هضبة التجراي. أما مزارع (امبيرمي) (قد قد) (سقب) فترويها أودية تصب من هضبة حماسين والهضبة الشمالية. وقد أقام (داندي)، وهو الإيطالي المتخصص في زراعة الموز والفواكه، سدا في ينقوس بالقرب من قندع يروي المزارع في مرتفعات قندع وأسمرا، وقد أقامت شركة سداو للكهرباء بحيرات اصطناعية في (بلزا) بالقرب من أسمرا لتجميع مياه السيول، واستغلالها في توليد الكهرباء، ويعد مشروعا ناجحا يمد أسمرا بالكهرباء إلى جوانب فوائده الزراعية. وتؤكد الدراسات التي خلفها الإيطاليون وجود إمكانيات اقتصادية ضخمة باستغلال مساقط المياه، وبإقامة بحيرات اصطناعية لتوليد الكهرباء وتنظيم الري. تغطي إرتريا رقعة من الأرض تقدر بنحو 121320 كم2 بما في ذلك جزر دهلك، واعتمادا على المساحة تصنف إرتريا ضمن الأقطار الصغيرة في حجمها ومساحتها. تتميز خارطة أريتريا بتباعد في الشكل بين أنحائها وأقاليمها، فبينما يبدو التوازن النسبي في شكل الأقاليم الشمالية والغربية والوسطى فإن إقليم دنكاليا يمثل امتدادا شريطيا ضيقا بمحاذاة البحر الأحمر، وعموما إريتريا في مجملها تمثل شكلا مثلثا تقوم قاعدته على امتداد واسع مع الحدود السودانية. يتباين المناخ في أرتيريا بين المناخ الحار الصحراوي الجاف في المناطق المحاذية لإثيوبيا إلى المناخ المعتدل الرطب في مناطق الجنوب الغربي. وتسقط الأمطار في كل أنحاء أرتيربا صيفا باستثناء الشريط الساحلي (مينائي مصوع وعصب) من يونيو (حزيران) حتى سبتمبر (أيلول)، وتصل درجة الحرارة في الشريط الساحلي صيفا إلى 45 سنتيجراد وتنخفض شتاء إلى 18 سنتيجراد في أقصى حالات البرودة. وترتفع في صحراء دنكاليا صيفا إلى 48 سنتيجراد، وهي أعلى درجة حرارة في العالم، وقد درست بعثة علمية في عام 1970م إمكانية استغلال حرارة الشمس في منطقة دنكاليا لتوليد الكهرباء بواسطة توربينات خاصة. تبلغ نسبة الأمطار في مصوع 7 بوصات في السنة، وفي عصب 3 بوصات، وتسقط الأمطار شتاء في ديسمبر (كانون الأول) حتى مارس (آذار)، أما في بركا فيبلغ متوسط سقوط الأمطار 15 بوصة، وفي حوض القاش وستيت 25 بوصة، وبالنظر إلى هطول الأمطار شتاء وصيفا فإن منطقتي قندع وفلفل تتمتعان بأعلى منسوب لمياه الأمطار إذ يصل إلى 45 بوصة سنويا. تشكل أريتريا عمقا إستراتيجيا مهما لكل الدول المطلة على البحر الأحمر باعتبارها البوابة الجنوبية المشرفة على مضيق باب المندب. بشق قناة السويس عام 1869 جعل من البحر الأحمر أحد أهم الطرقات البحرية في العالم، بعد أن كان معزولا وبعيدا لفترة طويلة من الزمن، وتحولت الزاوية الشمالية الشرقية من ملجأ معزول إلى سوق كبيرة تشكل مصدر ثروة وقوة. تشكل أريتريا منذ قديم الزمان حلقة اتصال تجاري وحضاري بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية، ولا شك أن هذا الموقع الإستراتيجي الهام قد جعل أريتريا منطقة صراع ونفوذ، وموضع اهتمام وأطماع المستعمرين عبر التاريخ حيث تعرضت لعدة حقب استعمارية. في شهر رجب من العام الثامن قبل الهجرة سنة 614 كانت الهجرة إلى الحبشة البعثة الإسلامية الأولى على أرض مصوع أو (باضع) كما كان يطلق عليها العرب قديما، هناك قام الصحابة ببناء أول مسجد في الإسلام المسمى بمسجد رأس مدر . ومصوع هي بوابة دخول الإسلام في أفريقيا من أشهر ملوك البجه الملك بشر بن مروان بن إسحق وبسط أمراء هذا البيت نفوذهم على ممالك البجه المترامية الأطراف من مصوع حتى جنوب أسوان وتولوا حكوماتها بتقليد من مصر وكان يلقب أمير البجه (الحدربي) نسبة إلى العنصر الممتاز وكان يكتب له في الأبواب السلطانية المصرية حتى أوائل القرن التاسع الهجري بالعنوان الآتي: المجلس السامي الأميري الحدربي وبقوا على هذه الحالة حتى آخر عهد المماليك، وكان تحت بشر بن مروان 3000 محارب من ربيعة ومضر واليمن و30 ألف من الحداربة من مسلمي البجا ممن أسلموا نتيجة لتداخلهم مع ربيعة. وبقيت مملكة البجه في العائلة الحدربية إلى عهد السلطان سليم عام 923 حيث أمر بسلخها عن الخلافة العثمانية وولي عليها أمراء وأتبعها لمصر. البجا بضم الباء الموحدة وفتح الجيم وألف في الآخر وهم من أصفى السودان لونا، قال ابن سعيد وهم مسلمون ونصارى وأصحاب أوثان ومواطنهم في جنوبي صعيد مصر مما يلي الشرق فيما بين بحر القلزم (البحر الأحمر) وبين نهر النيل على القرب من الديار المصرية وقاعدتهم سواكن بفتح السين المهملة والواو وكسر الكاف ونون في الآخر وقال في تقويم البلدان في الكلام على بحر القلزم وهي بليدة للسودان حيث الطول ثمان وخمسون درجة والعرض إحدى وعشرون درجة. قال أبو العباس القلقشندي في كتابه صبح الأعشى في صناعة الإنشا وقد أخبرني من رآها أنها جزيرة على طرف بحر القلزم من جهته الغربية قريبة من البر يسكنها التجار وصاحبها الآن من العرب المعروفين بالحداربة بالحاء والدال المهملتين المفتوحتين وألف ثم راء مهملة وباء موحدة مفتوحة وهاء في الآخر وله مكاتبة عن الأبواب السلطانية بالديار المصرية ويقال في تعريفه الحدربي بضم الحاء وسكون الدال وضم الراء. كان للبلوان والحداربة خمس ممالك، ثلاث منها ضمن حدود أريتريا حاليا واثنان ضمن حدود السودان. اشتهرت مدينة عيذاب الميناء البجاوي كميناء رئيسي لحجاج بيت الله الحرام من المصريين والسودانيين، وكانت زاهرة بالعمران والتجارة وكانت عيذاب مقر ملك البجه الحدربي في الإقليم الشمالي. لقد كان على عيذاب والي من مصر يقتسم ريعها مع زعيم البجا (الحدربي). وقد تزايد نصيب زعيم البجا من نصف الدخل إلى معظمه ثم كان نصيب الحدربي، ممن كان عليه تأمين التجارة من شرور قومه، الثلثين لدى زيارة ابن بطوطة للمنطقة، حيث رأى ابن بطوطة في رحلته إلى عيذاب سلطان البجا الأمير الحدربي وهو يحارب الأتراك حتى هربوا منه وخرق السفن، فاضطر ابن بطوطة إكمال رحلته برا عن طريق سيناء. أنشأ الحداربة البلوان مدينة هجر نسبة لمدينتهم في جزيرة العرب، وكانت عاصمة ممالك البجا للزعيم العربي. على إثر تصاعد حملات القمع والإرهاب عام 1958، اضطر عدد كبير من العمال الإرتريين إلى الهجرة إلى الأقطار المجاورة، وبادر عدد منهم إلى تأليف تنظيم ثوري حمل اسم حركة التحرير الإرترية واتخذ قاعدة له في بور سودان، وسرعان ما امتدت الخلايا السرية لهذا التنظيم إلى الكثير من المدن الإرترية. ثم شهد عام 1960 أول تأليف لجبهة التحرير الإرترية بين العمال والطلبة الإرتريين في المشرق العربي، وانتقل نشاطه في العام التالي إلى جبال أريتريا إثر الانتفاضة التي قادها حامد إدريس عواتي في 1 سبتمبر 1961 مع بضعة مقاتلين يحملون بنادق إيطالية عتيقة، وقد تبنت الجبهة تلك الانتفاضة لتحولها في مدى سنوات قليلة إلى ثورة مسلحة منظمة انسجاما مع أهداف التحرير التي حددها دستور الجبهة، وفي مقدمتها الاستقلال الوطني الكامل عن طريق الكفاح المسلح المدعم بجهود سياسية ودبلوماسية في الخارج. واختار المؤسسون أن يكون إدريس محمد آدم أول رئيس للجنة التنفيذية للجبهة. وقد تطور الكفاح المسلح بإمكانات ذاتية بسيطة وبدعم من بعض الأقطار العربية، وفي مقدمتها سوريا، إلى مقاومة حملات قمع وإبادة إثيوبية شرسة شملت مئات الألوف من الضحايا الإرتريين، واتسمت بعض تلك الحملات باتباع سياسة الأرض المحروقة للقضاء على المحصولات الزراعية وقتل المواشي، وإبادة المواطنين بالجملة من دون تمييز، كما حدث في حملات 1967 و1970 و1974 و1975 على التوالي فشردت أعدادا كبيرة من الإرتريين في الصحارى والغابات، وعبرت أعداد أخرى الحدود إلى السودان، الأمر الذي أدى إلى نشوء مشكلة اللاجئين الإرتريين هناك، في حين سيطرت حركة المقاومة الأريترية على معظم الريف الأريتري، وتمكنت من تحرير بعض المدن، وكانت سيطرة جبهة التحرير تتسع أو تتقلص بحسب ظروف المواجهة وتطوراتها. وفي هذا السياق، عقدت حركة المقاومة الوطنية الأريترية أكثر من مؤتمر لها في الأراضي المحررة، ولم تنج من التعدد والانقسامات التي فرضها تباين منعكس المعاناة الداخلية، ورواسب المجتمع والتداخلات الخارجية أحيانا. إثر سقوط نظام منگستو هايله مريم في أثيوبيا بتاريخ 25 مايو 1991 وفي الوقت الذي أصبحت فيه أريتريا على عتبة الاستقلال، شهدت الساحة الأريترية صراعات داخلية أفرزتها التعددية السياسية في بنية حركة التحرر، ويعد تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا من أكبر التنظيمات وأقواها على الساحة، إضافة إلى تنظيمات أخرى أهمها: (جبهة التحرير الأريترية - التنظيم الموحد، وجبهة التحرير الأريترية - المجلس الثوري، وجبهة التحرير الأريترية - المجلس الوطني). ولقد تحقق للأريتريين النصر والاستقلال والسيطرة على العاصمة أسمرة في عام 1993. أجري على أثره الاستفتاء في العام المذكور، فكانت نتيجته إجماع شبه تام (99.8٪) لصالح الاستقلال الكامل. وهكذا أعلن استقلال أريتريا في نيسان من عام 1993، واعترفت بها دول كثيرة. تحالفت الجبهة الشعبية بزعامة أفروقي مع المعارضين الإثيوبيين بزعامة ميلس زيناوي تحت رعاية الإدارة الأمريكية في مؤتمر عقد بلندن نسق له وليام كوهين مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية، وذلك لإسقاط نظام مانجستو، وانتهى المؤتمر باتفاق رعته واشنطن يقضي باعتراف أثيوبيا بحق تقرير المصير للشعب الإرتري على أن يختار بين الوحدة والانفصال، مقابل أن يلتزم أفورقي بدعم زيناوي في سعيه للتغلب على مناوئية السياسيين وتولي السلطة، وأن تسمح أريتريا عندئذ باستخدام إثيوبيا ميناء عصب وكذا مصوع للأغراض التجارية. ونجح الطرفان في إسقاط مانجستو، وتولى زيناوي حكم إثيوبيا، وأعلن استقلال أريتريا في 25 ماي 1991م، وتشكلت حكومة مؤقتة أجرت استفتاء عاما على الاستقلال تحت إشراف الجامعة العربية والأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية، وجاءت نتيجته 99% للاستقلال؛ فأصبحت أريتريا دولة مستقلة ذات سيادة في 1 ذي الحجة 1413 الموافق 23 ماي 1993م، ثم انتخب أسياس أفورقي رئيسا للبلاد. دخلت أريتريا صراعا مع اليمن بسبب احتلال القوات الأريترية أرخبيل حنيش الكبرى اليمنية في البحر الأحمر، ذات الأهمية الإستراتيجية لوقوع الجزر في طريق الملاحة البحرية بين مضيق باب المندب وقناة السويس. وعلى الرغم من الاتفاق على معالجة المسألة سلميا في 3 ماي 1996 فقد استمر احتلال الجزر حتى حكمت محكمة العدل الدولية بتبعيتها لليمن في تشرين الأول عام 1998. وتم تقسيم باقي الجزر الأخرى بين اليمن وأريتريا على أن تكون لصيادي السمك المحليين حقوق في استخدام الجزر. على رأس الجهاز الحكومي الإريتري رئيس تولى رئاسة الحكومة منذ الاستقلال عن أثيوبيا. ولا توجد انتخابات ولا يسمح بإنشاء الأحزاب ويعد حزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة الحزب الوحيد في البلاد ولا يسمح لأي كان بإنشاء حزب. وقد تولى هذا الحزب إدارة الحرب حتى استطاعت إرتريا نيل استقلالها. وقد وقع انقلاب عسكري احتلت فيه قوة من وزارة الدفاع الأريترية مبنى وزارة الإعلام ولكن النظام تمكن من القضاء عليها وكان ذلك في 21 مارس من عام 2013. حزب الجبهة الشعبية للديمقراطية والعدالة هو الحزب الحاكم منذ الاستقلال ولم تجرى أي انتخابات حتى الآن. ولا يوجد برلمان ولا نقابات ولا أي مؤسسة من مؤسسات الدولة الحديثة. علاقة متوترة تتسم بعدم الثقة، وقد قام الرئيس الأريتري أسياس أفورقي بطرد المنظمات الدولية عام 2000م على خليفة النزاع مع الجارة اللدود أثيوبيا، لكن الرئيسان قد تمكنا من إمضاء اتفاقية السلام في يوليو/جويلية 2018 تربط أريتريا بدول الجوار علاقات طبيعية وتربطها مع الصومال علاقات وثيقة ولكن بدأت العلاقة بالتوتر حيث ادعت الحكومة الصومالية التي يرأسها الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد أنها تدعم المحاكم الصومالية وهذا الأمر الذي نفته أريتريا. تعتبر أريتريا من أقل الدول في حرية الصحافة وذلك بسبب سياسات الحكومة التي تضيق على الصحافة بشكل كبير حيث احتلت أريتريا المرتبة الأخيرة حسب تصنيف مؤسسة مراسلون بلا حدود حسب التصنيف التالي: 84.83 (179) 2012 84.83 (179) 2011 142.00 (178) 2010 105.00 (175) 2009 115.50 (173) 2008 97.50 (169) 2007 114.75 (166) 2006 97.50 (166) 2005 99.75 (163) 2004 93.25 (162) 2003 91.50 (132) 2002 {مؤشر حرية الصحافة} بعض صحفييها يقبعون في السجون منذ فترة طويلة داويت إسحاق وآخرون. تنقسم أرتيريا إلى ست مناطق (زوبا) تنقسم بدورها إلى أقاليم. الامتداد الجغرافي للمناطق مبني على أساس الخصائص المائية. هذا التقسيم من الحكومة الإرترية له غرضان: إمداد كل إدارة بسيطرة كافية على الإمكانيات الزراعية، وللتخلص من النزاعات الإقليمية التاريخية. المناطق، متبوعين بالمراكز الفرعية، هم: عند استقلالها عام 1993 وحتى عام 1996، قسمت إريتريا إلى عشرة محافظات، هي حماسين، ومركزها أسمرة وهي عاصمة الدولة، ومحافظة البحر الأحمر ومركزها ميناء مصوع، ومحافظة دنكاليا ومركزها عصب، ومحافظة سنحيت ومركزها كرن، ومحافظة سراي ومركزها مندفرا، ومحافظة إكلي قوزاي ومركزها عدي قيح، ومحافظة بركة ومركزها أغوردات، ومحافظة القاش ومركزها بارنتو إضافة إلى مركز العاصمة. تمتلك إرتريا كمية كبيرة من الموارد مثل: النحاس والذهب والجرانيت والرخام، والبوتاس. وقد شهد الاقتصاد الإرتري تغيرات متطرفة بسبب حرب الاستقلال الإريتيرية. تتميز أريتريا باحتوائها على ثروة معدنية مهمة يجري استثمار بعضها استثمارا تجاريا متذبذبا لفقدان الاستقرار السياسي قبل الاستقلال وبسبب ثورة التحرر الوطني التي قامت من أجل الاستقلال وأبرز المعادن المكتشفة النفط والنحاس والبوتاسيوم والذهب واللغنيت والحديد والألمنيوم والفضة والنيكل. وقد كشف النفط في جزيرة دهلك وجنوب شرقي مدينة مصوع، وتقوم الشركات الأمريكية والهولندية بالتنقيب عنه. وتقع أكبر مناجم النحاس في منطقة «دياروا» قرب أسمرة، وتستخرج الاستثمارات اليابانية نحو 6000 طن من النحاس شهريا، وتتوسع الشركات الأمريكية باستخراج الفوسفات وتسويقه منذ عام 1949. تعتبر الزراعة من
https://ar.wikipedia.org/wiki/إيريتريا
81f286acfae3f99abb56d89742dfe905
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.342657", "source": "Wikipedia" }
إثيوبيا
إثيوبيا
ሪፐብሊክ (أمهرية) Rippablikii Federaalaa Dimookiraatawaa Itoophiyaa (أورومية) إثيوبيا ‏ رسميا: جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية ‏ أو كما كانت تسمى قديما الحبشة، هي دولة غير ساحلية ذات سيادة تقع في القرن الأفريقي، وعاصمتها أديس أبابا (الزهرة الجديدة)، يحدها من الشرق كل من جيبوتي والصومال ومن الشمال إريتريا ومن الشمال الغربي السودان ومن الغرب جنوب السودان ومن الجنوب الغربي كينيا. تبلغ مساحة إثيوبيا الإجمالية 1 100 000 كيلومتر مربع ويقطنها أكثر من 126 مليون نسمة. وهي الدولة الثانية عشرة حسب عدد السكان في العالم والثانية في إفريقيا بعد نيجيريا. والعاشرة إفريقيا حسب المساحة. إثيوبيا هي موطن مملكة أكسوم القديمة، عثر في إثيوبيا على أقدم هيكل بشري عمره 4,4 مليون سنة. ولها أطول سجل تاريخي للاستقلال في إفريقيا، إذ لم تخضع للاستعمار إلا في الفترة من 1936 وحتى 1941 عندما اجتاحت القوات الإيطالية في حملتها على شرق إفريقيا إلى أن خرجت من المنطقة بعد توقيع الاتفاق الأنجلو - إثيوبي في ديسمبر / كانون الأول 1944 . عرفت إثيوبيا في الكتب والمخطوطات القديمة باسم الحبشة ، أما اسم إثيوبيا فقد استخدمه رسميا الإمبراطور الإثيوبي منليك الثاني، مقتبسا من الملك عيزانا الذي لقب نفسه بملك ملوك إثيوبيا بعد انتصاره على إثيوبيا النوبية. اسم آيثيوبيا هو لفظ إغريقي من آيثيوبس Aithiops يتكون من مقطعين هما «آيثيو» «أوبس» بمعنى الوجه المحروق أو اللون البني، وقد ورد اللفظ مرتين في الإلياذة وثلاث مرات في الأوديسة. واستخدمه المؤرخ اليوناني هيرودوتس لوصف الأراضي الواقعة في جنوب مصر، بما في ذلك السودان وإثيوبيا الحالية وبلدان الساحل الإفريقي. يقول المؤرخ الروماني القديم بلينيوس الأكبر إن اسم الدولة الإفريقية آيثيوبس انبثق من اسم نجل هيفيستوس المدعو إثيوبوس. كما تعني الكلمة مخترع الأدوات الحديدية أو الحداد " وأما اسم الحبشة المشتق من لفظ حبشت والذي ورد في التوراة فيعني الأجناس المختلطة والمختلفة إشارة إلى التصاهر ما بين الساميين الوافدين من جنوب الجزيرة العربية في غرب آسيا والحاميين الكوشيين من السكان الأصليين للبلاد. تعتبر إثيوبيا وعلى نطاق واسع موقع ظهور الإنسان الأول العاقل (هومو سابين Homo Sapiens) قبل 200,000 سنة تقريبا خلال العصر الحجري القديم الأوسط. اكتشفت أقدم عظام معروفة للإنسان الأول والمسماة بقايا أومو في جنوب غرب إثيوبيا. عثر كذلك على بقايا عظمية لسلالة منقرضة من الإنسان العاقل الأول (هومو سابينس إيدالتو Homo sapiens idaltu) في منطقة أواش بإثيوبيا. تعود تلك البقايا والتي يبلغ عمرها 160,000 سنة تقريبا إلى سلالة منقرضة من الإنسان العاقل هومو سابينس إيدالتو أو أسلاف الإنسان المعاصر. طبقا لعلماء اللغة فإن أول مجموعات بشرية تتحدث لغة أفرو-أسيوية قد وصلت إلى المنطقة خلال العصر الحجري الحديث من مكان ما (حوض النيل أو الشرق الأدنى) من المنطقة الشاسعة التي يطلق عليها علماء اللغة أورهيمات Urheimat والتي تعني حرفيا موطن اللغات الأفرو-أسيوية. غير أن بعض علماء اللغة الأخرين يعتقدون أن اللغات الأفرو-أسيوية نشأت بالأساس في منطقة القرن الأفريقي وانتشر منها متحدثوها لاحقا لبقية المناطق. ورد ذكر أرض إثيوبيا لأول مرة في التاريخ في مصر القديمة، أثناء عهد الدولة القديمة. حيث ذكر التجار المصريون من 3000 سنة قبل الميلاد أراضي جنوب النوبة أو كوش أطلقوا عليها «بنط». تظهر نقوش جدارية على معبد الدير البحري مشاهد من رحلة تجارية أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بنط في حوالي العام 1470 قبل الميلاد. تأسست في إريتريا وشمال إثيوبيا حوالي القرن الثامن قبل الميلاد مملكة عرفت باسم داموت. يعتقد أن عاصمة المملكة كانت تقع بالقرب من مدينة ييحا الحالية بشمال إثيوبيا. يعتقد أغلب المؤرخين أن حضارة داموت كانت إثيوبية بالأساس مع وجود بعض التأثير من حضارة سبأ القديمة والتي كانت تهيمن على ولاية البحر الأحمر في ذلك العصر. إلا أن فريقا آخرا من الباحثين يعتبرون أن حضارة داموت قد نشأت نتيجة لتمازج حضارتين أفرو-آسيويتين وهما حضارة الكوشيين وحضارة الساميين، وبالتحديد شعب أجاو المحلي والسبئيون من جنوب الجزيرة العربية. ومع ذلك فإن اللغة الجعزية وهي لغة إثيوبيا السامية القديمة قد تطورت بمعزل عن لغة سبأ القديمة والتي هي أيضا لغة سامية. يقدر المؤرخون أنه حتى بالعودة للتاريخ المبكر (عام 2,000 قبل الميلاد تقريبا) نجد أن هناك شعوبا عاشت في إثيوبيا وإريتريا تحدثت لغات سامية أخرى بخلاف اللغتين الجعزية والسبائية. يعتقد الآن أن تأثير سبأ كان محدودا وظل محصورا في نطاق أماكن محلية معينة ثم اختفى هذا التأثير خلال بضعة عقود أو قرنا من الزمان. وقد تكون لغة سبأ استعملت في مستعمرة عسكرية أو تجارية كانت متحالفة مع الحضارة الإثيوبية. بعد سقوط مملكة داموت في القرن الرابع قبل الميلاد، تتابعت بعدها على حكم الهضبة الإثيوبية بضعة ممالك صغيرة. ومع القرن الأول الميلادي ظهرت مملكة أكسوم في شمال إثيوبيا وإريتريا الحاليتين. يذكر كتاب أكسوم (Liber Axumae) الذي كتبت الأجزاء الأولى منه في القرن الخامس عشر الميلادي أن أول عاصمة لمملكة أكسوم كانت مزابر والتي بناها إتيوبيس ابن كوش. توسعت مملكة أكسوم لاحقا حتى أنها أخضعت لنفوذها اليمن على الجانب الآخر من البحر الأحمر. وفي القرن الثالث الميلادي اعتبر ماني (مؤسس الديانة المانوية في بلاد فارس) مملكة أكسوم واحدة من أعظم قوى عصره إلى جوار روما وفارس والصين. وصلت المسيحية لإثيوبيا على يد القديس فرومنتيوس والذي كان قد أبحر حوالى العام 316 للميلاد من موطنه في مدينة صور على متن سفينة تجارية بصحبة أخيه وعمه متجها إلى جنوب البحر الأحمر. وعندما توقفت السفينة بأحد مرافئ أكسوم هاجمها السكان المحليون وقتلوا كل من كانوا على متنها باستثناء فرومنتيوس وأخيه اللذين أخذا لقصر الملك كعبدين. بمرور الوقت نال الأخوان ثقة الملك واستطاعا إدخال بعض أعضاء العائلة المالكة وعلى رأسهم ولى العهد في المسيحية. سافر فرومنتيوس لاحقا لمدينة الإسكندرية حيث طلب من أثناسيوس (بابا الإسكندرية) أن يرسل أسقفا ومعه بعض الكهنة إلى أكسوم للتبشير بالمسيحية هناك. اختار البابا إثناسيوس فرومنتيوس ليكون أول أسقف لأكسوم وذلك في حوالى العام 328 للميلاد تقريبا. عاد القديس فرومنتيوس لأرض أكسوم وعمد الملك الجديد الذي نشر المسيحية في ربوع إثيوبيا ومنها انتقلت المسيحية لاحقا إلى اليمن. تظهر عملة معدنية يعود تاريخها للعام 324 للميلاد أن أثيوبيا كانت ثاني بلدا في العالم (بعد أرمينيا) يعتمد المسيحية كديانة رسمية للدولة. حكمت سلالة زاغوي أجزاء كثيرة من إثيوبيا وإريتريا الحديثة من حوالي 1137 إلى 1270 . الاسم مشتق من سلالة أغاو الناطقين بالكوشية في شمال إثيوبيا. أما من 1270 وما بعده لقرون عديدة، حكمت سلالة السليماني الإمبراطورية الإثيوبية. في أوائل القرن 15 الميلادي، سعت إثيوبيا لإجراء اتصالات دبلوماسية مع الممالك الأوروبية للمرة الأولى منذ العصور الأكسومية. رسالة من الملك هنري الرابع من إنجلترا إلى إمبراطور الحبشة على قيد الحياة. وفي العام 1428 ، أرسل الإمبراطور يشاق مبعوثين اثنين إلى ألفونسو الخامس ملك أراغون، الذي أرسل مبعوثين العودة. فشلوا في استكمال رحلة العودة. بدأت العلاقات مستمرة مع أول بلد أوروبي في عام 1508 مع البرتغال في عهد الإمبراطور لبنة دينجل، الذي كان قد ورث العرش فقط من والده. ثبت أن هذا تطور مهم، لأنه عندما تعرضت الإمبراطورية إلى هجمات من عضل عامة والإمام أحمد بن إبراهيم الغازي (وتسمى «غران»، أو «أعسر»)، البرتغال بمساعدة الإمبراطور الإثيوبي عن طريق إرسال الأسلحة وأربع مئة رجل، الذي ساعد ابنه أحمد جيلاوديووس الهزيمة وإعادة تأسيس حكمه. وكان هذا إثيوبيا عضل الحرب أيضا واحدة من الحروب بالوكالة لأول مرة في المنطقة والدولة العثمانية والبرتغال استغرق الجانبين في الصراع. عندما كان الإمبراطور سوسينيوس لقد اعتنقت الكاثوليكية الرومانية سنة 1624 وسنوات الثورة والاضطرابات المدنية تلت ذلك، مما أدى إلى سقوط الآلاف من القتلى. وكان من المبشرين اليسوعيين بالإساءة للإيمان الأرثوذكسي من الإثيوبيين المحلية. على 25 يونيو 1632 الإمبراطور فاسيليدس، ابن سوسينيوس، وأعلن دين الدولة مرة أخرى لتكون المسيحية الأرثوذكسية الإثيوبية. وقال انه طرد المبشرين اليسوعيين وغيرهم من الأوروبيين. سميت أيضا بسلطنة عفر وقد تأسست لتكون خلفا لإمامة أوسا التي أسسها محمد جاسا عام 1577 ميلادي بعد أن نقل عاصمة دولته من هرر إلى أوسا إثر انقسام سلطنة عدال إلى كل من سلطنة أوسا وسلطنة هرر. وبعد عام 1672 ميلادي، اضمحلت سلطنة أوسا وكادت أن تزول من الوجود بالتزامن مع اعتلاء الإمام عمر الدين بن آدم للعرش. ثم أعيد تأسيس السلطنة بعد ذلك على يد كيدافو حوالي عام 1734 ميلادي، وبعدها حضعت لحكم سلالة مدايتو. وكان الرمز الأساسي للسلطان عبارة عن صولجان فضي درج الاعتقاد بأنه كان يتمتع بخواص سحرية. بدأت إثيوبيا في شكلها الحالي تقريبا في عهد منليك الثاني، الذي كان الإمبراطور من 1889 حتى وفاته في عام 1913. من قاعدته في محافظة الوسطى من شوا، تعيين منليك إلى ضم الأراضي إلى الجنوب والشرق والغرب، المجالات التي أورومو، سيداما، كوراج، ولايتا وجماعات أخرى مأهولة بالسكان. وقد فعل ذلك بمساعدة ميليشيا رأس جوبينا شيوا أورومو، واحتلال الأراضي التي لم تعقد منذ أحمد بن إبراهيم غازي (أحمد جران). كان غزو الحبشة (الفتوح الحبش)، فضلا عن المناطق الأخرى التي لم تكن قط تحت سلطانها الحبشي حملة منليك في الدفاع عن النفس ضد أورومو إلى حد كبير ردا على قرون من أورومو التوسعية وزيميني وميسفنت («وكان عصر الأمراء»)، وهي الفترة التي تعاقب الحكام الاقطاعيين أورومو سيطر على المرتفعات. ومن أهم هذه السلالة ييجو، والتي شملت عليجاز من ييجو وشقيقه علي وأنا من ييجو. العلي تأسست بلدة دبري تابور في منطقة أمهرة، التي أصبحت عاصمة للسلالة. خلال فترة حكمه، أدلى منليك الثاني التقدم في تشييد الطرق والكهرباء والتعليم؛ ووضع النظام الضريبي المركزية؛ والأساس وبناء مدينة أديس أبابا - التي أصبحت رأس، عاصمة إقليم شوا في عام 1881 بعد أن صعد إلى العرش في عام 1889، تم تغيير اسمها أنها أديس أبابا، عاصمة الحبشة جديدة. وكان منليك وقعت معاهدة مع إيطاليا Wichale مايو 1889 في إيطاليا التي ستعترف بسيادة إثيوبيا طالما أن إيطاليا سيطرة على المنطقة الواقعة شمال إثيوبيا (جزء من إريتريا الحديثة). في المقابل كانت إيطاليا لتوفير منليك مع الأسلحة ودعم له كإمبراطور. استخدام الإيطاليين الوقت بين التوقيع على المعاهدة وتصديق الحكومة الإيطالية عليها إلى توسيع مطالبهم الإقليمية. اندلع هذا النزاع في معركة عدوة في 1 مارس 1896 التي هزم الأثيوبيون فيها القوات الاستعمارية الإيطالية. توفي حوالي ثلث السكان في المجاعة الإثيوبية العظمى (1888 إلى 1892). تميزت بداية القرن 20 قبل عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي الأول، الذي جاء إلى السلطة بعد خلع اياسو V. وتعهد تحديث إثيوبيا من عام 1916، عندما جعلت هو كان رأس وريجنت (إنديراس) Zewditu الأول وأصبح الحاكم الفعلي للإمبراطورية الإثيوبية. بعد وفاة Zewditu، جعلت هو كان الإمبراطور في 2 تشرين الثاني 1930. ولد هيلا سيلاسي من الآباء والأمهات من ثلاثة أعراق الإثيوبية: وأورومو والأمهرية، واثنين من المجموعات العرقية الرئيسية في البلاد، فضلا عن كوراج. انقطع استقلال إثيوبيا قبل الحرب الإيطالية الحبشية الثانية والاحتلال الإيطالي (1936-1941). وخلال هذا الوقت، ناشد هيلا سيلاسي إلى عصبة الأمم في عام 1935، وتقديم عنوان التي جعلت منه شخصية في جميع أنحاء العالم، و1935 مجلة تايم رجل العام. أيضا في هذه الفترة، عام 1937، كانت مذبحة الإيطالية Yekatit 12. وبعد دخول إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، قوات الإمبراطورية البريطانية، جنبا إلى جنب مع المقاتلين الوطني الإثيوبي، تحررت رسميا واصلت حملة حرب العصابات الإيطالية إثيوبيا في سياق حملة شرق أفريقيا في عام 1941. حتى عام 1943. وأعقب ذلك اعتراف بريطانيا سيادة إثيوبيا الكامل، (أي من دون أي امتيازات البريطانية الخاصة)، مع توقيع اتفاق الأنجلو الإثيوبية في ديسمبر 1944. وفي 26 أغسطس 1942 هيلا سيلاسي الأول صدر إعلان إلغاء الرق، وكان. إثيوبيا بين اثنين وأربعة ملايين العبيد في أوائل القرن ال20، من أصل مجموع السكان البالغ عددهم حوالي أحد عشر مليونا. في عام 1952، نظمت هيلا سيلاسي الاتحاد مع اريتريا. أنه يذوب هذا في عام 1962 وضمتها إريتريا، التي قاومت وأخيرا فاز الحرب الإريترية استقلالها. لعبت هيلا سيلاسي دورا رائدا في تشكيل منظمة الوحدة الأفريقية في عام 1963. تحول الرأي داخل إثيوبيا ضد هيلا سيلاسي الأول بسبب أزمة النفط في جميع أنحاء العالم لعام 1973، والذي تسبب في زيادة حادة في أسعار البنزين اعتبارا من يوم 13 فبراير 1974; نقص الغذاء؛ عدم اليقين بشأن الخلافة؛ حروب الحدود، والسخط في الطبقة المتوسطة التي تم إنشاؤها من خلال التحديث. تسبب أسعار البنزين المرتفعة سائقي سيارات الأجرة والمعلمين على الإضراب عن العمل يوم 18 فبراير 1974. بدأ الطلاب والعمال في أديس أبابا يتظاهرون ضد الحكومة في 20 فبراير 1974. الإطاحة مجلس الوزراء حكم الأقلية الإقطاعية من أكليلو هابتي وولدي. تشكلت حكومة جديدة مع إندالكاشيو ماكونين بمثابة رئيس الوزراء. وصل عهد هيلا سيلاسي إلى نهايته في 12 سبتمبر عام 1974، وقتها كانت تحكم الطغمة العسكرية الماركسية اللينينية المدعومة من السوفييت، فقام «الديرغ» بزعامة منغستو هايلي مريم بخلع هيلا سيلاسي. وأنشأ مجلس الإدارة العسكرية المؤقتة الجديدة مجلس دولة شيوعية من حزب واحد التي كانت تسمى جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الشعبية. عانى النظام التي تلت ذلك العديد من الانقلابات والانتفاضات، وعلى نطاق واسع للجفاف، ومشكلة كبيرة للاجئين. في عام 1977، أدت الحرب أوغادين في الصومال التقاط جزء من إقليم أوغادين. إثيوبيا تعافى ذلك بعد تلقي مساعدات عسكرية ضخمة من الاتحاد السوفياتي وكوبا واليمن الجنوبي وألمانيا الشرقية وكوريا الشمالية. وشملت هذه حوالي 15,000 جندي مقاتل الكوبية. وقتل ما يصل إلى 500,000 شخصا نتيجة الرعب الأحمر، من عمليات الترحيل القسري، أو من استخدام الجوع كسلاح تحت حكم منجيستو. وقد أجريت الإرهاب الأحمر في رد على ما يسمى الحكومة «الإرهاب الأبيض»، نفذت من المفترض أن سلسلة من الأحداث العنيفة والاغتيالات والقتل من قبل المعارضة. في عام 2006، بعد محاكمة استمرت 12 عاما، وجدت المحكمة الاتحادية العليا في إثيوبيا منغستو في أديس أبابا إدانته غيابيا الإبادة الجماعية. العديد من قادة كبار آخرين من عثر له أيضا بارتكاب جرائم حرب. وحوكم هو والآخرين الذين فروا من البلاد، وحكم عليه غيابيا. تلقى العديد من المسؤولين السابقين عقوبة الإعدام وعشرات آخرين أمضى السنوات ال 20 المقبلة في السجن، قبل أن يتم العفو عنه من عقوبة السجن مدى الحياة. في بداية 1980، وسلسلة من المجاعات ضربت إثيوبيا التي تضرر منها نحو 8 ملايين شخص، مما أدى إلى مليون قتيل. نشأت حركات التمرد ضد الحكم الشيوعي حتى ولا سيما في المناطق الشمالية من تيغري وإريتريا. في عام 1989، والشعوب Tigrayan 'جبهة التحرير (جبهة تحرير شعب تيغري) اندمجت مع حركات المعارضة الأخرى على أساس عرقي لتشكيل ائتلاف والمعروفة باسم الشعوب الإثيوبية "الجبهة الديمقراطية الثورية (الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية). في نفس الوقت بدأ الاتحاد السوفياتي إلى التراجع عن بناء الشيوعية العالم تحت الغلاسنوست والبيريسترويكا سياسات جورباتشوف، بمناسبة انخفاض كبير في المساعدات لأثيوبيا من دول الكتلة الاشتراكية. وأدى ذلك إلى مزيد من الصعوبات الاقتصادية وانهيار الجيش في مواجهة اعتداءات مصممة من قبل قوات حرب العصابات في الشمال. انهيار الشيوعية في عام، وأوروبا الشرقية خلال ثورات عام 1989، تزامنت مع الاتحاد السوفييتي وقف المساعدات لإثيوبيا تماما في عام 1990. النظرة الإستراتيجية لمنغستو تدهورت بسرعة. في مايو 1991، تقدمت قوات الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية في أديس أبابا والاتحاد السوفياتي لم تتدخل لإنقاذ الجانب الحكومي. فر منغستو البلاد إلى اللجوء في زيمبابوي، حيث لا يزال يقيم. تم تعيين الحكومة الانتقالية في إثيوبيا، تتألف من 87 عضوا مجلس النواب وتسترشد الميثاق الوطني التي تعمل بمثابة الدستور الانتقالي، وتصل. في حزيران عام 1992، وانسحبت جبهة تحرير أورومو من الحكومة؛ مارس 1993، غادر أعضاء التحالف الديمقراطي في جنوب إثيوبيا الشعوب أيضا الحكومة. في عام 1994، وكتب الدستور الجديد التي شكلت هيئة تشريعية من مجلسين والنظام القضائي. استغرق انتخابات متعددة الأحزاب رسميا للمرة الأولى في أيار 1995، وتم فيه انتخاب ملس زيناوي رئيس الوزراء وانتخب الرئيس نيجاسو جيدادا. في عام 1994، اعتمد الدستور الذي أدى إلى أول انتخابات متعددة الأحزاب في إثيوبيا في العام التالي. في مايو 1998، والنزاع الحدودي مع اريتريا أدى إلى الحرب الأريترية والإثيوبية، والتي استمرت حتى يونيو 2000، وكلف كلا البلدين يقدر بمليون دولارا في اليوم. وهذا يضر الاقتصاد الإثيوبي، ولكن تعزيز الائتلاف الحاكم. في 15 مايو 2005، عقدت إثيوبيا الانتخابات متعددة الأحزاب الثالثة، والتي تم المتنازع عليها إلى حد كبير، مع بعض جماعات المعارضة بدعوى التزوير. على الرغم من وافق مركز كارتر الظروف التي سبقت الانتخابات، أعربت فيه عن استيائها مع مسائل ما بعد الانتخابات. واصل الاتحاد الأوروبي مراقبين للانتخابات لاتهام الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات. اكتسبت أحزاب المعارضة أكثر من 200 مقعدا في البرلمان، مقارنة مع 12 فقط في انتخابات عام 2000. على الرغم من معظم ممثلي المعارضة الانضمام إلى البرلمان، واتهم بعض القادة في حزب ائتلاف الوحدة والديمقراطية، وبعضهم رفض لتولي مواقعهم البرلمانية، بالتحريض على أعمال العنف التي أعقبت الانتخابات التي تلت ذلك وسجنوا. اعتبرت منظمة العفو الدولية لهم «سجناء الضمير» وأفرج عنهما في وقت لاحق. وأنشئ ائتلاف أحزاب المعارضة وبعض الأفراد في عام 2009 للإطاحة بنظام من الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية في الانتخابات التشريعية لعام 2010. حزب ملس زيناوي الذي كان في السلطة منذ عام 1991، ونشرت في البيان 65 صفحة في أديس أبابا في 10 أكتوبر 2009. فاز بمعظم الاصوات المعارضة في أديس أبابا، ولكن أوقفت الجبهة الشعبية الثورية الديمقراطية فرز الأصوات لعدة أيام. بعد ذلك تلت ذلك، فإنه ادعى الانتخابات، وسط اتهامات بالتزوير والترهيب. بعض الأحزاب الأعضاء الثمانية في هذا المنتدى الإثيوبية للحوار الديمقراطي (FDD أو مدرك باللغة الأمهرية) تشمل أورومو الاتحادية الكونغرس (الذي نظمته الحركة الديمقراطية أورومو الاتحادية والمؤتمر الشعبي أورومو)، والساحة تيغري (تنظمها أعضاء سابقين في الحزب الحاكم جبهة تحرير شعب تيغري)، والوحدة من أجل الديمقراطية والعدالة (UDJ، الذي سجن الزعيم)، وتحالف القوى الديمقراطية الصومالية. في منتصف عام 2011، عجلت موسمين متتاليين الأمطار غاب أسوأ موجة جفاف في شرق أفريقيا شهدت في 60 عاما. لا يتوقع الشفاء التام من آثار الجفاف حتى عام 2012 إثيوبيا تفقد ما يقدر 1,410 كم² من الغابات الطبيعية كل عام. بين عامي 1990 2005 فقدت البلاد ما يقرب من 21,000 كم². تتكون برامج الحكومة الحالية للسيطرة على إزالة الغابات من خلال التعليم، وتعزيز برامج إعادة التشجير وتوفير المواد الخام البديلة لالأخشاب. في المناطق الريفية توفر الحكومة أيضا
https://ar.wikipedia.org/wiki/إثيوبيا
e7d2f324e52cb5d7aa70493098d30564
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.358000", "source": "Wikipedia" }
بلجيكا
بلجيكا
بلجيكا أو مملكة بلجيكا هي دولة ذات نظام «ملكي اتحادي» في أوروبا الغربية. وهي عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي، وتستضيف مقر الاتحاد الأوروبي، فضلا عن ذلك العديد من المنظمات الدولية الرئيسية الأخرى مثل منظمة حلف شمال الأطلسي. بلجيكا تغطي مساحة 30،528 كيلومتر مربع (11،787 ميل مربع)، وعدد سكانها حوالي 11 مليون نسمة حسب حسابات عام 2018، عاصمتها هي مدينة بروكسل وهي العاصمة الإدارة لمنظمة الاتحاد الأوروبي. على جانبي الحدود الثقافية بين أوروبا الجرمانية واللاتينية، وفي بلجيكا لغتين رئيسيتين هما: الهولندية المتكلمين بها (حوالي 59٪)، ومعظمهم الفلمنكية، والمتكلمين بالفرنسية (حوالي 41٪)، ومعظمهم الولونيين، بالإضافة إلى مجموعة صغيرة من المتحدثين بالألمانية. اثنين من أكبر المناطق في بلجيكا هي المنطقة الناطقة باللغة الهولندية الفلاندر في الشمال والمنطقة الناطقة بالفرنسية جنوب والونيا. في إقليم العاصمة بروكسل، ثنائية اللغة رسميا، هو جيب الناطقة بالفرنسية في الغالب داخل الإقليم الفلمنكي. تتواجد الجماعة الناطقة باللغة الألمانية في شرق والونيا. تنعكس تنوع بلجيكا اللغوي والصراعات السياسية ذات الصلة في التاريخ السياسي ونظام معقد من الحكومة. تاريخيا، بلجيكا، هولندا ولوكسمبورغ كانت تعرف باسم البلدان المنخفضة، والتي تستخدم لتغطية مساحة أكبر نوعا ما من المجموعة الحالية للدول البنلوكس. وتاريخيا كانت بلجيكا تحمل اسم «بلجيكا اللاتينية» نظرا لانضمام بلجيكا إلى إحدى المقاطعات الرومانية. من نهاية العصور الوسطى حتى القرن السابع عشر، كانت مركز مزدهر للتجارة والثقافة. من القرن السادس عشر حتى الثورة البلجيكية في عام 1830، عندما انفصلت بلجيكا عن هولندا، ودارت العديد من المعارك بين القوى الأوروبية على الأراضي البلجيكية، الأمر الذي أدى إلى أن يطلق عليها اسم «ساحة المعركة في أوروبا» سمعة يعززها كلا الحربين العالميتين. بعد استقلالها، شاركت بلجيكا في الثورة الصناعية وخلال القرن العشرين، كانت تمتلك عددا من المستعمرات في أفريقيا. وقد تميز النصف الثاني من القرن العشرين بحدوث خلافات بين الفلمنكيين والفرنكوفونيين تغذيها الاختلافات في اللغة والتنمية الاقتصادية غير المتكافئة من فلاندرز والونيا. وقد تسبب هذا العداء المستمر بإصلاحات بعيدة المدى، وتغيير نظام الدولة البلجيكية الوحدوي سابقا في الدولة الاتحادية، والعديد من الأزمات الحكومية، وآخرها، 2007-2011، كونها أطول. أطلق يوليوس قيصر هذا اللقب على سكان هذه المنطقة السلتية عند غزو بلاد الغال في ما بين 57 و51 قبل الميلاد. حيث ذكر في مؤلفاته (De Bello Gallico). عاد ظهور الاسم مجددا إبان القرن السابع عشر في العديد من الأعمال الفنية والأدبية وكذلك على الصعيد السياسي في غرب أوروبا، حيث كان يقصد به آنذاك الأقاليم الهولندية والفلمنكية معا. وهذا ما يفسر ما حدث لاحقا من ضم الفلمنكيين والهولنديين تحت راية مملكة الأراضي المنخفضة (المملكة المتحدة وهولندا) عام 1815، بعد هزيمة نابليون بونابرت. بلجيكا تشترك في الحدود مع فرنسا (620 كم)، ألمانيا (167 كم)، لوكسمبورغ (148 كم) وهولندا (450 كلم). مساحتها الإجمالية بما في ذلك المياه السطحية هي 33990 كيلومترا مربعا، مساحة الأرض وحدها 30528 كيلومترا مربعا. بلجيكا ثلاث مناطق جغرافية رئيسية هي : السهل الساحلي في الشمال الغربي والهضبة الوسطى وكلاهما تنتمي إلى حوض الأنجلو البلجيكي، ومرتفعات أردين في الجنوب الشرقي هي جزء من حزام فاريسكان الجبلي. حوض باريس يصل إلى المنطقة الصغيرة الرابعة للطرف الجنوبي في بلجيكا. السهل الساحلي يتكون أساسا من الكثبان الرملية والأراضي المستصلحة. منظر للطبيعة يرتفع ببطء عن طريق المجاري المائية العديدة، مع الوديان الخصبة والسهول الرملية في شمال شرق كمبين (Campine). التلال والهضاب مليئة بالأشجار الحرجية الكثيفة أكثر من مرتفعات أردين الوعرة والصخرية المليئة بالكهوف والأودية الصغيرة التي تمتد غربا إلى فرنسا، وشرقا يمتد هذا المجال إلى سلسلة جبال إيفيل في ألمانيا من هضبة الفينات السامي، والذي يشكل أعلى نقطة في بلجيكا بارتفاع 694 متر (2277 قدم). لدى بلجيكا ثلاث مناطق طبيعية: الساحل، المنطقة الوسطى ومرتفعات أردين. تكثر الزراعة في الثانية لخصوبة تربتها بينما تكثر الغابات والجبال والحياة البرية في الثالثة. أهم نهرين في البلاد هم السخيلد بالنطق الهولندي أو ليسكو بالنطق الفرنسي ولا موز. أعلى نقطة في بلجيكا هي تلة رمز البوترانج بعلو يبلغ ارتفاعه 694 متر. الطقس عموما معتدل إلى بارد، معدل درجات الحرارة هي 25 درجة مئوية صيفا و7,2 درجة شتاء. بلجيكا دولة صغيرة المساحة، وتغلب عليها المظاهر السهلية، ولقد اقتطع السكان قسما من البحر وذلك في توسعهم الزراعي على حساب السواحل، وتنقسم أرضها إلى سهل الفلاندر ويشغل القسم الشمالي الغربي من البلاد، ويمتد نطاق مستنقعي بينه وبين البحر، وهذا السهل يمثل مجال التوسع على حساب البحر، ويليه سهل الكامبين بمحاذاة هولندا وهو رملي حصوي، استصلحت تربته أخيرا، ثم السهل الأوسط وهو سلسلة من الهضاب المنخفضة، وتشقه مجموعة من روافد نهر السخيلد وبهذا السهل أغنى أراضي بلجيكا الزراعية، وأكثرها سكانا وتشمل أرض بلجيكا هضبة أردين وهي مجموعة من الهضاب، تفصل بينهما منطقة تتمثل في منخفض (فامين) ومن المناطق البلجيكية وادي (السامواز) ويشتهر بوجود الفحم، ويعيش في هذا الوادي ربع سكان بلجيكا. مناخ معتدل ينتمي إلى طراز غربي أوروبا، وهو بحري معتدل بصفة عامة، فالشتاء بارد والصيف معتدل. جميع السكان البلجيكيين تقريبا من الحضر بنسبة 97% في عام 2004. وتبلغ الكثافة السكانية في بلجيكا هو 365 لكل كيلومتر مربع (952 لكل ميل مربع) اعتبارا من مارس 2013. المنطقة الأكثر كثافة مأهولة هي فلاندرز. وآردن لديها أدنى كثافة. اعتبارا من عام 2012، وكان الإقليم الفلمنكي يبلغ عدد سكانها 6350765، مع أنتويرب (502604)، غنت (248242) وبروج (117170)، مدنها من حيث عدد السكان. كان والونيا 3546329 مع شارلروا (203871)، لياج (195576) ونامور (110096)، مدنها من حيث عدد السكان. بروكسل فيه 1138854 نسمة في منطقة العاصمة في 19 بلدية، ثلاثة منها لديها أكثر من 100،000 نسمة. اعتبارا من عام 2007، كان ما يقرب من 92% من السكان الجنسية البلجيكية، وحساب المواطنين الآخرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لحوالي 6%. كانت الرعايا الأجانب انتشارا الإيطالية (171918)، الفرنسية (125061)، والهولندية (116970)، المغرب (80579)، والبرتغالية (43509)، والإسبانية (42765) والتركية (39419) والألمانية (37621). وفي عام 2007، كان هناك 1.38 مليون السكان المولودين في الخارج في بلجيكا، الموافق 12.9% من مجموع السكان. من هذه، 685،000 (6.4%) قد ولدوا خارج الاتحاد الأوروبي و695،000 (6.5%) قد ولدوا في دولة أخرى عضو في الاتحاد الأوروبي. في بداية 2012، وقدرت الناس ذوي الأصول الأجنبية وذريتهم قد شكلت حوالي 25% من مجموع السكان أي 2.8 مليون البلجيكيين الجديدة. من هذه البلجيكيين الجديدة، 1،200،000 هي من أصول أوروبية و1،350،000 هي من البلدان غير الغربية (معظمهم من المغرب وتركيا، والجزائر، وجمهورية الكونغو الديمقراطية). منذ تعديل قانون الجنسية البلجيكية في عام 1984 اكتسبت أكثر من 1.3 مليون مهاجر على الجنسية البلجيكية. أكبر مجموعة من المهاجرين وذريتهم في بلجيكا مغاربة، مع أكثر من 450,000 الناس. الأتراك هي ثالث أكبر مجموعة، وثاني أكبر مجموعة عرقية مسلم، الذين يبلغ عددهم 220,000. وقد تم تجنيسهم 89.2% من السكان من أصل تركي، وكذلك 88.4% من الناس من أصول مغربية، 75.4 ٪ من الإيطاليين، 56.2% من الفرنسيين و47.8% من الشعب الهولندي. يوجد في بلجيكا ثلاث لغات رسمية، والتي هي (بالترتيب من حجم السكان الناطقين الأصليين بلجيكا) الهولندية والفرنسية والألمانية. ويتحدث عدد من لغات الأقليات غير الرسمية أيضا. كما لا يوجد تعداد، لا توجد بيانات إحصائية رسمية بشأن توزيع أو استخدام اللغات الرسمية في بلجيكا الثلاث أو لهجاتهم. ومع ذلك، ومعايير مختلفة، بما في ذلك اللغة () من الآباء والأمهات، من التعليم، أو وضع اللغة الثانية من المولودين في الخارج، قد اقترح تقديم أرقام. ما يقدر 60% من السكان يتحدث الهولندية البلجيكية (غالبا ما يشار إلى الفلمنكية)، و40% من السكان يتحدث الفرنسية. (غالبا ما يشار البلجيكيين الناطقين بالفرنسية باسم الولونيين، على الرغم من أن الناطقين بالفرنسية في بروكسل ليست الولونيين). مجموع المتحدثين الهولنديين 6230000، وتتركز في منطقة فلاندرز الشمالية، في حين تضم الناطقين بالفرنسية 3320000 في والونيا ويقدر 870،000 (أو 85%) في إقليم العاصمة بروكسل ثنائية اللغة رسميا. والألمانية يتم التحدث الجماعة تتكون من 73،000 شخص في الجزء الشرقي من إقليم والون؛ حوالي 10،000 و60،000 الألمانية المواطنين البلجيكيين الناطقين باللغة الألمانية. ما يقرب من 23,000 أكثر المتكلمين الألمانية يعيشون في البلديات قرب الجماعة الرسمية. باللغتين الفرنسية والبلجيكية الهولندية البلجيكية لديها اختلافات طفيفة في المفردات والفروق الدقيقة الدلالي من أصناف تحدث على التوالي في هولندا وفرنسا. لا يزال كثير من الناس يتكلمون لهجات من الفلمنكية الهولندية في بيئتهم المحلية. والون، وبمجرد أن اللغة الإقليمية الرئيسية في والونيا، والآن فقط فهم وتحدث في بعض الأحيان، ومعظمهم من كبار السن. اللهجات والونيا، جنبا إلى جنب مع تلك بيكار، لا تستخدم في الحياة العامة، وحلت محلها الفرنسية. منذ استقلال البلاد، كان للكاثوليكية الرومانية، التي تعارضت معها حركات الفكر الحر، دور مهم في سياسة بلجيكا. لكن بلجيكا بلد علماني إلى حد كبير، حيث ينص الدستور العلماني على حرية الدين، وتحترم الحكومة عموما هذا الحق في الممارسة. خلال فترة حكم ألبرت الأول وبودوين، كانت الملكية تتمتع بسمعة كاثوليكية عميقة الجذور. كانت الكاثوليكية الرومانية تقليديا ديانة الأغلبية في بلجيكا. وهي قوية خصوصا في فلاندرز. ومع ذلك، بحلول عام 2009 كان حضور الكنيسة 5% لبلجيكا في المجموع؛ 3% في بروكسل، و5.4% في فلاندرز. كان حضور الكنيسة في عام 2009 في بلجيكا ما يقرب من نصف حضور الكنيسة الأحد في عام 1998 (11% لمجموع بلجيكا في عام 1998). على الرغم من انخفاض الحضور في الكنيسة، إلا أن الهوية الكاثوليكية تظل جزءا مهما من ثقافة بلجيكا. وفقا لمقياس يوروباميتر 2010، أجاب 37% من المواطنين البلجيكيين أنهم يعتقدون أن هناك إلها. أجاب 31% أنهم يعتقدون أن هناك نوعا من الروح أو قوة الحياة. أجاب 27% أنهم لا يعتقدون أن هناك أي نوع من الروح، أو الله، أو قوة الحياة، ولم يجب 5%. ووفقا لمقياس يوروباميتر لعام 2015، فإن 60.7% من إجمالي سكان بلجيكا يعتنقون المسيحية، وكانت الكاثوليكية الرومانية هي أكبر طائفة بنسبة 52.9٪. كان البروتستانت يمثلون 2.1٪ وكان المسيحيون الأرثوذكس يمثلون 1.6٪ من المجموع. شكل الأشخاص غير المتدينين 32.0٪ من السكان وكانوا مقسمين بين الملحدين (14.9%) واللاأدريين (17.1٪). و5.2% من السكان مسلمين و2.1% كانوا مؤمنين بديانات أخرى. وجد استطلاع يوروباميتر السابق له الذي أجري في عام 2012 أن المسيحية كانت تمثل 65% من البلجيكيين حينها. رمزيا وماديا، لا تزال الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في وضع إيجابي. تعترف بلجيكا رسميا بثلاث ديانات: المسيحية (الكاثوليكية، البروتستانتية، الكنائس الأرثوذكسية والأنجليكانية)، الإسلام واليهودية. وجد تقدير في سنة 2008 أن حوالي 6 ٪ من السكان البلجيكيين (628،751 شخص) هم من المسلمين. يشكل المسلمون 23.6% من سكان بروكسل، و4.9% من والونيا و5.1% من فلاندرز. يعيش غالبية المسلمين البلجيكيين في المدن الكبرى، مثل أنتويرب وبروكسل وتشارليروي. أكبر مجموعة من المهاجرين في بلجيكا هم من المغاربة، بحوالي 400000 شخص. الأتراك هم ثالث أكبر مجموعة، وثاني أكبر مجموعة عرقية مسلمة، يبلغ عددهم 220،000. ووفقا لتقدير جامعة كاثوليكية سنة 2015، كانت النسبة 7%، مع عدم وجود تغير ملحوظ للطوائف الدينية الأخرى. ووفقا لمركز بيو سنة 2016، بلغت نسبة المسلمين في بلجيكا نحو 7,6% من السكان، من المعروف أن البلجيكيين يتمتعون بصحة جيدة. وفقا لتقديرات عام 2012، ومتوسط العمر المتوقع هو 79.65 عاما. ومنذ عام 1960، والعمر المتوقع لديه، وذلك تمشيا مع المتوسط الأوروبي، ونمت لمدة شهرين في السنة. الموت في بلجيكا ويرجع ذلك أساسا إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية، والأورام، واضطرابات في الجهاز التنفسي وأسباب غير طبيعية للوفاة (الحوادث، والانتحار). الأسباب غير الطبيعية من الموت والسرطان هي الأسباب الأكثر شيوعا للوفاة بين الإناث حتى سن 24 والذكور حتى سن 44. ويتم تمويل الرعاية الصحية في بلجيكا من خلال اشتراكات الضمان الاجتماعي والضرائب على حد سواء. التأمين الصحي إلزامي. يتم تسليم الرعاية الصحية من خلال نظام معظمها خاصة من الأطباء الممارسين المستقلين والمستشفيات. معظم الوقت ويدفع كل الخدمات المقدمة مباشرة من قبل المريض وتسدد في وقت لاحق من قبل شركات التأمين الصحي. يشرف نظام الرعاية الصحية البلجيكية وبتمويل من الحكومة الاتحادية والمجموعات الثلاث والأقاليم الثلاثة، أي ست وزارات متميزة (اندمجت الجماعة الفلمنكية والمنطقة). وكانت الأحزاب السياسية الرئيسية في القرن 19 للحزب الكاثوليكي والحزب الليبرالي، مع حزب العمل البلجيكي الناشئة في أواخر القرن 19. كان في الأصل الفرنسية اللغة الرسمية واحدة التي اعتمدتها طبقة النبلاء والبرجوازية. أنها فقدت تدريجيا أهميتها الشاملة كما أصبحت الهولندية المعترف بها كذلك. أصبح هذا الاعتراف الرسمي في عام 1898 وعام 1967 نسخة من الدستور الهولندي قبل من الناحية القانونية. تنازلت مؤتمر برلين عام 1885 سيطرة الدولة الحرة الكونغو إلى الملك ليوبولد الثاني كما حوزته الخاص. من حوالي عام 1900 كان هناك قلق متزايد الدولية لمعاملة وحشية المدقع والسكان الكونغوليين تحت ليوبولد الثاني، والذين كان الكونغو في المقام الأول مصدرا للإيرادات من إنتاج العاج والمطاط. في عام 1908 قاد هذا الاحتجاج الدولة البلجيكية على تحمل المسؤولية لحكومة مستعمرة، ودعا من الآن فصاعدا الكونغو البلجيكية. غزت ألمانيا بلجيكا في عام 1914 كجزء من خطة لمهاجمة شليفن فرنسا والكثير من القتال الجبهة الغربية من الحرب العالمية الأولى وقعت في الأجزاء الغربية من البلاد. كانت معروفة في الأشهر الأولي من الحرب والاغتصاب في بلجيكا بسبب تجاوزات الألمانية. استغرق بلجيكا على المستعمرات الألمانية Ruanda - أوروندي (العصر الحديث رواندا وبوروندي) خلال الحرب، وكانوا المكلفة بلجيكا في عام 1924 من قبل عصبة الأمم. في أعقاب الحرب العالمية الأولى، تم ضم المناطق البروسية من أوبين ومالميدي من بلجيكا في عام 1925، مما تسبب وجود أقلية الناطقة بالألمانية. وقد غزت البلاد مرة أخرى من ألمانيا في عام 1940 واحتلت حتى تحريرها من قبل الحلفاء في عام 1944، وبعد الحرب العالمية الثانية، اضطرت إلى إضراب عام الملك ليوبولد الثالث، الذين شاهدوا العديد من التعاون مع ألمانيا خلال الحرب، على التنازل عن العرش في عام 1951. ارتفع الكونغو البلجيكية الاستقلال في عام 1960 خلال أزمة الكونغو؛ يتبع رواندا - أوروندي مع استقلالها بعد ذلك بعامين. انضم حلف شمال الأطلسي بلجيكا كعضو مؤسس وشكلت مجموعة البنلوكس من الدول مع هولندا ولوكسمبورغ. أصبحت بلجيكا واحدة من الدول الست المؤسسة للاتحاد الفحم والصلب الجماعة الأوروبية في عام 1951 ومن الجماعة الأوروبية للطاقة الذرية والجماعة الاقتصادية الأوروبية، التي أنشئت في عام 1957. هذا الأخير هو الآن الاتحاد الأوروبي، والتي تستضيف بلجيكا الإدارات والمؤسسات الكبرى، بما في ذلك المفوضية الأوروبية ومجلس الاتحاد الأوروبي ودورات استثنائية وجنة من البرلمان الأوروبي. بلجيكا هي، ملكية دستورية وشعبية ديمقراطية برلمانية فيدرالية. ويتكون البرلمان من مجلسين الاتحادية من مجلس الشيوخ ومجلس النواب. يرصد السابق تتكون من 40 السياسيين المنتخبين مباشرة و21 ممثلين يعينهم 3 البرلمانات الجماعة، 10 من أعضاء مجلس الشيوخ اختارت التعاون وأبناء الملك، وأعضاء مجلس الشيوخ من قبل الحق الذي في واقع الأمر للإدلاء بأصواتهم. وينتخب 150 ممثلا للغرفة في ظل نظام الاقتراع النسبي من 11 دائرة انتخابية. بلجيكا لديها إجبارية التصويت، وبالتالي يحمل واحدة من أعلى معدلات إقبال الناخبين في العالم. الملك (فيليب حاليا) هو رئيس الدولة، ولكن مع صلاحيات محدودة. وهو الذي يعين الوزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء، التي لديها ثقة مجلس النواب لتشكيل الحكومة الاتحادية. ويتكون مجلس الوزراء من عدد لا يتجاوز خمسة عشر عضوا. مع استثناء محتمل لرئيس الوزراء، ويتكون مجلس الوزراء من عدد متساو من الأعضاء الناطقين بالهولندية وأعضاء الناطقة بالفرنسية. ويستند النظام القضائي إلى القانون المدني، وتنبع من قانون نابليون. محكمة النقض هي محكمة الملاذ الأخير، أمام محكمة الاستئناف مستوى واحد أدناه. اتبعت بلجيكا دوما سياسة موالية للغرب. لها مع كل من فرنسا، هولندا وألمانيا علاقات خاصة، بسبب التنوع الثقافي في البلاد المرتبط بهؤلاء الدول. كانت المملكة عضوا مؤسسا وطرفا مهما في حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1949، الاتحاد الأوروبي عام 1993 وأخيرا في الوحدة النقدية الأوروبية التي دخلت حيز التنفيذ بداية عام 2002. كما يقع مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اللجنة الأوروبية، مجلس الاتحاد الأوروبي (مجلس الوزراء)، اللجنة الاجتماعية والاقتصادية الأوروبية، البرلمان الأوروبي واتحاد البنلوكس في العاصمة البلجيكية بروكسل. كما كان لها دور استعماري كباقي دول أوروبا في أفريقيا خصوصا في الكونغو حيث أسهموا في تقسيم البلاد وإعدام الزعيم الوطني باتريس لومومبا. بلجيكا مقسمة بين الجاليات الثلاث الفلامينيون، الوالينيون والناطقين بالألمانية إلى ثلاث أقاليم: فلاندرز، والونيا وإقليم بروكسل العاصمة. العاصمة بروكسل هي أكبر المدن (959,318)،تليها أنتويرب (445,570)، جنت (224,685) ،شارلوروا (200,233) ولييج (184,550). بلجيكا مقسمة بين ثلاث مجتمعات لغوية وثلاث مناطق إدارية على النحو التالي:- المجتمع الفلامندي (الناطقة بالهولندية) المجتمع الفرنسي (الناطقة بالفرنسية) المجتمع الجيرماني (الناطقة بالألمانية) المنطقة الفلامندي المنطقة الوالوني منطقة بروكسل العاصمة تمت رسملة والاقتصاد مؤسسة حديثة خاصة من بلجيكا على موقعها الجغرافي المركزي، شبكة نقل متطورة، وقاعدة صناعية وتجارية متنوعة. أول دولة تخضع ثورة الصناعية في قارة أوروبا في أوائل القرن 19th، وضعت بلجيكا بنية تحتية ممتازة من وسائل النقل والموانئ، والقنوات والسكك الحديدية، والطرق السريعة لدمج الصناعة مع أن جيرانها. يتركز الصناعة أساسا في فلاندرز اكتظاظا بالسكان في الشمال، وحول بروكسل في أكبر مدينتين والون، لييج وشارلروا، على طول ثلم الصناعية. بلجيكا تستورد المواد الخام والسلع نصف المصنعة التي يتم مواصلة تجهيزها وإعادة تصديرها. باستثناء الفحم، والتي لم يعد اقتصادا للاستغلال وبلجيكا لديها القليل من الموارد الطبيعية الأخرى من التربة الخصبة. ومع ذلك، يتم تمثيل معظم القطاعات الصناعية التقليدية في الاقتصاد، بما في ذلك الصلب والمنسوجات وتكرير والكيماويات، وتجهيز الأغذية، والمستحضرات الصيدلانية، والسيارات، والالكترونيات، والآلات تلفيق. على الرغم من المكون الصناعي الثقيل، تشكل الخدمات 74.9٪ من الناتج المحلي الإجمالي، في حين تمثل الزراعة 1٪ فقط من الناتج المحلي الإجمالي. مع صادرات أي ما يعادل أكثر من ثلثي من الناتج القومي الإجمالي، بلجيكا يعتمد كثيرا على التجارة العالمية. وتستمد مزايا تجارية بلجيكا من موقعها الجغرافي المركزي وقوة عمل ماهرة للغاية، متعددة اللغات، ومنتجة. واحدة من الأعضاء المؤسسين للجماعة الأوروبية، بلجيكا تدعم بقوة تعميق صلاحيات الوقت الحاضر الاتحاد الأوروبي لدمج الاقتصاديات الأوروبية أبعد من ذلك. حوالي ثلاثة أرباع تجارتها هي مع بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى. جنبا إلى جنب مع هولندا ولوكسمبورغ وبلجيكا هي أيضا واحدة من الدول الأعضاء البنلوكس. الدين العام في بلجيكا حوالي 105٪ من الناتج المحلي الإجمالي. نجحت الحكومة في موازنة ميزانيتها خلال الفترة 2000-2008، وتوزيع الدخل يساوي نسبيا. بدأت بلجيكا تعميم عملة اليورو في يناير 2002. النمو الاقتصادي والاستثمار الأجنبي المباشر انخفض في 2008. وفي عام 2009 عانت بلجيكا النمو السلبي وزيادة البطالة، والناجمة عن الأزمة المصرفية في جميع أنحاء العالم. حلت بلجيكا في المرتبة 23 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، وتراجعت للمركز 24 في مؤشر عام 2024. ومما يسهل النقل في بلجيكا مع شبكات الطرق، والهواء، والسكك الحديدية والمياه متطورة. شبكة السكك الحديدية لديها 2،950 كم (1،830 ميل) من المسارات المكهربة. هناك 118414 كم (73579 ميل) من الطرق، من بينها أن هناك 1،747 كم (1،086 ميل) من الطرق السريعة، 13892 كم (8،632 ميل) من الطرق الرئيسية و102775 كم (63861 ميل) من الطرق المعبدة الأخرى. وهناك أيضا شبكة السكك الحديدية في المناطق الحضرية متطورة في بروكسل، أنتويرب وشارلروا. موانئ أنتويرب وبروج-زيبروغ وهما من أكبر الموانئ البحرية في أوروبا. هو مطار بروكسل أكبر مطار في بلجيكا. تملك بلجيكا شبكة طرق بطول اجمالي يبلغ 145,850 كم، سكك حديدية بطول 3,437 كم وطرق ملاحية بطول 2,043 كم (إحصاءات عام 1998). مطار بروكسل الدولي هو الأكبر في البلاد. خدمة السكك والقطارات تدار بشكل رئيسي من شركة القطارات البلجيكية (NMBS/SNCB). بلجيكا هي دولة ترانزيت مهمة بين وسط وغرب أوروبا. أهم مؤانئ البلاد هو أنتويرب، الذي يعد أحد أهم موانئ العالم. هي واحدة من الصناعات في بلجيكا، وإمكانية الحصول عليها من أماكن أخرى في أوروبا لا يزال يجعل منها وجهة سياحية شعبية. صناعة السياحة يولد 2.8 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي في بلجيكا ويعمل 3.3 ٪ من السكان العاملين (142،000 نسمة). سافر 6.7 مليون شخص إلى بلجيكا في عام 2005. ثلثا منهم يأتون من دول مجاورة أكبر. - فرنسا وهولندا والمملكة المتحدة وألمانيا. مثل العديد من المؤسسات الوطنية في بلجيكا، وامتد الوكالات السياحية الوطنية على أسس إقليمية مع وكالات سياحية اثنين. هم البلجيكية بروكسل ومكتب السياحة Belgian Tourist Office Brussels & Wallonia والونيا وبروكسل العاصمة، منطقة، Toerisme Vlaanderen تغطي فلاندرز، على الرغم من أنها تغطي أيضا بروكسل أيضا. في عام 1993، كان يعمل 2 ٪ من مجموع القوى العاملة في مجال السياحة، وأقل مما كانت عليه في العديد من البلدان المجاورة. يقع جزء كبير من صناعة السياحة سواء على الساحل أو وضعت كثيرا في آردن. بروكسل والمدن الفلمنكية من بروج، وغنت، أنتويرب، لوفين وميشيلين، والمدن الفلمنكية الفن وتجذب الكثير من السياح الثقافية. بلجيكا في المرتبة 21 عن عام 2007 مؤشر سفر والقدرة التنافسية للسياحة في المنتدى الاقتصادي العالمي، وأقل من كل الدول المجاورة. على الرغم من أن البلد أحرز للغاية " الموارد الطبيعية والثقافية "، كانت في المرتبة فقط 114 في العالم على حد سواء 'السعر القدرة التنافسية "" توافر اليد العاملة المؤهلة ". وفي السنوات الأخيرة، بقي عدد السياح الدوليين مستقرة نسبيا، ولكن زاد الدخل أنها تولد 9863000000 دولار أمريكي في عام 2005. تملك القوات المسلحة البلجيكية قرابة 47،000 جندي نشط. في عام 2010، بلغ مجموع ميزانية الدفاع البلجيكي € 3950000000 (تمثل 1.12 ٪ من ناتجها المحلي الإجمالي). وتنظم في هيكل واحد موحد والذي يتألف من أربعة مكونات رئيسية هي: القوات البرية، أو الجيش؛ والقوات الجوية، أو سلاح الجو؛ المكونات البحرية أو البحرية؛ المكونات الطبية. الأوامر التنفيذية من العناصر الأربعة هي تابعة لوزارة الأركان للعمليات والتدريب في وزارة الدفاع التي يرأسها مساعد رئيس العمليات والتدريب للموظفين، وإلى رئيس هيئة الدفاع. آثار الحرب العالمية الثانية جعلت الأمن الجماعي أولوية للسياسة الخارجية البلجيكية. في مارس 1948 وقعت بلجيكا معاهدة بروكسل، ثم انضمت إلى حلف الناتو في عام 1948. ومع دمج القوات المسلحة في حلف شمال الأطلسي لم تبدأ إلا بعد الحرب الكورية. والبلجيكيين، جنبا إلى جنب مع الحكومة لوكسمبورغ، أرسلت مفرزة من قوة كتيبة للقتال في كوريا المعروفة باسم قيادة الأمم المتحدة البلجيكي. وكان هذا أول مهمة في سلسلة طويلة من بعثات الأمم المتحدة التي دعمت البلجيكيين. على الرغم من الانقسامات السياسية واللغوية لها، والمنطقة المقابلة لبلجيكا اليوم شهدت ازدهار الحركات الفنية الكبرى التي كان لها تأثير هائل على الفن والثقافة الأوروبية. في الوقت الحاضر، إلى حد ما، وتتركز الحياة الثقافية داخل كل مجتمع اللغة، وجعلت مجموعة متنوعة من الحواجز المجال الثقافي المشترك أقل وضوحا. ومنذ عام 1970، لا توجد جامعات أو كليات بلغتين في البلاد باستثناء الأكاديمية الملكية العسكرية وأكاديمية أنتويرب البحري، لا وسائل الإعلام المشتركة وليس مؤسسة ثقافية أو علمية كبيرة واحدة يمثل فيها كل من الطوائف الرئيسية. العديد من المطاعم البلجيكية المرتبة العالية يمكن العثور عليها في أدلة المطعم الأكثر نفوذا، مثل دليل ميشلان. بلجيكا تشتهر البيرة، والشوكولاته، والفطائر المقلية مع المايونيز. خلافا لاسمها، وادعى المقلية قد نشأت في بلجيكا، على الرغم من أن المكان الدقيق منشئهم غير مؤكد. الأطباق الوطنية «شريحة لحم وبطاطس مع سلطة»، «بلح البحر مع البطاطا المقلية». العلامات التجارية من الشوكولاته البلجيكية وحلوى اللوز، مثل كوت أو، نيوهاوس، ليونايدس وجوديفا مشهورة، وكذلك المنتجين المستقلين مثل دفن وديل ري في أنتويرب وماري في بروكسل. بلجيكا تنتج أكثر من 1100 نوعا من البيرة. مرارا تقييما البيرة راهب من دير Westvleteren أفضل بيرة في العالم. أكبر البيرة في العالم من حيث الحجم هو انهيزر بوش InBev، ومقرها في لوفين. الفولكلور يلعب دورا رئيسيا في الحياة الثقافية في بلجيكا: أن البلاد لديها عدد كبير نسبيا من المواكب، المواكب والاستعراضات وommegang في وducasses، , kermesse والمهرجانات المحلية الأخرى، دائما تقريبا مع الأصل الديني أو الخلفية الأسطورية. يتم التعرف على كرنفال Binche مع جيل الشهيرة 'الزفة العمالقة والتنانين' اته، بروكسل، ديندرموند، ميشيلين ومونس عن طريق اليونسكو روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية. أمثلة أخرى هي كرنفال من آلست؛ لا يزال المواكب الدينية جدا من الدم المقدس في بروج، فيرجعا جيسي كنيسة في هاسيلت وكنيسة سيدة Hanswijk في ميشيلين؛ 15 أغسطس المهرجان في لييج؛ والمهرجان والون في نامور. نشأت في عام 1832 وأحيت في 1960، أصبحت Gentse Feesten تقليد الحديثة. عطلة غير رسمية الرئيسي هو يوم القديس نيكولاس، احتفالية للأطفال وفي لييج، للطلاب. كانت المساهمات في الرسم والهندسة المعمارية الغنية على وجه الخصوص. فن مصان، وهولندية في وقت مبكر, عصر النهضة الفلمنكية واللوحة الباروك والأمثلة الرئيسية الرومانية والقوطية وعصر النهضة والباروك العمارة هي المعالم البارزة في تاريخ الفن. بينما الفن 15 القرن في البلدان المنخفضة والتي تهيمن عليها اللوحات الدينية لجان فان إيك وروجير فان دير Weyden، ويتميز القرن 16 من قبل لجنة أوسع من الأساليب مثل لوحات المناظر الطبيعية بيتر بروغل وتمثيلها لامبرت لومبارد العتيقة. على الرغم من أن أسلوب الباروك بيتر بول روبنز وأنتوني فان دايك ازدهرت في أوائل القرن 17 في هولندا الجنوبية, تراجع تدريجيا بعد ذلك. خلال القرنين 19 و20 ظهرت العديد من الرومانسية، والتعبيرية والسريالية الرسامين البلجيكي الأصلي، بما في ذلك جيمس انسور وغيرهم من الفنانين الذين ينتمون إلى مجموعة ليه XX، ثابت Permeke، بول رينيه ماغريت وDELVAUX. ظهرت حركة كوبرا الطليعية في 1950، في حين لا يزال النحات Panamarenko شخصية ملحوظا في الفن المعاصر. الفنان متعدد التخصصات يناير فابر والرسام لوك Tuymans هي شخصيات أخرى مشهورة دوليا على الساحة الفنية المعاصرة. واصلت البلجيكية المساهمات في العمارة أيضا في القرنين 19 و20، بما في ذلك عمل فيكتور هورتا وهنري فان دي فيلدي، الذين كانوا المبادرين الرئيسيين لأسلوب الفن الحديث. الموسيقى الصوتية للمدرسة الفرنسية الفلمنكية وضعت في الجزء الجنوبي من البلدان المنخفضة وكانت مساهمة مهمة في ثقافة عصر النهضة. وفي 19 و20 قرون، كان هناك ظهور الكمان الرئيسية، مثل هنري Vieuxtemps، أوجين Ysaÿe وآرثر Grumiaux، في حين اخترع أدولف ساكس ساكسفون في عام 1846. ولد الملحن سيزار فرانك في لييج في عام 1822. الموسيقى المعاصرة في بلجيكا هي أيضا ذات سمعة. حققت الجاز الموسيقي تصافير Thielemans والمغني جاك بريل الشهرة العالمية. في موسيقى الروك / البوب، تلكس، الجبهة 242، اختيار K، وHooverphonic، زاب ماما، Soulwax والآلة معروفة جيدا. في المشهد المعادن الثقيلة، والعصابات مثل Machiavel، قناة صفر ومتوج لها في جميع أنحاء العالم مروحة قاعدة. أنتجت بلجيكا العديد من الكتاب المعروفين ومنهم الشاعر اميل Verhaeren والروائيين هندريك الضمير، جورج Simenon، سوزان Lilar، هوغو كلوز، وأميلي Nothomb. فاز الشاعر والكاتب المسرحي موريس Maeterlinck على جائزة نوبل في الأدب في عام 1911. مغامرات تان تان التي كتبها هيرجي هو أفضل المعروف من الكوميديا الفرنسية البلجيكية، ولكن العديد من المؤلفين الرئيسية الأخرى، بما في ذلك Peyo (سنفور)، أندريه فرانكوين (غاستون Lagaffe)، جلبت إدغار P. جاكوبس وويلي فاندرستين صناعة الكرتون الشريط البلجيكي شهرة في جميع أنحاء العالم. جلبت السينما البلجيكية عددا من الروايات الفلمنكية أساسا للحياة على الشاشة. تشمل المديرين البلجيكي أندريه DELVAUX أخرى، ستيجن Coninx ولوك وجان بيير داردين؛ تشمل الجهات الفاعلة المعروفة جان كلود فاندام، يناير Decleir وماري Gillain؛ وتشمل الأفلام الناجحة بولهيد، رجل عضات الكلاب والزهايمر القضية. في 1980، أنتجت أكاديمية رويال انتويرب للفنون الجميلة الموضة والأزياء الهامة، المعروفة باسم أنتويرب الستة. أيضا الفنانين المغني جاك بريل (Brel)، عازف الجاز توتس تيليمانس (Thielemans)، ممثل أفلام الأكشن جان كلود فان دام (Van Damme) والممثلة ياسمين شفيرس (Schwiers). البلجيكي أدولف ساكس (Sax) اخترع آلة الساكسوفون عام 1840. التعليم إلزامي 6-18 سنة من العمر البلجيكيين. من بين دول منظمة التعاون الاقتصادي في عام 2002، وكان أعلى نسبة بلجيكا الثالث من 18 - الذين تتراوح أعمارهم بين 21 عاما الملتحقين بالتعليم الجامعي، في 42 ٪. على الرغم من ما يقدر 99 ٪ من السكان البالغين ملمين بالقراءة والكتابة، يتزايد القلق على الأمية الوظيفية. البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (PISA)، بتنسيق من منظمة التعاون والتنمية، يحتل حاليا المركز التعليمي البلجيكي كأفضل 19 في العالم، ويجري أعلى بكثير من متوسط منظمة التعاون والتنمية. التعليم التي يجري تنظيمها بشكل منفصل من قبل كل، وعشرات من الجماعة الفلمنكية ملحوظ فوق المجتمعات الفرنسية والناطقة باللغة الألمانية. يعكس الهيكل المزدوج للمشهد السياسي البلجيكي القرن 19، والتي تتميز الليبرالي والأحزاب الكاثوليكية، يقسم النظام التعليمي ضمن العلمانية وجزء من الدين. يتم التحكم في فرع العلمانية من التعليم من قبل المجتمعات المحلية والمحافظات، أو البلديات، في حين أن الشؤون الدينية والتعليم فرع من الكاثوليكية أساسا، والتي نظمتها السلطات الدينية، على الرغم المدعومة والتي تشرف عليها المجتمعات. إفري نعمرو وموسى
https://ar.wikipedia.org/wiki/بلجيكا
9efec00035648f52e224b3d9604bbd15
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.368304", "source": "Wikipedia" }
بيلاروس
بيلاروس
بيلاروس أو بيلاروسيا أو روسيا البيضاء هي دولة غير ساحلية تقع في أوروبا الشرقية، تحدها روسيا من الشرق وأوكرانيا من الجنوب وبولندا من الغرب وليتوانيا ولاتفيا من الشمال، عملتها هي الروبل البيلاروسي. عاصمتها مينسك ومن المدن الرئيسية الأخرى برست وغرودنو وغوميل وموغيليوف وفيتيبسك. تشكل الغابات 40% من مساحة البلاد البالغة 207,600 كم². أقوى قطاعاتها الاقتصادية هي الزراعة والصناعة. حتى القرن العشرين، افتقرت بيلاروس الفرصة لخلق هوية وطنية مميزة لعدة قرون بسبب خضوع أراضيها الحالية لعدة دول مختلفة عرقيا، بما في ذلك إمارة بولوتسك ودوقية ليتوانيا الكبرى والإمبراطورية الروسية والكومنولث البولندي الليتواني. تشكلت الجمهورية البيلاروسية الشعبية (1918-1919) وما لبثت أن أصبحت إحدى الجمهوريات المكونة للاتحاد السوفيتي تحت اسم جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفيتية. تم توحيد البلاد بحدودها الحالية عام 1939 عندما منحت الأراضي التي أقيمت عليها الجمهورية البولندية الثانية للاتحاد السوفيتي وفقا لأحكام الاتفاق الألماني السوفيتي وألحقت بروسيا البيضاء السوفيتية. تضررت البلاد بشدة جراء الحرب العالمية الثانية حيث فقدت خلالها بيلاروس نحو ثلث السكان وأكثر من نصف مواردها الاقتصادية؛ أعيد بناء الجمهورية في سنوات ما بعد الحرب. نظرا لأثر الحرب العالمية الثانية، أصبحت جمهورية بيلاروسيا الاشتراكية السوفيتية عضوا مؤسسا للأمم المتحدة جنبا إلى جنب مع الاتحاد السوفيتي وجمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية. أعلن برلمان الجمهورية سيادة روسيا البيضاء يوم 27 يوليو 1990، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلن الاستقلال في 25 أغسطس 1991. ألكسندر لوكاشينكو هو رئيس البلاد منذ عام 1994 وتحت رئاسته وعلى الرغم من اعتراض الحكومات الغربية، فقد نفذ سياسات الحقبة السوفيتية مثل ملكية الدولة للاقتصاد. منذ عام 2000، وقعت روسيا وبيلاروس معاهدة للمزيد من التعاون مع بعض التلميحات لتشكيل دولة اتحادية. يقيم معظم سكان روسيا البيضاء ال 9.49 مليون في المناطق الحضرية المحيطة بمينسك وغيرها من عواصم الأوبلاستات (الأقاليم) المشكلة للبلاد. أكثر من 80% من السكان هم من البيلاروس مع أقليات كبيرة من الروس والبولنديين والأوكرانيين. منذ إجراء استفتاء شعبي في عام 1995، أصبحت اللغتان الرسميتان في البلاد البيلاروسية والروسية. لا يعلن دستور روسيا البيضاء الدين الرسمي على الرغم من أن الدين الرئيسي في البلاد هو المسيحية الأرثوذكسية الروسية. ثاني الأديان هي المسيحية الكاثوليكية بعدد أتباع أقل بكثير ولكن يتم احترام عيدي الفصح والميلاد رسميا وتعد أعيادا رسمية. تستمد التسمية بيلاروس من المصطلح «روسيا البيضاء». توجد عدة فرضيات حول أصل التسمية. يصف الاسم المنطقة المغطاة بالثلوج في شرق أوروبا والمسكونة من قبل الشعب السلافي كمنطقة جميلة وحرة كنقيض للمنطقة الليتوانية «روثينيا السوداء». قد يكون للملابس البيضاء التي كان السلافيون يرتدونها دور في التسمية وفقا لنظرية أخرى. من الافتراضات الأخرى أن التسمية تعود للأراضي الجنوبية (بولاكاك وفيتسبك وموغيلوف) والتي لم يتمكن التتار من غزوها. حيث أنه قبل 1267 سميت الأرض التي لم يستطع التتار غزوها بروسيا البيضاء. ظهرت التسمية أولا في الأدب الألماني واللاتيني في العصور الوسطى. في كتابات يان التشارنكوفي تحدث عن دوق ليتواني كبير يدعى يوغيلا كانت أمه مسجونة في عام 1381 في «ألبا روسيا». استخدم مصطلح «ألبا روسيا» لاحقا من قبل البابا بيوس السادس عند تأسيس جمعية اليسوعيين في 1783. أشير إلى البلاد تاريخيا بالإنجليزية باسم «روثينيا البيضاء». كان أول استخدام معروف لاسم روسيا البيضاء للإشارة إلى بلاروسيا في أواخر القرن السادس عشر من قبل السير جيروم هورسي الإنكليزي. خلال القرن السابع عشر استخدم القياصرة الروس اسم روسيا البيضاء لوصف الأراضي التي تم الاستيلاء عليها من دوقية ليتوانيا الكبرى. استخدم الاسم بيلوروسيا في أيام الإمبراطورية الروسية، ودعي القيصر الروسي بقيصر كل الروس، حيث أن روسيا أو «الإمبراطورية الروسية» تتألف من روسيا العظمى وروسيا الصغرى (أوكرانيا) وروسيا البيضاء. في ذلك الوقت، كان الاسم الوحيد المستخدم في اللغة الروسية هو بيلوروسيا، حيث اعتبرت حكومات القياصرة بيلوروسيا جزءا من الأمة الروسية ونظروا أيضا إلى اللغة البلاروسية على أنها من اللهجات الروسية. خلال الحقبة الشيوعية، أصبح المصطلح «بيلوروسيا» جزءا من الوعي الوطني. في القسم الغربي من روسيا البيضاء والذي كان تحت السيطرة البولندية أصبحت التسمية شائعة في مناطق بياليستوك وغوردنو خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين. لم تستخدم التسمية بلاروسيا رسميا حتى عام 1991، عندما أقر مجلس السوفيت الأعلى في جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية مرسوما بتسمية الجمهورية الجديدة المستقلة باسم بلاروسيا . جاء هذا التغيير ليعكس بشكل ملائم الوصف باللغة البيلاروسية للاسم. سمح باستخدام تسمية جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية وأي من التسميات والاختصارات الأخرى بين عامي 1991-1993. عارضت القوى المحافظة تغيير الاسم وإدراجه في مسودة دستور بلاروسيا عام 1991. بعد الثورة البلشفية في عام 1917، تسبب مصطلح روسيا البيضاء أيضا ببعض الالتباس لأنه كان أيضا اسم القوة التي عارضت «البلاشفة الحمر». بناء عليه، تم استبدال الاسم بيلوروسيا بالتسمية بلاروس في اللغة الإنجليزية وإلى حد ما، باللغة الروسية (على الرغم من أن الاسم التقليدي لا يزال قائما في تلك اللغة أيضا). الصفة بلاروسي أيضا أقرب إلى المصطلح الروسي الأصلي بيلاروسكي. حاولت المؤسسة الفكرية في عهد ستالين تغيير الاسم من بيلوروسيا صيغة من كريفيا بسبب الصلة المفترضة بروسيا. عارض بعض القوميين الاسم لنفس السبب. ومع ذلك، فإن العديد من الصحف الشعبية المحلية أبقت على الاسم القديم للبلاد بالروسية في أسمائها، مثلا كومسومولسكايا برافدا بيلوروسي، والتي هي فرع محلي لصحيفة روسية شعبية. أيضا أولئك الذين يرغبون إعادة توحيد بلاروسيا مع روسيا يواصلون استخدام الاسم الروسي. رسميا، الاسم الكامل للدولة هو جمهورية روسيا البيضاء. استقرت القبائل السلافية الأولى في المنطقة التي هي الآن روسيا البيضاء في القرن السادس. كانوا على احتكاك متزايد مع الفارنجيين، وهم مجموعة من المحاربين الإسكندنافيين والسلاف من البلطيق. على الرغم من هزيمة الفارنجيين ونفيهم لفترة وجيزة من قبل السكان المحليين، طلب منهم في وقت لاحق العودة، وساهموا في تشكيل كيان سياسي، يشار إليه باسم روس كييف. بدأت دولة روس كييف في نحو 862م حول مدينة كييف، أو بدلا من ذلك حول مدينة نوفوغورد الحالية. بعد وفاة حاكم روس كييف الأمير ياروسلاف الحكيم، انقسمت الدولة إلى إمارتين مستقلتين. تضررت هذه الإمارات الروثينية بشدة جراء الغزو المغولي في القرن الثالث عشر، ودمجت لاحقا في دوقية ليتوانيا الكبرى. من بين الإمارات التي خضعت للدوقية، تسعة منها سكنها أسلاف الشعب البلاروسي. خلال هذا الوقت خاضت الدوقية عدة حملات عسكرية، بما فيها القتال إلى جانب بولندا ضد الفرسان التيوتونيين في معركة جرونفالد عام 1410، سمح الانتصار المشترك للدوقية بالسيطرة على الأراضي الحدودية الشمالية الغربية لأوروبا الشرقية. في 2 فبراير 1386، اتحدت دوقية ليتوانيا ومملكة بولندا في اتحاد شخصي من خلال زواج حاكميهما. أطلق هذا الاتحاد تطورات أدت في النهاية إلى تشكيل الكومنويلث البولندي اللتواني الذي أنشئ عام 1569. بدأ الروس بقيادة القيصر إيفان الثالث حملات عسكرية في 1486 في محاولة للسيطرة على أراضي روس كييف، وتحديدا الأراضي الواقعة حاليا في أوكرانيا وبلاروسيا. على الرغم من المحاولات الروسية، صمدت أراضي بلاروسيا الحديثة كجزء من الكومنويلث البولندي الليتواني لأكثر من 400 سنة، حيث دعم التاج البولندي اللغات والتقاليد المحلية. انتفاضة كوسيوتزكو وهي انتفاضة ضد الإمبراطورية الروسية ومملكة بروسيا بقيادة تاديوش كوسيوتزكو في بولندا وبلاروسيا وليتوانيا في 1794. عدت محاولة فاشلة لتحرير بولندا وليتوانيا من النفوذ الروسي بعد التقسيم الثاني لبولندا 1793. انتهت الوحدة بين بولندا وليتوانيا في عام 1795 بتقسيم بولندا بين الإمبراطورية الروسية وبروسيا والنمسا. خضعت أراضي بلاروسيا الحالية في ذاك الوقت للسيطرة الروسية تحت حكم كاثرين الثانية، وبقيت كذلك حتى احتلالها من قبل الإمبراطورية الألمانية خلال الحرب العالمية الاولى. برزت ثورة بين عامي 1863-1864 ضد الروس قادها كاستوس كالينوفسكي. ضمت هذه الانتفاضة أكثر من 80,000 من البلاروسيين من كافة طبقات الشعب. سقط قادة المتمردين في أيدي الروس في السنة الأولى من التمرد وأعدم كالينوفسكي في فيلنا (فيلنيوس) في 22 مارس 1864. خلال المفاوضات على معاهدة بريست ليتوفسك، أعلنت روسيا البيضاء الاستقلال في 25 مارس 1918، مشكلة جمهورية بلاروسيا الشعبية. أيد الألمان هذه الجمهورية لمدة عشرة أشهر حينما غزاها البلاشفة الروس. فور تراجع الألمان، بدأت الحرب البولندية السوفيتية، وتمزقت روسيا البيضاء بين بولندا النامية وروسيا السوفيتية، الجزء من روسيا البيضاء تحت الحكم الروسي أصبح جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية في عام 1919. اندلعت انتفاضة سلوتسك في الأول من نوفمبر 1920. وجهت حكومة جمهورية بلاروسيا الشعبية نداءات إلى الدول الغربية والولايات المتحدة للحصول على مساعدات عسكرية لكنها قوبلت بالتجاهل. وقعت الحكومة السوفيتية في مواجهة تمرد جماعي في بلاروسيا هدنة مع بولندا لرفع حمايتها ولقمع الثورة بفعالية أكبر. سمحت الهدنة للحكومة السوفيتية بنقل وحدات من الجبهة البولندية واستخدامها ضد المتمردين. ونتيجة لذلك، تم قمع الانتفاضة في نهاية ديسمبر 1920. ووفقا للسيد أنتسيبوفيتش، ما تبقى من وحدات المتمردين عبروا الحدود مع بولندا وتم نزع سلاحهم واعتقلتهم القوات البولندية، وتقريبا لم يتبق بينهم أحياء بحلول عام 1946. كما أبيد المتمردون الذين كانوا يقيمون في روسيا البيضاء الغربية في عام 1939، وأولئك الذين هاجروا إلى بولندا أعدموا أو ماتوا في سجون ستالين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية. تم دمج هذا الجزء في جمهورية ليتوانيا وبيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية. تم تقسيم أراضي بيلوروسيا بين بولندا والسوفيت بعد الحرب البولندية السوفيتية التي انتهت في عام 1921، أصبحت جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية عضوا مؤسسا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية في عام 1922. بينما بقيت روسيا البيضاء الغربية تحت سيطرة بولندا. بدأت مجموعة من الإصلاحات الزراعية في عشرينيات القرن العشرين، بلغت ذروتها في المرحلة البلاروسية من التعاونية السوفيتية. كما جرت ثورة صناعية سريعة خلال الثلاثينيات، وفقا لنموذج الخطط الخمسية السوفيتية. في عام 1939، تمت إعادة توحيد روسيا البيضاء الغربية التي منحت لبولندا بموجب اتفاق مع روسيا السوفيتية في معاهدة ريغا قبل عقدين من الزمان، مع جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية. وذلك وفقا لقرار مجلس الشعب البيلاروسي الخاضع للسيطرة السوفيتية في 28 أكتوبر 1939 في بياليستوك. قامت ألمانيا النازية بغزو الاتحاد السوفيتي في عام 1941، حيث تلقى حصن بريست في روسيا البيضاء الغربية واحدة من أشرس من ضربات الحروب الافتتاحية، حيث كان دفاعها الملحوظ في عام 1941 من الأعمال البطولية في التصدي للعدوان الألماني. إحصائيا، تلقت روسيا البيضاء أوجع الضربات النازية من بين الجمهوريات السوفيتية في الحرب، وبقيت في الأيدي النازية حتى عام 1944. خلال ذلك الوقت، دمرت ألمانيا 209 من أصل 290 مدينة في الجمهورية، 85% من صناعة الجمهورية، وأكثر من مليون مبنى. قدر عدد الضحايا بين اثنين وثلاثة ملايين (حوالي ربع إلى ثلث مجموع السكان)، بينما دمر المجتمع اليهودي في بلاروسيا ولم يتعافى أبدا. لم تستعد بلاروسيا تعدادها السكاني إلى مرحلة ما قبل الحرب حتى عام 1971. بعد انتهاء الحرب، أصبحت بلاروسيا رسميا من بين 51 بلدا المؤسسين ميثاق الأمم المتحدة لميثاق الأمم المتحدة في عام 1945. بدأت حملة مكثفة لإعادة الإعمار بعد الحرب على وجه السرعة. خلال هذا الوقت، أصبحت جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية مركزا صناعيا رئيسيا في المنطقة الغربية من الاتحاد السوفيتي، حيث زادت فرص العمل وتدفق العرقية الروسية إلى الجمهورية. أعيد رسم حدود جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية مع بولندا إلى نقطة معروفة باسم خط كرزون. نفذ جوزيف ستالين سياسة السفيتة لعزل جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية عن التأثيرات الغربية. شملت هذه السياسة إرسال الروس من مختلف أنحاء الاتحاد السوفيتي ووضعهم في مناصب الرئيسية في الحكومة الاشتراكية السوفيتية في بيلوروسيا. كما حدت موسكو من الاستخدام الرسمي للغة البلاروسية، والجوانب الثقافية الأخرى. بعد وفاة ستالين في عام 1953، استمر خليفته نيكيتا خروشوف على هذا البرنامج، قائلا «كلما أسرعنا جميعا للتحدث بالروسية، كلما أسرعنا ببناء الشيوعية.» تعرضت جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية بشكل كبير للغبار النووي جراء الانفجار في محطة تشيرنوبل للطاقة في جارتها جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية في عام 1986. اكتشف عالم الآثار زيانون بازنياك (زعيم حزب المسيحيين المحافظين في جمهورية بلاروسيا الشعبية) في يونيو 1988 في منطقة كوراباتي الريفية بالقرب من مينسك، مقابر جماعية شملت ما يقرب من 250,000 من جثث الضحايا الذين أعدموا في 1937-1941. اعتبر بعض القوميين ان هذا الاكتشاف دليل على أن الحكومة السوفيتية كانت تحاول محو الشعب البلاروسي، مما دفع بالقوميين البلاروس للمطالبة بالاستقلال. بعد ذلك بعامين، في مارس 1990، جرت انتخابات مقاعد مجلس السوفيت الأعلى في جمهورية بيلوروسيا الاشتراكية السوفيتية. على الرغم من أن المؤيدين للاستقلال البلاروسي من الجبهة الشعبية البلاروسية لم يحصدوا سوى 10% من المقاعد، فإن الشعب كان مرتاحا لنتيجة الانتخابات. أعلنت روسيا البيضاء نفسها ذات سيادة في 27 يوليو 1990، بإصدار إعلان سيادة الدولة لجمهورية بيلوروسيا الاشتراكية. بدعم من الحزب الشيوعي، تم تغيير اسم البلاد إلى جمهورية بلاروسيا يوم 25 أغسطس 1991. التقى ستانيسلاف شوشكفيتش رئيس مجلس السوفيت الأعلى لروسيا البيضاء بوريس يلتسين عن روسيا وليونيد كرافتشوك عن أوكرانيا في 8 ديسمبر 1991، في بيلافيتسكايا بوشا لإعلان حل الاتحاد السوفيتي وتشكيل رابطة الدول المستقلة. اعتمد دستور وطني في مارس 1994، حيث منحت مهام رئيس الوزراء للرئيس. جولتا الاقتراع الرئاسيتان بين 24 يونيو و10 يوليو 1994 أسفرتا عن انتخاب ألكسندر لوكاشينكو غير المعروف سياسيا بأكثر من 45% من الأصوات في الجولة الأولى و80% في الجولة الثانية، متغلبا بذلك على فياتشيسلاف كيبيتش الذي حصل على 14%. أعيد انتخاب لوكاشينكو في أعوام 2001 و2006 و2010. بلاروسيا جمهورية رئاسية يحكمها الرئيس والجمعية الوطنية. وفقا لدستور عام 1994، يتم انتخاب الرئيس مرة واحدة كل خمس سنوات. ومع ذلك، بعد تصويت عام 1996 والذي كان محط جدل تغيرت مدة الرئاسة من خمس سنوات إلى سبع سنوات. الجمعية الوطنية هي برلمان من مجلسين هما مجلس النواب 110 عضوا ومجلس الجمهورية 64 عضوا. يمتلك مجلس النواب سلطة تعيين رئيس الوزراء وتمرير التعديلات الدستورية والدعوة للتصويت على الثقة في رئيس الوزراء وتقديم اقتراحات بشأن السياسة الخارجية والداخلية. يمتلك مجلس الجمهورية القدرة على تسمية مختلف المسؤولين الحكوميين وإجراء محاكمة إقالة الرئيس وقبول أو رفض مشاريع القوانين التي يجيزها مجلس النواب. يمتلك كلا المجلسان القدرة على الاعتراض على أي قرار يصدر عن المسؤولين المحليين إذا كان مخالفا للدستور البلاروسي. انتخب ألكسندر لوكاشينكو رئيسا لروسيا البيضاء منذ عام 1994. تتضمن الحكومة مجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء وخمسة من نواب رئيس الوزراء. لا يلزم في أعضاء في هذا المجلس أن يكونوا أعضاء في المجلس التشريعي بل يتم تعيينهم من قبل الرئيس. تتألف السلطة القضائية من المحكمة العليا ومحاكم متخصصة مثل المحكمة الدستورية، التي تتناول قضايا محددة تتعلق بالأحكام الدستورية والقانون التجاري. يعين قضاة المحاكم الوطنية من قبل الرئيس ويتم تأكيد التعيين من جانب مجلس الجمهورية. من النواحي الجنائية، فإن أعلى محكمة استئناف هي المحكمة العليا. يحظر الدستور البلاروسي استخدام محاكم خاصة خارج نطاق القضاء. في عام 2007، لم ينتم 98 من أصل 110 من أعضاء مجلس النواب إلى أي حزب سياسي وأما الأعضاء 12 المتبقون فثمانية منهم ينتمون إلى الحزب الشيوعي في بلاروسيا وثلاثة إلى الحزب الزراعي البلاروسي ومقعد وحيد إلى الحزب الليبرالي الديموقراطي البيلاروسي. ينتمي معظم المستقلون إلى طيف واسع من المنظمات الاجتماعية مثل التعاونيات العمالية والجمعيات العامة ومنظمات المجتمع المدني. لم يحصل أي من الأحزاب الموالية للوكاشينكو مثل الحزب البلاروسي الرياضي الاشتراكي والحزب الجمهوري للعدالة والعمل أو التحالف الشعبي زائد 5 من أحزاب المعارضة مثل الجبهة الشعبية البلاروسية والحزب المدني البيلاروسي المتحد على أية مقاعد في انتخابات عام 2004. أعلنت مجموعات مثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن الانتخابات «غير حرة» بسبب نتائج أحزاب المعارضة الضعيفة وتحيز وسائل الإعلام لصالح الحكومة. في الانتخابات الرئاسية عام 2006، واجه لوكاشينكو في الانتخابات مرشحا موحدا للمعارضة ألكسندر ميلينكيفيتش، بالإضافة إلى ألكسندر كازولين عن الاشتراكيين الديموقراطيين. اعتقل كازولين وتعرض للضرب على أيدي الشرطة خلال احتجاجات أحاطت بمقر جمعية كل الشعب البيلاروسي. فاز لوكاشينكو في الانتخابات بنسبة 80% من الأصوات، لكن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية وغيرها من المنظمات وصفت الانتخابات بأنها غير عادلة. وصف لوكاشينكو نفسه بأنه يمارس «أسلوب حكم استبدادي» بينما وصفت دول غربية روسيا البيضاء تحت حكم لوكاشينكو بأنها دكتاتورية، أما الحكومة فاتهمت القوى الغربية نفسها بأنها تحاول الإطاحة بالرئيس لوكاشينكو. علق مجلس أوروبا عضوية بلاروسيا منذ عام 1997 بسبب التصويت غير الديمقراطي وارتكاب مخالفات انتخابية في استفتاء نوفمبر 1996 الدستوري وانتخابات مجلس النواب. تعرضت حكومة روسيا البيضاء أيضا للانتقادات بسبب حقوق الإنسان والإجراءات التي تتخذها ضد المنظمات غير الحكومية والصحفيين المستقلين والأقليات القومية والسياسيين المعارضين. روسيا البيضاء هي الدولة الوحيدة في أوروبا التي تحتفظ بعقوبة الإعدام على جرائم معينة في أوقات السلم والحرب. كما قام لوكاشينكو في عام 2004 بتعديل الدستور برفع سقف الدورتين الرئاسيتين. دعا لوكاشينكو في عام 1996 لتصويت مثير للجدل لتمديد الولاية الرئاسية من خمس سنوات إلى سبع سنوات وصوت الناخبون لصالحه. في شهادة أمام لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية صنفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس على أنها من بين الدول بؤر الطغيان الست. بينما ردت الحكومة البلاروسية بالقول أن «التقييم بعيد تماما عن الواقع.» بعد انتخابات ديسمبر 2010، انتخب لوكاشينكو لمرة رابعة على التوالي بنسبة تقارب 80% من أصوات الناخبين. أما مرشح المعارضة أندري سانيكوف فقد حصد أقل من 3% من الأصوات، كما انتقدت نتائج الانتاخابات لكونها مزورة وفقا لمراقبين مستقلين. عندما تظاهر أنصار المعارضة في مينسك، تعرض العديدون منهم للضرب والسجن على يد مليشيات الدولة بمن فيهم المرشحون المهزومون في سباق الرئاسة. حكم على العديد من المتظاهرين بمن فيهم سانيكوف بالسجن لأربع سنوات أو بالإقامة الجبرية. بعد ستة أشهر، بدأ ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة جديدة من المظاهرات، غالبا عبر مظاهرات صامتة مصفقة في منسك والمدن الأخرى في البلاد، في خضم أزمة اقتصادية غير مسبوقة. تربط كلا من روسيا البيضاء وروسيا علاقات تجارية وثيقة كما أن البلدين حليفان دبلوماسيان منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. تعتمد روسيا البيضاء على روسيا في استيراد المواد الخام كما أنها سوق لصادراتها. اتحاد روسيا وروسيا البيضاء هو اتحاد كونفدرالي فوق وطني تأسس نتيجة مجموعة من المعاهدات بين عامي 1996-1999 والتي دعت للوحدة النقدية والحقوق المتساوية وتوحيد الجنسية والسياسة الخارجية والدفاع. على الرغم من أن مستقبل الاتحاد موضع شك بسبب التأخير البيلاروسي المتكرر لتفعيل الوحدة النقدية وعدم وجود موعد للاستفتاء على مسودة الدستور والنزاع حول تجارة النفط في عامي 2006-2007. يوم 11 ديسمبر 2007، ظهرت تقارير تشير إلى مباحثات تشكل إطارا لدولة جديدة بين البلدين. في 27 مايو 2008، قال الرئيس البيلاروسي لوكاشينكو أنه عين رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين رئيسا لوزراء تحالف روسيا وروسيا البيضاء. لم يتضح معنى هذه الخطورة على الفور، لكن هناك تكهنات بأن بوتين قد يصبح رئيسا للدولة الموحدة بعد تنحيه عن رئاسة روسيا مايو 2008، رغم أن هذا الأمر لم يحدث. روسيا البيضاء عضو مؤسس في رابطة الدول المستقلة إلا أن أعضاء آخرين في رابطة الدول المستقلة مؤخرا شككوا في مدى فعالية المنظمة. تقيم روسيا البيضاء اتفاقات تجارية مع العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (على الرغم من حظر الدول الأعضاء الأخرى على سفر لوكاشينكو وكبار المسؤولين)، كذلك مع جيرانها ليتوانيا وبولندا ولاتفيا (وجميعهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي). رفع حظر السفر من قبل الاتحاد الأوروبي في الماضي ليس فقط للسماح للوكاشينكو بحضور اجتماعات دبلوماسية ولكن أيضا باعتبارها وسيلة لإشراك كل من الحكومة وجماعات المعارضة في الحوار. توترت العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة بسبب دعم وزارة الخارجية الأميركية لمنظمات غير حكومية مناهضة للوكاشينكو ولأن الحكومة البيلاروسية جعلت من الصعب على المنظمات التي مقرها الولايات المتحدة من العمل داخل البلاد. في عام 2004 أقرت الولايات المتحدة قانون ديمقراطية روسيا البيضاء، وهو ما يجيز للولايات المتحدة تمويل ما تعتبرها منظمات غير حكومية مؤيدة للديمقراطية في روسيا البيضاء ومنع منح القروض إلى الحكومة البيلاروسية إلا لأغراض إنسانية. على الرغم من هذا، تتعاون الدولتان في حماية الملكية الفكرية ومنع الاتجار بالبشر والجرائم التقنية والإغاثة في حالات الكوارث. يزداد التعاون بين روسيا البيضاء والصين الذي عززته الزيارة التي قام بها الرئيس لوكاشينكو إلى الصين في أكتوبر عام 2005. تربط روسيا البيضاء علاقات قوية بسوريا التي يعتبرها الرئيس لوكاشينكو شريكا رئيسيا في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى رابطة الدول المستقلة، روسيا البيضاء عضو في الجمعية الاقتصادية الأوروبية الآسيوية ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي. روسيا البيضاء عضو في حركة عدم الانحياز الدولية منذ عام 1998، وعضو في الأمم المتحدة منذ تأسيسها عام 1945. بيلاروسيا أيضا عضو في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية. وبوصفها دولة مشاركة منظمة الأمن والتعاون، تخضع التزامات بيلاروسيا الدولية للمراقبة في إطار ولاية لجنة هلسنكي. تضم القوات المسلحة في بيلاروسيا ثلاثة فروع هي الجيش والقوات الجوية وموظفي مقر أركان وزارة الدفاع. الكولونيل الجنرال ليونيد مالتسيف يترأس وزارة الدفاع وألكسندر لوكاشينكو (بوصفه الرئيس) بمثابة القائد العام. تشكلت القوات المسلحة في عام 1992 باستخدام أجزاء من القوات المسلحة السوفيتية السابقة على أراضي الجمهورية الجديدة. تحويل قوات الاتحاد السوفيتي السابق إلى القوات المسلحة البيلاروسية، والذي اكتمل في عام 1997، أدى إلى خفض عدد الجنود بمقدار 30,000 وإعادة هيكلة القيادة والتشكيلات العسكرية. معظم أفراد الخدمة العسكرية في بيلاروسيا من المجندين، الذين يخدمون لمدة 12 شهرا إذا كانوا حاصلين على درجة من التعليم العالي أو 18 شهرا دونها. مع ذلك، أدى التراجع السكاني في بيلاروسيا في سن التجنيد إلى زيادة أهمية الجنود المتعاقدين الذين بلغ عددهم 12,000 ابتداء من عام 2001. في عام 2005، خصص نحو 1.4% من الناتج المحلي في بيلاروسيا للنفقات العسكرية. لم تعرب روسيا البيضاء أبدا عن رغبتها بالانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي لكنها شاركت في برنامج الشراكة الفردية منذ عام 1997، كما أنها تسمح بالتزود بالوقود والدعم الجوي لمهمة ايساف في أفغانستان. بدأت روسيا البيضاء التعاون مع حلف شمال الأطلسي عبر توقيع اتفاقيات المشاركة في برنامج الشراكة من أجل السلام في عام 1995. تقسم بلاروسيا إلى ستة محافظات أو (أوبلاستات)، تدعى وفقا لأسماء عواصمها الإدارية. يمتلك كل أوبلاست سلطة تشريعية محلية تدعى أوبلسوفيت (مجلس أوبلاست)، والذي ينتخبه سكان الأوبلاست، وسلطة تنفيذية إقليمية تدعى إدارة أوبلاست والتي يعين قائدها رئيس الجمهورية. تقسم الأوبلاستات بدورها إلى رايونات (تعني عموما مناطق). كما هو الحال مع الأوبلاست، كل رايون له سلطته التشريعية الخاصة (رايسوفيت أو مجلس رايون) ينتخبه سكانه، وسلطة تنفيذية (إدارة رايون) المعينة من قبل السلطات التنفيذية العليا. في عام 2002، توجد ستة أوبلاستات و118 رايون و102 بلدة و108 مستوطنة حضرية. تقسم مدينة مينسك ذاتها إلى تسع مقاطعات وتعطى وضعا خاصا، ويرجع ذلك لكون المدينة عاصمة البلاد. تدار المدينة من قبل لجنة تنفيذية ومنحت ميثاقا للحكم الذاتي من جانب الحكومة الوطنية. الأوبلاستات (مع المراكز الإدارية): مينسك بريست غومل غرودنو موغيلوف فيتيبسك بيلاروسيا دولة غير ساحلية مستوية نسبيا وتحتوي على مساحات واسعة من أراضي المستنقعات. وفقا لتقديرات عام 2005 من قبل الأمم المتحدة فإن 40% من أراضي بيلاروسيا تغطيها الغابات. توجد العديد من الأنهار الصغيرة وما يقرب من 11,000 بحيرة في البلاد. يمر في البلاد ثلاثة أنهار رئيسية: نيمان وبريبيات ودنيبر. يتدفق نيمان غربا نحو بحر البلطيق وبريبيات شرقا إلى دنيبر، ودنيبر جنوبا نحو البحر الأسود. أعلى نقطة في روسيا البيضاء هي تلة دزيارجينسك (دزيارجينسكايا هارا) بارتفاع 345 بينما أدنى مستوى عند نهر نيمان 90 . متوسط ارتفاع بيلاروسيا 160 عن مستوى سطح البحر. يتراوح المناخ ما بين الشتاء القاسي مع وسطي درجات الحرارة في يناير عند -6 درجات، ومعتدلة رطبة في الصيف مع متوسط درجة حرارة 18 درجة مئوية. تمتلك بيلاروسيا معدل هطول أمطار سنوي 550-700 مم. تعيش البلاد تحولا سنويا من المناخ القاري إلى المناخ المحيطي. تشمل موارد بيلاروسيا الطبيعية ترسبات الجفت (مواد طبيعية متحللة) وكميات ضئيلة من النفط والغاز الطبيعي والجرانيت والدولوميت (الحجر الجيري) والأحجار الكلسية والطباشير والرمل والحصى والطين. حوالي 70% من الإشعاع الذي نجم عن كارثة تشيرنوبل النووية في أوكرانيا عام 1986 وصل أراضي بيلاروسيا، وفي عام 2005، كانت نحو خمس الأراضي البيلاروسية (الأراضي الزراعية والغابات بصورة رئيسية في المقاطعات الجنوبية الشرقية) لا تزال متأثرة بالإشعاعات النووية. هدفت الأمم المتحدة والوكالات الأخرى لخفض مستوى الإشعاع في المناطق المتضررة، ولا سيما عن طريق استخدام أربطة السيزيوم وزراعة بذور اللفت والتي تهدف إلى خفض مستويات التربة من السيزيوم 137. يحد بيلاروسيا لاتفيا من الشمال وليتوانيا من الشمال الغربي وبولندا إلى الغرب وروسيا في الشمال والشرق وأوكرانيا إلى الجنوب. رسمت المعاهدات في عام 1995 و1996 حدود بيلاروسيا مع لاتفيا وليتوانيا، ولكنها لم تتمكن من التصديق على معاهدة 1997 حول الحدود مع أوكرانيا. انتهت بيلاروسيا وليتوانيا من وثائق ترسيم الحدود النهائية في فبراير 2007. لا يزال معظم الاقتصاد البلاروسي تحت سيطرة الدولة، ويوصف على أنه وفق «النمط السوفيتي». بالتالي، يعمل 51.2% من البيلاروسيين في شركات تسيطر عليها الدولة ويعمل 47.4% في الشركات البلاروسية الخاصة (منها 5.7% مملوكة جزئيا للأجانب) و1.4% يعملون في شركات أجنبية. تعتمد البلاد على الواردات مثل النفط من روسيا. تشمل المنتجات الزراعية الهامة البطاطس ومنتجات المواشي بما في ذلك اللحوم. في عام 1994، أكبر صادرات بلاروسيا هي الآلات الثقيلة (خاصة الجرارات) والمنتجات الزراعية ومنتجات الطاقة. تشمل الفروع الصناعية الهامة تاريخيا المنسوجات ومعالجة الأخشاب. منذ حل الاتحاد السوفيتي عام 1991، عدت بلاروسيا واحدة من أكثر دول العالم تقدما صناعيا وفقا للنسبة المئوية من الناتج المحلي الإجمالي إضافة لكونها أغنى بلدان رابطة الدول المستقلة. انضمت بلاروسيا من الناحية الاقتصادية إلى رابطة الدول المستقلة والمجموعة الاقتصادية الأوروبية الآسيوية والاتحاد مع روسيا. خلال تسعينات القرن العشرين، انخفض الإنتاج الصناعي بسبب تراجع المدخلات المستوردة وفي الاستثمار وفي الطلب على الصادرات من قبل الشركاء التجاريين التقليديين.; استغرق الأمر حتى عام 1996 لينهض الناتج المحلي الإجمالي من جديد؛ تزامن هذا الارتفاع مع نية الحكومة بذل المزيد من الناتج المحلي الإجمالي على الرعاية الاجتماعية والدعم الحكومي. كان الناتج المحلي الإجمالي لعام 2006 نحو 83.1 مليار دولار في تعادل القوة الشرائية أو حوالي 8100$ للفرد الواحد. في عام 2005 نما الناتج المحلي الإجمالي بنحو 9.9%، مع متوسط معدل التضخم بنحو 9.5%. أكبر شركاء بلاروسيا التجاريين هي روسيا ممثلة لما يقرب من نصف إجمالي التجارة في عام 2006. اعتبارا من عام 2006، أصبح الاتحاد الأوروبي ثاني أكبر شريك تجاري لبلاروسيا بما يعادل ثلث التجارة الخارجية. بسبب عدم حماية بلاروسيا لحقوق العمال، فقدت البلاد مكانتها في نظام الأفضليات المعمم للاتحاد الأوروبي في 21 يونيو 2007، والذي رفع مستويات تعريفة الأسعار إلى ما قبل الوضعية التفضيلية. تقدمت بلاروسيا بطلب الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية في عام 1993. تشكل القوة العاملة في البلاد أكثر من أربعة ملايين شخص، حيث النساء يشغلن وظائف أكثر قليلا من الرجال. في عام 2005، اشتغل ما يقرب من ربع السكان في المصانع الصناعية. كما أن معدل التوظيف مرتفع أيضا في مجالات الزراعة والمبيعات الصناعية وتجارة السلع والتعليم. معدل البطالة وفقا لإحصاءات الحكومة البلاروسية نحو 1.5% في عام 2005. بلغ عدد العاطلين عن العمل 679,000 منهم نحو الثلثين من النساء. يتناقص معدل البطالة منذ عام 2003، والمعدل العام هو الأعلى منذ جمعت أولى البيانات في عام 1995. عملة بلاروسيا هي الروبل البلاروسي (BYR). تم استحداث العملة في مايو 1992، لتحل محل الروبل السوفيتي. أعيد استحداث الروبل بقيم جديدة في عام 2000 وما يزال يستخدم منذ ذلك الحين. كجزء من الاتحاد الروسي البلاروسي، ناقشت كلا الدولتان استخدام عملة موحدة على غرار اليورو. أدى هذا إلى اقتراح إلغاء الروبل البلاروسي لصالح الروبل الروسي (RUB) مع بداية عام 2008. اعتبارا من أغسطس 2007، لم يعد البنك الوطني البلاروسي يربط الروبل البلاروسي بالروبل الروسي. يتألف النظام المصرفي لبلاروسيا من 30 بنكا مملوكا للدولة وبنكا واحدا مخصخصا. حلت بيلاروسيا في المرتبة 80 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، وتراجعت للمركز 85 في مؤشر عام 2024. تشكل العرقية البلاروسية 81.2% من سكان روسيا البيضاء ككل. تتلوها العرقية الروسية (11.4%) والبولنديون (3.9%) والأوكرانيون (2.4%). في روسيا البيضاء لغتان رسميتان هما الروسية والبلاروسية؛ اللغة الروسية هي اللغة الرئيسية ويستخدمها 72% من السكان في حين أن البيلاروسية هي اللغة الرسمية الثانية ولا تستخدم إلا بنسبة 19.2%. تتكلم الأقليات أيضا البولندية والأوكرانية واليديشية الشرقية. تبلغ الكثافة السكانية في روسيا البيضاء حوالي 50 نسمة للكيلومتر المربع الواحد. يتركز 71.7% من مجموع سكانها في المناطق الحضرية. مينسك، عاصمة البلاد وأكبر المدن، يقطنها 1,741,400 نسمة من أصل 9,724,700 عدد السكان الكلي. غوميل بتعداد 481,000 نسمة، وهي ثاني أكبر مدينة وعاصمة أوبلاست غومل. المدن الكبيرة الأخرى هي موغيلوف (365,100) وفيتيبسك (342,400) وغرودنو (314,800) وبريست (298,300). مثلها كالعديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تعاني بلاروسيا من معدل نمو سكاني سلبي ومعدل نمو طبيعي سلبي. في عام 2007، انخفض عدد السكان في روسيا البيضاء بنسبة 0.41% ومعدل الخصوبة 1.22، أقل بكثير من معدل التعويض. معدل صافي الهجرة هو +0.38 من كل 1000، دليلا على أن روسيا البيضاء تعاني من هجرة خارج البلاد أكثر من الهجرة إلى البلاد. في عام 2007، 69.7% من سكان بلاروسيا تتراوح أعمارهم بين 14-64 و16% دون سن 14 عاما و14.6% بعمر 65 سنة أو أكبر. كما أن تعداد السكان مشيخ: ففي حين أن متوسط العمر الحالي هو 37، فمن المقدر أن الوسطي المتوقع في عام 2050 سيكون بين 55 و65. يوجد حوالي 0.88 ذكر لكل أنثى في بلاروسيا. يبلغ مدى العمر المتوقع 68.7 سنة (63.0 سنة للذكور و74.9 سنة للإناث). أكثر من 99% من البيلاروسين يستطيعون القراءة والكتابة. مالت بلاروسيا تاريخيا لعدد من الأديان، غالبا الأرثوذكسية والكاثوليكية (أغلبها في المناطق الغربية) وطوائف بروتستانتية مختلفة (وخاصة خلال فترة الوحدة مع السويد البروتستانتية). توجد أقلية معتبرة تعتنق اليهودية وأديان أخرى. تحول العديد من البلاروسيين إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعد أن ضمتها روسيا بعد تقسيم الكومنويلث البولندي الليتواني. نتيجة لذلك، تملك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية أكبر عدد من الأتباع. تشكل الأقلية الكاثوليكية في بيلاروسيا 10% من سكان البلاد وهم من الروم الكاثوليك، يتركزون في الجزء الغربي من البلاد، وخصوصا حول غرودنو، وتتكون من مزيج من البلاروسيين والأقليتين البولندية والليتوانية. بينما يتبع حوالي 1% الكنيسة الكاثوليكية اليونانية البلاروسية. كانت بلاروسيا مركزا رئيسيا للتعداد اليهودي الأوروبي، حيث شكل اليهود 10% من السكان. لكن العدد تراجع بسبب الحرب والمجاعة والاحتلال الألماني لأقلية ضئيلة من حوالي 1% أو أقل. الهجرة من بلاروسيا البيضاء سبب آخر لتقلص عدد السكان اليهود. يصل عدد تتار ليبكا في البلاد إلى أكثر من 15,000 وهم من المسلمين. وفقا للمادة 16 من الدستور، ليس لبلاروسيا دين رسمي. وفي حين تمنح حرية العبادةفي المادة نفسها، يمكن أن تحظر المنظمات الدينية التي تعتبر مسيئة للحكومة أو النظام الاجتماعي في البلاد. بدأ الأدب البيلاروسي مع الكتابات الدينية بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر، يمثله شعر سيريل التورافي من القرن الثاني عشر. بحلول القرن السادس عشر، ترجم فرانسيسك سكارينا المقيم بولوتسك الكتاب المقدس إلى البلاروسية. نشر في براغ وفيلنيوس بين عامي 1517 1525 مما يجعله أول كتاب طبع في بيلاروسيا أو في أي مكان في أوروبا الشرقية. بدأت المرحلة الحديثة من الأدب البيلاروسي في أواخر القرن التاسع عشر. أحد أهمها هو يانكا كوبالا. كتب العديد من الكتاب البيلاروس البارزين في ذلك الوقت، مثل أولادزيمير زيلكا وكازيمير سفاياك وياكوب كولاس وجميتروك بيادولا ومكسيم هاريتسكي لصحيفة باللغة البلاروسية تدعى ناشا نيفا، نشرت في فيلنيوس. بعد ضم بلاروسيا إلى الاتحاد السوفيتي، فإن الحكومة السوفيتية سيطرت على الشؤون الثقافية للجمهورية. وقع التطور الحر للأدب فقط في الأراضي تحت السيطرة البولندية حتى سيطر عليها السوفيت في عام 1939. نفي العديد من الشعراء والكتاب بعد الاحتلال النازي لبلاروسيا، ولم يعودوا حتى ستينات القرن العشرين. ظهرت آخر محاولات إحياء ماضي الأدب البيلاروسي في الستينيات من خلال روايات فاسيل بيكاف وأولادزيمير كاراتكييفيتش. في القرن السابع عشر، ألف الملحن البولندي ستانيسلاف مونيوستشكو أوبرا وقطعا موسيقية خلال إقامته في مينسك. عمل كذلك مع الشاعر البلاروسي فينتسنت دونين- مارتسنكيفيتش وألف أوبرا سيالانكا (المرأة الفلاحة). في نهاية القرن التاسع عشر، شكلت المدن البلاروسية الكبرى الأوبرا الخاصة بها وشركات الباليه. ألف كروشنر الباليه العندليب خلال الحقبة السوفيتية، وأصبحت أول باليه بلاروسية تعرض في مسرح باليه بولشوي الأكاديمي الوطني في مينسك. بعد الحرب الوطنية العظمى، تركزت الموسيقى على معاناة الشعب البلاروسي أو على أولئك الذين حملوا السلاح دفاعا عن الوطن. خلال هذه الفترة، خدم بوغاتيريوف، مؤلف أوبرا في بولسيه الغابة العذراء، كموجه للملحنين البلاروس. منح المسرح الأكاديمي الوطني للباليه في مينسك جائزة بنوا دو لا دانس في عام 1996 لكونها أفضل شركة باليه في العالم. ازدادت شعبية موسيقى الروك في السنوات الأخيرة، رغم أن الحكومة البيلاروسية حاولت الحد من كمية الموسيقى الأجنبية التي تبثت على الراديو لصالح الموسيقى البلاروسية التقليدية. منذ عام 2004، أرسلت بلاروسيا فنانين لمسابقة الأغنية الأوروبية. ترعى الحكومة البلاروسية مهرجانات ثقافية سنوية مثل بازار سلافيانسكي في فيتيبسك والذي يستقطب الفنانين والكتاب والموسيقيين والممثلين البلاروس. العطل الرسمية في الدولة عدة، مثل عيد الاستقلال وعيد النصر، حيث تجتذب الاحتفالات حشودا كبيرة وغالبا ما تشمل عروض الألعاب النارية والعروض العسكرية، وخاصة في فيتيبسك ومينسك. تشجع وزارة التمويل الثقافي الفنون والثقافة البلاروسية داخل وخارج البلاد. ينبثق اللباس التقليدي البلاروسي فترة روس كييف. نظرا للمناخ البارد فإن الملابس عادة ما تصنع من الصوف أو الكتان للحفاظ على دفء الجسم مزينة بأنماط مزخرفة متأثرة بالثقافات المجاورة: بولندا وليتوانيا ولاتفيا وروسيا ودول أوروبية أخرى. طورت كل منطقة من مناطق روسيا البيضاء أنماط تصاميم معينة. تستخدم حاليا أنماط الزينة المستخدمة في بعض الثياب في أوقات سابقة لتزيين رافع راية العلم الوطني البيلاروسي، الذي اعتمد في استفتاء مثير للجدل في عام 1995. يتألف المطبخ البلاروسي أساسا من الخضروات واللحوم (لحم الخنزير خاصة) والخبز. عادة ما تكون الأطعمة مطبوخة إما ببطء أو مطهية. البلاروسي النمطي يأكل وجبة فطور خفيفة جدا ووجبتين كبيرتين مع كون العشاء أكبر وجبة في اليوم. يستهلك كل من خبز القمح والجاودار في روسيا البيضاء، لكن الجاودار أكثر وفرة بسبب الظروف القاسية للغاية فيما يخص زراعة القمح. لإظهار حسن الضيافة، يعرض المضيف تقليديا خبزا وملحا عند تحية الضيف أو الزائر. تشمل المشروبات الشعبية في بلاروسيا فودكا القمح وكفاس، وهو مشروب خفيف مصنوع من دقيق الجاودار أو الخبز الأسمر المخمر. يمكن أيضا أن يضاف كفاس إلى قطع الخضار للحصول على حساء بارد يدعى أوركروشكا. تمتلك بلاروسيا أربعة مواقع ضمن التراث العالمي: مجمع قلعة مير وقلعة نسيفيتز وبيلوفيدزكايا بوشكا (مشتركة مع بولندا)، وقوس ستروف الجيوديسي (مشتركة مع تسع دول أخرى). في عام 2008، كان هناك 3,718,000 خط هاتف أرضي مقارنة 8,639,000 من خطوط الهاتف الخلوية في بلاروسيا. تدار معظم خطوط الهاتف من خلال بيلتيلكوم، وهي شركة مملوكة للدولة. حوالي ثلثي جميع خدمات الهاتف تعمل على النظم الرقمية وكثافة الهواتف الخلوية حوالي 90 هاتف لكل 100 شخص. هناك ما يقرب من 113,000 مزودا للإنترنت في بلاروسيا في عام 2009 لتلبية احتياجات مستخدمي الإنترنت البالغين 3,107,000. أكبر مجموعة وسائل إعلام في بلاروسيا هي الشركة الحكومية الوطنية للتلفزة والإذاعة. تدير هذه الشركة عدة محطات تلفزيونية محطات راديو إذاعية والتي تبث محليا وعالميا سواء من خلال الإشارات التقليدية أو الإنترنت. شبكة هيئة الإذاعة والتلفزيون هي إحدى أكبر محطات التلفزة المستقلة في بيلاروسيا، تبث في أغلب الأحيان إقليميا. تطبع العديد من الصحف إما باللغة البلاروسية أو بالروسية، وتوفر إما
https://ar.wikipedia.org/wiki/بيلاروس
01f6613ed387524be54b4ba6f94ff1ed
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.499373", "source": "Wikipedia" }
بوسنة والهرسك
البوسنة والهرسك
البوسنة والهرسك هي دولة في جنوب وجنوب شرق أوروبا، تقع داخل البلقان وفي منتصف الدول التي كانت تشكل دولة يوغوسلافيا السابقة. وسراييفو هي العاصمة وأكبر مدينة وتعد مدينة بانية لوكا ثاني اكبر مدينة في البوسنة الهرسك، تليها توزلا ثم موستار. البوسنة والهرسك دولة غير ساحلية تقريبا - إلى الجنوب لديها ساحل ضيق جدا على البحر الأدرياتيكي، يبلغ طوله حوالي 20 كيلومترا (12 ميلا) ويحيط ببلدة نيوم. يحدها من الشرق صربيا، والجبل الأسود من الجنوب الشرقي، وكرواتيا المحيطة بالشمال والجنوب الغربي. في المناطق الداخلية الوسطى والشرقية من البلاد، تكون الجغرافيا جبلية، في الشمال الغربي من التلال المعتدلة، والشمال الشرقي من الأرض المسطحة في الغالب. الداخلية، البوسنة، هي منطقة أكبر جغرافيا ولها مناخ قاري معتدل، مع صيف حار وشتاء بارد وثلجي. الطرف الجنوبي، الهرسك، لديه مناخ البحر الأبيض المتوسط ومعظم التضاريس الجبلية. تعود البوسنة والهرسك إلى مستوطنة بشرية دائمة تعود إلى العصر الحجري الحديث، وبعد ذلك كان يسكنها العديد من الحضارات الإليرية والسلتية. ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، للبلاد تاريخ ثري، حيث استقرت أولا الشعوب السلافية التي تسكن المنطقة اليوم من القرن السادس إلى القرن التاسع. في القرن الثاني عشر، تم تأسيس مذهب البوسنة، والذي تطور إلى مملكة البوسنة في القرن الرابع عشر، وبعد ذلك تم ضمه إلى الإمبراطورية العثمانية، التي ظل تحت حكمها من منتصف القرن الخامس عشر إلى أواخر القرن التاسع عشر. جلب العثمانيون الإسلام إلى المنطقة، وغيروا الكثير من النظرة الثقافية والاجتماعية للبلاد. وأعقب ذلك ضم إلى الملكية النمساوية المجرية، والتي استمرت حتى الحرب العالمية الأولى. في فترة ما بين الحربين، كانت البوسنة والهرسك جزءا من مملكة يوغوسلافيا وبعد الحرب العالمية الثانية، منحت مكانة جمهورية كاملة في العهد الجديد شكلت جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية. بعد حل يوغوسلافيا، أعلنت الجمهورية الاستقلال في عام 1992، والتي أعقبتها حرب البوسنة التي تعتبر حرب مزقت البوسنة والهرسك ودمرت البلاد، استمرت حتى أواخر عام 1995. نمت السياحة في البوسنة والهرسك بمعدلات من رقمين في السنوات الأخيرة. تشتهر البوسنة والهرسك إقليميا ودوليا ببيئتها الطبيعية وتراثها الثقافي الموروث من ست حضارات تاريخية، ومطبخها، ورياضاتها الشتوية، وموسيقاها المميزة والفريدة، والهندسة المعمارية، ومهرجاناتها، وبعضها أكبرها وأبرزها طيب في جنوب شرق أوروبا. البلد موطن لثلاث مجموعات عرقية رئيسية أو، رسميا، الشعوب المكونة، على النحو المحدد في الدستور. البوشناق هم أكبر مجموعة من الثلاثة، مع الصرب في المرتبة الثانية والكروات في المركز الثالث. عادة ما يتم تعريف مواطن من البوسنة والهرسك، بغض النظر عن العرق، باللغة الإنجليزية على أنه بوسني. الأقليات، التي تم تعريفها بموجب التسمية الدستورية «آخرون»، تشمل اليهود والغجر والبولنديين والأوكرانيين والأتراك. لدى البوسنة والهرسك هيئة تشريعية من مجلسين ورئاسة ثلاثة أعضاء تتكون من عضو في كل مجموعة عرقية رئيسية. ومع ذلك، فإن سلطة الحكومة المركزية محدودة للغاية، حيث أن البلاد لا مركزية إلى حد كبير وتضم كيانين مستقلين: اتحاد البوسنة والهرسك وجمهورية صربسكا، مع وحدة ثالثة، مقاطعة برتشكو، يحكمها الحكم المحلي. يتكون اتحاد البوسنة والهرسك من 10 كانتونات. تحتل البوسنة والهرسك مرتبة عالية من حيث التنمية البشرية، ولديها اقتصاد يهيمن عليه قطاعا الصناعة والزراعة، يليهما قطاعا السياحة والخدمات. يوجد في البلد نظام للضمان الاجتماعي والرعاية الصحية الشاملة، والتعليم الابتدائي والثانوي مجاني. وهي عضو في الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا، الشراكة من أجل السلام، اتفاقية التجارة الحرة لأوروبا الوسطى، وعضو مؤسس للاتحاد من أجل المتوسط عند إنشائه في يوليو 2008. البلد متقدم للحصول على العضوية في الاتحاد الأوروبي، وأصبح مرشحا بشكل رسمي لعضوية الاتحاد الأوروبي بتاريخ 15 ديسمبر 2022، وكان مرشحا لعضوية الناتو منذ أبريل 2010، عندما تلقت خطة عمل العضوية. اكتسبت البوسنة اسمها على الراجح من اسم أشهر أنهارها، وهو نهر البوسنة النابع من سفح جبل إيغمان الواقع جنوبي البلاد على مقربة من العاصمة ويمتد في أنحاء البلاد مرورا بثلاث من كبريات مدن البلاد وهي: سراييفو وزينيتسا ودوبوي بطوله البالغ 303 كم، أي 188م وتتفرع منه فروع كثيرة يبلغ طولها نحو 10480 كم، أي 6513م تغذي مختلف أنحاء البلاد تصب في نهر صاوة في الشمال وربما كانت تسمية نهر البوسنة مقتبسة من الكلمة الإيليرية بوسينوس أو من كلمة بوس التي تعني الماء الجاري في اللغة الإيليرية. ذهب بعض المؤرخين إلى أن الشعوب السلافية المهاجرة من القوقاز إلى البلقان، جلبت هذا الاسم معها وأطلقته على الإقليم بعد أن استوطنته، وبموجب هذا الرأي يكون اسما طارئا على البوسنة، ورد عليها من خارجها بينما يرى آخرون أنه مشتق من كلمة باساتي القديمة، أو كلمة باز التي تعني الملح، إذ تشتهر به بعض مناطق البوسنة، ومنها توزلا حتى إن عوائد الآبار المالحة فيها كانت إحدى الموارد الاقتصادية الهامة في البلاد، وكان ينفق منها على المؤسسات التعليمية كالمدارس والكتاتيب بتوزلا العليا والدنيا، حتى الاحتلال النمساوي المجري للبوسنة سنة 1295ه/1878. استعمل اسم البوسنة للدلالة على كيان جغرافي وسياسي مستقل منذ القرن الرابع للهجرة/العاشر للميلاد، حين كانت المنطقة كسائر مناطق البلقان مرتعا خصبا للإقطاع وكان أقدم استعمال موثق لهذه التسمية ورد في كتاب بعنوان إدارة الإمبراطورية والذي ألفه وكتبه الإمبراطور البيزنطي قسطنطين السابع عام 346ه/958م، وقد أطلق فيه اسم البوسنة على المنطقة الواقعة حول مجريي نهر البوسنة الأعلى والأوسط، والتي لم تكن تشمل سوى مدينتين هما: كاتيرا وديسنيك. يرجع تاريخ استيطان البشر في البوسنة إلى العصر الحجري الحديث. وفي أوائل العصر البرونزي أتى إليها أناس أكثر عدوانية من سكان العصر الحجري الحديث، ويعتقد بأنهم إيليريون وهم أوائل الأصول هندو-أوروبي ثم جاءت هجرات السلت إليها في القرنين الرابع والثالث قبل الميلاد فطردوا سكانها من الشعوب الإليريينة من تلك المناطق، ولكن بقي فيها الكثير منهم ممن اختلط مع القادمين الجدد. هناك نقص واضح من الأدلة في تلك الحقبة التاريخية، ولكن بشكل عام، سكن تلك المنطقة أناس عديدون ممن يتكلمون لغات مختلفة. وفي بدايات سنة 229 قبل الميلاد بدأ التوتر والمشاكل تظهر ما بين الإليريين والرومان، لكن الرومان لم يتمكنوا من استكمال ضم تلك المنطقة إلا في سنة 9 . وفي العهد الروماني بدأ يقطن فيها ساكنون جدد من الناطقين باللاتينية من جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية، وشجعوا الجنود الرومان المتقاعدين بالسكن في هذه المنطقة. في تلك الفترة كانت البوسنة جزءا من إيليريا حتى مجيء الاحتلال الروماني. وبعد تقسيم الإمبراطورية ما بين سنة 337 و395، ألحقت دالماسيا وبانونيا بالإمبراطورية الرومانية الغربية. وهناك ادعاءات تقول بأن تلك المنطقة قد تم غزوها من قبل القوط الشرقيون في 455 . ثم تغير حكامها لاحقا ما بين الآلان والهون. ولم يأت القرن السادس إلا وقد غزاها الإمبراطور جستنيان الأول وضمها للإمبراطورية البيزنطية. وفي القرن السادس غزا الأڤار مناطق السلاف في أوروبا الشرقية. تتضارب ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/بوسنة والهرسك
174931e27423413384b295b9c25d4ea2
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.514100", "source": "Wikipedia" }
بلغاريا
بلغاريا
بلغاريا أو جمهورية بلغاريا ‏ دولة تقع جنوب شرقي أوروبا مطلة على البحر الأسود من جهته الغربية. تحدها رومانيا شمالا، وتركيا واليونان جنوبا، وجمهورية صربيا وجمهورية مقدونيا غربا. بمساحة 110,994 كيلومتر مربع (42,855sq mi ) تكون بلغاريا الدولة ال16 من حيث المساحة في أوروبا، وعاصمتها وأكبر مدنها هي مدينة صوفيا التي تقع في جهتها الغربية، والعملة الرسمية لبلغاريا هي الليف بلغاري. بدأت ثقافات ما قبل التاريخ الاستيطان في أراضي بلغاريا خلال فترة عصر حجري حديث. شهد تاريخها القديم التراقيون وفيما بعد اليونان والإمبراطورية الرومانية. يعود نشوء الدولة البغارية الموحدة إلى تأسيس الإمبراطورية البلغارية الأولى عام 681م، التي حكمت معظم دول البلقان وعملت كمركز ثقافي للسلاف خلال العصور الوسطى. مع سقوط الإمبراطورية البلغارية الثانية عام 1396م، أصبحت مناطقها تحت سيطرة الدولة العثمانية لحوالي قرون. أدت الحرب الروسية العثمانية (1853 - 1856) إلى تشكيل الدولة البلغارية الثالثة. في السنين اللاحقة شهدت بلغاريا عدة نزاعات مع جيرانها، مما دفعها للتحالف مع ألمانيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية. في عام 1946م أصبحت بلغاريا دولة اشتراكية حزبية واحدة بقيادة الاتحاد السوفيتي (الكتلة الشرقية). في ديسمبر 1989 سمح الحزب الشيوعي البلغاري الحاكم بانتخابات متعددة الأحزاب التي بالتالي أدت إلى تحول بلغاريا إلى دولة ديمقراطية ومركز سوق اقتصادي. وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي في أول يناير 2007. بلغاريا تحتل جزءا من شبه جزيرة البلقان الشرقية على الحدود مع خمس دول اليونان وتركيا من الجنوب ومقدونيا وصربيا إلى الغرب، ورومانيا إلى الشمال. الحدود البرية لديها بطول إجمالي يبلغ 1808 كيلومتر (1123 ميل)، والساحل يبلغ طولها 354 كيلومتر (220 ميل). تبلغ مساحة إجمالية قدرها 110994 كيلو متر مربع (42855 ميل مربع) في المرتبة انها العالم ال 105 - لرجسة البلاد. الإحداثيات الجغرافية بلغاريا هي 43 ° N 25 ° E. الميزات الطبوغرافية أبرز هي سهل دانوب وجبال البلقان، والتراقي عادي، وجبال رودوب. على الحافة الجنوبية للدانوب عادي المنحدرات صعودا إلى سفوح جبال البلقان، في حين يحدد نهر الدانوب على الحدود مع رومانيا. والتراقي عادي هو الثلاثي تقريبا، ابتداء من جنوب شرق صوفيا وتوسيع نطاق وصولها إلى ساحل البحر الأسود. تشغيل جبال البلقان أفقيا من خلال وسط البلاد. وجبلية جنوب غرب البلاد اثنين من جبال الألب نطاقات ريلا وبيرين، التي تقع على حدود جبال أقل ولكن أكثر اتساعا رودوب إلى الشرق. بلغاريا تعد موطنا لأعلى نقطة في شبه جزيرة البلقان، المصلى، في 2925 متر (9596 قدم) وأدنى نقطة له هو مستوى سطح البحر. السهول تحتل حوالي ثلث أراضي، في حين الهضاب والتلال تحتل 41 في المائة. وتشهد البلاد شبكة كثيفة من حوالي 540 نهرا، وهي في معظمها صغيرة نسبيا ومع انخفاض منسوب المياه. وأطول نهر يقع فقط في الأراضي البلغارية، وعسكر، يبلغ طولها 368 كيلومتر (229 ميل). وتشمل الأنهار الرئيسية الأخرى لمركب ستروما وماريتزا في الجنوب. بلغاريا لديها مناخ ديناميكي، والذي ينتج من كونها المتمركزة في نقطة التقاء البحر الأبيض المتوسط والكتل الهوائية القارية وتأثير حاجز جبالها. المتوسطات الشمالية بلغاريا 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت) أكثر برودة ويسجل 200 ملليمترا ( 7.9 في) المزيد من الأمطار سنويا من مناطق جنوب جبال البلقان. سعة درجة الحرارة تتفاوت تفاوتا كبيرا في مختلف المجالات. أدنى درجة حرارة سجلت هي -38.3 درجة مئوية (-36.9 درجة فهرنهايت)، في حين أن أعلى من 45.2 درجة مئوية (113.4 درجة فهرنهايت). المتوسطات الهطول عن 630 ملم (24.8 في) سنويا، وتتراوح من 500 ملم ( 19.7 في) في دبردجا إلى أكثر من 2500 ملم (98.4 في) في الجبال. الكتل الهوائية القارية جلب كميات كبيرة من الثلوج خلال فصل الشتاء. حسب إحصاءات عام 2001 فإن حوالي 83.9% من سكان بلغاريا هم بلغاريون، مع وجود أقليتين كبيرتين هم الأتراك (9.4%) والغجر (4.7%)، كما أن هناك أقليات أخرى صغيرة، أهمها الأرمن، الروس، التتار، المقدونيون، اليهود وغيرهم. اللغة الرسمية هي البلغارية والتي يتحدث بها حوالي 84.8% من سكان البلاد، وهي إحدى اللغات السلافيية الجنوبية. ينطق بها حوالي عشرة ملايين نسمة في بلغاريا وأجزاء من اليونان، رومانيا، وجمهوريتي مولدوفيا وأوكرانيا. أبجديتها سيريلية الأصل ويبلغ عدد حروفها تسعة وعشرون حرفا. يعد التاريخ الحقيقي لدخول الإسلام لبلغاريا مع الفتح العثماني الذي قام به السلطان مراد الأول الذي فتح صوفيا والجزء الجنوبي من بلغاريا سنة 774 ثم مواصلة الفتح على يد السلطان بايزيد الصاعقة ابن مراد الأول سنة 796 ، وكان هذا الفتح إيذانا باشتعال الحروب الصليبية الأوربية ضد الفتح الإسلامى وخرجت بلغاريا من السيادة العثمانية بعد هزيمة بايزيد الصاعقة على يد تيمور لنك في معركة سهل أنقرة سنة 805ه، ولكن سرعان ما عادت بلغاريا للسيادة العثمانية مرة أخرى أيام السلطان محمد الفاتح وظلت تحت حكم الإسلام من سنة 863ه حتى سنة 1295ه في مؤتمر برلين الذي أعطيت فيه بلغاريا الاستقلال النهائي عن الدولة العثمانية التي كانت في حالة شديدة من الضعف وتسلط الأعداء وأثناء حكم العثمانيين لتلك البلاد والذي امتد أكثر من أربعة قرون كان من الطبيعي أن يدخل الإسلام مع الفاتحين الجدد واستوطن عدد من العثمانيين البلاد كما اعتنق الإسلام عدد من أهل البلاد وقد عرف هؤلاء باسم 'البوماك' وعلى الرغم من طول فترة الحكم الإسلامي لتلك البلاد إلا أن عد المسلمين لم يكن كبيرا مقارنة مع المسيحيين ذلك لانصراف العثمانيين عن الاهتمام بالدعوة ونشر الدين الإسلامي الحنيف في البلاد المفتوحة خاصة أوروبا حيث كانت الدعوة يقوم بأمرها الدعاة والمحتسبون على مستوى فردي أو جماعات وليس سياسة دولة شاملة، كذلك لضعف العثمانيين في اللغة العربية جعلهم لا يقومون بواجب الدعوة كما يجب أن يكون. أول دولة بلغارية تعود نشأتها إلى عام 681 ، أسستها آنذاك قبائل بلغارية تحت قيادة الخان أسباروخ بالتعاون مع السكان المحليين من القبائل السلافية والثراسية. دخل الدين المسيحي عام 864 إلى البلاد، حيث كانت تقع تحت منطقة التأثير البيزنطي. كانت الإمبراطورية البلغارية ذات قوة ونفوذ في أوروبا في القرنين التاسع والعاشر الميلادي وكانت العدو الأبرز للإمبراطورية البيزنطية أثناء منافسة الدولتين على أراضي البلقان. احتل العثمانيون بلغاريا عام 1396 وضموها إلى دولة الخلافة. بقيت تحت سيطرتهم أربع مئة سنة. طبقا لاتفاقية سان ستيفانو لإنهاء الحرب الروسية التركية حصلت بلغاريا على الاستقلال رسميا عام 1878 ولكنها بقيت فعليا تحت سيطرة الأتراك. أعلن قيام مملكة بلغاريا عام 1908 وفرديناند الأول ملكا لها. انتصرت بلغاريا في حرب البلقان الأولى عام 1912 1913 ضد الأتراك ولكنها انهزمت في حرب البلقان الثانية عام 1913 ضد العثمانيين واليونانيين والصرب. في الحرب العالمية الأولى انضمت بلغاريا إلى جانب قوات المحور في الحرب العالمية الأولى. بعد هزيمتها في الحرب العالمية تنازل فرديناند الأول لصالح ابنه بوريس الثالث. في فترة ما بين الحربين العالميتين حاول الشيوعيون الوصول إلى الحكم بطرق سلمية وطرق أخرى ولكن دون جدوى. في عام 1935 انتهج بوريس الثالث من بلغاريا سياسة داخلية استبدادية، منهيا بذلك الحياة الديمقراطية. وقفت بلغاريا إلى جانب دول المحور في الحرب العالمية الثانية، احتلتها القوات السوفياتية عام 1944 وأعلن قيام الجمهورية الشعبية عام 1946 ، أصبحت بذللك رويدا رويدا إحدى دول الكتلة الشيوعية لغاية التسعينات من القرن العشرين. شهدت المناطق التي تسكنها الأقلية التركية ترحيل جماعي، قلاقل ونزاعات عدة. أقيمت أول انتخابات حرة عام 1990 في بلغاريا بعد سقوط الشيوعية، الحزب الاشتراكي (الشيوعي السابق) فاز بها. بلغاريا هي جمهورية برلمانية، يتم انتخاب الرئيس فيها مباشرة كل خمس سنوات، له الحق في تمديد رئاسته مرة واحدة. الرئيس هو أعلى سلطة سياسية في البلاد وهو قائد القوات المسلحة، البرلمان له الحق في الاعتراض على قرارات الرئيس عند حصوله على الأغلبية. يتم تسمية رئيس الوزراء من قبل رئيس الدولة، اعتمادا على نتائج الانتخابات النيابية، مجلس الوزراء يحتوي حاليا على عشرين عضوا، يتكون البرلمان البلغاري Narodno Sabranie من مجلس واحد، به 240 عضوا، يتم انتخابهم كل أربع سنوات. يتألف الجهاز القضائي البلغاري، من محاكم محلية، إقليمية ومحاكم استئناف، إضافة إلى المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية العليا ومحاكم عسكرية أخرى. أصبحت بلغاريا عضوا في الأمم المتحدة في عام 1955 ومنذ عام 1966 كان عضوا غير دائم في مجلس الأمن ثلاث مرات، كان آخرها من عام 2002 إلى عام 2003. بلغاريا وكان أيضا من بين الدول المؤسسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) في عام 1975. وانضم إلى حلف شمال الاطلسي في 29 مارس 2004، وقعت على معاهدة الاتحاد الأوروبي الانضمام في 25 نيسان 2005، وأصبح عضوا كاملا في الاتحاد الأوروبي في 1 يناير 2007. استطلاعات الرأي التي أجريت بعد سبع سنوات على انضمام البلاد لتأسيس الاتحاد الأوروبي 15٪ فقط من البلغار شعرت أنها استفادت شخصيا من العضوية، مع ما يقرب من 40٪ من السكان قائلين انهم لن يكلف نفسه عناء التصويت في انتخابات الاتحاد الأوروبي 2014. أصبح التكامل الأوروبية الأطلسية أولوية لهذا البلد منذ سقوط الشيوعية، على الرغم من أن اضطرت القيادة الشيوعية أيضا تطلعات ترك حلف وارسو والانضمام إلى المجتمعات الأوروبية التي كتبها عام 1987. العلاقة بلغاريا مع جيرانها منذ عام 1990 وكانت جيدة عموما. البلاد أيضا يلعب دورا هاما في تعزيز الأمن الإقليمي. بلغاريا لديها تعاون الاقتصادي والدبلوماسي الثلاثي النشط مع رومانيا واليونان، تقيم علاقات قوية مع دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، ويستمر لتحسين قدرتها علاقات جيدة تقليديا مع الصين، وفيتنام. محاكمة فيروس نقص المناعة البشرية في ليبيا، والتي أعقبت بعد سجن العديد من الممرضات البلغاريات في بنغازي في عام 1998، كان لها تأثير كبير على العلاقات بين بلغاريا والاتحاد الأوروبي وليبيا. وأسفر إطلاق سراح الممرضات قبل حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، والتي منحت عقدا للحصول على المفاعل النووي وأسلحة الإمدادات من فرنسا في المقابل. بلغاريا هي دولة وحدوية. منذ 1880 في، تفاوت عدد من الوحدات الإدارية الإقليمية من سبعة إلى 26. بين عامي 1987 1999 الهيكل الإداري يتألف من تسع محافظات. وقد تم اعتماد هيكل إداري جديد بالتوازي مع اللامركزية في النظام الاقتصادي. ويشمل 27 مقاطعة ومحافظة العاصمة العاصمة (صوفيا-غراد). جميع المناطق أسماءها من العواصم الخاصة بكل منها. المحافظات ويقسم إلى 264 بلدية. يتم تشغيل البلديات من قبل رؤساء البلديات، الذين يتم انتخابهم لمدة أربع سنوات، والمجالس البلدية المنتخبة مباشرة. بلغاريا هي دولة مركزية إلى حد كبير، حيث يعين المجلس الوطني من الوزراء مباشرة الحكام الإقليميين وجميع المحافظات والبلديات تعتمد اعتمادا كبيرا على أنه للحصول على التمويل. البلديات المقاطعات تنقسم بدورها إلى 263 بلدية، أهم المدن صوفيا هي عاصمة البلاد الرسمية وأكبر مدنها (حوالي 1,250,000 نسمة). المدن الكبرى الأخرى:- وهناك العديد من المدن الأخرى الصغيرة مثل مدينة دراغويفو، بودغوريكا كوساركا. ويبلغ عدد سكان بلغاريا 7364570 نسمة حسب التعداد الوطني عام 2011. الغالبية العظمى من السكان، أو 72.5 في المائة، يقيمون في المناطق الحضرية؛ تقريبا يتركز سدس مجموع السكان في صوفيا البلغار هم المجموعة العرقية الرئيسية وتشمل 84.8 في المئة من. عدد السكان. تشمل الأقليات التركية وروما 8.8 4.9 في المائة على التوالي. وتضم نحو 40 الأقليات الصغيرة بنسبة 0.7 في المائة، 0.8 في المائة لا تحديد المصير مع مجموعة عرقية. جميع المجموعات العرقية تتحدث البلغارية، إما كلغة أولى أو كلغة ثانية. البلغارية هي اللغة الوحيدة التي صفة رسمية وأصلية عن 85.2 في المائة من السكان. أقدم لغة مكتوبة السلافية، البلغارية تكون مميزة من اللغات الأخرى في هذه المجموعة من خلال بعض الخصائص النحوية مثل عدم وجود حالات الاسم وإنفينيتيفس، والتعريف سوفكسد. وتشير تقديرات الحكومة من 2003 معدل معرفة القراءة والكتابة في 98.6 في المائة، مع عدم وجود فرق كبير بين الجنسين. وكانت المستويات التعليمية العالية تقليديا، وإن كانت لا تزال بعيدة عن المعايير الأوروبية والتدهور المستمر على مدى العقد الماضي. وكان الطلاب البلغارية بين أعلى الدرجات في العالم من حيث القراءة في عام 2001، وأداء أفضل من لهم نظرائه الكندي والألماني. بحلول عام 2006، وكان العشرات في القراءة والرياضيات والعلوم تدهورت. الإنفاق الحكومي على التعليم هي أقل بكثير من متوسط الاتحاد الأوروبي. وزارة التربية والتعليم والشباب والعلوم تمول جزئيا المدارس العامة والكليات والجامعات، ويحدد معايير للكتب المدرسية وتشرف على عملية النشر. وتوفر الدولة التعليم المجاني في المدارس الابتدائية والثانوية العامة. تمتد العملية التعليمية من خلال 12 درجات، حيث الصف الأول وحتى ثمان الابتدائي وتسعة من خلال الإثني عشر هي المرحلة الثانوية. يمكن المدارس الثانوية أن تكون الفني والمهني، عامة أو متخصصة في بعض الانضباط، في حين يتكون التعليم العالي على درجة البكالوريوس لمدة 4 سنوات، ودرجة الماجستير من العمر 1 . دستور بلغاريا تعرف بأنها دولة علمانية مع الحرية الدينية مكفولة، ولكن يعين الأرثوذكسية كدين «التقليدية». والكنيسة الأرثوذكسية البلغارية اكتسبت مكانة المستقلة في عام 927 ميلادية, وحاليا لديها 12 الأبرشيات وأكثر من 2000 الكهنة. أكثر من ثلاثة أرباع البلغار الاشتراك في الأرثوذكسية الشرقية. المسلمون السنة هي ثاني أكبر مجتمع وتشكل 10 في المائة من التركيبة الدينية، على الرغم من أن الغالبية منهم لا يصلي والعثور على استخدام الحجاب الإسلامي في المدارس غير مقبولة. تنتسب أقل من ثلاثة في المائة مع الأديان الأخرى، 11.8 في المائة لا يعرفون الذاتي مع الدين ورفض 21.8 في المائة إلى القول معتقداتهم. بلغاريا لديها نظام صحي شامل الممولة من الضرائب والمساهمات. الصندوق الوطني للتأمين الصحي (NHIF) يدفع نسبة متزايدة تدريجيا من تكاليف الرعاية الصحية الأولية. نفقات الرعاية الصحية المتوقعة لعام 2013 تبلغ 4.1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. عدد الأطباء فوق المتوسط في الاتحاد الأوروبي مع 181 طبيبا لكل 100,000 شخص، ولكن التوزيع حسب مجالات الممارسة غير المتكافئ، وهناك نقص حاد في الممرضين وغيرهم من العاملين في المجال الطبي، ونوعية معظم الطبية مرافق رديئة. نقص الموظفين في بعض الحقول شديدة لدرجة أن المرضى الذين يلجأون إلى طلب العلاج في البلدان المجاورة. بلغاريا في المرتبة 113th في العالم بحلول متوسط العمر المتوقع، والذي يبلغ 73.6 سنة لكلا الجنسين. والأسباب الرئيسية للوفاة هي مماثلة لتلك في البلدان الصناعية الأخرى، وأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل رئيسي، والأورام وأمراض الجهاز التنفسي. بلغاريا في حالة من الأزمة الديموغرافية. وكان له النمو السكاني السلبي منذ 1990 في وقت مبكر، عندما تسبب الانهيار الاقتصادي على الأمد الطويل موجة الهجرة. بعض 937,000 إلى 1,200,000 شخص معظمهم من الشباب - يسار البلاد بحلول عام 2005. ويقدر إجمالي معدل الخصوبة الإجمالي في عام 2013 عند 1.43 الأطفال الذين يولدون / امرأة، وهو أقل من معدل الإحلال 2.1. وثلث جميع الأسر تتكون من شخص واحد فقط 75،5 في المائة من الأسر ليس لديها أطفال تحت سن ال 16. ونتيجة لذلك، والنمو السكاني والولادة الأسعار من بين أدنى المعدلات في العالم في حين أن معدلات الوفاة من بين أعلى المعدلات. غالبية الأطفال يولدون للنساء غير المتزوجات (من جميع الولادات كانت 57.4 في المائة خارج إطار الزواج في عام 2012). تحتوي الثقافة البلغارية التقليدية أساسا التراقي، والسلافية والبلغار التراث، جنبا إلى جنب مع اليونانية والرومانية والعثمانية والفارسية وسلتيك التأثيرات. وقد نقشت تسعة أشياء التاريخية والطبيعية في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو: وفارس مادارا، القبور التراقية في سفيشتاري وكازانلاك، وكنيسة بويانا، دير ريلا، والكنائس المحفورة في الصخر من إيفانوفو، حديقة بيرين الوطنية، سربرنا محمية والمدينة القديمة من نيسبار نيستينارستفو. طقوس يتم تضمين النار الرقص من أصل التراقي، في قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو. النار هو عنصر أساسي من عناصر الفولكلور البلغاري، وتستخدم لإبعاد الأرواح الشريرة والأمراض. الفولكلور البلغارية في شخصه الأمراض مثل السحرة ولديها مجموعة واسعة من المخلوقات، بما في ذلك لمياء، صمديفا (فيلا) وكاركندزلا. بعض العادات والطقوس ضد هذه الأرواح على قيد الحياة ولا تزال تمارس، وأبرزها كوكري وصرفكر. مارتنيتصا كما احتفل على نطاق واسع. وكان مركز الثقافة السلافية في كل من الأول والإمبراطورية البلغارية الثانية خلال معظم العصور الوسطى. المدارس بريسلاف، أوهريد وترنوفو الأدبية التي تمارس التأثير الثقافي الكبير أنحاء العالم الأرثوذكسية الشرقية. العديد من اللغات في أوروبا الشرقية وآسيا تستخدم السيريلية السيناريو، التي نشأت في مدرسة بريسلاف الأدبية حوالي القرن 9. وتقدم في القرون الوسطى في الفنون والآداب وانتهى مع الغزو العثماني عندما تم تدمير العديد من الروائع، والأنشطة الفنية لم تعاود الظهور، حتى النهضة الوطنية في القرن 19. وبعد التحرير، والأدب البلغاري اعتمد بسرعة الأنماط الأدبية الأوروبية مثل الرومانسية ورمزية. منذ بداية القرن 20، العديد من الكتاب البلغارية، مثل إيفان فازوف، بنكهه سلافكوف، بييو يفرف، يوردان رادكليف وتزفيتان تودوروف اكتسبت أهمية. وفي عام 1981 حصل على جائزة الكاتب ولد البلغارية-إلياس كانيتي جائزة نوبل جائزة في الأدب. الموسيقى الشعبية البلغارية هو إلى حد بعيد الفن التقليدي الأكثر شمولا، وقد وضعت ببطء على مر العصور كما مزيج من التأثيرات الشرقية والغربية. أنه يحتوي على الشرق الأقصى، الشرقية، في القرون الوسطى الأرثوذكسية الشرقية والقياسية النغمية وسائط أوروبا الغربية. والموسيقى لها صوت مميز ويستخدم مجموعة واسعة من الأدوات التقليدية، مثل جدولك، غيداء (مزمار القربة)، قفل وتبان. ويمتد واحدة من أهم السمات المميزة الوقت متوازن، والذي لا يوجد له نظير في بقية الموسيقى الأوروبية. وتلفزيون الدولة أنثى صوتي جوقة هو الأكثر شهرة أداء الفرقة الشعبية، وحصل على جائزة جرامي في عام 1990. التأليف الموسيقي مكتوبة بلغاريا يمكن أن ترجع إلى العصور الوسطى المبكرة وأعمال يا كوكوزل (. 1280-1360). وتمثل الموسيقى الكلاسيكية والأوبرا والباليه من الملحنين إيمانويل منولف، بانشو فلاديجرف وجورجي أتاناسوف والمطربين غنى ديميتروفا، بوريس خريستوف ونيكولاي غيرف. اكتسبت الأداء البلغارية شعبية في العديد من الأنواع الأخرى مثل الصخور التقدمية (FSB)، إلكتروبوب (ميرا أرويو) والجاز (معلش يفايف ). ويشمل التراث الفنون البصرية الديني جدارية، جداريات والرموز، وكثير من إنتاج مدرسة القرون الوسطى ترنوفو الفنية فلاديمير ديميتروف، نيكولاي دولغرف وكريستو هي بعض من الفنانين البلغاري المعاصر الأكثر شهرة تبقى صناعة الأفلام الضعيفة: في عام 2010، أنتجت بلغاريا ثلاثة أفلام روائية وفيلمين وثائقيين مع التمويل العام. يتم الإعلان عن الفعاليات الثقافية في أكبر وسائل الإعلام، بما في ذلك الإذاعة الوطنية البلغارية، والصحف اليومية دنف ترود، دنيفنيك 24 شاسا. في حين يتم التحكم أقسام رئيسية من وسائل الإعلام بلغاريا من قبل كيانات الدولة، بما في ذلك التلفزيون البلغاري الوطني، والإذاعة الوطنية البلغارية، وكالة الانباء البلغارية، يعتبر التقرير عموما لن يكون منحازا بسبب التدخل الحكومي المباشر، رغم عدم وجود تشريعات محددة للحفاظ على هذا. وسائل الإعلام كتب لا يوجد لديه قيود قانونية، وعدد كبير من المحطات التلفزيونية والإذاعية الخاصة موجودة أيضا. على الرغم من هذا، وسائل الإعلام البلغارية التقليدية تعاني من ضغوط اقتصادية وسياسية سلبية، وظهرت حالات الرقابة الذاتية. وفي الوقت نفسه، وسائل الإعلام الإنترنت هو في تزايد شعبية بسبب افتقارها إلى الرقابة وتنوع المحتوى والآراء التي توفرها. يبلغ الإنفاق على البحث والتطوير نحو 0.78% من الناتج المحلي الإجمالي، ويذهب الجزء الأكبر من تمويل البحث والتطوير العام إلى الأكاديمية البلغارية للعلوم. استحوذت الشركات الخاصة على أكثر من 73% من نفقات البحث والتطوير، ووظفت 42% من إجمالي 22 ألف باحث في بلغاريا عام 2015. في نفس العام، احتلت بلغاريا المرتبة 39 من أصل 50 دولة في بلومبيرغ إل بي، وكانت أعلى درجات التقييم لقطاع التعليم (المرتبة 24) وأدنى الدرجات كانت للتصنيع ذي القيمة المضافة (المرتبة 48). احتلت بلغاريا المرتبة 38 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. أدى النقص المتزامن في الاستثمار الحكومي في الأبحاث منذ ذ990 إلى إجبار العديد من المتخصصين في العلوم والهندسة على مغادرة البلاد. على الرغم من نقص التمويل، فإن الأبحاث في قطاعات الكيمياء وعلم المواد والفيزياء لا تزال قوية. تجرى أبحاث القطب الجنوبي بفعالية من خلال قاعدة كليمنت أوهريدسكي المقامة على جزيرة ليفينغستون غرب القارة القطبية الجنوبية. يولد قطاع تقانة ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/بلغاريا
7b99043ee23f90e79c072ceab7e43624
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.520220", "source": "Wikipedia" }
دنمارك
الدنمارك
جلالة الملكة صاحبة السمو الملكي الأميرة بنديكته الدنمارك أو الدنمرك أو الدانمارك أو الدانمرك ‏ أو رسميا مملكة الدانمارك ‏ بالإضافة إلى غرينلاند وجزر فارو، هي من الدول الإسكندنافية شمال أوروبا. تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا. كما تطل الدانمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال. تتكون البلاد من شبه جزيرة كبيرة، جوتلاند (يوتلاند) والعديد من الجزر وأبرزها جزيرة زيلاند وفون وفندسيسل تي (تعتبر عادة جزءا من يوتلاند) ولولاند وفالستر وبورنهولم وكذلك مئات الجزر الصغيرة التي غالبا ما يشار لها بالأرخبيل الدنماركي. سيطرت الدانمارك منذ فترة طويلة على مدخل بحر البلطيق. قبل حفر قناة كييل كان الممر المائي لبحر البلطيق عبر قنوات ثلاث معروفة باسم المضائق الدانماركية. يحكم الدانمارك نظام ملكي دستوري برلماني. تمتلك الدانمارك حكومة على مستوى الدولة وحكومات محلية في 98 بلدية. هي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973 على الرغم من أنها لم تنضم إلى منطقة اليورو. الدانمارك هي عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. الدانمارك أيضا عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. يوجد في الدانمارك اقتصاد سوق مختلط رأسمالي ودولة خدمات اجتماعية كبيرة وتصنف من بين أعلى البلدان من حيث مستوى الدخل. للدانمارك أفضل مناخ للأعمال في العالم وفقا لمجلة فوربس. بين 2006-2008 وضعت الدراسات الاستقصائية البلاد في المرتبة الأولى على أنها «أسعد مكان في العالم» استنادا إلى معايير الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم. مؤشر السلام العالمي لعام 2009 يضع الدنمارك في المرتبة الثانية بعد نيوزيلندا كأكثر البلدان سلما. في عام 2009 أيضا صنفت الدنمارك واحدة من الدول الأقل فسادا في العالم وفقا لمؤشر الفساد لتحتل المرتبة الثانية فقط بعد نيوزيلندا. اللغة الوطنية هي الدانماركية وترتبط ارتباطا وثيقا بالسويدية والنرويجية، وتشترك مع البلدين بعلاقات قوية ثقافية وتاريخية. يتبع 82 ٪ من سكان الدنمارك 90.3٪ من العرقية الدنماركية الكنيسة اللوثرية الوطنية. اعتبارا من عام 2010 وصل تعداد المهاجرين وأبناء المهاجرين في البلاد 548,000 نسمة (9.9 ٪ من سكان الدنمارك). معظم المهاجرين (54%) أصولهم إسكندنافية أو من مكان آخر في أوروبا في حين أن الباقي أساسا من الشرق الأوسط والدول الأفريقية. إن أصل كلمة دانمارك وخاصة العلاقة بين الدانماركيين والدانمارك وتوحيد الدانمارك في مملكة واحدة موضوع الذي يجذب بعض الجدل. يتركز النقاش في المقام الأول حول البادئة «دان» Dan وعما إذا كانت تشير إلى Dani أو شخص تاريخي اسمه Dan وأيضا حول معنى اللحقة mark-. مما يزيد من تعقيد المسألة وجود إشارات إلى العديد من الشعوب التي عرفت باسم Dani في الدول الإسكندنافية أو أماكن أخرى في أوروبا في سجلات الثقافتين اليونانية والرومانية (مثل بطليموس ويوردانس وغريغوري من تور) فضلا عن بعض مؤلفات القرون الوسطى (مثل آدم البريمني وبيولف وويدسيث وإيدا الشعرية). تشتق معظم الكتب الجزء الأول من الكلمة واسم الشعب من كلمة تعني «الأرض المنبسطة» ومرتبطة بالألمانية Tenne «بيدر» أو الإنجليزية den «كهف» أو السنسكريتية dhánuṣ - धनुस् «صحراء»). يعتقد أن اللاحقة mark- تعني غابة أو أرضا حدودية مع إشارة محتملة إلى الغابات على الحدود جنوب شليزفيغ، ربما مماثلة لفنمارك وتيليمارك أو ديتامارشن. في اللغة الإسكندنافية القديمة كانت الأرض تدعى Danmǫrk. يعود أقدم وصف للدانمارك كمنطقة إلى كرونيكون ليثرينس في القرن الثاني عشر وسفيند آغيسين في أواخر القرن ذاته وساكسو غراماتيكوس في أوائل القرن الثالث عشر وقصة إيريك في منتصف القرن الخامس عشر. هناك مع ذلك العديد من الحوليات الدانماركية التي تحتوي على تفاصيل أخرى مختلفة وحكايات مشابهة في أنواع أخرى وأسماء أخرى أو اختلافات في الهجاء. تروي كرونيكون ليثرينس أنه عندما ذهب الإمبراطور الروماني أغسطس لقتال الدانمارك في عهد داود، كانت الدانمارك حينها من سبعة أقاليم هي يوتلاند وفين وزيلاند ومون وفالستر ولولاند وسكين واللواتي حكمها الملك يبير من أوبسالا. كان للملك ثلاثة أبناء نوري ودان وأوستن. أرسل دان ليحكم زيلاند وفالستر ومون ولولاند والتي عرفت بمجملها باسم فيديسليف. عندما كان اليوت في حرب مع الإمبراطور أغسطس طلب عون دان. بعد انتصارهم، جعلوا منه ملكا على يولاند وفين وفيديسليف وسكين. قرر المجلس دعوة هذه الأرض الجديدة المتحدة دنمارك (Dania) تيمنا بملكهم الجديد دان. يشير ساكسو إلى أن الملك الأسطوري الدنماركي دان بن هومبلي هو الذي أعطى اسمه للشعب الدنماركي على الرغم من أنه لا ينص صراحة على أنه هو أيضا أصل كلمة دنمارك. بل يقول أن إنجلترا في نهاية المطاف استمدت اسمها من شقيق دان انجل. أول ما ذكرت أرض تعرف باسم «الدنمارك» كانت في النسخة المعدلة والمترجمة للملك ألفريد العظيم إلى الإنجليزية العتيقة عن مؤلفات بولوس أوريوس «سبعة كتب من التاريخ ضد الوثنيين» والتي كتبها ألفريد عندما كان ملكا على ويسيكس في السنوات 871-899. في مقدمة للكتاب كتبها ألفرد نقرأ عن أسفار أوتير من هالوغالاند في مناطق الشمال حيث كانت الدنمارك "Denamearc" على جانب البر.. وبعد ذلك لمدة يومين على (جانب البر) الجزر التي تنتمي إلى الدنمارك. سجل أول استخدام لكلمة «دنمارك» في الدنمارك نفسها في اثنتين من الحجارة في يلينغ والتي هي آثار يعتقد أن غورم القديم هو من أسسها (حوالي 955 ) وهارالد السن الأزرق (حوالي 965). كثيرا ما يستشهد بأكبر الحجرين أنه شهادة ميلاد الدنمارك، على الرغم من أن كليهما يستخدم لفظة «دنمارك» في شكل "tanmaurk" (تلفظ بالدنمركية) على الحجر الكبير "tanmarkar" ( تلفظ بالدنمركية) على الحجر الصغير. يسمى سكان الدنمارك هناك "tani" ( تلفظ بالدنمركية) أو «الدنماركيين». في نشيد رولاند والتي يعتقد أنها كتبت بين 1040 و1115 يبرز أول ذكر للبطل الأسطوري الدنماركي هولغر دانسك، فهو ذكر عدة مرات بأنه «هولغر من الدنمارك». تعود أقدم الاكتشافات الأثرية في الدنمارك إلى فترة إيم بين الجليدية من 130,000-110,000 .. سكن البشر الدنمارك منذ حوالي 12,500 قبل الميلاد، بينما توجد دلائل على النشاط الزراعي منذ 3900 قبل الميلاد. تميز العصر البرونزي الشمالي (1,800-600 قبل الميلاد) في الدنمارك بتلال الدفن والتي خلفت وفرة من الآثار بما في ذلك عربة الشمس واللور. خلال العصر الحديدي ما قبل الروماني (500 قبل الميلاد - 1 ) بدأت الشعوب الأصلية بالهجرة نحو الجنوب على الرغم من أن أول الدنماركيين وصلوا البلاد فيما بين ما قبل الرومان والعصر الحديدي الجرماني أي في العصر الحديدي الروماني (100-400 ). حافظت المقاطعات الروماني على طرق التجارة والعلاقات مع القبائل المحلية في الدنمارك كما تم العثور على نقود رومانية في الدنمارك. توجد أدلة قوية على نفوذ سلتي تاريخي وتأثير ثقافي في هذه الفترة في الدنمارك وجزء كبير من أوروبا الغربية والشمالية من بين أمور أخرى تنعكس فيما عثر عليه في مرجل غونديستروب. يعتقد المؤرخون أنه وقبل وصول أسلاف الدنمركيين الذين جاؤوا من الجزر الدنماركية في الشرق (زيلاند) وسكين وتحدثوا شكلا مبكرا من الجرمانية الشمالية، فإن معظم يولاند وبعض الجزر سكنها شعب اليوت. دعي هؤلاء في وقت لاحق للجزر البريطانية كمرتزقة للملك البريتوني فورتيجرن ومنحهم الأراضي جنوب شرق كنت وجزيرة وايت من بين مناطق أخرى حيث استوطنوا. تم استيعابهم أو طردهم لاحقا من قبل الغزو الأنجلوسكسوني للجزر البريطانية. بينما تم استيعاب السكان الباقين في يولاند مع الدنمركيين. يعتقد أن ما ذكره المؤرخ يوردانس في مذكرة قصيرة عن الدنماركيين في «غيتيكا» هو من بين أوائل ما كتب حولهم. بنى هؤلاء هياكل الدفاع دانفيرك على مراحل من القرن الثالث وما تلاه ويعزى الحجم الكبير لجهود البناء في عام 737 لظهور ملك دنماركي. استخدمت الأبجدية الرونية لأول مرة في نفس المرحلة التاريخية وتأسست رايب أقدم مدينة في الدنمارك حوالي 700 . كان الشعب الدنمركي من بين الشعوب المعروفة باسم الفايكنج خلال القرنين 8 - 11. كان المستكشفون الفايكنغ أول من وصل واستقر في آيسلندا في القرن التاسع في طريقهم من جزر فارو. من هناك استوطنوا غرينلاند وفينلاند (ربما نيوفاوندلاند). نجح الفايكنغ في استغلال مهاراتهم الكبيرة في بناء السفن لغزو أجزاء من فرنسا والجزر البريطانية. لكنهم برعوا أيضا في التجارة على طول السواحل والأنهار في أوروبا وأداروا طرق التجارة من غرينلاند في الشمال إلى القسطنطينية في الجنوب عبر الأنهار الروسية. نشط الفايكنج الدنماركيون في بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وأغاروا واستوطنوا أجزاء من انكلترا (أقدم مستوطناتهم شملت المواقع في دينلو وإيرلندا ونورماندي). في بداية القرن التاسع وصلت إمبراطورية شارلمان المسيحية إلى الحدود الجنوبية للدنمارك، وتزود ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/دنمارك
c31f3dd0c49a3e4f1d6a1fbd9d886bae
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.601788", "source": "Wikipedia" }
كرواتيا
كرواتيا
كرواتيا ‏ تلفظ صربي-كرواتي: [xř̩ʋa:tska:]) رسميا جمهورية كرواتيا ‏ اسمعⓘ، هي جمهورية برلمانية تقع في جنوب شرق أوروبا. عاصمتها وأكبر مدنها هي زغرب، تبلغ مساحة كرواتيا 56,594 كيلومترا مربعا، فيما يبلغ عدد السكان نحو 4.29 مليون نسمة. وتنقسم البلاد إلى 20 مقاطعة بالإضافة لمدينة زغرب. ولكرواتيا حدود مشتركة مع سلوفينيا والمجر وصربيا والبوسنة والهرسك وجمهورية الجبل الأسود. اللغة الرسمية في كرواتيا هي الكرواتية وهي إحدى اللغات السلافية؛ وعملتها الرسمية هي اليورو ابتداء من 2023. يبلغ طول الحدود الكراوتية مع جيرانها حوالي 2197 كم: منها 670 كم مع سلوفينيا، 329 كم مع المجر، 932 كم مع البوسنة والهرسك، 266 كم مع صربيا والجبل الأسود. أعلى الجبال ارتفاعا هي جبال دينارا (1831 متر)، تريغلاف (1913 متر)، سنيزنيك (1796 متر)، هناك عشرين قمة جبل يبلغ ارتفاعها أعلى من 1500 متر. نهر درافا ونهر سافا هي أهم أنهار البلاد. لكرواتيا مناخ متنوع بين المناخ القاري في الغالب والمناخ المتوسطي. ويبلغ عدد سكان البلاد 4,290,000 نسمة، ومعظمهم من الكروات، يدين أكثرهم بالكاثوليكية الرومانية. في أوائل القرن السابع الميلادي مبكر وصل الكروات لمنطقة كرواتيا الحالية، وأسسوا اثنتين من الدوقيات في القرن التاسع الميلادي. وأصبح الملك توميسلاف أول الملوك عام 925، ورفع كرواتيا لمركز مملكة. احتفظت مملكة كرواتيا بسيادتها لما يقرب من قرنين من الزمان، ووصلت ذروتها في عهد الملوك بيتر كريزيمير الرابع وديميتريوس زفونيمير. دخلت كرواتيا في اتحاد شخصي مع مملكة المجر في عام 1102. وفي 1527، وفي مواجهة الفتح العثماني انتخب البرلمان الكرواتي فرديناند الأول من آل هابسبورغ على العرش الكرواتي. في عام 1918، بعد الحرب العالمية الأولى، كانت كرواتيا جزء من دولة لم تدم طويلا هي دولة السلوفينيين والكروات والصرب والتي أعلنت استقلالها من النمسا والمجر ثم شاركت في تأسيس مملكة يوغسلافيا. دولة كرواتيا المستقلة كانت موجودة لفترة وجيزة خلال الحرب العالمية الثانية كدولة دمية فاشية. بعد الحرب، أصبحت كرواتيا عضوا مؤسسا ومكونة للدولة يوغوسلافيا الثانية الاتحادية ودولة اشتراكية. في حزيران 1991، أعلنت كرواتيا استقلالها، ودخل حيز التنفيذ في 8 تشرين الأول من العام نفسه. وقد خاضت كرواتيا الحرب الاستقلال بنجاح خلال السنوات الأربع التي أعقبت إعلان الاستقلال. متوسط العمر المتوقع ومحو الأمية والتعليم ومستويات المعيشة والمساواة في الدخل في كرواتيا اليوم مرتفعة جدا نسبيا، وتحتل المرتبة العالية بين دول وسط أوروبا من حيث التعليم والصحة ونوعية الحياة والديناميكية الاقتصادية. صندوق النقد الدولي يصنف كرواتيا كاقتصاد ناشئ ونامي، والبنك الدولي يصنفها على أنها اقتصاد دخل مرتفع. كرواتيا عضو في الأمم المتحدة ومجلس أوروبا ومنظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة التجارة العالمية واتفاقية التجارة الحرة لوسط أوروبا (CEFTA) وأحد الأعضاء المؤسسين ضمن الاتحاد من أجل المتوسط. في 2013، أصبحت كرواتيا أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي. وقد شاركت في صفوف قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقد ساهمت كرواتيا بقوات في بعثة يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وحصلوا على مقعد غير دائم في مجلس الأمن للفترة 2008-2009. قطاع الخدمات يهيمن على الاقتصاد الكرواتي، يليه قطاع الصناعة والزراعة. تعتبر السياحة مصدرا مهما للعائدات خلال فصل الصيف، وتحتل كرواتيا في المرتبة الثامنة عشر ضمن الوجهات السياحية الأكثر شعبية في العالم. وتسيطر الدولة على جزء من الاقتصاد، ويد الإنفاق الحكومي كبيرا. الاتحاد الأوروبي هو الشريك التجاري الأكثر أهمية لكرواتيا. منذ عام 2000، استثمرت الحكومة الكرواتية في قطاع البنية التحتية، خصوصا في طرق المواصلات مع عموم أوروبا. تنتج كرواتيا جزء مهما من احتياجاتها من الطاقة من
https://ar.wikipedia.org/wiki/كرواتيا
f76eb12f5c3b0526b998f02a7400f9aa
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.660322", "source": "Wikipedia" }
قبرص
قبرص
قبرص ‏ رسميا جمهورية قبرص ‏ هي دولة جزرية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بغرب آسيا. وهي ثالث أكبر جزيرة من حيث المساحة وكذلك من حيث عدد السكان في البحر الأبيض المتوسط، وتقع جنوب تركيا وغرب سوريا وشمال غربي كل من لبنان وفلسطين وشمال مصر وتقع إلى الجنوب الشرقي من اليونان. يعود أقدم نشاط بشري معروف في الجزيرة إلى حوالي الألفية العاشرة قبل الميلاد. تشمل البقايا الأثرية من هذه الفترة قرية شويروكيتيا من العصر الحجري المحفوظة جيدا، وقبرص هي موطن لبعض أقدم آبار المياه في العالم. استوطن اليونانيون الموكيانيون قبرص في موجتين في الألفية الثانية قبل الميلاد. لموقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط، احتلت قبرص بعد ذلك من قبل العديد من القوى الكبرى، بما في ذلك إمبراطوريات الآشوريين والمصريين والفرس، حتى استولى الإسكندر الأكبر على الجزيرة عام 333 قبل الميلاد. تم ضم الجزيرة لاحقا إلى مصر البطلمية، ثم الإمبراطورية الرومانية الكلاسيكية والبيزنطية، ثم الحكم الإسلامي لفترة قصيرة، وسلالة لوزينيان الفرنسية وجمهورية البندقية، أعقب ذلك أكثر من ثلاثة قرون من الحكم العثماني بين 1571 1878 (رسميا حتى عام 1914). تم وضع قبرص تحت إدارة المملكة المتحدة على أساس اتفاقية قبرص في عام 1878 وتم ضمها رسميا من قبل المملكة المتحدة في عام 1914. في حين شكل القبارصة الأتراك 18٪ من السكان، أصبح تقسيم قبرص وإنشاء دولة تركية في الشمال هدفا للقبارصة الأتراك وتركيا في الخمسينات. دعا القادة الأتراك إلى ضم قبرص إلى تركيا حيث اعتبروا قبرص «امتدادا للأناضول». بينما منذ القرن التاسع عشر، كانت غالبية السكان من القبارصة اليونانيين وكنيستهم الأرثوذكسية تدعم الاتحاد مع اليونان، والتي أصبحت سياسة وطنية يونانية في الخمسينيات. بعد حالة الطوارئ القبرصية في الخمسينيات، منحت قبرص الاستقلال سنة 1960. أدت أزمة 1963-1964 إلى مزيد من العنف الطائفي بين المجتمعين، مما أدى إلى نزوح أكثر من 25000 من القبارصة الأتراك إلى جيوب.:56–59 ووضع نهاية لتمثيل القبارصة الأتراك في الجمهورية. في 15 يوليو 1974، تم تنفيذ انقلاب من قبل القبارصة اليونانيين وعناصر من المجلس العسكري اليوناني في محاولة لتطبيق ضم قبرص إلى اليونان. عجل هذا الإجراء من الغزو التركي لقبرص في 20 يوليو، مما أدى إلى احتلال شمال قبرص في الشهر التالي، بعد انهيار وقف إطلاق النار، وتشريد أكثر من 150.000 من القبارصة اليونانيين 50،000 من القبارصة الأتراك. أنشئت دولة قبرصية تركية منفصلة في الشمال بإعلان منفرد في عام 1983؛ وقد أدان المجتمع الدولي هذه الخطوة على نطاق واسع، ولم تعترف أي دولة بالدولة الجديدة سوى تركيا. هذه الأحداث والوضع السياسي الناتج عنها تمثل نزاع قبرص الذي ما يزال مستمرا. تتمتع جمهورية قبرص بالسيادة القانونية على الجزيرة بأكملها، بما في ذلك مياهها الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، باستثناء مناطق أكروتيري ودكليا، التي لا تزال تحت سيطرة المملكة المتحدة وفقا لاتفاقيتي لندن وزيورخ. ومع ذلك، فإن جمهورية قبرص مقسمة فعليا إلى جزأين رئيسيين هما المنطقة الواقعة تحت السيطرة الفعلية للجمهورية، وتقع في الجنوب والغرب وتضم حوالي 59٪ من مساحة الجزيرة، والشمال المدار من قبل جمهورية شمال قبرص التركية المعلنة ذاتيا، وتغطي حوالي 36٪ من مساحة الجزيرة. وتغطي المنطقة العازلة التابعة للأمم المتحدة حوالي 4٪ من مساحة الجزيرة. ويعتبر المجتمع الدولي أن الجزء الشمالي من الجزيرة هو أراضي تابعة لجمهورية قبرص تحتلها القوات التركية. ينظر إلى الاحتلال على أنه غير قانوني بموجب القانون الدولي وأصبح يمثل احتلالا لأراضي داخل الاتحاد الأوروبي منذ أن أصبحت قبرص عضوا في الاتحاد الأوروبي. قبرص هي وجهة سياحية رئيسية في البحر الأبيض المتوسط. ولديها اقتصاد متقدم عالي الدخل ومؤشر تنمية بشرية مرتفع جدا، أصبحت جمهورية قبرص عضوا في الكومنولث منذ عام 1961 وكانت عضوا مؤسسا لحركة عدم الانحياز حتى انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 1 مايو 2004. في 1 يناير 2008، انضمت جمهورية قبرص إلى منطقة اليورو. تعود تسمية قبرص بهذا الاسم إلى شهرتها القديمة بمعدن النحاس الذي كان يعدن بكثرة من أراضيها، والكلمة الإنجليزية Cyprus مستمدة من التسمية الإغريقية للجزيرة Kupros التي تعني باللاتينية Cuprum أي نحاس. عرفها العرب قديما وفي فترة الفتوحات الإسلامية باسم قبرس. قبرص هي ثالث أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط بعد الجزر الإيطالية صقلية وسردينيا (سواء من حيث المساحة وعدد السكان). تبلغ مساحة قبرص حوالي 9,250 كم مربع يدعى السهل المتمركز في وسط البلاد ميزاوريا. هناك سلسلتان جبليتان في البلاد: في الشمال سلسلة جبال بينتاذاكتيلوس وفي الجنوب والغربي سلسة جبال ترودوس. معظم السهول متواجدة على الساحل الجنوبي. المناخ معتدل ممطر شتاء وحار صيفا. ينقسم سكان البلاد عرقيا ولغويا ودينيا تماما حسب التقسيم السياسي الحالي إلى جزء يوناني في الوسط والجنوب وجزء تركي في الشمال. تتشابه الطائفتان في العادات الاجتماعية ومختلفتان في أمور كثيرة أخرى وخاصة الدين. اللغة اليونانية محكية خاصة في الجنوب بينما اللغة التركية في الشمال. هذه التقسيمة اللغوية تعود فقط إلى فترة ما بعد نشأة جمهورية شمال قبرص التركية في الشمال ونزوح اليونانيين من الشمال إلى الجنوب، قبل ذلك كانت اللغة اليونانية هي اللغة الأكثر انتشارا. اللغة الإنجليزية مستعملة على نطاق واسع، يرجع ذلك إلى فترة الٳستعمار الٳنجليزي لهذه الجزيرة. تماما كاللغة فإن الدين مقسم حسب الطائفة. القبارصة اليونانيون يدينون بالمسيحية الأرثوذكسية، أما القبارصة الأتراك فيدينون بدين الإسلام. وفقأ لتعداد عام 2011 فإن 94.8٪ من سكان جمهورية قبرص (الشطر اليوناني من الجزيرة) هم من المسيحيين الأرثوذكس، و0.9٪ الأرمن والموارنة، والروم الكاثوليك 1.5٪، و1.0٪ كنيسة إنجلترا، و0.6٪ من المسلمين، و1.3٪ من الطوائف الدينية الأخرى. يرجع تاريخ الشعوب القديمة التي سكنت الجزيرة إلى حوالي عام 6000 .. واستوطن فيها اليونانيون عام 1200 . وأنشأوا فيها الدول المدن التي كانت شبيهة بالدول المدن اليونانية القديمة. وقبل السيد المسيح، غزا قبرص كل من الآشوريين والمصريين واليونانيين والفرس والرومان. وأدخل القديس بولس والقديس برنابا المسيحية إلى الجزيرة عام 45 . وفي عام 330 بعد الميلاد صارت قبرص جزءا من الإمبراطورية البيزنطية. وفي عام 1191 استولى ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا عليها في طريقه إلى عكا في الصليبية الثالثة وباعها لفرسان الداوية ولما لم يتمكنوا من سداد أقساط ثمنها باعها لملك بيت المقدس من آل لوزينيان بغدوين (بلدوين) الرابع وقد غدا بلا عرش بعد تحرير القدس (1187) فأسس مملكة قبرص اللاتينية (1192-1483)، واشتراها البنادقة من آخر ملكة في الأسرة لتبدأ فترة الاحتلال البندقي قبل أن يحررها العثمانيون سنة 1571 منهم. وأصبحت الجزيرة من ضمن الأراضي العثمانية في سبعينيات القرن السادس عشر الميلادي، وحكموها حتى عام 1878 عندما سلموا حق الإدارة إلى الاحتلال البريطاني مع بقائها تحت السيادة الاسمية العثمانية. نزعت السيادة العثمانية مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وغدت الجزيرة رسميا مستعمرة بريطانية عام 1925. مارست بريطانيا سياسة تشجيع الهجرة اليونانية إلى الجزيرة حتى أصبح اليونان أغلبية. في خمسينات القرن العشرين الميلادي قام القبارصة اليونانيون بقيادة الأسقف مكاريوس بحملة سياسية للاتحاد مع اليونان، وكونوا منظمة سرية عرفت اختصارا باسم أيوكا، شنت حرب عصابات عنيفة ضد البريطانيين. وأعلنت بريطانيا حالة الطوارئ في الجزيرة عام 1955. وفي عام 1956 نفت بريطانيا مكاريوس إلى جزيرة سيشل في المحيط الهندي. واجتمع الأتراك واليونانيون في زيوريخ بسويسرا عام 1959، حيث توصلوا لاتفاق يقضي بأن تصبح قبرص دولة مستقلة. وافقت بريطانيا على اتفاقية زيوريخ ونالت قبرص استقلالها في 16 أغسطس عام 1960 بمقتضى دستور وضعته كل من بريطانيا واليونان وتركيا بموافقة قادة القبارصة الأتراك واليونانيين. ووقعت كل من بريطانيا واليونان وتركيا اتفاقية تكفل لقبرص استقلالها. واحتفظت بريطانيا بالسيطرة على قاعدتين عسكريتين في كل من أكروتيري ودهكيليا على امتداد مناطق الساحل الجنوبي. أصبح الأسقف مكاريوس رئيسا للدولة الجديدة، واقترح في عام 1963 ثلاثة عشر تعديلا للدستور، بدعوى أن ذلك سوف يؤدي إلى إدارة أفضل للبلاد. وقال إن بعض مواد الدستور تهدد أداء الحكومة بالشلل. عارض كل من الأتراك وقادة القبارصة الأتراك التعديلات الدستورية اعتقادا منهم أنها ستؤدي إلى سلب القبارصة الأتراك حقوقهم وضماناتهم الدستورية. واندلع القتال بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك. وفي عام 1964 أرسلت الأمم المتحدة قوات لحفظ السلام إلى قبرص بينما كانت الجهود مستمرة لحل المشكلة. وفي عام 1967 نشب صراع آخر بين المجموعتين مما أدى إلى نشوب أزمة جديدة. وفي الفترة من عام 1967 لعام 1974 عقد القبارصة الأتراك، والقبارصة اليونانيون محادثات بهدف الوصول إلى اتفاق حول الدستور، وحدث بعض التقدم بيد أن الخلافات ظلت قائمة. أعيد انتخاب مكاريوس رئيسا للجمهورية عام 1968 وعام 1973. وفي شهر يوليو عام 1974 أطاحت قوات الحرس الوطني بقيادة الضباط اليونانيين بالرئيس مكاريوس الذي فر على إثر ذلك من قبرص وخلفه في الرئاسة الناشر الصحفي نايكوس سامسون، ولكنه استقال بعد أسبوع واحد، وتولى مهام الرئاسة بعده غلافكوس كلرديس رئيس مجلس النواب القبرصي. وعقب الإطاحة بمكاريوس، قامت تركيا بغزو قبرص. واندلع قتال واسع النطاق بين الأتراك والقبارصة اليونانيين. واستولى الأتراك على أجزاء واسعة في شمال شرقي قبرص وفر آلاف اليونانيين القبارصة إلى جنوب غربي قبرص. وأدت مفاوضات وقف إطلاق النار إلى وقف القتال في أغسطس، وعاد مكاريوس إلى قبرص رئيسا للدولة في أواخر عام 1974، وتوفي عام 1977 وخلفه سبايروس كبريانو رئيس مجلس النواب القبرصي. إلا أن تركيا والقبارصة الأتراك رفضوا الاعتراف بحكومة سبايروس. وظل ممثلو القبارصة الأتراك والقبارصة اليونانيين وممثلو اليونان والأتراك يجتمعون وينفضون منذ عام 1974 بغية التوصل إلى ترتيبات دستورية جديدة لكل جزيرة قبرص. إلا أن الخلافات الشديدة حول إدارة البلاد ما زالت قائمة. وفي عام 1975 أعلن القبارصة الأتراك بقيادة رؤوف دنكتاش وغيره من الأتراك أن المناطق الشمالية من قبرص مناطق تتمتع بالحكم الذاتي، وسموها الولايات القبرصية التركية الفيدرالية، وفي عام 1983 أعلن القبارصة الأتراك هذه المناطق جمهورية مستقلة سموها جمهورية شمالي قبرص التركية. وعلى أي حال فإن الأمم المتحدة، وكل دول العالم ماعدا تركيا تعترف بقبرص دولة واحدة بقيادة الحكومة القبرصية اليونانية في الجنوب الغربي. طبقا للتنوع الطائفي في الجزيرة فإن دستور البلاد الذي تم تطبيقه عام 1960 بعد الاستقلال عن بريطانيا قسم المناصب السياسية بين القبارصة اليونانيين والقبارصة الأتراك، مع جعل القبارصة اليونانيين أخذ غالبية المناصب لكونهم يشكلون غالبية السكان. دستور عام 1960 وضع الأسس للنظام السياسي في البلاد. رئيس البلاد هو أيضا رئيس الحكومة. حسب دستور 1960 فإن منصب نائب الرئيس يشغله دائما قبرصي تركي، ولكنه بعد الاحتلال التركي لقبرص عام 1974، والذي لحق انقلابا نفذه عدد من الضباط اليونانيين على نظام الحكم القبرصي، ومن ثم إنشاء قبرص الشمالية فإن هذا المنصب غير مشغول حاليا. مجلس الوزراء يعين من قبل رئيس الدولة ونائبه. يتم انتخاب الرئيس من خلال انتخاب مباشر، فترة الرئاسة تبلغ مدة خمس سنوات. البرلمان القبرصي (Vouli Antiprosopon) يتكون من حجرة واحدة، كانت مقاعده ال 80 في الأصل محجوزة 56 نائب قبرصي يوناني 24 نائب قبرصي تركي. الآن فقط المقاعد اليونانية محجوزة. أهم الأحزاب السياسية في قبرص هي: لقائمة بأسماء رؤساء قبرص راجع هذا المقال. تنقسم قبرص إلى ستة مناطق هي كالتالي: العاصمة الرسمية وأكبر المدن هي نيقوسيا (حوالي 195,000 نسمة). ليماسول (حوالي 150,000 نسمة) هي ثاني أكبر مدينة، تليها لارنكا (حوالي 66,000 نسمة)، بافوس (حوالي 36,000 نسمة)، فاماغوستا (حوالي 37,738 نسمة) وكيرينيا (حوالي 13,000 نسمة). جميعهم يقعوا في الجزء اليوناني من قبرص ما عدا العاصمة، فهي مقسمة بين الطرفين، وكيرينيا الواقعة في شمال البلاد وفاماغوستا الجزء اليوناني من قبرص هو أغنى من الجزء التركي ويتمتع اقتصاده باستقرار أكثر، خاصة بعد انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. بلغ الناتج القومي للبلاد 4.9 مليار دولار أمريكي ومعدل 12,500 دولار أمريكي للفرد. اقتصاد قبرص كان أفضل اقتصاديات الدول العشرة التي انضمت للاتحاد الأوروبي عام 2004. يعمل حوالي ثلاثة أرباع القبرصيين في مجال الخدمات، بينما يشغل القطاع الزراعي فقط ما نسبته 5% من الأيدي العاملة. نسبة البطالة تبلغ حوالي 3,6%، هذه النسبة تقع تحت معدل الإتحاد الأوروبي. أهم الصناعات هي الغذائية، المشروبات، الكيماويات، المنتجات المعدنية، السياحة والمنتجات الخشبية. أهم الصادرات هي الحمضيات، العنب، النبيذ، الاسمنت، الملبوسات والأحذية. تشتهر قبرص بإنتاج أنواع خاصة من الجبن تعرف باسم جبنة الحلوم. أهم الشركاء التجاريين هم بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، اليونان، سوريا،روسيا ولبنان. أهم الصادرات هي المنتجات الزراعية وخاصة الحمضيات والبطاطس. أهم الشركاء التجاريين هم تركيا وبريطانيا. مطار لارنكا الدولي هو أكبر مطار بالإضافة إلى مطار بافوس كما توجد موانئ في كل من لارنكا، فاماغوستا، ليماسول، كيرينيا، وفاسيليكوس. لا توجد سكك حديدية في البلاد. يتوفر نحو 30 شركة من الخطوط الجوية التي تربط قبرص مباشرة بالبلدان الأوروبية والشرق الأوسط وبقية دول العالم. النظام المروري في قبرص يتبع النظام الإنجليزي، أي قيادة السيارات والحافلات وجميع أنواع المركبات من الجهة اليسرى وذلك على النمط الأوربي من جانب الطريق. المسافات بين المدن ليست بعيدة. الجزء الشمالي (التركي) يعاني من نسب بطالة وتضخم عالية، يرجع ذلك إلى عدم اعتراف دول العالم بالانفصال ومقاطعتها اقتصاديا. يعتمد في الأساس على قطاع السياحة والزراعة والدعم الآتي من تركيا. يأتي معظم الدعم التركي على شكل قروض، ولكن في غالب الأمر يتم إعفاء الحكومة الشمالية من دفعهم. أماكن الإقامة: فنادق في قبرص. يقع في تقاطع شارعي جورجيو نيوفيتو ونيكولاو ليماسول. وهو فندق مثالي يقع في وسط ليماسول، يرتبط بالمركز التجاري والشاطئ، ويشتهر بالخدمة الممتازة، ويحتوي على 176 غرفة وبه حمامان للسباحة وصالة رياضية، وملعب تنس وحمام بخار ومركز لياقة وتدليك وملعب للأطفال. فندق ومصيف هاواي غراند يقع في منطقة أماثوس ليماسول وهو فندق خمس نجوم مميز بالهندسة المعمارية الحديثة، ويحتوي على أثاث غير قابل للتقليد، ومبني وسط أشجار كثيفة خضراء، وبه 255 غرفة ومركز تجاري وحمام سباحة، ويضم أماكن للأنشطة الفنية والحرفية، وألعاب كثيرة للأطفال منها ألعاب المياه وبنايات قصور رملية وسينما مفتوحة، ويقع على بعد 5 دقائق من وسط المدينة، ويبعد نحو 40 دقيقة بالسيارة من المطار الدولي. فندق أفانتي يقع في شارع بوسودون العام. وهو فندق استثنائي وشعبي ويقع في قلب بافوس المنخفضة عبر الطريق إلى الشاطئ، بالقرب من المحلات والمطاعم والأماكن المهمة، ويحتوي على خدمة مميزة وبرامج ترفيهية على نطاق واسع، ويتألف من 243 غرفة، ومسبح، وحمام بخار ومركز لياقة وحمام بخار تركي وملعب سكواتش وملعب تنس، ويقع على بعد 15 كيلومترا من المطار. فندق ومصيف الشاطئ المرجاني (كورال بيتش هوتل) يقع في شارع الخليج المرجاني، بافوس. وهذا الفندق يقع على بعد 500 متر فقط من الشاطئ الرملي الطبيعي القريب من بلدة بافوس، ويقدم خدمات عالية ويتميز بمطبخه الذي لا ينسى والذي يعرض ويقدم الطعام بوسائل متعددة، ويحتوي على مسبح وملعب تنس وحمام بخار وحمام تدليك وبخار وعلى بعد 24 كيلومترا من مطار بافوس و155 كيلومترا من نيقوسيا و135 كيلومترا من مطار لارنكا. فندق ليفادهيوتيس يقع في شارع نيكولاو روسوس رقم 50 لارنكا ويحتوي على شقق تبعد 100 متر فقط من شاطئ البحر، وعلى بعد 5 دقائق فقط من مطار لارنكا الدولي، وبه 42 غرفة، ويحتوي على مطعم ودكاكين وخدمات سياحية، ويقدم جميع وسائل الراحة الفندقية للنزلاء، وهو قريب من مواقع أثرية وسياحية عديدة. الحرس الوطني القبرصي هو الهيئة العسكرية الرئيسية في جمهورية قبرص، وهو يمثل قوة متكاملة تتضمن عناصر برية وجوية وبحرية. فيما مضى، كان من الإلزام على جميع الشبان قضاء 24 شهرا في الخدمة الوطنية في الحرس الوطني بعد بلوغهم سن السابعة عشرة، ولكن في عام 2016 قللت هذه الفترة الإلزامية إلى 14 شهرا. سنويا، يتلقى حوالي 10,000 شخص تدريبا في مراكز التجنيد. بناء على التخصص الذي يمنح للمجندين الاحتياطيين، ينقلوا إما إلى معسكرات تدريب متخصصة أو إلى وحدات تشغيلية. تتأثر الثقافة القبرصية بتركيبة البلاد السكانية، فبينما القبارصة اليونانيون ينتمون ثقافيا إلى اليونان وإلى المستعمر السابق بريطانيا، نجد أن الجزء الشمالي ينتمي إلى تركيا. تشتهر قبرص بموسيقاها الفلكلورية. لدى قبرص نظام تعليمي جيد. يحصل معظم القبارصة على شهاداتهم الجامعية في الخارج، وخاصة من الجامعات اليونانية، والتركية، والبريطانية أو الأمريكية. هناك جامعات ومعاهد خاصة. حلت قبرص في المرتبة 28 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، وتقدمت للمركز 27 في مؤشر عام 2024.
https://ar.wikipedia.org/wiki/قبرص
ee2621c3a6fab17442205f8d136f9bde
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.665164", "source": "Wikipedia" }
الجمهورية التشيكية
جمهورية التشيك
التشيك ، رسميا جمهورية التشيك والمعروفة سابقا باسم بوهيميا، هي دولة غير ساحلية تقع في وسط أوروبا. تحدها النمسا من الجنوب، وألمانيا من الغرب، وبولندا من الشمال الشرقي، وسلوفاكيا من الشرق. تضم جمهورية التشيك مناظر جبلية تغطي مساحة تمتد 78,871 كيلومترا مربعا (أي: 30,452 ميلا مربعا)، وتتمتع بمناخ رطب قاري ومحيطي معتدل. في أواخر القرن التاسع، تأسست دوقية بوهيميا تحت حكم مورافيا العظمى. وفي العام 1002، اعترف بها رسميا بصفتها دولة إمبراطورية تابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأصبحت مملكة في العام 1198. بعد معركة موهاج في العام 1526، بدأت ملكية هابسبورغ بالسيطرة على دوقية بوهيميا تدريجيا. أدت الثورة البوهيمية البروتستانتية إلى اندلاع حرب الثلاثين عاما. بعد معركة الجبل الأبيض، وطدت أسرة هابسبورغ حكمها على المنطقة. مع تفكك الإمبراطورية المقدسة في العام 1806، أصبحت أراضي التاج البوهيمي جزءا من الإمبراطورية النمساوية. في القرن التاسع عشر، دخلت أراضي التشيك حقبة التصنيع، وفي العام 1918 انضوى معظمها تحت حكم الجمهورية التشيكوسلوفاكية الأولى بعد سقوط الإمبراطورية النمساوية-المجرية بعد الحرب العالمية الأولى. تعتبر تشيكوسلوفاكيا الدولة الوحيدة في وسط وشرق أوروبا التي حافظت على نظام الديمقراطية البرلمانية طوال فترة ما بين الحربين العالميتين. بعد اتفاقية ميونيخ في العام 1938، بسطت ألمانيا النازية سيطرتها بشكل منهجي على الأراضي التشيكية. تحررت تشيكوسلوفاكيا في العام 1945، وأصبحت دولة شيوعية ضمن الكتلة الشرقية بعد انقلاب العام 1948 في سلوفاكيا. قمعت محاولات لبرلة الحكومة والاقتصاد بسبب الغزو الذي قاده السوفييت خلال ربيع براغ في العام 1968. في نوفمبر 1989، أنهت الثورة المخملية النظام الشيوعي الحاكم للبلاد، وفي 1 يناير 1993، تفككت تشيكوسلوفاكيا، وأصبحت الدول المكونة لها دولتان مستقلتان، هما: جمهورية التشيك وسلوفاكيا. جمهورية التشيك هي جمهورية برلمانية بنظام مركزي، ودولة متقدمة لديها اقتصاد سوق اجتماعي متقدم ومرتفع الدخل. وتعتبر دولة رفاه بنموذج اجتماعي أوروبي، وتقدم نظام الرعاية الصحية الشاملة، والتعليم الجامعي المجاني. تأتي التشيك في المرتبة 12 على مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية المعدل حسب عدم المساواة، وتأتي في المرتبة 24 على مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي قبل الولايات المتحدة. كما تحتل المرتبة التاسعة بين أكثر الدول أمانا وسلاما على مؤشر السلام العالمي، وتأتي في المرتبة 31 على مؤشر الديمقراطية. وجمهورية التشيك هي عضو في الناتو، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا. الجمهورية التشيكية الحالية تتألف من ثلاث مناطق تاريخية هي بوهيميا ومورافيا وسيليزيا، ومعا يمكن وصف هذه الأجزاء الثلاثة "الأراضي التشيكية"، حيث يتحدث سكان هذه المناطق اللغة التشيكية. عندما استعادت الأمة التشيكية استقلالها في عام 1918، ودولة جديدة من تشيكوسلوفاكيا تم تشكيل لتعكس اتحاد الأراضي التشيكية والسلوفاكية التي تم دمجها معا بعد الحرب العالمية الأولى (بالإضافة إلى ذلك، تم تضمين جزء صغير من أوكرانيا الغربية أيضا). كلمة التشيك جاءت نفسها إلى اللغة الإنجليزية في وقت لاحق عبر البولندية. الإملاء الحالي للكلمة في اللغة الإنجليزية هو نفس الإملاء في التشيكية العتيقة، ومع ذلك فإنه خلافا لČechy الحديثة وČesko. هذا التناقض ينشأ من إصلاح القرن 15 من الهجاء التشيكية. وبعد تفكك تشيكوسلوفاكيا في نهاية عام 1992، وجدت جزء من الأمة التشيكية السابق نفسه من دون اسم واحد من كلمة شائعة في اللغة الإنجليزية. في عام 1993، اقترحت وزارة الشؤون الخارجية التشيكية للتشيك اسم كبديل الرسمية في جميع الحالات الأخرى من وثائق رسمية الرسمية والأسماء الكاملة للمؤسسات الحكومية، ولكن هذا لم يصبح على نطاق واسع في اللغة الإنجليزية، على الرغم من معظم اللغات الأخرى واحدة كلمة أسماء لهذا البلد (عادة المتغيرات الخاصة بهم "تشيك"). لاعب كرة القدم والنجم التشيكي بافيل نيدفيد الحاصل على جائزة الكرة الذهبية عام 2003 ولعب مع أندية كبيرة وهي دوكلا براغ 1991 - 1992 وسبارتا براغ 1992 - 1996 ولاتسيو الإيطالي 1996 - 2001 وأخيرا يوفنتوس الإيطالي 2001 - 2009 كما مثل المنتخب التشيكي في 91 مباراة دولية وسجل 18 هدف من عام 1994 إلى 2006 وكان أحد أعضاء المنتخب التشيكي الحاصل على المركز الثاني في بطولة أمم أوروبا عام 1996 في إنجلترا التشيكية دولة حبيسة لا تطل على أية بحار، تحدها ألمانيا من الغرب وبولندا من الشمال وسلوفاكيا من الشرق والنمسا من الجنوب. تبلغ المساحة الإجمالية للتشيك 78,866 كم مربع. ويبلغ إجمالي طول الحدود 1,881 منها 646 كم حدود مشتركة مع ألمانيا 658 كم مع بولندا 362 كم مع النمسا. تنقسم البلاد إلى ثلاث مناطق تاريخية رئيسية: بوهيميا ومورافيا وسيليزيا (شليزيا). يخترق نهري الإلبة ونهر فلتافا منطقة مورافيا في الشرق هي ذات طبيعة مرتفعة، يمر بها نهر مورافا، كما ينبع منها نهر أودر (أودرا). الأنهار التي تنبع أو تمر بالتشيك تصب في النهاية في البحر الأسود، بحر الشمال وبحر البلطيق. جبال شومافا تقع على الحدود الجنوبية الغربية مع ألمانيا. جبال إرز (معناها جبال المعدن الخام) تشكل الحدود الشمالية الغربية مع ألمانيا. في الشمال تقع جبال السوديت التي كانت مسرحا لأحداث الحرب العالمية الثانية. أعلى قمم السوديت يبلغ ارتفاعها حوالي 1602 متر وتدعى سنيجكا Sněžka وهي أعلى قمة في تشيكيا. نهر ثايا يشكل بشكل متقطع الحدود الطبيعية جنوبا مع النمسا. جبال الكاربات البيضاء تكون الحدود الشرقية مع سلوفاكيا. منطقة بوهيميا السهلة المحاطة بجبال منخفضة الارتفاع كجبال السوديت. مناخ التشيك معتدل بشكل عام، حيث تبلغ معدل درجة الحرارة السنوي 7,9 درجة مئوية. معدلها في شباط/فبراير يبلغ 0,5 درجة، في تموز/يوليو 18,6 درجة. المعدل السنوي لهطول الأمطار يبلغ حوالي 508 مم. يبلغ عدد سكان جمهورية التشيك حوالي 10,637,794 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2018. التركيبة العرقية للبلاد تشكلت بشكل رئيسي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبقيت متجانسة منذ ذلك الحين: حوالي 90% من السكان هم تشيك، الباقي سلوفاك وموراف ورومان وبولنديون وألمان وسيليزيون. قبل الحرب العالمية الثانية كان ملايين الألمان مقيمين في البلاد، رحل الناجون منهم إلى ألمانيا بعد انتهاء الحرب. اللغة الرسمية هي التشيكية، وهي لغة سلافية غربية إحدى اللغات الهندوأوروبية. تشبه إلى حد كبير اللغة السلوفاكية ثم البولندية واللغة الصربية لإقليم لوساتيا في ألمانيا. منذ انضمام التشيك إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 أصبحت اللغة التشيكية إحدى اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي. يشار إلى علم اللغة التشيكية بعلم اللغة البوهيمية نسبة إلى منطقة بوهيميا في التشيك. حوالي 59% من التشيك هم رسميا بدون ديانة، 26.8% رومان كاثوليك، 1.2% بروتستانت 1% هوسيت 0.2% أرثوذكس شرقيون 0.2% شهود يهوه 2.8% ديانات أخرى. كانت الطوائف الدينية ممنوعة أيام الحكم الشيوعي للبلاد. عاشت بعض القبائل الجرمنية كالمكروماني والكوادي في منطقة بوهيميا بين القرنين الأول والسادس الميلادي ثم هاجرت شمالا تاركة أراضي بوهيميا للقبائل السلافية التي استوطنتها منذ القرن السادس الميلادي. القبائل السلافية التشيكية ممثلة في عائلة برزيميس الحاكمة، تمكنت في القرن التاسع من فرض سيطرتها على باقي القبائل السلافية المجاورة وأصبحت بوهيميا مملكة تحت حكم البرزيميس منذ القرن التاسع حتى عام 1306. وقع التاج البوهيمي عام 1526 تحت سيطرة الهابسبورغ مع وصول فرديناند الأول (Ferdinand I) إلى السلطة. إبان الإمبراطورية النمساوية الهنغارية كانت التشيك جزءا من النصف النمساوي في المملكة. فككت الامبراطورية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 - 1919)، وتم إعلان قيام جمهورية تشيكوسلوفاكيا كاتحاد بين التشيك وسلوفاكيا عام 1918. مع تزايد التهديد الألماني تحت حكم النازيين، أجبرت تشيكوسلوفاكيا عام 1938 على التنازل لألمانيا عن منطقة السوديت المتنازع عليها. في العام التالي انشقت سلوفاكيا عن تشيكوسلوفاكيا وأعلن عن قيام ما يعرف بجمهورية سلوفاكيا الأولى وذلك بمباركة ألمانية ومن ثم غزت القوات الألمانية باقي مناطق تشيكوسلوفاكيا وضمتها إلى الدولة الألمانية وأعلن قيام حكومة وصاية على التشيك ومورافيا وذلك قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. حررتها القوات السوفياتية عام 1945 وأعيد تشكيل جمهورية تشيكوسلوفاكيا، وتم تعيين إدوارد بينيس (Benes) كرئيس لتشيكوسلوفاكيا. شهدت براغ مظاهرات وأحداث عنيفة عام 1968 مطالبة بالديمقراطية، ولكنها قمعت بالقوة من القوات السوفياتية. أطيح بالحكومة الشيوعية عام 1989 بطريقة سلمية وتم حل الاتحاد مع سلوفاكيا عام 1992. أعلن قيام جمهورية التشيك عام 1993 وفاتسلاف هافيل (Havel) اختير أول رئيس لها. جمهورية التشيك هي جمهورية برلمانية ديمقراطية. رأس الدولة هو الرئيس. رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة، الجهاز التنفيذي للدولة. البرلمان التشيكي يتكون من مجلسين: مجلس النواب ومجلس الأعيان. الرئيس ينتخب من قبل البرلمان، ولكن بشرط أن يحصل على الأغلبية المطلقة من المجلسين. المرشحين لهذا المنصب يجب أن يرشحوا من قبل عشرة نواب أو أعيان على الأقل وألا يقل أعمارهم عن 40 سنة. مدة الرئاسة تبلغ خمسة أعوام، بمقدور الرئيس تمديد فترة الرئاسة لمرتين فقط. لدى الرئيس الحق في حل البرلمان والاعتراض على قرارات المحاكم. يتم انتخاب البرلمان التشيكي على نظام القوائم الانتخابية. على أي حزب أن يتعدى نسبة 5% من الأصوات حتى يتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان. مجلس النواب يتكون من 200 عضو، ومدة النيابة تبلغ أربعة أعوام. مجلس الأعيان يمثل وجهاء الدولة ويكون من 81 عضوا يتم ترشيحهم عن طريق منظمات أهلية واجتماعية. النظام القضائي التشيكي يتكون من المحكمة الدستورية ونظام قضائي من أربعة درجات، أعلاها المحكمة العليا. الحكومة تقود الجهاز التنفيذي، الذي تتبعه إدارات المناطق التشيكية الأربعة عشر. شكلت مسألة الأراضي الألمانية السابقة في التشيك محور العلاقات التشيكية الألمانية. وقع البلدان اتفاق مصالحة عام 1997 منهيين بذلك التوتر القائم منذ 50 عاما تلت الحرب العالمية الثانية. كما وقعت التشيك اتفاقا آخرا مع روسيا عام 1993. أصبحت البلاد عام 1999 عضوا بحلف شمال الأطلسي (الناتو) وعام 2004 بالاتحاد الأوروبي، حيث صوت حوالي 77% من التشيك لصالح العضوية، في استفتاء سبق الانضمام وهي عضو أيضا في حلف الفيشغراد. جمهورية التشيك مقسمة إداريا إلى 14 محافظة (kraje)، تتبعها الدوائر القروية (okresy) والكومانات (obce). براغ هي العاصمة وأكبر المدن. يبلغ عدد سكانها 1,179 مليون (نسمة/2001). المدن الكبرى الأخرى: تتمتع جموعة التشيك باقتصاد متقدم، عالي الدخل موجه للتصدير قائم على اقتصاد السوق الاجتماعي يعتمد على الخدمات والتصنيع والابتكار، ويحافظ على رفاهية الدولة والنموذج الاجتماعي الأوروبي. تشارك جمهورية التشيك في السوق الأوروبية المشتركة بصفتها عضو في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهي جزء من اقتصاد الاتحاد الأوروبي، لكنها تستخدم عملتها الخاصة كرونة تشيكية بدلا من اليورو. يبلغ معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 91% من المتوسط في الاتحاد الأوروبي وعضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. يشرف البنك الوطني التشيكي على السياسة النقدية، الذي يضمن استقاله دستور التشيك. تحتل جمهورية التشيك المركز 12 في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قائمة الدول حسب مؤشر التنمية البشرية المعدل وفقا لعدم المساواة والمركز 24 في مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي. وصفها الغارديان بأنها "واحدة من أكثر الاقتصادات ازدهارا في أوروبا". اعتبارا من 2023[تحديث]، بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عند تعادل القدرة الشرائية نحو $29,856 عند القيمة الحقيقية مقارنة بالقيمة الاسمية وفق آليانز أيه جي، كانت البلاد إحدى الدول ذات الثروة المتوسطة عام 2018، حيث احتلت المرتبة 26 في صافي الأصول المالية. شهدت البلاد نموا اقتصاديا بنسبة 4.5% عام 2017. كان معدل البطالة الأدنى في الاتحاد الأوروبي عام 2016 بنسبة 2.4%، وعام 2016، كان معدل الفقر ثاني أدنى معدل بين أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. جاءت جمهورية التشيك في المركز 27 في مؤشر الحرية الاقتصادية عام 2021، والمركز 31 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، متراجعة من المركز 24 عام 2016, وما لبثت أن تقدمت مركزا واحدا في مؤشر 2024 لتصبح في المركز 30. وجاءت في المركز 29 في تقرير التنافسية العالمي، والمركز 25 في تقرير التجارة العالمية التمكينية. تتمتع جمهورية التشيك باقتصاد متنوع احتل المرتبة السابعة في مؤشر التعقيد الاقتصادي عام 2016. يشكل القطاع الصناعي 37.5% من الاقتصاد، بينما تمثل الخدمات 60% والزراعة 2.5%. تعد ألمانيا أكبر شريك تجاري للتصدير والاستيراد، والاتحاد الأوروبي بشكل عام. دفعت الدولة قرابة 270 مليار كرونة تشيكية إلى مالكي الشركات التشيكية الأجانب عام 2017، الأمر الذي شكل قضية سياسية. أصبحت البلاد عضوا في منطقة شنغن منذ 1 مايو 2004، بعد أن ألغت مراقبة الحدود، وفتحت حدودها بالكامل مع جميع جيرانها في 21 ديسمبر 2007. حوالي 60% من مساحة البلاد مستغلة زراعيا. الفحم الحجري والفحم البني هو من أهم موارد الدولة المعدنية. أهم الصناعات هي الحديد والصلب، المركبات، المواد الغذائية، المنسوجات، الزجاج والكريستال والصناعات الكيماوية. تشتهر التشيك بالسياحة التي تعتبر أحد ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/الجمهورية التشيكية
9faf9c83f76c2a28f9c7a438e9ad0ea0
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.669753", "source": "Wikipedia" }
تشيكيا
جمهورية التشيك
التشيك ، رسميا جمهورية التشيك والمعروفة سابقا باسم بوهيميا، هي دولة غير ساحلية تقع في وسط أوروبا. تحدها النمسا من الجنوب، وألمانيا من الغرب، وبولندا من الشمال الشرقي، وسلوفاكيا من الشرق. تضم جمهورية التشيك مناظر جبلية تغطي مساحة تمتد 78,871 كيلومترا مربعا (أي: 30,452 ميلا مربعا)، وتتمتع بمناخ رطب قاري ومحيطي معتدل. في أواخر القرن التاسع، تأسست دوقية بوهيميا تحت حكم مورافيا العظمى. وفي العام 1002، اعترف بها رسميا بصفتها دولة إمبراطورية تابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة، وأصبحت مملكة في العام 1198. بعد معركة موهاج في العام 1526، بدأت ملكية هابسبورغ بالسيطرة على دوقية بوهيميا تدريجيا. أدت الثورة البوهيمية البروتستانتية إلى اندلاع حرب الثلاثين عاما. بعد معركة الجبل الأبيض، وطدت أسرة هابسبورغ حكمها على المنطقة. مع تفكك الإمبراطورية المقدسة في العام 1806، أصبحت أراضي التاج البوهيمي جزءا من الإمبراطورية النمساوية. في القرن التاسع عشر، دخلت أراضي التشيك حقبة التصنيع، وفي العام 1918 انضوى معظمها تحت حكم الجمهورية التشيكوسلوفاكية الأولى بعد سقوط الإمبراطورية النمساوية-المجرية بعد الحرب العالمية الأولى. تعتبر تشيكوسلوفاكيا الدولة الوحيدة في وسط وشرق أوروبا التي حافظت على نظام الديمقراطية البرلمانية طوال فترة ما بين الحربين العالميتين. بعد اتفاقية ميونيخ في العام 1938، بسطت ألمانيا النازية سيطرتها بشكل منهجي على الأراضي التشيكية. تحررت تشيكوسلوفاكيا في العام 1945، وأصبحت دولة شيوعية ضمن الكتلة الشرقية بعد انقلاب العام 1948 في سلوفاكيا. قمعت محاولات لبرلة الحكومة والاقتصاد بسبب الغزو الذي قاده السوفييت خلال ربيع براغ في العام 1968. في نوفمبر 1989، أنهت الثورة المخملية النظام الشيوعي الحاكم للبلاد، وفي 1 يناير 1993، تفككت تشيكوسلوفاكيا، وأصبحت الدول المكونة لها دولتان مستقلتان، هما: جمهورية التشيك وسلوفاكيا. جمهورية التشيك هي جمهورية برلمانية بنظام مركزي، ودولة متقدمة لديها اقتصاد سوق اجتماعي متقدم ومرتفع الدخل. وتعتبر دولة رفاه بنموذج اجتماعي أوروبي، وتقدم نظام الرعاية الصحية الشاملة، والتعليم الجامعي المجاني. تأتي التشيك في المرتبة 12 على مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية المعدل حسب عدم المساواة، وتأتي في المرتبة 24 على مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي قبل الولايات المتحدة. كما تحتل المرتبة التاسعة بين أكثر الدول أمانا وسلاما على مؤشر السلام العالمي، وتأتي في المرتبة 31 على مؤشر الديمقراطية. وجمهورية التشيك هي عضو في الناتو، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ومجلس أوروبا. الجمهورية التشيكية الحالية تتألف من ثلاث مناطق تاريخية هي بوهيميا ومورافيا وسيليزيا، ومعا يمكن وصف هذه الأجزاء الثلاثة "الأراضي التشيكية"، حيث يتحدث سكان هذه المناطق اللغة التشيكية. عندما استعادت الأمة التشيكية استقلالها في عام 1918، ودولة جديدة من تشيكوسلوفاكيا تم تشكيل لتعكس اتحاد الأراضي التشيكية والسلوفاكية التي تم دمجها معا بعد الحرب العالمية الأولى (بالإضافة إلى ذلك، تم تضمين جزء صغير من أوكرانيا الغربية أيضا). كلمة التشيك جاءت نفسها إلى اللغة الإنجليزية في وقت لاحق عبر البولندية. الإملاء الحالي للكلمة في اللغة الإنجليزية هو نفس الإملاء في التشيكية العتيقة، ومع ذلك فإنه خلافا لČechy الحديثة وČesko. هذا التناقض ينشأ من إصلاح القرن 15 من الهجاء التشيكية. وبعد تفكك تشيكوسلوفاكيا في نهاية عام 1992، وجدت جزء من الأمة التشيكية السابق نفسه من دون اسم واحد من كلمة شائعة في اللغة الإنجليزية. في عام 1993، اقترحت وزارة الشؤون الخارجية التشيكية للتشيك اسم كبديل الرسمية في جميع الحالات الأخرى من وثائق رسمية الرسمية والأسماء الكاملة للمؤسسات الحكومية، ولكن هذا لم يصبح على نطاق واسع في اللغة الإنجليزية، على الرغم من معظم اللغات الأخرى واحدة كلمة أسماء لهذا البلد (عادة المتغيرات الخاصة بهم "تشيك"). لاعب كرة القدم والنجم التشيكي بافيل نيدفيد الحاصل على جائزة الكرة الذهبية عام 2003 ولعب مع أندية كبيرة وهي دوكلا براغ 1991 - 1992 وسبارتا براغ 1992 - 1996 ولاتسيو الإيطالي 1996 - 2001 وأخيرا يوفنتوس الإيطالي 2001 - 2009 كما مثل المنتخب التشيكي في 91 مباراة دولية وسجل 18 هدف من عام 1994 إلى 2006 وكان أحد أعضاء المنتخب التشيكي الحاصل على المركز الثاني في بطولة أمم أوروبا عام 1996 في إنجلترا التشيكية دولة حبيسة لا تطل على أية بحار، تحدها ألمانيا من الغرب وبولندا من الشمال وسلوفاكيا من الشرق والنمسا من الجنوب. تبلغ المساحة الإجمالية للتشيك 78,866 كم مربع. ويبلغ إجمالي طول الحدود 1,881 منها 646 كم حدود مشتركة مع ألمانيا 658 كم مع بولندا 362 كم مع النمسا. تنقسم البلاد إلى ثلاث مناطق تاريخية رئيسية: بوهيميا ومورافيا وسيليزيا (شليزيا). يخترق نهري الإلبة ونهر فلتافا منطقة مورافيا في الشرق هي ذات طبيعة مرتفعة، يمر بها نهر مورافا، كما ينبع منها نهر أودر (أودرا). الأنهار التي تنبع أو تمر بالتشيك تصب في النهاية في البحر الأسود، بحر الشمال وبحر البلطيق. جبال شومافا تقع على الحدود الجنوبية الغربية مع ألمانيا. جبال إرز (معناها جبال المعدن الخام) تشكل الحدود الشمالية الغربية مع ألمانيا. في الشمال تقع جبال السوديت التي كانت مسرحا لأحداث الحرب العالمية الثانية. أعلى قمم السوديت يبلغ ارتفاعها حوالي 1602 متر وتدعى سنيجكا Sněžka وهي أعلى قمة في تشيكيا. نهر ثايا يشكل بشكل متقطع الحدود الطبيعية جنوبا مع النمسا. جبال الكاربات البيضاء تكون الحدود الشرقية مع سلوفاكيا. منطقة بوهيميا السهلة المحاطة بجبال منخفضة الارتفاع كجبال السوديت. مناخ التشيك معتدل بشكل عام، حيث تبلغ معدل درجة الحرارة السنوي 7,9 درجة مئوية. معدلها في شباط/فبراير يبلغ 0,5 درجة، في تموز/يوليو 18,6 درجة. المعدل السنوي لهطول الأمطار يبلغ حوالي 508 مم. يبلغ عدد سكان جمهورية التشيك حوالي 10,637,794 مليون نسمة حسب إحصاءات عام 2018. التركيبة العرقية للبلاد تشكلت بشكل رئيسي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وبقيت متجانسة منذ ذلك الحين: حوالي 90% من السكان هم تشيك، الباقي سلوفاك وموراف ورومان وبولنديون وألمان وسيليزيون. قبل الحرب العالمية الثانية كان ملايين الألمان مقيمين في البلاد، رحل الناجون منهم إلى ألمانيا بعد انتهاء الحرب. اللغة الرسمية هي التشيكية، وهي لغة سلافية غربية إحدى اللغات الهندوأوروبية. تشبه إلى حد كبير اللغة السلوفاكية ثم البولندية واللغة الصربية لإقليم لوساتيا في ألمانيا. منذ انضمام التشيك إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 أصبحت اللغة التشيكية إحدى اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي. يشار إلى علم اللغة التشيكية بعلم اللغة البوهيمية نسبة إلى منطقة بوهيميا في التشيك. حوالي 59% من التشيك هم رسميا بدون ديانة، 26.8% رومان كاثوليك، 1.2% بروتستانت 1% هوسيت 0.2% أرثوذكس شرقيون 0.2% شهود يهوه 2.8% ديانات أخرى. كانت الطوائف الدينية ممنوعة أيام الحكم الشيوعي للبلاد. عاشت بعض القبائل الجرمنية كالمكروماني والكوادي في منطقة بوهيميا بين القرنين الأول والسادس الميلادي ثم هاجرت شمالا تاركة أراضي بوهيميا للقبائل السلافية التي استوطنتها منذ القرن السادس الميلادي. القبائل السلافية التشيكية ممثلة في عائلة برزيميس الحاكمة، تمكنت في القرن التاسع من فرض سيطرتها على باقي القبائل السلافية المجاورة وأصبحت بوهيميا مملكة تحت حكم البرزيميس منذ القرن التاسع حتى عام 1306. وقع التاج البوهيمي عام 1526 تحت سيطرة الهابسبورغ مع وصول فرديناند الأول (Ferdinand I) إلى السلطة. إبان الإمبراطورية النمساوية الهنغارية كانت التشيك جزءا من النصف النمساوي في المملكة. فككت الامبراطورية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى (1914 - 1919)، وتم إعلان قيام جمهورية تشيكوسلوفاكيا كاتحاد بين التشيك وسلوفاكيا عام 1918. مع تزايد التهديد الألماني تحت حكم النازيين، أجبرت تشيكوسلوفاكيا عام 1938 على التنازل لألمانيا عن منطقة السوديت المتنازع عليها. في العام التالي انشقت سلوفاكيا عن تشيكوسلوفاكيا وأعلن عن قيام ما يعرف بجمهورية سلوفاكيا الأولى وذلك بمباركة ألمانية ومن ثم غزت القوات الألمانية باقي مناطق تشيكوسلوفاكيا وضمتها إلى الدولة الألمانية وأعلن قيام حكومة وصاية على التشيك ومورافيا وذلك قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية. حررتها القوات السوفياتية عام 1945 وأعيد تشكيل جمهورية تشيكوسلوفاكيا، وتم تعيين إدوارد بينيس (Benes) كرئيس لتشيكوسلوفاكيا. شهدت براغ مظاهرات وأحداث عنيفة عام 1968 مطالبة بالديمقراطية، ولكنها قمعت بالقوة من القوات السوفياتية. أطيح بالحكومة الشيوعية عام 1989 بطريقة سلمية وتم حل الاتحاد مع سلوفاكيا عام 1992. أعلن قيام جمهورية التشيك عام 1993 وفاتسلاف هافيل (Havel) اختير أول رئيس لها. جمهورية التشيك هي جمهورية برلمانية ديمقراطية. رأس الدولة هو الرئيس. رئيس الوزراء هو رئيس الحكومة، الجهاز التنفيذي للدولة. البرلمان التشيكي يتكون من مجلسين: مجلس النواب ومجلس الأعيان. الرئيس ينتخب من قبل البرلمان، ولكن بشرط أن يحصل على الأغلبية المطلقة من المجلسين. المرشحين لهذا المنصب يجب أن يرشحوا من قبل عشرة نواب أو أعيان على الأقل وألا يقل أعمارهم عن 40 سنة. مدة الرئاسة تبلغ خمسة أعوام، بمقدور الرئيس تمديد فترة الرئاسة لمرتين فقط. لدى الرئيس الحق في حل البرلمان والاعتراض على قرارات المحاكم. يتم انتخاب البرلمان التشيكي على نظام القوائم الانتخابية. على أي حزب أن يتعدى نسبة 5% من الأصوات حتى يتمكن من الحصول على مقاعد في البرلمان. مجلس النواب يتكون من 200 عضو، ومدة النيابة تبلغ أربعة أعوام. مجلس الأعيان يمثل وجهاء الدولة ويكون من 81 عضوا يتم ترشيحهم عن طريق منظمات أهلية واجتماعية. النظام القضائي التشيكي يتكون من المحكمة الدستورية ونظام قضائي من أربعة درجات، أعلاها المحكمة العليا. الحكومة تقود الجهاز التنفيذي، الذي تتبعه إدارات المناطق التشيكية الأربعة عشر. شكلت مسألة الأراضي الألمانية السابقة في التشيك محور العلاقات التشيكية الألمانية. وقع البلدان اتفاق مصالحة عام 1997 منهيين بذلك التوتر القائم منذ 50 عاما تلت الحرب العالمية الثانية. كما وقعت التشيك اتفاقا آخرا مع روسيا عام 1993. أصبحت البلاد عام 1999 عضوا بحلف شمال الأطلسي (الناتو) وعام 2004 بالاتحاد الأوروبي، حيث صوت حوالي 77% من التشيك لصالح العضوية، في استفتاء سبق الانضمام وهي عضو أيضا في حلف الفيشغراد. جمهورية التشيك مقسمة إداريا إلى 14 محافظة (kraje)، تتبعها الدوائر القروية (okresy) والكومانات (obce). براغ هي العاصمة وأكبر المدن. يبلغ عدد سكانها 1,179 مليون (نسمة/2001). المدن الكبرى الأخرى: تتمتع جموعة التشيك باقتصاد متقدم، عالي الدخل موجه للتصدير قائم على اقتصاد السوق الاجتماعي يعتمد على الخدمات والتصنيع والابتكار، ويحافظ على رفاهية الدولة والنموذج الاجتماعي الأوروبي. تشارك جمهورية التشيك في السوق الأوروبية المشتركة بصفتها عضو في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي فهي جزء من اقتصاد الاتحاد الأوروبي، لكنها تستخدم عملتها الخاصة كرونة تشيكية بدلا من اليورو. يبلغ معدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 91% من المتوسط في الاتحاد الأوروبي وعضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. يشرف البنك الوطني التشيكي على السياسة النقدية، الذي يضمن استقاله دستور التشيك. تحتل جمهورية التشيك المركز 12 في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قائمة الدول حسب مؤشر التنمية البشرية المعدل وفقا لعدم المساواة والمركز 24 في مؤشر رأس المال البشري للبنك الدولي. وصفها الغارديان بأنها "واحدة من أكثر الاقتصادات ازدهارا في أوروبا". اعتبارا من 2023[تحديث]، بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي عند تعادل القدرة الشرائية نحو $29,856 عند القيمة الحقيقية مقارنة بالقيمة الاسمية وفق آليانز أيه جي، كانت البلاد إحدى الدول ذات الثروة المتوسطة عام 2018، حيث احتلت المرتبة 26 في صافي الأصول المالية. شهدت البلاد نموا اقتصاديا بنسبة 4.5% عام 2017. كان معدل البطالة الأدنى في الاتحاد الأوروبي عام 2016 بنسبة 2.4%، وعام 2016، كان معدل الفقر ثاني أدنى معدل بين أعضاء منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. جاءت جمهورية التشيك في المركز 27 في مؤشر الحرية الاقتصادية عام 2021، والمركز 31 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، متراجعة من المركز 24 عام 2016, وما لبثت أن تقدمت مركزا واحدا في مؤشر 2024 لتصبح في المركز 30. وجاءت في المركز 29 في تقرير التنافسية العالمي، والمركز 25 في تقرير التجارة العالمية التمكينية. تتمتع جمهورية التشيك باقتصاد متنوع احتل المرتبة السابعة في مؤشر التعقيد الاقتصادي عام 2016. يشكل القطاع الصناعي 37.5% من الاقتصاد، بينما تمثل الخدمات 60% والزراعة 2.5%. تعد ألمانيا أكبر شريك تجاري للتصدير والاستيراد، والاتحاد الأوروبي بشكل عام. دفعت الدولة قرابة 270 مليار كرونة تشيكية إلى مالكي الشركات التشيكية الأجانب عام 2017، الأمر الذي شكل قضية سياسية. أصبحت البلاد عضوا في منطقة شنغن منذ 1 مايو 2004، بعد أن ألغت مراقبة الحدود، وفتحت حدودها بالكامل مع جميع جيرانها في 21 ديسمبر 2007. حوالي 60% من مساحة البلاد مستغلة زراعيا. الفحم الحجري والفحم البني هو من أهم موارد الدولة المعدنية. أهم الصناعات هي الحديد والصلب، المركبات، المواد الغذائية، المنسوجات، الزجاج والكريستال والصناعات الكيماوية. تشتهر التشيك بالسياحة التي تعتبر أحد ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/تشيكيا
9faf9c83f76c2a28f9c7a438e9ad0ea0
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.674459", "source": "Wikipedia" }
آيسلندا
آيسلندا
جمهورية آيسلندا أو إسلندة أو أيسلند هي دولة جزرية أوروبية في شمال المحيط الأطلسي على الحافة وسط الأطلسي. يبلغ تعداد سكانها 320,000 نسمة ومساحتها الكلية 103,000 كم2. عاصمتها هي ريكيافيك وهي أكبر مدن البلاد، حيث أنها والمناطق الجنوبية الغربية موطن لأكثر من ثلثي سكان البلاد. آيسلندا بلد نشط بركانيا وجيولوجيا. يتألف بر البلاد من هضبة تتميز بحقول الرمال والجبال والأنهار الجليدية، بينما تصب العديد من الأنهار الجليدية في البحار عبر الأراضي المنخفضة. يقوم تيار الخليج بتلطيف مناخ آيسلندا مما يجعله معتدلا ومناسبا للحياة رغم موقعها على حدود الدائرة القطبية الشمالية. استنادا إلى لانتاناومابوك (كتاب الاستيطان) كان الزعيم النرويجي انجولفر ارنارسون أول من استوطن آيسلندا بشكل دائم في 874م. قام آخرون بزيارة الجزيرة قبل ذلك وبقوا فيها طوال الشتاء. خلال القرون التالية استوطن الجزيرة مهاجرون من الشعوب الشمالية والغالية. كانت الجزيرة منذ عام 1262 وحتى عام 1918 جزءا من الملكية النرويجية والدانمركية بعد ذلك. اعتمد شعب الجزيرة حتى القرن العشرين على الزراعة وصيد السمك كثيرا. في عام 1994 وقعت آيسلندا على اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية وبالتالي دخل التنوع في الاقتصاد من صيد الأسماك حتى الخدمات الاقتصادية والمالية. وفقا لتقرير حرية الصحافة تمتلك آيسلندا أكثر صحافة حرة في العالم. الاقتصاد الآيسلندي هو اقتصاد سوق حر ذو ضرائب منخفضة مقارنة ببقية دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، بينما تحافظ على نظام الرعاية الاجتماعية في البلدان الشمالية موفرة بذلك الرعاية الصحية المجانية للجميع والتعليم وصولا للتعليم الثالثي. أصبحت آيسلندا في السنوات الأخيرة واحدة من أغنى وأكثر البلدان تقدما في العالم. في عام 2010 صنفت في المرتبة 14 بين دول العالم المتقدمة وفقا لتقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة، ورابع أكبر بلد منتج حسب الفرد في العالم. في عام 2008 انهار النظام المصرفي الآيسلندي، مما سبب انكماشا اقتصاديا كبيرا واضطرابا سياسيا مرافقا. المجتمع الآيسلندي متقدم تقنيا. بينما تقوم الثقافة الآيسلندية على تراث شعوب الشمال، حيث أن معظم الآيسلنديين من أصل شمالي (خاصة غرب النرويج) ومن الشعوب الغاليكية. اللغة الآيسلندية من اللغات الجرمانية الشمالية وهي قريبة جدا للغة الفارو وبعض اللهجات النرويجية الغربية. يشمل التراث الثقافي للبلاد الشعر والمطبخ التقليدي والساغا الآيسلندية القروسطية. آيسلندا حاليا أصغر بلدان الناتو من حيث تعداد السكان وهي الوحيدة من دون جيش حاضر. تشير إحدى النظريات إلى أن أول من زار آيسلندا هم أعضاء بعثة هيبرنية اسكتلندية أو رهبان يعرفون أيضا باسم بابار والذين وصلوا الجزيرة في القرن الثامن الميلادي، على الرغم من أن الاكتشافات الأثرية لا تدعم هذه الفرضية. يعتقد بمغادرة الرهبان مع وصول أهل الشمال، الذين استوطنوا الجزيرة بشكل منظم تقريبا بين 870-930 . بينما تشير نتائج فحوص الكربون أن الجزيرة قد تكون مأهولة منذ أوائل النصف الثاني من القرن السابع الميلادي. أول المستوطنين الدائمين للجزيرة هو الزعيم النرويجي إنجولفور ارنارسون والذي بنى له منزلا في ريكيافيك في العام 874. تلا انغولفور العديد من المهاجرين الآخرين، والذين كانوا إلى حد كبير من أهل الشمال وعبيدهم الأيرلنديين. بحلول العام 930 جرى تملك معظم الأراضي الصالحة للزراعة وتأسس ألثنغ وهو برلمان تشريعي وقضائي كمركز سياسي للرابطة الآيسلندية. اعتمدت المسيحية حوالي 999-1000. استمرت الرابطة حتى عام 1262 عندما فشل النظام الذي وضعه المستوطنون الأوائل في التعامل مع القوة المتزايدة للزعماء الآيسلنديين. أدت الصراعات الداخلية والحروب الأهلية في عصر ستورلونغ إلى التوقيع على العهد القديم في 1262، والذي أخضع آيسلندا للتاج النرويجي. انتقلت آيسلندا لتبعية الدنمارك والنرويج حوالي 1380 عندما اتحدت ممالك النرويج والدنمارك والسويد في اتحاد كالمار. في القرون التالية، أصبحت آيسلندا واحدة من أفقر البلدان في أوروبا. عانت الجزيرة من عقم التربة والثورات البركانية إضافة إلى المناخ القاسي حيث اعتمد المجتمع بالكامل تقريبا على زراعة الكفاف. اكتسح الموت الأسود آيسلندا في 1402-1404 و1494-1495 وقضى في كل مرة على نحو نصف عدد السكان. في حوالي منتصف القرن السادس عشر، بدأ الملك كريستيان الثالث ملك الدنمارك بفرض اللوثرية على جميع رعاياه. قطع رأس آخر الأساقفة الكاثوليك في آيسلندا (قبل 1968)، يون أراسون، عام 1550 مع اثنين من أبنائه. أصبحت البلاد لاحقا لوثرية تماما. منذ ذلك الحين ظلت اللوثرية الدين السائد. فرضت الدنمارك في القرنين السابع عشر والثامن عشر قيودا تجارية قاسية على آيسلندا، بينما تعرضت سواحلها لهجمات القراصنة. قضى وباء الجدري الكبير في القرن الثامن عشر على نحو ثلث السكان. وفي عام 1783 انفجر بركان لاكي مسببا آثارا مدمرة. في السنوات التي أعقبت الانفجار والمعروفة باسم ضباب المصاعب، شهدت وفاة أكثر من نصف الثروة الحيوانية في البلاد وتلاها مجاعة قضت على ربع السكان تقريبا. في عام 1814، وبعد الحروب النابليونية، تفككت مملكة الدنمارك والنرويج إلى مملكتين منفصلتين عن طريق معاهدة كييل. بقيت آيسلندا تبعية دنماركية. طوال القرن التاسع عشر تواصل تدهور مناخ البلاد مما أدى إلى هجرة جماعية إلى العالم الجديد ولا سيما إلى مانيتوبا في كندا. غادر حوالي 15,000 من أصل مجموع السكان البالغ عددهم 70,000 نسمة. مع ذلك، تم احياء الوعي الوطني مستوحى من الأفكار الرومانسية والقومية القادمة من أوروبا القارية، وبرزت حركة استقلال آيسلندية بقيادة يون سيغوردسون. في 1874، منحت الدنمارك آيسلندا دستورا وسيادة محدودة تم توسيعها في 1904. وقع قانون الاتحاد وهو اتفاق مع الدنمارك في 1 ديسمبر 1918، ويسري مفعوله لمدة 25 عاما يعترف بآيسلندا كدولة ذات سيادة كاملة ضمن الاتحاد الشخصي في ذات ملك الدنمارك. أصبح وضع آيسلندا مقارنا بالبلدان التي تنتمي إلى عالم الكومنولث البريطاني. تملكت حكومة آيسلندا زمام شؤونها الخارجية وأنشئت سفارة لها في كوبنهاغن. مع ذلك، طلبت من الدنمارك تنفيذ السياسة الخارجية الآيسلندية مع البلدان الأخرى غير الدنمارك. حملت السفارات الدانماركية في مختلف أنحاء العالم حينها شعاري نبالة وعلمين اثنين لمملكتي الدانمارك وآيسلندا. خلال الحرب العالمية الثانية، انضمت آيسلندا إلى الدنمارك في إعلان الحياد. لكن بعد الاحتلال الألماني للدانمارك في 9 أبريل 1940، أعلن البرلمان الآيسلندي (آلتنغي) أن الحكومة الأيسلندية تتحمل واجبات الملك الدنماركي وتنفذ الشؤون الخارجية والمسائل الأخرى التي تضطلع بها الدنمارك بناء على طلب من آيسلندا. بعد شهر من ذلك احتلت القوات المسلحة البريطانية آيسلندا منتهكة الحياد الآيسلندي. في عام 1941، انتقلت السيطرة على آيسلندا إلى الولايات المتحدة لتتمكن بريطانيا من استخدام قواتها في أماكن أخرى. في 31 ديسمبر 1943، انتهت صلاحية اتفاق قانون الاتحاد. صوت الآيسلنديون في 20 مايو 1944 في استفتاء دام أربعة أيام على الاستمرار في الاتحاد الشخصي مع ملك الدنمارك أو إقامة الجمهورية. كانت نتيجة التصويت 97 ٪ لصالح إنهاء الاتحاد و95 ٪ لصالح الدستور الجمهوري الجديد. أصبحت آيسلندا رسميا جمهورية في 17 يونيو 1944 مع سفين بيورنسون كأول رئيس للبلاد. في عام 1946، غادرت قوات الحلفاء آيسلندا والتي أصبحت رسميا عضوا في حلف شمال الأطلسي يوم 30 مارس 1949 وسط جدل داخلي وأعمال شغب. في 5 مايو 1951، تم التوقيع على اتفاقية دفاع مع الولايات المتحدة. عادت القوات الأميركية إلى آيسلندا كقوة الدفاع الآيسلندية وظلت طوال الحرب الباردة، لتترك في النهاية في 30 سبتمبر 2006. أعقب الفترة المباشرة ما بعد الحرب نمو اقتصادي كبير، مدفوعا بالتصنيع في صناعة صيد الأسماك وبرنامج مساعدات مارشال. تميزت فترة السبعينات بنزاعات القد مع المملكة المتحدة بشأن توسيع آيسلندا لحدود الصيد التابعة لها. جرى تنويع الاقتصاد إلى حد كبير وتحريره عندما انضمت آيسلندا إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية في 1994. خلال الفترة بين 2003-2007، تطورت آيسلندا من أمة اشتهرت بصناعة الصيد إلى دولة تقدم خدمات مالية متطورة، لكنها تأثرت بشدة جراء الأزمة المالية العالمية عام 2008 مع امتداد في 2009. أدت الأزمة إلى أكبر هجرة من آيسلندا منذ 1887. تقع آيسلندا في شمال المحيط الأطلسي إلى الجنوب مباشرة من الدائرة القطبية الشمالية والتي تمر عبر جزيرة غريمسي الصغيرة والتي تقع قبالة الساحل الشمالي لآيسلندا. خلافا للجزيرة المجاورة غرينلاند فإن آيسلندا تتبع أوروبا وليس أمريكا الشمالية، على الرغم من أنها تقع على الصفيحتين الجيولوجيتين لكلتا القارتين. أقرب كتل اليابسة منها هي غرينلاند (287 كم - 178 ميل) وجزر الفارو (420 كم - 261 ميل). أما أقرب مسافة بينها وبين أوروبا القارية فهي 970 كم (603 ميل) عن النرويج. آيسلندا هي الجزيرة رقم 18 من حيث المساحة، وثاني أكبر جزيرة في أوروبا بعد بريطانيا العظمى. تبلغ مساحة الجزيرة الرئيسية 101,826 كيلومتر مربع، إلا أن المساحة الكلية للبلاد تقدر بنحو 103,000 كم2 أي (39,768.5 ميل مربع)، يغطي 62.7 ٪ من مساحتها التندرا، توجد نحو 30 جزيرة صغيرة في آيسلندا بما في ذلك جزيرة غريمسي وأرخبيل فيستمانايار. تغطي البحيرات والأنهار الجليدية 14.3٪ من المساحة بينما 23 ٪ فقط من المساحة الكلية مغطى بغطاء نباتي. أكبر البحيرات هي بوريسفاتن (خزان مائي): 83-88 كم2 (32.0-34.0 ميل مربع) وبينغفالافاتن: 82 كم2 (31.7 ميل مربع) كما توجد بحيرات أخرى هامة منها لوغورين وميفاتن. أما بحيرة أوسكجوفاتن فهي أعمق بحيرة حيث يقدر العمق بنحو 220 متر (722 قدم). تعتبر آيسلندا جيولوجيا جزءا من حيد منتصف الأطلسي، ويرجع وجود آيسلندا فوق مستوى البحر إلى موقعها في الحيد، حيث تتكون القشرة المحيطية ثم تتمدد لتحل محلها قشرة محيطية أخرى. من الناحية التكتونية فإن آيسلندا لا تنتمي لأوروبا أو أمريكا الشمالية، حيث أنها نتجت من ارتفاع القشرة عند التقاء الصفائح التكتونية وليست على الأرض القارية. تشكل الخلل 4,970 كم من الخط الساحلي الطويل لآيسلندا حيث تقع معظم المستوطنات. أما داخل الجزيرة فيضم مرتفعات تعد مزيجا غير صالح للسكن من الرمال والجبال الباردة. المدن الكبرى هي العاصمة ريكيافيك والبلدات المحيطة بها مثل كوبافغور وهافنرفيوردور وغاردابير وريكيانسبير (حيث يقع المطار الدولي) وأكوريري في شمالي الجزيرة. بينما تقع جزيرة غريمسي إلى جنوب الدائرة القطبية وهي أكثر المناطق المأهولة بالسكان باتجاه الشمال. يوجد في آيسلندا ثلاثة حدائق وطنية هي: فاتنايوكول وسنيفيلزيوكول وبنجفيلير. تعتبر آيسلندا أرضا فتية جيولوجيا وتقع على المنطقة الساخنة من حيد منتصف الأطلسي الذي يمر مباشرة عبرها. تعني هذه التركيبة أن الجزيرة نشطة جيولوجيا بوجود العديد من البراكين مثل بركان هيكلا وإلدغيا وهيردوبريد وإلدفيل. تجري الثورات البركانية في الجزيرة وسطيا مرة كل خمس سنوات. أدى ثوران بركان لاكي عام 1783–1784 إلى مجاعة ذهبت بأرواح ربع سكان آيسلندا. أدى الثوران إلى بروز غيوم من الرماد البركاني غطت معظم أوروبا وأجزاء من أفريقيا وآسيا لعدة أشهر تلت. تضم آيسلندا عددا من السخانات والتي أشهرها سخان غيسر. كما يوجد سخان ستروكر الشهير الذي ينبثق مرة كل 5-10 دقائق. بعد فترة من الركود، عاد سخان غيسر للثوران بعد سلسلة الهزات الأرضية عام 2000. مع الانتشار الواسع للطاقة الحرارة الأرضية وتسخير العديد من الأنهار والشلالات في الطاقة الكهرومائية، يمتلك معظم السكان مياها ساخنة وتدفئة منزلية غير مكلفة. تتكون الجزيرة نفسها في المقام الأول من البازلت، والذي هو عبارة عن حمم بركانية منخفضة السيليكا ترتبط بالنشاط البركاني الانبجاسي كما الحال أيضا في هاواي. توجد في آيسلندا أيضا مجموعة متنوعة من البراكين ومنها ما ينتج حمما أكثر تطورا مثل الريوليت والانديسايت. تقع في آيسلندا جزيرة سرتسي وهي واحدة من أحدث الجزر في العالم وسميت تيمنا بسرتر أحد شخصيات الميثولوجيا الإسكندنافية. ارتفعت الجزيرة فوق مستوى المحيط بعد سلسلة من الانفجارات البركانية بين 8 نوفمبر 1963 و5 يونيو 1968. لا يسمح إلا للعلماء الباحثين في تطور الحياة الجديدة بزيارة الجزيرة. في 21 مارس 2010، ثار بركان أيافيالايوكول في جنوب آيسلندا لأول مرة منذ 1821، مما اضطر 600 شخص إلى الفرار من منازلهم. بينما دفعت المزيد من الانفجارات في 14 أبريل المئات من السكان على التخلي عن منازلهم. أما السحابة الناتجة من الرماد البركاني فقد عطلت حركة الطيران في جميع أنحاء أوروبا. يغلب على الجزيرة مناخ محيطي شبه قطبي. يحافظ تيار شمال الأطلسي على مناخ أكثر دفئا للجزيرة من نظيراتها على نفس دائرة العرض. من المناطق ذات المناخ المماثل شبه جزيرة ألاسكا والجزر الألوشية وتييرا دل فويغو على الرغم من أن هذه المناطق أقرب إلى خط الاستواء. على الرغم من قربها من الدائرة القطبية فإن سواحلها خالية من الجليد طوال الشتاء. أما هجمات الجبال الجليدية فنادرة حيث حدث آخرها قرب الساحل الشمالي 1969. هناك بعض الاختلافات في المناخ بين أجزاء الجزيرة المختلفة. عموما يعتبر الساحل الجنوبي أكثر دفئا ورطوبة وريحا من الشمال. تعتبر الأراضي المرتفعة المركزية أبرد مناطق البلاد، بينما المناطق المنخفضة الداخلية في الشمال هي أكثر المناطق القاحلة. تساقط الثلوج في فصل الشتاء أكثر شيوعا في الشمال من الجنوب. سجلت أعلى درجات الحرارة في الهواء عند 30.5 درجة مئوية (86.9 درجة فهرنهايت) في 22 يونيو 1939 في تيغارهورن على الساحل الجنوبي الشرقي. بينما وصل أدناها إلى -38 درجة مئوية (-36.4 درجة فهرنهايت) في 22 يناير 1918 في غريمستادير ومودرودالور في المناطق النائية شمال شرق البلاد. سجلات درجات الحرارة في ريكيافيك هي 26.2 درجة مئوية (79.2 درجة فهرنهايت) في 30 يوليو 2008، -24.5 درجة مئوية (-12.1 درجة فهرنهايت) في 21 يناير 1918. يوجد نحو 1300 نوع معروف من الحشرات في آيسلندا وهو رقم منخفض نوعا ما مقارنة مع البلدان الأخرى (حيث يوجد أكثر من مليون نوع مختلف في جميع أنحاء العالم). من بين الثدييات البرية في الجزيرة، يعد الثعلب القطبي الوحيد الأصلي بينها عند وصول البشر، حيث وصلها في نهاية العصر الجليدي مشيا فوق البحر المتجمد. يمكن في حالات نادرة مشاهدة الخفافيش التي تنقلها الرياح إلى الجزيرة ولكنها ليست قادرة على التكاثر. أما الدببة القطبية فقد ظهرت في تاريخ الجزيرة لكنها مجرد زائرة وليست كائنا مستوطنا. لا توجد زواحف أو برمائيات أصلية أو حرة في الجزيرة. من ناحية انتشار الغطاء النباتي، تنتمي آيسلندا إلى دائرة منطقة القطب الشمالي ضمن المملكة الشمالية. وفقا للصندوق العالمي للطبيعة، تنتمي أراضي آيسلندا إلى منطقة غابات البتولا الآيسلندية الشمالية والتندرا الألبية الحيوية. ما يقرب من ثلاثة أرباع الجزيرة أجرد من النباتات؛ بينما تتكون الحياة النباتية أساسا من الأراضي العشبية التي ترعى فيها الماشية. أكثر الأشجار الأصلية شيوعا في الجزيرة هي البتولة الشمالية التي شكلت سابقا غابات على جزء كبير من آيسلندا مع الحور والروان والعنبر وغيرها من الأشجار الصغيرة. أدى الاستيطان البشرية لاضطراب النظام الحيوي المعزول المتمثل في التربة البركانية الرقيقة ومحدودية تنوع الأنواع. استغلت الغابات كثيرا على مر القرون بهدف جمع الحطب والتدفئة. كما تسببت إزالة الغابات وفقدان التربة السطحية بالتعرية والحد كثيرا من قدرة البتولات على النمو من جديد. لا يوجد اليوم سوى عدد قليل من البتولا الصغيرة موجودة في المحميات المعزولة. رفعت زراعة الغابات الجديدة من أعداد الأشجار ولكنها لا تقارن بالغابات الأصلية. تشمل بعض الغابات المزروعة أنواعا أجنبية جديدة. أما من بين الحيوانات التي تقطن الجزيرة الأغنام والأبقار والدجاج والماعز الآيسلندية والحصان الآيسلندي والكلب الراعي الآيسلندي. هناك أنواع كثيرة من الأسماك تعيش في مياه المحيطات المحيطة بآيسلندا، حيث تعد صناعة صيد الأسماك مساهما رئيسيا في اقتصاد آيسلندا مشكلة أكثر من نصف صادرات البلاد الإجمالية. تشمل الثدييات البرية الثعلب القطبي والفيزون والفئران والجرذان والأرانب والرنة. تزور الجزيرة الدببة القطبية أحيانا، قادمة من الجبال الجليدية في غرينلاند. في يونيو 2008، قدم اثنان من الدببة القطبية في الشهر نفسه. أما الطيور، وخاصة الطيور البحرية، هي جزء مهم جدا من الحياة الحيوانية في آيسلندا. تعشش البفن والسكوا والنورس على منحدرات شواطئها. يمارس صيد الحيتان التجاري بشكل متقطع بالإضافة إلى صيد الحيتان لأغراض علمية. مشاهدة الحيتان أصبحت جزءا هاما من اقتصاد آيسلندا منذ عام 1997. تعد آيسلندا جمهورية برلمانية ذات ديمقراطية تمثيلية. أنشئ البرلمان الآيسلندي ألثينغي عام 1845 كهيئة استشارية للملك الدنماركي، حيث كان ينظر إليه في ذلك الوقت بمثابة إعادة تأسيس للمجلس الذي تأسس في عام 930 في الفترة الكومنولث وعلق عام 1799. بالتالي يمكن القول أنها أقدم ديمقراطية برلمانية في العالم. يضم البرلمان 63 عضوا ينتخبون لمدة أقصاها أربع سنوات. ينتخب الرئيس من خلال التصويت الشعبي لمدة 4 سنوات، من دون تحديد فترات الرئاسة. تنتخب الحكومة والمجالس المحلية بشكل منفصل عن الانتخابات الرئاسية كل أربع سنوات. منصب رئيس الدولة فخري كثيرا، إلا أن له القدرة على عرقلة القوانين التي يصادق عليها البرلمان وطرحها لاستفتاء وطني. رئيس الحكومة هو رئيس الوزراء والذي يشكل السلطة التنفيذية بالإضافة إلى طاقم وزرائه. يعين الرئيس مجلس الوزراء بعد الانتخابات البرلمانية، ويتم التعيين عادة عبر التفاوض بين زعماء الأحزاب السياسية في آيسلندا، كما يناقشون أيضا تكوين مجلس الوزراء وتوزيع الحقائب الوزارية، شرط أن يكون للحكومة المشكلة أغلبية نيابية في البرلمان. عند عدم تمكن الأحزاب من تشكيل الحكومة في فترة زمنية معقولة يقوم رئيس آيسلندا بتعيين مجلس الوزراء، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ تأسيس الجمهورية في 1944. إلا أنه في عام 1942 قام حاكم آيسلندا سفين بيورنسون (الذي عينه مجلس النواب عام 1941) بتشكيل حكومة غير برلمانية. امتلك حاكم آيسلندا عمليا صلاحيات الرئيس ومنصبه، كما أن سفين بيورنسون أصبح أول رئيس للبلاد عام 1944. كانت حكومات آيسلندا غالبا تحالفا من حزبين أو أكثر، حيث لم يسبق وأن حصل حزب سياسي واحد على أغلبية المقاعد في البرلمان خلال الجمهورية. صلاحيات رئيس الجمهورية محط جدل بين فقهاء القانون في آيسلندا؛ حيث يبدو أن العديد من أحكام الدستور تعطي الرئيس صلاحيات مهمة ولكن بعض الأحكام الأخرى تشير لشيء مختلف. في 1980، انتخب الآيسلنديون فيغديس فينبوغادوتير رئيسة للبلاد لتصبح الأولى في تاريخ البلاد. تقاعدت من منصبها في عام 1996. تنقسم آيسلندا إلى أقاليم ودوائر ومقاطعات وبلديات. هناك ثمانية أقاليم تستخدم أساسا لأغراض إحصائية، كما تستخدم سلطات المحاكم القضائية في المقاطعات نسخة قديمة من هذه التقسيمات. حتى عام 2003، كانت الدوائر الانتخابية للانتخابات النيابية هي نفسها الأقاليم، لكن تعديلا على الدستور حولها إلى الدوائر الست التالية: جرى تغيير ترسيم الدوائر الانتخابية من أجل تحقيق التوازن في الأوزان الانتخابية للمناطق المختلفة من البلاد، حيث أن عدد الأصوات سابقا في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة في جميع أنحاء البلاد كان أكثر بكثير منه في منطقة مدينة ريكيافيك. تم تخفيض عدم التوازن بين الأقاليم في النظام الجديد لكنه لا يزال موجودا. يوجد في آيسلندا 23 مقاطعة هي في معظمها نتيجة التقسيمات التاريخية. حاليا، تقسم آيسلندا بين 26 قاضيا (سيسلومين ومفردها سيسلومادور) يمثلون الحكومة في نواحي مختلفة. بين واجباتهم تحصيل الضرائب وإدارة إعلانات الإفلاس وأداء الزواج المدني. بعد إعادة تنظيم الشرطة في عام 2007، حيث جمع بين قوات الشرطة في مقاطعات متعددة، أصبح نصف هؤلاء القضاة تقريبا مسؤولين عن قوات الشرطة. هناك 79 بلدية في آيسلندا والتي تنظم الشؤون المحلية مثل النقل والمدارس وتقسيم المناطق. تعد هذه البلديات المستوى الثاني الفعلي من التقسيمات الإدارية الفرعية في آيسلندا حيث أن الدوائر الانتخابية ليس لها أهمية إلا في الانتخابات وللأغراض الإحصائية. ريكيافيك هي البلدية الأكثر سكانا حيث أنها أربعة أضعاف عدد سكان كوبافوغور ثاني مدن البلاد. تمتلك آيسلندا نظام تعددية حزبية بين اليسار واليمين. أكبر الأحزاب هو التحالف الديمقراطي الاجتماعي وحزب الاستقلال من يمين الوسط وحركة الخضر اليسارية. الأحزاب السياسية الأخرى ذات المقاعد في البرلمان هي من أحزاب الوسط مثل الحزب التقدمي والحركة. توجد العديد من الأطراف الأخرى على مستوى البلديات، ومعظمها يعمل فقط محليا في بلدية واحدة. تقيم آيسلندا علاقات دبلوماسية وتجارية مع جميع الدول عمليا، ولكن علاقاتها مع بلدان الشمال الأوروبي وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من دول حلف شمال الأطلسي وثيقة بصفة خاصة. تاريخيا، ونظرا لأوجه التشابه الثقافية والاقتصادية واللغوية، تعتبر آيسلندا سياسيا واحدة من بلدان الشمال الأوروبي، كما تتعاون مع المنظمات بين الحكومية من خلال مجلس الشمال. آيسلندا عضو في المنطقة الاقتصادية الأوروبية، مما يسمح لها بالوصول إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي. آيسلندا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكن في يوليو 2009 صوت البرلمان الآيسلندي لصالح تطبيق عضوية الاتحاد الأوروبي. ذكر مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عام 2011 أو 2012 كتواريخ محتملة للانضمام. آيسلندا عضو في الأمم المتحدة والرابطة الأوروبية للتجارة الحرة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. لا يوجد لآيسلندا جيش دائم. حافظ سلاح الجو الأميركي على 4-6 معترضات في قاعدة كيفلافيك، حتى 30 سبتمبر 2006 عندما جرى سحبها. منذ مايو 2008 نشر الناتو مقاتلات بشكل دوري لحماية الأجواء الآيسلندي في إطار بعثة مراقبة الأجواء الآيسلندية. أيدت آيسلندا غزو العراق عام 2003 على الرغم من الكثير من الجدل في آيسلندا، حيث نشرت فريقا نزع ذخائر متفجرة يتبع لحرس السواحل في العراق والذي استبدل لاحقا بأفراد من وحدة الأزمات الآيسلندية. كما شاركت أيسلندا في الصراع الدائر في أفغانستان وقصف يوغوسلافيا عام 1999. على الرغم من الأزمة المالية الحالية انطلقت أول سفينة دورية جديدة منذ عقود في 29 أبريل 2009. يفخر الآيسلنديون خصوصا باستضافة القمة التاريخية بين ريغان وغورباتشوف في ريكيافيك 1986، والتي مهدت الطريق لنهاية الحرب الباردة. أهم النزاعات التي خاضتها آيسلندا عبر التاريخ كانت حول حقوق الصيد. أدى النزاع مع المملكة المتحدة إلى سلسلة مما يعرف بحروب القد بين 1952-1956 بسبب توسيع آيسلندا لمنطقة صيدها 3 إلى 4 أميال بحرية (5.6-7.4 كم أو 3.5-4.6 ميل)، وبين عامي 1958-1961 إلى 12 ميل بحري (22.2 كم أو 13.8 ميل)، وبين عامي 1972-1973 إلى 50 ميل بحري (92.6 كم أو 57.5 ميل) بينما كان آخرها بين 1975-1976 إلى 200 ميل بحري (370.4 كم أو 230.2 ميل). سكان آيسلندا الأصليون هم من الشعوب النوردية والغالية. يتضح هذا الأمر من الأدلة الأدبية التي يعود تاريخها إلى فترة الاستيطان وكذلك في وقت لاحق من الدراسات العلمية مثل فصيلة الدم والتحليلات الجينية. تشير إحدى هذه الدراسات أن غالبية المستوطنين الذكور هم من أصل نوردي بينما غالبية الإناث من أصل غالي. تمتلك آيسلندا سجلات أنساب واسعة تعود إلى أواخر القرن السابع عشر وسجلات مجزأة تعود إلى عصر الاستيطان. مولت الشركة الصيدلانية البيولوجية ديكود جينيتكس إنشاء قاعدة بيانات لأنساب جميع سكان آيسلندا المعروفين. ترى الشركة قاعدة البيانات هذه (تسمى آيسلندينغابوك) باعتبارها أداة قيمة لإجراء البحوث في مجال الأمراض الوراثية ونظرا للعزلة النسبية لسكان آيسلندا. يعتقد أن تعداد سكان الجزيرة تراوح بين 40,000-60,000 في الفترة بين بداية الاستيطان حتى منتصف القرن التاسع عشر. خلال ذلك الوقت، تضرر السكان من الشتاء البارد وتساقط الرماد البركاني والأوبئة التي اجتاحت الجزيرة. وفقا لبريسون (1974)، كان هناك 37 من سنوات المجاعة في آيسلندا بين 1500 و1804. أجري أول تعداد للسكان في 1703 وكشف عن وجود 50,358 شخص يقطن الجزيرة. بعد الانفجارات البركانية المدمرة للبركان لاكي خلال 1783-1784 انخفض تعداد السكان إلى 40,000 تقريبا. أدى تحسين الظروف المعيشية إلى زيادة سريعة في عدد السكان منذ منتصف القرن التاسع عشر من 60,000 نسمة إلى 320,000 في 2008. في ديسمبر 2007، كان 33,678 شخصا (13.5 ٪ من مجموع السكان) ممن يعيشون في آيسلندا قد ولدوا في الخارج، بمن فيهم أطفال لآباء آيسلنديين عاشوا خارج البلاد. بينما يحمل 19,000 شخصا (6 ٪ من السكان) جنسية أجنبية. يشكل البولنديون أكبر أقلية في البلاد، ولا يزالوا يشكلون الجزء الأكبر من القوى العاملة الأجنبية. يعيش حوالي 8000 بولندي الآن في آيسلندا، 1500 منهم في رايدارفيوردور حيث يشكلون 75 ٪ من القوة العاملة التي تساهم في بناء مصنع فياردارول للألومنيوم. تعزى حركة الهجرة الحالية إلى نقص اليد العاملة في البلاد التي تحتاجها بسبب الاقتصاد المزدهر في ذلك الوقت، حيث رفعت القيود المفروضة على حركة الأشخاص من بلدان أوروبا الشرقية التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية في 2004. كما تجلب مشاريع البناء واسعة النطاق في شرق آيسلندا العديدين الذين يعتقد بأن إقامتهم مؤقتة في البلاد. كما أن العديد من البولنديين غادروا البلاد بعد الأزمة المالية الآيسلندية في 2008. الزاوية الجنوبية الغربية من آيسلندا هي المنطقة الأكثر كثافة سكانية. وهي أيضا حيث تقع العاصمة ريكيافيك، وهي أكثر العواصم شمالا في العالم. أكبر المدن خارج منطقة ريكيافيك هي أكوريري ورايكيانسبير على الرغم من أن الأخيرة قريبة نسبيا من العاصمة. أول من استقر في غرينلاند هم نحو 500 من الآيسلنديين بقيادة إريك الأحمر في أواخر القرن العاشر. وصل مجموع السكان إلى أعلاه عند 5000 نسمة تقريبا وكان لهم مؤسساتهم المستقلة قبل أن تختفي نحو عام 1500. من غرينلاند أطلق أهل الشمال حملات لاكتشاف واستيطان فينلاند ولكن هذه المحاولات لاستعمار أمريكا الشمالية هجرت قريبا في مواجهة عداء السكان الأصليين. بدأت الهجرة إلى الولايات المتحدة وكندا في سبعينيات القرن التاسع عشر. اليوم، يوجد في كندا أكثر من 88,000 شخص من أصل آيسلندي. هناك أكثر من 40,000 من الأمريكيين من أصل آيسلندي وفقا لتعداد الولايات المتحدة لعام 2000. ريكيافيك كوبافوغور هافنارفيوردور أكوريري رايكيانسبير موسفلسبير أكرانيس اللغة الرسمية في آيسلندا هي اللغة الآيسلندية، وهي من اللغات الجرمانية الشمالية المنحدرة من الإسكندنافية القديمة. تطورت اللغة عن الإسكندنافية القديمة بشكل أقل من لغات بلدان الشمال الأوروبي الأخرى، وحافظت على الكثير من تصريف الأفعال والأسماء، كما طورت وإلى حد كبير العديد من المفردات الجديدة بناء على الجذور الأصلية بدلا من الاقتراض من اللغات الأخرى. كما أنها اللغة الحية الوحيدة التي احتفظت بالحرف الروني Þ. أقرب اللغات الحية إلى الآيسلندية هي اللغة الفاروية. في مجال التعليم، ينظم استخدام لغة الإشارة الآيسلندية من قبل دليل المنهاج الوطني. تستخدم الإنجليزية على نطاق واسع كلغة ثانية. كما أن الدنماركية مفهومة على نطاق واسع ومستخدمة. تعد دراسة اللغتين جزءا إلزاميا من المناهج الدراسية الإلزامية. تستخدم عادة لغات أخرى مثل الألمانية والنرويجية والسويدية. يتحدث عادة بالدنماركية بطريقة مفهومة إلى حد كبير من السويديين والنرويجيين، وكثيرا ما يشار إليها باسم سكاندينافيسكا (أي الإسكندنافية) في آيسلندا. بدلا من استخدام أسماء الأسر، كما هي العادة في جميع الدول الأوروبية، يستخدم الآيسلنديون أسماء أبوية. يتبع الاسم الأبوي اسم الشخص المعطى له، فعلى سبيل المثال اولافور يونسون Ólafur Jónsson هو («اولافور بن يون») أو كاترين كارلزدوتير Katrín Karlsdóttir هي («كاترين بنت كارل»). وبناء على ذلك، يتم سرد دليل الهاتف الآيسلندي أبجديا حسب الاسم الأول بدلا من اللقب. يتمتع الآيسلنديون بحرية الدين بموجب الدستور، على الرغم من أن الكنيسة الوطنية لآيسلندا، وهي هيئة لوثرية، تعد كنيسة الدولة الرسمية. يحتفظ السجل الوطني بالانتماء الديني لكل مواطن آيسلندي. في عام 2005، قسم الآيسلنديون إلى الجماعات الدينية التالية: أما 5.9% المتبقية تشمل حوالي 20-25 من الطوائف المسيحية الأخرى في حين أن حوالي 1 ٪ ينتمون إلى منظمات دينية غير مسيحية. أكبر الطوائف غير المسيحية هي أساتروارفيلاغيد وهي مجموعة وثنية جديدة. الحضور الديني منخفض نسبيا كما هو الحال في بلدان الشمال الأوروبي الأخرى. الإحصاءات أعلاه تمثل العضوية الإدارية للمنظمات الدينية والتي لا تعبر بالضرورة عن توزع الأديان الفعلي بين سكان آيسلندا. وفقا لدراسة نشرت في عام 2001 يعد 23 ٪ من سكان البلاد ملحدين أو لا أدريين. في عام 2007، كانت آيسلندا البلد السابع الأكثر إنتاجية في العالم للفرد الواحد (54,858$)، والخامس الأكثر إنتاجا حسب الناتج المحلي الإجمالي في تعادل القدرة الشرائية (40,112$). باستثناء وفرة الطاقة الكهرومائية والطاقة الحرارية الأرضية، تفتقر آيسلندا إلى الموارد الطبيعية؛ تاريخيا، اعتمد اقتصادها كثيرا على صيد الأسماك والذي لا يزال يوفر 40 ٪ من عائدات التصدير، ويشغل 7 ٪ من قوة العمل. يعد الاقتصاد عرضة لانخفاض الرصيد السمكي وتراجع الأسعار العالمية للمواد الرئيسية التي تصدرها وهي الأسماك والمنتجات السمكية والألمنيوم والفيروسيليكون. لصيد الحيتان قيمة تاريخية في آيسلندا. لا تزال آيسلندا تعتمد كثيرا على صيد الأسماك، ولكن أهميته آخذة في التراجع من الصادرات من 90 ٪ في الستينات إلى 40% في عام 2006. بينما تعد آيسلندا من البلدان المتقدمة، فإنها كانت حتى القرن العشرين من بين أفقر البلدان في أوروبا الغربية. أدى النمو الاقتصادي الكبير إلى الصعود بآيسلندا إلى المرتبة الأولى على مؤشر الأمم المتحدة للتنمية البشرية لعام 2007/2008، ولتصبح الأمة في المرتبة 14 من حيث مأمول العمر عند الولادة عند 80.67 سنة. لا تزال العديد من الأحزاب السياسية معارضة لعضوية الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك أساسا إلى قلق الآيسلنديين من فقدانهم السيطرة على مواردهم الطبيعية. عملة آيسلندا الوطنية هي الكرونا الآيسلندية. أظهر استطلاع واسع النطاق صدر يوم 5 مارس 2010 عن مؤسسة غالوب أن 31 ٪ من أفراد العينة يؤيدون اعتماد اليورو ويعارض ذلك 69 ٪. تحول اقتصاد آيسلندا ليعتمد على التنوع في مجال الصناعات التحويلية والخدمات في العقد الماضي بما في ذلك إنتاج البرمجيات والتقنية الحيوية والخدمات المالية. على الرغم من قرار استئناف صيد الحيتان التجاري في عام 2006، فإن قطاع السياحة آخذ في الاتساع بالأخص نحو السياحة البيئية ومشاهدة الحيتان. تعتمد صناعة آيسلندا الزراعية بشكل رئيس على البطاطس والخضروات الخضراء (في الدفيئات) ولحم الضأن ومنتجات الألبان. يستضيف المركز المالي بورغارتون في ريكيافيك عددا كبيرا من الشركات وثلاثة بنوك استثمارية. تأسست سوق الأسهم المالية الآيسلندية في عام 1985. تصنف آيسلندا خامسة في مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2006 وفي المرتبة 14 في 2008. تمتلك آيسلندا نظام ضريبة ثابتة. معدل ضريبة الدخل الفردي الرئيسية 22.75 ٪ يضاف إلى ذلك الضرائب البلدية فلا يتجاوز إجمالي الضريبة 35.72٪ كما توجد العديد من الخصومات. معدل ضريبة الشركات 18 ٪ وهو أحد أدنى معدلات الضرائب في العالم. تشمل الضرائب الأخرى ضريبة على القيمة المضافة؛ ألغيت ضريبة الثروة الصافية في عام 2006. قوانين تنظيم العمل مرنة نسبيا. حقوق الملكية قوية وآيسلندا واحدة من البلدان القليلة التي تطبقها على إدارة مصايد الأسماك. يدفع دافعو الضرائب إعانات مختلفة لبعضهم البعض، بشكل مماثل لدول الرفاه الأوروبية الأخرى، ولكن الإنفاق أقل مما هو عليه في معظم البلدان الأوروبية. على الرغم من انخفاض معدلات الضرائب عموما، إلا أن الاستهلاك الكلي لا يزال أعلى بكثير من دول مثل . وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، الدعم الزراعي هو الأعلى بين بلدان المنظمة ويشكل عائقا أمام التغيير الهيكلي. كما أن الرعاية الصحية والإنفاق على التعليم يعود بعائدات ضئيلة نسبيا وفقا لمعايير منظمة التعاون والتنمية. قدمت دراسة المنظمة للحالة الاقتصادية لآيسلندا في 2008 توضيحا لأبرز التحديات في العملة وسياسة الاقتصاد الكلي. برزت أزمة في عملة البلاد في ربيع عام 2008 وفي 6 أكتوبر علق التداول في بنوك آيسلندا حيث عانت الحكومة لإنقاذ الاقتصاد. تضررت آيسلندا بشدة من الركود الاقتصادي العالمي في أواخر العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، وذلك بسبب فشل النظام المصرفي والأزمة الاقتصادية اللاحقة. قبل انهيار البنوك الثلاث الكبرى في آيسلندا وهي غليتنير ولاندسبانكي وكاوبثينج تجاوزت ديونها مجتمعة حوالي ست مرات الناتج المحلي الإجمالي للبلاد البالغ 14 مليار يورو (19 مليار دولار). في أكتوبر 2008، أقر البرلمان الآيسلندي قانون طوارئ للحد من تأثير الأزمة المالية. استخدمت هيئة الإشراف المالي في آيسلندا الإذن الممنوح لها عبر قانون الطوارئ للسيطرة على العمليات الداخلية للبنوك الثلاثة الكبرى. صرح المسؤولون الآيسلنديون بما في ذلك محافظ البنك المركزي ديفيد اودسون، أن الدولة لا تنوي الاستيلاء على أصول أو ديون تلك البنوك الخارجية. بدلا من ذلك، أنشئت بنوك جديدة حول العمليات الداخلية لتلك المصارف، وسيعلن إفلاس البنوك القديمة. كانت الأزمة الاقتصادية الآيسلندية مسألة أثارت اهتماما شديدا في وسائل الإعلام الدولية. في 28 أكتوبر 2008، رفعت الحكومة أسعار الفائدة إلى 18%، (كانت 7% في أغسطس 2010) وهي خطوة اضطرت الحكومة لاتخاذها للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي. بعد رفع سعر الفائدة، استأنفت التجارة بالكرونا الآيسلندية أخيرا في السوق المفتوحة، حيث عادل اليورو الواحد نحو 250 كرونا، أي أقل من ثلث قيمة سعر الصرف خلال معظم 2008 (كان اليورو الواحد يعادل 70 كرونا)، كما كانت انخفاضا كبيرا عن الأسبوع السابق (حيث كان اليورو الواحد يعادل 150 كرونا). ناشدت آيسلندا بلدان الشمال الأوروبي لحصول على 4 مليارات يورو إضافية من المساعدات لتفادي استمرار الأزمة. في 26 يناير 2009، انهارت الحكومة الائتلافية بسبب المعارضة العامة لطريقة التعامل مع الأزمة المالية. تشكلت حكومة جديدة يسارية بعد ذلك بأسبوع وعلى الفور قامت بتنحية محافظ البنك المركزي ديفيد اودسون ومساعديه من البنك عبر تعديلات في القانون. عزل أودسون في 26 فبراير 2009. هاجر الآلاف من الآيسلنديين من البلاد بعد الانهيار حيث انتقل نصف هؤلاء تقريبا إلى النرويج. في 2005، انتقل نحو 293 شخصا من آيسلندا إلى النرويج، بينما في 2009 كان هذا الرقم 1625 من الآيسلنديين لنفس البلد. في أبريل 2010، نشرت لجنة التحقيق البرلمانية الخاصة نتائج تحقيقاتها كاشفة مدى مكافحة الاحتيال في هذه الأزمة. تمتلك آيسلندا مستوى عال من ملكية السيارات للفرد الواحد، بمعدل سيارتين لكل ثلاثة أشخاص. يوجد في البلاد 13,034 كم من الطرق والتي منها 4,617 كم معبدة و8,338 كم ليست كذلك. لا تزال العديد من الطرق غير معبدة حتى هذا اليوم، ومعظمها طرق ريفية قليلة الاستخدام. حدود السرعة على الطرق هي 50 كم / ساعة في المدن، و80 كم / ساعة على طرق الحصى الريفية و90 كم / ساعة على الطرق الثابتة. لا يوجد في آيسلندا حاليا سكك حديدية. اكتمل إنشاء الطريق الأول أول الطريق الحلقي في عام 1974، وهو الطريق الرئيسي الذي يدور حول آيسلندا ويربط جميع الأجزاء المأهولة من الجزيرة، حيث أن مركز الجزيرة غير مأهول. يبلغ طول هذه الطريق المعبدة 1,337 كم ويوجد فيها مسار واحد في كل اتجاه، باستثناء عندما يقترب من المدن الكبيرة وعند نفق هفالفيوردور حيث توجد ممرات أكثر. يوجد على هذه الطريق العديد من الجسور ولا سيما في الشمال والشرق، وهي من ممر وحيد ومصنوعة من الأخشاب / أو الفولاذ. المحور الرئيسي للنقل الدولي هو مطار كيفلافيك الدولي الذي يخدم ريكيافيك والبلد عموما. يبعد المطار 48 كم غرب ريكيافيك. تجري الرحلات الداخلية والرحلات الجوية لغرينلاند وجزر فارو ورحلات رجال الأعمال في الغالب انطلاقا من مطار ريكيافيك والذي يقع في وسط المدينة. كما أن معظم حركة الطيران العام هي في ريكيافيك. يوجد 103 من المطارات ومهابط الطائرات المسجلة في آيسلندا، ومعظمها غير معبدة وتقع في المناطق الريفية. أكبر مطار في آيسلندا هو مطار كيفلافيك وأكبر مهبط للطائرات هو غيتاميلور وهو حقل يضم أربعة مدرجات يقع حوالي 100 كم شرق ريكيافيك، وهو مخصص حصرا للمنزلقات. توفر
https://ar.wikipedia.org/wiki/آيسلندا
2a8e73f2c6408003fe956ce53341d516
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.714618", "source": "Wikipedia" }
لاتفيا
لاتفيا
لاتفيا ورسميا جمهورية لاتفيا هي دولة تقع في منطقة بحر البلطيق في أوروبا الشمالية. يحدها من الشمال إستونيا (طول الحدود 343 كم) وإلى الجنوب ليتوانيا (588 كم) وإلى الشرق الاتحاد الروسي (276 كم) وإلى الجنوب الشرقي روسيا البيضاء (141 كم)، وتشترك بحدود بحرية إلى الغرب مع السويد. يبلغ تعداد سكانها 1,921,057 مليون نسمة، ومساحتها 64,589 كيلومترا مربعا وهي واحدة من أقل الدول سكانا وكثافة سكانية في الاتحاد الأوروبي. عاصمة لاتفيا هي ريغا واللغة اللاتفية هي اللغة الرسمية وعملتها هي اليورو استبدلت في الأول من يناير 2014. تتمتع البلاد بمناخ معتدل موسمي. الشعب اللاتفي بلطيقي وذو صلة ثقافية بالإستونيين والليتوانيين. اللاتفيون هم الشعب الأصلي في لاتفيا إلى جانب الليفانيين من العرقية الفينية الأوغرية. اللاتفية هي لغة هندوأوروبية حيث تعد إلى جانب الليتوانية اللغتان الوحيدتان الحيتان من الفرع البلطيقي من تلك العائلة. اللغات الأصلية للأقليات هي اللاتغالية واللغة الليفونية الفينية الأوغرية شبه المنقرضة. من حيث الجغرافيا والأرض والسكان فإن لاتفيا الوسط بين دول البلطيق الثلاث: إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. تشترك لاتفيا بتاريخها مع إستونيا خلال فترات الحكم الألماني والبولندي الليتواني والسويدي والروسي والألماني النازي والسوفياتي والتنصير في القرن الثالث عشر والإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر. يعد كلا البلدين موطنا لعدد كبير من العرقية الروسية (27.4% في لاتفيا، و26% في إستونيا) بعض منهم من غير المواطنين. تاريخ لاتفيا بروتستانتي لوثري في الغالب باستثناء منطقة لاتغاليا في جنوب شرق البلاد التي يغلب التاريخ الكاثوليكي عليها. لاتفيا جمهورية برلمانية وحدوية تنقسم إلى 118 تقسيم إداري يضم 109 بلدية و9 مدن. هناك خمس مناطق تخطيطية هي كورزيمي ولاتغالي وريغا وفيدزمي وزيمغالي. تأسست جمهورية لاتفيا في 18 نوفمبر 1918. احتلها الاتحاد السوفياتي وضمها بين 1940-1941 و1945-1991 وألمانيا النازية بين 1941-1945. قادت كل من «ثورة الغناء» السلمية بين عامي 1987 و1991 ومظاهرة «سلسلة البلطيق» في 23 أغسطس عام 1989 إلى استقلال دول البلطيق. أعلنت لاتفيا استعادة الاستقلال بحكم الأمر الواقع في 21 أغسطس 1991. لاتفيا عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وجزء من منطقة الشينغن. كانت عضوا في عصبة الأمم (1921-1946) ومنطقة التجارة الحرة في بحر البلطيق (1994-2004). لاتفيا أيضا عضو في مجلس دول بحر البلطيق وتشترك مع إستونيا وليتوانيا في التعاون الثلاثي بين دول البلطيق والتعاون بين بلدان الشمال وبلدان البلطيق. بعد الركود الاقتصادي في بدايات التسعينيات، سجلت لاتفيا أكبر ناتج محلي إجمالي في أوروبا بين 1998-2006. في ظل الأزمة المالية العالمية بين 2008-2010 تلقت لاتفيا الضرر الأكبر بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، حيث انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 26.54% في تلك الفترة. ظهرت علامات الاستقرار الاقتصادي في لاتفيا في 2010 وتصنف قوائم الأمم المتحدة لاتفيا كدولة ذات مؤشر تنمية بشرية «مرتفع جدا». يأتي الاسم لاتفيا من اللاتغاليين القدامى وهم إحدى قبائل البلطيق الهندوأوروبية والتي شكلت مع قبائل الكورونيين والسيلونيين والسيميغاليين الجوهر العرقي للشعب اللاتفي اليوم. حوالي بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، استوطن البروتو بلطيقيون أسلاف الشعب اللاتفي الساحل الشرقي لبحر البلطيق. أسس البلطيقيون طرقا تجارية مع روما وبيزنطة، حيث تاجروا الكهرمان المحلي بالمعادن الثمينة. بحلول العام 900 ميلادية، تميزت أربع قبائل بلطيقية في لاتفيا وهي الكورونيون واللاتغاليون والسيلونيون والسيميغاليون، بالإضافة إلى الليفونيين الذي تحدثوا لغة فينية. على الرغم من أن السكان المحليين كانوا على اتصال بالعالم الخارجي لعدة قرون، فإنهم لم يندمجوا في المجتمع الأوروبي حتى القرن الثاني عشر. وصل أوائل المبشرين الذين أرسلهم البابا عبر نهر داوغافا في أواخر القرن الثاني عشر. لم يتحول السكان المحليون إلى المسيحية بالسهولة المتوقعة. أرسل الصليبيون الألمان إلى لاتفيا لتحويل السكان الوثنيين بقوة السلاح. في بداية القرن الثالث عشر، حكم الألمان أجزاء كبيرة من لاتفيا الحالية. شكلت تلك المناطق مع جنوب إستونيا الدولة الصليبية التي أصبحت تعرف باسم تيرا ماريانا أو ليفونيا. في 1282، انضمت ريغا ولاحقا كيسيس وليمبازي وكوكنيسي وفالميرا إلى الرابطة الهانزية. أصبحت ريغا نقطة مهمة للتجارة بين الشرق والغرب وشكلت صلات ثقافية وثيقة مع أوروبا الغربية. كانت الفترة ما بين القرنين السادس عشر والثامن عشر فترة تغيير كبير لسكان لاتفيا حيث تضمنت إصلاحات كبيرة وانهيار دولة ليفونيا وتقاسم القوى الأجنبية للأراضي اللاتفية. بعد الحرب الليفونية (1558-1583) سقطت ليفونيا (لاتفيا) تحت سيطرة بولندا وليتوانيا. سيطرت دوقية ليتوانيا الكبرى على الأراضي الشمالية من لاتفيا والجنوبية من إستونيا إلى وشكلت تلك الأراضي دوكاتوس ألترادونينسيس. شكل غوتارد كيتلر آخر قائد لنظام ليفونيا دوقية كورلاند وسميجالا. وعلى الرغم من أن هذه الدوقية تابعة لبولندا، فإنها عاشت عصرا ذهبيا من الحكم الذاتي في القرن السابع عشر. أما منطقة لاتغاليا التي تقع في أقصى شرق لاتفيا فأصبحت جزءا من منطقة إنفلانتي البولندية. دار في القرن السابع عشر وبدايات القرن الثامن عشر صراع بين اتحاد بولندا وليتوانيا والسويد وروسيا لفرض السيادة على منطقة شرق بحر البلطيق. بعد الحرب البولندية السويدية (1600–1611) انتقلت منطقة شمال ليفونيا إلى السيطرة السويدية. استمر الصراع بين بولندا والسويد بشكل متقطع حتى التوصل إلى هدنة ألتمارك عام 1629. تذكر الحقبة السويدية في لاتفيا بأنها إيجابية حيث خفت فيها القنانة، وتأسست شبكة من المدارس لطبقة الفلاحين كما خفت قوة البارونات الإقليميين. حدثت العديد من التغييرات الثقافية في هذا الوقت. تحت الحكم السويدي والألماني، تبنت منطقة غرب لاتفيا اللوثرية كدين أساسي، كما شكلت القبائل القديمة شعبا يتكلم لغة واحدة هي اللغة اللاتفية. في هذه الأثناء عزلت المنطقة الجنوبية عن بقية لاتفيا، وتبنت القبائل اللاتفية الجنوبية الكاثوليكية تحت التأثير البولندي واليسوعي، بقيت اللهجة الجنوبية متميزة بالرغم من أنها استعارت العديد من الكلمات اللغة الروسية. أنهى استسلام إستونيا وليفونيا في 1710 ومعاهدة نيستاد حرب الشمال العظمى في 1721، حيث أعطيت روسيا فيدزيم (وأصبحت جزءا من محافظة ريغا). أما منطقة لاتغاليا فظلت في الكومنولث البولندي الليتواني باسم فويفودية إنفلانتي حتى 1772 عندما دمجت في روسيا. أصبحت دوقية كورلاند وسيميغاليا مقاطعة روسية ذاتية الحكم الروسي (محافظة كورلاند) في عام 1795، وبذلك أصبحت كامل لاتفيا الحالية جزءا من الإمبراطورية الروسية. حافظت جميع المحافظات البلطيقية الثلاث على قوانينها المحلية واللغة الرسمية المحلية وبرلمانها الخاص. خلال حرب الشمال العظمى (1700-1721)، كانت منطقة البلطيق مرة أخرى مسرحا لدمار كبير، حيث اتبع بطرس الأكبر سياسة الأرض المحروقة، وبينما كان المجاعة والطاعون مسؤولين عن الخسائر الفادحة في الأرواح البشرية حيث فقدت لاتفيا نحو 40% من سكانها. في 1710، بلغ الطاعون ريغا حيث نشط حتى 1711 وأودى بحياة ما يقرب من نصف السكان. أدت وعود بطرس الأكبر للنبلاء البلطيق الألمان عند سقوط ريغا في 1710 والتي أكدتها معاهدة نيستاد والمعروفة باسم «الاستسلام» إلى حد كبير في عكس الإصلاحات السويدية. ألغيت العبودية في كورلاند في 1817 وفي فيدزيم في 1819 . لكن عمليا كان إلغاء العبودية من صالح ملاك الأراضي وطبقة النبلاء، حيث طرد الفلاحون من أراضيهم من دون تعويض، مما دفعهم للعودة للعمل «بإرادتهم». تغير الهيكل الاجتماعي جدا في القرن التاسع عشر، حيث أعاد قسم كبير من الفلاحين المستقلين تأسيس كيانه، بعد أن سمح للفلاحين بشراء أراضيهم مرة أخرى، لكن العديدين من الفلاحين الذين لم يمتلكوا الأرض بقوا فيها. كما تطورت طبقة بروليتارية في المدن ونمت لتصبح طبقة برجوازية لاتفية نافذة. أرست حركة الشباب اللاتفي الأساس للقومية اللاتفية من منتصف القرن، حيث تطلع العديدون من زعماء الحركة إلى الحركة السلافية للحصول على الدعم ضد السيادة الألمانية التي هيمنت على النظام الاجتماعي. تزايد استخدام اللغة اللاتفية في الأدب والمجتمع وأصبحت تعرف باسم الصحوة الوطنية الأولى، بدأ ترويس البلاد في لاتغالي بعد أن قاد البولنديون انتفاضة يناير في 1863، انتشر هذا في كامل ما هو لاتفيا الآن بحلول عقد 1880. طغت حركة التيار الجديد وهي حركة يسارية وسياسية اشتراكية على حركة الشباب اللاتفي في التسعينات من القرن ذاته. انفجر السخط الشعبي في ثورة 1905 والذي أخذ الطابع القومي في المحافظات البلطيقية. دمرت الحرب العالمية الأولى الأراضي اللاتفية مع قسم كبير من الأجزاء الغربية من الإمبراطورية الروسية. اقتصرت المطالب بتقرير المصير في بادئ الأمر على الحكم الذاتي فقط، لكن الثورة الروسية عام 1917 ومعاهدة بريست ليتوفسك وهدنة التحالف مع ألمانيا في 11 نوفمبر 1918 خلقت فراغا في السلطة. أعلن مجلس الشعب اللاتفي استقلال البلاد في ريغا في 18 نوفمبر 1918 وأصبح كارليس أولمانيس رئيس الحكومة المؤقتة. كانت حرب الاستقلال التالية جزءا من الفوضى العامة والحروب الأهلية والحروب على الحدود الجديدة في أوروبا الشرقية. بحلول ربيع عام 1919، كانت هناك ثلاث حكومات، حكومة أولمانيس وحكومة لاتفيا السوفيتية بقيادة بطرس ستوشكا والمدعومة من الجيش الأحمر والتي احتلت كامل البلاد وحكومة الألمان البلطيقيين من دوقية البلطيق المتحدة والتي ترأسها أندرييفس نيدرا ودعمها جيش بلدان البلطيق والكتيبة الحديدية من الفيلق الألماني الحر. هزمت القوات الإستونية واللاتفية الألمان في معركة فيندن في يونيو 1919، كما صد هجوم واسع من قبل قوات أغلبها ألمانية -جيش المتطوعين من روسيا الغربية - بقيادة بافل بيرموندت أفالوف في نوفمبر. ظهرت شرق لاتفيا من قوات الجيش الأحمر من طرف القوات اللاتفية والبولندية في أوائل 1920 (من وجهة النظر البولندية كانت معركة دوغافبيلس جزءا من الحرب البولندية السوفيتية). انعقدت جمعية تأسيسية منتخبة في 1 مايو 1920 مع اعتماد دستور ليبرالي في 15 فبراير 1922. علق هذا الدستور جزئيا بعد انقلاب كارليس أولمانيس يلمانيس عام 1934، ولكنه أعيد مرة أخرى عام 1990. منذ ذلك الوقت عدل الدستور ولا يزال الدستور المعتمد في لاتفيا حاليا. مع إجلاء غالبية القاعدة الصناعية في لاتفيا إلى المناطق الداخلية من روسيا عام 1915، كانت الإصلاحات الجذرية في ملكية الأرض السؤال السياسي الأول في هذه الدولة الفتية. حيث كان 61.2% من سكان لاتفيا من دون أرض عام 1897 وفي عام 1936 انخفضت النسبة إلى 18%. بحلول عام 1923، تجاوزت مساحة الأراضي المزروعة مستوى ما قبل الحرب. قاد الابتكار وزيادة الإنتاجية إلى نمو اقتصادي سريع، لكنه سرعان ما عانى من آثار الكساد الكبير. أظهرت لاتفيا بوادر الانتعاش الاقتصادي وانتقل ثقل الناخبين نحو الوسط خلال الفترة البرلمانية. في 15 مايو 1934، قام أولمانيس بانقلاب غير دموي وأسس دكتاتورية قومية استمرت حتى عام 1940. بعد عام 1934، أنشأ أولمانيس شركات حكومية لشراء شركات القطاع الخاص بهدف لتفنة الاقتصاد. بحلول عام 1940 كان اقتصاد لاتفيا تحت حكم أولمانيس الثاني في أوروبا. في وقت مبكر من صباح يوم 24 أغسطس 1939، وقع الاتحاد السوفياتي وألمانيا النازية معاهدة عدم اعتداء لمدة عشرة أعوام، ودعا حلف مولوتوف ريبنتروب. الواردة في اتفاق بروتوكول السرية، كشفت فقط بعد هزيمة ألمانيا في عام 1945، التي تم على أساسها تقسيم ولايات شمال وشرق أوروبا إلى "مناطق النفوذ" الألمانية والسوفياتية". في الشمال، لاتفيا وفنلندا واستونيا وكانت المخصصة للفلك الاتحاد السوفيتي. وبعد ذلك، غزت ألمانيا والاتحاد السوفياتي أجزاء كل منها بولندا. بعد إبرام اتفاقية مولوتوف ريبنتروب، فإن معظم الألمان البلطيق غادر لاتفيا بالاتفاق بين الحكومة أولمانيس، وألمانيا النازية في إطار برنامج هايم رايش الإضافية. وفي المجموع الألمان البلطيق 50000 غادروا بحلول الموعد النهائي في ديسمبر كانون الأول عام 1939، مع 1600 المتبقية لإبرام الأعمال و13000 اختاروا البقاء في لاتفيا. ومعظم هؤلاء الذين بقوا غادروا إلى ألمانيا في صيف عام 1940، عند إعادة التوطين الثانية تم الاتفاق على الخطة. في 5 تشرين الأول 1939، واضطر لاتفيا لقبول «المساعدة المتبادلة» اتفاق مع الاتحاد السوفياتي، منح السوفيات في ذلك الحق في محطة ما بين 25,000 و30،000 جندي على الأرض في لاتفيا. وبعد انطلاق الحوادث الحدودية، في 16 يونيو 1940 سلمت حكومة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وسفير لاتفيا في موسكو مذكرة، في لاتفيا التي اتهمت بانتهاك بنود اتفاقية 5 أكتوبر 1939، وقدمت مطالب لارسال قوات سوفياتية إضافية، وإلى تغيير الحكومة. استسلمت حكومة لاتفيا في مواجهة القوة الساحقة. في 17 يونيو غزت القوات السوفياتية أراضي لاتفيا. في خطابه عن طريق الراديو، كارليس أولمانيس، وأعلن: «القوات السوفياتية يسيرون في أرضنا هذا الصباح جدا. هذا يحدث مع علم وموافقة من الحكومة، والتي بدورها تنبع من العلاقات الودية القائمة بين لاتفيا والاتحاد السوفياتي. ولذلك، أمنيتي أن سكان بلادنا كما تظهر الصداقة تجاه وحدات الجيش تتقدم.. وقد استقالت الحكومة. أنا تظل في مكاني، كنت لا تزال في يدكم». وكان يظهر أي معارضة تجاه القوات السوفيتية، بل على العكس، جزء من السكان وافقت على أنباء من وصولهم مع حماس، والتي تم استغلالها بشكل كبير من الدعاية السوفياتية. مراقبة لهم، وكتب المحامي المعروف الروسية وشخصية عامة من لاتفيا، بيوتر يعقوبي: «مأخوذ من النموذج الألماني، بداية الاستبدادية في بلادنا تحولت إلى حكومة بيروقراطية وطنية، بعد أن راض دائرة محدودة من المواطنين، الذين وقد تكيفت أنفسهم للدولة فطيرة. بوضوح، أي المشقة ليست عبثا. وحتى الآن كانت قد أثارت أسفل الدوس صوتهم والمطالبة بعودة حقوقهم التي تم الدوس على..». من بين هؤلاء غير راضين عن نظام اولمانيس كارليس لم تكن فقط للأقليات القومية ولكن أيضا لاتفيا العديد من الذين كانوا قلقين حول الحالة الاقتصادية المتردية والذين ليس لديهم رغبة في نهاية المطاف تحت حكم ألمانيا النازية. تمت تصفيتهم لمسؤولي الدولة وحلت محلها الكوادر السوفياتية، التي تم ترحيل 34250 لاتفيا أو قتل. وأجريت الانتخابات مع مرشحين موالين للاتحاد السوفياتي واحدة المدرجة لشغل وظائف عديدة؛ مجلس الشعب مما أدى إلى قبول طلب على الفور إلى الاتحاد السوفياتي، منحت التي من الاتحاد السوفياتي وقد ترأس لاتفيا، ثم حكومة عميلة، من قبل Kirhenšteins شهر أغسطس. تأسست لاتفيا إلى الاتحاد السوفياتي في 5 أغسطس 1940 باسم جمهورية لاتفيا الاشتراكية السوفياتية. التعامل مع السوفييت بقسوة مع خصومهم - قبل الغزو الألماني، في غضون أقل من سنة، واعتقل ما لا يقل عن 27586 شخصا، ومعظمهم تم ترحيلهم للتعاون مع الجيش الألماني . بينما تحت الاحتلال الألماني، كانت تدار لاتفيا كجزء من Ostland Reichskommissariat. وشاركت لاتفيا شبه العسكرية ووحدات الشرطة المساعدة التي وضعتها سلطات الاحتلال في المحرقة أيضا أكثر من 200,000 مواطن لاتفي لقوا مصرعهم خلال الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك ما يقرب من 75,000 من يهود لاتفيا قتلوا خلال الاحتلال النازي. جنود قاتلوا في لاتفيا كلا طرفي النزاع، بما في ذلك في الفيلق اللاتفي لافن اس اس، ومعظمهم من تجنيدهم من قبل سلطات الاحتلال النازي والسوفياتي . في عام 1944 للقتال منطقة الثقيل عندما تقدم الجيش السوفياتي الذي تم التوصل إليه وقعت في لاتفيا بين القوات الألمانية والسوفياتية التي انتهت مع هزيمة أخرى ألمانية. في أثناء الحرب، على حد سواء قوات الاحتلال لاتفيا جندوا في جيوشها، وبهذه الطريقة يزيد من فقدان «الموارد الحية» في البلاد. في عام 1944، وهي جزء من أراضي لاتفيا مرة أخرى وقعت تحت السيطرة السوفياتية. السوفيات بدأت على الفور لاعادة النظام السوفياتي. بعد استسلام ألمانية أصبح واضحا أن القوات السوفيتية كانت هناك لتبقى، وأنصار الوطنية في لاتفيا، ليكون قريبا انضم المتعاونين الألمانية، وبدأت كفاحها ضد المحتل آخر - الاتحاد السوفياتي. في أي مكان من 120000 إلى ما يصل إلى 300000 لاتفيا لجأوا من الجيش السوفياتي من قبل الفرار إلى ألمانيا والسويد. معظم ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/لاتفيا
055d4415b6f25314f0bb8de4643d9b98
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.807692", "source": "Wikipedia" }
مقدونيا الشمالية
مقدونيا الشمالية
مقدونيا الشمالية أو رسميا جمهورية مقدونيا الشمالية هي دولة تقع في وسط شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا. إنها واحدة من الدول التي خلفت يوغوسلافيا السابقة، التي أعلنت استقلالها في عام 1991 تحت اسم جمهورية مقدونيا. أصبحت عضوا في الأمم المتحدة في عام 1993، ولكن نتيجة للنزاع مع اليونان على اسمها، تم قبولها تحت الوصف المؤقت لجمهورية مقدونيا اليوغوسلافية السابقة، يختصر أحيانا FYROM.‏ بفضل جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وقعت اتفاقية بين أثينا وسكوبيه حول اسم مقدونيا الجديدة، في 18/03/2018. ليصبح الاسم الرسمي للدولة هو جمهورية مقدونيا الشمالية وبتاريخ 11 كانون الثاني وافق برلمان مقدونيا على تعديل دستوري لتغيير اسم البلاد إلى جمهورية مقدونيا الشمالية طبقا لاتفاق مع اليونان لحل مشكلة استمرت عقودا. وأيد التعديل 81 عضوا في البرلمان المكون من 120 مقعدا. لكن المعارضين الذين رفضوا الاتفاق مع اليونان قاطعوا التصويت. جمهورية مقدونيا الشمالية بلد غير ساحلي يحدها كوسوفو من الشمال الغربي، وصربيا من الشمال، ومن الشرق بلغاريا، واليونان من الجنوب وألبانيا من الغرب. وهو يشكل ما يقرب من النصف الشمالي الغربي من أكبر منطقة جغرافية مقدونيا، التي تضم أيضا أجزاء من اليونان وبلغاريا. عاصمة البلاد وأكبر مدنها هي سكوبي، ويبلغ عدد سكان سكوبي 506926 نسمة وفقا لتعداد عام 2002. مدن أخرى تشمل بيتولا، كومانوفو، بريليب، تيتوفو، أوهريد، فيليس، ستيب، كوكاني، غوستيفار، المرفق بحسب وستروميكا. وتتوفر في شمال مقدونيا أكثر من 50 بحيرة وستة عشر جبلا أعلاها ارتفاعا يبلغ 2,000 متر (6562 قدم). وتعد مقدونيا عضوا في الأمم المتحدة ومجلس أوروبا منذ ديسمبر 2005 وقد كانت أيضا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وقد قامت بتقديم طلب الانضمام له وتعد مقدونيا الشمالية دولة قريبة للأنضمام إليه في المستقبل القريب جدا، وتقدمت بطلب للحصول على عضوية الناتو وانضمت له في عام 2020. بعد اثنين من حروب البلقان في 1912 و1913 وتفكك ولايات الإمبراطورية العثمانية في أوروبا تم تقسيم معظم الأراضي العثمانية بين اليونان وبلغاريا وصربيا. كانت تسمى أراضي الدولة المقدونية الحالية يوجنا سربيا، «جنوب صربيا». وأصبحت جزءا من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين. في عام 1929، صارت المملكة تسمى رسميا مملكة يوغسلافيا ومقسمة إلى مقاطعات، بما في ذلك كل ما هو الآن في جمهورية مقدونيا، وأصبحت معروفة بجنوب صربيا من مملكة يوغوسلافيا. تسمية مقدونيا المتحدة كان يستخدم من قبل المنظمة الثورية المقدونية الداخلية (امرو) في 1920-1934، ومن زعماء هذه المنظمة الكسندروف تودور، بروتوجيرف ألكسندر، إيفان ميخائيلوف والفكرة الأساسية لهذه المنظمة تهدف إلى تحرير الأراضي التي تحتلها صربيا واليونان وخلق ومقدونيا المتحدة المستقلة لجميع المقدونيين، بغض النظر عن الدين والعرق، ولكن القوى العظمى لا تؤيد هذه الفكرة، لأن صربيا واليونان تعارض فكرة استقلال مقدونيا. شنت منظمة امرو حرب المتمردين في بانوفينا فاردار، جنبا إلى جنب مع MMTRO (منظمة الشباب الثوري المقدونية السرية) التي أجرت أيضا هجمات حرب عصابات ضد الجيش والمسؤولين الصرب هناك. في عام 1923 ثارت الحركات العسكرية شبه المنظمة ودعا الاتحاد البلغاري والصربي الجيش إلى حرب ضد هذه الحركات واسمتها العصابات المقدونية، وأصبح أعضاء حركة امرو طريدي العدالة والقوة المتعددة الجنسيات المعارضة لأعضاء امرو وMMTRO. هو النشيد الوطني لمقدونيا الشمالية؛ كل من الموسيقى وكلمات الأغاني تعود إلى أوائل الأربعينيات. قام تودور سكالوفسكي بتأليف الموسيقى، بينما كتب كلمات فلادو ماليسكي. تم اعتماده كنشيد وطني في عام 1992، بعد عام من إعلان استقلال الدولة عن يوغوسلافيا. قبل اعتماده كنشيد وطني، تم استخدامه كنشيد إقليمي لجمهورية مقدونيا الاشتراكية، وهي دولة تأسيسية يوغوسلافيا. وتعد الشمس الصفراء أيضا أحد الرموز الوطنية لمقدونيا الشمالية حيث أنها موجودة في علم البلاد وشعار الدولة كما أنها تعد رمزا ثقافيا للدولة كما ويعد الحقل الأحمر رمزا وطنيا أيضا وهو موجود في علم الدولة وتعد الجبال والحقول رموزا وطنية وثقافية. العلم الوطني لجمهورية شمال مقدونيا يصور الشمس الصفراء منمنمة على حقل الأحمر، مع ثمانية أشعة توسيع تمتد من المركز إلى حافة الحقل. تم إنشاؤه من قبل العلاقات العامة. ميروسلاف Grčev واعتمد في 5 تشرين الأول عام 1995 بعد حصار اقتصادي مدته سنة واحدة فرضته اليونان من أجل إجبار جمهورية مقدونيا لإزالة المقدونية القديمة فيرجينا أحد من العلم. كانت دائما تعتبر الأحمر والأصفر والألوان الرئيسية التي تمثل مقدونيا، وربما بسبب ألوان معطف التاريخي للأسلحة مقدونيا. يمثل الشمس ثمانية رايد الجديدة «الشمس جديد من الحرية» المشار إليها في النشيد الوطني جمهورية شمال مقدونيا، دينس ناد مكدونيا («اليوم أكثر من مقدونيا»): كان التغيير من العلم في البداية غير مقبول من المقدونيين المحافظين والوطنيين التي نصبت نفسها بنفسها. في السنوات الأولى بعد التغيير، تم نقل كل من الأعلام رسميا لفترة طويلة. بين عامي 1995 1998، في البلديات حيث حكم حزب المعارضة آنذاك، كان جوا فقط العلم القديم من المباني المؤسسة. قسمت الرأي العام حول مزايا تغيير العلم؛ وجدت دراسة استقصائية أجريت قبل تصويت الجمعية العامة أن غالبية السكان، 56.33 في المئة، بدعم اعتماد علم جديد. مع ذلك صوتت الجمعية علم جديد بأغلبية ساحقة، مع 110 من 115 مندوبا التصويت لصالح، والتصويت ضد أحد وأربعة أعضاء عن التصويت . يتكون شعار النبالة لجمهورية شمال مقدونيا اثنين أكاليل المنحني من الحزم من القمح وأوراق التبغ والفواكه خشخاش الأفيون، وتعادل من قبل الشريط مزينة التطريز من الزخارف الشعبية المقدونية التقليدية. في وسط إطار بيضوي الشكل وصفت أحد الجبال، وبحيرة وشروق الشمس. وهذه الأجهزة قال لتمثيل «ثراء بلادنا، نضالنا وحريتنا». اعتمد البرلمان المقدوني على اقتراح لتغيير شعار البلاد مع 80 صوتا مؤيدا 18 ضد، وإزالة النجمة الخماسية. تم تعديل الشعار الوطني في 16 نوفمبر 2009. الشعار الوطني الذي شمل كان النجم الأحمر تم استخدامها منذ عام 1946، بعد فترة وجيزة أصبحت الجمهورية جزءا من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية السابقة (جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية). مع التغيير الذي حدث مؤخرا. ويستند تكوين كله والتصميم على نمط معطف من الأسلحة من جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية وليس لديها أي جذور في المعاطف الشعار التاريخي للأسلحة مقدونيا. إلى جانب شعار روسيا البيضاء، الجهاز جمهورية شمال مقدونيا هي واحدة من الدول القليلة المتبقية في أوروبا لا تزال توظف شعارات النبالة الاشتراكية. ملامح من معطف الوطنية للأسلحة تحتوي على شروق الشمس الذي يرمز الحرية وجبال سار مع ذروته اسمه يوبوتن أو جبل كوراب ونهر فاردار مع بحيرة أوهريد. يحتوي على الشارة أيضا الفواكه خشخاش الأفيون؛ أحضر هذا الخشخاش إلى مقدونيا من قبل الإمبراطورية العثمانية في النصف الأول من القرن 19. في العصور القديمة، معظم الأراضي التي هي الآن من جمهورية مقدونيا سكنها شعب البايونيناس، وهو شعب تراقي الأصول. كما تضمنت أجزاء من إيليريا القديمة ودرانبا التي يسكنها مختلف الشعوب الإيليرية، اللينسيستية وبيلاجونيا وقبائل مولوسيان. كانت مقدونيا بلا حدود ثابتة، وكانت تخضع أحيانا لملوك مملكة مقدونيا. في 356 قبل الميلاد قام فيليب الثاني المقدوني والد الإسكندر الأكبر المقدوني بغزو مقدونيا العليا، بما في ذلك شمال جانبها وبايونيا الجنوبية، ووصل إلى أقصى الشمال حيث نهر الدانوب، وإدرجه في إمبراطوريته وكلاهما تقع الآن في جمهورية مقدونيا الرومانية وشملت معظم مساحة الجمهورية الحالية في إقليمهم من مقدونيا، والتي أسسها الرومان في عام 146 قبل الميلاد. مقدونيا في العصور الوسطى 700 ميلادي: الأدب البيزنطي يشهد على مداهمة البيزنطيين للأراضي السلافية في منطقة مقدونيا، وساعدهم على ذلك البلغار. السجلات التاريخية الموثقة في 680 ميلادي تقول أن مجموعة من السلاف، البلغار والبيزنطيون بقيادة البولجار كوبر استقروا في منطقة سهل كيراميزيان ومدينة بيتولا. في عهد يتزامن على ما يبدو مع العهد الفارسي وبسط السيطرة البلغارية على القبائل السلافية في مقدونيا وحولها. استقرت الشعوب السلافية في منطقة مقدونيا وقبلت المسيحية دينا لهم حوالي القرن التاسع في عهد القيصر بوريس الأول إمبراطور بلغاريا. الإمبراطور باسل الثاني أخيرا هزم جيوش القيصر صامويل البلغاري وبحلول عام 1018 استعاد البيزنطيين السيطرة على مقدونيا (وجميع دول البلقان) لأول مرة منذ القرن السابع. ومع ذلك، في أواخر القرن السابع عشر، شهدت الدولة البيزنطية، المنطقة متنازع عليها من قبل الكيانات السياسية المختلفة، بما في ذلك المنطقة المحتلة من قبل النورمانيين في 1080. في أوائل القرن الثالث عشر، الإمبراطورية البلغارية الثانية التي عادت للحياه تمكنت من السيطرة على المنطقة، لكن الإمبراطورية البلغارية التي كانت تعاني من صعوبات ومشاكل سياسية لم تصمد وعادت المنطقة إلى الحكم البيزنطي مرة أخرى في أوائل القرن الرابع عشر. في القرن الرابع عشر، أصبحت جزءا من الإمبراطورية الصربية، الذين رأوا أنفسهم كمحررين للسلافيين أقاربهم من الاستبداد البيزنطي. سكوبيه أصبحت عاصمة القيصر ستيفان دوسان إمبراطور صربيا. مع وفاة دوسان، أتى خلفه وريثه الضعيف وظهر الصراع على السلطة بين النبلاء مما أدى إلى تقسيم البلقان مرة أخرى، وتزامن ذلك مع دخول الأتراك العثمانيين إلى أوروبا. وظهرت مملكة بريليب التي كانت واحدة من الدول قصيرة الأجل التي انبثقت عن انهيار الإمبراطورية الصربية في القرن الرابع عشر. لم تتبق قوة كبرى للبلقان للدفاع عن المسيحية، فوقع وسط البلقان تحت الحكم العثماني وبقي تحت حكم الأتراك لمدة خمسة قرون. الأراضي التابعة للجمهورية المقدونية حاليا كانت تشكل أقصى جزء جنوب جمهورية يوغسلافيا السابقة. حدود الدولة الحالية كانت قد حددت بعد الحرب العالمية الثانية من قبل الحكومة اليوغسلافية والتي سمت مقدونيا باسم جمهورية مقدونيا الاشتراكية معتبرة المقدونيين عرقية منفصلة لها دولتها الخاصة. في الماضي كانت هذه الأراضي تتبع الدولة البايونية ثم مملكة مقدون والتي استمدت منها مقدونيا اسمها الحالي. الجدير بالذكر أن مركز مقدون القديم كان مقدونيا اليونانية (لا يشمل إلا القليل من أراضي الجمهورية اليوغسلافية السابقة). في عام 146 . تبعت المنطقة للإمبراطورية الرومانية ثم للإمبراطورية البيزنطية. في القرن التاسع الميلادي تحولت البلاد إلى المسيحية ودخلت المنطقة تحت نفوذ الإمبراطورية البلغارية الأولى. في القرن الحادي عشر الميلادي استعادت الإمبراطورية البيزنطية سيطرتها على البلقان حتى أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، حيث بدأت الإمبراطورية البيزنطية في التقهقر لتخضع مقدونيا لما عرف باسم الإمبراطورية البلغارية الثانية حديثة الولادة في ذلك الوقت. بسبب العديد من الصعوبات السياسية والعسكرية التي واجهتها الإمبراطورية الناشئة، استطاع البيزنطيون استعادة أراضي مقدونيا منها. في القرن الرابع عشر، دخلت مقدونيا ضمن الإمبراطورية الصربية لعدة عقود، تلاها استيلاء العثمانيون على تلك المناطق. استمرت مقدونيا جزءا من الإمبراطورية العثمانية لمدة خمسة قرون تقريبا.تبلغ نسبة المسلمين في الوقت الحالي تقريبا 33%. تشغل الجبال والتلال معظم أراضي شمال مقدونيا، وتصل بعض القمم إلى أكثر من 2,500م، ومنها جبل كوراب الذي يعلو 2,751م على الحدود الغربية للبلاد المشاركة مع ألبانيا حيث موقع جبل كوراب، وتنتشر بين هذه المرتفعات أراض هضبية، على مناسيب تتراوح بين 600 900 . وتنمو غابات من الصنوبر والبلوط والزان في كثير من البقاع، خاصة في الغرب. وينبع نهر فاردار، أكبر أنهار مقدونيا، من المرتفعات الشمالية الغربية، مخترقا أواسط البلاد وجنوبيها، ويعد نهر فاردار أخفض نقطة في مقدونيا الشمالية. يشتد البرد ونوبات التجمد شتاء، وتعتدل حرارة الصيف في الأودية الجبلية، في حين تظل المناطق العالية باردة، وتبلغ معدلات الحرارة في سكوبيه درجة مئوية واحدة في يناير، ترتفع إلى 24° في يوليو، أما معدل الأمطار بالمدينة فهو نحو 55 سم سنويا. السياحة هي جزء مهم من اقتصاد جمهورية مقدونيا الشمالية. ولوفرة البلاد من المناطق الطبيعية والثقافية تجعل من مقدونيا وجهة جذابة للسياح وللزوار. بحيث يدخل على الأراضي المقدونية حوالي 700,000 سائح سنويا. وتعتبر دولة مقدونيا الشمالية مزيج من المناطق الطبيعية الجذابة التي تغطي قسم كبير من مساحة الدولة والآثار الحضارية القديمة والمهمة جدا والأبنية البسيطة الجميلة في البلاد، وتعتبر دولة مقدونيا الشمالية دولة هادئة وجميلة جدا. إن مجلس جمهورية شمال مقدونيا (البرلمان) هو هيئة تمثيلية وهو السلطة التشريعية العليا في جمهورية شمال مقدونيا، ويتألف من مجلس وحيد فيه حسب الدستور بين 120 140 عضوا يجري انتخابهم انتخابا سريا عاما لمدة 4 سنوات. تمارس السلطة التنفيذية في شمال مقدونيا من قبل الحكومة، والذي هو الشخص الأكثر نفوذا سياسيا في البلاد رئيس الوزراء. ويتم اختيار أعضاء الحكومة من قبل رئيس الوزراء، وهناك وزراء لكل فرع من المجتمع. هناك وزراء للاقتصاد والتمويل، وتكنولوجيا ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/مقدونيا الشمالية
bdf5cb515a6e7d0b3ae565c04a59e645
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.814883", "source": "Wikipedia" }
يوغوسلافيا
يوغوسلافيا
يوغوسلافيا (Jugoslavija) دولة كانت قائمة في غرب البلقان جنوب شرق أوروبا في القرن العشرين (1918–2006). يرجع تاريخ يوغسلافيا إلى القبائل السلافية التي استوطنت منطقة البلقان منذ القرن السادس/القرن السابع الميلادي. كونوا أول اتحاد في 1171. استطاع العثمانيون هزيمة الصرب عام 1499 في معركة أمسيفيلد وتمكنوا في 1483 من توحيد البلقان تحت سيطرتهم، وقد شكلت منطقة البلقان جزءا من الامبراطورية العثمانية للقرون الأربعة التالية. نال الصرب استقلالهم عام 1877/1878 بعد هزيمة العثمانيين في الحروب الروسية العثمانية. أعلن قيام مملكة الصرب في 1882 بينما أصبحت مناطق كرواتيا، وسلوفينيا والبوسنة والهرسك تدريجيا تحت إمرة الامبراطورية النمساوية – المجرية. وقفت الامبراطورية النمساوية – المجارية ضد المد القومي السلافي الداعي إلى وحدة الشعوب السلافية في البلقان. اشتعلت الحرب العالمية الأولى عندما قام طالب صربي باغتيال ولي العهد النمساوي فرانز فرديناند في 28 يونيو 1914. بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتقسيم الإمبراطورية النمساوية المجرية، اتحدت عام 1918 كل من صربيا، وكرواتيا وسلوفينيا تحت قيادة ملك الصرب بطرس الأول (Peter I) باسم «مملكة صربيا، وكرواتيا وسلوفينيا». اتبع خليفته الملك ألكسندر الأول حكما عسكريا منذ عام 1929 إلى حين اغتياله عام 1934. أعيدت تسمية البلاد «مملكة يوغوسلافيا». ناصر الملك بطرس (بيتر) الثاني عام 1941 دول المحور بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى إسقاطه في الحال على يد الجيش. انتهز هتلر هذه الفرصة لاحتلال القوات الألمانية والإيطالية البلاد. أصبح عام 1943 جوزيف بروز الملقب بتيتو زعيم المقاومة اليوغوسلافية، التي تمكنت مع القوات السوفييتية من تحرير البلاد عام 1945. اتسم المشهد السياسي الدولي في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي بتنامي التعصب بين الشخصيات الرئيسية، والموقف العدواني للأنظمة الشمولية، واليقين بأن النظام الذي أقيم بعد الحرب العالمية الأولى كان يفقد معاقله وأن رعاته يفقدون قوتهم. بدعم وضغوط من إيطاليا الفاشية وألمانيا النازية، تمكن الزعيم الكرواتي فلادكو ماتشيك وحزبه من إنشاء بانوفينا من كرواتيا (منطقة حكم ذاتي تتمتع بحكم ذاتي داخلي كبير) في عام 1939. نص الاتفاق على أن تظل كرواتيا جزءا من يوغوسلافيا، لكنها سرعان ما تبني هوية سياسية مستقلة في العلاقات الدولية. كان من المقرر أن تكون المملكة بأكملها فيدرالية لكن الحرب العالمية الثانية أوقفت تنفيذ تلك الخطط. استسلم الأمير بول للضغط الفاشي ووقع الاتفاق الثلاثي في فيينا في 25 مارس 1941، على أمل إبقاء يوغوسلافيا خارج الحرب. لكن هذا كان على حساب الدعم الشعبي لوصاية بولس. كما عارض كبار الضباط العسكريين المعاهدة وأطلقوا انقلابا عندما عاد الملك في 27 مارس. استولى الجنرال دوشان سيموفيتش على السلطة، واعتقل وفد فيينا، ونفى بول، وأنهى الوصاية، وأعطى الملك بيتر البالغ من العمر 17 عاما كامل الصلاحيات. ثم قرر هتلر مهاجمة يوغوسلافيا في 6 أبريل 1941، تلاه على الفور غزو اليونان حيث تم صد موسوليني في السابق. الساعة 5:12 في 6 أبريل 1941، غزت القوات الألمانية والإيطالية والمجرية يوغوسلافيا. قصفت القوات الجوية الألمانية ( وفتوافا ) بلغراد ومدن يوغوسلافية رئيسية أخرى. في 17 أبريل، وقع ممثلو مناطق يوغوسلافيا المختلفة هدنة مع ألمانيا في بلغراد، منهية أحد عشر يوما من المقاومة ضد القوات الألمانية الغازية. تم أسر أكثر من 300000 ضابط وجندي يوغسلافي. احتلت دول المحور يوغوسلافيا وقسمتها. تأسست دولة كرواتيا المستقلة كدولة تابعة للنازية، تحكمها الميليشيا الفاشية المعروفة باسم Ustaše التي ظهرت إلى الوجود في عام 1929، لكنها كانت محدودة نسبيا في أنشطتها حتى عام 1941. احتلت القوات الألمانية البوسنة والهرسك بالإضافة إلى جزء من صربيا وسلوفينيا، بينما احتلت بلغاريا والمجر وإيطاليا أجزاء أخرى من البلاد. من عام 1941 إلى عام 1945، قتل نظام أوستاشا الكرواتي حوالي 500000 شخص، وطرد 250.000، واضطر 200000 آخرين إلى التحول إلى الكاثوليكية. منذ البداية، وتألفت قوى المقاومة اليوغوسلافية فصيلين: وبقيادة الشيوعي اليوغوسلافي الأنصار والملكيين مفارز تشيتنيك للجيش اليوغوسلافي، مع الاعتراف السابق الاستقبال الحلفاء فقط في مؤتمر طهران (1943). قاد Chetniks الموالية للصرب بشدة دراجا ميهايلوفيتش، في حين كان يقود الحزبيون اليوغوسلافيون الموجهون جوزيب بروز تيتو. بدأ الثوار حملة حرب عصابات تطورت لتصبح أكبر جيش مقاومة في أوروبا الغربية والوسطى المحتلة. تم دعم Chetniks في البداية من قبل الحكومة الملكية المنفية والحلفاء، لكنهم سرعان ما ركزوا بشكل متزايد على محاربة الحزبيين بدلا من قوات المحور المحتلة. بحلول نهاية الحرب، تحولت حركة شيتنيك إلى ميليشيا قومية صربية متعاونة تعتمد كليا على إمدادات المحور. ومع ذلك، فإن الحزبيين الذين يتنقلون بكثافة خاضوا حرب العصابات بنجاح كبير. كان أبرز الانتصارات ضد قوات الاحتلال معركتي نيريتفا وسوتيسكا. في 25 نوفمبر 1942، انعقد المجلس الوطني لتحرير يوغوسلافيا المناهض للفاشية في بيهاتش، البوسنة والهرسك الحديثة. اجتمع المجلس مرة أخرى في 29 نوفمبر 1943، في يايتسي، أيضا في البوسنة والهرسك، ووضع الأساس لتنظيم ما بعد الحرب في البلاد، وإنشاء اتحاد (تم الاحتفال بهذا التاريخ باعتباره يوم الجمهورية بعد الحرب). تمكن أنصار يوغوسلافيا من طرد المحور من صربيا عام 1944 وبقية يوغوسلافيا عام 1945. قدم الجيش الأحمر مساعدة محدودة في تحرير بلغراد وانسحب بعد انتهاء الحرب. في مايو 1945، التقى الثوار مع قوات الحلفاء خارج حدود يوغوسلافيا السابقة، بعد الاستيلاء أيضا على ترييستي وأجزاء من مقاطعتي ستيريا وكارينثيا في جنوب النمسا. ومع ذلك، انسحب الحزبيون من ترييستي في يونيو من نفس العام تحت ضغط شديد من ستالين، الذي لم يرغب في مواجهة مع الحلفاء الآخرين. أدت المحاولات الغربية لإعادة توحيد الحزبيين، الذين أنكروا سيادة الحكومة القديمة لمملكة يوغوسلافيا والمهاجرين الموالين للملك، إلى اتفاقية تيتو - زوباشيتش في يونيو 1944؛ ومع ذلك، كان المارشال جوزيب بروز تيتو مسيطرا وكان مصمما على قيادة دولة شيوعية مستقلة، بدءا كرئيس للوزراء. كان يحظى بدعم موسكو ولندن وقاد إلى حد بعيد أقوى قوة حزبية 800 ألف رجل. التقدير اليوغوسلافي الرسمي بعد الحرب لضحايا يوغوسلافيا خلال الحرب العالمية الثانية هو 1،704،000. أظهر جمع البيانات اللاحقة في الثمانينيات من قبل المؤرخين فلاديمير سيرجافيتش وبوغوليوب كوتشوفيتش أن العدد الفعلي للقتلى كان حوالي مليون شخص. بعد تحرير يوغسلافيا من الاحتلال الألماني عام 1945 أعلن في السنة نفسها قيام اتحاد الجمهوريات اليوغوسلافية الشعبية وأصبح تيتو رئيسا للاتحاد. ضم هذا الاتحاد كلا من صربيا، وكرواتيا، وسلوفينيا، والبوسنة والهرسك، والجبل الأسود وجمهورية مقدونيا. بقي تيتو رئيسا للاتحاد حتى مماته –الذي كان بداية النهاية للاتحاد اليوغوسلافي– عام 1980. كانت يوغوسلافيا في الفترة 1945—1948 متحالفة مع الاتحاد السوفيتي إلى حين ظهور خلافات على السطح وإعلان يوغوسلافيا اتباع سياسة محايدة إيجابية دوليا، ولعبت تحت قيادة تيتو دورا مهما في السياسة الدولية وتشكيل منظمة عدم الانحياز. أجريت عام 1990 أول انتخابات حرة في جمهوريتي كرواتيا وسلوفينيا منذ الحرب العالمية الثانية. مع انهيار الاتحاد السوفياتي وتزايد الأصوات المنادية بحل الاتحاد، أعلنت كل من كرواتيا وسلوفينيا وجمهورية مقدونيا الاستقلال عام 1991، ما أدى لقيام الحرب اليوغوسلافية لإعادة الجمهوريات المنفصلة وذلك بين الجيش الاتحادي (الصربي) وبين هذه الدول. أعلنت البوسنة والهرسك استقلالها عام 1992 مما أدخلها في حرب أهلية مع الصرب، والبوسنيين الصرب، والكروات والبوسنيين الكروات. اعترفت المجموعة الأوروبية والولايات المتحدة بكرواتيا، وسلوفينيا والبوسنة والهرسك عام 1992. أنشئت محكمة مجرمي حرب يوغوسلافيا عام 1993 في لاهاي. أنهيت الحرب بتوقيع اتفاقية دايتون للسلام عام 1995 ونشر قوات دولية في البوسنة والهرسك. تظاهر مئات الآلاف في صربيا ضد نتائج انتخابات عام 1996 التي أعلن فوز الحزب الاشتراكي فيها، اعترف بفوز المعارضة في العام المقبل. بدأت عام 1998 في إقليم كوسوفو الصربي ذو الأغلبية الألبانية أحداث شغب عنيفة أدت إلى اشعال حرب كوسوفو وتدخل حلف الناتو في عام 1999 حتى حين إعلان وقف إطلاق النار ونشر قوات دولية. الوضع الداخلي في صربيا بدأ بالتضعضع بعد انتفاضة الشعب وانتخاب كوشتونيتسا رئيسا للبلاد عام 2000، أعتقل عام 2001 رجل صربيا القوي ميلوسوفيتش وسلم بعد ذلك لمحكمة العدل الدولية في لاهاي. وتضم جمهوريتا صربيا والجبل الأسود بعد استقلال باقي جمهوريات يوغسلافيا. مع اندلاع الحروب اليوغوسلافية عبر كرواتيا والبوسنة، شكلت جمهوريات صربيا والجبل الأسود، التي ظلت بمنأى نسبيا عن الحرب، دولة رديئة عرفت باسم جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية (FRY) في عام 1992. كانت جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية تتطلع إلى أن تكون الخليفة القانوني الوحيد لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية، لكن هذه الادعاءات عارضتها الجمهوريات السابقة الأخرى. كما رفضت الأمم المتحدة طلبها بالاستمرار تلقائيا في عضوية الدولة السابقة. في عام 2000، حوكم ميلوسيفيتش على الفظائع التي ارتكبها خلال حكمه الذي استمر عشر سنوات في صربيا والحروب اليوغوسلافية. في نهاية المطاف، بعد الإطاحة بسلوبودان ميلوسيفيتش من السلطة كرئيس للاتحاد في عام 2000، تخلت البلاد عن تلك التطلعات، وقبلت رأي لجنة تحكيم بادينتر حول الخلافة المشتركة، وأعادت التقدم للحصول على عضوية الأمم المتحدة وحصلت عليها في 2 نوفمبر 2000. من عام 1992 إلى عام 2000، أشارت بعض البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية على أنها صربيا والجبل الأسود لأنها اعتبرت مطالبتها بخلافة يوغوسلافيا غير شرعية. في أبريل 2001، قامت الدول الخمس التي خلفت في ذلك الوقت بصياغة اتفاقية بشأن قضايا الخلافة، ووقعت الاتفاقية في يونيو 2001. بمناسبة تحول مهم في تاريخها، تم تغيير اسم جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية رسميا إلى صربيا والجبل الأسود في عام 2003. كونت صربيا والجبل الأسود اتحادا فيما بينهما عام 2003 أطلق عليه «صربيا والجبل الأسود» (جمهورية يوغسلافيا الاتحادية (1992 - 2003). أدى شروع الاتحاد اليوغوسلافي بالانهيار عام 1991 ومحاولة إنهاء الحركات الانفصالية بالقوة في الفترة 1991 - 2001 إلى عزل يوغوسلافيا دوليا وفرض عقوبات دولية عليها. توفي ميلوسوفيتش عام 2006 في سجنه في لاهاي قبل انتهاء محاكمته في محكمة جرائم الحرب ويوم 17 فبراير/شباط 2008 أعلن إقليم كوسوفو (كوسوفا) انفصاله عن حكومة بلغراد واستقلاله من جانب واحد، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة الصربية المركزية. أيدت الاستقلال الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي في حين رفضته روسيا بشدة ودعت إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن. في 11 نوفمبر 1945، أجريت الانتخابات مع ظهور الجبهة الشعبية التي يقودها الشيوعيون فقط على بطاقة الاقتراع، وحصلت على 354 مقعدا. في 29 نوفمبر، بينما كان لا يزال في المنفى، تم عزل الملك بيتر الثاني من قبل الجمعية التأسيسية ليوغوسلافيا، وتم إعلان جمهورية يوغوسلافيا الشعبية الفيدرالية. ومع ذلك، رفض التنازل عن العرش. كان المارشال تيتو الآن في السيطرة الكاملة، وتم القضاء على جميع عناصر المعارضة. في 31 يناير 1946، أنشأ الدستور الجديد لجمهورية يوغوسلافيا الشعبية الفيدرالية، على غرار دستور الاتحاد السوفيتي، ست جمهوريات، ومقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي، ومنطقة حكم ذاتي كانت جزءا من صربيا. كانت العاصمة الفيدرالية بلغراد. ركزت السياسة على حكومة مركزية قوية تحت سيطرة الحزب الشيوعي، وعلى الاعتراف بالقوميات المتعددة. استخدمت أعلام الجمهوريات نسخا من العلم الأحمر أو الألوان الثلاثة السلافية، مع وجود نجمة حمراء في الوسط أو في الكانتون. كان هدف تيتو الإقليمي هو التوسع جنوبا والسيطرة على ألبانيا وأجزاء من اليونان. في عام 1947، أدت المفاوضات بين يوغوسلافيا وبلغاريا إلى اتفاق بليد، الذي اقترح تشكيل علاقة وثيقة بين البلدين الشيوعيين، وتمكين يوغوسلافيا من بدء حرب أهلية في اليونان واستخدام ألبانيا وبلغاريا كقواعد. استخدم ستالين حق النقض ضد هذا الاتفاق ولم يتحقق أبدا. كان الانفصال بين بلغراد وموسكو وشيكا الآن. لقد حلت يوغوسلافيا القضية القومية للأمم والقوميات (الأقليات القومية) بطريقة تتمتع فيها جميع الأمم والقوميات بنفس الحقوق. ومع ذلك، فإن معظم الأقلية الألمانية في يوغوسلافيا، الذين تعاون معظمهم أثناء الاحتلال وتم تجنيدهم في القوات الألمانية، تم طردهم نحو ألمانيا أو النمسا. نأت البلاد بنفسها عن السوفييت في عام 1948 (را. كومنفورم وفترة إنفورمبيرو ) وبدأت في بناء بطريقتها الخاصة إلى الاشتراكية تحت قيادة سياسية قوية من جوزيب بروز تيتو. وفقا لذلك، تم تعديل الدستور بشكل كبير ليحل محل التركيز على المركزية الديمقراطية مع الإدارة الذاتية للعمال واللامركزية. تم تغيير اسم الحزب الشيوعي إلى عصبة الشيوعيين واعتمد تيتوسيم في مؤتمره في العام السابق. أذعنت جميع الدول الأوروبية الشيوعية لستالين ورفضت مساعدة خطة مارشال في عام 1947. ذهب تيتو في البداية ورفض خطة مارشال. ومع ذلك، في عام 1948 انفصل تيتو بشكل حاسم عن ستالين في قضايا أخرى، مما جعل يوغوسلافيا دولة شيوعية مستقلة. طلبت يوغوسلافيا المساعدة الأمريكية. انقسم القادة الأمريكيون داخليا، لكنهم وافقوا أخيرا وبدأوا في إرسال الأموال على نطاق صغير في عام 1949، وعلى نطاق أوسع بكثير 1950-53. لم تكن المساعدة الأمريكية جزءا من خطة مارشال. انتقد تيتو كلا من دول الكتلة الشرقية وحلف شمال الأطلسي، وأسس مع الهند ودول أخرى حركة عدم الانحياز في عام 1961، والتي ظلت الانتماء الرسمي للبلاد حتى تم حلها. في عام 1974، منحت مقاطعتا فويفودينا وكوسوفو ميتوهيا (حيث تمت ترقية الأخيرة إلى وضع مقاطعة)، وكذلك جمهوريات البوسنة والهرسك والجبل الأسود، منحت قدرا أكبر من الحكم الذاتي لدرجة أن الألبان وأصبحت الهنغارية لغات أقليات معترف بها على المستوى الوطني، وتحولت اللغة الصربية الكرواتية للبوسنة والجبل الأسود إلى صيغة تستند إلى خطاب السكان المحليين وليس على معايير زغرب وبلغراد. كانت الأقليات المعترف بها في سلوفينيا مجريين وإيطاليين. شكلت فويفودينا وكوسوفو- ميتوهيا جزءا من جمهورية صربيا ولكن هذه المقاطعات شكلت أيضا جزءا من الاتحاد، مما أدى إلى وضع فريد من نوعه حيث لم يكن لدى وسط صربيا مجلسها الخاص ولكن لديها تجمع مشترك مع مقاطعاتها الممثلة فيه. بعد وفاة تيتو في 4 مايو 1980، تصاعدت التوترات العرقية في يوغوسلافيا. تم استخدام إرث دستور عام 1974 لإلقاء نظام صنع القرار في حالة من الشلل، مما جعله أكثر ميؤوسا منه حيث أصبح تضارب المصالح غير قابل للتوفيق. طالبت الأغلبية الألبانية في كوسوفو بوضع جمهورية في احتجاجات عام 1981 في كوسوفو بينما قمعت السلطات الصربية هذا الشعور وشرعت في تقليص الحكم الذاتي للإقليم. في عام 1986، صاغت الأكاديمية الصربية للعلوم والفنون مذكرة تتناول بعض القضايا الملتهبة المتعلقة بوضع الصرب كأكثر الناس عددا في يوغوسلافيا. أكبر جمهورية يوغوسلافية في الإقليم والسكان، تم تقليل نفوذ صربيا على مناطق كوسوفو وفويفودينا بواسطة دستور عام 1974. نظرا لأن المقاطعتين المتمتعة بالحكم الذاتي لديها امتيازات فعلية للجمهوريات الكاملة، وجدت صربيا أن يديها كانت مقيدة، لأن الحكومة الجمهورية كانت مقيدة في صنع وتنفيذ القرارات التي من شأنها أن تنطبق على المقاطعات. نظرا لأن المقاطعات لديها تصويت في مجلس الرئاسة الفيدرالي (مجلس مكون من ثمانية أعضاء يتألف من ممثلين من الجمهوريات الست والمقاطعتين المستقلتين)، فقد دخلوا أحيانا في ائتلاف مع الجمهوريات الأخرى، وبالتالي تفوقوا على صربيا. جعل العجز السياسي لصربيا من الممكن للآخرين ممارسة الضغط على مليوني صربي (20 ٪ من إجمالي السكان الصرب) الذين يعيشون خارج صربيا. سعى الزعيم الشيوعي الصربي سلوبودان ميلوسيفيتش إلى استعادة السيادة الصربية قبل عام 1974. بعد وفاة تيتو، شق ميلوسيفيتش طريقه ليصبح الشخصية المتفوقة التالية والمسؤول السياسي لصربيا. جمهوريات أخرى، وخاصة سلوفينيا وكرواتيا، شجبت هذه الخطوة باعتبارها إحياء أكبر للهيمنة الصربية. من خلال سلسلة من التحركات المعروفة باسم «الثورة المناهضة للبيروقراطية»، نجح ميلوسيفيتش في تقليص الحكم الذاتي لفويفودينا وكوسوفو وميتوهيا، لكن كلا الكيانين احتفظا بالتصويت في مجلس الرئاسة اليوغوسلافي. لقد تم الآن استخدام الأداة ذاتها التي قللت من النفوذ الصربي من قبل في زيادته: في المجلس المكون من ثمانية أعضاء، يمكن لصربيا الآن الاعتماد على أربعة أصوات كحد أدنى: صربيا المناسبة، ثم الجبل الأسود الموالية، وفويفودينا، وكوسوفو. نتيجة لهذه الأحداث، نظم عمال المناجم من أصل ألباني في كوسوفو إضراب عمال المناجم في كوسوفو عام 1989، والذي تداخل في الصراع العرقي بين الألبان وغير الألبان في الإقليم. في حوالي 80 ٪ من سكان كوسوفو في الثمانينيات، كان الألبان يمثلون الأغلبية. مع سيطرة ميلوسوفيتش على كوسوفو في عام 1989، تغيرت الإقامة الأصلية بشكل كبير ولم يتبق سوى حد أدنى من الصرب في المنطقة. انخفض عدد السلاف في كوسوفو (الصرب بشكل رئيسي) بسرعة لعدة أسباب، من بينها التوترات العرقية المتزايدة باستمرار والهجرة اللاحقة من المنطقة. بحلول عام 1999، شكل السلاف أقل من 10 ٪ من إجمالي السكان في كوسوفو. في غضون ذلك، دعمت سلوفينيا، تحت رئاسة ميلان كوتشان، وكرواتيا عمال المناجم الألبان وكفاحهم من أجل الاعتراف الرسمي. تحولت الإضرابات الأولية إلى مظاهرات واسعة النطاق للمطالبة بجمهورية كوسوفو. أثار هذا غضب القيادة الصربية التي شرعت في استخدام قوة الشرطة، وفي وقت لاحق تم إرسال الجيش الفيدرالي إلى المقاطعة بأمر من الأغلبية التي تسيطر عليها صربيا في مجلس الرئاسة اليوغوسلافي. في يناير 1990، انعقد المؤتمر الرابع عشر الاستثنائي لعصبة الشيوعيين في يوغوسلافيا. في معظم الأوقات، كان الوفدان السلوفيني والصربي يتجادلان حول مستقبل عصبة الشيوعيين ويوغوسلافيا. أصر الوفد الصربي، بقيادة ميلوسيفيتش، على سياسة «شخص واحد، صوت واحد»، والتي من شأنها تمكين التعددية السكانية، الصرب. في المقابل، سعى السلوفينيون، بدعم من الكروات، إلى إصلاح يوغوسلافيا من خلال نقل المزيد من السلطة إلى الجمهوريات، ولكن تم التصويت ضدهم. نتيجة لذلك، غادرت الوفود السلوفينية والكرواتية الكونغرس وتم حل الحزب الشيوعي اليوغوسلافي بالكامل. أدت الأزمة الدستورية التي أعقبت ذلك حتما إلى صعود القومية في جميع الجمهوريات: أعربت سلوفينيا وكرواتيا عن مطالبتهما بربط العلاقات داخل الاتحاد. بعد سقوط الشيوعية في أوروبا الشرقية، أجرت كل جمهورية انتخابات متعددة الأحزاب في عام 1990. وأجرت سلوفينيا وكرواتيا الانتخابات في أبريل / نيسان منذ أن اختارت أحزابهما الشيوعية التنازل عن السلطة سلميا. جمهوريات يوغوسلافية أخرى - وخاصة صربيا - كانت غير راضية إلى حد ما عن الدمقرطة في اثنتين من الجمهوريات واقترحت عقوبات مختلفة (على سبيل المثال «ضريبة الجمارك» الصربية على المنتجات السلوفينية) ضد الاثنين، ولكن مع تقدم العام، رأت الأحزاب الشيوعية في الجمهوريات الأخرى حتمية عملية التحول الديمقراطي؛ وأجرت صربيا في ديسمبر / كانون الأول، بصفتها العضو الأخير في الاتحاد، انتخابات برلمانية أكدت حكم الشيوعيين السابقين في هذه الجمهورية. ومع ذلك، ظلت القضايا العالقة. على وجه الخصوص، انتخبت سلوفينيا وكرواتيا الحكومات الموجهة نحو مزيد من الاستقلال الذاتي للجمهوريات (في ظل ميلان كوتشان وفرانجو تويمان، على التوالي)، حيث أصبح من الواضح أن محاولات الهيمنة الصربية والمستويات المختلفة بشكل متزايد من المعايير الديمقراطية أصبحت غير متوافقة بشكل متزايد. انتخبت صربيا والجبل الأسود مرشحين يفضلون الوحدة اليوغوسلافية. أدى السعي الكرواتي للاستقلال إلى تمرد جاليات صربية كبيرة داخل كرواتيا ومحاولة الانفصال عن الجمهورية الكرواتية. لن يقبل الصرب في كرواتيا وضع أقلية قومية في كرواتيا ذات السيادة، حيث سيتم إنزالهم من مرتبة الدولة المكونة لكامل يوغوسلافيا. اندلعت الحرب عندما حاولت الأنظمة الجديدة استبدال القوات المدنية والعسكرية اليوغوسلافية بقوات انفصالية. عندما حاولت كرواتيا، في أغسطس 1990، استبدال الشرطة في كرايينا الصربية المأهولة بالسكان الصرب بالقوة، بحث السكان أولا عن ملاذ في ثكنات الجيش اليوغوسلافي، بينما ظل الجيش سلبيا. ثم نظم المدنيون مقاومة مسلحة. تمثل هذه النزاعات المسلحة بين القوات المسلحة الكرواتية («الشرطة») والمدنيين بداية الحرب اليوغوسلافية التي ألهبت المنطقة. وبالمثل، فإن محاولة استبدال شرطة الحدود اليوغوسلافية من قبل قوات الشرطة السلوفينية أثارت نزاعات مسلحة إقليمية انتهت بأقل عدد ممكن من الضحايا. أدت محاولة مماثلة في البوسنة والهرسك إلى حرب استمرت أكثر من ثلاث سنوات (انظر أدناه). كانت نتائج كل هذه الصراعات هي هجرة شبه كاملة للصرب من المناطق الثلاث، وتهجير جماعي للسكان في البوسنة والهرسك، وإنشاء ثلاث دول مستقلة جديدة. كان انفصال مقدونيا سلميا، على الرغم من احتلال الجيش اليوغوسلافي قمة جبل سترازا على الأراضي المقدونية. بدأت الانتفاضات الصربية في كرواتيا في أغسطس 1990 عن طريق إغلاق الطرق المؤدية من الساحل الدلماسي نحو الداخل قبل عام تقريبا من قيام القيادة الكرواتية بأي تحرك نحو الاستقلال. كانت هذه الانتفاضات مدعومة بشكل أو بآخر من قبل الجيش الفيدرالي الذي يهيمن عليه الصرب (JNA). أعلن الصرب في كرواتيا «مناطق الحكم الذاتي الصربية»، التي اتحدت فيما بعد في جمهورية الصرب كرايينا. حاول الجيش الفيدرالي نزع سلاح قوات الدفاع الإقليمية لسلوفينيا (كان للجمهوريات قوات دفاع محلية مماثلة لقوات الحرس الداخلي) في عام 1990 لكنها لم تكن ناجحة تماما. ومع ذلك، بدأت سلوفينيا في استيراد الأسلحة سرا لتجديد قواتها المسلحة. شرعت كرواتيا أيضا في الاستيراد غير القانوني للأسلحة، (بعد نزع سلاح القوات المسلحة للجمهوريات من قبل الجيش الفيدرالي) بشكل رئيسي من المجر، وكانت تحت المراقبة المستمرة التي أنتجت شريط فيديو لاجتماع سري بين وزير الدفاع الكرواتي مارتن شبيجلي الرجلين، تم تصويرهما من قبل المخابرات اليوغوسلافية المضادة ( KOS، Kontra-obavještajna služba ). وأعلن أوبيجيلي أنهم في حالة حرب مع الجيش وأصدر تعليمات بشأن تهريب الأسلحة وأساليب التعامل مع ضباط الجيش اليوغوسلافي المتمركزين في المدن الكرواتية. استخدمت صربيا JNA هذا الاكتشاف لإعادة التسلح الكرواتي لأغراض دعائية. كما تم إطلاق البنادق من قواعد الجيش عبر كرواتيا. في أماكن أخرى، كانت التوترات متصاعدة. في نفس الشهر، التقى قادة الجيش برئاسة يوغوسلافيا في محاولة لحملهم على إعلان حالة الطوارئ التي من شأنها أن تسمح للجيش بالسيطرة على البلاد. كان ينظر إلى الجيش على أنه ذراع للحكومة الصربية بحلول ذلك الوقت، لذا فإن النتيجة التي تخشى الجمهوريات الأخرى كانت أن تكون الهيمنة الصربية الكاملة على الاتحاد. صوت ممثلو كل من صربيا والجبل الأسود وكوسوفو وفويفودينا لصالح القرار، بينما صوتت ضده جميع الجمهوريات الأخرى، وهي كرواتيا وسلوفينيا ومقدونيا والبوسنة والهرسك. أدى التعادل إلى تأخير تصعيد الصراعات، ولكن ليس لفترة طويلة. بعد النتائج الأولى للانتخابات متعددة الأحزاب، في خريف عام 1990، اقترحت جمهوريتا سلوفينيا وكرواتيا تحويل يوغوسلافيا إلى اتحاد كونفدرالي فضفاض من ست جمهوريات. بموجب هذا الاقتراح، سيكون للجمهوريات الحق في تقرير المصير. ومع ذلك، رفض ميلوسيفيتش كل هذه المقترحات، بحجة أنه مثل السلوفينيين والكروات، يجب أن يتمتع الصرب (مع الأخذ في الاعتبار الصرب الكرواتيين) بالحق في تقرير المصير. في 9 مارس / آذار 1991، نظمت مظاهرات ضد سلوبودان ميلوسيفيتش في بلغراد، ولكن تم نشر الشرطة والجيش في الشوارع لاستعادة النظام، مما أسفر عن مقتل شخصين. في أواخر مارس 1991، كانت حادثة بحيرات بليتفيتش واحدة من أولى شرارات الحرب المفتوحة في كرواتيا. حافظ الجيش الشعبي اليوغوسلافي (JNA)، الذي كان كبار ضباطه من أصل صربي، على انطباع بأنه محايد، ولكن مع مرور الوقت، انخرطوا أكثر فأكثر في سياسات الدولة. في 25 يونيو 1991، أصبحت سلوفينيا وكرواتيا أول جمهوريات تعلن الاستقلال عن يوغوسلافيا. قام ضباط الجمارك الفيدراليون في سلوفينيا على المعابر الحدودية مع إيطاليا والنمسا والمجر بشكل أساسي بتغيير الزي الرسمي لأن معظمهم كانوا من السلوفينيين المحليين. في اليوم التالي (26 يونيو)، أمر المجلس التنفيذي الفيدرالي الجيش بالتحديد بالسيطرة على «الحدود المعترف بها دوليا»، مما أدى إلى حرب الأيام العشرة. كما قاتلت سلوفينيا وكرواتيا من أجل الاستقلال، انغمست القوات الصربية والكرواتية في منافسة عنيفة وخطيرة. حاولت قوات الجيش الشعبي اليوغوسلافي، المتمركزة في ثكناتها في سلوفينيا وكرواتيا، تنفيذ المهمة خلال ال 48 ساعة القادمة. ومع ذلك، وبسبب ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/يوغوسلافيا
dc0b2d0859e03ae4e7aee55f9ed09cf8
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.890916", "source": "Wikipedia" }
سلوفينيا
سلوفينيا
سلوفينيا رسميا (جمهورية سلوفينيا) هي دولة تقع في أوروبا الوسطى وهي مطلة على البحر الأدرياتيكي. تحدها إيطاليا غربا، والنمسا شمالا والمجر من الشمال الشرقي وكرواتيا من الجنوب الشرقي والبحر الادرياتيكي من الجنوب الغربي. تتميز سلوفينيا بغاباتها الشاسعة وبتضاريسها الجبلية التي تشكل جزئا من جبال الالب وهي جبال الألب الجوليانية وجبال الألب الدينارية ووالتي تغطي مساحة 20,271 كيلومترا مربعا (7827 ميل مربع) ويبلغ عدد سكانها نحو 2,07 مليون نسمة. وعاصمتها وأكبر مدينها هي ليوبليانا. تاريخيا، كانت الأراضي الحالية لسلوفينيا جزءا من العديد من الدولة المختلفة، بما في ذلك الإمبراطورية الرومانية، والإمبراطورية البيزنطية، والإمبراطورية الكارولنجية، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، ومملكة المجر، وجمهورية البندقية، والمقاطعات الإيليرية في الإمبراطورية الفرنسية الأولى لنابليون، والإمبراطورية النمساوية والإمبراطورية النمساوية المجرية. في عام 1918، قام السلوفينيين باستفتاء حول تقرير المصير لأول مرة عن طريق المشاركة في تأسيس دولة السلوفينيين والكروات والصرب. وفي ديسمبر من نفس العام اندمجت هذه الاخيرة مع مملكة صربيا وتم تشكيل مملكة الصرب التي تم تغيير تسميتها إلى مملكة يوغوسلافيا سنة 1929. خلال الحرب العالمية الثانية، تم احتلال مملكة يوغوسلافيا من طرف ألمانيا وإيطاليا وتم ضمها بالإضافة للمجر وكرواتيا لتشكيل دولة كرواتيا المستقلة وهي دولة نازية أعلنت حديثا. في عام 1945، انهارت مملكة يوغوسلافيا، وانضم السلوفينيون إلى يوغوسلافيا الفيدرالية الديمقراطية، والتي تم الإعلان عنها رسميا في 10 أغسطس 1945. بعد الحرب وفي 29 نوفمبر 1945، أعيدت تسمية يوغوسلافيا الفيدرالية الديمقراطية FNRJ (جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الشعبية) التي تحالفت مع الكتلة الشرقية، ولكن بعد انفصال تيتو-ستالين عام 1948، رفضت الانضمام إلى حلف وارسو. وفي عام 1961 أصبحت أحد مؤسسي منظمة عدم الانحياز. وفي وقت لاحق في عام 1963 تم تغيير تسميتها لجمهورية يوغوسلافيا الاتحادية الاشتراكية. وفي يونيو من عام 1991، أصبحت سلوفينيا أول جمهورية تنفصل عن يوغوسلافيا وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة بناءا على استفتاء الاستقلال الذي أجري في 23 ديسمبر 1990. في عام 1991، أعلنت سلوفينيا السيادة الكاملة. اليوم تعتبر سلوفينيا دولة متقدمة وهي عضو في الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، منطقة اليورو، اتفاقية شينجن، حلف شمال الأطلسي، منظمة التعاون والتنمية، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا، وتعتبر من أغنى الدولة القومية السلافية، ذلك انها تتوفر على اقتصاد مرتفع الدخل يحتل مرتبة عالية في مؤشر التنمية البشرية على 85,5% من متوسط الناتج المحلي الإجمالي EU27 (تعادل القوة الشرائية) للفرد الواحد. كما يصنف المعامل الجيني في عدم المساواة في الدخل بين أدنى المعدلات في العالم. كانت سلوفينيا تاريخيا مفترق طرق للغات والثقافات السلافية والجرمانية والرومانسية والأورالية. وقد أصبحت أكثر تنوعا فيما يتعلق باللغة والتكوين العرقي في العقود الأخيرة لكنها ما زالت متجانسة نسبيا. حيث ان ما يقرب من 83% من سكانها يعتبرون أنفسهم سلوفينيين في تعداد 2002. وهناك مجموعة أخرى كبيرة من المهاجرين من بلدان يوغوسلافيا السابقة. سلوفينيا هي دولة علمانية إلى حد كبير، ومع ذلك فالديانة الكبرى في الدولة تشكل مرجعا سياسيا وقانونيا مميزا وتعتبر المسيحية الكاثوليكية الدين الأكثر انتشارا في الدولة. كما تاثرت الهوية السلوفينية بشكل ملحوظ بالبروتستانتية في القرون الماضية. وعلى الرغم من أن تعزى السلوفينية تاريخ يعود إلى القرن 8، سلوفينيا نفسها هي كيان سياسي حديثة نسبيا خلال تاريخها، كانت الأراضي الحالية لسلوفينيا جزءا من العديد من تشكيلات الدولة المختلفة، بما في ذلك مملكة الفرنجة، والإمبراطورية الرومانية المقدسة، وجمهورية فينيسيا (فقط بعض المناطق الغربية)، وهابسبورغ الملكية، والإمبراطورية الفرنسية الأولى. في عام 1918، ممارسة السلوفينيين تقرير المصير لأول مرة بالاشتراك في تأسيس دولة السلوفينيين والكروات، والصرب، مع أراضيها الغربية المتبقية في المملكة الإيطالية. إعلان السيادة الكاملة في عام 1991. تم العثور على أقدم دلائل على الاستقرار البشري في سلوفينيا في مغارة جاما في غابات لوزا قرب أوريهيك في كارنيولا الداخلية، حيث عثر على أداتين حجرييتين يبلغ عمرهما 250,000 سنة. خلال اخر فترة جليدية، استقر النياندرتال في ما يعرف اليوم بسلوفينيا، حيث أن أشهر موقع أثري للنياندرتال يقع في كهف قريب من قرية سيبرلجي قضاء سيركنو، وهو نفس المكان الذي وجد فيه ناي ديفجي بابي سنة 1995 الذي يعتقد أنه أقدم أداة موسيقية في العالم. خلال الفترة الانتقالية ما بين عصر البرونز والعصر الحديدي، ازدهرت ثقافة الأرنفيلد. عثر على العديد من البقايا الأثرية التي ترجع إلى حقبة هولستات، حيث وجدت أهم هذه المساكن في بلدة موست نا سوسي. أطلق لقب «مدينة سيتيولس» على مدينة نوفا ميستو في كارنيولا السفلى بعد أن عثر على العديد من السيتيولس في تلك المنطقة. خلال العصر الحديدي، سكنت القبائل الكلتية والإليريانية في سلوفينيا، إلى أن قام الرومان في القرن الأول قبل الميلاد باحتلال المنطقة وإنشاء مقاطعات بانونيا ونوريكم، كما تم إلحاق ما يعرف بغرب سلوفينيا إلى إيطاليا الرومانية كجزء من الإقليم 5 (فنيشا إت هيتسريا). تضمنت سلوفينيا في ذلك الوقت عدة بلدات رومانية هامة مثل إيمونا وسيليا وبويتوفيو، كما تضمنت عدة مستعمرات مثل نابورتس ونيفيونادم وهالياتم وأترانز وستريدون. خلال عصر الهجرات، عانى الإقليم من غزوات متكررة قامت بها الجيوش البربرية نظرا لموقعها الإستراتيجي كممر رئيسي ما بين السهل البانوناني وشبه الجزيرة الإيطالية. هجرت روما الإقليم في نهاية القرن الرابع بعد الميلاد، حيث تم تدمير معظم المدن، وانتقل السكان المحليون إلى المناطق المرتفعة حيث أنشأوا بلدات محصنة. خلال القرن الخامس، أصبح الإقليم جزءا من مملكة القوط الشرقيين، وتنافس عليه القوط الشرقيون والإمبراطورية البيزنطية واللومبارديون. استقر أسلاف السلاف في سلوفينيا الموجودة اليوم الذين قدموا من الجانب الشرقي من جبال الألب حتى نهاية القرن السادس عشر. حيث قدموا عن طريقي الشمال (عن طريق شرق النمسا وجمهورية التشيك), حيث استقروا في منطقة كارينثيا الحالية وشرق ستيريا وعن طريق الجنوب (من خلال سلوفينيا الحالية), وأقاموا في منطقة وسط سلوفينيا الحالية. حيث قد كانت هذه الجموع من القبائل المعروفة أيضا باسم سلاف جبال الألب قد قدموا خلال فترة حكم الآفار قبل أن ينضموا إلى اتحاد القبائل السلافية بقيادة سامو زعيم القبائل السلافية وذلك في 623 ميلادية. وبعد موت سامو، وقع سلاف كارنييولا (الموجودة حاليا في سلوفينيا) تحت حكم الآفار مجددا، بينما ظل السلاف في حدود شمال كارفانك (التي تقع حاليا في عدة مناطق من النمسا في كيرنتن، شتايرمارك وشرق تيرول) وأسسوا إمارة مستقلة في كارنتينيا. وفي 745 واجهت كارنتينيا وبقية الأراضي السلافية المنتمية حاليا إلى سلوفينيا عدة ضغوط من قبل القوى الآفارية الموحدة التي قدمت من بافاريا، حيث تم ضمها مع دوقية بفاريا لاحقا إلى الإمبراطورية الكارولينجية. بينما ظل سلاف جبال الألب وبقية السلاف يعيشون في سلوفينيا واعتنقوا المسيحية. احتفظت كارنتينيا باستقلالها الداخلي حتى 828 حينما قام الأمراء المحليون بالإلتحاق بالثورة المعادية للفرنجة التي تم تأسيسها من قبل لودافيت بوسفسكي (Ljudevit Posavski). حيث تم خلعهم وتنصيب سطوة من الجرنمانين (بافاريين بشكل أساسي) بدلا منهم تحت سلطة الإمبراطور كارنثيا آرنولف. حيث ظل يحكم كارنتينا خليط من النبلاء البافاريين والسلاف حتى تم ضمهم لاحقا تحت قوى إقليمية واحدة. حتى تم تدميرهم وتفكيكهم تحت وطأة الغزو الهنغاري في أواخر القرن التاسع عشر. تم تأسيس كارنتنيا وكيرنتن مجددا كولاية إدارية مستقلة وتوحيدهما في 976 في عهد الإمبراطور أوتوا الأول «العظيم», بعد أن قام بخلع دوق بافاريا هنري الثاني وتقسيم الأراضي التي كانت تحت سيطرته، حيث جعل كيرنتن الدوقية السادسة في الإمبراطورية الرومانية. في نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر ونتيجة للخطر الهنغاري بشكل أساسي، الحدود الشرقية الجنوبية التابعة للإمبراطورية الألمانية تم تنظيمها وتشكيلها على هيئة إقطاعيات، والتي أصبحت لاحقا جوهرا للتنمية والتقدم في الأراضي السلوفينية التاريخية من مثل كارنيولا،شتايرمارك وغرب جوريزيا. أخذ التوحيد والتشكيل للأراضي السلوفينية التاريخية منعطفا طويلا في الفترة الزمنية بين القرن الحادي عشر والقرن الرابع عشر، وذلك تحت قيادة عدد من العائلات الإقطاعية الهامة دوقات سبنهايم، نبلاء جوريزيا، النبلاء السلج وأخيرا انتهاء بآل هابسبورغ. حيث يعود أول ذكر لهوية أولى العرقيات المشتركة السلوفينية الهوية التي تجاوزت الحدود الإقليمية إلى القرن السادس عشر. خلال القرن الرابع عشر، وقعت معظم الأراضي السلوفينية تحت حكم الهابسبورغ، وفي القرن الخامس عشر واجهت الأغلبية المسيطرة من الهابسبورغ عدة تحديات من قبل النبلاء السلج، وبحلول نهاية القرن الخامس عشر تم ضم الغالبية العظمى من السلوفيين وإدماجهم في المملكة الهابسبورغية. عاش أغلب السلوفيين في الإدارية المعروفة باسم النمسا الداخلية، مشكلين بذلك غالبية السكان في دوقية كارنيولا ودولة جوريزيا وجراديسكا، وكذلك في الأجزاء السفلية من دوقية شتايرمارك وجنوب دوقية كيرنتن. سلوفينيا أيضا مأهولة بغالبية سكان إقليم المدينة الإمبراطورية الحرة التابع لترييستي، حيث يشكلون الاقلية من عدد السكان. خلال القرن السادس عشر، انتشرت حركة الإصلاح البروتستاني في الأراضي السلوفينية. حيث تمت كتابة أول الكتب باللغة السلوفينية خلال هذه الفترة من قبل الوعظ البروستانتي بريمور تربار وأتباعه. واضعا بذلك الأسس الأساسية وراء تطور اللغة السلوفينية التقليدية. في خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر تمت طباعة العديد من الكتب في سلوفينيا، من مثل الترجمة الكاملة للكتاب المقدس باللغة السلوفينية من قبل جرج دالمتون. خلال أواخر القرن السادس عشر والسابع عشر قامت حركة الإصلاح المضاد بقيادة الأسقف لويبيانا تومر هرين (Ljubljana Tomaž Hren) والأسقف ساكوه مارتنر برنر (Seckau Martin Brenner) بعزل جميع الأراضي البروستانتية من سلوفينيا (باستثناء بريكمج). ومع ذلك بقي هنالك أثر قوي للحركات البروستانتية في المجتمع السلوفيني، والذي تم بدوره إدماجه في حركة الإصلاح المضاد الكاثوليكية في القرن السابع عشر. وظلت الأبجدية السلوفينية القديمة المعروفة أيضا بأبجدية بلهوري (Bohorič), والتي تم تطويرها من قبل البروستانتين في القرن السادس عشر محل استخدام حتى منتصف القرن التاسع عشر، نتيجة للروابط القوية التي مر بها المجتمع السلوفيني تحت وطأة حركات الإصلاح البروستنتاني. خلال الفترة الزمنية بين القرن الخامس عشر والقرن السابع عشر شهدت الأراضي السلوفينية الكثير من التقلبات في الأحداث بالعديد من الأراضي، وخصوصا في جنوب سلوفينيا التي شهدت عدت صراعات خلال الحروب العثمانية الهابسبوركية. حيث تم اجتياح العديد من القرى السلوفينية من قبل الجيش العثماني من مثل فيبسكي كري (Vipavski Križ) وكستينجيفيكا أني كركي (Kostanjevica na Krki).كما كان للنبلاء السلوفيكييين دور هام أيضا خلال الصراع، حيث تمكن النبلاء في كارني أولان من هزيمة الجيش العثماني في معركة سيسك منهيا بذلك التدخل العثماني على الأراضي السلوفينية. في القرن السادس عشر والقرن السابع عشر أصبحت المنطقة السلوفينية الغربية ساحة حرب للقتال بين مملكة هابسبورغ وجمهورية البندقية، حيث قامت عدة حروب بينهما من أشهرها حرب جراديسكا، والتي غطت مساحات عديدة من الأراضي السلوفينية اشتملت قطاع غوريكا (Goriška) السلوفيني. وفي الفترة الزمنية خلال القرن الخامس عشر والقرن الثامن عشر شهدت الأراضي السلوفينية العديد من ثورات الفلاحين في تاريخها أيضا من مثل ثورة الفلاحين السلوفيين 1515, ثورة الفلاحين الكرواتية السلوفينية 1573 وثورة الفلاحين التولمين 1713. نهاية القرن السابع عشر كانت أيضا نقطة للعديد من الحركات الثقافية والفنية في سلوفينيا، حيث اتخذ العديد من الفنانين الأراضي السلوفينية مركزا للأقامة والأستقرار واسهموا في التأثير حركة المجتمع المحلي. علماء مثل يوهان وايكرد (Johann Weikhard) أسمهوا بتطوير الحركة الأدبية في سلوفينيا. في 1693 تم إنشاء أول أكاديمية تعليمية في سلوفينيا، وفي المراحل المبكرة من القرن الثامن عشر بدأت البلاد بالدخول في مرحلة جديدة بدأت سماتها بالوضوح في منتصف القرن الثامن عشر. أول ذكر لهوية مشتركة السلوفينية العرقية، تجاوز الحدود الإقليمية، وتاريخ من القرن 16، عندما الإصلاح البروتستانتي ينتشر في جميع أنحاء الأراضي السلوفينية. خلال هذه الفترة، كانت مكتوبة في الكتب الأولى في سلوفينيا من قبل واعظ بروتستانتي بريموز Trubar وأتباعه، وإنشاء قاعدة لتطوير السلوفينية القياسية. في النصف الثاني من القرن 16، تم طبع العديد من الكتب في سلوفينيا، بما في ذلك الترجمة لا يتجزأ من الكتاب المقدس من قبل Dalmatin Jurij. في بداية القرن 17، تم قمعها من قبل البروتستانتية الإصلاح المضاد هابسبورغ التي ترعاها، والتي أدخلت جماليات جديدة للثقافة الباروك. جلب التنوير في النظام الملكي هابسبورغ كبير التقدم الاجتماعي والثقافي للشعب السلوفيني. سارع هو التنمية الاقتصادية وتسهيل ظهور طبقة وسطى. في عهد ماريا تريزا والإمبراطور جوزيف الثاني (1765-1790) وأجريت العديد من الإصلاحات في الإدارة والمجتمع، بما في ذلك إصلاح الأراضي، وتحديث الكنيسة وإلزامية التعليم الابتدائي في سلوفينيا (1774). جلبت بداية الثقافية واللغوية الأنشطة التي تقوم بها المثقفون السلوفينية في ذلك الوقت نحو النهضة الوطنية وولادة الأمة السلوفينية بالمعنى الحديث للكلمة. قبل الحروب النابليونية، ظهرت بعض الكتابات العلمانية في سلوفينيا. خلال نفس الفترة، وكان يكتب تاريخ الأول من الأراضي السلوفينية باعتبارها الوحدة العرقية من قبل أنطون توماز Linhart، في حين Jernej Kopitar ترجمة النحو الشامل الأول من سلوفينيا. بين 1809 1813، وكانت سلوفينيا جزءا من محافظات الإيليرية، وهو الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي من الإمبراطورية الفرنسية النابليونية، مع ليوبليانا عاصمة. على الرغم من أن الحكم الفرنسي لم تدم طويلا، فإنه ساهم بشكل كبير في رفع الوعي الوطني والوعي السياسي من السلوفينيين. بعد سقوط نابليون، ومرة أخرى، وشملت جميع الأراضي السلوفينية في الإمبراطورية النمساوية. تدريجيا، وضع متميز الوعي الوطني السلوفيني، والسعي لتوحيد السياسية لجميع السلوفينيين وأصبح على نطاق واسع. في 1820s 1840s، نما الاهتمام في اللغة السلوفينية والفولكلور بشكل هائل، مع العديد من علماء اللغة المضي قدما في الخطوات الأولى نحو توحيد اللغة. اكتسبت حركة الإيليرية، والأفكار عموم السلافية والنمساوية السلافية، أهمية. ومع ذلك، كانت الدائرة الفكرية في جميع أنحاء العالم اللغوي Matija شرطي وشاعر رومانسي Prešeren فرنسا مؤثر في التأكيد على فكرة الفردانية السلوفينية اللغوية والثقافية، ورفض فكرة دمج السلوفينيين إلى أمة أوسع السلافية. في 1840s، وضعت الحركة الوطنية السلوفينية أبعد من التعبير الأدبي. في عام 1848، وهو أول برنامج وطني السلوفينية السياسية، ودعا الولايات المتحدة وسلوفينيا (Zedinjena Slovenija)، وكتب في سياق الربيع من حركة الأمم داخل الإمبراطورية النمساوية. وطالبت بتوحيد جميع الأراضي السلوفينية الناطقة في المملكة مستقل، واسمه Slovenija، داخل الإمبراطورية، والوضع الرسمي للغة السلوفينية. على الرغم من فشل المشروع، خدم على أنها منصة هامة للنشاط السياسي السلوفينية في العقود التالية، ولا سيما في في مطلع 1860s 1870s، عندما نظمت مظاهرات حاشدة السلوفينية، واسمه tabori. وتعمق الصراع بين السلوفينية والقوميين الألمانية. في عام 1866، وترك بعض السلوفينيين إلى إيطاليا، وفي عام 1867، لا يزال بعض في الجزء الهنغاري من النمسا والمجر. هذا أثر تأثيرا كبيرا على الأمة، وأدى إلى المزيد من التطرف من الحركة الوطنية السلوفينية. في 1890s، تم إنشاء أول الأحزاب السياسية السلوفينية. وكان كل منهم موالية للنمسا، لكنهم كانوا أيضا تبني قضية مشتركة السلافية الجنوبية. بعد عام 1848، تمتعت السلوفينيين، الذين كانوا لا يزالون معظمهم من الفلاحين، لأول مرة الحرية الشخصية. جلب هذا انعدام الأمن الاقتصادي، مما دفع كثيرين إلى المراكز الحضرية. بدأ بناء خطوط السكك الحديدية والصناعة تطورا كبيرا. وبعد عام 1880، بسبب الظروف الاقتصادية، ومئات الآلاف من السلوفينيين هاجروا إلى بلدان أخرى، في الغالب إلى الولايات المتحدة، ولكن أيضا لأمريكا الجنوبية، وألمانيا، ومصر، وإلى المدن الكبرى في النمسا والمجر، خصوصا زغرب وفيينا. وقد حسبت أن نحو 300000 السلوفينيين أو أحد من كل ستة هاجر بين 1880 1910. على الرغم من هذا، ازداد عدد السكان بشكل كبير السلوفينية ، وأصبحت كما كانت متباينة اجتماعيا كما هو الحال في دول أوروبية أخرى. لمحو الأمية كانت مرتفعة بشكل استثنائي، في 80 إلى 90 في المئة. الحرب العالمية الأولى أضرت السلوفينيين؛ حدودهما العرقية الغربية أصبحت جبهة القتال الذي دفع 10000 شخص من منازلهم عددا غير متناسب من السلوفينيين انخفض أيضا في ميادين القتال الأخرى. في نهاية الحرب، كان تعزيز حركة السلام التي تطالب بإجراء إصلاح النظام الملكي لأنه لم يكن هناك نظرا لهذا، هناك جاءت لتكون بين حركة السلوفينيين تجاه يوغوسلافيا. في نهاية الحرب سادت هذه الحركة. وجاءت حالة من السلوفينيين، الكروات والصرب، والأمم من النظام الملكي السابق، إلى حيز الوجود في 29 أكتوبر 1918 و1 ديسمبر من تلك السنة كانت متحدة مع صربيا لتشكيل مملكة الكروات والصرب والسلوفينيون، وهذا هو يوغوسلافيا. وكان تاريخ يوغوسلافيا مأساة رهيبة للسلوفينيين في اتفاق مع قرار حلف لندن جيدة سقطت الثالثة من أراضيها إلى إيطاليا، فإن غالبية كورنثية سلوفينية لم ترغب في الانضمام ليوغوسلافيا، وبعض السلوفينيين بقي في المجر، في حين وانضم بعض المجريين ليوغوسلافيا. وكان الإنجاز الأكبر للسلوفينيين في يوغوسلافيا ولا شك في إنشاء جامعة في لوبلانا السلوفينيا. القضية الرئيسية هي أن عدم حل مسألة السلوفينيا الوطنيا بشأن يوغوسلافيا. اضطهاد سكان سلوفينية تحت نير الفاشية الإيطالية وسريعا تدهور الوضع من السلوفينيين كارينثيا المتضررة ولا سيما السلوفينيين. وفي عام 1918م وبعد الحرب العالمية الأولى أصبحت سلوفينيا جزءا من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين وفي العام 1929م تغير اسم المملكة إلى يوغسلافيا وفي عام 1941م وخلال الحرب العالمية الثانية انتصرت ألمانيا وإيطاليا على سلوفينيا وتقاسمتاها مع المجر وراحت المقاومة السلوفينية بقيادة الكرواتي الشيوعي تيتو تشن حرب عصابات ضد القوات النازية وفي عام 1945م ومع نهاية الحرب أصبحت سلوفينيا إحدى جمهوريات يوغسلافيا الاشتراكية والتي سيطر الشيوعيون فيها على الحكم. وبدأت الحرب العالمية الثانية مع زحف الألمان والإيطاليون والمجريون. والأسوأ من ذلك هو أن السلوفينين تحت حكم هتلر منذ ترحيل الألمان لهم أولا المثقفين والكهنة وأيضا في وقت لاحق الفلاحين. هناك بدأت المقاومة العامة على الإقليم كله تقريبا في كل سلوفينيا. لأن الشيوعيين على الرغم من أعدادهم المتواضعة ولكن مع منظمتهم المعلقة. ولكن الشيوعيين اتخذوا حركة المعارضة حصرا بأيديهم بنظر إليها على أنها إمكانية لتحقيق الثورة الشيوعية. أنشأت هناك حرب أهلية على الجزء الأكبر من أراضي سلوفينيا ولكن ليس على الجميع. كان المعسكر المناهض للشيوعية بسبب ضعفها اضطر للضغط على المحتلين. كل هذا تطور إلى معركة بين الأشقاء بحيث السلوفينيين خاضت حربين في وقت واحد داخلية وخارجية وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، سيطر الشيوعيون على الفور السلطة التي من أجلها كانو يستعدون خلال الحرب نفسها. وقتلت سرا المعارضة السابقة السياسية والعسكرية بسبب خطر الثورة المضادة، التي تشكل تهديدا محتملا للنظام الشيوعي. ويقدر عددهم إلى 15000، وعدة آلاف من السلوفينيين هربوا إلى النمسا وإيطاليا وهناك عدد كبير من هؤلاء الناس، حوالي 6000، وجدو وطنا جديدا في الأرجنتين، حيث أنها وضعت في الحياة الثقافية الغنية بشكل استثنائي. عام 1945م ومع نهاية الحرب أصبحت سلوفينيا إحدى جمهوريات يوغسلافيا الاشتراكية والتي سيطر الشيوعيون فيها على الحكم وفي أواخر الستينات وأوائل السبعينات بدأت دعاوى بعض السلوفينيين للانفصال عن يوغسلافيا أما في العامين 1972 1973م أقصى الرئيس اليوغوسلافي جوزيف بروز تيتو المعتدلين من الحزب الشيوعي السوفيتي في محاولة لربط سلوفينيا بيوغسلافيا بشكل أوثق. وفي عام 1985م تعرض الحزب الشيوعي السلوفيني للقمع على يد المخابرات اليوغسلافية بعد إقراره بإجراء انتخابات حرة وعام 1990م ومع سقوط الشيوعية وافق الشعب السوفيتي على الاستقلال بأغلبية كاسحة وأصبح ميلان كيوشان رئيسا للجمهورية. في عام 1991م وهو العام الاستقلالي أعلنت سلوفينيا استقلالها عن يوغسلافيا مما أدى اندلاع المعارك بين الميليشيات السلوفينية وبين الجيش اليوغوسلافي الذي يسيطر الصرب عليه وانسحب الجيش اليوغسلافي من سلوفينيا بعد توسط أوربي بينهم. هي دولة ألبية ساحلية تقع في وسط القارة الأوروبية. يحدها كل من إيطاليا غربا، النمسا شمالا، كرواتيا جنوبا والمجر شرقا، كما أن لها شريط ساحلي قصير من جهة الجنوب الغربي على خليج البندقية الذي هو جزء من البحر الأدرياتيكي. كانت حتى عام 1991 جزء من الاتحاد اليوغوسلافي. انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 1 مايو 2004. سلوفينيا هي جمهورية ديمقراطية برلمانية مع نظام متعدد الأحزاب. رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية، الذي ينتخب بالاقتراع الشعبي ودورا هاما تكاملية. ويتم انتخابه لمدة خمس سنوات والحد الأقصى في ولايتين متتاليتين. لديه أساسا بدور ممثل وقائد العام للقوات المسلحة من القوات العسكرية السلوفينية. يقام السلطة التنفيذية والإدارية في سلوفينيا من قبل حكومة سلوفينيا، التي يرأسها رئيس الوزراء ومجلس الوزراء أو مجلس الوزراء، الذين يتم انتخابهم من قبل الجمعية الوطنية. يقام السلطة التشريعية من قبل البرلمان من مجلسين سلوفينيا، التي تتميز بثنائية غير المتماثلة. يتركز الجزء الأكبر من الطاقة في الجمعية الوطنية، التي تتألف من تسعين عضوا. من هؤلاء، يتم انتخاب 88 من قبل جميع المواطنين في نظام التمثيل النسبي، في حين يتم انتخاب اثنين من أعضاء المسجلين الأقليات المجرية والإيطالية الأصليين. يأخذ الانتخاب كل أربع سنوات. المجلس الوطني، ويتألف من أربعين عضوا، يعين لتمثيل جماعات المصالح الاجتماعية والاقتصادية والمهنية والمحلية، لديها استشارية محدودة وقوة التحكم. تميزت الفترة 1992-2004 من قبل حكم ديمقراطية ليبرالية من سلوفينيا، التي كانت مسؤولة عن الانتقال التدريجي من الاقتصاد Titoistic إلى اقتصاد السوق الرأسمالي. في وقت لاحق انها اجتذبت انتقادات كثيرة من قبل خبراء الاقتصاد الليبرالي الجديد، الذي طالب نهجا أقل تدريجيا. رئيس الحزب جانيز درنوفسك، الذي شغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 1992 2002، كان واحدا من السياسيين السلوفينية الأكثر تأثيرا في عام 1990. جنبا إلى جنب مع الرئيس السلوفيني ميلان كوكان (خدم بين عامي 1990 2002), وقد تميزت الفترة 2005-2008 من خلال الإفراط في الحماس بعد انضمامه للاتحاد الأوروبي. خلال الفترة الأولى من الحكومة يانيز يانسا، وللمرة الأولى بعد الاستقلال، شهدت البنوك السلوفينية نسب القروض إلى الودائع التي تنحرف خارج نطاق السيطرة. كان هناك أكثر من الاقتراض من البنوك الأجنبية ومن ثم الإفراط في الاعتماد من العملاء، بما في ذلك كبار رجال الأعمال المحليين. بعد بداية الأزمة المالية من 2007-2010 وأزمة الديون السيادية الأوروبية، والتحالف اليساري الذي حل محل الحكومة جانسا في انتخابات عام 2008، كان لمواجهة الآثار الناجمة عن الإفراط في الاقتراض 2005-2008. محاولات لتنفيذ الإصلاحات التي من شأنها أن تساعد الانتعاش الاقتصادي قوبلت من قبل الطلاب المحتجين، بقيادة الطالب الذي أصبح لاحقا عضوا في SDS يانيز يانسا، والنقابات العمالية. تم تأجيل الإصلاحات المقترحة في استفتاء. الإطاحة بحكومة يسارية مع تصويت بحجب الثقة عنها. وعزا يانيز يانسا ازدهار الإنفاق وفترة الحكومة اليسارية ؛ اقترح إصلاحات التقشف القاسية التي كان قد ساعد في السابق تأجيل يتم تنفيذ سلطات القضائية في سلوفينيا من قبل القضاة، الذين يتم انتخابهم من قبل الجمعية الوطنية. ويتم تنفيذ السلطة القضائية من قبل المحاكم في سلوفينيا مع المسؤوليات العامة والمحاكم المتخصصة التي تتعامل مع المسائل المتعلقة المجالات القانونية المحددة. المدعي العام للدولة هو سلطة دولة مستقلة مسؤولة عن ملاحقة القضايا المرفوعة ضد المتهمين بارتكاب جرائم جنائية. المحكمة الدستورية، التي تتألف من تسعة قضاة ينتخبون لمدة تسع سنوات، وتقرر في مطابقة القوانين مع الدستور؛ يجب على جميع القوانين والأنظمة أيضا تتوافق مع المبادئ العامة للقانون الدولي والاتفاقات الدولية التي صدقت. رسميا، تنقسم سلوفينيا إلى 211 بلديات (أحد عشر والتي لها صفة البلديات الحضرية). البلديات هي الهيئات فقط من الحكم الذاتي المحلي في سلوفينيا. ويرأس كل بلدية من قبل رئيس بلدية (زوبان)، ينتخب كل أربع سنوات بالاقتراع الشعبي، والمجلس البلدي. في غالبية البلديات، وينتخب المجلس البلدي من خلال نظام التمثيل النسبي؛ سوى عدد قليل من البلديات الصغيرة استخدام نظام التصويت التعددية. في البلديات الحضرية، وتسمى المجالس البلدية المدينة (أو المدينة) المجالس. لديه كل بلدية أيضا رئيس الإدارة البلدية، المعين من قبل رئيس البلدية، من هو المسؤول عن سير العمل في الإدارة المحلية. ليس هناك وحدة وسيطة رسمية بين البلديات وجمهورية سلوفينيا. المناطق الإدارية 62، تسمى رسميا «الوحدات الإدارية»، هي وحدات شبه الإقليمية فقط من الإدارة الحكومية وسميت عاصمتهم. ويرأس من قبل لرئيس وحدة، يعينه وزير الإدارة العامة. استندت المناطق التقليدية في السابق أراضي التاج هابسبورغ التي شملت كارنيولا، كارينثيا، ستيريا، والساحلية. أقوى من إما مع كارنيولا ككل، أو مع سلوفينيا كدولة، السلوفينيين تميل تاريخيا لتعريف أنفسهم مع المناطق الساحلية السلوفينية التقليدية، وحتى المناطق التقليدية (الفرعية)، مثل العلوية والسفلية وبدرجة أقل، كارنيولا الداخلية. العاصمة ليوبليانا كان تاريخيا المركز الإداري لكارنيولا وينتمي إلى كارنيولا السفلى، باستثناء منطقة Šentvid، الذي كان في كارنيولا العليا حيث كان أيضا الحدود بين منطقة ومقاطعة الاحتلال الألماني ليوبليانا خلال الحرب العالمية الثانية. المناطق الإحصائية 12 ليس لها وظيفة إدارية وتنقسم إلى منطقتين الكلي لغرض السياسة الإقليمية للاتحاد الأوروبي. هذه المناطق ماكرو هما: تقع سلوفينيا في وسط أوروبا، حيث يحدها البحر الأبيض المتوسط وجبل الألب، وتقع بين خطي العرض 45 47 شمالي خط الاستواء، وخطي طول 13 17 شرقي جرينتش. يقع خط الطول 15 شرقي جرينتش في وسط سلوفينيا تقريبا ما بين الشرق والغرب. يقع المركز الجغرافي لسلوفينيا على الإحداثيات الجغرافية «11.8'07°46 شمالا »55.2'48°14 شرقا في منطقة «سبودنيا سليفنا» في مديني «فيس». يعتبر جبل تريغلاف أعلى قمة جبلية في البلاد بارتفاع قدره 2,864 مترا/9,396 قدما، بينما يبلغ معدل الارتفاع عن سطح البحر 557 مترا/1,827 قدما. تتقابل أربع مناطق جغرافية في سلوفينيا؛ جبال الألب، وجبال الديناردس، وسهول بانون، والبحر الأبيض المتوسط. على الرغم من أن سلوفينيا تطل على ساحل البحر الأدرياتيكي بجانب البحر الأبيض المتوسط، إلا أن معظم أراضيها تقع في المستجمع المائي التابع للبحر الأسود. أعلى قمة جبلية في البلاد هي قمة تريغلاف بارتفاع قدره 2864 مترا، بينما يبلغ معدل الارتفاع عن سطح البحر 557 مترا. تغطي الغابات حوالي نصف مساحة البلاد، جاعلة سلوفينيا ثالث بلد في أوروبا (بعد فنلندا والسويد) من حيث نسبة مساحة الغابات إلى المساحة الكلية. أكبر مناطق الغابات تتواجد في منطقة كوشيفش. مناخ سلوفينيا مناخ متنوع؛ نجد المناخ القاري بالشمال الشرقي، المناخ الألبي القاسي بالمناطق الجبلية المرتفعة، والمناخ شبه المتوسطي بالمناطق الساحلية. كما تعرف العديد من المناطق تداخلا بين هذه الأنواع الثلاثة من المناخ. التساقطات المطرية يتأثر توزيع التساقطات المطرية بتنوع المناخ والتضاريس، وتشهد كميات الأمطار المسجلة سنويا تفاوتا مهما حيث تتراوح ما بين 800 مم بالشمال الشرقي وما يفوق 3500 مم بالشمال الغربي الذي تسجل واحدة من أعلى كميات التساقطات المطرية بجبال الألب. وبفعل التضاريس تتلقى جبال الألب جوليان وجبال الدينارا أعلى كميات التساقطات المطرية. تتناقص كميات التساقطات المطرية كلما ابتعدنا من البحر والحاجز الجبلي دينارا-ألب نحو الشمال الشرقي للبلاد حيث يطغى المناخ القاري. ويعتبر هذا التوزيع المكاني للأمطار نتيجة للكمية الكبيرة للتساقطات المطرية التي تحملها الرياح جنوب الغربية الرطبة التي تهب متعامدة مع الحاجز الجبلي دينارا-ألب. تعرف منطقة المناخ المتوسطي أكبر كمية تساقطات مطرية لها في أواخر فصل الربيع وفي فصل الخريف. وتشهد منطقة المناخ الألبي أكبر كمية تساقطات مطرية لها خلال فصل الخريف وكذا في أواخر فصل الربيع ومطلع فصل الصيف. أما منطقة المناخ القاري بالشرق فتعرف أكبر كمية تساقطات مطرية لها خلال فصل الصيف نتيجة العواصف المطرية الرعدية التي بلغت شدتها في بعض الأحيان ما يزيد على 25 مم في الساعة مسببة بذلك فيضانات قوية. التساقطات الثلجية تشهد سلوفينيا، بصفة عامة، تساقطات ثلجية ما بين أواخر فصل الخريف ومطلع فصل الربيع. وترتبط التساقطات الثلجية التي تهم الواجهة الغربية للسلسلة الجبلية دينارا-ألب في الغالب بالمنخفضات والتقلبات الجوية للبحر الأبيض المتوسط. كما يعرف شرق البلاد أحيانا تساقطات ثلجية مرتبطة بالرياح الشرقية الرطبة. درجة الحرارة تعرف درجات الحرارة تغيرا دوريا يوميا وسنويا. ويسجل أقوى وسع حراري (الفارق الحسابي بين درجة الحرارة العظمى ودرجة الحرارة الدنيا) بالشمال الشرقي للبلاد حيث يسود المناخي القاري. يعتبر شهر أغسطس أسخن شهور السنة وشهر فبراير أبردها فوق المرتفعات. أما في المناطق الأخرى فإن أسخن شهور السنة هو شهر يوليو وأبردها هو شهر يناير. تعتبر المناطق الساحلية أدفئ مناطق سلوفينيا حيث تسجل متوسط سنوي لدرجات الحرارة يفوق 12 °؛ يفوق متوسط درجات الحرارة 20° خلال شهر يوليو 4 ° خلال شهر يناير. وفي المقابل تعتبر المناطق الجبلية والأودية أبرد مناطق سلوفينيا. ففي الأودية، يسجل متوسط سنوي لدرجات الحرارة دون 8 °؛ يبلغ متوسط درجات الحرارة ما دون 0 ° دون أن يتجاوز 4- ° خلال أبرد شهور السنة (شهر يناير) وما دون 18 ° خلال أسخن شهور السنة (شهر يوليو). أما على الجبال، فيسجل متوسط سنوي لدرجات الحرارة يقارب 0 °؛ يبلغ متوسط درجات الحرارة ما دون 4- ° خلال أبرد شهور السنة (شهر فبراير) وما دون 10 ° خلال أسخن شهور السنة. يبلغ عدد سكان سلوفينيا حوالي مليوني نسمة. يشكل السلوفينيون نسبة 89% من إجمالي عدد السكان، بينما يشكل الكروات، الصرب، البوسنيون والقوميات الأخرى نسبة 10%، والهنغار (المجر) والطليان نسبة 0.5%. حوالي نصف سكان البلاد يعيشون بالمدن. تعد نسبة كثافة السكان أحد الأقل نسبة في أوروبا. اللغة الرسمية هي السلوفينية، التي هي عضو باللغات السلافية. اللغات الهنغارية (المجرية) والإيطالية هم لغات رسمية أيضا في المناطق الحدودية المتاخمة لهنغاريا وإيطاليا. حسب إحصاءات عام 2002، فإن 57,8% من السلوفينين يتبعون الكنيسة الكاثوليكية، 2,4% مسلمين، 2,3% أرثوذكس، 0,9% بروتستانت. تصنف النسبة الباقية من السكان نفسها على أنها غير تابعة لأي ديانة. يوجد فيها مسلمين وأكثرهم مهاجرين من البوسنة والهرسك وعاشوا فيها فحصل البعض منهم على جنسيات سلوفينيا.. كانت سلوفينيا تتمتع بأقوى اقتصاد بين جمهوريات يوغوسلافيا السابقة الست. لكن اقتصاد سلوفينيا كان قد ضعف تحت حكم الشيوعيين ولا سيما أثناء الثمانينيات. وبعد تسلم غير الشيوعيين لمقاليد السلطة سنة 1990م، بدأت سلوفينيا بتطبيق أنظمة السوق الحرة. يعمل حوالي 46% من الأيدي العاملة السلوفينية في الصناعات الخدمية و46% أخرى تعمل في المصانع، كما تعمل نسبة ال 8% الباقية في الحقل الزراعي. تشمل المنتجات الصناعية الرئيسية في سلوفينيا السيارات والكيميائيات والسلع المعدنية والنسيج. وأهم المحاصيل الزراعية هي الذرة الشامية والبطاطس والقمح، وأهم الفواكه هي التفاح والكرز والكمثرى والبرقوق. ويربي المزارعون الأبقار والأغنام. وتوجد مناجم الفحم الحجري ومعادن مثل الرصاص والزئبق. وتجري المعاملات التجارية بالدرجة الأولى مع النمسا وألمانيا وإيطاليا. توجد في سلوفينيا طرق مواصلات جيدة ولا سيما تلك الطرق التي تربط البلاد مع النمسا وإيطاليا؛ ويوجد في العاصمة مطار دولي. تصدر في سلوفينيا صحيفتان يوميتان هما ديلو ودنفيك وتصدران في لوبليانا. احتلت سلوفينيا المركز 33 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. وتراجعت للمركز 34 في مؤشر عام 2024. حوالي 40% من مساحة البلاد مستغلة لأغراض زراعية. تشتهر منطقة ليبيكا برعاية الخيول. لدى البلاد موارد معدنية عدة، أهمها: الحديد، الرصاص، الخارصين، النحاس، الفحم والزئبق. أهم الصناعات هي صناعة الحديد والصلب، الآلات، الكهربائيات، المنسوجات، الكيماويات، الأخشاب والصناعات الغذائية. تغطي الغابات حوالي نصف مساحة البلاد، جاعلة من سلوفينيا ثالث بلد في أوروبا (بعد فنلندا والسويد) من حيث مساحة الغابات نسبة إلى المساحة الكلية. أكبر مناطق الغابات تتواجد في منطقة كوشيفش. السياحة تعد من أهم ركائز الاقتصاد السلوفيني، يرجع ذلك لجمال طبيعة البلاد وتنوعها ووجود معالم ثقافية أخرى في أماكن متفرقة. سلوفينيا تعد من الدول المانحة ضمن الاتحاد الأوروبي. تتمع البلاد ببنية تحتية جيدة، وخاصة في الطرق البرية السريعة وغيرها. قلعة لوبلانا ساحة المدينة جسر التنين والجسر الثلاثي المدينة القديمة ويوجد بها 3 ساحات رئيسية وتتواجد بها المقاهي والمطاعم نهر لوبلانا المدينة القديمة بحيرة بليد VINTGAR GORGE وهو نهر صغير يقع مسافة 4 كلم عن بليد فقط ويقع وسط غابات وارفه نهر سافا قلعة بريدياما Predjama وهي قلعة جميلة تقع تحت صخرة هائلة وتعتبر من أهم معالم سلوفينيا المغارات والكهوف الأرضية Postonjska Jama، مغارات بوستونيا الساحة العامة Main Square Tarttini Square نسبة إلى النصب التذكاري لتارنتي الشاعر والناشط السياسي المولود في مدينة بيران ميناء بيران حيث يمكن أخذ رحلة بحرية أو حتى السباحة أو صيد السمك متحف بيران ويقع على الميناء وتقام فيه عدة معارض ساحة Prvomajski trg/square الموقع السياحي لسلوفينيا 1-1- ميناء (كوبر) ميناء (كوبر) هو ميناء متعدد الاستخدامات. الميناء يقع في سلوفينيا، في شمال البحر الأدرياتيكي. موقعه المتميز على أقصر طريق نقل يربط أوروبا الشرقية والوسطى بالبحر الأبيض المتوسط وعبر قناة السويس بالشرق الأقصى يمكن من إنشاء مركز لوجيستي – توزيعي في (كوبر). ميناء (كوبر) هو ميناء في الاتحاد الأوروبي وهو نقطة حدودية لدخول الاتحاد BIP (Border Inspection post). اتصال الميناء تمتد المنطقة الخلفية للميناء على كافة منطقة أوروبا الشرقية والوسطى وتصل عبر سلوفينيا إلى النمسا والمجر وإيطاليا والتشيك وسلوفاكيا وجنوب ألمانيا وبولندا ودول يوغوسلافيا السابقة. الميناء موصول بنظام الطرقات وسكك الحديد الأوروبية. إننا موصولون بكل هذه المنطقة عبر قطارات شحن مما يضمن النقل البري المنتظم. من ناحية أخرى فإن تواجد معظم شركات الملاحة العالمية في الميناء بشكل أو بآخر يضمن اتصال الميناء بكافة القارات. المعدات والقدرات ميناء (كوبر) تتم فيه عمليات نقل ومناولة مختلفه للبضائع: تكنولوجية RO-RO، معدات مناولة البضائع والتخزين للبضائع العامة وبضائع المشاريع والحاويات والسيارات والمواد الخام السائبة والمواد السائلة والمواشي الحية. عمق المياه من 7 إلى 18 متر، وعلى رصيف الطاقة الأوروبية (المواد الخام السائبة) نستقبل سفن تصل حمولتها إلى 180000 طن. السلامة في الميناء خطة ضمان الأمن والسلامة في ميناء (كوبر) متطابقة مع متطلبات الاتفاقية الدولية لسلامة الحياة في البحر (SOLAS) ومع متطلبات النظام الدولي لحماية السفن والموانئ (ISPS Code) وقرار البرلمان الأوروبي لزيادة الأمن على السفن وفي الموانئ. الإدارة العامة للموانئ في سلوفينيا مسؤولة عن الأمن والسلامة في الملاحة. يدعى المطار الدولي برنيك ويقع بالقرب من العاصمة لوبلانا. هناك خطان مهمان للسكك الحديدية يخترقان البلاد، أحدهما يأتي من ألمانيا والنمسا شمالا ويستمر جنوبا إلى باقي دول البلقان، والثاني يأتي من إيطاليا غربا ويستمر شرقا إلى المجر. دخلت سلوفينيا في 1 يناير 2007 منطقة اليورو لتصبح أول دولة تتبنى اليورو من بين مجموعة الدول التي انضمت للاتحاد عام 2004 الدستور السلوفيني يضمن التعليم المجاني للمواطن السلوفيني. التعليم الأساسي إلزامي وتمويلها من موارد الميزانية. ومطلوب من الدولة لتمكين المواطنين من الحصول على تعليم مناسب. الجامعات الحكومية والكليات المهنية المستقلة. أفراد الأقليات العرقية الحق والحق في تلقي مزيد من التعليمات في لغتهم الأم. وبالمثل يتم منح حقوق الغجر التعليمية الخاصة. وقد وقعت سلوفينيا أكثر من 30 اتفاقات ثنائية حول التعاون في مجالات الثقافة والتربية والعلوم، وبرامج أكثر من 20 والبروتوكولات بعض. منذ عام 1992، شاركت سلوفينيا بنشاط في جميع المشاريع التعليمية التابعة لمجلس أوروبا وشاركت في أعمال اليونسكو. منذ عام 1999، وشاركت في برامج الاتحاد الأوروبي من سقراط. منذ عام 2002 وزارة التربية والتعليم والرياضة تعاونت أيضا مع منظمة التعاون والتنمية. أن الأطفال في سلوفينيا يدخلون التعليم الابتدائي في سن 6 سنوات وينهونه في سن 14 سنة. كل الأطفال الذين يولدون في نفس السنة يمثلون صف دراسي واحد. السنة الدراسية تنقسم إلى فصلين دراسيين. الدراسة تبدأ في 1 سبتمبر (أيلول) الإجازات في السنة الدراسية هي: إجازة الخريف، عيد الميلاد، الشتاء وإجازة الأول من مايو كل اجازة من هولاء تدوم إسبوع تقربيا في فصل الصيف المدارس تنتهي في 24 يونيو (حزيران) ما عدا الصف الأخير / التاسع ينهي دراسته إسبوع باكرا، الإجازة هذا تدوم أكثر من شهران. المرحلة الأولى هي بداية التعليم لكل طفل وتتكون من الصف الأول وحتى الرابع والأطفال فيها يبقون في حجرة دراسة واحدة ولديهم معلم واحد لكل المواد ما عدا البعض مثل الرياضة، الفن والموسيقى. وتبدأ من الصف الخامس حتى التاسع ويكون ما زال لديهم مدرس رئيسي يدرس مادة أو اثنين ولكن باقي المواد يدرسها مدرسون متخصصون. المواد الأساسية هي الرياضيات، اللغة المحلية، اللغة الأجنبية الأولى، التربية الرياضة، الموسيقى والفن. بعد ذلك يبدأون في دراسة الفيزياء، الكيمياء، الأحياء، الجغرافيا، التاريخ، الصيانة والتدبير المنزلي. في الصف السابع عليهم اختيار على الأقل مادتين (الثالثة ليست إجباري). المواد المقدمة تجذب اهتمام الأطفال، وأيضا لديهم حولي 40 مادة ليختاروا من بينهم (عادة ما يختروا: اللغات الأجنبية، علم الفلك، الفن، علم الحاسوب، إلخ). توجد في نهاية الصف الثالث، السادس والتاسع ويمتحن التلميذ في الرياضيات، اللغة المحلية واللغة الأجنبية الأولى. بالنسبة للإختبار الثالث يجري في الصف الثامن أو التاسع حسب قرار الوزير. الاختبار الأول والثاني لا تمثل أي شيء سوى معدل معرفة التلميذ أما الاختبار الثالث يمثل أداء التلميذ خلال سنوات الدراسة هذه، النقاط المكتسبة من هذه من هذه الاختبارات تكون هي المحدد عندما يريد التلميذ الالتحاق بالمدرسة العليا، ولكن في النظام الجديد النقاط تستخدم فقط عندما يريد التلاميذ الالتحاق بنفس المدرسة ولديهم نفس الدرجات لصفوفهم، لذلك يأتي مفوض للمدرسة وينظر في ملفاتهم من أخذ درجة أعلى في الاختبار النهائي يكون هو الأفضل. الدرجات هي نفس الدرجات المستخدمة في الدول الأخرى المنتمية الي يوغوسلافيا قبل 1991. في المدرسة الابتدائية العلامات تبدأ من 1 (غير كافي) وهي علامة الرسوب الوحيدة. العلامة الثانية هي 2 (كافي)، أما الثالثة 3 (جيد)، بعد ذلك 4 (جيد جدا)، العلامة الأفضل هي (امتياز). سلوفينيا تحاول التوجه للغرب منذ انهيار الاتحاد اليوغوسلافي وإعلان استقلالها عنه في نهاية عام 1991. أصبحت في عام 2004 عضو في حلف الناتو والاتحاد الأوروبي. حوالي 40% من مساحة البلاد مستغلة لأغراض زراعية. تشتهر منطقة ليبيكا برعاية الخيول. لدى البلاد موارد معدنية عدة، أهمها: الحديد، الرصاص، الخارصين، النحاس، الفحم والزئبق. أهم الصناعات هي صناعة الحديد والصلب، الآلات، الكهربائيات، المنسوجات، الكيماويات، الأخشاب والصناعات الغذائية. السياحة تعد من أهم ركائز الاقتصاد السلوفيني، يرجع ذلك لجمال طبيعة البلاد وتنوعها ووجود معالم ثقافية أخرى في أماكن متفرقة. سلوفينيا تعد من الدول المانحة ضمن الاتحاد الأوروبي. تتمع البلاد ببنية تحتية جيدة، وخاصة في الطرق البرية السريعة وغيرها. يدعى المطار الدولي برنيك ويقع بالقرب من العاصمة ليوبليانا. هناك خطان مهمان للسكك الحديدية يخترقان البلاد، أحدهما يأتي من ألمانيا والنمسا شمالا ويستمر جنوبا إلى باقي دول البلقان، والثاني يأتي من إيطاليا غربا ويستمر شرقا إلى المجر. أهم أدباء سلوفينيا هم فرانتسيه بريشيرن (Prešeren) وايفان كانكار (Cankar). كما اشتهر دوليا كل من الرسامين إيفانا كوبيلتسا (Kobilca) وريهادر ياكوبيتش (Jakopič) والمعماري جوزيه بليتشنيك (Plečnik). سلوفينيا هي موطن المؤلف الموسيقي ياكوبوس غالوس (Gallus)، الذي ترك بصمة كبيرة في مسيرة الموسيقى الكلاسيكية لمنطقة وسط أوروبا. تعتبر الرياضة في سلوفينيا قيد التطور فلها بعض الإنجازات في كرة القدم فصعدت لكأس العالم 2010 ولهذه الدولة لاعبين محترفين في إيطاليا وألمانيا وفي بعض بلدان أوروبا وتعتبر من البلدان الممارسة لرياضة كرة السلة ويعتبر المنتخب من المنتخبات الجيدة ولهذه الدولة ويبقى هذه البلد من حيث الرياضة قيد التطوير ولقد فاز على منتخب الجزائر في نهائيات كاس العالم في جنوب أفريقيا 10 روبيرت كورين صاحب الهدف كما تعادل مع منتخب الولايات المتحدة الأمريكية 2-2 وخسر أمام منتخب إنكلترا.
https://ar.wikipedia.org/wiki/سلوفينيا
efe012612b169844484859265d38d219
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.902403", "source": "Wikipedia" }
رومانيا
رومانيا
رومانيا (بالرومانية: Româniaⓘ) رسميا جمهورية رومانيا هي دولة أوروبية في شبه جزيرة البلقان جنوب شرق أوروبا شمال نهر الدانوب عاصمتها مدينة بوخارست. وتقع دلتا الدانوب على أراضيها حيث يمر نهر الدانوب في جنوب البلاد ويصب في البحر الأسود. وتقع جبال الكاربات في الجنوب وفي وسط البلاد يحدها من الشمال أوكرانيا، من الشمال الشرقي مولدوفا، من الشرق البحر الأسود، من الجنوب بلغاريا ومن الغرب صربيا والمجر. تأسست دولة رومانيا الحديثة بعد اتحاد الدولة الرومانية ومولدوفيا بقيادة أليكساندروا آيوآن كوزا، وفي عام 1918م انضمت لها كل من ترآنسيلڤآنيا، بوكوڤينا وبيسارابيا، وسميت آنذاك «رومانيا الكبرى»، فقد كانت أكبر مساحة لرومانيا طوال تاريخها، وكانت مساحتها آنذاك تبلغ 295,641 كم². تعد رومانيا جمهورية ذات نظام نصف رئاسي وتأتي في المرتبة التاسعة من حيث المساحة (238,391 كم مربع)، والسابعة من حيث عدد السكان (19,535,380 مليون نسمة) بالنسبة لدول الاتحاد الأوروبي. عاصمة البلاد هي بوخارست وهي أكبر مدن رومانيا، وتحتل المرتبة السادسة من حيث عدد السكان (1,9 مليون نسمة) بين مدن الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2007 كانت مدينة سيبيو عاصمة الثقافة الأوروبية. رومانيا عضو في حلف شمال الأطلنطي منذ 29 مارس 2004، وعضو في الاتحاد اللاتيني، وأيضا في المنظمة الدولية للفرانكوفونية وفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.وأصبحت رسميا عضوا في منطقة الشنغن ابتداء من 31 مارس 2024، وهي عضو منظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، وانضمت إلى الاتحاد الأوروبي في أول يناير عام 2007. اشتق اسم رومانيا من كلمة «رومن» ‏ والتي تعني الرومآن والتي اشتقت بدورها من الكلمة اللاتينية «رومانوس» ، ومعناها «مواطن من روما» أقدم بقايا بشرية من أوروبا تم استكشافها في كهف مع عظام، في رومانيا الحديثة. وتعود إلى أكثر من 42,000 عام وتبقى أقدم أثار بشرية من قارة أوروبا، ويمكن أن تمثل أول شعب دخل القارة الأوروبية. البقايا تعد مثيرة للاهتمام لإنها تعد خليط من الأثار، الإنسان الحديث وميزات مورفولوجية نياندرتاليه. إحدى الأحافير التي تم العثور عليها كان فك سفلي لذكر بالغ ويرجع تاريخها إلى 34,000-36,000 سنة، الأمر الذي جعلها واحدة من أقدم الأحافير التي تم العثور عليها من تاريخ الإنسان الحديث في أوروبا. وجد جمجمة في كهف مع عظام (Peștera cu Oase) في 2004-5 تحتوي على ميزات كل من الإنسان الحديث ونياندرتال. من بين أقدم الأثار الدالة على الوجود والنشاط البشري وتشمل تلك التي تعود إلى العصر الحجري القديم. هؤلاء «الكنوز الأثرية» تم العثور عليها في مقاطعة فلتشيا، pui مقاطعة هونيديرا أو Valea Dârjovului مقاطعة أولت تنتمي إلى أجداد الأكثر بعدا (إنسان ماهر وإنسان). وفقا للدراسات الأنطروبولوجية، هؤلاء قردة عليا تستخدم أدوات حجرية منحوتة، الجامعون، صيادون السمك والصيادون، عاشوا بتنظيم في مجوعات وكانت الكهوف والوديان ملاجئهم. الثورة النيوليثية تشير إلى الانتقال من الأدوات الحجرية المنحوتة، محددة من العصر الحجري القديم إلى العصر الحجري الأوسط، إلى الأدوات الحجرية المصقولة والمثقبة. في العصور الوسطى عاشوا الرومان في ثلاثة مناطق: الأفلاق، مولدوفا وترانسيلفانيا. من القرن الحادي عشر أصبحت ترانسيلفانيا جزء كبير تحت الحكم الذاتي التابعة لمملكة المجر ، وأصبحت مستقلة باسم إمارة ترانسيلفانيا في القرن السادس عشر ، حتى 1711. في الأفلاق ومولدوفا في القرن الرابع عشر ظهرت العديد من الإمارات التابعة لفي الأفلاق ومولدوفا لمكافحة التهديدات العثمانية. في 1541، كل الجزيرة البلقانية والجزء الأكبر من المجر أصبحت تحت السيطرة العثمانية. الأفلاق، مولدوفا وترانسيلفانيا أصبحت تابعة للحكم العثماني. وتم الحفاظ عليها كولايات عثمانية حتى منتصف القرن التاسع عشر (ترانسيلفانيا حتى 1699). في نهاية القرن السابع عشر هنغاريا وأمارة ترانسيلفانيا أصبحوا جزء من الإمبراطورية النمساوية المجرية. وفي عام 1718 انضمت أولتينيا وهي جزء مهم من الأراضي الرومانية إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية. تاريخيا شكلت إمارتا مولدوفا وولاخيا أساس دولة رومانيا، واللذان اسستا في القرن الرابع عشر الميلادي. وقعت الإماراتان تحت الحكم العثماني في القرن الخامس عشر وبقيتا جزءا منه حتى عام 1878 ، طبقا لاتفاقية سان ستيفانو لإنهاء الحرب الروسية العثمانية التي حصلت فيها رومانيا على الاستقلال. في أثناء ذلك قامت الإماراتان بسلسة من إجراءات الوحدة بين عامي 1859 و1862، أدت إلى تسمية البلاد رومانيا واتخاذ بوخارست عاصمة لها، وانضمت ترانسيلفانيا ومناطق أصغر للاتحاد، الذي تحولت في عام 1881 إلى النظام الملكي. حاربت رومانيا ضد بلغاريا في حرب البلقان الثانية عام 1913. بقيت رومانيا محايدة في الحرب العالمية الأولى حتى عام 1916 عندما دخلت الحرب إلى جانب الحلفاء. كافئ الحلفاء رومانيا بمضاعفة مساحة البلاد وعدد السكان بعد انتهاء الحرب، حصلت على أراضي هنغارية وروسية وبلغارية. تنازلت عن الأراضي الروسية وغيرها إلى الاتحاد السوفيتي عام 1940 في بداية الحرب العالمية الثانية، حيث اتخذت موقفا محايدا. أعلنت الحرب عام 1941 على الاتحاد السوفيتي ودخلت بذلك الحرب إلى جانب دول المحور. تمكنت القوات السوفياتية من احتلال البلاد عام 1944، التي ساعدت في تشكيل حكومة شيوعية عام 1945 في البلاد. أسقط النظام الملكي عام 1947 وأعلنت الجمهورية الشعبية. شكلت رومانيا في العقود الأربعة التي تلت إحدى دول الكتلة الشيوعية. أصبح نيكولاي تشاوتشيسكو السكرتير التنفيذي للحزب الشيوعي الروماني عام 1965 ثم رئيسا للبلاد عام 1974. استمر عهد تشاوشيسكو إلى عام 1989، حيث لوحق ثم أعدم هو وزوجته أمام عدسات التلفزيون. اتسم حكمه بالشدة والدموية. انتخب إيون إيليسكو خلفا له، الذي بقي بالسلطة حتى عام 1996 عندما أصبح إميل كونستانتينسكو رئيسا للبلاد. ثم عاد انتخاب إيون إيليسكو عام 2000 وبقي حتى عام 2004 حيث تم انتخاب ترايان باسيسكو رئيسا للبلاد ووافق على انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي ابتداء من العام 2007، بعد سلسلة من الإصلاحات السياسية، الاقتصادية والاجتماعية التي قامت بها الحكومة في الفترة الأخيرة. تعد القبائل مؤسسين العصر البرونزي على أرض رومانيا وهم ينتتمون إلى جماعات الأندو أوروبية مجموعة من التراقيون ، مقولة لسترابون «غيتيون كان عندهم لغة مشتركة مع تراقيون أما الداقيين لغتهم كانت لغة الغيتيون». بعد انضمام داقية إلى الإمبراطورية الرومانية، قد تم فرض الثقافة والحضارة الرومانية وإدخل اللغة اللاتينية العامة على قواعد اللغة الرومانية. لكن، أول قصة عن الغيتيون تنتمي إلى هيرودوت. في الحروب الداقو رومانية أدت إلى اندماج تلك الثقافتين الداقية والرومانية وهم أجداد الشعب الروماني. بعدها أصبحت داقية تابعة للإمبراطورية العثمانية. رومانيا الحديثة نشئت عن طريق اتحاد إمارة مولدوفا وإمارة مونتينيا عام 1859م، وفي فترة انتخابات لحاكم موحد لإمارة مولدوفا ومونتينيا أجبر أليكساندروا آيوآن كوزا على مغادرة الأراضي الرومانية. وفي عام 1881م توج كارول الأول كملك رومانيا، وفي عام 1913 تدخل رومانيا في حرب مع جارتها بلغاريا وفي عام 1914 يتوفى الملك كارول الأول ويتم تعيين فيرديناند الأول ملك لرومانيا. في عام 1938م فرض الملك كارول الثاني قوتة الدكتاتورية. بتاريخ 30 ديسمبر 1947 أعلنت الجمهورية الشعبية الرومانية. في بداية عام 1960 بدأت الحكومة الرومانية الشيوعية بتأكيد استقلالها عن الاتحاد السوفيتي نوعا ما. أصبح نيكولاي تشاوشيسكو رئيس الحزب الشيوعي الروماني عام 1965 ورئيس للدولة عام 1967. عانى الشعب في هذه الفترة من الجوع والفقر حيث كانوا مرغمين بأن يصطفوا في أدوار ولساعات من أجل الخبز أو الجبن وغيرهما.على الرغم من ذلك كانت رومانيا قوية اقتصاديا في الصناعة والزراعة، وكان النظام اشتراكي ويمنع على أي شخص تملك مزرعة أو مصنع، كانت الدولة تؤمن عمل لجميع المواطنيين والرئيس آنذاك نيكولاي تشاوشيسكو ملك علاقات اقتصادية جيدة مع جمهورية الصين الشيوعية. استمرت الفترة الشيوعية منذ العام 1964 حتى عام 1989 تحت قيادة الديكتاتور نيكولاي تشاوتشيسكو وفي هذا العام قامت الثورة الرومانية مما أدى إلى قتل الديكتاتور نيكولاي تشاوتشيسكو مع زوجته إلينا تشاوشيسكو رميا بالرصاص والتي شوهدت على التلفزيون الروماني بعد محاكمة له أقامة عدة شخصيات عسكرية وتحررت رومانيا من أيدي الشيوعية وتم تعيين أيون اليسيكو رئيس لرومانيا. الانتخابات الرئاسية والبرلمانية كانت بتاريخ 20 مايو 1990. وكانت ما بين الحزب الوطني الفلاحي، الحزب الوطني الليبرالي وإيون إيليسكو. والذي ربح 85% من الأصوات آنذاك. عندها كان البرلمان مكون بنسبة كبيرة من أعضاء شيوعين، وقاموا ضد الشيوعيين (غير الشيوعيين) بتنظيم تظاهرات في ساحة الجامعة في بوخارست وذلك في أبريل عام 1990. انضمت رومانيا مع بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي بتاريخ 1 يناير 2007، بعد تنفيذها متطلبات الأوروبية من محاربة الفساد المتمثل بالرشوة داخل المؤسسات الحكومية إضافة إلى كثير من الأصلاحات الاقتصادية، ليصبح عدد أعضاء الأتحاد الأوروبي 27 دولة. على الرغم من تقدم رومانيا وإنجازها لكثير من المتطلبات إلا أنها واجهات رفض من عدة دول أوروبية وذلك خوفا من انتشار الغجر(تسيغان، țigan) في الدول الأوروبية وهذا قد حدث فعلا، في العاصمة الفرنسية باريس مما أجبرت الحكومة الفرنسية على أخراجهم بالقوة من الأراضي الفرنسية وإرجاعهم إلى رومانيا وبلغاريا. يشكل نهر الدانوب جزءا كبيرا من حدود رومانيا الجنوبية مع كل من صربيا وبلغاريا. يلتقي الدانوب مع نهر بروت، الذي يشكل بدوره الحدود الطبيعية مع مولدوفا في الشمال الشرقي. يصب نهر الدانوب في البحر الأسود مشكلا دلتا الدانوب. مساحة رومانيا بازدياد مستمر، بسبب دخول دلتا الدانوب بمقدار 2 إلى 5 أمتار سنويا بشكل طبيعي في البحر الأسود. على سبيل المثال كانت مساحة البلاد في عام 1969 237,500 كم مربع، واليوم هي 238,319 كم مربع.الطبيعة الجغرافية لرومانيا متنوعة. حوالي 34% من مساحة البلاد هي جبال و33% هضاب و33% سهول. جبال الكارابات تتمركز في وسط البلاد، محاطة بالطبقة الترانسيلفانية. هناك 14 قمم جبلية يتعدى ارتفاعها حاجز ال 2,000 متر فوق سطح البحر، أعلاها هي قمة مولدوفينو (Moldoveanu) بمقدار 2,544 متر. في الجنوب، تتحول جبال كارباتس إلى هضاب حتى سهول باراغان (Bărăgan). نسبة عالية (47 ٪ من مساحة الأرض) من البلد مغطى بنظم الإيكولوجية الطبيعية وشبه الطبيعية. وأكثر من نصف الغابات (13% من البلاد) والتي ساعدت على الحفاظ على مستجمعات المياه بدلا من الإنتاج، وتملك رومانيا أكبر نسبة غابات غير محمية من أوروبا، ويدل وجود مجموعة كاملة من الحيوانات الغابات الأوروبية على سلامة النظم الايكولوجية للغابات الرومانية، بما في ذلك 40٪ و60٪ من الدبب الأوروبية البنية والذئاب، على التوالي. وهناك أيضا ما يقرب من 400 نوعا من الثدييات فريدة من نوعها (ومن أفضل الأمثلة شمواة الكاربات) والطيور والزواحف والبرمائيات من رومانيا. توجد 33,792 نوعا من الحيوانات، 33,085 منها لافقارية و707 تمثل الفقاريات. بعض 3,700 نوع من النباتات تم استكشافها في رومانيا، 23 منها تم إعلانها كمعالم طبيعة، 74 مفقودة، 39 مهددة بالانقراض، 171 ضعيفة (عدم قدرتها على المقاومة) و1,253 تعد نادرة. توجد ثلاثة مناطق عشبية (غطاء نباتي) هي منطقة جبال الألب، منطقة الغابات ومنطقة السهوب. وتتوزع النباتات بطريقة الطوابق وفقا لخصائص التربة والمناخ وتشمل أنواع مختلفة من أشجار البلوط، جميز، زان، تنوب، شوح، صفصاف، حور، Meadow وصنوبر. هناك ما يقرب من 10,000 كيلو متر مربع (3,900 ميل مربع) (ما يقرب من 5 ٪ من المساحة الكلية) من مناطق محمية في رومانيا التي تغطي 13 من الحدائق الوطنية وثلاثة من محميات المحيط الحيوي (رجل وبرنامج المحيط الحيوي): دلتا الدانوب، Parcul Național Retezat (الحديقة الوطنية ريتيزات)، والحديقة الوطنية رودنا. دلتا نهر الدانوب هو أكبر تجمع من مناطق رطبة والأكثر تضرر من بين الأراضي الرطبة في أوروبا، والتي تغطي مساحة إجمالية قدرها 5800 كيلو متر مربع (2200 ميل مربع) ، أما أهمية التنوع البيولوجي لدلتا الدانوب تم الاعتراف بها دوليا. وقد أعلنت محمية محيط حيوي في سبتمبر 1990، وضعت على موقع رامسار في مايو 1991، وأكثر من 50 ٪ من مساحتها وضعت على قائمة التراث العالمي في ديسمبر 1991. داخل حدوده يكمن واحد من أكثر الأنظمة Reed bed شمولا وانتشارا في العالم. رومانيا تملك أكبر مناطق غير محمية من أوروبا. هناك أيضا ما يقرب من 400 نوع فريد من الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات في رومانيا. وتقسم الحيوانات في رومانيا إلى حيوانات لافقارية 33,085 نوع وحيوانات فقارية إلى 707 نوع. بفضل المسافة ما بين البحر المفتوح والجزء الجنوب الشرقي من القارة الأوروبية، مناخ رومانيا يتميز بمرحلة انتقالية ما بين مناخ معتدل ومناخ قاري. وأربعة فصول متميزة. بلغ متوسط درجة الحرارة السنوية 11 ° سلسيوس (52 ° فيرهاد)، في الجنوب و8 ° سلسيوس (46 ° فيرهاد)، في الشمال أقصى درجات حرارة سجلت في رومانيا هي 44.5 ° سلسيوس (112.1 ° فيرهاد)، في رامنيتشلو عام 1951 وأدنى الحرارات -38.5 ° سلسيوس (-37.3 ° فيرهاد) في بود. فصل الربيع يتميز بروعته وفي الصباح يكون بارد ومع حلول الليل يصبح الجو حارا. فصل الصيف يتميز بجو حار جدا والذي يستمر شهرين (يونيو-أغسطس). درجات الحرارة المتوسطة في العاصمة بوخارست 28 ° سلسيوس (82 ° فيرهاد) أما درجات الحرارة المرتفعة بلغت 35 ° سلسيوس (95 ° فيرهاد) أما درجات الحرارة المنخفضة التي سجلت في العاصمة صيفا بلغت 16 ° سلسيوس (61 ° فيرهاد). فصل الخريف جاف وبارد والذي يتميز بتساقط الأوراق وخاصة في الشوارع والمناطق السكنية لانتشار أشجار الزيزفون. فصل الشتاء بارد وحتى في المناطقة الجنوبية من رومانيا وتتراوح درجات الحرارة ما بين 2 °سلسيوس (36 °فيرهاد) −15 °سلسيوس (5 °فيرهاد) في أعلى جبل في رومانيا. تتساقط الأمطار بمعدل 750 ملم (30 بوصة) سنويا فقط على أعلى قمة من الجبال الغربية، الكثير منها يقع على شكل ثلوج، والذي يسمح بالتزلج على الجليد على نطاق واسع. أما في المناطق الجنوبية الوسطى بالقرب من العاصمة بوخارست تتساقط الأمطار بمعدل 600 ملم، بينما في دلتا الدانوب معدل سقوط الأمطار منخفض جدا بمعدل 370 ملم سنويا. على الأراضي الرومانية اكتشفت أكثر من 3700 نوع من النباتات، حيث سجلت كالتالي: 23 سجلت كنباتات عالمية مهمة، 74 ضائعة، 39 مهدد بالانقراض، 171 نبتة ضعيفة و1253 نباتات نادرة. أكبر ثلاثة مناطق ملائمة لنمو النباتات في رومانيا هن: منطقة جبال الألبينا، الغابات والسهوب. يعتمد توزع الحيوانات على أساس انتشار النباتات، ففي الغابات والسهوب تنتشر الأرانب، حيوانات أليفة، سنجاب الأرض، طائر التدرج، الحبارى، سمان، الشبوط، السمك القاسي، السمك الرمح، سمك الزندر، قرموط. حسب إحصاءات عام 2002 تعداد الرومانيين هو 21,680,974 نسمة حيث أن 89.5% من سكان رومانيا هم رومانيون،6.6% هم مجريون 1,400,00 نسمة ، 2.5% روما (غجر) 535,250 نسمة والباقي إما جرمانيون، أو أوكرانيون، أو روس أو أتراك 0,3% أو تتار 0,3% وغيرهم. بعض ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/رومانيا
13cf73dc250e5112425256b2da5b960b
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:39.910948", "source": "Wikipedia" }
بولندا
بولندا
بولندا أو بولونيا رسميا الجمهورية البولندية هي دولة تقع في أوروبا الوسطى، وتحدها غربا ألمانيا؛ جمهورية التشيك وسلوفاكيا جنوبا؛ أوكرانيا، بيلاروسيا شرقا؛ وبحر البلطيق ومنطقة كاليننغراد (أرض حبيسة روسية) وليتوانيا شمالا. إجمالي مساحة بولندا هو 312679 كيلومترا مربعا (120726 ميل مربع) مما يجعلها تحتل المركز ال 69 الأكبر من حيث في العالم والمركز التاسع في أوروبا. ويبلغ عدد سكانها أكثر من (38,069,067) نسمة. بولندا هي البلد ال 34 بالنسبة للبلدان الأكثر سكانا في العالم، والسادس بالنسبة للبلدان الأكثر اكتظاظا بالسكان في الاتحاد الأوروبي، وعضو في مرحلة ما بعد الشيوعية من حيث عدد السكان في الاتحاد الأوروبي. بولندا هي دولة وحدوية تنقسم إلى ستة عشر تقسيم إداري. يرجح العديد من المؤرخين تأريخ إقامة الدولة البولندية إلى 966، عندما كان ميشكو الأول، حاكم إقليم توازي تقريبا، مع انه في الوقت الحاضر بولندا قد تحولت إلى المسيحية. فقد تأسست مملكة بولندا في 1025 وعام 1569 بعد ما عززت جمعية سياسية طويلة الأمد مع دوقية ليتوانيا من خلال التوقيع على اتحاد لوبلان، وتشكيل الكومنولث البولندي الليتواني. توقف الكومنولث تدريجيا من الوجود في السنوات 1772-1795، عندما قسمت الأراضي البولندية بين بروسيا والإمبراطورية الروسية، والنمسا. استعادت بولندا استقلالها (باسم: الجمهورية البولندية الثانية) في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918. بعد عقدين من الزمن، في سبتمبر 1939، بدأت الحرب العالمية الثانية مع غزو بولندا من قبل ألمانيا النازية والاتحاد السوفياتي (كجزء من اتفاق مولوتوف ريبنتروب). توفي أكثر من ستة ملايين مواطن بولندي في الحرب. وفي عام 1944، شكلت حكومة مؤقتة البولندية المدعومة من السوفييت، والتي، بعد فترة من الصراع، واستفتاء وانتخابات مزورة، صارت الجمهورية البولندية دولة تابعة للاتحاد السوفياتي. خلال ثورات عام 1989، أطيح بالحكومة الماركسية اللينينية، اعتمدت بولندا دستورا جديدا بترسيخ مكانتها دولة ديمقراطية تحت اسم رزيكزبوسبوليتا بأقدم رسم معروف لما يمكن أن يكون عربة بعجلات (3400 قبل الميلاد). تميزت الفترة الممتدة بين العصر البرونزي والعصر الحديدي المبكر (1300 قبل الميلاد - 500 قبل الميلاد) بزيادة الكثافة السكانية، وإنشاء قرى صغيرة (الغوردات في أعقاب الموجة الثانية من عصر الهجرات حوالي القرن السادس الميلادي. كانت من أصل سلافي، ولكنها شملت أيضا شعوبا مندمجة كانت تقطن المنطقة سابقا. قد تكون هذه المجموعات القبلية مرتبطة بثقافات البرزيورسك والويلبارك السابقة. ابتداء من أوائل القرن العاشر، سيطر البولانيون على القبائل الليشيتية الأخرى في المنطقة وشكلوا في البداية اتحادا قبليا ثم دولة ملكية مركزية. بدأت بولندا في تشكيل كيان موحد وإقليمي معترف به في منتصف القرن العاشر تقريبا تحت حكم سلالة بياست. يعد ميشكو الأول أول حاكم بولندي موثق تاريخيا، حول ميشكو ديانته إلى المسيحية في على مذهب الكنيسة اللاتينية الغربية في حدث معروف باسم معمودية بولندا في عام 966، والذي أسس حدودا ثقافية رئيسية في أوروبا تستند إلى الدين. وقد أكمل توحيد الأراضي القبلية السلافية الغربية التي كانت أساسية لوجود دولة بولندا الجديدة. في عام 1000، عقد بوليسلاف الأول الشجاع، استمرارا لسياسة والده ميسكو، مؤتمرا دبلوماسيا وأنشأ مدينة غنيزنو تلاها إنشاء أبرشيات في كراكوف وكولوبرزيغ وفروتسواف. وواصل فتوحاته الإقليمية وتوج رسميا عام 1025 كأول ملك لبولندا. فقد ابنه ميسكو الثاني لامبرت لقب الملك وهرب وسط الصراعات على السلطة عام 1031، لكنه أعيد إلى منصب الدوق عام 1032. انهارت الملكية الأولى لسلالة بياست بوفاة ميشكو الثاني لامبرت عام 1034، أدت الاضطرابات إلى نقل العاصمة إلى كراكوف عام 1038 من قبل كاسيمير الأول المرمم الذي امتد لأواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث. جلبت الشراكة الأراضي الليتوانية الشاسعة متعددة الأعراق إلى دائرة نفوذ بولندا وأثبتت أنها مفيدة للبولنديين والليتوانيين، الذين تعايشوا في واحدة من أكبر الكيانات السياسية الأوروبية في ذلك الوقت. بعد إعادة توحيد البلاد تدريجيا في القرن الخامس عشر، أعلن قيام الوحدة عام 1447 مع ليتوانيا. قسمت بولندا ثلاث مرات في الأعوام 1772، 1793 و1795 (وآخرها كان بعد انتفاضة تاديوش كوسيوسكو). بعد هزيمة نابليون، اتفقت الدول المنتصرة: النمسا، پروسيا وروسيا على تقسيم بولندا نهائيا فيما بينهم عام 1815. هكذا أضحى البولنديون شعبا بلا دولة حتى إعلان قيام مملكة بولندا مجددا عام 1916 في خضم أحداث الحرب العالمية الأولى 1914 - 1919. أعلنت الجمهورية عام 1918 وفي السنوات اللاحقة ضم أراضي بولندية سابقة للدولة. في فترة ما بين الحربين العالميتين 1919 - 1939، عاشت بولندا حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ساعد ضعفها في السيطرة على الأوضاع في مواجهة التهديد السوفيتي والألماني المستمر على ذلك. اتفاق عدم الاعتداء بين هتلر وستالين عام 1939، قسم الأراضي الواقعة بين بلديهما ومن ضمنها بولندا. هكذا أشعلت ألمانيا فتيل الحرب العالمية الثانية بغزوها لبولندا في 1 سبتمبر/أيلول 1939، حيث تقدمت القوات السوفياتية من جهة الشرق وأصبحت بولندا خلال أيام معدودة غير موجودة على خريطة البلاد الأوروبية. لكن سرعان ما أعلنت الحرب على الاتحاد السوفياتي عام 1941 واستولت لاحقا على شرق بولندا أيضا. تمكنت القوات السوفياتية من هزيمة القوات الألمانية وبسط السيطرة السوفياتية على بولندا مجددا عام 1945 (راجع حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة). بدأ السوفييت ببناء الدولة البولندية الجديدة على الطريقة السوفييتية الشيوعية. فأصبحت بولندا جزء من الكتلة الشرقية ففي عام 1952 أعلنت بولندا كجمهورية شعبية بدستور جديد وفي عام 1955 أسس حلف وارسو. بدأت الحركة الديمقراطية بالصعود في بداية الثمانينات إلى أن تمكنت عام 1989 من تشكيل أول حكومة بدون رئيس شيوعي. ليخ فاونسا أصبح عام 1990 أول رئيس منتخب للبلاد. أعلنت بولندا، هنغاريا وتشيكوسلوفاكيا عام 1991 رغبتهم في الانضمام إلى الغرب. أصبحت بولندا في نفس العام عضوا بالمجلس الأوروبي، عام 1999 بحلف شمال الأطلسي (الناتو) وفي يوم 1 مايو 2004 أصبحت بولندا عضوا في الاتحاد الأوربي. في انتخابات 2015، نجح حزب المعارضة القانون والعدالة (PiS). أراضي بولندا تكون منطقة طبيعية انتقالية بين المناطق المنخفضة في شرق أوروبا والمناطق المنخفضة في شمال ألمانيا. طبيعة البلاد في الشمال سهلية بينما تزداد المرتفعات كلما اتجهنا جنوبا. تشكل سلسلتي جبال السوديت وكارباتي حدود بولندا الطبيعية مع جمهورية التشيك وسلوفاكيا. أعلى جبل هو جبل ريسي (Rysy) بارتفاع قدره 2499 متر. نهر فيسوا هو أطول نهر، نهر أودر يكون الحدود الطبيعية مع ألمانيا. تغطي الغابات 28% من مساحة البلاد. المناخ بشكل عام معتدل، ويصبح قاريا كلما اتجهنا شرقا وخاصة جنوب شرق. تقع بولندا وسط قارة أوروبا، ويحدها بحر البلطيق من الشمال، وتشيكوسلوفاكيا من الجنوب، والاتحاد السوفيتي (السابق) من الشرق والشمال الشرقي، وألمانيا من الغرب، نبلغ مساحتها (312.683) كيلو مترا مربعا، وعدد سكانها في سنة (1408ه- 1988م)، (37.860.000) نسمة، وأهم المدن كراكوف، وبوزنان، ومن موانئها على بحر البلطيق شتشاتشيتن وجدانيسك (دانزنج) وعاصمتها وارسو (فارشافا)، وعدد سكانها حوالي مليونين، وتنقسم البلاد إداريا إلى (16) قسما. تضم أرضها ثلاثة أقسام، سهول شمالية، وتطل على بحر البلطيق بطول يصل إلى 500 كم²، وتشرف على مجموعة من البحيرات الساحلية، تمتد من مصب نهر أودر إلى خليج دانرنج، والقسم الساحلي من هذه السهول قليل الخصوبة تتخلله الكثبان الرملية، أما القسم الجنوبي من السهول فيعد أكثر خصوبة نسبيا، وإن كانت تربته تتكون من الركامات الجليدية، والقسم الثاني من أرض بولندا هضبة قليلة الارتفاع مستوية السطح أثرت فيها التعرية الجليدية، ويليها القسم الثالث وهو المضرس من أرضها حيث القسم الشمالي من سفوح الكربات الغربية (الفودلاند). ينتمي مناخ بولندا إلى النمط القاري البارد، وهذه السمة تأتي من موقعها المتطرف، وبعدها عن المؤثرات الأطلنطية، فالشتاء بارد وتنخفض الحرارة في معظم مناطقها إلى ما دون الصفر، ويتساقط الثلج في معظم أيام الشتاء، ويثأثر المناخ بالرياح الباردة القادمة من الشمال، والصيف دافئ، والتساقط المطري معظمه صيفي، والمرتفعات الجنوبية أوفر مطرا من السهول في الشمال. يسود بولندا مناخ معتدل، ومن أبرز خصائصه هو التغير الكبير في أحوال الطقس من يوم لآخر ومن سنة لأخرى، نتيجة لتأثيرات الكتل الهوائية الدافئة الرطبة القادمة من البحر والمحيط الأطلنطي وتصادمها مع الكتل الهوائية الباردة الجافة القارية القادمة من أعماق القارتين الأوربية والآسيوية. بشكل عام يسود طقس معتدل بحري الجزء الغربي من بولندا مع تغير في نسبة الرطوبة صيفا وزيادة في هطول الأمطار. أما الجزء الشرقي فيسوده طقس قاري مع تغيرات حادة أو حرارة شديدة مع طقس صيفي جاف. أكثر المناطق دفئا هي الواقعة في الجنوب الغربي من بولندا في الجزء الغربي من منخفض ساندومير. وأشد المناطق في بولندا برودة هي الواقعة في الشمال الشرقي أي الجزء المسمى منطقة السوفاوكى، والمسمى بأرض القطب البولندي البارد. تعد تربة بولندا دافئة ورطبة وان كان يحدث أحيانا أن تصبح في غاية البرودة وذلك حينما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من ᶜ10 درجات تحت الصفر. ويتراوح متوسط درجات الحرارة في شهر يناير فيما بين ᶜ1.0- درجة في الغرب إلى ᶜ4.5- درجة في الشرق ᶜ5.5- في الشمال الشرقي. أما في الصيف فتصبح درجة الحرارة لطيفة مع سقوط أمطار في أغلب الوقت وهبوب العواصف. وتصل درجة الحرارة في شهر يوليو إلى ᶜ17 درجة مئوية على الساحل ᶜ20 درجة مئوية في الجنوب. أعلى معدل لسقوط الأمطار يكون في الجبال والمرتفعات. وأقصى معدل له يكون في فصل الصيف. البولنديون يشكلون الغالبية العظمى بينما هناك أقليات غجر ألمانية، أوكرانية، ومن روسية البيضاء وغيرها. بين الجاليات الأجنبية المقيمة ويكون الفيتناميون هم الأغلبية، يتلوهم اليونانيون والمقدونيين. لقد خضع سكان بولندا إلى العديد من عمليات النقل الجماعي أثناء سيطرة القوى المختلفة من جيرانها، وهم أكثر شعوب وسط أوروبا نموا، ويتكون السكان من البولندين وهم الغالبية العظمى من السكان، ثم أقليات ألمانية وروسية، ولقد قتل وشرد منهم عدة ملايين في الحرب العالمية الثانية، وترتفع الكثافة السكانية في الجنوب وتقل في الشمال، وبدأ سكان المدن بالتزايد نتيجة الصناعة، وبولندا الدولة الشيوعية الوحيدة التي تعترف بالتعليم الديني، فغالبية سكانها من الكاثوليك، وهذا عامل من عوامل مقاومة النفوذ الشيوعي الذي سقط أخيرا. بلغ عدد سكان بولندا في ديسمبر 2007 حوالي 38.116.000 نسمة، الأمر الذي يضعها في المركز 34 عالميا وهذا يضعها في المركز السابع من ناحية عدد السكان بين الدول الأوربية (وبنسبة 5.3% من سكان القارة الأوربية) وفي المركز السادس بين دول الاتحاد الأوربي (أي بنسبة 8.4% من سكان دول الاتحاد الأوربي 25) من ناحية الكثافة السكانية إذ تبلغ الكثافة السكانية فيها 122 نسمة في كم مربع. نسبة 61.5% من إجمالي عدد السكان يسكنون المدن البولندية. ومن أكبر المدن العاصمة وارسو والتي يبلغ عدد سكانها 1689,6 ألف نسمة (يمثلون 4.4% من إجمالي عدد السكان في بولندا) ومن المدن الكبرى الأخرى يأتي على الترتيب مدينة وودج (779.1 ألف نسمة)، وكراكوف (757.7 ألف نسمة) وفروتسواف (637.5 ألف نسمة) وبوزنان (574.1 ألف نسمة) وغدانسك (461.0 ألف نسمة) وشتيتشن (414.0 ألف نسمة) وبيدغوش (370.2 ألف نسمة) ولوبلين (356.6 ألف نسمة) وكاتوفيتسه (322.3 ألف نسمة). تبلغ نسبة الذكور في المجتمع البولندي 48.4% بينما تبلغ نسبة الإناث 51.6% ويبلغ متوسط العمر للرجال 70.5 سنة في حين يبلغ عند النساء 78.9 سنة. اللغة الرسمية هي اللغة البولندية، إحدى أكبر اللغات الليختية؛ التي تعود تسميتها إلى قبائل الليختيين (Lechites) أجداد البولنديين الحاليين؛ وتعد اللغات الليختية فرعا من أسرة اللغات السلافية الغربية؛ التي تنتمي إلى اللغة الهندو أوروبية إحدى أكبر أسر اللغات. الكثير من اللغات السلافية تكتب بالأبجدية السيريلية؛ وتكتب اللغة البولندية بالأبجدية اللاتينية، مع إضافة تسعة حروف مميزة ذات علامات تشكيلية، تميز الأبجدية البولندية. ويمكن أيضا كتابة اللغة البولندية باللغة الأبجدية العربية؛ حيث اعتمد في القرن 16 أو 15 نمط الكتابة العربية. اللغة البولندية هي واحدة من اللغات الرسمية في الاتحاد الأوروبي؛ وتشير التقديرات إلى أن اللغة البولندية هي اللغة الأم لحوالي 44 مليون شخص في العالم. وفقا لإحصائيات كتاب حقائق العالم عام 2011 حوالي 94.3% من البولنديين هم مسيحيين، ويتبع 87.0% من السكان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. هناك أيضا أقليات أورثوذكسية وبروتستانتينية ومسلمة ويهودية. تم تنصيب الكاردينال كارول جوزيف فوتيلا أسقفا على كراكوف ليصبح فيما بعد البابا يوحنا بولس الثاني البابا الرابع والستون بعد المائتين للكنيسة الكاثوليكية بالفاتيكان عام 1978 وقام بدعم الصحوة الدينية في البلاد وخاصة إبان الحكم الشيوعي. تعد بولندا واحدة من أكثر الدول تدينا في أوروبا، حيث يشارك الكاثوليك البولنديون في الأسرار السبعة المقدسة بشكل أكثر من نظرائهم في معظم دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية. وكشفت دراسة أجرتها الكنيسة في عام 2009 أن 80% من البولنديين يذهبون إلى الاعتراف مرة واحدة في السنة على الأقل، وتتراوح معدلات حضور الشعائر الدينية بين 52% إلى 60%، كما أن البلاد تضم أكبر تجمع للشبان المسيحيين المتدينين في الإتحاد الأوروبي، وبالتالي لا تزال بولندا واحدة من أكثر البلدان في أوروبا عامة والإتحاد الأوروبي خاصة تدينا. العطل الرسمية هي: أصبحت بولندا بعد انتهاء الحقبة الشيوعية دولة ديمقراطية برلمانية. البرلمان البولندي (Zgromadzenie Narodowe) مكون من مجلسين اثنين: مجلس الأعيان (Senat) وبه 100 عضو ومجلس النواب (Sejm) وبه 460 عضو. رئيس الحكومة هو رئيس الوزراء الذي يعين من رئيس الدولة اعتمادا على نتائج الانتخابات النيابية. أهم الأحزاب البولندية: الأحزاب الفلكلزرية كانت بولندا تتبع الاتحاد السوفياتي فيما يتعلق بالسياسة الدولية بين 1945 - 1990. كان هناك برنامج تعاوني اقتصادي مكثف يعرف باسم الكوميكون بين دول الكتلة الشيوعية من ضمنها بولندا. استمر تطبيع العلاقات بين ألمانيا وبولندا عقود عدة بعد الحرب، إلى أن وقعت أخيرا عام 1990 اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين، اعترفت بموجبها ألمانيا بحدود بولندا التي كانت دائما موضع خلاف بين البلدين. قامت بولندا عام 1972 بإنشاء علاقات دبلوماسية مع ألمانيا الغربية. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط الحكم الشيوعي في بولندا، أصبحت البلاد تتبع سياسة موالية للغرب وداعية للانضمام إلى المنظمات والاتفاقيات الدولية والأوروبية. البلد التي كانت يوما ما تحتضن حلف وارسو أصبحت عام 1999 نفسها عضوا بحلف شمال الأطلسي (الناتو). يرى الاتحاد الأوروبي في بولندا بلدا واعدا وخاصة في مجال الزراعة، الذي قد يجيء بالخيرات على الاتحاد، علما بأنها الأكبر من حيث المساحة والسكان بين الدول العشر المنضمة عام 2004 للاتحاد، التي من ضمنهم بولندا. منذ إعادة التقسيم الإداري عام 1999 والبلاد مقسمة إلى 16 محافظة (województwo). كل منها له برلمانها الخاص وحكومتها ورئيسين واحد معين (Wojewoda) من الحكومة المركزية وواحد منتخب (Marszałek) من البرلمان. المقاطعات البولندية هي: أكبر المدن هي العاصمة وارسو (1,689,600 نسمة/عام 2003) تليها: ودتش (777,500 نسمة/عام 2003)، كراكاو (750,000 نسمة/عام 2003)، فروتسلاو (638,401 نسمة/عام 2003)، بوزنان (578,900 نسمة/عام 2002)، غدانسك (461,400 نسمة/عام 2003) وشتاتشن (413,000 نسمة/عام 2004).. جيراردوف (40,000 نسمة/عام 2000). على مدار التاريخ، قدم الشعب البولندي مساهمات كبيرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات. ولعل أشهر بولندي يدعم هذه النظرية هو نيكولاس كوبرنيكوس (Mikołaj Kopernik)، الذي أثار ما عرف بثورة كوبرنيكوس بعد أن وضع فرضية مركزية الشمس. كما استنبط نظرية كمية النقود ما جعله رائدا في علم الاقتصاد.تعتبر إنجازات واكتشافات كوبرنيكوس أساس الثقافة والهوية الثقافية البولندية. جاءت بولندا في المركز 41 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، وتقدمت مركزا واحدا في مؤشر عام 2024 لتصبح في المركز 40. توظف مؤسسات التعليم العالي في بولندا بما فيها الجامعات التقليدية والمؤسسات التقنية والطبية والاقتصادية عشرات الآلاف من الباحثين والموظفين. هناك المئات من معاهد البحث والتطوير. ومع ذلك، في القرنين التاسع عشر والعشرين، عمل العديد من العلماء البولنديين في الخارج؛ ومن أهم هؤلاء المنفيين كانت ماري كوري، عالمة فيزياء وكيميائية عاشت معظم حياتها في فرنسا، أسست عام 1925 معهد الراديوم في بولندا. في النصف الأول من القرن العشرين، كانت بولندا مركزا مزدهرا للرياضيات. شكل علماء الرياضيات البولنديون المتميزون مدرسة لفوف للرياضيات (منهم ستيفن باناخ، وستانيسلو مازور، وهوجو شتاين هاوس، وستانيسلو أولام) ومدرسة وارسو للرياضيات (منهم ألفريد تارسكي، كازيميرز كوراتوفسكي، فاتسواف شيربينسكي وأنتوني زيغموند). هاجر العديد من علماء الرياضيات والعلماء والكيميائيين والاقتصاديين بسبب التقلبات التاريخية، منهم بينوا ماندلبروت، ليونيد هورفيتش، ألفريد تارسكي، جوزيف روتبلت والحائزين على جائزة نوبل رولد هوفمان، وجورج تشارباك، وتاديوش رايخشتاين. اقتصاد بولندا صناعي زراعي وتساهم الصناعة بنصف الدخل القومي، وأهم الصناعات تتمثل في بناء السفن والسيارات والآلات الكيميائية وتكرير البترول والزجاج والمنسوجات، اما الزراعة فيعمل بها حوالي 32% من سكان بولندا وتشغل نصف مساحة البلاد، ومسموح في بولندا بالملكية الفردية، ويملك المزارعون 87% من الأراضي الزراعية، وتنتج 84% من الإنتاج الزراعي، وأهم الحاصلات القمح والشعير. هذا إلى جانب الشوفان والجودار، وهو المحصول الأول، والبنجر السكري، والبطاطس والخضر، وتغطي الغابات ربع مساحة بولندا، وكانت تصدر كميات كبيرة من المنتجات الخشبية وقلت الآن عن ذي قبل، وتوجد أفضل المراعي في جنوب بولندا، والثروة الحيوانية عنصر هام في اقتصادها، ومعظم ثروتها الحيوانية من الأبقار والخنازير. تحول اقتصاد بولندا إلى اقتصاد السوق مع انهيار الحكم الشيوعي. توج هذا التحول في عام 2004 بانضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي. تستخدم حوالي 60% من مساحة بولندا للزراعة لذا أضحى القطاع الزراعي أهم أعمدة الاقتصاد، الذي ينقصه الاستثمارات والإصلاح. أهم المنتجات الزراعية هي الحبوب، البطاطس، الشمندر السكري، الخضروات والفاكهة. من المتوقع أن تصبح بولندا أهم منتج زراعي في الاتحاد الأوروبي خلال الأعوام القادمة. تملك البلاد ثروة حيوانية ضخمة. الفحم بأنواعه، الخارصين والرصاص هي أهم المعادن المتواجدة في بولندا. أهم الصناعات هي الآلية، بناء السفن، تكرير النفط، الورق، المنسوجات، الكيميائية والإلكترونية. المدن والطبيعة البولندية تجذب مئات الآلاف من السياح سنويا. تعد بولندا بلدا مهما فيما يتعلق بالتجارة والنقل بين شرق وغرب أوروبا، وبين البلقان وشمال أوروبا. شركة القطارات البولندية (Polskie Koleje Państwowe) تدير معظم شبكات السكك الحديدية في البلاد. هناك شبكة طرق برية كبيرة ولكن ينقصها الطرق السريعة. أهم الموانئ البحرية هي غدانسك، شتاتشن، غدينيا. شركة لوت (LOT) هي شركة الخطوط الجوية الوطنية. توصيل ثقافة بولندا بشكل وثيق مع معقد عام 1000 تاريخها لها طابع فريد وضعت نتيجة لجغرافيتها عند التقاء الثقافات الأوروبية. مع جذور في ثقافة بروتو السلاف، مع مرور الوقت ثقافة البولندية قد أثرت بعمق العلاقات تتشابك مع العالمين الجرمانية، اللاتينية من والبيزنطية وكذلك في الحوار المستمر مع العديد من المجموعات والأقليات العرقية الأخرى التي تعيش في بولندا. تقليديا ينظر إلى الناس من بولندا ومضياف للفنانين من الخارج وحريصة على متابعة الاتجاهات الثقافية والفنية الشعبية في بلدان أخرى. في القرنين 19 20 والبولندي التركيز على التطور الثقافي في كثير من الأحيان لها الأسبقية على النشاط السياسي والاقتصادي. ساهمت هذه العوامل في طبيعة تنوعا الفن البولندي، مع كل الفروق الدقيقة المعقدة. بولندا هي مسقط رأس العديد من الشخصيات المتميزة (انظر قائمة الشعب البولندي.)، منها: ميكولاج Kopernik، Fryderyk شوبان، ماريا سكلودوفسكا كوري، تاديوش كوسيوسكو، كازيميرز بولاسكي، جزف بيلسودسكي، ليخ فاليسا والبابا يوحنا بولس الثاني (كارول فويتيلا). كرس الرسام البولندي العظيم يناير Matejko فنه ضخمة إلى الأحداث التاريخية الأكثر أهمية على الأراضي البولندية، جنبا إلى جنب مع الكاتب المسرحي والرسام والشاعر ستنيسو Wyspiański. كان اللاعب Ignacy ستنيسو Witkiewicz (Witkacy) مثالا على فيلسوف البولندي الطليعية ومؤلف كتاب النظريات الجمالية. يرجع تاريخ الأدب البولندي يعود إلى القرن 12th ويشمل العديد من مشاهير الشعراء والكتاب مثل ميكولاج REJ، يناير Kochanowski، آدم ميكيفيتش، اللاعب Bolesław Prus، Juliusz Słowacki، فيتولد Gombrowicz، ستانيسلو ليم، كورنل Makuszyński، هنريك Sienkiewicz، فلاديسلاف ريمونت، اللاعب Czesław ميلوش. كان البولندية جوزيف كونراد كاتب ملحوظ من الأعمال باللغة الإنجليزية. تشمل العديد من المخرجين السينمائيين العالم الشهير البولندي الفائزين جوائز الاوسكار رومان بولانسكي، أندريه جدة، زبيغنيو Rybczyński، يانوش كامينسكي، كرزيستوف Kieślowski، أنيسكا هولندا. الممثلات معروفة خارج بولندا، وتشمل هيلينا Modjeska وبولا نيغري. بولندا لديها تقليد كبير، طويل الأمد من التسامح تجاه الأقليات، فضلا عن عدم وجود تمييز على أساس الدين أو الجنسية أو العرق. قبل الحرب العالمية الثانية، أصبحت الأقليات العرقية تمثل نسبة كبيرة من السكان البولنديين. حافظت بولندا على مستوى عال من المساواة بين الجنسين، وقد انشئت حركة حقوق الإعاقة ويعزز المساواة السلمية. كانت بولندا أول دولة في العالم تحظر العقاب البدني في جميع أشكاله ، طوال معظم تاريخها الطويل، شهدت هجرة محدودة جدا من الخارج؛ هذا الاتجاه يمكن أن يعزى إلى حد كبير إلى رفض بولندا الرق وإلى عدم وجود المستعمرات في الخارج، فضلا عن احتلال أراضيها خلال معظم القرون 19th وأوائل 20th. على الرغم من هذا، فقد لفترة طويلة تم اعتبار البلاد وجود مجتمع متسامح جدا، مما يتيح المساواة في الحقوق لجميع الناس بغض النظر عن خلفياتهم العرقية. يمكن أن يقال هذا لوقف حد كبير من عهد الملك كازيمير الثالث العظمى وقبوله للجالية اليهودية في بولندا، في الوقت الذي توقفت معظم دول أوروبا في المزاج والإجراءات المعادية للسامية. تاريخ اليهود في بولندا يجسد التعايش السلمي للأمة مع مجموعة عرقية معينة. اليوم، ما يقرب من 96.7٪ من المواطنين البولنديين تعلن أن البولنديين، و97.8٪ تعلن أنها تتحدث البولندية في المنزل (تعداد 2002). أصبح سكان بولندا واحدة من أكثر متجانسة عرقيا في العالم نتيجة لحدود تغير جذريا بعد الحرب العالمية الثانية والهجرات اللاحقة. هذا التجانس هو نتيجة الترحيل بعد الحرب العالمية الثانية بأمر من السلطات السوفيتية، الذين يرغبون في إزالة البولندية أقليات كبيرة من ليتوانيا وروسيا البيضاء وأوكرانيا والعودة إلى الوطن من الأوكرانيين من بولندا إلى الاتحاد السوفيتي (انظر التغيرات الإقليمية بولندا والديموغرافيا التاريخية بولندا للحصول على التفاصيل). على عكس العديد من البلدان الأخرى، ويضمن حقوق الأقليات العرقية في بولندا مباشرة من قبل دستور بولندا (المادة 35)، واليوم هناك، من بين أمور أخرى، والأقليات الألمانية والأوكرانية والبيلاروسية كبيرة في البلاد. في عام 2013، رفض البرلمان البولندي التشريعات المقترحة على الشراكات المدنية، التي غالبية المجتمع البولندي هي ضد، ولكن للمرة الأولى أنها أعطت حق اللجوء لشخص مثلي الجنس من أوغندا على أساس التوجه الجنسي. وفي استطلاع للرأي أجرته 2013 CBOS، كانت 72٪ من البولنديين ضد زواج المثليين، كانت 88٪ مقابل اعتماد الأزواج من نفس الجنس، وكانت 68٪ ضد مثليون جنسيا ومثليات يظهر علنا طريقتهم في الحياة. وتحظر المادة 18 من دستور بولندا زواج المثليين. بعد انهيار الشيوعية رسميا في عام 1989، بولندا تحسنت كثيرا صورتها في العالم، وبالتالي تلقى المزيد من الدعم من النجاح الاقتصادي الأخير في البلاد ودخول الفعلي في الاتحاد الأوروبي (EU). وقد حصلت المواطنين البولنديين سمعة طيبة وعمال الصلب في الاتحاد الأوروبي، وذلك أساسا بسبب مجموعة واسعة من فرص العمل خارج حدود دولتهم، منذ عام 2004. نتائج لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) من المسح أظهر عام 2004 أن البولنديين عملت معظم ساعات في الأسبوع الثاني من أي جنسية في جميع أنحاء العالم. بولندا لا تزال واحدة من أكثر البلدان سلمية في العالم. فنانين من بولندا، بما في ذلك ملحنين الشهيرة مثل شوبان أو Penderecki والتقليدية والموسيقيين الشعبية إقليمي، وخلق مشهد الموسيقى الحية والمتنوعة، التي تعترف بها حتى أنواع الموسيقى الخاصة، مثل śpiewana poezja وديسكو البولو. اعتبارا من عام 2006، وبولندا هي واحدة من البلدان القليلة في أوروبا حيث الروك والهيب هوب تهيمن على موسيقى البوب، في حين يتم تشجيع جميع أنواع أنواع الموسيقى البديلة. يمكن تتبع أصول الموسيقى البولندي بقدر ما يعود إلى القرن 13th. تم العثور على المخطوطات في ستاري Sącz، التي تحتوي على مكونات متعددة الألحان المتعلقة الباريسية مدرسة نوتردام. المؤلفات المبكرة الأخرى، مثل لحن Bogurodzica ومستنقع SIE rodzi (أ رقصة بطيئة بولندية تتويج لملوك البولندية من قبل الملحن غير معروف)، التاريخ أيضا قد يعود إلى هذه الفترة، ولكن، الملحن المعروف ملحوظ أولا، ميكولاج Radomia، ولدت وعاش في القرن 15. خلال القرن 16th، مجموعتين الموسيقية الرئيسية - كلاهما مقره في كراكوف والانتماء للملك ورئيس أساقفة فافل - أدت إلى التطور السريع للموسيقى البولندي. الملحنين كتابة خلال هذه الفترة تشمل Wacław Szamotuł، ميكولاج Zieleński، وميكولاج Gomółka. ديوميديس كاتو، وهو الإيطالية الأم المولد الذي عاش في كراكوف من حوالي سن الخامسة، أصبحت واحدة من lutenists الأكثر شهرة في محكمة سيغيسموند الثالث، ويتم استيراد سوى بعض من الأساليب الموسيقية من جنوب أوروبا، ولكن المخلوطة لهم الموسيقى الشعبية الأم. في نهاية القرن 18th، تطورت الموسيقى الكلاسيكية البولندي إلى أشكال الوطنية مثل رقصة بطيئة بولندية. في القرن 19th كانت الملحنين الأكثر شعبية: جزف إيلسنر وتلاميذه Fryderyk شوبان واللاعب Ignacy Dobrzyński. كانت الملحنين الأوبرا هاما من عصر كارول Kurpiński وستنيسو Moniuszko في حين أن قائمة العازفون المنفردون الشهير والملحنين وشملت هنريك Wieniawski، Juliusz Zarębski. في مطلع القرنين 19 20 قد الملحنين البارزين قال انه كان اديسواف Zeleński واللاعب Mieczysław Karłowicz، مع كارول Szymanowski تكتسب أهمية قبل الحرب العالمية الثانية. الكسندر Tansman عاش في باريس ولكن كانت له صلات قوية مع بولندا. فيتولد Lutosławski، هنريك Górecki، وكرزيستوف Penderecki تتألف في بولندا وهاجر أندريه Panufnik. زارها الموسيقى الشعبية التقليدية البولندية تأثير كبير على أعمال الكثير من الملحنين البولندية المعروفة، وليس أكثر من ذلك على Fryderyk شوبان، بطلا قوميا المعترف بها على نطاق واسع من الفنون. كل أعمال شوبان تنطوي على البيانو ويطالبون من الناحية الفنية، مؤكدا الوضوح والعمق التعبيري. وملحن كبير، اخترع شوبان الموسيقية على شكل يعرف باسم قصيدة ذات ثلاث مقاطع مفيدة وجعل الابتكارات الرئيسية للسوناتا البيانو، المازوركا، الفالس، الموسيقى الهادئة، رقصة بطيئة بولندية، القطعة الموسيقية، مرتجلة وتمهيدا، كما انه كان الملحن عدد من polonaises التي اقترضت بشكل كبير من الموسيقى الشعبية التقليدية البولندية. هو إلى حد كبير بفضل له ان هذه القطع اكتسبت شعبية كبيرة في جميع أنحاء أوروبا خلال القرن 19th. في أيامنا هذه الموسيقى الشعبية الأكثر تميزا يمكن سماع في البلدات والقرى الجبلية في الجنوب، خاصة في المنطقة المحيطة منتجع الشتاء من زاكوباني. بولندا اليوم لديها ساحة موسيقية نشطة للغاية، منها أنواع موسيقى الجاز وموسيقي الميتال اللذان لهما شعبية واسعة خاصة بين جماهير الموسيقي المعاصرة. موسيقيي الجاز البولندي كرزيستوف مثل Komeda، خلق أسلوب فريد من نوعه، والذي كان الأكثر شهرة في 1960s 1970s، ولا تزال شعبية لهذا اليوم. منذ سقوط الشيوعية، أصبحت بولندا مكانا رئيسيا لمهرجانات الموسيقى على نطاق واسع، وأهمها هي Open'er مهرجان، مهرجان أوبول ومهرجان سوبوت. الفنون البولندية قد تعكس دائما التوجهات الأوروبية مع الحفاظ على طابعها الفريد. أنتجت مدرسة كراكوف من اللوحة التأريخية التي وضعتها يناير Matejko تصوير ضخمة من الجمارك والأحداث الهامة في التاريخ البولندي. كان ستنيسو Witkiewicz من المؤيدين المتحمسين من الواقعية في الفن البولندي، ممثلها الرئيسي هو جوزيف Chełmoński. شهدت حركة Młoda والتليفزيون (يونغ بولندا) ولادة الفن البولندي المعاصر، واشتبكت في قدر كبير من التجريب رسمي بقيادة جاسيك Malczewski (رمزية)، ستنيسو Wyspiański، جزف Mehoffer، ومجموعة من البولندية الانطباعيين. فناني القرن العشرين الطلائع تمثل مختلف المدارس والاتجاهات. تأثر فن تاديوس Makowski من التكعيبية. في حين عملت اديسواف Strzemiński وهنريك Stażewski داخل لغة البنائية. تشمل الفنانين حاليا المعاصر الرومانية Opałka، ليون Tarasewicz، جيرزي Nowosielski، فويتشخ Siudmak، اللاعب Mirosław بالكا، وكاتارزينا Kozyra وزبيغنيو Wąsiel في جيل الشباب. تشمل النحاتين البولندي الأكثر شهرة Xawery Dunikowski، كاتارزينا Kobro، ألينا Szapocznikow وماغدالينا Abakanowicz. منذ سنوات ما بين الحربين، والفن البولندي والتصوير الوثائقي تتمتع باعتراف عالمي. في الستينات تم تشكيل مدرسة البولندي المشارك، مع هنريك أوقعت وفالديمار Świerzy في رأسه. أفضل مدارس الفنون الجميلة في بولندا هي يناير Matejko أكاديمية الفنون الجميلة، كلية كراكو للفنون وتصميم الأزياء، وأكاديمية الفنون الجميلة في وارسو، أكاديمية الفنون من شتشيتسين، جامعة الفنون الجميلة في بوزنان ويوجينيوس Geppert أكاديمية الفنون الجميلة. وضعت بولندا حرية الصحافة منذ سقوط الشيوعية، وهو النظام الذي كان بكثافة وسائل الإعلام التي تسيطر عليها سياسيا ورقابة. ومع ذلك، التلفزيون والإذاعة العامة لا تزال تخضع لرقابة الحكومة، ويمارس هذا من خلال وكالة تسمى Krajowa رادا Radiofonii Telewizji (الإذاعة الوطنية والتلفزيون جنة)، الذي يشبه إلى اللجان التنظيمية التلفزيون في الدول المتقدمة الأخرى. بولندا لديها عدد من وسائل الإعلام الرئيسية، أهمها هي القنوات التلفزيونية الوطنية. TVP هو هيئة الإذاعة العامة في بولندا. نحو ثلث دخلها يأتي من رخصة البث الاستقبال، في حين يتم إجراء بقية الإيرادات من خلال الإعلانات التجارية والرعايات. التلفزيون الرسمي يعمل قناتين السائدة، TVP 1 2 TVP، فضلا عن البرامج الإقليمية (TVP
https://ar.wikipedia.org/wiki/بولندا
e142061a6a0021b8846546923c57e159
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.009897", "source": "Wikipedia" }
ليتوانيا
ليتوانيا
ليتوانيا أو لتوانيا، أو رسميا جمهورية ليتوانيا ، هي دولة في منطقة البلطيق من شمال أوروبا، وعضو في الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا ومنطقة اليورو ومنطقة شنجن ومنظمة حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، وهي أيضا عضو في بنك الاستثمار في بلدان الشمال الأوروبي، وجزء من منظمة تعاون بلدان الشمال الأوروبي ودول البلطيق، تعد ليتوانيا الجمهورية السوفيتية السابقة الوحيدة التي يشكل فيها الرومان الكاثوليك أغلبية السكان. تعتبر ليتوانيا واحدة من دول البلطيق. تقع البلاد على طول الساحل الجنوبي الشرقي لبحر البلطيق، إلى الشرق من السويد والدنمارك. يحدها لاتفيا من الشمال، وبيلاروسيا من الشرق والجنوب، وبولندا من الجنوب، وكالينينغراد (مقاطعة روسية) إلى الجنوب الغربي. يبلغ عدد سكان ليتوانيا 2.8 مليون نسمة اعتبارا من عام 2024، وعاصمتها وأكبر مدنها هي فيلنيوس. المدن الرئيسية الأخرى هي كاوناس وكليبيدا. الليتوانيون هم شعب البلطيق، اللغة الرسمية، الليتوانية، هي واحدة من لغتين حيتين فقط في فرع البلطيق لعائلة اللغة الهندية الأوروبية، واللغة الأخرى هي اللاتفية. لعدة قرون، كانت الشواطئ الجنوبية الشرقية لبحر البلطيق تسكنها قبائل البلطيق المختلفة. في عام 1230 ميلادية تم توحيد أراضي ليتوانيا بواسطة ميندوغاس، وتم إنشاء مملكة ليتوانيا في 6 يوليو 1253. خلال القرن الرابع عشر، كانت دوقية ليتوانيا الكبرى أكبر دولة في أوروبا؛ وتكونت من ليتوانيا الحالية، بيلاروسيا، أوكرانيا، وأجزاء من بولندا وروسيا كانت أراضي الدوقية الكبرى. مع اتحاد لوبلان عام 1569، شكلت ليتوانيا وبولندا اتحادا شخصيا طوعيا بين الدولتين، الكومنولث البولندي اللتواني. استمر الكومنولث لأكثر من قرنين، حتى قامت البلدان المجاورة بتفكيكه بشكل منهجي من عام 1772 إلى عام 1795، مع ضم الإمبراطورية الروسية معظم أراضي ليتوانيا. مع اقتراب الحرب العالمية الأولى من نهايتها، تم التوقيع على وثيقة استقلال ليتوانيا في 16 فبراير 1918، معلنة تأسيس جمهورية ليتوانيا الحديثة. في خضم الحرب العالمية الثانية، احتلت ليتوانيا لأول مرة من قبل الاتحاد السوفيتي ثم ألمانيا النازية. مع اقتراب الحرب العالمية الثانية من نهايتها وتراجع الألمان، احتل الاتحاد السوفيتي ليتوانيا. في 11 آذار / مارس 1990، أي قبل عام من الانهيار الرسمي للاتحاد السوفياتي، أصبحت ليتوانيا أول دولة في الاتحاد السوفيتي تعلن نفسها مستقلة، مما أدى إلى استعادة دولة ليتوانيا المستقلة مرة أخرى. تعد ليتوانيا من الدول المتقدمة ذات الدخل المرتفع حيث تتمتع بارتفاع مؤشر التنمية البشرية، ومستوى معيشة مرتفع للغاية وتؤدي أداء إيجابيا في قياسات مستويات الحريات المدنية وحرية الصحافة وحرية الإنترنت والحكم الديمقراطي والسلام. تقع ليتوانيا في منطقة بحر البلطيق في أوروبا وتغطي مساحة قدرها 65,200 كم2 (25,200 ميل2). تقع بين خطي العرض 53 درجة 57 درجة شمالا، ومعظمها بين خطي الطول 21 درجة 27 درجة شرقا (جزء من برزخ قورش يقع غرب 21 درجة). لديها حوالي 99 كيلومتر (61.5 ميل) من الساحل الرملي، حوالي 38 كيلومتر (24 ميل) فقط التي تواجه بحر البلطيق المفتوح، أي أقل من الدولتين الأخريتين من دول بحر البلطيق. ما تبقى من الساحل محاط بشبه الجزيرة الرملية الكورونية. يقع الميناء الرئيسي للمياه الدافئة في ليتوانيا، كلايبيدا، عند المصب الضيق لبحيرة قورش (الليتوانية: كورشو ماريوس)، وهي بحيرة ضحلة تمتد جنوبا إلى كالينينغراد. ينقل نهر نيموناس الرئيسي والأكبر في البلاد، وبعض روافده، الشحنات الدولية. تقع ليتوانيا على حافة السهل الأوروبي الشمالي. تم تسوية تضاريسه من خلال الانهار الجليدية في العصر الجليدي الأخير، وهو مزيج من الأراضي المنخفضة والمرتفعات المعتدلة. أعلى نقطة لها هي Aukštojas Hill على ارتفاع 294 مترا (965 قدما) في الجزء الشرقي من البلاد. تضم التضاريس العديد من البحيرات (بحيرة Vištytis، على سبيل المثال) والأراضي الرطبة، وتغطي منطقة الغابات المختلطة أكثر من 33 ٪ من مساحة البلاد. Drūkšiai هي الأكبر، Tauragnas هي الأعمق Asveja هي أطول بحيرة في ليتوانيا. بعد إعادة تقدير حدود قارة أوروبا في عام 1989، قرر جان جورج أفولدر، العالم بمعهد جيوغرافيك الوطني (المعهد الجغرافي الوطني الفرنسي)، أن المركز الجغرافي لأوروبا كان في ليتوانيا، على 54 ° 54 ′ N 25 ° 19′E، 26 كيلومترا (16 ميلا) إلى الشمال من مدينة فيلنيوس عاصمة ليتوانيا. تم حساب ذلك من خلال حساب مركز الجاذبية للقارة الأوروبية. أهم أنهر البلاد هو نيموناس (Nemunas)، التي تستخدم بعض أجزاءه للملاحة النهرية. تضاريس البلاد بشكل عام سهلية ما عدا بعض الهضاب في الغرب والشرق لا يتعدى علوها 300 متر، مع اعتبار جوزابينس (Juozapinės) 292 متر أعلى نقطة في ليتوانيا. الأرض مغطاة بالعديد من البحيرات والغابات (التي تشكل 30% من المساحة). مناخ ليتوانيا يتراوح بين البحري والقاري، وهو معتدل نسبيا. متوسط درجات الحرارة على الساحل هو -2.5 درجة مئوية (27.5 درجة فهرنهايت) في يناير 16 درجة مئوية (61 درجة فهرنهايت) في يوليو. في فيلنيوس العاصمة، يبلغ متوسط درجات الحرارة −6 درجة مئوية (21 درجة فهرنهايت) في يناير 17 درجة مئوية (63 درجة فهرنهايت) في يوليو. وخلال فصل الصيف، 20 درجة مئوية (68 درجة فهرنهايت) شائعة خلال النهار بينما 14 درجة مئوية (57 درجة فهرنهايت) شائعة في الليل؛ في الماضي، وصلت درجات الحرارة إلى 30 أو 35 درجة مئوية (86 أو 95 درجة فهرنهايت). الشتاء يمكن أن يكون بارد جدا. −20 درجة مئوية (−4 درجة فهرنهايت) تحدث كل شتاء تقريبا. درجات الحرارة في الشتاء هي -34 درجة مئوية (-29 درجة فهرنهايت) في المناطق الساحلية -43 درجة مئوية (-45 درجة فهرنهايت) في شرق ليتوانيا. يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي 800 ملم (31.5 بوصة) على الساحل، 900 ملم (35.4 بوصة) في مرتفعات ساموجيتيا 600 ملم (23.6 بوصة) في الجزء الشرقي من البلاد. يحدث الثلج كل عام، ويمكن أن يدوم الثلج من أكتوبر إلى أبريل. في بعض السنوات، يمكن أن يسقط الصقيع في سبتمبر أو مايو. يستمر موسم الزراعة 202 يوما في الجزء الغربي من البلاد 169 يوما في الجزء الشرقي. العواصف الشديدة نادرة في الجزء الشرقي من ليتوانيا ولكنها شائعة في المناطق الساحلية. تغطي سجلات أطول من قياس درجة الحرارة في منطقة البلطيق حوالي 250 سنة. تظهر البيانات فترات دافئة خلال النصف الأخير من القرن الثامن عشر، وأن القرن التاسع عشر كان فترة باردة نسبيا. توج بارتفاع درجات الحرارة في أوائل القرن العشرين في الثلاثينيات، تلاه تبريد أصغر استمر حتى الستينيات. استمر اتجاه الاحترار منذ ذلك الحين. عانت ليتوانيا من الجفاف في عام 2002، مما تسبب في حرائق الغابات. عانت البلاد مع بقية شمال غرب أوروبا خلال موجة الحر في صيف عام 2006. حوالي 82.6% من سكان البلاد هم ليتوانيون ويتحدثون الليتوانية، هناك بعض الأقليات الأخرى، أهمها الروسية (5%)، البولندية (6.3%) والروسية البيضاء (2.1%)، والأوكرانيون (1.7%). اللغة الليتوانية (lietuvių kalba) هي لغة الدولة الرسمية في ليتوانيا وهي معترف بها باعتبارها واحدة من اللغات الرسمية للاتحاد الأوروبي. يوجد حوالي 2.96 مليون شخص يتحدثون اللغة الليتوانية في ليتوانيا وحوالي 0.2 مليون شخص في الخارج. اللتوانية هي لغة بحر البلطيق، ترتبط ارتباطا وثيقا باللاتفية، على الرغم من أنها ليست مفهومة بشكل متبادل. هو تكتب بالحروف الرومانية ولكن مع بعض التعديل. يعتقد أن اللغة الليتوانية هي اللغة الأكثر تحفظا من الناحية اللغوية للغة الهندو أوروبية، حيث تحتفظ بالعديد من ميزات لغة بروتو الهندية الأوروبية. في العصر الحديث، تنقسم اللغة الليتوانية إلى لهجتين: لهجة Aukštaitian ولهجة Samogitian. يختلف نطق الكلمات في كل من اللهجتان. تحتوي لهجة ساموجيتيان أيضا على العديد من الكلمات المختلفة تماما، بل إنها تعتبر لغة منفصلة من قبل بعض اللغويين. تم وضع الأسس اللازمة للغة اللتوانية المكتوبة في القرنين السادس عشر والسابع عشر من قبل النبلاء والعلماء الليتوانيين، الذين روجوا للغة اللتوانية، وخلقوا القواميس والكتب المنشورة نشر أول كتاب لقواعد اللغة اللتوانية Grammatica Litvanica باللغة اللاتينية عام 1653 من قبل دانييليوس كلايناس. تعتبر أعمال وأنشطة يوناس يابلونسكيس مهمة بشكل خاص للأدب الليتواني الذي ينتقل من استخدام اللهجات إلى اللغة الليتوانية القياسية. نشرت المواد اللغوية التي جمعها في 20 مجلدا من القاموس الأكاديمي الليتواني وما زالت تستخدم في البحث وفي تحرير النصوص والكتب. كما انه اضاف الحرف ū في الكتابة الليتوانية. الكاثوليكية هو الدين السائد في البلاد، الأرثوذكسية والبروتستانتية واليهودية إضافة لأقلية مسلمة هي الأديان الباقية في ليتوانيا. العطل الرسمية هي رأس السنة الميلادية (الأول من كانون الثاني/يناير)، يوم إعادة تأسيس الجمهورية (6 شباط/فبراير)، الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي (1 آذار/مارس)، عيد الفصح، عيد العمال (الأول من أيار/مايو)، عيد تنصيب الملك (6 تموز/يوليو)، عيد انتقال مريم العذراء (15 آب/أغسطس)، عيد جميع القديسين (الأول من تشرين الثاني/نوفمبر) وليلة وعيد الميلاد المجيد (25-26 كانون الأول/ديسمبر). توسعت الدولة الليتوانية في القرن الخامس عشر حتى وصلت حدودها إلى موسكو والبحر الأسود يوما ما. شكلت ليتوانيا وبولندا اتحادا اسميا عام 1384 ، والذي استمر حوالي أربعة قرون من الزمن. دخلت البلاد عام 1795 تحت السيطرة الروسية. احتل الألمان ليتوانيا وجمهوريات البلطيق عام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولى(1914-1915). في عام 1918 أعلن الاستقلال. اعترف الاتحاد السوفياتي بليتوانيا عام 1920 وأعلن قيام جمهورية برلمانية. انضمت دول البلطيق الثلاث إلى عصبة الأمم المتحدة عام 1921. اتفاق هتلر-ستالين عام 1939 أعطى الضوء الأخضر للاتحاد السوفياتي باحتلال جمهوريات البلطيق ومن ضمنها ليتوانيا، الذي تم في عام 1940 أثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بدون أي سابق إنذار. بعد نشوب الحرب بين ألمانيا والاتحاد السوفياتي، قامت الأولى باحتلال جمهوريات البلطيق عام 1941، إلى أن أعاد الجيش الأحمر احتلالها وإعادتها تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي. بقي تاريخ ليتوانيا كجمهوريات البلطيق الأخرى جزء من التاريخ السوفياتي في السنوات المقبلة حتى الأعوام 1988 -1990، عندما بدأ الاتحاد السوفياتي بالانهيار وتزايد الأصوات المطالبة باستقلال البلاد. ليتوانيا أعلنت استقلالها عام 1990، رفض الاتحاد السوفياتي الأمر في البداية وأرسل قوات عسكرية سوفياتية لفرض السيطرة ولكنه مع تزايد الضغوطات الدولية، اعترف في العام التالي بالجمهورية الجديدة. انضمت ليتوانيا إلى الأمم المتحدة عام 1991 وإلى الاتحاد الأوروبي عام 2004. الرئيس هو أعلى منصب سياسي في البلاد، ينتخب مباشرة كل خمس سنوات ويشغل أيضا منصب القائد العام للقوات المسلحة. كما يقوم رئيس البلاد بتعيين رئيس الوزراء بعد موافقة البرلمان عليه، الذي بدوره يشكل الحكومة ويعين عدد من القضاة والموظفين المدنيين الكبار. لدى البرلمان الليتواني (Seimas) عدد أعضاء يبلغ 141 عضوا، يتم انتخابهم كل أربعة سنوات. كل حزب يجب أن يحصل على نسبة 5% على الأقل في الانتخابات ليستطيع تمثيل نفسه بالبرلمان. أهم أحزاب البلاد هم: حزب الوطن، حزب العمال، حزب الليبرالي الديمقراطي، حزب الوسط الليبرالي والحزبي الاشتراكي الجديد. لتوانيا مقسمة إلى 10 مقاطعات ، تأتي تسميتهم نسبة إلى عواصمهم: العاصمة هي فيلينيوس (541,600 نسمة /عام 2003). أهم المدن الأخرى: كلايبيدا (192.000 نسمة /عام 2003) وكاوناس (374.000 نسمة /عام 2003). لدى ليتوانيا اقتصاد مفتوح ومختلط يصنفه البنك الدولي كاقتصاد مرتفع الدخل. وفقا لبيانات عام 2016، فإن القطاعات الثلاثة الكبرى في الاقتصاد الليتواني هي - الخدمات (68.3٪ من الناتج المحلي الإجمالي)، والصناعة (28.5٪) والزراعة (3.3٪). يصنف تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي ليتوانيا في المرتبة 41 (من بين 137 دولة مصنفة). انضمت ليتوانيا إلى حلف شمال الأطلسي عام 2004، الاتحاد الأوروبي في عام 2004، شنغن في عام 2007 ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في عام 2018. في 1 يناير 2015، أصبح اليورو العملة الوطنية لتحل محل الليتاس بسعر 1.00 يورو = LTL 3.45280. المنتجات الزراعية والمواد الغذائية 18.3 ٪، والمنتجات الكيماوية والبلاستيكية - 17.8 ٪، والآلات والأجهزة - 15.8 ٪، والمنتجات المعدنية - 14.7 ٪، والخشب والأثاث - 12.5 ٪ من الصادرات. وفقا لبيانات عام 2016، يذهب أكثر من نصف إجمالي الصادرات الليتوانية إلى 7 دول بما فيها روسيا (14٪) ولاتفيا (9,9٪) وبولندا (9,1٪) وألمانيا (7,7٪) وإستونيا (5,3٪)، السويد (4,8٪) والمملكة المتحدة (4,3٪). بلغت الصادرات 81.31 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في ليتوانيا في عام 2017. شهد الناتج المحلي الإجمالي في ليتوانيا معدلات نمو حقيقية عالية للغاية لعقد حتى عام 2009، وبلغت ذروتها عند 11.1 ٪ في عام 2007. ونتيجة لذلك، كان يطلق على البلاد في كثير من الأحيان نمر البلطيق. في المتوسط، يأتي أكثر من 95٪ من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في ليتوانيا من دول الاتحاد الأوروبي. السويد هي تاريخيا أكبر مستثمر مع 20 ٪ - 30 ٪ من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر في ليتوانيا. ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر إلى ليتوانيا في عام 2017، حيث وصل إلى أعلى عدد مسجل من مشاريع الاستثمار في الحقول الخضراء. في عام 2017، كانت ليتوانيا ثالث دولة، بعد أيرلندا وسنغافورة بمتوسط القيمة الوظيفية للمشاريع الاستثمارية. كانت الولايات المتحدة البلد المصدر الرئيسي في عام 2017، 24.59 ٪ من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر. في المرتبة التالية ألمانيا والمملكة المتحدة، يمثل كل منهما 11.48 ٪ من إجمالي عدد المشاريع. بناء على بيانات Eurostat، في عام 2017، سجلت قيمة الصادرات الليتوانية أسرع نمو ليس فقط في بلدان البلطيق، ولكن أيضا في جميع أنحاء أوروبا، والتي كانت 16.9 في المائة. لدى ليتوانيا معدل ضريبة ثابت بدلا من مخطط تدريجي. وفقا Eurostat تعد ضريبة الدخل الشخصي (15٪) وضريبة الشركات (15٪) في ليتوانيا من بين أدنى المعدلات في الاتحاد الأوروبي. البلاد لديها أدنى معدل الضريبة الضريبية على رأس المال (9.8 ٪) في الاتحاد الأوروبي. معدل ضريبة الشركات في ليتوانيا هو 15 ٪ 5 ٪ للشركات الصغيرة. هناك 7 مناطق اقتصادية حرة تعمل في ليتوانيا. ينمو إنتاج تكنولوجيا ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/ليتوانيا
e51d176b695a69a0b93ce7aa6157d35c
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.016314", "source": "Wikipedia" }
فنلاندا
فنلندا
فنلندا أو فنلندة ورسميا جمهورية فنلندا، هي بلد شمالي يقع في المنطقة الفينوسكاندية في شمال أوروبا. يحدها من الغرب السويد، والنرويج من الشمال وروسيا في الشرق، بينما تقع إستونيا إلى الجنوب عبر خليج فنلندا. يقيم حوالي 5.5 مليون شخص في فنلندا حيث تتركز الغالبية في المنطقة الجنوبية. تعد البلاد الثامنة من حيث المساحة في أوروبا وأقل بلدان الاتحاد الأوروبي كثافة سكانية. فنلندا جمهورية برلمانية ذات حكومة مركزية مقرها هلسنكي وحكومات محلية في 336 بلدية. يعيش في منطقة هلسنكي الكبرى حوالي مليون شخص (والتي تضم هلسنكي وإسبو وكاونياينن وفانتا)، ويتم إنتاج ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد في تلك المنطقة. من بين غيرها من المدن الكبرى تامبيري وتوركو وأولو ويوفاسكولا ولهتي وكووبيو وكوفولا. كانت فنلندا تاريخيا جزءا من السويد، ولكنها منذ عام 1809 تحولت إلى دوقية ذاتية الحكم ضمن الإمبراطورية الروسية. تبع إعلان الاستقلال الفنلندي عن روسيا في 1917 حرب أهلية، وحروب ضد الاتحاد السوفياتي وألمانيا النازية وفترة من الحياد الرسمي خلال الحرب الباردة. انضمت فنلندا إلى الأمم المتحدة في عام 1955، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في عام 1969، والاتحاد الأوروبي في عام 1995، ومنطقة اليورو منذ إنشائها. فنلندا حديثة العهد نسبيا في التصنيع، حيث حافظت على اقتصاد زراعي حتى الخمسينات من القرن الماضي. تلا ذلك تطور اقتصادي سريع حيث أصبحت البلاد دولة رفاه اجتماعي واسع ومتوازن بين الشرق والغرب من حيث الاقتصاد والسياسة العالمية. تتصدر فنلندا باستمرار المقارنات الدولية في الأداء الوطني. حيث تتزعم فنلندا قائمة أفضل بلد في العالم في استطلاع مجلة نيوزويك لعام 2010 من حيث الصحة والدينامية الاقتصادية والتعليم والبيئة السياسية ونوعية الحياة. كما تعد فنلندا ثاني أكثر البدان استقرارا في العالم والأولى في تصنيف ليجاتوم بروسبيريتي 2009. في عام 2010، كانت فنلندا البلد السابع الأكثر تنافسية في العالم وفقا للمنتدى الاقتصادي العالمي. تعد فنلندا حاليا ثالث بلد من حيث نسبة الخريجين إلى السكان في سن التخرج العادي حسب كتاب حقائق منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية لعام 2010. أصل التسمية سومي (بالفنلندية تعني فنلندا) غير مؤكد، ولكن من التفسيرات المحتملة الكلمة من اللغة سلف البلطيقية *زيمي ومعناها «الأرض». بالإضافة إلى أن اللغات القريبة من الفنلندية (اللغات الفينية البلطيقية) تستخدم هذا الاسم كما هو الحال في اللغتين البلطيقيتين اللاتفية واللغة الليتوانية. وفقا لنظرية سابقة يعتقد بأن الاسم مشتق من سوما (أرض الفين) أو سونييمي (رأس الفين). طبقا للأدلة الأثرية، جرى استيطان المنطقة التي تضم فنلندا الحالية في أدنى تقدير عند 8500 قبل الميلاد خلال العصر الحجري مع تراجع الغطاء الجليدي في العصر الجليدي الأخير. تكشف القطع الأثرية التي خلفها المستوطنون الأوائل خصائص مشتركة مع تلك التي عثر عليها في إستونيا وروسيا والنرويج. كان المستوطنون الأوائل من الصيادين حيث استخدموا الأدوات الحجرية. ظهر الفخار لأول مرة في 5200 قبل الميلاد عندما ظهرت ثقافة خزف المشط. من المحتمل تزامن وصول ثقافة السلع الحبلية إلى السواحل الجنوبية لفنلدا بين 3000-2500 قبل الميلاد مع بدء الزراعة. حتى مع ظهور الزراعة فإن الصيد وصيد الأسماك كانا عنصرين هامين في اقتصاد الكفاف. تميز العصر البرونزي (1500-500 قبل الميلاد) والعصر الحديدي (500 .- 1200 ) باتصالات واسعة مع الثقافات الأخرى في المنطقة الفينوسكاندية والبلطيق. لا يوجد إجماع حول بداية استخدام اللغات الفينية الأوغرية واللغات الهندوأوروبية في منطقة فنلندا المعاصرة. في بدايات الألفية الميلادية الأولى، استخدمت الفنلندية المبكرة على الأقل في المستوطنات الزراعية في جنوب فنلندا، بينما انتشر السكان المتحدثون بلغة سامي في معظم أنحاء البلاد. وطد الملوك السويديون حكمهم في الحروب الصليبية الشمالية من القرن الثاني عشر حتى عام 1249. كما أصبحت فنلندا الحالية جزءا من المملكة السويدية. وصل المستوطنون الناطقون باللغة السويدية إلى بعض المناطق الساحلية خلال القرون الوسطى. كما أصبحت السويدية اللغة السائدة في الإدارة وبين النبلاء وفي التعليم بينما كانت الفنلندية لغة الفلاحين ورجال الدين والمحاكم المحلية في المناطق ذات الأغلبية الناطقة باللغة الفنلندية. خلال الإصلاح البروتستانتي، تحول الفنلنديون تدريجيا إلى اللوثرية. في القرن السادس عشر، نشر ميكايل أغريكولا أول الأعمال المكتوبة باللغة الفنلندية. تأسست أول جامعة في فنلندا - الأكاديمية الملكية في توركو - في عام 1640. عانت فنلندا من مجاعة حادة في عامي 1696-1697 حيث فقدت البلاد خلالها ثلث السكان. أما في القرن الثامن عشر فأدت الحروب بين السويد وروسيا إلى احتلال فنلندا مرتين من قبل القوات الروسية، وهي الحروب المعروفة لدى الفنلنديين بالغضب الأكبر (1714-1721) والغضب الأصغر (1742-1743). بحلول ذلك الوقت غلبت التسمية فنلندا على كامل المنطقة من خليج بوتنيا إلى الحدود الروسية. أصبحت فنلندا في 29 مارس 1809 دوقية ذاتية الحكم ضمن الإمبراطورية الروسية حتى عام 1917 بعد أن سيطرت عليها جيوش ألكسندر الأول في الحرب الفنلندية. ضم ألكسندر الأول في عام 1811 إقليم فيبورج الروسي إلى دوقية فنلندا. بدأت اللغة الفنلندية خلال الحقبة الروسية بالحصول على بعض الاعتراف. وابتداء من ستينيات القرن التاسع عشر ظهرت حركة وطنية فنلندية عرفت باسم حركة فينومن. كما نشرت الملحمة الفنلندية الوطنية «كاليفالا» في 1835 وحققت اللغة الفنلندية بذلك المساواة مع اللغة السويدية في عام 1892. قتلت المجاعة التي ضربت فنلندا بين 1866-1868 نحو 15٪ من السكان، مما يجعلها واحدة من أسوأ المجاعات في التاريخ الأوروبي. دفعت المجاعة بالإمبراطورية الروسية لتخفيف القوانين المالية وزيادة الاستثمار في العقود التالية وانطلقت التنمية الاقتصادية والسياسية ونمت بسرعة. رغم ذلك كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لا يزال نصف نظيره في الولايات المتحدة وثلث البريطاني. في عام 1906، اعتمد الاقتراع العام في دوقية فنلندا. مع ذلك، توترت العلاقة بين الدوقية والإمبراطورية الروسية عندما أقدمت الحكومة الروسية بخطوات لتقييد الحكم الفنلندي الذاتي. على سبيل المثال، كان الاقتراع العام عمليا غير ذي معنى حيث أن القيصر لم يوافق على أي من القوانين التي اعتمدها البرلمان الفنلندي. تطورت الرغبة في الاستقلال بداية بين الليبراليين المتطرفين والاشتراكيين. بعد ثورة فبراير 1917 جرى التشكيك في مكانة فنلندا كجزء من الإمبراطورية الروسية وذلك أساسا من قبل الاشتراكيين الديمقراطيين. ولأن قائد الدولة كان قيصر روسيا فإنه من غير الجلي من هو الرئيس التنفيذي لفنلندا بعد الثورة. أقر البرلمان الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي الاشتراكي ما يسمى بقانون السلطة الذي من شأنه أن يعطي السلطة العليا إلى البرلمان. رفضت الحكومة الروسية المؤقتة والأحزاب اليمينية الفنلندية هذا الأمر. قامت الحكومة المؤقتة بحل البرلمان بالقوة الأمر الذي اعتبره الديمقراطيون الاشتراكيون غير قانوني، لأن حق الروس في القيام بحل البرلمان قد سحب من أيديهم من خلال قانون السلطة. أجريت انتخابات جديدة انتصرت فيها الأحزاب اليمينية بأغلبية ضئيلة. رفض بعض الديمقراطيين الاشتراكيين قبول النتيجة وادعوا بعدم شرعية حل البرلمان ( بالتالي الانتخابات التي تلت ذلك). وهكذا نشب العداء بين الكتلتين السياسيتين. غيرت ثورة أكتوبر في روسيا اللعبة من جديد. بدأت الأحزاب اليمينية في فنلندا فجأة في إعادة النظر في قرارها منع نقل السلطة التنفيذية العليا من الحكومة الروسية إلى فنلندا مع سيطرة الشيوعيين المتطرفين على السلطة في روسيا. نتيجة لذلك أعلنت الحكومة اليمينية الاستقلال في 6 ديسمبر 1917 بدلا من الاعتراف بقانون السلطة الذي تم تمريره قبل بضعة أشهر. في 27 يناير 1918، أطلقت الأعيرة النارية المسؤولة عن اندلاع الحرب في حدثين متزامنين. بدأت الحكومة نزع سلاح القوات الروسية في بوهيانما بينما خطط الحزب الاشتراكي الديمقراطي لانقلاب. نجحت محاولة الحزب الديمقراطي الاشتراكي في السيطرة على جنوب فنلندا وهلسنكي ولكن الحكومة البيضاء استمرت في المنفى من فاسا. أطلق هذا الأمر شرارة الحرب الأهلية القصيرة ولكن المريرة. تفوق البيض المدعومون من ألمانيا الإمبراطورية على الحمر. اعتقل عشرات الآلاف من الحمر ومن يشتبه بتعاطفه معهم في مخيمات حيث مات الآلاف بالإعدام أو من سوء التغذية والمرض. زرعت تلك الأحداث العداوة الاجتماعية والسياسية العميقة بين الحمر والبيض والتي ستستمر حتى حرب الشتاء وما بعدها. أدت الحرب الأهلية وتوغلات النشطاء في الاتحاد السوفياتي إلى علاقات شرقية متوترة. بعد مغازلة قصيرة للنظام الملكي، أصبحت فنلندا جمهورية رئاسية، مع انتخاب كارلو يوهو ستالبيرغ كأول رئيس في 1919. تم ترسيم الحدود الفنلندية الروسية بموجب معاهدة تارتو في عام 1920، وهي تتبع الحدود التاريخية إلى حد كبير ولكن مع منح بيتشينغا ومينائها على بحر بارنتس لفنلندا. لم تشهد الديمقراطية الفنلندية أي محاولات انقلابية سوفياتية أخرى ونجت من حركة لابوا المعادية للشيوعية. كانت العلاقة بين فنلندا والاتحاد السوفياتي متوترة. كما لم تكن العلاقات بين ألمانيا وفنلندا جيدة أيضا. تم تدريب القوات العسكرية في فرنسا وتعززت العلاقات مع أوروبا الغربية والسويد. بلغ تعداد السكان في 1917 نحو 3 ملايين نسمة. أصدر إصلاح زراعي قائم على الائتمان بعد الحرب الأهلية مما رفع من نسبة السكان الذين يملكون رأس المال. عمل حوالي 70 ٪ من قوة العمل في الزراعة 10 ٪ في الصناعة. كانت أكبر أسواق التصدير للمملكة المتحدة وألمانيا. خلال الحرب العالمية الثانية، حاربت فنلندا الاتحاد السوفياتي مرتين: في حرب الشتاء 1939-1940 بعد أن هاجم الاتحاد السوفياتي فنلندا، وفي حرب الاستمرار 1941-1944 في أعقاب عملية بارباروسا والتي غزت فيها ألمانيا الاتحاد السوفياتي. حاصرت القوات الفنلندية والألمانية لينينغراد ثاني أكبر المدن السوفياتية طوال 872 يوما. أسفر حصار لينينغراد عن مقتل نحو مليون شخص من سكان المدينة. بعد وصول القتال ضد الهجوم السوفياتي الكبير في يونيو / يوليو 1944 إلى طريق مسدود، وقعت فنلندا هدنة مع الاتحاد السوفياتي. تلا ذلك حرب لابلاند من 1944-1945 التي طردت فيها فنلندا الألمان من شمال فنلندا. شملت المعاهدات الموقعة في 1947 و1948 مع الاتحاد السوفياتي التزامات فنلندية وقيودا وتعويضات فضلا عن المزيد من التنازلات عن الأراضي الفنلندية التي بدأت في معاهدة موسكو للسلام في عام 1940. نتيجة للحربين، أجبرت فنلندا على التنازل عن معظم كاريليا الفنلندية وسالا وبتسامو والتي بلغت عشرة في المئة من مساحة أراضيها وعشرين في المئة من طاقتها الصناعية، بما في ذلك موانئ فيبورغ وليناهاماري الخالي من الجليد. فر معظم سكان تلك المناطق البالغين نحو 400,000 شخص. لم تحتل القوات السوفياتية فنلندا أبدا بل أبقت على استقلالها، لكن فنلندا فقدت حوالي 93,000 من جنودها وهي ثالث أعلى نسبة بين خسائر الحرب العالمية الثانية. كان على فنلندا رفض مساعدات مشروع مارشال. مع ذلك، فإن الولايات المتحدة قدمت مساعدات تنمية سرية ساعدت الحزب الديمقراطي الاشتراكي غير الشيوعي أملا في الحفاظ على استقلال فنلندا. أدى تعزيز التجارة مع الدول الغربية مثل المملكة المتحدة والتعويضات المقدمة إلى الاتحاد السوفياتي لتحويل فنلندا من الاقتصاد الزراعي في المقام الأول إلى اقتصاد صناعي. على سبيل المثال، تأسست شركة فالميت لتأمين المواد اللازمة لتعويضات الحرب. حتى بعد أن تم دفع التعويضات، استمرت فنلندا بالتجارة مع الاتحاد السوفياتي في إطار التجارة الثنائية لفقرها لبعض الموارد اللازمة للصناعة (مثل الحديد والنفط). وظفت الزراعة في عام 1950 تقريبا نصف قوة العمالة الفنلندية، بينما عاش ثلث السكان في المناطق الحضرية. كانت الوظائف جديدة في مجال الخدمات والصناعات التحويلية والتجارة مصدر جذب للناس إلى المدن. انخفض متوسط عدد المواليد لكل امرأة من 3.5 في 1947 (طفرة المواليد بعد الحرب العالمية الثانية) إلى 1.5 في 1973. عندما دخل أبناء طفرة المواليد سوق العمل، لم تستطع الحكومة توفير فرص عمل بالسرعة الكافية، مما دفع بمئات الآلاف إلى الهجرة إلى السويد الصناعية حيث بلغت الهجرة ذروتها في 1969 1970. جلبت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 1952 الزوار الدوليين. ساهمت فنلندا في تحرير التجارة في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والاتفاق العام بشأن التعريفات الجمركية والتجارة. شغلت فنلندا رسميا في منطقة رمادية بين الدول الغربية والاتحاد السوفيتي، رغم ادعائها الحياد الرسمي. أعطى ميثاق الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة الفنلندي السوفييتي الأخير بعض النفوذ في السياسة الداخلية الفنلندية. استغل الرئيس أورهو ككونن هذا الأمر على نطاق واسع ضد خصومه. حيث حافظ على احتكارا فعال للعلاقات السوفياتية من 1956 فصاعدا الأمر الذي كان حاسما لشعبيته المستمرة. في السياسة، كان هناك اتجاه لتجنب أي سياسات أو تصريحات يمكن تفسيرها على أنها معادية للسوفيات. أطلقت الصحافة الألمانية اسم «الفنلدة» على تلك الظاهرة. على الرغم من العلاقات الوثيقة مع الاتحاد السوفيتي، حافظت فنلندا على اقتصاد السوق الأوروبية. استفادت مختلف الصناعات من الامتيازات التجارية مع السوفيات، وهو ما يفسر التأييد الواسع للسياسات الموالية للاتحاد السوفياتي بين أصحاب المصالح التجارية في فنلندا. كان النمو الاقتصادي سريعا جدا في فترة ما بعد الحرب، وبحلول عام 1975 كان الناتج المحلي الإجمالي الفنلندي الخامس عشر على العالم. في السبعينات والثمانينات أصبحت البلاد واحدة من أكبر دول الرفاهية على صعيد العالم. دخلت فنلندا أيضا في مفاوضات مع المجموعة الاقتصادية الأوروبية (سلف الاتحاد الأوروبي) على معاهدة ألغت معظم الرسوم الجمركية تجاه السوق الأوروبية المشتركة بدءا من عام 1977، على الرغم من أن فنلندا لم تنضم بشكل كامل. في عام 1981، أدى تراجع صحة الرئيس أورهو ككونن إلى تقاعده بعد أن شغل المنصب لمدة 25 عاما. أدت الحسابات الخاطئة بالقرارات المتعلقة بالاقتصاد الكلي والأزمة المصرفية وانهيار شريكها التجاري الرئيسي (الاتحاد السوفياتي) وانكماش اقتصادي عالمي سبب ركودا عميقا في فنلندا في أوائل التسعينات. بلغ الركود قاعه في عام 1993، وبعده شهدت فنلندا نموا اقتصاديا مطردا لأكثر من عشر سنوات مثل غيرها من بلدان الشمال الأوروبي، حررت فنلندا اقتصادها منذ أواخر الثمانينات. خففت التشريعات المالية وفي سوق المنتجات. كما تمت خصخصة بعض الشركات المملوكة للدولة وبعض التخفيضات الضريبية المتواضعة. انضمت فنلندا إلى الاتحاد الأوروبي في عام 1995، ومنطقة اليورو في 1999. سكان فنلندا يشيخون مع معدل مواليد عند 10.42 ولادة لكل 1000 من السكان، أو معدل الخصوبة عند 1.8 ومتوسط أعمار 41.6 عام، وبذلك تكون فنلندا واحدة من أكبر البلدان سنا، حيث يقدر أن نصف عدد الناخبين تجاوز 50 سنة. مثل معظم البلدان الأوروبية التي لا تمتلك المزيد من الإصلاحات أو نسبة عالية من الهجرة فإنه من المتوقع أن تعاني فنلندا من أزمة سكانية على الرغم من أن توقعات الاقتصاد الكلي صحية أكثر مما هو عليه في معظم البلدان المتقدمة الأخرى. استعيض عن الماركا الفنلندية باليورو في 2002. وبمثابة تحضير لهذا التاريخ، تم سك قطع اليورو النقدية الجديدة منذ عام 1999 ولهذا يشاهد تاريخ السك 1999 عليها، بدلا من 2002 مثل بعض البلدان الأخرى في منطقة اليورو. اختيرت ثلاثة تصاميم مختلفة (واحد لقطعة 2 € وآخر لل 1 € وأخرى للقطع الست الأخرى) لليورو الفنلندي. في 2007، غيرت فنلندا الجانب المشترك على القطع النقدية من أجل اعتماد الخريطة الجديدة للاتحاد الأوروبي. يوجد في فنلندا آلاف البحيرات والجزر — 187,888 بحيرة (أكبر من 500 م2/0.12 فدان) 179,584 جزيرة. أكبر بحيراتها هي بحيرة سايما التي تعد رابع أكبر البحيرات في أوروبا. المشهد الفنلندي منبسط غالبا مع بعض التلال والقليل من الجبال. أعلى نقطة في البلاد هي هلتي عند 1,324 متر في أقصى شمال لابلاند على الحدود بين فنلندا والنرويج. أما أعلى جبل توجد قمته في فنلندا فهو ريدنيتسوكا بارتفاع 1,316 ويقع بجوار هلتي. تغطي الغابات 86 ٪ من مساحة البلاد، وهي أكبر مساحة غابات في أوروبا. تتكون عادة من أشجار الصنوبر والتنوب والبتولا والصنوبر وغيرها. فنلندا هي أكبر منتج للخشب في أوروبا ومن بين الأكبر في العالم. يغطي معظم المشهد الفنلندي (75% من مساحة الأرض) الغابات الصنوبرية مثل التايغا والفين مع القليل الأراضي الصالحة للزراعة. النوع الأكثر شيوعا من الصخور هو الجرانيت. وهو جزء من المشهد في أنحاء البلاد حيث يشاهد عند غياب التربة. مخلفات الأنهار الجليدية هي النوع الأكثر شيوعا من التربة، والتي تغطيها طبقة رقيقة من الدبال من أصل حيوي. يشاهد نمط بودزول في تطور التربة في معظم الغابات باستثناء المناطق التي ذات التصريف المائي الضعيف. يوجد القسم الأكبر من الجزر في الجنوب الغربي في بحر الأرخبيل وهو جزء من أرخبيل جزر أولند وعلى طول الساحل الجنوبي في خليج فنلندا. فنلندا هي واحدة من البلدان القليلة في العالم التي لا تزال مساحتها تتسع. نظرا للتراجع الجليدي الذي يحصل منذ العصر الجليدي الأخير فإن مساحة البلاد تزداد بحوالي 7 كم2 سنويا. المسافة من أقصى الجنوب في هانكو إلى أعلى نقطة في شمال البلاد عند نوورغام هي 1160 كم (721 ميلا). من ناحية التوزع النباتي فإن فنلندا تمتد على المنطقة القطبية الشمالية الأوروبية الوسطى والشمالية من المنطقة حول الشمالية داخل المملكة النباتية الشمالية. وفقا للصندوق العالمي للطبيعة، يمكن تقسيم أراضي فنلندا إلى ثلاثة مناطق إيكولوجية: التايغا الإسكندنافية والروسية، والغابات السرماتية المختلطة وغابات البتولا الجبلية المراعي الإسكندنافية. وبالمثل، تمتلك فنلندا مجموعة متنوعة وواسعة من الحيوانات. هناك ما لا يقل عن ستين نوعا من الثدييات المتوطنة ونحو 248 نوعا من الطيور وأكثر من سبعين نوعا من الأسماك والزواحف وأحد عشر من أنواع الضفادع والزواحف والتي هاجر معظمها من البلدان المجاورة عبر آلاف السنين. من الثدييات البرية واسعة الانتشار في فنلندا الدب البني (الحيوان الوطني) والذئب الرمادي والولفرين والأيل والرنة. أما من بين الطيور فثلاثة هي الأشد لفتا للنظر وهي بجعة ووبر والبجعة الأوروبية الكبيرة والطائر الوطني الفنلندي الكابركايلي وهو طائر مكسو بالريش الأسود من أسرة الدجاج البري والنسر البومة الأوروبي. يعد هذا الأخير مؤشرا على اتصال نمو الغابات القديمة والتي تراجعت بسبب تجزئة المشهد الطبيعي. من الطيور الأكثر شيوعا هي دخلة الصفصاف والحسون الظالم والجناح الأحمر. من بين الأنواع السبعين من أسماك المياه العذبة، البايك الشمالي والجثم وغيرها. لا يزال سلمون الأطلسي المفضل لدى هواة الصيد بالسنارة الطائرة. من الحيوانات المهددة بالانقراض فقمة سايما الحلقية، وهي إحدى ثلاثة فقط من أنواع فقم البحيرات في العالم والتي يقتصر وجودها على نظام بحيرة سايما في جنوب شرق فنلندا وصولا إلى 300 فقمة فقط اليوم. أصبحت هذه الفقمة شعار الرابطة الفنلندية للحفاظ على الطبيعة. المناخ الفنلندي ملائم لزراعة الحبوب في المناطق الجنوبية دون الشمال. المناخ في فنلندا قاري رطب شبه بارد يتميز بصيف حار وشتاء قارس. المناخ في جنوب فنلندا معتدل شمالي. الشتاء في جنوب فنلندا (متوسط درجة الحرارة خلال اليوم دون درجة التجمد) يدوم عادة لأربعة أشهر، كما يغطي الثلج المشهد من منتصف ديسمبر إلى أوائل أبريل. على الساحل الجنوبي، يمكن أن يذوب الثلج عدة مرات في أوائل الشتاء ليغطي الأرض مرة أخرى. أبرد أيام الشتاء في جنوب البلاد عادة ما تكون دون -20 درجة مئوية بينما تصل أحر أيام يوليو وأوائل أغسطس إلى أكثر من 30 درجة مئوية، رغم ندرة ذلك. يدوم الصيف في جنوب فنلندا 4 أشهر (من منتصف مايو حتى منتصف سبتمبر). في شمال فنلندا، وخاصة في لابلاند، يهيمن المناخ شبه القطبي الذي يتميز بالبرودة والتي تكون قارسة أحيانا في الشتاء وصيف قصير حار نسبيا. يدوم الشتاء في شمال فنلندا لما يقرب من 7 أشهر يغطي الثلج فيه الأرض قرابة ستة أشهر من أكتوبر إلى أوائل مايو. الصيف في الشمال قصير جدا يدوم فقط بين 2-3 أشهر. أهم العوامل المؤثرة في مناخ فنلندا هو موقع البلاد الجغرافي بين دائرتي عرض 60 70 في المنطقة الساحلية الأوروآسيوية ذات المناخ المحيطي والقاري وفقا لاتجاه تدفق الرياح. تقترب فنلندا بما فيه الكفاية من المحيط الأطلسي لكي تتعرض لتأثير تيار الخليج، وهو ما يفسر المناخ الدافئ غير المعتاد في دائرة العرض تلك. تقع ربع الأراضي الفنلندية ضمن الدائرة القطبية الشمالية، حيث يمكن أن تسطع الشمس في منتصف الليل لعدة أيام كلما اتجه الشخص نحو الشمال. في أقصى شمال فنلندا، تسطع الشمس دوما لمدة 73 يوما متتالية خلال الصيف، وتغيب تماما لمدة 51 يوما خلال فصل الشتاء. تدعى الوحدات الأساسية للتقسيمات الإدارية لفنلندا بالبلديات، والتي قد تكون مدينة أو بلدة. تستهلك هذه البلديات نصف الإنفاق العام. يتم تمويل الإنفاق من قبل ضريبة الدخل البلدية ودعم الدولة والإيرادات الأخرى. هناك 336 بلدية معظمها أقل من 6000 نسمة. غالبا ما يعرف سكان البلدية بعضهم البعض لقلة عدد سكانها. بالإضافة إلى البلديات، يوجد مستويان متوسطان من التقسيم الإداري. تختزل البلديات في أربعة وسبعين من المناطق الفرعية وعشرين منطقة رئيسية. تدار هذه التقسيمات من قبل البلديات المكونة لها وتمتلك سلطات محدودة فقط. تمتلك منطقة أولند مجلسا إقليميا دائما منتخبا كجزء من نظام الحكم الذاتي فيها. في منطقة كاينو هناك حاليا مشروع تجريبي مع انتخابات إقليمية. يمتلك شعب سامي حكما شبه ذاتي في موطنهم الأصلي في منطقة في لابلاند بخصوص قضايا اللغة والثقافة. في الجدول التالي، يضم تعداد السكان أولئك الذين يعيشون في كامل البلدية وليس فقط في المنطقة الحضرية. تعطى مساحة الأراضي بالكيلومتر المربع وكثافة السكان في كل كيلومتر مربع. هذه الأرقام اعتبارا من 31 أكتوبر 2010. تضم منطقة العاصمة هلسنكي وفانتا وإسبو وكاونياينن وتضم بمجموعها مليون شخص. مع ذلك، تقتصر الإدارة المشتركة على التعاون الطوعي بين جميع البلديات في منطقة هلسنكي الحضرية مثلا. هلسنكي تامبيري توركو أولو لاهتي جايفسكيلا بوري (فنلندا) كوبيو فاسا كوتكا يحدد الدستور الفنلندي النظام السياسي. تعرف فنلندا بأنها ديمقراطية تمثيلية بنظام برلماني نصف رئاسي، لكنه حاليا أقرب الرئاسة غير التنفيذية ذات المهام التشريفية فقط. بصرف النظر عن السياسة على مستوى الدولة، فإن المقيمين يستخدمون أصواتهم في الانتخابات البلدية وانتخابات الاتحاد الأوروبي. وفقا للدستور، رئيس فنلندا هو رأس الدولة والمسؤول عن السياسة الخارجية ( يستثنى منه شؤون الاتحاد الأوروبي) وذلك بالتعاون مع مجلس الوزراء. القوى الأخرى التي تقع بيد الرئيس تشمل القائد العام للقوات المسلحة وإصدار المراسيم والتعيين. يجري انتخاب الرئيس بتصويت مباشر لولاية تدوم ست سنوات وبحد أقصى من ولايتين متتاليتين. الرئيس الحالي هو ساولي نينيستو (حزب الائتلاف الوطني الفنلندي). يمارس البرلمان ذو الغرفة الواحدة والمكون من 200 عضو السلطة التشريعية العليا في فنلندا. يجوز للبرلمان أن يغير القوانين والدستور، وطلب استقالة مجلس الدولة وتجاوز حق النقض الرئاسي كما لا تخضع أعماله لل
https://ar.wikipedia.org/wiki/فنلاندا
471b64fe68eee26c510ac85a1d03b091
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.035528", "source": "Wikipedia" }
الدنمارك
الدنمارك
جلالة الملكة صاحبة السمو الملكي الأميرة بنديكته الدنمارك أو الدنمرك أو الدانمارك أو الدانمرك ‏ أو رسميا مملكة الدانمارك ‏ بالإضافة إلى غرينلاند وجزر فارو، هي من الدول الإسكندنافية شمال أوروبا. تقع جنوب غرب السويد وجنوب النرويج وتحدها من الجنوب ألمانيا. كما تطل الدانمارك على كل من بحر البلطيق وبحر الشمال. تتكون البلاد من شبه جزيرة كبيرة، جوتلاند (يوتلاند) والعديد من الجزر وأبرزها جزيرة زيلاند وفون وفندسيسل تي (تعتبر عادة جزءا من يوتلاند) ولولاند وفالستر وبورنهولم وكذلك مئات الجزر الصغيرة التي غالبا ما يشار لها بالأرخبيل الدنماركي. سيطرت الدانمارك منذ فترة طويلة على مدخل بحر البلطيق. قبل حفر قناة كييل كان الممر المائي لبحر البلطيق عبر قنوات ثلاث معروفة باسم المضائق الدانماركية. يحكم الدانمارك نظام ملكي دستوري برلماني. تمتلك الدانمارك حكومة على مستوى الدولة وحكومات محلية في 98 بلدية. هي عضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 1973 على الرغم من أنها لم تنضم إلى منطقة اليورو. الدانمارك هي عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. الدانمارك أيضا عضو في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. يوجد في الدانمارك اقتصاد سوق مختلط رأسمالي ودولة خدمات اجتماعية كبيرة وتصنف من بين أعلى البلدان من حيث مستوى الدخل. للدانمارك أفضل مناخ للأعمال في العالم وفقا لمجلة فوربس. بين 2006-2008 وضعت الدراسات الاستقصائية البلاد في المرتبة الأولى على أنها «أسعد مكان في العالم» استنادا إلى معايير الصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم. مؤشر السلام العالمي لعام 2009 يضع الدنمارك في المرتبة الثانية بعد نيوزيلندا كأكثر البلدان سلما. في عام 2009 أيضا صنفت الدنمارك واحدة من الدول الأقل فسادا في العالم وفقا لمؤشر الفساد لتحتل المرتبة الثانية فقط بعد نيوزيلندا. اللغة الوطنية هي الدانماركية وترتبط ارتباطا وثيقا بالسويدية والنرويجية، وتشترك مع البلدين بعلاقات قوية ثقافية وتاريخية. يتبع 82 ٪ من سكان الدنمارك 90.3٪ من العرقية الدنماركية الكنيسة اللوثرية الوطنية. اعتبارا من عام 2010 وصل تعداد المهاجرين وأبناء المهاجرين في البلاد 548,000 نسمة (9.9 ٪ من سكان الدنمارك). معظم المهاجرين (54%) أصولهم إسكندنافية أو من مكان آخر في أوروبا في حين أن الباقي أساسا من الشرق الأوسط والدول الأفريقية. إن أصل كلمة دانمارك وخاصة العلاقة بين الدانماركيين والدانمارك وتوحيد الدانمارك في مملكة واحدة موضوع الذي يجذب بعض الجدل. يتركز النقاش في المقام الأول حول البادئة «دان» Dan وعما إذا كانت تشير إلى Dani أو شخص تاريخي اسمه Dan وأيضا حول معنى اللحقة mark-. مما يزيد من تعقيد المسألة وجود إشارات إلى العديد من الشعوب التي عرفت باسم Dani في الدول الإسكندنافية أو أماكن أخرى في أوروبا في سجلات الثقافتين اليونانية والرومانية (مثل بطليموس ويوردانس وغريغوري من تور) فضلا عن بعض مؤلفات القرون الوسطى (مثل آدم البريمني وبيولف وويدسيث وإيدا الشعرية). تشتق معظم الكتب الجزء الأول من الكلمة واسم الشعب من كلمة تعني «الأرض المنبسطة» ومرتبطة بالألمانية Tenne «بيدر» أو الإنجليزية den «كهف» أو السنسكريتية dhánuṣ - धनुस् «صحراء»). يعتقد أن اللاحقة mark- تعني غابة أو أرضا حدودية مع إشارة محتملة إلى الغابات على الحدود جنوب شليزفيغ، ربما مماثلة لفنمارك وتيليمارك أو ديتامارشن. في اللغة الإسكندنافية القديمة كانت الأرض تدعى Danmǫrk. يعود أقدم وصف للدانمارك كمنطقة إلى كرونيكون ليثرينس في القرن الثاني عشر وسفيند آغيسين في أواخر القرن ذاته وساكسو غراماتيكوس في أوائل القرن الثالث عشر وقصة إيريك في منتصف القرن الخامس عشر. هناك مع ذلك العديد من الحوليات الدانماركية التي تحتوي على تفاصيل أخرى مختلفة وحكايات مشابهة في أنواع أخرى وأسماء أخرى أو اختلافات في الهجاء. تروي كرونيكون ليثرينس أنه عندما ذهب الإمبراطور الروماني أغسطس لقتال الدانمارك في عهد داود، كانت الدانمارك حينها من سبعة أقاليم هي يوتلاند وفين وزيلاند ومون وفالستر ولولاند وسكين واللواتي حكمها الملك يبير من أوبسالا. كان للملك ثلاثة أبناء نوري ودان وأوستن. أرسل دان ليحكم زيلاند وفالستر ومون ولولاند والتي عرفت بمجملها باسم فيديسليف. عندما كان اليوت في حرب مع الإمبراطور أغسطس طلب عون دان. بعد انتصارهم، جعلوا منه ملكا على يولاند وفين وفيديسليف وسكين. قرر المجلس دعوة هذه الأرض الجديدة المتحدة دنمارك (Dania) تيمنا بملكهم الجديد دان. يشير ساكسو إلى أن الملك الأسطوري الدنماركي دان بن هومبلي هو الذي أعطى اسمه للشعب الدنماركي على الرغم من أنه لا ينص صراحة على أنه هو أيضا أصل كلمة دنمارك. بل يقول أن إنجلترا في نهاية المطاف استمدت اسمها من شقيق دان انجل. أول ما ذكرت أرض تعرف باسم «الدنمارك» كانت في النسخة المعدلة والمترجمة للملك ألفريد العظيم إلى الإنجليزية العتيقة عن مؤلفات بولوس أوريوس «سبعة كتب من التاريخ ضد الوثنيين» والتي كتبها ألفريد عندما كان ملكا على ويسيكس في السنوات 871-899. في مقدمة للكتاب كتبها ألفرد نقرأ عن أسفار أوتير من هالوغالاند في مناطق الشمال حيث كانت الدنمارك "Denamearc" على جانب البر.. وبعد ذلك لمدة يومين على (جانب البر) الجزر التي تنتمي إلى الدنمارك. سجل أول استخدام لكلمة «دنمارك» في الدنمارك نفسها في اثنتين من الحجارة في يلينغ والتي هي آثار يعتقد أن غورم القديم هو من أسسها (حوالي 955 ) وهارالد السن الأزرق (حوالي 965). كثيرا ما يستشهد بأكبر الحجرين أنه شهادة ميلاد الدنمارك، على الرغم من أن كليهما يستخدم لفظة «دنمارك» في شكل "tanmaurk" (تلفظ بالدنمركية) على الحجر الكبير "tanmarkar" ( تلفظ بالدنمركية) على الحجر الصغير. يسمى سكان الدنمارك هناك "tani" ( تلفظ بالدنمركية) أو «الدنماركيين». في نشيد رولاند والتي يعتقد أنها كتبت بين 1040 و1115 يبرز أول ذكر للبطل الأسطوري الدنماركي هولغر دانسك، فهو ذكر عدة مرات بأنه «هولغر من الدنمارك». تعود أقدم الاكتشافات الأثرية في الدنمارك إلى فترة إيم بين الجليدية من 130,000-110,000 .. سكن البشر الدنمارك منذ حوالي 12,500 قبل الميلاد، بينما توجد دلائل على النشاط الزراعي منذ 3900 قبل الميلاد. تميز العصر البرونزي الشمالي (1,800-600 قبل الميلاد) في الدنمارك بتلال الدفن والتي خلفت وفرة من الآثار بما في ذلك عربة الشمس واللور. خلال العصر الحديدي ما قبل الروماني (500 قبل الميلاد - 1 ) بدأت الشعوب الأصلية بالهجرة نحو الجنوب على الرغم من أن أول الدنماركيين وصلوا البلاد فيما بين ما قبل الرومان والعصر الحديدي الجرماني أي في العصر الحديدي الروماني (100-400 ). حافظت المقاطعات الروماني على طرق التجارة والعلاقات مع القبائل المحلية في الدنمارك كما تم العثور على نقود رومانية في الدنمارك. توجد أدلة قوية على نفوذ سلتي تاريخي وتأثير ثقافي في هذه الفترة في الدنمارك وجزء كبير من أوروبا الغربية والشمالية من بين أمور أخرى تنعكس فيما عثر عليه في مرجل غونديستروب. يعتقد المؤرخون أنه وقبل وصول أسلاف الدنمركيين الذين جاؤوا من الجزر الدنماركية في الشرق (زيلاند) وسكين وتحدثوا شكلا مبكرا من الجرمانية الشمالية، فإن معظم يولاند وبعض الجزر سكنها شعب اليوت. دعي هؤلاء في وقت لاحق للجزر البريطانية كمرتزقة للملك البريتوني فورتيجرن ومنحهم الأراضي جنوب شرق كنت وجزيرة وايت من بين مناطق أخرى حيث استوطنوا. تم استيعابهم أو طردهم لاحقا من قبل الغزو الأنجلوسكسوني للجزر البريطانية. بينما تم استيعاب السكان الباقين في يولاند مع الدنمركيين. يعتقد أن ما ذكره المؤرخ يوردانس في مذكرة قصيرة عن الدنماركيين في «غيتيكا» هو من بين أوائل ما كتب حولهم. بنى هؤلاء هياكل الدفاع دانفيرك على مراحل من القرن الثالث وما تلاه ويعزى الحجم الكبير لجهود البناء في عام 737 لظهور ملك دنماركي. استخدمت الأبجدية الرونية لأول مرة في نفس المرحلة التاريخية وتأسست رايب أقدم مدينة في الدنمارك حوالي 700 . كان الشعب الدنمركي من بين الشعوب المعروفة باسم الفايكنج خلال القرنين 8 - 11. كان المستكشفون الفايكنغ أول من وصل واستقر في آيسلندا في القرن التاسع في طريقهم من جزر فارو. من هناك استوطنوا غرينلاند وفينلاند (ربما نيوفاوندلاند). نجح الفايكنغ في استغلال مهاراتهم الكبيرة في بناء السفن لغزو أجزاء من فرنسا والجزر البريطانية. لكنهم برعوا أيضا في التجارة على طول السواحل والأنهار في أوروبا وأداروا طرق التجارة من غرينلاند في الشمال إلى القسطنطينية في الجنوب عبر الأنهار الروسية. نشط الفايكنج الدنماركيون في بريطانيا وإيرلندا وفرنسا وأغاروا واستوطنوا أجزاء من انكلترا (أقدم مستوطناتهم شملت المواقع في دينلو وإيرلندا ونورماندي). في بداية القرن التاسع وصلت إمبراطورية شارلمان المسيحية إلى الحدود الجنوبية للدنمارك، وتزود ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/الدنمارك
c31f3dd0c49a3e4f1d6a1fbd9d886bae
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.135641", "source": "Wikipedia" }
لوكسمبورغ
لوكسمبورغ
لوكسمبورغ أو لكسمبرج أو رسميا دوقية لكسمبورغ الكبرى دولة تقع في أوروبا الغربية وهي إحدى دول البنلوكس، تحدها من الغرب والشمال الغربي بلجيكا، ومن الشرق والشمال الشرقي ألمانيا، وفرنسا من الجنوب، عاصمتها مدينة لوكسمبورغ، وهي إحدى عواصم الاتحاد الأوروبي (مناصفة مع بروكسيل، فرانكفورت وستراسبورغ) حيث تستضيف عددا من مؤسسات الاتحاد مثل: محكمة الاتحاد الأوروبي، محكمة المدققين الأوروبية، أمانة البرلمان الأوروبي، وبنك الاستثمار الأوروبي. ترتبط لوكسمبورغ ثقافيا وسكانيا (ديموغرافيا) ولغويا بشكل كبير بجيرانها، مما يجعلها منطقة تلاق بين الثقافتين الألمانية (الجرمانية) والفرنسية (الفرنكوفونية) ومن تجليات ذلك تقنين ثلاث لغات فيها هي: اللكسمبورغية كلغة وطنية، والألمانية والفرنسية كلغات إدارية، نظرا لتاريخها الطويل من الغزو المتكرر من قبل جيرانها (حروب الثورة الفرنسية وحروب نابليون، وحروب ألمانيا وبالأخص الحربين العالميتين)، فقد لعبت لوكسمبورغ دورا مهما كوسيط لدعم الحوار الفرنسي الألماني، وكانت من الأعضاء الستة المؤسسين لمنظمة الحديد والصلب الأوروبية عام 1956م نواة بناء الاتحاد الأوروبي. بمساحة تبلغ 2.586 كمᒾ، وتعداد سكاني يبلغ 626.108 نسمة سنة 2019 ، تعد لوكسمبورغ من أصغر بلدان أوروبا ومن أقلها سكانا، رغم تسجيلها أعلى نسبة نمو سكاني (ديمغرافي) في القارة في حين يمثل الأجانب قرابة النصف من سكانها، نظام لوكسمبورغ السياسي هو نظام ملكي دستوري يرأسه عاهلها -الحاكم الوحيد في العالم الذي لا يزال يحمل لقب الدوق الأكبر أو غراندوق ‏، ويتربع حاليا على عرشها الدوق الأكبر هنري منذ سنة 2000 ، بعد تنازل والده الدوق الأكبر جان عن الحكم، أما اقتصاديا، فتعتبر لوكسمبورغ من الدول المتقدمة باقتصاد متطور ومستوى ناتج محلي إجمالي للفرد من الأعلى في العالم. بدأ تاريخ لوكسمبورغ في عام 963، عندما حصل الكونت سيغفريد على رعن صخري وتحصيناته التي تعود إلى العصر الروماني، والمعروفة باسم لوسيلينبورهوك، «القلعة الصغيرة»، والمنطقة المحيطة بها من دير سانت ماكسيمين الإمبراطوري في مدينة ترير القديمة. قام أحفاد سيغفريد بتوسيع أراضيهم من خلال الزواج والغزو والإقطاعية. بحلول نهاية القرن الثالث عشر، حكم كونتات لوكسمبورغ مساحة كبيرة. في عام 1308، أصبح كونت لوكسمبورغ هنري السابع ملك الرومان ولاحقا إمبراطورا رومانيا مقدسا؛ خرج من بيت لوكسمبورغ أربعة أباطرة رومان مقدسين خلال العصور الوسطى العليا. في عام 1354، رفع تشارلز الرابع المقاطعة إلى دوقية لوكسمبورغ. أصبحت الدوقية في النهاية جزءا من الدائرة البورغندية ثم إحدى المقاطعات السبعة عشر في هولندا هابسبورغ. على مر القرون، بنيت مدينة وقلعة لوكسمبورغ - ذات الأهمية الاستراتيجية الكبيرة نظرا لموقعها بين مملكة فرنسا وأراضي هابسبورغ - تدريجيا لتكون واحدة من أكثر التحصينات شهرة في أوروبا. بعد الانتماء إلى كل من فرنسا خلال عهد لويس الرابع عشر والنمسا خلال عهد ماريا تيريزا، أصبحت لوكسمبورغ جزءا من الجمهورية الفرنسية الأولى والإمبراطورية تحت حكم نابليون. ظهرت دولة لوكسمبورغ الحالية لأول مرة في مؤتمر فيينا عام 1815. أصبحت الدوقية الكبرى، بقلعتها القوية، دولة مستقلة تحت الملكية الشخصية لوليام الأول ملك هولندا مع حامية بروسية لحراسة المدينة ضد أي غزو آخر من فرنسا. في عام 1839، في أعقاب اضطرابات الثورة البلجيكية، تم التنازل عن الجزء الناطق بالفرنسية تماما من لوكسمبورغ إلى بلجيكا وأصبح الجزء الناطق باللوكسمبورغية (باستثناء أريلرلاند، المنطقة المحيطة بآرلون) هو دولة لوكسمبورغ الحالية. تأثرت لوكسمبورغ بشدة بثقافة جيرانها. لا زالت تحتفظ بعدد من التقاليد الشعبية، حيث كانت في معظم تاريخها بلدا ريفيا. هناك العديد من المتاحف البارزة، وتقع معظمها في العاصمة. وتشمل المتحف الوطني للتاريخ والفن (NMHA)، ومتحف تاريخ مدينة لوكسمبورغ، ومتحف الدوق الأكبر جان الجديد للفن الحديث (مودام). يعرف المتحف الوطني للتاريخ العسكري (MNHM) في ديكيرش بشكل خاص بتمثيلاته لمعركة الثغرة. تعتبر مدينة لوكسمبورغ التاريخية بما في ذلك تحصيناتها جزءا من قائمة اليونسكو للتراث العالمي، نظرا لأهمية تحصيناتها التاريخية. أنتجت البلاد بعض الفنانين المشهورين عالميا، بما في ذلك الرسامين ثيو كيرج وجوزيف كوتر وميشيل ماجيروس والمصور إدوارد ستيتشن، الذي ادرج معرضه "The Family of Man" في سجل ذاكرة العالم التابع لليونسكو، وهو الآن موجود بشكل دائم في كليرفوكس. ولد المحرر والمؤلف هوغو جيرنسباك، الذي بلورت منشوراته مفهوم الخيال العلمي، في مدينة لوكسمبورغ. كانت النجمة السينمائية لوريتا يونغ من أصل لوكسمبورغي. كانت لوكسمبورغ أحد المشاركين المؤسسين لمسابقة الأغنية الأوروبية، وشاركت كل عام بين عام 1956 وقبل أن تحصل على المرتبة الثانية عام 1993، باستثناء عام 1959. على الرغم من أن لوكسمبورغ كانت تستطيع المشاركة مرة أخرى في عام 1995، فقد اختارت عدم العودة إلى المسابقة المنافسة حتى عام 2024. قد فازت بالمسابقة خمس مرات، في عام 1961 و1965 و1972 و1973 و1983، واستضافت المسابقة في 1962 و1966 و1973 و1984. شملت تسع مشاركات فقط من أصل 38 مشاركة قبل عام 2024، وبدون أي فوز، فنانين لوكسمبورغيين. مع ذلك، عند عودتها عام 2024، كان هناك تركيز خاص على الترويج للموسيقى والفنانين من لوكسمبورغ. كانت لوكسمبورغ أول مدينة يتم تعيينها عاصمة للثقافة الأوروبية مرتين. كانت المرة الأولى في عام 1995. في عام 2007، كان من المقرر أن تكون عاصمة الثقافة الأوروبية منطقة عابرة للحدود تتكون من دوقية لوكسمبورغ الكبرى، وراينلاند بفالز وسارلاند في ألمانيا، ومنطقة والون والجزء الناطق باللغة الألمانية في بلجيكا، ومنطقة لورين في فرنسا. كان هذا الحدث محاولة لتعزيز التنقل وتبادل الأفكار، وكسر الحدود جسديا ونفسيا وفنيا وعاطفيا. تم تمثيل لوكسمبورغ في معرض اكسبو العالمي 2010 في شنغهاي، الصين، في الفترة بين 1 مايو و31 أكتوبر 2010 بجناحها الخاص. صمم الجناح الخاص بلوكسمبورغ على شكل غابة وقلعة، بناء على الترجمة الصوتية لكلمة لوكسمبورغ إلى اللغة الصينية، "Lúsēnbóo"، والتي تعني عند ترجمتها مباشرة «الغابة والقلعة». مثل ذلك لوكسمبورغ باعتبارها «القلب الأخضر في أوروبا». يطلق على شمال البلاد اسم أوزلنغ (Ösling) ويتراوح ارتفاع هذه المنطقة ما بين 400 500 متر فوق سطح البحر وتكثر الغابات والهضاب والوديان فيها. جبل بورغبالتز (Burgplatz) الذي يبلغ ارتفاعه 559 متر هو أعلى جبل بالبلاد. تسمى منطقة الجنوب الخصبة بغوتلاند (Gutland)، هذه المنطقة بها كثافة سكانية أعلى من المنطقة الشمالية لسهولة أراضيها، أخفض بقعة في لوكسمبورغ هي شباتز (Spatz) وتبلغ 129 متر فوق سطح البحر. أهم أنهر الدوقية هو نهر موزل، الذي يشكل الحدود مع ألمانيا في الجنوب الشرقي. أنهار أخرى: زاور، أور وألزيته. مناخ لوكسمبورغ متأثر بالرياح الآتية من المحيط الأطلسي. معدل هطول الأمطار ودرجات الحرارة عموما معتدلة. عدد سكان لوكسمبورغ بلغ حوالي 602.005 ألف نسمة عام 2018 ، منهم حوالي 40% أجانب، منهم أقليات برتغالية، فرنسية وإيطالية. كثير من العاملين بالدوقية لا يسكنون فيها بل بالدول المجاورة، أكثرهم في فرنسا. اللغة الوطنية هي اللوكسمبورغية (Lëtzebuergesch) وهي مشتقة من الألمانية. الألمانية والفرنسية هما لغتان رسميتان أيضا وتحلان في أهميتهما محل اللوكسمبورغية. غالبية سكان لوكسمبورغ يدينون بالمسيحية الكاثوليكية بنسبة 90 % من مجموع السكان، الجماعة المسيحية التالية هي البروتستانتية الكالفينية واللوثرية. يقدر عدد الإسلام في اللوكسمبورغ 9000 شخص، والأرثوذكس 5000 شخص، واليهود 1000 شخص. ويوجد أعداد أخرى من البهائيين وشهود يهوه وغيرها من الجماعات الدينية والفلسفية الأخرى لوكسمبورغ هي في الواقع مملكة دستورية يمثلها برلمان ديمقراطي. حسب دستور عام 1868 فإن الدوق الكبير هو حاكم الدولة. البرلمان، ذو المجلس الواحد، هو المخول بإصدار القوانين، كما يتم انتخاب أعضائه كل خمس سنوات. رئيس الحكومة يطلق عليه وزير الدولة ويقوم بإدارة 13 وزير آخر وسكرتيرة دولة واحدة. مجلس الدولة هو كيان استشاري يتكون من 27 عضو، الذين يعينوا جميعا من الدوق الكبير. البلاد مقسمة إلى ثلاث مقاطعات 12 كانتونة 118 بلدية. المقاطعات الثلاثة هي: العاصمة التي تدعي أيضا لوكسمبورغ هي أكبر المدن (حوالي 82200 نسمة)، ديفردينغن (حوالي 18900 نسمة) ودودلينغن (18000 نسمة) ومدينة شينجن التي تم فيها توقيع اتفاقية تأسيس الاتحاد الأوروبي (18000 نسمة). يتمتع اقتصاد لوكسمبورغ بنمو عال ونسبة بطالة منخفضة نسبيا (4,7% عام 2005) وتضخم منخفض، ومستوى عال من الابتكار. يبلغ معدل دخل الفرد موزع على عدد السكان حوالي 80 ألف دولار أمريكي حسب إحصائيات عام 2008. تعتبر نسبة البطالة منخفضة، على الرغم من أنها وصلت إلى 6.1% في مايو 2012، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الأزمة المالية 2007-2008. عام 2011، وفقا لإحصائيات القدرة الشرائية للفرد، كانت لوكسمبورغ ثاني أغنى دولة في العالم، حيث بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي على أساس تعادل القوة الشرائية (PPP) 80.119 دولارا أمريكيا. بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي وفق معايير القوة الشرائية 261% من متوسط الاتحاد الأوروبي عام 2019. تحتل لوكسمبورغ المرتبة 13 في مؤشر الحرية الاقتصادية، والمرتبة 26 في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة، والمركز الرابع في معيار جودة المعيشة التابع بوحدة الاستخبارات الاقتصادية. حلت لوكسمورغ في المرتبة 21 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023، متراجعة من المركز 18 عام 2020، ثم تقدمت للمرتبة 20 في مؤشر 2024. أهم صناعات البلاد هي المعدنية والكيميائية. قطاع الخدمات يشكل جزء مهم بالاقتصاد وخاصة البنوك. أهم المنتجات الزراعية هي الحبوب، البطاطس، العنب. يبلغ طول السكك الحديدية 274 كم والطرق البرية 5189 كم حسب إحصائيات سنتي 2000 و2002. مطار لوكسمبورغ فندل هو مطار دولي كما أن شركة لوكس إير (Luxair) هي شركة الطيران الوطنية. تستخدم الأنهر وخاصة نهر موزل للملاحة. ميناء ميرتيرت هو أهم الموانئ في لوكسمبورغ. ثقافة البلاد متأثرا بالدولتين الجارتين الكبيرتين ألمانيا وفرنسا. حيث تعتبر اللغة اللوكسمبرغية هي لغة ثانوية بحيث تدرس بعد الألمانية والفرنسية وبشكل ثانوي بالمدارس. روبرت شومان (Schuman) المولود في لوكسمبورغ يعد أحد مؤسسي الاتحاد الأوروبي.
https://ar.wikipedia.org/wiki/لوكسمبورغ
b5f66786304204c02a7050134cd07eeb
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.172882", "source": "Wikipedia" }
سويسرا
سويسرا
سويسرا ورسميا الاتحاد السويسري هي جمهورية فيدرالية تتكون من 26 كانتونا، مع برن عاصمة ومقرا للسلطات الاتحادية. تقع سويسرا في أوروبا الغربية، حيث تحدها ألمانيا من الشمال، فرنسا من الغرب، إيطاليا من الجنوب، والنمسا وليختنشتاين من الشرق. تشكلت الكونفدرالية السويسرية على مدى عدة قرون، لكنها تميزت منذ نهاية القرن الثالث عشر بحرصها على الحياد والسلمية مع الدول، وابتعادها عن الدخول في حروب مع جيرانها. ومع أنها تقع في قلب القارة الأوروبية، إلا أنها تمتاز عن معظم الدول المجاورة لها بتنوعها الديني واللغوي وتمسكها بممارسة الديمقراطية المباشرة. سويسرا هي أيضا مهد للصليب الأحمر؛ وموطن لعدد كبير من المنظمات الدولية؛ بما في ذلك ثاني أكبر مكتب للأمم المتحدة. وعلى المستوى الأوروبي فهي عضو مؤسس في الرابطة الأوروبية للتجارة الحرة؛ وجزء من منطقة شنغن، وعلى الرغم من أنها ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولا في المنطقة الاقتصادية الأوروبية إلا أن سويسرا هي واحدة من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد، وتحتوي على أعلى ثروة للشخص البالغ (الأصول المالية وغير المالية) من أي بلد في العالم. وقد صنفت زيورخ وجنيف المدينتين الثانية والثامنة من بين الأعلى في جودة المعيشة في الحياة في العالم. وهي الدولة التاسعة عشر ذات أكبر اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي ورقم 36 في تعادل القوة الشرائية. سويسرا بلد قائم على أساس احترام الأقليات وعلى الديمقراطية المباشرة؛ التي أدت في نهاية المطاف إلى نظام فدرالي يضم 26 إقليما أو كما تعرف بالكانتون، تلتقي على التواؤم والتضامن فيما بينها. ورغم أنها تختلف فيما بينها بالهوية إلا أن المصلحة المشتركة تجمعها. ثمة تماثل بين الفدرالية السويسرية والاتحاد الأوروبي فيما عدا الشأن المالي والدفاع والسياسة الخارجية، رغم أن سويسرا الحديثة تشكلت عام 1848 إلا أنه لا توجد لغة رسمية واحدة بل هناك أربع لغات، ولا توجد ثقافة واحدة بل هناك عدة ثقافات متنوعة وغنية ومتناقضة فيما بينها. فبعض المواطنين لغتهم الأم الفرنسية ويعيشون ويعملون في مدينة منفتحة مثل جنيف، يوجد فيها أكثر من 200 منظمة دولية. والبعض من سكان الريف يعيشون في قرى جبلية تقع في كانتون أوري، ويتحدثون بلهجة ألمانية وليس بينهم إلا كما بين اليابانيين والبرازيليين، إلا أنهما يرتبطان سويا بتاريخ من النجاحات التي حققها وما زال يحققها هذا البلد، وبديمقراطية يعود تاريخها إلى أكثر من 700 عام. تضم سويسرا أربع لغات رئيسية لغوية وثقافية: الألمانية، الفرنسية، الإيطالية، والرومانشية، وعلى الرغم من أن الغالبية تتحدث الألمانية، إلا أنها لا تشكل أمة في معنى هوية عرقية أو لغوية مشتركة لكن بينهم شعور قوي بالانتماء إلى البلد الذي تأسس على خلفية تاريخية مشتركة وقيم مشتركة (فدرالية وديمقراطية مباشرة) تتخذ من جبال الألب رمزا لها. وتحتفل سويسرا بيومها الوطني في 1 أغسطس من كل عام والذي يوافق تاريخ إنشاء الاتحاد السويسري في 1 أغسطس 1291. أصل كلمة سويسرا الإنجليزية (Switzerland) ألماني وجاء من كلمة schwytz شفايزر ويعني ساكن منطقة شفايز وهي إحدى أقاليم والدستاتين التي شكلت نواة الاتحاد السويسري القديم. ولعل المصطلح مشتق من الكلمة الألمانية سويتس الذي يعني «يحرق» إشارة إلى منطقة حرجية قد تم إحراقها قديما. وبعد أن وضعت حرب سوابيان في العام 1499 في تلك المنطقة أوزارها أصبح المصطلح يستخدم للإشارة إلى الاتحاد بأكمله. تاريخيا إن تسمية اتحاد المدن السويسري لم تكن رسمية إلا في القرن السابع عشر وأن الاسم السائد قبل ذلك «عصبة مدن ألمانيا العليا» وكانت هذه الأراضي تابعة إلى أسرة آل هابسبورغ. تقع سويسرا في قلب القارة الأوروبية وتحيط بها خمس دول، وهي ألمانيا من الشمال وإيطاليا من الجنوب والنمسا وإمارة ليختنشتاين من الشرق وفرنسا من الغرب، وليست لها منافذ بحرية وتبلغ مساحتها حوالي 41300 كيلومترا مربعا. وتتكون سويسرا من ثلاث مناطق جغرافية وهي: سلسلة جبال الألب، التي تمتد في الجنوب وتغطي حوالي ثلثي مساحة البلاد ويبلغ ارتفاع أعلى قممها "Punta Dufour" «بونتا دوفور» 4638م. ثم هناك سلسلة جبال جورا والتي تمتد على شكل هلال في غرب وشمال البلاد، وتمثل الحد الفاصل بين سويسرا وفرنسا وتغطي نحو 12٪ من المساحة الكلية، ويبلغ ارتفاع أعلى قممها Cret de la Neige«كريت دو لا نيج» 1718 ، وبين هاتين المجموعتين من السلاسل الجبلية، تمتد منطقة الهضبة السهلية التي تضم معظم المدن والقرى السويسرية. كان لموقع سويسرا فوق الهضاب «الألبينية» في منطقة هي ملتقى ثلاثة ممرات جبلية (غوتهارد – فوركا – أوبيرآلب) ونقطة وصل هامة تربط بين العديد من بلدان سويسرا، الأثر العظيم في صياغة تاريخ هذا البلد. وينبع في سويسرا عددا من أكبر أنهار أوروبا: كنهر الراين، الذي يمتد إلى بحر الشمال ونهر الرون، الذي يصب في البحر الأبيض المتوسط، ونهر إن، الذي هو أحد روافد نهر الدانوب وينتهي مساره في البحر الأسود، ونهر تيتشينو، الذي هو أحد روافد نهر البو، ويصب في البحر الادرياتيكي. تقع سويسرا بين خطي عرض 45 درجة و48 درجة شمالا، وخطي طول 5 ° و11 ° E. وهي تحتوي على ثلاثة مجالات الطبوغرافية الأساسية: جبال الألب السويسرية إلى الجنوب، الهضبة السويسرية والميدليلاند، وجبال جورا في الشمال. جبال الألب هي سلسلة جبال عالية تمتد في وسط جنوب البلاد، التي تضم حوالي 60٪ من المساحة الإجمالية للبلاد. بين الوديان عالية من جبال الألب السويسرية عثر على العديد من الأنهار الجليدية وبلغ مجموع مساحتها 1,063 كيلومترا مربعا. من هذه تنشأ منابع عدة أنهار رئيسية مثل الراين، ونزل، وتيسان ورون، وتتدفق في أربعة اتجاهات أساسية في جميع أنحاء أوروبا. الشبكة الهيدروغرافية تتضمن مخزون يعد من الأكبر في المياه العذبة في أوروبا الوسطى والغربية، حيث يضم بحيرة جنيف، بحيرة كونستانس وبحيرة ماجيوري. تمتلك سويسرا أكثر من 1500 بحيرة، وبها 6٪ من نصيب أوروبا من المياه العذبة. فيما تغطي البحيرات والأنهار الجليدية حوالي 6٪ من الأراضي السويسرية. تمتاز سويسرا بوجود عدد كبير من البحيرات – أكثر من 1500 بحيرة، وهناك أكثر من 20 عين تتم منها تعبئة المياه المعدنية. ومن أهم البحيرات السويسرية، بحيرة ليمان (أو بحيرة جنيف)، وهي من أكبر بحيرات أوروبا (60٪ ضمن الحدود السويسرية و40٪ ضمن الحدود الفرنسية)، وبحيرة كوستانس وبحيرة لوغانو وبحيرة ماجوري وبحيرة نوشاتيل وبحيرة لوتسرن وبحيرة زيورخ، وبحيرة بريينس وبحيرة تون وغيرها. سويسرا هي إحدى الدول الواقعة في القارة الأوروبية وتحديدا في قلبها، وتشكل اتحادا فيدراليا ديمقراطيا ويحيط بها خمس دول أوروبية، هي كل من: ألمانيا من الجهة الشمالية، وإيطاليا والنمسا من الجهة الجنوبية، وإمارة ليختنشتاين من الجهة الشرقية، وفرنسا من الجهة الغربية. وتعتبر سويسرا من الدول الداخلية لأنها لا تطل على أي منفذ بحري، أما مساحتها فتبلغ 41.300 كيلو متر مربع. (مجموع طول الحدود 345.7 كم) (مجموع طول الحدود 165.1 كم مع النمسا) (مجموع طول الحدود 41.1 كم مع ليختنشتاين) (مجموع طول الحدود 571.8 كم) (مجموع طول الحدود 734.2 كم) تقع سويسرا ضمن المناطق الشمالية المعتدلة مناخيا وضمن دائرة تأثير التيار الخليجي. وتنقسم البلاد إلى طبيعتين مناخيتين بسبب وجود سلسلة جبال الألب التي تخترق البلاد من الغرب حتى الشرق. ففي الجنوب يسود مناخ متوسطي معتدل، بينما يتعرض الشمال للتأثيرات المناخية المحيطية الرطبة، القادمة من غرب أوروبا، ويكون في فصل الشتاء في مواجهة التأثيرات المناخية القارية الباردة القادمة من شرق أوروبا. وعلى الرغم من صغر مساحة سويسرا، إلا أن مناخها متباين بصورة ملحوظة، بسبب وجود مساحات من الوديان وامتداد المساحات الشاسعة من الهضاب نحو المرتفعات العليا من الغابات والثلوج، حتى أن المناطق الشمالية من جبال الألب والأودية الكبيرة من سهول الألب في منطقة كانتون فاليز وبعض مناطق غراوبوندن، تهب عليها رياح حارة وجافة يطلق عليها «رياح الفون». وبشكل عام يسود سويسرا مناخ معتدل في الهضاب والأودية السفلية، حيث يبلغ المعدل السنوي لدرجة الحرارة حوالي 10 درجات مئوية، وتتراوح درجة الحرارة في أشهر الصيف يونيو ويوليو وأغسطس بين 17 و28 درجة، بينما تتراوح في أشهر الشتاء ديسمبر ويناير وفبراير بين (-2) (+7). وكلما زاد الارتفاع كلما انخفضت درجات الحرارة وزادت الأمطار، ويكون هطول الأمطار على مدار السنة، ولكنه يكثر في فصل الشتاء، كما يكثر سقوط الثلوج في الجبال والمرتفعات وتبقى قمم الجبال الشاهقة مغطاة بالثلوج طوال العام. كما تتكون الأنهار الجليدية في مرتفعات جبال الألب وتهب على البلاد في فصل الشتاء رياح شمالية قارصة البرودة تعرف «البيز»، بينما تهب في فصل الصيف قادمة من الجبال رياح جنوب شرقية حارة وجافة تعرف برياح «الفون». تشكل الهضبة السويسرية واحدة من المناظر الطبيعية الرئيسية الثلاث في سويسرا إلى جانب جبال جورا وجبال الألب السويسرية. وتغطي حوالي 30٪ من السطح السويسري. وتضم المناطق بين جبال جورا وجبال الألب غالبا شقا جزئيا من المناطق الجبلية، وتقع على ارتفاع متوسط بين 400 700 متر. تعتبر هو المنطقة الأكثر كثافة سكانية في سويسرا، لما لها من أهمية من ناحية الاقتصاد والنقل. وتحد جبال جورا الشمال والشمال الغربي للهضبة السويسرية جغرافيا وجيولوجيا. أما في الجنوب فلا توجد حدود واضحة مع جبال الألب، أحيانا تعتبر منطقة الهضبة السويسرية عالية الارتفاع، خصوصا على التلال في كانتون فريبورغ، ومنطقة ناف، ومنطقة إرم وأجزاء من منطقة أبنزل لتشكيل جبال الألب السويسرية في أرض أمامية. تنتمي أجزاء من الأرض الأمامية من جبال الألب إلى الهضبة السويسرية، حيث تقع وتطل الهضبة على ضفاف بحيرة جنيف، وعلى ضفاف بحيرة كونستانس ونهر الراين. جيولوجيا فإن الهضبة السويسرية هي جزء من حوض أكبر يمتد إلى أبعد الحدود من سويسرا. ويقع نهايته في الجهة الجنوبية الغربية من فرنسا، وتنتهي الهضبة في جينيفويز في شامبيري حيث يلتقي جورا وجبال الألب. وفي الجانب الآخر من بحيرة كونستانس، تطل الهضبة على منطقة بريالبس الألمانية والنمساوية. يبلغ طول الهضبة السويسرية حوالي 300 كم، ويزيد عرضها من الغرب إلى الشرق في منطقة جنيف، في منطقة تبعد عن برن حوالي 50 كم وعن شرق سويسرا نحو 70 كيلومترا. العديد من كانتونات سويسرا تعتبر جزء من الهضبة السويسرية. أما الكانتونات التي تقع بالكامل داخل الهضبة السويسرية فهي كانتونات زيورخ، ثورجو وجنيف؛ وأما الكانتونات التي تقع معظمها في الهضبة السويسرية فهي كانتونات لوسيرن، أرجاو، سولوتورن، برن وفريبورغ وفود؛ وأما الكانتونات التي تقع أجزاء صغيرة منها داخل الهضبة السويسرية هي كانتونات نوشاتيل، زوغ، شويز، سانت غالن وشافهاوزن. ترجع نشأة سويسرا إلى 1 أغسطس من عام 1291، عندما اجتمعت ثلاثة كانتونات وهي شفيتس وأونترفالدن ويوري، ووقعت ميثاق تحالف دفاعي فيما بينها، يعرف باسم «الميثاق الدائم»، فكان هذا الميثاق بمثابة حجر الأساس لولادة الكنفدرالية السويسرية، الذي أطلق عليه فيما بعد اسم سويسرا، نسبة إلى كانتون شفيتس. وبعد الانتصار التاريخي الذي حققه السويسريون عام 1315 في معركة مورغارتن ضد القوات النمساوية تحت حكم عائلة هابسبورغ، انضمت كانتونات سويسرية أخرى إلى التحالف، منها لوتسرن في عام 1332 وزيورخ في عام 1351 وغلاروس وتسوغ في عام 1352، ثم برن في عام 1353. شكلت هذه الكانتونات الثمانية النواة الأولى للفدرالية السويسرية، ثم سرعان ما التحقت بها خمسة كانتونات أخرى خلال الفترة ما بين 1481 و1513 وأصبح المجموع ثلاثة عشر كانتونا. واستطاعت سويسرا في عام 1499 انتزاع استقلالها التام من الإمبراطورية الجرمانية، التي كانت تعرف باسم الإمبراطورية الرومانية المقدسة وكان يحكمها أحد أفراد عائلة هابسبورغ، إلا أن الإمبراطورية لم تعترف بهذا الاستقلال رسميا إلا في عام 1648 بموجب معاهدة وستفاليا. إن تسمية «اتحاد المدن السويسري» لم تكن رسمية إلا في القرن السابع عشر وأن الاسم السائد قبل ذلك «عصبة مدن ألمانيا العليا». وسرعان ما تبنت سويسرا سياسة الحياد وابتعدت عن الحروب الخارجية، وتوالى انضمام كانتونات جديدة إلى الاتحاد الكونفدرالي، وكان كل كانتون يحكم نفسه بنفسه حكما استقلاليا شبه تام، ولم تكن هناك حكومة مركزية لهذا الاتحاد. ولم تنتقل البلاد إلى الحكم الفدرالي، إلا بعد حرب أهلية طاحنة، أعقبتها حركة إصلاحية تكللت بموافقة الناخبين على دستور جديد للبلاد عام 1848، أقيم بموجبه نظام ديمقراطي فيدرالي، ذو هيئة تشريعية مكونة من مجلسين، وتم اعتماد حكومة فدرالية ذات سلطة وصلاحيات وتحددت مدينة برن عاصمة للفدرالية السويسرية، وما زالت إلى يومنا هذا، وغدت سويسرا تضم اليوم 26 كانتونا. وتتبع سويسرا سياسة محايدة يعود تاريخها إلى عام 1515، وقد حافظت على حيادها إبان الحربين العالميتين، الأولى والثانية. وفي عام 1919 أصبحت جنيف مقرا لعصبة الأمم المتحدة. وفي عام 1949، أقرت معاهدة جنيف الدولية لحماية المدنيين أثناء الحروب.1999. في عام 1971 حصلت المرأة السويسرية على حق التصويت، بينما رفض الناخبون السويسريون عام 1992 الانضمام إلى المنطقة الاقتصادية الأوروبية، ولم تنضم سويسرا إلى عضوية الأمم المتحدة إلا في عام 2002. رسخ الدستور الفدرالي الأول الصادر عام 1848 والمعدل تعديلا جذريا عام 1874، الهياكل السياسية لسويسرا، واعتنى بتحديد سلطة الحكومة المركزية وحكومات الكانتونات والفصل بينها. كما ضمن الدستور السويسري ممارسة الحقوق السياسية على أساس نظام حكم جمهوري ذي ديمقراطية مباشرة، يمنح السيادة أو السلطة السياسية العليا للشعب، من خلال قيامه بانتخاب ممثليه ومشاركته المباشرة في سن القوانين عن طريق الاستفتاءات، إذ يمكن إجراء استفتاء على تغيير مادة دستورية من خلال جمع تواقيع مائة ألف ناخب. أما القوانين فتتطلب تواقيع خمسين ألف ناخب أو موافقة ثمان ولايات. والشعب هو صاحب الحق في انتخاب البرلمان، الذي ينتخب بدوره أعضاء المجلس الفدرالي (الحكومة) المكون من سبعة أعضاء، ومدته أربع سنوات. وتتألف السلطة التشريعية (البرلمان) من غرفتين لهما نفس الصلاحيات، ومدة كل منهما أربع سنوات. مجلس الشيوخ يضم ممثلي الكانتونات، ويتكون من 46 عضوا. ومجلس النواب يتكون من 200 عضو يمثلون الأحزاب وفقا لرصيد كل حزب من أصوات الناخبين. تقوم السلطة التشريعية أيضا بانتخاب كل من رئيس الجمهورية ونائبه من بين أعضاء المجلس الفدرالي، وذلك لمدة عام واحد. وتتألف الحكومة من ممثلي أهم أربعة أحزاب سياسية وهي: حزب الشعب السويسري (يمين شعبوي) والحزب الراديكالي (الحزب الليبرالي الراديكالي) والحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي المسيحي وحزب الشعب الديمقراطي. وهناك المحكمة الفدرالية التي تمثل أعلى سلطة قضائية في البلاد، ومقرها مدينة لوزان، وتتكون أساسا من 26 قاضيا يتم انتخابهم - بالإضافة إلى 12 قاضيا بديلا - من قبل البرلمان كل ست سنوات. وهناك المحكمة الجنائية الفدرالية ومقرها في مدينة بيلينزونا، والمحكمة الإدارية الفدرالية التي تمارس عملها بشكل مؤقت من العاصمة برن، وسيتم نقلها إلى المقر الرئيسي في سانت - غالن في عام 2010. ولكل كانتون سويسري دستور خاص به، وكذا برلمان وحكومة ومحكمة ويقارب عدد البلديات السويسرية 2900 بلدية، تتمتع جميعها باستقلالية إدارية واسعة. وتقوم الكانتونات في سويسرا على أسس غير عرقية أو طائفية أو مذهبية أو لغوية، وربما كان للتاريخ والجغرافيا أثر، إلا أنه عرف حده فوقف عنده. وقد تجد في الكانتون الواحد، أكثر من عرق وأكثر من مذهب وأكثر من لغة، وهذا الحال ينطبق كذلك على المدن والقرى، بل حتى على الأحزاب السياسية، حتى تلك التي لها مسميات دينية. فما من كيان سياسي في البلاد، إلا هو قائم على هوية واحدة وعلى روح واحدة وعلى جنسية واحدة وعلى عواطف ومشاعر واحدة. كانت الكونفدرالية السويسرية القديمة تتحالف ما بين مجتمعات وادي جبال الألب الوسطى. وسهلت الكونفدرالية إدارة المصالح المشتركة وضمان السلام على المسارات الهامة للتجارة الجبلية. ويعتبر الميثاق الاتحادي المتفق عليه عام 1291 بين جماعة قروية من أوري، شويز، وأونتير والدين الوثيقة التأسيسية للكونفدرالية، على الرغم من تحالفات مماثلة من المرجح أن تكون وجدت في وقت سابق. انضمت الكانتونات الثلاث الأصلية قبل عام 1353 مع كانتونات غلروس وزوغ ووزيرن، زيورخ وبرن لتتشكل «الكونفدرالية القديمة» من ثماني دول والتي ظلت قائمة حتى نهاية القرن 15. أدى هذا التوسع إلى زيادة سلطة وثروة الاتحاد. وبحلول عام 1460 سيطر الاتحاد على معظم حلفاء أراضي الجنوب والغرب من نهر الراين إلى جبال الألب وجبال جورا، خاصة بعد الانتصارات أمام هابسبورغ (معركة Sempach، معركة Näfels). كما فاز السويسريون في الحرب ضد الإمبراطور ماكسيميليان الأول في 1499 وهو الفوز الذي أثمر الاستقلال الفعلي عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة. اكتسبت الكونفدرالية السويسرية القديمة سمعة بأنها لا تقهر خلال الحروب التي خاضتها في وقت سابق، وذلك حتى تعرض التوسع في الاتحاد لانتكاسة في عام 1515 مع الهزيمة السويسرية في معركة مارينيون لينتهي بذلك ما يسمى عصر «البطولية» من التاريخ السويسري. وأدى نجاح إصلاح زوينجلي في بعض الكانتونات إلى صراعات دينية بينها في 1529 و1531 (حروب KAPPEL). بعد أكثر من مرور مائة عام على تلك الحروب الداخلية اعترفت الدول الأوروبية باستقلال سويسرا عن الإمبراطورية الرومانية المقدسة وحيادها في عام 1648، فيما يعرف بإطار سلام ويستفاليا. خلال الفترة الحديثة المبكرة من التاريخ السويسري، أدت السلطوية المتزايدة لأسر باتريسياتي جنبا إلى جنب الأزمة المالية في أعقاب حرب الثلاثين عاما، لحرب الفلاحين السويسرية في 1653. وتعود خلفية هذا الصراع إلى الصراع بين الكاثوليكية والبروتستانتية لكانتونات لا تزال قائمة، وظهرت تلك الصراعات في صورة عنف متزايد في معارك فيلميرجين في 1656 و1712. قلب الغزو الفرنسي لسويسرا في عام 1798 الأوضاع في الكنفدرالية القديمة رأسا على عقب. فحتى ذلك الحين كانت سويسرا مؤلفة من 13 كانتونا - جميعها ناطقة بالألمانية - تسيطر على رقعة شاسعة من البلاد باعتبارها "مناطق خاضعة للإدارة المشتركة لهذه الكانتونات". وبعد فشل محاولات أولية لإقامة حكومة مركزية، شكل "قانون الوساطة / الوصاية"، الذي أصدره نابليون في عام 1803 دولة سويسرا الجديدة المؤلفة من تسعة عشر كانتونا، ومنحت هذه المناطق حقوقا متساوية مع حكامها السابقين. أبرزت معركة بيريزينا إمكانية السويسريين على القتال معا على قدم المساواة، وعلى عدم تفوق الناطقين بالألمانية على أولئك المتحدثين بالفرنسية، وبإمكانية أخذ رجال التيتشينو (الناطقين بالإيطالية) على محمل الجد، وبقدرة هؤلاء التامة على القتال". نفس الشيء حدث في شرق سويسرا، حيث تم دمج مناطق مثل غلاروس، وسارغانس، وتوغينبورغ العليا، لتشكل كانتون لينت، وأبنزل وسانت غالن وراينتال وتوغينبورغ السفلي، لتشكل كانتون «سانتيس»، لكن هذا الانقلاب الجغرافي السياسي لم يدم طويلا، وسرعان ما فشلت محاولة تطبيق النموذج المركزي الوحدوي الفرنسي في سويسرا. في عام 1803 وتحت ضغط الوضع غير المستقر، أصدر نابليون مرسوما يتيح للبلاد دستورا جديدا، ذو طابع فدرالي أكثر تعددا (يعرف بدستور الوساطة)، وأعاد حدود الكانتونات إلى ما كانت عليه سابقا. "لا يمكن مقارنة سويسرا بأي بلد آخر، سواء من حيث الأحداث التي طرأت عليها عبر القرون، أو بالنسبة للوضع الجغرافي والطوبوغرافي، أو بالنسبة لتعدد اللغات والأديان والعادات والتقاليد، التي تختلف من منطقة إلى أخرى. إن القدر أراد لبلادكم أن تكون دولة فدرالية، ولا ينازع في ذلك رجل حكيم"، كما ورد في نص الكتاب الذي وجهه نابليون إلى المندوبين السويسريين الذين تم استدعاؤهم إلى باريس في نفس العام. شهد عام 1848 إنشاء الدولة الفدرالية بدستور جديد وبرلمان فدرالي وأولى الخطوات نحو إجراءات اعتماد الحكم المركزي. ولم يغفل مؤسسو الدولة الجديدة العبر المستخلصة من «سوندربوند» (Sonderbund) أو الحرب الأهلية. كانت الوحدة الوطنية تعتمد على مقدرة الدولة على التوفيق بين مختلف العناصر السياسية واللغوية والإثنية والدينية، المكونة للمنطقة الأوروبية الضيقة، التي كانت تحتلها سويسرا. وكانت الفدرالية الإطار الوحيد الكفيل بإدارة مثل ذلك التنوع. وتقتضي الفدرالية درجات من التبعية، بمعنى أن القرارات السياسية تتخذ دائما على أدنى مستوى ممكن، سواء كان فدراليا أو كانتونيا أو بلديا. رغم
https://ar.wikipedia.org/wiki/سويسرا
e24c63a0e58c8905db7d3dd6db578946
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.486305", "source": "Wikipedia" }
الفاتيكان
الفاتيكان
مدينة الفاتيكان ‏ المعروفة رسميا باسم دولة مدينة الفاتيكان ‏، هي أصغر دولة من حيث المساحة في العالم وتأخذ شكل شبه إهليلجي في قلب مدينة روما عاصمة إيطاليا التي تحيط بها من جميع الاتجاهات ويفصلها عنها أسوار خاصة؛ تبلغ مساحة الفاتيكان 0.49 كم مربع ويقارب عدد سكانها 850 نسمة فقط وتعتبر بالتالي ثالث أصغر دولة في العالم من حيث عدد السكان بعد كل من جزر كوكوس وجزر بيتكيرن. ورغم كونها أصغر دول أوروبا والعالم سكانا ومساحة فهي تستقي دورها وأهميتها من كونها مركز القيادة الروحية للكنيسة الكاثوليكية في العالم والتي يربو عدد أتباعها على 1.147 مليار نسمة، كذلك من كونها تحفظ في متاحفها ‌أرشيفها مجموعة من أرقى المنتوجات الفنية للجنس البشري على مر العصور، فضلا عن القضايا السلمية والأخلاقية التي تدافع عنها. لا تأخذ الفاتيكان بأي لغة على أنها لغتها الرسمية، لكن لغة الكرسي الرسولي الرسمية هي اللاتينية، وتستعمل الإيطالية في الفاتيكان بشكل واسع بحكم الأمر الواقع، كذلك حال اللغة الألمانية؛ وإلى جانب هذه اللغات يعترف الكرسي الرسولي بثمان وثلاثين لغة أبرزها: الإسبانية، الفرنسية، البولندية، البرتغالية، ‌الإنكليزية، وتغطي هذه اللغات نسبة كبيرة من اللغات المنتشرة بين كاثوليك العالم. ورغم الوجود التاريخي للفاتيكان، فإن هذا الوجود لم يصبح بالشكل المستقل المتعارف عليه اليوم، قبل 7 يونيو سنة 1929 حين تم توقيع ثلاث معاهدات في قصر لاتران بين الحكومة الإيطالية التي كانت آنذاك فاشية بقيادة بينيتو موسيليني وممثل البابا بيوس الحادي عشر، الكاردينال بيترو كاسباري، وعرفت هذه الاتفاقيات باسم اتفاقية لاتران؛ نظمت الاتفاقيات الثلاث العلاقة بين الفاتيكان والدولة الإيطالية، ونصت على أن يكون الفاتيكان بحدوده الحالية، جزء مستقل عن الدولة الإيطالية ومدار من قبل البابا. أيضا فقد نصت على إدارة الفاتيكان بشكل مباشر لكافة الكنائس والأديرة في مدينة روما، استنادا على الاعتقاد الكاثوليكي بكون البابا هو أسقف روما المنتخب، وثلاثة وعشرين موقعا آخر خارج أسوار الفاتيكان وتزيد مساحة هذه المواقع في روما ومحيطها عن مساحة الفاتيكان نفسها؛ وضمنت الاتفاقيات أيضا مبلغا سنويا من المال يدفع إلى الفاتيكان تعويضا عن الخسائر التي مني بها الكرسي الرسولي إثر قضاء مملكة إيطاليا على الولايات البابوية، التي كانت تمتد من الساحل جنوب روما إلى حدود البندقية شمالا قاسمة بذلك إيطاليا إلى ثلاث أقسام. كانت الفترة التي تلت القضاء على الدولة البابوية وحتى توقيع الاتفاقيات فترة من الفوضى القانونية أطلق على البابوات خلالها اسم سجناء روما، لعدم وجود أي تنظيم لحال السيادة الإيطالية وسيادة الكرسي الرسولي، ونظرا لأهميتها فقد أدرجت هذه الاتفاقيات في الدستور الإيطالي عام 1947. تعتبر الفاتيكان دولة يديرها الإكليروس، ويرأس هؤلاء البابا أسقف روما المنتخب من قبل مجمع الكرادلة متمتعا بصلاحيات غير محدودة مدى الحياة؛ بيد أن البابا فعليا لا يمارس أيا من صلاحياته على الأمور الإدارية ‌السياسية والقانونية تاركا تدبير هذه الشؤون لرئيس وزراء دولة الفاتيكان، ومؤسسات الدولة المختلفة. يشغل منصب رئيس الوزراء عادة كاردينال كنسي، معين من قبل البابا. أدرجت الفاتيكان، على لائحة اليونيسكو كإحدى مواقع التراث العالمي. وهي الدولة الوحيدة المدرجة بكاملها على اللائحة المذكورة، أيضا فإن الفاتيكان ممثل لدى عديد من المنظمات الدولية كالأمم المتحدة وعدد من وكالاتها منظمة الأغذية العالمية ‌منظمة الصحة العالمية ‌منظمة العمل الدولية إلى جانب منظمات أخرى غير رسمية كالجمعية العالمية للعلوم التاريخية والجمعية العالمية للطب المحايد وغيرها. النشيد الوطني للفاتيكان هو «السلام البابوي» وقد ألفه الموسيقار الفرنسي شارل جونو خلال القرن التاسع عشر لمناسبة قداس اليوبيل الذهبي لنيل البابا بيوس التاسع سر الكهنوت. تم استخدام اسم مدينة الفاتيكان لأول مرة في اتفاقية لاتران الموقعة مع مملكة إيطاليا في 11 فبراير 1929، والتي أنشأت الدولة المدينة الحديثة التي سميت على اسم هضبة الفاتيكان، الموقع الجغرافي للدولة داخل العاصمة الإيطالية روما. وقد اشتق اسم البلاد من مستوطنة إتروسكية بشبه الجزيرة الإيطالية تسمى فاتيكا أو فاتيكوم ، وتقع ضمن المنطقة العامة التي أطلق عليها الرومان اسم أغير فاتيكانوس ، "الإقليم الفاتيكي". إن المنطقة التي تعرف اليوم باسم الفاتيكان، كانت في العصور القديمة، خالية من السكان وتشكل جزءا من الضواحي المنتشرة حول مدينة روما خلف التلال السبعة التقليدية التي تشكل حدود المدينة، على الضفة اليمنى لنهر التيبر؛ وقد استمدت اسمها من إحدى الهضاب الصغيرة كانت تسمى الفاتيكان؛ ولم تكن هذه الهضبة ضمن قائمة الهضاب السبع التي تنقل التقاليد الإيطالية أنها مهد مدينة روما الحديثة. بنيت على هضبة الفاتيكان كنيسة صغيرة على اسم القديس بطرس ومن ثم بنيت كاتدرائية القديس بطرس في القرن السادس عشر؛ وعلى الرغم من كون روما المقر الدائم للبابوية إلا أن البابوات قبل القرن الرابع عشر كانوا قد اتخذوا من قصر لاتران في المدينة مركزا لهم، ولم تتجه الأنظار نحو الفاتيكان إلا في أعقاب الانتهاء من انشقاق أفينيون، حيث انتقل الباباوات ومعهم قيادة الكنيسة إلى الفاتيكان، وشيد هناك خلال عصر النهضة سلسلة من المباني ‌المتاحف إلى جانب القصر البابوي والحدائق البابوية وعدد من المباني الأخرى. اكتسبت هضبة الفاتيكان أهميتها، ومن ثم دورها كعاصمة للكنيسة الكاثوليكية، من كون التقاليد المسيحية قد نقلت أن الهضبة كانت الموقع الذي شهد صلب القديس بطرس عام 67 ضمن حملة اضطهادات واسعة قادها الإمبراطور نيرون على المسيحيين، التقليد نفسه نقل أن القديس بطرس قد دفن في قبر صغير أسفل الهضبة؛ هذه التقاليد تم تأكيدها من خلال المزار القديم للقديس بطرس الذي كان مقاما في الهضبة، وحديثا من خلال البحوث والتنقيبات الأثرية؛ ولا يمكن اليوم رؤية أو الشعور بوجود الهضبة الأصلية إذ شيدت فوقها كاتدرائية القديس بطرس عام 1506 ‌الساحة التي تمتد بشكل إهليلجي أمامها والمسماة على اسم القديس بطرس أيضا وهي مرصوفة بالحجر الغرانيتي الأسود، غير أنه يمكن ملاحظة الهضبة في الحدائق البابوية إلى الخلف من الكاتدرائية. من ناحية روما اليوم، فإن الفاتيكان تقع في شمال غربي المدينة، بعيدة فقط عدة مئات من الأمتار عن نهر التيبر؛ يبلغ مجموع طول حدودها 3.2 كم وهي محددة بواسطة سور خاص مزين بعدد من الأعمال الفنية وينفتح مقابل ساحة القديس بطرس على مدينة روما. بنى السور الأول للفاتيكان حماية لضريح القديس بطرس في عهد البابا ليون الرابع (847 -855) ثم أعاد بناء السور بالشكل الحالي البابا بولس الثالث (1534 -1549) واعتبر هذا السور الأساس الذي تم بناء عليه ترسيم حدود الفاتيكان بشكلها الحالي عام 1929، أضيفت إليه أجزاء صغيرة لتسوير المناطق الشمالية من المدينة؛ أما الحدود بين ساحة القديس بطرس ‌روما، وهي المنطقة الوحيدة غير المحاطة بسور، فقد تم تحديده بخط أبيض مرسوم على الأرضية فاصلا بذلك الفاتيكان عن روما، وتعرف هذه المنطقة باسم ميدان البابا بيوس الثاني عشر؛ وترتبط الفاتيكان مع روما من خلال طريق واحد هو جادة ديلا كونكيليازون ‏ الذي يقطع نهر التيبر باتجاه ساحة القديس بطرس. لا تقتصر أملاك الفاتيكان على المدينة، إذ تشمل جميع الكنائس ‌الكاتدرائيات ‌الأديرة والمصليات(1) الواقعة في مدينة روما، إضافة إلى قلعة غاندولفو الواقعة إلى الجنوب من روما قرب ساحل البحر الأبيض المتوسط والتي تعتبر المقر الصيفي لإقامة البابا، ومقر المكتبة الفاتيكانية الفلكية والمرصد الفاتيكاني الفلكي؛ يضاف إلى هذه القائمة عدد من الأبنية التي تمثل سفارات الدول لدى الفاتيكان وعدد آخر من الشقق السكنية والمكاتب التي تعود ملكيتها للفاتيكان ويشغلها موظفون خاصون بالكرسي الرسولي؛ يذكر أن جميع مباني الفاتيكان الواقعة خارج أسوار المدينة، يتولى الحرس السويسري شؤون الأمن فيها وليس الشرطة الإيطالية. تعتبر الفاتيكان واحدة من ثلاث دول أخرى في العالم تعتبر محتواة في دولة أخرى، أي أنها لا تملك أي حدود برية أو بحرية مع سواها، وإلى جانب الفاتيكان فهناك سان مارينو المحتواة في إيطاليا أيضا ‌ليسوتو المحتواة ضمن جنوب أفريقيا؛ كذلك تعتبر الفاتيكان الدولة الوحيدة في العالم التي لا وجود لشرطة حدود على حدودها للتدقيق في هوية الداخلين والخارجين؛ وتعتبر الفاتيكان أيضا الدولة الوحيدة التي يحتل بناء واحد فيها أكثر من نصف مساحة الدولة، إذ تغطي كاتدرائية القديس بطرس التي تتسع لأربعيين ألف شخص أكثر من نصف مساحة الفاتيكان البالغة 0.49 كم². مناخ الفاتيكان بشكل عام هو مناخ متوسطي، أي يتميز بوضوح أربع فصول رئيسية، خريف ‌ربيع معتدلان ثم صيف حار وجاف ‌شتاء بارد وماطر؛ وأما عن أحوال الطقس في المدينة، فهي مطابقة لأحوال الطقس في مدينة روما بشكل عام. بسبب صغر مساحة الفاتيكان، فمن الممكن للغاية حصر المعالم الرئيسية بثلاث مناطق هي كاتدرائية القديس بطرس والتي تعتبر حاليا أكبر كنيسة في العالم، ‌الساحة أمامها إضافة إلى القصر الرسولي الذي يشمل عدة مباني منفصلة تغطي سكن البابا وقاعة الاجتماعات الرسمية ومقرات عدد من المجامع إلى جانب مكتبة الفاتيكان ‌المتاحف إلى جانب الأرشيف، في حين أن المنطقة الثالثة هي حدائق الفاتيكان. ويبلغ مجموع الساحات والشوارع في الفاتيكان بما فيها شوارع الحدائق سبعين شارعا وساحة، وأغلبها صغيرة المساحة وقليلة العرض. وضع البابا يوليوس الثاني الحجر الأساس لبناء الكاتدرائية بالشكل الحالي في 17 أبريل 1509 بعد هدم الكنيسة السابقة المقامة فوق ضريح القديس بطرس والمسماة الكنيسة القسطنطينية تيمنا بالإمبراطور قسطنطين الذي قام بتشيدها في القرن الثالث. عهد الكرسي الرسولي أول الأمر إلى المهندس براماتني وضع مخططات الكاتدرائية الجديدة، غير أن وفاته عام 1514 حال دون متابعته العمل، فشكلت لجنة من ثلاث مهندسين هم رافائيل وسانفالو والراهب غيوكوندو دافيرونا لوضع مخططات جديدة كليا للبناء. اتفق المهندسون على أن تبنى الكاتدرائية بشكل صليب ضخم، غير أن وفاة رافائيل عام 1520 والاضطرابات السياسية التي بلغت ذروتها إبان نهب روما عام 1536 هتك 1536 قد حالت دون مباشرة العمل على الأرض بشكل مباشر. بدأ بتجهيز الأساس للبناء عام 1538 وانتهي منه أواخر عام 1539، ومن ثم عين البابا بولس الثالث عام 1546 الفنان والمهندس ميكيلانجيلو للعمل فأنهى القسم الشمالي حيث صحن الكاتدرائية بالكامل وبدء مع عام 1557 بوضع مخطط القبة، وإثر وفاته عين البابا بيوس الرابع جياكومو باروزي لاستكمال العمل. استغرقت الدراسات الهندسية لطريقة بناء القبة الضخمة زمنا طويلا، قبل أن يتم الاتفاق بين مختلف المهندسين على طريقة ملائمة لبناء القبة، ليبدأ العمل على تنفيذ التصاميم في 15 يوليو 1588 خلال حبرية البابا غريغوري الثالث عشر وإشراف المهندس دومنيكو فونتانا وانتهت بشكل كامل في 14 مايو 1590. رواق الكاتدرائية وواجهتها الداخلية تمت مباشرة العمل ببنائهما في سبتمبر 1605 خلال حبرية البابا بولس الخامس، وانتهى العمل بشكل كامل في 22 نوفمبر 1614 أما الواجهة والدرج المؤدي إليها فقد قام ببنائهما المهندس كارلو ماديرنو بين عامي 1607 ‌1614، الطابق الأرضي من الواجهة الخارجية للكنيسة تزينه أعمدة كورنثية وهو بكامله مصنوع من الرخام الأبيض، وقبالة الباب الرئيسي يتموضع تمثالان للقديس بطرس ‌بولس، أما الطابق العلوي فيسمى «طابق البركات»، وهو يحوي على شرفة يطل منها البابا للمرة الأولى لدى انتخابه مانحا بركته الأولى وهذا أصل التسمية. وللكاتدرائية خمس أبواب لكل منها استعمال مختلف. افتتحت الكاتدرائية رسميا في 18 نوفمبر عام 1626 خلال حبرية البابا أوربان الثامن، وتبلغ مساحتها الإجمالية 15160 مترا مربعا أي حوالي نصف مساحة الفاتيكان، وطول الكاتدرائية 186 مترا وعرضها 211.5 متر ويبلغ ارتفاع القبة 133.5 مترا وهي تحوي أربعة وأربعين مذبحا وخمسة وتسعين تمثالا ومنحوتة، إلى جانب ستة وعشرين ضريحا كأضرحة الباباوات ليون الثاني عشر وكلمينت العاشر والكونتيسة ماتيلدا ملكة السويد وغيرهم. وتتسع لحوالي أربعين ألف شخص. يتوسط الكنيسة مذبح الاعتراف القائم فوق ضريح القديس بطرس مباشرة، ويعلو المذبح مظلة برنيني البرونزية، والتي بدأ العمل بها عام 1624 ودشنها البابا أوربان الثامن في 29 يونيو 1633، وأمام مذبح الاعتراف وهو المذبح الرئيس في الكاتدرائية هناك فسحة يتوضع بها خمسا وتسعون سراجا. يتعهد خدمة الكاتدرائية جمعية عمالية تأسست في القرن السادس عشر يربو عدد أعضائها على السبعين وغالبا ما يتوارثون مهنتهم ويدعون بالبطرسيين. تتوضع ساحة القديس بطرس أمام الكاتدرائية مباشرة، ولها شكل بيضوي كبير بعرض 240 مترا وقد قام المهندس ماديرنو ببناء جداري الساحة، اللذان يأخذان شكل أربعة أروقة من الأعمدة الإغريقية، كمان قام برنيني بتصميم الساحة بأمر من البابا ألكسندر السابع واستمر العمل بها بين عامي 1656 و1667. وقد وضع البابا ألكسندر السابع طلبه ببناء الساحة على هذا الشكل كرمز لأمومة الكنيسة حيث تضم جميع الأمم. ويعلو الجدار ستة وتسعون تمثالا تظهر قديسين. الساحة المرصوفة ببلاط غرانيتي أسود يتوسطها مسلة بارتفاع 25.88 مترا على ظهر أربعة أسود برونزية، وكان الإمبراطور كاليغولا قد جلب المسلة من مصر في القرن الأول ومن ثم نقلت بأمر البابا سكتس الخامس عام 1586 إلى القصر اللاتراني قبل أن تستقر في موضعها الحالي على يد دومنيكو فونتانا، وعلى جانبيها نافورتان بارتفاع 14 مترا بنى اليمنى منها فالتي ماديرنو عام 1613 واليسرى كارلو فونتانا عام 1670. من الملاحظ أنه على الرغم من أن الساحة تأخذ شكلا إهليلجيا إلا أن الواقف بقرب الأعمدة والناظر إليها، تبدو له بشكل عمود واحد خلف صف مستقيم. يتصل الفاتيكان بروما من خلال الساحة، أما على جانبي الساحة يتوضع القصر الرسولي المكون من كتل منفصلة من البناء إلى جانب المتاحف ‌المكتبة ‌الأرشيف السري كذلك كنيسة سيستين. أبرز القاعات الحديثة البناء هي قاعة الاجتماعات والاستقبالات الرسمية والتي افتتحها البابا بولس السادس في 30 يوليو 1971 وتتسع لاثني عشر ألف شخصو هي من تصميم بيير نيرفي. سائر الأبنية التي تشكل القصر الرسولي هي عبارة عن مزيج معماري بني بمراحل مختلفة بين القرنين الثالث عشر ‌التاسع عشر، وكان البابا نيكولا الثالث (1277 - 1280)، أول من اهتم ببنائه. يحوي الطابق العلوي من القصر الرسولي على الشقق السكنية الخاصة بالبابا والمقربين منه، وتشرف غرفة البابا الشخصية على ساحة القديس بطرس مباشرة، ومنها يلقي خطابا أسبوعيا للمحتشدين كل يوم أربعاء. أما الطابق الأوسط فيحوي شقق رافائيل الثلاثة لكون رافائيل من أشرف على رسمها، إلى جانب قاعة الاستقبال الثانية المعروفة باسم «قاعة كلمنتين» والمكتبة البابوية الخاصة. يوجد في الطابق الأوسط أيضا المصلى البولسي الذي بناه مايكل آنجلو للبابا بولس الثالث ‌شقة بورجيا حيث أقام البابا ألكسندر السادس، ثم مصلى نيكولا الخامس، ليتصل البناء مباشرة بعدها بمتاحف الفاتيكان. يحوي القصر الرسولي أيضا على مقرات عدد من المجامع البابوية، بشكل منفصل أو متصل مباشرة بالبناء. حدائق الفاتيكان ‏ تقع إلى الشمال الغربي من كاتدرائية القديس بطرس والقصر الرسولي بعيدا عن الكتلة المعمارية، وتمتد داخل الأسوار التي بناها بولس الثالث لحماية المدينة وتقوية تحصيناتها. اعتبرت المناطق التي تشغلها حدائق الفاتيكان ذات طابع خاص منذ القرون الأولى للمسيحية، إذ إن هذه المنطقة شهدت عمليات قتل ودفن لكثير من المسيحيين الذين سقطوا خلال اضطهاد نيرون والاضطهادات التالية في روما والتي تعرف باسم الاضطهادات العشر الكبرى. كان أول من أقام هذه الحدائق هو البابا نيكولاوس الثالث عام 1279 إثر انتقاله إلى الفاتيكان كمقر له بدلا من قصر لاتران، ثم قام بولس الثالث بتسوير الحدائق؛ ثم أعيد تصميمها مجددا في عهد البابا يوليوس الثاني بداية القرن السادس عشر، ومن ثم تم تعبيد ثلاث طرق رئيسية فيها، وزرعت أشجار الصنوبر وأشجار أرز من لبنان، ونصب فيها عدد من الأعمال الفنية التي تجعل من طابع عصر النهضة طاغيا فيها. داخل الحدائق يوجد ضريح البابا بيوس الرابع وقصر البابا ليو الثالث عشر وهو تقدمة من كاثوليك فرنسا له، كما يوجد مزار للعذراء الحارسة والذي بناه البابا بندكت الخامس عشر خلال الحرب العالمية الأولى محاكيا بذلك المزار الشهير بهذا الاسم في جنوا. يتوسط الحدائق تمثال للقديس بطرس موضوع على قاعدة إسطوانية طويلة من صنع فيليبو باسكاريني وقد نصب إحياء لذكرى المجمع الفاتيكاني الأول سنة 1870، ويوجد في الحدائق أيضا برج القديس يوحنا والذي تقطن به الشخصيات الهامة التي ترزو الفاتيكان. يتوضع في الحدائق أيضا عدد من آخر من الأبنية كمقر إذاعة الفاتيكان والأكاديمية البابوية للعلوم والكلية الأثيوبية والكلية التيتونية. كما يوجد عدد كبير من النوافير أبرزها نافورة النسر ونافورة القربان الأقديس الي قام بصنعها ميترا بوسكو. ظلت حدائق الفاتيكان حتى فترة حديثة العهد حكرا على البابا ومواطني الفاتيكان، بيد أنه الآن بات بمستطاع العامة زيارتها؛ ولكونها امتدادا لهضبة الفاتيكان الطبيعية، فإن ارتفاع الحدائق يصل في بعض المناطق إلى 60 مترا. بنى الإمبراطور كاليجولا في هضبة الفاتيكان القديمة غير المأهولة بالسكان، خلال القرن الأول، مسرحا خاصا شبيها بالكولوسيوم، حيث كانت تنفذ مباريات وأعمال عنف ضد المسيحيين تؤدي إلى موتهم، ولذلك فقد ألحقت بها مقابر على مساحات شاسعة، لدفن ضحايا الإعدام العشوائي أثناء الاضطهادات الرومانية في القرون الأولى. إن أول كنيسة بنيت في الموقع تم تشييدها على النمط الروماني التقليدي للكنائس عام 326 تكريما للشهداء المسيحيين بشكل عام ‌للقديس بطرس الذي شهد الموقع صلبه ودفنه بشكل خاص، وشيد أول قصر في المنطقة في مرحلة مبكرة، ما يدل على أهميتها بالنسبة للمسيحين منذ القرون الأولى، في النصف الأول من القرن الخامس خلال عهد البابا سيماشوس (498- 514)؛ إن المسيحيين في القرون الثلاث الأولى كانوا جماعة محظورة في ظل الإمبراطورية الرومانية ولم يكن لديهم أي نشاط رسمي أو أبنية واضحة والكثير من الأبنية والكنائس، كانت سرية ومبنية في الضواحي البعيدة عن قلب روما، بيد أن الوضع قد تغير مع مرسوم ميلانو عام 313 والاعتراف بالمسيحية كأحد أديان الإمبراطورية ومنح حقوق لمعتنقيها؛ ومن ثم تحولها إلى دين الإمبراطورية الرسمي في عهد الإمبراطور قسطنطين، الذي قدم قصر لاتران كهدية لأسقف روما، وهو المقر البابوي الأول قبل الانتقال إلى الفاتيكان. منذ بداية القرن السادس ولمدة تفوق الألف عام، كانت الفاتيكان تسيطر على مناطق واسعة من شبه الجزيرة الإيطالية؛ ودعيت هذه المناطق باسم الولايات البابوية وكانت تخضع مباشرة لحكم الكرسي الرسولي؛ وقد شملت حدود الدولة البابوية إضافة إلى روما مناطق ماركي ‌أومبريا ‌لاتسيو؛ وكانت واحدة من ست دول أخرى شكلت فيما بعد إيطاليا المعاصرة. إن السبب الرئيسي في نشوء الولايات البابوية هو انتقال عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى القسطنطينية، ما أدى إلى ضعف سيادة الإمبراطورية في روما، يضاف إلى ذلك ملكية الكنيسة لمساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وأراضي الأوقاف فضلا عن الأديرة؛ هذه الأملاك حصلت عليها الكنيسة بشكل أساسي من تبرعات الأثرياء والهبات المقدمة في الكنائس، ويضاف إلى هذه الأسباب أيضا شعبية البابا في روما وتنامي سلطته السياسية؛ ولم يكن تشكيل الولايات البابوية، قد حدث بشكل سلمي، إذ قد اندلع القتال بين البابا غريغوري الثاني والإمبراطور ليون الثالث، وانتهت الحرب لمصلحة البابا، لكن نفوذ القوط أو الإمبراطورية الرومانية المقدسة، كانت قد تزايدت بشكل واسع في أوروبا، وعندما هاجموا إيطاليا، تولى البابا الدفاع عن روما والأراضي المجاورة، واستطاع صد هجوم الإمبراطورية الرومانية المقدسة وأبرم معها اتفاقا تضمن تراجع القوط عن روما والأراضي المجاورة؛ كذلك فقد تضمن الاتفاق حياد الكرسي الرسولي المطلق فيما يخص النزاع بين القوط والبيزنطيين؛ كانت تلك اللحظة الحاسمة في نشوء الولايات البابوية فعلى الرغم من أن هذه الولايات ظلت تتبع نظريا للإمبراطورية البيزنطية إلا أنها كانت فعليا قد نالت استقلالها الكامل وأبعدت في الوقت ذاته مخاطر الإمبراطورية الرومانية المقدسة عن حدودها. إن سياسة العلاقات الجيدة بين الدولة البابوية ‌الإمبراطورية الرومانية المقدسة سرعان ما انهارت في القرن الثامن؛ فقد شجع البابا استيفان الثاني القائد الفرنسي ببيان القصير على خلع ملك فرنسا الميروفرنجي شليدرك الثالث وقام شخصيا بتتويج ببيان كملك على فرنسا؛ فتوجه ببيان إثر ذلك على رأس جيش ضخم إلى الشمال الإيطالي عام 756، وبدأ حربا ضد الإمبراطورية الرومانية المقدسة فتراجعت سطوتها عن تلك المناطق، واضطر الإمبراطور شارلمان لترسيم حدود جديدة للولايات البابوية، وبدأ علاقات جديدة جيدة مع الكرسي الرسولي وصلت ذروتها عام 800 عندما قام البابا ليون الثالث بتتويج شارلمان إمبراطورا للإمبراطورية الرومانية المقدسة. تلا ذلك في القرن الحادي عشر نداء البابا أوربان الثاني لملوك أوروبا في مجمع كليرمونت عام 1094 لإعلان انطلاق الحملات الصليبية، وساهم نجاح الحملة الصليبية الأولى في ازدياد هيبة البابا السياسية في الغرب وتنامي دوره السياسي وزعامته، ويرجع بعض المؤرخين زمن بروز السلطة الزمنية للبابوات لعهد البابا غريغوري السابع الملقب بالعظيم، ويرى بعض المؤرخين أيضا أن الملوك حينذاك لم يكونوا أكثر من قواد لجيوشهم فقط، يستثنى من ذلك عدد من أباطرة ألمانيا خصوصا فريدريش الثاني. لم تكن الدولة البابوية، خصوصا في القرنين التاسع ‌العاشر، دولة مركزية قوية فقد ساد حكم الإقطاع المحليين بنسبة كبيرة، ولم يكن البابا حاكما زمنيا يهتم بالأمور المعيشية والسياسية الداخلية، فسلطته كانت منحصرة في الأمور الخطيرة والسياسة الخارجية إلى جانب الدور الرمزي. شهدت تلك الفترة جدالا مستمرا بين البابوات المتعاقبين ‌أباطرة الإمبراطورية الرومانية المقدسة الألمان حول زعامة العالم المسيحي، خصوصا في عهد الإمبراطور أوتو، رغم أن البابوات قد توجوا شخصيا عددا من الأباطرة؛ غير أن هذه العلاقة الغير مستقرة لم تتأزم لتصل إلى حالة الحرب أو نزع الاعتراف المتبادل بين الكيانيين. يمكن القول أن ذروتها بلغت حين أقدم الإمبراطور أوتو على خلع البابا يوحنا الثاني عشر وخليفته بندكت الخامس، وتلاه خنق الإمبراطور كريستينوس للبابا بندكت السادس عام 974؛ ومن ثم انقسام البابوية إلى قسمين في القرن الرابع عشر، الأول في روما وينال شرعيته من قبل الإمبراطورية الرومانية المقدسة، والثاني في أفنيغون في الجنوب الفرنسي، وينال شرعيته من سائر أوروبا أي بشكل رئيسي، إسبانيا ‌فرنسا ‌انكلترا.(2) بدءا من العام 1305 وحتى عام 1417 اتخذ قسم من البابوات أفنيغون في جنوب فرنسا مقرا لهم في حين ظل القسم الآخر في روما، وتعترف الكنيسة الكاثوليكية اليوم بشرعية كلا البابوين خلال تلك الفترة، بيد أن بابوات روما كانوا فعليا تحت سيطرة الأباطرة الرومانيين، ما أدى إلى إضعاف موقعهم. كذلك الحال بالنسبة للولايات البابوية، فعلى الرغم من أن الكيان لم يتم احتلاله وإتباعه للإمبراطورية الرومانية المقدسة، إلا أنه قد أصبح بحكم الأمر الواقع تابعا لها. تزامن ذلك مع انتشار الفقر والفوضى واستبداد حكم الإقطاع المحلي. شهدت تلك الفترة عدة محاولات لتحسين الأوضاع، غير أنها عموما كانت ذات أثر محدود. أبرز المحاولات الإصلاحية صدور المدونة القانونية أو دستور الخاص بالولايات البابوية عام 1357، وظل العمل بهذا الدستور ساريا حتى استبداله العام 1816. وبالتالي تكون الفاتيكان من أوائل دول العالم التي وضعت دستور منظم لحياتها السياسية والاجتماعية. حاول بعض بابوات أفنيغون العودة إلى روما، منهم البابا أوربان الخامس عام 1367 لكن عملية إعادة الوحدة لم تكن قد نضجت بعد، فاضطر البابا إلى العودة إلى فرنسا عام 1370 واستقر مجددا في أفنيغون التي كانت قد أعلنت جزءا من الولايات البابوية، وقد ظلت تابعة لها حتى بعد عودة البابا إلى روما، ولم تعد لحكم الدولة الفرنسية إلا في أعقاب الثورة الفرنسية عام 1789. بدءا من عام 1378 تعددت محاولات السيطرة على الكرسي البابوي بين الأباطرة والطامعين في الحصول على الكرسي الرسولي، يطلق على هذه الفترة من تاريخ الفاتيكان عموما اسم «الجدل الكبير» الذي حل أخيرا عام 1417، من خلال مجمع كونستانس والذي انتخب في أعقابه البابا مارتن الخامس حبرا للكنيسة الكاثوليكية جمعاء، منهيا بذلك حوالي قرن من الانشقاق. انتهت مرحلة الخلافات السياسية والانشقاقات وسادت مرحلة جديدة من ريادة التطور ‌الأدب ‌الثقافة والاختراعات العلمية التي قادت الفاتيكان دفتها خلال عصر النهضة؛ فأسست الفاتيكان جامعات باريس وفلورنسا وميلانو وعددا آخر كبير من الجامعات الأقل شهرة. وافتتحت مكتبة الفاتيكان التي ضمت أعدادا هائلة من المخطوطات والكتب النفيسة خصوصا إثر سقوط القسطنطينية بيد السلطان محمد الفاتح العثماني، وتهريب نفائس المدينة وكنوزها نحو أوروبا. بدأت عام 1513، خلال حبرية البابا يوليوس الثاني، عملية بناء الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، من خلال بناء كاتدرائية القديس بطرس ‌الكنيسة السيستينية وغيرها من المباني، وقد استكمل خليفة البابا يوليوس الثاني، البابا ليون العاشر، عملية الإعمار هذه. سوى ذلك فإن أعظم فناني عصر النهضة كليوناردو دا فينشي ‌ميكيلانجيلو ‌رافائيل ‌ميكافيللي ‌ساندرو بوتيتشيلي ‌بيرنيني؛ كان الفاتيكان قد أبرم معهم عقود احتكار مدى الحياة. إن أغلب التحف الفنية القائمة حتى اليوم في مختلف أنحاء أوروبا والتي تعود لعصر النهضة، يعود الفضل في بنائها لتشجيع بابوات ذلك العصر. ساهم نجاح الفتوح في إسبانيا وتلاه اكتشاف العالم الجديد في تأمين الموارد المالية اللازمة لعصر النهضة، وغالبا ما كانت الحملات الاستكشافية تتم بمباركة الفاتيكان ما أدى إلى تدفق الذهب نحو إيطاليا، وتحولت المدن الإيطالية وعلى رأسها روما إلى عواصم الثقافة العالمية، التي أخذت بشكل خاص طابع الجامعات والمستشفيات والنوادي الثقافية؛ وتطورت تحت قيادة الفاتيكان أيضا مختلف أنواع العلوم خصوصا الفلك، ‌الرياضيات، ‌التأثيل، ‌الفلسفة، ‌البلاغة، ‌الطب، ‌التشريح، ‌الفيزياء خصوصا الأرسطوية (أي المنسوبة إلى أرسطو)، والفيزياء المكيانيكية خصوصا أدوات الحرب، إلى جانب العمارة ‌الكيمياء ‌الجغرافيا ‌الفلسفة وعلوم النبات والحيوان. يمكن أن يذكر بشكل خاص كداعمين للفنون والعلوم كل من البابوات: إينوسنت الثامن وإسكندر السادس وبيوس الثاني ويوليوس الثاني وليون العاشر وأدريان السادس وكليمنت السابع وبولس الثالث. بيد أن السمعة الأخلاقية لبعض هؤلاء لم تكن كما يليق “للحبر الأعظم” أن تكون، فنسب البعض لإسكندر السادس وجود عدد من الخليلات له، وأخذ على يوليوس الثاني شبقه نحو الحروب خصوصا تلك التي قادها في مواجهة إمارة البندقية، وأخذ أيضا على ليون العاشر ولعه الشديد بالعمارة ووضعه صكوك الغفران(3) لتأمين التمويل اللازم لاستكمال المشاريع العمرانية الفنية الضخمة، إثر تراجع كمية الذهب المورد إلى أوروبا عن طريق البعثات الاستكشافية. يذكر أن الأوضاع الاقتصادية كانت مزرية للغاية قبل عصر النهضة خلال القرن الثالث عشر. كانت رعاية الفاتيكان للعلوم قد بدأت واستمرت طوال القرنين الثاني عشر ‌الثالث عشر وتمثلت في ترجمة الكتب الفلسفية وكتب علم الاجتماع عن طريق بيزنطة من ناحية وعن طريق قرطبة ‌الأندلس من ناحية أخرى؛ أغلب هذه الأعمال كانت أعمال الفلاسفة اليونان القدماء، أمثال أرسطو ‌أفلاطون وتعليقات عدد من العلماء والفلاسفة العرب عليها أمثال ابن رشد ‌ابن خلدون؛ وقد كانت الأديار ومكتباتها هي المراكز العلمية الرائدة والجامعات الكبرى في أوروبا خلال تلك الفترة. شهدت مرحلة عصر النهضة أيضا، الانشقاق البروتستاني في ألمانيا، وانعقاد مجمع ترنت الإصلاحي الذي امتد أكثر من عقدين من الزمن، والذي واكب فيه الفاتيكان التطور العلمي السائد في أوروبا على المستوى الديني، فتم مكافحة الفساد الذي أخذ بالظهور ضمن البلاط البابوي، وتمت مأسسة الكنيسة بشكل جيد وحديث، وتمت عقلنة الممارسات المسيحية الكنسية، استنادا على الفلسفة خصوصا فلسفة أرسطو؛ كذلك فقد شهدت تلك الفترة ميلاد عدد من المؤسسات الرهبانية الكاثوليكية الفاعلة حتى اليوم، والتي لعبت عظيم الأثر في تاريخ الفاتيكان، واعتلى عدد من رهبانها ما يدعوه ويل ديورانت أقدم عرش في العالم، أمثال، الرهبنة اليسوعية، والفرنسيسكانية. كانت الثورة الفرنسية وحملات نابليون بونابرت على إيطاليا خلال القرن الثامن عشر شديدة الوطأة على الولايات البابوية وعلى الفاتيكان، ورغم أن هذا الخطر قد زال مع سقوط دولة نابليون عام 1816 والمحاولات الإصلاحية الليبرالية التي قام بها البابا غريغوري السادس عشر إثر ارتقاءه السدة البابوية، إلا أن عصر القوميات وتنامي فكرة القومية الإيطالية بشكل مطرد منذ عام 1814، ومن ثم تفاقم عقيدة القومية الإيطالية أدت في النهاية إلى إعلان المملكة الإيطالية الحرب على الفاتيكان عام 1870. اجتاحت القوات الإيطالية أراضي الولايات البابوية، وفرضت الحصار على روما في 19 أيلول 1870، ورفض البابا بيوس التاسع استعمال أي قوة عسكرية باستثناء بعض المقاومة الرمزية التي أبداها الحرس السويسري، فسقطت المدينة يوم 20 أيلول دون مقاومة تذكر؛ وجرى استفتاء عام في تشرين الأول جرى من خلاله ضم الدولة البابوية إلى المملكة الإيطالية، رغم ذلك فإن الفاتيكان والمباني المحيطة به ظلت ذات حكم خاص في ظل هذا الوضع الذي دعي به البابوات بشكل مجازي «سجناء روما»؛ واستمرت العلاقة بشكل غير منظم قانونيا حتى عام 1929 حين أبرمت اتفاقيات لاتران الثلاثة، التي أوجدت الفاتيكان بالشكل المتعارف عليه اليوم، ونظمت التعاون السياسي، الاقتصادي والأمني بين إيطاليا والفاتيكان. خلال العصور الحديثة، شهدت الفاتيكان استضافة مجمعين كبيرين وهامين في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية وعلاقاتها ورؤيتها للعالم، هذين المجمعين هما المجمع الفاتيكاني الأول بدعوة من البابا بيوس التاسع عام 1869 وختم أعماله عام 1870. ‌المجمع الفاتيكاني الثاني بدعوة من البابا يوحنا الثالث والعشرون عام 1963 وختم أعماله خلال حبرية بولس السادس عام 1965، واضعا أسسا وقواعد جديدة لتنظيم الكنيسة الكاثوليكية. على خلاف جميع الدول التي تعطي الجنسية لمواطنيها على أساس العرق، أو حسب مكان الولادة، فإن الفاتيكان، تمنح الجنسية مع بدأ التعيين داخل الدولة وتصبح الجنسية غير صالحة بمجرد انتهاء خدمات الموظف، في حال كان موظفا في الفاتيكان. وعندما يفقد الشخص الجنسية الفاتيكانية يتحول بشكل تلقائي إلى الجنسية الإيطالية، بموجب اتفاقيات لاتران الثلاثة، لتنظيم العلاقات بين إيطاليا والفاتيكان؛ كذلك فليس من الضروري على كل ناشط في الفاتيكان، سواء أكان رجل دين أم موظف عادي، أن يحمل هذه الجنسية. في عام 2005 كانت إحصائيات سكان الفاتيكان المشمولين بالجنسية والغير المشمولين وفق الشكل التالي، وهم حوالي 826 فردا من المقيمين الدائمين في الفاتيكان: هناك أيضا حوالي ثلاث آلاف عامل، هم في الغالب إيطاليون، يقدمون الخدمات العامة للفاتيكان كالاعتناء بالحدائق وما شابه؛ وبالتالي يمكن قسمة سكان الفاتيكان إلى قسمين أساسيين هما رجال الدين ويشكلون أغلب مراكز المسؤولية في المدينة والمواطنون العاديون الذين يقدمون مختلف أنواع الخدمات من الحراسة والتنظيم والتدقيق وسواها. كذلك يوجد عدد من العلمانيين يشغلون مراكز المسؤولية، فالناطق باسم الفاتيكان غالبا ما يكون شخصا عاديا لا إكليركيا. بناء عليه تعتبر الفاتيكان دولة متعددة الأعراق، بيد أن الجنسيتين الأكثر انتشارا فيها هما الإيطالية والسويسرية، بسبب وجود الحرس السويسري، إلى جانب سائر الأعراق المتواجدة في هيئة رجال الدين، وإنما بنسب أقل؛ فهناك فرنسيون، ألمانيون، إنكليز، يابانيون وهناك أيضا عرب يشرفون على إذاعة الفاتيكان العربية ويعمل عدد منهم في مجمع الفاتيكان للكنائس الشرقية وهي ما تعرف عموما بالكنائس الكاثوليكية الشرقية. ولكونها دولة متعددة الأعراق، فقد فرض عليها بالتالي أن تكون دولة متعددة اللغات. لا تحوي القوانين المرعية في الفاتيكان، أي لغة رسمية، بيد أن اللغة اللاتينية هي اللغة الرسمية للكرسي الرسولي والتي يصدر بها جميع الوثائق والمعاهدات، وكانت قبل المجمع الفاتيكاني الثاني اللغة الرسمية للكنيسة الرومانية الكاثوليكية، ولا تزال تقام بعض الطقوس في الفاتيكان بها كقداس تنصيب البابا الجديد؛ وهناك استعمال كبير للغة الإيطالية بحكم الأمر الواقع، كذلك للغة الألمانية بحكم كون هذه اللغة الأكثر انتشارا في سويسرا. البابا هو الرئيس الروحي الأعلى للكنيسة الكاثوليكية وهو يتمتع بعدة صفات كخليفة القديس بطرس، ونائب المسيح على الأرض ‌أسقف روما ‌بطريرك الغرب ورأس الكنيسة المنظورة، ويلقب أيضا بالحبر الأعظم والأب الأقدس وصاحب القداسة، ويحل لقب «سيد أو ملك الفاتيكان» في المرتبة السادسة من سلسلة ألقابه وتعريفاته منذ عام 1929. وبوصفه خليفة القديس بطرس، فهو راعي خراف المسيح الأول على الأرض حسب المعتقدات الكاثوليكية،يوحنا 19/21] متحدا بذلك مع سائر الأساقفة ‌الكهنة، واستنادا إلى ما ورد في إنجيل متى فكل ما يحله على الأرض يكون محلولا في السماء وكل ما يربطه على الأرض يكون مربوطا في السماءمتى 19/16] وذلك بإلهام من الروح القدس،يوحنا 24/16] وقرارته فيما يخص المسائل الدينية والإيمانية معصومة عن الخطأ وغير قابلة للنقض ولايمكن إلغائها إلى بالتئام مجمع مسكوني؛ غير أنه فيما يخص القضايا الزمنية اليومية فهو قابل للخطأ ويداوم كاهن يسوعي على منحه سر التوبة. ولكونه أسقف مدينة روما فهو يمارس صلاحيات الأسقف عليها، وهو أيضا رأس الكرسي الرسولي ويشكل والكردالة والأساقفة ما يعرف باسم «الرؤية المقدسة» . يخاطب البابا الكنيسة الكاثوليكية والعالم بواسطة الخطب والكلمات في المناسبات المختلفة، أما الصيغة الأكثر رسمية فهي الرسائل العامة والتي تسمى أيضا البراءة البابوية أو المراسيم البابوية، ويعلن من خلالها البابا عقيدة دينية أو أمرا كنسيا ما، وله أن يناقش من خلالها قضايا سياسية أو اجتماعية عامة. ينتخب البابا مدى الحياة، وقد بلغ عدد البابوات المنتخبين حتى الآن مائتان وخمس وستون بابا وفق القائمة الرسمية،(4) البابا الحالي هو فرانسيس الأول. يتمتع البابا بصلاحيات واسعة غير محدودة في الفاتيكان، بيد أن هذه الصلاحيات نظرية وتتركز الصلاحيات التشريعية فيما يخص الكنيسة بالمجمع المقدس، أما الأمور التنفيذية فتشكلها مجامع الفاتيكان أو وزاراتها بعد استشارة البابا وموافقته. ينتخب البابا عن طريق المجمع المغلق التي نشأت في القرن الثالث عشر وعدلت ثلاثا وخمسين مرة خلال تاريخ الفاتيكان، وآخر دستور منظم لها صدر عام 1996 خلال حبرية يوحنا بولس الثاني. تولج عملية الانتخاب حاليا بالكرادلة الذين لم يتجاوزوا الثمانين من العمر، وهم وحدهم الناخبون والمرشحون، لا يجب أن يتجاوز عددهم 120 كاردينالا وفق القانون وهم موزعون على مختلف قارات العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الكاثوليك والبعد التاريخي، فمثلا تضطلع إيطاليا بأكبر عدد من الكرادلة بحكم كون البابا أسقف روما. طريقة المجمع المغلق، نشأت نتيجة الشغور المتكرر للكرسي الرسولي خلال القرون الوسطى، وكانت شروط الخلوة قاسية للغاية تم تخفيفها مع تطور الزمن، أما السبب الرئيس لاعتكاف الكرادلة فهو تحاشي ضغوط العالم الخارجي ولكي «يضعوا الله نصب أعينهم فقط». يلتأم المجمع بعد خمس عشر يوما من وفاة البابا وذلك في الكنيسة السيستينية والمشرفة على ساحة القديس بطرس مع إمكانية تغيير المكان في حال دعت ظروف خطيرة ذلك، وبعد إقفال الأبواب وسلسلة أمور تنظيمية أخرى تبدأ العملية الاقتراعية، ويحتاج المرشح لثلي الأصوات خلال الأيام الثلاثة الأولى ثم الأغلبية البسيطة، فإذا تعذر الانتخاب فسح القانون المجال أمام عميد المجمع، إدارة طرق جديدة كحصر التنافس بين المرشحين الحاصلين على أعلى الأصوات. عند فشل كل دورتين انتخابيتين، يقوم عميد المجمع بحرق الأوراق مع مواد خاصة فتبعث عبر المدخنة إلى الحشود في الساحة دخان أسود دلالة فشل الانتخاب، في حين تضاف مواد أخرى عند نجاح الانتخاب تؤدي إلى تصاعد دخان أبيض. بعد الانتخاب، يقسم الكرادلة يمين الطاعة للبابا الجديد والذي بدوره يختار اسما بابويا قبل أن يحيي الجماهير في الساحة ويتلو صلاة مباركة المدينة والعالم. وغالبا ما يكون قداس التنصيب في الأحد الأول الذي يتلو انتخابه. تشكل الكوريا الرومانية وزارة الفاتيكان وأدواته التنفيذية التي تساعد البابا ليس فقط لإدارة شؤون الدولة بل الكنيسة الكاثوليكية برمتها، وقد أعيد تنظيمها مرارا عديدة كان أبرزها في أعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني تحديدا عام 1967 على يد البابا بولس السادس، وعام 1988 على يد البابا يوحنا بولس الثاني من خلال دستور الراعي الصالح. يعتبر البابا رأس الكوريا ويليه أمانة سر الدولة أو رئاسة وزراء الفاتيكان المعين من قبله لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد، ويعتبر الأمين أشد الناس احتكاكا بالبابا، ويعود تاريخ المنصب إلى القرن الخامس عشر. وإلى جانب صلتها المباشرة بالبابا، فإن لرئاسة الوزراء صلاحية الإشراف على سائر المجامع والدوائر الرومانية، وكذلك فإن لها يعود الحق في تنظيم الأعمال الإدارية الداخلية ومتابعة الشؤون السياسية والعلاقات الخارجية مع الحكومات، والمؤسسات الدولية. تتألف الكوريا من مجموع المجامع والمجالس واللجان البابوية ويرأس كل منها كاردينال في أغلب الأحيان، وتعتبر المجامع أعلى أقسام الكوريا ويبلغ عددها حاليا تسعة مجامع أقدمها «مجمع العقيدة والإيمان»، الذي تأسس العام 1542 ومهمته متابعة شؤون التعليم العقائدي، ويليه في القدم المجمع الخاص بالإكليروس ومهمته رعاية شؤون الكهنة ‌الشمامسة ومتابعة أدائهم لمهامهم، وكذلك مجمع الرهبنات الذي تأسس عام 1564 أيضا وأعيد تأسيسه عام 1988 ومهمته تنظيم أطر الحياة الرهبانية ونشر تعاليم الرهبنات في العالم. ويعود للعام 1588 نشوء ثلاث مجامع لا تزال حتى الآن فاعلة وهي «مجمع دعاوى القديسين» الذي يدرس إمكانية تطويب شخص ما لرفعه إلى رتبة قديس في الكنيسة الكاثوليكية، «مجمع الأساقفة» الذي يهتم بدراسة أوضاع الأبرشيات ‌المطرانيات واستحداث الجديد منها وتعيين الأساقفة ورؤساء الأساقفة عليها، «مجمع الجامعات والمعاهد الإكليركية» الذي يدير الجامعات البابوية الحبرية ويشرف على الجامعات الكاثوليكية حول العالم، وكذلك فهو يدير ويمنح تراخيص لعدد من المعاهد، فهو يدير «معهد الدروس العربية والإسلامية» الذي تأسس في تونس عام 1926 ونقل إلى روما عام 1960، ويشرف على «جامعة الروح القدس» في لبنان؛ كذلك فإن مهمة المجمع تنمية الثقافة اللاهوتية للذين يودون الانخراط في سلك الكهنوت. ويعود للعام 1599 تأسيس «مجمع تبشير الشعوب» الذي يدير وينسق شؤون البعثات التبشيرية ويرعى الكنائس الفتية حول العالم. مع انطلاقة القرن العشرين وخلال حبرية البابا بيوس العاشر أسس «مجمع العبادة الإلهية ورتب الأسرار» عام 1908، والذي يعين طرق منح الأسرار السبعة المقدسة، «مجمع شؤون الكنائس الشرقية» خلال حبرية البابا بندكت الخامس عشر عام 1917، ويعنى بالتواصل وإدارة علاقات الكرسي الرسولي مع الكنائس الكاثوليكية الشرقية. أما المجالس البابوية واللجان والمكاتب فهي حديثة العهد نسبيا، كان أول مجلس حبري هو «المجلس البابوي لرعاية وحدة المسيحيين» والذي تأسس عام 1960 خلال حبرية يوحنا الثالث والعشرون، وسائر المجالس تأسست في أعقاب المجمع الفاتيكاني الثاني، خلال عهدي بولس السادس ‌يوحنا بولس الثاني. تعتبر المجالس وكذلك اللجان، مستقلة في عملها عن المجامع، لكنها أقل أهمية وتعقيد من المجامع، كما أنه من الممكن أن يرأسها خورأسقف بدلا من الكاردينال. أما المكاتب التابعة للكوريا الرومانية أيضا وبشكل مباشر لرئاسة الوزراء فهي التي تدير الشؤون التفيذية اليومية في القصر الرسولي مثل مكتب إدارة أملاك الكرسي الرسولي، ومكتب الشؤون الاقتصادية ومكتب الإحصاء المركزي للكنيسة ومكتب تدبير شؤون البيت البابوي؛ كذلك فإن الحرس السويسري ومحاكم الفاتيكان تعتبر من أقسام الكوريا الرومانية. يوجد في الفاتيكان ثلاث محاكم تعتبر جزءا من الكوريا الرومانية، تضطلع المحاكم الفاتيكانية لا بمهمة حل المشاكل والقضايا الإدارية بل الدينية، أول هذه المحاكم وأحدثها هي محكمة التوبة الرسولية المولجة بدراسة قضايا سر التوبة والضمير ولها صلاحية «الحل من الخطايا المحفوظة» «تبديل الوعود الباطنية» «تصحيح أخطاء المؤمنين» «العفو بالتعويض»، أقدم من هذه المحكمة هناك محكمة الإمضاء الرسولي التي تأسست عام 1493، وهي بمثابة المحكمة العليا في سائر الدول، إذ من واجباتها الإشراف على صوابية القرارات المتخذة واحترام تطبيق أحكام القوانين والدساتير الرسولية، أما أقدم المحاكم ترقى لعام 1331 وهي محكمة الروتا، التي تعتبر أعلى محكمة استئناف في الكنيسة الكاثوليكية برمتها، وتختص بشؤون بطلان الزواج وفسخه وإعلان الطلاق إلى جانب احترام حقوق الكرسي الرسولي حول العالم. يدير وزير الخارجية في الكرسي الرسولي علاقات الفاتيكان مع دول العالم المختلفة، عن طريق السفارات والبعثات الديبلوماسية، ويبلغ عدد دول العالم التي تتبادل التمثيل الديبلوماسي والفاتيكان 183 دولة، إضافة إلى عدد من المنظمات والجمعيات العالمية كجمعية فرسان مالطا ‌الاتحاد الأوروبي ‌منظمة التحرير الفلسطينية وثمانية وثلاثين منظمة عالمية أخرى، ويعلن الفاتيكان أن انضمامه للمنظمات الدولية يأت «تعزيزا للفكر السلمي الذي يدافع عنه الفاتيكان»؛ أيضا فإن الفاتيكان يعتبر عضو مراقب في منظمة الأمم المتحدة؛ ومن الدول المعترف فيها عالميا يوجد 13 دولة فقط لا تتبادل التمثيل الديبلوماسي مع الفاتيكان، سبعة دول منها إسلامية وأربعة شيوعية ودولة بوذية ودولة توفالو؛ أما أحدث دول افتتحت علاقات مع الفاتيكان فهي الإمارات العربية المتحدة عام 2007 ‌بوتسوانا عام 2009 ‌روسيا عام 2009 ‌ماليزيا عام 2011 ‌دولة فلسطين عام 2015 ‌موريتانيا عام 2016 ‌ميانمار عام 2017 ‌سلطنة عمان عام 2023؛ ورغم أن تاريخ اعتماد السفارات الرسمي بدأ مع معاهدة لاتران العام 1929 إلا أن عددا كبيرا من الدول تبادلت البعثات الديبلوماسية مع الفاتيكان قبل ذلك التاريخ بوقت طويل، فالسفارة البابوية في دمشق مثلا افتتحت عام 1724. تعتبر السفارات البابوية مقر إقامة البابا خلال زيارته لإحدى البلدان؛ في حين تنتشر سفارات دول العالم لدى الفاتيكان في مدينة روما نظرا لضيق مساحة الفاتيكان. لعب الفاتيكان دورا هاما في خارطة السياسة العالمية طوال تاريخه، وفي العصور الحديثة كان للفاتيكان دور ديبلوماسي فاعل خلال الحرب العالمية الأولى ‌الحرب العالمية الثانية كذلك فقد كان الفاتيكان حكما في حل عدد من النزاعات الدولية كالنزاع الذي قام بين ألمانيا ‌إسبانيا حول جزر كارولين؛ وكان رائدا في مقاومة الشيوعية ‌الاتحاد السوفيتي ما أدى إلى تعرض البابا يوحنا بولس الثاني لمحاولة اغتيال عام 1981. كغيرها من الدول والكيانات في أوروبا، تمتلك الفاتيكان عددا من الألقاب والتشريفات التي كانت في السابق محصورة على طبقة النبلاء وأصبحت في الوقت الحالي مفتوحة لكل من يؤدي خدمات جليلة للكنيسة أو للحبر الأعظم؛ وتاريخ هذه الألقاب في الفاتيكان قديم ويعود لمرحلة الدولة البابوية حيث منح الفاتيكان عددا من العائلات لقب أمير، كعائلة فارينزي الموكولة حماية مفاتيح الكابيلا السيستينية خلال تواجد الكرادلة داخلها في حفل انتخاب البابا؛ هناك أيضا عدد من العائلات التي حازت لقب أمير لكونهم مساعدي البابا، ولا تزال هذه العائلات كعائلتي كولونا وباليانو تقوم بمهامها حتى العصر الحالي؛، فضلا عن أمراء أسرة تورولينا التي أوكلت لهم في لاسابق إدارة الشؤون المالية للفاتيكان هناك أيضا ألقاب «النبالة السوداء» التي منحتها الفاتيكان للأسر التي وقفت إلى جانب البابا بيوس التاسع خلال فترة الفوضى التي تلت القضاء على الدولة البابوية من قبل المملكة الإيطالية، والتي دعي خلالها البابوات سجناء روما، وهو أصل اسم «النبالة السوداء» إذ إنه منح خلال فترة سوداء من تاريخ الفاتيكان، وأما اليوم فلقب أمير في دولة الفاتيكان، مفتوح لكل من يقدم خدمات جليلة للكنيسة أو الفاتيكان، وقد أعاد البابا بولس السادس رسم القواعد والقوانين الخاصة بمنح لقب الأمير بمختلف أطيافه عام 1977. لا يوجد في الفاتيكان قوات بحرية، جوية أو برية، بمعنى آخر فإن الفاتيكان لا يملك جيشا أو قوات مسلحة، ويتولى مهمة الدفاع عن أمن الفاتيكان الجيش الإيطالي، كذلك فلا يوجد في الفاتيكان أي قانون ينظم الحياة العسكرية، أما القوتين الوحيدتين المسؤولتين عن الأمن الداخلي فهما الحرس السويسري وشرطة الفاتيكان. أنشأت قوات الحرس السويسري على يد البابا يوليوس الثاني عام 1506 وتتلخص مهمتها في حفظ سلامة البابا وحفظ سلامة القصر البابوي، كما تقوم بأداء مهام التشريفات لدى استقبال إحدى الشخصيات المهمة في الفاتيكان؛ لا يحق لأي كان التطوع ضمن قوات الحرس السويسري، فيجب على الراغب بالتطوع أن يكون كاثوليكيا من سويسرا حصرا وقد أنهى التدريب العسكري مع الجيش السويسري، ويتراوح سنه بين 19 و30 عاما ولا يقل طوله عن 174 سم، وعليه أيضا أن يكون من الحاصلين على شهادة حسن السلوك وذو مستوى تعليم عالي لا يقل عن درجة دبلوم؛ وقوات الحرس السويسري غير مسلحة بأسلحة ثقيلة وزيها الرسمي صممه ميكيلانجيلو. احتفل الحرس السويسري عام 2006 بمناسبة مرور خمسة قرون على تأسيسه، في حين يحتفل بعيده السنوي يوم 6 أيار وهو ذكرى نهب روما؛ قام البابا بولس السادس بحل فرقة النبلاء وفرقة التشريف عام 1970 من الحرس السويسري؛ وتوالى 34 ضابطا على قيادة الحرس السويسري منذ سنة 1506 وحتى الآن. شرطة الفاتيكان مسؤولة بشكل عام عن أمن حدود المدينة، الحفاظ على النظام العام، مراقبة حركة المرور، التحقيق في الحوادث وغيرها من الواجبات الأقل أهمية، ويبلغ عدد المتطوعين فيها 130 شرطيا، يرأس هذا الجهاز «المفتش العام»، وكان يطلق على هذه الشرطة اسم مكتب الأمن المركزي قبل أن يحول اسمها عام 1993، ويجب على المتطوعين أن يكونوا كاثوليكا إيطاليين أنهوا عامين من الدراسة في معاهد الشرطة الإيطالية، أما عن زي هذه الوحدة فهو الزي الأزرق التقليدي الذي ترتديه قوات الشرطة حول العالم. يتم التعامل مع الجريمة في الفاتيكان بموجب أحكام المادة 22 من معاهدة لاتران مع إيطاليا، تنص المعاهدة على السماح للحكومة الإيطالية مطاردة المشتبه بهم داخل حرم الفاتيكان شرط أن تكون العملية برمتها بطلب من الكرسي الرسولي، كذلك تتم مقاضاتهم أمام النيابة العامة الإيطالية وبموجب القانون المدني الإيطالي، وتعتبر الفاتيكان من أكثر دول العالم أمنا وأغلب الجرائم المرتكبة هي السرقة البسيطة أو النشل من قبل السياح؛ شرعت معاهدة لاتران عقوبة الإعدام لمن يقتل أو يحاول قتل البابا، لكن الفاتيكان قام بإلغاء هذه العقوبة عام 1969 ولم تنفذ أبدا أي عملية إعدام داخل الفاتيكان. أما أكبر الحوادث الأمنية التي تعرض لها الفاتيكان في تاريخه الحديث، فهي محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981 على يد محمد علي إقجي؛ أما الحادثة الأخرى فحدثت عام 1998 حين قتل قائد الحرس السويسري وزوجته على يد أحد أفراد الحرس الذي انتحر بعد الحادث بقليل، واعتبرت هذا الحادث أكبر فضيحة أمنية يتعرض لها الفاتيكان خلال القرن العشرين. لا يوجد في الفاتيكان مطارات أو طرق سريعة، يستخدم مطار روما عادة في تنقلات البابا، في حين أن الفاتيكان تمتلك في أقصى الشمال الغربي للمدينة مهبط طائرات صغير، ينتقل به البابا إلى مطار روما وكذلك تستقبل به الشخصيات الهامة التي تفد من مطار روما مباشرة إلى الفاتيكان دون المرور بالمدينة. أما بالنسبة لسكك الحديد، فهناك سكة للحديد في الفاتيكان تعتبر الأقصر في العالم مع محطة واحدة فقط، وترتبط مع سكك الحديد الإيطالية بموجب معاهدة لاتران، وتستخدم سكة حديد الفاتيكان عادة في عمليات استيراد البضائع إلى داخل المدينة، وقد استخدمت أيضا لنقل الركاب في بعض المناسبات الاحتفالية بأغراض التشريف، ولم يستعمل أي بابا خط سكة الحديد قبل البابا يوحنا الثالث والعشرون الذي انتقل من الفاتيكان إلى أسيزي بشمال إيطاليا عن طريق القطار الرئاسي عام 1965؛ أما بالنسبة لمحطة القطار الحالية فقد تم بنائها عام 1932 وتقع إلى الخلف من كاتدرائية القديس بطرس بالقرب من الحدائق البابوية. فيما يخص السيارات، فإن سيارات الفاتيكان لها بادئة SCV ويلحق بها رقم معين، سيارات البابا الشخصية هي SCV1 وأشهر سيارة للبابا هي باباموبيله ذات التصميم الغريب، وقد تم اعتمادها بدلا من العرش التقليدي الذي كان البابا يجلس عليه محمولا من قبل عدد من الرجال، أثناء طوافه على جموع المحتشدين في ساحة القديس بطرس وكانت أول نسخة منها قد أطلقت عام 1987 بعد إلغاء العرش التقليدي على يد البابا بولس السادس؛ وتستخدم اليوم في معظم الظهورات الرسمية للبابا في الفاتيكان أو أثناء زياراته لمختلف أنحاء العالم. يوجد في الفاتيكان نظام هاتف حديث يتصل مع مختلف أنحاء العالم، وكذلك شبكة إنترنت، صيدلية الفاتيكان، دار طباعة، دار لصنع الثياب الكهنوتية والرهبانية، مكتب إطفاء الحرائق في الفاتيكان، آلات صرف النقود الوحيدة في العالم التي تؤمن خدماتها باللغة اللاتينية، مولدات كهرباء خاصة، وهناك أيضا مصرف الفاتيكان ومكتب بريد الفاتيكان. ويصدر الفاتيكان الطوابع منذ 1 آب سنة 1929 وتوصف الخدمات البريدية في الفاتيكان بأنها «الأفضل في العالم»، كذلك يصدر الفاتيكان قطعا معدنية من عملة اليورو (€)؛ ويوجد أيضا محطة راديو الفاتيكان التي تبث محليا بموجات متوسطة وقصيرة وعالميا عن طريق الإنترنت وتقع هوائيات البث الأساسية في إيطاليا خارج حدود الدولة، هناك أيضا قناة تلفاز الفاتيكان، وصحيفة الفاتيكان الرسمية، وهي غير صحيفة المراقب الروماني، وتعامل هذه الصحيفة على كونها الجريدة الرسمية في الفاتيكان، أي التي تنشر القوانين والقرارات الصادرة عن الهيئات الإدارية المختلفة، وتحمل اسم «مراسيم الكرسي الرسولي» ‏. تنظم «الدائرة العادية لأملاك الكرسي الرسولي» الشؤون المالية، وتتمتع بسلطة مطلقة تقريبا، وهي لجنة كردنالية وتحوي مستشارين ماليين وإداريين. اللجنة الثانية هي «الدائرة الخاصة» والتي تختص بإدارة المال الذي دفعته المملكة الإيطالية سنة 1920 إلى الكرسي الرسولي بموجب اتفاقيات لاتران مقابل تنازل البابا عن أراضي ملكه للدولة الإيطالية؛ وهي في قيمة تلك الحقبة كانت مليار ليرة إيطالية سندات و750 مليون نقدا؛ حولت جميعها إلى ذلك وأودعت في ثلاث مصارف في بريطانيا وسويسرا وأغلبها الولايات المتحدة؛ ولا يتم الصرف من رأس المال ذاته بل من فوائده فقط. «الإدارة الخاصة» لأملاك الفاتيكان استحدثها البابا بيوس الثاني عشر، وكانت قبل ذلك تخضع لإدارة البابا مباشرة. أما المصرف الفاتيكاني فيدعى «المؤسسة لأجل الأعمال الدينية» ‏ وقد استحدثه البابا بيوس الثاني عشر أيضا عام 1942 وهو يقبل الودائع ويقوم بجميع العمليات المصرفية وتشرف عليه لجنة كردنالية أيضا، غير أنه لا يقبل التعامل إلا مع حملة الجنسية الفاتيكانية، وإكليروس أبرشية روما والرهبانيات. وإلى جوانب عوائد الإدارة الخاصة وأرباح المصرف الفاتيكاني، فإن دخل الدولة يأتي أساسا من بيع الطوابع ورسوم زيارة المتاحف أو استخدام وثائق المكتبة الفاتيكانية، وبيع التذكارات الدينية، إلى جانب ما يعرف باسم «بنس القديس بطرس» أو «دينار القديس بطرس» وهي أشبه بصدقة اختيارية من كنائس العالم أجمع إلى الفاتيكان، وتعتبر «من الوجهة المالية الضريبة الأغرب في العالم من حيث صعوبة ضبطها وتحديدها». العمل التجاري والإعلانات ممنوعان في الفاتيكان، أسعار السلع أرخص منها في روما بحكم انتفاء الجمارك عنها، ورواتب الموظفين أعلى بقليل مما هي عليه في روما؛ يبلغ عددهم نحو ثلاث آلاف عامل، ولا تفرض عليهم ضريبة أو بدل إيجار في حال سكنهم داخل المدينة. تتعامل الدولة باليورو، وهناك مصنع صغير لضرب العملات المعدنية أو العملات، وغالبا ما تحمل صورة البابا. بالنسبة للمصانع، فإن الفاتيكان يدير مصنعا صغيرا لإنتاج الفسيفساء ومصنعا صغيرا آخر لصناعة التذكارات الدينية والسياحية؛ أما الكهرباء والمياه فهي تقدم من قبل إيطاليا، ولايوجد في الفاتيكان أي مركز لها. وتأتي الفاتيكان في المركز 212 في أكبر اقتصادات العالم. إن مدينة الفاتيكان بحد ذاتها تعتبر قيمة ثقافية كبرى، فمتحف الفاتيكان، إلى جانب كاتدرائية القديس بطرس والكنيسة السيستينية، هي موطن أكثر قطع الفن شهرة في العالم؛ ومباني الفاتيكان والقطع الداخلية التي تحويها أنتجت بالكامل من قبل كبار فناني عصر النهضة؛ وبإدراجها عام 1984 على لائحة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي تكون الفاتيكان الدولة الوحيدة المدرجة بالكامل على هذه اللائحة. تعتبر الفاتيكان أيضا المعقل الأكثر أهمية للغة اللاتينية، وتقوم بذلك من خلال مؤسسات اللاتينية التعليمية، فضلا عن قيامها بإصدار معاجم تحوي على عبارات حديثة يطلق عليها عموما اسم اللاتينية الجديدة، ومن هذه المعاجم «ريسبنت لاتينتاتيس» ‏. تأسس متحف الفاتيكان عام 1506، وهو عبارة عن مجموعة متاحف في نفس الوقت، القسم الأول من المتحف هو معرض الفنون الذي كان يقع في شقة بورجيا حتى عهد البابا بيوس الحادي عشر الذي أمر بتشييد بناء أكثر ملائمة له كمتحف، ويختص هذا القسم من متحف الفاتيكان باحتوائه على الأيقونات واللوحات التي أنتجت للكنيسة خلال مراحل تاريخية مختلفة ولم تعد اليوم مستعملة في الكنائس أو الكاتدرائيات حول العالم؛ وهو يحوي عدد من أشهر الأعمال حول العالم كلوحة التجلي لرافائيل وكذلك لوحة سيدة فالينو لرافائيل، ولوحة القديس جيروم في البرية لليوناردو دا فنشي وعدد من الأعمال الأخرى لسائر فناني عصر النهضة؛ القسم الثاني من المتحف هو متحف الفنون الحديثة والذي يشمل أعمال الحقب التالية لعهد النهضة، ومن أشهر الفنانين المعروضة أعمالهم فيه، لوحات كارلو كارا وجورجيو دي شيركوه. أما القسم الثالث من المتحف، فهو متحف النحت، الذي يقع مقره في ساحة البلفدير إلى الشمال من كاتدرائية القديس بطرس، ولم ينشأ هذا القسم إلا في عام 1770 خلال عهد البابا كليمنت الرابع عشر ثم قام البابا بيوس السادس بتوسعته؛ ويتألف المتحف من 54 صالة عرض، تحوي على المنحوتات والقطع الأثرية التي تملكها الفاتيكان والتي تعود للحقب الإغريقية ‌الرومانية كذلك إلى عصر النهضة، وإلى جانب القطع الدينية المسيحية هناك القطع الوثنية خصوصا لهرقل ‌أبولو وكذلك الفرعونية؛ هناك أيضا عدد من الناوويس ‌المقابر ولوحات الفسيفساء التي تعود لفترة ما قبل الميلاد. هناك مجموعة أخرى من المتاحف في الفاتيكان، كمتحف الصليب اليوناني ومتحف خاص بالتماثيل الضخمة ومتحفي Gregoriano Etrusco وEgiziano الذين أنشأهما البابا غريغوري السادس عشر، ويحوي المتحف الأخير على مجموعة من التحف المصرية القديمة من أوراق بردي ‌موميوات حيوانية وكتاب الأموات الشهير في الحضارة الفرعونية؛ هناك أيضا متحف Chiaramont الذي يحوي أكثر من ثلاثة آلاف قطعة ولا يفتح عادة إلا لأغراض الدراسة؛ يحوي متحف الفاتيكان على قاعة خاصة للخرائط تظهر تطور رسوم الخرائط خلال تاريخ البشرية وقد أنشأت قاعة الخرائط أو معرض الخرائط خلال عهد البابا غريغوري الثالث عشر (1572 -1585). تأسست مكتبة الفاتيكان رسميا عام 1475 وهي تضم اليوم أكثر من 75.000 مخطوط، أغلبها نسخ أصلية بخط اليد لأعمال نادرة في التاريخ البشري، وهذه المخطوطات مكتوبة بعدة لغات أبرزها اللاتينية ‌اليونانية وهناك بعض المخطوطات باللغة السريانية، يضاف إلى ذلك حوالي 1.1 مليون كتاب مطبوع بمختلف اللغات؛ أسس مكتبة الفاتيكان البابا نيقولا الخامس، عن طريق عملية بيع وشراء الكتب النفيسة التي ازدهرت ابتداء من القرن الثالث عشر في أوروبا خصوصا من مكتبة القسطنطينية ‌الأندلس، ومع حلول عام 1481 كانت مكتبة الفاتيكان أكبر مكتبة في العالم، وقد ألحقت بها عام 1953 مكتبة خاصة للأفلام؛ صمم مبنى المكتبة في عهد البابا سيكتوس الخامس عام 1587 وهو لا يزال مستعمل حتى اليوم. تعتبر مكتبة الفاتيكان مركزا لعلوم اللاهوت، القانون، الفلسفة، الشعر، ‌التاريخ، ويمكن لأي شخص دخول المكتبة وإجراء الدراسات التي يريدها حسب احتياجاته، كما يمكن أن يتم ذلك بنسخ غير أصلية عن طريق البريد مقابل دفع رسوم معينة. هناك أيضا المكتبة الفلكية للفاتيكان التي تقع في قلعة غاندولوفو، المقر الصيفي للبابا، إلى الجنوب من روما والتي تحوي المرقب الفلكي الفاتيكاني أيضا. أرشيف الفاتيكان هو مستودع خاص لكافة الوثائق والمراسلات الصادرة والواردة إلى الكرسي الرسولي خلال مراحله المختلفة؛ يقع مركز الأرشيف بالقرب من مكتبة الفاتيكان وقد كان قسما منها حتى القرن السابع عشر عندما تم فصله عن المكتبة؛ ورغم إطلاق الصفة السرية عليه فإن الباحثين بإمكانهم الإطلاع على 35.000 وثيقة محتفظة داخله، إثر تصريح رسمي بذلك، وتحديد مسبق للوثيقة التي يودون الإطلاع عليها، وعادة ما يكون التصريح مرتبطا بأهداف دراسية؛ كان البابا ليون الثالث عشر عام 1883 أول من سمح للعامة بالإطلاع على جميع وثائق الأرشيف التي تعود لما قبل العام 1815 (بموجب قوانين حقوق الملكية فإن فترة الاحتفاظ بالحقوق هي 75 عاما تصبح بعدها ملكا للعامة)، ثم تم إلغاء هذا التدبير عام 2002 وأصبح بإمكان الباحثين الإطلاع على أي وثيقة شاؤوا، لكن البابا يوحنا بولس الثاني وضع حظرا مؤقتا على الوثائق الخاصة بحبرية البابا بيوس الثاني عشر خصوصا تلك الوثائق التي اتصل فيها البابا بالنازية؛ لكن البابا بندكت السادس عشر عاد وألغى هذا التدبير عام 2006 منعا «للآراء الظالمة والتكهنات الطائشة». تم توسيع المساحة الخاصة بالأرشيف عام 1980. لكون الفاتيكان مركزا روحيا ودينيا، فقد وضعت حدودا خاصة على ملابس الوافدين الذين يشاركون في الصلوات المقامة في كاتدرائية القديس بطرس أو يتصلون بأي من مؤسسات الدولة وهيئاتها العديدة، هذه القيود على اللباس تفرض على الرجال منع ارتداء القبعات داخل الكنيسة أو القمصان عديمة الأكمام؛ أما النساء فيمنع عليهن بشكل عام الأزياء غير المحتشمة كالقمصان التي تكشف البطن أو السراويل القصيرة فوق الركبة، كذلك يعتبر وضع الجواهر المفرطة ممنوعا؛ ويحظر استخدام الهاتف الخلوي وكذلك التدخين. لايوجد في الفاتيكان دوري خاص لكرة القدم، ينظم بعض الأحيان مبارايات ودية بين فريق الحرس السويسري وفريق العاملين بالحدائق أو حراس المتحف على سبيل المثال؛ ويوجد منتخب لكرة القدم في الفاتيكان لكنه لا يشارك في المبارايات الدولية إلا نادرا بسبب عدم تفرغ اللاعبين ووجود أعمال أخرى بانتظارهم، فالرياضة داخل الفاتيكان هواية وليست مهنة؛ يتبع للفاتيكان مدينة رياضية واستاد كرة قدم هو استاد بيوس الثاني عشر في مدينة روما، حيث تنظم المبارايات عادة. للفاتيكان مطبعة ‌صحيفتين وإذاعة، وأما المطبعة فقد أسسها البابا مرسيلوس الثاني عام 1587 وذلك لطبع وتوزيع الكتاب المقدس، ثم تشعب عملها ونشاطها مع تشعب المواضيع الثقافية الموكولة إليها، وفي عام 1626 أدخلت إليها أحرف عربية، لتكون أول مطبعة بأبجدية عربية في العالم. أما صحيفة «المراقب الروماني» ‏ فقد أسسها البابا بيوس التاسع عام 1861، وهي صحيفة يومية تسجل أعمال البابا وتنشر مواقف الكرسي الرسولي، وكانت تصدر أول الأمر باللغة الإيطالية فقط، ثم أصبحت تصدر بعدة لغات منها الفرنسية والإنكليزية عام 1968 والإسبانية عام 1969 والبرتغالية عام 1970 والألمانية عام 1971 والبولندية عام 1980، والنسخة البولندية تصدر شهريا فقط. أما الصحيفة الثاني هي «أعمال الكرسي الرسولي» تأسست بأمر من البابا بيوس العاشر في يونيو 1908 وتماثل الجريدة الرسمية في سائر دول العالم، إذ تنشر جميع المراسيم والقوانين والرسائل البابوية والدساتير الرسولية، وبالتالي تحفظ للفاتيكان مرجعا لكافة قرارات الكرسي الرسولي؛ وبموجب القوانين الكنسية لا يدخل أي قانون إداري حيز التنفيذ إلا بعد ثلاث أشهر من نشره في الصحيفة. وتتبع هذه الوسائل جميعها إلى رئيس وزراء الفاتيكان الذي يصدر أيضا بشكل سنوي كتاب «أعمال الكرسي الرسولي» الذي يحتفظ بجميع النشاطات واللقاءات والقرارات والكلمات الصادرة عن البابا خلال العام. أما إلكترونيا فللفاتيكان موقع رسمي يصدر بثمان لغات حتى الآن هي: اللغة اللاتينية، اللغة الإيطالية، اللغة الفرنسية، اللغة البرتغالية، اللغة الألمانية، اللغة الإنكليزية، اللغة الإسبانية، ‌اللغة الصينية، أما إذاعة الفاتيكان فقد أسسها البابا بيوس الحادي عشر عام 1929، والتي تبث عبر الإنترنت أيضا ناقلة أخبار الفاتيكان ‌الكنيسة الكاثوليكية لجميع مناطق العالم وبمختلف اللغات منها العربية. كذلك فإن للفاتيكان موقع خاص وخدمة خاصة عن الأخبار، يحدث يوميا. بحكم الأمر الواقع، لا يوجد في الفاتيكان مدراس ابتدائية، إعدادية أو ثانوية، كذلك لا يوجد جامعات ومعاهد متخصصة بمختلف أنواع العلوم؛ لكن في الوقت نفسه، يؤثر الفاتيكان بطريقة أو بأخرى على جميع المدارس ‌الجامعات والمعاهد الكاثوليكية حول العالم؛ ويدير بشكل مباشر عددا منها في روما والفاتيكان، كما يدير عددا أكبر بطريقة غير مباشرة عن طريق منح التراخيص للمعاهد والجامعات بحيث تصدر بشهادات حبرية. أما الجامعات الحبرية المباشرة في روما، فهي أولا الجامعة الغريغورية التي أسست على يد اليسوعيين عام 1583 ولا تزال إدراتها موكولة لهم إلى اليوم، وقد تأسست في عهد البابا غريغوري الثالث عشر، وتضم معاهد للاهوت ‌الفلسفة وعلوم الكتاب المقدس والقانون والعلوم الشرقية والاجتماعية والتاريخية، أما ثاني جماعة فهي جامعة لاتيران التي أسسها البابا كليمنت الرابع عشر وأعاد تنظيمها البابا بيوس التاسع عام 1853 وأوكل إليها الحق الحصري في تعليم القانون الكنسي المعروف أيضا باسم الروتا، وهي اليوم تدرس الحقوق الكنسية والمدنية والتعليم الديني اللاهوت والفلسفة واللاهوت العائلي وتشرف على عدد كبير من المدارس والمعاهد والجامعات حول العالم؛ أما الجامعة الأوربانية تعود للبابا أوربان الثامن عام 1827 وقد جدد بنائها وبرامجها البابا يوحنا الثالث والعشرون عام 1962 وأوكل إليها مهمة «نشر الإيمان»، أي أوكل إليها مهمة الاعتناء بمعاهد اللاهوت في بلدان العالم الثالث وكان قد ألحق بها عام 1949 معهد للغات الحية وآخر عام 1960 لدرس أسباب الإلحاد، كما أن لها معاهد تدرس الثقافات المحلية وتقاليد البشر في مناطق انتشارها اليوم. أما أحدث الجامعات فهي جامعة القديس توما الإكويني التي تأسست عام 1955 ويديرها الآباء الدومنيكان، وكذلك الجامعة الساليزيانية التي أسسها البابا بولس السادس عام 1971 وأوكل إليها مهمة التعليم الفني والتربية الحديثة. أما المعاهد وعددها أكبر مثل معهد تدريس الموسيقى الدينية، ومعهد الكتابات المسيحية القديمة، ومعهد الدراسات الإسلامية، ومعهد العلوم اللاتينية، ومدرسة العلوم الدبلوماسية التي أسسها البابا كليمنت الحادي عشر وبموجب تشريع صادر عن البابا بيوس الحادي عشر عام 1937 فإن رئيس وزراء الفاتيكان يشرف شخصيا على اختيار طلابها ووضع البرامج وإعلان الخريجين وتتعيينهم سفراء بابويين. أسس بيوس الحادي عشر أيضا الأكاديمية البابوية للعلوم، والتي تأسست عام 1936 لتعزيز تقدم العلوم خصوصا الرياضيات الفيزيائية والرياضيات الطبيعية ودراسة المشاكل المعرفية ذات الصلة، ويقع مركز الأكاديمية في قلب حدائق الفاتيكان وقد خرجت أسماء هامة في علم الفيزياء في القرن العشرين أمثال الحائزين على جائزة نوبل في الفيزياء ستيفن هوكينغ وتشارلز هارد تاون. هناك أيضا الأكاديمية البابوية لعلوم الحياة تأسست عام 1994 بطلب من البابا يوحنا بولس الثاني، بهدف دراسة مجموعة من العلوم الاجتماعية في المقام الأول هي: الاقتصاد، القانون، العلوم السياسية، إضافة إلى علم الاجتماع؛ وترتبط هذه الأكاديمية بشكل وثيق مع المجلس البابوي للعدالة والسلام. أخيرا فهناك الأكاديمية البابوية من أجل الحياة والتي تدرس اللاهوت الأدبي وكذلك فيما يتعلق بأخلاقيات الحياة العامة وأخلاقيات علم الأحياء. يقع المرصد الفلكي الفاتيكاني في قلعة غاندولوفو إلى الجنوب من روما، وهي المقر الصيفي للبابا وإحدى المواقع التابعة للفاتيكان رغم كونها خارج أسوارها؛ يتبع للمرصد مرقبا آخر في جبل غراهام بيل في الولايات المتحدة؛ وقد خرج المرقب الذي يعتبر واحدا من أهم مراقب العالم عددا من العلماء المرموقين أمثال ميشال هيلر، جورج كوين، وفان جورج بيسبورغ وجميعهم حاصلين على جوائز تمبلتون لعلماء الكونيات؛ اهتمت الكنيسة الكاثوليكية طوال تاريخها بعلم الفلك خصوصا لأهميته في تحديد ميعاد عيد الفصح وكذلك في حساب التوقيت والأيام، وكانت الفاتيكان قد قادت عملية تصحيح التقويم عام 1583 والذي عرف باسم بابا ذلك العصر غريغوري الثالث عشر باسم «التقويم الغريغوري» وهو التقويم الميلادي المعترف به في مختلف أنحاء العالم اليوم. أخذت البابوية في القرن الثامن عشر بدعم علم الفلك وتقدمه وقامت بإنشاء هذا المرصد عام 1774 ثم قامت بتوسعته عدة مرات، وأعلن مؤخرا في عام 2008 عن نقله من القلعة إلى أحد الأديار القريبة في المنطقة نفسها، ويتعامل المرقب مع عدد من الجامعات أمثال جامعة أريزونا في الولايات المتحدة. أمستردام، هولندا أندورا لا فيلا، أندورا بلفاست، أيرلندا الشمالية بروكسل، بلجيكا 5 دوغلاس، جزيرة مان4 كارديف، ويلز دبلن، أيرلندا أدنبرة، اسكتلندا لشبونة، البرتغال لندن، المملكة المتحدة، إنگلترا لوكسمبورغ، لوكسمبورغ مدريد، إسبانيا موناكو، موناكو باريس، فرنسا القديس هيلير، جيرزي4 مرفأ القديس بطرس، گيرنزي4 كوبنهاغن، الدنمارك هلسينكي، فنلندا لونغييربين، سفالبارد ماريهامن، جزر أولند أوسلو، النرويج ريكيافيك، آيسلندا ريگا، لاتفيا ستوكهولم، السويد تالين، إستونيا توشهافن، جزر الفارو فيلنيوس، ليتوانيا بلغراد، صربيا برلين، ألمانيا برن، سويسرا براتيسلافا، سلوفاكيا بودابست، المجر لوبلانا، سلوفينيا براغ، جمهورية التشيك فيينا، النمسا وارسو، بولندا فادوتس، ليختنشتاين زغرب، كرواتيا أنقرة، تركيا 1 أثينا، اليونان جبل طارق، جبل طارق4 نيقوسيا، قبرص 2 نيقوسيا الشمالية، قبرص الشمالية 2, 3 بودغوريتشا، الجبل الأسود بريشتينا، كوسوفو 3 روما، إيطاليا سان مرينو، سان مرينو سراييفو، البوسنة والهرسك إسكوبية، جمهورية مقدونيا تيرانا، ألبانيا البلدة، مالطا الفاتيكان، الفاتيكان آستانا، كازاخستان 1 باكو، أذربيجان 1 بوخارست، رومانيا كيشيناو، مولدوفا كييف، أوكرانيا مينسك، روسيا البيضاء موسكو، روسيا 1 صوفيا، بلغاريا سيتباناكيرت، جمهورية مرتفعات قره باغ 3 سخومي، أبخازيا 3 تبليسي، جورجيا 1 تيراسبول، ترانسنيستريا 3 تسخينفالي، أوسيتيا الجنوبية 3 يريفان، أرمينيا 1 دولة تقع على أكثر من قارة. 2 تقع كلية في جنوب غرب آسيا لكنها تتمتع بروابط وعلاقات اقتصادية واجتماعية مع أوروبا. 3 دولة ذات اعتراف محدود. 4 تابعة لولاية العهد البريطانية أو تشكل جزءا من أقاليم ما وراء البحار الخاصة بالمملكة المتحدة. 5
https://ar.wikipedia.org/wiki/الفاتيكان
9d9f70d22e2a2e0cae74a2da3f325d45
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.525783", "source": "Wikipedia" }
سان مارينو
سان مارينو
سان مارينو أو رسميا جمهورية سان مارينو ‏ أو جمهورية سان مارينو الأكثر صفاء هي دولة تقع في شبه الجزيرة الإيطالية على الجانب الشرقي من جبال الأبينيني وهي عبارة عن مكتنف تحيط به إيطاليا. تزيد مساحتها قليلا عن 61 كم2 وبتعداد سكان يقدر بأكثر من 30٬000. عاصمتها مدينة سان مارينو. تمتلك سان مارينو أقل تعداد سكان بين أعضاء مجلس أوروبا. تعتبر سان مارينو هي أقدم دولة ذات سيادة وجمهورية دستورية في العالم، حيث تعتبر استمرارا للمجتمع الرهباني الذي تأسس في 3 سبتمبر 301 على يد الحجار مارينوس من راب. تقول الأسطورة أن مارينوس غادر راب، التي كانت حينها مستعمرة رومانية باسم أربا في 257 عندما أصدر الإمبراطور المستقبلي ديوكلتيانوس مرسوما لإعادة بناء أسوار مدينة ريميني، والتي كان قد دمرتها القراصنة الليبورنيين. دستور سان مارينو الذي سن في عام 1600 هو أقدم دستور في العالم ما يزال ساري المفعول. يعتمد اقتصاد البلد أساسا على التمويل والخدمات والصناعة والسياحة. تعد من أغنى البلدان في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي (للفرد) مع أرقام مماثلة لبعض المناطق الإيطالية الأكثر نموا مثل لومبارديا وترينتينو ألتو أديجي. تعد سان مارينو ذات اقتصاد مستقر للغاية مع واحد من أدنى معدلات البطالة في أوروبا ومن دون أي دين وطني وفائض في الميزانية. وفقا للروايات الأسطورية والتي سجلت بعد قرون من ولادة سانت مارينوس، غادر سانت مارينوس جزيرة راب الرومانية التي تقع في كرواتيا حاليا مع صديق عمره ليو، وذهب إلى مدينة ريميني ليعمل بناء فيها. وبعد اضطهاد ديوكلتيانوس الذي أعقب عظاته الدينية المسيحية هرب إلى مونتي تيتانو المجاورة حيث أسس كنيسة صغيرة، كانت حجر الأساس لمدينة ودولة سان مارينو. ووفقا لويليام ميلر، فإن هذه الروايات عن أصل سان مارينو ما هي إلا «مزيج من الخرافات والمعجزات، ولكن من المحتمل أنها تضم شيئا من الحقيقة». يرجع أقدم دليل تاريخي على وجود مجتمع رهباني في سان مارينو إلى القرن الخامس أو السادس الميلادي، عندما سجل راهب يدعي أوغيبوس أن راهبا آخر قد سبق ومكث في أحد أديرة المنطقة. وفي 1291، ناشدت سان مارينو أسقف أريزو إلديبراندينو غيدي دي رومينا أن يعفيها من طلبات المساهمة التي طلبها كاهن منطقة مونتيفيلترو. وحكم القاضي بالاميدي دي ريميني لصالح سان مارينو وأقر إعفاءها الضريبي من الجزية التي طلبتها مونتيفيلترو. وفي 1296، عندما كان غوليلمو دورانتي حاكم رومانيا، ناشد أبناء سان مارينو البابا بونيفاس الثامن أن يعفيهم من مطالب لاحقة بخصوص الجزى من قبل كبير القضاة المدنيين في مونتيفيلترو. وعين أبوت رانييري دو سانت أناستاسيو للبت في النزاع. أخذت العملية وقتا طويلا واستدعي العديد من الشهود وال
https://ar.wikipedia.org/wiki/سان مارينو
2bd7d176f3f278bf00c3e709120ac5cb
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.527794", "source": "Wikipedia" }
إسبانيا
إسبانيا
إسبانيا ‏، رسميا مملكة إسبانيا ‏ هي دولة ذات سيادة وعضو في الاتحاد الأوروبي تقع في جنوب غرب أوروبا في شبه الجزيرة الأيبيرية. يحد برها الرئيسي من الجنوب والشرق البحر الأبيض المتوسط باستثناء الحدود البرية الصغيرة مع إقليم ما وراء البحار البريطاني جبل طارق. يحدها من الشمال فرنسا وأندورا وخليج بسكاي، وإلى الشمال الغربي والغرب المحيط الأطلسي والبرتغال. تضم الأراضي الإسبانية أيضا جزر البليار في البحر الأبيض المتوسط وجزر الكناري في المحيط الأطلسي قبالة الساحل الأفريقي واثنتين من مدن الحكم الذاتي في شمال أفريقيا هما سبتة ومليلية. علاوة على ذلك، تقع بلدية ييفيا الإسبانية كمكتنف داخل الأراضي الفرنسية. تبلغ مساحتها 504.030 كم² وبذلك تكون ثاني أكبر بلد من حيث المساحة في أوروبا الغربية والاتحاد الأوروبي بعد فرنسا. خضعت إسبانيا بسبب موقعها لمؤثرات خارجية كثيرة منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى بزوغها كدولة. خرجت إسبانيا كبلد موحد في القرن الخامس عشر وذلك بعد توحيد الممالك الكاثوليكية والسيطرة على كامل شبه الجزيرة الأيبيرية في 1492. من ناحية أخرى، كانت إسبانيا مصدر نفوذ هام في مناطق أخرى خلال العصور الحديثة، عندما أصبحت إمبراطورية عالمية خلفت إرثا يضم أكثر من 500 مليون ناطق بالإسبانية، مما يجعلها ثاني اللغات الأم استخداما. تعد إسبانيا دولة ديمقراطية ذات حكومة برلمانية في ظل نظام ملكي دستوري. وتعد إسبانيا أيضا من البلدان المتقدمة حيث أن اقتصادها المرتبة الرابعة عشر في قائمة أكبر اقتصادات في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي الاسمي، كما أن مستويات المعيشة مرتفعة جدا وتقع (في المرتبة العشرين على مؤشر التنمية البشرية)، وأيضا في المرتبة العاشرة من حيث معيار جودة الحياة في العالم في عام 2005. إسبانيا عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومنظمة التجارة العالمية. كانت إسبانيا تسمى«اسفانية» «اشبانية» في ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/إسبانيا
c8e543b49050603d93d7380b8b2fdb90
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.537478", "source": "Wikipedia" }
موناكو
موناكو
موناكو ورسميا إمارة موناكو أو (بإيطالية: Principato di Monaco) أو أو هي إمارة ذات سيادة على شاطئ البحر ٱلأبيض المتوسط في منطقة الريفييرا الفرنسية. تحيطها الجمهورية الفرنسية من ثلاث جهات، ويبعد مركزها حوالي 16 كم عن الجمهورية الإيطالية. وتبلغ مساحتها حوالي 1.98 كم²، ويصل عدد سكانها نحو 37.308 نسمة. وتعد بذلك ٱلبلد الأكثر كثافة سكانية في العالم. يعد الناتج المحلي الإجمالي لموناكو الأعلى في العالم للفرد الواحد عند 151,630$. تمتلك موناكو أعلى مأمول حياة في العالم عند ما يقارب 90 عاما (تقديرات وكالة المخابرات المركزية 2011) وأدنى معدل للبطالة بنسبة 2% مع وجود حوالي 40,000 من العمال المتنقلين من فرنسا وإيطاليا كل يوم. بعد التوسع الأخير في ميناء هرقل، أصبحت مساحة موناكو الإجمالية 2.05 كم² مع وجود خطط جديدة لتوسيع فونتفياي بإستصلاح أراض من البحر ٱلأبيض المتوسط. موناكو إمارة يحكمها شكل من أشكال الحكم الملكي الدستوري حيث الأمير ألبير الثاني قائد الدولة. حكم آل غريمالدي موناكو منذ عام 1297 باستثناء فترات قصيرة. تم الاعتراف رسميا بسيادة الدولة بموجب معاهدة بين فرنسا وموناكو عام 1861. على الرغم من أن موناكو مستقلة وتسعى لسياسة خارجية مستقلة، إلا أن الدفاع الوطني يقع على عاتق فرنسا. اسم موناكو يأتي من القرن السادس قبل الميلاد القريبة من المستعمرة اليونانية Phocaean. التي أشار إليها الليغوريين كما مونويكوس، من اليونانية "μόνοικος"، «بيت واحد»، من "μόνος" (مونوس) «وحيد أو مفرد» + «البيت» الذي يحمل معنى إحساس الناس إما استقرار في «سكن واحد» أو «العيش بعيدا» عن الآخرين. ووفقا لأسطورة قديمة، فقد مر هرقل من خلال منطقة موناكو وتحول بعيدا عن الآلهة السابقة. ونتيجة لذلك، تم بناء معبد هناك، ومعبد هرقل مونويكوس. لأن المعبد الوحيد في هذه المنطقة كان «منزل» هرقل، وكانت المدينة تسمى مونويكوس. حتى ثورة موناكو في عام 1910 تم إقرار الدستور عام 1911، وكان أمراء موناكو ذوي حكم ملكي مطلق. ومع ذلك كان الدستور الجديد قد خفض بالكاد من الحكم الاستبدادي لأسرة غريمالدي، وعلى أي حال سرعان ما قام الأمير ألبير الأول بتعليقه. في شهر يوليو عام 1918، تم التوقيع على معاهدة بين فرنسا وموناكو، التي تنص على حماية فرنسية محدودة على موناكو. وأقرت المعاهدة في عام 1919 بموجب معاهدة فرساي، التي أنشئت تلك السياسة الدولية لموناكو التي سوف تتماشى مع المصالح السياسية والعسكرية والاقتصادية الفرنسية، وحل أزمة الخلافة في موناكو. طبيعتها الجبلية وموقعها على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ومحاذاتها للريفييرا الفرنسية والحدود الإيطالية القريبة أعطاها جمالا فريدا من نوعه. تبلغ مساحتها 0.7 ميل مربع. تبعد 18 كم عن مدينة نيس الفرنسية، كما أنها تقع تحديدا على بداية هضاب جبال الألب، أعلى مرتفعاتها يبلغ 140 متر. يقدر عدد سكان موناكو 38,000 شخص. سكان موناكو أقلية مقارنة بالأجانب المقيمين فيها، معظم السكان فرنسيون، وبموجب الدستور منع بعد عام 1958 منح الجنسية لأي فرنسي. يلي الفرنسيين الموناكويون والإيطاليون، اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية، بينما يتكلم الموناكويون الأصليون اللهجة الموناكية المنحدرة من لهجة أهل جنوا، الإنجليزية والإيطالية مستعملتان بكثرة في البلاد. الدين الرسمي هو المسيحية الكاثوليكية، حرية الأديان مضمونة ضمن بنود الدستور، (19 نوفمبر) الذي يطلق عليه «عيد الأمير» هو اليوم الوطني في موناكو. موناكو هي إمارة دستورية منذ 1911، رأس الدولة هو الأمير. الجهاز التنفيذي للإمارة هو وزير الدولة أو رئيس الوزراء الذي يرأس بدوره طاقم وزاري مكون من أربع أعضاء فقط، وزير الدولة يجب أن يكون فرنسي الجنسية، يختاره الأمير من ضمن عدة مرشحين تقدمهم الحكومة الفرنسية، حسب دستور البلاد الصادر عام 1962، فإن الأمير يشارك البرلمان السلطة على الإمارة، البرلمان مكون من 24 عضوا، ينتخبون كل 5 سنوات. من خلال فرنسا، فإن موناكو أيضا عضو في اتفاق الشنغن، الإمارة عضو منذ عام 1993 في الأمم المتحدة و2004 في المجلس الأوروبي. يمثل الإمارة سفير في الإتحاد الأوروبي في بروكسل منذ عام 2000. يعتمد اقتصاد الإمارة على السياحة والضرائب، كما تشكل دور لعب القمار (كازينو) نسبة 5% من اقتصاد البلاد، التي انخفضت تدريجيا، حيث كانت تشكل نسبة 70% بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، ميزانية الدولة تبلغ حوالي مليار يورو سنويا، كثير من مشاهير العالم يتخذون من موناكو مقرا لهم بسبب جمالها ونظامها الضريبي الأكثر تساهلا من الأنظمة الضريبة في أوروبا. يذكر بأنه لايوجد ضريبة للدخل للفرد في موناكو. أقرب مطار دولي موجود في مدينة نيس الفرنسية. يغلب علي ثقافة موناكو الطابع التاريخي لوجود بعض الأماكن الأثرية والتاريخية بها بالإضافة إلى أن الثقافة تكاد تكون مشابهة تماما للثقافة الفرنسية بسبب قرب المسافة بين الدولتين. اشتهرت الإمارة بالمهرجانات الموسيقية والفنية الأخرى التي تقام سنويا برعاية الدولة، تقام أيضا سنويا سباقات الجائزة الكبرى للسيارات (الفورمولا 1) على شوارع موناكو. كما أن نادي موناكو لكرة القدم هو أحد أبطال الدوري الفرنسي الممتاز.
https://ar.wikipedia.org/wiki/موناكو
917a7ac831d3cd0c003978163cf1c9f0
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.639141", "source": "Wikipedia" }
تشاد
تشاد
تشاد ‏ رسميا (جمهورية تشاد)، هي بلد غير ساحلي تقع في وسط أفريقيا. تحدها ست دول، من الشمال ليبيا ومن الشرق السودان من الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى والكاميرون ونيجيريا من الجنوب الغربي والنيجر من الغرب. وهي خامس أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة. وتنقسم تشاد إلى مناطق متعددة: منطقة صحراوية في الشمال، حزام منطقة الساحل القاحلة في الوسط ومنطقة السافانا السودانية الأكثر خصوبة في الجنوب. وتعتبر بحيرة تشاد، والتي يطلق عليها اسم البلد، أكبر الأراضي الرطبة في تشاد وثاني أكبر منطقة رطبة في أفريقيا. وتعد العاصمة نجامينا، أكبر مدينة في تشاد. اللغات الرسمية في تشاد هي العربية والفرنسية، وتشاد هي موطن لأكثر من 200 مجموعة عرقية ولغوية مختلفة. ديانات تشاد هي الإسلام (55٪)، تليها المسيحية (40٪). في بداية الألفية السابعة قبل الميلاد، انتقلت التجمعات البشرية في حوض تشاد بأعداد كبيرة. وبحلول نهاية الألفية الأولى قبل الميلاد، ارتفعت سلسلة من الدول والإمبراطوريات وانخفضت في قطاع الساحلي تشاد، ركزت كل على السيطرة على طرق التجارة عبر الصحراء الكبرى التي مرت عبر المنطقة. احتلت فرنسا أراضي تشاد بحلول عام 1920م وأدرجت كجزء من أفريقيا الاستوائية الفرنسية. في عام 1960مم، حصلت تشاد على الاستقلال تحت قيادة فرانسوا تومبالباي. وأدى الاستياء البالغ تجاه سياساته في الشمال المسلم إلى اندلاع حرب أهلية طويلة الأمد في عام 1965م. بينما العديد من الأحزاب السياسية النشطة، والطاقة تكمن بقوة في يد الرئيس ديبي وحزبه السياسي، حركة الخلاص الوطني. تشاد لا تزال تعاني من العنف السياسي ومحاولات الانقلابات المتكررة. تشاد هي واحدة من أفقر وأكثر البلدان فسادا في العالم، معظم سكانها يعيشون في فقر كرعاة الكفاف والمزارعين. منذ عام 2003، أصبح النفط الخام المصدر الرئيسي لعائدات التصدير في البلاد، وتحل محل صناعة القطن التقليدية. عثر في شمالي تشاد على آثار لاستيطان بشري يعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، وشهدت تلك المنطقة زيادة مضطردة في عدد السكان، ويعدها العديدين أحد أهم المواقع الأثرية في أفريقيا. وأغلبها في إقليم بوركو إنيدي تيبستي "Borkou-Ennedi-Tibesti" ويؤرخ البعض وجودها إلى ما قبل 2000 قبل الميلاد. يعود تاريخ تشاد إلى عصر الإمبراطوريات، حين قامت أول مملكة إسلامية في تشاد في القرن الثاني الهجري والثامن الميلادي، كان اسمها مملكة كانم شمال شرق بحيرة تشاد، ثم اتسع نفوذها في القرن الثالث الهجري حتى شمل منطقة السودان الأوسط بأكملها، إلى أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي بدءا من عام 1920م إلى أن نالت استقلالها عام 1960م. وفي عام 1979 قامت الحرب الأهلية التي استمرت حتى عام 1982. في عام 1962م، شكلت مجموعة من الشماليين منظمة ثورية تسمى جبهة التحرير الوطنية، كان أغلب قادتها من المسلمين. واندلعت الحرب بينها وبين الحكومة في منتصف الستينيات مما دعا الحكومة لأن تستنجد بفرنسا عسكريا. وفي عام 1971م، بدأت المنظمة تتلقى مساعدات عسكرية من ليبيا. وفي عام 1973م، احتلت القوات الليبية منطقة تسمى شريط أوزو على حدود تشاد الشمالية وهي منطقة يعتقد أن بها يورانيوم. قتل الرئيس تومبالباي في عام 1975م. علي يد الوحدات العسكرية. وأصبح فيليكس مالوم رئيسا للنظام العسكري الجديد. استمرت الحرب إلى أن استولى الثوار على نصف الجيش التشادي عام 1978م. ثم تشكلت عندئذ حكومة جديدة بها عدد متساوي، يمثلون الشمال والجنوب وأصبح فيها حسين حبري رئيسا للوزراء. لم تحل الحكومة الجديدة مشاكل تشاد، لذلك هرب الرئيس مالوم عام 1979م، وتصارعت بعد ذلك مجموعتان من القوات الثائرة علي السلطة، تنتمي إحداها لحبري الذي كان في ذلك الوقت وزيرا للدفاع. ورأس المجموعة الأخرى الرئيس الجديد كوكوني عويدي. الذي تلقى دعما من ليبيا. وفي عام 1980م، هزم الجيش بقيادة حبري واستولى كوكوني على السلطة، وظلت القوات الليبية في تشاد حتى عام 1981م، عندما طالبها كوكوني بالرحيل. وقد حلت قوات حفظ السلام من منظمة الوحدة الإفريقية محل القوات الليبية، ولكنها فشلت في أن تمنع قوات حبري من الدخول ثانية إلى إنجمينا. في يونيو 1982م، أطاح الجيش بقيادة حبري بحكومة كوكوني الذي هرب، كما انسحبت قوات حفظ السلام الإفريقية وصار حبري رئيسا، ولكن كوكوني عاد مع قوات من ليبيا. وفي عام 1983م، أرسلت فرنسا قوات ومعدات عسكرية لدعم حكومة حبري. ولكن قوات كوكوني والقوات الليبية احتلت شمالي تشاد بينما سيطرت قوات حبري على إنجمينا. وفي عام 1986م، اندلع الصراع بين قوات كوكوني وحلفائهم الليبيين. واتحدت قوات جيكوني مع قوات حبري، وهاجم حبري الليبيين. وفي عام 1987م، انسحب الليبيون من كل تشاد فيما عدا شريط أوزو، ووافقت الدولتان على الهدنة في أواخر عام 1987م. لكن استمر الصراع قائما بينهما على ذلك الشريط حتى فصلت محكمة العدل النزاع لصالح تشاد، وأعيد الشريط في 1994م لتشاد. في ديسمبر 1990م، استطاعت مجموعة ثورية تسمى حركة الإنقاذ الوطنية من إقصاء حكومة حبري. وقامت هذه المجموعة بتشكيل حكومة جديدة برئاسة إدريس ديبي. وفي عام 1993م، عقد مؤتمر ضم كافة الأحزاب والفعاليات السياسية، وتم تشكيل حكومة مؤقتة. وفي عام 1996م، أقرت تشاد دستورا جديدا، وأجريت انتخابات رئاسية. وفي عام 1997م، أجريت انتخابات برلمانية، وظل إدريس ديبي رئيسا للبلاد. وتصاعدت أعمال العنف بصورة ملحوظة بعد اكتشاف البترول في تشاد عام 2004 وبدء عمليات تصديره، دخلت قوات أورفور بدورها في الصراع. في شهر إبريل 2006 وقبل شهر من الانتخابات الرئاسية هاجم المتمردون نجامينا بهدف السيطرة عليها، وأسفرت المواجهات بينهم وبين الجيش التشادي عن مقتل المئات، في تحرك وصفه مراقبون بأنه «تقدم مذهل للمعارضة المسلحة في تشاد». تقع تشاد في شمال وسط القارة الأفريقية، تبلغ مساحتها 1,284,000 كم٢ وتحدها ست دول من الشرق السودان، ومن الشمال ليبيا ومن الغرب النيجر والكاميرون ونيجيريا ومن الجنوب جمهورية أفريقيا الوسطى. تعتبر تشاد دولة داخلية لا تطل على بحر أو محيط خارجي، ويخترق تشاد نهران هما لوغون وشاري يلتقيان في العاصمة إنجمينا ويصبان في بحيرة تشاد الواقعة شمال غرب العاصمة انجمينا. يتكون معظم القطر من أرض صحراء جافة، وهضاب صخرية. وسلسلة جبال تبستي في شمال غربي تشاد بها أعلى قمة في البلاد وهي قمة جبل إيمي كوسي. ويبلغ ارتفاع الجبل 3,415 مترا فوق مستوى سطح البحر. وتعزل مساحة كبيرة من السافانا في وسط تشاد الصحراء الشاسعة في الشمال، والتي تشكل جزءا من الصحراء الكبرى عن منطقة صغيرة خصيبة جدا في الجنوب. سطح الأرض التشادية انعكاس للوحدات البنائية التكتونية المكونة للجزء الأوسط من إفريقية، الذي يتألف من حوض داخلي ضخم يشغل المقعر (السانكلياني) التشادي، ومن أجزاء الركائز القديمة التابعة للصفيحة الإفريقية المحيطة بالحوض من جهات الشمال والشرق والجنوب إضافة إلى ركائز النيجر الواقعة في الغرب خارج حدود جمهورية تشاد. وتبعا لذلك تنتشر في تشاد صخور تعود إلى حقبة ما قبل الكامبري إضافة إلى الصخور الاندفاعية والصخور الرسوبية من الحقب الثاني الجيولوجي في شمالي البلاد وشرقيها. أما الصخور الأوسع انتشارا فهي العائدة إلى الحقب الرابع الجيولوجي، وأغلبها من الرمال المغشية للأراضي التشادية الداخلية والغربية وحوض نهر شاري وبحيرة تشاد. نظام الحكم هو نظام نظام شبه رئاسي ، وقد نالت تشاد استقلالها عن فرنسا في 11 أغسطس 1960. وفقا لدستور الجمهورية التشادية، الذي أقره الاستفتاء الشعبي في 31 مارس 1996، يتم انتخاب الرئيس لمدة خمس سنوات عبر اقتراع عام مباشر، وأقصى مدة لولايته هي عشر سنوات أو فترتان رئاسيتان. ويعين الرئيس رئيس الوزراء الذي يعين بدوره مجلس الوزراء. ورئيس الدولة هو نفسه القائد الأعلى للقوات المسلحة. تتمثل في المجلس الوطني الذي يتألف من 125 عضوا، ويتم انتخابه لمدة أربع سنوات من خلال اقتراع عام مباشر. ويقر القانون أيضا بمجلس الشيوخ الذي يتجدد ثلث أعضائه كل سنتين. وفي أكتوبر 1991 تم تشريع عمل المنظمات السياسية بصفة رسمية. وفي نهاية 1999 كان هناك حوالي 60 منظمة سياسية نشطة. وأهم تلك المنظمات: حركة الوحدة والاشتراكية (ACTUS)، التحالف الوطني من أجل الديمقراطية والتنمية (ANDD)، الحركة الوطنية للسلام (MPS)، الحركة الديمقراطية الاشتراكية في تشاد (MDST)، حزب الحرية والتنمية (PLD)، المجمع الوطني للديمقراطية والتقدم (RNDP)، والاتحاد الديمقراطي الجمهوري (UDR). ومن الجماعات المنشقة التي لا يعترف بها النظام التشادي: المجلس الديمقراطي الثوري (CDR)، جبهة تشاد للتحرير الوطني (FROL – INAT) التي تتمركز في الجزائر، جبهة تشاد الوطنية (FNT) التي تتمركز في السودان، حركة الديمقراطية للتنمية (MDD)، جيش المقاومة ضد القوات المناهضة للديمقراطية (RAFAD) ويتمركز في شمال نيجيريا، اتحاد القوى الديمقراطية (UFD). المحكمة العليا هي السلطة القضائية العليا، وبالإضافة إلى المحكمة العليا توجد محكمة الاستئناف، ومحاكم القضاة، والمحاكم الجنائية، ويوجد أيضا مجلس دستوري يقضي بأحكام نهائية في شؤون الدولة. ومن ضمن بنود الدستور التي تم التصديق عليها في عام 1996، الإقرار بإنشاء محكمة عدل عليا. توفقا لتوقعات وكالة الإحصاء الوطنية في تشاد، يبلغ عدد سكان البلاد في عام 2015 ما بين 13,630,252 و13,679,203، مع 13,670,084 كتوقع متوسط؛ وبناء على التوقع المتوسط، يعيش 3,212,470 شخصا في المناطق الحضرية و10,457,614 شخصا يعيشون في المناطق الريفية. ويتميز المجتمع التشادي بالشباب حيث 47.3% من مجموع السكان تقل أعمارهم عن 15 سنة. ويقدر معدل المواليد 42.35 مولودا لكل 1000 شخص ومعدل الوفيات 16.69 أما العمر المتوقع فهو 52 سنة. يتم توزيع سكان تشاد بشكل غير متساو. تبلغ الكثافة 0.1/كم2 (0.26/ميل مربع) في منطقة بوركو-إنيدي-تيبستي الصحراوية ولكن 52.4/كم2 (136/ميل مربع) في منطقة لوغون الغربية. وفي العاصمة أعلى من ذلك. يعيش حوالي نصف سكان البلاد في الخمس الجنوبي من أراضيها، مما يجعلها المنطقة الأكثر كثافة سكانية. استوطن الإنسان الأراضي التشادية منذ زمن طويل، ويبدو أن بدايات الاستيطان فيها ترجع إلى عصر البلايستوسين المبكر أو الأوسط (500.000-200.000 سنة خلت)، وقد استمر إعمار المنطقة حتى اليوم، إذ يرجح أن قوم «الكوتوبا» Kotoba من صيادي الأسماك في حوض بحيرة تشاد اليوم هم أحفاد «الساو» أصحاب حضارة تشادية قديمة. يعيش أغلب السكان في الجزء الجنوبي الخصيب، أما معظم الجزء الشمالي من تشاد فصحراء. إن الفروق السياسية والاجتماعية والدينية بين قبائل الشمال وقبائل الجنوب، جعلت الدولة في حالة حروب أهلية مستمرة منذ منتصف الستينيات. وبسبب الحروب الأهلية، ونقص الكثير من الموارد الاقتصادية، فإنها تعد إحدى أكثر الدول المتخلفة في العالم. لقد أدت الفجوة في التعليم، والنمو الاقتصادي بين سكان الشمال وسكان الجنوب إلى زيادة الصراع بينهما. يعتقد سكان الشمال، بأنهم لايحظون بنفس الفرص التي تتوافر لدى سكان الجنوب. ينتمي التشاديون إلى مجموعات عرقية متنوعة. والعربية والفرنسية هما اللغتان الرسميتان للدولة، ومع ذلك فإن معظم سكان تشاد يتحدثون لغاتهم المحلية، ولا يعرف القراءة والكتابة إلا حوالي سدس البالغين. يعيش ما يزيد على ثلاثة أرباع سكان تشاد في الريف (78%) ويعملون مزارعين أو رعاة. ويعيش الباقون في إنجمينا والمدن الأخرى، حيث يعمل أكثرهم مزارعين. أغلب السكان في شمالي تشاد من العرب ذوي البشرة السمراء، أو أعضاء في مجموعة توبو العرقية الإفريقية ويعمل معظمهم في تجارة الماشية. ويسافرون في الصحراء في فرق صغيرة مع قطعان مواشيهم، ويصنعون الخيام من العصي والسجاد المنسوج. يعد تعدد الزوجات أمر شائع حيث تعيش 39٪ من النساء في مثل هذه الزيجات. وهذا ما يقره القانون الذي يسمح تلقائيا بتعدد الزوجات ما لم يحدد الزوجان أن هذا غير مقبول عند الزواج. وعلى الرغم من أن العنف ضد المرأة محظور إلا أن العنف المنزلي شائع. يحظر أيضا "تشويه الأعضاء التناسلية للإناث" لكن ختان الإناث منتشرة على نطاق واسع ومتأصلة في التقاليد؛ حيث تخضع 45% من النساء التشاديات للختان، وتبلغ أعلى المعدلات بين العرب والهاجراي والواديين (90% أو أكثر). تم الإبلاغ عن نسب أقل بين السارة (38%) والتبو (2%). وتفتقر النساء إلى فرص متساوية في التعليم والتدريب، مما يجعل من الصعب عليهن التنافس على الوظائف القليلة نسبيا في القطاع الرسمي. على الرغم من أن قوانين الملكية والميراث المستندة إلى القانون الفرنسي لا تميز ضد المرأة، فإن القادة المحليين يحكمون في معظم قضايا الميراث وفقا للممارسات التقليدية أو الشرعية. يتألف سكان تشاد من عددد كبير من المجموعات الإثنية ومن اللغات واللهجات والأديان، نتيجة قدم إعمار المنطقة، وبسبب موقعها الجغرافي المتوسط جسرا بين الصحراء وعالم البحر المتوسط في الشمال، وبلدان الغابات المدارية الاستوائية في الجنوب. وعلى تعقيد التركيب العرقي الإثني الذي يضم نحو 200 فئة إثنية، يمكن تصنيفها في ثلاث مجموعات هي: يرتدي الرجال في شمالي تشاد ملابس فضفاضة وأغطية للرأس غالبا، كما يلف بعض الرجال قطعا من القماش الأبيض على وجوههم للحماية من العواصف الرملية. كما تلف النساء، أنفسهن بقطع من القماش زرقاء فاتحة أو سوداء. وأهل الشمال يربون الماشية والجمال والماعز والأغنام. واللبن واللحم أهم عناصر الغذاء الرئيسية. كما يأكل الشماليون التمور والخضراوات التي تزرع في الواحات والقرى. واللغة العربية أكثر اللغات انتشارا في الشمال كما أن معظم السكان مسلمون. ويلتحق بالمدارس أقل من عشر الأطفال في سن المدرسة. ومعظم السكان في جنوبي تشاد إفريقيون سود من مجموعات عرقية متنوعة. أكبر هذه المجموعات، السارا وتعيش أساسا في أقصى الجنوب. يزرع سكان الجنوب القطن وأنواعا عديدة من المحاصيل الغذائية. ومعظمهم مزارعون مستقرون، والمحصول الرئيسي النقدي هو القطن. ويعيش المزارعون في أكواخ دائرية مبنية إما من الطوب اللبن أو الطين المجفف وتسقف بالقش. وبعض الأكواخ مبنية من القش فقط. يرتدي الرجال عادة سراويل من القطن أو سراويل قصيرة وقمصانا فضفاضة. ولكن النساء عادة يرتدين ملابس ذات ألوان زاهية وثوبا هو عبارة عن قطعة واحدة من القماش. تتكون وجبة سكان الجنوب أساسا من الدخن والذرة الرفيعة والأرز. وقد تحتوي الوجبات أحيانا على الخضراوات والسمك أو اللحوم. وتعتبر لغة سارا، أكثر اللغات انتشارا في الجنوب، ولكن هناك لغات أخرى كثيرة. ويعتنق أغلب السكان في الجنوب ديانات إفريقية تقليدية، لكن كثيرا منهم اعتنق المسيحية على أيدي المبشريين، الذين أدخلوا المسيحية في البلاد، وبدؤوا أيضا النظام التعليمي في المدارس. ساعد انتشار التعليم في الجنوب على أن يكون لسكان هذا الإقليم السيطرة والسيادة في تشاد. ويتركز حوالي 80% من مدارس تشاد الابتدائية والثانوية في مناطق يعيش فيها الذين يتكلمون لغة السارا. وأغلب رجال الأعمال والمدرسين والحرفيين وموظفي الحكومة، يأتون أيضا من تلك المنطقة. كما يحتوي الجنوب أيضا على معظم مدن تشاد ومصانعها. تشاد هي أحد دول وسط القارة الأفريقية وتعتبر همزة الوصل بين الدول الواقعة في شمال أفريقيا وآسيا ودول الجنوب والغرب الأفريقي كما أنها كانت من أهم المناطق الإسلامية في أفريقيا حيث أن موقعها الإستراتيجي بين الدول العربية والأفريقية قد جعلها ملتقى لكثير من الحضارات الإسلامية والأفريقية بصفه عامة. وقد دخل الإسلام إلى تشاد شمالا عن طريق تجار التبو وشرقا عن طريق تجار من الوداي واهل السودان وذلك خلال قرن الثالث عشرة ميلادية وكان الدعاة قد جعلوها نقطة انطلاق لكثير من قوافل نشر الدعوة الإسلامية، نسبة المسلمين اليوم في تشاد 55% والمسيحيين 40% من مجموع السكان والبالغ حوالي 9,758,000 نسمة والبقية من معتقدات محلية ووثنية. الهاتف، التلغراف، التلكس، الإنترنت، هذه هي وسائل الاتصال التي تربط معظم مدن الدولة مع العالم الخارجي، نظام الاتصالات أساسي ومكلف، حيث تقدم شركة الهاتف الحكومية SotelTchad خدمات الهاتف الثابت. في عام 2000، كان هناك 14 خط هاتف ثابت فقط لكل 10000 نسمة في البلاد، وهي واحدة من أدنى كثافة الهاتف في العالم. والبنوك في تشاد 6 بنوك رئيسية وليست هناك قيود على العملة الأجنبية. تقتصر شبكة المواصلات في تشاد على شبكة الطرقات البرية للسيارات فقط، وعلى شبكة مواصلات نهرية وجوية. وأغلب الطرقات البرية البالغ طولها أكثر من 30,000 كم غير معبدة وغير صالحة للسير في موسم الأمطار، أما المعبد منها فلا يزيد على 13 ألف كم، منها أربع طرقات تربطها بالدول المجاورة وتنتهي في موانئ الأطلسي. وتوفر الأنهار وسيلة مواصلات رخيصة في جنوبي تشاد، والمجرى الوحيد الصالح للملاحة على مدار السنة هو مجرى نهر الشاري بين نجامينة وبحيرة تشاد. وتمتلك تشاد شركة طيران وطنية متواضعة تؤمن النقل والسفر بين العاصمة وعدد من المدن برحلات منتظمة، وفي البلاد نحو 67 مهبط طائرات، أربعة منها مجهزة لاستقبال الطائرات الكبيرة، أهمها مطار العاصمة الدولي. مطار دولي في انجامينا ومطار في أبشي بالإضافة إلى حوالي 18 مهبط مفتوح للطائرات. 31,322 كلم منها 19,463 طرق وعرة ولا توجد خطوط للسكك الحديدية. تعتمد تشاد على الإنتاج الزراعي والحيواني في اقتصادها إضافة إلى الدخل الناتج من الجمارك والبترول. تصل نسبة الأمية بين البالغين (15 سنة وما فوق) لنحو 54.2% من السكان، ويبلغ عدد سكان تشاد 8.3 ملايين نسمة في عام 2002، ويتوقع أن يصل عدد السكان في عام 2015 لنحو 12.1 مليون نسمة. ولا يحصل 73% من السكان على المياه النقية الصالحة للشرب، ويفتقد نحو 71% من السكان لمرفق الصرف الصحي الآمن، كما أن الناتج المحلي الإجمالي في عام 2002 بلغ ملياري دولار، يصل نصيب الفرد منه 240 دولارا أمريكيا، وكان متوسط معدل النمو للناتج المحلي الإجمالي خلال الفترة 1990 –2002 بالسالب بمقدار 0.5%. لذلك يصل معدل الفقر بين السكان لنحو 64% يعيشون تحت خط الفقر بأقل من دولارين في اليوم، ولكن هناك بعض التقديرات تشير لتحسن الناتج المحلي الإجمالي بعد الشروع في تنفيذ خط أنابيب نقل البترول والبدء في تصديره؛ حيث قدر معدل النمو في الناتج المحلي الإجمالي في عام 2004 31% مقارنة 9.7% في عام 2003. كما تمثل المساعدات الدولية الرسمية لتشاد نحو 11.6% من ناتجها المحلي الإجمالي حسب تقديرات عام 2002 بما يعادل نحو 233 مليون دولار سنويا. وحسب تقديرات مؤشر التنمية البشرية العالمي تحتل تشاد مرتبة متدنية بين 177 دولة شملها المؤشر؛ إذ أتت في المرتبة 167. وبالإضافة إلى مشكلات تشاد الاقتصادية تأتي قضية اللاجئين السودانيين الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف لتزيد من أعباء الاقتصاد في تشاد؛ وهو ما جعلها تطلب المساعدات من المؤسسات الدولية لمواجهة تكاليف معيشة هؤلاء اللاجئين، وخاصة أن معسكراتهم تعاني من حالة اضطراب فيما بينهم تستدعى تواجدا أمنيا مستمرا. إجمالي الناتج المحلي 1.2 مليار دولار في العام، وفي 2005 قدرت القوة الشرائية ماقيمته 1500 دولار أمريكي. في أواخر شهر أغسطس 2006 صدر قرار رئاسي في تشاد بطرد شركة بترول أمريكية وأخرى ماليزية من الكونسورتيوم الذي يقوم بعمليات الإنتاج للبترول هناك، وأعلنت الحكومة عن إنشاء شركة وطنية تقوم على أمر إنتاج البترول. تتمتع تشاد ببعض الثروات المعدنية مثل البترول والذي بدأ تصديره عام 2003 وهناك مخزون هائل من الذهب والحديد واليورانيوم والزنك والرخام والذي لم تستفد منه الدولة حتى الآن. وقع البنك الدولي اتفاقا يلزم حكومة تشاد بإنفاق 85% من عوائد وأرباح البترول على مشروعات من شأنها تخفيف حدة الفقر في مجالات البنية الأساسية والتعليم والصحة، و5% لتنمية المناطق المحيطة بحقول إنتاج البترول، و10% تودع في صندوق خاص من أجل الأجيال كما يتضمن هذا الاتفاق وجود هيئة مشرفة على تنفيذ الاتفاق مكونة من البرلمان والحكومة والمحكمة العليا ومؤسسات المجتمع المدني. ويوفر هذا الاتفاق 80 مليون دولار سنويا لخزانة الدولة في تشاد على مدار ال 25 سنة القادمة، من خلال حصول تشاد على ما يعادل 50% من عوائد إنتاجها من البترول وتحصل الشركات المنتجة على 50% أيضا. مع وصول أول مبلغ من عوائد البترول ليد الحكومة في تشاد تم توجيهه لشراء أسلحة بمبلغ 4.5 ملايين دولار، اتخذ البنك الدولي قرارا بتجميد القروض المقدمة لحكومة تشاد، وأيضا تجميد نصيبها من عوائد البترول لدى الشركات المنتجة، وانتهت المحادثات إلى تخصيص ما يعادل 70% على التنمية، وتفويض الحكومة في تشاد في ضم 30% إلى الميزانية الحكومية. أولا في القطاع الزراعي (تصدير المحاصيل الزراعية) صمغ عربي – فول سوداني – سمسم –دخن- ذرة وكذلك تصدير الثروة السمكية الهائلة التي تذخر بها بحيرة تشاد. ثانيا في القطاع الصناعي صناعة العصائر – السكر – الزيوت – اللحوم – الغزل والنسيج – دباغة الجلود مشتقات الألبان الأسماك والصناعات البتر وكيماوية (في المستقبل القريب) والصناعات التحويلي ثالثا في القطاع الخدمي صناعة السياحة والفندقة الاتصالات والمواصلات – مقاولات البناء – الطاقة الكهربائية – النقل الجوي. الأرز – القطن – الذرة – قصب السكر – الفول السوداني– السمسم – الصمغ العربي – وبعض الفواكه كالمانجو والبرتقال. كما تذخر تشاد بثروة حيوانية هائلة من الأبقار والأغنام والإبل وتعتبر المصدر الوحيد للحوم لدول وسط وغرب أفريقيا، وكذلك تصدرها لبقية دول العالم. تتصف الحياة الثقافية في تشاد بالتنوع الفلكلوري الشعبي، نتيجة تنوع السكان وكثرة المجموعات الإثنية وموروثها الثقافي في الفنون والآداب (المرويات) والرقص والغناء والرسم وفي العمران والعادات والتقاليد والطقوس الوثنية. وقد شجعت الدولة النشاطات الثقافية ودعمت مؤسساتها، كما اهتمت بالمتحف الوطني لما قبل التاريخ وللأسلحة التقليدية والأدوات الحجرية وغيرها، واهتمت بتشجيع السياحة الثقافية إلى مواقع حضارية في البلاد، مثل أماكن الرسوم الصخرية وغيرها. ويعمل المركز الثقافي التشادي على إحياء التقاليد المحلية والوطنية، لكن ذلك كله مرتبط بتوافر الإمكانات المادية والفكرية المعنوية، ويتأثر بمعاناة البلاد من الحروب والصراعات والمجاعات، إذ إن اهتمامات الدولة والسكان منصرفة أولا إلى العمل على البقاء وتحسين الأوضاع المعاشية والخدمية للسكان. في سنة 2009 تحولت العاصمة التشادية انجامينا إلى عاصمة الثقافة الإسلامية عن المنطقة الأفريقية، وفي نفس السنة أطلقت جمهورية تشاد أول قناة فضائية لتدخل عالم البث الفضائي لأول مرة في تاريخها، قناة تيلي تشاد، والتي تعتبر القناة التليفزيونية الوحيدة الموجودة في تشاد. وقد برز في تشاد عددا من الكتاب والشعراء، ففي الشعر برز إبراهيم الكانمي، وعبد الحق السنوسي، ومحمد طاهر المجبري، وعباس عبدالواحد، وعيسى عبدالله، وحسب الله مهدي فضله، ومحمود شريف، وفي الرواية برز آدم يوسف، وطاهر النور، وموسى شاري، وروزي جدي.الخ. وسوم موجودة لمجموعة اسمها "arabic-abajed"، ولكن لم يتم العثور على وسم أو هناك وسم ناقص
https://ar.wikipedia.org/wiki/تشاد
fda3d66a930357776b8b3af77367a4b2
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.646349", "source": "Wikipedia" }
النيجر
النيجر
النيجر ورسميا جمهورية النيجر هي بلد حبيس تقع في غرب أفريقيا وأطلق عليها اسم النيجر نسبة إلى نهر النيجر الذي يخترق أراضيها. ويحدها من الجنوب نيجيريا وبنين ومن الغرب بوركينا فاسو ومالي ومن الشمال كلا من الجزائر وليبيا، فيما تحدها تشاد من جهة الشرق. يبلغ إجمالي مساحة النيجر حوالي 1,270,000 كم مربع، مما يجعلها أكبر دول في منطقة غرب أفريقيا من حيث المساحة، كما يبلغ إجمالي عدد السكان قرابة 25,370,000 نسمة في 2023. يتركز معظمهم في أقصى جنوب وغرب البلاد. وعاصمتها هي مدينة نيامي وهي أكبر مدن النيجر التي تقع أغلبها على الضفة الشرقية لنهر النيجر في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد. تعد النيجر أحد أفقر دول العالم وأقلها نموا على الإطلاق؛ إذ تغطي الصحراء الكبرى ما يقرب من 80% من إجمالي مساحة البلاد، في حين تتهدد الأجزاء الباقية مشكلات مناخية أخرى مثل الجفاف والتصحر. ويعتمد اقتصاد البلاد بشكل شبه كلي على تصدير بعض المنتجات الزراعية والتي يتركز إنتاجها في الجزء الجنوبي الخصب من البلاد، بالإضافة إلى تصدير بعض المواد الخام ومن أهمها خام اليورانيوم. وبالرغم من هذا؛ تظل النيجر عاجزة عن النهوض بنفسها اقتصاديا واجتماعيا نتيجة لموقعها كدولة حبيسة، بالإضافة إلى افتقارها للبنية التحتية المناسبة وتدهور حالة القطاع الصحي بالبلاد، وكذلك انحسار مستوى التعليم والظروف البيئية. ويعكس المجتمع اختلافا واضحا بين فئاته نتيجة الأحداث التاريخية المستقلة التي مرت بها كل جماعة عرقية وكل منطقة بالبلاد علاوة على حداثة عهدهم كدولة واحدة. حيث كانت النيجر قديما عبارة عن أطراف مترامية لدول وممالك كبيرة أخرى. ومنذ الاستقلال تعاقبت على النيجر خمس حكومات بالإضافة إلى ثلاث فترات من الحكم العسكري حتى تم تشريع قانون انتخابي يحكم اختيار رئيس البلاد عام 1999. ويعد الإسلام هو دين أغلبية السكان في البلاد. ويسكن الجزء الأكبر من سكان النيجر المناطق النائية من البلاد حيث يفتقرون لفرص الانتظام في التعليم. النيجر دولة حبيسة بغرب أفريقيا؛ وتقع في المنطقة الجغرافية الفاصلة بين الصحراء الكبرى والمنطقة الواقعة جنوبها والتي تدعى بإفريقيا السوداء. وتقع في حدود دائرة عرض 16 درجة شمالا وخط طول 8 درجات شرقا. وتبلغ مساحة النيجر 1,267,000 كم مربع (489,191 ميل مربع) كما تغطي المسطحات المائية مساحة 300 كم مربع (116 ميل مربع) من إجمالي مساحة الدولة. تأتي النيجر في المرتبة الثانية والعشرين عالميا من حيث المساحة التي تقل قليلا عن ضعف مساحة فرنسا. ويحد النيجر سبع دول من جميع الجهات ويبلغ طول شريطها الحدودي 5,697 كم إجمالا (3,540 ميل) وتعد حدودها مع نيجيريا في الجنوب هي أطول الحدود حيث تبلغ 1,497 كم (930 ميل)، ثم حدودها مع تشاد شرقا 1,175 كم (730 ميل)، ثم الجزائر في الشمال الغربي 956 كم (594 ميل)، ومالي 821 كم (510 ميل)، ويفصلها شريط قصير عن بوركينا فاسو في الجنوب الغربي يبلغ طوله 628 كم (390 ميل)، وبنين وطوله 266 كم (165 ميل) وأخيرا حدودها في الشمال الشرقي مع ليبيا بطول 354 كم (220 ميل). والمناخ في النيجر مداري جاف شديد الحرارة عدا أقصى جنوب الدولة حيث المناخ الاستوائي على حدود حوض نهر النيجر. وتغطي الصحراء والكثبان الرملية أغلب أراضي النيجر عدا الجزء الجنوبي من البلاد الذي تغطيه غابات السافانا المنخفضة إلى المتوسطة الارتفاع والجزء الشمالي للبلاد والذي تغطيه الهضاب. ويعد نهر النيجر أكثر النقاط الجغرافية انخفاضا؛ حيث يبلغ ارتفاعه 200 متر فوق سطح البحر (656 قدم)، في حين تعد قمة جبل إيدوكال نيتغريس بسلسلة جبال إيار ماسيف أعلى نقطة جغرافية بالبلاد حيث ترتفع بمقدار 2,022 متر فوق سطح البحر (6,634 قدم). بالرغم من وقوع النيجر في قلب الصحراء الكبرى القاحلة؛ إلا أن الآثار التاريخية تؤكد على أن هذه الأراضي كانت عشبية خصبة حتى خمسة آلاف سنة مضت؛ والدليل على ذلك ما تركه الرعاة الذين استعمروا تلك الأرض من رسومات ونقوش خلفوها وراءهم تمثل الحياة البرية واستئناس الحيوانات بالإضافة إلى صور وآثار لعربات تجرها الخيول وثقافة أصيلة يمتد عمرها إلى عشرة آلاف سنة قبل الميلاد. ازدهرت الحضارة في هذه المنطقة من الصحراء الكبرى بالقرب من بحيرة تشاد الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد، وعرفت هذه الحضارة باسم حضارة كانم - بورنو، وراحت تنشر الإسلام في هذه المنطقة القاحلة اعتبارا من القرن الحادي عشر للميلاد. وفي القرن الخامس عشر؛ أقام الطوارق سلطنة أجاديز التي كان لها السيادة على شمالي البلاد. في نهاية القرن 16 قام مغرب في عهد سلالة السعديين ببعثة بقيادة جودار باشا وانتهت بإنهاء عهد إمبراطورية الصونغي وأصبح شمال النيجر تابعا للمغرب لعدة سنين ضمن باشوية تامبوكتو لي هي كانت ولاية يحكمها بشوات مغاربة عاصمتها تمبوكتو وتمتد على مساحة شاسعة من شمال تشاد ومالي تدين ولاء للسلاطين مغرب لأقصى السعدين . وحتى العلويين من بعدهم وفي اواخر القرن السابع عشر تفككت باشوية تمبوكتو وأقامت قبائل الجرما إمبراطورية على شاطئ نهر النيجر في الجنوب الغربي للبلاد. في القرن الثامن عشر أسست شعوب الهوسا مملكة جوبير القوية. وفي أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر؛ قام المستكشفون الأوروبيون بزيارة البلاد. وكان من أول وأشهر تلك الحملات الاستكشافية للبلاد تلك التي قادها كل من البريطاني مونغو بارك والألماني هاينريش بارت وذلك لاستكشاف منابع نهر النيجر. وفي هذه الأثناء أقام الفولانيون سلطنة صكتو وذلك سعيا منهم لإحياء الحركة الدينية الإسلامية في المنطقة. وفي أواخر القرن التاسع عشر قامت فرنسا بغزو المنطقة وأنهوا تجارة الرقيق هناك. وفي عام 1904 أصبحت النيجر جزءا من إفريقيا الغربية الفرنسية، لكن قبائل الطوارق ظلت تقاوم الاحتلال الفرنسي حتى عام 1922 عندما حولت فرنسا البلاد إلى مستعمرة فرنسية. وفي عام 1946 أصبحت النيجر واحدة من الأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار، ولها مجلسها التشريعي الخاص بها، ولها تمثيل نيابي في البرلمان الفرنسي. في 23 يوليو 1956؛ اتخذت السلطات الفرنسية قرارا بإعادة النظر في هيكل مستعمرات ما وراء البحار الخاضعة للحكم الفرنسي؛ تبعه إعادة تنظيم البرلمان الفرنسي في أوائل 1957 ومن ثم إصدار قرار بشأن إلغاء التفرقة في الإدلاء بالأصوات داخل البرلمان ومنح ممثلي الأقاليم الخاضعة تحت الحكم الفرنسي حقوقا مساوية لأعضاء البرلمان فرنسي الجنسية ومن ثم المشاركة في تشريع القوانين سواء الفرنسية أو تلك المختصة بشؤون أقاليم ما وراء البحار، الأمر الذي ساعد العديد من الدول الواقعة تحت السيادة الفرنسية على التمتع بشيء من الحكم الذاتي والقدرة على تكوين نواة لحكومات وطنية تدير شؤون البلاد. وكان للنيجر حظ في ذلك؛ حيث تمتعت بالحكم الذاتي تحت الوصاية الفرنسية بعد قيام الجمهورية الخامسة بفرنسا في 4 ديسمبر 1958 حتى نالت النيجر استقلالها التام في 3 أغسطس 1960. منذ اليوم الأول للاستقلال وحتى أربعة عشر عام تلت ذلك؛ خضعت النيجر لحكم مدني أحادي الحزب تحت رئاسة هاماني ديوري والذي استمر في حكم البلاد حتى عام 1974، حافظ خلالها ديوري على علاقات وطيدة مع فرنسا والتمس مساعدتها على بداية إنتاج اليورانيوم عام 1971. حتى عصفت بالبلاد أزمة جفاف شديدة القسوة تزامنت مع العديد من الاتهامات والاعتقالات من جانب الحكومة تجاه أعضاء المعارضة وحملات مكثفة ضد من وصفتهم الحكومة بالفاسدين، الأمر الذي أدى إلى قيام انقلاب عسكري بقيادة رئيس الحكومة أن ذاك العقيد ساني كونتشيه حيث تمت الإطاحة بنظام ديوري واعتلاء كونتشيه سدة الحكم. وظلت النيجر تحت طائلة الحكم العسكري حتى وفاة كونتشيه عام 1987 وقع خلالها على اتفاقية للتعاون المشترك مع فرنسا عام 1977، كما قام بخصخصة جزئية للشركات المملوكة للدولة وذلك نتيجة لوقوع جفاف آخر بالبلاد وزيادة مديونية الحكومة خاصة أسعار اليورانيوم عالميا. وخلف كونتشيه في الحكم رئيس حكومته العقيد علي سايبو الذي قام بإطلاق سراح المسجونين السياسيين، وقام بتحرير العديد من القوانين - خاصة السياسية - وقام بإعلان الجمهورية الثانية في النيجر، وتبنى نظام حكم معتدل أحادي الحزب في محاولة منه للسيطرة على الأمور السياسية للبلاد. وبالرغم من ذلك لم يتمكن سايبو من إحكام السيطرة على مقاليد السياسة بالبلاد نتيجة لمطالب المعارضة واضرابات متكررة قام بها الطلاب والعاملين بالقطاع الصناعي للدولة بإقامة نظام حكم ديموقراطي يقوم على التعددية الحزبية مما أدى إلى رضوخ نظام سايبو في النهاية لمطالب المعارضة مع نهاية عام 1990. ومع بداية عام 1991 ازدهرت الحياة السياسية بالنيجر ونشأت العديد من الأحزاب والجمعيات الأهلية، الأمر الذي ساعد على إقامة مؤتمر للمصالحة الوطنية في يوليو 1991 تمهيدا لتبني العديد من التشريعات القانونية التي من شأنها إقامة حياة سياسية جديدة وانتخابات رئاسية نزيهة. كما أصدر المؤتمر برئاسة أندريه ساليفو قرارا بتجريد سايبو من سلطاته وتعيين حكومة انتقالية لإدارة شؤون البلاد حتى الانتهاء من الانتخابات الرئاسية. استمرت الحكومة الانتقالية في إدارة شؤون البلاد من نوفمبر 1991 وحتى انهيارها في أواخر عام 1992، وسط مشاكل اقتصادية واضطرابات عرقية من جانب الطوارق المطالبين بالاستقلال في شمال البلاد. وبالرغم من تدهور الوضع الاقتصادي للبلاد خلال هذه الفترة الانتقالية؛ إلا أن النيجر شهدت تطورا كبيرا في الكثير من المجالات الحياتية والسياسية والاجتماعية؛ لعل من أهمها النجاح في تشكيل قانون لإعادة هيكلة الهيئات الإدارية للبلاد، وإقامة انتخابات هادئة حرة ونزيهة، بالإضافة إلى حرية الصحافة؛ الأمر الذي ساعد على صدور العديد من الصحف المستقلة بالبلاد. وفي إبريل 1993 فاز حزب تحالف قوى التغيير (وهو حزب يساري وسطي) بأغلبية مطلقة في انتخابات المجلس التشريعي، وتم انتخاب ماهامان عثمان، وهو مسلم من قبائل الهوسا، رئيسا للجمهورية في أول انتخابات ديموقراطية حرة تشهدها البلاد. وفي عام 1994 تم توقيع اتفاق سلام مع طوارق الشمال حيث تم منحهم حكما ذاتيا محدودا. وتمتعت النيجر بحياة سياسية هادئة حتى الانتخابات البرلمانية في يناير 1995 والتي فاز بها أيضا حزب تحالف قوى التغيير ولكن بنسبة أقل هذه المرة، وظهر جليا خلال تلك الانتخابات تنازع كل من رئيس الدولة ورئيس الوزراء على إحكام السيطرة على مقاليد السياسة للبلاد؛ مما مكن العقيد إبراهيم باري مناصرة من الإطاحة بالجمهورية الثالثة خلال الانقلاب العسكري الذي قاده في يناير من عام 1996. بعد ستة أشهر من جلوسه على رأس الحكومة الانتقالية للبلاد، عمد العقيد إبراهيم باري للمختصين بالشئون الداخلية لإنشاء مسودة قرار لإعلان قيام الجمهورية الرابعة للبلاد في مايو 1996. ودعى لانتخابات رئاسية في يوليو من العام نفسه. وخلال سير الاقتراع على منصب الرئاسة قام باري بحل اللجنة المشرفة على الانتخابات وتعيين لجنة جديدة قامت بإعلان فوزه فور نهاية الاقتراع وحصول حزبه على نسبة 57% من مقاعد البرلمان في انتخابات شابها الكثير من التلاعبات والانتهاكات القانونية. وتولى العقيد إبراهيم مناصرة رئاسة البلاد، في حين عهد لبخاري حاجي بتشكيل الحكومة ورئاستها حتى إقالة مناصرة في أواخر عام 1996 وتعيين أحمدو بو بكر رئيسا للحكومة. وبعد فشل باري في إحلال صبغة شرعية على انقلابه العسكري؛ وكذلك فشله في تبرير العديد من التساؤلات حول الانتخابات الرئاسية التي نصبته رئيسا للبلاد؛ امتنعت العديد من الدول الغربية عن مد يد العون للنيجر وبالتالي تم قطع المعونات الوافدة للنيجر من الغرب؛ الأمر الذي دفع باري لانتهاك الحظر التجاري المفروض على ليبيا في ذلك الوقت في محاولة منه للحصول على المال اللازم لإنعاش النظام الاقتصادي للبلاد. ومع تدهور الحال الاقتصادي للبلاد؛ تدهورت أيضا سائر جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية بالنيجر؛ حيث قامت الحكومة بانتهاك العديد من القوانين المدنية، كذلك نظمت السلطات حملات اعتقال منظمة ضد زعماء المعارضة والصحفيين من خلال مليشيات غير رسمية من أعضاء بالجيش والشرطة قاموا أيضا بحرق وتدمير العديد من المكاتب الصحفية. في التاسع من إبريل عام 1999 أعلن مقتل الرئيس إبراهيم باري خلال الانقلاب العسكري الذي قام به الرائد داوودا مالام وانكي، الذي قام بتأسيس مجلس حكم عسكري انتقالي أعلن من خلاله قيام الجمهورية الخامسة بالنيجر على النظام النصف رئاسي الفرنسي. وفي خلال الاقتراع الوطني لإعلان الجمهورية الخامسة بالنيجر - والذي أشرف عليه مراقبون دوليون وصفوه بالحيادية والنزاهة - وافق أبناء الشعب على إقامة الجمهورية الخامسة للبلاد في يوليو من عام 1999 مما ساعد على إقامة انتخابات رئاسية في أكتوبر ونوفمبر من العام نفسه فاز خلاله تحالف الحركة الوطنية للتنمية والائتلاف الديموقراطي الاشتراكي برئاسة البلاد تحت زعامة السيد مامادو تانجي. تمت الإطاحة بنظام الرئيس مامادو تانجي يوم 18 فبراير 2010 إثر انقلاب عسكري تزعمه العقيد سالو جيبو قائد لواء المدرعات في الجيش النيجيري؛ حيث تم تشكيل المجلس الأعلى لاستعادة الديموقراطية وحل جميع المؤسسات بالبلاد. وبعد اعتماد الدستور في عام 2010 وإجراء الانتخابات الرئاسية بعد ذلك بعام، تم انتخاب محمدو إيسوفو كأول رئيس للجمهورية السابعة؛ ثم أعيد انتخابه في عام 2016. أعاد الدستور النظام شبه الرئاسي الذي كان قد تم إلغاؤه قبل عام. وتم إحباط محاولة انقلاب ضده في عام 2011 واعتقال زعمائها. التي قضاها إيسوفو في منصبه بالتهديدات على أمن البلاد، الناجمة عن تداعيات الحرب الأهلية الليبية والصراع في شمال مالي، والتمرد في غرب النيجر من قبل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وامتداد تمرد بوكو حرام في نيجيريا إلى جنوب شرق النيجر، واستخدام النيجر كدولة عبور للمهاجرين (التي تنظمها غالبا عصابات تهريب البشر) ساعدت القوات الفرنسية والأمريكية النيجر في مواجهة هذه التهديدات. في 27 ديسمبر 2020، ذهب النيجيريون إلى صناديق الاقتراع بعد أن أعلن يوسفو أنه سيتنحى، مما مهد الطريق لانتقال سلمي للسلطة. لم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة في الأصوات، وجاء محمد بازوم الأقرب بنسبة 39.33%. وبموجب الدستور، أجريت انتخابات الإعادة في 20 فبراير 2021، حيث حصل بازوم على 55.75% من الأصوات، وحصل مرشح المعارضة (الرئيس السابق) مهامان عثمان على 44.25%، وفقا للجنة الانتخابية. في 31 مارس 2021، أحبطت قوات الأمن النيجرية محاولة انقلاب قامت بها وحدة عسكرية في العاصمة نيامي. وسمع دوي إطلاق نار في القصر الرئاسي. ووقع الهجوم قبل يومين من أداء الرئيس المنتخب حديثا محمد بازوم اليمين الدستورية. واعتقل الحرس الرئاسي بعض الأشخاص خلال الحادث. في 2 أبريل 2021، أدى بازوم اليمين رئيسا للنيجر. في وقت متأخر من يوم 26 يوليو 2023، أطاح انقلاب عسكري ببازوم، ووضع حدا للجمهورية السابعة وحكومة رئيس الوزراء أومودو محمدو. في 28 يوليو، أعلن الجنرال عبد الرحمن تشياني نفسه رئيسا فعليا للدولة في البلاد. تم إعلان وزير المالية السابق علي لامين زين رئيسا جديدا لوزراء النيجر. أدت أزمة النيجر عام 2023 إلى تهديدات بالتدخل العسكري من قبل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. في 22 ديسمبر 2023 انسحبت القوات الفرنسية من النيجر، بعد تواجد دام عشر سنوت وفق ما أعلن الجيش النيجري في احتفال أقيم في نيامي. وأقيمت المراسم في قاعدة نيامي الجوية التي كانت تضم في أنحائها قاعدة جوية موقتة للقوات الفرنسية، استضافت قسما من الجنود والملاحين ال1500 الذين نشرتهم باريس في البلاد. وغادرت الدفعة الأخيرة من الجنود في طائرتين عسكريتين واختتمت المراسم بتوقيع «وثيقة مشتركة» من قبل قائد القوات البرية النيجرية العقيد مامان ساني كياو وقائد القوات الفرنسية في الساحل الجنرال إريك أوزان. وفي 12 أبريل 2024 أعلن التلفزيون الرسمي في العاصمة نيامي وصول مدربين عسكريين روس وأنظمة دفاع جوي إلى النيجر في إطار تعزيز التعاون العسكري بين روسيا والنيجر، وذلك بعدما تم طرد القوات الفرنسية التي كانت موجودة على أراضيها. تم إقرار الدستور الجديد للنيجر في 18 يوليو من عام 1999 والذي من شأنه إعادة نظام الحكم النصف رئاسي في ديسمبر من العام نفسه، والذي تم العمل به للمرة الأولى خلال فترة حكم الجمهورية الثالثة للبلاد؛ وبمقتضاه يتم انتخاب الرئيس عبر اقتراع سري مباشر لفترة رئاسية تمتد لخمس سنوات، ويقوم الرئيس باختيار رئيس الوزراء الذي يشاركه السلطة التنفيذية للبلاد. ونظرا لتزايد عدد السكان في النيجر؛ تمت زيادة عدد المقاعد البرلمانية من 83 مقعدا إلى 113 مقعدا عام 2004. ويتم انتخاب نواب البرلمان (ويعرف البرلمان في النيجر بالجمعية الوطنية) عن طريق القوائم الحزبية لمدة 5 سنوات ويشترط حصول الحزب الواحد على نسبة أصوات تفوق 5% حتى يتسنى له الفوز بمقعد برلماني. وتضم الجمعية الوطنية الحالية ممثلين من سبعة أحزاب ويرأس الجمعية حاليا السيد ماهامان عثمان الرئيس السابق للبلاد وزعيم الائتلاف الديموقراطي الاشتراكي. كما يعطي الدستور الحق للشعب في اختيار أعضاء المجالس المحلية والتنفيذية على مستوى الدولة، وتم إجراء أول انتخابات محلية ناجحة في 24 يوليو من عام 2004. وقامت الجمعية الوطنية باتخاذ العديد من الخطوات للتحول نحو اللامركزية في الحكم، كان أولها في يونيو من عام 2002 حيث تم تقسيم البلاد إلى 265 بلدية، وتكون كل مجموعة من البلديات وحدات أكبر وفي النهاية تكون كل مجموعة من الوحدات منطقة محلية واحدة وهي الوحدة الرئيسية للبلاد حيث يتم تقسيم النيجر إداريا إلى 8 مناطق (محافظة العاصمة وسبع مناطق إدارية) ويندرج تحتها 36 وحدة إدارية. ويتم تعيين حكام تلك المناطق ورؤساء الوحدات من قبل الحكومة نفسها ويمثل كل منهم رأس السلطة التنفيذية وممثلا شخصيا لرئيس الدولة في مكانه. في 4 ديسمبر من عام 2004، تم إعادة انتخاب الرئيس مامادو تانجا لفترة رئاسية ثانية خلال الانتخابات التشريعية للبلاد وذلك بعد تفوقه على منافسه السيد مامادو إيسوفو، حيث حصل تانجا على نسبة 65.5% من نسبة الأصوات في حين حصل منافسه على 35.5%. ومن المقرر إقامة الانتخابات الرئاسية الجديدة في ديسمبر من عام 2009. وفور انتخابه قام الرئيس تانجا بتعيين السيد هاما أمادو رئيسا للوزراء الذي ظل في منصبه حتى يونيو من عام 2007 عندما تمت تنحيته عن منصبه وتجريده من سلطاته خلال اقتراع الجمعية الوطنية لسحب الثقة عن حكومته، وتم تعيين السيد سيني عمرو بدلا منه في منصب رئيس الوزراء. وقد قام الرئيس مامادو تانجا بحل الجمعية الوطنية في السادس والعشرين من مايو لعام 2009 وذلك بعد رفض المحكمة الدستورية العليا للبلاد إجراء استفتاء حول بقائه في السلطة لفترة رئاسية ثالثة وهو ما يمنعه الدستور حيث يعطي الدستور الحق للرئيس في فترتين رئاسيتين فقط. ووفقا للدستور تمت إعادة انتخاب برلمان جديد للبلاد خلال ثلاثة أشهر من حله. وتضم 113 مقعدا يتم انتخاب أعضائها عن طريق القوائم الحزبية، وتضم ممثلين من سبعة أحزاب سياسية من أصل تسعة أحزاب يشكلون الحياة السياسية بالنيجر. والأحزاب الممثلة في الجمعية الوطنية هي: الحركة الوطنية لتنمية المجتمع (47 مقعد)، حزب النيجر الديموقراطي الاشتراكي (25 مقعد)، الائتلاف الديموقراطي الاشتراكي (22 مقعد)، الحشد الديموقراطي الاشتراكي (7 مقاعد)، الحشد الديموقراطي التنموي (6 مقاعد)، حزب التحالف للديموقراطية وتنمية المجتمع (5 مقاعد) وأخيرا الحزب الديموقراطي الاشتراكي (مقعد واحد). تقسم النيجر إداريا إلى 7 مناطق إدارية ومحافظة مستقلة تمثل العاصمة. وتقسم هذه المناطق إلى 36 إدارة (Department). وهذه الإدارات تم تقسيمها إلى 265 بلدية (Commune) أصغر مختلفة الأنواع حيث يتم تقسيم هذه البلديات إلى: شعبيات حضرية (وهي تلك التي تضم تجمعات بشرية كبيرة) وشعبيات ريفية (وهي قليلة السكان وغالبا ما تقع في المناطق الحدودية أو الصحراوية) وأخيرا المواقع التنفيذية وتمثل مساحات أكبر من صحار غير مأهولة بالإضافة إلى المناطق العسكرية. ويتم تقسيم البلديات النائية إلى قرى ومستعمرات في حين تقسم البلديات المأهولة إلى أحياء. وقد تمت إعادة تسمية البلديات عام 2002 وذلك في إطار مشروع اللامركزية الذي بدأته الحكومة في عام 1998 حيث كانت النيجر تقسم آنذاك إلى 7 مناطق إدارية 36 شعبية. والمناطق الإدارية الكبرى للنيجر هي: منطقة أغاديس ومنطقة ديفا ومنطقة دوسو ومنطقة مرادي ومنطقة طاوة ومنطقة تيلابيري ومنطقة زيندر وأخيرا نيامي العاصمة وهي منطقة إدارية مستقلة تقع داخل منطقة تيلابيري الإدارية. تتشكل الحياة السياسية في النيجر من تسعة أحزاب جميعهم ممثلون في الجمعية الوطنية عدا حزبي الاستقلال والتنمية. والأحزاب السياسية بالنيجر هي: الائتلاف الديموقراطي الاشتراكي (ويرئسه رئيس البرلمان والرئيس الأسبق للبلاد ماهامان عثمان) والحركة الوطنية لتنمية المجتمع (ويرئسه رئيس الوزراء الأسبق حسين عمر، والذي انتخب رئيسا لمجلس الشعب في الحكومة السادسة) والحزب الديموقراطي الاشتراكي وحزب التحالف للديموقراطية وتنمية المجتمع (ويرئسه مأموني جيرماكوي) وحزب الاستقلال (ويرئسه سنوسي جاكو) وحزب النيجر الديموقراطي الاشتراكي (ويرئسه مرشح الرئاسة الأسبق مامادو إيسوفو) وحزب التنمية والحشد الديموقراطي التنموي (ويرئسه حميد القابض) وأخيرا الحشد الديموقراطي الاشتراكي (ويرأسه شيفو أمادو). تتمثل المعارضة في حركة النيجر من أجل عدالة وهي حركة أنشأها وتزعمها أفراد من قبائل الطوارق المنتشرون في شمال النيجر وقد قامت الحركة بإشعال ثورة الطوارق الثانية عام 2007 والتي أدت إلى اشتباكات عسكرية بين ميليشيات الحركة والقوات الحكومية بالنيجر وتحويل شمال البلاد إلى منطقة نزاع عسكري محظورة وتمنع الصحفيين من تغطية أحداث الاشتباكات الدائرة هناك. وتتمثل مطالب الحركة في توجيه الحكومة لاستثمارات أكبر لشمال البلاد لدفع عجلة التنمية بها كونها من أكثر المناطق الغنية باليورانيوم على مستوى العالم كما تطالب الحركة بالحد من الحركات الكشفية والتنقيبية عن اليورانيوم لتوفير مساحات كافية لممارسة حرفة الرعي وهي الحرفة الرئيسية لأهل المناطق الشمالية القاحلة والتي تغطيها الصحراء الكبرى بالكامل. وتتخذ الحركة من منطقة أيار ماسيف الجبلية مقرا لها ويتزعم الحركة أغالي ألامبو ويقود الجناح العسكري المأمون كالاكووا ويعد النقيب الشريف محمد المختار هو النائب الأول لزعيم الحركة بينما يحتل قائد العمليات كيندو زادا منصب النائب الثاني لزعيم الحركة في حين يشغل عيسى فيلتو منصب المنسق السياسي والمتحدث الرسمي باسم الحركة في أوروبا. وتنال الحركة دعما من الحركات الانفصالية الأخرى التي تقودها قبائل الطوارق المنتشرة في الدول المحيطة ومن أهمها تحالف 23 مايو 2006 الديموقراطي من أجل التغيير وهي حركة انفصالية تتزعمها قبائل الطوارق الموجودة في مالي. تنتهج النيجر سياسة خارجية معتدلة وعلاقات صداقة وطيدة بالدول الغربية ودول العالم الإسلامي ودول حركة عدم الانحياز. والنيجر عضو بالأمم المتحدة وهيئاتها المتخصصة، كما كانت عضوا في مجلس الأمن خلال عامي 1980 1981. كما تحافظ النيجر على علاقات خاصة مع فرنسا ودول الجوار الأخرى بغرب إفريقيا. والنيجر عضو مؤسس لالاتحاد الإفريقي وكذلك المجلس النقدي لدول غرب إفريقيا. كما تعد النيجر عضوا في منظمة دول حوض نهر النيجر ومنظمة دول حوض بحيرة تشاد والمجلس الاقتصادي لدول غرب إفريقيا ومنظمة دول حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة العمل الإفريقي. كما تتحد المناطق الموجودة في أقصى غرب الدولة مع المناطق المتاخمة من دول مالي وبوركينا فاسو داخل منظمة ليبتاكو - جورما الاقتصادية والتي تسعى لتنمية هذه المناطق من الدول الأعضاء. في عام 2005 تم حل المشكلة الحدودية بين النيجر وبنين بخصوص جزيرة ليتي الواقعة في نهر النيجر والتي تسببت في النزاع المسلح بين البلدين عام 1963 حيث قضت محكمة العدل الدولية بأحقية النيجر في الجزيرة موضع النزاع. كما تنظر المحكمة إدعاء ليبيا بأحقيتها في مساحة 25,000 كم مربع من مساحة منطقة تومو الحدودية. كما تظل قضية النقطة الحدودية الثلاثية بين النيجر وبنين ونيجيريا معلقة دون حل فاصل لإنهاء المشكلة المتوارثة منذ العهد الاستعماري. يبلغ قوام الجيش العامل في النيجر قرابة 12,000 فرد موزعون على أفرع الجيش المختلفة؛ حيث يخدم قرابة 3,700 فرد في سلاح المدرعات 300 بالقوات الجوية 6,000 في المشاة. وتمتلك القوات الجوية بالنيجر أربعة طائرات للإبرار الجوي. وتتكون القوات المسلحة من القيادة العامة وقيادة الأفرع والعمليات والتي تضم وحدتين مظلات وأربع وحدات خفيفة وتسع وحدات من الشاة الميكانيكية يتمركزون في مدن تاهوا وأجاديز وديركو وزيندر ونجويجمي ونجورتي وماديويلا. وقد قامت النيجر بإرسال فرقة مظلات إلى ساحل العاج كجزء من قوات مجلس التعاون الاقتصادي لدول غرب إفريقيا لحفظ السلام هناك. كما أرسلت النيجر 400 جندي للمشاركة في قوات التحالف التي قادتها الولايات المتحدة خلال حرب الخليج الثانية عام 1991. وتعتمد النيجر ميزانية متوسطة للإنفاق العسكري حيث تمثل حوالي 1.3% من إجمالي الناتج المحلي مما يجعلها تحتل المرتية الثانية والعشرون بعد المائة بين دول العالم من حيث الإنفاق العسكري. وتقدم فرنسا الدعم الأكبر للقوات المسلحة بالنيجر كما تقدم بعض الدول الأخرى مثل المغرب والجزائر والصين وليبيا بعض الدعم العسكري. كما يوجد في النيجر قرابة الخمسة عشر خبير عسكري فرنسي وتسليح القوات المسلحة النيجرية بالكامل إما مشترى أو ممنوح من الحكومة الفرنسية. وتركزت مساعدات الولايات المتحدة العسكرية في الماضي على تدريب الطياريين والملاحيين الجويين وكذلك تقديم البرامج التدريبية التخصصية لقادة الأفرع والوحدات وبرامج تدريبية أولية لصغار الضباط. كما تم إقامة برنامج تدريبي عسكري دولي مشترك عام 1983. كما تم فتح مكتب لتمثيل الملحقية العسكرية للولايات المتحدة في يونيو عام 1985 وتم منحه صلاحيات حفظ السلام من قبل القيادة العسكرية بالولايات المتحدة عام 1987. وقد أغلق مكتب الملحقية العسكرية الأمريكية عام 1996 عقب الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد وتم افتتاحه ثانية في يوليو من عام 2000. كما قامت الولايات المتحدة بنقل وتوفير الدعم اللوجستي للقوات النيجرية العاملة في ساحل العاج عام 2003 بالإضافة إلى توفير التدريب العملي على المركبات ومعدات الاتصال لأفراد القوات المسلحة النيجرية المشاركين في قوام القوات المسلحة لمبادرة الساحل وهي عبارة عن قوات عسكرية تقودها الولايات المتحدة كجزء من حربها على الإرهاب وتتلخص مهمة هذه القوات في الكشف والتصدي للحركات التمردية والانفصالية الموجودة بدول الساحل الإفريقي: موريتانيا وتشاد والنيجر ومالي كذلك منع تهريب البضائع والأفراد عبر حدود هذه الدول. تم اعتماد العلم الحالي للنيجر في 23 نوفمبر عام 1959 بعد سنة من حصولها على الحكم الذاتي من فرنسا والتي كان علمها هو العلم الرسمي للبلاد منذ بداية الاحتلال الفرنسي للبلاد وإقامة المستعمرة العسكرية في زيندر في 23 يوليو عام 1900. وعلم النيجر عبارة عن ثلاثة خطوط أفقية متساوية باللون البرتقالي والأبيض والأخضر وبداخل الجزء الأبيض قرص برتقالي اللون مما يجعله مماثلا لعلم الهند والذي يختلف عنه بوجود عجلة مسننة زرقاء اللون بدلا من القرص البرتقالي. ويمثل اللون البرتقالي الصحراء الكبرى والتي تغطي شمال البلاد في حين يمثل الجزء الأخضر المساحات المزروعة في جنوب البلاد حول حوض نهر النيجر كما يدل اللون الأخضر على الإخاء والأمل في المستقبل المشرق وكذلك على الإسلام. كما يمثل اللون الأبيض غابات السافانا الموجودة بالبلاد كما يدل اللون الأبيض على النقاء والأمل وتتمثل الشمس في القرص البرتقالي الموجود في منتصف اللون الأبيض. وتوجد نفس الدلالات بعلم ساحل العاج ويرجع تصميم العلم إلى العلم الفرنسي والمعروف عالميا باسم «ثلاثي الألوان» بغض النظر عن كون علم النيجر قد اعتمد على الخطوط الأفقية بلاد من الخطوط الرأسية بالنموزج الفرنسي. يعد النقل حجر الزاوية للازدهار الاقتصادي في تلك البلاد الشاسعة الحبيسة حيث تتباعد المدن عن بعضها البعض وتفصلها مساحات كبيرة غير مأهولة من الصحراء وسلاسل الجبال بالإضافة إلى الموانع الطبيعية الأخرة التي تعيق سهولة التنقل بين أرجاء الدولة. وقد شهد قطاع المواصلات في النيجر تطورا طفيفا خلال الفترة الاستعمارية ما بين عامي 1899 1960 معتمدا على النقل عن طريق الدواب أو الإنسان وجزء ضئيل من النقل النهري في أقصى جنوب شرق وجنوب غرب البلاد. ولا تمتلك النيجر خطوطا للسكك الحديدية حتى الآن حيث لم يتم إنشأها خلال الفترة الاستعمارية كما بقت الطرق خارج العاصمة نيامي غير معبدة. ونهر النيجر لا يصلح للنقل النهري الثقيل حيث يفتقر للعمق المناسب الذي يسمح لغاطس سفن الشحن الكبيرة للملاحة فيه عدا الفترة بين شهري سبتمبر ومارس من كل عام، كما تعوق الانحدارات النهرية الملاحة في نهر النيجر. وتظل قوافل الجمال متمتعة بأهميتها التي استمدتها عبر التاريخ حيث تعد الوسيلة الأولى حتى الآن في النقل والتنقل خلال الصحراء الكبرى ومناطق الساحل الإفريقي لدول الجوار والمناطق الواقعة شمال البلاد. يعد النقل البري عن طريق سيارات الأجرة والحافلات والشاحنات وسيلة النقل الأولى في النيجر. وبحلول عام 1996 امتلكت النيجر شبكة طرق بطول 10,100 كم 798 كم فقط من هذه الشبكة كانت طرقا معبدة وأغلب هذه الطول الإجمالي للطرق كان واقعا داخل المدن الكبرى فقط ومقسما على اثنين من الطرق السريعة. وبحلول عام 2006 تنامت شبكة الطرق بالنيجر ليصل إجمالي الطرق إلى مسافة 18,550 كم مما جعلها تحتل المرتبة السادسة عشر بعد المائة بين دول العالم من حيث طول شبكة الطرق؛ منها مسافة 3,803 كم من الطرقات المعبدة. وقد تم إنشاء أول الطرق السريعة الكبرى بالنيجر بين عامي 1970 1980 لنقل اليورانيوم من مدينة أرليت الشمالية إلى حدود بنين حيث يتم تصدير أغلب الصادرات عن طريق موانئ بمدن كوتونو في بنين ولومي في توجو وأخيرا بورت هاركورت في نيجيريا. ويمر طريق نقل اليورانيوم بالعديد من المدن الأخرى حيث يبدأ من مدينة أرليت التعدينية بشمال البلاد مرورا بمدن أجاديز وتاهوا وبرنين - كوني ونيامي حتى ينتهي عند الحدود النيجرية - البنينية ويعد جزءا من الطريق الدولي المار بدول الصحراء الكبرى. في حين يربط الطريق الوطني الأول RN1 والمعروف باسم Route Nationale المدن الواقعة بالجزء الجنوبي من البلاد بأقصى الشرق بتلك الواقعة بأقصى الغرب حيث يبدأ الطريق من نيامي مرورا بمارادي ثم زيندر وحتى ديفا بأقصى شرق البلاد. تمتلك النيجر 28 مطارا جويا مما يجعلها تحتل المرتبة التاسعة عشرة بعد المئة عالميآ من حيث عدد المطارات الموجودة بالدولة؛ عشرة فقط من هذه المطارات تمتلك مهبطا ممهدا في حين تبقى الثمانية عشر مطارا الأخرى بدون ممرات هبوط ممهدة. ويعد مطار هاماني ديوري الدولي بنيامي المطار الرسمي للبلاد بالإضافة إلى مطاري مانو داياك الدولي بمدينة أجاديز ومطار زيندر والذي يقع على مشارف مدينة زيندر. يقوم الاقتصاد في النيجر على المحاصيل الموسمية والثروة الحيوانية بالإضافة لامتلاك النيجر واحد من أكبر احتياطيات العالم من اليورانيوم ومع ذلك، أدت مشكلات بيئية مثل الجفاف والتصحر بالإضافة إلى الزيادة السكانية المطردة والتي بلغت 2.9% علاوة على قلة الطلب العالمي لليورانيوم على تراجع عجلة التنمية الاقتصادية بالبلاد. وتشارك النيجر 11 دولة إفريقية أخرى من دول وسط وغرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية نفس العملة وهي فرنك والمعروف باسم فرنك مجلس النقد الإفريقي. كما تشارك النيجر سبعة دول من أعضاء المجلس النقدي لدول غرب إفريقيا والمعروف حاليا بالتجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا في بنك مركزي واحد وهو البنك المركزي لدول غرب إفريقيا ومقره داكار بالسنغال. في ديسمبر من عام 2000 تأهلت النيجر لبرنامج خفض الديون للدول المدينة الأشد فقرا في العالم والتابع لصندوق النقد الدولي كما تم إبرام اتفاقية لخفض معدلات الفقر وزيادة معدلات النمو. وأدت مبادرة خفض الديون لتوفير الأموال اللازمة للإنفاق على الخدمات الصحية الأساسية والتعليم الأساسي ومكافحة الإيدز والحد من انتشار مرض نقص المناعة المكتسبة ومشروعات البنية التحتية بالمناطق النائية وبعض البرامج الأخرى للحد من انتشار الفقر بالبلاد. وفي ديسمبر من عام 2005 أعلن صندوق النقد الدولي عن رفع الديون عن النيجر بنسبة 100% مما يعني تنازل الصندوق عن 86 مليون دولار أمريكي من مستحقاته لدى حكومة النيجر وهو نفس العام الذي واجه فيه قرابة 2.5 مليون فرد من شعب النيجر مجاعة قاسية نتيجة الجفاف وهجوم أسراب الجراد على المحاصيل الزراعية. وتعتمد النيجر في توفير 50% من ميزانيتها على معونات الدول المانحة. ومن المتوقع أن تحقق النيجر نموا اقتصاديا من خلال زيادة أعمال التنقيب عن البترول والذهب والفحم بخلاف المعادن الأخرى. كما ساعدت عودة أسعار اليورانيوم في السنوات الخمسة الأخيرة إلى معدلاتها السابقة على دفع عجلة التنمية الاقتصادية قليلا بالدولة. احتلت النيجر المركز 131 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. إلا إنها تراجعت إلى المركز 132 في مؤشر عام 2024. يعتمد الاقتصاد الزراعي للنيجر بشكل كبير على السوق الداخلية والزراعة الموسمية وتصدير المواد الخام مثل المواد الغذائية والماشية لدول الجوار. ويعمل بالقطاع الزراعي وما يتبعه من تربية للمواشي والدواجن قرابة 82% من إجمالي عدد السكان. ويمثل الإنتاج الحيواني وتربية الماشية حوالي 14% من إجمالي الناتج القومي وتقوم تربية الماشية على تربية الجمال والماعز والخراف والأبقار ويعمل بهذا القطاع حوالي 29% من السكان ويشتغل 53% من إجمالي السكان بالزراعة وإنتاج المحاصيل. وتمثل مساحة الأراضي الصالحة للزراعة نسبة 15% من إجمالي مساحة أراضي النيجر. وتتم زراعة محاصيل الدخن والذرة الرفيعة والكاسافا اعتمادا على الأمطار الموسمية، كما تتم زراعة الأرز للاستهلاك المحلي في الغرب حول وادي نهر النيجر عن طريق الري. كما تتم زراعة اللوبياء والبصل بغرض التصدير. كما تنتج النيجر كميات محدودة من الثوم والفلفل والبطاطس والقمح. كما تنتج الواحات المتفرقة في شمال البلاد البلح والبصل وبعض الخضروات للتصدير. لذا يتركز معظم الفلاحين والمشتغلين بأمور الزراعة في الجزء الجنوبي الأوسط والجنوبي الغربي من البلاد حيث تصل معدلات هبوط الأمطار ما بين 300 600 ملم سنويا. بالإضافة إلى جزء صغير في أقصى الجنوب الدولة عند مدينة جايا حيث يتراوح منسوب هطول الأمطار ما بين 600 900 ملم سنويا. في حين تعتمد الأراضي المزروعة في شمال الدولة جنوب سلسة جبال أيار ماسيف وواحة قوار على الارتفاع الطفيف لمنسوب الأمطار نتيجة تأثير الجبال على العوامل المناخية، في حين تعتمد أغلب المناطق الشمالية الشرقية والشمالية الغربية على كمية محدودة من الأمطار الموسمية والتي تكفي بالكاد أعمال الرعي وتربية الماشية. ويتركز في هذه المناطق المقفرة قبائل من الطوارق والتوبو والفولاني الذين يرتحلون إلى الجنوب خلال موسم الجفاف لبيع وتربية ماشيتهم. ويختلف منسوب مياه الأمطار من عام لأخر؛ ومع ندرة سقوط الأمطار تواجه النيجر صعوبة في توفير الكميات اللازمة من الغذاء لأفراد شعبها لذا تعتمد على عوائد بيع المحاصيل الزراعية والمعونات الغذائية لسد حاجتها. ومثلها مثل باقي دول منطقة الساحل الإفريقي تختلف نسبة الأمطار سنويا خاصة في القرن العشرين حيث تم تسجيل أشد موجات الجفاف في الستينيات من القرن الماضي والتي استمرت حتى الثمانينيات. ويعد الرعاة هم أكثر المتضررين من مثل هذه الموجات إذ تعرضهم لفقدان قطعان كاملة من الماشية أكثر من مرة خلال تلك الفترة. وقد استمرت مناسيب الأمطار في التغير حيث جائت أمطار عام 2000 غير كافية مما أضر بالزراعة وتربية المواشي في حين جاءت الأمطار عام 2001 وفيرة وهطلت على كافة أرجاء البلاد. يعد اليورانيوم أكبر صادرات النيجر، كما تعد حاصلات بيع الدواجن والثروة الحيوانية ثاني أكبر
https://ar.wikipedia.org/wiki/النيجر
943eb1b428e265827d3be0e8ce4ded28
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.658777", "source": "Wikipedia" }
مالي
مالي
مالي أو رسميا جمهورية مالي وكانت تمبكتو هي عاصمة مالي منذ انشاها وكلمة تمبوكتو كلمة أمازيغية وهي في الأصل تين ايبوكتن وهي ما يجمع فيه المزارعين الدخن بعد حصاده وقامت مملكة بعد اتحاد بين الأمازيغ وبقايا الفنيقين الذين خرجوا منهم الطوارق وهم الذين أصبحوا بدو الصحراء الغربية والذين ينسبون اصلهم لتين هينان والتي كانت ابنة أحد ملوك المغرب العربي والذي كان من البربر ويوجد قبرها في الجزائر في منطقة جبال الأهجار وقد امتدت مملكة مالي حتى حدود مملكة دارفور قديما وفى نهاية القرن التاسع عشر أخضع الفرنسيون هذه المنطقة التي أصبحت مستعمرة فرنسية وفي عام 1904 سميت بالسودان الفرنسية وفي عام 1920 أصبحت جزءا من الاتحاد الفرنسي. استقلت كل من الجمهورية السودانية والسنغال عن فرنسا في 22 سبتمبر 1960 باسم فيدرالية مالي. وعندما انسحبت السنغال بعد ذلك بشهور قليلة، تم تغيير تسمية الجمهورية السودانية إلى مالي. وفي ستينيات القرن العشرين، ركزت مالي على التنمية الاقتصادية، وواصلت تلقي المساعدة من الكتلة السوفيتية ومن الدول الغربية ومن الوكالات الدولية كذلك، وفي أواخر الستينيات بدأت تتراجع عن العلاقات الوثيقة بين الصين لكن قيام الرئيس موديبو كيتا بتصفية معارضيه، زاد النفوذ الصيني ونفوذ المتعاطفين معه في عام 1968 فقام الجيش بانقلاب عسكري بزعامة الملازم موسى تراوري عندما تدهورت الأحوال الاقتصادية، وأزاح كيتا من السلطة تم تعطيل الدستور وفي عام 1974 صدر دستور جديد جعل مالي دولة الحزب الواحد يسيطر عليها حزب الشعب المالي الديمقراطي الاشتراكي القومي بزعامة تراوري. وفي 1979 قامت مظاهرة طلابية تم سحقها وقتل 12 طالبا. وكان قد أنشئ في عام 1975 وبمقتضى معاهدة لاجوس الاقتصادية لدى دول غرب إفريقيا ضمت مالي، موريتانيا، ساحل العاج، السنغال، بنين والنيجر وبوركينا فاسو والرأس الأخضر وكوت ديفوارو جامبيا وغانا وغينيا وغينيا بيساو سيراليون وتوجو ونيجيريا، ومقرهم في أبوجا عاصمة نيجيريا في ديسمبر 1985 تقاتلت مالي مع بوركينا فاسو بسبب نزاع حدود طويل بينهما وانتهت الحرب بعد 5 أيام وأحيل النزاع. وفي أواخر الثمانينات قوت مالي علاقاتها مع العالم الغربي، وفي المجال الاقتصادي انتهجت سياسات السوق الحرة والخصخصة بينما راح النفوذ السوفيتى هناك يضعف. وتم إنهاء الحكم الدكتاتوري عام 1991 بحكومة انتقالية. وفي 1992، تم إجراء أول انتخابات رئاسية ديمقراطية فاز فيها الرئيس ألفا عمر كوناري، ولدى إعادة انتخابه عام 1997، سار في نهج الإصلاح السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد. وفي 2002 خلفه بانتخابات ديمقراطية الرئيس أمادو توماني توري. حدث تمرد عسكري في مالي في 21 مارس 2012، حيث سيطرت مجموعة من العسكريين الماليين على السلطة، بعد استيلائها على القصر الرئاسي في العاصمة باماكو. الانقلاب جاء بعد عدم استجابة الحكومة لمطالب الجيش، الذي يطلب بتسليح رفاقهم الذين يعانون هزائم متكررة في شمال البلاد، في حربهم ضد الطوارق وأنشطة مجموعات إسلامية مسلحة ورجال مدججون بالسلاح قاتلوا لحساب نظام معمر القذافي. مالي قطر كبير في غرب إفريقيا، وتغطي الصحراء الكبرى النصف الشمالي منها في حين تمتد غطاءات الحشائش في بقية البلاد، وتقع بين خطي عرض 10° 25° شمالا، وخطي طول 13° غربا 5° شرقا يحد مالي شمالا الجزائر، شرقا النيجر، جنوبا بوركينا فاسو وساحل العاج وغينيا، أما غربا فتحدها كل من موريتانيا والسنغال. تبلغ مساحة مالي 1,240,192 كم² وهي دولة ضمن ما يعرف بدول الساحل وهذه المنطقة تضم بالإضافة إلى مالي كل من النيجر، بوركينا فاسو وموريتانيا. تنقسم مالي إلى ثلاثة أقاليم طبيعية، الصحاري القاحلة في الشمال، والسهول شبه الصحراوية في الوسط، وأراضي الحشائش المنبسطة في الجنوب. وتوجد مرتفعات جبلية قليلة في مالي، تصل أعلى قمة إلى نحو 1,155 فوق مستوى سطح البحر وهي قمة جبل همبوري تندو في الجنوب. ونهر السنغال ونهر النيجر هما النهران الرئيسيان في مالي حيث يعيش السكان في المدن والقرى الواقعة بالقرب من أوديتهما. ويجري نهر السنغال في الجنوب الغربي من مالي في حين يدخل نهر النيجر في أراضي مالي قرب باماكو، ثم يتجه نحو الشمال الشرقي في دلتا داخلية هي أكثر الأراضي خصوبة في مالي، وبعد ذلك ينحني النهر مكونا التواء كبيرا يعرف بالتواء نهر النيجر، ومن ثم يتجه نحو مصبه في جنوب نيجيريا تاركا خلفه شبكة من المصارف المائية والبحيرات في أراضي مالي. ومالى بلد داخلي يقع في الغرب الأوسط للصحراء الكبرى لكن نهر النيجر العظيم يجرى جنوب البلاد وتكون قنواته وبحيراته المستنقعية دلتا داخلية مناسبة لزراعة القطن والارز، وبدون الرى من نهر النيجر ونهر السنغال تصبح الزراعة مستحيلة وفي وسط مالى قاحلة بها شجيرات جافة واشواك.الأقاليم الشمالية الشرقية والجنوبية الغربية جبلية. منذ عام 2016، تم تقسيم مالي إلى عشر مناطق ومنطقة باماكو، تحمل كل واحدة منها اسم المدينة الرئيسية بها، والمناطق بدورها تنقسم إلى 49 دائرة. وهذه المناطق هي: المناطق ومحافظة العاصمة هم: مالي جمهورية بغرفة برلمان واحدة، السلطة التنفيذية بيد الرئيس وحكومته. والسلطة التشريعية بيد البرلمان الوطني، أما السلطة القضائية فتشرف عليها المحكمة العليا للبلاد. حتى الانقلاب العسكري في 22 مارس 2012، كانت مالي ديمقراطية دستوري يحكمها دستور 12 يناير 1992، والذي تم تعديله في عام 1999. الأحزاب السياسية: التحالف من اجل الديموقراطية في مالي: يسار الوسط حزب اللجنة الوطنية للمبادرة الديموقراطية والتقدم: يسا الوسط حزب التجمع من اجل الديموقراطية-والتقدم شهدت البلاد سنة 1991 إرساء لديموقراطية بعد انقلاب الذي قاده أمادو توماني توري ضد النظام المتسلط لموسى تراوري. ورغم الصعوبات المهمة التي واجهت انتخابات الرئاسية لسنة 1997 وتشريعية في نفس السنة فإن البلاد تتمسك بصورة ديموقراطية مثالية. ضعف المشاركة في الانتخابات وعدم فهم جزء كبير من ساكنة البلاد لأهمية الانتخابات يشكل تأثيرا سلبيا على هذه الصورة. شهدت البلاد انتقال زمام الحكم بين 5 رؤساء منذ الاستقلال. مالي قطر فقير يشتغل أكثر من ثلاثة أرباع سكانه بالزراعة والرعية، وينتج من المحاصيل الغذائية، الدخن والأرز والذرة الرفيعة ومحاصيل غذائية أخرى تشمل المنيهوت (الكاسافا) والذرة الشامية واليام. أما أهم المحاصيل النقدية فهي القطن وقصب السكر. ويرعى البدو الرحل قطعانا كبيرة من الأبقار والأغنام والماعز. كما يعتبر صيد الأسماك من الأنشطة الاقتصادية المهمة، ومعظم الإنتاج يكون من أسماك الشبوط والسلور والأسماك النهرية. وتأتي معظم الثروة السمكية من نهر باني ونهر النيجر وبحيرة دبو. يستوعب قطاع الخدمات، كالعمل في المرافق الحكومية والسياحة والأعمال التجارية، 15% من القوى العاملة في مالي، ويعمل معظم هؤلاء في باماكو والمدن الأخرى. تعتبر صناعة النسيج والمواد الغذائية والمنتجات الجلدية من أهم النشاطات الصناعية بالبلاد. فتمتلك الحكومة كل المصانع الكبيرة، ولكنها تعمل على تشجيع زيادة الاستثمارات الفردية. وقد تم تشييد معظم المصانع الكبرى بفضل المساعدات الخارجية مثل مصانع الاسمنت والسكر والتعليب والنسيج. ويوجد في مالي إرسابات معدن البوكسيت والنحاس والذهب وخام الحديد والمنجنيز والفوسفات والملح واليورانيوم. ويعد استخراج الملح أكبر إنتاج معدني في البلد بجانب استخراج قليل من الذهب. يشكل القطن المحصول الرئيسي للتصدير، ويقدر بحوالي نصف الصادر من مالي. وتعمل مالي أيضا على تصدير الأسماك والجلود والماشية واللحوم والفول السوداني. وتتمثل أهم الواردات في المواد الكيميائية والمواد الغذائية والآلات والنفط والمنسوجات. ويتم التبادل التجاري أساسا مع دول غرب إفريقيا وفرنسا وبعض دول غرب أوروبا. يبلغ طول الطرق في مالي 18,000 كم منها 10% فقط معبدة، إضافة إلى نهر النيجر الذي يصلح مجراه للملاحة داخل أراضي مالي. وهناك خط سكة حديدية يربط باماكو مع داكار في السنغال. كما تملك مالي خطوط طيران قومية تعمل داخل القطر وخارجه للأقطار الإفريقية وأوروبا. وفي مجال الاتصالات، هناك صحيفتان يوميتان للدولة بجانب محطة واحدة للبث الإذاعي. وتواجه مالي العديد من المشكلات الاقتصادية، إذ يعتمد القطر على الزراعة في حين أن خمس أراضيه فقط تعتبر أرضا خصبة وصالحة للإنتاج الزراعي. لذلك تعمل الدولة للتقليل من قيمة الزراعة من خلال خفض أسعار السلع الزراعية. كما يواجه الإنتاج الزراعي بمخاطر تذبذب الأمطار التي قد تصل إلى ما دون المتوسط، هذا بجانب أن المرعى الطبيعي قد ينحسر كثيرا في بعض الأحيان. ولقد تعرضت الحياة النباتية في إقليم السهل في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين إلى سنوات جفاف أدت إلى تدمير مساحات واسعة من الغطاء النباتي وإلى موت ملايين الأبقار والأغنام والمعز. كما أدى تدني أسعار القطن وزيادة أسعار البترول في السوق العالمية إلى شدة تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد. احتلت مالي المركز 129 في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2023. في حين تراجعت إلى المركز 131 في مؤشر 2024. بلغ عدد سكان مالي في عام 2022 نحو 22,395,485 نسمة تنقسم مالي إلى ثلاثة أجزاء كل جزاء تحكمه أحد القبائل الثلاث، يبلغ عدد سكان مالي من العرب ما لا يقل عن ثلاثمائة ألف نسمة بحكم قربها من الجزائر وموريتانيا ويبلغ عدد السكان من قبائل الطوارق الأمازيغ حوالي ربع السكان ينتشرون بالقرب من الصحراء الكبرى ومناطقهم هي تمبكتو وكيدال وغاو ويبلغ عدد سكان مالي من البمبرا ثلث عدد السكان ينتشرون في باماكو وسيكاسو وسايغو وبقية المناطق الأخرى. معظم السكان في مالي من الأفارقة الأصليين ويكون الفولاني وأقاربهم التكرور أكبر مجموعة سكانية في مالي. وينحدر أصل الفولاني من الأفارقة والبيض. أما المجموعة الثانية من حيث الحجم فهم الماندينجو. وينقسمون إلى ثلاث مجموعات ثانوية هي: البمبارا والمالنكيون والسوننكي. كذلك تضم المجموعات السكانية الكبرى في مالي الدوجن والصنغي والفلتايك. وتشكل العناصر البيضاء 5% من مجموع السكان وهم من العرب والأوروبيين والفرنسيين، خاصة المغاربة، والطوارق. يعيش 73% من سكان مالي في مناطق ريفية، في حين يسكن المدن 27% من السكان فقط. ومعظم السكان الأصليين يقطنون في قرى صغيرة في الجزء الجنوبي من البلاد، ويعتمدون في معاشهم على الزراعة كما يعملون في المزارع الريفية بالأجر. ويكفي الفرد منهم زراعة ما يحتاجه لغذاء أسرته. وبالنسبة لمحاصيلهم الغذائية فهي المنيهوت والذرة الشامية والدخن والأرز والذرة الرفيعة واليام. ولكن معظم المزارعين في مالي لا يستطيعون شراء الآلات الزراعية الحديثة، لذلك يعتمدون في زراعتهم على الأدوات والأساليب اليدوية. وهم يسكنون في منازل صغيرة تبنى من الطين وأغصان الأشجار. ويعمل معظم الفولانيين بالزراعة ويسكنون في أكواخ كالقباب سقوفها من القش والحصير. ولكن هناك مجموعات منهم يعملون بالرعي في مناطق السهول شبه الصحراوية وفي أقاليم الحشائش الجنوبية. ويسكن الرعاة في خيام تصنع من وبر الإبل. ويتكون غذاؤهم الرئيسي من البلح والدخن. وهم يرحلون في مجموعات يتقدمهم المرابطون، وهؤلاء الرعاة يعشقون الحرية ويدينون بولائهم للمرابطين أكثر من الدولة. أما الأوروبيون فمعظمهم فرنسيون من سلالة المستعمرين الأوائل، ويتركز وجودهم في باماكو والمدن، وهم يسكنون في منازل من الطراز الحديث. وتعد باماكو أكبر مدن مالي إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 658,275 نسمة. ويزاول كثير من الفرنسيين الأعمال التجارية كما يعمل بعضهم في دواوين الحكومة وفي البنوك والمحلات التجارية والمكاتب. تؤدي المرأة دورا مهما في الإنتاج الزراعي في مالي؛ حيث تساعد في بذر الحبوب وفي الحصاد بجانب رعي الماشية. وقد أعدت الحكومة برامج حديثة لتدريب النساء العاملات، ولكن قليلا منهن اللائي يستفدن من هذه البرامج نظرا للأعباء الكثيرة ومسؤولية الأسرة التي تشغل معظم أوقات المرأة. في يناير 2022، وبسبب تدهور العلاقات بين مالي والحكومة الفرنسية، أعلنت حكومة مالي جعل البامبارا اللغة الرسمية، وفي يوليو 2023، تم إسقاط اللغة الفرنسية كلغة رسمية، وأصبحت بدلا من ذلك لغة عمل. وفي الوقت نفسه، أصبحت اللغات الوطنية ال 13، البمبارية، بوبو، بوسو، دوجون، الفلانية، الحسانية، كاسونكي، المانينكية، مينيانكا، السنارا، سونغاي كويرابورو سيني، السوننكية، التماشقية هي اللغات الرسمية حيث كانت الفرنسية هي اللغة الرسمية في مالي لعقود. وتوجد أكثر من 40 لغة أفريقية تستخدم على نطاق واسع أيضا من قبل الجماعات العرقية المختلفة. يستطيع حوالي 80٪ من سكان مالي التواصل بلغة البامبارا، وهي لغة التواصل المشترك ولغة السوق. ولغة السونينكي الأكثر سكانا واستخداما بعد البمبارا من جهة السكانية، كما يستخدم السكان لغة التكرور واللغة الفولانية، بجانب لغات محلية أخرى. ويتحدث العرب اللغة العربية (الحسانية)، ولكن الطوارق يتحدثون لغة تماشك البربرية (الأمازيغية). مالي دولة علمانية، وصل الإسلام إلى غرب أفريقيا في القرن الحادي عشر، ولا يزال الدين السائد في معظم أنحاء المنطقة. ما يقدر بنحو 90% من الماليين مسلمين (المذهب السني المالكي وتنتشر الطرق الصوفية خاصة التيجانية والقادرية). وتحتل المسيحية المرتبة الثانية بنسبة 5% (ثلثي المسيحيين من الرومان الكاثوليك والثلث الآخر من البروستانت). وتصل نسبة الديانات المحلية 5 %. خلال القرن التاسع الميلادي جلب التجار المسلمين البربر والطوارق الإسلام جنوبا في غرب أفريقيا. كما انتشر الإسلام في المنطقة من قبل أتباع الطرق الصوفية. ربط الإسلام أهالي سكان منطقة السافانا في غرب أفريقيا من خلال الاعتقاد بإله واحد. مدن تمبكتو وجاو وكانو سرعان ما أصبحت مراكز دولية للتعليم الإسلامي. كان من أهم ملوك مالي مانسا موسى (1312-1337) الذي شهدت مالي في عهده توسع كبير ومد النفوذ إلى دول النيجر، ومدن تمبكتو، غاو، وجينيه. وكان مانسا موسى مسلم متدين وأفيد أنه كان يقوم ببناء المساجد الكبرى في جميع أنحاء مناطق نفوذ مالي. قيامه بأداء فريضة الحج في مكة المكرمة جعلت منه شخصية معروفة حتى في التاريخ الأوروبي. في عهد موسى مانسا أصبحت تمبكتو واحدة من المراكز الثقافية الكبرى في أفريقيا والعالم. تواجه مالي باعتبارها دولة نامية، العديد من المشكلات الاجتماعية، إذ أن معظم السكان فيها أميون، ونحو 69% من الراشدين لا يعرفون القراءة والكتابة، في حين أن 27% فقط من الأطفال يلتحقون بالمدارس. وهناك العديد من المدارس الثانوية العربية في مالي، أشهرها مدارس دار القرآن والحديث في مدينة طوبى التي أسست منذ عام 1959 على يد الشيخ / محمد عبد القادر الطوبي والمشهور : الحاج مودي دوكوري، حيث المدرسة العربية هناك في طوبى من الابتدائية وحتى الكلية، حيث تم فتح كلية للدراسات الإسلامية هناك، وما زالت بحاجة إلى الدعم والمساندات، وتوجد في المدرسة قسم لتحفيظ القرآن والكريم يدرس فيها زهاء ال 500 طالب وعدد الطلاب في مدرسة دار القرآن والحديث - طوبى 3000 طالب وطالبة، وعدد فروعها في مالي 65 فرعا، وعدد المدرسين بالدار والفروع 375 مدرسا ومدرسة ولكن كثيرا من الطلاب يفضلون الحصول على درجات التعليم العالي من أقطار خارجية مثل فرنسا والسنغال. المؤسسات التي تهتم بالتعليم مؤسسات مخصصة فهناك وزارة التربية والتعليم وهذه الوزارة هي من تهتم بشؤون التعليم في الأساس ووزارة التعليم العالي هي الأخرى المختصة بالتعليم العالي والبحث العلمي، ويوجد في مالي جامعات كثيرة منها ماهي للحكومة ومنها الخاصة. كما أن هناك جامعات خاصة تخص الدارسي العربية كجامعة ساحل مثالا ويمنح فيها درجة الليسانس، إلا أن هناك بعثات إلى فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وروسيا والمملكة العربية السعودية ومصر والمغرب والسودان وغيرها. ومن مشكلات مالي أيضا تدني المستوى الصحي في البلاد حيث يقل متوسط العمر المتوقع فيها عن 50 سنة. ويموت فيها نحو نصف الأطفال حديثي الولادة، كما تنتشر فيها الملاريا التي تتسبب في أكبر نسبة للوفيات بين الأطفال. ويوجد بضع مئات من الأطباء لخدمة السكان في مالي. تفتقر مالي لحقوق الإنسان وهذا مما جعلها في آخر القائمة الصادرة من قبل الأمم المتحدة في عام 2010 وذلك لعدم إعطاء حرية المعتقد وحرية الكلمة وذلك كون الدولة هي المسيطر الوحيد على الإعلام ومنه تكتيم الأفواه. الرياضة الأكثر شعبية في مالي هي كرة القدم وزادت شعبيتها أكثر بعد استضافة كأس الأمم الأفريقية 2002 وأكثر فرق كرة القدم شعبية هي دجوليبا وريال باماكو وستاد مالي وكلها ترتكز في العاصمة. ومن أشهر لاعبي كرة القدم في مالي ساليف كيتا وفريدريك كانوتيه الفائز بجائزة أفضل لاعب كرة قدم في أفريقيا لعام 2007. وهناك أيضا مامادو ديارا كابتن المنتخب الوطني لمالي وسيدو كيتا. تأسس اتحاد مالي لكرة القدم في عام 1960 وبعدها بعامين انضم الي الاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1962 ثم انضم الي الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في عام 1963. وسوم موجودة لمجموعة اسمها "arabic-abajed"، ولكن لم يتم العثور على وسم أو هناك وسم ناقص
https://ar.wikipedia.org/wiki/مالي
47b0eb4b65a60ff2a4d426b76c2048b6
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.663615", "source": "Wikipedia" }
مورتانيا
موريتانيا
موريتانيا (رسميا: الجمهورية الإسلامية الموريتانية)، هي دولة ذات سيادة تقع في شمال غرب أفريقيا. يحدها المحيط الأطلسي من الغرب الصحراء الغربية (جزئيا تحت السيطرة المغربية) ومن الشمال والشمال الغربي، والجزائر من الشمال الشرقي، ومالي من الشرق والجنوب الشرقي، والسنغال من الجنوب الغربي. تحتل موريتانيا من حيث المساحة المرتبة الحادية عشرة في أفريقيا والثامنة والعشرين في العالم، وتقع 90٪ من أراضيها في الصحراء. يعيش معظم سكانها البالغ عددهم حوالي 4.3 مليون نسمة في المناطق المعتدلة جنوب البلاد، ويتركز ثلثهم تقريبا في العاصمة وأكبر مدنها نواكشوط الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي. اشتق اسم (موريتانيا) من مملكة موريطنية الأمازيغية القديمة الواقعة في شمال إفريقيا داخل بلاد المغرب القديم. سكن الأمازيغ ما يعرف اليوم بموريتانيا بداية من القرن الثالث الميلادي، ووصل العرب في عهد الخلافة الأموية إلى المنطقة في أواخر القرن السابع، ونشروا الإسلام والثقافة واللغة العربية. استعمرت موريتانيا من قبل فرنسا في أوائل القرن العشرين كجزء من غرب أفريقيا الفرنسي، وحصلت على استقلالها في عام 1960، لكنها شهدت منذ ذلك الحين انقلابات متكررة وفترات من الحكم العسكري. وقع الانقلاب الأخير الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز في عام 2008، حيث فاز في الانتخابات الرئاسية اللاحقة في عامي 2009 و2014. وخلفه محمد ولد الغزواني في أعقاب انتخابات 2019، والتي اعتبرت أول انتقال سلمي للسلطة في موريتانيا منذ الاستقلال. ترتبط موريتانيا ثقافيا وسياسيا بالعالم العربي، وهي عضو في جامعة الدول العربية واللغة العربية هي اللغة الرسمية. الإسلام هو دين الدولة، وجميع السكان تقريبا هم من المسلمين السنة، وعلى الرغم من هويته العربية السائدة، فإن المجتمع الموريتاني متعدد الأعراق. ويشكل البيضان أو ما يسمى "المستنقعات البيضاء"، 30% من السكان، في حين يشكل الحراطين أو ما يسمى "المستنقعات السوداء"، 40%. تعكس كلتا المجموعتين اندماج العرق واللغة والثقافة العربية والأمازيغية. أما ال 30٪ المتبقية من السكان فتتألف من مجموعات عرقية مختلفة من جنوب الصحراء الكبرى. على الرغم من امتلاك موريتانيا لموارد طبيعية وفيرة مثل خام الحديد والنفط، إلا أن موريتانيا لا تزال تعاني من الفقر، ويعتمد اقتصادها بشكل أساسي على الزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك. كثيرا ما تتعرض البلاد لانتقادات بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق باستمرار العبودية داخل المجتمع الموريتاني. ووفقا لمؤشر العبودية العالمي لعام 2018، هناك ما يقرب من 90 ألف شخص مستعبدين في موريتانيا، وهو ما يمثل 2.1٪ من السكان. المور، هو الاسم الذي أطلقه الأوروبيون على سكان المغرب العربي والأندلس والأمازيغ، كلمة موريتانيا تعني بلاد المور. أطلق الفينيقيون اسم مورو على قبائل بدوية أمازيغية تقطن في الصحراء، اسم موريتانيا يرجع إلى العصر القرطاجي والروماني أطلق هذا الاسم على منطقة شمال إفريقيا كلها، وكانت هنالك دولتان قديمتان في شمال إفريقيا تحملان هذا الاسم هما موريتانيا القيصرية وموريتانيا الطنجية. وعندما برز المشروع الاستعماري الفرنسي في نهاية القرن التاسع عشر بعث هذا الاسم من جديد حيث اختاره قائد الحملة الفرنسية على البلاد كزافييه كابولاني إعادة إحياء اسم موريتانيا وأطلقه على هذه البلاد، ومعنى كلمة موريتانيا هو أرض الرجال السمر وقد كانت موريتانيا من قبل معروفة عند الرحالة العرب أهل المشرق بأسماء منها بلاد شنقيط وكذلك صحراء الملثمين وبلاد لمتونة، ومن أقدم التسميات التي وردت لدى الجغرافيين العرب «بلاد أنبية». أما عامة سكان البلاد فكانوا يسمونها «أرض البيضان» في مقابل أرض السودان الواقعة جنوبها. لم تكن المنطقة المعروفة اليوم بموريتانية صحراوية منذ القدم، فالآثار المنقوشة على صخورها تبدو فيها أشكال مختلفة من الأدوات التي استعملها الإنسان القديم تؤكد أن البلاد كانت غنية بالمياه كان بها أنهار جفت بمرور الزمن بفعل التغيرات المناخية اللاحقة فهجرها الإنسان نحو الشرق والجنوب إلى المناطق الأكثر خصوبة حيث كان الإنسان في العصر الحجري الحديث يعتمد أكثر على الزراعة في تلك المنطقة. وفي العصر الحجري الوسيط استقرت بها قبائل من السودان قادمة من المناطق الجنوبية المحاذية للنهر والوسط وفي وقت لاحق استوطنتها قبائل أمازيغية متفرعة من صنهاجة دخلوا البلاد في القرن الثالث الميلادي وتكيفوا مع ظروف الصحراء وهنالك خلاف كبير بين المؤرخين في عروبتهم حيث سيطروا على الطرق التجارية في الألفية الأولى بعد الميلاد ومنهم لمتونة في غربها بين منطقتي آدرار وتكانت وقبيلة إكدالة في جنوبها وتمتد حدود نفوذها إلى نهر السنغال وقبيلة مسوفة في شرقها وما زالت هذه الأسماء الثلاثة موجودة إلى اليوم مع تحريف بسيط في نطقها حيث تم تحريف كلمة مسوفة إلى مشظوف وهي من أعظم قبائل الشرق الموريتاني اليوم. وتمتد قبائل صنهاجة شرقا إلى مالي والنيجر وقد سيطرت ردحا من الزمن على طرق التجارة المارة بين سجلماسة في الشمال إلى أوداغست في الجنوب. وشكلت بذلك أول سكان موريتانيا حسب رأي الباحثين، وهو ما تؤيده الآثار الأركيولوجية المنتشرة بوفرة. ظهر الإسلام في موريتانيا أول مرة مطلع سنة 116 (734 ) على أثر غزوة حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع للمغرب الأقصى في فترة ولاية عبيد الله بن الحبحاب للقيروان فاعتنق الملثمون الصنهاجيون الإسلام وكانت الرئاسة فيهم لقبيلة لمتونة وأسسوا ملكا ضخما توارثه ملوكهم وجاهدوا ملوك السودان في الجنوب، ومن أشهر ملوكهم تلاگاگين (222 ) وهو جد أبو بكر بن عمر ثم في فترة لاحقة تولى الملك ابن تيفاويت اللمتوني لثلاث سنوات ثم انتقلت بعده إلى صهره يحيى بن إبراهيم الجدالي المؤسس الأول لدولة المرابطين خلال القرن الخامس والسادس الهجري في منطقة المغرب الإسلامي انبثقت دولة المرابطين من حركة دعوية إصلاحية إسلامية اعتمدت في بدايتها على العصبية الصنهاجية بعد التحام عدد من قبائلها الكبيرة. تحول هذا الالتحام إلى سند شعبي لم يلبث بدوره أن تحول إلى سند عسكري أفضى في النهاية إلى نشوء قوة إقليمية اقتصادية لسيطرة تلك القبائل على عدد من الطرق التجارية، إضافة إلى الروح الإسلامية الإصلاحية المبنية على اعتقاد مالكي سني، فسمت نفسها تسمية معبرة عن ذلك وهي «دولة الرباط والإصلاح». كان أول تحرك عسكري للملثمين صوب قبيلة جدالة، وبعد إتمام ضم بقية القبائل الصنهاجية البدوية إلى دعوتهم تقدموا نحو الشمال لمواجهة الزناتيين المسيطرين على الخط التجاري الواصل بين الصحراء والأندلس، وكان دخول وسيطرة المرابطين على سجلماسة سنة 447ه باكورة عملياتهم العسكرية الكبرى لتوحيد المغرب الإسلامي. سيطرت الدولة الجديدة على رقعة جغرافية تمتد من المحيط الأطلسي غربا وبلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبا وهو مكان مخاض ميلاد الحركة، وامتدت شرقا لتحاذي إمبراطورية كانم وتزاحمها على بحيرة تشاد في الصحراء الكبرى. وامتد هذا المجال في الشمال مخترقا جبال الأطلس بتلالها وكبيرها ومتوسطها وصغيرها، وتجاوزت البحر المتوسط فشملت أجزاء من شبه الجزيرة الأيبيرية، وسيطرت على الأندلس. كانت تحد دولة المرابطين من الشمال ممالك قشتالة ونبرة وأراغون، ومن الشرق إمارات بني زيري وبني حماد، وفي جنوب الصحراء بحكم الأمر الواقع، كل من ممالك بامبوك وبوري ولوبي وإمبراطوريتي مالي وغانا. في بداية من القرن الخامس الهجري دخلت قبائل عربية البلاد. ثم في القرن السادس الهجري استقرت قبيلة بنو المعقل العربية بموريتانيا وقد جاءت من صعيد مصر ضمن الهجرة الهلالية الشهيرة إلى بلدان المغرب العربي لكنها واجهت معارضة شديدة من القبائل الأمازيغية والتي ما لبثت أن دانت للسلطان العربي وقد ساهم في إزالة المعارضة وحدة الدين حيث سبق الإسلام العرب إلى المنطقة. واختلطت المجموعتان مع الزمن وتشكل عرق منسجم من الأمازيغ والعرب وتشكلت أهم مجموعة بشرية على مر تاريخ موريتانيا من الأمازيغ والعرب، هي سكان موريتانيا الحاليون. وقد كان المجتمع الموريتاني القديم ينقسم إلى طبقات هي (العرب / الزوايا / الحراطين / المعلمين/ آزناك) وكل طبقة كان لها دور تمتاز به عن الأخرى فالعرب تتولى الدفاع عن الدولة والزوايا تتولى العلم والتعليم، والحراطين يقومون بالزراعة والمعلمين يتولون الصناعة التقليدية ويطلق عليهم أحيانا الصناع. وظل في موريتانيا سكان أفارقة ينقسمون إلى ثلاث مجموعات هي السوننكي، والبولار التي تنحدر من قبائل الفلان(الفلاتا)، والوولوف، كل له لغته، وقد كانت توجد فيهم أيضا طبقات هي (الأحرار، الأرقاء، والصناع) بدأ التاريخ الموريتاني الحديث من منتصف القرن التاسع عشر بعد الإتفاقيات التجارية لتصدير الصمغ التي أبرمها الفرنسيون تقع موريتانيا بين خطي طول 10 ° إلى 28° شرقا وبين دائرتي عرض 15.52° إلى مالا. تبلغ مساحتها 1,030,700 كم² وهي أقصى دولة عربية ومغاربية فإن لها حدودا برية طويلة مع مالي والجزائر ومنطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها ويفصلها عن السنغال نهر السنغال والسنغال هي كلمة محرفة عن صنهاجة السكان الأصليين لموريتانيا كما أن لها شاطئ يبلغ طوله أكثر من 700 كم. (مجموع طول الحدود473 كم) (مجموع طول الحدود 1561 كم) (مجموع طول الحدود 2237 كم) (مجموع طول الحدود 754 كم) (مجموع طول الحدود 2237 كم) (مجموع طول الحدود 463 كم) (مجموع طول الحدود 754 كم) تتكون التضاريس في موريتانيا أساسا من سلاسل جبلية وأحواض صخرية وسهول رملية تمتد على مساحات شاسعة كما توجد بعض القمم الصخرية يسميها السكان المحليون «الكلابة» (كاف معقودة تنطق كالجيم المصرية) وهي جبال متوسطة الارتفاع يبلغ أعلاها، مرتفع كدية الجل، 950 مترا في ولاية تيرس زمور ومرتفع أشتف في ولاية تكانت وسلسلة جبال لعصابة ويمكن تقسيم التضاريس إلى عدة أقسام: سلسلة الجبال الموريتانية وهي سلسلة جبلية وسط البلاد تبدأ من جنوب ولاية إينشيري ممتدة باتجاه الجنوب وحتى الحدود المالية. سلسلة جبال ظهر الرگيبات: وتغطي كامل الشمال الموريتاني وأجزاء من ولاية آدرار. الأحواض الصخرية:وهي شبه أحواض صخرية تغطي أجزاء من منطقة لعصابة وكامل منطقة الحوض في الجنوب الشرقي. حوض تاودني: وهي رسوبيات عميقة إلى الشرق معروفة جيولوجيا (Taoudeni Basin) تتحرك على سطحها عروق رملية تعرف بالمجابات الكبرى. منطقة شمامة: وهي المنطقة الخصبة أو الضفة الشمالية المحاذية لنهر السنغال الذي يشكل الحدود الطبيعية مع السنغال. تقع موريتانيا في المنطقة شمال خط الاستواء حيث تندر الأمطار وترتفع درجة الحرارة، المناخ عموما صحراوي حار وجاف في معظم شهور السنة، حيث أن درجة الحرارة في فصل الصيف تبلغ أحيانا ما بين 27 42 درجة مئوية خصوصا في المناطق البعيدة عن البحر، باستثناء فترات معينة حيث يعمل التيار الكناري القادم من الشمال الغربي على خفض درجات الحرارة في المساء وفي الليل خصوصا في المناطق المحاذية للمحيط الأطلسي حيث تنخفض إلى أقل من 20 درجة في اليوم، مثل مدينة نواذيبو الساحلية، أما في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية فهي ذات مناخ مداري حار ممطر صيفا (300-400 ملم) دافئ جاف شتاء وتتراوح درجات الحراة فيه ما بين 12 و28 مئوية، أما في المناطق الشمالية والتي تضم ولايات إينشيري وآدرار وتيرس والأجزاء الشمالية من تكانت والحوض الشرقي فإن الجو صحراوي وجاف بامتياز حيث أن درجة الحرارة مرتفعة صيفا ومنخفضة شتاء إضافة إلى العواصف الرملية الكثيرة والأمطار القليلة. تنتمي موريتانيا بحسب التصنيف الاقتصادي المعتمد من قبل الأمم المتحدة إلى مجموعة البلدان السائرة في طريق النمو والمنتمية إلى ما يعرف «العالم الثالث» وبالنسبة إلى الاقتصاد الموريتاني فإضافة إلى عدم مواتاة الوسط الطبيعي سواء ما تعلق بمظاهر السطح أو المناخ فإن هذا الاقتصاد يعاني من اختلالات هيكلية بنيوية تعيق نموه في الوقت الراهن يكمن البعض منها في ضعف الأنشطة الفلاحية بشقيها الزراعي والرعوي إضافة إلى غياب سياسة اقتصادية محكمة فيما يتعلق بالشق المتعلق بالمعادن. ويعتبر الصيد من أهم ركائز هذا الاقتصاد: تعتبر موريتانيا إحدى الدول المهمة في مجال الصيد البحري لما تتوفر عليه من ميزات طبيعية جعلتها في مصاف البلدان المنتجة للأسماك فهي تتوفر على شاطئ ممتد على المحيط الأطلسي يبلغ طوله نحو 750 كلم وتتلاقى في مياهها الإقليمية التيارات البحرية الدافئة والساخنة الأمر الذي هيأ لمياهها أن تكون مأوى لكثير من الأسماك والأحياء المائية التي تهاجر في معظم فصول السنة من مناطق أخرى للحياة والتكاثر في مياهها الفريدة من نوعها. وسبب تلاقي التيارات هذا هو وجود جرف قاري عريض يصل إلى (80) ميلا في بعض الأحيان يهيئ توافر كميات كبيرة من الأسماك ذات الجودة العالية طوال فصول السنة، إلى جانب وجود بيئة بحرية في قاع المحيط ملائمة لغذاء وتوالد الأسماك، ومع ذلك فإن اهتمام السلطات الموريتانية بقطاع الصيد البحري حديث جدا إذ ظل القطاع يدار بصورة عشوائية غير مخططة حتى تبنت السلطات سياسة جديدة للصيد استهدفت دمج القطاع في الاقتصاد الوطني للبلاد فأنشأت شركات للصيد البحري وأقيمت مصانع أرضية للتجميد والتخزين السمكيين كما تم سن القوانين والتشريعات التي تنظم استغلال هذه الثروة الوطنية الكبيرة كما تم تشجيع القطاع الخاص على حيازة بواخر للصيد الكبير بحيث نتج عن ذلك ارتفاع قيمة صادرات البلاد من الأسماك من مليار واحد من الأوقية سنة 1978 إلى 30 مليار أوقية سنة 1986 وذلك بواقع 70% من القيمة الإجمالية للصادرات، ومنذ ذلك الحين أصبح قطاع الصيد البحري أحد أهم القطاعات المشاركة في تنمية البلاد وحصولها على العملات الصعبة، على الرغم من محدودية الإمكانيات التصنيعية لدي موريتانيا وما تواجهه ثروتها من نهب من طرف أساطيل أجنبية يتم تصدير ملايين الأطنان سنويا إلى جميع أنحاء العالم، فإضافة إلى الصين واليابان فإن الاتحاد الأوروبي يعتبر المستورد الرئيسي للأسماك الموريتانية بحوالي 7340 طن في السنة. تمتاز موريتانيا بتنوع ثروتها المعدنية من حديد ونحاس وجبس وفوسفات وغيرها وتساهم الثروات الطبيعية الهائلة مساهمة فعالة في تكوين رأس المال الوطني وفي تطوير البلاد ودفع عجلة النمو فيها سواء عن طريق الإسهام في حل المشاكل الاجتماعية القائمة خصوصا في مجال العمالة والتشغيل أو للاعتماد عليها كمصدر للحصول على العملات الصعبة التي تحتاج إليها البلاد. في عقد الخمسينات من القرن العشرين قبيل الاستقلال بدأ استغلال مناجم الحديد في الشمال في منطقة بطاح الزويرات من قبل شركة حديد موريتانيا ميفارما التي صدرت أولى شحناتها من تلك الخامات سنة 1963 ، وهو من النوع الجيد حيث تمثل نسبة التركيز فيه 80,64%، وقد انتقلت حقوق امتيازه من ميفارما بعد تأميمها إلى الشركة الوطنية للصناعة والمعادن سنيم والتي باشرت الإنتاج من حينها حيث وصل إنتاجها في بعض السنوات إلى 12مليون طن من الحديد الخام. وقد آزر هذا المنجم منجم آخر للنحاس في منطقة أكجوجت ولكنه عرف صعوبات مالية سببت توقفه عن الإنتاج منذ منتصف السبعينات ليحل محله استخلاص الذهب من تلك الخامات في الوقت الراهن، وقد وصل إنتاجها إلى ذروته سنة 1970 حين وصل على 2,870طن. وتتواصل عمليات التفتيش والمسح الجيولوجي للبحث عن المعادن في البلاد ولقد ثبت من خلال البحوث التي تقوم بها الهيئات العلمية وهيئات التفتيش وجود دلائل ونتائج مشجعة كان آخرها ما أعلنه مكتب البحوث الجيولوجي عن اكتشاف كميات من الذهب في الشمال ووجود دلالات مشجعة في الجنوب. تتمتع موريتانيا باحتياطي جيد من الذهب حيث أنه يوجد 8 مناجم ذهب رئيسية في البلاد وتتواصل عمليات البحث والتنقيب عن مناجم جديدة وحاليا يوجد منجم نحاس وذهب مشتركين حيث في هذا المنجم يستخرج النحاس والذهب على شكل صخور وبعد ذلك تفصل، وأكبر هذه المناجم هو منجم تازيازت لاستخراج الذهب وهو منجم في الفضاء المفتوح يقع شمال غرب موريتانيا على بعد 300 كيلومتر شمال العاصمة نواكشوط وقد بدأت تازيازت التي تملك أغلب اسهمها شركة «كينروس» الكندية عملياتها التجارية في 2008 وقد بدأت في توسعة منجم الذهب ليصبح ثاني أكبر منجم ذهب في العالم. اكتشفت كميات كبيرة من الغاز في حقل بير الله وأحميم في السنوات الأخيرة ومن المتوقع أن يبدأ تصديره رسميا مع نهاية العام 2024. حيث تم اكتشاف كميات كبيرة من الطاقعة البديلة والهيدروجين الأخضر. ما يزال النشاط الزراعي يمثل أهم النشاطات الاقتصادية التي تستوعب شريحة عريضة من السكان المحليين إذ تتجاوز نسبة المشتغلين بالقطاع نسبة 53% من القوى العاملة حسب المتوافر من الإحصاءات ولا تزال السمة البدائية هي الغالبة على الممارس من حيث النشاط الزراعي رغم دخول أنماط من الزراعات الحديثة إلى هذا الحقل مثل زراعة الأرز في ضفة نهر السنغال وكذلك الخضروات وأشجار الفاكهة. وقد كان هذا القطاع أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا بظروف الجفاف الذي اجتاح البلاد في عقد السبعينات مما أسهم في تراجعه إضافة على صعوبة الظروف المناخية المكتنفة لهذا النشاط. في يونيو 2016 افتتحت الحكومة الموريتانية أكبر مشروع جوي في الدولة والذي يتجلى في مشروع مطار نواكشوط أم التونسي الدولي. تتكون البيروقراطية الحكومية من وزارات تقليدية ووكالات خاصة وشركات شبه حكومية. تقود وزارة الداخلية نظاما من المحافظين الإقليميين والمحافظات على غرار النظام الفرنسي للإدارة المحلية. بموجب هذا النظام، تنقسم موريتانيا إلى 15 منطقة (ولاية أو مناطق). تتركز السيطرة بإحكام في الفرع التنفيذي للحكومة المركزية، لكن سلسلة من الانتخابات الوطنية والبلدية منذ عام 1992 أنتجت قدرا محدودا من اللامركزية. تنقسم هذه المناطق إلى 44 دائرة (منطقة). المناطق ومنطقة العاصمة (حسب الترتيب الأبجدي) وعواصمها هي:- بلغ عدد سكان موريتانيا حسب تقدير عام 2023 نحو 4,475,683 نسمة. الناظر إلى موريتانيا يجد موقعا جغرافيا مناسبا لخلق شعب مزيج بين الأفارقة السود في جنوب القارة والشعوب البيضاء في الشمال. وفعلا شكلت موريتانيا عبر العصور نقطة وصل وجسرا تجاريا ربط ما بين الشمال والغرب الإفريقيين وتشكل في تجارة القوافل بين تمبكتو وسجلماسة، إلا أن الشعبين لم يمتزجا، وإنما نشأ في المنطقة تجمع سكاني ذو ثقافتين متعايشتين ويجمعهما الإسلام. في بداية القرن الحادي والعشرين ما زالت موريتانيا مقسمة إلى مجموعتين سكانيتين هما البيضان والأفارقة ذو البشرة السمراء، تعيشان معا في المدن الكبرى، ويسكن الأفارقة، الذين تعود أصول معظمهم لدولة السنغال رغم تجنسهم موريتانيين، تقليديا بمحاذاة النهر لأنهم مزارعون بينما يوجد البيضان في المناطق الأخرى لأنهم في الأصل بدو حيث أن بقية البلاد صحراوية أو شبه صحراوية. وفيما يبدو فإن الإسلام، القاسم المشترك، والتعايش التاريخي يحتويان كثيرا من الفروق الكامنة بين مكوني هذا الشعب. العربية هي اللغة الرسمية حسب الدستور الموريتاني، رغم أن اللغة الفرنسية هي اللغة السائدة في الدوائر الحكومية، واللغة الإنجليزية قليلة الانتشار. اللغة الإسبانية أقل إنتشارا. الإسلام هو الدين الذي يعتنقه جميع السكان بنسبة 100%، على المذهب السني، مع اختيار أغلبهم للفقه المالكي والعقيدة الأشعرية. ولا وجود لأي ديانة أخرى بين المواطنين الموريتانيين، غير أنه توجد جاليات مسيحية سنغالية ومالية كبيرة تعيش في البلاد وخاصة المدن الكبرى كالعاصمة نواكشوط. ويمارسون ديانتهم بكل حرية في الأماكن المخصصة لها. متوسط العمر المتوقع عند الولادة 61.14 سنة (2011 تقدير). نصيب الفرد من الإنفاق على الصحة 43 دولار أمريكي (PPP) في عام 2004، وكان الإنفاق العام 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2004 والخاص 0.9٪ من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2004. في أوائل القرن 21، كان هناك 11 طبيبا لكل 100،000 شخص. وفيات الرضع هو 60.42 وفاة / 1،000 ولادة حية (2011 تقدير). معدل السمنة بين النساء الموريتانيات عالية، وربما يرجع ذلك جزئيا إلى المعايير المحلية من الجمال، والتي تعتبر فيها النساء البدينات جميلة في حين تسمى المرأة الغير بدينة أحيانا باسم «مريضا». في 18 كانون الثاني 2011، أصدر قادة الإسلامية الموريتانية فتوى بشأن الشريعة الإسلامية، تحظر تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. في عام 1984، أطيح بالرئيس هيداله من قبل العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، الذي كان مع الحفاظ على السيطرة العسكرية الضيقة، خففت المناخ السياسي. خاضعة للإشراف ولد الطايع الموقف المؤيد الجزائري السابق في موريتانيا، وإعادة تأسيس العلاقات مع المغرب في أواخر 1980. أنه تعمقت هذه العلاقات خلال أواخر عام 1999 وأوائل عام 2000 كجزء من حملة في موريتانيا لجذب الدعم من الدول الغربية والدول العربية المتحالفة مع الغرب. وقد ألغت موريتانيا إعترافها الغربية حكومة المنفى الصحراء البوليساريو، ويبقى على علاقة جيدة مع الجزائر. موقفه من نزاع الصحراء الغربية، منذ عام 1980، واحدة من الحياد الصارم. المرسوم 83.127، سن 5 يونيو 1983، بدأت عملية تأميم جميع الأراضي التي لا يوجد وضوح حول ممتلكات صاحب موثقة، وبالتالي إلغاء النظام التقليدي لحيازة الأراضي. واستند تأميم محتمل على مفهوم «أرض الموتى»، أي الممتلكات التي لم يتم تطويرها أو التي لا يمكن أن ينظر إلى التنمية واضحة. وكان تأثير عملية
https://ar.wikipedia.org/wiki/مورتانيا
e26c9f9fa2ff35035013868386d634e1
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.671270", "source": "Wikipedia" }
السنغال
السنغال
السنغال ‏، رسميا جمهورية السنغال (République du Sénégal، نطق فرنسي: )، هي دولة أفريقية تقع جنوب نهر السنغال في غرب أفريقيا. وقد اكتسبت اسمها من النهر الذي يحدها من الشرق والشمال والذي ينبع من فوتاجلون في غينيا. ويحد السنغال خارجيا المحيط الأطلسي إلى الغرب، موريتانيا شمالا، مالي شرقا، وغينيا وغينيا بيساو جنوبا؛ داخليا تحيط السنغال تقريبا بغامبيا؛ أي من الشمال، الشرق والجنوب، ما عدا شاطئ غامبيا القصير على المحيط الأطلسي. تغطي السنغال مساحة 197,000كم2 تقريبا، ويقدر عدد سكانها نحو 13.7 مليون نسمة. المناخ مداري مع موسمين: موسم الجفاف وموسم الأمطار. داكار، عاصمة السنغال، تقع على الطرف الغربي من البلاد على شبه جزيرة الرأس الأخضر. نحو 300 ميل قبالة ساحل المحيط الأطلسي، محاذية جزر الرأس الأخضر. خلال الحقبة الاستعمارية، وضع العديد من مكاتب التجارة، المنتمية إلى مختلف الإمبراطوريات الاستعمارية، على طول الساحل. وأصبحت مدينة سانت لويس عاصمة لغرب أفريقيا الفرنسي قبل نقلها إلى داكار عام 1902. أصبحت داكار لاحقا هي عاصمة السنغال عام 1960 بعد الاستقلال عن فرنسا. سكنت أراضي السنغال الحديثة مختلف المجموعات العرقية منذ عصور ما قبل التاريخ. ظهرت الممالك نظم نحو القرن السابع، وحكمت الإمبراطوريات الإقليمية البارزة أجزاء من البلاد مثل امبراطورية جولوف. الحالة الراهنة للسنغال تكونت بتأثير الاستعمار الأوروبي والذي بدأ خلال منتصف القرن 15، عندما بدأت مختلف القوى الأوروبية المتنافسة بالقدوم للتجارة في المنطقة. وقد بدأت بإنشاء مراكز تجارية ساحلية أدت تدريجيا إلى السيطرة على البر الرئيسي، وبلغت ذروتها في الحكم الفرنسي للمنطقة في القرن ال19، وإن كان ذلك في ظل الكثير من المقاومة المحلية. حققت السنغال الاستقلال سلميا عن فرنسا في عام 1960، ومنذ ذلك الحين تعد الأكثر استقرارا سياسيا بين البلدان في أفريقيا. ويتركز اقتصاد السنغال في الغالب على السلع والموارد الطبيعية. الصناعات الرئيسية هي تجهيز الأسماك، تعدين الفوسفات وإنتاج الأسمدة وتكرير البترول ومواد البناء، بناء السفن وإصلاحها. كما هو الحال في معظم الدول الأفريقية، والزراعة هي القطاع الرئيسي، تنتج السنغال العديد من المحاصيل النقدية الهامة، بما في ذلك الفول السوداني وقصب السكر، والقطن، والفاصوليا الخضراء، والطماطم، والبطيخ، والمانجو. ونظرا لفي النسبية الاستقرار والسياحة والضيافة والمزدهرة أيضا القطاعات. أمة متعددة الأعراق والعلمانية والسنغال في الغالب مسلم سني مع الصوفية والتأثيرات وثنية. اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية، على الرغم من أن العديد من اللغات الأم ويتحدث ومعترف بها. منذ أبريل 2012 وكان الرئيس السنغالي ماكي سال. وقد السنغال عضوا في المنظمة الدولية للفرنكوفونية منذ عام 1970. يدعى السنغال بعد نهر السنغال، وأصل الكلمة من الذي المتنازع عليها. إحدى النظريات الشعبية (ديفيد بايلت المقترحة في عام 1853) هو أنه ينبع من الولوف جال عبارة سونو، وهو ما يعني«زورقنا» (أو بروج)، الناتجة عن سوء الفهم بين القرن 15 البحارة البرتغاليون والولوف الصيادين. وتتابع «زورقنا» نظرية احتضنت شعبيا في السنغال الحديث عن سحرها واستخدامه في الطعون إلى التضامن الوطني (مثل «نحن جميعا في نفس الزورق») كثيرا ما سمعت في وسائل الإعلام. ويعتقد المؤرخين المعاصرين اسم ربما يشير إلى صنهاجة والبربر الذين يعيشون على الجانب الشمالي من النهر. وهناك نظرية المنافسة هو أنه مستمد من مدينة من القرون الوسطى من قبل الجغرافي العربي البكري وصفها في 1068 كما تقع على مصب النهر. بعض الناس سيرير من الجنوب يعتقدون مشتق اسم النهر من مجمع سيني المدى سيرير (الإله الأعلى في سيرير الدين) ويا غال (معنى «الجسم من الماء»). تشير الاكتشافات الأثرية في جميع أنحاء المنطقة إلى أن السنغال كانت مأهولة في عصور ما قبل التاريخ، وأنها سكنها باستمرار جماعات إثنية مختلفة. تم إنشاء بعض الممالك في القرن السابع: تكرور في القرن 9، نامانديرو (وو) وإمبراطورية جولوف خلال القرنين 13 14. كانت السنغال الشرقية جزءا من الإمبراطورية الغانية. دخل الإسلام السنغال من خلال توكولور وسونينك الاتصال مع سلالة المرابطين في المغرب العربي، الذي بدوره نشره. واستخدم الموراڤيد، بمساعدة حلفاء توكولور، القوة العسكرية للتحويل. واجهت هذه الحركة مقاومة من الإثنيات من الديانات التقليدية، والمسلمين على وجه الخصوص. في القرنين الثالث عشر والرابع عشر، كانت المنطقة تحت تأثير الإمبراطوريات في الشرق؛ وقد تأسست أيضا الإمبراطورية جولوف من السنغال خلال هذا الوقت. وفي منطقة سينيغامبيا، بين عامي 1300 1900، كان ما يقرب من ثلث السكان مستعبدين، وكان ذلك عادة نتيجة لأسرى أخذوا في الحروب. في القرن 14 نمت الإمبراطورية جولوف قوية، بعد توحيد كايور وممالك باول، سين، سالوم، الوالو، فوتا تورو وبامبوك. كانت الإمبراطورية كونفدرالية طوعية من دول مختلفة بدلا من إمبراطورية مبنية على الغزو العسكري. تأسست الإمبراطورية من قبل ندياديان ندياي، جزء سيرر وجزء توكولور، الذي كان قادرا على تشكيل إئتلاف مع العديد من الأعراق، لكنه انهار نحو 1549 مع هزيمة وقتل ليلي فولي فاك من قبل أماري نغون سوبيل فال (الاب). في منتصف القرن الخامس عشر، هبط البرتغاليون على ساحل السنغال، يليه تجار يمثلون بلدان أخرى، بما في ذلك الفرنسيون. تنافست مختلف القوى الأوروبية - البرتغال وهولندا وبريطانيا العظمى للتجارة في المنطقة من القرن 15 فصاعدا. في عام 1677، استحوذت فرنسا على السيطرة على ما أصبح نقطة انطلاق صغيرة في تجارة الرقيق الأطلسي - جزيرة جوريه بجوار داكار الحديثة، وتستخدم كقاعدة لشراء العبيد من الممالك المتحاربة في البر الرئيسي. قدم المبشرون الأوروبيون المسيحية إلى السنغال وكازامانس في القرن التاسع عشر. في الخمسينيات من القرن التاسع عشر فقط بدأ الفرنسيون في التوسع في البر الرئيسي السنغالي بعد أن ألغوا الرق وبدأوا في الترويج لعقيدة ملغية، مضيفا مملكة محلية مثل الوالو، كايور، باول، وإمبراطورية جولوف. غزا المستعمرون الفرنسيون تدريجيا واستولوا على جميع الممالك باستثناء سين وسلوم تحت الحاكم لويس فيدهيرب. وقد قادت المقاومة السنغالية للتوسع الفرنسي وتقليص تجارتها الرقيق المربحة جزئيا من قبل لاتيور ديور ودامل كايور ومعاد سينيغ كومبا ندوفين فماك جوف، معادن سينيغ من سين، مما أدى إلى معركة لوغانديم. ليوبولد سنغور (سنجور) «الشاعر الرئيس» (1906-2001) كان أول رئيس للسنغال (1960-1980) في يناير 1959 اتحد السنغال مع ما كان يسمى السودان الفرنسي تحت اسم اتحاد مالي. استقل اتحاد مالي من فرنسا في 20 يونيو 1960. لكن بعد مشاكل سياسية أصبحت دولتين في 20 أغسطس 1960: السنغال ومالي. أعلن اتحاد رسمي بين السنغال وغامبيا تحت اسم سنغامبيا في عام 1982. لكن لم يتم اتحاد عملي، فتفرقت الدولتان في عام 1989. هناك جبهة مسلحة في المنطقة الجنوبية كازامانس تريد استقلال المنطقة وقد حاربت الحكومة أحيانا منذ عام 1982. انضمت السنغال للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 1960. وكان عبده ضيوف رئيسا بين عامي 1981 2000. وشجع على مشاركة سياسية أوسع، وخفض مشاركة الحكومة في الاقتصاد، وتوسيع نطاق العلاقات الدبلوماسية للسنغال، ولا سيما مع الدول النامية الأخرى. وقد امتدت السياسة الداخلية أحيانا إلى العنف في الشوارع والتوترات الحدودية وحركة انفصالية عنيفة في المنطقة الجنوبية من كازامانس. ومع ذلك، تعزز التزام السنغال بالديمقراطية وحقوق الإنسان. خدم عبده ضيوف أربع فترات كرئيس. وفي انتخابات الرئاسة عام 1999، هزم زعيم المعارضة عبد الله واد ضيوف في انتخابات اعتبرها مراقبون دوليون حرة ونزيهة. شهدت السنغال انتقالها السلمي الثاني للسلطة، وأولها من حزب سياسي إلى آخر. وفي 30 ديسمبر 2004، أعلن الرئيس واد أنه سيوقع معاهدة سلام مع الجماعة الانفصالية في منطقة كازامانس. بيد أن هذا لم ينفذ بعد. وكانت هناك جولة من المحادثات في عام 2005، ولكن النتائج لم تسفر بعد عن قرار. السنغال هي جمهورية ذات رئاسة. يتم انتخاب الرئيس مرة كل خمس سنوات اعتبارا من 2001، ويجري سابقا سبع سنوات، من قبل الناخبين الكبار. أول رئيس ليوبولد سيدار سنغور، وكان شاعرا وكاتبا، وكان أول أفريقي المنتخبين إلى الفرنسية الأكاديمية. يقدم الرئيس السنغالي الثاني، عبدو ضيوف، في وقت لاحق منصب الأمين العام لمنظمة فرنكوفونية. وكان الرئيس الثالث عبد الله واد، وهو محام. الرئيس الحالي ماكي سال، انتخب في مارس/ آذار عام 2012. السنغال لديها أكثر من 80 حزبا سياسيا. يتكون البرلمان من مجلس واحد في الجمعية الوطنية، الذي يضم 150 مقعدا (كان مجلس الشيوخ في مكان 1999-2001 و2007-2012). ينشأ قضاء مستقل أيضا في السنغال. أعلى المحاكم في البلاد التي تتعامل مع القضايا التجارية هي المجلس الدستوري ومحكمة العدل، يتم تسمية أعضاء منها من قبل الرئيس. وفي الوقت الراهن، تتمتع السنغال بثقافة سياسية شبه ديمقراطية، وهي من أكثر التحولات الديمقراطية نجاحا بعد الاستعمار في أفريقيا. ويتم تعيين المديرين المحليين من قبل الرئيس ومسؤول عن ذلك. مارابوتس، والزعماء الدينيين من مختلف الإخوان المسلمين في السنغال، تمارس أيضا نفوذا سياسيا قويا في البلاد وخصوصا خلال رئاسة واد. في عام 2009، خفضت منظمة دار الحرية وضع السنغال من «الحرة» إلى «الحرة جزئيا»، على أساس زيادة مركزية السلطة في السلطة التنفيذية. ومع ذلك، فقد استعادت منذ ذلك الحين وضعها الحر بحلول عام 2014. في عام 2008، انتهت السنغال في المركز الثاني عشر على مؤشر إبراهيم للحكم الأفريقي. ومؤشر إبراهيم هو مقياس شامل للحوكمة الأفريقية (يقتصر على أفريقيا جنوب الصحراء حتى عام 2008)، استنادا إلى عدد من المتغيرات المختلفة التي تعكس النجاح الذي تقدم به الحكومات السلع السياسية الأساسية لمواطنيها. وعندما أضيفت بلدان شمال أفريقيا إلى المؤشر في عام 2009، تم تخفيض وضع السنغال لعام 2008 إلى المرتبة الخامسة عشرة (مع وضع تونس ومصر والمغرب أمام السنغال). اعتبارا من عام 2012، انخفضت رتبة السنغال في مؤشر إبراهيم نقطة أخرى إلى 16 من أصل 52 دولة أفريقية. وفي 22 فبراير 2011، أفادت التقارير أن السنغال قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، قائلة إنها زودت المتمردين بالأسلحة التي قتلت القوات السنغالية في نزاع كازامانس. وكانت الانتخابات الرئاسية لعام 2012 مثيرة للجدل بسبب ترشيح الرئيس واد، حيث قالت المعارضة أنه لا ينبغي اعتباره مؤهلا للركض مرة أخرى. وظهرت العديد من حركات المعارضة الشبابية، بما فيها حركة 23 مارس ويان مار، في يونيو 2011. في النهاية، فاز ماكي سال من التحالف من أجل الجمهورية، واعترف ويد الانتخابات سال. وقد أشاد العديد من المراقبين الأجانب، مثل الاتحاد الأوروبي بهذا التحول السلمي والديمقراطي باعتباره «نضجا». وفي 19 سبتمبر 2012، صوت المشرعون على إلغاء مجلس الشيوخ لإنقاذ ما يقدر 15 مليون دولار. السنغال مكانة بارزة في العديد من المنظمات الدولية، وكان عضوا في مجلس الأمن للأمم المتحدة في 1988-1989 2015-2016. وقد تم انتخابه للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في عام 1997. ودية مع الغرب، وخصوصا إلى فرنسا والولايات المتحدة، والسنغال، كما هو مؤيد قوي للمزيد من المساعدات من الدول المتقدمة إلى دول العالم الثالث. تتمتع السنغال العلاقات معظمها ودية مع جيرانها. وعلى الرغم من التقدم الواضح في جبهات أخرى مع موريتانيا (أمن الحدود، وإدارة الموارد، والتكامل الاقتصادي، وما إلى ذلك)، لا تزال هناك مشكلة ما يقدر 30,000 لاجئ من الموريتانيين الأفارقة الذين يعيشون في السنغال. السنغال هي جزء من الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس). تتكامل مع الهيئات الرئيسية للمجتمع الدولي، السنغال هو أيضا عضو في الاتحاد الافريقي وتجمع دول الساحل والصحراء. تتكون القوات المسلحة السنغالية من نحو 19,000 الموظفين المدربين تدريبا جيدا وانضباطا في الجيش والقوات الجوية والبحرية، والدرك. القوة العسكرية السنغالية تتلقى معظم قواتها التدريب والمعدات والدعم من فرنسا والولايات المتحدة. ألمانيا تقدم أيضا الدعم ولكن على نطاق أصغر. وقد ساهم عدم التدخل العسكري في الشؤون السياسية للاستقرار السنغال منذ الاستقلال. وقد شاركت السنغال في العديد من بعثات حفظ السلام الدولية والإقليمية. وفي الآونة الأخيرة، في عام 2000، أرسلت السنغال كتيبة إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية للمشاركة في البعثة، بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام، وافقت على نشر كتيبة تدريب الولايات المتحدة لسيراليون للمشاركة في البعثة، بعثة أخرى تابعة للامم المتحدة. السنغال هي دولة علمانية، كما هو محدد في دستورها. لمحاربة الفساد، أنشأت الحكومة المكتب الوطني لمكافحة الفساد (OFNAC) ولجنة التعويض واسترداد الأصول المكتسبة بطرق غير مشروعة. وفقا لأعمال مكافحة الفساد البوابة، أنشأ الرئيس سال في (OFNAC) لتحل محل غير الشفافية جنة الوطنية للوت كونتر لا، لا الفساد وآخرون لا الارتجاج (CNLCC). ويقال أن (OFNAC) يمثل أداة أكثر فعالية لمكافحة الفساد من (CNLCC) أنشئت في عهد الرئيس السابق عبد الله واد. إن مهمة (OFNAC) هي لمحاربة الفساد والاختلاس من الأموال العامة والتزوير. (OFNAC) لديه سلطة الإحالة الذاتية (تحقيق المبادرة الخاصة). يتكون (OFNAC) من إثني عشر عضوا يتم تعيينهم بمرسوم. وتقع السنغال في غرب القارة الأفريقية. وهي تقع بين خطي العرض 12 ° 17 ° شمالا، وخط الطول 11 ° 18 ° غربا. والسنغال محاذية خارجيا للمحيط الأطلسي من الغرب، وموريتانيا إلى الشمال، ومالي من الشرق، وغينيا وغينيا بيساو إلى الجنوب؛ داخليا يحيط تماما تماما غامبيا، وتحديدا في الشمال والشرق والجنوب، باستثناء ساحل غامبيا القصير المحيط الأطلسي. ويتألف المشهد السنغالي أساسا من السهول الرملية المتدرجة في الساحل الغربي التي ترتفع إلى سفوح التلال في الجنوب الشرقي. وهنا أيضا وجدت أعلى نقطة في السنغال، على خلاف ذلك ميزة لم يذكر اسمها 2.7 كم جنوب شرق نيبن دياخا في 648 (2,126 قدم). وتتكون الحدود الشمالية من نهر السنغال؛ وتشمل الأنهار الأخرى نهري غامبيا وكازامانس. تقع العاصمة داكار على شبه جزيرة كاب-فيرت، وهي أقصى نقطة في القارة القارية في أفريقيا. تقع جزر الرأس الأخضر على بعد 560 كيلومترا من الساحل السنغالي، ولكن كاب-فيرت («كيب غرين») هي علامة موضعية بحرية تقع على سفح «ليس ماميلس»، على بعد 105 متر (344 قدم) جرف يستريح في نهاية واحدة من شبه الجزيرة كاب-فيرت على التي استقرت العاصمة السنغالية داكار، 1 كم (0.6 ميل) جنوب «بوينت ديس ألماديز»، النقطة الغربية في أفريقيا. السنغال لديها مناخ استوائي مع حرارة طيبة على مدار العام مع مواسم جافة ورطبة محددة جيدا التي تنتج عن الرياح في شمال شرق الشتاء والرياح الصيفية الجنوبية الغربية. موسم الجفاف (ديسمبر إلى أبريل) تهيمن عليه الرياح الحارة والجافة والعوامة. وتتراوح معدلات هطول الأمطار السنوية في داكار نحو 600 مم (24 بوصة) بين يونيو وأكتوبر عندما يبلغ متوسط درجات الحرارة القصوى 30 درجة مئوية (86.0 درجة فهرنهايت) والحد الأدنى 24.2 درجة مئوية (75.6 درجة فهرنهايت)؛ ديسمبر إلى فبراير أقصى درجات الحرارة 25.7 درجة مئوية (78.3 درجة فهرنهايت) والحد الأدنى 18 درجة مئوية (64.4 درجة فهرنهايت). درجات الحرارة الداخلية أعلى من طول الساحل (على سبيل المثال، متوسط درجات الحرارة اليومية في كاولاك وتامباكوندا لشهر مايو هو 30 درجة مئوية (86.0 درجة فهرنهايت) 32.7 درجة مئوية (90.9 درجة فهرنهايت) على التوالي، بالمقارنة مع داكار 23.2 درجة مئوية (73.8 درجة F)), ويزيد هطول الأمطار بشكل كبير إلى الجنوب، حيث يتجاوز 1500 مم (59.1 بوصة) سنويا في بعض المناطق. في تامباكوندا في المناطق الداخلية البعيدة، ولا سيما على حدود مالي حيث تبدأ الصحراء، يمكن أن تصل درجات الحرارة إلى 54 درجة مئوية (129.2 درجة فهرنهايت). ويوجد في الجزء الشمالي من البلاد مناخ صحراوي حار قريب، والجزء الأوسط لديه مناخ شبه قاحلة حار، والجزء الجنوبي الجنوبي له مناخ مداري وجاف. والسنغال أساسا بلد مشمس وجاف. بعد التعاقد اقتصادها بنسبة 2.1 في المئة في عام 1993 السنغال وضعت برنامج إصلاح اقتصادي شامل بدعم من الجهات المانحة الدولية. بدأ هذا الإصلاح مع انخفاض قيمة 50% من عملة البلاد (الفرنك الأفريقي). تم تفكيك أيضا الرقابة على الأسعار والإعانات الحكومية. ونتيجة لذلك، ارتفع معدل التضخم في السنغال إلى أسفل، وارتفعت الاستثمارات تصل، وارتفع الناتج المحلي الإجمالي ما يقرب من 5 في المئة سنويا بين عامي 1995 2001. وتشمل الصناعات الرئيسية الصناعات الغذائية والتعدين والإسمنت والأسمدة الاصطناعية والكيماويات والمنسوجات وتكرير البترول المستوردة، والسياحة. وتشمل صادرات الأسماك والمواد الكيميائية، والقطن، والأقمشة، والفول السوداني، وفوسفات الكالسيوم. الأسواق الخارجية الرئيسية هي الهند في 26.7 في المئة من الصادرات (اعتبارا من 1998). وتشمل غيرها من الأسواق الخارجية في الولايات المتحدة وإيطاليا والمملكة المتحدة. السنغال لديها 12 ميل بحري (22 كم 14 ميل) منطقة الصيد الحصرية التي تم اختراق بانتظام في السنوات الأخيرة (اعتبارا من 2014). وتشير التقديرات إلى أن الصيادين في البلاد تفقد 300,000 طن من الأسماك سنويا إلى الصيد غير المشروع. وقد حاولت الحكومة السنغالية للسيطرة على الصيد غير القانوني التي تقوم بها سفن الصيد، والبعض منها تم تسجيلها في روسيا، موريتانيا، بليز وأوكرانيا. في كانون الثاني 2014 سفينة صيد روسية، أوليغ نايدينوف، اختطف من قبل السلطات السنغالية القريبة من الحدود البحرية مع غينيا بيساو. كعضو في الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا لوالسنغال وتعمل نحو مزيد من التكامل الإقليمي مع تعريفة خارجية موحدة. السنغال هو أيضا عضو في منظمة توحيد قانون الأعمال في أفريقيا. أدركت السنغال الاتصال بالإنترنت الكامل في عام 1996، وخلق الازدهار مصغرة في الخدمات القائمة على تكنولوجيا ال
https://ar.wikipedia.org/wiki/السنغال
211e8e4202872e11ffd365c5fafcd8df
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.777890", "source": "Wikipedia" }
غامبيا
غامبيا
جمهورية غامبيا ‏، إحدى دول الغرب الأفريقي. هي أصغر دولة في البر الرئيسي لقارة أفريقيا ويحدها من الشمال والشرق والجنوب السنغال، ويخترقها نهر غامبيا الذي يصب في المحيط الأطلسي الذي يحد البلاد من الغرب. تم تحديد حدودها بحيث تمتد 10 كيلومترات على جانبي نهر غامبيا. يعتقد المؤرخون أن تاريخ الاستيطان على ضفاف نهر غامبيا قد بدأ منذ 2.000 سنة قبل الميلاد. بالإضافة إلى أن البحار «هانو» القرطاجي قد كتب عن غامبيا في كتاباته التي دونها عن رحلاته في عام 470 قبل الميلاد. دخلتها قبائل الألوف والمالينكي والفولاني في القرن الثالث عشر لتستقر في سهولها وعلى ضفاف النهر. وفي القرن الرابع عشر أصبحت غامبيا جزءا من إمبراطورية مالي الإسلامية التي كانت تتمركز في شمال شرق البلاد. شاهد البرتغاليون نهر غامبيا لأول مرة في عام 1455. وفي القرن السابع عشر أنشأ البريطانيون والفرنسيون مستوطنات صغيرة على النهر، وكان الرق هو المصدر الرئيسي للدخل إلى أن ألغى في 1807. بعد أن احتدم التنافس البريطاني الفرنسي على المنطقة، سيطرة بريطانيا بمقتضى معاهدة فرساي (1783) على الموقع. وفي عام 1843 أصبحت غامبيا مستعمرة للتاج البريطاني. نالت استقلالها من المملكة المتحدة عام 1965؛ كملكية دستورية داخل نطاق الكومنويلث البريطاني، وتولي داودا جاوارا من حزب الشعب التقدمي رئاسة الوزارة على رأس نظام ديمقراطي يطبق التعددية الحزبية، وفي عام 1970 أصبحت البلاد جمهورية وتولى جاوارا رئاستها. وفي عام 1981 وقعت محاولة انقلابية تم إحباطها بمساعدة السنيغال. وتم بعد ذلك تشكيل اتحاد لفترة قصيرة بين غامبيا والسنغال أطلق عليه اسم سينيغامبيا وذلك في الفترة ما بين 1982 و1989. وفي عام 1991، وقعت الدولتان معاهدة تعاون وصداقة بينهما. في عام 1994 حدث انقلاب عسكري أسقط الرئيس وأوقف النشاط السياسي، ولكن دستور عام 1996 والانتخابات الرئاسية التي تلاها اقتراع برلماني عام 1997 قاما باسترجاع اسمي للوضع المدني. أقامت البلاد بعد ذلك دورة أخرى من الانتخابات الرئاسية والتشريعية في أواخر 2001 وبدايات 2002. وبتاريخ 11 ديسمبر 2015 أعلن الرئيس يحيى جامع تحويل دولته إلى جمهورية إسلامية في خطوة قال إنها تهدف إلى تخلص بلاده بشكل أكبر من ماضيها الاستعماري، معتبرا أنه طالما المسلمون يمثلون الأغلبية في البلد (90٪)، فإن غامبيا لا تستطيع «مواصلة الإرث الاستعماري». فيما طمئن الأقلية المسيحية باحترام ديانتهم وحرية معتقداتهم، كما ذكر أنه من حق النساء لبس ما يشئن وأنه لا وجود لشرطة دينية في بلاده. تنقسم غامبيا إلى 5 أقسام ومدينة واحدة. هذه الأقسام أنشئت بواسطة اللجنة الانتخابية المستقلة وفقا للمادة 192 من الدستور الوطني. وهذه الأقسام هي: غامبيا بلد صغيرة حدودها مستشفة من ضفاف نهر غامبيا. أعرض نقطه في البلد لا تتعدى 48 كم، والمساحة الكلية للبلد 11,300 كم2. 1,300 كم2 من مساحة البلد مغطاة بالماء. جميع حدود البلد المتكونة من 740 كم تشترك مع السنغال ما عدا الحد الغربي بطول 80 كم من ساحل المحيط الأطلسي. غامبيا أصغر بلد في البر الرئيسي لقارة أفريقيا. جميع الحدود الحالية تم تحديدها بعد الاتفاقية التي تمت بين المملكة المتحدة وفرنسا في 1889. وأعطت فرنسا 320 كم من نهر غامبيا لتضع حدوده. بدأ وضع الحدود في 1891، واستغرقت عملية رسم الحدود حوالي 15 سنة. تمتد أراضي غامبيا على هيئة لسان أرضي، نشأ بفعل فيضانات نهر غامبيا الذي يعبرها طولا، يمتد هذا اللسان بطول 300 كم، ولا يزيد أقصى عرض له عن 50 كم، ينبع النهر من غينيا، ويسلك طريقا متعرجا عبر أراضي غامبيا قبل أن يصب أخيرا في المحيط الأطلسي. تمتد المستنقعات التي تنتشر بها الشجيرات الاستوائية على طول ضفاف النهر بدءا من الساحل باتجاه وسط غامبيا، وخلف هذه المستنقعات تقع مناطق تتصلب أراضيها في مواسم الجفاف، بينما تتحول إلى مستنقعات خلال موسم الأمطار. تتجمع المياه المالحة الناجمة عن المد والجزر بالقرب من الساحل، وتختلط مع المياه التي تحملها فيضانات نهر غامبيا، وتقضي هذه المياه المالحة التي يطلق عليها اسم بانتو فارو على التربة، وتمتد خلفها سهول رملية، على جانبي النهر باتجاه أراضي السنغال، وتغمر مياه النهر بعض المناطق الداخلية خلال موسم الأمطار والتي تستغل في زراعة الأرز. مناخ غامبيا مداري بصفة عامة، فهو حار رطب مطير من يونيو إلى نوفمبر، وبارد جاف من نوفمبر إلى مايو. تنقسم إلى خمسة أقسام رئيسة هي: وهناك منطقتان عمرانيتان لا تنضويان تحت هذا التقسيم وهما: كانت غامبيا - حتى انقلاب عام 1994 - من أقدم الديمقراطيات متعددة الأحزاب في أفريقيا. كانت تجري انتخابات كل خمس سنوات منذ الاستقلال. سيطر حزب الشعب التقدمي برئاسة الرئيس السابق جاوارا على السياسة الغامبية لنحو 30 سنة. بعد قيادة الحركة نحو الاستقلال التام عن بريطانيا، انتخب حزب الشعب التقدمي إلى السلطة، ولم يكن له أي حزب منافس حقيقي. أجريت آخر انتخابات في أبريل 1992. تتبع غامبيا سياسة عدم الانحياز بصفة رسمية منذ فترة حكم الرئيس السابق داودا جاوارا، وحافظت على علاقات وثيقة مع المملكة المتحدة، السنغال، وبلدان أفريقية أخرى. أدى انقلاب يوليو 1994 إلى توتر العلاقة مع البلاد الغربية، خاصة الولايات المتحدة، والتي علقت حتى عام 2002 أغلب المساعدات الإنسانية وفقا للمادة 508 من قانون المساعدات الخارجية. ومنذ عام 1995، أقام الرئيس جاميه علاقات دبلوماسية مع عدة بلدان أخرى، بما فيها ليبيا، تايوان وكوبا. تقوم غامبيا بدور نشط في الشؤون الدولية، وخاصة في غرب أفريقيا والشؤون الإسلامية، على الرغم من تمثيلها المحدود في الخارج. بوصفها عضوا في المنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، لعبت غامبيا دورا نشطا في الجهود التي تبذلها المنظمة لتسوية الحروب الأهلية في ليبيريا وسيراليون وساهمت بقوات في المساعدة على وقف إطلاق النار في تلك المناطق. كما سعت للتوسط في النزاعات التي جرت في غينيا بيساو المجاورة ومنطقة كازامانس في السنغال. وقد اعتقدت حكومة غامبيا أن السنغال متواطئة في محاولة الانقلاب الفاشلة في مارس 2006 مما أدى إلى وضع المزيد من الضغوط على العلاقات الغامبية - السنغالية كما تلاه وضع ضغوط أكثر على العلاقات الغامبية - الأمريكية بسبب الوضع المتدهور لحقوق الإنسان هناك. الجيش الوطني الغامبي يصل عدده إلى نحو 1900 فرد. يتكون الجيش من كتائب المشاة، الحرس الوطني والقوات البحرية، وكلها تحت سلطة وزارة الدولة لشؤون الدفاع. قبل انقلاب عام 1994، تلقى الجيش الغامبي المساعدة التقنية والتدريب من الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، جمهورية الصين الشعبية، نيجيريا وتركيا. ومع انسحاب معظم هذه المساعدات، تلقى الجيش مساعدات متجددة من تركيا ومساعدات لأول مرة من ليبيا وغيرها. هذا وقد سمحت غامبيا باستمرار اتفاقية التدريب العسكري مع ليبيا على أن تنتهي في عام 2002. شاركت القوات المسلحة الغامبية في الحرب الأهلية في ليبيريا التي كانت قد بدأت في 1992. كما شاركت أيضا في عدة عمليات أخرى لحفظ السلام مثل البوسنة، كوسوفو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، سيراليون، إريتريا وتيمور الشرقية. كذلك اشتركت غامبيا في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بعدد 150 جندي في دارفور، السودان. وتقع المسؤولية عن الأمن الداخلي وتنفيذ القانون على عاتق الشرطة الغامبية بقيادة المفتش العام للشرطة ووزير الدولة للشؤون الداخلية. هي من أفقر الدول في العالم مع معدل وفيات مرتفع. وتقع في المرتبة الأولى بين الدول المتفشية فيها مرض الملاريا. يكاد الفول السوداني أن يكون أحد أهم
https://ar.wikipedia.org/wiki/غامبيا
081608fea608018337ec98923047110d
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.781230", "source": "Wikipedia" }
غينيا بيساو
غينيا بيساو
جمهورية غينيا بيساو دولة في غرب أفريقيا على ساحل المحيط الأطلسي وواحدة من الدول الأفريقية الصغيرة تحدها السنغال من الشمال وغينيا من الجنوب والشرق والمحيط الأطلسي من الغرب كانت تسمى في الماضي (أثناء الاحتلال البرتغالي) بغينيا البرتغالية وبعد الاستقلال تم إضافة اسم العاصمة بيساو لاسم غينيا لمنع الخلط بينها وبين جارتها الإفريقية غينيا كوناكري، تعد غينيا بيساو الدولة الوحيدة الناطقة بالبرتغالية التي يشكل فيها المسلمون غالبية السكان. في يوليو 1961 شن الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا بيساو والرأس الأخضر حرب عصابات ضد الحكم البرتغالي. وفي 20 يناير 1973 اغتال منشقون عن الحزب الأفريقي زعيم الحزب أميلكار كابرال. وأعلن الحزب الأفريقي من جانب واحد استقلال غينيا بيساو. أعلن رسميا في 10 سبتمبر 1974 عن قيام الدولة وتولى لويس شقيق أميلكار كابرال الرئاسة. وفي 14 نوفمبر 1980 أطاح جواو برنادو فييرا بالرئيس لويس كابرال وتولى السلطة مجلس ثوري يهيمن عليه الجيش. أجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية متعددة الأحزاب في أغسطس 1994. فاز فييرا في انتخابات الرئاسة ضد منافسه كومبا يالا. أبتليت غينيا بيساو بالانقلابات العسكرية والاضطرابات السياسية منذ أن نالت استقلالها عن البرتغال عام 1974. تصاعدت حدة التوترات بين المؤسسة السياسية في بيساو وقوات الأمن وفي أوائل يناير 2009 حيث أعلنت قيادة القوات المسلحة أن أفراد مليشيا مكلفين بحماية الرئيس فييرا أطلقوا النار على رئيس أركان القوات المسلحة الذي كان ينتقد فييرا. أعلن في غينيا بيساو رسميا عن مقتل الرئيس جواو برناردو فييرا صباح يوم الإثنين 2 مارس 2009 برصاص العسكريين، بعد ساعات من اغتيال رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال باتيستا تاغمي ناواي في هجوم على مقر قيادة الجيش أعقبه انفجار وإطلاق نار. في 7 مايو 1999 أطاح جنود بفييرا في خلاف حول تطبيق الفترة الانتقالية. وفي 28 نوفمبر 1999 أجريت انتخابات رئاسية فاز فيها بأغلبية الأصوات في الجولة الأولى وجاء بعده زعيم الحزب الأفريقي مالام باكاي سانيا الذي قاد فترة انتقالية قصيرة. ثم يفوز يالا على سانيا في جولة الإعادة التي اجريت في يناير عام 2000. في 14 سبتمبر 2003 أعلن الجنرال فريسيمو كوريا سيابرا رئيس هيئة أركان الجيش نفسه رئيسا مؤقتا بعد أن هيمن الجيش على السلطة واعدا بإعادة النظام الدستوري بعد تأجيل متكرر للانتخابات. واستقال يالا رسميا بعد ثلاثة أيام. في 28 يوليو 2005 إعلان فوز الحاكم العسكري السابق فييرا في جولة الإعادة التي اجريت في 24 يوليو على مالام باكاي سانيا من الحزب الأفريقي. ورفض أنصار سانها النتائج وإن قبلها فيما بعد الحزب الأفريقي. في 2 نوفمبر 2006 الرئيس فييرا يعين حليفه المقرب أريستيديس غوميش رئيسا للوزراء بعد أن أقال حكومة منافسه السياسي كارول غوميش الابن في 28 أكتوبر. في 29 مارس 2007 استقال أريستيديس غوميش من رئاسة الحكومة بعد أن تحالفت ثلاثة أحزاب رئيسية منها الحزب الأفريقي ضده وسحبت الثقة من حكومته ووقعت «معاهدة الاستقرار». في 29 فبراير 2008 سحب الحزب الأفريقي تأييده لرئيس الوزراء مارتينيو ندافا كابي في خروج على معاهدة الإستقرار الموقعة قبل عام. في 27 يوليو الحزب الأفريقي المعارض يعلن انسحابه من حكومة وحدة وطنية بعد إقالة ممثلي الحزب من مناصب مالية رفيعة. في 6 اغسطس وقف العميد البحري خوسيه أمريكيو بوبو نا تشوتو قائد البحرية وتحديد إقامته في منزله. في 13 إبريل 2012 استولى جنود على مقر الإذاعة الوطنية ومقر الحزب الحاكم في البلاد، وجرت اشتباكات مسلحة بالقرب من مقر إقامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، كارلوس غوميز جونيور. تغطي المروج والمراعي حوالي نصف مساحة الأرض بينما تكسو الغابات والأحراش حوالي ثلثها. وتمتد غينيا بيساو حتى أرخبيل بيساغوس وهو عبارة عن مجموعة من الجزر الحافلة بالمعالم الطبيعية قبالة الساحل الغربي. وتخترق البلاد العديد من الأنهار، وتتوغل مياه المحيط داخل عمق اليابسة. تمثل المساحات المزروعة جزءا صغيرا من الأرض حيث تغطي السافانا المناطق الداخلية وتغطي الغابات السواحل. المناخ مداري وهو ينقسم إلى فصلين فقط. وتهطل الأمطار الموسمية مصحوبة برياح جنوبية غربية ما بين شهري يونيو ونوفمبر. يبلغ عدد سكان غينيا بيساو نحو 1,586,000 نسمة حسب إحصاء بينما إحصاء 2002 بلغ عددهم 1,345,479، ويشكل الأفارقة نحو 85% من إجمالي عدد سكان البلاد. أما النسبة الباقية، وهي 15% فتشمل معظمها الفئات التي تنحدر من أصول إفريقية وبرتغالية مزدوجة وتعرف محليا بالمولدين. وترجع الأصول السلالية للسكان الأفارقة إلى نحو عشرين مجموعة عرقية. ويأتي ترتيب هذه المجموعات العرقية من حيث الحجم على النحو التالي: البالانتا، المانجاك، الفولانيون، الماندينكا والهوسا. يرأس حكومة غينيا بيساو رئيس ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات. ويتكون البرلمان من 100 عضو ينتخبهم الشعب لفترة أربع سنوات. في 1991م وافق البرلمان على تعديل دستوري انتقلت غينيا بيساو بمقتضاه إلى النظام الديمقراطي التعددي. وقد ظل الحزب الإفريقي لاستقلال غينيا وكيب فيرد حتى تعديل الدستور الحزب السياسي الوحيد بالبلاد. ويرمز لهذا الحزب بالحروف PAIGC اختصارا لمسمى الحزب باللغة البرتغالية. منذ استقلالها عن البرتغال عام 1974، شهدت غينيا بيساو أكثر من 14 محاولة إنقلاب، 4 ناجحة وأكثر من 10 محاولات فاشلة. تنقسم غينيا بيساو إلى ثمانية أقاليم (مفردها: região جمعها regiões) وقطاع مستقل واحد (sector autónomo) وهو قطاع بيساو العاصمة. وتنقسم هذه الأقاليم إلى 37 قطاع (sector). قائمة بالأقاليم وعاصمة هذه الأقاليم في الأقواس: غينيا بيساو هي إحدى الدول الأكثر فقرا في العالم بنسبة 80% من السكان يعيشون بأقل من دولار واحد يوميا. في 16 ديسمبر 2000 أعلن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أن ديون غينيا بيساو ستخفض بمعدل 790 مليون دولار بموجب برنامج تخفيض ديون الدول الأكثر فقرا. يعتمد اقتصاد غينيا بيساو أساسا على الزراعة، وخصوصا الفلاحة وتربية الحيوان، كما لديها إمكانيات واعدة في مجالي الحراجة وصيد الأسماك. ومن بين أهم المنتجات الزراعية: الأرز، والذرة البيضاء، والفول، والمنيهوت، والبلاذر الأمريكي، والفول السوداني، والقطن، والخشب، والأسماك. ويشكل البلاذر الأمريكي بصورة خاصة أهم المنتجات التصديرية. كما تزخر البلاد بمخزون كبير من البوكسيت والفوسفات. ويتمتع نهر كوروبال بقدرات كبيرة في مجال توليد الطاقة الكهرومائية. وتعتمد غينيا بيساو على استيراد النفط على الرغم من اكتشاف بعض الحقول النفطية المشاطئة. النشاط الصناعي محدود وهو يقتصر على صناعات صغيرة مرتبطة بالزراعة لإنتاج سلع استهلاكية خفيفة. كميات كبيرة من البوكسيت والفوسفور سيتم استخراجها في بداية سنة 2010. شهدت سنوات من الانقلابات والحرب الأهلية واستخدمت في السنوات القليلة الماضية كنقطة عبور لمهربي الكوكايين من أميركا اللاتينية إلى أوروبا. عدم الاستقرار السياسي زاد خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن استغلت عصابات تهريب المخدرات القادمة من أميركا اللاتينية ضعف هيمنة الشرطة على الساحل والمطارات النائية لتهريب الكوكايين عبر أفريقيا إلى أوروبا. عصابات التهريب ذات الموارد الهائلة والمسلحة تسليحا جيدا تملك زوارق سريعة وطائرات تمكنت من شراء تعاون بعض كبار المسؤولين في الجيش والحكومة في واحدة من أفقر دول العالم.
https://ar.wikipedia.org/wiki/غينيا بيساو
93050cce84eb544ebdd71e034a940ebd
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.783318", "source": "Wikipedia" }
غينيا
غينيا
غينيا ‏ أو رسميا جمهورية غينيا ‏ هي دولة تقع في غرب أفريقيا. كانت تعرف سابقا باسم غينيا الفرنسية أما اليوم فيطلق عليها أحيانا اسم غينيا كوناكري لتمييزها عن جارتها غينيا بيساو. تنقسم البلاد إلى ثمانية مناطق إدارية تنقسم بدورها إلى 33 محافظة. العاصمة هي كوناكري عدا عن كونها أكبر مدينة والمركز الاقتصادي للبلاد. من المدن الكبرى الأخرى لابي ونزيريكوري وكانكان وكينديا ومامو وبوكي وغيكيدو. يعيش في غينيا 13 ملايين شخص ينتمون إلى 24 مجموعة عرقية، أكبر المجموعات وأبرزها هي الفولا وتشكل 43% والماندينكا 35% والسوسو 20%. تبلغ مساحة غينيا تقريبا 246,000 كيلو متر مربع على شكل هلال مقوس من حدودها الغربية على المحيط الأطلسي نحو الشرق والجنوب. تتقاسم حدودها الشمالية مع غينيا بيساو والسنغال ومالي والجنوبية مع سيراليون وليبيريا وكوت ديفوار. ينبع نهر النيجر من مرتفعات غينيا في جنوب شرق غينيا. تم تسمية غينيا على اسم منطقة غينيا. غينيا اسم تقليدي لمنطقة إفريقية تقع على طول خليج غينيا. تمتد شمالا عبر المناطق الاستوائية الحرجية وتنتهي عند الساحل. يأتي المصطلح الإنجليزي غينيا مباشرة من الكلمة البرتغالية Guiné، والتي ظهرت في منتصف القرن الخامس عشر للإشارة إلى الأراضي التي يسكنها Guineus، وهو مصطلح عام للشعوب الأفريقية السوداء جنوب نهر السنغال، على عكس سكان الشمال الذين أطلقوا عليها اسم Azenegues أو المور. كانت غينيا في الماضي جزءا من إمبراطورية غانا ثم أصبحت محمية ومستعمرة فرنسية في العام 1849 ، حتى نالت استقلالها عام 1958 . ما يعرف الآن بغينيا كان على أطراف إمبراطوريات غرب إفريقيا الكبرى. أقدمها، إمبراطورية غانا، نمت على التجارة لكنها سقطت في النهاية بعد توغلات متكررة من المرابطين. في هذه الفترة وصل الإسلام لأول مرة إلى المنطقة عن طريق تجار شمال إفريقيا. ازدهرت إمبراطورية سوسو لفترة وجيزة في الفراغ الناتج، ولكن برزت إمبراطورية مالي عندما هزم سوندياتا كيتا حاكم سوسو سوماورو كنتي في معركة كيرينا، في عام 1235. حكم مانسا (الأباطرة) إمبراطورية مالي، وكان أبرزهم منسا موسى، الذي حج إلى مكة عام 1324. بعد فترة وجيزة من حكمه، بدأت إمبراطورية مالي في التدهور وحل محلها في نهاية المطاف الدول التابعة لها في القرن الخامس عشر. كانت أنجح هذه الإمبراطورية هي إمبراطورية سونغاي، التي وسعت قوتها من حوالي عام 1460 وتجاوزت في النهاية إمبراطورية مالي في كل من الأرض والثروة. استمرت في الازدهار حتى نشبت حرب أهلية، على الخلافة، في أعقاب وفاة أسكيا داوود عام 1582. سقطت الإمبراطورية الضعيفة في أيدي الغزاة من المغرب في معركة تونديبي، بعد ثلاث سنوات فقط. أثبت المغاربة أنهم غير قادرين على حكم المملكة بفعالية، وانقسموا إلى العديد من الممالك الصغيرة. بعد سقوط الإمبراطوريات الكبرى في غرب إفريقيا، تواجدت ممالك مختلفة فيما يعرف الآن بغينيا. هاجر مسلمو الفولاني إلى فوتا جالون في غينيا الوسطى، وأسسوا دولة إسلامية من عام 1727 إلى عام 1896، بدستور مكتوب وحكام مناوبين. كانت سلطنة واسولو قصيرة العمر (1878-1898)، بقيادة ساموري توري في منطقة الشعب الماندينغي التي تسكنها أغلبية ما يعرف الآن بغينيا العليا وجنوب غرب مالي. انتقلت إلى ساحل العاج قبل أن يغزوها الفرنسيون. وصل التجار الأوروبيون في القرن السادس عشر. تم تصدير العبيد للعمل في مكان آخر. استخدم التجار ممارسات العبودية الإقليمية. بدأت الفترة الاستعمارية لغينيا بالتوغل العسكري الفرنسي في المنطقة في منتصف القرن التاسع عشر. تم تأكيد الهيمنة الفرنسية من خلال هزيمة جيوش ساموري توري، مانسا ولاية واسولو في عام 1898، مما أعطى فرنسا السيطرة على ما هو اليوم غينيا والمناطق المجاورة. تفاوضت فرنسا على حدود غينيا الحالية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مع البريطانيين من أجل سيراليون، والبرتغاليين من أجل مستعمرتهم في غينيا (غينيا بيساو حاليا) وليبيريا. في ظل الحكم الفرنسي، شكلت البلاد إقليم غينيا داخل غرب إفريقيا الفرنسية، يديره حاكم عام مقيم في داكار. الملازم هو حاكم يدير المستعمرات الفردية، بما في ذلك غينيا. كان الرئيس أحمد سيكو توري مدعوما من الدول الشيوعية، وفي عام 1961، زار يوغوسلافيا. في عام 1958، انهارت الجمهورية الفرنسية الرابعة بسبب عدم الاستقرار السياسي وفشلها في التعامل مع مستعمراتها، وخاصة الهند الصينية والجزائر. كان تأسيس الجمهورية الخامسة مدعوما من قبل الشعب الفرنسي، بينما أوضح الرئيس الفرنسي شارل ديغول في 8 أغسطس 1958 أن المستعمرات الفرنسية ستمنح خيارا صارخا بين المزيد من الحكم الذاتي في المجتمع الفرنسي الجديد أو الاستقلال الفوري في الاستفتاء المقرر عقده في 28 سبتمبر 1958. اختارت المستعمرات الأخرى الخيار الأول، لكن غينيا صوتت بأغلبية ساحقة من أجل الاستقلال. انسحب الفرنسيون بسرعة، وفي 2 أكتوبر 1958، أعلنت غينيا نفسها جمهورية مستقلة وذات سيادة، مع سيكو توري كرئيس. ردا على التصويت على الاستقلال، كان المستوطنون الفرنسيون في غينيا دراماتيكيين للغاية في قطع العلاقات مع غينيا. لاحظت واشنطن بوست مدى وحشية الفرنسيين في تمزيق كل ما اعتقدوا أنه مساهماتهم في غينيا: «كرد فعل، وكتحذير للأقاليم الأخرى الناطقة بالفرنسية، انسحب الفرنسيون من غينيا خلال فترة شهرين، أخذوا معهم كل ما في وسعهم. فكوا المصابيح الكهربائية، وأزالوا مخططات أنابيب الصرف الصحي في العاصمة كوناكري، بل وأحرقوا الأدوية بدلا من تركها للغينيين». بعد ذلك، سرعان ما انضمت غينيا إلى الاتحاد السوفيتي واعتمدت سياسات اشتراكية. لكن هذا التحالف لم يدم طويلا، حيث تحركت غينيا نحو النموذج الصيني للاشتراكية. على الرغم من ذلك، استمرت البلاد في تلقي استثمارات من البلدان الرأسمالية، مثل الولايات المتحدة. بحلول عام 1960، أعلن توري أن الحزب الديمقراطي الغيني هو الحزب السياسي القانوني الوحيد في البلاد، وعلى مدار الأربع وعشرين عاما التالية، كانت الحكومة مكونة من حزب واحد. أعيد انتخاب توري دون معارضة لأربع فترات لمدة سبع سنوات كرئيس، وكل خمس سنوات تم تزويد الناخبين بقائمة واحدة لمرشحي الحزب للجمعية الوطنية. من خلال الدعوة إلى الاشتراكية الأفريقية الهجينة محليا وعموم إفريقيا في الخارج، سرعان ما أصبح توري زعيما مستقطبا، حيث أصبحت حكومته غير متسامحة مع المعارضة، وسجن الآلاف وخنق الصحافة. طوال الستينيات، قامت الحكومة الغينية بتأميم الأرض، وإزاحة القادة المعينين من قبل فرنسا والزعماء التقليديين من السلطة، وتوترت العلاقات مع الحكومة الفرنسية والشركات الفرنسية. اعتمدت حكومة توريه على الاتحاد السوفيتي والصين للمساعدة في تطوير البنية التحتية، ولكن تم استخدام الكثير من هذا لأغراض سياسية وليست اقتصادية، مثل بناء الملاعب الكبيرة لعقد التجمعات السياسية. وفي الوقت نفسه، تراجعت الطرق والسكك الحديدية وغيرها من البنية التحتية في البلاد، وركود الاقتصاد. في 22 نوفمبر 1970، شنت القوات البرتغالية من غينيا البرتغالية المجاورة عملية البحر الأخضر، وهي غارة على كوناكري من قبل عدة مئات من قوات المعارضة الغينية المنفية. من بين أهدافهم، أراد الجيش البرتغالي قتل أو القبض على سيكو توري بسبب دعمه للحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر، وهو حركة استقلال وجماعة متمردة نفذت هجمات داخل غينيا البرتغالية من قواعدها في غينيا. بعد قتال عنيف، تراجعت القوات المدعومة من البرتغال، وأطلقت سراح العشرات من أسرى الحرب البرتغاليين الذين كانوا محتجزين من قبل الحزب الأفريقي لاستقلال غينيا والرأس الأخضر في كوناكري، ولكن دون الإطاحة بتوري. في السنوات التي أعقبت الغارة، نفذت حكومة توري عمليات تطهير واسعة النطاق، وقتل ما لا يقل عن خمسين ألف شخص (واحد في المائة من إجمالي سكان غينيا). وسجن عدد لا يحصى من الآخرين وتعرضوا للتعذيب. في كثير من الأحيان في حالة الأجانب، أجبروا على مغادرة البلاد، بعد إلقاء القبض على زوجاتهم الغينية ووضع أطفالهم في عهدة الدولة. في عام 1977، أدى الاقتصاد المتدهور، والقتل الجماعي، والجو السياسي الخانق، والحظر المفروض على جميع المعاملات الاقتصادية الخاصة إلى ثورة السوق النسائية، وهي سلسلة من أعمال الشغب المناهضة للحكومة التي بدأتها نساء يعملن في سوق المدينة في كوناكري. دفع هذا توريه إلى إجراء إصلاحات كبيرة. تأرجح توريه من دعم الاتحاد السوفيتي إلى دعم الولايات المتحدة. شهدت أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات بعض الإصلاحات الاقتصادية، لكن سيطرة توري المركزية على الدولة ظلت قائمة. حتى العلاقة مع فرنسا تحسنت. بعد انتخاب فاليري جيسكار ديستان رئيسا لفرنسا، زادت التجارة وتبادل البلدان الزيارات الدبلوماسية. توفي سيكو توري في 26 مارس 1984، بعد إجراء عملية جراحية في القلب في الولايات المتحدة، وحل محله رئيس الوزراء لويس لانسانا بيافوغي، الذي كان سيشغل منصب الرئيس المؤقت، بانتظار إجراء انتخابات جديدة. كان من المقرر أن ينتخب الحزب الديمقراطي الغيني زعيما جديدا في 3 أبريل 1984. وبموجب الدستور، كان هذا الشخص هو المرشح الوحيد لمنصب الرئيس. ومع ذلك، قبل ساعات من ذلك الاجتماع، استولى العقيدان لانسانا كونتي وديارا تراوري على السلطة في انقلاب أبيض. تولى كونتي منصب الرئيس، مع تولي تراوري منصب رئيس الوزراء، حتى ديسمبر. استنكر كونتي على الفور سجل النظام السابق في مجال حقوق الإنسان، وأطلق سراح مائتين وخمسين سجينا سياسيا وشجع ما يقرب من مائتي ألف آخرين على العودة من المنفى. كما أوضح الابتعاد عن الاشتراكية. هذا لم يفعل شيئا يذكر للتخفيف من حدة الفقر، ولم تظهر البلاد أي بوادر فورية على التحرك نحو الديمقراطية. في عام 1992، أعلن كونتي العودة إلى الحكم المدني، من خلال انتخابات رئاسية في عام 1993، تلتها انتخابات برلمانية في عام 1995 (فاز فيها حزبه - حزب الوحدة والتقدم - 71 مقعدا من أصل 114 مقعدا). عل الرغم من إدعاء الديمقراطية، ظلت قبضة كونتي على السلطة مشددة. في سبتمبر 2001، سجن زعيم المعارضة ألفا كوندي بتهمة تعريض أمن الدولة للخطر، على الرغم من العفو عنه بعد 8 أشهر. بعد ذلك أمضى فترة في المنفى في فرنسا. في عام 2001، نظم كونتي استفتاء وفاز به لإطالة فترة الرئاسة، وفي عام 2003، بدأ ولايته الثالثة، بعد مقاطعة الانتخابات من قبل المعارضة. في يناير 2005، نجا كونتي من محاولة اغتيال مشتبه بها بينما ظهر علنيا في العاصمة كوناكري. وزعم خصومه أنه كان «ديكتاتورا منهكا»، كان رحيله حتميا، في حين اعتقد أنصاره أنه كان ينتصر في معركة مع المنشقين. كانت لا تزال غينيا تواجه مشاكل حقيقية للغاية، ووفقا لمجلة فورين بوليسي، كانت في خطر أن تصبح دولة فاشلة. في عام 2000، تورطت غينيا في حالة عدم الاستقرار التي عصفت بباقي دول غرب إفريقيا لفترة طويلة، حيث عبر المتمردون الحدود مع ليبيريا وسيراليون. بدا لبعض الوقت أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية. ألقى كونتي باللوم على قادة الدول المجاورة في اشتهاءهم للموارد الطبيعية في غينيا، على الرغم من نفي هذه المزاعم بشدة. في عام 2003، وافقت غينيا على خطط مع جيرانها لمواجهة المتمردين. في عام 2007، كانت هناك احتجاجات كبيرة ضد الحكومة، مما أدى إلى تعيين رئيس وزراء جديد. شهدت البلاد في 23 ديسمبر 2008 وفاة الرئيس لانسانا كونتي بعد صراع مع المرض ليخلف فراغا في السلطة التي تسلمها قرابة الربع قرن. وبعد ساعات من الإعلان رسميا عن وفاة الرئيس لإنسانا كونتي أعلن نقيب في الجيش يدعى موسى داديس كامارا عبر الإذاعة الحكومية في كوناكري «حل الحكومة.. ووقف العمل بالدستور.. ووقف الأنشطة السياسية والنقابية..» وتشكيل مجلس استشاري باسم «المجلس القومي للتنمية والديمقراطية» يضم عسكريين ومدنيين لإدارة شؤون البلاد. وأكد أن القادة العسكريين لا ينوون الاستمرار في الحكم أكثر من عامين إلى حين إجراء انتخابات رئاسية نزيهة شفافة بنهاية عام 2010 . وأعلن قائد الانقلابيين حظر تجول ليلي في جميع أنحاء البلاد، كما وجه إنذارا إلى القوات الموالية للحكومة التي تم حلها من اللجوء إلى استخدام مرتزقة لمحاولة العودة إلى السلطة. واستدعى المجلس العسكري وزراء الحكومة وكبار الضباط إلى الثكنة العسكرية المركزية«الفا يحيى جالو» بالعاصمة بداعي الحرص على أمنهم وسلامتهم الشخصية. وفي 24 ديسمبر عين الانقلابيون زعيمهم النقيب موسى داديس كامارا رئيسا جديدا للبلاد. وبعد أيام فقط من نجاح الانقلاب، قام الرئيس الجديد بسلسلة من الإجراءات أهمها: كادت غينيا تقع في براثن حرب أهلية لدى تعرض متظاهرين مطالبين بالديمقراطية لمذبحة على أيدي الجيش في 28 سبتمبر 2009 وكانت قوات الأمن في غينيا قد قتلت أكثر من 150 شخصا تجمعوا في مظاهرة معارضة للمجلس العسكري الحاكم بملعب العاصمة كوناكري، واغتصبت عشرات النساء، حسب ما ذكرته الأمم المتحدة وجماعات لحقوق الإنسان وبعد هذه الأحداث بأسابيع، أصيب رئيس المجلس العسكري الحاكم موسى داديس كمارا عندما أطلق مساعده النار عليه في محاولة فاشلة لاغتياله. وقد تعهد خليفته سيكوبا كوناتي الذي يدعمه الغرب بإعادة السلطة إلى المدنيين. أجريت الانتخابات الرئاسية في 27 يونيو، مع إجراء انتخابات ثانية في 7 نوفمبر، بسبب مزاعم بتزوير الانتخابات. كان إقبال الناخبين مرتفعا، وسارت الانتخابات بسلاسة نسبيا. وفاز ألفا كوندي زعيم حزب تجمع الشعب الغيني المعارض بالانتخابات ووعد بإصلاح قطاع الأمن
https://ar.wikipedia.org/wiki/غينيا
956edc00c5d712af0b78cdb73dcf0045
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.857161", "source": "Wikipedia" }
سيراليون
سيراليون
سيراليون ‏ هي دولة تقع على الساحل الجنوبي الغربي لغرب إفريقيا. تحدها ليبيريا من الجنوب الشرقي وغينيا من الشمال الشرقي. تتمتع سيراليون بمناخ استوائي مع بيئة متنوعة تتراوح بين السافانا والغابات المطيرة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 71,740 كيلومتر مربع (27,700 ميل2) ويبلغ عدد سكانها 7,092,113 اعتبارا من عام 2015. وعاصمتها وأكبر مدنها هي فريتاون. وتنقسم الدولة إلى خمس مناطق إدارية مقسمة إلى ستة عشر منطقة. وهي جمهورية دستورية لها برلمان من مجلس واحد، ورئيس يتنخب بشكل مباشر. حصلت سيراليون على استقلالها عن المملكة المتحدة في 27 أبريل 1961، بقيادة ميلتون مارجاي الذي أصبح أول رئيس وزراء للبلاد. عقدت سيراليون أول انتخابات عامة كدولة مستقلة في 27 مايو 1962. ثم حكم سياكا ستيفنز البلاد في الفترة بين 1968-1985، وخلال الفترة التي قضاها في السلطة، قمع خصومه السياسيين ومنتقدي حكومته، وأغلقت وسائل الإعلام التي تنتقد حكومته. وتم إعدام العديد من كبار الضباط العسكريين الذين اعتبرهم تهديدا لرئاسته بعد إدانتهم بعدة مؤامرات انقلابية مزعومة. وفي 19 أبريل 1971، ألغت حكومة ستيفنز النظام البرلماني في سيراليون وأعلنت سيراليون جمهورية رئاسية. ومن عام 1978 إلى عام 1985، كان حزب مؤتمر ستيفنز لعموم الشعب هو الحزب السياسي القانوني الوحيد في سيراليون. عادت البلاد إلى الديمقراطية عندما سلم المجلس العسكري بقيادة بيو الرئاسة لأحمد تيجان كبه من حزب الشعب السيراليوني بعد فوزه في انتخابات عام 1996. ثم أطاح الجيش السيراليوني بالرئيس كبه في انقلاب 25 مايو 1997، وأصبح اللواء جوني بول كوروما الحاكم العسكري للبلاد. ثم تحالفت القوات المسلحة لغرب إفريقيا بقيادة نيجيريا وأعاد الرئيس كبه إلى منصبه بالقوة العسكرية في فبراير 1998، وأعدم قادة الانقلاب الذين أطاحوا به. وفي يناير 2002، أعلن الرئيس كبه رسميا انتهاء الحرب الأهلية. وتسكن ستة عشر مجموعة عرقية سيراليون، أكبر مجموعتين وأكثرها تأثيرا هما شعوب تيمني وميندي. وحوالي 2% من سكان البلاد هي الكريول. واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية المستخدمة في المدارس والإدارة الحكومية؛ بينما الكريولية هي اللغة الأكثر انتشارا في جميع أنحاء سيراليون، ويتحدث بها 97% من سكان البلاد. وسيراليون دولة ذات غالبية مسلمة تبلغ 78٪، مع أقلية مسيحية تبلغ 22٪. وتعتبر الدولة واحدة من أكثر الدول تسامحا دينيا في العالم. والأعياد الإسلامية والمسيحية الرئيسية هي أيام العطل الرسمية، بما في ذلك عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد، وعيد القيامة. تعد سيراليون منتج رئيسي للالماس، التيتانيوم، البوكسيت والذهب، ولديها واحدة من أكبر شركات الروتيل في العالم. وعلى الرغم من ثروتها المعدنية، يعيش حوالي 70% من سكان البلاد في فقر. وسيراليون عضو في العديد من المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، واتحاد نهر مانو، ودول الكومنولث، والبنك الأفريقي للتنمية، ومنظمة التعاون الإسلامي. يتكون اسم البلاد «سيراليون» من مقطعين هما «سيرا» ومعناها الحرفي قمة الجبل «ليون» ومعناها الحرفي الأسد، (وبالتالي يعني الاسم حرفيا «قمة الأسد»)، وذلك للتشبيه بين صوت الرعد على قمم جبالها وزئير الأسود، وأول من أطلق عليها هذا الاسم كان الرحالة البرتغالي بيدرو دي سينترا الذي أطلق عليها أصلا في عام 1462 اسم «سيرا ليوا» وهي كلمة برتغالية تعني حرفيا "جبال اللبؤة"، الاسم الحالي للبلاد مشتق من التهجئة البندقية التي قدمها الرحالة البندقي ألفيزي كاداموستو ثم نسخها صانعو الخرائط الأوروبيون الآخرون، أما أهل البلاد فيطلقون عليها «رومادونج» أي الجبل. تظهر الاكتشافات الأثرية أن سيراليون كانت مأهولة بالسكان تقريبا وبشكل مستمر لما لا يقل عن 2500 عام، من قبل المجتمعات التي هاجرت من أجزاء أخرى من أفريقيا. وبحلول القرن التاسع استخدام الحديد، وبحلول عام 1000، كانت المحاصيل تزرع على طول الساحل. وبمرور الوقت، تغير المناخ بشكل كبير، مما أدى إلى تغيير الحدود بين المناطق البيئية المختلفة، مما أثر على الهجرة والغزو. واعتبرت الغابات المطيرة الاستوائية الكثيفة وبيئة المستنقعات في سيراليون غير قابلة للاحتراق؛ كما أنها كانت تستضيف ذبابة التسي تسي، التي حملت مرضا قاتلا للخيول التي كان يستخدمها شعب ماندي. هذه البيئة حمت شعبها من غزو ماندي والإمبراطوريات أفريقية الأخرى، ووصل الإسلام سيراليون من الشمال من قبل المرابطين والتجار والمهاجرين من الشمال والشرق، وأصبح متبعا على نطاق واسع في القرن الثامن عشر. كانت الاتصالات الأوروبية مع سيراليون في القرن الخامس عشر من بين أولى الاتصالات في غرب أفريقيا. غفي عام 1462، رسم المستكشف البرتغالي بيدرو دي سينترا خرائط للتلال المحيطة بما يعرف الآن بميناء فريتاون، وأطلق على التكوين الشكل Serra da Leoa أو "Serra Leoa". بعد فترة وجيزة من رحلة سينترا الاستكشافية، وصل التجار البرتغاليون إلى الميناء. وبحلول عام 1495 قاموا ببناء مركز تجاري محصن على الساحل. وكانت الدول تستخدم ساحل سيراليون كنقطة لتجارة العبيد. وفي عام 1562، بدأ الإنجليز بتجارة المثلث عندما قام الأدميرال السير جون هوكنز من البحرية الملكية بنقل 300 مستعبد أفريقي إلى مستعمرة سانتو دومينغو الإسبانية في هيسبانيولا في البحر الكاريبي. في أواخر القرن الثامن عشر، طالب العديد من الأمريكيين الأفارقة بحماية التاج البريطاني. وفي عام 1787 أسس التاج البريطاني مستوطنة في سيراليون تسمي " كلاين تاون. كانت تهدف إلى إعادة توطين بعض " الفقراء السود في لندن"، وبعضهم من الأمريكيين الأفارقة الذين أطلق البريطانيون سراحهم خلال الحرب. ووصل حوالي 400 من السود 60 من البيض إلى سيراليون في 15 مايو 1787. وضمت المجموعة أيضا بعض الهنود الغربيين من أصل أفريقي من لندن. وبعد أن أسسوا مدينة جرانفيل، ومات معظم المستعمرين الأوائل بسبب المرض والحرب مع الشعوب الأفريقية الأصلية. ثم أنشأ المستعمرون ال64 المتبقون مدينة جرانفيل ثانية. ثم بنى المستوطنون مدينة فريتاون بالأساليب التي عرفوها من حياتهم في الجنوب الأمريكي. وتمتع المستوطنون السود في سيراليون بقدر أكبر من الاستقلال حيث كانوا أكثر انخراطا في السياسة. ومع ذلك، كانت العملية الأولية لبناء فريتاون صعبة. حيث لم يوفر التاج ما يكفي من الإمدادات والمؤن الأساسية، وكان المستوطنون يتعرضون باستمرار للتهديد من قبل تجارة الرقيق غير القانونية وخطر إعادة الاستعباد. وفي تسعينيات القرن الثامن عشر، صوت المستوطنون لأول مرة في الانتخابات. كانت مستوطنة سيراليون في القرن التاسع عشر فريدة من نوعها من حيث أن السكان كانوا يتألفون من الأفارقة الذين تم إحضارهم إلى المستعمرة بعد إلغاء بريطانيا لتجارة الرقيق في عام 1807. وفي أوائل القرن التاسع عشر، عملت فريتاون كمقر إقامة الحاكم الاستعماري البريطاني للمنطقة، الذي كان يدير أيضا ساحل الذهب (غانا حاليا) ومستعمرة غامبيا. وتطورت سيراليون كمركز تعليمي لغرب إفريقيا البريطانية. حيث أنشأ البريطانيون كلية فوره باي في عام 1827، والتي سرعان ما أصبحت نقطة جذب للأفارقة الناطقين بالإنجليزية على الساحل الغربي. ولأكثر من قرن، كانت الجامعة الوحيدة ذات الطراز الأوروبي في غرب إفريقيا. وبعد مؤتمر برلين 1884، قررت المملكة المتحدة أنها بحاجة إلى فرض المزيد من السيادة على المناطق الداخلية، وفي عام 1896 ضمت هذه المناطق، وأعلنتها محمية سيراليون. وأثناء الضم البريطاني لسيراليون، كان هناك العديد من الزعماء في الجزء الشمالي والجنوبي من البلاد. وأدت هزيمتي شعبي التيمني والميندي في حرب (Hut Tax) إلى إنهاء المقاومة ضد والحكومة الاستعمارية، لكن أعمال الشغب والاضطرابات العمالية استمرت طوال الفترة الاستعمارية. وكانت أكبرها هي أعمال الشغب في عامي 1955 1956. وفي عام 1924، قسمت حكومة المملكة المتحدة سيراليون إلى مستعمرة ومحمية، مع أنظمة سياسية مختلفة محددة دستوريا لكل منهما. وكانت المستعمرة هي فريتاون ومنطقتها الساحلية. تم تعريف المحمية على أنها المناطق النائية التي يسيطر عليها الزعماء المحليون. وتصاعد العداء بين الكيانين في عام 1947، عندما تم تقديم مقترحات لتوفير نظام سياسي واحد لكل من المستعمرة والمحمية. وفي عام 1951، اجتمع قادة المحمية، بما في ذلك ميلتون مارغاي، لامينا سانكوه، سياكا ستيفنز، محمد سانوسي مصطفى، ليشكلوا الحزب الشعبي لسيراليون. وتفاوضت قيادة الحزب الشعبي، بقيادة ميلتون مارجاي، مع البريطانيين والمستعمرة لتحقيق الاستقلال. وبعد المفوضات أشرف ماجاري في نوفمبر 1951 على صياغة دستور جديد، والذي وحد الهيئات التشريعية الخاصة بالمستعمرة والمحمية. وفي عام 1953، منحت سيراليون الحكم الذاتي وانتخب مارغاي رئيسا للوزراء. وكفل الدستور الجديد لسيراليون وجود نظام برلماني داخل الكومنولث. وفي مايو 1957، أجريت أول انتخابات برلمانية في سيراليون. وفاز بها الحزب الشعبي لسيراليون، الذي كان آنذاك الحزب السياسي الأكثر شعبية في مستعمرة سيراليون، وأعيد انتخاب مارغاي رئيسا للوزراء بأغلبية ساحقة. في 20 أبريل 1960، قاد ميلتون مارجاي وفدا سيراليونيا مؤلفا من 24 عضوا في المفوضات التي عقدت مع الملكة إليزابيث الثانية ووزير المستعمرات البريطانية إيان ماكلويد في لندن. وفي ختام المحادثات في 4 مايو 1960، وافقت المملكة المتحدة على منح سيراليون الاستقلال في 27 أبريل 1961. في 27 أبريل 1961، أصبح ميلتون مارجاي أول رئيس وزراء للبلاد. واحتفظ دومينيون سيراليون بالنظام البرلماني وكان عضوا في الكومنولث. وفي مايو 1962، أجرت سيراليون أول انتخابات عامة لها كدولة مستقلة. وفاز بها حزب شعب سيراليون، وأعيد انتخابه ميلتون مارجاي رئيسا للوزراء. بعد وفاة ميلتون مارجاي في عام 1964، تم تعيين أخيه غير الشقيق، ألبرت مارغاي، رئيسا للوزراء من قبل البرلمان. في عام 1967، اندلعت أعمال شغب في فريتاون ضد سياسات مارغاي. ردا على ذلك أعلن حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. واتهم ألبرت بالفساد وباتباع سياسة التمييز الإيجابي لصالح مجموعته العرقية الميندي. وعلى الرغم من حصوله على الدعم الكامل من قوات الأمن في البلاد، فقد دعا إلى انتخابات حرة ونزيهة. فاز حزب المؤتمر الشعبي العام، مع زعيمه سياكا ستيفنز، بفارق ضئيل من المقاعد في البرلمان على الحزب الشعبي لسيراليون في الانتخابات العامة التي جرت في عام 1967. فأدى ستيفنز اليمين الدستورية كرئيس للوزراء في 21 مارس 1967. وفي غضون ساعات بعد توليه منصبه، أطيح بستيفنز في انقلاب عسكري بقيادة ديفيد لانسانا، قائد القوات المسلحة السيراليونية. الذي كان كان حليفا وثيقا لألبرت مارغاي. ووضع لانسانا ستيفنز قيد الإقامة الجبرية في فريتاون وعند إطلاق سراحه، ذهب ستيفنز إلى المنفى في غينيا. وفي 23 مارس 1967، قامت مجموعة من الضباط العسكريين في جيش سيراليون بقيادة أندرو جوكسون سميث، بالاستيلاء على الحكومة، واعتقلوا لانسانا وعلقوا الدستور. وأنشأت المجموعة مجلس الإصلاح الوطني، مع أندرو جوكسون سميث كرئيس له ورئيس للبلاد. وفي 18 أبريل 1968، أطاحت مجموعة من الجنود ذوي الرتب المنخفضة في جيش سيراليون أطلقوا على أنفسهم اسم الحركة الثورية لمكافحة الفساد، بقيادة العميد جون أمادو بانجورا، بمجلس الإصلاح الوطني. أعادوا الدستور وأعادوا السلطة إلى ستيفنز، الذي تولى منصب رئيس الوزراء. تولى ستيفنز السلطة مرة أخرى في عام 1968، بعد العودة إلى الحكم المدني، أجريت انتخابات فرعية وتم تعيين مجلس وزراء يضم كل أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام. وفي نوفمبر 1968، أدت الاضطرابات في المقاطعات ستيفنز إلى إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد. وفي أبريل 1971، تم اعتماد دستور جمهوري جديد أصبح ستيفنز بموجبه رئيسا. وفي الانتخابات الفرعية التي أجريت عام 1972، اشتكى الحزب الشعبي لسيراليون المعارض من التخويف وعرقلة الإجراءات من قبل المؤتمر الشعبي العام والميليشيات. وتفاقمت هذه المشاكل لدرجة أن الحزب الشعبي لسيراليون قاطع الانتخابات العامة لعام 1973؛ ونتيجة لذلك، فاز حزب المؤتمر الشعبي العام 84 مقعدا من أصل 85 مقعدا. فشلت مؤامرة مزعومة للإطاحة بالرئيس ستيفنز عام 1974 وأعدم قادتها. وفي منتصف عام 1974، تمركز الجنود الغينيون، بناء على طلب ستيفنز، في البلاد للمساعدة في الحفاظ على قبضته على السلطة، حيث كان ستيفنز حليفا وثيقا للرئيس الغيني آنذاك أحمد سيكو توري. وفي مارس 1976، تم انتخاب ستيفنز لولاية ثانية مدتها خمس سنوات. وفي 19 يوليو 1975 تم إعدام 14 من كبار المسؤولين في الجيش والحكومة، بما في ذلك ديفيد لانسانا، ووزير الحكومة السابق محمد سوري فورنا، والعميد إبراهيم باش تقي، والملازم حبيب لانسانا كامارا بعد إدانتهم بمحاولة انقلاب. وتم نشر قسم الأمن الخاص بستيفنز في جميع أنحاء سيراليون لإخماد أي تمرد أو احتجاج ضد حكومة ستيفنز. وتمت الدعوة إلى انتخابات عامة في وقت لاحق من ذلك العام وفاز حزب المؤتمر الشعبي العام 74 مقعدا. وفي عام 1978، وافق البرلمان الذي يهيمن عليه حزب المؤتمر الشعبي العام على دستور جديد يجعل البلاد دولة ذات حزب واحد. جعل دستور عام 1978 حزب المؤتمر الشعبي العام هو الحزب السياسي القانوني الوحيد في سيراليون. وأدت هذه الخطوة إلى مظاهرة كبيرة أخرى ضد الحكومة في أجزاء كثيرة من البلاد، ولكن تم قمعها أيضا من قبل الجيش وقوة ستيفنز الخاصة. وتقاعد سياكا ستيفنز في نوفمبر 1985 بعد أن ظل في السلطة لمدة ثمانية عشر عاما. وعين حزب المؤتمر الشعبي العام مرشحا رئاسيا جديدا لخلافة ستيفنز في مؤتمر المندوبين الأخير الذي عقد في فريتاون في نوفمبر 1985. وكان المرشح هو اللواء جوزيف سيدو موموه. قائد القوات المسلحة السيراليونية، وبصفته المرشح الوحيد، تم انتخاب موموه رئيسا بدون معارضة وأدى اليمين باعتباره ثاني رئيس لسيراليون في 28 نوفمبر 1985 في فريتاون. أجريت انتخابات برلمانية من حزب واحد بين أعضاء حزب المؤتمر الشعبي العام في مايو 1986. وعين الرئيس موموه زميله العسكري السابق محمد تراوالي ليخلفه في منصب قائد جيش سيراليون. واتسمت السنوات الأولى لإدارة موموه بالفساد. بعد محاولة مزعومة للإطاحة بالرئيس موموه في مارس 1987، تم القبض على أكثر من 60 من كبار المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك نائب الرئيس فرانسيس مينا، الذي تمت إقالته من منصبه، وأدين بالتخطيط للانقلاب، وأعدم شنقا في عام 1989 إلى جانب خمسة آخرين. في أكتوبر 1990، بسبب الضغوط المتزايدة من داخل وخارج البلاد للإصلاح السياسي والاقتصادي، أنشأ الرئيس موموه لجنة
https://ar.wikipedia.org/wiki/سيراليون
b59f42dda7bb7e3ec7c3b0ec3cec63b6
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.867253", "source": "Wikipedia" }
ليبيريا
ليبيريا
ليبيريا ‏ أو رسميا جمهورية ليبيريا ‏ هي دولة في غرب أفريقيا. تحدها سيراليون من الغرب وغينيا من الشمال وساحل العاج من الشرق. يتألف الخط الساحلي الليبيري في معظمه من غابات الأيكة الساحلية بينما يتألف الداخل الكثيف بالسكان من غابات تنفتح على هضبة من المروج الأجف. تمتلك البلاد 40% من غابات غينيا العليا المطيرة المتبقية. تتمتع ليبيريا بمناخ استوائي حار مع هطول غزير للأمطار خلال موسم الأمطار بين مايو وأكتوبر ورياح هارماتان القاسية في بقية العام. تبلغ مساحة ليبيريا 111,369 كم2 وهي موطن لحوالي 3.7 مليون نسمة. اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية، في حين يتحدث بأكثر من 30 من لغات السكان الأصليين داخل البلد. تعد ليبيريا واحدة من دولتين حديثتين في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء خارج نطاق التدافع الأوروبي الغربي على أفريقيا، والأخرى هي إثيوبيا. ابتداء من عام 1820، استعمرت ليبيريا من قبل العبيد الأمريكيين الأحرار من الولايات المتحدة بمساعدة من جمعية الاستعمار الأمريكية وهي منظمة خاصة اعتقدت بأن العبيد السابقين سيحصلون على المزيد من الحرية والمساواة في أفريقيا. وهو أصل تسمية البلاد بليبيريا المستمدة من الكلمة الإنجليزية الأمريكية ليبرتي ‏ والتي تعني حرفيا الحرية. كما أرسل العبيد المحررون من سفن العبيد هناك بدلا من إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية. في عام 1847، أعلن هؤلاء المستعمرون استقلال جمهورية ليبيريا عن حكم الولايات المتحدة الاستعماري وأقاموا حكومة على غرار نظيرتها في الولايات المتحدة وسموا العاصمة مونروفيا تيمنا بجيمس مونرو خامس رئيس للولايات المتحدة ومؤيد بارز للاستعمار. احتكر المستعمرون والمعروفون أيضا باسم الليبيريين الأمريكيين القطاعات السياسية والاقتصادية في البلاد على الرغم من أنهم لم يشكلوا سوى نسبة ضئيلة من السكان. بدأت الدولة عملية التحديث في أربعينيات القرن الماضي في أعقاب استثمار من قبل الولايات المتحدة أثناء الحرب العالمية الثانية وكذلك تحرير الاقتصاد في عهد الرئيس وليام توبمان. كانت ليبيريا عضوا مؤسسا للأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية. أطاح انقلاب عسكري بالمؤسسة الليبيرية الأمريكية في عام 1980، مما طلق بداية عهد من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي وحربين أهليتين متعاقبتين خلفتا ما يقرب من 250,000 قتيل ودمرتا اقتصاد البلاد. أدى اتفاق سلام عام 2003 لإجراء انتخابات ديمقراطية في عام 2005. تتعافى ليبيريا اليوم من آثار الحرب الأهلية والتفكك الاقتصادي ذو الصلة حيث يعيش حوالي 85% من السكان تحت خط الفقر الدولي. يعود سجل التاريخ البشري في ساحل الحبوب على الأقل إلى القرن الثاني عشر وربما لوقت سابق. توسع الشعب الناطق بالميندي غربا من السودان مما أجبر العديد من الجماعات العرقية الأصغر بالفرار جنوبا باتجاه المحيط الأطلسي. سجل وصول شعوب داي وباسا وكرو وغولا وكيسي بداية. مما زاد هذا التدفق انهيار الإمبراطورية السودانية المالية الغربية عام 1375 ولاحقا في 1591 مع إمبراطورية سونغاي. بالإضافة إلى ذلك، خضعت المناطق الداخلية للتصحر واضطر السكان للانتقال إلى الساحل الرطبة. جلب هؤلاء السكان مهارات جديدة مثل غزل القطن ونسج القماش وصهر الحديد وزراعة الأرز والذرة الرفيعة والمؤسسات الاجتماعية والسياسية من إمبراطوريتي مالي وسونغاي. بعد وقت قصير من غزو ألمانيين للمنطقة، هاجر شعب الفاي من إمبراطورية مالي السابقة إلى منطقة غراند كيب ماونت. عارض شعب كرو تدفق الفاي وشكلوا تحالفا مع ألمانيين لوقف تدفق المزيد من الفاي. بنت الشعوب على طول الساحل زوارق للتجارة مع المناطق الأخرى في غرب أفريقيا من الرأس الأخضر إلى ساحل الذهب. بين 1461 وأواخر القرن السابع عشر كان التجار البرتغاليون والهولنديون والبريطانيون على اتصال بشعوب المنطقة وأقاموا مراكز تجارية فيها. سمى البرتغاليون المنطقة كوستا دا بيمنتا أي ساحل الفلفل ولكنها ترجمت لاحقا إلى ساحل الغلال وذلك بسبب وفرة حبوب فلفل ميليغيتا. بدأ التجار الأوروبيون مقايضة مختلف السلع والبضائع مع السكان المحليين. عندما بدأ شعب كرو التجارة مع الأوروبيين تاجروا في البداية في السلع الأساسية ولكنهم ساهموا في وقت لاحق بنشاط في تجارة الرقيق الأفريقي. في عام 1820، بدأت جمعية الاستعمار الأمريكية بإرسال متطوعين سود إلى ساحل الفلفل لإقامة مستعمرة لعبيد أمريكا المحررين. اعتقدت تلك الجمعية والتي هي منظمة خاصة مدعومة من قبل سياسيين أمريكيين بارزين مثل هنري كلاي وجيمس مونرو بأن العودة إلى الوطن كان الخيار الأفضل للعبيد المحررين. أنشأت منظمات مماثلة مستعمرات مماثلة في ميسيسيبي في أفريقيا وجمهورية ماريلاند والتي ضمتها ليبيريا لاحقا. بتاريخ 26 يوليو 1847 أصدر المستوطنون إعلان الاستقلال وأصدروا الدستور الذي أنشأ جمهورية ليبيريا المستقلة. استبعدت الأمة الجديدة السكان الأصليين إلى حد كبير من شؤون البلاد. حظر قانون موانئ 1865 دخول التجارة الخارجية عبر القبائل الداخلية. في عام 1877، احتكر حزب ترو ويغ الليبيري الأمريكي السلطة السياسية في البلاد. اقتصرت المنافسة على إدارة البلاد ضمن الحزب نفسه والذي ضمن ترشيحه تقريبا الفوز في الانتخابات. دفعت الضغوط من جانب المملكة المتحدة وفرنسا إلى فقدان ليبيريا لمطالبها بأراض واسعة والتي ضمتها القوى الاستعمارية. أعاق التنمية الاقتصادية تراجع أسواق السلع الليبيرية في أواخر القرن التاسع عشر والمديونية لسلسلة من القروض الدولية. في السنوات الأولى لليبيريا، واجه المستوطنون الليبيريون الأمريكيون معارضة شديدة وأحيانا عنيفة من الأفارقة الأصليين الذين استبعدوا من المواطنة في الجمهورية الجديدة حتى عام 1904. في منتصف القرن العشرين، بدأت ليبيريا تدريجيا التحديث بمساعدة أمريكية. بني فريبورت في مونروفيا ومطار روبرتس الدولي من قبل موطفين من الولايات المتحدة من خلال برنامج الإعارة والتأجير خلال الحرب العالمية الثانية. شجع الرئيس وليام توبمان الاستثمار الأجنبي في البلاد، مما أدى إلى ثاني أعلى معدل للنمو الاقتصادي في العالم خلال الخمسينيات. بدأت ليبيريا أيضا القيام بدور أكثر نشاطا في الشؤون الدولية. كانت عضوا مؤسسا للأمم المتحدة في عام 1945 وأصبحت من أشد منتقدي نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. دعمت ليبيريا أيضا دعاة الاستقلال الأفارقة عن القوى الاستعمارية الأوروبية في عموم أفريقيا وساهمت في إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية. في 12 أبريل 1980، قام انقلاب عسكري بقيادة الرقيب صامويل دو من مجموعة كران العرقية الأصلية بالإطاحة وقتل الرئيس ويليام تولبرت الابن. أعدم دو وأنصاره لاحقا غالبية وزراء تولبرت ومسؤولين آخرين في الحكومة الليبيرية الأمريكية وأعضاء من حزب ترو ويغ. شكل قادة الانقلاب مجلس خلاص الشعب لحكم البلاد. ولكونه حليفا إستراتيجيا هاما في الحرب الباردة، تلقى دو دعما ماليا كبيرا من الولايات المتحدة، حتى عندما انتقد مجلس خلاص الشعب لفساده وممارسته القمع السياسي. بعد أن تبنت البلاد دستورا جديدا في عام 1985، انتخب دو رئيسا في الانتخابات التالية والتي أدينت دوليا بوصفها مزورة. في 12 نوفمبر 1985، فشل انقلاب مضاد قام به توماس كويونكبا الذي نجح جنوده في احتلال محطة الإذاعة الوطنية لفترة قصيرة. ردت الحكومة بقمع مكثف، حيث قامت قوات دو بقتل أفراد من عرقيتي جيو ومانو في مقاطعة نيمبا. شنت الجبهة الوطنية القومية الليبيرية، وهي مجموعة من المتمردين بقيادة تشارلز تايلور، تمردها في ديسمبر 1989 ضد حكومة دو بدعم من الدول المجاورة مثل بوركينا فاسو وكوت ديفوار مما تسبب في الحرب الأهلية الليبيرية الأولى. بحلول سبتمبر عام 1990، سيطرت قوات دو فقط على منطقة صغيرة تقع خارج العاصمة، وألقي القبض على دو وأعدم في ذات الشهر من قبل قوات المتمردين. ما لبث المتمردون أن انقسموا إلى فصائل مختلفة قاتلت بعضها البعض، بينما شكل فريق رصد الجماعة الاقتصادية التابع لمنظمة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا قوة مهام عسكرية للتدخل في الأزمة. بين 1989 و1996، اندلعت إحدى أسوأ الحروب الأهلية في أفريقيا وأودت بحياة أكثر من 200,000 ليبيري وتشريد نحو مليون شخص آخرين إلى مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة. في أعقاب التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة في عام 1995، تم انتخاب تايلور رئيسا في عام 1997. في ظل نظام تايلور، أصبحت ليبيريا معروفة دوليا باعتبارها دولة منبوذة بسبب استخدامها لألماس الدماء وكذلك صادرات الأخشاب غير المشروعة لتمويل الجبهة الثورية المتحدة في الحرب الأهلية في سيراليون. اندلعت الحرب الأهلية الثانية في 1999 عندما أطلقت جبهة الليبيريين المتحدة من أجل المصالحة والديمقراطية وهي جماعة متمردة متمركزة في شمال غرب البلاد تمردا مسلحا ضد تايلور. في مارس 2003، انضمت مجموعة متمردة ثانية هي الحركة من أجل الديمقراطية في ليبيريا إلى التمرد ضد تايلور من الجنوب الشرقي. بدأت محادثات السلام بين الفصائل في أكرا في يونيو من ذلك العام، واتهم تايلور أمام المحكمة الخاصة بسيراليون بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الشهر ذاته. بحلول يوليو 2003، شن المتمردون هجومهم على مونروفيا. تحت ضغوط شديدة من المجتمع الدولي وحركة العمل الجماعي للسلام للمرأة المحلية، استقال تايلور في أغسطس وذهب إلى المنفى في نيجيريا، وجرى التوقيع على اتفاق سلام في وقت لاحق من ذاك الشهر. بدأت بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا عملها في سبتمبر 2003 لتوفير الأمن ومراقبة اتفاق السلام، واستلمت الحكومة المؤقتة السلطة في أكتوبر التالي. اعتبرت الانتخابات التالية في عام 2005 من طرف المجتمع الدولي أكثر الانتخابات حرية ونزاهة في تاريخ ليبيريا. انتخبت إلين جونسون سيرليف، وهي اقتصادية من متدربي جامعة هارفارد ووزيرة سابقة للمالية، كأول رئيسة في أفريقيا. طالبت سيرليف مع تسلمها للسلطة نيجيريا بتسليم تايلور على الفور إلى المحكمة الخاصة بسيراليون لمحاكمته في لاهاي. في عام 2006، أنشأت الحكومة لجنة لتقصي الحقائق والمصالحة لمعالجة الأسباب وجرائم الحرب الأهلية. حكومة ليبيريا - على غرار حكومة الولايات المتحدة - هي جمهورية وحدوية دستورية وديمقراطية تمثيلية على النحو المنصوص عليه في الدستور. تتكون الحكومة من ثلاثة فروع متساوية في الحكومة: السلطة التنفيذية والتي يرأسها رئيس الدولة والسلطة التشريعية وتتألف من مجلسين والسلطة القضائية وتتكون من المحكمة العليا وعدد من المحاكم الدنيا. يخدم الرئيس كرئيس للحكومة وقائد للدولة والقائد العام للقوات المسلحة الليبيرية. من بين المهام الأخرى للرئيس تصديق أو معارضة القوانين التشريعية ومنح العفو وتعيين أعضاء مجلس الوزراء والقضاة وغيرهم من الموظفين العموميين. ينتخب الرئيس ونائبه لولاية مدتها ست سنوات بأغلبية الأصوات في نظام انتخابي من جولتين ويمكن أن يخدم لولايتين رئاسيتين. تتكون السلطة التشريعية من مجلسي الشيوخ والنواب. يضم مجلس النواب 64 عضوا موزعين نسبيا على المقاطعات الخمسة عشر على أساس التعداد الوطني، حيث تنتخب كل مقاطعة ما لا يقل عن عضوين. يمثل كل عضو في مجلس النواب دائرة انتخابية ضمن المقاطعة وفقا لتحديدات اللجنة الوطنية للانتخابات وينتخب بالأغلبية لمدة ست سنوات. يتكون مجلس الشيوخ من عضوين من كل مقاطعة ليصبح المجموع الكلي 30 عضوا. يخدم عضو مجلس الشيوخ لتسع سنوات ويتم انتخابهم بأغلبية الأصوات الشعبية. يخدم نائب الرئيس بمثابة رئيس مجلس الشيوخ، بينما يقوم مكانه رئيس مؤقت للمجلس في حال غيابه. تتمثل السلطة القضائية العليا في ليبيريا بالمحكمة العليا التي تتألف من خمسة أعضاء ويرأسها رئيس المحكمة العليا في ليبيريا. يتم ترشيح أعضاء المحكمة من قبل الرئيس وتأكيدهم من قبل مجلس الشيوخ ويعملون حتى سن 70 عاما. يقسم القضاء إلى مزيد من المحاكم والدوائر المتخصصة ومحاكم الصلح. يتبع النظام القضائي القانون العام الأنجلو أمريكي. يوجد نظام غير رسمي من المحاكم التقليدية في المناطق الريفية من البلاد حيث المحاكمات القبلية قائمة على الرغم من كونها محظورة رسميا. بين 1877 و1980، هيمن على الحكومة حزب ترو ويغ. واليوم يوجد أكثر من 20 حزبا سياسيا مسجل في البلاد وتتمركز إلى حد كبير حول شخصيات أو جماعات عرقية. تعاني معظم الأحزاب من ضعف القدرة التنظيمية. تميزت انتخابات عام 2005 بأنها المرة الأولى التي لم يحظ بها حزب الرئيس بأغلبية المقاعد في المجلس التشريعي. سجلت ليبريا 3.3 على مقياس من 10 (نظيف جدا) إلى 0 (فاسد جدا) على مؤشر الفساد في عام 2010، لتحتل المرتبة 87 بين 178 دولة حول العالم والمرتبة 11 من 47 في أفريقيا جنوب الصحراء. يمثل ذلك تحسنا كبيرا منذ عام 2007 عندما كان سجل البلاد 2.1 وفي المرتبة 150 بين 180 دولة. عند البحث عن انتباه مجموعة مختارة من مقدمي الخدمات فإن 89% من الليبيريين يدفعون رشوة وهي أعلى نسبة وطنية في العالم وفقا لمشعر الفساد العالمي في عام 2010. تنقسم ليبيريا إلى 15 مقاطعة والتي تنقسم بدورها إلى ضواحي والتي تنقسم إلى عشائر. أقدم هذه المحافظات هي باسا الكبرى ومونتسيرادو اللتان تأسستا في عام 1839 قبل استقلال ليبيريا. غباربولو هي أحدث محافظة وأنشئت في عام 2001. نيمبا هي أكبرها حجما (11,551 كم2) في حين مونتسيرادو هي أصغرها (1,909 كم2). مونتسيرادو هي أيضا المحافظة الأكثر سكانا 1,144,806 نسمة وفقا لتعداد 2008. تدار المحافظات الخمسة عشر بمشرفين يعينهم رئيس الجمهورية. يدعو الدستور لانتخاب رؤساء البلديات ورؤساء مختلف المحافظات وعلى المستوى المحلي، ولكن هذه الانتخابات لم تجر منذ عام 1985 بسبب الحرب والقيود المالية. في عام 2008، حكمت المحكمة العليا لصالح السماح للرئيس بتعيين رؤساء البلديات في البلاد حتى يمكن أن تحمل نفقات الانتخابات البلدية. تقع ليبيريا في غرب أفريقيا وتطل على المحيط الأطلسي في جنوب غرب البلاد. تقع بين خطي عرض 4 و9 درجات شمالا وخطي طول 7 و12 درجات غربا. يتميز المشهد الطبيعي بسهول ساحلية منبسطة غالبا تحتوي على الأيكة الساحلية والمستنقعات والتي ترتفع إلى هضبة منبسطة وجبال منخفضة في الشمال الشرقي. تغطي الغابات المطيرة الاستوائية التلال بينما يغطي عشب الفيل والغابات شبه النفضية الغطاء النباتي المهيمن في الأقسام الشمالية. المناخ استوائي حار على مدار السنة مع هطول الأمطار الغزيرة من مايو إلى أكتوبر مع فترة توقف قصيرة في منتصف يوليو وأغسطس. خلال أشهر الشتاء من نوفمبر إلى مارس، تهب رياح هارماتان الجافة المحملة بالغبار من الداخل مسببة مشاكل كثيرة للسكان. تميل مستجمعات المياه في ليبيريا إلى السير باتجاه جنوبي غربي نحو المحيط، حيث تسيل مياه الأمطار الجديدة من هضبة الغابات قبالة سلسلة جبال غينييه فوريستيير الداخلية في غينيا. تتلقى كيب ماونت قرب الحدود مع سيراليون معظم أمطار البلاد. يشق حدود البلاد الشمالية الغربية الرئيسية نهر مانو بينما يحدها من الجنوب الشرقي نهر كافالا. أكبر ثلاثة أنهار في ليبيريا هي سانت بول ويصب قرب مونروفيا، وسانت جون في بوشانان ونهر سستوس، وكلها تصب في المحيط الأطلسي. كافالا هو أطول نهر في البلاد بطول 515 كم. أعلى نقطة تقع كليا داخل ليبريا هي جبل ووتيفي (1440 ) فوق مستوى سطح البحر ضمن سلسلة جبال غرب أفريقيا ومرتفعات غينيا في شمال غربي البلاد. مع ذلك، فإن جبل نيمبا قرب ييكيبا هو الأعلى (1752 ) فوق مستوى سطح البحر ولكنه لا يقع كليا داخل ليبريا حيث تشترك نيمبا بالحدود مع غينيا وكوت ديفوار وهو أعلى جبل في البلدين أيضا. ليبيريا هي واحدة من أفقر البلدان في العالم حيث نسبة العمالة الرسمية عند 15% فقط. في عام 2010، كان الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للبلاد 974$ مليون بينما حصة الفرد الواحد تبلغ 226 دولار أمريكي وهو ثالث أدنى دخل في العالم. تاريخيا، اعتمد الاقتصاد الليبيري اعتمادا كبيرا على المساعدات الخارجية والاستثمار الأجنبي المباشر والصادرات من الموارد الطبيعية مثل المطاط والحديد الخام والخشب. بعد الذروة في النمو الاقتصادي في عام 1979، بدأ الاقتصاد الليبيري انخفاضا مطردا نتيجة لسوء الإدارة الاقتصادية في أعقاب انقلاب عام 1980. تسارع هذا الانخفاض بسبب اندلاع الحرب الأهلية في عام 1989؛ انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 90% بين عامي 1989 وعام 1995، وهو أحد أسرع الانخفاضات في التاريخ. عند نهاية الحرب في عام 2003، بدأ نمو الناتج المحلي الإجمالي بالتسارع، ليصل إلى 9.4% في عام 2007. إلا أن الأزمة المالية العالمية قلصت من النمو إلى 4.6% في عام 2009، على الرغم من تعزيز القطاع الزراعي من خلال نمو صادرات المطاط والأخشاب إلى 5.1% في عام 2010 و7.3% في عام 2011، مما يجعل الاقتصاد الليبيري أحد الاقتصادات العشرين الأسرع نموا في العالم. تشمل العقبات الحالية في وجه النمو صغر السوق المحلية والافتقار إلى البنية التحتية الملائمة وتكاليف النقل العالية وضعف الروابط التجارية مع الدول المجاورة وارتفاع الدولرة في الاقتصاد. استخدمت ليبيريا الدولار الأمريكي كعملة لها في الفترة من 1943 حتى عام 1982 ولا يزال الدولار الأمريكي مستخدما إلى جانب الدولار الليبيري. بعد تراجع التضخم في بداية عام 2003، ارتفعت معدلاته في عام 2008 نتيجة لأزمات الغذاء العالمي والطاقة ليصل إلى 17.5% قبل أن ينخفض إلى 7.4% في عام 2009. تقدر الديون الخارجية لليبيريا في عام 2006 بحوالي 4.5 مليار دولار أي 800% من الناتج المحلي الإجمالي. نتيجة لتخفيف عبء الديون الثنائية والمتعددة الأطراف والتجارية بين 2007-2010 تراجعت الديون الخارجية للبلاد إلى 222.9 مليون دولار بحلول عام 2011. في حين تراجعت صادرات السلع الرسمية خلال التسعينيات وفرار العديد من المستثمرين من الحرب الأهلية، جنح اقتصاد ليبيريا في زمن الحرب لاستغلال ثروات الألماس في المنطقة. قامت الدولة بالمتاجرة في الألماس الدموي في سيراليون لتصدر أكثر من 300 مليون دولار أمريكي من الألماس في عام 1999. أدى ذلك إلى فرض حظر من الأمم المتحدة على صادرات الألماس الليبيري في عام 2001، والتي تم رفعها في عام 2007 بعد انضمام ليبيريا لعملية كيمبرلي. في عام 2003، وضعت الأمم المتحدة عقوبات إضافية على صادرات الأخشاب الليبيرية التي ارتفعت من 5 ملايين دولار أمريكي في عام 1997 إلى أكثر من 100 مليون دولار أمريكي في عام 2002 ويعتقد أنها تمول المتمردين في سيراليون. ورفعت هذه العقوبات في عام 2006. نظرا إلى المساعدات الخارجية الكبيرة وتدفق الاستثمارات في أعقاب نهاية الحرب، تمتلك ليبيريا عجزا ضخما في الحساب الجاري بلغ ما يقرب من 60% في عام 2008. اكتسبت ليبيريا صفة مراقب في منظمة التجارة العالمية في عام 2010 وذلك عبر مسعاها للحصول على عضوية كاملة. تمتلك ليبيريا أعلى نسبة من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم مع 16 مليار دولار أمريكي في مجال الاستثمار منذ عام 2006. بعد تنصيب إدارة سيرليف في عام 2006، وقعت عدة بلدان اتفاقيات امتياز بمليارات الدولارات في مجال الحديد الخام وصناعات زيت النخيل مع عدة شركات متعددة الجنسيات بما في ذلك بي اتش بي بيليتون وأرسيلور ميتال وسايم داربي. تشغل شركة فايرستون للمطاط وتصنيع الإطارات أكبر مزرعة وشركة في العالم للمطاط في ليبيريا منذ عام 1926. بدأت ليبيريا التنقيب عن النفط البحري حيث تظهر احتياطيات نفطية غير مؤكدة قد تفوق مليار برميل. قسمت الحكومة مياهها البحرية إلى 17 قسما وبدأ المزاد العلني لتراخيص التنقيب في عام 2004، مع مزيد من المزادات في أعوام 2007 و2009. كشف عن 13 قطاع نفطي بحري عميق في عام 2011 ويخطط لبيعها بالمزاد. من بين الشركات التي فازت بتراخيص التنقيب ريبسول وشيفرون واناداركو وودسايد برتوليوم. نظرا لمكانتها كعلم ملاءمة، تمتلك البلاد ثاني أكبر سجل ملاحة بحرية في العالم وراء بنما، حيث تسجل 3500 سفينة تحت علمها مشكلة 11% من السفن في العالم. وفقا لتعداد السكان الوطني عام 2008، كانت ليبريا منزلا لنحو 3,476,608 نسمة. من بين هؤلاء، 1,118,241 شخص يعيشون في مقاطعة مونتسيرادو وهي المقاطعة الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد وموطن العاصمة مونروفيا حيث تضم مقاطعة مونروفيا الكبرى 970,824 شخصا. المقاطعة التالية من حيث عدد السكان هي نيمبا مع 462,026 نسمة. كان آخر تعداد للسكان قبل تعداد عام 2008 في عام 1984 حيث كان السكان 2,101,628. كان عدد سكان ليبيريا في 1962 نحو 1,016,443 وارتفع إلى 1,503,368 في عام 1974. اعتبارا من عام 2006، تمتلك ليبيريا أعلى نسبة نمو سكاني في العالم بمعدل (4.50% سنويا). وكما هو الحال لدى جيرانها، تمتلك ليبيريا نسبة كبيرة من الشباب حيث نصف السكان تحت سن 18. يضم المجتمع الليبيري 16 مجموعة عرقية أصلية وأقليات أجنبية مختلفة. يشكل السكان الأصليون حوالي 95% من السكان، وأكبر المجموعات هي كبيلي في وسط وغرب ليبيريا. الليبيريون الأمريكيون الذين ينحدرون من المستوطنين الأمريكيين الأفارقة يشكلون 2.5%، وشعب الكونغو المتحدرين من الكونغو والعبيد القادمين من منطقة البحر الكاريبي والذين وصلوا في عام 1825 ويشكلون نحو 2.5%. هناك أيضا عدد كبير من الهنود واللبنانيين وغيرهم من مواطني غرب أفريقيا الذين يشكلون جزءا كبيرا من مجتمع الأعمال في ليبيريا. هناك أقلية صغيرة من الليبيريين المتحدرين من أصول أوروبية يقيمون في البلاد. يقيد الدستور الليبيري المواطنة بالأشخاص من أصل أفريقي أسود فقط. يتحدث السكان الأصليون 31 لغة في ليبيريا، رغم أنها ليست اللغة الأولى لأكثر من نسبة صغيرة من السكان. اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية وبمثابة لغة مشتركة للبلاد. يتحدث الليبيريون لهجات متنوعة من اللغة الإنجليزية التي تعرف باسم الإنجليزية الليبيرية. بلغ معدل محو الأمية في عام 2009 في ليبيريا 59.1% (63.7% للذكور و54.5% للإناث). التعليم الابتدائي والثانوي مجاني وإلزامي من سن 6 حتى 16 عاما، على الرغم من أن إلزامية الحضور متراخية. في المتوسط، يحضر الأطفال إلى المدرسة لمدة 10 أعوام (11 للذكور و8 للإناث). يعوق قطاع التعليم في البلاد نقص المدارس والإمدادات فضلا عن نقص المدرسين المؤهلين. يتوفر التعليم العالي في عدد من الجامعات الحكومية والخاصة. جامعة ليبيريا هي الجامعة الأكبر في البلاد والأقدم. تقع الجامعة في مونروفيا وافتتحت في عام 1862 وفيها اليوم ست كليات منها كلية الطب وكلية الحقوق الوحيدة في البلاد وهي كلية لويس آرثر غرايمز للقانون. في عام 2009، أصبحت جامعة توبمان في هاربر في مقاطعة ماريلاند ثاني جامعة حكومية في ليبيريا. أما جامعة كوتنغتون التي أنشئت من قبل الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة في عام 1889 في سواكوكو في مقاطعة بونغ فهي أقدم الجامعات الخاصة في البلاد. منذ عام 2006، فتحت الحكومة أيضا كليات المجتمع في بوشانان وسانيكيلي وفوينجاما. وفقا لتعداد عام 2008، يمارس 85.5% من السكان المسيحية. يشكل المسلمون 12.2% من السكان ويأتون بأغلبهم من عرقيتي ماندينكا وفاي. تمارس الأديان التقليدية الأصلية بين 0.5% من السكان، في حين 1.5% لا يمارسون أي دين. هناك أعداد قليلة من البهائيين والهندوس والسيخ والبوذيين. تشيع المشاركة في المجتمعات السرية للأديان الأصلية مثل بورو وساندي، كما تمارس بعض مجتمعات ساندي ختان الإناث. ينص الدستور على حرية الدين وتحترم الحكومة عموما هذا الحق. كما أن فصل الدين والدولة منصوص في الدستور، إلا أن ليبيريا تعتبر دولة مسيحية بحكم الأمر الواقع. توفر المدارس العامة الدراسات الإنجيلية على الرغم من أنها اختيارية. يحظر القانون التجارة أيام الآحاد والأعياد المسيحية الرئيسية قدر مأمول الحياة في عام 2009 في ليبيريا بنحو 58 عاما. معدل الخصوبة هو 5.9 مولود لكل امرأة، بينما معدل وفيات الأمهات هو 990 لكل 100,000 ولادة في عام 2010. هناك عدد من الأمراض المعدية على نطاق واسع للغاية بما في ذلك السل وأمراض الإسهال والملاريا. في عام 2007، بلغت معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية نحو 2% من السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 15-49. بينما كان معدل انتشار مرض السل 420 لكل 100,000 نسمة في عام 2008. تستورد ليبيريا 90% من الأرز والمواد الغذائية الضرورية وهي عرضة لنقص الغذاء. في عام 2007، كان 20.4% من الأطفال تحت سن 5 سنوات يعانون من سوء التغذية. وفي عام 2008، وصلت مرافق الصرف الصحي الملائمة إلى 17% من السكان. دمرت الحرب الأهلية حوالي 95% من مرافق الرعاية الصحية في البلاد. في عام 2009، كان الإنفاق الحكومي على الرعاية الصحية للفرد نحو 22 دولارا أمريكيا، وهو 10.6% من الناتج المحلي الإجمالي. في عام 2008، كان في ليبيريا طبيب واحد فقط و27 ممرضة لكل 100,000 شخص. تعود أصول الممارسات الدينية والعادات الاجتماعية والمعايير الثقافية لليبيريين الأمريكيين إلى جنوب الولايات المتحدة ما قبل الحرب. ارتدى المستوطنون قبعة مذيلة وصمموا منازلهم على غرار منازل ملاك العبيد في الجنوب. كان معظم الرجال الليبيريين الأمريكيين أعضاء في النظام الماسوني في ليبيريا، والذي أصبح يشارك بشكل كبير في سياسة البلاد. لليبيريا تاريخ غني وطويل في فنون الغزل والنسيج والخياطة حيث جلب المستوطنون معهم الخياطة ومهاراتها. استضافت ليبيريا معارض وطنية في عامي 1857 و1858 ومنحت فيها جوائز لفنون الخياطة المختلفة. كان من بين إحدى أشهر صانعات اللحف الليبيريات مارثا آن ريكس، والتي صنعت لحافا يصور شجرة البن الليبيرية الشهيرة للملكة فيكتوريا في عام 1892. عندما انتقلت الرئيسة إلين جونسون سيرليف إلى القصر الرئاسي، قيل أنها نقلت اللحاف الليبيري الصنع إلى مكتبها الرئاسي. يوجد في ليبيريا تقليد أدبي غني لأكثر من قرن. يعد كل من إدوارد ويلموت بلايدن وباي مور ورولان ديمبستر ويلتون سانكاوولو من بين أشهر كتاب ليبيريا. تعتبر رواية جريمة قتل في بركة كسافا لمور الأكثر شهرة في ليبيريا. يستخدم المطبخ الليبيري الأرز بشكل كبير وهو المادة الغذائية الأساسية في البلاد. تشمل المكونات الأخرى الكاسافا والأسماك والموز والحمضيات وجوز الهند والبامية والبطاطس الحلوة. اليخنات المتبلة بالفلفل والهابانيرو وفلفل سكوتش بونيه تحظى بشعبية وتؤكل مع الفوفو. كما يوجد تقليد خبز في ليبيريا استورد من الولايات المتحدة وهو فريد من نوعه في غرب أفريقيا. لا تستخدم ليبيريا النظام الدولي للوحدات حصرا. بدأت الحكومة الليبيرية التحول من استخدام الوحدات الإمبراطورية إلى النظام المتري. مع ذلك، فقد تم هذا التغيير تدريجيا حيث استخدمت الحكومة كلا القياسين الإمبراطوري والمتري. ذكر تقرير عام 2008 من جامعة تينيسي أن التحول من النظام الإنكليزي إلى المتري أربك مزارعي البن والكاكاو.
https://ar.wikipedia.org/wiki/ليبيريا
b5e68200a1561372c76e693871307ca7
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.978715", "source": "Wikipedia" }
غانا
غانا
غانا أو جمهورية غانا هي دولة إفريقية وتقع على طول خليج غينيا والمحيط الأطلسي، في المنطقة دون الإقليمية لغرب أفريقيا. تحدها بوركينا فاسو من الشمال، وتوغو من الشرق، وساحل العاج من الغرب. وهي دولة محورية في غرب أفريقيا. استقلت عن بريطانيا عام 1957 ، لغتها الرسمية هي الإنجليزية وعملتها هي السيدي. كان اسمها السابق ساحل الذهب. اسمها الحالي سمي على اسم الدولة التاريخية المعروفة بإمبراطورية غانا بالرغم من عدم وقوعها ضمن حدود تلك الدولة. وتغطي مساحة تبلغ 238,535 كيلومتر مربع. غانا تعني «المحارب الملك» في لغة سونينك، هي عضو في الكومينولث. كانت أراضي غانا الحالية مأهولة منذ ألف عام، ويعود تاريخ أول دولة دائمة فيها إلى القرن الحادي عشر. وظهرت العديد من الممالك والإمبراطوريات على مر القرون، وكانت أقوى الممالك هي مملكة أشانتي. وبدءا من القرن الخامس عشر، تنازعت العديد من القوى الأوروبية على المنطقة من أجل الحقوق التجارية، وقام البريطانيين في نهاية المطاف بوضع سيطرتهم على الساحل بحلول أواخر القرن التاسع عشر. بعد أكثر من قرن من المقاومة المحلية، وأنشئت حدود غانا الحالية بحلول عام 1900 باعتبارها ساحل الذهب البريطاني. وفي 6 آذار / مارس 1957، أصبحت أول دولة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مستقلة عن الاستعمار الأوروبي. وهي أمة متعددة الثقافات، يبلغ عدد سكان غانا حوالي 27 مليون نسمة، وهي تشمل مجموعة متنوعة من المجموعات الإثنية واللغوية والدينية. 5% من السكان يمارسون الأديان التقليدية، 71.2% تلتزم المسيحية و23.6% مسلمون. وتتراوح جغرافيتها وبيئتها المتنوعة بين السافانا الساحلية والغابات الاستوائية. وهي عضو في حركة عدم الانحياز، والاتحاد الأفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ومجموعة ال24، ودول الكومنولث. إن أصل كلمة غانا يعني «الملك المحارب» وكان هذا اللقب يمنح لملوك الإمبراطورية الغانية في العصور الوسطى في غرب أفريقيا، ولكن الإمبراطورية كانت تقع في منطقة غينيا إلى الشمال قليلا من دولة غانا الحديثة. عرفت فيما مضي بساحل الذهب، وخضعت للاستعمار البريطاني مند (1314 - 1896 ) ونالت استقلالها في سنة (1377 -1957 )، بعد احتلال دام أكثر من ستين عاما، وكانت أولى المستعمرات التي استقلت في غرب أفريقيا ويشكل المسلمون 15,9% من سكانها تقريبا كان المغاربة يحكمونها عام 1600 . في 6 مارس 1957 حصلت غانا على استقلالها بعد ستة عقود من الاحتلال البريطاني. وقد أعلنت غانا مع استقلالها تغيير اسمها من ساحل الذهب وهو الاسم الذي أطلقه المستعمرون الإنجليز عليها إلى غانا. جاء استقلال غانا عام 1957 تتويجا لمسيرة النضال الوطني التي قادها كوامي نكروما أول رئيس لجمهورية غانا المستقلة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وانتشار موجة التحرر الوطني بين الشعوب المحتلة في آسيا وإفريقيا. بدأت حركة التحرر الوطني في غانا على يد مؤتمر ساحل الذهب الموحد الذي قاده نكروما عام 1947 بعد عودته من بريطانيا مما أدى إلى اعتقاله. وبعد الإفراج عنه شكل حزب المؤتمر الشعبي لتحقيق الحكم الذاتي لغانا. وفاز الحزب في الانتخابات البلدية التي أجريت عام 1950 وأصبح نكروما رئيسا لوزراء ساحل الذهب (غانا) عام 1952 تعتبر غانا من الدول الأفريقية التي عانت عبر عقود طويلة من الانقلابات العسكرية التي منعت كافة مظاهر الديمقراطية ومنها حرية تكوين الأحزاب ثم اضطرت الانظمة الحاكمة تحت الضغوط عليها إلى السماح بحرية تكوين الأحزاب. ومن هنا بدأت عملية التحول الديمقراطي في غانا وتم إجراء أول انتخابات عام 1992 وانتخب رولينجرز ذو الخلفية العسكرية ثم وصولا الي انتخابات 2000 وانتخاب أول رئيس مدني بعد عقود من سيطرة العسكريين علي الحكم. تتسم انتخابات 1992 بأهمية خاصة لانها كانت أول انتخابات تشهدها غانا عقب اقرار الدستور الجديد للبلاد في ذلك العام وعقب بدأ عملية الإصلاح السياسي وقد جري في ذلك العام السماح بانشاء أحزاب سياسية جديدة علي أساس تطبيق مبدأ التعددية الحزبية. شارك في انتخابات عام 1992 ثلاث أحزاب رئيسية في الساحة السياسية في غانا الأول هو حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي بزعامة (رولينجرز) بعد ان خلع بدلته العسكرية والثاني الحزب الوطني الجديد بزعامة (ادو بواهن) والثالث حزب مؤتمر الشعب الوطني بزعامة (هيلا ليمان) وكان زعماء هذه الأحزاب بمثابة أبرز المنافسين في الانتخابات الرئاسية. وانطلقت انتخابات 1992 في ظل التعددية الحزبية التي تعيشها البلاد واشترك اقل من نصف الناخبين واسفرت النتائج عن فوز رولينجرز. واعتبرت الأحزاب الأخرى ان هناك تلاعبا في الانتخابات لذلك قاطعت الانتخابات البرلمانية ولم تحصل على أي مقعد داخل البرلمان جاءت انتخابات 2000 وسط العديد من التخوفات من الرئيس رولينجرز خوفا من ان يقوم بالالتفاف حول الدستور ولكن ابدي رولينجرز رغبة واضحة في احترام الدستور خوفا من أي ردود فعل داخلية عنيفة أو خوفا من ردود فعل خارجية لاسيما ان غانا تعتمد على مساعدات دولية وتقوم بتنفيذ برنامج للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي. لقد شارك في انتخابات 2000 العديد من الأحزاب: حزب المؤتمر الوطني الديمقراطي الحزب الوطني الجديد حزب مؤتمر الشعب حزب الإصلاح الوطني مؤتمر الشعب الوطني حزب غانا الموحدة حزب التضامن الشعبي ان الانتخابات الرئاسية قد جاءت على مرحلتين، وفيما يتعلق بالمرحلة الأولى فقد أجريت بتاريخ 7 ديسمبر 2000، حيث تنافس 7 مرشحين على منصب رئيس البلاد وقد أسفرت نتائج الانتخابات عن حصول جون كوفور «ممثل» الحزب الوطني الجديد «على 48.4% من الأصوات، بينما حصل منافسه مرشح حزب» المؤتمر الوطني الديمقراطي «الحاكم» جون أتاميلز«والذي يشغل منصب رئيس الجمهورية على 44.8% من الأصوات، وهو ما أدى بدوره إلى إجراء الجولة الحاسمة بين المتنافسين الأولين يوم 28 ديسمبر 2000، وذلك بعد استبعاد باقي المرشحين وقد انتهت الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بفوز زعيم المعارضة» جون كوفور«والذي حصل على 57.42 % من الأصوات، بينما حصل منافسه» جون أتاميلزعلى 42.58 % من الأصوات. وبتاريخ 7 يناير 2001 أدى الرئيس الغاني الجديد «جون كوفور» اليمين الدستورية لتولي مهام الرئاسة. العوامل المؤثرة علي انتخابات 2000 اولا: كانت هذه الانتخابات ذات طابع مميز حيث هناك انقسام داخل حزب المؤتمر الديمقراطي حول جون ميلز حيث تم اختياره ليكون مرشح عن الحزب من قبل رولينجرز وحده دون مشورة الحزب كما ان جون ميلز ان كان يفتقد للكاريزما التي لدي رولينجرز. وعلي الجانب الآخر كان الحزب الوطني الجديد حزب المعارضة الرئيسي متماسكا متحدا حيث استفاد كوفور كثيرا من خسارته في انتخابات 1996 امام الرئيس رولينجرز. ثانيا: تداخلت الاعتبارات الاثنية والإقليمية فقد كان هناك اقتناع عام بضروره ان يكون نائب الرئيس مسلما لارضاء الاقلية المسلمة الكبيرة ولقد وعي كافور لذلك وقام باختيار الحاج علي محمد نائب للرئيس. ثالثا: واجهت غانا خلال النصف الثاني من التسعينات ازمة اقتصادية حادة للغاية وادت هذه الازمة الي شيوع حالة التدهور الاقتصادي الحاد في البلاد مما قلل من شعبية الحزب الحاكم وعلى الرغم من ان غانا تقوم منذ بداية التسعينات بتنفيذ برنامج طموح للإصلاح اللاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي. كانت لهذه العوامل كبير الاثر علي نتائج انتخابات 2000 وانتخاب كافور رئيسا لغانا. ولقد واجه الرئيس كافور العديد من التحديات بعد انتخابه رئيسا وخصوصا تلك المتعلقة بسوء الاحوال الاقتصادية وتتمثل في اتساع نطاق البطالة وانخفاض الاجور والمرتبات وارتفاع تكاليف المعيشة والانخفاض السريع في قيمة العملة المحلية وازدياد الدين العام والاعتماد العالي على المساعدات الأجنبية. تقع جمهورية غانا بغربي أفريقيا، حيث تطل على خليج غينيا، وتشترك حدودها الشرقية مع توجو، والغربية مع ساحل العاج، والشمالية مع جمهورية فولتا العليا، تقارب مساحتها بريطانية تقريبا، إذ تبلغ (238,537 كم) وسكانها سنة (1408 - 1988 ) (14,159,000) وعاصمتها (أكرا) وسكان العاصمة مليون نسمة، ومن المدن الهامة كوماسي، وتامالي، وتيما، وتاكورادي وكيب كوست. تنقسم غانا إلى أقاليم. الأقاليم تكون المستوى الإداري الأول لحكومة جمهورية غانا. حاليا يوجد 10 أقاليم في غانا. وتنقسم هذه الأقاليم إلى 216 مقاطعة. والأقاليم هي: أرض غانا يغلب عليها المظهر السهلي، حيث تنتشر السهول في الجنوب والشمال، أما الوسط فهضبة من الحجر الرملي ترتفع في بعض مناطقها إلى ستمائة متر وترتفع في الشرق، وأبرز أنهارها فولتا الأبيض وفولتا الأسود وأواتي، وأقيم سد فولتا وهو أبرز مشروعات التنمية بغانا وتسود الأشرطة الرملية أمام سواحلها وتحصر بينها بحيرات تنمو بها أشجار المنجروف مما يعرقل الملاحة. يجمع مناخ غانا بين المناخ الاستوائي والمداري، فالأول يسود الجنوب حيث الأمطار الوفيرة والحرارة المرتفعة، إلا أن النطاق القريب من الساحل قليل الأمطار بسبب موازاة الرياح له، وفي القسم الأوسط والشمالي يسود الطابع المداري ويتأثر المناخ برياح (الهرمتان) الجافة التي تهب في فصل الجفاف على النطاق الشمالي، وتأتيه من الصحراء الكبرى أما الوسط والجنوب فيتاثر بالرياح الموسمية المطيرة التي تتقدم في الصيف نحو الشمال. اقتصاد غانا لديه قاعدة الموارد المتنوعة والغنية، بما في ذلك تصنيع وتصدير السلع التكنولوجيا الرقمية، وبناء السيارات وتصدير السفن، وتصدير الموارد المتنوعة والغنية مثل الهيدروكربونات والمعادن الصناعية. مما جعل غانا واحدة من أعلى الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في أفريقيا. جاءت غانا في المركز 99 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. لكنها تراجعت إلى المركز 101 وفق مؤشر عام 2024. سكان غانا خليط من الجماعات الأفريقية التي تضم الفانتي وأشانتي والموسي (داجومبا) والإيوي والكوماسي والمامبروسي، واليوريا، هذا إلى جانب جماعات من الهوسا والفولاني التي قدمت من الشمال بعد اعتناقها الإسلام وبغانا جماعات عديدة مهاجرة من البلاد المجاورة وهي التي نقلت الإسلام إلى جنوب غانا، وكان أول وصول للإسلام إلى هذه المنطقة في نهاية القرن العاشر الهجري عندما هاجرت إحدى بطون قبائل الماندي من حوض النيجر نحو الجنوب إلى إقليم الغابات الغني بمنتجاته. والإنجليزية لغة البلاد الرسمية، وإلى جانبها تسود اللهجات القبلية المتعددة، وتعلم العربية في مدارس المسلمين لاسيما في الشمال والوسط. حسب إحصاءات العام 1960 فقد كان 41% من السكان من المسيحيين، 38% من أتباع الديانات التقليدية، 12% من المسلمين، ونحو 9% لايتبعون أي دين. فيما لم يقدم تعداد السكان عام 1970 أية أرقام بشأن التكوين الديني للأمة الغانية. وحسب cia.gov فان إحصائيات العام 2010 كانت: 71.2% من السكان مسيحيون، 17.6% مسلمون، 5.2% يتبعون ديانات محلية، 0.8% يتبعون ديانات أخرى، 5.2% لايتبعون أي ديانات. إلا أن نسبة المسلمين كانت موضع تساؤل من البعض الذي ذكر أن نسبتهم قد تقترب من 30% من عدد السكان. أما أسرع الجماعات الدينية نموا في البلاد فهي المسيحية الخمسينية الكاريزماتيكية. غانا دولة زراعية فأغلب السكان يعيشون على الزراعة، وأبرز الحاصلات الكاكاو، وظل يتصدر قائمة الصادرات لمدة نصف قرن، ويشمل أكثر من نصف المساحة الزراعية، ويزرع البن ونخيل الزيت والمطاط والأناناس، ومن الحاصلات الغذائية الذرة والأرز والكاسافا واليام، وتمتع غانا بثروة خشبية من أنواع جيدة تشكل عشر صادراتها، وتمارس حرفة الرعي في النطاق الشمالي حيث تسود أعشاب السافانا وتربي الأبقار غير أن ذبابة (تسي تسي) تحد من الثروة الحيوانية، ولغانا شهرة قديمة في إنتاج الذهب، وتشكل الآن عشر صادراتها، ولقد جذب الذهب اهتمام الأوروبين لبضعة قرون، وكانت تسمي بساحل الذهب كما يستخرج الماس والنيكل والبوكسيت كما يصنع الألمنيوم، وأصبحت حرفة التعدين ثاني حرفة للسكان، وبها بعض الصناعات مثل الألمنيوم، والمنسوجات والكيمائيات، ونشطت الصناعة بعد بناء سد فولتا على نهر فولتا، وتوليد الطاقة الكهربائية. وقدرت ثروتها الحيوانية في سنة (1408 -1981م) بحوالي (1,300,000) من الأبقار (2,300,000) من الأغنام (3 ملايين) من الماعز. الاقتصاد وفرص الاستثمار: يعتمد اقتصاد غانا على تصدير المواد الخام كالذهب والكاكاو والأخشاب والصالحة لعمل الأثاثات وأعمال البناء وتعد بريطانيا من أكبر الدول المستثمرة في غانا ويأتي بعدها العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وذلك في مجالات البنية الأساسية والطرق والطاقة الكهربائية والألمونيوم وتصنيع الكاكاو.
https://ar.wikipedia.org/wiki/غانا
5b29cf689a800678ee2e19126431b664
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.982102", "source": "Wikipedia" }
توغو
توغو
توغو‏ أو رسميا الجمهورية التوغولية ‏ هو بلد في غرب أفريقيا تحده غانا إلى الغرب وبنين من الشرق وبوركينا فاسو من الشمال. يمتد جنوبا إلى خليج غينيا، حيث تقع العاصمة لومي. وتغطي توغو 57,000 كيلومترا (22,000 ميل مربع)، مما يجعلها من أصغر البلدان في أفريقيا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 8 ملايين نسمة. من القرن الحادي عشر إلى القرن السادس عشر، كانت المنطقة الساحلية مركزا تجاريا رئيسيا للأوروبيين للبحث عن العبيد، وكسب توغو والمنطقة المحيطة بها اسم «ساحل الرقيق». في عام 1884، أعلنت ألمانيا توغولاند محمية. بعد الحرب العالمية الأولى، تم نقل حكم توغو إلى فرنسا. اكتسبت توغو استقلالها عن فرنسا في عام 1960. في عام 1967، قاد غناسينغبي إياديما انقلاب عسكري ناجح بعد ذلك أصبح رئيسا. في وقت وفاته في عام 2005، كان غناسينغبي الزعيم الأطول خدمة في التاريخ الأفريقي الحديث، بعد أن كان رئيسا لمدة 38 عاما. في عام 2005، انتخب ابنه فور غناسينغبي رئيسا. توغو هي دولة استوائية، جنوب الصحراء الكبرى، تعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة، مع المناخ الذي يوفر مواسم النمو جيدة. اللغة الرسمية هي الفرنسية، مع العديد من اللغات الأخرى التي تحدث في توغو، وخاصة تلك التي من عائلة غب. وتتألف أكبر جماعة دينية في توغو من معتقدات السكان الأصليين، وهناك أقليات مسيحية ومسلمة كبيرة. وتوغو عضو في الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومنطقة جنوب المحيط الأطلسي للسلام والتعاون، والجماعة الفرنكوفونية، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. بين القرنين الحادي عشر والسادس عشر، دخلت العديد من القبائل إلى المنطقة من جميع الاتجاهات. بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، كانت المنطقة الساحلية مركزا تجاريا مهما بالنسبة للأوروبيين الباحثين عن العبيد، مما أكسب توغو والمنطقة المحيطة بها اسم «ساحل الرقيق». في عام 1884، أعلنت ألمانيا توغولاند محمية. بعد الحرب العالمية الأولى، انتقلت السيطرة على توغو إلى فرنسا. اكتسبت توغو استقلالها عن فرنسا في عام 1960. وفي عام 1967، قاد غناسينغبي إياديما انقلابا عسكريا ناجحا ليصبح رئيسا للبلاد. حين وفاته في عام 2005، كان إياديما أحد الزعماء الأطول خدمة في تاريخ أفريقيا الحديث، بعد أن كان رئيسا لمدة 38 عاما. في عام 2005، انتخب نجله فور غناسينغبي رئيسا للبلاد. بدأت تجارة الرقيق في القرن السادس عشر، وعلى مدى مائتي عام، كانت المنطقة الساحلية مركزا تجاريا رئيسيا للأوروبيين بحثا عن العبيد، وكسب توغو والمنطقة المحيطة بها اسم «ساحل الرقيق». في عام 1884، تم التوقيع على معاهدة في توغوفيل مع الملك ملابا الثالث، حيث ادعت ألمانيا حماية على امتداد الأراضي على طول الساحل ووسعت تدريجيا سيطرتها الداخلية. وحددت حدودها بعد استيلاء القوات الألمانية على المناطق النائية وتوقيع اتفاقيات مع فرنسا وبريطانيا. في عام 1905، صارت مستعمرة توغولاند الألمانية. واضطر السكان المحليون إلى العمل، وزراعة القطن والبن والكاكاو ودفع ضرائب عالية. وشيدت سكة حديد وميناء لومي لتصدير المنتجات الزراعية. وقدم الألمان تقنيات حديثة لزراعة الكاكاو والبن والقطن وقاموا بتطوير البنية التحتية. خلال الحرب العالمية الأولى، غزت بريطانيا وفرنسا توغولاند، وأعلناها ملكية إنجليزية الفرنسية. وفي 7 ديسمبر 1916 انهارت الشقة وانقسمت توغو إلى منطقتين بريطانية وفرنسية. 20 يوليو 1922 تلقت بريطانيا العظمى ولاية عصبة الأمم التي تحكم الجزء الغربي من توغو وفرنسا لحكم الجزء الشرقي. وفي عام 1945، تلقت البلاد الحق في إرسال ثلاثة ممثلين للبرلمان الفرنسي. بعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت هذه الولايات أقاليم الأمم المتحدة الاستئمانية. صوت سكان توغولاند البريطانية للانضمام إلى ساحل الذهب كجزء من دولة غانا المستقلة الجديدة في عام 1957. أصبحت توغولاند الفرنسية جمهورية مستقلة داخل الاتحاد الفرنسي في عام 1959، في حين احتفظت فرنسا بالحق في السيطرة على الدفاع والعلاقات الخارجية والمالية. أعلنت جمهورية توغو في 27 أبريل 1960. وفي أول انتخابات رئاسية في عام 1961، أصبح سيلفانوس أوليمبيو أول رئيس يحصل على 100 في المائة من الأصوات. وقاطعت المعارضة الانتخابات. وفي 9 أبريل 1961، اعتمد دستور توغو، الذي جاء بموجبه أن الهيئة التشريعية العليا هي الجمعية الوطنية لتوغو. وفي ديسمبر 1961، ألقي القبض على زعماء أحزاب المعارضة لأنهم اتهموا بإعداد مؤامرة مناهضة للحكومة. وقد صدر مرسوم بشأن حل أحزاب المعارضة. كان أوليمبيو يحاول أساسا تقليل الاعتماد على فرنسا من خلال إقامة تعاون مع الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وألمانيا. كما رفض جهود الجنود الفرنسيين الذين سرحوا بعد الحرب في الجزائر وحاولوا الحصول على منصب في الجيش التوغولي. أدت هذه العوامل في نهاية المطاف إلى انقلاب عسكري في 13 يناير 1963، حيث اغتيل من قبل مجموعة من الجنود تحت إشراف الرقيب إتيان إيديما غناسينغبي. وأعلنت حالة الطوارئ في توغو. وسلم الجيش السلطة إلى حكومة مؤقتة برئاسة نيكولاس غرونيتسكي. في مايو 1963 انتخب غرونيتسكي رئيسا للجمهورية. اتبعت القيادة الجديدة سياسة تطوير العلاقات مع فرنسا. وكان هدفه الرئيسي هو تقليص التناقضات بين الشمال والجنوب، وإصدار دستور جديد (1963) وإدخال نظام متعدد الأحزاب. وبعد أربع سنوات بالضبط، في 13 يناير 1967، أطاح إيديما غناسينغبي غرونيتسكي في انقلاب غير دموي وتولى الرئاسة. وأنشأ حزب «التجمع من أجل الشعب التوغولي»، وحظر أنشطة الأحزاب السياسية الأخرى، وأدخل نظام الحزب الواحد في نوفمبر 1969. وأعيد انتخابه في عامي 1979 1986. وفي عام 1983، بدأ برنامج الخصخصة وفي عام 1991 الأحزاب السياسية الأخرى. وفي عام 1993 جمد الاتحاد الأوروبي هذه الشراكة ووصف إعادة انتخاب إياديما في عامي 1993 1998 وعام 2003، مثل الاستيلاء على السلطة. وفي أبريل 2004، عقدت في بروكسل محادثات بين الاتحاد الأوروبي وتوغو بشأن استئناف التعاون. توفي إيديما غناسينغبي فجأة في 5 فبراير 2005 بعد 38 عاما في السلطة، وهي أطول احتلال لأي ديكتاتور في أفريقيا. وقد أثار تنصيب الجيش فورا لابنه، فور غناسينغبي، رئيسا لإدانة دولية واسعة النطاق، باستثناء فرنسا. وقد دعم بعض القادة الأفارقة المنتخبين ديمقراطيا مثل عبد الله واد من السنغال وأولوسيجون أوباسانجو من نيجيريا هذه الخطوة، مما أدى إلى حدوث خلل داخل الاتحاد الأفريقي. غناسينغبي ترك السلطة وعقد الانتخابات، التي فاز بها بعد شهرين. وأعلنت المعارضة أن نتائج الانتخابات كانت مزورة. وقد أدت الأحداث التي وقعت في عام 2005 إلى إعادة التساؤل عن الالتزام بالديمقراطية الذي تعهدت به توغو في محاولة لتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، الذي قطع المساعدات في عام 1993 إلى حالة عدم اليقين المتعلقة بحالة حقوق الإنسان. وبالإضافة إلى ذلك، لقي ما يصل إلى 400 شخص مصرعهم بسبب أعمال العنف السياسي المحيطة بالانتخابات الرئاسية، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة. فر حوالي 40,000 توغولي إلى البلدان المجاورة. أعيد انتخاب فور غناسينغبي في عامي 2010 و2015. تبلغ مساحة توغو 56585 كيلومترا مربعا (21,925 ميل مربع) وهي واحدة من أصغر البلدان في أفريقيا. وهي يحدها خليج بنين من الجنوب. غانا تقع إلى الغرب؛ بنين إلى الشرق؛ وإلى الشمال تحدها بوركينا فاسو. وتوغو تقع في الغالب بين خطي عرض 6 ° 11 ° شمالا وخطي طول 0 ° 2 ° شرقا. ساحل توغو على خليج غينيا يبلغ طوله 56 كم ويتكون من البحيرات ذات الشواطئ الرملية. في الشمال تتميز أراضي السافانا المتداول بلطف على النقيض من وسط البلاد، والتي تتميز التلال. جنوب توغو يتميز السافانا وهضبة الغابات التي تصل إلى سهل ساحلي مع البحيرات والمستنقعات واسعة. أعلى جبل في البلاد هو مونت أغو في 986 متر فوق مستوى سطح البحر. أطول نهر هو نهر مونو بطول 400 كم. وهو يمتد من الشمال إلى الجنوب. المناخ استوائي عموما مع متوسط درجات حرارة تتراوح بين 23 درجة مئوية (73 درجة فهرنهايت) على الساحل إلى حوالي 30 درجة مئوية (86 درجة فهرنهايت) في المناطق الشمالية، مع مناخ جاف وخصائص السافانا الاستوائية. ويوجد في الجنوب موسمان من الأمطار (الأول بين أبريل ويوليو، والثاني بين سبتمبر ونوفمبر)، على الرغم من أن متوسط هطول الأمطار ليس مرتفعا جدا. ويتميز ساحل توغو بالأهوار وأشجار المنغروف. ويؤدي النمو السكاني المرتفع إلى إزالة الغابات بسرعة، مما يعرض العديد من الأنواع للخطر. تم إنشاء ما لا يقل عن أربعة المتنزهات والاحتياطيات: محمية عبد الله، محمية فازاو مالفاكاسا الوطنية، حديقة فوس أوكس ليونز الوطنية، وحديقة كيران الوطنية. أكثر الحيوانات التي لوحظت هي الزرافات، جاموس الرأس، الضباع، والأسود. ولا يزال عدد قليل من الفيلة. الطيور الشائعة هي اللقالق والرافعات والمرابو. ينتخب الرئيس بالاقتراع العام المباشر لمدة 5 سنوات. وهو أيضا قائد القوات المسلحة وله الحق في الشروع في تشريع وحل البرلمان. ويمارس الرئيس التنفيذي والحكومة السلطة التنفيذية. رئيس الحكومة هو رئيس الوزراء، الذي يعينه الرئيس. إن تحول توغو إلى الديمقراطية متوقف. ولا تزال مؤسساتها الديمقراطية ناشئة وهشة. وقد توفي الرئيس غناسينغبي إياديما، الذي حكم توغو في ظل نظام الحزب الواحد، بسبب إصابته بأزمة قلبية في 5 فبراير 2005. وكان مريضا للغاية، وهو ينقل بالطائرة إلى بلد أجنبي للرعاية. توفي في العبور بينما فوق تونس. وبموجب دستور توغو، كان ينبغي لرئيس البرلمان، فامباري واتارا ناتشابا، أن يصبح رئيسا للبلاد، ريثما تجرى انتخابات رئاسية جديدة في غضون ستين يوما. كان ناتشابا خارج البلاد، وعاد على متن طائرة إير فرانس من باريس. وأغلق الجيش التوغولي، المعروف باسم القوات المسلحة التوغولية حدود البلاد، مما أجبر الطائرة على الهبوط في بينن المجاورة. وباستخدام فراغ ميكانيكي في السلطة، صوت البرلمان على إلغاء الشرط الدستوري الذي كان سيطلب إجراء انتخابات في غضون ستين يوما، وأعلن أن نجل إياديما، فور غناسينغبي، سيرث الرئاسة ويتولى منصبه لبقية مدة والده. أدى فور اليمين في 7 فبراير 2005، على الرغم من الانتقادات الدولية للخلافة. ووصف الاتحاد الأفريقي عملية الاستيلاء بأنها انقلاب عسكري. وجاء الضغط الدولي أيضا من الأمم المتحدة. وفي توغو، توجت المعارضة بالاستيلاء على أعمال شغب توفي فيها عدة مئات. وكانت هناك انتفاضات في العديد من المدن والبلدات، وتقع أساسا في الجزء الجنوبي من البلد. في بلدة أنيهو تقارير عن انتفاضة مدنية عامة تليها مذبحة واسعة النطاق من قبل القوات الحكومية لم يبلغ عنها إلى حد كبير. وردا على ذلك، وافق فور غناسينغبي على إجراء الانتخابات وفي 25 فبراير، استقال غناسينغبي من منصب الرئاسة، ولكن قبل ذلك بوقت قصير قبول الترشيح للمكتب في أبريل. وفي 24 أبريل 2005، انتخب غناسينغبي رئيسا لتوغو، حيث حصل على أكثر من 60 في المائة من الأصوات وفقا للنتائج الرسمية. وكان منافسه الرئيسي في السباق إيمانويل بوب اكيتاني من اتحاد قوى التغيير أو اتحاد قوى التغيير. ومع ذلك، كان يشتبه في الغش الانتخابي، بسبب نقص الاتحاد الأوروبي أو غيرها من الرقابة المستقلة. عين البرلمان نائب الرئيس، بونفوه عباس، رئيسا مؤقتا حتى تنصيبه. وفي 3 مايو 2005، أدى فور غناسينغبي اليمين الدستورية حيث قام الرئيس الجديد والاتحاد الأوروبي بتعليق المساعدات المقدمة إلى توغو دعما لمطالبات المعارضة، على عكس الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة التي أعلنت أن التصويت «معقول إلى حد معقول». سعى الرئيس النيجيري ورئيس الاتحاد الأفريقي أولوسيجون أوباسانجو إلى التفاوض بين الحكومة الحالية والمعارضة لإنشاء حكومة ائتلافية، لكنه رفض تعيين مفوضية الاتحاد الأفريقي للرئيس الزامبي السابق كينيث كاوندا كمبعوث خاص للاتحاد الأفريقي إلى توغو. وفي يونيو، عين الرئيس غناسينغبي زعيم المعارضة إديم كودجو رئيسا للوزراء. وفي أكتوبر 2007، وبعد عدة تأجيلات، أجريت الانتخابات في إطار التمثيل النسبي. وقد سمح ذلك للشمال الأقل سكانا بمقعد عدد كبير من النواب مثل الجنوب الأكثر سكانا. وحصل حزب التجمع الشعبي الذي يدعمه الرئيس على اغلبية مطلقة مع الجبهة المتحدة الثورية في المركز الثاني والاطراف الأخرى التي تدعي عدم تمثيلها. مرة أخرى، تم توجيه اتهامات تزوير إلى الجيش الشعبي الرواندي المدعوم من جهاز الأمن المدني والعسكري. وعلى الرغم من وجود بعثة مراقبين من الاتحاد الأوروبي، ألغيت بطاقات الاقتراع والتصويت غير القانوني، ومعظمها في معاقل ربت. وأعلن المجتمع الدولي الانتخابات بصورة عادلة وأثنى عليها كنموذج مع تخويف قليل وقلة من أعمال العنف لأول مرة منذ إعادة نظام تعدد الأحزاب. وفي 3 ديسمبر 2007، تم تعيين كوملان مالي من حزب ربت في منصب رئيس الوزراء خلف أغبويبور. بيد أنه في 5 سبتمبر 2008، وبعد 10 أشهر فقط من منصبه، استقال مالي من منصب رئيس وزراء توغو. فاز فور غناسينغبي بإعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية في مارس 2010، حيث حصل على 61% من الأصوات ضد جان بيير فابر من حزب الجبهة المتحدة، الذي كان مدعوما من قبل ائتلاف معارض يسمى الجبهة الجمهورية للتغيير. على الرغم من أن انتخابات مارس 2010 كانت سلمية إلى حد كبير، لاحظ مراقبو الانتخابات «الأخطاء الإجرائية» والمشاكل التقنية، والمعارضة لم تعترف بالنتائج، مدعيا أن المخالفات قد أثرت على النتيجة. وتبعت الاحتجاجات الدورية الانتخابات. في مايو 2010، أعلن زعيم المعارضة منذ فترة طويلة جيلكريست أولمبيو أنه سيبرم اتفاق تقاسم السلطة مع الحكومة، وهو ترتيب التحالف الذي يوفر وفك مع ثمانية مناصب وزارية. وفي يونيو 2012، دفعت الإصلاحات الانتخابية المتظاهرين إلى النزول إلى الشارع في لومي لعدة أيام؛ سعى المتظاهرون إلى العودة إلى دستور عام 1992 من شأنه أن يعيد فرض حدود الرئاسة. يوليو 2012، استقالة مفاجئة لرئيس الوزراء، جيلبرت هونجبو. وبعد أيام، عين وزير التجارة، كويسي أهومي - زونو، رئيسا للحكومة الجديدة. وفي الشهر نفسه، اقتحمت قوات الأمن منزل زعيم المعارضة جان بيار فابر، وحشد الآلاف من المتظاهرين مرة أخرى علنا ضد الحملة الحكومية. تنقسم توغو إلى 5 مناطق، تنقسم بدورها إلى 30 مقاطعة. من الشمال إلى الجنوب المناطق هي سافانس، كارا، المركزية، والهضاب البحرية. على الرغم من أن سياسة توغو الخارجية غير منحازة، فإنها تتمتع بعلاقات تاريخية وثقافية قوية مع أوروبا الغربية، وخاصة فرنسا وألمانيا. وتعترف توغو بجمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية وكوبا. وقد أعادت العلاقات مع إسرائيل في عام 1987. وتوغو تتبع سياسة خارجية نشطة وتشارك في العديد من المنظمات الدولية. وهي نشطة بشكل خاص في الشؤون الإقليمية غرب أفريقيا وفي الاتحاد الأفريقي. والعلاقات بين توغو والدول المجاورة جيدة عموما. الجيش توغو، في القوات المسلحة التونسية الفرنسية (أرمييس توغولايسيس)، القوات المسلحة التوغولية)، ويتألف من الجيش والبحرية والقوات الجوية والدرك. وبلغ مجموع النفقات العسكرية خلال السنة المالية 2005 ما نسبته 1.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد. وتوجد قواعد عسكرية في لومي، وتيمدجا، وكارا، ونيامتوغو، ودابونغ. والرئيس الحالي للأركان العامة هو العميد تيتيكبينا أتشا محمد، الذي تولى منصبه في 19 مايو 2009. وقد تم تجهيز سلاح الجو مع طائرات ألفا. من بين أصغر البلدان في أفريقيا، تتمتع توغو بأعلى مستويات المعيشة في القارة بسبب رواسبها الفوسفاتية القيمة وقطاع التصدير المتطور القائم على المنتجات الزراعية مثل البن وفاصوليا الكاكاو والفول السوداني (الفول السوداني) معا تولد ما يقرب من 30% من عائدات التصدير. وتحتل الأراضي الخصبة 11.3 في المائة من البلد، ومعظمها تم تطويره. المحاصيل الرئيسية هي الكسافا وأرز الياسمين والذرة والدخن. من القطاعات الهامة الأخرى التي تلعب دورا في اقتصاد البلاد إنتاج الجعة وصناعة الغزل والنسيج. والمشكلة الدائمة هي نقص الكهرباء، لأن البلد لا يستطيع إنتاج سوى ثلث استهلاكه، أما الباقي فهو مشمول بالواردات من غانا ونيجيريا. بيد أن انخفاض أسعار السوق للسلع الأساسية التصديرية الرئيسية في توغو، مقترنا بالحالة السياسية المتقلبة في التسعينات وأوائل القرن الحادي والعشرين، كان له أثر سلبي على الاقتصاد. وتوغو واحدة من أقل البلدان نموا، ولا تزال الحالة الاقتصادية غير مستقرة. وتوغو تعمل كمركز تجاري وتجاري إقليمي. وقد توقفت الجهود التي بذلتها الحكومة منذ عقد من الزمان، بدعم من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، من أجل إجراء إصلاحات اقتصادية، لتشجيع الاستثمار وخلق التوازن بين الدخل والاستهلاك. وأدت الاضطرابات السياسية، بما في ذلك إضرابات القطاعين الخاص والعام خلال عامي 1992 1993، إلى تعريض برنامج الإصلاح للخطر، وقلصت القاعدة الضريبية، وأدت إلى تعطيل النشاط الاقتصادي الحيوي. احتلت توغو المركز 114 في مؤشر الابتكار العالمي عام 2023. لكنها تراجعت للمركز 117 في مؤشر عام 2024. تستورد توغو الآلات والمعدات والمنتجات النفطية والمواد الغذائية. تتوزع الدول الرئيسية التي تستورد منها توغو بين فرنسا (21.1٪) وهولندا (12.1٪) وكوت ديفوار (5.9٪) وألمانيا (4.6٪) وإيطاليا (4.4٪) وجنوب أفريقيا 4.3% والصين (4.1٪. والصادرات الرئيسية هي الكاكاو، والاسم المنسوب لأب، وإعادة تصدير السلع، والفوسفات والقطن. وشركات التصدير الرئيسية هي بوركينا فاسو (16.6%)، والصين(15.4%)، وهولندا (13%) وبنين (9.6%) ومالي (7.4٪). وفيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية، أحرزت توغو تقدما في تحرير الاقتصاد، ولا سيما في ميادين التجارة وأنشطة الموانئ. غير أن برنامج الخصخصة لقطاع القطن والاتصالات السلكية واللاسلكية وإمدادات المياه يبدو متوقفا. ولا يوجد حاليا في البلد أي دين بسبب المساعدة المالية من الخارج، بينما من المرجح أن تكون توغو من بين أكثر البلدان المستفيدة في إطار مبادرة المساعدة المقدمة إلى البلدان الفقيرة المثقلة بالديون. 12 يناير 1994 خفض قيمة العملة بنسبة 50 في المائة وفر حافزا هاما لتجديد التكيف الهيكلي؛ وتيسر هذه الجهود بنهاية الصراع في عام 1994 والعودة إلى الهدوء السياسي العلني. ويعتمد التقدم على زيادة الانفتاح في العمليات المالية الحكومية (لاستيعاب نفقات الخدمات الاجتماعية المتزايدة) واحتمال تقليص حجم القوات المسلحة التي يتوقف النظام على البقاء فيها. وأدى نقص المعونة، إلى جانب انخفاض أسعار الكاكاو، إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1 في المائة في عام 1998، مع استئناف النمو في عام 1999. وتوغو عضو في منظمة تنسيق قانون الأعمال في أفريقيا. الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد، على الرغم من أنها تعاني من نقص مزمن في الأموال لشراء معدات الري والأسمدة، مما يقلل بشكل كبير من أدائها. وحققت الزراعة 28.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012، واستخدمت 49% من السكان العاملين في عام 2010. والبلد أساسا مكتف ذاتيا في إنتاج الأغذية. وتهيمن تربية المواشي على الإنتاج الحيواني. نتج عن التعدين حوالي 33.9% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2012، واستخدم 12% من السكان في عام 2010. وتوغو لديها رابع أكبر رواسب الفوسفات في العالم. ويبلغ إنتاجها 2.1 مليون طن سنويا. غير أنه منذ منتصف التسعينات، حدث انخفاض في صناعة التعدين، وستحتاج الحكومة إلى الاستثمار بكثافة في استدامتها. وتواجه صناعة التعدين صعوبات بسبب انخفاض أسعار الفوسفات في الأسواق العالمية وزيادة المنافسة الأجنبية. وهناك أيضا احتياطيات من الحجر الجيري والرخام والملح. وتوفر الصناعة 20.4% فقط من الدخل القومي، لأنها تتكون فقط من عدد قليل من الصناعات الخفيفة والبنائين. وتتيح احتياطيات كبيرة من الحجر الجيري لتوغو إنتاج الأسمنت. أظهرت أرقام جديدة من تعداد نوفمبر 2010 أن توغو يبلغ عدد سكانها 6,191,155 نسمة، أي أكثر من ضعف العدد الإجمالي الذي تم عده في التعداد الأخير. وأظهر هذا التعداد، الذي أجري في عام 1981، أن عدد سكان البلد يبلغ 577 719 2 نسمة. وقد نمت العاصمة وأكبر مدينة، لومي، من 375,499 في عام 1981 إلى 837,437 في عام 2010. عندما يتم إضافة سكان المناطق الحضرية المحيطة بمحافظة غولف، تضم تعداد لومي 1,477,660 نسمة في عام 2010. ومن المدن الأخرى في توغو وفقا للتعداد الجديد سوكودي (95,070) وكارا (94,878) وكباليمي (75,084) وأتاكبامي (69,261) ودابونغ (58,071) وتسييفي (54,474). ويبلغ عدد سكانها 6,619,000 نسمة (اعتبارا من 2009)، تعد توغو الدولة ال 107 الأكبر بين السكان. ويعيش معظم السكان (65 في المائة) في قرى ريفية مخصصة للزراعة أو المراعي. سكان توغو يظهر نموا قويا: من عام 1961 (بعد الاستقلال) إلى عام 2003 خمس مرات. توجد في توغو نحو 40 مجموعة إثنية مختلفة، معظمها من الإيوي في الجنوب، الذين يشكلون 32 في المائة من السكان. على طول الساحل الجنوبي يمثلون 21% من السكان. كما وجدت كوتوكولي أو تيم وتشامبا في وسط وشعب كابي في الشمال (22٪). وأواتشيس 14% من السكان. في بعض الأحيان تعتبر إويس وواتشيس هي نفسها، ولكن الفرنسيين الذين درسوا كلا المجموعتين يعتبرونهم أشخاصا مختلفين. وتشمل المجموعات العرقية الأخرى شعب مينا، وموسي، وأجا (حوالي 8٪). وهناك أيضا عدد من السكان الأوروبيين الذين يشكلون أقل من 1٪. وفقا لكتاب حقائق وكالة المخابرات المركزية، حوالي 29% من السكان مسيحيون، 20% مسلمون، 51% يحملون معتقدات السكان الأصليين. حوالي 50% من السكان يلتزمون بالمعتقدات الأفريقية التقليدية بما في ذلك الحيوانات، والنشوة (خاصة المشتركة)، وطائفة الأجداد، وقوى الطبيعة، وما إلى ذلك بدأت المسيحية في الانتشار من منتصف القرن الخامس عشر، بعد وصول البرتغاليين المستعمرين. توغو بلد متعدد اللغات. وفقا لعدد واحد، يتحدث 39 لغة. من هذه اللغات الرسمية هي الفرنسية. تم تعيين لغتين من اللغات الأصلية المنطوقة سياسيا كلغات وطنية في عام 1975: إوي (إيوي: بزيغ؛ الفرنسية: إيف) وكابيي. وتستخدم اللغة الفرنسية في التعليم الرسمي والإدارة والتجارة. الإيوي هي لغة التواصل الأوسع في الجنوب. وظائف تيم إلى حد محدود كلغة تجارية في بعض المدن الشمالية. رسميا، الإيوي وكابي هي «لغات وطنية»، والتي في سياق توغو تعني اللغات التي يتم الترويج لها في التعليم الرسمي واستخدامها في وسائل الإعلام. كان الإنفاق الصحي 5.2% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2014، الذي يحتل المرتبة ال 45 في العالم. ويبلغ معدل وفيات الرضع 43.7 حالة وفاة لكل 1000 طفل في عام 2016. وبلغ العمر المتوقع للذكور عند الولادة 62.3 في عام 2016، في حين بلغ 67.7 سنة للإناث. كان هناك 5 أطباء لكل 100000 شخص في عام 2008. وفقا لتقرير اليونيسف لعام 2013, تعرضت 4% من النساء في توغو لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وهي نسبة أقل بكثير من بلدان أخرى في المنطقة. وفي عام 2015، بلغ معدل الوفيات النفاسية لكل 000 100 ولادة توغو 368 حالة، مقابل 350 حالة وفاة في عام 2010 539.7 حالة وفاة في عام 1990. ويبلغ معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة 100 لكل 000 1 مولود، وتبلغ وفيات الولدان كنسبة مئوية من وفيات الأطفال دون الخامسة. 32 - وفي توغو، يبلغ عدد القابلات لكل 000 1 ولادة حية 2 وخطر وفاة النساء الحوامل مدى الحياة هو 1 في 67. وفي عام 2016، كان 5,100 شخص مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز. التعليم في توغو إلزامي لمدة ست سنوات. وفي عام 1996، بلغ المعدل الإجمالي للالتحاق بالمدارس الابتدائية 119.6 في المائة، وبلغ صافي معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية 81.3 في المائة. وفي عام 2011، بلغ معدل الالتحاق الصافي 94 في المائة، وهو من أفضل المعدلات في منطقة غرب أفريقيا. ويعاني نظام التعليم من نقص المعلمين، وانخفاض نوعية التعليم في المناطق الريفية، وارتفاع معدلات الرسوب والتسرب. تعكس ثقافة توغو تأثيرات جماعاتها الإثنية العديدة، التي هي الأكبر والأكثر تأثيرا هي الإيوي ومينا وتيم وتشامبا وكابري. وعلى الرغم من تأثير المسيحية والإسلام، فإن أكثر من نصف سكان توغو يتبعون الممارسات والمعتقدات المتحركة الأصلية. يتميز التماثيل النعجة التماثيل الشهيرة التي توضح عبادة إبيجي. تم استخدام المنحوتات وجوائز الصيد بدلا من الأقنعة الأفريقية في كل مكان. يشتهر الخشب من كلوتو «سلاسل الزواج»: حرفان مرتبطان بحلقات مستمدة من قطعة واحدة فقط من الخشب. الباتيك النسيج مصبوغ من المركز الفني من كلوتو تمثل مشاهد منمقة وملونة من الحياة اليومية القديمة. والمربعات المستخدمة في احتفالات النساجون أساهون مشهورة. أعمال الرسام سوكي إدوره مستوحاة من الحدود القاحلة الهائلة، التي اجتاحتها الرياح الجافة، وحيث تحافظ التربة على مطبوعات الرجال والحيوانات. فني البلاستيك بول أهي معترف بها دوليا اليوم. كان يمارس «زوتا»، وهو نوع من بيرونغرافينغ، وإنجازاته الضخمة تزين لومي. تشمل الأطعمة الأساسية في المطبخ التوغولي الذرة والأرز والدخن والكسافا واليام والموز والفاصوليا. وتعد الذرة هي الغذاء الأكثر استهلاكا في توغو. ويسمى الشراب التوغولي الرسمي سودابي، وهو الخمور التي يتم إنتاجها من التقطير لنبيذ النخيل. في 12 أغسطس 2008، فاز بنيامين بوكبيتي (ولد لأب توغولي وأم فرنسية) بميدالية برونزية في سباق K1 كاياك سلالوم للرجال، وهو أول ميدالية فاز بها عضو في الفريق التوغولي في دورة الألعاب الأولمبية. كرة القدم هي الرياضة الوطنية الأكثر شهرة في توغو. بعد تويجها مع نيجيريا وساحل العاج والكاميرون وغانا والسنغال، تأهلت توغو لكأس العالم في عام 2006. ولم تسجل توغو فوزا في مرحلة المجموعات. وشارك المنتخب في كأس أمم أفريقيا 8 مرات أعوام 1972 و1984 و1998 و2000 و2002 و2006 و2013 و2017. وأفضل نتيجة حققها كان الوصول إلى ربع النهائي عام 2013. إيمانويل أديبايور هو لاعب كرة القدم الأكثر شهرة في توغو، وسجل 31 هدفا للفريق الوطني و97 في الدوري الإنجليزي الممتاز. شارك المنتخب التوغولي في بطولة أمم أفريقيا لكرة السلة 4 مرات فقط. وحقق المركز الخامس في نسخة 1974 كأفضل إنجاز له.
https://ar.wikipedia.org/wiki/توغو
caee45fa417b857488efee8857dcbe91
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.989110", "source": "Wikipedia" }
بنين
بنين
بنين ‏ أو رسميا جمهورية بنين هي دولة تقع في غرب أفريقيا. تحدها من الغرب توغو ومن الشرق نيجيريا ومن الشمال فبوركينا فاسو والنيجر. أما من الجنوب فتطل على خليج بنين، حيث تقع غالبية السكان. عاصمة بنين هي بورتو نوفو، لكن مقر الحكومة يقع في كوتونو أكبر مدينة في البلاد. تغطي بنين مساحة قدرها حوالي 112622 كيلومتر مربع (43484 ميل مربع)، ويبلغ عدد سكانها حوالي 8,800,000. بنين دولة استوائية جنوب الصحراء الكبرى تعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة، حيث توظف قدرا كبيرا من العمالة والدخل في زراعة الكفاف. اللغة الرسمية في بنين هي الفرنسية ومع ذلك تستخدم عادة لغات السكان الأصليين مثل الفون واليوربا. أكبر مجموعة دينية في بنين هي الكاثوليكية الرومانية، يتبعها الإسلام بنسبة قريبة، والفودون والبروتستانت. بنين عضو في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنطقة السلام والتعاون جنوب الأطلسي والفرانكوفونية وتجمع دول الساحل والصحراء ورابطة منتجي النفط الأفارقة وسلطة حوض النيجر. بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر حكم أرض بنين الحالية مملكة داهومي. عرفت المنطقة باسم ساحل العبيد في بدايات القرن السابع عشر نظرا لانتشار تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. في 1892 تم حظر تجارة الرقيق وتراجعت القوة الإقليمية، فقامت فرنسا بفرض سيطرتها على المنطقة وتسميتها داهومي الفرنسية. في عام 1960، نالت داهومي الاستقلال التام عن فرنسا، ولتقيم حكومة ديمقراطية للسنوات الإثني عشر المقبلة. بين عامي 1972 1990، ظهرت للوجود ديكتاتورية ماركسية لينينية تعرف باسم جمهورية بنين الشعبية، ودخلت البلاد في فترة من القمع الذي أدى في النهاية إلى الانهيار الاقتصادي. تشكلت جمهورية بنين في عام 1991 وجلبت معها انتخابات متعددة الأحزاب. عرفت البلاد باسم داهومي خلال الفترة الاستعمارية وعند الاستقلال. تم تغيير اسمها في 30 نوفمبر 1975 إلى بنين تيمنا بخليج بنين الذي تقع قبالته، والذي سمي بدوره تيمنا بإمبراطورية بنين. لا ترتبط دولة بنين بصلة مباشرة بمدينة بنين في نيجيريا الحالية ولا ببرونزيات بنين. اختير الاسم بنين لكونه محايدا. حيث أن مملكة داهومي السابقة كانت تغطي الثلث الجنوبي من البلاد الحالية فقط، وبالتالي لا تمثل المنطقة الشمالية الغربية أتاكورا ولا مملكة بورغو التي غطت الشطر الشمالي الشرقي. ملحوظة: الاسم بنين يطلق أيضا على ولاية بنين في دولة نيجيريا التي تمد دولة بنين بالقسط الأكبر من الطاقة الكهربائية. تشكلت مملكة داهومي من مزيج من الجماعات العرقية في سهل أبومي. يعتقد المؤرخون أنه ربما تسبب انعدام الأمن الناجم عن تجارة العبيد إلى الهجرات الجماعية إلى أبومي الحالية بما في ذلك بعض الأجا وهم من شعب الجبي والذين يعتقد أنهم أسسوا المدينة. اختلط أولئك الأجا الذين عاشوا في أبومي مع شعب فون المحلي وأيضا شعب جبي مما خلق مجموعة عرقية جديدة تعرف باسم «داهومي». وكانت عاصمتها أبومية يعتقد بأن شعب جبي يعود لسلالة من المهاجرين الويو. أصبح جانجنيهيسو ( هو من الأسرة الحاكمة لأجا والذي قدم في القرن السادس عشر مع مجموعات الأجا من تادو واستقروا وحكموا ما هو الآن أبومي وألادا وبورتو نوفو) أول حاكم لمملكة داهومي. امتلكت داهومي ثقافة عسكرية هدفت إلى تأمين وتوسيع حدود المملكة الصغيرة وعاصمتها أبومي الحالية. اشتهرت مملكة داهومي بثقافتها وعاداتها وتقاليدها. دربت في كثير من الأحيان الصبية الصغار ليصبحوا جنودا وعلمتهم التقاليد العسكرية للملكة حتى ينضموا للقوة البحرية عندما يبلغوا العمر المناسب. عرفت داهومي أيضا بكتيبة نخبة نسائية تدعى أهوسي أو «أمهاتنا» بلغة فونجبي، والتي عرفها الأوروبيون باسم الداهوميون الأمازونيون. أعطى هذا التركيز على الجانب العسكري والنجاحات التي حققتها المملكة لقب «سبارتا السوداء» من قبل المراقبين الأوروبيين والمستكشفين في القرن التاسع عشر مثل السير ريتشارد بيرتون. باع ملوك داهومي أسراهم رقيقا للأوروبيين؛ وإلا فإن أولئك الأسرى قتلوا في حفل يعرف باسم التقليد السنوي. وصلت مكاسب ملوك داهومي منذ 1750 تقريبا نحو 250,000 جنيه استرليني سنويا جراء تجارة العبيد. رغم أن قادة داهومي ظهروا معارضين لتجارة العبيد بداية، إلا أنها ازدهرت في منطقة داهومي لما يقرب من ثلاث مائة سنة (بدءا من عام 1472 باتفاق تجارة مع التجار البرتغاليين)، مما أعطى المنطقة تسمية «ساحل العبيد». أدت بروتوكولات البلاط الملكي التي تطلبت قطع رؤوس أسرى حروب المملكة إلى تراجع أعداد العبيد المصدرين. تراجع العدد من 20,000 سنويا في بداية القرن السابع عشر إلى 12,000 في بداية القرن التاسع عشر. كما عاد هذا الانخفاض في جانب منه إلى حظر تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي من قبل بريطانيا وغيرها البلدان. استمر هذا التراجع حتى عام 1885، عندما غادرت آخر سفينة عبيد برتغالية ساحل جمهورية بنين الحالية. بحلول منتصف القرن التاسع عشر، بدأت داهومي تفقد مكانتها كقوة إقليمية. وهذا ما مكن الفرنسيين من السيطرة على المنطقة في 1892. في عام 1899، ضم الفرنسيون الأرض التي تعرف باسم داهومي الفرنسية إلى مستعمرة غرب أفريقيا الفرنسية. في عام 1958، منحت فرنسا الاستقلال لجمهورية داهومي والاستقلال التام اعتبارا من 1 أغسطس 1960. كان هوبير ماغا الرئيس الذي قاد البلاد للاستقلال. على مدى السنوات الاثنتي عشرة القادمة، ساهمت الصراعات العرقية في فترة من الاضطراب. كان هناك العديد من الانقلابات والتبدلات في النظام، مع أربع شخصيات مهيمنة - هوبير ماغا وسورو أبيتي وجوستين أهوماديغبي وإميل ديرلين زينسو - حيث مثل الثلاثة الأوائل مناطق إثنية مختلفة من البلاد. اتفق هؤلاء الثلاثة على تشكيل مجلس الرئاسة بعد أعمال عنف شابت الانتخابات عام 1970. في 7 مايو 1972، انتقلت السلطة إلى ماغا أهوماديغبي. يوم 26 أكتوبر 1972 أطاح الجنرال ماثيو كيريكو بالثلاثي الحاكم ليصبح الرئيس مشيرا إلى أن البلاد لن «تثقل نفسها بنسخ الأيديولوجية الأجنبية، وأنها لا تريد الرأسمالية ولا الشيوعية ولا الاشتراكية»، وثم في 30 نوفمبر أعلنت البلاد ماركسية رسميا تحت سيطرة المجلس العسكري للثورة التي أممت صناعة النفط والبنوك. في 30 نوفمبر 1975، سميت البلاد جمهورية بنين الشعبية. في عام 1979، تم حل لجنة المصالحة الوطنية ورتب كيريكو الانتخابات ليكون المرشح الوحيد المسموح به. أقام علاقات مع جمهورية الصين الشعبية وكوريا الشمالية وليبيا، ووضع ما يقرب من جميع الشركات والأنشطة الاقتصادية تحت سيطرة الدولة مما تسبب في جفاف الاستثمار الأجنبي في بنين. حاول كيريكو إعادة تنظيم التعليم، مما أدى إلى نزوح جماعي للمعلمين جنبا إلى جنب مع عدد كبير من غيرهم من المهنيين. مول النظام نفسه عن طريق التعاقد بتصريف النفايات النووية الفرنسية. في عام 1980، تحول كيريكو إلى الإسلام وغير اسمه الأول إلى أحمد ومن ثم غير اسمه مرة أخرى مدعيا أنه ولد مسيحيا من جديد. في عام 1989، اندلعت أعمال شغب لأن النظام لم يكن لديه المال لدفع مرتبات الجيش وانهار النظام المصرفي. في النهاية تخلى كيريكو عن الماركسية. كما أجبرت اتفاقية كيريكو على إطلاق سراح السجناء السياسيين وتنظيم انتخابات. تم تغيير اسم البلاد إلى جمهورية بنين في 1 مارس 1990 حالما اكتمل تشكيل دستور البلاد بعد إلغاء الماركسية اللينينية في 1989. في عام 1991، خسر كيريكو الانتخابات لصالح نيسيفور سوغلو، وأصبح أول رئيس أفريقي أسود يتنحى بعد الانتخابات. عاد كيريكو إلى السلطة بعد فوزه في الانتخابات عام 1996. في عام 2001، أسفرت نتائج الانتخابات المتقاربة جدا بفوز كيريكو بولاية أخرى، وبعد ذلك ادعى خصومه وجود مخالفات انتخابية. لم يترشح كيريكو والرئيس السابق سوغلو لانتخابات عام 2006، حيث منعا بقيود الدستور من حيث شروط المرشحين للرئاسة. أشيد بكيريكو على نطاق واسع لعدم بذله أي جهد لتغيير الدستور بحيث يتمكن من البقاء في منصبه مرة أخرى على عكس العديد من الزعماء الافارقة. يوم 5 مارس 2006، عقدت انتخابات اعتبرت حرة ونزيهة. أسفرت الانتخابات عن جولة الإعادة بين بوني يايي وادريان هونغبيدجي. حصلت انتخابات الإعادة يوم 19 مارس وفاز بها بوني الذي تولى منصبه يوم 6 أبريل. حصد نجاح الانتخابات العادلة متعددة الأحزاب في بنين الثناء على الصعيد الدولي. يعتبر قلة أن بنين نموذج للديمقراطية في أفريقيا، رغم سجلها الديمقراطي القصير. تدور السياسة في بنين في إطار جمهورية رئاسية ديمقراطية تمثيلية، حيث رئيس بنين على حد سواء رئيس الدولة ورئيس الحكومة في إطار نظام متعدد الأحزاب. تمارس السلطة التنفيذية من قبل الحكومة. بينما تناط السلطة التشريعية في كل من الحكومة والبرلمان. السلطة القضائية مستقلة عن السلطتين التنفيذية والتشريعية. يستمد النظام السياسي من دستور عام 1990 والانتقال لاحقا إلى الديمقراطية في 1991. في تقريرها عن حرية الصحافة لعام 2007، وضعت مراسلون بلا حدود بنين في المرتبة 53 من أصل 169 بلدا. سجلت بنين رصيدا عاليا في مؤشر إبراهيم للحكم الرشيد لعام 2008 في أفريقيا والذي يقيس حالة الحكم عبر القارة. كانت في المرتبة 13 من بين 48 دولة أفريقية جنوب الصحراء الكبرى، وسجلت رصيدا جيدا في فئات السلامة والأمن والمشاركة وحقوق الإنسان. تتكون القوات المسلحة في بنين من ثلاثة فروع وهي القوة البرية والقوة البحرية وسلاح الجو. يبلغ تعداد أفرادها 5000. سن التجنيد الإجباري والطوعي في بنين هو 21 عاما ولكن يمكن الالتحاق بالجيش في عمر 18 عاما ويمكن لكل من الذكور والإناث الخدمة في الجيش. تقسم بنين إلى 12 منطقة إدارية، وهي بدورها مقسمة إلى 77 بلدية و545 دائرة. بنين دولة على شكل شريط ضيق يمتد من الشمال إلى الجنوب في غرب أفريقيا، تقع بين خط الاستواء ومدار السرطان. تحدها توغو من الغرب وبوركينا فاسو والنيجر في الشمال ونيجيريا من الشرق وخليج بنين إلى الجنوب. تبلغ مساحتها 112,622 كم2 (43,484 ميل مربع)، حيث تمتد من نهر النيجر في الشمال إلى المحيط الأطلسي في الجنوب بمسافة 650 كم (404 ميل). على الرغم من طول الساحل 121 كم (75 ميل) فإن أعرض منطقة في البلاد نحو 325 كيلومترا (202 ميل) تقع في الشمال. بنين واحدة من أصغر البلدان في غرب أفريقيا، وهي ثماني مرات أصغر من نيجيريا جارتها الشرقية. إلا أنها أكبر بمرتين من توغو جارتها الغربية. يظهر اختلاف بسيط في ارتفاع اليابسة عن مستوى سطح البحر في البلاد، ويمكن تقسيمها إلى أربع مناطق من الجنوب إلى الشمال. تبدأ بالمنخفضة الرملية الساحلية (أعلى ارتفاع 10 متر (32.8 قدم)) والذي يبلغ عرضه على الأكثر 10 كم (6.2 ميل). تتخلله المستنقعات والبحيرات المرتبطة بالمحيط. وراء الساحل تقع غابات السافانا وفسيفساء الهضاب المغطاة (ارتفاع بين 20 200 (66 656 قدم)) والتي تقسمها الوديان التي تمتد من الشمال إلى الجنوب على طول أنهار كوفو وزو وأوميه. يتلو ذلك مساحة من الأراضي المنبسطة التي تحتوي أيضا على التلال الصخرية التي نادرا ما تصل إلى ارتفاع 400 متر (1312 قدم) تمتد حول نيكي وسايف. وأخيرا، مجموعة من الجبال تمتد على طول الحدود الشمالية الغربية وضمن توغو. هذه جبال أتاكورا وتوجد أعلى نقطة في جبل سوكبارو بارتفاع 658 متر (2159 قدم). تحتوي بنين على الأراضي البور وأشجار المانغروف وبقايا بعض الغابات الكبيرة. تغطي بقية البلاد السافانا مع الأدغال الشائكة وتتخللها أشجار الباوباب الضخمة. بعض الغابات تمتد على ضفاف الأنهار. في الشمال والشمال الغربي من بنين توجد بعض المحميات الطبيعية والحديقة الوطنية التي تجذب السياح الذين يتوقون لرؤية الفيلة والأسود والظباء وأفراس النهر والقردة. مناخ بنين حار ورطب. معدل هطول الأمطار السنوي في المتوسط للمناطق الساحلية 360 ملم (14.2 في) وهي ليست عالية مقارنة بدول غرب أفريقيا الساحلية. في بنين موسمان للأمطار وآخران من مواسم الجفاف سنويا. موسم الأمطار الرئيسي بين أبريل-يوليو. مع فترة أقصر أقل كثافة من الأمطار من أواخر أيلول / سبتمبر إلى نوفمبر. موسم الجفاف الرئيسي هو من ديسمبر-أبريل. مع برودة الجو والجفاف لفترة قصيرة أخرى من أواخر تموز / يوليو إلى أيلول / سبتمبر. درجات الحرارة والرطوبة مرتفعة على طول السواحل الاستوائية. في كوتونو، درجة الحرارة القصوى المتوسطة 31 درجة مئوية (87.8 درجة فهرنهايت) والحد الأدنى هو 24 درجة مئوية (75.2 درجة فهرنهايت). كما أن هنالك اختلافات في ارتفاع درجة الحرارة عندما تتحرك شمالا عبر السافانا والهضبة نحو الساحل. تهب رياح جافة من الصحراء من ديسمبر-مارس. خلالها يجف العشب والنباتات تتحول إلى البني المحمر، وطبقات من الغبار الناعم تخيم على البلاد مما يتسبب في سماء ملبدة بالغيوم. وهو أيضا الموسم الذي يحرق فيه المزارعون الحقول بعد حصادها. اقتصاد بنين ما زال في مرحلة التطور ويعتمد على الزراعة، وإنتاج القطن والتجارة الإقليمية. ويبلغ وارد القطن 40% من الناتج المحلي الإجمالي وحوالي 80% من عائدات التصدير الرسمية. بلغ متوسط النمو في الناتج الحقيقي حوالي 5% في السنوات السبع الماضية، ولكن النمو السكاني السريع لا يتناسب مع دخل البلد ومع هذه الزيادة. تراجع التضخم على مدى السنوات العديدة الماضية. تستخدم بنين فرنك كعملة رسمية، وهو مربوط إلى اليورو. تخطط بنين لجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي من أجل المزيد من النمو. هنالك زيادة في التركيز على السياحة وتسهيل وضع نظم جديدة لتجهيز الأغذية والمنتجات الزراعية، وتشجيع التكنولوجيا الجديدة لل
https://ar.wikipedia.org/wiki/بنين
7c4bdabc3017fc9ad7ca2bb5c650e312
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.995039", "source": "Wikipedia" }
بوركينا فاسو
بوركينا فاسو
بوركينا فاسو هي دولة غير ساحلية في غرب أفريقيا، تحدها ستة دول هي مالي من الشمال، النيجر من الشرق، بنين من الجنوب الشرقي، توغو وغانا من الجنوب وساحل العاج من الجنوب الغربي. تقع ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا. تبلغ مساحتها 274,200 كم2، ويبلغ عدد سكانها 21,510,181 نسمة وتعتمد على الزراعة في اقتصادها، ومن أهم منتجاتها الفول السوداني، القطن، الذرة، الدخن، السورقوم، الأبقار، الماعز والضأن. وتعتبر مدينة واغادوغو أهم مدن البلاد وهي العاصمة، تأتي بعدها مدينة بوبوديولاسو. كان اسم البلاد في الماضي كان «جمهورية فولتا العليا». وفي 4 أغسطس 1984 قام الرئيس توماس سانكارا بتغيير اسم الدولة إلى «بوركينا فاسو» والتي تعني «بلد الناس النزيهين (الطاهرين)»، بثلاث لغات رئيسية في البلاد: موري (بوركيندي، أي الناس النزيهين أو الطاهرين) وديولا (فاسو، أي دار الأب أو البلد).وفولفولدي للنسبة بوركينابي (سكان بوركينا فاسو) توجد بوركينا فاسو في نطاق غربي أفريقيا، وهي دولة داخلية ولا سواحل لها، وتقع بوركينا فاسو في الغالب بين خطي عرض 9° و15° شمالا (توجد منطقة صغيرة شمال خط العرض 15°)، وخطي طول 6° غربا و3° شرقا، تحدها مالي من الشمال والغرب وساحل العاج وغانا وتوجو من الجنوب، وبنين من الجنوب الشرقي، كما تقع جمهورية النيجر في شمالها الشرقي، ومنافذها إلى العالم الخارجي من ساحل العاج وغانا، وتبلغ مساحة أرضها (274,200 كم). وعاصمتها وجادوجو في وسط البلاد، ومن مدنها كودوغو وجاوا، وبنفورا، وبوبوديولاسو. أرضها هضبة من الصخور النارية والمتحولة، تغطيها الصخور الرسوبية، وتنتشر فوقها بعض القمم والجبال الانكسارية، وأعلى قممها جبل رتناكويرو (747 مترا)، وتجمع أرضها أودية نهرية عديدة، ويصرف معظمها إلى نهر فولتا مثل فولتا الأبيض وفولتا الأحمر وفولتا الأسود، وتنتشر المستنقعات في المناطق المنخفضة مثل مستنقع (جوروما) موطن ذبابة (تسي تسي) الضارة. مناخ بوركينا فاسو من النوع المداري، ممطر في الصيف، وجاف في الشتاء، يقل المطر في الجنوب الغربي ويزداد في الشمال الشرقي، ترتفع حرارته في الصيف، وهكذا يتميز مناخها بفصلين، شتاء جاف، وصيف مطير يمتد من يونيو إلى سبتمبر، وتغطي حشائش السافانا والشجيرات مساحة كبيرة من أرضها. كانت بوركينا فاسو منذ القرن الحادي عشر أو الثاني عشر قسما من ممالك مستقلة عرفت باسم ممالك موسي وهم: مملكة تينكودوجو ومملكة ياتنجا ومملكة واغادوغو، تصدت تلك الممالك لهجمات ممالك الشمال ومن ثم خضعت في نهاية القرن الخامس عشر لسيطرة إمبراطورية سونغاي حتى عادت تلك الممالك بعد سقوط سونغاي وظهرت أيضا إمبراطورية كونغ ومملكة جويريكو في الجنوب الغربي وهي ممالك إسلامية تكونت بعد تفتت مملكة مالي، حتى خضعت أخيرا للاستعمار الفرنسي أيام تقدمه في أفريقيا عندما وقع مع ممالك موسي معاهدة في سنة (1314 -1896 )، وضمت لمستعمرة السنغال العليا، ثم أصبحت مستعمرة منفردة في سنة (1335 - 1916 )، وعرفت بفولتا العليا. وعندما قام المسلمون في فولتا العليا بمحاولات لنيل إستقلالهم (فتتوا) أرضهم فوزعت على ساحل العاج ومالي والنيجر، وفي سنة (1385 -1947 )، استعادت فولتا العليا وحدة أرضها في مستعمرة واحدة، ثم نالت استقلالها في سنة (1380ه - 1960 ). بمساعدة فرنسية، استولى بليز كومباوري على السلطة في انقلاب عام 1987، أطاح بصديقه وحليفه القديم توماس سانكارا، الذي قتل في الانقلاب. نص دستور 2 يونيو 1991 على إنشاء حكومة شبه رئاسية، ويمكن حل البرلمان من قبل رئيس الجمهورية، الذي كان من المقرر انتخابه لمدة سبع سنوات. في عام 2000، عدل الدستور وخفضت مدة الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات وتحددت فترة الولاية إلى سنتين، مما منع إعادة الانتخاب المتتالي. دخل التعديل حيز التنفيذ خلال انتخابات 2005. فقد كان سيمنع إعادة انتخاب كومباوري في حال دخوله حيز التنفيذ قبل 2005، ورئيس الوزراء هو رئيس الحكومة ويعينه رئيس الجمهورية بموافقة الجمعية الوطنية، وهو مسؤول عن التوصية لتشكيل مجلس الوزراء. طعن مرشحو الرئاسة الآخرون في نتائج الانتخابات، لكن قرر المجلس الدستوري في أكتوبر 2005، أنه نظرا لأن كومباوري كان الرئيس الحالي منذ عام 2000، فإن التعديل لن ينطبق عليه حتى نهاية ولايته الثانية في منصبه. ومهد هذا الطريق أمام ترشيحه لانتخابات 2005. في 13 نوفمبر 2005، أعيد انتخاب كومباوري بأغلبية ساحقة، بسبب انقسام المعارضة السياسية وقتها. في انتخابات 2010 الرئاسية، أعيد انتخاب الرئيس كومباوري، صوت فقط 1.6 مليون مواطن من بوركينا فاسو له، وكان يشمل إجمالي عدد السكان وقتها عشرة أضعاف عدد المصوتين له. كانت احتجاجات بوركينا فاسو عام 2011 عبارة عن سلسلة من الاحتجاجات الشعبية التي دعت إلى استقالة كومباوري، والإصلاحات الديمقراطية، وزيادة رواتب القوات والموظفين الحكوميين والحرية الاقتصادية. ونتيجة لذلك، استبدل المحافظون ورفعت أجور موظفي الحكومة. يتألف البرلمان من غرفة واحدة تعرف باسم الجمعية الوطنية، والتي تضم 111 مقعدا مع أعضاء منتخبين لمدة خمس سنوات. كانت هناك غرفة دستورية مكونة من عشرة أعضاء ومجلس اقتصادي واجتماعي ذو أدوار استشارية بحتة. أنشأ دستور عام 1991 برلمانا من مجلسين، لكن ألغي مجلس الشيوخ (مجلس النواب) في عام 2002. عملت إدارة كومباوري على تحقيق اللامركزية في السلطة من خلال نقل بعض سلطاتها إلى السلطات الإقليمية والبلدية. لكن انعدام الثقة الواسع النطاق بالسياسيين وغياب المشاركة السياسية من قبل العديد من السكان زادا من تعقيد هذه العملية. وصف النقاد هذا الخليط بأنه هجين اللامركزية. الحريات السياسية مقيدة بشدة في بوركينا فاسو، انتقدت منظمات حقوق الإنسان إدارة كومباوري بسبب العديد من أعمال العنف من قبل الدولة ضد الصحفيين وغيرهم من أعضاء المجتمع الناشطين سياسيا. في منتصف سبتمبر 2015، أدت محاولة انقلابية من قبل فوج الأمن الرئاسي (RSP) إلى الإطاحة مؤقتا بحكومة كافاندو، جنبا إلى جنب مع بقية النظام السياسي بعد أكتوبر 2014. إذ نصبوا جيلبرت دينديري رئيسا للمجلس الوطني الجديد. في 23 سبتمبر 2015، أعيد رئيس الوزراء والرئيس المؤقت إلى السلطة، وأعيد تحديد موعد الانتخابات الوطنية إلى 29 نوفمبر. فاز كابوري بالانتخابات في الجولة الأولى من التصويت، وحصل على 53.5% من الأصوات مقابل 29.7% لمرشح المركز الثاني زيفرين ديابري. أدى اليمين في 29 ديسمبر 2015. وصفت بي بي سي الرئيس بأنه «مصرفي تلقى تعليمه في فرنسا.. يعتبر نفسه ديمقراطيا اجتماعيا، وتعهد بالحد من بطالة الشباب، وتحسين التعليم والرعاية الصحية، وتوفير الرعاية الصحية للأطفال دون سن السادسة مجانا». وفقا لتقرير البنك الدولي في أواخر عام 2018، كان المناخ السياسي مستقرا، وكانت الحكومة تواجه «سخطا اجتماعيا حدث نتيجته إضرابات واحتجاجات كبرى، نظمتها النقابات في العديد من القطاعات الاقتصادية، للمطالبة بزيادة الرواتب والمزايا الاجتماعية.. وهجمات جهادية متكررة بشكل متزايد»، جرت الانتخابات التالية في عام 2020. في عام 2015، وعد كابوري
https://ar.wikipedia.org/wiki/بوركينا فاسو
92ea2c9307e684c38fad1cc3993f3c91
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:40.997974", "source": "Wikipedia" }
نيجيريا
نيجيريا
نيجيريا، الاسم الرسمي للبلاد هو جمهورية نيجيريا الاتحادية ‏، دولة مستقلة في غرب إفريقيا، تحدها النيجر شمالا، وتشاد في الشمال الشرقي، والكاميرون في الشرق، وبنين في الغرب. يقع ساحلها الجنوبي على خليج غينيا على المحيط الأطلسي. نيجيريا جمهورية اتحادية تضم 36 ولاية وإقليم العاصمة الاتحادية، حيث تقع العاصمة أبوجا. تعتبر لاغوس أكثر مدن نيجيريا كثافة بالسكان بل وفي القارة السمراء بأكملها، ومن أضخم المدن الكبرى في العالم بأسره. منذ القرن الثاني قبل الميلاد، قامت وبادت العديد من الدول والممالك الأصلية في البلاد، وتأتي حضارة النوق في مقدمتها باعتبارها أول كيان وحد البلاد برمتها في جسم واحد في القرن الخامس عشر قبل الميلاد. ظهرت الدولة المعاصرة في نيجيريا خلال حقبة الاستعمار البريطاني في القرن التاسع عشر، إذ تشكلت بوضعها الإقليمي الحالي عند دمج محمية نيجيريا الجنوبية ومحمية نيجيريا الشمالية في العام 1914 على يد اللورد فريدريك لوغارد. أنشأ البريطانيون الهياكل الإدارية والقانونية مع ممارستهم سياسة الحكم غير المباشر عن طريق المشيخات القبلية. نالت نيجيريا استقلالها رسميا بوصفها اتحادا فيدراليا مستقلا في 1 أكتوبر 1960. شهدت البلاد حربا أهلية من العام 1967 حتى 1970، وتبعتها سلسلة من الحكومات المدنية المنتخبة ديمقراطيا والديكتاتوريات العسكرية، حتى استقر نظام الحكم الديمقراطي في العام 1990؛ وتعد الانتخابات الرئاسية في العام 2015 أول مرة يخسر فيها رئيس في منصبه بإعادة الانتخابات. نيجيريا بلد متعدد الإثنيات يقطنه أكثر من 250 مجموعة إثنية تتحدث 500 لغة مختلفة، وتنتمي جميعها إلى طيف واسع من الثقافات المتنوعة. أكبر ثلاث جماعات إثنية في البلاد هي الهوسا والفولاني في الشمال، واليوروبا في الغرب، والإيغبو في الشرق، ويشكلون ما مجموعه 60% من عدد السكان. اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الإنجليزية، واختيرت بهدف تحقيق الوحدة الوطنية على المستوى اللغوي. تتوزع نيجيريا بشكل تقريبي بين المسلمين، الذين يعيشون بغالبهم في الشمال، والمسيحيين، الذين يعيشون بغالبهم في الجنوب. تضم البلاد خامس أكبر نسبة من السكان المسلمين وسادس أكبر نسبة سكان مسيحيين في العالم، مع وجود أقلية تدين بالديانات الأصلية، كتلك التي تعتنقها إثنيات الإيغبو واليوروبا. يكفل الدستور النيجيري حرية الاعتقاد. تعتبر دولة نيجيريا صاحبة أكبر كثافة سكانية في إفريقيا وسابع أكثر دول العالم اكتظاظا بالسكان، بنسبة تبلغ 206 مليون نسمة وفقا لتقديرات العام 2019. تضم نيجيريا ثالث أكبر نسبة شباب في العالم، بعد الهند والصين، إذ يبلغ متوسط عمر نصف سكانها تقريبا تحت سن الثامنة عشرة. اقتصاد نيجيريا هو الأكبر في إفريقيا ويأتي في المرتبة 24 بين أكبر اقتصادات العالم، بقيمة تبلغ 450 مليار دولار تقريبا في الناتج الإجمالي المحلي النقدي ويبلغ تعادل القوة الشرائية 1 تريليون دولار. عادة ما يشار إلى نيجيريا بتسمية «عملاق إفريقيا»، نظرا لكثافة عدد سكانها وضخامة اقتصادها، وباعتبارها سوقا ناشئة، وفقا للبنك الدولي، تعتبر نيجيريا الآن قوة إقليمية في القارة الأفريقية، وقوة وسطى في الشؤون الدولية، وينظر إليها باعتبارها قوة دولية صاعدة. رغم ذلك، فإن مؤشر التنمية البشرية يضع نيجيريا في المرتبة 158 على مستوى العالم، وتصنف البلاد بوصفها ذات اقتصاد منخفض متوسط الدخل، بدخل قومي إجمالي يتراوح بين 1,026 دولار و3,986 دولار للفرد الواحد. نيجيريا عضو مؤسس في الاتحاد الأفريقي وعضو في العديد من المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، ودول الكومنولث، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وأوبك. وهي عضو في مجموعة (منت) غير الرسمية، والتي ينظر إليها على نطاق واسع بوصفها الاقتصادات العالمية المستقبلية، وفي مجموعة الاقتصادات «الأحد عشر القادمة»، والتي يتوقع أن تصبح الأكبر في العالم. اشتق اسم «نيجيريا» من اسم نهر النيجر الذي يخترق البلاد. أطلقت الصحفية البريطانية فلورا شو هذا الاسم في 8 يناير 1897، والتي تزوجت فيما بعد لورد لوغارد، الحاكم الاستعماري البريطاني. يذكر أن دولة النيجر المجاورة تأخذ اسمها أيضا من نفس النهر. ليس ثمة اتفاق على أصل تسمية النيجر ذاتها، والتي كانت تطلق سابقا على الروافد الوسطى لنهر النيجر. من المرجح أن الكلمة هي تحريف لكلمة «إيغيريو -يجيرون» لدى قبائل الطوارق الذين سكنوا على طول الروافد الوسطى للنهر حوالي تمبكتو قبل الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر. بلغت حضارة النوق في نيجيريا أوجها بين 1500 قبل الميلاد والعام 200 ميلادية. وقد أنتجت تماثيل بالحجم الطبيعي من الطين النضيج وهي من أقدم المنحوتات المعروفة في إفريقيا جنوبي الصحراء، وصهرت حضارة النوق الحديد بحلول العام 550 قبل الميلاد، وقد تكون مارست ذلك ببضعة قرون سابقة. إضافة إلى ذلك، فقد وجدت الحفريات أدلة صهر الحديد في مواقع في إقليم نسوكا جنوب شرق نيجيريا: يعود تاريخها إلى العام 2000 قبل الميلاد في موقع ليجا (المصدر، أوزوماكا 2009) وإلى العام 750 قبل الميلاد، وغيرها في موقع أوبي الأثري. استقرت مملكة نري لشعب الإيغبو في القرن العاشر ودام سلطانها حتى العام 1911 عندما خسرت سيادتها لصالح البريطانيين. حكم نري ملوك يحملون لقب إزي نري، وتعتبر مدينة نري أساس ثقافة الإيغبو. تقع نري وأغولري، حيث ظهرت أسطورة بداية الإيغبو، في أراضي عشيرة أوموري. ينسب أفراد العشيرة أصل أجدادهم إلى الملك ذي السلطة الأبوية إيري. في غرب إفريقيا، وجدت أقدم منتجات البرونز المصنوعة باستخدام السبك بالشمع الضائع في إيغبو-أوكوو، وهي مدينة كانت تحت هيمنة نري. تبوأت مملكتا اليوروبا، إيفي وأويو في جنوب غرب نيجيريا، مكانة بارزة في القرنين الثاني عشر والرابع عشر على التوالي. تعود أقدم علامات استيطان الإنسان في الموقع الحالي لمدينة إيفي إلى القرن التاسع، وتشمل منتجات ثقافتها المادية تماثيل من الطين النضيج والبرونز. تلفت سجلات كانو الاهتمام إلى تاريخ قديم يعود إلى العام 999 ميلادي تقريبا لمدينة كانو لمملكة الهوسا الساحلية، مع غيرها من مدن الهوسا الرئيسية (أو هوسا باكواي) مثل: داورا، وهاديجا، وكاونو، وكاتسينا، وزازاوا، ورانو، وغوبير والتي تتسم جميعها بتاريخ مسجل يعود إلى القرن العاشر. مع انتشار الإسلام ابتداء من القرن السابع الميلادي، أصبحت المنطقة تعرف باسم السودان أو بلاد السودان (أي «بلاد السود»). نظرا إلى الارتباط الجزئي بين أهالي تلك المناطق بثقافة العرب المسلمين في شمال إفريقيا، فقد انخرطوا في تبادل تجاري، وسماهم العرب «السودان» (بمعنى «السود») واعتبروهم امتدادا للعالم الإسلامي. ثمة إشارات تاريخية مبكرة لدى المؤرخين والجغرافيين العرب والمسلمين من القرون الوسطى لإمبراطورية كانيم-بورنو بوصفها أكبر مركز في الإقليم للحضارة الإسلامية. في القرن السادس عشر، كان المستكشفون البرتغاليون أول الأوروبيين الذين بادروا بأنشطة تجارية مباشرة مع شعوب جنوب نيجيريا، في ميناء أطلقوا عليه تسمية لاغوس وفي كالابار في المنطقة على طول ساحل العبيد. تاجر الأوروبيون ببضائعهم مع سكان السواحل؛ ومثل التبادل التجاري مع الأوروبيين بدايات تجارة العبيد عبر الأطلسي. أصبح ميناء كالابار الواقع على خليج بيافرا التاريخي (المشار إليه حاليا على نطاق واسع باسم خليج بوني) واحدا من أكبر مواقع تجارة العبيد في غرب إفريقيا في حقبة تجارة العبيد عبر الأطلسي. وجدت عدة موانئ عبيد في نيجيريا بالقرب من باداغري، ولاغوس على خليج بنين، وعلى جزيرة بوني في خليج بيافرا. كان غالبية أولئك المستعبدين، والذين نقلوا إلى المواني، من أسرى الغارات والحروب. جرت العادة أن يؤخذ المستعبدون إلى بلاد المحتلين للعمل بالسخرة؛ وبعد فترة من الزمن، اندمج بعضهم اجتماعيا وانصهروا في مجتمع المستعمر. أنشئ عدد من طرق العبيد في جميع أنحاء نيجيريا بهدف ربط المناطق النائية بالمواني الساحلية الرئيسية. ارتبطت بعض الممالك ذات الانخراط الفاعل في تجارة الرقيق والتي شاركت في تجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي ارتبطت بكل من مملكة إيدو ضمن إمبراطورية بنين في الجنوب، وإمبراطورية الأويو في الجنوب الغربي، واتحاد أرو في الجنوب الشرقي. دامت سطوة إمبراطورية بنين بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر. وصلت هيمنتهم إلى مدينة إيكو (التي غير اسمها البرتغاليون لاحقا إلى لاغوس) وما أبعد من إيكو. في حين شمل نفوذ أويو، في أوج قوتها الإقليمية في أواخر القرن السابع عشر إلى أوائل القرن الثامن عشر، غرب نيجيريا حتى توغو المعاصرة. تمركزت إمبراطورية بنين للإيدو في جنوب غرب نيجيريا. أدى القتال المستمر في الشمال بين دول المدينة من الهاوسا مع تدهور إمبراطورية بورنو إلى بسط شعب الفولاني نفوذهم في المنطقة. حتى هذه الفترة، تمثل نشاط جماعة الفولاني، التي كانت مجموعة إثنية بدوية، بشكل أساسي في عبور منطقة الساحل شبه الصحراوية شمال السودان بالماشية مع تجنب التجارة والاختلاط بالشعوب السودانية. مع بداية القرن التاسع عشر، قاد عثمان دان فوديو جهادا ناجحا ضد ممالك الهوسا، وأقام خلافة صكتو المركزية (التي تعرف أيضا باسم الإمبراطورية الفولانية). توسعت الإمبراطورية التي كانت اللغة العربية لغتها الرسمية بسرعة في ظل حكمه وحكم خلفائه، الذين أرسلوا جيوشهم الغازية في كل الاتجاهات. ربطت الإمبراطورية الداخلية الشاسعة الشرق بمنطقة غرب السودان، وشقت طرقا باتجاه الجنوب مما مكنها من إخضاع أجزاء من إمبراطورية الأويو (كوارة حاليا)، وتقدمت نحو قلب أراضي شعب اليوروبا في إبادان، بغية الوصول إلى المحيط الأطلسي. شملت المناطق التي سيطرت عليها الإمبراطورية الكثير من الأراضي في شمال ووسط نيجيريا الحالية. أرسل السلطان أمراء لإنشاء ولايات هيمنة على الأراضي المستولى عليها ولنشر الحضارة الإسلامية. بدورهم اكتسب الأمراء المزيد من الثروة والسلطة من خلال التعامل بالتجارة وتجارة الرقيق. بحلول تسعينيات القرن التاسع عشر، وجدت أكبر نسبة من العبيد في العالم، ما مجموعه حوالي مليوني شخص، في أراضي خلافة صكتو. شاع استخدام السخرة على نطاق واسع، وخاصة في أعمال الزراعة. كانت خلافة صكتو واحدة من أكبر الدول الأفريقية في حقبة ما قبل الاستعمار إلى حين انهيارها في العام 1903 وانقسامها إلى مستعمرات أوروبية مختلفة. أدت الضرورة القانونية المتغيرة (حظر بريطانيا لتجارة العبيد عبر الأطلسي في العام 1807) والضرورة الاقتصادية (الرغبة في إحلال الاستقرار السياسي والاجتماعي) إلى تشجيع معظم القوى الأوروبية تنمية المحاصيل الزراعية بشكل موسع، مثل زراعة النخيل، لاستخدامها في الصناعات الأوروبية. انخرطت الشركات الأوروبية في تجارة العبيد عبر الأطلسي حتى حظرت قانونيا في العام 1807. بعد ذلك راح المهربون غير القانونيين يشترون العبيد على طول الساحل من تجار العبيد المحليين. سعى أسطول غرب إفريقيا البريطاني إلى اعتراض المهربين في عرض البحر. أخذ العبيد الذين أنقذوا إلى فريتاون، التي كانت مستعمرة في غرب إفريقيا أسست ابتداء لإعادة توطين العبيد المحررين من بريطانيا. تدخلت بريطانيا في الصراع السلطوي في مملكة لاغوس عبر قصفها لاغوس في العام 1851، ما أدى إلى خلع الملك المناصر لتجارة العبيد أوبا كوسوكو، وساعدت على تنصيب أوبا أكيتوي المتعاون، ووقعت معاهدة بين بريطانيا العظمى ولاغوس في 1 يناير 1852. في العام 1864، أصبح صامويل أجاي كروثر أول قسيس أفريقي للكنيسة الأنجليكانية في نيجيريا. في العام 1885، لقيت المطالب البريطانية بمنطقة هيمنة في غرب إفريقيا اعتراف الدول الأوروبية الأخرى في مؤتمر برلين. في العام التالي، اعتمدت بريطانيا شركة رويال تايغر تحت إدارة السير جورج تاوبمان غولدي. مع أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، كانت الشركة قد نجحت نجاحا واسعا في إخضاع الممالك الجنوبية المستقلة على طول نهر النيجر، وغزا البريطانيون بنين في العام 1897، وهزموا خصومهم في الحرب الأنجلو-آروية (1901 – 1902). أدت هزيمة تلك الممالك إلى تمهيد الطريق أمام الحكم البريطاني في منطقة النيجر. في العام 1900، دخلت مناطق هيمنة الشركة تحت الحكم المباشر للحكومة البريطانية وأسست فيها محمية نيجيريا الجنوبية محمية بريطانية وجزء من الإمبراطورية البريطانية، أكبر القوى العظمى في العالم آنذاك. بحلول العام 1902، تبلورت خطط بريطانيا في الزحف شمالا على خلافة صكتو. أوكلت وزارة المستعمرات إلى الجنرال البريطاني اللورد فريدريك لوغارد مهمة تنفيذ الخطة. عمد لوغارد إلى توظيف الخلافات بين الأمراء المتنازعين في الجزء الجنوبي من أرض الخلافة والإدارة المركزية لخلافة صكتو وذلك لتثبيط أي جهود دفاعية قد تعيق تقدمه نحو العاصمة. مع اقتراب البريطانيين من عاصمة صكتو، نظم السلطان الجديد محمد الطاهر الأول حملة دفاعية سريعة وقاتل القوات البريطانية المتقدمة. حقق البريطانيون نصرا سريعا، ما اضطر الطاهر الأول والألوف من أتباعه إلى الهجرة. في الشمال الشرقي، نجم عن تدهور حال إمبراطورية بورنو ظهور إمارة بورنو المدعومة بريطانيا بوجود أبو بكر غارباي حاكما لها. في العام 1903، منح الانتصار البريطاني في معركة كانو البريطانيين اليد الطولى لوجستيا لإحلال السلام في قلب خلافة صكتو والأراضي المنضوية ضمن إمبراطورية بورنو البائدة. في مارس من العام 1903، وفي ساحة سوق صكتو الكبير، أعلن آخر وزير لخلافة صكتو استسلامه رسميا للحكم البريطاني. عين البريطانيون محمد الطاهر الثاني خليفة جديدا. ألغى فريدريك لوغارد نظام الخلافة، ولكنه أبقى على لقب السلطان بوصفه منصبا رمزيا في محمية نيجيريا الشمالية المنشأة حديثا. وعرفت هذه باسم «مجلس سلطنة صكتو». في يونيو 1903، هزم البريطانيون آخر قوات الطاهر الأول وقتلوه؛ وبحلول العام 1906، خبت حركة المقاومة ضد الحكم البريطاني. الاندماج في 1 يناير 1914، وحد البريطانيون رسميا محمية نيجيريا الجنوبية ومحمية نيجيريا الشمالية في كيان سموه مستعمرة ومحمية نيجيريا. من ناحية إدارية، بقيت نيجيريا مقسمة إلى المحمية الشمالية والمحمية الجنوبية ومستعمرة لاغوس. حافظ سكان الإقليم الجنوبي على علاقات تواصل اقتصادية وثقافية أكثر مع البريطانيين والأوروبيين بسبب النشاطات الاقتصادية المرتبطة بالساحل. أسست البعثات التبشيرية المسيحية مؤسسات تعليمية غربية في المحميات. تبعا لسياسة بريطانيا في الحكم غير المباشر وتأييد التقاليد الإسلامية، لم يحرص التاج البريطاني على عمل الإرساليات التبشيرية المسيحية في شمال نيجيريا، وهو الجزء الإسلامي من البلاد. سافر بعض أبناء النخب من الجنوب إلى بريطانيا العظمى لمتابعة تعليمهم العالي. بحلول مرحلة الاستقلال في العام 1960، برزت بوضوح الاختلافات الإقليمية في فرص الوصول إلى التعليم الحديث. يرى هذا الإرث حتى يومنا هذا، وإن كان بشكل أقل وضوحا. كما ظهر التفاوت بين الشمال والجنوب في الحياة السياسية في نيجيريا أيضا. وكمثال على ذلك يذكر عدم حظر شمال نيجيريا العبودية حتى العام 1936، في حين ألغيت العبودية في أجزاء أخرى من نيجيريا في بواكير الحقبة الاستعمارية. بعد الحرب العالمية الثانية، واستجابة لتنامي الشعور بالقومية النيجيرية والمطالب بالاستقلال، بدأت سلسلة من الدساتير التي وضعتها الحكومة البريطانية بتحويل نيجيريا نحو الحكم الذاتي شيئا فشيئا على أساس تمثيلي وفيدرالي. بحلول منتصف القرن العشرين، عصفت بإفريقيا موجة كاسحة تنادي بالاستقلال. وهكذا نالت نيجيريا استقلالها أخيرا في عام 1960. نالت نيجيريا استقلالها عن المملكة المتحدة يوم 1 أكتوبر سنة 1960، باسم فيدرالية نيجيريا، مع بقاء الملكة البريطانية، إليزابيث الثانية، رأسا فخريا للدولة تحت لقب ملكة نيجيريا. اتسمت الحكومة المؤسسة لنيجيريا المستقلة بكونها ائتلافا حكوميا لأحزاب محافظة: كونغرس الشعب الشمالي بقيادة السير أحمدو بيلو، وهو حزب يهيمن عليه مسلمو الشمال، والإيغبو والمجلس الوطني لنيجيريا والكاميرون ذي الأغلبية المسيحية بقيادة نامدي أزيكيوي. حل أزيكيوي محل الحاكم العام الاستعماري في نوفمبر 1960. ضمت صفوف المعارضة مجموعة العمل ذات التوجه الليبرالي مقارنة بغيرها، والتي سيطر عليها بشكل رئيسي اليوروبا بقيادة أوبافيمي أولو. مع دخول مرحلة الاستقلال، اتسمت الاختلافات الثقافية والسياسية بالحدة بين المجموعات الإثنية الكبرى في نيجيريا: الهوسا-الفولاني (الشماليون)، والإيغبو (الشرقيون)، واليوروبا (الغربيون). وقع اختلال في الميزان السياسي لنظام الحكم سببته نتائج الاستفتاء العام في 1961. اختارت جنوب الكاميرون (التي يطلق عليها الانفصاليون أمبازونيا منذ ذلك الحين) الانضمام إلى جمهورية الكاميرون في حين اختارت شمال الكاميرون الانضمام إلى نيجيريا. وهكذا أصبح الجزء الشمالي من البلاد أكبر من جزئها الجنوبي. في العام 1963، أسست الدولة جمهورية فيدرالية، وكان أزيكيوي أول رئيس للبلاد. عند عقد الانتخابات في العام 1965، استلم الحزب الديمقراطي الوطني النيجيري مقاليد السلطة في منطقة غرب نيجيريا. في العام 1966، أفضى عدم التوازن والفساد الصارخ في العملية الانتخابية والسياسية إلى سلسلة انقلابات عسكرية. وقع الانقلاب الأول في يناير 1966، وقاده في الغالب جنود من إثنية الإيغبو تحت إمرة الرائدين إيمانويل إيفياجونا وتشوكوما كادونا نزيوغو. تمكن مدبرو الانقلاب من اغتيال السير أحمدو بيلو وأبو بكر تافاوا باليوا مع غيرهم من أبرز القادة في المنطقة الشمالية ورئيس الوزراء صامويل أكينتولا من المنطقة الغربية، ولكن واجه المنقلبون صعوبة في سعيهم لتشكيل حكومة مركزية. سلم رئيس مجلس الشيوخ نوافور أوريزو مقاليد الحكومة إلى الجيش، ثم إلى قيادة ضابط آخر من الإيغبو، وهو الجنرال جونسون أجويي-أيرونسي. بعد ذلك مهد الانقلاب المضاد في العام 1966، وبدعم أساسي من ضباط الجيش الشمالي، مهد الطريق لصعود يعقوب جون قائدا عسكريا للدولة. تصاعد التوتر بين الشمال والجنوب؛ تجلى ذلك في ملاقاة أبناء الإيغبو في المدن الشمالية الاضطهاد، وفر الكثير منهم إلى المنطقة الشرقية. في مايو 1967، أعلن حاكم المنطقة الشرقية المقدم إيميكا أوجوكو منطقته دولة مستقلة عن الاتحاد الفيدرالي، باسم جمهورية بيافرا، تحت قيادته. أشعل هذا الإعلان نيران الحرب الأهلية النيجيرية، والتي بدأت عندما شنت القوات الحكومية النيجيرية الرسمية هجوما على بيافرا في 6 يوليو 1967 في غاركيم. في يناير 1970 انتهت الحرب التي امتدت لثلاثين شهرا، والتي شهدت حصارا طويلا لبيافرا وعزلها عن التجارة والإمدادات. تتراوح تقديرات عدد القتلى في جانب المنطقة الشرقية السابقة بين المليون والثلاثة ملايين قتيل سقطوا خلال الحرب الأهلية التي امتدت لثلاثين شهرا. انخرطت كل من فرنسا، ومصر، والاتحاد السوفييتي، وبريطانيا، وإسرائيل، وغيرها من الدول في الحرب الأهلية بصورة فاعلة من خلف الكواليس. كانت بريطانيا والاتحاد السوفييتي هما الداعمين الرئيسيين للحكومة النيجيرية، إذ لجأت نيجيريا إلى استخدام الدعم الجوي عبر طيارين مصريين قدمهم جمال عبد الناصر، في حين دعمت فرنسا وإسرائيل البيافرانيين. اتخذت حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، تحت إدارة الرئيس موبوتو سيسي سيكو، موقفا مبكرا من انفصال بيافرا تمثل في تقديم الدعم العلني للحكومة النيجيرية الفيدرالية، وحشد ألوف الجنود للقتال ضد الانفصاليين. في السنوات التالية للحرب، شهدت نيجيريا طفرة في قطاع النفط خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين وانضمت لمنظمة أوبك وحققت عائدات نفط هائلة. رغم تلك الإيرادات، لم تقدم الحكومة العسكرية الشيء الكثير لتحسين مستوى معيشة السكان، أو مساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو الاستثمار في البنية التحتية. مع تسبب عائدات النفط بارتفاع الدعم الفيدرالي للولايات، غدت الحكومة الفيدرالية بؤرة للصراع السياسي ومركز السلطة في البلاد. مع ارتفاع إنتاج النفط وإيراداته، تزايد اعتماد الحكومة النيجيرية على عائدات النفط والأسواق الدولية للسلع الأساسية بسبب مخاوف متعلقة بالميزانية والاقتصاد. في يوليو 1975، أطاح انقلاب بقيادة الجنرالات شيخو موسى يارادوا وجوزيف نانفين غاربا بالرئيس يعقوب جون الذي فر إلى بريطانيا. أراد مدبرو الانقلاب استبدال حكم جون الديكتاتوري بحكم ثلاثي لقادة ألوية يمنح المجلس العسكري الأعلى حق نقض قراراتهم. لإقامة هذا الحكم الثلاثي، أقنع المنقلبون الجنرال مورتالا محمد بأن يصبح رئيسا عسكريا للدولة، مع اعتبار الجنرال أولوسيجون أوباسانجو نائبه، والجنرال ثيوفيلوس دانجوما الرجل الثالث. طبقت الحكومة الثلاثية الحكم الثلاثي إجراءات تقشفية للحد من التضخم، وأنشأت مكتب تحقيقات لملاحقة نشاطات الفساد، واستبدلت جميع الحكام العسكريين بضباط جدد، وأطلقت «عملية ديدوود (سقط المتاع)» والتي طردت بموجبها 11,000 مسؤولا من الوظائف الحكومية. في العام 1976 نفذ العقيد بوكا سوكا ديمكا محاولة انقلاب ضد حكومة نيجيريا، تعرض خلالها الجنرال مورتالا محمد للاغتيال. افتقر ديمكا للدعم الكافي ضمن الجيش ففشل انقلابه، مما اضطره للفرار من البلاد. بعد محاولة الانقلاب، عين الجنرال أولوسيجون أوباسانجو رئيسا عسكريا للدولة. في منصبه كرأس الدولة، تعهد أوباسانجو بمواصلة السير على نهج سياسات مورتالا. انطلاقا من إدراكه بخطورة استعداء مواطني شمال نيجيريا، عين أوباسانجو الجنرال شيخو ياراودا وكيلا عنه وأوكل إليه منصب نائب الرئيس، متمما بذلك فريق الحكم الثلاثي. وهكذا كان أوباسانجو رئيسا للدولة، والجنرال ثيوفيلوس دانجوما رئيسا لأركان الجيش، وشرع ثلاثتهم في إعادة السيطرة على النظام العسكري وأشرفوا على برنامج نقل السلطات من الجيش: إنشاء الولايات، وترسيم الحدود الوطنية، وإصلاح الحكومات المحلية، وإنشاء لجنة لوضع دستور الجمهورية النيجيرية الثانية. في العام 1977، انتخبت جمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد نشر في 21 سبتمبر 1978، وتبعا لذلك رفع الحظر عن النشاط السياسي. خطط الجيش بعناية للعودة إلى الحكم المدني، وأنفذ تدابير تضمن حصول الأحزاب السياسية على دعم أوسع مما كان الحال عليه خلال حقبة الجمهورية الأولى. في العام 1979، تنافست خمسة أحزاب سياسية في سلسلة انتخابات فاز فيها الحاج شيخو شاغاري من الحزب الوطني النيجيري برئاسة البلاد. وحققت جميع الأحزاب الخمسة التمثيل في الجمعية الوطنية. في 1 أكتوبر 1979، أدى شيخو شاغاري اليمين باعتباره أول رئيس وقائد أعلى لجمهورية نيجيريا الاتحادية. نقل أوباسانجو السلطة بشكل سلمي إلى شاغاري، ليصبح بذلك أول رئيس دولة في تاريخ نيجيريا يتنحى طوعا. اتضح لجميع فئات المجتمع النيجيري تقريبا مقدار فساد حكومة شاغاري. في العام 1983 بدأ المفتشون في مؤسسة البترول النيجيرية الوطنية المملوكة للدولة يلاحظون «وتيرة تسميم أجواء البلاد». في أغسطس 1983 عادت حكومة شاغاري والحزب الوطني النيجيري إلى السلطة بعد انتصار ساحق، إذ حازوا على غالبية مقاعد الجمعية الوطنية وحكومة 12 ولاية. لكن شابت الانتخابات أعمال عنف وادعاءات عريضة بتزوير الانتخابات، وأدت المخالفات الانتخابية إلى منازعات قضائية تتعلق بصحة نتائج الانتخابات. وساد مزاج شعبي مشابه لما شهدته الجمهورية الأولى يلقي بظلال الشك على قدرة القادة السياسيين على الاضطلاع الناجح بشؤون الحكم وهو ما أدى إلى مرحلة أخرى من القادة العسكريين الجدد. وقع انقلاب العام 1983 في ليلة رأس السنة. نفذ الانقلاب قادة بارزون في الجيش النيجيري وأدى إلى إنهاء حقبة الجمهورية النيجيرية الثانية وتنصيب اللواء محمد بخاري قائدا للدولة. اعتبر الكثيرون أن الانقلاب العسكري الذي أتى بمحمد بخاري بعيد إعادة الانتخابات في العام 1984 تطورا إيجابيا. تعهد بخاري بتنفيذ إصلاحات شاملة، ولكن حكومته لم تكن ذات فعالية مجدية أكثر من سابقتها، وأطاح انقلاب عسكري آخر بنظامه في العام 1985. أطاح انقلاب العام 1985 الذي قاده الجنرال إبراهيم بابنجيدا بحكومة الجنرال بخاري، وشكل مجلس حكم القوات المسلحة، وأصبح رئيسا عسكريا للبلاد ورئيس أركان الجيش. في عام 1986، أنشأ بابنجيدا المكتب السياسي النيجيري والذي قدم توصيات بخصوص الانتقال إلى الجمهورية الثالثة. في العام 1989، شرع بابنجيدا في وضع خطط لتنفيذ الانتقال نحو الجمهورية الثالثة. وافتتح ذلك العهد بتشريع تشكيل الأحزاب السياسية، وأسس نظام الحزبين بوجود الحزب الديمقراطي الاجتماعي وحزب المؤتمر الجمهوري الوطني قبيل الانتخابات العامة للعام 1992. حث بابنيجدا جميع النيجيريين على الانضمام إلى أي من الحزبين، واللذين أطلق عليهما السياسي الراحل بولا إيج التسمية الشهيرة «يدان مجذومتان». كان نظام الحزبين من ضمن توصيات المكتب السياسي. في نوفمبر 1991، وبعد إجراء تعداد للسكان، أعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات في 24 يناير 1992 عن عقد انتخابات تشريعية بعد عام واحد لتأسيس جمعية وطنية بمجلسين وعقد انتهابات رئاسية كذلك. عمد إلى تبني عملية تصويت يشار إليها باسم الخيار إيه فور (نظام الاقتراع المفتوح). بموجب هذا الإجراء يحتاج أيما مرشح إلى النجاح في عملية الاختيار لجميع المناصب الانتخابية ضمن الحكومة المحلية، وحكومة الولاية، والحكومة الفيدرالية. نجا بابنجيدا من محاولة انقلابية في العام 1991، وتبعا لذلك أجل وعده في العودة إلى الحياة الديمقراطية في العام 1992. عقدت الانتخابات الرئاسية للعام 1993 في 12 يونيو، وهي أول انتخابات تجرى منذ انقلاب العام 1983. أظهرت نتائج الانتخابات والتي لم تعلنها لجنة الانتخابات الوطنية رسميا فوز الثنائي موشود أبيولا وباباغانا كنغيب من الحزب الديمقراطي الاجتماعي على بشير توفا وسيلفستر أوغو من حزب المؤتمر الجمهوري الوطني بنسبة 2.3 مليون صوت. رغم ذلك، ألغى بابنجيدا نتائج الانتخابات، وهو ما أدى إلى موجة احتجاجات مدنية عارمة شلت البلاد لعدة أسابيع. في أغسطس 1993، أوفى بابنجيدا أخيرا بوعده بنقل السلطة إلى حكومة ديمقراطية، ولكن بعدما عين إرنست شونيكان رئيسا للحكومة الوطنية الانتقالية. اعتبر نظام بابنجيدا الأكثر فسادا، ومسؤولا عن انتشار ثقافة الفساد في نيجيريا. مع نهاية العام 1993، أطيح بحكومة شونكان المؤقتة، ذات العمر الأقصر في التاريخ السياسي للبلاد، بسبب الانقلاب العسكري بقيادة الجنرال ساني أباشا الذي لجأ إلى القوة العسكرية على نطاق واسع لقمع الاضطرابات المدنية المتواصلة. في العام 1995، أعدمت الحكومة شنقا الناشط البيئي كين سارو-ويوا بناء على تهم ملفقة بقتل أربعة من زعماء الأوغوني. لجئ إلى تسوية الدعاوى القضائية بموجب قانون مطالبات الضرر الواقع على الأجانب الأمريكي ضد شركة رويال داتش شيل وبرايان أندرسون خارج إطار القضاء، مع ثبات شيل على موقفها بإنكار المسؤولية. في العام 1999 اكتشفت مئات الملايين من الدولارات في حسابات بنكية تعود إلى أباتشا. وانتهى عهد النظام في العام 1998 عند وفاة الديكتاتور في فيلا خاصة. أودع أباتشا الأموال التي نهبها في حسابات خارجية في بنوك أوروبا الغربية، وأحبط مؤامرات الانقلاب عليه إما عبر اعتقال أو رشوة الجنرالات والسياسيين. اعتمد خليفته الجنرال عبد السلام أبو بكر دستورا جديدا في 5 مايو 1999 ينص على عقد انتخابات متعددة الأحزاب. في 29 مايو 1999، نقل أبو بكر السلطة إلى الفائز في الانتخابات الرئاسية للعام 1999، الحاكم العسكري السابق الجنرال أولوسيجون أوباسانجو ليكون بذلك ثاني رئيس مدني لنيجيريا منتخب ديمقراطيا وإيذانا ببدء حقبة الجمهورية النيجيرية الرابعة. أنهى ذلك فترة دامت 33 عاما تقريبا من الحكم العسكري امتدت من العام 1966 حتى 1999، باستثناء عهد الجمهورية الثانية القصير (من 1979 حتى 1983)، وقد كان حكم ديكاتوريين عسكريين استولوا على السلطة عبر الانقلابات والانقلابات المضادة خلال فترة حكم العسكر لنيجيريا من 1966 – 1979 و1983 – 1999. رغم اتسام الانتخابات التي جاءت بأوسابانجو إلى السلطة بغياب الحرية وعدم النزاهة، أولها الانتخابات الرئاسية في العام 1999 والفترة الرئاسة الثانية بعد الانتخابات الرئاسية للعام 2003، فقد شهدت نيجيريا فقزات كبرى في مساعيها لمواجهة الفساد الحكومي وتسريع وتيرة التنمية. يبقى العنف ذي الطابع الإثني للسيطرة على دلتا النيجر الغنية بالنفط والتمرد في الشمال الشرقي أزمات تعصف بالبلاد. تسلم عمر ياراودا من حزب الشعب الديمقراطي مقاليد السلطة نتيجة للانتخابات العامة في العام 2007. أدان المجتمع الدولي هذه الانتخابات لعدم نزاهتها، بعد مراقبة حثيثة للانتخابات النيجيرية للدفع نحو عملية انتخابية حرة ونزيهة. أقر الرئيس آنذاك أوسابانجو بتزوير الانتخابات وغيرها من «الزلات» الانتخابية ولكنه قال أن النتيجة تعكس نتائج استطلاعات الرأي. في خطاب متلفز للأمة في العام 2007، أضاف أوسابانجو قائلا أنه في حال عدم إقرار النيجيريين فوز خليفته المختار بعناية، فإنه ستتاح لهم الفرصة للتصويت مرة أخرى، بعد أربع سنوات. توفي يارادوا في 5 مايو 2010. وأدى غودلاك جوناثان اليمين رئيسا خلفا ليارادوا، ليصبح بذلك الرئيس الرابع عشر للبلاد. بقي غودلاك جوناثان في منصب الرئيس حتى 16 أبريل 2011 موعد عقد الانتخابات الرئاسية في نيجيريا. فاز جوناثان بالانتخابات، مع تقارير من الإعلام الدولي تفيد أن الانتخابات سارت بسلاسة، ولم تشبها حوادث عنف تذكر أو تلاعب بأصوات الناخبين، مقارنة بالانتخابات السابقة عليها. مع دنو الانتخابات العامة للعام 2015، تشكل تحالف مؤتمر جميع التقدميين النيجري بعد اندماج ثلاث من أكبر أحزاب المعارضة: مؤتمر العمل في نيجيريا، ومؤتمر التغيير التقدمي، وحزب جميع شعوب نيجيريا، ومجموعة من التحالف الكبير لجميع التقدميين، ومجموعة من الحزب الديمقراطي الاجتماعي الجديد، ومجموعة من الحكام العاملين التابعين للحزب الحاكم حينها حزب الشعب الديمقراطي. في الانتخابات الرئاسية للعام 2015، هزم الحاكم العسكري السابق الجنرال محمد بخاري قائد مجموعة مؤتمر التغيير التقدمي ضمن تحالف مؤتمر جميع التقدميين، والذي خاض الانتخابات الرئاسية في الأعوام 2003، و2007، و2011 مرشحا عن تحالف مؤتمر جميع التقدميين هزم منافسه الرئيس حينها غودلاك جوناثان من حزب الشعب الديمقراطي بأكثر من مليوني صوت. وهكذا أنهى فوز بخاري فترة حكم حزب الشعب الديمقراطي التي دامت لستة عشرة عاما، ومثل فوزه سابقة في تاريخ نيجيريا: أن ينهزم رئيس في منصبه أمام مرشح المعارضة. لقيت الانتخابات استحسانا عاما لدى المراقبين لنزاهتها. وأشيد بجوناثان على نطاق واسع لإقراره بالهزيمة ما أدى إلى تجاوز خطر اندلاع اضطرابات في البلاد. في الانتخابات الرئاسية للعام 2019 أعيد انتخاب محمد بخاري لفترة رئاسية ثانية بعد انتصاره على أقرب منافسيه أتيكو أبو بكر. لأول مرة منذ انتخابات الجمهورية الثانية، تنافس أربعة مرشحين على الرئاسة في الانتخابات الرئاسية في فبراير 2023 هم: بولا تينوبو زعيم الحزب الحاكم التقدمي حزب مؤتمر الجميع التقدميين، وأتيكو أبو بكر من حزب الشعب الديمقراطي المحافظ، وبيتر أوبي من حزب العمال، ورابيو كوانكواسو من حزب الشعب النيجيري الجديد اليساري المتطرف. علاوة على ذلك، وللمرة الأولى منذ عودة الديمقراطية، لم يترشح أي حاكم عسكري سابق لمنصب الرئيس، مما يشير إلى تعزيز الديمقراطية والثقة في الدستور التعددي، فضلا عن التبشير بالانتقال إلى طبقة ديمقراطية جديدة من السياسيين. شهدت الانتخابات أيضا ظهور مؤيدين مجازيين للمرشحين الجدد هم: حركة أوبيدينت التابعة لبيتر أوبي، الحاكم السابق لولاية أنامبرا، والتي نالت إعجاب الناخبين الشباب في المناطق الحضرية على نطاق واسع ولها قاعدتها الأساسية في الجنوب الشرقي؛ ورابيو موسى كوانكواسو، الحاكم السابق لولاية كانو في الشمال الغربي. فاز بولا تينوبو من الحزب الحاكم في الانتخابات المتنازع عليها بنسبة 36.61% من الأصوات، بمجموع 8,794,726 صوتا. وكان الوصيفون هم نائب الرئيس السابق أتيكو أبو بكر من حزب الشعب الديمقراطي، والحاكم السابق لولاية أنامبرا بيتر أوبي من حزب العمال، وكلاهما اعترض على النتيجة على الفور؛ ومع ذلك، ادعى كلا المرشحين الفوز وما زال التقاضي مستمرا في محكمة الانتخابات. أجريت انتخابات اتحادية أخرى، بما في ذلك انتخابات مجلس النواب ومجلس الشيوخ، في نفس التاريخ بينما كان من المقرر إجراء انتخابات الولاية بعد أسبوعين في 11 مارس، ولكن تم تأجيلها لمدة أسبوع وعقدت في 18 مارس. نصب بولا تينوبو في 29 مايو 2023 وأدى اليمين رئيسا لنيجيريا خلفا لبوهاري. نيجيريا هي جمهورية اتحادية رئاسية على غرار الولايات المتحدة، والسلطة التنفيذية بيد الرئيس وتشابه نموذج نظام وستمنستر يشكل ويدار المجلسان الأعلى والأدنى بواسطة سلطة تشريعية ثنائية المجلس. الرئيس يترأس على حد سواء رئاسة الدولة والسلطة التنفيذية الوطنية؛ ينتخب الرئيس بالاقتراع الشعبي لمدة أقصاها فترتين مدة كل منهما أربع سنوات. تفحص سلطة الرئيس من قبل مجلس الشيوخ ومجلس النواب اللذان يشكلان مجتعين هيئة من مجلسين تدعى الجمعية الوطنية. مجلس الشيوخ هو هيئة مؤلفة من 109 مقعدا مع ثلاثة أعضاء من كل ولاية وعضو من من منطقة العاصمة أبوجا؛ وينتخب الأعضاء بالاقتراع الشعبي لولاية مدتها أربع سنوات ويحتوي المجلس على 360 مقعدا ويحدد عدد المقاعد لكل ولاية حسب نسبة السكان. إن النعرة العرقية والقبلية والاضطهاد الديني قد أثرت على السياسة النيجيرية على حد سواء قبل وبعد الاستقلال في عام 1960. وشق الاستحواذ الحاد الانتقائي طريقه في صميم السياسة النيجيرية، مما أدى إلى تركيز الجهود القبلية للإمكانيات الاتحادية على منطقة معينة خدمة للمصالح. وقد أدت القومية إلى سلسلة من الحركات الانفصالية النشطة مثل الجماعة الانفصالية ماسوب وحركات قومية مثل كونغرس شعوب أودوا وحركة تحرير دلتا النيجر. حافظت أكبر ثلاث مجموعات عرقية في نيجيريا (الهوسا واليوروبا والإيبو) على التفوق التاريخي في السياسة النيجيرية وأدت المنافسة بين هذه المجموعات الثلاث إلى تغذية الفساد والكسب الغير مشروع. بسبب القضايا المذكورة أعلاه فإن الأحزاب السياسية في نيجيريا هي عموما ذات طابع وطني وعلماني (رغم أن هذا لا يحول دون التفوق المستمر للعرقيات السائدة). وتشمل الأحزاب السياسية الرئيسية في الوقت الحاضر حزب الشعب الديمقراطي الحاكم لنيجيريا، الذي يحافظ على 223 مقعدا في مجلس النواب و76 في مجلس الشيوخ (61.9% و69.7% على التوالي)؛ أما الحزب المعارض (حزب كل الشعب النيجيري) حاليا (حزب كونغرس التقدميين) فلديه 96 مقعدا في مجلس النواب و27 في مجلس الشيوخ (26.6% و24.7%) وحوالي عشرين لأحزاب المعارضة الثانوية. اعترف الرئيس السابق أولوسيجون أوباسانجو «الهفوات» الانتخابية لكنه قال أن النتيجة عكست استطلاعات الرأي وفي كلمة بثها التلفزيون الوطني في عام 2007 وأضاف أنه إذا لم يعجب النيجيريين انتصار خليفته الذي اختاره، سيكون لديهم فرصة للتصويت مرة أخرى في غضون أربع سنوات. كما هو الحال في العديد من المجتمعات الأفريقية الأخرى، فإن الاضطهاد العرقي وارتفاع معدلات الفساد لا تزال تشكل تحديات كبيرة لنيجيريا. مارست جميع الأطراف الرئيسية تزوير الانتخابات وغيرها من وسائل الإكراه من أجل البقاء في دائرة المنافسة. في عام 1983 وصل معهد السياسة في كورو إلى نتيجة بأن فقط الانتخابات التي أجريت بين عامي 1959 و1979 عانت الحد الأدنى من التزوير. هناك ثلاثة أنظمة متميزة للقانون في نيجيريا: تتمثل مهمة القوات المسلحة النيجيرية في حماية جمهورية نيجيريا الفيدرالية، وتعزيز المصالح الأمنية الدولية لنيجيريا، ودعم مساعي حفظ السلام، وخصوصا في غرب نيجيريا. يعتبر هذا متماشيا مع عقيدة عسكرية تسمى أحيانا السلام النيجيري. تتألف القوات المسلحة النيجيرية من الجيش، والبحرية، وسلاح الجو. أدى الجيش في نيجيريا دورا بارزا في تاريخ البلاد منذ استقلالها. استولت عدة مجالس عسكرية على السلطة وحكمت البلاد في معظم تاريخها المعاصر. انتهت آخر فترة حكم عسكري في العام 1999 بعد الوفاة المفاجئة للديكتاتور الأسبق ساني أباتشا في العام 1998. في العام التالي نقل خليفته عبد السلام أبو بكر السلطة لحكومة أولسيجون أوباسانجو المنتخبة ديمقراطيا. انطلاقا من كونها أكبر البلدان الإفريقية كثافة بالسكان، فقد موضعت نيجيريا جيشها بوصفه قوة حفظ سلام في القارة السمراء. منذ العام 1995، وبموجب قرارات مجموعة المراقبة التابعة للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا نشرت قوات حفظ سلام من الجيش النيجيري في ليبيريا (1997)، وساحل العاج (1997-1999)، وسيراليون (1997-1999). وبتفويض من الاتحاد الأفريقي، أرسلت نيجيريا قواتها إلى السودان ودارفور سعيا لنشر وإحلال السلام. منذ ذلك التاريخ، أرسلت قوات الجيش النيجيري عبر غربي إفريقيا، ما أدى إلى انحسار موجة الإرهاب في بلدان مثل مالي، والسنغال، وتشاد، والكاميرون، إضافة إلى انخراطه في حرب مالي، وخلع يحيى جامع من السلطة في العام 2017. عند حصولها على الاستقلال في عام 1960، قدمت نيجيريا الوحدة الأفريقية محور لسياستها الخارجية، ولعبت دورا قياديا في الكفاح ضد حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. مع وجود استثناء واحد ملحوظ لسياستها الأفريقية وهو العلاقة الوثيقة المتطورة لنيجيريا مع إسرائيل خلال ستينيات القرن العشرين حيث قامت إسرائيل بالرعاية والأشرف على تشييد المباني البرلمانية النيجيرية. تختبر السياسة الخارجية في نيجيريا في 1970 بعد ظهور بلد موحد من الحرب الأهلية مؤيد للحركات ضد حكومات الأقلية البيضاء في أجزاء من إفريقيا الجنوبية. دعمت نيجيريا المؤتمر الوطني الأفريقي من خلال اتخاذ مواقف متشددة ملتزمة فيما يتعلق بحكومة جنوب إفريقيا والعمليات العسكرية في جنوب إفريقيا. وكانت نيجيريا أيضا عضوا مؤسسا لمنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليا)، ولها تأثير كبير في غرب إفريقيا وإفريقيا على وجه العموم. وقد أوجدت نيجيريا الجهود التعاونية الإقليمية في غرب إفريقيا حيث تعمل بوصفها حاملا للواء الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) ومجموعة المراقبة التابعة لها، والمنظمات الاقتصادية والعسكرية. مع هذا الموقف الأفريقي المحور أرسلت نيجيريا بسهولة قوات إلى الكونغو بناء على طلب من الأمم المتحدة بعد وقت قصير من الاستقلال (وحافظت على عضويتها منذ ذلك الوقت). كما دعمت نيجيريا العديد من الأسباب الموالية والذاتية لحكومات البلدان الأفريقية في السبعينيات، بما في ذلك حشد الدعم للحركة الشعبية لتحرير أنغولا وسوابو الأنغولية في ناميبيا، ومساعدة المعارضة لحكومات الأقلية في موزامبيق وروديسيا. نيجيريا عضو في حركة عدم الانحياز. في أواخر نوفمبر عام 2006 قامت نيجيريا بتنظيم قمة أفرو-أمريكة جنوبية في أبوجا لتعزيز ما وصفه بعض الحضور بالروابط «بين بلدان الجنوب» على مجموعة متنوعة من الجبهات. ونيجيريا هي أيضا عضو في المحكمة الجنائية الدولية، ورابطة دول الكومنولث التي فصلت منها مؤقتا في عام 1995 عندما حكمها نظام أباتشا. ظلت نيجيريا لاعبا رئيسيا في صناعة النفط العالمية منذ عام 1970، وحافظت على العضوية في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، التي انضمت إليها في شهر يوليو 1971. مكانتها البارزة باعتبارها من منتجين الرئيسيين للنفط جعل علاقاتها الدولية متذبذبة في بعض الأحيان مع كل من البلدان المتقدمة، ولا سيما الولايات المتحدة، والبلدان النامية مثل الصين، وجامايكا، وغانا، وكينيا في إفريقيا. لقد هاجر الملايين من النيجيريين في أوقات المصاعب الاقتصادية، في المقام الأول إلى أوروبا أمريكا الشمالية وأستراليا. تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون نيجيري قد هاجروا إلى الولايات المتحدة وشكلوا الجماهير الأمريكية النيجيرية. وقد انضم العديد من أفراد هذا الشتات إلى مجتمعات محلية مثل «أومو اليوروبا»، وهي جمعية وطنية من أحفاد اليوروبا في أمريكا الشمالية. في يوليو من العام 2019، وقع سفراء 37 دولة عضو في الأمم المتحدة، بما فيها نيجيريا، على رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يدافعون فيها عن معاملة الصين لإثنية الإيغور في إقليم سنجان. منذ العام 2000، زادت نسبة العلاقات التجارية بين الصين ونيجيريا باضطراد. وارتفع إجمالي التجارة بأكثر من 10,384 مليون دولار بين البلدين بين الأعوام 2000 و2016. ورغم ذلك، فقد مثل هيكل العلاقة التجارية بين الصين ونيجيريا قضية سياسية رئيسية للدولة النيجيرية. ويتجلى ذلك في كون الصادرات الصينية تمثل 80 في المائة تقريبا من إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين. وهو ما أدى إلى اختلال جدي في الميزان التجاري، إذ استوردت نيجيريا عشرة أضعاف صادراتها إلى الصين. بالنتيجة، أصبح الاقتصاد النيجيري معتمدا بشكل مفرط على الواردات الأجنبية الرخيصة للحفاظ على ثباته، ونجم عن ذلك تراجع حاد في الصناعة النيجيرية بمقتضى هكذا ترتيبات. التزاما منها بسياستها الخارجية الميالة إلى المركزية الأفريقية، طرحت نيجيريا مقترح عملة موحدة لغرب إفريقيا تعرف باسم إيكو، في ظل افتراضها أن العملة النيجيرية النايرا ستهيمن عليها، ولكن في 21 ديسمبر 2019، أعلن رئيس ساحل العاج الحسن واتارا بالاشتراك مع إيمانويل ماكرون وعدة دول أخرى ضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا أنهم سيعيدون تسمية الفرنك الأفريقي (العملة الحالية لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا) عوضا عن استبدال العملة بالكامل كما كان مزمعا في البداية. سبب هذا نشوء خلاف ضمن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، وأشير إلى سياسة فرنسية استعمارية جديدة تتدخل في الوحدة الأفريقية وإذا اعتمدت، فسيؤدي ذلك إلى فقدان السيادة الوطنية. منذ العام 2020، تأجل اعتماد عملة إيكو إلى العام 2025. نيجيريا جمهورية اتحادية (فدرالية) تتكون من 36 ولاية بالإضافة إلى منطقة العاصمة الاتحادية، أبوجا. كل ولاية لها مجلس تشريعي (أحادي الغرفة) وحاكم منتخب يعين المجلس التنفيذي. يوجد في نيجيريا خمس مدن يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة (وترتيبها من الأكبر إلى الأصغر): لاغوس، وكانو، وإبادان، وبنين، وبورت هاركورت. تعتبر لاغوس أكبر مدينة في إفريقيا، إذ يفوق تعداد السكان في منطقتها الحضرية أكثر من 12 مليون نسمة. تقع نيجيريا في غرب إفريقيا على خليج غينيا وتمتد على مساحة تبلغ 923,768 كلم مربع (356,669 ميل مربع)، ما يجعلها الدولة ال32 الأكبر في العالم. تكافئ نيجيريا فنزويلا في حجمها تقريبا، وتبلغ ضعفي حجم ولاية كاليفورنيا الأمريكية. تمتد حدودها على 4,047 كلم (2,515 ميل)، وتشترك بحدودها مع بنين (773 كلم أو 480 ميل)، والنيجر (1,497 كلم أو 930 ميل)، وتشاد (87 كلم أو 54 ميل)، والكاميرون (بما في ذلك إقليم أمبازونيا الانفصالي) 1,690 كلم أو 1,050 ميل. يبلغ طول ساحلها 853 كيلومتر (530 ميل) على الأقل. تقع نيجيريا بين خطي العرض 4° °14 شمال خط الاستواء، وخطي الطول 2° و15° شرق خط غرينتش. أعلى نقطة في نيجيريا هي قمة جبل شابال وادي بارتفاع 2,419 متر (7,936 قدم). أنهار نيجيريا الرئيسية هما النيجر وبينوي، اللذان يلتقيان ويصبان في دلتا النيجر التي تعتبر إحدى أكبر دلتا الأنهار في العالم، وموضع منطقة الأيكة الساحلية الضخمة في وسط إفريقيا. تتمتع نيجيريا بمشهد طبيعي متنوع. تتسم منطقة أقصى الجنوب بمناخ استوائي، إذ يتراوح معدل هطول الأمطار السنوي من 60 إلى 80 إنش (1500 إلى 2000 ملم) سنويا. تقع هضبة أوبودو في الجنوب الشرقي. توجد السهول الساحلية في الجنوب الغربي والجنوب الشرقي. يعرف الجزء الجنوبي من منطقة الغابات بكونه «مستنقع المياه المالحة»، ويعرف أيضا باسم الأيكة الساحلية نظرا لوجود أعداد هائلة من أشجار الأيكة الساحلية في المنطقة. ويقع شمال هذه الأيكة الساحلية مستنقع من المياه العذبة يحتوي على نباتات عدة تنتمي لمستنقع المياه المالحة، وإلى الشمال منه توجد غابة مطيرة. تعتبر المنطقة الطبوغرافية الأكثر اتساعا في نيجيريا هي أودية النيجر ووديان نهر بينوى (والتي تندمج بشكل حرف Y). توجد مرتفعات «شديدة الوعورة» في الجنوب الغربي من نهر النيجر. وإلى الجنوب الشرقي من نهر بينوى توجد التلال والجبال، والتي تشكل هضبة مامبيلا، وهي أعلى هضبة في نيجيريا. تقطع هذه الهضبة حدود نيجيريا مع الكاميرون، حيث تشكل النظم البيئية الجبلية جزءا من مرتفعات باميندا في الكاميرون (الهضبة الغربية المرتفعة، أو المرتفعات الغربية). تشتهر المنطقة القريبة من الحدود مع الكاميرون قريبا من الساحل بغناها بالغابات المطيرة وكونها جزءا من المنطقة البيئية للغابات الساحلية في كروس-ساناغا-بيوكو، وهي مركز مهم للتنوع الحيوي. فهي موطن قرد الميمون الرمادي الفاتح، والذي يوجد حصرا في براري هذه المنطقة بالإضافة إلى منطقة الحدود مع الكاميرون. يعتقد أن المناطق المحيطة بكالابار، وولاية نهر كروس، والمناطق في هذه الغابة أيضا، يعتقد أنها تضم أضخم نسبة تنوع من الفراشات في العالم. فقدت منطقة جنوب نيجيريا الواقعة بين نهري النيجر وكروس معظم غاباتها نظرا لزحف التنمية والحصاد من قبل عدد السكان المتزايد، مع استبدالها بالأراضي العشبية. أما جميع الأراضي الواقعة بين أقصى الجنوب والشمال الأقصى فهي عبارة عن سافانا (غطاء شجري قليل الأهمية، مع نمو الأعشاب والأزهار بين الأشجار). نسبة هطول الأمطار محدودة هنا بشكل أكبر، إذ تتراوح بين 500 و1500 ملم (20 و60 إنش) سنويا. تنقسم منطقة السافانا إلى فئات ثلاث هي: فسيفساء غابات-السافانا في غينيا، وسافانا السودان، وسافانا منطقة الساحل الأفريقي. يذكر أن فسيفساء غابات-السافانا في غينيا هي عبارة عن سهول من الأعشاب الطويلة تتخللها الأشجار. وتشبهها في ذلك السافانا السودانية، إنما بوجود أعشاب أقصر وأشجار أقصر. وتتكون منطقة سافانا الساحل الأفريقي من مساحات حشائش ورمال، توجد في الشمال الشرقي. في منطقة الساحل الأفريقي، يقل هطول الأمطار عن 500 ملم (20 إنش) في السنة، مع زحف الصحراء الكبرى. في الجانب الشمالي الشرقي الجاف من البلاد تقع بحيرة تشاد، والتي تشترك فيها نيجيريا مع النيجر، وتشاد، والكاميرون. تتميز نيجيريا إلى حد كبير بالعديد من أنواع الأشجار التي ينتمي معظمها إلى النباتات المحلية بينما بعضها غريب على البيئة المحلية. يظهر التقرير أن نسبة كبيرة من الغابات الاصطناعية في البلاد تهيمن عليها أنواع النباتات الغريبة. وينبني على هذا افتراض أن الأشجار الغريبة سريعة النمو. ومع هذا، فقد ركزت الدراسات اهتمامها على نمو الأشجار المحلية والغريبة على حد سواء. تتأثر العديد من البلدان في إفريقيا بالأنواع الغريبة المجتاحة. في العام 2004، حدد الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة 81 نوعا غريبا مجتاحا في جنوب إفريقيا، و49 نوعا في موريشيوس، 37 نوعا في الجزائر، ومدغشقر، و35 نوعا في كينيا، و28 نوعا في مصر، و26 نوعا في غانا، وزيمبابوي، و22 نوعا في إثيوبيا. على الرغم من ذلك، لا يعرف الكثير عن الأنواع الغريبة المجتاحة في نيجيريا، فقد أشارت معظم التقارير المتخصصة والدراسات إلى وجود أقل من 10 نباتات مجتاحة في البلاد. إضافة إلى النباتات المجتاحة، اعتبر كل من الجرذ الأسود وفيروس إنفلونزا الطيور أيضا من الأنواع الغريبة المجتاحة في نيجيريا. دخلت الأنواع الغريبة المجتاحة أول مرة إلى نيجيريا بشكل أساسي بواسطة الحكام الاستعماريين الذين جلبوا النباتات الغريبة إما بهدف زراعة أشجار الغابات أو لأغراض الزينة. أسهمت زيادة النشاط الاقتصادي في تشجيع دخول النباتات الغريبة إلى نيجيريا خلال حقبة ما بعد الاستقلال، إضافة إلى المباشرة بعمليات التنقيب عن النفط التجاري، وجلبتها كذلك السفن، كما أدخل مزارعو الزهور التجاريين نباتات الزينة. بسبب الاستغلال الجائر، تقتصر آخر النظم الحيوية الطبيعية والغابات الأولية في نيجيريا على المناطق المحمية التي تضم محمية واحدة للمحيط الحيوي، وسبعة متنزهات وطنية، وموقع واحد للتراث العالمي، و12 محمية طبيعية شديدة، و32 محمية صيد أو محميات الأحياء البرية، وبضع مئات من المحميات الحرجية. يضاف إلى هذه العديد من مواقع الحفظ خارج النطاق مثل المشاتل، والحدائق النباتية، وحدائق الحيوان، وبنوك الجينات التي تديرها العديد من مؤسسات التعليم العالي والمؤسسات البحثية. في السافانا شبه القاحلة والجافة شبه الرطبة في غرب إفريقيا، بما في ذلك نيجيريا ، يشيع استخدام أنواع من النباتات العشبية -خاصة من أجناس النطش، والحريشة، والكاسيا، والأثمان- في الإنتاج الحيواني. في كثير من الأحيان يلجأ إلى قطفها أو قطعها، وتقديمها أعلافا طازجة أو محفوظة. لا يخفى الطابع الانتهازي الذي يشوب الاستفادة من هذه الأعشاب والعديد من الأعشاب الأخرى التي تنمو بشكل طبيعي في سياق عمل المزارع. تعتبر العديد من الأنواع الأخرى الأصلية في نيجيريا، بما فيها فول الصويا بأنواعه كافة، مصدرا مهما للزيت والبروتين في المنطقة. كما توجد العديد من النباتات التي تستخدم لأغراض طبية للمساعدة في علاج العديد من الأعضاء. من بعض هذه النباتات، الفربيونية التي تستعمل لعلاج الملاريا واضطرابات الجهاز الهضمي وغيرها العديد من أنواع العدوى. أسهمت عدة عوامل إجهاد، مثل الجفاف، وانخفاض مغذيات التربة، وقابلية الإصابة بالآفات أسهمت في جعل مزارع الذرة جزءا ثابتا من الزراعة في هذه المنطقة. مع زيادة وتيرة التصنيع، تعرضت أنواع الأشجار في الغابة لخطر تلوث الجو، وأثبتت الدراسات أنه في بعض أجزاء من نيجيريا، أظهرت الأشجار تحملا للتلوث وتنمو في مناطق تتسم بنسب عالية من التلوث الجوي. تشهد منطقة الدلتا في نيجيريا، وهي موطن كبرى صناعات النفط، تسربات نفطية خطيرة ومشاكل بيئية أخرى تسببت في نشوب الصراعات. تتمثل أهم الأزمات البيئية في نيجيريا في إدارة المخلفات بما في ذلك معالجة الصرف الصحي، والعمليات المرتبطة بإزالة الغابات، وتدهور وتقهقر التربة، والتغيير المناخي أو الاحتباس الحراري. تسبب إدارة المخلفات مشاكل في المدن الكبرى مثل لاغوس والمدن النيجيرية الكبرى الأخرى المرتبطة بالتنمية الاقتصادية والزيادة السكانية، وعجز المجالس المحلية عن التعامل مع الزيادة الناتجة في المخلفات الصناعية والنفايات المنزلية. كما تنسب مشكلة إدارة المخلفات الضخمة هذه إلى أنماط حياة الإدارة البيئة غير المستدامة التي يتبعها مجتمع كوبوا في إقليمة العاصمة الاتحادية، حيث تشيع عادات التخلص العشوائي من النفايات، وإلقائها على جانبي القنوات أو فيها نفسها، أو في أنظمة الصرف الصحي التي هي ذاتها قنوات لتدفق المياه، وما إلى ذلك. يعتبر التخطيط الصناعي العشوائي، وزيادة حركة التحضر، والفقر، ونقص كفاءة الحكومات المحلية المسببات الرئيسية لارتفاع مستويات تلوث النفايات في مدن نيجيريا الرئيسية. أفضت بعض «الحلول» إلى نتائج كارثية على البيئة، ونجم عنها إلقاء النفايات غير المعالجة في الأماكن التي يمكن أن تؤدي إلى تلوث المعابر المائية والمياه الجوفية. في العام 2005 سجلت نيجيريا أعلى معدل لإزالة الغابات في العالم، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو). في نفس العام، عمد إلى تشجير 12.2%، أي ما يعادل 11,089,000 هكتارا في البلاد. بين الأعوام 1990 و2000، فقدت نيجيريا سنويا ما مقداره 409,700 هكتارا من الغابات، وهو ما يعادل متوسط إزالة الغابات السنوي 2.4%. بين عامي 1990 و2005، فقدت نيجيريا بالمجمل 35.7% من غطائها الغابوي الأخضر، أو ما يعادل 6,145,000 هكتارا. سجلت نيجيريا 6.2/10 متوسط درجات على مؤشر سلامة المناظر الطبيعية للغابات للعام 2019، مما وضعها في المرتبة 82 عالميا من بين 172 دولة. في العام 2010، تعرض الآلاف بشكل غير مقصود للتربة المحتوية على الرصاص ومادة الرصاص الخام الناتجة عن التعدين غير الرسمي للذهب غير الرسمي في ولاية زمفارة الشمالية. رغم تضارب التقديرات، يعتقد أن أكثر من 400 طفل توفوا بسبب التسمم الحاد بالرصاص، مما يجعل هذا أكبر نسبة وفاة مرتبطة بوباء التسمم بالرصاص على الإطلاق. ما تزال جهود الاستجابة للوباء مبذولة منذ العام 2016. يصنف اقتصاد نيجيريا بوصفه مختلطا في سوق ناشئة. ووفقا لتصنيف البنك الدولي، فقد وصلت نيجيريا إلى وضع الدخل المتوسط الأدنى، مع وفرة في الموارد الطبيعية، والقطاعات المالية والقانونية والاتصالات والنقل المتطورة، والبورصة (البورصة النيجيرية)، والتي تعد ثاني أكبر سوق بورصة في إفريقيا. في العام 2015، جاءت نيجيريا في المرتبة 21 في العالم من ناحية الناتج المحلي الإجمالي (تعادل القوة الشرائية). ونيجيريا هي الشريك التجاري الأكبر للولايات المتحدة في إفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى وتزودها بخمس احتياجاتها من النفط (11% من واردات النفط). كما لديها سابع أكبر فائض تجاري مع الولايات المتحدة مقارنة بأي دولة في العالم. وتعد نيجيريا سوق التصدير الخمسين الأكبر للبضائع الأمريكية، وتأتي في المرتبة الرابعة عشر من حيث تصدير البضائع إلى الولايات المتحدة. والولايات المتحدة هي أكبر مستثمر أجنبي في نيجيريا. في أعقاب انهيار أسعار النفط في 2014-2016، بالتزامن مع صدمات الإنتاج السلبية، انخفض معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى 2.7% في العام 2015. في العام 2016 خلال الركود الأول في البلاد منذ 25 عاما، سجل الاقتصاد النيجيري انكماشا بنسبة 1.6%. اتسمت السنة المالية 2016 بانخفاض قيمة العملة وما رافق ذلك من ارتفاع في أسعار المنتجات البترولية، والكهرباء، والأغذية المستوردة، مما دفع التضخم إلى نسبة 18.55% في ديسمبر 2016 مقارنة بنسبة 9.55% في ديسمبر 2015. في العام 2019، بدأ الاقتصاد بالتعافي إلى حد ما، مع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد بنسبة 2.3%، ويقدر صندوق النقد الدولي زيادة أخرى بنسبة 2.3% في العام 2020. أعاقت سنوات حكم العسكر، والفساد، وسوء الإدارة مسيرة التنمية الاقتصادية. ولكن نجحت استعادة حكم الديمقراطية وما تبعها من إصلاحات اقتصادية في وضع نيجيريا مجددا على المسار الصحيح نحو تحقيق كامل إمكاناتها الاقتصادية. ابتداء من العام 2014، تعتبر نيجيريا أكبر اقتصاد في إفريقيا، بعد أن تخطت جنوب إفريقيا. إضافة إلى دولارات النفط، فإن ثاني أكبر مصدر لإيرادات القطع الأجنبي في نيجيريا هي الحوالات المالية التي يرسلها النيجيريون المغتربون إلى البلاد. خلال فترة الطفرة النفطية في السبعينيات من القرن العشرين، راكمت نيجيريا ديونا خارجية كبيرة لتمويل أهم استثمارات البنية التحتية. مع وفرة النفط في الثمانينات، سعت نيجيريا جاهدة للإيفاء بدفعات قروضها، وفي نهاية المطاف تخلفت عن سداد دفوعات ديونها الرئيسية، وهو ما أدى إلى اقتصار السداد على الجزء المتعلق بالفائدة من القروض. أدت متأخرات السداد وفوائد الغرامات المتراكمة على أصل الدين غير المسدد إلى زيادة حجم الدين. بعد مفاوضات مع السلطات النيجيرية، توصلت نيجيريا ودائنوها في نادي باريس في أكتوبر 2005 إلى اتفاق أعادت نيجيريا بمقتضاه شراء ديونها مع حسم يقارب 60%. وظفت نيجيريا جزءا من أرباحها النفطية لدفع نسبة 40% المتبقية من الدين، مما أدى إلى إتاحة 1.15 مليار دولار سنويا على الأقل لبرامج الحد من الفقر. دخلت نيجيريا التاريخ في أبريل 2006 بعدما أصبحت أول دولة أفريقية تسدد كامل ديونها (المقدرة بثلاثين مليار دولار) المستحقة لنادي باريس. تكافح نيجيريا لتحقيق الهدف الأول من أهداف التنمية المستدامة، المتمثل في القضاء على الفقر بجميع صوره بحلول العام 2030. بحلول العام 2010، كان ما نسبته 30% من النيجيريين يعملون في الزراعة. فيما مضى كانت الزراعة هي المورد الرئيسي للعملات الأجنبية في نيجيريا. تشمل المحاصيل الرئيسية الفاصولياء، والسمسم، والكاجو، والبفرة، والكاكاو، والفول السوداني، واللوبياء المطمورة، والصمغ العربي، وجوزة الكولا، والذرة، والبطيخ، والدخن، وحبوب النخيل، وزيت النخيل، وموز الجنة، والأرز، والمطاط، والسورغم، وفول الصويا، واليام. يعتبر الكاكاو المصدر الرئيسي غير النفطي للعملات الأجنبية. أما المطاط فهو ثاني أكبر مورد غير نفطي للنقد الأجنبي. قبل الحرب الأهلية النيجيرية، تميزت نيجيريا بالاكتفاء الذاتي غذائيا. لم يفلح قطاع الزراعة في مواكبة النمو السكاني المتسارع في نيجيريا، ولذا فهي تعتمد الآن في غذائها على الواردات من الخارج. شجعت الحكومة النيجيرية على استخدام الأسمدة غير العضوية في السبعينيات. وفي أغسطس 2019، أغلقت نيجيريا حدودها مع بنين لوقف تهريب الأرز إلى البلاد، ضمن الجهود المبذولة لدعم الإنتاج المحلي. تعتبر نيجيريا ثاني عشر أكبر منتج للبترول في العالم وثامن أكبر مصدر له، ولديها عاشر أكبر احتياطيات مؤكدة. (انضمت نيجيريا إلى منظمة أوبك في العام 1971). يؤدي البترول دورا كبيرا في الاقتصاد النيجيري، إذ يمثل 40% من الناتج المحلي الإجمالي و80% من إيرادات الحكومة. وعلى الرغم من ذلك، أدت الاضطرابات المتعلقة بتحسين الرقابة على الموارد في دلتا النيجر، وهي منطقة إنتاج النفط الرئيسية، أدت إلى إعاقة إنتاج النفط ومنع البلاد من التصدير بنسبة 100%. اكتشف حقل نفط نيمبي كريك في دلتا نهر النيجر في العام 1973، وينتج من صخور الطفل الصفحي-الحجر الرملي المتوسطة في الدلتا من العصر الميوسيني في محبس هيكلي محدب على عمق 2 إلى 4 كيلومترات (7,000 إلى 13,000 قدم). في يونيو 2013، أعلنت شركة شل عن تطبيق
https://ar.wikipedia.org/wiki/نيجيريا
e8f65605c8e5013bc35ace9d65d0f9e6
{ "cleaned": true, "language": "ar", "processing_date": "2025-08-23T00:14:41.038544", "source": "Wikipedia" }